تقرير أسبوعي دولي - 108-2022

تقرير أسبوعي دولي - 108-2022
الأحد 29 مايو, 2022

 

رقم 108/2022

تقرير دولي  23/29 أيار /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

لا تزال الأزمات المعيشية تتفاقم على كافة الصعد مع تقاعس واضح من السلطة في معالجتها، ووسط اتهامات متبادلة وفضائح بين أركان الحكم، كان آخرها السجال الذي حصل بين وزير الطاقة ورئيس الحكومة!

وفيما لا يزال النواب الجُدد والقدامى يعيشون نتائج الانتخابات بدل الانكباب على إيجاد الحلول أو على الأقل مقاربتها، يواصل حزب الله الايراني في لبنان مشروعه القاضي بهدم الكيان اللبناني.

وبالرغم من التحذيرات الأخيرة من الداخل من مسؤولي القطاعات من تفاقم الأزمات، وبالرغم من انتقادات المرجعيات الروحية الممتالية اسبوعياً للسلطة واتهامها بالتخاذل، يتجاهل المسؤولون وجع المواطن اليومي ويتعاملون مع الأزمات وكأنها في بلدٍ آخر!

الجديد على الصعيد السياسي الداخلي هو دعوة حزب الله الايراني القوى السياسية الجديدة والتقليدية إلى الحوار الجدّي لمشاركته في عملية إنقاذ البلد من أزمته الاقتصادية! فبالنسبة لهذا الحزب وقياداته، المشكلة في لبنان هي محض اقتصادية، ومسبباتها هي النظام اللبناني الذي يجب "تحديثه" والقطاع المصرفي المتآمر على اللبنانيين الذي يجب إعادة هيكلته!

وهو يعمل بسياسة "العصا والجزرة" - أي بالتهديد من جهة وبالإغراء من جهة أخرى. فقياداته توصّف المعارضين بالعمالة لإسرائيل وللسفارات وتهدّدهم، لكنها بالوقت ذاته تعرض عليهم المشاركة في "محاربة الفساد" بشرط عدم التعرّض لسلاح الحزب! وقد حدّد أمين عام حزب الله الايراني هذا الاسبوع الخطوط العريضة لعملية الإنقاذ. فيما أكد قياديو الحزب أن الحكومة في لبنان لا يمكن أن تكون إلا "حكومة وحدة وطنية" يشارك فيها الجميع، كما أن لبنان لا يُحكم إلا بالتوافق. وهو الخطاب الذي أوصل البلد إلى هذه الأزمات، حيث أن هذه الحكومات لا يُمكن لأحد أن يحاسبها على فشلها (فالجميع مشارك فيها)، أما في تنفيذها للمشاريع فعمليات المحاصصة تكون هي الغالبة كما جرت العادة!

وبالرغم من التأكيد المتكرر لكل قيادات حزب الله الآيراني أن الملف السياسي الداخلي ليس متصلاً بملف المفاوضات النووية الايرانية في فيينا، فإن عمليات التعطيل والتهديد الممارسة من الحزب في لبنان تشكّل خير دليل على هذا الربط، كما أن تاكيد الحزب مجدداً على أن لبنان يُحكم بالتوافق وليس بالأكثرية النيابية يربط الملف السياسي اللبناني بالملف العراقي المتعثّر وهو للأسف ما يظهر أن في الأفق القريب الاستحقاقات الدستورية المرتقبة لن تكون سهلة!

لا حل للأزمات في لبنان إلا عبر رفع الاحتلال الايراني عن القرار السيادي وعن المؤسسات!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

فيما لا تزال القوى السياسية تبحث "عن جنس الملائكة"، برز موقف دولي جديد من لبنان، إذ دعا أعضاء مجلس الأمن، في إعلان تبنّوه بالإجماع، إلى الإسراع في تشكيل حكومة شاملة جديدة في لبنان بعد الانتخابات التشريعية، وتطبيق إصلاحات من بينها إقرار موازنة 2022، وتسمح بالتوصّل السريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بحسب الإعلان الذي صاغته فرنسا. كما أكد النص على الحاجة إلى التدابير المتوقعة لتعزيز المشاركة والتمثيل السياسي الكامل والكبير وبالمساواة للمرأة بما في ذلك في الحكومة الجديدة.

وذكّر مجلس الأمن أيضاً بضرورة الانتهاء السريع من تحقيق مستقل ونزيه ومعمق وشفاف في انفجار الرابع من آب 2020 في بيروت وهو أمر ضروري لتلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني في المساءلة والعدالة.

وفي السياق، لفت لويس ميغيل بوينو، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بيروت، إلى أن الاتحاد ساهم في جعل الانتخابات النيابية التي جرت الأسبوع الماضي ممكنة من خلال تقديم المساعدة الفنية لهيئات إدارة الانتخابات وإيفاد بعثة لمراقبتها، موضحاً أن بعثة المراقبة أصدرت تقریرها الأولي الذي أشار إلى أن النظام الانتخابي والمخالفات وشراء الأصوات قد أدت إلى عدم تكافؤ في الفرص، علماً أنّ هذا التقرير سيتبعه تقرير نهائي آخر، مضيفا أن الاتحاد يتوقع من مجلس النواب الجديد المنتخب أن يدعم عملية سريعة لتشكيل الحكومة، وأن يعمل على اعتماد جميع التشريعات وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحسين الحوكمة والاستقرار الاقتصادي بما يخدم لبنان وشعبه.

في سياق التداعيات للوضع المأزوم داخلياَ، أعلن نقيب الاطباء الدكتور شرف أبو شرف، أنّ الاضراب الذي دعت إليه نقابتا أطباء لبنان في بيروت والشمال ونقابة اصحاب المستشفيات هو لرفض سياسات مصرف لبنان والمصارف بحق المودعين عموماً والقطاع الصحي خصوصاً بسبب الوضع المتأزم في القطاع الطبي والصحي. وأكد أنه لا يمكن الاستمرار على هذا الحال، فهناك ما لا يقل عن 3000 طبيب من ذوي الاختصاصات والكفاءات العالية قد هاجروا البلد عدا عن ان المستشفيات التي لم يعد لها القدرة على الاستمرار وتأمين التقديمات للمرضى. كما شدّد على أنّ القطاع الصحي خط أحمر لأنه يتعلق بصحة الناس التي يجب ان تكون اولوية، واذا لم نر تجاوباً سنقوم بتحركات تصعيدية وسنقوم بوقفة تضامنية مع كل نقابات المهن الحرة لتصويب الامور ونأمل الوصول الى نتيجة قبل ان تتفاقم الازمة ونصبح امام كارثة اجتماعية كبيرة.

على الصعيد المالي، أصدرت جمعية المصارف بياناً تضمن موقفاً من إقرار الحكومة لاستراتيجية النهوض في القطاع المالي، وجاء في نص البيان، أن الحكومة اللبنانية أبت إلاّ أن تودِّع اللبنانيين بشكل عام والمودعين بشكل خاص، عبر إقرار خطة نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعاده الشامي القاضية بتنصّل الدولة ومصرف لبنان من موجباتهما بتسديد الديون المترتبة بذمتهما، وتحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز 70 مليار دولارا اميركيا إلى المودعين، بعد أن قضت الخطة على الأموال الخاصة بالمصارف، وجددت جمعية المصارف رفضها لخطة قالت أنها كُتِبت بأموال المودعين وأموال المصارف مضيفة أنها تقف صفّاً واحداً مع المودعين لرفض هذه الخطة التي لا نهوض فيها سوى في اسمها.

في المواقف السياسية، رأى الرئيس فؤاد السنيورة، أن نتائج الانتخابات النيابية كانت مفاجئة للجميع. إذ كانت التوقعات بأن الفرق قد يكون على أصوات قليلة، والتقدير كان أن الفئات المنتمية إلى "حزب الله" والأحزاب المؤتلفة معه سوف تكون لها الأفضلية بعدد من الأصوات القليلة أكثر مما سيحصل عليه النواب السياديون. ولكن الأمر انقلب إلى عكس ذلك. إذ كانت النتيجة أن القوى السيادية والتغييرية حصلت على أكثرية بحدود 68 مقعدا مقابل حوالى 60 نائبا للفريق الآخر في مجلس النواب. وانجلت المعركة الانتخابية عن سقوط ذريع لعدد من الرموز الأساسية التي كانت تمثل ما يسمى خط الممانعة والتي لها علاقة بحزب الله والنظام السوري. كما أشار الى أن الهيمنة التي يمارسها حزب الله والأحزاب المؤتلفة معه على الدولة اللبنانية وعلى سياساتها وعلى قرارها الحر وعلى إداراتها وأجهزتها قد أدت في المحصلة إلى ممارسات حصلت وتفاقمت على مدى السنوات القليلة الماضية، بما نتج عنه اختلال كبير في التوازنات الداخلية، وكذلك أيضا في التوازنات الخارجية لسياسة لبنان الخارجية وعلاقة لبنان بمحيطه العربي وبالعالم. وهي التي أدت بدورها إلى تأثيرات سلبية كبرى على أكثر من صعيد وطني وسياسي واقتصادي ومعيشي.

إلى ذلك، أكّد على أن الأهم الآن أن يصار إلى تفهم طبيعة وخطورة هذه المرحلة، وهو ما يقتضي بالقوى السيادية إلى ضرورة التخلي عن الشخصانيات والمطامع الشخصية والحزبية التي أسهمت في حصول ذلك السقوط الذريع الذي حصل لمجموعة قوى 14 آذار، كما أنه يجب أن يكون عملنا وجهدنا وهدفنا واضحا من أجل جمع هذه المجموعات السيادية على إطار وبرنامج سياسي يؤدي إلى التركيز في ممارساتهم السياسية على القضية الأساس لجهة استرجاع الدولة واستعادة قرارها الحر، وكذلك التركيز على المسائل الأساسية التي تتعلق بالصعد الوطنية والسياسية والاقتصادية الأساسية، والبدء باعتماد السياسات والإجراءات الإصلاحية اللازمة لإخراج لبنان من أزماته.

من جانبٍ آخر، أشار النائب مروان حمادة في بيان ردّ من خلاله على أمين عام حزب الله الايراني، الى أنه مرة جديدة يطل علينا حسن نصر الله، مهددا ومتوعدا مستبيحا الدولة ومؤسساتها، فارضا نفسه وصيا عليها، ورأى أن ما قاله لأمر خطير جدا، يذكرنا بحرب تموز 2006 عندما اتخذ قرار الحرب ليقول لاحقا "لو كنت أعلم"، وهل يعلم اليوم ما يعانيه اللبنانيون من أزمات اقتصادية وحياتية ومعيشية، وهل يعلم ما يجري في المنطقة والعالم من حروب وضائقة اقتصادية عالمية ليُدخلنا مجدداً في لعبة الأمم ساعياً لتحويل الساحة اللبنانية الى منصة وصندوق بريد للدفاع عن إيران، وقال ان كلام السيد نصر الله يُقحم البلد مجدداً في حروب وتطورات وأحداث لا ناقة فيها ولا جمل، معلناً عن تطورات وأحداث في المنطقة وفلسطين، وقد بات الآمر والناهي من يرسم هذا الخط وذاك ويحدد متى تندلع هذه الحرب وتلك، يدمّر علاقاتنا التاريخية مع السعودية ودول الخليج ويفعل ما يشاء كرمى لعيون الحلفاء، فبالأمس كان الفراغ الرئاسي والتعطيل وهل نحن مقبلون أيضا على فراغ جديد؟ خاتماً، فليرحم السيد نصر الله البلاد والعباد ويدع الناس تعيش بأمان وسلام.

من جانب آخر، رأى النائب عبد الرحمن البزري ان نتيجة الانتخابات النيابية أظهرت ألا مرشح لرئاسة البرلمان سوى الرئيس نبيه بري، معتبرا ان عدم انتخابه لا يعني أنه لن يكون رئيسا للمجلس، وأوضح ان المطلوب اليوم تشكيل حكومة على قاعدة أكثرية وأقلية بما يحاكي تطلعات وإرادة الناس بالتغيير وتحظى بثقة عربية ودولية من أجل النهوض بالبلد بعيدا من حكومات الوفاق الوطني التي تضيع دور المجلس والرقابة الحقيقية، مشيرا الى ان الحكومة الحالية فشلت في إدارة الأزمة. إلى ذلك، أشار الى ان أي ثروة ستدخل الى لبنان ستهدر على يد السلطة التي كانت موجودة لذلك لا بد من ادارة عادلة وناجحة، مشددا على إن ما حصل من انهيار في البلد هو اساءة يجب أن يحاسب عليها من ارتكبها.

في مواقف حزب الله الايراني هذا الاسبوع، رأى لنائب حسن فضل الله، أن على أصحاب الرؤوس الحامية والخطابات العالية والشعارات الفضفاضة أن يهدأوا قليلا، لأنهم عندما يجلسون على كراسيهم في المجلس النيابي، سيجدون أن هناك دستوراً وقوانين وصلاحيات وأدواراً محددة، وأن كل الخطاب والسقف العالي لا يوصل إلى الأمكنة التي يتوهمها البعض. هناك صخب إعلامي الآن وسيأخذ مداه بعض الوقت، ولكن عندما يأخذ كل واحد مكانه وحجمه الطبيعي، تبدأ الاستحقاقات الفعلية والمسؤوليات الحقيقية، ويصبح كل واحد  على محك الصدقية لتطبيق ما يطرحه، كما أبدى الإستعداد للتعاون مع كل من يلتقي معنا في عناوين أساسية كبناء الدولة القادرة والعادلة، وحماية السيادة الوطنية، ومنع أي تدخل خارجي في شؤون لبنان وإقرار  الإصلاحات الأساسية، ومكافحة الفساد!

من جانبه، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الايراني، الشيخ علي دعموش، أنه في ظل تفاقم الأزمات، من أزمة الكهرباء إلى أزمة الغلاء والدواء والارتفاع الجنوني للدولار، يجب أن تكون الأولوية المطلقة لدى الجميع هي معالجة هذه الأزمات وتقديم الهم المعيشي والاقتصادي على كل الاهتمامات الأخرى، وإذا كنا نختلف على العديد من القضايا الأساسية، فإن مما لا يجوز أن نختلف عليه هو أن الأولوية في هذه المرحلة هي للشأن المعيشي ومعالجة الملفات الحياتية والتنموية والبحث في كيفية تفعيل الاستفادة من  ثرواتنا النفطية والغازية لإنقاذ البلد. كما اعتبر أن من أهم  المعادلات التي ثبتها وكرسها انتصار أيار 2000 هي معادلة القوة في لبنان، فلبنان القوي بمقاومته وجيشه وشعبه هو الذي فرض على العدو الاسرائيلي، أن يخرج مهزوما ذليلا من دون أن يحصل على أي مكاسب أو يتمكن من فرض أي شروط. ورأى دعموش أن الحزب يمثل جزءا أساسيا من معادلة قوة الردع والحماية التي تمنع العدو الاسرائيلي من تحقيق أي من أطماعه، أو ممارسة أي من تهديداته، وكما أن العدو يعمل على إنهاء هذه القوة وإزالتها والتخلص منها، معتبرا أن من يجعل في أهدافه وأولوياته نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من هذه القوة هو يتماهى مع الاسرائيلي والأميركي ويحاول عبثا تحقيق ما عجزا عنه.

وفي السياق، دعا النائب حسن فضل الله إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، لأنها هي المعنية بإيجاد الحلول للأزمات، وبدونها من الصعب القيام بمعالجات، كما رأى أن الحل الجذري لمشكلة الكهرباء وسعر الصرف والغلاء والمشتقات النفطية وغيرها، يحتاج إلى مؤسسات الدولة، ولذلك كان برنامج الحزب قائما على "إعادة بناء مؤسسات الدولة المقتدرة العادلة"، وهم يستطيعون بناء هذه الدولة بالتعاون مع الآخرين، ولكن المكابرين وأصحاب الرؤوس الحامية والرهانات الخارجية، والذين يتقاضون أموالا على مواقفهم، لم يقدموا حلولا للناس، وليتكلموا بقدر ما يريدون، فهم لن يحققوا ما يقولون، وبعض الدول التي تدفع لهم الأموال، ستكتشف لاحقا أن هؤلاء عاجزون عن تطبيق شعاراتهم وخصوصا ما يتعلق بالمقاومة. ولكن هناك من يمكن التعاون معهم، وحتى ممن يختلف معهم الحزب في السياسية، وقد بدأ الحزب الاتصالات واللقاءات من أجل التعاون مع كتل ونواب ليرى كيف يمكن أن يصلح البلد!!

أما عضو المجلس المركزي في حزب الله الايراني الشيخ نبيل قاووق، فقد لفت إلى أن هناك من لا يريد أن يسمع لأوجاع اللبنانيين، وإنما يريد أن يمعن في أذيتهم من أجل الاستثمار السياسي، والمسؤول الأول عن التوظيف السياسي لأوجاع اللبنانيين هو النظام السعودي، الذي يمول التحريض والإعلام والسياسيين الذين يرفضون أولوية إنقاذ البلد وتخفيف المعاناة المعيشية والحياتية، ويرفضون التوافق، واعتبر أن السياسة السعودية اليوم تشكل عقبة حقيقية أمام التوافق الوطني، وتهديدا مباشرا للسلم الأهلي، لأن السعودية تمول التحريض، وقد طلبت بعد الانتخابات من أتباعها وأدواتها الاستمرار في حملة التحريض على المقاومة، ورفض التوافق بين اللبنانيين، والأسوأ أن السياسة السعودية بالتقارب مع الكيان الإسرائيلي تشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي في لبنان وفلسطين المحتلة، كما شدد على أنه من المسلمات والبديهيات الوطنية أن البلد لا يحكم إلا بالتوافق لا بالأكثرية!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: طالب النواب الجدد تحديد الأولويات من أجل إنقاذ لبنان والإبتعاد عن تحديد الأحجام والقامات، وأضاف أن لبنان بحاجة إلى تيّار إستقلالي لبناني وليس إلى معرفة حجم هذا الحزب أو ذاك، لأنه يعاني من أزمة وطنية تتمثّل باحتلال إيران من خلال سلاح "حزب الله" الذي يمنع قيام دولة حقيقية قادرة على حلّ مشاكل اللبنانيين. وأن لا حلّ لأزمة الدولار والإقتصاد وتردّي الأوضاع الإجتماعية إلا من خلال تحرير الدولة من القيود التي يفرضها الإحتلال الإيراني - سجّل رفضه إنتخاب الرئيس برّي تعبيراَ واحتراماَ للمزاج التغييري العام في لبنان، وفي الوقت ذاته تمنى أن لا تتحوّل معركة رئاسة المجلس إلى معركة طائفية أو معركة محاصصة حول نائب رئيس المجلس خصوصاً مع غياب نائب شيعي مستقل لم تعمل القوى السياسية الفاعلة على إنتخابه في جبيل أو بعبدا أو بيروت أو الجنوب أو البقاع، ومنع الثنائي الشيعي بالقوّة التنوّع داخل الطائفة - طالب الكتل النيابية الفائزة بالتوحُّد حول النصوص المرجعية :الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني؛ قرارات الشرعية العربية؛ القرارات الدولية لاسيّما 1559،1680 و1701كما المطالبة الصريحة لنشر الجيش اللبناني على طول الحدود البريّة. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حزب الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): الناخبون في الداخل والخارج أكدوا أن الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني ترفض وضع اليد على البلد وتريد إنقاذ لبنان وشعبه بعيدا من منطق المساومة وتدوير الزوايا - أعاد التأكيد أنه لن يجلس على أي طاولة محاصصة ولن يمنح صوته لرئيس مجلس أو نائب له أو رئيس حكومة أو رئيس جمهورية يغطي سلاح حزب الله ويدافع عنه تحت أي حجة من الحجج - شدد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة فاعلة من الكفاءات المشهود لها، تحظى بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، قادرة على العمل وغير محكومة بمعادلة حكومات الوحدة الوطنية التعطيلية. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • حركة أمل (المكتب السياسي): يوم 25 ايار 2000 سيبقى محطة وطنية مضيئة في تاريخ لبنان - في ظل رفع الكيان الصهيوني بكل مستوياته السياسية والامنية والعسكرية من وتيرة تهديداته واطماعه تجاه لبنان، فإن المقاومة نهجا وسلوكا وثقافة وسلاحا لا تزال في هذه المرحلة تمثل حاجة وضرورة وطنية - العمل على انجاز قانون انتخابي جديد وحديث مبني على اسس المشاركة الفعلية الواسعة من خلال جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة وقائما على النسبية - ضرورة إقرار خطة فعلية ومقبولة للتعافي المالي والاقتصادي، العمل لإقرار استقلالية القضاء، إنجاز كافة الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها - إستكمال الإجراءات الدستورية المطلوبة والإسراع في إنجاز تشكيل حكومة جديدة. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • حسن نصرالله: اعتبر أنّ هذا اليوم هو الأكثر سعادة وسط ما حصل ويحصل، مميّزاً بين اللبنانيين، مجدداً، بين الذين شعروا بالسعادة وبين أولئك الذين هربوا باتجاه فلسطين المحتلة، ومصنّفاً غياهم بين سياديين ومتعاملين مع العدو والسفارات! ووصف "الانجاز الذي تحقق في العام 2000" بأنّه الانجاز الأهم في تاريخ لبنان، وهو كان انتصارا لبنانيا وعربيا وعلى مدى العالم الاسلامي! كما عرض لأهمية هذه الانجازات من تحرير للأرض، وتحرير الاسرى، وثبات الصمود، وكسر هيبة جيش العدو، وكسر مشروع اسرائيل الكبرى، وتفكيك مشروع العدو الذي كان يقضي بالانسحاب وتسليم الشريط الى جيش لحد، وأيضا تثبيت معادلة الردع والحماية والذي تكرس بعد العام 2000، مضيفاً أنه كان من أهم عوامل انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية بعدها بقليل، وكل ما رأيناه لاحقاً حيث أدى ذلك الى الانحدار البياني لهيبة العدو!! واعتبر أنّ المقاومة تحمي في ظل الانقسام وتؤمن حماية لبنان بالمعادلة الذهبية وهذه الحماية أسس لها انتصار عام 2000، وقال أوجدوا حلولاً أزمات البلد ليبقى جيش وتبقى دولة وبعدها تعالوا لنناقش الاستراتيجية الدفاعية وإن أردتم مناقشة كل شيء سويّاً فتفضلوا! كما ألمح إلى انفجار إقليمي، قائلاً إنّه خلال أيام قد تحدث أمور في المنطقة قد تؤدي لانفجارها، كما أضاف أن لا حلّ لمشكلة لبنان إلّا النفط والغاز في المياه الاقليمية وتفضلوا لنرى كيف يمكن استخراج هذه الثروة وحمايتها وأن هذا يحتاج إلى القليل من الجرأة!. (ملحق رقم 4*- نص الكلمة)
  • البطريرك الراعي: إنّنا نحمّل مسؤوليّة الإنهيار المرعب والمريب لجميع المسؤولين أكانوا حاكمين أم معارضين ولقوى الأمرِ الواقع. فالحكّامُ أخطأوا في الخِياراتِ والتحالفات، واقترَفوا الـمَعصياتِ، وتواطأوا وانحرَفوا. وقِوى الأمرِ الواقع انقلبَت على هُويّةِ لبنان ودستورِه وميثاقِه ورَهَنت الأرضَ والشعبَ والدولةَ لدولٍ خارجيّةٍ تَحمِلُ مشاريعَ غريبةً عن بيئةِ لبنان ورسالتِه. أمّا قِوى المعارضةِ فاسْترسَلت في خلافاتِها اليوميّةِ والانتخابيّةِ على حسابِ القضايا المصيريّة، ولم تبادِرْ بعدُ إلى الاتّفاق - جميع اللبنانيّين يعيشون نتائج هذا الإنهيار على كلّ صعيد، ولا حاجة لتعدادها، بل ينبغي إيجاد حلّ لها والنهوض منها. فلا بدّ من أن نبدأ مِن رفعِ الصوت، ومِن انتفاضةٍ شعبيّةٍ مصَحَّحةٍ، ومِن التغييرِ الوطنيّ، ومِن خُطّةِ تعافٍ لمصلحةِ اللبنانيّين أوّلًا، ومن انبثاقِ سلطةٍ شرعيّةٍ جديدةٍ ووحيدة، ومن التوجّهِ إلى الأممِ المتّحدةِ لضمانِ وجودِ لبنانَ حرٍّ حياديٍّ وقويٍّ ولتنفيذِ القراراتِ الدوليّة. من دونِ ضغطٍ شعبيٍّ وأمميٍّ قد تَتعرّضُ الاستحقاقاتُ الآتيةُ: من تأليفِ حكومةٍ وإجراءِ الإصلاحاتِ وانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجُمهوريّةِ في الموعد الدستوريّ، إلى خطرِ التعطيل. فالأجواءُ توحي بكل اسف بأنَّ أطرافًا تدأبُ على تعطيلِ هذه الاستحقاقات وسرقةِ الإرادة الشعبيّةِ ومنعِ إنقاذ لبنان - من المؤسف حقًّا أنّ ممارسة القضاء في لبنان لا تطاق تمامًا مثلما لا يطاق الوضع المعيشيّ، ذلك أنّ بعض القضاة جعلوا من نفوسهم أدوات في أيدي النافذين السياسيّين والطائفيّين. وبات معلومًا أنّهم يجمّدون ملفّات صحيحة،ً ويركبّون ملفّاتٍ وهميّة، ويوقفون أبرياء ويتغاضون عن مُذنِبين، ويتخطّون مُهلةَ التوقيفِ الاحتياطيّ، ولا يميّزون بين الجُنحة والجناية - إنّ البطريركيّة الأنطاكيّة المارونيّة بما تُمثّلُ روحيًّا ومعنويًّا وشعبيًّا ووطنيًّا، وبما يُملي عليها دورُها التاريخيُّ في لبنانَ وسائرِ بلدان المشرِق، ستدافع بكلِّ قِواها لإنقاذِ لبنان، وستكون في طليعةِ شعبِها الذي لم يَعد يَقبل أن يكونَ ضحيّةَ سواه تحت أيِّ حُجّةٍ وذريعة. نريدُ أن نعيشَ هنا، وهنا بالذات، أحرارًا، رافِعي الرأسَ، في الازدهار والحضارة، كما كنا، حامِلين رسالةَ الآباءِ والأجداد. (ملحق رقم 5*- عظة الاحد)

