تقرير أسبوعي دولي - 109-2022

تقرير أسبوعي دولي - 109-2022
الأحد 5 يونيو, 2022

 

رقم 109/2022

تقرير دولي  30 أيار- 5 حزيران /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

لا جديد على صعيد معالجات الأزمة المالية-الاقتصادية سوى طرح الوعود بأن الخلاص هو فقط بالبدء في استغلال الثروة النفطية، وهو ما تقاربه معظم القوى السياسية باستثناء قلّة! هذا فيما تستمر قوى السلطة في سياسة تجاهل تأثيرات الأزمة على المواطن في كافة المجالات الحياتية.

بالمقابل وعلى صعيد الأزمة السياسية المتفاقمة تعمل القوى السياسية التقليدية والمتمرّسة في السياسة الداخلية على استدراج القوى الجديدة إلى ساحات الصراع الضيّقة لإضعاف تأثير الأخيرة على عملية الإصلاح التي وعدت بها!

وقد نجح حزب الله الايراني في لبنان في تحوير أنظار أغلب القوى السياسية عن المشكلة الأساسية في الأزمة، وهي الاحتلال الايراني المتمثل به، وجرّها إلى صدام داخلي حول ملف الحدود البحرية بين الخطين 23 و29! فيما هو ينفّذ سياساته ومشروعه باستكمال التدمير الممنهج لقطاعات وأسس الدولة اللبنانية.

وبينما يعمل المجلس النيابي الجديد على استكمال انتخاب لجانه الداخلية، تواصل السلطة عملها بشكل روتيني وكان الأمور في البلاد على خير ما يرام، دون الأخذ بالاعتبار التحذيرات والمناشدات الدولية من ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها مسؤولية معالجة الأزمات المتفاقمة!

وفي هذا الاطار يواصل حزب الله الايراني التأكيد على أن تشكيل الحكومة يجب أن يكون من خلال تفاهم وطني، كما أن الحكومة العتيدة يجب ان تكون توافقية وأن تشارك فيها كل الأطراف، على ما جرت عليه العادة، محذّراً في الوقت ذاته من تشكيل حكومة أغلبية أو حتى حكومة تكنوقراط!

وهو ما يعني عملياً التشبّه بما يجري في العراق، واحتمال استنساخٍ كلّي لعملية التعطيل المستمرة في بغداد منذ أكثر من سبعة أشهر، الأمر الذي إذا ما تمّ، لا قدّر الله، سوف يعني سقوطاً مدوياً للهيكل على رأس الجميع.

تجدّد أسرة التقرير مناشدتها القوى السيادية المؤمنة بلبنان العيش المشترك، ولبنان الدستور توحيد الصفوف والعمل بجدّية لمواجهة حزب الله الايراني ورفع الاحتلال من أجل إعطاء الأمل للبنانيين بغد أفضل، وبدولة تملك قرارها وتحكم بعدل ومساواة وتؤمّن العيش الكريم لمواطنيها!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

في السياسة الداخلية، وبعد أن طُويت صفحة انتخاب "معركة" رئيس مجلس النواب ونائبه، يستعد حزب الله الايراني لخوض المعركة الثانية وهي رئاسة الحكومة، حيث تشير المعلومات إلى أن الحزب يعمل على قطع الطريق أمام وصول أي مرشح للأحزاب والقوى السيادية والتغييرية إلى سدة الرئاسة الثالثة. كما أشارت مصادر مواكبة إلى أنّ الترشيحات لا تزال محل أخذ وردّ بين "حزب الله" و"التيار الوطني" للتوصل إلى تسمية مشتركة للشخصية المنوي تكليفها تشكيل الحكومة وخوض الاستحقاق الحكومي بـبلوك موّحد أسوة بما حصل في الاستحقاق النيابي لتامين الفوز. إلى ذلك، أشارت إلى أنّ ما يعيق إعادة تسمية الرئيس ميقاتي هو "دفتر الشروط" الذي يريد النائب جبران باسيل فرضه عليه لإعادة تكليفه، بينما ميقاتي لا يبدي أي استعداد للتنازل والرضوخ لشروط باسيل!

وفي هذا الإطار، جزم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رفضه تكليف أي شخص متحالف مع "حزب الله" لمنصب رئاسة الحكومة، ورافضا المشاركة في أي حكومة توافقية.

في المواقف السياسية، أكد النائب ملحم خلف، ان المرحلة التي يمر بها لبنان تفرض الالتفات الى اوجاع المواطنين، بدلا من التفكير في الاعداد والمناصب فقط، معتبرا ان الهدف الاول والاساسي هو عملية انقاذ الوطن، وراى ان مسالة سلاح حزب الله تتطلب حوارا صادقا لاستعادة هيبة الدولة وحصر السلاح بيد الجيش فقط، مضيفا ان الجيش هو المسؤول الوحيد عن حماية الاراضي اللبنانية كافة.

من جانب آخر، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إن محاولات العدو الاسرائيلي افتعال أزمة جديدة، من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية، وفرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها، أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه احداث توترات لا أحد يمكنه التكهن بتداعياتها، ومن هذا المنطلق اننا نحذر من تداعيات اي خطوة ناقصة، قبل استكمال مهمة الوسيط الاميركي، التي بات استئنافها أكثر من ضرورة ملحة. وندعو الامم المتحدة وجميع المعنيين الى تدارك الوضع والزام العدو الاسرائيلي بوقف استفزازاته، وختم أن الحل بعودة التفاوض على قاعدة عدم التنازل عن حقوق لبنان الكاملة في ثرواته ومياهه.

في الملف الأمني، وبعد العملية الأمنية للجيش في منطقة بعلبك ضد تاجر مخدرات من عشيرة زعيتر وسقوط شهيد للجيش خلال المواجهة، زار وفد من العشيرة وعشائر المنطقة، الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك في مكتبه في بعلبك، في حضور مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الدكتور حسين النمر ومخاتير، وجرى البحث في ما تشهده بعلبك وبعض القرى من احداث خلال اليومين الماضيين، وبعد أن استمع يزبك إلى المداخلات، أدلى بتصريح قال فيه، بالأمس كانت الإنتخابات، وكنتم في طليعة من صوت للبنان وللاستقرار والأمن في لبنان، وهذا الامر لا يمكن لأحد أن ينكره، أنتم منا ونحن منكم، ونحن وإياكم لسنا مع من يسبب الأذى أو مع من يخالف النظام، فمن يخالف النظام هو شخص قد يكون من هذه العشيرة أو تلك. كما ناشد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وكل المسؤولين في هذا البلد وقائد الجيش أن ينظروا إلى ما يحصل، ويحققوا في ما جرى، وشكر آل زعيتر على ضبط أعصابهم، وعدم حمل السلاح للمواجهة!! كذلك حذّر أنه اذا لم تحل الأمور خلال ساعة أو ساعتين سيكون إلى جانب المظلوم لرفع المظلومية عنه!!

في الملف الاقتصادي، ومع توقّع نفاد احتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية في غضون 8 الى 10 أشهر، وفق تقديرات الحكومة التي تشير إلى انّ الاخير يخسر حوالى 25 مليون دولار يومياً من سيولته بالدولار، يُشار إلى أن اقتراح استخدام الذهب لتعويض جزء من الخسائر قد يصبح أمراً واقعاً، هذا في وقت لا يملك مجلس النواب الجديد، ترف الوقت لمناقشة خطة الحكومة للتعافي وإعادة صياغتها، ومعاودة النقاش من الصفر حول من يتحمّل المسؤولية عن تعويض الخسائر، وخوض معارك بين المصارف ومصرف لبنان، وبين لجنة الدفاع عن حقوق المودعين وممثلي المصارف، وبين النواب التغييريين والنواب المعهودين. واليوم، قد يكون مجلس النواب أمام تحدّي إقرار قانون يجيز استخدام احتياطي الذهب لدى مصرف لبنان، للتعويض عن خسائر صغار المودعين الذين تنوي خطة الحكومة حمايتهم، لكن مع ملاحظة أن قيمة احتياطي الذهب هي حوالى 16 مليار دولار فيما قيمة الودائع تقدّر بحوالى 34 مليار!! هذا مع العلم أن بيع هذا الذهب لن يكون بعملية سهلة!!

في مواقف حزب الله الايراني هذا الاسبوع، لفت المفتي قبلان إلى أن سوق الطاقة والغذاء يعاني من ضغط لوبي عالمي قوي، وقصة نقص بالمعروض النفطي والغذائي كذبة هذا اللوبي الذي ما زال يستغل حاجة العالم والبشرية، وفقا للعبة العرض والطلب. وأضاف أن لبنان اليوم منهار، وحكومة تصريف الأعمال لا محل لها من الإعراب، والدولار الأسود يبتلع الجميع، وللأسف الأسواق كارتيلات.

واعتبر قبلان أن الكرة اليوم في ملعب النواب والقوى السياسية، والاستشارات النيابية على الأبواب. ولذلك، فإن المطلوب التعامل مع كارثة لبنان على أنها كارثة وطنية غير مسبوقة حتى يتم الاتفاق على حكومة تسوية وطنية إنقاذية، وقال أنه ولأن التاريخ السياسي مر لهذا البلد، المليء بالكوارث، لا بد من تشكيل حكومة سياسية بالمعنى الأعم، وليس بالضرورة حكومة تكنوقراط، لأن الرمادية في هذا المجال ستكون بمثابة أزمة جديدة للبنان!!

من جانب آخر، دعا النائب حسن فضل الله، إلى أوسع تفاهم تحت عنوان الشراكة الوطنية بين الكتل النيابية لتسمية رئيس مكلف للحكومة، وإلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية، لكي تكون للبنان حكومة فاعلة وقادرة على القيام بمهامها! من أقصى عكار إلى أقصى الجنوب همّ المواطن هو في قضاياه الحياتية، ولا يهتم إلى ما تطرحه بعض الجهات من مشاريع سياسية لاستدراج عروض من الخارج! وسأل، أليس الأولى بمن جاؤوا إلى المجلس النيابي باسم المواطنين أن يبدأوا بالعمل لمعالجة الأزمات التي يمر بها البلد؟ أما من يريد أن يكون في المعارضة فليذهب إليها، ولا سيما أن الانتخابات أفرزت أوسع ائتلاف نيابي لنا ولحلفائنا، ومع ذلك نمد اليد لكل مخلص وحريص على بلده من موقع قوتنا الشعبية والسياسية!!

إلى ذلك، رأى الشيخ نبيل قاووق أنه رغم أهمية الاستحقاقات المقبلة من تكليف رئيس للحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن الاستحقاق الأكبر والأهم هو إنقاذ البلد من الانهيار، ومعالجة الازمات الحياتية والمعيشية! وأكد قاووق أن حزب الله يتطلع للتعاون مع أصحاب الإرادات الوطنية لتشكيل حكومة جديدة لإنقاذ البلد، ومن يرفض، فإنما يعزل نفسه، ويكشف ارتهانه غير الوطني، لا سيما وأن إنقاذ البلد يكون بالتعاون، لا بالمناكفات ولا بالاستعراضات ولا بالارتهان للسفارات!

وفي الإطار، شدد الشيخ علي دعموش على أنه في ظل تفاقم الأزمات الحياتية، يجب أن يتقدم الهم المعيشي على سائر الهموم الأخرى، وأن تتجمد كل الخلافات الكبرى، وأن يتفرغ الجميع لمعالجة الأزمات التي يعاني منها الناس! ورأى أن الأولوية في هذه المرحلة هي لتشكيل حكومة جديدة، معتبرا أن المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة قادرة ومتوازنة تراعي عدالة التمثيل ورغبات اللبنانيين وتطلعاتهم، لا رغبات الخارج وتطلعاته! ولفت إلى أن أية محاولات لتعطيل تشكيل الحكومة أو تأخيرها من خلال فرض شروط معينة لإرضاء الخارج، هي محاولات خبيثة يراد منها تعطيل انطلاقة عمل مؤسسات الدولة، وشل البلد، والدفع بلبنان نحو مزيد من الانحدار والتأزم، وإدخاله في تعقيدات جديدة هو بالغنى عنها.

من جانبه، رأى النائب محمد رعد أن البعض في لبنان ليس لديهم عمل سوى أن يعدوا النواب، من الأكثرية ومن الأقلية، ويتعاركوا على أحجامهم وأوزانهم، ودعا جميع الأفرقاء للاتفاق على شركة ونطلب إليها أن تنقب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، في الوقت الذي يريده لبنان وفي الفترة التي يريدها، ومن يخاف من أن يقترب العدو الإسرائيلي تجاه هذه الشركة، فنحن (أي حزب الله) نتكفل برد فعله! داعيا إلى التوافق بين الجميع من أجل حفظ استقرار البلد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والتفرغ لمواجهة المخاطر المصيرية التي يتوعدنا بها العدو الإسرائيلي!

أما الشيخ محمد يزبك، فقال أنه عند انطلاق المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان قبل 40 عاما، توكل قادتها ومجاهدوها على الله، فاستفادوا من توجيهات الإمام الخميني وكلمته ورؤيته، وانتقلوا من نصر إلى نصر، وأرعبوا الصهاينة الذين كانوا يرعبون العرب والعالم، واستطاعوا إسقاط مقولة الجيش الذي لا يقهر في ساحات المواجهة، وكان التحرير عام 2000 والنصر الإلهي عام 2006. كذلك، رأى يزبك أن كل مصائب اللبنانيين هي من أميركا التي تحاصرهم وتحرمهم من الكهرباء والنفط والغاز والمواد الغذائية والمال، وتتلاعب بالدولار وبأموال المودعين، وتراعي فقط مصالحها ومصالح إسرائيل عدوة الإنسانية والبشرية جمعاء!!

وفي ملف النزاع الحدودي مع اسرائيل، شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على ضرورة استفادة لبنان من ثرواته البحرية من النفط والغاز، وقال أنه إذا كانت الشرعية الدولية المقاس المرجعي للحدود البحرية اللبنانية، فالشرعية الدولية بخصوص المنطقة البحرية اللبنانية تبدأ من الخط 29 (خط الهدنة) وليس من الخط 23 (الخط الأزرق)، وإذا كان المقاس القوة فالدولة والمقاومة مدعوة لحماية المنطقة البحرية اللبنانية وعشرات مليارات الدولارات من الطاقة اللبنانية التي تقع بحقل كاريش، ولن يقبل الحزب أن تتنعم تل أبيب بالنفط والغاز اللبنانيين فيما لبنان عاجز عن تأمين امداداته من النفط والغاز وسط أسوأ أزمة بتاريخه، والإحتلال الإسرائيلي لحقل كاريش يشبه الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة بيروت، وكل الشعب اللبناني وقواه الوطنية حاضرة لأن تكون جزءا من هذه المعركة الوطنية الفاصلة!

