تقرير أسبوعي دولي - 112-2022

تقرير أسبوعي دولي - 112-2022
الأحد 26 يونيو, 2022

 

رقم 112/2022

تقرير دولي  20-26 حزيران /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

استعاد حزب الله الايراني في لبنان هذا الاسبوع مجدداً لغة التهجّم على المملكة العربية السعودية، من على منابره وبلسان خطبائه وقيادييه، متّهماً المملكة بالتدخل بالشؤون الداخلية كما بالمشاركة بـ"الحصار" المفروض على لبنان من الولايات المتحدة، متناسياً أو مُغفلاً مسؤولية المتمكّنين بالسلطة في لبنان، وهو منهم وداعماً لهم، في الوصول إلى "جهنّم"!

في الملف الحكومي وبعد تسمية نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، لا يبدو الوضع تفاؤلياً كما يبشّر الرئيس المكلّف، فالشروط الموضوعة أمامه لا زالت على الطاولة، كما مطالبة حزب الله الايراني بتشكيل حكومة جامعة او حتى بالممكن، كما دعا النائب محمد رعد مؤخراً، متمسّكة بـ"الثلاثية الذهبية" (جيش وشعب ومقاومة)، وهو ما سوف يشكل كما العادة صداماً بين القوى السياسية.

وبالرغم من المناشدات الداخلية والدولية للإسراع في تشكيل الحكومة، لا يزال المواطن ينتظر نضوج "الطبخة" التي يعمل عليها الرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة، وهو المشهور بتدوير الزوايا وطرح التسويات.

هذا كلّه فيما المواطن اللبناني يئنّ تحت فصول الأزمات المتفاقمة يومياً وآخرها أزمة الخبز، فيما السلطة غائبة عن طرح الحلول والمعالجة. وبالطبع وسط غياب للقوى السياسية الجديدة والتقليدية في المجلس النيابي المنتخب حديثاً وكأن الأزمات تطال بلداً آخر! والجميع بانتظار الردّ الاسرائيلي على الرسالة اللبنانية في موضوع الترسيم البحري لكي يُتّخذ بعدها القرار بالتنقيب عن الغاز والنفط اللبنانيين من أجل إنقاذ لبنان من أزمته المالية!

لن يستقيم الوضع أيها السادة ما دام القرار السيادي مصادر من قبل قوة الاحتلال الايراني! إن وضع اليد على المؤسسات والسياسة الداخلية والخارجية هو الذي أوصل البلد إلى الانهيار، ومعالجة الأزمات التي ضربت القطاعات كافة لا يمكن أن تكون من جانبٍ تقني فقط، بل يجب أن تكون المواجهة على جبهة واحدة محصّنة ضد الاحتلال الايراني الذي عمِل خلال العقود المنصرمة على مصادرة القرار وإلحاق لبنان بالمحور المعادي لدول المنطقة والمجتمع الدولي.

يجب أن تقوم مقاومة مدنية شعبية ضد هذا الاحتلال من أجل إنقاذ الوطن ووضعه على سكّة التعافي لملاقاة مناشدات المجتمعين العربي والدولي اللذين يمدّان يد المساعدة ويناشدان القوى السياسية في الداخل العمل على الإنقاذ بعيداً عن المحاصصة والفساد والمصلحة الخاصة!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في المواقف السياسية لهذا الاسبوع، أعلن النائب سيمون أبي رميا ان "تكتل لبنان القوي" لم يقرّر بعد الاسم الذي سيطرحه لرئاسة الحكومة، جازماً ان لا صحة لما يقال عن مفاوضات او شروط في هذا الإطار، واكد أن لا تواصل حتى الساعة بين التيار الوطني الحر والرئيس نجيب ميقاتي، لوافتا الى ان"موقف التيار الرافض لتسمية الرئيس ميقاتي قد يتعدل وفقاً لبعض المستجدات! كما أضاف أن أي التزام لخريطة طريق حول خطة التعافي والاولويات الحالية للمواطن اللبناني قد يبدل خيار التيار، معتبرا ان رئيس الحكومة المقبل قد لا يتمتع بأكثرية موصوفة، نظراً للتشتت الحاصل في المجلس النيابي!

من جانبٍ آخر، وفي موقف يعبّر عن شعبوية فائضة وبلغة فيها شيء من التهديد، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المجتمع الدولي الى التعاون مع لبنان لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم والا فسيكون للبنان موقف ليس مستحبا على دول الغرب، وهو العمل على اخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم! واكد انه على مدى السنوات الاحدى عشرة الماضية، تحمل لبنان عبئا ضاغطا لا يحتمل بسبب وجود أكثر من 1.7 مليون نازح سوري ولاجئ فلسطيني يعيشون في جميع أنحاء البلاد اي في 97% من البلديات في كل لبنان، مضيفاً أن حوالي 85 في المئة من اللبنانيين يعيش الآن تحت خط الفقر، كما ان حوالى ثلث سكان لبنان هم الآن نازحون يعانون من فقر أيضا ما يعني انه بعد 11 عاما على بدء الازمة السورية، لم يعد لدى لبنان القدرة على تحمل كل هذا العبء، لا سيما في ظل الظروف الحالية!

وفي سياق متصل، اشار وزير الاعلام زياد المكاري، المحسوب على تيار المردة، الى ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عمرها 9 اشهر وهي قامت بإداء لا بأس به ومنها اجراء الانتخابات النيابية بظرف صعب ان كان في الداخل او الخارج على الرغم من كل التشكيك بحصولها، ورأى ان لا حل إلاّ من خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الذي يشترط القيام بالاصلاحات، وكشف الى أن المردة ستسمي الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة. كما اشار المكاري الى ان ترشيح الوزير سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية جدي، معتبرا أن لديه القدرة على الحوار والتواصل مع الجميع. إلى ذلك، ايد الموقف الذي اتخذه الرئيس نجيب ميقاتي في موضوع عودة النازحين السوريين الى بلادهم ورأى ان ملف النازحين هو من اخطر الملفات، فهم يشكلون حوالى ثلث الشعب اللبناني ، وان 85 % من الجرائم المرتكبة تكون من قبل السوريين و 40% من المساجين هم ايضا من السوريين ، كما ان النازحين يحصلون على كل شيء له علاقة بالدعم من الخبز، الى الكهرباء، المياه الدواء اضافة الى حصولهم على المساعدات المالية التي تصلهم عبر ماكينات الصراف الالي، مشيرا الى ان المجتمع الدولي طلب البدء بدمج النازحين مع الشعب اللبناني ولكن الحكومة اللبنانية رفضت ذلك.

من جانب آخر، أوضح النائب سليم عون ان مسألة حاكم مصرف لبنان والتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، هما أبرز أسباب عدم تسمية التيار الوطني الحر للرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة العتيدة"، مشددا على انه "في حال لم يتغير موقف الحكومة من هذين الملفين وبرنامجها الإصلاحي، فان التيار لن يشارك فيها كما ولن يعطيها الثقة، وأشار الى ان التيار كان على استعداد للتلاقي مع من يدعون التغيير على اسم جديد لرئاسة الحكومة لكونها الفرصة الذهبية، الا انهم اضاعوا هذه الفرصة لأنهم لا يريدون ذلك، وقالأنه تبين أن التيار هو القوى التغييرية الحقيقية!! وعن كلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول ذهاب أكثر من 24 مليار دولار لوزارة الطاقة في السنوات الـ 10 الأخيرة، قال أن سلامة مطلوب للتحقيق فليتفضل الى القضاء وليقدم مستنداته بدلا من الاستعراض الاعلامي!