 

  1. في الشأن السوري

أفاد لويس ميغيل بوينو، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنه منذ بداية النزاع في عام 2011 دعا الاتحاد إلى ضرورة التواصل لإيجاد حلّ سياسي تحت رعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ولا يزال هذا موقفه رغم التحدّيات، أما على الصعيد الإنساني، فإن الاتحاد هو أكبر مانح للمساعدات الإنسانية حتى اليوم، حيث قدم 27,4 مليار يورو للشعب السوري منذ عام 2011، ويبحث بشكل دائم على سبل جديدة لدعم الشعب السوري، ومن الأمثلة المعبرة عن ذلك هو مؤتمر بروكسل السادس الذي انعقد في 10 مايو الجاري، والذي أنشأ مساحة للاستماع إلى صوت السوريين، ووفر زخماً للمناقشات الصادقة تجاه حل مستدام، الأمر الذي يستحقه السوريون الآن أكثر من أي وقت مضى.

أما عن الخطة التركية الهادفة لبناء آلاف المستوطنات السكنية في شمال سوريا لإعادة اللاجئين السوريين، فأوضح أن الاتحاد الأوروبي يلتزم بوحدة وسيادة وسلامة أراضي الدولة السورية، التي لا يمكن ضمانها إلا من خلال انتقال سياسي حقيقي، وهو يرفض أي محاولة للهندسة الاجتماعية والديموغرافية في أي جزء من سوريا. إلى ذلك، شدد على أن الموقف الأوروبي بشأن سوريا لا يزال ثابتاً، فلا يمكن التطبيع أو رفع العقوبات عن النظام السوري أو إعادة الإعمار حتى ينخرط النظام في عملية انتقال سياسي والتنفيذ الكامل للقرار الأممي 2254، لكن مع ذلك، أشار إلى أن الاتحاد لديه برنامج يشمل إعادة تأهيل المدارس ودعم سبل العيش وبناء القدرات.

على صعيد آخر، قبضت الشرطة الهولندية على رجل يشتبه في ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا العام 2013 عندما كان عضوا في ميليشيا موالية لبشار الأسد، كما أعلن مكتب المدعي العام، يوم الثلاثاء.

وأوقف الرجل البالغ من العمر 34 عاماً والذي يعيش في هولندا منذ العام 2020 حيث قدم طلب لجوء. وأوضح البيان أن المشتبه به الذي سيمثل أمام قاضي التحقيق في محكمة لاهاي الجمعة، هو متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كذلك، يشتبه في انضمامه إلى منظمة هدفها ارتكاب جرائم دولية. كما أشار البيان إلى أن المشتبه به ولد في مخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين قرب حلب، قرب الحدود التركية، مضيفاً أنه لم يتم تحديد جنسيته بعد.

على صعيد منفصل، أفادت مصادر متابعة أن القوات الروسية الموجودة في مطار القامشلي في شمال سوريا استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى قاعدتها في المطار، ومن بين التعزيزات طائرات حربية ومروحية استقرت في مطار القامشلي، حيث وصلت هذه التعزيزات ضمن خطة روسية لتعزيز الحضور العسكري في شمال شرق سوريا.

في الوضع الأمني، وبعد تأكيد تركيا الخميس، عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي، نيتها تنفيذ عملية عسكرية جديدة جنوب البلاد شمال سوريا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط قذائف صاروخية أطلقتها القوات التركية والفصائل الموالية لها، الجمعة، على مناطق انتشار القوات الكردية بريف حلب الشمالي، وأضافت المعلومات أن القصف طال مناطق سموقة وحساجك وسد الشهباء، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين تحدثت شبكات محلية عن أن الطيران الحربي الروسي نفذ فجر الجمعة، عدة طلعات جوية فوق مناطق نفوذ الميليشيات الموالية لتركيا شمال محافظة حلب. جاء هذا بعد يومين من هجوم آخر، نفّذته القوات التركية بصواريخ على قرى الوردية وأم الحوش وأم القرى وشوارغة والمالكية وعين دقنة، ضمن مناطق انتشار القوات الكردية والنظام، شمالي حلب، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.

 

  1. في الشأن الليبي

أكد تقرير سنوي لخبراء الأمم المتحدة حول ليبيا، والذي قُدّم مؤخرا إلى مجلس الأمن، أن حظر الأسلحة الأممي على ليبيا المفروض منذ عام 2011 لا يزال غير فعال، مشدداً في الوقت عينه على أن وجود مقاتلين أجانب يشكّل خطراً على أمن المنطقة، وأفاد التقرير مجددا بأن دولا أعضاء في الأمم المتحدة تواصل انتهاكه مع إفلات تام من العقاب بإرسالها أسلحة، مؤكداً أن القسم الأكبر من الأراضي الليبية لا يزال تحت سيطرة جماعات مسلحة.

كما اعتبر الخبراء أن استمرار وجود مقاتلين تشاديين وسودانيين وسوريين وشركات عسكرية خاصة في البلاد لا يزال يشكل تهديدا خطيرا على أمن ليبيا والمنطقة برمّتها، كذلك اتهم التقرير الأممي مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة بزرع ألغام في مناطق مدنية في ليبيا دون تحديد مواقعها.

من جانب آخر، ووسط استمرار الانقسام السياسي في ليبيا، وتصاعد التوتر بين رئيس حكومة الوحدة المقالة عبد الحميد الدبيبة والحكومة المكلفة فتحي باشاغا، كرر الأخير التأكيد مجدداً أنه لا ينوي دخول طرابلس. فبعد أن أثارت محاولته الانتقال إلى العاصمة الأسبوع الماضي، اشتباكات ومخاوف من عودة الصراع والاقتتال، شدد باشاغا على ألا خطط لديه في الوقت الراهن للعمل من طرابلس. إلى ذلك، شكك باشاغا في قدرة خصمه على توحيد البلاد وتنظيم الانتخابات، زاعما أن الدبيبة لا يحظى بما يكفي من الولاء خارج طرابلس.

وفي هذا السياق، أعلن عدد من الأعضاء باللجنة التي كلّفها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لإعداد قانون الانتخابات، استقالتهم من مناصبهم، بسبب عدم جديّة الحكومة في إجراء الانتخابات وإعادة الشرعية لليبيين وتمسكها بالبقاء في السلطة، في خطوة من شأنها أن تحرج الدبيبة الذي يواجه ضغوطا لمغادرة منصبه واتهامات بعدم رغبته في تنظيم انتخابات، وقال الأعضاء المستقيلون من اللجنة، وعددهم 4 في بيان، إن هذه الاستقالات تعود إلى استمرار تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووصولها إلى نقطة باتت تشكل خطرا كبيرا على استمرار وحدة الوطن وشعبه، وكذلك لعدم قدرة اللجنة على تحقيق أهدافها بسبب غياب التفاعل بين أعضائها وغياب الدعم والتسهيلات من حكومة الدبيبة.

يشار إلى أن رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، قد اتفقا على دعم المسار الدستوري للوصول لحل نهائي للأزمة السياسية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية على أسس دستورية وقانونية صحيحة، حيث أكدا خلال لقائهما يوم الاثنين، على استمرار الدعم للعملية السياسية والعمل على توحيدها، لإعادة الاستقرار للبلاد. كذلك، شددا على دعم المسار الدستوري للوصول لحل نهائي للأزمة السياسية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية على أسس دستورية وقانونية صحيحة.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة فرضت يوم الثلاثاء عقوبات على مسؤول مالي في حركة حماس وشبكة من الوسطاء الماليين والشركات تدر عائدات للجماعة الفلسطينية المسلحة، وأضافت في بيان أن العقوبات تستهدف مكتب الاستثمار التابع لحماس، والذي يملك أصولا تقدر قيمتها بأكثر من 500 مليون دولار، بينها شركات تعمل في السودان وتركيا والسعودية والجزائر والإمارات.

وقالت إليزابيث روزنبرغ، مساعدة وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية أن حماس جنت عائدات ضخمة من خلال محفظتها الاستثمارية السرية في الوقت الذي تزعزع فيه استقرار غزة، التي تواجه ظروفا معيشية واقتصادية قاسية، فيما نفى سامي أبو زهري المسؤول في الحركة مزاعم الولايات المتحدة، وقال أن الادعاءات الأمريكية لا أساس لها من الصحة وهي تأتي في سياق الاصطفاف مع الاحتلال الإسرائيلي والترويج لادعاءاته الكاذبة.

وقالت وزارة الخزانة إن المسؤول في حماس الذي أُدرج على قائمة العقوبات هو عبد الله يوسف فيصل صبري، وهو أردني الجنسية يقيم في الكويت ومحاسب عمل في وزارة المالية التابعة لحماس عدة سنوات، مضيفة أن الشركات الخاضعة للعقوبات تشمل شركة أجروجيت القابضة ومقرها السودان، وشركة سيدار ومقرها الجزائر، وشركة إتقان العقارية، ومقرها الإمارات، وشركة تريند جيو ومقرها تركيا، وشركة أندا السعودية.

على صعيد آخر، كشفت القناة 13 العبرية، مساء الثلاثاء، بأن إسرائيل بعثت برسالة إلى حركة حماس عبر الوسيط القطري والمخابرات المصرية مفادها بأن وجهتها ليست للتصعيد وأن مسار "مسيرة الأعلام" اليهودية في القدس المحتلة لا يختلف عن المسار في كل عام، وذكرت القناة بأن إسرائيل جاهزة لتوجيه ضربات في غزة حال إطلاق صواريخ، مشيرة إلى أن الجيش الاسرائيلي يستعد لاحتمال إطلاق صواريخ من غزة يوم المسيرة، لذلك تم تعزيز منظومات القبة الحديدية وتم وضع خطط هجومية.

من جانب آخر، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، اعتقال خلية تتبع لحركة حماس في مدينة القدس الشرقية، قالت إنها خططت لتنفيذ عدة عمليات، وأفادت إنها وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، اعتقلت 5 فلسطينيين بشبهة الانتماء إلى هذه الخلية في 22 إبريل الماضي، كما اضافت أن من بين أمور أخرى، خطط المشتبه بهم لتنفيذ عمليات إطلاق نار على أهداف وشخصيات عامة إسرائيلية.

في سياق منفصل، أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم في الولايات المتحدة الأميركية أن عملية اغتيال العقيد الإيراني صياد خديري كان بمثابة تحذير لإيران بوقف عمليات مجموعة سرية داخل فيلق القدس بالحرس الثوري، تعرف باسم الوحدة 840، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وعقب هذه التسريبات سرت أجواء من الاستياء في تل أبيب، وشدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست رام بن باراك، يوم الخميس، على أن هذا التسريب قد يضر بالثقة مع الولايات المتحدة، ودعا في تصريح إذاعي، الولايات المتحدة للتحقيق في ما نسبته الصحيفة لمسؤولين أميركيين، تحدثوا عن ضلوع تل أبيب في اغتيال خدائي بطهران، لافتاً إلى ضرورة ضبط مثل تلك التصريحات.

على صعيد آخر، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مساء السبت، موعد إنطلاق مسيرة الأعلام الإسرائيلية في مدينة القدس، وأعلنت من جهتها، ما تسمى "هيئة مقر منظمات الهيكل"، أنه سيفتح الباب غدا أمام اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في "يوم القدس"، بين الساعة 07:00 حتى 11:00، ومن الساعة 13:30 حتى 14:30 ظهرا، مضيفة أن الشرطة الإسرائيلية أبلغت أنها مستعدة لتأمين اقتحام أعداد كبيرة. بدوره أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن مسيرة الأعلام في القدس ستقام كما أقيمت سابقا ووفق المسار التي تم تحديده.

من جانها، حذرت الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة، الاحتلال من ارتكاب أي حماقة عبر اقتحام المسجد الأقصى من خلال مسيرة الأعلام، مؤكدة أن هذا المخطط سيكون برميل بارود سيشعل المنطقة بأكملها. وقال عضو قيادة إقليم قطاع غزة في حركة حماس زكريا أبو معمر في ختام اجتماع للفصائل الفلسطينية، إن الفصائل والغرفة المشتركة في حالة انعقاد دائم، وتراقب وتتابع من كثب كل ما يصدر عن العدو من تصريحات وصور للأحداث والاعتداءات في الأقصى، داعيا الشعب الفلسطيني إلى الدفاع عن الأرض والمقدسات ومواجهة الهجمة الصهيونية وإلى الاشتباك مع العدو في كل نقاط التماس، داعيا كذلك الجماهير في القدس والضفة والداخل إلى الاحتشاد في الأقصى واعتبار يوم الأحد يوما وطنيا للدفاع عن الأقصى والنفير العام.

 

  1. فيروس COVID-19

ذكرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الجمعة، أن مسؤولي الصحة في البلاد يجرون تحليلا للأنهار والبحيرات والهواء ومياه الصرف الصحي المنزلي والقمامة للكشف عن عدوى فيروس كورونا مع تكثيف البلاد لإجراءات مكافحة التفشي الأول للمرض بها. وتخوض الدولة المنعزلة معركة شرسة ضد موجة غير مسبوقة من الإصابات بفيروس كورونا منذ إعلان حالة الطوارئ وفرض إغلاق على مستوى البلاد هذا الشهر، مما أثار مخاوف بشأن نقص اللقاحات والإمدادات الطبية ونقص الغذاء.

وقد أشارت وسائل الإعلام إلى أن السلطات تكثف عمليات الفحص والتطهير في جميع أنحاء البلاد، بعد الإعلان هذا الأسبوع عن اتجاه مستقر في تفشي المرض، بما في ذلك مؤشرات على انحسار موجة "الحمى" وانخفاض عدد الوفيات نسبيا، وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية نقلا عن بيانات من مقر الوقاية من الأوبئة في حالات الطوارئ إن حوالي 100 ألف و460 شخصا ظهرت عليهم أعراض الحمى حتى مساء الخميس، مقارنة بنحو 400 ألف قبل حوالي 10 أيام.

على صعيد آخر، وفي تصريح مطمئن ثانٍ حول الفيروس الذي ظهر خلال الفترة الماضية، جددت منظمة الصحة العالمية التأكيد على ألا حاجة لحملات تلقيح جماعية ضد جدري القرود، معلنة أن عدد الإصابات بلغ نحو 200 في 20 دولة حول العالم، وشددت سيلفي برياند مديرة إدارة التأهب للمخاطر المعدية في المنظمة، يوم الجمعة، على أن الأولوية يجب أن تكون لاحتواء جدري القردة في البلدان التي لا يتوطن فيها المرض، قائلة إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ إجراءات سريعة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أعلنت الولايات المتحدة الاربعاء، أنها قامت بتصنيف شبكة دولية لتهريب النفط وغسيل الأموال، والتي عملت تحت قيادة المسؤول في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بهنام شهرياري والمسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني رستم قاسمي، وكلاهما مصنَّف سابقا، وأفادت أن الشبكة مدعومة من أعلى المستويات في حكومة الاتحاد الروسي والشركات الاقتصادية التي تديرها الدولة، وقد سهلت بيع كميات كبيرة من النقط بلغت قيمتها مئات الملايين من الدولارات لصالح فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وامتدّت عملياتها عبر ولايات قضائية عدّة، بما في ذلك إيران وروسيا، فيما تابع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني دعمه للجماعات المسلحة التي تدور في فلكه، لإدامة الصراع والمعاناة في جميع أرجاء المنطقة.

كما أفادت وزارة الخارجية، أنه بينما تواصل الولايات المتحدة السعي إلى عودة متبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، فإننا سنستمرّ في فرض العقوبات الصارمة على تجارة النفط الإيرانية غير المشروعة، ولن تتقاعس عن استهداف أولئك الذين يقدّمون الدعم اللازم للحرس الثوري الإيراني أو حزب الله ويسهّلون وصولهم إلى النظام المالي الدولي، كما أنها تعمل في الوقت نفسه بقوّة لمواجهة التهرّب من العقوبات فيما تواصل التطبيق الصارم للعقوبات على تجارة النفط الإيرانية غير المشروعة، وبذلك فإن أي شخص يشتري النفط من إيران يعرّض نفسه لاحتمال فرض عقوبات أمريكية.

على صعيد منفصل، اعتبر وزير الخارجية الاميركي أن بلاده تخوض منافسة قوية مع الصين هدفها الحفاظ على النظام الدولي الحالي، نافيا في الوقت نفسه أي رغبة في خوض حرب باردة جديدة، كما رأى في خطاب ألقاه في جامعة جورج واشنطن، الخميس، أن بكين تشكل أخطر تهديد طويل الأمد على النظام الدولي، وقال أن لديها رؤية ستبعدنا عن القيم الكونية التي حافظت على قدر كبير من التقدم العالمي مدى الأعوام الـ75 الماضية، مقراً بوجود إجماع متزايد على أن الولايات المتحدة لا تستطيع تغيير مسار الصين وطموحات رئيسها شي جينبينغ. إلى ذلك، تطرق إلى مسألة تايوان التي تعتبرها بكين خطاً أحمر لاسيما بعد أن أعلم الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده مستعدة للدفاع عنها عسكريا، منتقداً ما وصفه بـ الإكراه المتزايد الذي تمارسه الصين على الجزيرة.

