حدث اليوم - 24 أيلول

حدث اليوم -  24 أيلول
الاثنين 24 سبتمبر, 2018

حدث اليوم                                                                                             24/9/2018

ينشر مركز Politica مقال الاستاذ غسان صليبي بمناسبة مناقشة قضيتهم في المجلس النيابي اللبناني اليوم.

وداد و رفاقها لا يريدون ان يصدقوا                                                                                                                        

 

عنيدة وداد حلواني، هي ورفاقها.

لا أقصد فقط هذا العناد في السعي وفي المثابرة في متابعة قضيتهم ، قضية المفقودين  والمخفيين قسرا. لا أقصد العناد النضالي فحسب، بل أفكر بالعناد الاصلي، العناد الوجودي.

لا تريد ان تصدق وداد ولا رفاقها، ان الحبيب يمكن ان يترك حبيبه بهذه البساطة.  فلا موت، و لا حادث، ولا زلزال.

خطف من قبل مسلحين؟ صحيح، لكن ربما، ربما،

نظر الخاطف إلى الحبيب فرأى في عينيه خوفه، حزنه، أمله بالبقاء حيا إلى جانب من يحب. ربما أعجب الخاطف بالمخطوف، كما كان أحباؤه معجبين به، فتعاطف معه و لم يشأ تركه. ربما حصل ما لم يكن في الحسبان، و الحبيب الآن،  في مكان ما، لسبب ما....

لا تريد ان تصدق وداد و لا رفاقها، ان دولتها لن تؤلف هيئة وطنية مستقلة،  وتجمع وتحفظ العينات البيولوجية من الاهالي، و تبذل جهدا من اجل مواطنين مفقودين واهل مفجوعين. الاهل يعرفون ان الخاطفين اصبحوا مسؤولين، او ان الخاطفين الاصليين هم اولياء امرهم الاقليميين. لكنهم لا يريدون ان يصدقوا ان ليس في بلدهم مسؤول، مسؤول واحد، يتابع القضية بصدق و جدية .

ترفض وداد و رفاقها ان يصدقوا،  أنه لن يكون للرواية من خاتمة. فلتكن قصيرة، فلتكن كلمة واحدة.

 لكن كيف يسدل الستار عن مسرحية تعددت شخصياتها وطالت فصولها إلى ما لا نهاية، لكن البطل لم يشأ الظهور بعد؟

جنسنا البشري لا يعرف شيئا عن بداياته، و يحاول متخبطا تفسير مساراته. وكل ما يعرفه هو القليل القليل عن نهاياته. لا تصدق وداد، انها و رفاقها ، يحرمون من هذا القليل القليل عن احبائهم.

تركت وداد ورفاقها كل شيء وراحوا يفتشون عن حبهم الضائع.

تخبرنا وداد بتجربتها هي ورفاقها  ، كيف ان الحياة تجرفنا بقساوة باتجاهات لم نخترها نحن.

 الاهم من ذلك، تعلمنا وداد ورفاقها، انه عندما تفقد حبك، تمضي بقية حياتك و انت تفتش عنه.  بوعي حينا وبلا وعي في أكثر الأحيان. بمسار واضح حينا وبمسارات غامضة في أكثر الأحيان.

 

اعتقد عزيزتي وداد،

انك تفتشين عن مفقود واحد،

 هو الانسان في بلادي،

 و لا تريدين ان تصدقي انه غير موجود.

 

إنسان بلادي،

“المخفي قسريا "،

في أقبية المذهبية،

و في دهاليز الاستبداد،

و التبعية الإقليمية.

 

رجاء وداد،

ان تتابعي البحث،

لعلك تجدين،

ما يبرهن لك و لنا،

إننا ما زلنا بشرا،

تخفق في داخلنا القلوب.

 

تفاعلوا معنا

إنتظروا يوم الأربعاء القادم "تقدير موقف أسبوعي" وقريباً يصدر "تقدير موقف شهري" عن الأوضاع في المنطقة.