في ملف الحكومة، انتهت عصر الخميس، الجولة الثانية من الاستشارات النيابية الملزمة التي افضت الى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة بأغلبية 54  صوتاً، وحصول السفير نواف سلام على 25 صوتاً، والرئيس سعد الحريري على صوت واحد، والسيدة روعة الحلاب على صوت واحد، وامتناع 46 نائباً عن التسمية، وغياب نائب واحد. وقد ابلغ الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري بحصيلة الاستشارات، وتم استدعاء الرئيس ميقاتي الى القصر الجمهوري عند الساعة الخامسة لتكليفه. ودعا الرئيس المكلف الجميع الى إنقاذ وطننا وانتشال شعبنا مما يتخبط فيه، لأن مسؤولية الإنقاذ مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فرد، مضيفا أن اللبنانيين أصبحوا أمام تحدي الانهيار التام أو الانقاذ التدريجي إنطلاقا من فرصة وحيدة باتت متاحة أمامهم في الوقت الحاضر، وشدد على ضرورة التعاون مع مجلس النواب، لاقرار المشاريع الاصلاحية المطلوبة قبل إستكمال التفاوض في المرحلة المقبلة لانجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد لانه من دون هذا الاتفاق لن تكون فرص الانقاذ التي ننشدها متاحة، فهو المعبر الأساس للانقاذ، وهذا ما يعبّر عنه جميع اصدقاء لبنان الذين يبدون نية صادقة لمساعدة لبنان. وقد أفادت مصادر متابعة أن إحجام البعض عن تسمية ميقاتي عي رسالة إقليمية بالبريد اللبناني إلى فرنسا الداعمة لميقاتي على خلفية محاباتها لحزب الله امتدادا لمصالحها في إيران.

وفي هذا السياق، وزعت السفارة الفرنسية في بيروت بيانا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، جاء فيه أن فرنسا احيطت علما بتكليف السيد نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، ويعود للرئيس المكلف، تشكيل حكومة على الفور، قادرة على تنفيذ تدابير الطوارئ والإصلاحات الهيكلية اللازمة لتعافي البلاد ، كما تم التفاوض عليها في أبريل الماضي مع صندوق النقد الدولي، ونظرا إلى التدهور المستمر للأوضاع المعيشية للبنانيين، يتوجب على ممثلي القوى السياسية الممثلة في البرلمان، العمل بشكل نهائي ومن دون تأخير لخدمة المصلحة العامة للبلاد. كما اعلنت ان فرنسا تجدد تمسكها بإجراء الانتخابات الرئاسية وفق المواقيت المنصوص عليه في الدستور اللبناني، وستبقى فرنسا ملتزمة التزاما تاما بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني.

من جانب آخر، اعتبر النائب مروان حمادة أن جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى كل من مصر والأردن وتركيا، كانت تاريخية ومفصلية في توقيتها ومضمونها، ربطاً بما يحيط بالمنطقة من حروب وتطورات، مشيداً ومقدّراً البيانين الختاميين لهذه الزيارة وتحديداً بعد انتهاء مباحثات بن سلمان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني، وعلى وجه الخصوص الشق المتعلق بلبنان حيث وضع النقاط على الحروف وتضمن قراءة متأنية ودقيقة في مقاربة الوضع اللبناني من جوانبه كافة، لا سيما حول دور حزب الله الذي يقوّض الأمن والاستقرار ليس في لبنان فحسب، وانما عربياً ودولياً، وسأل، كيف لهذه الدول الشقيقة ولا سيما المملكة العربية السعودية والخليج والمجتمع الدولي بشكل عام أن يدعموا لبنان، وقد شخّصوا هذا المرض في الجسم اللبناني من خلال وجود الدويلة على حساب الدولة؟ آملاً من المكابرين الى العهد والحكومة والمعنيين أن يقرأوا ما صدر من مواقف وبيانات خلال جولة ولي العهد السعودي الأخيرة.

في أزمة الكهرباء، وقع لبنان وسوريا ومصر، يوم الثلاثاء، اتفاقية لنقل 650 مليون متر مكعب من الغاز سنويا من مصر إلى لبنان عبر سوريا، وذلك في مراسم أقيمت بوزارة الطاقة اللبنانية في بيروت. وبموجب الاتفاقية، سيتم ضخ الغاز عبر خط أنابيب إلى محطة كهرباء دير عمار في شمال لبنان، حيث يمكن أن تضيف حوالي 450 ميغاوات إلى الشبكة، أي ما يعادل حوالي أربع ساعات إضافية من الكهرباء يوميا.

والخطة التي طُرحت لأول مرة في صيف 2021، جزء من جهد تدعمه الولايات المتحدة لمعالجة نقص الكهرباء في لبنان باستخدام الغاز المصري الذي يتم توريده عبر الأردن وسوريا. وكان مسؤول أميركي قال في وقت سابق، إن الموافقة النهائية على الاتفاق بين البلدين ستسمح لواشنطن بتقييم ما إذا كان المشروع يمتثل للعقوبات الأميركية على سوريا، وبعد ذلك يمكن أن يتدفق الغاز في نهاية المطاف.

في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، كشف تقرير هيئة البث الإسرائيلي "كان 11" بأن الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، آموس هوشستين، عقد اجتماعا مع فريق التفاوض الإسرائيلي، أمس الجمعة، لبحث الاقتراح المقدم من الجانب اللبناني لتسوية الخلافات حول المناطق المتنازع عليها، وذلك إثر التوتر الذي تسبب به استقدام إسرائيل لسفينة حفر وتنقيب عن الغاز في حقل "كاريش"، وذكرالتقرير بأن هوشستين لم يحضر فعليا إلى إسرائيل، وعقد اجتماعه مع فريق التفاوض الإسرائيلي عبر تقنية الفيديو، وذلك في اجتماع هو الأول له مع الجانب الإسرائيلي منذ زيارته للبنان، في وقت سابق من الشهر الجاري، ولفت التقرير إلى أن الوسيط الأميركي استعرض أمام الجانب الإسرائيلي"آخر المستجدات المتعلقة بزيارته إلى لبنان، وبحسب القناة فإن الطرفين ناقشا تنسيق المواقف في محاولة للمضي قدما في المفاوضات مع الحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية، ورجحت القناة أن تتواصل المفاوضات بين إسرائيل ولبنان عبر الوسيط الأميركي والرعاية الأممية خلال الفترة القريبة المقبلة.

في مواقف حزب الله الايراني في لبنان لهذا الاسبوع، لفت النائب محمد رعد الى أنّ لبنان يعاني من أزمة على الصّعد كافة، وقال أنه من المفروض عليهم بعد إنتهاء الإنتخابات النيابية أن يتصدوا لهذه الأزمة،  وأن حسن استثمار ثروة الغاز الواعدة في المياه الإقليمية اللبنانية هو المدخل المتاح والمعوَّل عليه قي السّنوات المقبلة لحل مشاكل البلد والنهوض بأوضاعه!! ودعا إلى الكفّ عن تعطيل المشاريع وعرقلة تنفيذها، معتبرا أنّ تأمين الكهرباء هو أوّل الأولويات وعلى الحكومة أخذ ذلك على عاتقها بأقل كلفة وأسرع وقت!! وفي موضوع الإستشارات النيابية، قال أن كتلة الوفاء سوف تدلي بدلوها وتسمي الرئيس الذي تراه مناسبًا لإدارة المرحلة الحكومية الراهنة دون توهّم، أنّه سيكون من الأولياء أو من الملائكة، لكن من الضروري أن يكون منفتحًا على المعالجات الواقعية وفي الوقت نفسه أن يعرف قدر وأهمية المقاومة في حماية البلاد وخطورة أيّ تفريط برصيدها ودورها الوطني الضروري للبنان واللبنانيين!!