في الملف النووي الايراني، أكد السيناتور الجمهوري الأميركي، ليندسي غراهام، الخميس أن الاتفاق النووي مع إيران انتهى، مبيناً أن ذلك شيء جيد، وقال أنه يجب أن توضح واشنطن لإيران ما هي عواقب محاولة تكديس المواد النووي، مضيفا أن باعتقاده أنه يجب أن تكون لدة واشنطن استراتيجية أكثر شمولية لردع سلوك إيران خارج البرنامج النووي. من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز إن الإدارة بحاجة إلى شرح كيف ستمنع إيران من تطوير ترسانة نووية بعد أن بدت فرص التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين الطرفين ضئيلة، وأضاف أن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 ليس قاب قوسين أو أدنى وليس في المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة، وواشنطن بحاجة إلى معالجة ما سيأتي بعد ذلك.

وكان المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي قد أكد، يوم الأربعاء، استعداد واشنطن لتشديد العقوبات على طهران إذا لم يتم التوصل معها لاتفاق. وقد جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي مع مالي لبحث ملف محادثات فيينا الخاصة بإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وحذر مالي طهران من تقديم طلبات خارج إطار الاتفاق النووي، مضيفاً أن واشنطن سترفض أي طلبات إيرانية خارج الاتفاق النووي، في إشارة ضمنية لرفض واشنطن رفع الحرس الثوري الإيراني عن قائمة الإرهاب. وخلال الجلسة، شدد مالي بان واشنطن لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووي، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية مستمرة بدعم الجماعات الإرهابية، وتهدد الولايات المتحدة وحلفاءها.

من جانب آخر، فرضت الولايات المتحدة يوم الجمعة عقوبات على بنكين روسيين وشركة كورية شمالية وشخصا تتهمه بدعم برنامج أسلحة الدمار الشامل الكوري الشمالي، في تكثيف للضغط على بيونغيانغ بعد استئنافها إطلاق الصواريخ الباليستية، وقالت وزارة الخزانة الأميركي في بيان إنها استهدفت شركة إيركوريو تريدنج كورب، وكذلك بنكي فار إيست وسبوتنك بسبب إسهاماتهما في التحصيل وجمع عائدات لمنظمات كورية شمالية.

وتأتي أحدث خطوة أمريكية بعد يوم من استخدام الصين وروسيا حق النقض ضد مسعى قادته الولايات المتحدة لفرض مزيد من العقوبات الدولية على كوريا الشمالية بسبب إطلاقها صواريخ باليستية، فقد استخدمت الدولتان حق النقض رغم ما تصفه الولايات المتحدة بأنه الاختبار السادس لصواريخ باليستية عابرة للقارات أجرته كوريا الشمالية هذا العام. وأجرت كوريا الشمالية سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام، من أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت إلى إطلاق أكبر صواريخها البالستية العابرة للقارات لأول مرة منذ ما يقرب من خمس سنوات.

 

  1. في الشأن العراقي

تدخّل المشرّعون العراقيون وأبطلوا محاولة إيرانية خطيرة، قادتها الأذرع السياسية لفصائل الحشد، كانت تستهدف تعميق عزل العراق عن العالم عبر إصدار قانون يطرد كبريات الشركات العالمية ورجال الأعمال والمستثمرين من العراق بذريعة "نصرة فلسطين". فقد تولّت اللجنة القانونية في البرلمان كتابة مسودة القانون الأولى، وتضم اللجنة بين أعضائها زعيم فصيل "جند الإمام" والناطق السابق باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، وشخصيات أخرى على صلة بإيران، لعبت على الأرجح دوراً في محاولة فاشلة لتحويل قانون يستهدف تجريم تطبيع العراق مع إسرائيل، إلى قنبلة تفجّر مساعي العراق المُضنية في العودة إلى قائمة وجهات الاستثمار، لكن المشرّعين العراقيين في اللجنة - وبينهم نواب مستقلون ومن حركات تغييرية، مثل محمد عنوز ومحمد جاسم الخفاجي وأوميد محمد - أعادوا تصويب القانون نحو أهدافه.

ولم يكن سراً، أن أصل فكرة طرح القانون في هذا التوقيت، إنما تتعلق برغبة زعيم التيار الصدري في نفي التُهم التي يكيلها الإعلام الإيراني في العراق ضد الصدر وحلفائه، فالتطبيع مُجرّم بالفعل في قانون العقوبات، وفي العُرف العراقي المجتمعي. ويمكن القول إن القانون بصيغته الحالية، وفّر للصدر ما يحتاجه، ومكّنه من فعل شيء ما بعد 6 أشهر من التعثر والإحباط، وقد أفلتت البلاد بأقل الخسائر.

في سياق منفصل، قال مسؤولون أمنيون عراقيون، الثلاثاء، إن مسلحين من تنظيم داعش قتلوا 12 مدنياً وأصابوا ستة على الأقل في هجومين منفصلين في العراق، مستغلين على ما يبدو عاصفة رملية أدت إلى انخفاض حاد في الرؤية في جميع أنحاء البلاد. ووقعت الهجمات يوم الاثنين في محافظتي كركوك وديالى، حيث تعرض مزارعون لإطلاق نار أثناء جني محاصيلهم، وأورد الإعلام الأمني العراقي في بيان أن 6 مدنيين قتلوا في الهجوم على قرية سامي عاصي جنوب مدينة كركوك. من جهتها، قالت شبكة "روداو" الإخبارية الكردية إن قوة من الشرطة الاتحادية العراقية التي وصلت إلى مكان الحادث تعرضت لكمين مما أدى لمقتل 3 من رجال الشرطة. هذا وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم على كركوك في وقت متأخر من الاثنين.

في سياق متصل، قال التحالف الدولي أنه تم إسقاط طائرة مسيرة في بغداد كانت تستهدف قاعدة جوية وأضاف أن محاولات العنف تُقوّض جهود الجيش وتعرض حياة العراقيين للخطر. كما ذكر بيان لخلية الإعلام الأمني، الثلاثاء،  أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة حاولت التقرب، صبحا، من قاعدة الشهيد محمد علاء الجوية غربي بغداد.

في سياق متصل، حذرت برقية سرية من غرفة عمليات بغداد، من مخططات لقصف المنطقة الخضراء ومطار العاصمة العراقية بصواريخ كاتيوشا وطائرات مسيرة، فيما لم تحدد الغرفة الجهة التي تخطط لذلك، لكنها قالت إن مجاميع خارجة عن القانون تقف وراء التخطيط للهجمات المحتملة. يشار إلى أنه عادة ما تتبنى الميليشيات المقربة من إيران مسؤوليتها عن مهاجمة المناطق الرئاسية ومقار البعثات الدبلوماسية وأماكن تواجد قوات التدريب الأميركية والتحالف الدولي.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية، يوم السبت، تحييد 18 مسلحاً من تنظيم حزب العمال الكردستاني، في العملية العسكرية لأنقرة بجبال شمال العراق، وقالت في بيان، إن الجيش التركي قتل المسلحين بواسطة طائرات مسيرة. وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، أطلقت تركيا عملية "قفل-المخلب" ضد معاقل تنظيم حزب العمال الكردستاني في مناطق متينا والزاب وأفشين باسيان شمال العراق، وتأتي هذه العملية بعد عمليتي "مخلب النمر" و"مخلب النسر" اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020. لكن هذه العمليات تفاقم الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد التي تتهم تركيا بانتهاك حرمة أراضيها، رغم أن البلدين شريكان تجاريان هامان.

في الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة

لا تزال المؤسسات العراقية تشهد شللاً مع تعذّر تشكيل حكومة بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الانتخابات التشريعية، وبانتظار الخروج من المأزق يستمر الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح، المرشّح لولاية جديدة، ورئيس الوزراء مصطفى كاظمي بتسيير الأعمال.

 

  1. في الشأن اليمني

انطلقت الاربعاء مفاوضات في الأردن، بين الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية في استكمال لمقترح الهدنة الأممية التي أعلن عنها في أول أبريل الماضي، بهدف فك الحصار عن المحافظة التي تضم 5 ملايين نسمة. وقد أكدت اللجنة الحكومية المفاوضة أنها ستوقف أي تفاوض إن لم تفتح الطرق في المحافظة مساء الجمعة، حيث شدد رئيس اللجنة عبد الكريم شيبان على أنه إذا لم يستجب الحوثيون لفتح الطرقات التي تربط تعز ببقية المحافظات فستضطر اللجنة إلى التوقف عن الحوار. كما أوضح أن الحوثيين لم يستجيبوا للتصور الذي قدمته اللجنة بفتح جميع الطرقات في تعز، واقترحوا عوضاً عن ذلك، فتح ممر جبلي قديم، مؤكدا أن هناك تعنتاً واضحاً من قبل وفد الحوثيين، ومماطلة وعدم جدية وعدم استجابة لرفع المعاناة عن أبناء تعز.

ويوم السبت، أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن انتهاء جولة أوليّة من النقاشات بين الطرفين في العاصمة الأردنية عمّان، لفتح طرق رئيسية في تعز ومحافظات أخرى، وذلك بموجب اتفاق الهدنة الذي أُبرِمَ بوساطة أممية، أفادت مصادر مطلعة بأن المبعوث الأممي قدم صيغة تنص على فتح 6 طرق لتعز تدريجيا خلال شهر، وتضمن المقترح آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين، بناءً على النقاشات التي استمرت ثلاثة أيام والخيارات التي طرحت من قبل الطرفين.

على صعيد منفصل، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة عن خطة تشغيلية من أجل البدء بتفريغ ناقلة صافر المهددة بالانهيار، دعت الولايات المتحدة وهولندا، في بيان مشترك، إلى دعم الجهود الأممية من أجل تفادي التهديدات الاقتصادية والبيئية الكارثية التي تشكلها ناقلة النفط هذه. وفي اجتماع استضافه السفير الهولندي في أميركا أندريه هاسبلز وشارك فيه المبعوث الخاص للولايات المتحدة ليندركينغ، والسفير اليمني في واشنطن محمد الحضرمي، ودبلوماسيون آخرون، شدد المجتمعون على أهمية جمع 144 مليون دولار من أجل تمويل تلك الخطة التشغيلية، التي تتطلب بداية 80 مليون دولار من أجل نقل حمولة النفط الموجودة على صافر إلى سفينة أخرى مؤقتة مطلع يوليو المقبل، بحسب ما أفاد بيان للخارجية الأميركية. إلى ذلك، دعا المجتمعون المانحين من القطاعين العام والخاص إلى تقديم مساهمات سخية للمساعدة في منع تسرب النفط أو انفجار الخزان الضخم.

 

  1. في الشأن المصري

قالت مجموعة سيمنس الألمانية، السبت، إن مصر وقعت عقدا مع وحدتها لصناعات السكك الحديدية وشركائها في كونسورتيوم لبناء خطي سكك حديدية لقطارات فائقة السرعة بطول ألفي كيلومتر، وأضافت أن الاتفاق بين الهيئة القومية للأنفاق في مصر وتحالف من شركة سيمنس موبيلتي وأوراسكوم كونستراكشون والمقاولون العرب سيُنشأ بموجبه سادس أكبر نظام للسكك الحديدية عالية السرعة في العالم. إلى ذلك، قال رولاند بوش الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس في بيان إنها أكبر طلبية في تاريخ سيمنس.

في سياق متصل، أبقت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، تصنيفها لمصر عند (B2)، لكنها غيرت نظرتها المستقبلية من مستقرة إلى سلبية، وقالت إن النظرة المستقبلية السلبية تعكس المخاطر الجانبية المتزايدة لقدرة مصر على امتصاص الصدمات الخارجية، وأضافت أن شروط التمويل العالمية المشددة تزيد من مخاطر ضعف التدفقات النقدية مقارنة بتوقعات الوكالة الحالية لدعم الوضع الخارجي لمصر. غير أنها لفتت إلى أن الاتجاه القوي لمصر نحو نمو الناتج المحلي الإجمالي، يدعم المرونة الاقتصادية واحتمال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وكانت "موديز" أكدت في وقت سابق، على النظرة المستقبلية المستقرة للقطاع المصرفي في مصر، وأشارت إلى أن استمرار تدفق الاستثمارات في البنية التحتية، والزيادة القوية بمعدلات الإنفاق، ستعملان على دعم النمو الاقتصادي، بينما تتيح مبادرات الشمول المالي فرصاً تجارية وافرة للبنوك.

يشار إلى أن الدولار عاد ليتحرك أمام الجنيه المصري ليعود مجدداً إلى مستويات تقترب من 18.60 جنيها، فيما كانت سوق الصرف في مصر شهدت حالة من الاستقرار خلال الأيام الماضية.

في ملف جماعة الاخوان

أمرت محكمة مصرية، هذا الاسبوع، بإلقاء القبض على الإعلامي حمزة زوبع و3 آخرين المطلوبين على ذمة قضايا والمعروفة إعلاميا بـ "اللجنة الإعلامية لتنظيم الإخوان"، كما أمرت المحكمة النيابة العامة بإخطار الإنتربول الدولي وإدراجهم على قوائم النشرة الحمراء وتتبع خطوط سيرهم خارج البلاد.

أزمة سد النهضة

أعلنت مصر هذا الاسبوع مجدداً أن الحل الوحيد لأزمة سد النهضة هو توقيع اتفاق ملزم لتنظيم ملء وتشغيل السد.

وفي السياق، رفضت وزارة الخارجية السودانية، يوم السبت، تصريحات مدير سد النهضة الإثيوبي، معتبرة أنها تسمم الأجواء الإيجابية، كما طالبت المسؤولين الإثيوبيين بالكف عن التصريحات غير المنضبطة و الالتزام بمبادئ الدبلوماسية، مؤكدة تجاهل أديس أبابا لموقف السودان الثابت من عملية ملء وتشغيل السد إلّا بعد التوصل إلى إتفاق قانوني منصف وملزم يحقق مصالح شعوب الدول الثلاثة. أيضا عبرت عن دهشتها من عدم اكتراث المسؤول الإثيوبي للأضرار المحتملة على الجانب السوداني رغم اعترافه باحتمال تأثر كل من السودان ومصر بعملية الملء الثالث، مما يشير إلى أن إثيوبيا تريد المضي قدما في مواقفها الأحادية السابقة.

وكان مدير سد النهضة الإثيوبي، أقر الجمعة، باحتمال تأثر مصر والسودان بعمليات ملء السد، مشيرا إلى أن الملء الثالث سيكون في أغسطس وسبتمبر المقبلين. لكن رغم التأثرات المحتملة على دولتي المصب، استبعد إيقاف عملية الملء الثالث، معتبرا أنها عملية تلقائية، كما كشف عن أن الطاقة التي تم تدشينها من السد دخلت ضمن شبكة الكهرباء في إثيوبيا، مشددا على أن عملية بناء سد النهضة لن تتوقف لأي سبب كان.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

قالت مصادر مطلعة إن شركة ألافكو لتأجير الطائرات ومقرها الكويت، تدرس فرص البيع، وأجرت محادثات مع شركات استثمار خاص وشركات تأجير طائرات أخرى. ولدى ألافكو، التي تساهم فيها الحكومة الكويتية، أسطول من 77 طائرة إيرباص وبوينغ وطلبيات تضم 68 طائرة أخرى. وتأتي عملية البيع المحتملة بعدما أعلنت الشركة زيادة بنسبة 79% في خسائرها نصف السنوية لتبلغ 4.5 مليون دينار (14.71 مليون دولار) التي ألقي باللوم فيها على تكاليف انخفاض القيمة. يأتي ذلك أيضا في وقت تشهد فيه شركات تأجير الطائرات على مستوى العالم تحديات من ارتفاع التضخم وزيادة تكلفة الاقتراض وأثر الغزو الروسي لأوكرانيا.

على صعيد آخر، قال وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، الاثنين، إن بلاده تتوقع انخفاضا كبيرا في العجز بالموازنة العامة للنصف الأول من 2022، بسبب ارتفاع أسعار النفط، ولم يقدم الوزير، الذي كان يتحدث في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، توقعات محددة لعجز الموازنة، لكنه قال إن سعر النفط المفترض في الموازنة يبلغ 60 دولارا للبرميل.

وذكرت وزارة المالية والاقتصاد الوطني أن النتائج المالية الأولية التي تم تحقيقها خلال عام 2021، كشفت محافظة البحرين على التزاماتها بتنفيذ المشروعات الحكومية التي تهدف إلى الوصول إلى مرحلة التعافي الاقتصادي وتحقيق التطلعات والأهداف المنشودة، بالإضافة إلى الالتزام بتنفيذ أهداف برنامج التوازن المالي. ورغم انخفاض المصروفات المتكررة بنسبة 4% في عام 2021 إلا أن الحكومة زادت مصروفات المشاريع بنسبة 9% لما لها من أهمية في دعم الاقتصاد.

في سياق منفصل، منح قاضٍ بريطاني، يوم الخميس، شركة الخطوط الجوية القطرية حق الحصول على محاكمة سريعة نسبياً ضد شركة إيرباص في نزاع حول سلامة الطائرات، لكنه رفض عدة دعاوى إجرائية تشمل محاولة من الشركة لتقسيم القضية إلى جزأين.

ونشب نزاع بين الشركتين على مدى شهور بخصوص كفاءة أحدث طائرة أوروبية للرحلات الطويلة بعد تلف طبقة الطلاء الواقية الخارجية على هيكلها، الأمر الذي دمر أحد أهم العلاقات التجارية في قطاع الطيران. ويعني قرار القاضي أن إيرباص يمكنها الاختيار بين محاولة الاستمرار في تسليم طائرات إيه 350 لشركة الخطوط القطرية، لكن ذلك سيعني تعديل بنود السداد، أو محاولة بيع جميع الطائرات المرفوضة لشركات أخرى مثل الخطوط الجوية الهندية "إير إنديا" التي قالت مصادر في القطاع إنها قد تتقدم بطلب للشراء.

وتعترف إيرباص بوجود مشاكل تتعلق بالجودة لكنها تصر على أن الطائرات آمنة وواصلت محاولة إجبار شركة الطيران القطرية على استلام مزيد من الطائرات. واتسع نطاق الخلاف في يناير/كانون الثاني عندما ألغت إيرباص عقدا منفصلا مع الخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات أصغر من طراز إيه 321نيو، ورفض القاضي نفسه الشهر الماضي محاولة من الخطوط القطرية لإجبار إيرباص على تسليم الطائرات. وأعلنت إيرباص فوزها جزئيا بناء على الحكم المبدئي، لكن أشخاصا مقربين من الخطوط الجوية القطرية قالوا إن التركيز الرئيسي سيكون على المحاكمة.

 

  1. في الشأن الأوروبي

صرّح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أنّه لم يجد أي بصيص للسلام خلال محادثاته الهاتفية مع الرئيس الروسي يوم الخميس، فقد ركزت المحادثات الهاتفية على تطورات الوضع في أوكرانيا وعلى الجهود المبذولة لإيجاد حل مشترك لأزمة الغذاء المستمرة وتداعياتها الخطيرة على أفقر دول العالم، وقال رئيس وزراء إيطاليا إن بلاده تسعى لتحرير صادرات الحبوب من موانئ البحر الأسود.

يشار إلى أن وزير الخارجية الإيطالي أعلن يوم الجمعة الماضي، أن بلاده اقترحت على الأمم المتحدة تشكيل مجموعة تيسير دولي لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار خطوة بخطوة على الأراضي الأوكرانية. في المقابل وصف وزير الخارجية الروسي الخطة بالسيئة، واعتبر في أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام ليست جدّية.

في سياق متصل، ذكرت معلومات صحفية أن شركات أوروبية صغيرة تشتري النفط الروسي بأسعار زهيدة تحت غطاء عقود طويلة الأجل، وتبيعه في الأسواق، وإن تلك الشركات تستغل ثغرات في العقوبات وتشتري النفط الروسي.

يأتي ذلك في وقت لايزال الاتحاد الأوروبي يتجادل فيه مع المجر بشأن خطط لحظر واردات النفط من روسيا، ثاني أكبر مصدر للخام في العالم، بعد أن غزت أوكرانيا. وكان وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، قال الثلاثاء الماضي، إن دول الاتحاد ستوافق على الأرجح على حظر النفط الروسي في غضون أيام، لكنه حذر من أن حظرا لن يضعف بشكل تلقائي الكرملين لأن الأسعار المرتفعة تمكنه من جني المزيد من الإيرادات، بينما يبيع أحجاما أقل من النفط.

على صعيد آخر، يبدو أنه لا تقدم يذكر فيما يتعلق برفض تركيا انضمام كل من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، على لرغم من المحادثات التي جرت مؤخراً بين الدول الثلاث، فقد أكد مصدران مطلعان أن المحادثات التي جرت في تركيا هذا الأسبوع بين مسؤولين أتراك ووفدين من هلسنكي وستوكهولم، لم تحقق تقدما يذكر في معالجة الدوافع وراء اعتراض أنقرة على انضمام الدولتين إلى الناتو، في حين لم يتضح بعد متى ستجرى المزيد من المناقشات. وقال مسؤول تركي الجمعة، أن هذه ليست عملية سهلة، فعلى الدولتان اتخاذ خطوات ملموسة وصعبة.