وفي السياق، إعتبر النائب ملحم الحجيري في ذكرى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ان أي تنقيب اسرائيلي عن النفط قبالة لبنان هو عمل عدواني سترد عليه المقاومة! وأضافانه انطلاقا من هذا، فإن المقاومة هي قوة لبنان التي تردع العدوانية الصهيونية، لذلك يدعو المطالبين بنزع سلاح المقاومة للتوقف عن هذا النقيق، وهو في الأساس مطلب اميركي-اسرائيلي، يهدف الى تجريد لبنان من قوته. وللتذكير فإن من يناصرون العداء للمقاومة من قوى لبنانية ودول رجعية عربية تواطأت مع الاجتياح تكاد تكون هي ذاتها من يثير اليوم موضوع السلاح ويقدمون خدمة مجانية  للمشروع الصهيوني أكانوا يدركون ذلك أم لا. وختم الحجيري إن المقاومة هي من ستحمي حقنا في ثروتنا النفطية، واستخراج الغاز، ولن تفرط بهذا الحق، وأي نشاط اسرائيلي للتنقيب عن النفط قبالة لبنان سيشكل عملا عدائيا سترد عليه المقاومة، وعلينا ألا نضيع وقتا في مناورات أميركية ومفاوضات راعيها الاميركي الذي يحاصرنا ويجوع شعبنا!!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: رفض محاولة "حزب الله" إستنساخ التجربة العراقية في لبنان حيث يلغي سلاح الميليشيات نتائج الإنتخابات التي عكست أجواء التغيير لدى اللبنانيين، وأسف لعدم القدرة على إنتخاب رئيس جديد لمجلس النواب وطالب تنظيم إستشارات نيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة يعكس تطلعات اللبنانيين وتشكيل حكومة قادرة على مفاوضة صندوق النقد نظراً للظروف الإقتصادية الضاغطة، مضيفا إن عرقلة الروزنامة الدستورية الواضحة هي إنقلاب على الدستور وعلى الأعراف المعتمدة في لبنان - دعا كل القوى الأمينة على الفكرة اللبنانية والتي تعتبر أن لا خلاص إلا من خلال تطبيق الدستور وقرارات الشرعية الدولية 1559، 1680 و 1701  للإجتماع الفوري وإنشاء أطُر مناسبة تحدّد سُبل المقاومة الضرورية لرفع الإحتلال، حيث أن بقاء لبنان تحت الإحتلال الإيراني ينهي دوره في المنطقة ويُسهّل للإنهيار الكبير حيث تتهاوى القطاعات واحدٌ تلوى الآخر - على بعد أشهر قليلة من إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية حذّر من تهميش هذا الإستحقاق وعدم تناوله إعلامياً في موازاة خوضه في الكواليس والحسابات ورسائل مرمّزة وسرّية، كما وحذّر أيضاً من الإستفراد والتفرّد بالقرار من أي جهة كما حصل سابقاً ممّا أدّى إلى التسوية الرئاسية التي أوصلت لبنان إلى خراب عميق. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • البطريرك بشارة الراعي: نأمل أن يكونَ هذا المجلس مركزَ تجديدِ الحياةِ البرلمانيّة والديمقراطيّةِ الصحيحةِ في لبنان، حيث كان المجلسُ النيابي في المنعطفاتِ المصيريّةِ منطلقَ المصالحاتِ ومصدرَ التسوياتِ بعد الحروبِ والأزَماتِ الكبرى - نأمل بأن تترجم بالأفعال مواقفُ ممثلّي الشعبِ وشعاراتهم والبرامجُ التي وعدوا بها أثناءَ حملاتِهم الانتخابيّة. فالشعب سَئِم المواقفَ المتقلِّبةَ والمتردِّدةَ والغامضةَ والضبابيّة، فالمطلوب الإسراعُ في إقرار الإصلاحاتِ التي ينتظرها اللبنانيّون قبل المجتمع الدولي، وتعديلها بما يتلاءم مع مصلحة لبنان أولًا. وأوّلُ تعديلٍ لهذه الإصلاحات يبدأ بالتدقيقِ بخطّةِ التعافي التي حَصدَت انتقادات أكثر من الاستحسان لأنّها وضعت على حسابِ المودِعين ونظامِ الاقتصادِ الحر - نأمل أن تنسابَ سُرعةُ انتخابِ رئيسِ المجلسِ النيابيِّ الجديدِ على عمليّةِ تأليفِ حكومةٍ جديدةٍ وطنيّة فاعلة، لأنَّ البلادَ لا تَحتمل أي تسويف وتعطيل. كما نريد أن يبادر المجلسُ النيابيُّ، المؤتَمنُ على الاستحقاقِ الرئاسي، إلى تحضير هذه الاستحقاق من خلال خلقِ أجواء سياسيّةٍ، وإجراء الاتصالات مع مختلفِ الكتل والأحزاب لضمانِ تأمين جلسةٍ كاملة النصاب لانتخابِ رئيس جديد للجمهوريّة قبل نهاية عهد الرئيس الحاليّ، كما يقول الدستور. (ملحق رقم 2*- ملخص العظة)
  • المطران الياس عودة: وحدة هذا البلد تستند على الإعتراف به وطنا لجميع أبنائه، من دون أن يلغي أحدهم الآخر، أو يستقوي واحدهم على الآخر مهددا بالإطاحة به ساعة يشاء. لقد أصبح لبنان مثالا للفساد والتفتت بسبب أطماع الكثيرين التي لا تشبع، وبسبب نقص المحبة، والاستقواء والكبرياء وعدم الشعور مع الآخر، على مثال ما عايناه مطلع الأسبوع الفائت من تعليق لافتات، في وسط الأشرفية، تدعو إلى براءة مطلوبين وموقوفين في جريمة تفجير مرفأ بيروت، عوض المطالبة بالمضي في التحقيق حتى الوصول إلى العدالة للجميع، أو ما شاهدناه مباشرة على الهواء خلال الجلسة الأولى للمجلس النيابي الجديد، وعلى مرأى الديبلوماسيين وكل الحاضرين والمشاهدين. الشقاقات كانت واضحة، والخلافات كبيرة بسبب سوء تفسير أو فهم الدستور اللبناني، أو تطويع القوانين بحسب ما تقتضيه مصلحة جماعة أو فئة. أملنا أن يكون عمل هذا المجلس الجديد على قدر طموحات اللبنانيين، وأن يحول أعضاؤه وعودهم الانتخابية إلى قرارات إصلاحية وقوانين تحفظ حق المواطنين وتضع البلاد على طريق الإنقاذ - نحن بحاجة إلى نضوج سياسي يقود إلى إصلاح حقيقي يرسي دعائم دولة ينعم مواطنوها بحقوقهم بعدل ومساواة، مهما كان دينهم أو طائفتهم أو انتماؤهم. (ملحق رقم 3*- نص العظة)
  • البطريرك الراعي: الأطراف الرسمية والسياسية لا تقيم أهمية للشعب في حساباتها ومصالحها، وآخر تجليات هذا الواقع السيء هو ما آل إليه القضاء الذي يشكو من انحراف بعض قضاته وتحولهم أداة بوليسية في يد السلطات الحاكمة والنافذين. صار الانتقام والكيد المحرك للاستدعاء والملاحقات والتوقيفات. ويشكو القضاء أيضا من تعطيل قراراته. والملفات الكبرى تظل مجمدة وفي مقدمتها تعطيل التحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت بشتى الوسائل - نحيي تضحيات الجيش اللبناني في مواجهة المجموعات الخارجة عن القانون. إن دور الجيش أساسي ونتمنى أن يواصل الجيش مع القوى الأمنية دوره الأمني الوطني، فيزيل كل ما يسيء إلى صورة لبنان الحضارية - ان عنصر نجاح أي حوار وطني، أتم برعاية خارجية أم بلقاء داخلي أولوي، هو التسليم المسبق بهذه الثوابت التي لا تحتاج إلى إعادة تحديد يومية. فمن لم يفهمها عبر مئة سنة لن يفهما الآن. توجد في لبنان أطراف رسمية وسياسية تنكر هذه الثوابت وتسعى لخلق لبنان مقطوع من تاريخه - لا يجوز أن تبقى الدولة أضعف حلقات الوطن. فمن غير المقبول أن يكون إضعاف الدولة الجامع المشترك لأكثرية القوى السياسية، ومن غير المقبول للقوى السياسية- القديمة والجديدة- أن تتغنى بالتغيير وتمارس سياسة تؤدي إلى تغيير في الوطن لا إلى التغيير في الدولة. ومن غير المقبول أن ينظر الأفرقاء السياسيون إلى بعضهم بعضا نظرة عداء فيما البلاد بأمس الحاجة إلى المصالحة على أسس وطنية واضحة تنطلق من ثوابت لبنان. (ملحق رقم 4*- عظة الاحد)

 

  1. في الشأن السوري

في استمرار لعمليات التهريب على الحدود السورية الأردنية، تحركت عناصر حزب الله مجدداً مشكلة مجموعة مختصة لهذا الغرض، مستعينة بعناصر من أصحاب السوابق ممن امتهنوا التهريب، فقد شكلت الميليشيا اللبنانية في سوريا والمدعومة من إيران، مجموعات مختصة بعمليات التهريب إلى الداخل الأردني، قوامها من "بدو السويداء"، ممن يمتهنون أعمال التهريب ولديهم علاقات وخبرة بالطرقات. فقد فقد أوضحت مصادر مطلعة أن مجموعة "العبسات" ومجموعة أخرى من بدو السويداء يقطنون بالقرب من قرية الشعاب 10 كيلومترات عن الحدود الأردنية، تحركوا فعلا لتحضير حملات تهريب، بينما حصلت مجموعات أخرى من المهربين على الأسلحة والمواد المخدرة من الميليشيا والمخابرات الجوية التابعة للنظام السوري.

وفي السياق، اعلن الأردن إحباط محاولة تسلل وتهريب كمية من الأسلحة والذخيرة، فجر الثلاثاء، ضمن الخطط الأمنية التي تنفذها القيادة العامة للجيش من أجل المحافظة على استقرار وأمن الحدود، وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن الجيش طبّق قواعد الاشتباك على إحدى واجهات المنطقة العسكرية الشمالية، مما أدى إلى إصابة أحد المتسللين وضبط آخرين كانت بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخيرة، كما تم تحويل المتسللين والمضبوطات إلى الجهات المختصة.

يشار إلى أن الجيش الأردني كان أكد الأسبوع الماضي، أنه سيواجه بكل قوة وحزم أي عملية تسلل أو محاولة تهريب، وذلك بعد تشديد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع معهد هوفر، الأربعاء الماضي، على أن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدراً للتهدئة، مؤكدا أن الفراغ الذي ستتركه روسيا هناك ستملأه إيران ووكلاؤها، وهو ما حصل فعلاً.

من جانب آخر، أفاد مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بمقتل عنصرين على الأقل من فصائل موالية لتركيا خلال محاولات التسلل التي أحبطها مجلس منبج العسكري الخميس، في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن قصفاً تركياً مكثفاً طال 13 منطقة في ريفي تل تمر وأبو رأسين (زركان) ضمن محافظة الحسكة وسط نزوح كبير للمدنيين، وموضحا أن القصف أدى إلى إصابة مدني على الأقل، بالإضافة لوقوع أضرار مادية، وسط تحليق لمروحيات روسية في الأجواء.

وقد أفادت وكالة الأنباء السورية، في السياق، بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة للقوات التركية إلى منطقة تل أبيض شمال الرقة، وقالت إن التعزيزات العسكرية التركية تشمل دبابات ومدافع ثقيلة وراجمات.

ويوم الأحد، أفادت وسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية أن قادة من الجيش التركي والاستخبارات اجتمعوا مع فصائل "الجيش الوطني السوري" في ريف حلب، من أجل تحديد التفاصيل النهائية للعمليات العسكرية المحتملة في شمال سوريا، وعقد الاجتماع في غرفة عمليات كلس، بحضور قادة القوات المسلحة التركية والاستخبارات والجيش الوطني السوري. هذا فيما استهدفت غارات تركية، خلال اليومين الماضيين أهدافاً تتبع لـ"وحدات حماية الشعب الكردي" في منبج بريف حلب، كما استهدف الجيش التركي ذات المواقع بالمدفعية الثقيلة.

في الملف السياسي، اختُتمت جولة ثامنة من المحادثات المتعلقة بصياغة دستور سوري جديد الجمعة في جنيف، أحرز خلالها الأطراف المتخاصمون تقدماً طفيفاً، وفق ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون. وتهدف هذه المفاوضات المبدئية إلى إعادة كتابة دستور البلاد التي مزقتها الحروب، ويؤمل منها تمهيد الطريق لعملية سياسية أوسع. وقد أشار المبعوث الخاص إلى بطء وتيرة العمل والعجز المستمر عن التوصل إلى أوجه اتفاق مبدئية في شكل ملموس وعن تحديد مجالات يمكن أن تشهد تحسناً كبيراً، واتفق مع الرئيسين المشتركين على أهمية إيجاد سبل لتسريع وتيرة العمل وتحقيق النتائج والتقدم المستمر، كما تبادل معهما أفكاراً للنظر فيها في هذا الصدد.

 

  1. في الشأن الليبي

وسط استمرار الانقسام الحاد في البلاد بين حكومتين، وبحثاً عن سبل لتمويل الحكومة المكلفة من البرلمان، انطلق اجتماع النيابي الليبي في مدينة سرت يوم الثلاثاء بغياب بعض المسؤولين، وحضر الاجتماع رئيسا مجلس النواب عقيلة صالح والحكومة فتحي باشاغا وعدد من شاغلي المناصب السيادية بالمؤسسات المالية والاقتصادية في البلاد، باستثناء مسؤولين من طرابلس. فيما شدد صالح خلال كلمة ألقاها عند افتتاح الجلسة، على ضرورة التداول السلمي للسلطة، معتبراً أن رفض هذا المبدأ يشكل انتهاكا للقوانين، كما أضاف أن الفاسدين هم المستفيد الأول من مخالفة قرارات السلطات، معتبراً أن سرت باتت الحل الضامن للحكومة الشرعية في البلاد، وعلى ذلك ستبدأ حكومة باشاغا ممارسة مهامها من المدينة. وشدد على أن من لا يتعاون مع الحكومة الشرعية في سرت سيحاسب، متهماً حكومة الدبيبة بتبديد أموال الدولة. من جهته، أعلن رئيس الوزراء فتحي باشاغا أن حكومته ستهتم بالبنية التحتية لمدينة سرت، وستعمل على مناخ التنمية بدلا من ثقافة القتال، كما أكد استعداده للعمل مع جميع السلطات الرقابية والمالية في ليبيا.

إلا أن الدعوة لم تلق أي استجابة من رؤساء المؤسسات السيادية في العاصمة طرابلس على غرار محافظ المصرف المركزي ورئيس ديوان المحاسبة، كذلك رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، وهي المؤسسات التي تدير وتتحكم في العائدات المالية للدولة وتستمر في التعاطي والتعامل مع الدبيبة.

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء المكلف من البرلمان الليبي فتحي باشاغا السبت، إن حكومته تعمل على بناء مسار موثوق للمضي قدما في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية شفافة في ليبيا، وإرساء الأمن فيها، وقد جاء ذلك خلال محادثات أجراها باشاغا مع كبار المسؤولين الأميركيين، وصفها بـالإيجابية، شدد خلاله على تمسكه بالحلول السلمية ونبذ العنف وبخدمة الليبيين وضمان وحدة البلاد وأمنها.

في سياق آخر، تجتمع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5، مطلع الأسبوع المقبل، في تونس، لبحث ملفي تفكيك الميليشيات المسلّحة وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وذلك بعد شهرين من تعطلّ أعمالها، بسبب انسحاب أعضاء القيادة العامة للجيش الليبي. وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي اللواء خالد المحجوب  إن اللجنة ستعقد اجتماعاً يومي 7 و8 يونيو في العاصمة التونسية تحت رعاية الأمم المتحدة، لاستكمال تنفيذ ما تم التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أطراف الصراع في خريف 2020، وأساسا مسألتي تفكيك الميليشيات وسبل دمج عناصرها في المؤسسات الأمنية الرسمية وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

قالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، يوم الاثنين، إن إسرائيل بصدد إعداد جولة أخرى من العطاءات للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر، وتأمل في التوقيع على اتفاق مبدئي قريبا لتصدير الغاز إلى أوروبا، وأضافت الوزيرة كارين الهرار، أنه تم تشكيل فريق عمل بين إسرائيل ومصر وأوروبا لإعداد ترتيبات التصدير.

وكانت وكالة" بلومبرغ" قد كشفت قبل أيام أن الاتحاد الأوروبي يعمل على صفقة لاستيراد الغاز الإسرائيلي عبر مصر، مع سعي التكتل لتقليل اعتماده على الإمدادات الروسية، كما سيتم تحويل الوقود إلى غاز طبيعي مسال في مصانع المعالجة في مصر قبل شحنه إلى الاتحاد الأوروبي. وسيعزز الاتفاق فرص السوق الأوروبية بالنسبة لإسرائيل، إذ إن أسعار الغاز المحلية أقل بكثير من الأسعار التي يمكن فرضها في أوروبا.