من جانبه، دعا النائب حسن عز الدين الى تشكيل حكومة جامعة  بغض النظر عن تسميتها تحظى بالدعم اللازم لاجتياز المرحلة، معتبرا ان الحزب يقوم بما عليه من اتصالات ومشاورات مع الحلفاء والكتل النيابية لبلورة موقف من تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة في ظل التركيبة السياسية والطائفية والتوازنات الحساسة ليتم في ضوئها اختيار الشخص القادر على تشكيل حكومة تتمكن من القيام بواجباتها للتصدي للكارثة التي وصلنا اليها حيث بات اللبناني محروما من ادنى مقومات الحياة. وعن موقف الحزب من الرئيس المكلف قال لا شيء يقينا أو مؤكدا بعد، الامر متروك للكتل النيابية التي عليها قول كلمتها في الموضوع ولكن المرحلة هي مرحلة خيارات سياسية وأقتصادية تستوجب تفاهما وطنيا تجسده الحكومة المقبلة لتستطيع مواجهة التحديات لتلافي المحظور والتهديدات التي تطالنا، أما عن شكل الحكومة فقال أن التسمية التي ستحملها ستكون سياسية سواء بالأصالة او بالإنابة تماما كالحكومة الحالية التي يعتقد أن الاتجاه ذاهب الى مثيلتها!

ومن جهته، رأى النائب حسين الحاج حسن أن أسباب الوضع المأزوم في لبنان متعددة، منها النظام السياسي الطائفي القائم على المحاصصة، النموذج الاقتصادي الريعي الذي يتكل على الخارج والذي نخر فيه الفساد طوال سنوات وعقود، تداعيات الحرب على سوريا وإصرار الغرب على إبقاء أعباء النازحين السوريين ضاغطة على الاقتصاد اللبناني، قانون قيصر وتداعياته على سوريا ولبنان، العقوبات الأميركية والحصار الأميركي، ومفتاح الحل بأن يدخل المال إلى البلد، وأكد أنه لا يمكن التعويل على قروض صندوق النقد الدولي التي هي في أحسن الحالات لن تزيد عن مليار دولار في السنة، ولا على القروض التي يمكن أن يتلقاها لبنان من مؤتمر سيدر ومن البنك الدولي، فالحل الوحيد للخروج من الأزمة دون منة من أحد، هو برفض لبنان الرضوخ للابتزاز الأميركي، وباستخراج الثروات الطبيعية النفطية والغازية، وأضاف أن الضغوط الأميركية على لبنان بشأن الحدود البحرية الجنوبية لها علاقة بالتطبيع والتوطين وبرسم سياسات المنطقة، وديفيد هيل وديفيد شنكر لم يخفيا ذلك، فأميركا حليف منحاز لإسرائيل وليست وسيطا نزيهاً، والمطلوب من الحكومة المقبلة تحرير ثروة لبنان البحرية من الهيمنة والتسلط الأميركي، فالبلد مأزوم جدا، وبحاجة إلى عائدات ثرواته النفطية والغازية!!

وفي السياق، رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الايراني الشيخ نبيل قاووق أن الواقع الصعب للبنانيين يفرض التسريع في تشكيل الحكومة، والتسريع في العمل على إنجازات ملموسة محسوسة، وأشار إلى أنه في لبنان سفير للفتنة لا يريد للبلد أن يرتاح أو أن يخرج من الأزمة، وإنما يعمل لأجل التحريض والفتنة بين اللبنانيين، فيتدخل في الشؤون اللبنانية، ومن ثم يدعي أن السعودية على مسافة واحدة من اللبنانيين، ويطالب لبنان بألا يتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، وكأن السفير اللبناني أو حزب الله يتدخلون بتشكيل الحكومة السعودية، أو أنهم يتدخلون في الانتخابات السعودية إذا كان هناك من انتخابات، واعتبر أن السكوت على تدخلات سفير الفتنة معيب، ويشكل إدانة وفضحا لكل أدعياء السيادة والحياد، وإذا كان المسؤولون المعنيون عاجزين عن تأمين الخبز والدواء، فعليهم أن يحفظوا ويدافعوا عن كرامات اللبنانيين من إساءات وتدخلات سفير الفتنة، لأن هذا أقل الواجب وأضعف الإيمان. كما أكد أن المقاومة اليوم في أفضل حالاتها، ولا تزال عنوان مجد لبنان وكرامة الأمة، والحصن الحصين للوطن، وصحيح أن هناك تهديدات إسرائيلية، ولكنها لن تحقق أي هدف من أهدافها، لأنها ما استطاعت أن تخرج المستوطنين والإسرائيليين من بحر الرعب والخوف من المقاومة، لأنهم يدركون أنه لا يوجد مدينة ولا مستوطنة ولا منشآت استراتيجية إسرائيلية إلا وتطالها صواريخ المقاومة!!

إلى ذلك، رأى الشيخ نبيل قاووق أن اللبنانيين يعانون من أزمات خانقة ما يفرض اعتماد آلية تختصر الوقت وتسرع تشكيل الحكومة ، وأكد أن هناك من يعمل على العرقلة وإبقاء البلد في متاهة الأزمات وباتت هوية هؤلاء معروفة وهم يتقاضون أجرة مواقفهم السلبية! وشدد على أن التهديدات الإسرائيلية هي للإستهلاك المحلي ولا تنفع أمام مفاجآت ومعادلات المقاومة ولا تغير من واقع قوة الموقف اللبناني المرتكز على قوة معادلة  الجيش والشعب والمقاومة. كما اعتبر أن أي تحالف سعودي مع إسرائيل يشكل تهديدا مباشرا وطعنة في ظهر لبنان وفلسطين وسوريا وكل الأمة!

أما النائب محمد رعد فقد رأى بأن المشكلة في لبنان هي في بعض الطموحات الخاصة والسياسية والفئوية التي تدفع هذه الجماعة أو تلك لمحاولة القبض على السلطة دفعة واحدة وتتوهم أنها يمكن أن تفعل كل شيء إذا استقام لها الأمر، وأضاف أن البعض يعد الناس بالكهرباء ولا كهرباء والبعض يعدها بالدواء ولا دواء، في حين أن حسن التدبير يتطلب بأن يكون المسؤول صادقا مع أهله وشعبه حتى يعينوه على الأقل بصبرهم عليه! وقال أنه خلال الفترة الراهنة نستطيع أن نشكل حكومة ربما تكون أكثر انتاجية، لكن إن اردنا تضييع الوقت فذاك من سوء التوفيق، مضيفا أنه علينا جميعا أن نسارع الى تشكيل حكومة الممكن في هذا الوقت، لكي تتحمل مسؤولية إدارة البلاد، فالمريض لا يمكنه أن ينتظر والأسواق التي يتحكم بها المحتكرون تحتاج الى سلطة تردعهم، والعدو الذي لا يزال يهددنا برا و بحرا يحتاج إلى سلطة تقوى بمعادلة القوة والدفاع والنصر التي تجهض التهديد والعدوان، ومن نعم الله على لبنان ما أنجزته المقاومة من إنتصارات وجهوزية دائمة!!