إلى ذلك، ذكر مصدر آخر مطلع على الموقف أن المحادثات التي جرت يوم الأربعاء الماضي لم تحقق تقدما واضحا وانتهت دون جدول زمني لمواصلتها، مما يزيد من احتمال أن تتمسك أنقرة بمعارضة طلبي العضوية عندما يعقد الحلف اجتماع قمة يومي 29 و30 يونيو المقبل في مدريد.

أزمة شرق المتوسط

شدد وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، يوم السبت، أنه على حلفاء أثينا ألا يذعنوا لما وصفها بالابتزازات التي تمارسها تركيا وخطابها العدواني، وأضاف أن أنقرة تمارس إجراءات غير مسبوقة ضد سيادة اليونان، مشيرا إلى أن أثينا لم تستجب للخطاب المتطرف من الطرف الآخر لبحر إيجه، وستختار الطريقة والوقت الذي ستقوم فيه بالرد.

وكان الرئيس التركي قد قال إنه لم يعد يعترف بزعيم اليونان المجاورة، وسيرفض مقابلته في قمة مقررة قريبا، واتهم أردوغان رئيس الوزراء اليوناني بالسعي إلى منع بيع طائرات مقاتلة أميركية الصنع من طراز إف -16 إلى تركيا خلال زيارته للولايات المتحدة.

 

  1. في الشأن التركي.

واصلت الليرة التركية هبوطها مقابل الدولار الأمريكي، يوم الأربعاء، لتصل إلى 16.35 ليرة مقابل الدولار، حيث فقدت 18% من قيمتها هذا العام، وأرجع محللون استمرار خسائر الليرة لأسباب من بينها التوترات مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والسياسة النقدية الفضفاضة التي تتبعها البلاد.

ووفق وكالة "بلومبرغ" للأنباء، تراجعت الليرة بـ1.6% إلى 16.35 ليرة لكل دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، حينما هبطت إلى 18.4 ليرة مقابل الدولار في أعقاب سلسلة تخفيضات في أسعار الفائدة، قبل أن تنهي العام على خسائر بلغت 44%.

في سياق منفصل، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن العمل مع إسرائيل على أجندة إيجابية يمكن أن يساعد الجانبين في التعامل مع الخلافات بشكل بنّاء. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده، الأربعاء، مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، في القدس الغربية، حيث أفاد أوغلو أن تركيا اتفقت مع إسرائيل على إضفاء طاقة جديدة على العلاقات الثنائية في العديد من المجالات وتأسيس آليات مختلفة من الآن فصاعدا، لافتا إلى أنه تناول مع نظيره الإسرائيلي مسائل إقليمية تخص الجانبين، ومشيرا أن الحوار الذي جرى على مستوى رؤساء الدولتين في رمضان الماضي ساهم في جهود الحفاظ على الهدوء. كما أعرب أوغلو عن ثقته بأن استئناف الحوار السياسي والاتصالات الفنية بين أنقرة وتل أبيب، سيزيد من حجم التجارة بين البلدين.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، أعرب أوغلو عن اعتقاد بلاده بأن حل الدولتين ضمن معايير الأمم المتحدة، هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، وذكر أنه أبلغ لابيد حساسية بلاده حيال القدس والمسجد الأقصى، معربا عن استعداد بلاده التام لدعم أي حوار بين فلسطين وإسرائيل.

على صعيد آخر، قال مجلس الأمن القومي التركي، الخميس، إن العمليات العسكرية التركية التي تُنفذ الآن وفي المستقبل على الحدود الجنوبية للبلاد لا تستهدف سيادة الجيران، لكنها ضرورية لأمن تركيا. وقد جاء ذلك في بيان صدر بعد اجتماع استمر 3 ساعات، وبعد إعلان الرئيس رجب طيب إردوغان يوم الاثنين أن أنقرة ستشن قريباً عمليات عسكرية جديدة على حدودها الجنوبية، لمكافحة ما وصفها بأنها تهديدات إرهابية عن طريق توسيع المنطقة الآمنة بعمق 30 كيلومتراً.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أعلن وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي أن الإمارات ستوقع الشهر القادم اتفاقية تجارة حرة مع اسرائيل وستدخل في المناقصات الحكومية الإسرائيلية وعقود المشتريات ويتوقع وصول حجم التجارة بين إسرائيل والإمارات إلى 2 مليار دولار.

 

  1. في الشأن السعودي

توقع الرئيس التنفيذي للشركة العالمية للصناعات البحرية، الدكتور عبدالله الأحمري، أن يستقطب مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في منطقة رأس الخير استثمارات أجنبية مباشرة إضافية في سلسلة التوريد بقيمة 4.6 مليار دولار، موزعة بين مجال الألواح الفولاذية بـ2.6 مليار دولار، وملياري دولار في مجال صب وتشكيل الألواح الفولاذية وأنظمة الحفر. وتتولى الشركة العالمية للصناعات البحرية - وهي شركة مشتركة من أرامكو السعودية، البحري، هيونداي للصناعات الثقيلة، ولامبريل البريطانية - تشغيل الجزء الأكبر من المجمع العملاق. وأكد الأحمري أن الأعمال الإنشائية في المجمع تسير وفق الجدول الزمني المحدد، حيث حظيت أعمال إنشاء البنية التحتية لهذا المجمع الوطني العملاق بدعم من الحكومة بنحو 3.8 مليار دولار.

وسيسهم مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في تطوير صناعات وخدمات متنوعة في قطاع الأعمال البحرية، بالاستفادة من موقع المملكة كمركز لوجستي استراتيجي، ورأس الخير تحديدا، كونها نقطة جذب مهمة للشركات. يذكر أن المستثمرين الرئيسين في المجمع ضخوا استثمارات مباشرة بقيمة 1.2 مليار دولار، موزعة بين شركة ماكديرموت "500 مليون دولار"، وشركة لامبريل "340 مليون دولار"، وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة "340 مليون دولار"، وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة - المحركات "52 مليون دولار".

 

  1. في الشأن الروسي

وافق النواب الروس الثلاثاء في قراءة أولى على مشروع قانون يسمح بإغلاق وسائل الإعلام الأجنبية في روسيا بموجب قرار يصدره مكتب المدعي العام، لنشرها معلومات تعتبر كاذبة تتعلق بالنزاع في أوكرانيا، وأشار مجلس الدوما إلى أنه قد يتم حظر هذه الوسائل الإعلامية في حال نشرها معلومات تهدف إلى النيل من مصداقية الجيش الروسي أو تتعلق بفرض عقوبات على روسيا، كما يسمح هذا القانون للنائب العام أو لنوابه بسحب ترخيص وسيلة إعلامية إذا نشرت معلومات تعتبر غير قانونية أو تشكل خطرا، كما يمكن إلغاء اعتماد الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية، بموجب هذا النص الذي سيتم اعتماده بعد ثلاث قراءات في مجلس الدوما وقراءة أخيرة في مجلس الشيوخ. إلى ذلك، اشار مجلس الدوما في بيان إلى أن مشروع القانون يجيز أيضًا إغلاق أو تقييد عمل وسائل الإعلام في روسيا إذا اتخذت سلطات البلد الأصلي لوسيلة الإعلام اجراءات غير ودية بحق وسائل الإعلام الروسية في الخارج.

على صعيد آخر، وبعد تسريبات وتلميحات مسؤولين أميركيين بعزم الولايات المتحدة إمداد القوات الأوكرانية بصواريخ متقدمة وبعيدة المدى، جددت روسيا تحذيراتها، معتبرة أن مثل تلك الخطوات تشكل استفزازاً واضحاً وتصعيداً لا تحمد عقباه، حيث نبه السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، الولايات المتحدة من إمداد كييف بأسلحة صاروخية بعيدة المدى، لما لذلك من تداعيات لا يمكن التنبؤ بها على الأمن العالمي.

 

  1. في الشأن الأوكراني

مع استمرار النزاع الروسي الأوكراني، وسط دعم غربي لكييف، من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع المقبل، إرسال أنظمة صواريخ بعيدة المدى إلى السلطات الأوكرانية التي تقول إنها ضرورية لمواجهة الهجوم الروسي في منطقة دونباس، فقد أكد مسؤولون أميركيون، الجمعة، أن من بين الأسلحة التي من المتوقع أن توفرها الولايات المتحدة أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة MLRS، وهي قاذفات مدفعية متحركة يمكنها إطلاق قذائف لعشرات الأميال وعلى مسافة أبعد من أي نظام حالي تملكه أوكرانيا. كذلك، من المتوقع أيضاً أن تمنح الولايات المتحدة أنظمة صواريخ عالية الحركة، المعروفة باسم هيمارس، وهي قاذفات صواريخ متعددة خفيفة مع نطاق مشابه لـ MLRS، ولكن على عكس MLRS التي تتحرك على المسارات، تتحرك الهيمارس على هيكل بعجلات.

لكن من غير الواضح عدد الأنظمة الجديدة التي ستوفرها الولايات المتحدة، إلا أن أحد المسؤولين قال إنه يمكن أن تصل خلال أسابيع، فيما أوضحت واشنطن أن القوات الأوكرانية ستحتاج إلى أسبوع على الأقل من التدريب لاستخدامها.

في غضون ذلك، حققت القوات الروسية، أمس الجمعة، مكاسب جديدة في القتال العنيف في منطقة دونباس شرقاً، بعد مواجهات مع القوات الأوكرانية بشوارع سيفيرودونتسك، وأوضح مسؤولون أوكران أن القوات الأوكرانية انسحبت من ليمان، أحدث مدينة في دونباس تسقط في أيدي الروس، خلال الأيام الماضية. وأمام هذا التقدم الروسي شرقاً، جددت كييف المطالبة بمزيد من الأسلحة الثقيلة والفعالة، وطالب قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على بمزيد من الأسلحة الغربية، لاسيما الأسلحة التي ستسمح بضرب العدو من مسافة بعيدة، على حد تعبيره.

في السياق، ووسط إشارات بأن الحرب ستطول، أكدت وزارة الدفاع الأميركية الخميس، خسارة الجيش الروسي منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا لما يقارب 1000 دبابة، و350 نظاما مدفعيا، 36 طائرة حربية، و50 مروحية، وأضاف مسؤول كبير في الوزارة للصحافيين من واشنطن، أن القوات الروسية تفقد يوميا جنودا لكنها تمتنع عن كشف الأرقام، وأن لدى الروس 110 كتائب مقاتلة، موضحاً أنها تحقق تقدما بطيئا على الأرض، وأنها تملك فائضاً من القوة، وفق تعبيره.

أيضاً لفت في إحاطة البنتاغون اليومية حول أوكرانيا، أن المعارك باتت تتركز بشكل أساسي هذه الفترة على وسط منطقة دونباس، في محاولة روسية لعزلها ومحاصرة القوات الأوكرانية، وتابع أن هناك معارك كبيرة في جنوب مدينة إيسييوم، وأخرى في منطقة خرسون وميكولاييف، مشيرا إلى أن القوات الروسية أضحت تضيف دفاعات على جزيرة الأفعى في البحر الأسود لمنع القوات الاوكرانية من استردادها، وموضحاً أنها نجحت فعلاً في البقاء بعيدا عن الشاطئ ومحاصرة الموانئ الأوكرانية. كما أكد أن القوات الروسية تخلت عن استراتيجية المحاور الكبيرة، حيث أصبحت العمليات أصغر هدفا وعلى مسافة قليلة، وباتت تتبع خطة القصف المركز ثم تحريك القوات البرية بعد تدمير الهدف.

في السياق، أفادت مصادر دبلوماسية، يوم الجمعة، أن البعثات الخارجية التركية بإيران تقوم بتعليمات من أنقرة، بتجنيد أفغان متواجدين هناك للمشاركة بالأعمال الحربية إلى جانب كييف، وفق ما نقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي. كما أوضحت أن هؤلاء تجري مساعدتهم على المغادرة إلى تركيا ثم إلى أوكرانيا، حيث يتم إعداد المستندات اللازمة.

في المقابل، تتهم أوكرانيا روسيا بإقامة معسكرات لإيواء وتدريب مرتزقة من سوريا قرب الحدود الأوكرانية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (يوكرينفورم)، كما أوضحت أن تلك المعسكرات أقيمت في منطقتي روستوف الروسية وغوميل البيلاروسية. كذلك، أشارت إلى أن المعلومات كشفت أن موسكو جندت أكثر من ألف شخص خلال الأيام الماضية، في حين وصل نحو 400 بالفعل إلى روسيا.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، يوم السبت، أنها ستتسلم صواريخ هاربون المضادة للسفن وقاذفات من الدنمارك وبريطانيا وهولندا للدفاع عن نفسها في وجه العملية العسكرية الروسية بالبحر الأسود، وقال وزير الدفاع الأوكراني، أن كييف استلمت نسخة مطورة من مدافع هاوتزر بالتعاون مع عدة دول، مشيرا إلى أن دولا أخرى ستنضم إلى هذه العملية أيضا.

وفي وقت أبدى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لاستئناف المفاوضات مع الجانب الأوكراني، أكد مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك، السبت، أنه لا يمكن الوثوق في أي اتفاق مع روسيا، مضيفا أن القوة وحدها هي التي يمكنها وقف العملية العسكرية الروسية.

 

  1. في الشأن الايراني

استهدفت طائرات مسيرة موقع بارشين العسكري الإيراني، حيث تطور طهران تكنولوجيا الصواريخ النووية والطائرات المسيرة، وضربت طائرات "درون" مساء الأربعاء، موقع المجمع شديد الحساسية، على بعد 37 ميلا جنوب شرقي العاصمة، بحسب المصادر الإيرانية، التي لم يسمح لها بالحديث علنا، كما أوضحوا أن الطائرات المسيرة انفجرت في مبنى تستخدمه وزارة الدفاع الإيرانية، مما أسفر عن مقتل مهندس شاب كان يعمل في الوزارة وإصابة شخص آخر.

إلى ذلك، رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق لكن مسؤولا أميركيا أكد أن طائرات مسيرة هاجمت بارشين، لكنه لم يذكر الجهة التي تقف وراءها ولم يقدم أي تفاصيل أخرى. فيما قالت مصادر إيرانية مطلعة على الهجوم إن هجوم الطائرات المسيرة انطلق من داخل إيران، تحديدا على مقربة من منشأة بارشين حيث الطائرات المستخدمة لديها مدى طيران قصير، مشيرين إلى أن المجمع العسكري بعيد من حدود إيران.

يذكر أنه في أوائل فبراير، هاجمت إسرائيل بست طائرات بدون طيار تحتوي على متفجرات منشأة بالقرب من مدينة كرمانشاه التي كانت المصنع الرئيسي لتصنيع وتخزين الطائرات العسكرية بدون طيار في إيران، وفقًا لمسؤول استخباراتي كبير مطلع على العملية. ودمر ذلك الهجوم الإسرائيلي عشرات الطائرات بدون طيار الإيرانية. في المقابل، ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على مجمع سكني في شمال العراق قالت إن عملاء إسرائيليين استخدموه للتخطيط لهجمات ضد إيران.

في سياق منفصل، لا يزال الاحتقان والغضب سيد الموقف في مدينة عبادان جنوب غرب طهران، على خلفية انهيار مبنى متروبل قيد الإنشاء والذي أدى إلى مقتل 26 شخصاً في أحدث حصيلة، فيما لا تزال جثث العشرات تحت الأنقاض على الرغم من مرور عدة أيام على الحادث، فقد نزل ليل الجمعة المئات من سكان محافظة الأهواز مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن انهيار المبنى. كما تضامنت عدة مناطق في البلاد مع المدينة المفجوعة، إذ خرج العديد من المتظاهرين في مدن الأهواز والعميدية ومعشور في إقليم عربستان (خوزستان)، فضلا عن بوشهر في الجنوب ومدينة شاهين شهر في محافظة أصفهان وسط البلاد، تضامنا مع أهالي مدينة عبادان ذات الأغلبية العربية. كما نظَّم المواطنون في مدينة شاهين شهر وسط إيران، احتجاجات ليلية تضامنا مع أهالي عبادان، ورفعوا شعارات، أبرزها: "اتركوا سوريا وفكّروا فينا"، في إشارة إلى تمويل الميليشيات هناك، وإنفاق الأموال على تسليحها بينما يعاني الإيرانيون من غلاء الأسعار والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

في المقابل، احتشد مئات عناصر الأمن وسط عبادان، مغلقين جميع الطرق المؤدية إلى مكان المبنى المنهار، كما عمدت مجموعة من 200 عنصر من الأمن على دراجات نارية إلى تخويف الناس، بالتزامن انقطع الاتصال بشبكة الإنترنت في عبادان وبعض مناطق مدينة الأهواز، عاصمة الإقليم.

يشار إلى أن هذا الحادث أعاد إلى الأذهان كارثة مبنى "بلاسكو" وسط طهران، التي وقعت مطلع عام 2017. حيث انهار حينها المبنى المؤلف من 15 طابقا، بينما كان رجال الإطفاء يعملون على إخماد حريق اندلع فيه، وأدى إلى مقتل 22 شخصا بينهم 16 من رجال الإطفاء. أما السلطات الإيرانية فتحركت مخافة عودة شبح احتجاجات الوقود التي عمت البلاد عام 2019، لاسيما أن حادثة عبادان أتت فيما لا تزال شرارة الغضب من ارتفاع أسعار الخبز ومشتقات القمح وغلاء السلع الغذائية الأخرى أيضا لم تنطفئ بعد في البلاد.

على صعيد آخر، وفي حادث غامض أتى بعد أيام على اغتيال عقيد في الحرس الثوري بطريقة مشابهة، أعلن قائد الشرطة في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرقي إيران، يوم السبت، مقتل ضابط في إطلاق نار على سيارته،

وأشار إلى أن هجوماً وقع من مساء الجمعة، على سيارة الرائد عباس راه انجان، الضابط بشرطة قضاء دليكان، لدى عودته برفقة عائلته من مدينة إيرانشهر، الذي أصيب بجراح نقل على إثرها للمستشفى، قبل أن يفارق الحياة، بينما لاذ المهاجمون بالفرار، كما لم تعرف بعد دوافع وأسباب هذا الهجوم.

من جانب آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، يوم السبت، أن طاقمي ناقلتي النفط اليونانيتين اللتين احتجزهما الحرس الثوري بأمان وصحة جيدة! وقال إن علاقة بلاده مع اليونان يجب ألا تتعرقل بسبب ما سمّاها حسابات خاطئة قصيرة النظر بينها قطع الطريق بأمر من طرف ثالث!

وكان الحرس الثوري الإيراني، أكد مساء الجمعة، احتجاز سفينتين يونانيتين (برودينت وريور، ودلتا بوسيدون) أثناء إبحارهما في المياه الإقليمية بالخليج العربي بزعم انتهاك القواعد البحرية. كما هدد بالاستيلاء على 17 ناقلة يونانية تتواجد في المنطقة كذلك، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية الرسمية عن مصدر مطلع.

جاءت هذه التطورات من جانب طهران، ردا على احتجاز السلطات اليونانية في 19 نيسان/أبريل قبالة جزيرة إيفيا ناقلة النفط الروسية "بيغاس" (تغيّر اسمها بعد أيام إلى "لانا")، وذلك تنفيذاً لعقوبات صادرة من الاتحاد الأوروبي على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

  1. في الشأن السوداني

وسط استمرار الأزمة السياسية في البلاد، شدد عضو مجلس السيادة السوداني الهادي إدريس، على أن بلاده تمر بأزمة انعكست على الأرض أمنيا واقتصادياً، كما أكد الجمعة، أن المجلس يدعم جهود الآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن دور الآلية الثلاثية لن يكون كافيا دون دعم من دول الجوار.

إلى ذلك، قال إنه يجب على المكونات السياسية تقديم تنازلات لحل الأزمة، لافتاً إلى التزام مجلس السيادة بتنفيذ اتفاقات السلام بالكامل. كذلك، اعتبر أن تأخر الحوار تسبب في تراجع الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد، وعن إطلاق سراح المعتقلين، توقع أن يتم ذلك خلال الأيام المقبلة.

في سياق متصل، قتل متظاهران سودانيان اثنان خلال احتجاجات جديدة شهدتها مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم. وأوضحت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان الأحد، أن متظاهرا قتل إثر إصابته برصاص حي في مواكب منطقة الكلاكلة في جنوب الخرطوم، كما أعلنت أن متظاهرا ثانيا فارق الحياه إثر اختناقه بالغاز المسيل للدموع في المنطقة نفسها.

ومساء الحد أعلن مجلس السيادة السوداني رفع حالة الطوارئ لتهيئة الأجواء لإجراء الحوار.

 

  1. في الشأن الصيني

بعد أن اتهامها بتهديد النظام العالمي، وجهت الصين سهام الانتقادات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، معتبرة خطابه يهدف إلى تشويه سمعتها، فقد شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، يوم الجمعة على أن كلام الوزير الأميركي محض افتراء، وقال في مؤتمر صحافي إن خطاب بلينكن ينشر معلومات خاطئة ويُضخّم تهديد الصين ويتدخّل بالشؤون الداخلية لها، ويشوه صورة سياساتها الداخلية والخارجية، كما اعتبر أنه يهدف إلى عرقلة التنمية والتقدم في البلاد من أجل الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة وتفوقها، وفق قوله.

استخدمت الصين وروسيا كما كان متوقعاً حقّ النقض في مجلس الأمن ضدّ مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد اختبارها صواريخ بالستية، وصوّت الخميس، بقية أعضاء المجلس (13 عضواً) لصالح المشروع الذي نصّ على تخفيض واردات بيونغيانغ من النفط الخام والمكرّر.