في سياق منفصل، أعلن البيت الأبيض في بيان، يوم الأربعاء، أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولاتا أكدا خلال اجتماع حضره مسؤولون آخرون من الجانبين الالتزام بتنسيق الجهود الرامية لمنع إيران من حيازة سلاح نووي وردع أنشطتها الإقليمية العدوانية. كما أضاف البيان أن اجتماع المجموعة الاستشارية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل الذي عقد في البيت الأبيض الثلاثاء، قد بحث خطوات اقتصادية ودبلوماسية لتحقيق هذه الأهداف، فضلا عن النظر في التعاون القائم بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي، وأن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين أكدوا على أنهم سيواصلون التنسيق عن كثب بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل العمل على تحقيق نفس الهدف.

وفي وقت سابق، توقع دبلوماسيون أوروبيون أن تضغط الولايات المتحدة ومجموعة الترويكا الأوروبية التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا لكي تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدعو إيران للتعاون الكامل مع المفتشين الأمميين بشأن الاشتباه في وجود نشاط نووي غير معلن. إلى ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وصل إلى إسرائيل، وسيعقد اجتماعاً مع نفتالي بينيت، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.

يشار إلى أن للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة دور محوري في التدقيق العالمي في برنامج إيران النووي، الذي تعتبره إسرائيل تهديداً لها.

وعلى صعيد منفصل، قُتِل فلسطيني صباح الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم الدهيشة في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، وذكرت الوزارة في بيانها أن الشاب أيمن محمود محيسن 29 عاما قتل برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانه على مخيم الدهيشة في بيت لحم. ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته العاملة في مخيم الدهيشة للاجئين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية تعرضت للرشق بالحجارة والعبوات الناسفة، وردت القوات بالذخيرة الحية، بحسب الجيش.

في غضون ذلك، أضاء انفجار ناجم عن هدم منزل في قرية يعبد بالضفة الغربية سماء فجر الخميس، وأظهر تسجيل مصور نشره الجيش الإسرائيلي جنودا يجهزون المنزل لعملية الهدم وانفجارا دمر المبنى المكون من ثلاثة طوابق،  وقال الجيش إن قواته اشتبكت مع مسلحين فلسطينيين في الموقع، كما أفادت اسرائيل ان الفلسطيني الذي هدم منزله قتل خمسة أفراد في مدينة بني براك في مارس/آذار.

وتستخدم إسرائيل هدم المنازل كعقاب لمنع المزيد من الهجمات، وهو ما يرى فيه منتقدون شكلا من أشكال العقاب الجماعي. وقتلت القوات الإسرائيلية يوم الأربعاء فلسطينيين، أحدهما امرأة قيل إنها كانت تحمل سكينا.

 

  1. فيروس COVID-19

أعربت منظمة الصحة العالمية، الخميس، عن أسفها لعدم تمكّنها من الوصول إلى بيانات حول انتشار فيروس كوفيد-19 في كوريا الشمالية ولعدم تعاون بيونغ يانغ معها، مشيرة إلى أنّ الوضع الوبائي في هذا البلد يتدهور على الأرجح، خلافاً للتطمينات التي يشيعها النظام الستاليني. وكوريا الشمالية التي أعلنت تسجيل أول إصابة بكوفيد في 12 مايو، قالت الأسبوع الماضي إنّه تمت السيطرة على الوباء، في حين أفادت وسائل الإعلام الحكومية بانخفاض عدد الإصابات الجديدة،  لكنّ مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين شكّك في تلك المعلومات، وقال أنهم يعتقدون أن الوضع يزداد سوءا ولم يتحسن، ومقرّاً بأن كوريا الشمالية المنغلقة على نفسها لم تقدم سوى معلومات محدودة جدا. من جانبها، قالت المسؤولة في المنظمة عن مكافحة كوفيد-19 ماريا فان كيرخوف إن البلاد سجلت حوالى 3.7 مليون إصابة مشتبه بها، رغم أن الحصيلة الرسمية تشير فقط إلى حالات حمى.

والخميس أعلنت وكالة الأنباء الكورية الرسمية أنّ عدد المصابين الجدد بـالحمّى بلغ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 96.610 أشخاص مقابل 390 ألف إصابة يومياً كانت البلاد تسجّلها في مطلع مايو، وقد بلغت الحصيلة الرسمية الإجمالية لهذه الحمّى أكثر من 3.8 مليون إصابة و69 وفاة.

يشار إلى أن كوريا الشمالية التي لديها واحد من أسوأ الأنظمة الصحية في العالم، لم تحصّن سكانها البالغ عددهم حوالي 25 مليوناً بعدما رفضت اللقاحات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية.

في السياق، حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن التهديد المتمثل في ظهور سلالة جديدة أكثر خطورة من فيروس كورونا، والتي ستكون اللقاحات الحالية ضدها غير فعالة، حقيقي تماما، وصرح، يوم الجمعة، خلال مؤتمر الأمن "Globsek-2022" في براتيسلافا أنه لا يزال هناك تهديد حقيقي وواضح بظهور نوع جديد أكثر ضراوة (من فيروس SARS-CoV-2) يمكن أن يتجنب التعرض للقاحات المطروحة اليوم.

وأبدى غيبريسوس قلقه إزاء الاتجاهات السائدة في بعض المناطق على وجه الخصوص، فإن عدد الوفيات المبلغ عنها في إفريقيا ومنطقة غرب المحيط الهادئ آخذ في الارتفاع، وفي أميركا، تتزايد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 وكذلك الإصابة به، مؤكدا أنه من السابق لأوانه القول إن الوباء قد انتهى.

وخلصت لجنة شكلتها منظمة الصحة العالمية لتقييم القدرة العالمية على مواجهة الأوبئة، إلى أن العالم ليس في وضع أفضل مما كان عليه عندما ظهر فيروس كورونا في عام 2019، لمكافحة وباء جديد، وقد يكون في الواقع في وضع أسوأ بالنظر إلى الخسائر الاقتصادية، وقالت اللجنة المستقلة للتأهب والاستجابة للأوبئة في تقريرها إن عدم إحراز تقدم في إصلاحات الأنظمة الصحية العالمية يعني أن العالم معرض للخطر أكثر من أي وقت مضى. كما أقر القائمون على التقرير بقيادة رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك، والرئيسة السابقة لليبيريا إلين جونسون سيرليف، بإحراز بعض التقدم، بما في ذلك ضخ مزيد من التمويل في منظمة الصحة العالمية، لكنهم قالوا إن العملية تسير ببطء شديد.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أكد البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتبر السعودية شريكا مهما على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيداً بالدور الحاسم للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في تمديد الهدنة في اليمن، مضيفا إن الولايات المتحدة ستستمر في دعم السعودية للدفاع عن نفسها، وقد بيّن البيت الأبيض أن المملكة تعرضت إلى أكثر من 500 هجوم.

على صعيد آخر، أكدت القيادة المركزية الأميركية، الاثنين، أن السفينتين اليونانيتين كانتا في المياه الدولية لدى سيطرة الحرس الثوري الإيراني عليهما، وقال وزير الخارجية الاميركي إن المضايقات الإيرانية المستمرة للسفن تشكل تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي، داعياً إيران للإفراج الفوري عن ناقلتي النفط اليونانيتين.

في سياق الحرب في أوكرانيا، جددت الولايات المتحدة التأكيد أن الصواريخ المتطورة التي سترسلها إلى أوكرانيا لا تهدف إلى ضرب الأراضي الروسية. وأوضح مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن بلاده ستقدم أنظمة صواريخ متقدمة للقوات الأوكرانية لتستخدمها في الدفاع عن نفسها ضد القوات الروسية لكن ليست لتنفيذ ضربات داخل روسيا مع سعي واشنطن لاحتواء التصعيد في الصراع، وقال جوناثان فاينر، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الأوكرانيين يطلبون تلك الأنظمة، وإن واشنطن تعتقد أنها ستلبي احتياجاتهم، وأضاف أن واشنطن طلبت من كييف ضمانات بأنها لن تستخدم تلك الأنظمة لضرب أهداف داخل روسيا، فهذا صراع دفاعي ضد القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية. كما أكد وجود أهداف مهمة لا يمكن للأوكرانيين الوصول لها بالأسلحة التي لديهم حاليا، وأن النظام الصاروخي سيصنع فارقا كبيرا في الصراع في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد حيث تتركز حاليا القوات الروسية.

في السياق، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الأحد، على ضرورة أن ينهي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصار المفروض على مواني أوكرانيا من أجل تسهيل تجارة منتجاتها الغذائية، وأضاف أنه لم يتم فرض عقوبات على الأغذية أو الأسمدة أو الأدوية الواردة من روسيا، مشيرا إلى أن هذه دعاية روسية تهدف إلى إبعاد المسؤولية عن بوتين. وكانت أوكرانيا قد حذرت من أن الطرق البديلة لتصدير الحبوب لن تكون كافية لتجنب حدوث أزمة غذاء عالمية، حيث تواصل روسيا حصارها لمواني البلاد على البحر الأسود، فيما ناشد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع روسيا لفك حصار المواني البحرية الأوكرانية واستئناف عمليات تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية الضرورية عبر البحر، لمكافحة ارتفاع أسعار المواد الغذائية. كما حذر برنامج الأغذية العالمي من عواقب كارثية"إذا ظلت المواني الأوكرانية مغلقة.

في المقابل دأبت موسكو على تحميل الغرب مسؤولية حصول أي أزمة غذائية حول العالم، أو حتى ارتفاع أسعار الحبوب. وقد كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أيضا تلك الاتهامات، معتبراً حل أزمة الغذاء العالمية التي أثارها النزاع الروسي الأوكراني، بأيدي الغرب وكييف.

في سياق متصل، لمّح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى إمكانية إرسال قوات إلى تايوان على عكس أوكرانيا، لافتا إلى أن الاتفاق الأمني بين بكين وجزر سليمان غير مسبوق ومقلق، وأضاف أن واشنطن مستعدة لدعم تايوان بالسلاح لمواجهة أي تهديد صيني.

كما أعلنت الولايات المتحدة وتايوان الأربعاء، بدء محادثات تجارية ثنائية، في تحدٍ لبكين التي تعتبر الجزيرة إحدى مقاطعاتها وترفض السماح لها بإقامة علاقات رسمية مع دول أجنبية، وقالت ممثلة التجارة الأميركية كاثرين تاي في بيان، إن نائبتها سارة بيانكي والوزير التايواني جون دينغ أطلقا خلال لقاء عبر الإنترنت الثلاثاء، مبادرة التجارة الأميركية-التايوانية للقرن الحادي والعشرين، بهدف تطوير طرق ملموسة لتعميق علاقاتهما الاقتصادية والتجارية، وأضافت أنه من المقرر أن يعقد أول اجتماع في وقت لاحق من هذا الشهر في واشنطن برعاية مكتب تايبيه التمثيلي الاقتصادي والثقافي في الولايات المتحدة (تيكرو) والمعهد الأميركي في تايوان.

 

  1. في الشأن العراقي

أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية الإطاحة بـالمسؤول العسكري لتنظيم داعش في ديالى، وذكر بيان للخلية أن طائرات F-16 العراقية وجهت خمس ضربات على كهف يستخدم من قبل الإرهابيين في منطقة زرلوك في جبال حمرين ضمن قاطع عمليات ديالى مما أدى إلى تدميره بالكامل، وأضاف البيان أن قوة مشتركة من لوائي المشاة 53 و2 فتّشت مكان الضربات وعثرت على 3 جثث لعصابات داعش الإرهابية، مشيرة إلى أنها ألقت القبض على لمسؤول العسكري لعصابات داعش في القاطع.

في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد، أن جنديًا تركيًا قُتل فيما أُصيب آخر السبت خلال عملية عسكرية في شمال العراق حيث تشن أنقرة حملة عسكرية ضد مقاتلين أكراد، وترتفع بذلك حصيلة الجنود الأتراك الذين قتلوا في المنطقة نفسها منذ الثلاثاء إلى 7. وكانت قد أعلنت الوزارة السبت، تحييد 18 مسلحاً من تنظيم حزب العمال الكردستاني، في العملية العسكرية لأنقرة بجبال شمال العراق، وأفادت في بيان، إن الجيش التركي قتل المسلحين بواسطة طائرات مسيرة.

في سياق منفصل، أصبح العراق الذي له حدود مع سوريا والسعودية، محطّة أساسية في تجارة الكبتاغون التي توسعت في الشرق الأوسط، إلى حد كبير خلال العام 2021. وقد أسقطت القوات الأمنية العراقية طائرة شراعية محملة بمليون حبة من الكبتاغون في البصرة في جنوب البلاد، قرب الحدود مع الكويت، كانت آتيةً من إيران، كما أفاد مصدر أمني يوم السبت، وكانت الطائرة المحلية الصنع تجول في أجواء البصرة الجمعة، قرب الحدود مع الكويت، حينما وردت معلومات استخبارية بوجودها، حيث تمّ على الفور إطلاق النار باتجاهها مما اضطر قائد الطائرة إلى إنزالها والهروب باتجاه الشريط الحدودي لإحدى دول الجوار، بدون أن تحدّد الجهات العراقية الدولة التي توجّه إليها.

وأمنيا، عادت مجدداً قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق إلى الواجهة، بعد استهدافها بعدد من الصواريخ ليلا الاثنين، فقد أفاد مصدر أمني بسقوط 6 صواريخ في محيط القاعدة العسكرية التي تستضيف قوات من التحالف الدولي، من دون أن يؤدّي انفجارها إلى وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية.

في الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة

يرواح الانسداد السياسي في العراق مكانه، وسط جمود في ملفي انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة، على الرغم من مرور أشهر على طي الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي، وفيما لا يزال الحزبان الكرديان الرئيسيان في البلاد (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني) يتمسكان بمرشحيهما لمنصب الرئاسة، يواصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، التمسك بـالمهلة.

أمام هذا المشهد طفت إلى السطح فرضية إجراء انتخابات نيابية جديدة مبكراً، عساها تأتي بتركيبة نيابية أقل تعقيداً، إلا أن مصادر التيار الصدري نفت الأخبار المتداولة عن اقتراب الصدر من الموافقة على إجراء انتخابات مبكرة، ورأت أن تلك الشائعات يروجها ذباب إلكتروني بهدف التشويش على مساعي تشكيل حكومة وطنية.

 

  1. في الشأن اليمني

اتهمت السلطة المحلية في محافظة مأرب الثلاثاء، ميليشيات الحوثي بشن هجوم بطائرات مسيرة استهدف أعيانا مدنية في مديرية رغوان شمال المحافظة، وأوضحت السلطة في بيان أن الميليشيا استهدفت بطائرتين مفخختين منزل خالد بن زبع في قرية الحزمة بمديرية رغوان، وتسببت بأضرار مادية وحالة من الخوف لدى السكان في القرية. ويأتي ذلك، فيما يواصل الحوثيون استهداف المدنيين بالصواريخ والقذائف المدفعية والطائرات المفخخة في مديرية رغوان على الرغم من الهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة.

وكان وزير خارجية اليمن أحمد عوض بن مبارك حذر من عدم التزام الحوثي ببنود الهدنة والذي يهدد استمرارها، وذلك خلال استقباله مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبر، وطالبه والمجتمع الدولي بالضغط على ميليشيا الحوثي الانقلابية وضمان استكمال شروط وأسس الهدنة، وبالأخص ملف تعز وإيرادات ميناء الحديدة وتخصيصها لدفع رواتب موظفي القطاع العام، كما شدد على ضرورة استخدام لغة واضحة وصارمة بشأن عرقلة الهدنة وجهود إحلال السلام في اليمن.