في ملف زيارة ولي العهد السعودي مصر والاردن وتركيا، كان لافتا الموقف المشترك المصري السعودي الذي أكد في البيان الختامي للزيارة حرصه الجانبان على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، وعلى أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى الحفاظ على عروبة لبنان وأمنه واستقراره، ودعم دور مؤسسات الدولة اللبنانية، وإجراء الإصلاحات اللازمة بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، وألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، وألا يكون مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات. وفيما يخص الموقف المشترك الاردني السعودي فقد أكد الجانبان أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار وضرورة دعم لبنان وشعبه الشقيق، والعمل على مساعدته في التصدي للتحديات التي يواجهها، وأهمية إجراء إصلاحات شاملة تكفل تجاوزه لأزمته الحالية، وضرورة حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية والتزام "حزب الله" بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ووقف كل الممارسات التي تهدد أمنها.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان: نناشد ونطالب جميع الدول ومعها الأحزاب والقوى اللبنانية بعدم مهادنة أو مساكنة "حزب الله" بأي شكل من الأشكال وعلى كل المستويات، لأن هذا الحزب هو منظمة أمنية عسكرية إرهابية تتسلّط على الحياة السياسية بكواتم الصوت والمتفجرات. كما أن الزعم بوجود جناح سياسي لهذا الحزب وآخر عسكري هو وهم تدحضه وقائع وممارسات هذه الميليشيات منذ ظهورها في الحياة السياسية اللبنانية وتمّ تأكيده بحُكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وإدانتها مسؤولين آخرين في حزب الله هما حسن مرعي وحسين عنيسي ، إضافة إلى حكم سابق أدان سليم عياش أيضاً في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري - إن تمرّد هذه الميليشيا على العدالة اللبنانية والدولية، يعني الإمعان في ضرب ركائز الدولة والعيش المشترك التي تقوم على احترام مبدأي العدالة والحرية، وما تفعله هذه الميليشيا هو استهداف للعدالة وقمع للحرية، وعلى الحكومة المقبلة التشدّد والتمسُّك بقرار المحكمة الدولية وملاحقة المتهمين وكما أتينا بالعدالة للشهيد رفيق الحريري فإننا سنفعل ذلك لشهداء جريمة تفجير مرفأ بيروت - شددا على المجتمع الدولي وجميع القوى السياسية السيادية على خوض مواجهة سياسية ضد ميليشيا "حزب الله" لتسليم سلاحه ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود وفقاً للدستور والقرارين 1559 و1701، وكذلك تسليم من دبّر ونفّذ اغتيال قامات وطنية ومواطنين أبرياء في مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. مع التنبيه والتحذير من أنّ غير ذلك سيدفع باللبنانيين إلى البحث عن حلول من خارج الدستور وعن قوى اقليمية يستقوي بها الداخل على الداخل، كما وسيدفع إلى الفتنة الداخلية، وهذا ما نرفضه بشدة أيضاً لأن مشاريع الغلبة واستدعاء خارج ما للاستقواء به على الداخل كان يفجر لبنان ويدمره، وهذا ثابت بالوقائع والتجارب قديمها وحديثها. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل (المكتب السياسي): دعا مع اقتراب إنجاز الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف للحكومة العتيدة،الى تأليف حكومة قادرة على مواجهة التحديات والأزمات، وإلى عدم تضييع الوقت، وإلى عدم الدخول في متاهات التسويف والمماطلة والشروط والشروط المضادة في الفترة المتبقية للإستحقاق الرئاسي، لأن البلد لم يعد يحتمل خسارة أي فرصة - دعا الأطراف السياسية الفاعلة جميعا إلى وضع عنوان للمرحلة المقبلة هو: ماذا نريد من الحكومة العتيدة؟ وليس بحث كل طرف عن مصلحته في أي حكومة، وإعادة النظر سريعا في خطة التعافي الاقتصادي وإقرارها وفق الأصول - استغرب طريقة تعاطي حكومة تصريف الأعمال مع الأزمات وتجاهل إضراب موظفي القطاع العام، ودعا إلى تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة الفورية - نبه من خطورة المرحلة المتأزمة التي تستوجب تضامنا وطنيا جامعا لمواجهة ما يرسم في دوائر القرار للمنطقة، مشددا على ضرورة تماسك الموقف اللبناني في مقاربة ملف ترسيم الحدود وحماية الحقوق. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): كرّر مناشدة كل الكتل النيابية التي تنادي بالتغيير الذهاب إلى الاستشارات موحّدة الرأي، فالبلد أمام محطة خطيرة لا تحتمل تضييع الفرص، ونتائج يوم الاستشارات ستحمل تداعيات مصيرية تحدّد مستقبل البلد، فإما أن يكون للبنان حكومة متحرّرة من المصالح الشخصية ومن هيمنة حزب الله وقادرة على اتخاذ الإجراءات الفورية للجم التدهور وإلا سيبقى القديم على قدمه وسندخل في فوضى غير محسوبة النتائج، داعيا إلى تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة - طالب بإبلاغ المحكوم عليهم (حسن مرعي وحسين عنيسي وسليم عياش) خلاصة الحكم ودعوتهم لتسليم أنفسهم، وإلا إبلاغ مرجعيتهم الحزبية لتسليمهم فورًا إنفاذًا للحكم الصادر، منعًا لتصنيف لبنان دولة خارجة عن القانون والنظام الدوليين. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: . كم كنّا نتمنّى لو أنّ المسؤولين المدنيّين والسياسيّين عندنا يتمتّعون بذرّة من الإيمان وشجاعة التحدّي الذي يقتضيه، لَما كنّا نعيش في حالة الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا ومعيشيًّا واجتماعيًّا، وكنّا نتمنّى لو شاركَت في تسميةِ الرئيسِ المكلَّفِ، أيًّا يكن المسَمّى، شرائحُ نيابيّةٌ أوسَع لتُترجِمَ، بفعلٍ إيجابيٍّ ودستوريٍّ وميثاقيٍّ، الوَكالةَ التي مَنحها إيّاها الشعبُ منذ أسابيع قليلة، لاسيّما أنَّ الاستشاراتِ هي إلزاميّةٌ - نطالبُ من جديد بالإسراعِ في تشكيلِ حكومةٍ وطنيّةٍ لحاجةِ البلادِ إليها، ولكي يتَركّز الاهتمامُ فورًا على التحضيرِ لانتخابِ رئيسٍ انقاذّي للجُمهوريّة. ونُناشدُ جميعَ الأطراف بأن تتعاونَ مع الرئيسِ المكلَّف بعيدًا عن شروطٍ لا تَليقُ بهذه المرحلةِ الدقيقة، ونَنتظرُ من الرئيسِ المكلَّف، تشكيلَ حكومةٍ على مستوى الأحداث، وتُعزّزُ الشرعيّةَ والنزعةَ السياديّةَ والاستقلاليّةَ في البلاد وتجاه الخارج - هذه الأشهرُ الأربعةُ الباقيةُ من عمرِ العهدِ، يجب أن تُخصَصَّ لخفضِ نِسبةِ الحِقدِ والانتقامِ والكيديّةِ والمطارداتِ القضائيّةِ البوليسيّةِ التي لم يَألفْها المجتمعُ اللبنانيّ. ويجب أن تُخصَّصَ للتخفيفِ من معاناةِ الناس، لضبطِ الأوضاعِ الأمنيّة، لتحييدِ لبنان، لإحياءِ التحقيقِ القضائيِّ في جريمةِ المرفأ. ويجب أن تُخصَّصَ لتعديلِ خُطّةِ التعافي، لمواصلةِ المفاوضاتِ الحدوديّةِ حولَ النَفطِ والغاز، وخصوصًا لانتخابِ رئيسِ جديد للجُمهوريّةٍ في أقربِ وقتٍ ضَمانًا لوِحدةِ الكِيانِ اللبنانيّ، ولاستمرارِ الشرعيّةِ، واستباقًا لأيِّ محاولةٍ لإحداثِ شُغورٍ رئاسيّ. نحن نرفضه. وضروريٌّ أن يَتضمّنَ برنامجُ الحكومةِ، الجديدة التزامًا واضحًا بهذه القضايا. (ملحق رقم 4*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن القوات الروسية نفذت سلسلة من العمليات ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا هذا الشهر، بما في ذلك واحدة هذا الأسبوع، وقد أثارت الاستفزازات الروسية قلق المسؤولين العسكريين الأميركيين، الذين يشعرون بالقلق من أن سوء التقدير قد يتصاعد إلى صراع غير مقصود بين القوات الأميركية والروسية في سوريا. وتعتبر التوترات بين البلدين عالية بالفعل في أعقاب عملية الغزو الروسية لأوكرانيا في فبراير والجهود الأميركية لتسليح الجيش الأوكراني لهزيمة القوات الروسية هناك.