كما، أعرب العديد من حلفاء واشنطن عن أسفهم وراء الكواليس لإصرارها على إجراء تصويت مع علمها بأنّ الصين وروسيا ستستخدمان الفيتو ضدّ مشروع القرار، لكن الأميركيين اعتبروا أنّه كان من الأسوأ عدم فعل أيّ شيء وأنّ السماح باستمرار تجارب كوريا الشمالية دون ردّ فعل سيكون أسوأ من سيناريو قيام دولتين بمنع القرار، وفق ما أفاد أحد السفراء.

وقد اعتبر سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون بعد التصويت أن الخطوة الأميركية أبعدت المجلس عن الحوار والتوافق، وكان قد أكد قبل التصويت أنّ بلاده لا تعتقد أن عقوبات جديدة ستساعد في الاستجابة للوضع الحالي، وأضاف أن قراراً قسرياً من الأمم المتحدة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، مؤكدا رفض بكين التامّ لأيّ محاولة لجعل آسيا ساحة معركة أو لإثارة مواجهات أو توترات هناك، كما دعا تشانغ جون إلى تجنّب أي خطوة استفزازية، مطالباً الولايات المتحدة باستئناف الحوار مع كوريا الشمالية.

 

  1. في أزمة تونس

أصدر القضاء التونسي، مساء أمس الجمعة، قراراً يقضي بمنع سفر المتهمين في قضية ما يعرف بـ"الجهاز السري" لحركة النهضة، الذي يشتبه في وقوفه وراء عمليات الاغتيالات السياسية التي شهدتها البلاد عام 2013 وتهديد أمن الدولة، ومن بينهم زعيم النهضة راشد الغنوشي. ومنذ شهر يناير الماضي، بدأ القضاء تحقيقاً بخصوص ما يعرف بـ"الجهاز السري" لحركة النهضة، إثر شكوى قدمت إلى وزيرة العدل ليلى جفّال، بوصفها رئيسا لجهاز النيابة العمومية، من فريق الدفاع عن المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. ويتهم فريق الدفاع عن بلعيد والبراهمي، الجهاز السرّي للنهضة، بالوقوف وراء اغتيالهما عام 2013، كما يتهم بعض قيادات حركة النهضة وعلى رأسهم راشد الغنوشي بتسييره والإشراف عليه.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

23 ايار 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبّود، حبيب خوري، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كبارة، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جودية، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، نورما رزق، نيللي قنديل، نبيل يزبك، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

أولاً : يطالب "اللقاء" من النواب الجدد تحديد الأولويات من أجل إنقاذ لبنان والإبتعاد عن تحديد الأحجام والقامات.

لبنان بحاجة إلى تيّار إستقلالي لبناني وليس إلى معرفة حجم هذا الحزب أو ذاك، لأنه يعاني من أزمة وطنية تتمثّل باحتلال إيران من خلال سلاح "حزب الله" الذي يمنع قيام دولة حقيقية قادرة على حلّ مشاكل اللبنانيين.

لا حلّ لأزمة الدولار والإقتصاد وتردّي الأوضاع الإجتماعية إلا من خلال تحرير الدولة من القيود التي يفرضها الإحتلال الإيراني.

ثانياً : يسجّل "اللقاء" رفضه إنتخاب الرئيس برّي تعبيراَ واحتراماَ للمزاج التغييري العام في لبنان.

وفي الوقت ذاته يتمنى أن لا تتحوّل معركة رئاسة المجلس إلى معركة طائفية أو معركة محاصصة حول نائب رئيس المجلس خصوصاً مع غياب نائب شيعي مستقل لم تعمل القوى السياسية الفاعلة على إنتخابه في جبيل أو بعبدا أو بيروت أو الجنوب أو البقاع. ومنع الثنائي الشيعي بالقوّة التنوّع داخل الطائفة.

ثالثاً : يطالب "اللقاء" الكتل النيابية الفائزة بالتوحُّد حول النصوص المرجعية :

أ‌-        الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني.

ب‌-      قرارات الشرعية العربية

ج‌-      القرارات الدولية لاسيّما 1559،1680 و 1701.  

    والمطالبة الصريحة لنشر الجيش اللبناني على طول الحدود البريّة.

2*) الكتائب

24 أيار 2022

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، وبعد التداول أصدر بيانا، هنأ "اللبنانيين المقيمين وغير المقيمين على تغيير المعادلات في المجلس النيابي الجديد. فقد استطاعوا إحداث التغيير على الرغم من التهويل والتهديد والتيئيس الذي تعرضوا له على مدى أشهر، وأكدوا أن الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني ترفض وضع اليد على البلد وتريد إنقاذ لبنان وشعبه بعيدا من منطق المساومة وتدوير الزوايا".

وجدد الحزب شكره لكل "من منحه صوته ووثق بنهجه وخطابه الثابت ويعاهد اللبنانيين أنه ومن موقعه الوطني سيستمر في مصارحتهم  بالحقيقة والمجاهرة بالحق إلى حين تحقيق الوعود التي قطعها ببناء لبنان سيد، حر، مستقل، متطور، تعددي ومنفتح على العالم".

وحذر الحزب "من العودة إلى نهج المساومات والمقايضات التي كانت سائدة قبل الانتخابات على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين، وهو سيواجه داخل البرلمان كما واجه خارجه".

وأعاد التأكيد أنه "لن يجلس على أي طاولة محاصصة ولن يمنح صوته لرئيس مجلس أو نائب له أو رئيس حكومة أو رئيس جمهورية يغطي سلاح حزب الله ويدافع عنه تحت أي حجة من الحجج.

ومع اشتداد الخناق الاقتصادي والحياتي على اللبنانيين، شدد المكتب السياسي على "ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة فاعلة من الكفاءات المشهود لها، تحظى بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، قادرة على العمل وغير محكومة بمعادلة حكومات الوحدة الوطنية التعطيلية، تشرع  في أسرع وقت في  البدء بالإصلاحات الضرورية لتحسين شروط التفاوض مع صندوق النقد واتخاذ الإجراءات الإصلاحية اللازمة لوقف الانهيار".

وحذر من "التعطيل والمماطلة والمساومات المعهودة، فاللبنانيون قالوا كلمتهم وعلى الجميع الامتثال".

3*) أمل

24 أيار 2022

صدر عن المكتب السياسي لحركة "أمل"، بيان لمناسبة ذكرى التحرير في 25 ايار 2000،  هنأ فيه "كل اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير، وحيا أرواح شهداء افواج المقاومة اللبنانية "أمل" وكل الشهداء المقاومين من القوى الوطنية والاسلامية وشهداء الجيش والقوى الامنية اللبنانية كافة".

وأشار الى "أن يوم الخامس والعشرين من ايار عام 2000 سيبقى محطة وطنية مضيئة في تاريخ لبنان، ومناسبة دائمة لاستحضار كل العناوين والثوابت التي زرعها الامام المغيب السيد موسى الصدر والتي قادها رئيس حركة "أمل" دولة الرئيس نبيه بري صانع الانتصارات للبنان المقاوم على حدود التماس مع فلسطين المحتلة وحامي الوحدة الوطنية في أحلك الظروف والملمات، والمصر دوما على تمتين عناصر قوة لبنان التي مكنت اللبنانيين من صنع هذا الانجاز الوطني والقومي والانساني النبيل، وفي مقدمة هذه الثوابت العيش المشترك والسلم الاهلي اللذان مثلا ولا يزالان، افضل وجه من وجوه الحرب ضد الكيان الصهيوني الذي لا يزال يضع لبنان والمنطقة ضمن دائرة عدوانيته واستهدافاته على مختلف المستويات.

وأكد البيان انه "في اجواء عيد المقاومة والتحرير وفي ظل رفع الكيان الصهيوني بكل مستوياته السياسية والامنية والعسكرية من وتيرة تهديداته واطماعه تجاه لبنان ارضا ومياها وثروات طبيعية، فإن المقاومة نهجا وسلوكا وثقافة وسلاحا لا تزال في هذه المرحلة، واكثر من اي وقت مضى، تمثل حاجة وضرورة وطنية لكل ابناء الوطن بالتكامل مع الجيش اللبناني والشعب من أجل الدفاع عن لبنان وصون سيادته وكبح جماح العدوانية الاسرائيلي، هذه المقاومة التي يحاول البعض اليوم من متطاولي العمل السياسي ان يدير لها ظهر المجن وينقلب عليها بعناوين ممجوجة يرفضها اللبنانيون الشرفاء الذين خبروا تضحيات ابناء الوطن من كل الوان طيفه من اجل السيادة والعزة والكرامة لكل لبنان".

ووجه المكتب السياسي لحركة "أمل"، "التحية الى المجاهدين الاوفياء الذين  زرعوا اجسادهم في الارض ليحققوا الانتصار لوطنهم وكرامة انسانهم، وجاهدوا خير جهاد، فكان النصر حليفهم وحصاد تضحياتهم، فالتحية لكم يا أحبة أمل وابنائها، ومداد مسيرتها ويا كل المقاومين، انتم جديرون بالاحتفاء بعيد المقاومة والتحرير".

وفي الشأن السياسي،إعتبر المكتب السياسي لحركة "امل"، "ان الناخبين اللبنانيين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأعلنوا وفاءهم والتزامهم وصدق خياراتهم التي لم تتأثر بكل خطاب الكراهية المرفوض وبكل التحريض المبغوض"، واكد "ان ما أنجزه اللبنانيون سيمكن لبنان من ان يستعيد قوته ومنعته".

واعتبر البيان "ان صفحة الانتخابات النيابية قد طويت مع اغلاق صناديق الاقتراع التي عبر فيها اللبنانيون عن خياراتهم الديموقراطية وتوجهاتهم السياسية، وعلى بعض القوى السياسية اليوم ان تبتعد عن صيغة الخطاب التحريضي الذي انتهجته في فترة ما قبل الانتخابات لشد العصب والشعبوية التي لا تفيد لبنان، وان يعود الرشد السياسي والنضوج الفكري الى العقول الحامية والجامحة باتجاهات لا تخدم الثوابت الوطنية، ولا تنتبه الى دقة المرحلة وتوازناتها، وتحاول استعادة اصطفافات موهومة لم تجد سابقا، وبالتأكيد لن تنفع اليوم، في لحظة الانهيار الذي يشهده البلد على الصعد كلها، بل المطلوب اليوم تلقف المبادرات الايجابية وملاقاة اليد الممدودة للتعاون، فالمرحلة المقبلة وخصوصا على صعيد التشريع  يفترض ان تحول البرلمان الى ساحة عمل وميدان تشريع رافدة لورشة انقاذ فعلية واصلاحات حقيقية وملموسة تقترحها الحكومة المنتظرة، لا ان تكون افكار البعض الخارجة على المنطق والواقعية السياسية ممن لم يفقه بعد معنى العمل التشريعي والرقابي وآليات الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس النيابي محاولة اغتيال من قبل عقلية مريضة، وتريد إغراق البلد في وحول النكايات، فلبنان المقبل على اكثر من استحقاق اساسي يحتاج الى تضافر جهود كل ابنائه وقواه السياسية الفاعلة ليتمكن من الخروج من ازماته الكبيرة والكثيرة التي تعصف به والتي هي عابرة للطوائف، وهي تحتاج الى خارطة طريق واضحة المعالم والاهداف ومرسومة على قياس القدرة على التنفيذ والسير فيها لتلمس الحلول المرتجاة".

أضاف البيان :" ومن هنا التأكيد على ان تكون الاولوية ونقطة البداية لاصلاح الخلل في قانون الانتخاب الحالي الدعوة الى ان يكون العمل على انجاز قانون انتخابي جديد وحديث مبني على اسس المشاركة الفعلية الواسعة من خلال جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة وقائما على النسبية".

وفي الشأن الاقتصادي والمالي الضاغط على كاهل اللبنانيين جميعهم، أكد المكتب السياسي لحركة "أمل" على "ضرورة إقرار خطة فعلية ومقبولة للتعافي المالي والاقتصادي، تحفظ حقوق المودعين وجنى عمر المواطنين، وايضا العمل لإقرار استقلالية القضاء، والانتقال بلبنان من دول المحاصصة إلى الدولة المدنية المبنية على اسس العدالة الاجتماعية والمساواة والمؤسسات الناظمة للعمل الحكومي، وإنجاز كافة الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وقطع الطريق على من يحاولون إغراق البلد في الفراغ".

ونبه البيان الى "ان حدود لبنان وثرواته في البحر هي استحقاق لا يمكن التفريط والتنازل والمقايضة والمساومة فيه او عليه".

ودعا البيان الى "إستكمال الإجراءات الدستورية المطلوبة والإسراع في إنجاز تشكيل حكومة جديدة، وفي المرحلة الانتقالية المطلوب تفعيل عمل الحكومة الحالية، ولو كانت في حالة تصريف اعمال، هذه الحكومة التي عجزت في كثير من الاوقات عن تلبية حاجات الناس مطالبة اليوم ان تقوم بواجباتها.

4*) حسن نصرالله

25 أيار 2022

تحدث الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بمناسبة "يوم المقاومة والتحرير"، وقال: "فيى  عيد المقاومة والتحرير أولاً أتوجه بالتبريك إليكم جميعاً في هذا اليوم، اليوم السعيد، وحقيقةً إذا ‏عُدنا إلى الماضي القريب خلال عشرات السنين الماضية، يعني بالحد الأدنى منذ العام 1982، أتكلم ‏عن تاريخ هذه المقاومة إلى اليوم وما مرّ علينا في لبنان وفي المنطقة من أحداث، لِنبحث عن يومٍ سعيد ‏سوف نجد أياماً قليلة هي الأيام السعيدة، ولكن لا شك أن يوم الخامس والعشرين من آيار عام 2000 ‏كان يوماً سعيداً جداً، الأكثلر سعادةً، وهذا ما شعر به الناس، الناس الذين اعتزوا بهذا الإنتصار، الذين ‏عادوا إلى قراهم وإلى بلداتهم وإلى عائلاتهم، في ذلك اليوم شاهدنا الفرح وليس البسمة، الفرح والبهجة ‏تعمر وجوه وقلوب اللبنانيين، شاهدنا دموع الفرح الذين يبكون، يذرفون الدموع فرحاً للإنتصار ‏وللتحرير وللأيام المجيدة التي حصلت في ذلك اليوم".‏

وأضاف: "طبعاً هذه الفرحة عمّت الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، لا أقول كل اللبنانيين لأنه كان يوجد لبنانيون ‏كانوا يهربون إلى كيان العدو، نحن لا ننفي عنهم الصفة اللبنانية على كل حال، وآخرون أيضاً، على ‏كلٍ الأغلبية الساحقة من اللبنانيين شعروا بالإعتزاز والفرح، ولذلك نحن نَتحدث اليوم عن اليوم السعيد ‏في تاريخنا المعاصر.‏ وطبعاً كان أسعد الناس بهذا اليوم هم أهل الشريط الحدودي، كل البلدات والمدن في الشريط الحدودي ‏التي يَسكنها لبنانيون من طوائف مختلفة، كانوا من أسعد الناس بهذا التحرير، وأيضاً أهالي البلدات ‏والمدن المجاورة للشريط الحدودي أو لما كان يُسمى بالحزام الأمني في الجنوب وفي البقاع الغربي ‏وفي راشيا".‏

وتابع: "في هذ اليوم السعيد أولاً يجب أن أتوجه بالشكر إلى الله سبحانه وتعالى، الذي صدقنا وعده، وهو القائل: ‏‏"إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، هذا وعد إلهي، والله سبحانه وتعالى لا يُخلف الميعاد، يَفي ‏بوعده ويُنجز وعده، وهذ تَحقق أيضاً في 25 آيار2000، ولذلك في أدبياتنا نقول: أن هذا اليوم هو من ‏أيام الله سبحانه وتعالى، هو من الأيام التي تَحقق فيها وعد الله للمجاهدين في سبيله، للمظلومين الذين لم ‏يسكتوا على الظلم، بل ثاروا وجاهدوا وقاوموا وضحوا، فأعطاهم الله سبحانه وتعالى النصر، وواقعاً ‏أعطاهم من حيث لا يَحتسبون ومن حيث لا يَتوقعون".‏

وقال: "الحمد الله الذي هدانا لهذا الخيار ولهذا الطريق، طريق المقاومة، ولم ننتظر لا نظاماً عربياً رسمياً ولا ‏أُمماً متحدة ولا مجلس أمن دولي ولا عطفاً من أحد في هذا العالم.‏ الحمد الله الذي أعطانا وأعطى المقاومين جميعاً البصيرة والوعي، وأعطاهم العزم والإرادة للسير في ‏هذا اطريق، ومكنهم عملياً من أن يمشوا في هذا الطريق، وأمام الصعوبات وعظيم التضحيات أعطاهم ‏الصبر وأعطاهم الثبات، وواصلوا بكل ثقة وبكل أمل، وخَتم لهم في نهابية المطاف بالنصر والغلبة ‏والعزة. في هذه المناسبة من كل عام، منذ العام 2000 إلى اليوم، أنا في كل خطاب بالمقدمة لدي مقدمة ثابتة، ‏الشكر لله سبحانه وتعالى، والشكر لعباد الله، للناس، للذين صنعوا هذا الإنجاز، أو بتعبيرٍ أدق، صنع الله ‏على أيديهم هذا الإنجاز. الشكر لكل من قدم وضحى في هذا الطريق، من كل الفصائل، من كل القوى الإسلامية والوطنية،  من ‏كل المدن والقرى، من كل المناطق، من كل الطوائف، من كل التيارات التي أيدت المقاومة وساهمت ‏فيها بشكلٍ أو بآخر.‏ من بين هؤلاء المُضحين، يجب أن نَتوجه أولاً إلى الشهداء، الشكر والتحية للشهداء الذين قَدموا ‏أرواحهم ودماءهم الزكية، ولعوائل الشهداء الذين تحملوا آلام فِراق الأعزة والأحبة، الآباء والأمهات ‏ثُكلوا، الزوجات ترملت، الأبناء والبنات يُتموا، ولكنهم تَحملوا أعباء  الثَكل أو الثُكل والتَرمل واليُتم، ‏ولم يَضعفوا ولم يَهنوا، وبَقوا طوال الطريق وطوال الخط من الأوفياء للمقاومة، كما شهدنا أيضاً في ‏الأيام الأخيرة".‏

وشدد "يجب هنا كما جرت العادة أيضاً أن نَذكر بالإسم شهداء ذلك اليوم، يعني يوجد لدينا شهداء استشهدوا في ‏‏18 و19 و20 و21 و22 و23 و24 كان إنسحاب عملياً، سقط عدد من الشهداء من حزب الله ومن ‏حركة أمل ومن أهلنا الكرام، لكن أنا سأُذكر بشهداء حزب الله، شهداء المقاومة الإسلامية، بالإسم: ‏الشهيد حسين عاطف العيساوي، الشهيد علي إبراهيم الزين، الشهيد نزار علي صالح، الشهيد إيهاب ‏أحمد شاهين، الشهيد خضر علي إبراهيم، الشهيد أكرم حسن حمدون، الشهيد يوسف عبد الحسن خليل،  ‏الشهيد محمد مصطفى خليل، الشهيد سلمان عبد الرسول رمال، الشهيد حسن مصباح سلمان، وشهيدنا ‏المُجاهد العزيز والحبيب الشيخ أحمد يحيى، تركت هذا الإسم للأخير من أجل أن لا يقولون أننا دائماً ‏نَذكر المشايخ أولاً،  الشبيخ المجاهد الذي هو رمز من رموز هذه المقاومة.‏ هؤلاء الشهداء قَضوا في مثل هذه الأيام والتحقوا بالقافلة، قافلة الشهداء، وكانت دماؤهم الزكية شاهداً ‏على الإنتصارات التي حصلت في مثل هذه الأيام.‏ بعد الشهداء، للجرحى الذين فقدوا أيدي أو أرجل أو عيون أو شلل نصفي أو شلل تام أو سمع أو آذان، ‏إصابات متعددة في أجسادهم، وصبروا وما زالوا، وبعضهم قضى شهيداً بعد ذلك، وعائلاتهم أيضاً ‏الشريفة الصابرة المحتسبة".‏

الشكر للأسرى الذين دخلوا إلى سجون العدو منذ العام 1982، إلى السجون وإلى المعتقلات، ‏والمعتقلات المعروفة، أنصار والخيام وعتليت، وفي السجون الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة ‏وأماكن أخرى من الإعتقالات، وتحملوا سنوات طوال، وبعضهم قضى في السجون سنوات طويلة جداً، ‏وعائلاتهم الشريفة أيضاً التي تحملت ذلك.‏ الشكر للمقاتلين للمقاومين لقادتهم الذين أمضوا شبابهم وحياتهم وزهرة شبابهم في ساحات القتال ‏وميادين المواجهة، وسهروا وتعبوا وخططوا وأبدعوا وجهدوا وجاهدوا وقاتلوا وسهروا الليالي وحملوا ‏الآلام والقلق والعبء.‏ الشكر للناس لأهلنا الصامدين الصادقين الأوفياء، سواءً الذين صمدوا في داخل الشريط الحدودي ‏المحتل ولم يُغادروا بالرغم من الظروف القاسية، أيضاً أهلنا الذين صمدوا في القرى الأمامية، والذين ‏تحملوا أعباء المواجهة خلال سنوات طوال، خصوصاً منذ العام 1985 إلى العام 2000، وعموم أهلنا ‏في كل المناطق اللبنانية وبالأخص في الجنوب والبقاع ، اللذين تحملا العبء الأكبر في ردات الفعل ‏والإعتداءات الصهيونية وأعداد الشهداء".‏