وفي هذا السياق، تعهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، بالضغط على الحوثيين ودفعهم للوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن، حيث تلقى الرئيس اليمني اتصالا هاتفياً من غوتيريش للبحث في مستجدات الاوضاع اليمنية، وفرص تمديد الهدنة الإنسانية التي تنتهي الخميس المقبل،

كما أعرب غوتيريش عن تفهمه لتحفظات الحكومة اليمنية الشرعية، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى، مشيدا بدور مجلس القيادة، في تنفيذ بنود الهدنة، وتجاوبه مع مساعي مبعوثه الخاص لتمديدها.

إلى ذلك، اتهمت الحكومة اليمنية، النظام الإيراني بتعمد محاولة إغراق الأراضي اليمنية بالمخدرات ضمن استراتيجيته للفتك باليمنيين، والعبث بأمن واستقرار اليمن والمنطقة، وقد أتى هذا البيان بعد ساعات من إعلان السلطات الأمنية في محافظة المهرة، شرقي البلاد، عن إحباطها محاولة بحارة إيرانيين تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة الخطيرة إلى اليمن. وقال وزير الإعلام اليمني إن النظام الإيراني لم يكتف بتهريب الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرات والأسلحة والذخائر وخبراء صناعة الألغام والعبوات الناسفة لميليشيا الحوثي لقتل اليمنيين.

وقد أفادت شرطة المهرة في بيان، إنه بعد رصد ومتابعة دقيقة استمرت قرابة الشهر تم ضبط لنش بحري على متنه ستة بحارة إيرانيين يقومون بجلب الموت إلى اليمن من خلال تصدير أخطر أنواع المخدرات (الشبو -الكرستال ميث) والذي تم تصنيفه بأنه الأشد فتكا من بين أنواع المخدرات. وبحسب البيان، فقد سبق أن تم ضبط كميات كبيرة خلال الأشهر الماضية من هذه الآفة السامة والخطيرة والذين قاموا بجلبها يحملون الجنسية الإيرانية، وتمت إحالتهم مع المضبوطات إلى النيابة الجزائية المتخصصة في حضرموت. وقد أشار وزير الداخلية اليمني إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تعمل على تمويل حربها على اليمنيين من الاتجار بالمخدرات وكل الأعمال الخارجة عن القانون، شاكرا رجال القبائل على مساندتهم جهود الأجهزة الأمنية لمحاربة عمليات التهريب ومكافحة المخدرات.

من جانب آخر، أعلن المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، الخميس، الاتفاق على تمديد الهدنة الحالية لشهرين. وقال غروندبرغ في بيان نشره مكتبه، إن أطراف النزاع استجابت بشكل إيجابي إلى اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية، حيث تدخل الهدنة المجددة حيز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية اليوم في السابعة مساء بتوقيت اليمن، وأوضح أنه جرى تمديد الهدنة وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل نيسان الماضي. وقد عبر المبعوث الأممي عن امتنانه لدعم المجتمع الدولي في تنفيذ وتجديد الهدنة، خاصة دعم السعودية وسلطنة عمان وأعضاء مجلس الأمن الدولي.

من جانبها، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن إن سفراء الاتحاد يرحبون بتمديد الهدنة في اليمن، وأوضحت البعثة أن السفراء عبروا عن أملهم في أن يؤدي تمديد الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدين ضرورة إعادة فتح الطرق حول تعز.

وفي السياق، وبانتظار أن تعقد جلسة جديدة للمفاوضات اليمنية، يوم السبت، في العاصمة الأردنية عمّان بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين لفتح طرق تعز، قالت ميليشيا الحوثي إن اللجنة العسكرية التي تتبعها وصلت إلى عمّان قادمة من مسقط للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات، وأن المشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات تأتي استمرارا وتنفيذا لمخرجات الجولة الأولى.

يُذكر أن الحوثيين ما زالوا وفق الوفد الحكومي اليمني يماطلون ويرفضون فتح الطرق الرئيسية في تعز. كما أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه من الأثر الإنساني الخطير الناجم عن استمرار حصار الحوثيين لتعز، ودعا المجلس ميليشيا الحوثي إلى التصرف بمرونة خلال المفاوضات وفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى تعز. وقبل استئناف الجولة الثانية شدد وزير الخارجية اليمني على أن القضية الرئيسة هي رفع الحصار عن مدينة تعز، مضيفا أنه من الضروري فتح طرقات تعز دون تأخير وهناك ضغط دولي بهذا الشأن. إلى ذلك، أشار إلى أنه منذ بداية الهدنة لم تشهد البلاد أي التزام من قبل المليشيات الحوثية، كاشفا أن ستين مليار دخلت ميناء الحديدة منذ انطلاق تلك الهدنة، فيما نهبت الميليشيات المليارات ولم تسلم منها شيئاً كمرتبات للموظفين.

في سياق منفصل، كشفت مصادر في صنعاء عن تخصيص ميليشيا الحوثي عددا من معسكراتها الصيفية في أمانة العاصمة لاستقطاب وتدريب الفتيات وصغيرات السن بهدف تجنيدهن وإلحاقهن بما يسمى كتائب "الزينبيات"، وذكرت أن الميليشيا أوكلت مهمة تجنيد الفتيات للمشرفات الثقافيات اللاتي تطلق عليهن مسمى "المجاهدات" وقياديات من فصيلها النسوي المسلح "الزينبيات" أغلبهن من المنتميات للأسر المقربة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

كذلك، أوضحت المصادر أن قيادة الميليشيا انتقت عدداً من المشرفات الثقافيات التابعات لها وأخريات ضمن "الزينبيات" المؤدلجات طائفياً وكلفتهن بمهمة إقناع الأمهات وربات البيوت في عدة أحياء بأمانة العاصمة بأهمية دور الفتيات وصغيرات السن في هذه المرحلة وضرورة إلحاقهن في دورات تدريبة خاصة في معسكرات خصصتها لتلقينهن محاضراتها وغرس وتعبئتهن بالمفاهيم الطائفية وإخضاعهن لتمارين بدنية وتدريبات أمنية وعسكرية، مشيرة إلى أن الخطوة التالية ستكون قيام الميليشيا بنشر الفتيات المتدربات في نقاط التفتيش التابعة لحوثيين عند مداخل المدن الخاضعة لسيطرتها للقيام بمهمات أمنية لصالح الجماعة.

 

  1. في الشأن المصري

أعلن مسؤول في وزارة التموين المصرية يوم السبت، إن مصر وردت 3.5 مليون طن من القمح المحلي خلال موسم الحصاد الحالي حتى الآن، وأضاف أن موسم التوريد سينتهى في أغسطس/ آب.

كما أعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي في مصر، الأسبوع الماضي، إنها اشترت 465 ألف طن من القمح في ممارسة دولية، وأوضحت أن الكمية شملت 175 ألف طن من القمح الروسي و240 ألفا من القمح الروماني و50 ألفا من القمح البلغاري. وهذه أكبر عملية شراء للقمح تجريها هيئة السلع التموينية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى إلى تعطل الإمدادات العالمية ورفع الأسعار إلى مستويات قياسية.

وفي سياق متصل، اتفقت مصر على الحصول على تمويلات جديدة بقيمة إجمالية 3.5 مليار دولار من مؤسسات دولية لدعمها في تحقيق أمن الغذاء والطاقة في ظل الاضطرابات الحالية بالأسواق العالمية، حيث ستتلقى مصر 3 مليارات دولار إضافية من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، إذ ضاعفت المؤسسة سقف اتفاقية التمويل المخصص لمصر إلى 6 مليارات دولار من 3 مليارات دولار لتلبية احتياجات البلاد من الغذاء والطاقة.

إلى جانب ذلك، هناك 500 مليون دولار أخرى ستحصل عليها مصر من البنك الدولي، في إطار برنامج الأمن الغذائي الذي ينتظر موافقة المجلس التنفيذي للبنك، حيث سيوفر البنك 380 مليون دولار لاستيراد ما يصل إلى 700 ألف طن من القمح لصالح برنامج دعم الخبز، و117.5 مليون دولار لزيادة سعة التخزين في الصوامع، وتطوير أصناف القمح عالية الإنتاج والمرونة المناخية، و 2.5 مليون دولار لإدارة المشروع.

وتحظى الصادرات المصرية أولوية لدى المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، إذ وقعت المؤسسة ثلاث اتفاقيات أخرى مع المنظمات المصرية لدعم الصادرات، وذلك من خلال إنشاء أكاديمية للتصدير، وتنظيم بعثات تجارية إلى القارة الأفريقية، وتعزيز صادرات الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى القارة السمراء.

من جانب آخر، أعلن البنك المركزي المصري اليوم الاثنين، انخفاض احتياطي مصر من النقد الأجنبي إلى 35.5 مليار دولار بنهاية مايو الماضي مقارنة بـ 37.123 مليار دولار في أبريل. وأكد المركزي في بيان، أن هذا التراجع جاء على خلفية الدور المنوط به لسداد المدفوعات المرتبطة بالديون الخارجية المستحقة خلال شهر مايو، والتي قدرت بنحو ملياري دولار، منها استحقاق كوبونات لسندات حكومية صادرة عن وزارة المالية، بالإضافة إلى مستحقات لصندوق النقد الدولي والتزامات أخرى، وذكر أن تلك الاستحقاقات واستخدامات النقد الأجنبي لدى المركزي تأتي في سياق متوقع ومعتاد.

هذا، وأكد المركزي المصري أن صافي رصيد الاحتياطيات الأجنبية يعتبر كافياً، حيث يغطي نحو 5 أشهر من الواردات السلعية.

في ملف جماعة الاخوان

بعد طردها من تركيا أعلنت فضائية "مكملين" الإخوانية معاودة بثها من عدة عواصم، وأفادت إعادة انطلاقها من جديد وبشعار جديد فيما أعلن الإعلاميان الإخوانيان محمد ناصر، وأسامة جاويش، انضمامها إلى قناة "مكملين" حيث بث محمد ناصر، على حسابه بموقع "تويتر"، فيديو ترويجيا لبرنامجه "مصر النهاردة"، كما أعلن أسامة جاويش، الذي غادر قناة الحوار اللندنية الإخوانية قبل أيام، انضمامه مُجددا إلى القناة والتي عمل بها قبل 8 سنوات.

وكانت فضائية "مكملين" قد أعلنت في بيان رسمي نهاية أبريل الماضي وقف بثها نهائياً من تركيا وإغلاق استوديوهاتها بعد 8 سنوات مارست فيها أنشطتها من إسطنبول.

يذكر أن السلطات التركية كانت قد أوقفت برامج عدد من مذيعي الإخوان، على رأسهم محمد ناصر وحمزة زوبع وهشام عبدالله وحسام الغمري وهيثم أبو خليل، وحذرت آخرين من تكرار الأمر معهم ما لم يلتزموا بوقف انتقادهم لمصر التي بدأت أنقرة اتخاذ خطوات للتقارب معها.

أزمة سد النهضة

كشفت أحدث صور لسد النهضة التقطت بالأقمار الصناعية، يوم الجمعة، أن السلطات الإثيوبية تواصل تعلية الممر الأوسط في السد وتفريغ بعض السدود الأخرى استعدادا لموسم الفيضان والتخزين، ووفق ما يقول الخبير المصري الدكتور عباس شراقي أن العمل في رفع الممر الأوسط لسد النهضة مازال مستمرا منذ حوالي شهر، ولا توجد أرقام مؤكدة عن مدى الارتفاع الحالي رغم تداول الوصول إلى مستوى 581م بزيادة 5م، حيث تستهدف إثيوبيا الوصول إلى منسوب 595م منذ التخزين الأول صيف 2020. وقال إنه يتبقى أسابيع قليلة على بداية هطول الأمطار الغزيرة والمقرر لها أول يوليو المقبل، والتي من شأنها أن تجري عملية تفريغ جزئي للسدود في إثيوبيا، وأهمها سد تاكيزي على نهر عطبرة حيث يقوم بتخزين 9.5 مليار م3 ليستقبل 3 مليارات جديدة. كما أكد أن هذا التفريغ للسدود ازداد منذ أيام، ومن المتوقع وصول هذه المياه إلى السد العالي خلال أسبوعين من الآن، مشيرا إلى أن التفريغ من سد النهضة مازال مستمراً من خلال بوابة التصرف الشرقية، بالإضافة إلى كمية قليلة من تشغيل التوربين رقم 10.

يذكر أن مصر كانت قد جددت تأكيدها على أن سد النهضة يرتبط بـقضية وجودية لمصر وشعبها، فيما لم تسفر الجهود حتى الآن عن اتفاق بشأن السد الذي يثير قلق القاهرة والخرطوم على حصصهما من الماء.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

جدد مجلس التعاون الخليجي الإعراب عن التضامن الثابت مع الشعب اللبناني لتحقيق كل ما من شأنه أن يحفظ للبنان أمنه واستقراره، مُرحّباً بنجاح العملية الانتخابية في لبنان، ومتطلعاً لقيام أعضاء مجلس النواب المنتخب وكل القوى السياسية في لبنان بالعمل على تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والتقدم والازدهار. ولتحقيق هذه الغاية، ذكّرت دول الخليج لبنان بوجوب التعاون البناء مع المنظمات الدولية وتنفيذ الإصلاحات اللازمة ومكافحة الفساد وسوء الإدارة، وضمان ألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية أو حاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار لبنان والمنطقة، وألا يكون مصدراً لتهريب المخدرات.

في سياق منفصل، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف في بيان الخميس بإعلان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ تمديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين، وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل نيسان الماضي، وأكد الحجرف في بيان نشره مجلس التعاون أن الاتفاق على تمديد الهدنة يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية، وثمن جهود المبعوث الأممي وقيادة التحالف العربي لدعم الشرعية وكافة الأطراف في تمديد الهدنة، قائلا إنها تعمل على استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن.

 

  1. في الشأن الأوروبي

اتّفقت دول الاتّحاد الـ 27 خلال قمّة في بروكسل على خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، في قرار تسعى من خلاله لحرمان موسكو من مصدر تمويل ضخم لحربها على أوكرانيا. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنّ قادة دول الاتحاد الأوروبي اتّفقوا خلال القمّة على فرض حظر تدريجي على واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، ووافقوا في الوقت نفسه على منح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك إرضاء للمجر التي هدّدت باستخدام الفيتو ضدّ هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا.

وتعهّدت برلين ووارسو وقف وارداتهما من النفط الروسي عبر خط أنابيب دروجبا، ما يرفع إلى 90% كمية الصادرات النفطية الروسية التي سيتخلّى عنها الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام، بحسب ما أعلن كلّ من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكانت بودابست اشترطت منحها استثناءً مدّته أربعة أعوام على الأقلّ وتمويلاً أوروبياً قيمته 800 مليون يورو تقريباً لتكييف مصافيها، مقابل الموافقة على مشروع حزمة العقوبات بصيغته الأولية، واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أنّ خطّ أنابيب آدريا الذي يزوّد المجر بالنفط عن طريق كرواتيا يمكن أن تُزاد طاقته في غضون 40 إلى 60 يوماً تقريباً ومن خلال استثمارات لم تحدّد قيمتها.

وحزمة العقوبات السادسة هذه هي ثمرة مفاوضات مضنية استمرّت شهراً، وهي تشمل أيضاً إدراج 60 شخصية إضافية على القائمة الأوروبية السوداء، ومن بين أبرز الذين تقرّر إدراج أسمائهم على هذه القائمة الأوروبية السوداء البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

وعلى الصعيد المالي وافقت دول الاتّحاد على إقصاء ثلاثة مصارف روسية وبنك بيلاروسي من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية، من بينها "سبيربنك"، وهو أكبر مصرف في روسيا إذ إنّه يهيمن على حوالي ثلث القطاع المصرفي في البلاد. وإدراج هذه المؤسسة المالية على قائمة العقوبات المفروضة على روسيا سيزيد من عزلة النظام المالي الروسي في وقت دخل فيه غزو الجيش الروسي لأوكرانيا شهره الرابع. إلى ذلك، شملت العقوبات حظر البث في أوروبا للقنوات التلفزيونية Russia RTR / RTR Planet و Russia 24 و TV Center-International مع السماح لموظفيها بمواصلة العمل، كما حظر الاستشارات والتدقيق وخدمات العلاقات العامة، بالاضافة إلى تقييد الوصول إلى الخدمات السحابية.