ونفذت روسيا، الأربعاء، غارات جوية على ثكنة التنف بالقرب من الحدود السورية مع الأردن في جنوب شرق سوريا، حيث تقوم القوات الأميركية بمهمة تدريب وإرشاد مقاتلين محليين لمنع عودة ظهور داعش. وأخطرت روسيا الولايات المتحدة من خلال خط اتصالات تم إنشاؤه منذ سنوات بأنها كانت تشن الضربات الجوية ردًا على هجوم مزعوم ضد القوات الحكومية السورية يدافع عنه الروس والذي ربما أدى إلى وقوع إصابات وتدمير مركبة. وأشار الإخطار المسبق بالضربة للمسؤولين الأميركيين إلى أن الجيش الروسي لم يكن يستهدف القوات الأميركية بنشاط ولكنه كان يضايق المهمة الأميركية في سوريا، وهو تكتيك استخدمته القوات الروسية سابقًا مما دفع البلدين لتكثيف الاتصالات على مر السنين. يذكر أن القوات العسكرية الأميركية لم تكن بالقرب من القاعدة وقت ضربات يوم الأربعاء، كما لم تكن هناك خسائر في صفوف القوات الأميركية أو التحالف نتيجة الضربة، لكن العملية تخللت ما وصفه مسؤول عسكري أميركي بأنه زيادة كبيرة في الاستفزاز هذا الشهر.

إلى ذلك، نشر الروس طائرتين مقاتلتين من طراز Su-34 هذا الأسبوع أيضًا، في موقع كانت الولايات المتحدة تشن فيه غارة في شمال شرق سوريا للقبض على صانع قنابل تابع لتنظيم داعش. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن المقاتلات انسحبت بعد أن سارعت الولايات المتحدة بمقاتلاتها من طراز F-16 لتحذير الطائرات الروسية لمغادرة المنطقة.

في سياق منفصل، تعرّضت قافلة بريف الرقة لهجوم من عناصر مجهولة تسبب بمقتل 15 شخصاً بينهم عناصر من قوات النظام، حيث أفادت مصادر متابعة، بأن استهدافاً جديداً وقع ضمن منطقة جبل البشري ببادية محافظة الرقة فجر الاثنين، تأكد فيه مقتل 15 عنصراً اكثرهم من قوات النظام، وذلك وفقا لما أكدته وسائل إعلام الأسد أيضاً، كما أفيد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نظراً لوجود جرحى بحالات خطرة.  في حين يأتي الاستهداف الجديد ضمن إطار استمرار عمليات تنظيم داعش الإرهابي في البادية، فقبل 3 أيام وصلت 5 جثث لعناصر من ميليشيا مدعومة من روسيا إلى المستشفى الوطني بمدينة تدمر، بعد استهدافهم من قبل داعش في منطقة بادية السخنة.

يذكر أن الرقة كانت عاشت خلال الساعات الماضية استنفاراً أمنياً مشدداً بعدما تأهبت قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية التابعة لها، صباح الأحد، إثر فرار 3 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي بينهم قيادي من السجن المركزي.

على صعيد آخر، قال مسؤول من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن نحو 800 لاجئ سوري يعودون إلى بلادهم من تركيا كل أسبوع لكن الظروف غير مواتية للعودة الطوعية لأعداد كبيرة.

وتستضيف تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري، في أكبر تجمع للاجئين في العالم، لكن تراجع مشاعر السكان تجاههم دفع الحكومة للعمل على إعادتهم، وقالت حكومة الرئيس أردوغان، إنها تعتزم توطين نحو مليون سوري في منازل مبنية بوحدات خرسانية سابقة التجهيز في شمال غرب البلاد، فيما لم تجتذب هذه الخطط دعما دوليا. وقال فيليب لوكلير ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا يوم الاثنين، إن الظروف في سوريا غير مواتية لعودة العديد من اللاجئين، وأضاف أن أغلب العائدين غير متزوجين، يعودون لمناطق مختلفة في شمال سوريا كل أسبوع، لكن أغلب السوريين يعتقدون أنهم سيبقون في تركيا لأن أوضاعهم الاقتصادية أفضل مما ستكون عليه في سوريا، وأنه بطبيعة الحال يعتقد الناس أن مستقبلهم في تركيا وليس في سوريا في ضوء التقدم الضئيل الذي شهدناه!

 

  1. في الشأن الليبي

بعد يوم على اختتام المحادثات الليبية المشتركة بجولتها الثالثة في القاهرة بين مجلسي النواب والدولة لوضع إطار دستوري للبلاد، أعلنت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز الاثنين، أن اللجنة اتفقت على عدد كبير من بنود الدستور الليبي، وأضافت أن الخلافات ظلت قائمة بين الفرقاء في اجتماعات القاهرة، داعية الأطراف إلى الاجتماع مجدداً بعد 10 أيام في مكان يحدد لاحقا، كما دعت لانتخابات شفافة في ليبيا في أقرب وقت ممكن، شاكرة جميع الأطراف على تقديم التنازلات من أجل مصلحة الشعب الليبي.

وكانت مصادر خاصة ذكرت أن لجنة 5+5 العسكرية اختتمت أعمالها في القاهرة وخرجت بعدد من التوصيات، أبرزها حل أزمة الحكومة الليبية الراهنة من خلال مقترحات جديدة أو طرح اسم جديد لتشكيل الحكومة وتجنب الصراع الدائر. بالإضافة إلى فتح خط اتصال مع الأطراف في طرابلس لوقف التصعيد وأي تحشيد عسكري.

كما دعت اللجنة العسكرية أيضا للعمل على وضع وثيقة شاملة توقع عليها الأطراف الليبية لتفكيك الميليشيات ضمن إطار زمني محدد، وخروج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية قبل موعد الانتخابات وتسليم مراكزها للجيش الليبي. كذلك طالبت اللجنة بدعم دولي للجيش وحل أزمة المرتبات وتدريبه لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وأوصت اللجنة العسكرية بفتح كافة المنشآت النفطية الليبية فوراً دون أي شروط تحت رقابة دولية لمراقبة سير العمل.

إلى ذلك، شهدت العاصمة الليبية طرابلس، عمليات تحشيد عسكري متصاعد من الميليشيات المسلحة، وذلك قبل ساعات من انتهاء المدة القانونية لخارطة الطريق، التي أقرّها ملتقى الحوار السياسي، وأنتجت حكومة عبد الحميد الدبيبة، والتي انتهت فترة الحكومة، يوم الثلاثاء. واستنفرت الميليشيات المسلحة الموالية للدبيبة قواتها في العاصمة طرابلس، ونشرت تعزيزات عسكرية كبيرة في وسط العاصمة والشوارع الرئيسية، كما قامت بتطويق المقرات الحكومية، بينما تمركزت ميليشيات مدينة الزنتان الداعمة لحكومة فتحي باشاغا في مداخل العاصمة، بعد دعمها بقوات إضافية، وذلك على وقع صراع سياسي تعيشه البلاد بين حكومتين متنافستين، بما أوحى بتصعيد عسكري محتمل. كما أتت هذه التطورات بعد فشل الأطراف الليبية في التوافق على قاعدة دستورية لتنظيم العملية الانتخابية، بسبب الخلافات المستمرة حول شروط الترشح للرئاسة.