ولفت إلى أنه "طبعاً هنا عندما نتحدث عن الشهداء، أنا أتحدث كما قُلت وعن المقاتلين وعن الجرحى وعن الأسرى، ‏أتحدث عن كل القوى الإسلامية والوطنية ، حزب الله وحركة أمل، كل القوى الإسلامية والوطنية التي ‏شاركت وساهمت في المقاومة وقدمت شهداء وجرحى وأسرى وقاتلت، ومن كل المناطق، وهذا لا ‏يقتصر على منطقة، من بيروت كانت المواجهات الأولى وسقط شهداء في مدينة بيروت العاصمة، في ‏مناطق الجبل، في الضاحية، في خلدة، في الجامعة اللبنانية في الحدث في ذلك الوقت، في صيدا في ‏مدينة صيدا التي أيضاً كانت توجد عمليات في شوارع المدينة وسقط عشرات الشهداء من أهل تلك ‏المدينة، وهكذا عندما نذهب إلى بقية المناطق اللبنانية، البقاع،  الجنوب، إلى الشمال، إلى طرابلس ‏هناك شهداء، أنا أتحدث عن كل هؤلاء الشهداء".‏

وتابع: "أيضاً الشكر للجيش اللبناني خصوصاً في السنوات الأخيرة من عمر المقاومة، يعني في التسعينات، ‏خصوصاً في التسعينات كان هناك إنسجام وتكامل وتعاون بشكل أو بآخر ، وبقرار رسمي سياسي، ‏الأجهزة الأمنية اللبنانية أيضاً، الجيش السوري الذي قاتل وقدّم شهداء وقام بالملحمة الإستثنائية في ‏السلطان يعقوب وصمد، فصائل المقاومة الفلسطينية التي قاتلت أيام الإجتياح، وشاركتنا أيضاً عمليات ‏خصوصاً في التسعينات قبل العام 2000، كل هؤلاء نحن طبعاً نَتوجه إليهم بالشكر.‏ أيضاً هنا في عيد المقاومة والتحريرعام 2000، يجب أن نَتوجه إلى الرؤساء المقاومين في ذلك ‏الوقت، يعني فخامة الرئيس العماد إميل لحود، دولة الرئيس سليم الحص، رئيس الحكومة، هذه هي ‏الجهة التنفيذية أو السلطة التنفيذية، مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري، في الحقيقة الرؤساء في ذلك ‏الوقت لم يكونوا فقط داعمين للمقاومة، بل كانوا مقاومين، وكان أيضاً سقفهم عالياً  فويتولى سدة ‏الرئاسة ي مواجهة العدو، وكان حضورهم قوياً في ذلك اليوم، وهذا من تدبير الله سبحانه وتعالى أن ‏يَحصل الإنتصار ويتولي سدة الرئاسات الثلاث في الدولة هذه الشخصيات".‏

واشار: "أيضاً على المستوى الإقليمي، نحن نتوجه بالشكر إلى من وقف مع المقاومة  في كل تلك السنين، فيما ‏بعد نتكلم عن أن هذه المقاومة قاتلت في ظل تخلي عربي وتخاذل عربي رسمي، طبعاً الشعوب ‏العربية محبة ومؤيدة ومساندة " كتر خيرهم"،  لكن النظام العربي عموماً، النظام العربي الرسمي، ‏كان نظاماً مُتخلياً عنا، أصلاً غير معني  بكل ذلك، إن لم يكن أكثر من ذلك.‏ الذي وقف إلى جانبنا بالفعل، إلى جانب المقاومة كلها بالفعل، سوريا منذ ذلك الحين، التي دعمت ‏وأيدت وساندت وقاتلت وسهلت وحمت ظهر وأمنت الغطاء وقدمت كل ما تستطيع ولم تبخل بشيء، ‏وأيضاً الجمهورية الإسلامية  في إيران، منذ الأيام الأُولى لإنطلاقة المقاومة، دعماً معنوياً وسياسياً ‏وديبلوماسياً وعسكرياً ومالياً وتسليحياً، هذا لم يَعد خافياً على أحد، وخصوصاً في السنوات الأخيرة قبل ‏التحرير في العام 2000، كان الدور المميز للشهيد القائد الكبير الحاج قاسم سليماني ( رضوان الله ‏تعالى عليه)".‏

وشدد "لكل هؤلاء الشهداء نحن نتوجه بالشكر، طبعًا كل الفصائل قدّمت شهداء قادة، نحن قدّمنا أعزّ قادتنا ‏وفي ‏مقدمهم السيد عباس الموسوي أميننا العام، وشيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب، ‏والشهيد ‏القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، وسلسلة طويلة من الشهداء القادة والشهداء. أختم ‏بمقطع ‏الشكر لكل من دعم ولو بكلمة أو موقف أو بيان أو مقالة أو فيلم أو وثائقي أو نشيد أو شعر أو ‏أدب ‏أو فن في لبنان وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي، وعلى امتداد العالم. أخصّ بالشكر ‏وسائل ‏الاعلام في ذلك الحين على قلتها التي كانت مؤيّدة ومواكبة ومن بينها يجب أن أذكر بالتحديد ‏قناة ‏المنار وإذاعة النور اللتين كان لهما دور مميز وكبير في تغطية ذلك الحدث الكبير، ‏والمهم ‏وتعميقه في وجدان اللبنانيين. هذا المقطع الأول، شكر وتقدير وحمد، وهذا واجبنا دائمًا على ‏كلّ ‏حال".‏

ولفت نصرالله: "حديثي في بقية الوقت في مقطعين، المقطع الأول سأتحدّث عن الذكرى وبما يؤدي إلى بعض ‏النتائج ‏حاليًا، ولن أتحدّث عن الذكرى كذكرى والمناسبة وما جرى. والمقطع الثاني سأتحدّث عن ‏الوضع ‏الحالي كلمة عن لبنان وكلمة عن فلسطين، وما هي ذاهبة إليه في الأيام القليلة المقبلة.‏ عندما نحيي هذه المناسبة يجب أن نؤكّد على أهمية قراءة التاريخ عمومًا، والتاريخ المعاصر ‏لأنّه ‏عندما نقرأ من الـ 82 للـ 2000 ماذا جرى باعتبار أنّنا نتحدّث عن مناسبة الـ 2000 إلى اليوم ‏ما ‏الذي جرى. هذا يزوّدنا بالمعرفة والعبر والدروس، ونكتسب المزيد من التجربة والفهم لما ‏يجري ‏حاليا في بلدنا ولما نحن مقبلون عليه. ولذلك هذا الأمر يجب أن يدوّن، ويجب أن يكتب ‏ونحن ‏ندعو كل صاحب تجربة، وكلّ صاحب قلم، وكلّ مؤرخ، وكلّ مثقف، وكلّ قادر أن يكتب أو ‏يعبر ‏عن تلك المرحلة أن يفعل ذلك هذا يجب أن يبقى للأجيال الأجيال الحالية والأجيال المقبلة، ‏هذه ‏ثروة هائلة من تاريخ لبنان، من تاريخه الجهادي والنضالي والإيماني والثقافي والسياسي ‏التجربة ‏تاريخ حافل بالتضحيات الجسام. يجب أن نستحضر في المناسبة معاناة اللبنانيين على أثر ‏الاجتياح ‏الإسرائيلي من الـ 82، هؤلاء اللبنانيون ماذا عنهم اليوم؟ هناك أجيال عندنا في لبنان لا ‏تعرف ما ‏الذي حصل أصلًا حتى إذا سمعوا بنهاية المطاف مهما شرحنا لا نستطيع أن نشرح المعاناة. ‏عندما ‏بدأ الاجتياح الإسرائيلي سنة 82 ولن أتحدث عن ما قبل الـ 82 وماذا جرى على القرى ‏والبلدات ‏والمدن وأشهر من الحرب المفروضة على لبنان أشهر من القتال المتواصل والقصف ‏الجوي ‏واحتلال العاصمة واحتلال مناطق واسعة والمجازر التي ارتكبت في الكثير من البلدات ‏والقرى ‏والتهجير والتشريد والآلام والأحزان، هذا كله يجب أن نتذكّره ويجب أن تعرفه أجيالنا ‏الحاضرة ‏والآتية."‏

وقال: "يجب أن يعرف اللبنانيون أيضًا الأجيال الجديدة ويتذكر البقية المعاناة طوال السنوات من الـ 82 ‏إلى الـ ‏‏2000 معاناة الدخول إلى الشريط الحدودي من قبل أهل الشريط الحدودي، المعابر ‏والإذلال على ‏المعابر الأذى الشديد الذي كان يلحق بهم، يتذكرون الاعتقالات السجون، المعتقلات ‏التعذيب في ‏المعتقلات التعذيب الوحشي في معتقل الخيام للرجال والنساء المعتقلين. وكذلك ‏القصف على القرى ‏الأمامية وحتى الخلفية مجازر الأطفال في صيدا وفي النبطية أولاد المدارس، ‏كل هذه المعاناة يجب أن ‏تكون حاضرة اليوم وهذا يعني أن نفهم عظمة هذا اليوم وسعادة هذا ‏اليوم، وأهمية هذا اليوم وما تحقق ‏في هذا اليوم. يجب الإضاءة أيضًا على عدوانية العدو ‏الإسرائيلي على وحشيته على إجرامه على ‏مجازره على انتهاكه لأبسط حقوق الانسان على ‏عدوانيته على على على. هذا كلّه يجب أيضًا أن ‏يحضر ليتأكّد اللبنانيون جميعًا وشعوب المنطقة ‏من حقيقة وجوهر هذا العدو العنصري والمتوحش ‏الذي يحاول أن يقدّم نفسه متحضّرًا ومتمدّنًا، ‏وكيانًا قابلًا للتعايش مع شعوب المنطقة كيانًا طبيعيًا يجب ‏أن تستحضر كلّ التضحيات. يجب أن ‏تستحضر كل التضحيات وما جرى من الـ 82 وحتى الـ 2000 ‏التحرير الذي حصل لم يكن ‏نزهة، ولم يكن منّة لا من إسرائيل ولا من أمريكا ولا من الغرب ولا من ‏النظام الرسمي العربي ‏ولا من المجتمع الدولي ولا من أحد. ما كان ليوم 25 أيار 2000 أن يكون لولا ‏هذه الأثمان الغالية ‏ممن شكرناهم قبل قليل، الشهداء وآلام عوائل الشهداء والجرحى وآلام الجرحى ‏وعائلاتهم، ‏والأسرى وآلام عائلات الأسرى.‏ قتال العمليات النوعية العمليات الاستشهادية الحروب التي حصلت بحجم لبنان نقول حروب في الـ ‏‏93 ‏في الـ 96 نتحدّث حتى الـ 2000. لولا هكل هذه التضحيات وآلام التهجير والتشريد وفقدان ‏الأرزاق ‏وهدم المنازل والبيوت والعيش الغير آمن القلق على مدار الليل والنهار. في النهاية هذا ‏الانتصار أيهّا ‏اللبنانيون أيها الشعب اللبناني لم يأتِ بالمجان، ولم يأتِ فقط بالدعاء، الدعاء كان ‏عاملًا مساعدًا إضافيًا، ‏لم يكن منّة من أحد هذا صنعته الدماء والدموع والأيادي والقبضات، ‏والأصابع على الزناد والعقول ‏والقلوب والإرادات".‏

واعتبر أن "هذا كله يجب أن نستحضره ويجب أن نستحضر أيضًا، وهذا  لاحقًا سيرتّب عليه آثار حقيقة. ‏المواقف ‏في لبنان من الاحتلال من الغزو الاسرائيلي 82 من الاحتلال الاسرائيلي للـ 85 من ‏الاحتلال بعد الـ ‏‏85 للـ 2000 بالشريط الحدودي ومن المقاومة. من قاوم، من وقف، من رفض ‏هذه جبهة من تآمر ‏وتعاون وراهن على العدو كان جزء من مشروع العدو ومن وقف على التل ‏ثلاثة أصناف، وما كان ‏معني لا بالعير ولا بالنفير. هذا مهم ليس من أجل فتح الجروح القديمة، لا ‏هذا من أجل قطع الطريق ‏على المزيادات، من هو السيادي السيادي الذي يقبل بالاحتلال لبلده الذي ‏يقبل بأن يسيطر العدو على ‏أجزاء واسعة من أرضه؟ هل هذا هو السيادي السيادي الذي يسكت ‏على الاحتلال لعشرات السنين، ‏السيادي الذي يقبل باتفاقية 17 أيار أم السيادي الذي وهذا يظهر ‏من الذي يعنيه سيادة لبنان، حرية ‏لبنان، الكرامة الوطنية الذين ينظر إلى الشعب اللبناني كشعب ‏واحد إذا تألم الجنوب، إذا تألم الشمال أو ‏الجبل أو العاصمة أو البقاع يتألم كلّ لبنان. هذه المواقف ‏هي التي تكشف عن جواهر الرجال ‏والشخصيات والقيادات والمرجعيات الدينية والسياسية والقوى ‏السياسية والأحزاب والأشخاص والنخب ‏والناس أيضًا. هذا كله يجب أن يستحضر، هذه النقطة ‏الأولى".‏

وقال: "النقطة الثانية الإنجاز الذي تحقّق، الانتصار الذي تحقّق في عام 2000 هو أكبر وأعظم إنجاز ‏في ‏التاريخ المعاصر في الحد الأدنى من 22 سنة. أنا أدّعي وأقول منذ 30 سنة أو 40 سنة ‏بتاريخ ‏لبنان، لكن من الـ 2000 لليوم أهمّ إنجاز لا غبار عليه، ولا شبهة عليه، ولا نقاش فيه، وبعد ‏ذلك ‏تلقّاه اللبنانيون عمومًا بالقبول والاعتزازوالافتخار، حتى أولئك الذين وقفوا على التل حتى ‏بعض ‏أولئك الذين كانوا في الجبهة الأخرى قالوا هو إنجاز وانتصار في عام 2000 في 25 أيار. ‏وهذا ‏كان إنجازًا وانتصارًا لبنانيًا وعربيًا، وأيضًا على مستوى العالم الإسلامي، وموضعّا ‏لافتخار ‏واعتزاز الجميع". ‏

وأردف: "هنا يجب أن نذكّر سريعًا وبجمل مختصرة جدًا خصوصًا لأنّه هناك فاصل بيننا وبين الذكرى 22 ‏سنة، ‏فقط تذكير ببعض هذه الإنجازات. تحرير كامل الأرض اللبنانية باستثناء مزارع شبعا وتلال ‏كفرشوبا ‏والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وتحرير كل المعتقلين في الخيام وكل أولئك الذين كانوا ‏موجودين في ‏مراكز العدو الإسرائيلي ومراكز لحد في الشريط الحدودي. وأيضًا إثبات قدرة ‏المقاومة على الانتصار، ‏هذا انجاز ثقافي معنوي نفسي كسر صورة الجيش الذي لا يقهر الذي ‏بناها بعد عشرات السنين والعديد ‏من الحروب، وإعطاء الأمل للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ‏بإمكانية إلحاق الهزيمة بالعدو ‏وتحرير فلسطين، وكسر مشروع إسرائيل الكبرى، بل دقّ المسامير ‏الأخيرة في نعش مشروع إسرائيل ‏الكبرى لأنّ الجيش الاسرائيلي الذي لا يستطيع أن يبقى على ‏أرض لبنانية النقطة الأضعف في العالم ‏العربي هو لا يستطيع أن يقيم دولة من النيل إلى الفرات. ‏وتفكيك مشروع العدو، تذكرون وقتها إيهود ‏باراك كان رئيس وزراء  العدو ووعد بالانسحاب من ‏جنوب لبنان كان لديهم فكرة أنّهم يخرجون ‏ويتركون الدبابات والمدافع، ويقدّمون دعم لوجستي ‏ومالي كبير جدًا لجيش لبنان الجنوبي بقيادة أنطوان ‏لحد في ذلك الوقت".‏

الجيش الاسرائيلي ينسحب يكون وفى بوعده، لكن الشريط الحدودي بقي في يد جيش لبنان ‏الجنوبي ‏جيش انطوان لحد ويحصل القتال بين المقاومين وجيش أنطوان لحد، ويتحوّل إلى قتال ‏داخلي ويعطى ‏لاحقًا بعدًا طائفيًا ويتطور المشروع وكان العودة إلى الحرب الأهلية في لبنان عام ‏‏2000. المقاومة في ‏عام 2000 من خلال حركتها السريعة والانهيار الكبير الذي حصل لدى ‏العدو ولدى جيش انطوان لحد ‏أيضًا أسقطت هذه المؤامرة الخطيرة جدًا. ومن انجازات انتصار عام ‏‏2000 تثبيت معادلة الردع ‏والحماية لأنّ هذا تأسّس بتفاهم نيسان 1996 عندما وضعت معادلة ‏اسمها تقصفون المدنيين لدينا ‏نقصف المدنيين عندكم، وتقصفون قرانا نقصف قراكم ومستعمراتكم. هذا ‏جرى في الـ 2006 وثبت عام ‏‏2000. وعمليا رأينا بعد الـ 2000 كيف كان حال الجنوب والقرى ‏الحدودية.‏ وكان انتصار عام 2000 من أهم العوامل لانطلاق الانتفاضة في فلسطين بعد أشهر قليلة، وأيضًا ‏من ‏أهم الإنجازات في عام 2000 في انتصار 2000 أنّ الخط البياني لكيان العدو القوة ‏العسكرية ‏المتصاعدة الكيان الاسرائيلي المستكبر المستعلي كان يسير بخط بياني صعودًا حتى الـ ‏‏2000 ‏وفي 2000 بدأ ينزل هبوطًا بدأ يهبط رأينا كيف انسحب من جنوب لبنان بلا قيد ولا ‏شرط، ‏ورأيناه لاحقًا في مواجهة الانتفاضة في فلسطين، ورأيناه أيضًا في تحرير غزة والانسحاب منها ‏بلا ‏قيد وبلا شرط، ورأيناه بعدها في المواجهات انتقلت المعركة إلى داخل فلسطين المحتلة، ‏وصار ‏العدو في مأزق عسكري وأمني وتطور الموقف إلى ما حصل العام الماضي في سيف القدس ‏لأنّ ‏هذه الأيام هي الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس أيضًا، وما يواجهه اليوم وكل هذا ‏الذي ‏نراه من جدران التي تبنّى على الحدود اللبنانية الفلسطينية وعلى حدود غزة وعلى حدود ‏الضفة ‏الغربية، هذا كلّه الخط البياني النزولي الانحداري. وهذا بالحقيقة في عام 2000 ما تنبّأ به ‏وتحدّث ‏عنه نتنياهو المنافس على رئاسة الوزراء مع إيهود باراك، وقال إنّ المسار التاريخي ‏لدولة ‏اسرائيل قد انقلب بدءً بالانسحاب من لبنان عام 2000. هذا الكلام سنة 2007 المسار ‏التاريخي ‏لدولة اسرائيل قد انقلب وبدأ انحدارًا، ولست أنا من أوصف هذا رئيس حكومة العدو الذي ‏أمضى ‏في رئاسة الوزراء أطول مدة بدءً من الانسحاب من لبنان عام 2000 وصولًا إلى الانسحاب ‏من ‏قطاع غزّة وانتهاء بحرب تموز عام 2006. هذا الانحدار بدأ من يوم خطاب بيت ‏العنكبوت، ‏وحفر بيت العنكبوت عميقًا في الوعي الاسرائيلي في وعي القادة، وفي وعي النخب وفي ‏وعي ‏الجيش، وفي وعي الضباط والجنود وفي وعي الناس العاديين".‏

وتابع: "إذًا هذا الانتصار بالحقيقة أسّس لمسار استراتيجي قومي على مستوى المنطقة بكاملها. ‏واليوم ‏الإسرائيليون وفي النهاية سأتحدّث بكلمتين وهم يعيشون عقدة العقد ‏...الثمانين، انه هل يبقى هذا ‏الكيان ويعبر الثمانين سنة او ينهار ويضمحل ويزول قبل ان يصبح ‏عمره ثمانين عاماً!؟ الان هو ‏عمره 74 عاماً، هنا نحن نذكر بالانجاز السياسي، بالانجاز ‏العسكري، بالانجاز الأمني، بالإنجاز ‏الاستراتيجي، ايضاً اريد ان اذكر بالانجاز الاخلاقي الذي ‏حققته المقاومة وبالتالي عبّرت عن حقيقتها، ‏عن هويّتها، عن ماهيتها، عن جوهرها هي لم تكن ‏تتصنّع ذلك هي مارست ما هو كامن فيها من قيم ‏واخلاق، الانجاز الاخلاقي في تصرف ‏المقاومين مع الشريط الحدودي مع جنود جيش لحد الذين ‏استسلموا مع الاسرى الذين وقعوا في ‏الاسر وحتى مع تجمع الهاربين مع عائلاتهم على الحدود اولئك ‏ارتكبوا مجازر مهولة بحق اهل ‏القرى وكان يمكن اطلاق النار عليهم إما تحت عنوان عملاء فارّين ‏وما شابه ولكن لم يُطلق ‏النار، العدو هو الذي اغلق الابواب عليهم وبعد ذلك وبعد إذلال طويل فتح ‏أمامهم الابواب، في ‏كل الاحوال هذا كان انجاز اخلاقي، وجه اخر للانجاز الاخلاقي – طبعاً هذا يجب ‏ان تضعوه ‏امام مشاهد اخرى حصلت في لبنان في الحرب الاهلية - جانب اخر من الانجاز الاخلاقي، ‏ان ‏هذه المقاومة عندما انتصرت لم تحتكر الانتصار لنفسها بل وجهت الشكر للجميع، وانا كمُعبّر ‏عن ‏احد فصائل هذه المقاومة الاساسية "حزب الله" كما قلت وبدأت خطابي من 22 سنة نقف ‏ونشكر ‏الجميع ونعترف بفضل كل من له فضل في هذه المقاومة ولا نحتكر المقاومة وانجازاتها ‏وعملياتها ‏لانفسنا، كان هناك قوى اساسية قاتلت وقاومت وبذلت جهودا وقدمت شهداء وجرحى ‏وكان منها اسرى ‏وهذا كله نحن نعترف به ونحترمه ونقدره ونفتخر به ان المقاومة كان لها هذا ‏التاريخ وهذه الفصائل ‏وهذا الامتداد في  كل الطوائف، شهداء مسلمون ومسيحيون شهداء من ‏اتباع المذاهب الاسلامية ‏المختلفة وهذا طبعاً نحن نقدره ونعترف به ولذلك لم نحتكر الانتصار لانفسنا ونقول حزب الله انتصر ‏او حزب الله او حركة امل انتصروا وان كان بطبيعة الحال ‏لحزب الله وحركة امل الحظّ الاوفر ‏لاسباب لها علاقة بالجغرافيا والديموغرافيا وطبيعة الجبهة ‏واولوية القتال وما شاكل، لكن المقاومة لم ‏تحتكر لا العمليات ولا الانجازات ولا الانتصارات ولا ‏دماء الشهداء، هذا ايضا انجاز اخلاقي يجب ان ‏نذكر به دائماً".‏