في سياق متصل، وبأغلبية كبيرة، وافق البرلمان الألماني (البوندستاغ) يوم الجمعة على تعديل دستوري يتيح استثمارات بالمليارات للجيش الألماني، وصوت 567 نائبا بالموافقة على إدراج فقرة جديدة في الدستور الألماني، في حين كان يكفي لتمرير التعديل موافقة 491 نائبا على الأقل. وتنص المادة الجديدة على أنه يمكن الحصول على قروض تصل إلى 100 مليار يورو لصالح الجيش الألماني دون الالتزام بكبح الديون. ولكي يدخل التعديل حيز التنفيذ، فإنه يتعين أن يوافق عليه مجلس الولايات (بوندسرات) أيضا بأغلبية الثلثين. وسيتم استخدام الأموال على مدى عدة سنوات لزيادة ميزانية الدفاع العادية لألمانيا بنحو 50 مليار يورو وتمكين البلاد من تحقيق هدف حلف الأطلسي المتمثل في إنفاق 2 بالمئة من إجمالي ناتجها القومي على الدفاع كل عام، على الأقل لعدة سنوات. يذكر أنه منذ نهاية الحرب الباردة، قلصت ألمانيا حجم جيشها بشكل كبير من نحو 500 ألف عنصر عند إعادة توحيد البلاد عام 1990 إلى 200 ألف فقط حاليا، لكن الهجوم الروسي في أوكرانيا كان بمثابة نداء استفاقة في بلد يسوده التوجه السلمي منذ انتهاء الحقبة النازية.

أزمة شرق المتوسط

اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، اليونان بانتهاك الوضع القائم في جزر شرق بحر إيجة، مشددا على أن عليها نزع الأسلحة وإلا فسيبدأ بحث مسألة السيادة، ساخرا من التصريحات العدائية ضد تركيا. وقال أوغلو إنه تم وضع عدد من الجزر تحت سيطرة اليونان عام 1923 بموجب اتفاقية لوزان، وعدد آخر وفقا لاتفاقية باريس عام 1947، مشيرا إلى أن الاتفاقيتين تضمنتا شرط عدم تسليح هذه الجزر. كما لفت إلى أن الحكومة اليونانية أنكرت في البداية تسليحها الجزر المعنية، ثم اعترفت لاحقا مبررة ذلك بـوجود تهديد من تركيا، وأوضح أن تركيا وجهت التحذيرات اللازمة لليونان، وبعثت رسالتين للأمم المتحدة، ذكرت في الأولى أن أثينا سلّحت الجزر، وأن ذلك انتهاك للاتفاقيتين، وشرحت في الثانية الوجه القانوني للمسألة بالتفصيل.

إلى ذلك، أكد الرئيس التركي الأربعاء، أنه أبلغ زملاءه بعدم إجراء محادثات ثنائية مع اليونان، في أحدث انتكاسة في العلاقات منذ استئناف محادثات العام الماضي لحل نزاعاتهما في البحر المتوسط بعد توقف استمر خمس سنوات. إلى ذلك، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار الألماني أولاف شولتس دعا تركيا إلى التزام ضبط النفس تجاه اليونان مع تصاعد التوتر بين البلدين، وأنه من الضروري، نظرا للوضع الحالي، أن يقف جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي معا وأن يبتعدوا عن الاستفزازات فيما بينهم.

 

  1. في الشأن التركي.

هدد الرئيس التركي مجدداً بتنفيذ عملية ضد المقاتلين الأكراد في "حزب العمال الكردستاني" بهدف تأمين عمق 30 كيلومتراً لحدود بلاده مع سوريا، وأكد أن أنقرة لا تنتظر إذناً من واشنطن لتنفيذ العملية، وأعلن أن تركيا سوف تطهر تل رفعت ومنبج من الإرهابيين.

وقد حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء تركيا، من هجوم عسكري في سوريا، قائلا إنه سيعرّض المنطقة للخطر، معرباً عن قلق واشنطن من أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي، وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية لاستغلال عدم الاستقرار.

على صعيد منفصل، أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو، يوم الثلاثاء، استدعاء سفيري ألمانيا وفرنسا في أنقرة إلى وزارة الخارجية للاحتجاج على فعاليات ينظمها نشطاء أكراد في البلدين. وقال شاوش أوغلو إن السفيرين أُبلغا بانزعاج تركيا من الفعاليات التي ينظمها حزب العمال لكردستاني، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، وأضاف أن إزالة التهديدات الإرهابية في الداخل والخارج، وفي سوريا وأينما وجدت من واجب تركيا.

في السياق، وفي فصل جديد من فصول الانتقاد التي وجهتها تركيا خلال الأيام الماضية لكل من السويد وفنلندا، مؤكدة رفضها انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، كرر الرئيس التركي الموقف عينه، فقد اعتبر في تصريحات ألقاها، الأربعاء، أنه لا يمكن للبلدين الانضمام للحلف دون موافقة بلاده، مشددا على أن أنقرة لن تغير موقفها من هذا الملف حتى تجد إجابات مرضية وواضحة على مخاوفها، وترى الأدلة على ذلك، كما اعتبر أن الناتو لم يقدم الدعم اللازم لتدمير المنظمات الإرهابية، وقال أن الحلف منظمة أمنية، وليس داعماً لتلك التنظيمات.

على صعيد منفصل، دانت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، تصريحات أدلت به مستشارية ألمانيا بشأن أنقرة وأثينا، معتبرة أنه من غير المقبول أن تقع برلين فيما وصفه بأنه فخ الاستفزاز اليوناني. كما رفضت أنقرة مشاركة ألمانيا فيما اعتبرتها حملة تشويه سمعة تركيا، في إشارة لتصريحات متحدث باسم الحكومة الألمانية قال فيها، إن المستشار أولاف شولتس دعا تركيا لضبط النفس تجاه اليونان في ظل التوتر المتصاعد بينهما، وأضافت أن تركيا ستواصل الدفاع عن سيادتها ضد انتهاك اليونان لمجالها الجوي، مؤكدة أنه لا أطماع لدى أنقرة في أراضي أحد لكنها لن تغض الطرف عن تهديد أمن الشعب التركي من خلال انتهاك اليونان العلني لأحكام نزع السلاح الواضحة للغاية الواردة في المعاهدات الدولية.

اقتصادياً، قالت وزارة التجارة التركية،  الخميس، إن العجز التجاري للبلاد قفز بنسبة 157% على أساس سنوي في مايو/أيار إلى 10.68 مليار دولار، مع استمرار ارتفاع تكاليف واردات الطاقة، وأظهرت البيانات أيضا أن صادرات تركيا ارتفعت بنسبة 15.2% إلى 18.97 مليار دولار في مايو/أيار، بينما قفزت الواردات 43.8% إلى 29.65 مليار دولار. وقد ذكر وزير التجارة وهو يعلن الأرقام أن واردات الطاقة في مايو/أيار بلغت 6.9 مليار دولار.

في السياق، أظهرت بيانات يوم الجمعة، أن معدل التضخم السنوي في تركيا، قفز إلى أعلى مستوياته في 24 عاما مسجلا 73.5% في مايو، وهو مستوى أقل من التوقعات، لكنه مدفوع بتداعيات الحرب وارتفاع أسعار السلع الأولية والليرة التي تتراجع منذ أزمة في ديسمبر.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أكد وزير العدل أن كشف الجريمة الدولية يتطلب تعاونا دوليا، وقال إن اعتقال سانجاي شاه المشتبه به في قضية احتيال ضريبي وغسل أموال بقيمة 1.7 مليار دولار في الدنمارك جاء بعد استلام مذكرة توقيف دولية صادرة عن السلطات الدنماركية الأمر الذي يشير بوضوح إلى استمرار الإمارات العربية المتحدة في التعاون الوثيق والعمل مع الشركاء الدوليين من أجل الملاحقة الدولية للجريمة. وأكد أن التزام دولة الإمارات بالتعاون المشترك يتمثل في اتفاقية تسليم المجرمين الموقعة مع الدنمارك في مارس 2022 وهي واحدة من 37 اتفاقية تم توقيعها في السنوات الأخيرة وتعتزم الإمارات العربية المتحدة توقيع المزيد من الاتفاقيات في هذا الشأن. كما شدد على أن الإمارات تعمل على احباط الجريمة المنظمة بجميع أشكالها لحماية الدولة و دعم نزاهة النظام المالي الدولي وذلك في إطار من التعاون الدولي مع الشركاء.

على صعيد آخر، حققت دولة الإمارات الهدف المرجو من "الحملة الوطنية للقاح كوفيد-19"، وأعلنت إكمال تطعيم وتحصين 100% من الفئات المستهدفة بالدولة، وقد استهدفت الحملة تطعيم وتحصين فئات خط الدفاع الأول والمتطوعين، وأفراد المجتمع من الفئات العمرية المحددة بحسب نوع التطعيم، وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مِن مَن تسمح لهم حالتهم الصحية بأخذه. وقد تحققت النسبة المرجوة من خلال توفير اللقاح في كافة المراكز الصحية، الحكومية والخاصة، لكافة أفراد المجتمع، إضافة إلى توفير الجرعات التنشيطية، ومختلف أنواع التطعيمات المعتمدة والتي أثبتت فاعليتها في مكافحة كوفيد-19.

 

  1. في الشأن السعودي

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن طلب سعودي لتغيير نشر القوة الدولية في جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر تسلمته إسرائيل قبل خمس سنوات، مشيرة إلى أن الطلب تسلمته إسرائيل بدون أي تدخل أمريكي. وبحسب الصحيفة فأنه في أعقاب ذلك بدأت إسرائيل دراسة التأثير الأمني على العملية، وعلى ما يبدو فإنها ستوافق على الطلب. وقالت الصحيفة، إن تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ادى الى فرض صعوبات على إسرائيل لدفع خطوات علنية أمام الرياض، بينها اتفاق بشأن الجزيرتين"

وقدرت مصادر مطلعة على الاتصالات بأن معالجة القضية تأخر بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018 والمقاطعة التي فرضتها الولايات المتحدة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي اتهمته بالمسؤولية عن القتل. وحاليا تتواسط الولايات المتحدة بين إسرائيل والسعودية لتسوية نشاط القوة الدولية في الجزر وقضايا أخرى بينها فتح مسارات طيران فوق السعودية للشركات الإسرئيلية، وقدر مصدر مطلع بأن الإدارة الأمريكية تدخلت بحيثيات الأمور بهدف تحسين العلاقات مع الرياض ودفع المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وكان البرلمان المصري قد وافق في يونيو 2017 والمحكمة العليا في البلاد في مارس 2018 على صفقة نقل سيادة الجزيرتين إلى المملكة السعودية، وقالت الحكومة المصرية حينها إن الجزيرتين كانتا سعوديتين في الأصل لكن مصر "استأجرتهما" في خمسينيات القرن الماضي.

ويحتاج إبرام اتفاق جديد بشأنهما إلى موافقة من إسرائيل بسبب نصوص معاهدة السلام، وقد أعطت إسرائيل موافقتها من حيث المبدأ على إعادتهما إلى المملكة حتى يتم التوصل إلى اتفاق بين القاهرة والرياض بشأن استمرار عمل قوة المراقبين متعددة الجنسيات الذين يتولون تسيير دوريات وضمان استمرار حرية الملاحة في المضيق، لكن الترتيبات المتعلقة بهذا الشأن لم يتم الانتهاء منها بعد مع بقاء العديد من القضايا العالقة.

 

  1. في الشأن الروسي

اتهمت روسيا ألمانيا يوم الجمعة، بزعزعة الأمن الأوروبي عبر إعادة التسلُّح، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو تنظر إلى بيان المستشار الألماني على أنه تأكيد آخر على أن برلين حددت مسارا للإسراع بإعادة تسليح البلاد، وأضافت أنه في الوقت الذي يتعين فيه البحث عن سبل للحد من التهديدات المشتركة، تسلك ألمانيا، على النقيض من ذلك، سبيل التصعيد العسكري والسياسي في القارة الأوروبية، بتوجيه عشرات المليارات من اليورو لزيادة تكديس الأسلحة!!

في سياق متصل، علق مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف على قرار الاتحاد الأوروبي فرض الحظر الجزئي على استيراد النفط من روسيا، بإن روسيا ستجد مستوردين آخرين، وأضاف أن التغيير السريع للغاية لنمط التفكير يظهر أن الاتحاد الأوروبي ليس بحالة جيدة!

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ قادة الدول الـ 27 وافقوا خلال القمة على منح كييف تسعة مليارات يورو لتغطية احتياجاتها الفورية من السيول، .وأوضح مصدر أوروبي أنّ هذا التمويل سيتمّ على شكل قروض طويلة الأجل بأسعار فائدة ميسّرة، علماً بأنّ كييف حدّدت احتياجاتها للسيولة بمبلغ خمسة مليارات دولار شهرياً.

على صعيد متصل، تقود الأمم المتحدة مفاوضات متسارعة لإعادة فتح خطوط تصدير الحبوب وزيت دوار الشمس من أوكرانيا عبر موانيها على البحر الأسود، وتقضي الخطة الجديدة بأن تتولى تركيا إزالة الألغام البحرية في ممر السفن، على أن تلتزم القوات البحرية الروسية بالسماح بالمرور الآمن للسفن التي تحمل المواد الغذائية من المواني المحاصرة. وعلى الرغم من الموافقة المبدئية لموسكو وأنقرة على الخطة إلا أن تفاصيلها المعقدة تبقي مصيرها غير مؤكد.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد صرح بأن 85 سفينة مليئة بالحبوب محتجزة في ميناء أوديسا الأوكراني، فيما تحتوي الأهراءات القريبة من الميناء على ما بين 20 و25 مليون طن من الحبوب. يأتي ذلك فيما توقعت وكالة إس آند بي غلوبال، استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتناقص الإمدادات نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية حتى عام 2024.

في السياق، اتهم سفير أوكرانيا لدى أنقرة، الجمعة، روسيا بـسرقة محاصيل حبوب أوكرانية وتصديرها إلى دول عدة بينها تركيا، وقال فاسيل بودنا إن روسيا تسرق الحبوب الأوكرانية بوقاحة وتشحنها إلى الخارج من شبه جزيرة القرم، بما في ذلك إلى تركيا، وأضاف أن كييف طلبت مساعدة انقرة لحل المشكلة.

 

  1. في الشأن الايراني

كشفت قناة إيران أنترناشيونال عن مقتل القيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل زاده في كرج يوم الاثنين، وأضاف المصدر أن القيادي بالوحدة 840 في فيلق القدس توفي إثر سقوطه من فوق سطح منزله، بينما أبلغت عائلة أنه انتحر بسبب مشاكل نفسية رافقت انفصاله عن زوجته! وأشارت مصادر مطلعة أن إسماعيل زادة مقرب من صياد خدائي الذي قتل في هجوم أمام منزله الشهر الماضي.

في سياق متصل، وبعد الوفاة المريبة لعالم الصواريخ والمسيرات أيوب انتظاري، كشفت وسائل إعلام إيرانية وفاة عالم إيراني آخر في منشأة نطنز بمحافظة إصفهان بظروف غامضة، ورغم عدم ذكر المصادر الرسمية الإيرانية فإن مواقع إيرانية وإسرائيلية كشفت وفاة كامران ملا بور، الذي كان يعمل في منشأة نطنز النووية. وبناءً على تقارير غير مؤكدة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، أخبرت عائلة كامران، وهو مواطن من أهالي مدينة إيذج في شمال شرقي الأهواز وحاصل على دكتوراه في الطب النووي، أنه توفي في حادث وقع بموقع نطنز.