وفي هذا السياق، طالب أعضاء بالمجلس الأعلى للدولة، رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، بتسليم السلطة، معتبرين أن حكومة الوحدة الوطنية أصبحت منتهية الولاية بعد انتهاء المدة الزمنية لخارطة الطريق، ودعوا في بيان يوم الثلاثاء، الدبيبة إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية بالإسراع في تسليم مقار الحكومة السابقة للحكومة الليبية بشكل سلس اقتداء بسلفه وبما يعزز قيمة التداول السلمي على السلطة، وشددوا على ضرورة أن يتحمل شاغلو المناصب العليا في المؤسسات السياسية مسؤولياتهم القانونية، محذرين من أي انقسامات داخل المؤسسات قد تنجم عن تموضعهم الخاطئ.

وفي السياق، دعا رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان باشاغا، كافة الجهات والسلطات الأمنية والقضائية والمالية والعسكرية، بعدم التعامل مع حكومة عبد الحميد الدبيبة، بعد انتهاء ولايتها رسميا، مشددا على أن كل من يخالف ذلك يعد خارجا عن القانون. كما وجه باشاغا حديثه للمجتمع الدولي، مؤكدا أن حكومته ستكون فاعلة وإيجابية وجادة في العمل على توفير كل المتطلبات اللازمة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كما طالب المجتمع الدولي، بعدم التعامل مع أي كيان خارج عن شرعية الدولة الليبية إعمالا لميثاق الأمم المتحدة وكافة المواثيق الدولية وحرصا على تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا، لما في ذلك من تهديد حقيقي على أمن الدولة، وما يمثله من انتهاك لسيادة الدولة الليبية.

يذكر أنه ليس من الواضح ما سيحدث في ليبيا بعد 22 يونيو، وما إذا كانت المؤسسات الرسمية ستستمر في التعاطي والتعامل مع حكومة عبد الحميد الدبيبة، الذي يتمسك بالبقاء في السلطة حتى إجراء انتخابات في بلاده، في ظلّ وجود حكومة أخرى مكلفة من البرلمان وتمارس مهامها من مدينة سرت، وتطالب بالحصول على ميزانية لتنفيذ أعمالها، وسط مخاوف من اندلاع صراع مسلّح يعيد البلاد إلى الفوضى من جديد.

وبعد تعثر المحادثات الليبية بالقاهرة في التوصل إلى توافق على عدد من الملفات الخلافية على رأسها شروط الترشح في الانتخابات المقبلة، أعلنت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، عن لقاء سيجمع بين رئيسي البرلمان عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الأسبوع المقبل، في مدينة جينيف السويسرية، لبحث القاعدة الدستورية للانتخابات، وقالت، يوم الخميس، إن رئيسي البرلمان ومجلس الدولة سيلتقيان يوم الثلاثاء والأربعاء القادمين في مقر الأمم المتحدة بمدينة جينيف، من أجل مناقشة مسودة الإطار الدستوري. كما أكدت التزام الطرفين بإنجاز التوافق بشأن المسائل المتبقية التي لم ينجح المجتمعون في القاهرة الأسبوع الماضي ضمن إطار لجنة المسار الدستوري من التوصل لحل بشأنها. بالتزامن، أكد صالح أن المصالحة بين الأفرقاء السياسيين ركن أساسي من أجل بناء ليبيا ونهضتها.

وفيما تمكنت اللجنة من التوافق حول 180 مادة من الدستور من أصل 197، فشلت في تجاوز الخلافات القائمة حول التدابير المنظمة للعملية الانتخابية، والتي تتعلق بشروط الترشح للرئاسة، وأحقية ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية من عدمه. فقد طالب البرلمان بضرورة السماح بترشح العسكر وأصحاب الجنسيات المزدوجة إلى الانتخابات، وعدم إقصاء أي مواطن أوحرمانه من المشاركة، بينما رفض المجلس الأعلى ممارسة العسكر للعمل السياسي، كما عارض السماح لمزدوجي الجنسية بالترشح للانتخابات. يشار إلى أن القمة المرتقبة في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة، لتوافق ليبي يحلّ كل تلك الخلافات ويضع البلاد على سكّة الانتخابات من جديد.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

بعد تهديده طهران برد فوري على أي هجمات ضد مواطنيه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن بلاده تعمل لبناء تحالف للدفاع الجوي في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة، وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها إحباط محاولات إيران لشن أي هجمات جديدة. كما رأى في إحاطة أمام نواب الكنيست الإسرائيلي، الاثنين، أن مثل هذا التعاون مفيد جداً، وبات يحدث بالفعل مع الشركاء، وكشف أن تل أبيب تقود منذ العام الماضي، برنامجا مكثفا مع آخرين في البنتاغون والإدارة الأميركية لتعزيز التعاون مع دول المنطقة.

في موازاة ذلك، كشف أشخاص مطلعون إن إسرائيل تكثف حملتها لإحباط برامج إيران النووية والصاروخية والطائرات بدون طيار من خلال سلسلة من العمليات السرية التي تستهدف مجموعة أوسع من الأهداف الرئيسية، وهذه التحركات الجديدة هي أحدث تطور لاستراتيجية أطلق عليها بينيت، عقيدة الأخطبوط، والتي تهدف إلى جلب معركة إسرائيل ضد إيران إلى الأراضي الإيرانية بعد سنوات من استهداف عملاء إيرانيين ووكلاء طهران خارج البلاد في أماكن مثل سوريا.

في الملف السياسي الداخلي، اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد على حل الكنيست وتعيين الأخير رئيسا للوزراء، وكشفت المعلومات أن اتفاقاً حصل بين رئيس الوزراء بينيت ووزير الخارجية لابيد، على طرح قانون حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات الإسرائيلية الأسبوع المقبل، ليصبح بذلك يائير لبيد رئيسا للوزراء في المرحلة الانتقالية. في السياق قال لابيد في بيان ألقاه إلى جانب بينيت إنه لن ينتظر حتى إجراء انتخابات جديدة كي يبدأ في معالجة التحديات التي تواجهها إسرائيل بمجرد توليه منصب رئيس الوزراء المؤقت.

يشار إلى أن المعارضة تنوي طرح مشروع القانون الخاص بحل الكنيست يوم الأربعاء القادم، إذا اتضح لها أن النائب عن حزب "يمينا" نير أورباخ سيدعمه، وفي حال عدم حصول مشروع قانون حل الكنيست الأغلبية المطلوبة بالتصويت بالقراءة التمهيدية، فإنه لا يمكن طرحه مجددا قبل مرور 6 أشهر على سقوط التصويت، وذلك وفقا للقانون الإسرائيلي.

 

  1. فيروس COVID-19

يتهرًب المتحوران الفرعيان من "أوميكرون" BA.4 وBA.5 بحسب ما يبدو، من استجابات الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بـ"كوفيد-19"، وأولئك الذين تحصنوا بالكامل وتلقوا الجرعة المعززة، وفقًا لما أظهرته بيانات جديدة لباحثين في مركز "Beth Israel Deaconess" الطبي، التابع لكلية هارفارد للطب. ورغم ذلك، لا يزال من المتوقع أن يوفر اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" حماية كبيرة ضد الأمراض الشديدة. ويعمل صانعو اللقاحات على جرعات محدثة قد تمنح استجابة مناعية أقوى ضد المتحوّرين.

وبيّنت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "New England Journal of Medicine" الأربعاء، أن مستويات الأجسام المضادة المعادلة الناجمة عن إصابة سابقة، أو لقاحات، أدنى بمرات عدة ضد المتحورين الفرعيين BA.4 وBA.5 مقارنة مع فيروس كورونا الأساسي. وتكرّر النتائج المنشورة حديثًا، ما توصل إليه بحث آخر أجراه علماء في جامعة كولومبيا الأمريكية، أشاروا فيه إلى أنّ متحوري BA.4 وBA.5 يتهربان من الأجسام المضادة في دم البالغين المحصنين بالكامل أو سبق وأصيبوا بكوفيد، وحذروا من زيادة خطر الإصابة لديهم مرة أخرى.