وأشار: "النقطة التي بعدها، ان هذه المقاومة عندما انتصرت هذا ايضا له بعد في الموضوع الاخباري ‏والوطني ‏والسياسي، هذه المقاومة عندما انتصرت  تتذكرون الخطاب الاول في بنت جبيل، بكل ‏التاريخ على ما ‏يُقال – نحنا ما عاملين استقراء تام – لكن المعروف ان المقاومة كانت تستلم ‏السلطة او تصبح جزءاً ‏اساسياً من السلطة، بالحد الادنى حزب الله كجزء اساسي في المقاومة ‏المنتصرة لم يطالب بالسلطة ولم ‏يحكم، المقاومة الوحيدة التي انتصرت ولم تحكم هي المقاومة ‏في لبنان وبشقها الاساسي حزب الله، ولم ‏نطالب اي لم نأت ونقول رغم ان اصدقاءنا كانوا ‏رؤساء مقاومون وسوريا في ظهرهم لم نأت ونقول ‏نحن قاتلنا ونحن انتصرنا ونحن قدمنا ‏شهداء ونريد حصتنا ونريد ان نكون شركاء ونريد الحصة ‏الاوفر والاعظم والاكبر ونريد ان ‏نغير النظام السياسي والتركيبة السياسية في النظام والحصص ‏وتوزيعها كما يتحدث الكثيرون ‏بهذه اللغة لم نفعل ذلك، وهذا ايضاً يجب ان نذكر به اللبنانيين اننا نحن ‏اعتبرنا اولاً اننا لم نقاتل ‏من اجل السلطة، نحن قاتلنا من اجل الدفاع عن بلدنا وتحرير بلدنا الدفاع عن ‏شعبنا من اجل ‏امنه وامانه وكرامته وهناءة عيشه ومن اجل سيادة البلد والوطن ومن اجل الكرامة ‏الوطنية وهذا ‏يعني القتال في سيبل الله عز وجل ونحن قاتلنا في سبيل الله عز وجل لم نطلب سلطة ولم ‏ننظر ‏الى السلطة ولم نطمع بسلطة ولاحقا عندما دخلنا في الحكومة وانا شرحت في الخطابات ‏في ‏المهرجانات الانتخابية اننا عندما دخلنا الى المجلس النيابي دخلنا من اجل الدفاع عن ‏المقاومة ‏ونكون صوت المقاومة، في الـ 2005 اضطررنا للدخول الى الحكومة من أجل حماية ‏ظهر ‏المقاومة لا نريد ان نعود ونكررها تعرفون هذا البحث، وبعدها عندما اصبحنا في الداخل ‏اصبحنا ‏معنيين في النهاية بملفات الناس، أردت أن اذكر بهذه الحقيقة لكل اولئك الذين يقولون ‏بأن حزب الله ‏يريد الهيمنة على البلد والسيطرة على قرار الدولة ويريد الحكم ويريد السلطة ‏ويعشق السلطة، ابداً على ‏الاطلاق، نحن بالنسبة لنا حضورنا اليوم في الحكومة او في المجلس ‏النيابي او في الدولة هدفه حماية ‏ظهر المقاومة والمساهمة في معالجة ملفات الناس والا هذه ‏السلطة بكل ما فيها لا تعني لنا شيئاً على ‏الاطلاق، في الـ 2005 بعض الدول الاوروبية كانت ‏تراهن اننا عندما ندخل حزب الله على السلطة ‏ويذوق عسل السلطة وطعم السلطة هو لوحده ‏سيتخلى عن المقاومة وسيشعر ان سلاح المقاومة بات ‏عبئاً عليه، هؤلاء يفهموننا بشكل خاطئ، ‏نحن بالنسبة لنا السلطة اذا كنا في السلطة فهي وسيلة لخدمة ‏عباد الله ولعبادة الله عزّ وجل ‏والمقاومة هي وسيلة، لا السلطة هدف ولا المقاومة هدف، الهدف هو ‏اعلى من ذلك بكثير، هذه ‏نقطة ايضاً يجب التذكير بها".‏

*"النقطة التي تليها كون هذا النقاش لا زال قائماً حتى اليوم، انه ‏يخرج اناس اليوم ومن بضعة ايام ‏خرجوا ومن بضعة اسابيع واشهر والسنة الفائتة وما قبلها ‏وصولا الى ما قبل الـ 2000، عندما نتكلم ‏عن المقاومة يخرج ويقول حسناً انتم من كلّفكم –‏تعلمون من هوَ ليس هناك داع لان نسمّيه – واكثر ‏من جهة واكثر من حزب سياسي واكثر من ‏شخصية، من كلفكمَ؟؟ عجيب هذا السؤال! يأتي واحد مثلا ‏ويرى ان نصف البلد واكثر محتل في ‏الـ 82، والجيش الاسرائيلي يريد البقاء ولو لم تحصل مقاومة ‏كان انشأ مستعمرات في جنوب ‏لبنان ولديه اطماع في الوزاني وفي الليطاني والمعتقلات مليئة بآلاف ‏الشباب ومئات الصبايا ‏وإذلال للشعب اللبناني وقتل وقهر وذُل ويأتي ويقول لك انت من الذي كلّفك ‏بقتال العدوّ!؟؟ حسناً، ‏أنت ماذا فعلت والدّولة ماذا فعلت والمجتمع الدولي ماذا فعل؟ عجيب هذا السؤال ‏واقعاً، أنا في ‏رأيي هذا السؤال يعبّر عن تخلف سياسي وانحطاط اخلاقي ان تقول لشعب بلده محتل ‏وجزء ‏كبير من الرجال والنساء في السجون، والعدو يريد ان يبتلع البلد وخيراته وثرواته وإذا ما ‏اراد ‏هؤلاء الناس ان يقاتلوا يقول لهم من كلّفكم؟ بدل من ان تقوم انت وتقاتل وتساندهم ‏وتدعمهم ‏وتؤيدهم وتدافع عنهم تأتي وتضع عليهم إشكالا كأنهم قد ارتكبوا خلاف قانوني أو خلاف ‏ديني او ‏خلاف اخلاقي او خلاف قيم او خلاف وطني، لهؤلاء نقول، كنا نقول، ونبقى نقول، الذي كلفنا ‏هو ‏واجبنا الانساني، ضميرنا، اي انسان حي، اي انسان حرّ، اي انسان يمتلك ضمير لا يمكن ‏ان ‏يسكت لا على الظلم ولا على الاحتلال ولا على الاذلال ولا على القهر ولا على ضياع ‏الاوطان، ‏واجبنا الانساني، واجبنا الاخلاقي، واجبنا الوطني، واجبنا الديني هو الذي دعانا لأن ‏نقاتل نحن وكل ‏من قاتل أن يكون التحرير عام 2000، واليوم نفس المنطق، اليوم انتم من كلفكم ‏ان تحموا؟ المشكلة ‏سأقول لكم أين، لأن هذا له علاقة بالمستقبل، المشكلة ان هناك اناس لا ‏يعتبروا اسرائيل عدو وإن ‏كانوا قد قالوا عدو صهيوني وعدو اسرائيلي هذه مجاملات، في قرارة ‏انفسهم في داخلهم هم لا يعتبرون ‏الاسرائيلي عدوا وحقهم عندما يقولوا من الذي كلفكم وطلب ‏منكم انه لماذا قاتلتم لأن الذين قاتلو قبل الـ ‏‏82 حتى الـ82 اسقطوا المشروع الاسرائيلي الذين اذا ‏راجعتم الشخصيات التي تسألنا من كلفكم هم ‏كانوا جزءا من المشروع الاسرائيلي الذي سقط ‏ولذلك طبيعي ان يعترضوا ويقولوا من كلفكم ومن ‏طالبكم!! هناك من لا يعتبر بأن اسرائيل عدو ‏وبأن اسرائيل تهديد وبأن لدى اسرائيل اطماع لا في مياه ‏لبنان ولا في غاز لبنان ولا في نفط ‏لبنان، وهناك من لا يعتبر ان اسرائيل تهديد للأمن في لبنان ‏ولصيغة العيش في لبنان اساساً، لا ‏يعتبروها تهديدا ولذلك هي ليست عدوا، اذا لماذا انت حامل الراية ‏وتريد ان تحمي البلد، البلد ليس ‏في دائرة التهديد! النقاش يبدأ من هنا، يبدأ بكيف نحمي؟ ما هي ‏الاستراتيجية الدفاعية الوطنية؟ ‏ما هي السبل الافضل والمتاحة لبنان دولةً وشعباً ليحمي نفسه وسيادته ‏وثرواته؟ يبدأ من الاول ‏اننا متفقين ان اسرائيل عدو!؟ متفقين بأن اسرائيل تهديد!؟ متفقين بأن اسرائيل ‏لديها اطماع!؟ ‏متفقين ام غير متفقين!؟ - بصراحة ولا يوم كنا متفقين – الان في المستقبل نتفق او لا ‏نتفق لا ‏اعلم، لا اعلم الغيب ولكن انا اقول لكم ولا يوم كنا متفقين ولا يوم، اذاً اليوم ايضاً نحن ‏نحمي، ‏هذه المقاومة تحمي، تقول لي بتكليف مِن مَن؟ أقول لك واجبنا الانساني والاخلاقي ‏والوطني ‏والديني وهذا لا يحتاج الى إذن من أحد، عندما يكون شعبك وبلدك وسيادة بلدك وثروات ‏بلدك ‏ومستقبل اجيالك مهددة بالخطر وبالعدوان وبالاحتلال وبالنهب وبالسلب من واجبك ان ‏تحمل ‏بندقية وتقاتل وتدافع وتحمي". ‏

*"النقطة التالية، اريد ان اذكر ايضا – الان اصبحنا على نهاية نقاط التذكير - بأن هذه المقاومة ‏التي ‏انتصرت في  25 ايار 2000 قاتلت في ظل الانقسام اللبناني ولم يكن هناك اجماع لبناني - ‏وكنت ‏اتكلم منذ قليل بأننا لطالما كنا مختلفين - لم يكن هناك اجماع لبناني حول المقاومة وخيار ‏المقاومة ‏وفعل المقاومة لم يكن هناك اعتراف لبناني اجماعي بالمقاومة انا اذكر بعض وسائل ‏الاعلام وبعض ‏المرجعيات الكبرى في البلد كانت تقول عندما تتكلم عن الجنوب والمقاومة في ‏الجنوب تقول دورة ‏العنف، الى 25 ايار وسائل اعلام في لبنان لا تقول عن شهداء المقاومة ‏شهداء تقول قتلى، كأنه هناك ‏مشكل بين اثنين فيوجد قتيل اسرائيلي وقتيل لبناني من المقاومة ‏مثلاً، حتى كلمة شهيد لم تُعطى ‏لهؤلاء، لم يكن هناك اجماع واليوم انا اتكلم بهذه النقطة لماذا، ‏لأقول ان المقاومة التي صنعت ‏الانتصار عام 2000 لم تكن موضع اجماع والمقاومة التي ‏انتصرت في تموز عام 2006 لم تكن ‏موضع اجماع، نعم كان هناك تأييد من قوى سياسية ‏وتيارات في مختلف الطوائف اي لم يكون هنا ‏الانقسام طائفي كان الانقسام سياسي، نحن نتذكر ‏في حرب تموز كان هناك قوى اساسية وزعامات ‏كبيرة جداً مسلمة ومسيحية كانت تقف وتساند ‏المقاومة، الانقسام السياسي كان موجود دائماً هذا لم يكن ‏انقسام طائفي حول المقاومة، كان ‏انقساما سياسيا حول المقاومة، الان يأتي واحد ويقول المقاومة كانت ‏موضع اجماع وطني قبل ان ‏تذهب الى سوريا ففقدت الاجماع او قبل ان تتدخل في مسائل المنطقة ‏ففقدت الاجماع، فلتعد ‏المقاومة من سوريا ولا تتدخل في شؤون المنطقة كي يحصل اجماع حولها – ‏هنا يوجد مغالطة ‏‏– لم يكن هناك اجماع على المقاومة قبل الذهاب الى سوريا وقبل التدخل في شؤون ‏المنطقة  ‏وبالتالي حتى لو عدنا لن يكون هناك اجماع  واذا اردتم نستطيع ان نجرب، قدّموا لنا ‏ضمانات ‏انه نعم يصبح هناك اجماع حول المقاومة وعلى كل حال المعركة في المنطقة انتهت لم ‏تعد ‏بحاجة الينا، الموضوع قابل للدرس وللنقاش لكن على كل حال هذا على سبيل الجدال، لا هناك ‏من ‏هم موقفهم واضح وخاضوا الحملة الانتخابية كلها على هذا العنوان والذي يسمى ‏‏"المقاومة وسلاح ‏المقاومة ونزع سلاح المقاومة"، ‏والمقاومة اليوم تمارس كما مارست وظيفة التحرير في ‏ظل الانقسام ‏وانتصرت وقاتلت في حرب تموز في ظل ‏الانقسام وإنتصرت، هي اليوم تحمي لبنان في ظل ‏الانقسام ‏وتحقق إنجاز الحماية، هل يستطيع أحد أن ‏يناقش بأن لبنان ليس محمياً؟ واقعا لبنان محمي، ‏هذا ‏الاسرائيلي ومناوراته، رئيس وزراء العدو يخرج ‏ليقول بأن لديه مناورات كبيرة وضخمة ولكننا ‏لا نريد ‏أن نفتح مشكلا مع أي أحد، هنا البركة بماذا؟ الاغاني! ‏ثقافة الفن؟ مع إحترامي لثقافة الفن، ‏وأن هذه مقاومتنا ‏مقابل مقاومتكم، ماذا؟ المقاومة الجادة القوية القادرة ‏التي لديها سلاح وإستشهاديين ‏ولديها صواريخ دقيقة ‏ولديها دفاع جوي ومقاتلين ذو بأس شديد، هذه المقاومة ‏هي التي تجعل العدو ‏يقف على رجل ونصف، وهو ‏يرسل رسائل التطمين، وهو الذي يكون حذر ومنتبه ‏وأن لا يذهب الى ‏المخاطرة، اذا اليوم المقاومة تؤمن ‏حماية لبنان، ضمن المعادلة الذهبية وفي ظل الانقسام، ‏الحماية ‏منجزة وستبقى منجزة، وهل تريدون أن ‏نناقش، نحن جاهزون للنقاش، نحن لا نتهرب من ‏النقاش على ‏الإطلاق، على كل، وهذا الحماية المنجزة ‏اليوم وعلى مدى 22 عاماً، أسس لها الإنتصار في 25 ‏أيار ‏‏2000، يعني هذه من بركات هذا الامر، يوجد ‏شيء أخر له علاقة بالمناسبة لكن اكتفي بهذا ‏المقدار ‏لنتكلم بأمور أخرى، حاليا هذا النقاش الموجود في لبنان ‏والإختلاف والسجال حول مسألة ‏المقاومة هو قديم ‏حتى نكون واقعيين، هو قائم وسيستمر، كل واحد ‏إستخدم كل وسائل الإقناع التي لديه ‏وكل الإستدلالات ‏التي لديه، وكل الحجج التي لديه، من مع ومن ضد، ‏ومن إقتنع إقتنع ومن لا يريد أن ‏يقتنع لم يقتنع، بطبيعة ‏الحال خيار المقاومة هناك من يؤيده وهناك من ‏يعارضه وهناك من يقف على ‏التل، وكل فريق يسعى ‏من المؤيدين ومن المعارضين أن يحاول أن يحشد رأي ‏عام أكبر، تأييد ‏جماهيري ورأي شعبي أكبر لخياره ‏ولفكرته، بكل الاحوال هذا هو الواقع الموجود حاليا ‏حول هذه ‏المسألة، لكن في اللحظة الحالية الذي نريد أن ‏نتكلم به أنه المقاومة بعد أن تعرضت ‏للإستهدافات ‏الامنية بقتل قادتها، يعني الحاج عماد والسيد ذوالفقار ‏والحاج حسان اللقيس الخ، وقبل ذلك ‏الشهيد السيد ‏عباس والشهيد الشيخ راغب وبعد أن تعرضت لحروب ‏في تموز الـ1993، نيسان ‏‏1996، تموز 2006، كل ‏هذا فشل، كانت المعركة الأخيرة وكل التشويه ‏والاكاذيب لا أريد أن أخذ ‏وقتا في هذا الموضوع، ‏كانت المعركة الاخيرة الضغط على بيئة المقاومة ‏المباشرة وعلى البيئة التي ‏تؤيد المقاومة وحلفاء ‏المقاومة ورأينا النتائج، واليوم المقاومة تشعر أكثر من ‏أي وقت مضى انها قوية ‏وأنها محتضنة من شعبها ‏وبيئتها ومن ناسها ومن الذين تحملوا التبعات معها ‏خلال أربعين عاما، ‏حسنا، أنا أريد أن أقول اليوم ‏إضافة لما قلناه في كل الأيام الماضية أنه من الممكن ‏أن تستمروا في ‏السجال ومن الممكن أن نبقى مختلفين، ‏وكل واحد فينا يبقى حجته وأدلته، لكن هذا لن يؤدي ‏إلى نتيجة، ‏وهنا في الواقع الحالي في الايام الأخيرة ‏بعض القوى السياسية يحصل لها إلتباس، وهذا طبعا ‏نتيجة ‏خلل في الفهم وحتى خلل في النية، أي خلل في ‏النوايا، يعني مثلا عندما يتكلم مسؤولو حزب الله ‏يتكلمون ‏بصوت عالي، يقولون حزب الله يهددنا، وعندما يتكلم ‏حزب الله بصوت هادىء، يقولون حزب ‏الله يشعر بالضعف ‏وبالإرباك ومحشور، القراءة الاولى خطأ، والقراءة ‏الثانية خطأ، إذا خرج أحدهم ‏وقال أنه من يفكر بنزع ‏سلاح المقاومة بالقوة يدفع البلد إلى حرب أهلية، هذا ‏صحيح، يقولون: حزب ‏الله يهدد بحرب أهلية، وإذا ‏خرج أحد مثلي مثلا وقال: يا جماعة نحن جاهزون ‏للحوار وأنا أقترح إذا ‏الموضوع لن نصل إلى نتيجة ‏فيه حاليا فلنأجله سنة أو سنتين، حزب الله ضعيف ‏ومحشور ولا يعرف ‏ماذا يتكلم، هذا خطأ بالفهم وخلل ‏بالفهم وخلل بالنوايا، أنا أحب أن أقول لهم في عيد ‏المقاومة والتحرير ‏في اللحظة الحالية التي أنا أتكلم ‏معكم فيها في الساعة التي هي أمامي وهي على الدقائق ‏التي هي ‏أمامي وأمامكم، في هذه اللحظة منذ العام ‏‏1982 إلى اليوم لم يكن حزب الله والمقاومة في لبنان ‏أقوى ‏مما كانت عليه اليوم، عسكريا وأمنيا وسياسيا ‏وشعبيا وماديا ومعنويا في لبنان وفي المنطقة، ولم ‏تكن ‏ظروفها الداخلية والإقليمية أفضل مما هي عليه اليوم، ‏من أجل ان تكونوا مطمئنين وأن لا ‏تشتبهوا في التقدير ‏وفي الفهم وتخطؤون في إتخاذ القرار، هذه المقاومة ‏اقوى مما تتوقعون، وأقوى مما ‏تتصورون، ومعنوياتها ‏عالية، يعني لا يكفي للشخص أن يكون قويا أو يشعر ‏أنه قويا، المطلوب ‏الاثنين، لأنه من الممكن أن يشعر ‏أنه قويا وهو ضعيف أصلا، في الواقع المقاومة قوية ‏وفي الواقع ‏نحن نشعر أننا أقوى من أي زمن مضى، ‏كي لا يخطأ احد في حساباته في هذا الموضوع، نحن ‏عندما ‏عرضنا أن نؤجل البحث سنة أو سنتين، لأنه ‏نحن همنا اولويات الناس، كم الدولار اليوم؟ قفز ‏فوق ‏الـ34 ألف، نعيد ونكرر، الكهرباء ودواء السرطان ‏والطحين والمخابز والأفران، ولا زال هناك ‏من يتكلم ‏بعالم آخر، يتكلمون بجنس الملائكة، هذا يعبر عن ‏فقدان روح المسؤولية، أولا عندما يبقى ‏هناك دولة وبلد ‏لكي تأتي لتطالبنا بأن نسلم سلاحنا للدولة، فلنأتي في ‏البدء نحن وإياكم لندع هناك دولة، ‏هذه الدولة في ‏المسار الذي تفكرون به وتمشون به ذاهبة إلى الإنهيار، ‏مؤسسات الدولة ذاهبة إلى ‏الإنهيار، أصلا الجيش ‏اللبناني والقوى الامنية اليوم من ماذا تعاني؟ هذه ‏الرواتب التي يتقاضونها، هل ‏هي رواتب؟! قيادة ‏الجيش وقيادة الاجهزة الامنية دائما تشكي وتنعي، في ‏البداية فلتجدوا حلا لمسألة ‏الليرة والدولار والراتب ‏والحقوق وإمكانية الحد الأدنى من الحياة في هذا البلد ‏ليبقى جيش وتبقى دولة ‏وبعد ذلك نناقش إذا نسلم ‏سلاحنا للدولة او نسلم سلاحنا للجيش، لذلك في هذا ‏الموضوع، لا تفهموا ‏بشكل خاطىء ولا تقرأوا بشكل ‏خاطىء، وأنا أجدد الدعوة على كل حال وأقول لكم ‏أجدد الدعوة من ‏موقع القوة ومن موقع الإقتدار الذي لم ‏يسبق له مثيل للمقاومة منذ أربعين عاما، هل تريدون ‏منا أن ‏نتكلم بهذه الطريقة؟ من هذا الموقع أنا أجدد ‏الدعوة إلى الشراكة وإلى التعاون، وهذه هي الملفات، ‏يوجد ‏من يقول أنه صحيح حزب الله يدعو  إلى ‏الشراكة وإلى التعاون لكنه يريد أن يحتكر قرار ‏الحرب ‏والسلم، قلنا لكم هذا الموضوع موضوع الاستراتيجية ‏الدفاعية نحن جاهزون لنناقش بها، وإن ‏كنتم تريدون ‏أن نناقش كل شيء بعرض بعضه البعض نحن ‏جاهزون لذلك، ليس لدينا مشكلة في ذلك، ‏ما نصل به ‏لنتيجة نذهب ونعمل عليه، والأصل في هذا الموضوع ‏أن نتفق مثل ما قلت في المقطع ‏السابق على أن ‏إسرائيل عدو، إسرائيل تهديد، إسرائيل لديها أطماع، ‏يجب ان يكون لدينا قراراً ‏لمواجهة إسرائيل، نذهب ‏بالإستراتيجية الدفاعية ونناقش كيف نواجه إسرائيل، ‏نحن أيها اللبنانيون في ‏عيد المقاومة والتحرير، أخر ‏كلمة في المقطع اللبناني، وأختم في المقطع الفلسطيني ‏بكلمتين، في ‏الحقيقة نحن في خلافنا السياسي في البلد ‏نضع الناس في الحد الأدنى، نحن أمام خيارين، يوجد ‏خيار ‏لبنان القوي والغني، ويجد خيار آخر، لبنان ‏الضعيف والمتسول، ما هي ترجمت هذين الخيارين؟ ‏لبنان ‏القوي هو القوي بالمعادلة الذهبية، المعادلة ‏الذهبية التي أثبتت قدرة لبنان على التحرير عام ‏‏2000، ‏وعلى الصمود في عام 2006، وعلى الحماية ‏منذ 2000 و2006 إلى اليوم، هذا إنجازه، ما ‏هي ‏المعادلة الثانية، قوة لبنان في ضعفهَ! المعادلة الثانية ‏هي في أن الدولة تستطيع أن تحمي لوحدها؟ ‏هذا لبنان ‏الضعيف في رأينا، إن كنتم تريدون أن نناقش نحن ‏جاهزون بالمنطق، نحن لا نتكلم لا ‏بالشعارات ولا ‏وبالخطابات الحماسية، هذا لبنان القوي بالمعادلة ‏الذهبية، والذي يستطيع أن يحصل ‏حقوقه وثرواته من ‏النفط والغاز والمياه، ولبنان الغني الذي يذهب مثلما ‏تكلمت بكل الخطابات وسأظل ‏أتكلم بكل خطاب إن شاء ‏الله، سأظل أطالب المسؤولين بالدولة اللبنانية والشعب ‏اللبناني أن يطالب أن ‏هذا الكنز الموجود في البحر، أنا ‏قلت أن أحد المسؤولين قال لي أنه نحن لبنان لديه نفط ‏وغاز بما يقدر ‏ب 200 مليار دولار، أنا لا أدعي أن ‏لدي خبرة، ولكن منذ مدة هناك دراسة متخصصة تقول ‏أن الثروة ‏النفطية والغازية الموجودة في المياه الأقليمية ‏والمنطقة الإقتصادية الخاصة للبنان تصل إلى ‏‏500 ‏مليار دولارا أميركيا، حسنا، اليوم قرأنا في وسائل ‏إعلام العدو الاسر ائيلي  أن ‏الاوروبيين ‏يفتشون عن بديل للغاز وللنفط من روسيا، بدأوا بعقود ‏مع العدو، من أجل أن يصدروا لهم ‏الغاز، وإذا أخرج ‏النفط، من هنا من جانبنا، نحن اللبنانيين نشاهد، لا ‏نستطيع لا أن نقوم بأي شيء، ‏يوجد لدينا ثروة هائلة ‏‏200 مليار أو 300 مليار أو 500 مليار، وهذه ‏الثورات نسد فيها دين لبنان، ‏ونعمر فيها لبنان، ونخلق ‏من خلالها فرص عمل، وتتحسن فيها سعر الليرة، ‏تصوروا أن لبنان يستطيع ‏بيع النفط، انه اخرج ‏النفط والغاز وبدأ بالبيع، وعلى خط عشرات مليارات ‏الدولارات هذا لوحده ‏سيحسن سعر العملة اللبنانية، ما ‏هو مدى بركات هذا الموضوع على لبنان؟ نستطيع بهم ‏أن نعمر ‏أنفاقا وجسورا ومستشفيات وجامعات، ونصبح ‏بذلك دولة غنية بكل ما للكلمة من معنى، نحن ‏ندعو ‏إلى الدولة الغنية، لبنان يستطيع ان يكون دولة غنية ‏بالنفط والغاز وأيضا بالزراعة والصناعة ‏اللتين دمرتا ‏ضمن السياسات الإقتصادية السابقة، لأنه كلها بنيت ‏على مشروع التسوية الذي طار، هذا ‏لبنان القوي ‏والغني، في المقابل لبنان الضعيف المستول على أبواب ‏صندوق النقد الدولي،  على أبواب ‏سفارات الدول، على ‏أبواب سفارات بعض دول الخليج، ماذا سيقدمون لك؟ ‏حتى المساعدات التي ‏ستأتي من دول الخليج أو من ‏مكان أخر، حتى لو أتت بلا قيد ولا شرط وبلا منة، كم ‏سيعطوك؟ مليارا ‏أو أثنان أو ثلاثة أو أربعة أو 6 ‏مليارات دولارات أو سبعة مليارات أو كم؟ هل يحل ‏هذا مشكلة لبنان؟ ‏هذا لا يحل مشكلة لبنان، الذي يحل ‏مشكلة لبنان فقط هذا الخيار، وهو فقط بحاجة إلى ‏شجاعة، هل ‏تريدون أن تجربوا الإجماع الوطني فلنبدأ ‏من هنا، هل تريدون إستراتيجية دفاعية فلنأتي ‏ونناقشها، ‏يوجد موضوع إسمه الغاز والنفط اللبناني في ‏المياه الإقليمية وفي المنطقة الإقتصادية، تفضلوا ‏لكي ‏نرى ونشكل إجماعا وطنيا كيف نحمي هذه الثروة ‏وكيف نستخرجها، لا يكفي أن نحميها وأن ‏تبقى في ‏المياه، كيف نستخرجها ونبيعها من أجل تحسين كل ‏أوضاع اللبنانيين، وهذا خيار موجود ‏ومتاح وممكن، ‏ممكن جدا جدا جدا، أنا لا أتكلم بخيالات، لكن يحتاج إلى القليل من الجرأة، لا يحتاج ‏إلى شجاعة عظيمة، يحتاج إلى القليل من الجرأة، يحتاج فقط هذه عتبة الخوف والحسابات الضيقة ‏والشخصية والأميركي والاسرائيلي وماذا يفعل، هذه العتبة فقط أن نفشخ عنها خطوة واحدة عندها نحن ‏يمكن كلبنان أن نحصل على ثروة بقيمة مئات مليارات الدولارات، اللبنانيين أحرار أن يختاروا ما ‏يريدون". ‏