يذكر أن سلسلة حوادث وقعت في السنوات الأخيرة في موقع نطنز النووي، الذي شهد انفجارين نسبهما مسؤولون إيرانيون إلى إسرائيل. وقبل أسبوعين، تم إلقاء اللوم على إسرائيل في غارة بطائرة مسيرة على موقع بارتشين العسكري شرق طهران، حيث قُتل مهندس شاب من أهلي مدينة أراك يدعى، إحسان قدبيجي، وأصيب موظف بالتصنيع العسكري الإيراني.

في الملف النووي، قال منسق السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يوم السبت، إن إمكانية إبرام صفقة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران تتضاءل، وأشار إلى أنه تحدث مرة أخرى مع وزير الخارجية الإيرانية أمير حسين عبد اللهيان، مضيفاً أن الإمكانية لا تزال قائمة لبذل جهد إضافي لإحياء الاتفاق النووي، واضاف أنه كمنسق، يقف مستعداً لتسهيل التوصل لحل للقضايا العالقة في المفاوضات النووية.

ولاحقا، قال المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية بفيينا ميخائيل أوليانوف السبت، إن فرص نجاح مباحثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني ستزداد تعقيدا إذا تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا غربيا بشأن إيران في وقت لاحق هذا الاسبوع، ووجه أوليانوف حديثه للاتحاد الأوروبي، مطالبا التكتل ببذل جهد دبلوماسي أكبر إذا أراد التوصل لاتفاق. ووكان عبداللهيان قد بحث خلال اتصال هاتفي الجمعة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مفاوضات استئناف تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.

وقد أكدت الولايات المتحدة الخميس أنها تعد مشروع قرار مع الأوروبيين لعرضه على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحضّ إيران على التعاون الكامل مع الوكالة، وهي خطوة رفضتها طهران مسبقا ووصفتها بأنها غير بناءة. فقد توعّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الجمعة برد فوري من قبل طهران على أي خطوة سياسية في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، مع تحضير دول عدة مشروع قرار يدعو طهران للتعاون مع الوكالة الأممية. وقال عبداللهيان في اتصال هاتفي مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن أي خطوة سياسية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) ستدفع بلا شكّ إلى رد فعل متناسق وفعاّل وفوري من جانب إيران، كما أكد أن أي قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدها سيجعل المفاوضات الجارية لإحياء الاتفاق النووي معقدة وأكثر صعوبة، واعتبر أن إعداد الغرب للمسودة قرار يدين إيران بأنه إجراء متسرع وغير بناء ومخالف للدبلوماسية.

في الملف الداخلي، اتهم المرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي، يوم السبت، من وصفهم بـالأعداء بإثارة اضطرابات في إيران من أجل إسقاط السلطة، في إشارة إلى احتجاجات خرجت على مدى أسبوع بعد انهيار مبنى في جنوب غربي إيران الشهر الماضي، مما أودى بحياة 37 شخصاً. ورأى خامنئي، في الكلمة التي ألقاها بمناسبة الذكرى الـ33 لرحيل سلفه آية الله الخميني، أن الولايات المتحدة تبني حساباتها في إيران اعتماداً على المشورة من مستشارين إيرانيين خونة، كما قال إن الولايات المتحدة سرقت النفط الإيراني من قبالة السواحل اليونانية ثم اتهمت إيران بالسرقة، في إشارة لمصادرة سلطات أثينا لسفينة روسية تحمل نفطاً إيرانياً الشهر الماضي ولاحتجاز إيران سفينتين يونانيتين في مياه الخليج.

 

  1. في الشأن السوداني

أكدت بعثة الأمم المتحدة بالسودان (اليونيتامس) على ضرورة الإسراع في نشر قوات حفظ الأمن في دارفور، وشددت، يوم الأحد، على ضرورة تدريب قوات حفظ الأمن في دارفور لحماية المدنيين. جاء ذلك في ورشة عمل عقدتها اليونيتامس بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة، في الفترة من 26 إلى 30 مايوالماضي، حيث استضافت فيها 56 من القادة والكوادر العسكريين والذين يمثلون القوات النظامية الحكومية والحركات المسلحة المُوقعة على اتفاقية جوبا للسلام. فيما هدف الاجتماع إلى بحث تعزيز قدراتهم ليتمكنوا بدورهم من تدريب عناصر قوات حفظ الأمن في دارفور حول متطلبات حقوق الإنسان وحماية المدنيين، بالإضافة إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي. وكانت اليونيتامس واللجنة الدائمة لوقف إطلاق النار بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة، قد عقدتا حواراً في 30 مارس مع قوات الأمن الحكومية والحركات المُوقعة على اتفاقية جوبا، حول تقييم متطلبات تدريب قوات حفظ الأمن المشتركة حول المفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ومبادئ الحماية.

وفي سياق متصل، دعا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، يوم السبت، إلى التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بحيادية وعدم تسييسها، وأكد لدى استقباله الخبير الأممي لحقوق الإنسان في السودان أداما دينغ حرص السودان والتزامه بقضايا حقوق الإنسان.

وقالت مديرة إدارة حقوق الإنسان والمرأة والطفل بوزارة الخارجية السودانية أن البرهان رحب بالخبير، وأكد له تعاون السودان مع كافة الآليات المعنية بحقوق الإنسان ودعاه لتوخي الحياد واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وكان دينغ قد ندد في وقت سابق من الخرطوم بـمأساة إثر مقتل 99 متظاهراً منذ 25 أكتوبر الماضي، داعياً إلى محاكمة المسؤولين واتخاذ تدابير ملموسة وشجاعة.

وعن تظاهرات يوم الجمعة التي شهدت مقتل محتج، قال دينغ أنه دعا إلى ضبط النفس، لكن دعوتي لم تلق آذانا صاغية واستُخدمت الذخيرة الحية! كما رحب برفع حالة الطوارئ قبل أسبوع، كما تطرق إلى الإفراج مؤخراً عن النشطاء والمتظاهرين، مستنكراً التعذيب وسوء المعاملة في السجن.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد أعلنت، اليوم الجمعة، مقتل متظاهر بالخرطوم إثر إصابته برصاصة في الصدر خلال التظاهرات التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم في الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة. حيث لبى آلاف المتظاهرين دعوات لجان المقاومة للتظاهر إحياء لذكرى فض اعتصام القيادة العامة للجيش قبل ثلاث سنوات، حيث تجمعوا لأداء صلاة الجمعة بالشوارع والتجمع في عدة نقاط بمدن العاصمة الثلاث، واحتشد الآلاف بمحطة سبعة بضاحية الصحافة في الخرطوم لإقامة اعتصام اليوم الواحد. كما شهدت مدينتا أم درمان والخرطوم بحري تظاهرات واعتصامات مماثلة، أكد خلالها المتظاهرون أهمية تحقيق العدالة لضحايا الثورة السودانية وتمسكهم بإقامة حكم مدني كامل في البلاد.

في سياق الأزمة، أكد رئيس نظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك اعتراف الحكومة بقضية شرق السودان، واتهم المبعوث الأممي فولكر بيرتس بمحاولة استبعادهم من المشهد. وقال أن السلطة القائمة تتحمل جزءا من أزمة الشرق، وإن نفذت 50% مما اتفقنا عليه لحلت الأزمة، مضيفا أن فولكر يدعو الآخرين لتكوين حكومة جديدة قد تأتي للسودان بالأسوأ، أما بقية أعضاء الآلية الثلاثية فلا تواصل لنا معهم.

وقال  أنهم يعملون على تكوين آلية كبيرة من أقاليم السودان تهدف إلى خلق سودان جديد لا تديره نخب، وطمأن الجميع على عدم اتخاذ أي خطوة من شأنها إغلاق الملاحة البحرية، كما حذّر من أنه إذا فرضت الآلية الثلاثية أجندتها على الوطن، فسيطالبون بانفصال الشرق، مهددا بأن لديهم وسائل ضغط بينها العصيان المدني الذي يمكن أن يشل الحركة في شرق السودان.

إلى ذلك، قرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في السودان، الجمعة، إغلاق الشركة السودانية للموارد المعدنية وشركات التعدين بولاية البحر الأحمر، وقال المجلس في بيان مقتضب، إن القرار يأتي في إطار التصعيد المعلن وبعد انتهاء المدة الزمنية التي أمهلها المجلس للسلطة الحاكمة في السودان.

وفي وقت سابق، أكد مقرر المجلس، عبدالله أوبشار، أن المجلس سيبدأ التصعيد التدريجي بإغلاق عدد من المؤسسات الاتحادية بما في ذلك في الشركة السودانية للموارد المعدنية وشركات المعادن، بسبب عدم وضوح الرؤية ومحاولة التغوّل على إيرادات الإقليم وولاية البحر الأحمر، وشدد على أن المطلب الرئيسي لمجلس البجا الآن هو إعلان المنبر التفاوضي لشرق السودان تنفيذاً لمقررات مؤتمر سنكات، وإقالة حاكم الولاية، وذلك لمحاولته تمرير مسار شرق السودان، على حد وصفه. واتهم أوبشار البعثة الأممية بتجاوز قضية شرق السودان ومحاولة معالجة القضية بعيداً عن الإقليم، وقال أوبشار إن "نظرتهم كانت قاصرة، لسنا جزءا من أي تسوية تتم الآن في الخرطوم، ولسنا جزءاً من صفقة الجبهة الثورية التي كانت سبباً رئيسياً في ما نحن فيه الآن".

 

  1. في الشأن الصيني

تعتزم العاصمة الصينية بكين مواصلة تراجعها عن قيود كوفيد-19 يوم الاثنين، حيث تتطلع للعودة إلى الحياة الطبيعية، بعد أن أعلنت نهاية الشهر الماضي أن أحدث موجة للفيروس باتت تحت السيطرة. وقالت السلطات المحلية في بيان، يوم الأحد، إن المدينة ستستأنف النقل العام في معظم المناطق، باستثناء فنغتاي وبعض الأجزاء من تشانغ بينغ، مما يسمح للموظفين بالعودة إلى مكاتبهم وللمطاعم باستئناف خدماتها.

ويأتي هذا التخفيف بعد أن قال المسؤولون يوم الجمعة، إن المدينة لم تسجل أي حالة إصابة مجتمعية جديدة في 13 من أصل 16 منطقة لمدة سبعة أيام متتالية، وهي عتبة رئيسية لإلغاء القيود. وقد أدت استراتيجية الصين الصارمة المسماة "صفر كوفيد"، إلى السيطرة على الموجة الأخيرة في المدن الكبرى مثل شنغهاي وبكين، وقد شهدت شنغهاي إغلاقًا لمدة شهرين. وحذرت السلطات من أن خطر عودة ظهور الفيروس لا يزال قائمًا.

كما ستتم أيضاً إعادة فتح المدارس بشكل تدريجي، مع استئناف المدارس المتوسطة والابتدائية للدراسة الحضورية اعتبارًا من 13 يونيو، ورياض الأطفال اعتبارًا من 20 يونيو، وفقًا للبيان. وقد أبلغت الصين عن إجمالي 88 إصابة محلية وحالة بدون أعراض يوم السبت، 19 في بكين و22 في شنغهاي، وفقًا للجنة الصحة الوطنية.

في سياق منفصل، قالت وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو، يوم الأحد، إن الرئيس جو بايدن طلب من فريقه بحث إمكانية رفع بعض الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب على الصين، لكبح المعدل المرتفع الحالي من التضخم. وفي سياق متصل، رجحت رايموندو أن يستمر النقص الحالي في رقائق أشباه الموصلات حتى عام 2024، وأضافت أن هناك حل واحد لنقص رقائق أشباه الموصلات، الأمر يتطلب من الكونغرس العمل على إقرار تشريع الرقائق وهي لا تعرف لماذا يعطله! ويهدف التشريع إلى تعزيز الإنتاج الأميركي من أشباه الموصلات بما يعطي الولايات المتحدة ميزة تنافسية على الصين.

 

  1. في أزمة تونس

قال الرئيس التونسي لدى إشرافه الأربعاء على إجتماع مجلس الوزراء إنه سيتم اتخاذ قرارات مهمة في مستوى تطلعات الشعب التونسي، بعد أن وقع التدقيق في الملفات حتى لا يظلم أي طرف، لافتا إلى تورط العديد من القضاة والشخصيات النافذة في شبكات فساد وتعطيل للعدالة وحماية المدانين، من ذلك أن أحد المستشارين برئاسة الحكومة استغل موقعه لحماية أطراف سياسية وأصحاب نفوذ موضوع تتبعات جزائية.

في الأزمة السياسية، انتهت الجولة الأولى لجلسات الحوار الوطني في تونس، يوم السبت، باتفاق الأطراف المشاركة على وضع مقترحات حلول للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وتصوّرات لدستور جديد للبلاد. وقال الرئيس المنسق لـ"الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة" صادق بلعيد، إنه طُلب من المشاركين في الجلسة الأولى من الحوار الوطني تقديم مقترحاتهم وتصوّراتهم بخصوص الاقتصاد الوطني للسنوات الـ40 القادمة، وأضاف أنه سيتم، بعد ورود مقترحات المشاركين في الجلسة، دمج مختلف النقاط والتصورات المقترحة في مسودة واحدة في شكل رؤوس أقلام، لتكون منطلقاً للجلسة الثانية المرتقب عقدها يوم السبت القادم.

وشهدت الجلسة الأولى من الحوار الوطني الذي اقترحه الرئيس قيس سعيد حضور ممثلي عدة أحزاب سياسية ومنظمات وطنية وشخصيات مستقلة، في حين غابت عدة أطراف أخرى تحفظت على طريقة إدارة الحوار وعلى إقصاء المعارضة من المشاركة فيه، أبرزها الاتحاد العام التونسي للشغل. وفي هذا السياق، أكد بلعيد أن غياب الاتحاد العام التونسي للشغل لم يفشل عمل الجلسة، لافتاً إلى أن الباب ما زال مفتوحاً أمام المنظمة للالتحاق بالحوار، لكن دون شروط مسبقة.

 

 

  • الخلاصة.

 

تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.

لا تزال الأزمة السورية تراوح مكانها بالرغم من انعقاد الجلسة الأخيرة بين سلطة بشار الأسد وقوى المعارضة التي لم تُفضي إلى أية حلول ملموسة. هذا فيما تشهد الساحة الداخلية تصعيداً أمنياً، ولو كان مضبوطاً، على كافة الجبهات!

في الملف الفلسطيني الاسرائيلي، يبدو أن التصعيد هو المنفذ الوحيد الظاهر حتى الساعة، في ظل التعنّت الاسرائيلي الذي يقابله تعنّت حماس، فيما محاولات السلطة الفلسطينية لتخفيف التصعيد لا تلقى تجاوباً من الجهتين! في الجانب الاسرائيلي يعمل على تحصين الجبهة الداخلية من خلال رصّ الصفوف خلف الجيش في مواجهة التهديدات الداخلية من حماس والخارجية من ايران، مكثّفاً من التعزيزات الأمنية والعسكرية!

في ملف العراق، لا تزال الأزمة تراوح مكانها في ظلّ تمسك الجانب الموالي لايران بموقفه، ورغم محاولات الصدر طرح المبادرات للخروج من "عنق الزجاجة"!

في الملف التركي، يحاول الرئيس اردوغان امتصاص تراجع شعبية حزبه بخطوات شعبوية كان آخرها تغيير تسمية الدولة التركية باللغة الانكليزية إلى Turkiye والتي تحاول الحكومة من خلالها رفع معنويات الاتراك في ظل الازمة الاقتصادية وتراجع العملة، كما محاولات التقارب التي تعمل عليها مع مصر واسرائيل في محاولة لفك العزلة التي عاشتها تركيا مؤخراً بعد تقاربها مع روسيا وصدامها مع الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي قبل عزو روسيا لاوكرانيا.