وتقدّر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أنّ نسبة 94.7٪ من سكان الولايات المتحدة الذين يبلغون 16 عامًا وما فوق يتمتعون بأجسام مضادة لفيروس كورونا المسبّب لـ"كوفيد-19"، من خلال التطعيم أو العدوى أو الاثنين معًا. وأعلنت الوكالة الأمريكية في بياناتها المنشورة الثلاثاء، أن نسبة الإصابة بمتحوري BA.4 و BA.5 قُدرت بـ35٪ من مجمل الإصابات الجديدة بـ"كوفيد-19" في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مسجلة ارتفاعًا من نسبة 29٪ الأسبوع السابق.

ويُعتبر كل من BA.4 وBA.5 من بين أسرع المتحورات انتشارًا المبلّغ عنها حتى الآن، ويتوقع أن يسيطرا على الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، ودول أخرى في أوروبا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفقًا للمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

وفي لبنان، عاد عداد كورونا إلى الارتفاع مجدداً، حيث سجلت وزارة الصحة نهاية الاسبوع 836 إصابة جديدة يوم السبت، ودعت الوزارة المواطنين إلى أخذ اللقاح حيث أنه الوسيلة الوحيدة للحماية.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

تحمل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى الشرق الأوسط والسعودية معاني أبعد بكثير من إعادة ترتيب العلاقات أو الحاجة الأميركية إلى الطاقة،فقد أجمع دبلوماسيون يعملون في واشنطن، وشخصيات قريبة من إدارة بايدن، على أن زيارته السعودية والاجتماع مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم عقد قمة مع قادة مجلس التعاون الخليجي وقادة مصر والأردن والعراق، وقبلها زيارة إسرائيل والضفة الغربية، تحمل مؤشّرات على وجود خطة واضحة لدى بايدن في الشرق الأوسط، تقوم على التحالف مع الأصدقاء واحتواء إيران.

وعن خطة الاحتواء، تحدث قريبون من الإدارة الأميركية، وآخرون من السلك الدبلوماسي، بأن بايدن ومساعديه لم يستكملوا بعد كافة معالم سياسة الاحتواء هذه، لكنهم شددوا على أهمية النظر إلى أن واشنطن تراقب بقلق التمدّد الإيراني باتجاه الهند وإفريقيا وأميركا الجنوبية، وسياسة احتواء إيران ستشمل دون شك مواجهة هذا التمدد خارج الشرق الأوسط، مثلما يجب النظر إلى احتواء النشاطات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن. إلى ذلك، ربما يكون من أهم معالم سياسة الاحتواء أيضاً غياب النشاط العسكري الأميركي المباشر بل الاحتفاظ بالقوات الحالية عند مستويات 40 ألف جندي، والموزّعين بين الخليج العربي والعراق وسوريا، ومساعدة دول المنطقة وإسرائيل على رصد وضرب التحركات العسكرية لإيران، واحتواء توسعها في الشرق الأوسط وخارجه، على ألا تنفجر الأوضاع!.

ومع تعثر المفاوضات النووية من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي، كشف أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين أن مسؤولين كبارا في إدارة جو بايدن يشكون في أن طهران ستوافق على أي اتفاق جديد، وأوضح المشرعون أن الإدارة لديها عرض مطروح على الطاولة، لكن إيران تظهر القليل من الاستعداد لإعادة تأسيس خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والتي وضعت قيوداً كبيرة على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. بدوره، عبّر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب مينينديز، عن عدم تفاؤله بوجود مثل هذه الصفقة، وأضاف أن الإدارة تعتقد أنه من المنطقي من الناحية الاستراتيجية إبقاء العرض على الطاولة، لكنه لا يرى الطريق إلى الأمام. كما بيّن أن قبول اتفاق جديد هو اقتراح مثير للانقسام داخل المؤسسة السياسية الإيرانية، مما يجعل من الصعب إحياء الاتفاق، وهو يعتقد أن هناك صراعاً داخل إيران، لذا لا يوجد طريق واضح للمضي قدماً. كما أوضح العديد من أعضاء مجلس الشيوخ أن هناك مؤشرات على أن إيران لا تريد التعاون مع الحلفاء الغربيين من خلال السماح بالإشراف على برنامجها النووي.

في سياق منفصل، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، إعادة فرض حظر شبه كامل لاستخدام الألغام الأرضية وتصنيعها، مستثنياً منه الجيش المنتشر في مواجهة بيونغ يانغ في شبه الجزيرة الكورية، وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن الولايات المتحدة ستتّبع سياسة متوافقة مع الاتفاقية الدولية لحظر استعمال أو تخزين أو إنتاج أو نقل الألغام المضادة للأشخاص. وبهذا القرار تكون واشنطن قد عادت إلى السياسة التي كانت متّبعة قبل قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب السماح باستخدام هذه الألغام وإنتاجها.

وألغى ترمب في فبراير 2020، القيود المفروضة منذ 2014 على الجيش الأميركي، التي تمنعه من استخدام الألغام المضادة للأفراد، وأعطى الضوء الأخضر لجيل جديد من الألغام الأرضية غير الدائمة التي يمكن وقفها أو تدميرها عن بعد، بدلا من تركها في الأرض في حالة تشغيل إلى الأبد.

في الملف الداخلي، قالت مستشارة اقتصادية للرئيس الأميركي، جو بايدن، إن البيت الأبيض يشعر بالقلق إزاء مخاطر حدوث ركود في الولايات المتحدة، لكنه يعتقد أن أساسيات الاقتصاد ما زالت قوية بما فيه الكافية للتعامل معها، وصرّحت سيسيليا روز، الثلاثاء، أنه من الواضح أن ذلك يشكل مصدر قلق، لكن العمود الفقري لاقتصاد الولايات المتحدة ما زال قوياً. من جهته، قال رئيس مكتب ريتشموند الإقليمي للبنك المركزي، توماس باركين، خلال كلمة ألقاها في ريتشموند بولاية فيرجينيا، أنه ما زالت البيانات الاقتصادية اليوم تبدو جيدة نسبيا، موضحا أن العودة إلى الوضع الطبيعي لن تمر بالضرورة في حالة ركود، حتى لو كان الخطر موجوداً.

على صعيد آخر، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، الأربعاء، أنّ مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ستقدّم في قمّتها المرتقبة في ألمانيا في نهاية الأسبوع الجاري مجموعة مقترحات ملموسة لزيادة الضغط على روسيا ولإظهار الدعم الجماعي لأوكرانيا، ولفت إلى أنّ ملفّ موارد الطاقة التي ارتفعت أسعارها بقوة في العالم بأسره سيكون في صلب المحادثات التي سيجريها قادة الدول السبع، بالإضافة كذلك إلى الوضع الاقتصادي العالمي بمجمله، كما أضاف أنّ رؤساء الدول والحكومات السبعة يرون مجموعة من التحديات المشتركة من حيث تكلفة المعيشة لشعوبهم وعلى نطاق أوسع في العالم، لا سيّما في ما يتعلّق بالطاقة والغذاء.

أما بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، فشدّد مسؤول تنفيذي أميركي كبير على أنّ التحالف الدفاعي الغربي سيقدّم في قمّة مدريد مفهوماً استراتيجياً جديداً سيذكر التحدّيات التي تشكّلها الصين، في سابقة من نوعها، وستكون بكين أيضاً في مرمى قمّة مجموعة السبع التي ستنظر في الممارسات الصينية الأكثر عدوانية في المسائل الاقتصادية والتجارية. وأشار البيت الأبيض إلى أنّه سيتمّ في قمة مجموعة السبع إطلاق شراكة في البنى التحتيّة مخصصة للدول الأقلّ تطوّراً وذلك بهدف مواجهة الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الصين في سائر أنحاء العالم، حيث دعيت للمشاركة في قمّة مجموعة السبع أيضاً خمس دول هي الأرجنتين والهند وإندونيسيا والسنغال وجنوب أفريقيا.