وختم: "المقطع الأخير بالموضوع الفلسطيني، أنا أريد أن أنبه اليوم، أريد أن أنبه لبنان لأنه أكثر بلد معني بما ‏سيجري، دول المنطقة، حكومات المنطقة، شعوب المنطقة، وأيضاً القوى العالمية التي تعتبر نفسها ‏معنية بشكل أو بآخر بما يجري في منطقتنا. خلال الأيام القليلة المقبلة هناك أحداث قد تحصل في ‏فلسطين، في القدس، قد تؤدي إلى انفجار كبير، وهذه حقيقة، يمكن هناك كثر لا يواكبون لأنهم ‏مشغلولون بأشياء أخرى وتفاصيل أخرى ولكن هذه الحقيقة، بعد عدة أيام هناك شيء اسمه عند ‏الاسرائيليين مسيرة الأعلام، يأتون هؤلاء المستوطنين وخصوصاً الجماعات الدينية المتطرفة منهم ‏ويحملون الأعلام الاسرائيلية ويجتمعون ويدخلون إلى أحياء القدس القديمة بما فيها الأحياء الاسلامية. ‏عادة هذا يؤدي إلى استفزاز كبير ويؤدي إلى تصادم مع سكان هذه الأحياء والخطر الكبير هو أن يقوم ‏هؤلاء بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى والاعتداء على هذه الباحات أو الاعتداء على المسجد – ‏المسجد المعروف – وبعضهم بدأ، بعض المنظمات الارهابية، هم كلهم إرهابيين، بعض المنظمات ‏تعلن بأنه يجب العمل أو التخطيط لتدمير قبة الصخرة، هذه القبة الذهبية التي تشاهدونها على التلفاز. ‏حسناً، هذا الموقف الاسرائيلي، حكومة العدو سمحت لمسيرة الأعلام أن تعبر في أحياء القدس القديمة، ‏المقاومة الفلسطينية بإجماع فصائلها أعلنت موقف حاسم وواضح بأن هذا إذا حصل لن يبقى بدون رد ‏قوي وكبير، معنى ذلك إذا حصل، المقاومة الفلسطينية وعدت وتوعدت بالرد قد تذهب الأمور إلى ‏انفجار كبير داخل فلسطين، وأنا هنا أريد أن أقول لحكومة العدو ولمن يمون على حكومة العدو ولمن ‏يعنيه الوضع في المنطقة بأن أي مس بالمسجد الأقصى وبقبة الصخرة سيفجر المنطقة، هذا الأمر ‏سوف يستفز كل الشعوب العربية والاسلامية وكل إنسان حر وكل إنسان شريف وكل إنسان مقاوم ‏وكل إنسان مجاهد، وبالتالي عليهم أن يعرفوا أن التمادي في العدوان على المسجد الأقصى وعلى ‏المقدسات في مدينة القدس الاسلامية والمسيحية سيؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة وسيؤدي إلى ما لا ‏تحمد عقباه، والصهاينة يعرفون بأنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالذهاب إلى هذا المدى، هم عندهم ‏أزماتهم وعندهم مشكلاتهم، عندهم مثل ما تحدثنا في بداية الخطبة عقدة العقد الثامن. اليوم الإخوان ‏أرسلوا لي نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية، رئيس حكومة العدو بينت قام بزيارة لأحد الأماكن إلتقى ‏مع مجموعة من الناس وخطب بهم، ماذا قال لهم؟ الأمر الأول الذي يقض مضجعي هو الانقسامات ‏والكراهية الداخلية في شعب إسرائيل أكثر من إيران ومن حماس - يعني هذه إسرائيل اليوم، إسرائيل ‏المأزومة المنقسمة المنخورة الفاسدة من داخلها - أقول هذا بمسؤولية لأن الانقسام الداخلي في الحقيقة ‏ينتزع منا القدرة على مواجهة التحديات، إنه يشلنا مثل أن تتلقى حقنة تشلك أمام العدو، لا يمكنك ‏التعامل والقتال مع أي شيء ليس فقط مع العدو، هناك دول في العالم مشلولة من شدة الاستقطاب ولا ‏تنجح في دفع مجريات. هذا واقع العدو وهذا واقع جيشه وهذه المناورات التي يقومون بها واليوم على ‏تلفزيون المنار شاهدنا الجنود كيف يصعدون إلى التلة والجبل وقبل عدة أيام شاهدنا المسيرة في الشمال ‏وهذا بقمة الاستنفار والتنسيق الدقيق بين الأذرع والجهوزية العالية والقبة الحديدية وأخطأوا بالمسيرة ‏فاعتبروها لحزب الله وتبينت أنها لهم، هذا هو واقع العدو، العدو الذي هذا واقعه، الذي لم يمر زمان – ‏أنا لا أقول هو ضعيف ولا يستطيع أن يفعل شيء – لكن نسبة لأي زمان مضى من 1948 هو لم يكن ‏بهذا الضعف أو الوهن وخصوصاً الوهن الداخلي، لذلك حكومة العدو يجب أن لا تقدم على خطوة قد ‏تكون نتائجها كارثية على كل الكيان وعلى وجود هذا الكيان المؤقت، على كلٍ هذا الواقع الحالي الذي ‏عندهم الله سبحانه وتعالى حدثنا عنه في كتابه المقدس، الله سبحانه وتعالى يتحدث عنهم يقول " وألقينا ‏بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً ‏والله لا يحب المفسدين"، هذه حقيقتهم، هذا جوهرهم. ‏إذاً شعوب المنطقة، حكومات المنطقة، دول المنطقة، صحيح كلٌ في بلده ومشغول بمصائبه وبمشاكله ‏وبأولوياته ولكن أنا أدعو الجميع إلى الترقب وإلى الانتباه وإلى الاستعداد وإلى التنبه لما قد يجري من ‏حولنا وقد تكون له تداعياته الكبيرة والخطيرة على المنطقة وهذا كله يتوقف على مدى حماقة العدو، ‏على إقدامه على الحماقة أو تراجعه عن هذه الحماقة. ‏في كل الأحوال يجب في آخر الكلمة أيضاً أن ألفت إلى أن المناورة الاسرائيلية الكبرى التي "طوشونا ‏فيها" تقريباً غداً ينتهي ثلاثة أسابيع منها ويبقى أسبوعا، نحن ما زلنا على جهوزيتنا، على استنفارنا، ‏من هنا أتوجه إلى أحبائي وإخواني وأعزائي وتاج الرأس من مجاهدي المقاومة الاسلامية المرابطين ‏على كل الثغور وفي كل المواقع والذين هم أصحاب العيد وأهل العيد، عيد المقاومة والتحرير، أوجه ‏لهم التحية وأعايدهم، كل عام وأنتم بخير، وأشكرهم على سهرهم ويقظتهم وجهادهم وصبرهم وتعبهم ‏وإن شاء الله هذا كله بركة في الدنيا وفي الآخرة وأجر ثواب وعزة وكرامة وحماية وشرف وتنتهي ‏المناورة ونعود إلى وضعنا الطبيعي إذا ذهبت المنطقة إلى الوضع الطبيعي وأسأل الله سبحانه وتعالى ‏أن يدفع المكاره والمكروه عن الجميع، عن الشعب الفلسطيني، عن لبنان، عن المنطقة، عن المقدسات. ‏

5*) البطريرك الراعي

29 أيار 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسًا احتفالياً بعدما كريس كنيسة سيدة العطايا في جونية وباركها.

وبعد الانجيل المقدس ، ألقى البطريرك الراعي عظة أبرز ما قال فيها:"إنّنا نحمّل مسؤوليّة الإنهيار المرعب والمريب لجميع المسؤولين أكانوا حاكمين أم معارضين ولقوى الأمرِ الواقع. فالحكّامُ أخطأوا في الخِياراتِ والتحالفات، واقترَفوا الـمَعصياتِ، وتواطأوا وانحرَفوا. وقِوى الأمرِ الواقع انقلبَت على هُويّةِ لبنان ودستورِه وميثاقِه ورَهَنت الأرضَ والشعبَ والدولةَ لدولٍ خارجيّةٍ تَحمِلُ مشاريعَ غريبةً عن بيئةِ لبنان ورسالتِه. أمّا قِوى المعارضةِ فاسْترسَلت في خلافاتِها اليوميّةِ والانتخابيّةِ على حسابِ القضايا المصيريّة، ولم تبادِرْ بعدُ إلى الاتّفاق. وكان يَنقُصُنا أنْ تربُطَ دولٌ أجنبيّةٌ مصيرَ صراعاتِها مع محاورِ الـمِنطقةِ على حسابِ لبنان، وهي تُدرك جيّدًا وسَلفًا أنَّ لبنانَ لا يَحتمِلُ نتائجَ هذا الصراع، وأنَّ أجَنداتِها تختلف عن أجَندة لبنان.

  1. جميع اللبنانيّين يعيشون نتائج هذا الإنهيار على كلّ صعيد، ولا حاجة لتعدادها، بل ينبغي إيجاد حلّ لها والنهوض منها. فلا بدّ من أن نبدأ مِن رفعِ الصوت، ومِن انتفاضةٍ شعبيّةٍ مصَحَّحةٍ، ومِن التغييرِ الوطنيّ، ومِن خُطّةِ تعافٍ لمصلحةِ اللبنانيّين أوّلًا، ومن انبثاقِ سلطةٍ شرعيّةٍ جديدةٍ ووحيدة، ومن التوجّهِ إلى الأممِ المتّحدةِ لضمانِ وجودِ لبنانَ حرٍّ حياديٍّ وقويٍّ ولتنفيذِ القراراتِ الدوليّة. من دونِ ضغطٍ شعبيٍّ وأمميٍّ قد تَتعرّضُ الاستحقاقاتُ الآتيةُ: من تأليفِ حكومةٍ وإجراءِ الإصلاحاتِ وانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجُمهوريّةِ في الموعد الدستوريّ، إلى خطرِ التعطيل. فالأجواءُ توحي بكل اسف بأنَّ أطرافًا تدأبُ على تعطيلِ هذه الاستحقاقات وسرقةِ الإرادة الشعبيّةِ ومنعِ إنقاذ لبنان.
  2. ومن المؤسف حقًّا أنّ ممارسة القضاء في لبنان لا تطاق تمامًا مثلما لا يطاق الوضع المعيشيّ، ذلك أنّ بعض القضاة جعلوا من نفوسهم أدوات في أيدي النافذين السياسيّين والطائفيّين. وبات معلومًا أنّهم يجمّدون ملفّات صحيحة،ً ويركبّون ملفّاتٍ وهميّة، ويوقفون أبرياء ويتغاضون عن مُذنِبين، ويتخطّون مُهلةَ التوقيفِ الاحتياطيّ، ولا يميّزون بين الجُنحة والجناية. لا يحقّ بأيّ حال أن يُتركَ هؤلاءِ القضاة يخالفون أصول المحاكمات وقواعد الإستدعاء والتوقيف ويُصدِرون قراراتٍ مفعمةً بالكيديّةِ والبغضاءِ والعُقدِ والأحقادِ الحزبيّةِ والشخصيّة، ويسيئون إلى حرية الانسان، وكرامته وإلى هيبة القضاء. كيف يمكن القبول بهؤلاءِ القضاة الذين لا يزالون يعتقلون شبابًا لأنهم كتبوا شعاراتٍ على ملصقات، ويَتركون طلقين أشخاصًا ارتكبوا الجرائم والـمَعصيات. وكان ينقص القضاء أن يمتنعَ وزير المالية، من دون وجهِ حقٍّ وخِلافًا لصلاحيّاته، عن توقيعِ مرسوم تشكيلِ هيئةِ التمييزِ ليبقى التحقيقُ في جريمةِ تفجيرِ مرفأ بيروت معلَّقا، فيَظلَّ المتّهمون والموقوفون من دون محاكمةٍ، لا يعرفون ماذا ينتظرهم ومنهم أبرياء قيد التوقيف منذ الرابع من آب 2020. فإن كان لا بدّ من إصلاحٍ فعلى صعيد القضاء لأن الكيلَ طفح!
  3. إنّ البطريركيّة الأنطاكيّة المارونيّة بما تُمثّلُ روحيًّا ومعنويًّا وشعبيًّا ووطنيًّا، وبما يُملي عليها دورُها التاريخيُّ في لبنانَ وسائرِ بلدان المشرِق، ستدافع بكلِّ قِواها لإنقاذِ لبنان، وستكون في طليعةِ شعبِها الذي لم يَعد يَقبل أن يكونَ ضحيّةَ سواه تحت أيِّ حُجّةٍ وذريعة. نريدُ أن نعيشَ هنا، وهنا بالذات، أحرارًا، رافِعي الرأسَ، في الازدهار والحضارة، كما كنا، حامِلين رسالةَ الآباءِ والأجداد، وأوفياءَ للشهداء. ثِقوا بأنفسِكم، ثِقوا بالمستقبل، ثِقوا بأنَّ النَصرَ للحقِّ، ونحنُ أصحابُ حقٍّ وقضيّةٍ وإيمان."