في الملف الليبي، تحاول المم المتحدة رأب الصدع بين الحكومتين للخروج من الأزمة دون العودة إلى الصراع العسكري بين المعسكرين، في ظل تعنّت واضح من حكومة عبد الحميد الدبيبة.

في الملف اليمني، بالرغم من نجاح المبعوث الأممي في تمديد الهدنة لشهرين، تواصل ميليشيا الحوثي باستنزاف الشعب اليمني كما تواصل عملية ابتزاز المجتمع الدولي، وهي سياسة متّبعة من الراعي الاقليمي!

في الملف الايراني، تضغط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا مؤخراص على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لإدانة إيران لفشلها في حل المسائل القائمة منذ فترة طويلة حول آثار اليورانيوم غير المشروعة في مواقع غير معلنة، وفقًا لمشروع قرار. وإذا تمت الموافقة على القرار، فستكون هذه هي المرة الثانية فقط التي يتم فيها إدانة الجمهورية الإسلامية منذ ما قبل توقيع الاتفاق النووي لعام 2015. وفي حين لم يتم تقديم المسودة بشكل رسمي للاجتماع الذي سيبدأ يوم الاثنين المقبل، حيث يمكن لأعضاء المجلس اعتمادها دون معارضة، أو طرحها للتصويت، لكن من المرجح أن يتم تعديل المسودة قبل تقديمها. وحتى الآن، لم يرد ذكر إحالة الانتهاكات النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى العودة إلى العقوبات العالمية الكاملة ضد طهران، لكن مثل هذا التهديد قد يقترب وقد يؤدي بإيران إلى عقد صفقة مع الغرب أخيرًا.

أما في الملف الاقليمي، وبالرغم من تواصل الاجتماعات السعودية-الايرانية، لا يبدو ان هناك تقدماً باتجاه حلحلة الأزمة، مع العلم أن الجانب الايراني كان قد بشّر بقرب الوصول إلى تسوية!

في ملف الأزمة التونسية، يواصل الرئيس سعيّد تنفيذ مشروعه بمواجهة الاسلام السياسي الذي حكم تونس خلال السنوات العشر الأخيرة والذي أرهق الأقتصاد بسبب الفساد الذي استشرى في البلاد، وسط دعم خارجي غير متكامل وذلك بسبب سياسة هذا الاسلام السياسي الذي عمل خلال العقود المنصرمة على مدّ الجسور مع مراكز القرار في الغرب، إن بواسطة دفع الأموال لمجموعات الدعم او بواسطة التضليل الاعلامي!

في الأزمة الاوكرانية، تدخل عملية الغزو الروسية لأوكرانيا شهرها الرابع، وبالرغم من عدم تحقيق موسكو لأهدافها بقلب النظام، الأمر الذي نفته بالطبع، لا تزال تتقدّم ببطء على الجبهة الجنوبية الشرقية.  وهي تتبع سياسة الرض المحروقة على الجبهات مع قصف ممنهج لتدمير البنى التحتية للاقتصاد الاوكراني في كافة المدن والمحافظات الاوكرانية، وكان آخرها تدمير مصنع بناء السفن في مدينة نيكولايف ومصنع تصليح القطارات في العاصمة كييف.وقد هدّدت مؤخراً بقصف المطار ومقر الحكومة إذا لم توقف الدول الغربية عملية إرسال الأسلحة!!

وفي عملية سرقة موصوفة أعلنت موسكو عن بدء عمل مرفأ مدينة ماريوبول، بعد "تحريرها" من القوى النازية الاوكرانية، وغادرت أول سفينة روسية محمّلة بالمعادن الاوكرانية باتجاه مدينة روستوف وذلك بعد أن صرّح نائب رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لمنطقة خيرسون الذي نصّبته روسيا رئيساً للمنطقة، إن حبوب المنطقة تُشحَن إلى روسيا، وأن محصول العام الماضي من الحبوب سُلِّم لمشترين روس!

على الصعيد الميداني، وبالرغم من التفوق في القوة النارية لا يزال الجيش الاوكراني صامداً في مدينة سيفيرودانيتسك، حيث تحاول موسكو كسر المقاومة الاوكرانية في هذه المدينة. وبانتظار موافقة الدول الغربية على مدّ الجيش الاوكراني بصوايخ متوسطة المدى، والتي تأمل القيادة العسكرية من خلالها قلب ميزان القوى والاعداد لهجوم معاكس لاسترداد المناطق التي استولى عليها الجيش الروسي، يحاول الجيش الاوكراني الصمود على الجبهة في منطقة الدونباس.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

30 ايار 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان اندراوس، أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامة، جوزف كرم، حُسن عبّود، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كبارة، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جودية، لينا تنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، نورما رزق، نيللي قنديل، نبيل يزبك، عبد الرحمن بشناتي وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

أولاً : يرفض "لقاء سيدة الجبل" محاولة "حزب الله" إستنساخ التجربة العراقية في لبنان حيث يلغي سلاح الميليشيات نتائج الإنتخابات التي عكست أجواء التغيير لدى اللبنانيين.

ويأسف "اللقاء" لعدم القدرة على إنتخاب رئيس جديد لمجلس النواب ويُطالب تنظيم إستشارات نيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة يعكس تطلعات اللبنانيين وتشكيل حكومة قادرة على مفاوضة صندوق النقد نظراً للظروف الإقتصادية الضاغطة.

إن عرقلة الروزنامة الدستورية الواضحة هي إنقلاب على الدستور وعلى الأعراف المعتمدة في لبنان.

ثانياً : إن بقاء لبنان تحت الإحتلال الإيراني ينهي دوره في المنطقة ويُسهّل للإنهيار الكبير حيث تتهاوى القطاعات واحدٌ تلوى الآخر.

يدعو "اللقاء" كل القوى الأمينة على الفكرة اللبنانية والتي تعتبر أن لا خلاص إلا من خلال تطبيق الدستور وقرارات الشرعية الدولية 1559، 1680 و 1701  للإجتماع الفوري وإنشاء أطُر مناسبة تحدّد سُبل المقاومة الضرورية لرفع الإحتلال.

ثالثاً :  على بعد أشهر قليلة من إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية يُحذّر "اللقاء" من تهميش هذا الإستحقاق وعدم تناوله إعلامياً في موازاة خوضه في الكواليس والحسابات ورسائل مرمّزة وسرّية.

ويحذّر "اللقاء" أيضاً من الإستفراد والتفرّد بالقرار من أي جهة كما حصل سابقاً ممّا أدّى إلى التسوية الرئاسية التي أوصلت لبنان إلى خراب عميق.

2*) البطريرك الراعي

2 حزيران 2022

أشار البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي إلى أنّ “أحوج ما نحتاج إليه اليوم في لبنان هو فضيلة الرحمة ولاسيما عند حكّام الشعب بمختلف صلاحيّاتهم التشريعيّة والإجرائيّة والقضائيّة والإداريّة، ففضيلة العدالة هي خادمة الحقيقة الوضعيّة والمتجرّدة. إنّ إنعدام الحقيقة والعدالة شرّع الأبواب واسعة أمام الفساد بكلّ أبعاده. فانهارت البلاد”.

جاء كلام الراعي في خلال قداس في الإكليركية البطريركية المارونية في غزير، لمناسبة اليوبيل الذهبيّ لرابطة قدامى الإكلريكيّة مؤكّدًا أنه “فيما نبارك للمجلس النيابيّ بانتخاب رئيسه ونائبه وهيئة المكتب بالطريقة الديمقراطيّة، نأمل أن يكونَ هذا المجلس مركزَ تجديدِ الحياةِ البرلمانيّة والديمقراطيّةِ الصحيحةِ في لبنان، حيث كان المجلسُ في المنعطفاتِ المصيريّةِ منطلقَ المصالحاتِ ومصدرَ التسوياتِ بعد الحروبِ والأزَماتِ الكبرى. وإذ ضمّ المجلسُ الجديدُ وجوهًا جديدةً أتت من كل المواقع والانتماءات الحزبية والفكرية، نَتطلّع إلى أن يكون ذلك مؤشِّرا على أداءٍ سياسيٍّ مسؤولٍ ومختلِفٍ لكي يشعر الشعب بالفارق الإيجابي”.

وتابع: “فيما نترفّع عن معادلاتِ الأكثريّةِ والأقليّة، واصطفافِ الكُتلِ النيابيّة، نأمل بأن تترجم بالأفعال مواقفُ ممثلّي الشعبِ وشعاراتهم والبرامجُ التي وعدوا بها أثناءَ حملاتِهم الانتخابيّة. فالشعب سَئِم المواقفَ المتقلِّبةَ والمتردِّدةَ والغامضةَ والضبابيّة. الشعبُ يطلب أن يظلّ الذين انتخبهم على الوعدِ والعهدِ. فلا التغييرُ شعارًا ولا السيادةُ أنشودةً، بل مواقفَ شجاعةً ووطنيّةً وصامدة تنقل الوطن من واقع الأزمة إلى واقع الحل. فالمطلوب الإسراعُ في إقرار الإصلاحاتِ التي ينتظرها اللبنانيّون قبل المجتمع الدولي، وتعديلها بما يتلاءم مع مصلحة لبنان أولًا. وأوّلُ تعديلٍ لهذه الإصلاحات يبدأ بالتدقيقِ بخطّةِ التعافي التي حَصدَت انتقادات أكثر من الاستحسان لأنّها وضعت على حسابِ المودِعين ونظامِ الاقتصادِ الحر”.

ولفت إلى أن “الدولةَ مَدينةٌ للشعبِ قبل أنْ تكونَ مدينةً للمؤسّساتِ الماليّةِ الدوليّة. فلْتَردّ الدولةُ للشعبِ جَنى عمره. وكلُّ خُطّةٍ لا تؤمِّنُ أموالَ جميعِ المودِعين ولا تحترمُ نظامَ الاقتصادِ الحرّ ولا تَضمَنُ حركةَ الأموال بين لبنانَ والعالم هي خُطّةُ إفقارٍ لا تَعافٍ، من شأنِها أن تؤدّيَ إلى ما لا يُحمَدُ عُقباه”.

وأضاف: “فوق ذلك نأمل أن تنسابَ سُرعةُ انتخابِ رئيسِ المجلسِ النيابيِّ الجديدِ على عمليّةِ تأليفِ حكومةٍ جديدةٍ وطنيّة فاعلة، لأنَّ البلادَ لا تَحتمل أي تسويف وتعطيل. فإن أيَّ عرقلةٍ لعمليّةِ التأليفِ ستكون نقطةً سلبيّةً وعارًا على جبينِ المجلسِ النيابيِّ الجديد، وعلى جبين كل مسؤولٍ معنيٍّ بهذا الموضوع. فلا الوضعُ الداخليُّ السياسيُّ والمعيشيُّ والأمنيّ يسمح باستباحةِ الدستورِ والشرعيّةِ، ولا الوضعُ الإقليميُّ يجيز للمسؤولين اللبنانيّين عدمَ تحصين الدولةِ بحكومةٍ كاملةِ الصلاحيات. في هذا الإطار، نريد أن يبادر المجلسُ النيابيُّ، المؤتَمنُ على الاستحقاقِ الرئاسي، إلى تحضير هذه الاستحقاق من خلال خلقِ أجواء سياسيّةٍ، وإجراء الاتصالات مع مختلفِ الكتل والأحزاب لضمانِ تأمين جلسةٍ كاملة النصاب لانتخابِ رئيس جديد للجمهوريّة قبل نهاية عهد الرئيس الحاليّ، كما يقول الدستور، يكون على مستوى التحديّات الراهنة، ووحدة البلاد”.

وختم قائلًا: “في هذه الأثناء إن واقعَ الفَقرِ المنتشِرِ بين الناسِ وفِقدانِ الأدوية، لاسيّما أدويةُ الأمراض المزمنة والسرطان، يحتمّ على الدولةِ إجراء كل الاتصالات الدولية لتأمينها بأسرعِ وقت ممكن ومراقبة توزيعها على المحتاجين الحقيقيّين”.

3*) المطران عودة

5 حزيران 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "تعيد كنيستنا المقدسة اليوم لآباء المجمع المسكوني الأول ال318 الذين اجتمعوا في مدينة نيقيا عام 325. في ذلك الحين، ظهر آريوس، كاهن ليبي هرطوقي، منتفخ من معرفته ومن تحاليله الخالية من نعمة الروح القدس، وعلم بأن الرب يسوع ليس ابن الله، إنما هو مخلوق كسائر المخلوقات، منكرا ألوهة المسيح الإبن. كما علم أن الروح القدس مخلوق، وبهذا يكون قد نسف جوهر الثالوث القدوس، ملغيا كل اتحاد بين الله والبشر، إذ أنكر تجسد الكلمة، ابن الله المخلص. دحض هذا المجمع المقدس ضلالة آريوس، وأعلن الإيمان القويم، المبني على أن المسيح هو إله حق من إله حق، مولود من الآب قبل كل الدهور، غير مخلوق، على ما نقول في دستور الإيمان الذي وضع المجمع المسكوني الأول قسما منه. أعلن آباء المجمع القديسون مساواة الإبن للآب في الجوهر، ردا على ما قاله آريوس الضال عن مخلوقية الإبن. عيدنا يوم الخميس الفائت لصعود ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، وجلوسه عن يمين الآب. في هذا العيد، تعترف الكنيسة المقدسة بأن ابن الله المتحد بالجسد البشري، بعد أن أتم كل تدبير بشكل لا يوصف، عاد إلى العرش الأبوي. فهو المساوي للآب في الكرامة، إبن الله الصائر إنسانا من أجل خلاصنا، وقد أصعد طبيعتنا البشرية معه إلى السماء وأجلسها عن يمين الآب".

أضاف: "حدد الآباء القديسون المجتمعون في نيقيا، الإيمان الذي أعلنه عيد الصعود، كعقيدة في الكنيسة. فالأعياد الكنسية، لا سيما السيدية منها، ليست مجرد تذكر بسيط لحدث معين، بل هي تحوي مضمونا لاهوتيا عميقا، لذلك يعتبر تكريسها والاحتفال بها عن وعي، إعترافا إيمانيا. أقر المجمع المسكوني الأول بإيمان الكنيسة، الذي هو أساس حياتها، والقائل إن ابن الله مساو للآب في الجوهر. فلو لم يكن إلها حقيقيا، لتعذر القول بأن الإنسان على صورة الله، لأن هذا الكلام مرادف لتأله الإنسان، كما قال القديس أثناسيوس الكبير: "صار المسيح إنسانا ليصير الإنسان إلها". كيف نتأله ونحن لا نعرف أن نكون واحدا كما أوصانا الرب يسوع عندما قال: "ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك" (يو 17: 21)؟ هذا ما يحدث في بلدنا الحبيب، الذي لم يعرف أي نوع من الخلاص منذ سنوات طوال، بسبب تناحر مسؤوليه. كل يعمل من أجل مصالحه، كما أن الشعب ليس واحدا، بل هو مشرذم ضمن أحزاب وحركات وجماعات. إن اتحد الجميع ألا يصبحون سدا منيعا في وجه أي مشكلة داخلية أو تدخل خارجي يهز استقرارنا وأمننا؟ ألا يكونون حائط دعم صلبا، لا تصدع فيه، قائما في وجه أي عائق أو عدو متربص بنا؟ فكما أن وحدة الكنيسة قائمة على وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله (أف 4: 13)، كذلك وحدة هذا البلد تستند على الإعتراف به وطنا لجميع أبنائه، من دون أن يلغي أحدهم الآخر، أو يستقوي واحدهم على الآخر مهددا بالإطاحة به ساعة يشاء. لقد أصبح لبنان مثالا للفساد والتفتت بسبب أطماع الكثيرين التي لا تشبع، وبسبب نقص المحبة، والاستقواء والكبرياء وعدم الشعور مع الآخر، على مثال ما عايناه مطلع الأسبوع الفائت من تعليق لافتات، في وسط الأشرفية، تدعو إلى براءة مطلوبين وموقوفين في جريمة تفجير مرفأ بيروت، عوض المطالبة بالمضي في التحقيق حتى الوصول إلى العدالة للجميع، أو ما شاهدناه مباشرة على الهواء خلال الجلسة الأولى للمجلس النيابي الجديد، وعلى مرأى الديبلوماسيين وكل الحاضرين والمشاهدين. الشقاقات كانت واضحة، والخلافات كبيرة بسبب سوء تفسير أو فهم الدستور اللبناني، أو تطويع القوانين بحسب ما تقتضيه مصلحة جماعة أو فئة. أملنا أن يكون عمل هذا المجلس الجديد على قدر طموحات اللبنانيين، وأن يحول أعضاؤه وعودهم الانتخابية إلى قرارات إصلاحية وقوانين تحفظ حق المواطنين وتضع البلاد على طريق الإنقاذ".

وتابع: "في إنجيل اليوم، يصلي الرب يسوع أن يكون أبناء الله المخلوقون على صورته واحدا، كما أنه والآب واحد. ونحن نصلي من أجل أن يجتمع ممثلو الشعب والمسؤولون على برنامج واحد، إنقاذي، متخطين المصالح والخلافات والمهاترات والمناكفات والتحديات والتعطيل. الآباء الذين اجتمعوا في نيقيا، في المجمع المسكوني الأول، جاء كل منهم من بقعة بعيدة، فاحتملوا عناء السفر، ومنهم من تأذى أو حتى مات، كل ذلك بسبب قضية محقة، هي وحدة الكنيسة وحمايتها من الذئاب الخاطفة. ألا يستحق بلدنا، المذكور في الكتاب المقدس بعهديه، ما يزيد على السبعين مرة، إجتماع كل القوى الوطنية التي على أرضه، من أجل قضية محقة هي انتشاله من الهوة الجحيمية التي أوصل إليها؟ حتى متى يحتمل اللبناني هذا الشقاق السياسي الذي لا يجلب للمواطن سوى الذل والجوع والظلمة والمرض والموت؟ أمام المجلس النيابي الجديد استحقاقات مصيرية، ليس أولها تشكيل حكومة، ولا آخرها انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فبين هذين الاستحقاقين، اللذين نصلي لكي يتما في الوقت المحدد، ثمة استحقاقات تمس حياة المواطنين وصحتهم وكرامتهم وعرق جبينهم، هم مدعوون إلى الإنكباب على معالجتها".

وقال: "أعطى المسيح الكنيسة رسلا وأنبياء، ومبشرين ورعاة، ومعلمين "لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (أف 4: 12)، أي للعمل على تماسك الجسد ووحدته. يعبر عن هذا الشوق إلى الوحدة مرارا في القداس الإلهي حيث نصلي من أجل اتحاد الجميع، أو لكي يعطينا الله أن نمجد ونسبح اسمه بقلب واحد وفم واحد، لأن القلب هو العضو الذي به نعرف الله: "وأعطيهم قلبا ليعرفوني أني أنا الرب" (أرميا24: 7)، وبالفم ننطق بإيماننا معترفين بأن الرب يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور. الوحدة تقتضي عطاء كاملا لأنفسنا إلى الله. كذلك وحدة الوطن، تحتاج بذلا كاملا ووفاء كاملا للداخل، وتصويبا على الخارج إذا كان عدوا متربصا، لا العكس".

وختم: "دعوتنا اليوم هي أن نحب وطننا وندافع عنه ونساهم في بناء الإنسان فيه من أجل بناء دولة أعمدتها أناس يؤمنون بربهم، يحبون إخوتهم، يعملون من أجل المصلحة العامة لا المصالح الضيقة، ومن أجل إرساء المحبة والعدالة والسلام، يتخطون الطائفية والمحسوبية والإنقياد الأعمى لزعماء يشوهون الحياة الوطنية ولا يعيرون هموم المواطنين اهتماما. نحن بحاجة إلى نضوج سياسي يقود إلى إصلاح حقيقي يرسي دعائم دولة ينعم مواطنوها بحقوقهم بعدل ومساواة، مهما كان دينهم أو طائفتهم أو انتماؤهم. كذلك نحن مدعوون إلى الالتصاق بالمسيح الإله الإنسان، الذي تجسد من أجل خلاصنا، وإلى فهم تحديدات الإيمان التي وضعها الآباء القديسون المجتمعون في المجامع المسكونية السبعة، وأن ندافع عن إيماننا، من خلال عيشه أولا، قبل تعليمه، لنكون "قدوة في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الإيمان، في الطهارة" كما أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس (1 تيمو 4: 12)".‏

4*) البطريرك الراعي

5 حزيران 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الشكر لتطويب الأبوين الكبوشيين ليونار عويس ملكي وتوما صالح، في كنيسة مار انطونيوس البدواني في بلدتهما بعبدات، بمشاركة رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيلو سيميرارو، الامين العام لمجمع الاساقفة الكاردينال ماريو غريك، السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتيري، النائب الرسولي لطائفة اللاتين المطران سيزار اسايان، الرئيس العام للرهبنة الكبوشية في العالم روبرتو جنوين ورئيس الرهبنة في الشرق الاوسط عبد الله النفيلي ولفيف من المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات، وفي حضور فاعليات وحشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان "أنا أطلب من أبي أن يعطيكم باراقليطا آخر... روح الحق" ( يو 14: 16-17)، وقال: "اليوم عيد العنصرة، عيد حلول الروح القدس على الكنيسة، على رعاتها وشعبها، على أبنائها وبناتها، فيكون لها ولهم باراقليطا، مؤيدا ومحاميا، هو بطبيعته "روح الحق" الذي يعلم الحقيقة، ويدافع عنها فينا، وينتزع بها من القلوب كل خوف. بهذا العيد يبدأ زمن الروح القدس الذي يحيي الكنيسة ويقودها. فكم هو جميل ومعبر تزامن هذا العيد مع قداس الشكر لله على عطية الطوباويين الشهيدين الأب ليونار عويس ملكي والأب توما صالح، إبني بعبدات العزيزة، ورهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين الجليلة! الطوباويان هما هبة نفيسة لكنيسة لبنان التي تنضم إلى هبة أخيهما الطوباوي أبونا يعقوب حداد الغزيري الكبوشي، مؤسس دير الصليب وراهبات الصليب الفرنسيسكانيات، فضلا عن القديسين شربل ونعمةالله ورفقا، والطوباوي الأخ إسطفان، أبناء الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة".

أضاف: "ذبيحة الشكر هي في آن ذبيحة تكريم روحي وليتورجي للطوباويين الجديدين اللذين رفعهما أمس إلى مرتبة الطوبايين باسم قداسة البابا فرنسيس نيافة الكردينال Marcello Semeraro رئيس مجمع دعاوى القديسين، لأن المسيح الإله "أشركهما في مجده، مثلما أشركهما في آلامه" (راجع روما 8/ 17). إننا نهنئ رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين، بشخص رئيسها العام الحاضر بيننا، قدس الأب روبرتو Genuin، ورئيس إقليمها الشرق أوسطي عزيزنا الأب عبدالله النفيلي. كما نهنئ بلدة بعبدات بالطوباويين من أبنائها. نصلي ملتمسين شفاعتهما من أجل نمو وازدهار هذه الرهبانية، وسواها من الرهبنيات، الرجالية والنسائية، بدعوات مقدسة. ونستشفعهما من أجل كامل صحة قداسة البابا فرنسيس".

وتابع: "بتطويب راهبين لبنانيين، يخاطب الله مرة أخرى اللبنانيين، مسؤولين وسياسيين وشعبا، في الظرف العصيب الذي نعيشه من كل جانب، ويدعونا لننفتح لعمل الروح القدس: نفتح له عقولنا لنقبل الحقيقة التي يعلمنا ويقودنا إليها؛ نفتح له قلوبنا ليملأها من المحبة، لقد آن الأوان لنصغي لما يقول لنا الله. فلنضع جانبا أصوات مصالحنا الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية، لكي نتمكن من سماع ما يقول لنا الروح. عندما نخرج كلنا من ذواتنا، يجمعنا الروح من جديد واحدا، بشريعة المحبة والحقيقة والحرية والعدالة والسلام، في وطن نستطيع عندها أن نعتبره حقا "وطنا نهائيا لكل أبنائه" (مقدمة الدستور، أ)".

وأردف: "إن العناصر الثلاثة التي ظهرت في حدث العنصرة تدل إلى عمل الروح القدس في داخل الإنسان: الريح العاصف يدل إلى الروح القدس الذي يهز كيان الإنسان الداخلي ويجتذبه إلى الله؛ الألسنة من نار هي كلام الله الذي يعلمنا إياه الروح، ويحرق فينا كل كذب وضلال ونفاق؛ اللغات التي فهمتها الشعوب المتنوعة ترمز إلى لغة الروح القدس التي يفهمها الجميع، من كل لون وعرق، وهي لغة المحبة. وبقوة الروح القدس، روح الحقيقة والمحبة التي تلقياها، لبى الطوباويان ليونار (بالمعمودية يوسف) وتوما (بالمعمودية جرجس) الدعوة لاتباع المسيح على طريق المحبة الكاملة في رحاب رهبنة الإخوة الأصاغر الكبوشيين الأحباء. أرسلتهما السلطة مع غيرهما إلى إكليريكيتيها الصغرى والكبرى في تركيا. وبعد اثنتي عشرة سنة من التنشئة، نالا سر الكهنوت معا في 4 كانون الأول 1904. وحصل كل واحد منهما على شهادة "مرسل رسولي" في 5 أيار 1906. وانطلقا للعمل الرسالي في إرسالية أرمينيا وبلاد ما بين النهرين للآباء الكبوشيين المنتشرة في سبع مدن تركية. فمارسا رسالتهما المتوزعة في الأديار والمدارس بين الرئاسة وتعليم الشبيبة وإرشاد رهبنة مار فرنسيس للعلمانيين والراهبات الفرنسيسكانيات، مع الاحتفال بالأسرار المقدسة وبخاصة سر التوبة. وبذلك أديا شهادتهما للمسيح الذي مات فداء عن خطايا البشر وقام لبث الحياة الجديدة في النفوس".

وقال: "كلل الأبوان الشابان رسالتهما بشهادة الدم دفاعا عن الايمان المسيحي بوجه مبغضي المسيحية، ديانة المحبة والأخوة. فطعن الأب ليونار بعد تعذبيه بخنجر في قلبه في 11 حزيران 1915. واستشهد الأب توما في 18 كانون الثاني 1917، بعد تعذيبه في السجن وإصابته بالتيفوس في كل جسمه. صمدا بقوة الروح القدس في الإيمان ولم يتزعزعا، فكانا زرعا يانعا للمسيحية في لبنان وهذا الشرق".

أضاف: "أعطي الروح ليكون نار محبة ونور حقيقة لكل إنسان يولد على وجه الأرض. "فلا يطفئن أحد هذا الروح!" (راجع 1 تس 5/ 19). لا تطفئه يا شعبنا فهو قوة الرجاء والثبات فيك بوجه الأطراف الرسمية والسياسية التي لا تقيم أهمية لك في حساباتها ومصالحها. إنها بكل أسف لا تبالي بالشعب أجاع أم افتقر. أذل أم أهين. أبقي أم هاجر. أبكي أم توجع. أمرض أم مات. ما كنا نتصور أن اللامبالاة واللامسؤولية تصل إلى هذا الحد. إنها نزعة التعطيل وذهنية الهدم. أجل شعبنا يعيش الكارثة: الدولار أطاح حدود المعقول! أسعار المحروقات تحرق! ارتفاع أسعار السلع يفوق قدرات الأفراد والعائلات! فقدان الأدوية يعرض المرضى لخطر الموت! إقفال مدارس ومستشفيات وجامعات يزيد عدد العاطلين عن العمل! سقوط المصارف مع وقف التنفيذ واحتجاز أموال الناس مهدد! نسب الفقر والأمية والبطالة والهجرة ترتفع! أعداد اللاجئين والنازحين فاقت نصف عدد شعب لبنان؟ من، من يصدق أن لبنان زهرة الشرق، منارة الشرق، سويسرا الشرق، كوكب الثقافة في الشرق يبلغ هذا القعر".

وتابع: "وآخر تجليات هذا الواقع السيء هو ما آل إليه القضاء الذي يشكو من انحراف بعض قضاته وتحولهم أداة بوليسية في يد السلطات الحاكمة والنافذين. صار الانتقام والكيد المحرك للاستدعاء والملاحقات والتوقيفات. ويشكو القضاء أيضا من تعطيل قراراته. والملفات الكبرى تظل مجمدة وفي مقدمتها تعطيل التحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت بشتى الوسائل، وكانت أحدثها إحجام وزير عن توقيع مرسوم تعيين الهيئة التمييزية، ما يشجع الخارجين على الدولة والعدالة من الاسترسال بجرائمهم وتعدياتهم. ألا يخجل هؤلاء جميعا من أهل شهداء المرفأ؟ ألا يوبخ ضميرهم هؤلاء الشهداء الذين تمتزج دماؤهم مع دماء الشهيدين الطوباويين الجديدين؟ كيف لسلطة أن تحظى باحترام الشعب إذا لم تكن في نصرة الحق والعدالة؟ لذا، واجب الشعب، وهو يشاهد لعبة المصالح تتجدد بعد الانتخابات النيابية أن يستعد للنضال من أجل استعادة الحق ومنع سقوط لبنان ومن أجل إنقاذ الحياة الوطنية".

وقال: "نحيي بالمناسبة تضحيات الجيش اللبناني في مواجهة المجموعات الخارجة عن القانون، ونعزي بالشهيد الذي سقط في منطقة بعلبك، وندعو بالشفاء للجنود المصابين. إن دور الجيش أساسي كل يوم لاسيما في هذه الأيام. ونتمنى أن يواصل الجيش مع القوى الأمنية دوره الأمني الوطني، فيزيل كل ما يسيء إلى صورة لبنان الحضارية البهية، وحيث توجد شعارات تسيء إلى هويته الفريدة. إن محبة اللبنانيين لجيشهم هي القوة الأساسية لهذه المؤسسة الساهرة على أمن لبنان".

أضاف: "ان عنصر نجاح أي حوار وطني، أتم برعاية خارجية أم بلقاء داخلي أولوي، هو التسليم  المسبق بهذه الثوابت التي لا تحتاج إلى إعادة تحديد يومية. فمن لم يفهمها عبر مئة سنة لن يفهما الآن. توجد في لبنان أطراف رسمية وسياسية تنكر هذه الثوابت وتسعى لخلق لبنان مقطوع من تاريخه. وهو أمر يعطل الحوار سلفا مع أننا نتمناه وندعو إليه ونعتبره اللغة الوحيدة التي يجب أن تسود بين اللبنانيين للخروج من مأساتهم".

وشدد على انه "لا يجوز أن تبقى الدولة أضعف حلقات الوطن. فمن غير المقبول أن يكون إضعاف الدولة الجامع المشترك لأكثرية القوى السياسية، ومن غير المقبول للقوى السياسية- القديمة والجديدة- أن تتغنى بالتغيير وتمارس سياسة تؤدي إلى تغيير في الوطن لا إلى التغيير في الدولة. ومن غير المقبول أن ينظر الأفرقاء السياسيون إلى بعضهم بعضا نظرة عداء فيما البلاد بأمس الحاجة إلى المصالحة على أسس وطنية واضحة تنطلق من ثوابت لبنان. عسى دماء الشهيدين الطوباويين اللبنانيين الجديدين تغسل كل رواسب الشر في النفوس".

وختم الراعي: "يا رب، نسألك بشفاعة الشهيدين الطوباويين اللبنانيين الجديدين الأبوين الكبوشيين ليونار وتوما، أن تحفظ لبنان أرض قداسة، أرضا لك تسبحك وتمجدك".