وفي ما خصّ الملف الدفاعي، لم يوضح المسؤول ما إذا كان بايدن سيستغلّ قمة حلف الأطلسي لعقد اجتماع ثنائي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يهدّد بعرقلة انضمام فنلندا والسويد إلى التحالف، لكنّه شدّد على أنّ الولايات المتحدة لا تزال متفائلة بإمكانية التوصّل إلى اتفاق مع تركيا بهذا الشأن.

في الداخل الاميركي، وقّع الرئيس الأمريكي السبت أول مشروع قانون فدرالي لتنظيم حمل الأسلحة في الولايات المتحدة منذ عقود، مشيراً إلى أنه لا يفي بما هو مطلوب فعلا لكنه ينقذ أرواحاً. وكان الكونغرس قد أقر الجمعة قانونا نال دعم أعضاء من الحزبَين الجمهوري والديموقراطي يهدف إلى تنظيم حيازة الأسلحة ويُعتبر الأهمّ منذ نحو 30 عاما. وبعد تبنّيه في مجلس الشيوخ الخميس، وافق مجلس النوّاب على القانون الذي يشمل حزمة إجراءات تفرض قيودا جديدة على الأسلحة وتُخصّص مليارات الدولارات لتمويل قطاع الصحّة العقليّة والسلامة المدرسيّة.

 

  1. في الشأن العراقي

وسط تصاعد التوتر بين بغداد وإقليم كردستان العراق، وصل وفد عسكري رفيع من وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة العمليات المشتركة، الأحد الماضي، إلى أربيل. وقد أتت هذه الزيارة بعد تصعيد من قبل مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأبرز قيادات الإقليم الذي شدد في تصريحات السبت على أن هذا الإقليم بني بالدم وسيُحمى بالدم أيضاً، كما أضاف أن هناك من يعتقد أنه يستطيع من خلال القوة والسلاح فرض سيطرته على الاقليم، لكن هذا محال. كذلك اعتبر أن الأزمة السياسية في البلاد عميقة بالنسبة إلى بغداد وإقليم كردستان، داعياً لأن يكون الدستور هو الحكم بين الطرفين، متحدثا عن محاولات للسيطرة على صلاحيات الإقليم بمعزل عن الدستور!

يشار إلى أن هذا التصعيد الكلامي يتزامن مع بدء قوى "الإطار التنسيقي" (تضم أحزاباً وقوى موالية لإيران، من ضمنها تحالف الفتح ونوري المالكي وغيرهم ممن فازوا في الانتخابات النيابية الأخيرة)، البحث في تشكيل حكومة جديدة بمعزل عن التيار الصدري الذي استقال نوابه الأسبوع الماضي، والذي كان متحالفاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وداعماً لمرشحه الرئاسي، في وجه مرشح "الإطار التنسيقي". إلا أن استقالة نوابه أعادت خلط الأوراق على الساحة السياسية العراقية، وألقت بظلال الغموض على ملفي تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس اللذين باتا حكماً بيد خصوم الصدر. كما يتزامن مع سعي الإقليم إلى تأسيس شركتين للنفط، تكون الأولى مختصة باستكشاف النفط، بينما الثانية بتصدير الخام وتسويقه، بعد خلافات على مدى أشهر بين أربيل وبغداد في أعقاب حكم لمحكمة اتحادية في فبراير الماضي اعتبر الأسس القانونية لقطاع النفط والغاز في الإقليم شبه المستقل غير دستورية. ويأتي أيضاً هذا التوتر مع بغداد عقب سلسلة هجمات واستهدافات لمواقع في مدينة أربيل وغيرها في الإقليم بطائرات مسيرة أو صواريخ، اتهمت كتائب حزب الله العراق بارتكاب بعضها.

أمنياً، ولليوم الثالث على التوالي استهدف صاروخ حقلاً عشبياً بجوار موقع للغاز في كورمور في السليمانية شرق إقليم كردستان شمال العراق، فيما أفاد مصدر أمني، يوم السبت، بأن العمليات في منشأة الغاز لم تتأثر بالهجوم، وكان حقل كورمور الغازي استهدف الجمعة أيضاً، وقبله الخميس، بهجوم صاروخي دون أن يؤدي إلى وقوع ضحايا أو أضرار مادية، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ومحلية. يذكر أن عدة مواقع لإنتاج المحروقات في إقليم كردستان استهدفت مؤخرا بقذائف صاروخية لم تتبن أي جهة إطلاقها.

في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية

يلف الغموض المشهد السياسي في العراق، رغم تعهد قادته الأسبوع الماضي بالمضي قدماً في جهود تشكيل حكومة جديدة، عقب الاستقالة المفاجئة لـ 73 نائباً من الكتلة الصدرية، فقد كشفت مصادر سياسية مطلعة أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رفض التعاطي مع مبادرة قدمها طرفان من داخل "الإطار التنسيقي" كانت تهدف إلى إقناعه بالعدول عن قرار الانسحاب من العملية السياسية. وكشف عضو في "الإطار التنسيقي أن طرفين من المعسكر المنافس للصدر رفضا خلال اجتماعات الأسبوع الماضي الاستعجال في تشكيل الحكومة الجديدة بعيداً عن الصدر، ومن دون تكرار المحاولة معه لإقناعه بالعدول عن قراره بالانسحاب من البرلمان، كما أضاف المصدر، الذي ينتمي إلى أحد طرفي المبادرة، أنهما يشعران بالقلق من حماسة رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، للحكومة الجديدة، ومن المؤشرات التي يطلقها نوابه بشأن رغبته في العودة إلى السلطة بنفسه أو بمرشح آخر تحت مظلته، وأوضح أيضاً أن تيارين سياسيين قررا صياغة مبادرة عاجلة للصدر تطلب منه العدول عن الانسحاب، وتعد بتقديم تنازلات سياسية بشأن مشروعه حول الأغلبية السياسية، كذلك بيّن المصدر أن المالكي أبلغ طرفي المبادرة برفضه لها، واصفاً إياها بأنها محاولة في غير محلها، قد تسبب ضياع الفرصة الذهبية التي أتاحها انسحاب الصدر!

ويوم الخميس، أدى النواب البدلاء عن ممثلي كتلة التيار الصدري اليمين الدستورية في مبنى البرلمان، بعد أن دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، نواب كتلته إلى ترك مقاعدهم، وقد عزز دخول النواب موقف خصوم الصدر المدعومين من إيران في البرلمان، حيث أفاد مصدر متابع بأن كتلة الإطار التنسيقي التي تضم أحزاباً موالية لطهران (تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي، وغيرهما) أصبحت 120 نائباً، فيما ارتفع عدد النواب المستقلين إلى 60، في حين لم يحضر 9 نواب من البدلاء لأداء اليمين. إلى ذلك، أشار المصدر إلى أن الكتل السياسية النيابية اتفقت على تشكيل حكومة جديدة وفق مبدأ الشراكة والتوازن، كما اتفقت على حل الخلافات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق.

في السياق، وبطريقة غير مباشرة رغم وضوحها، حذر زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، خصومه من محاولات إغراء أو جذب مناصريه أو أتباعه أو وزرائه لضمهم في الحكومة الجديدة المرتقبة. فبعد أن خلط الأوراق باستقالة نوابه من البرلمان، تاركين الساحة إلى نواب الإطار التنسيقي الذين ارتفع عددهم جراء تلك الاستقالة، حذر عبر صالح محمد العراقي، المقرب منه، من تلك المحاولات الخبيثة. ففي بيان نشر الجمعة، هدد برد غير متوقع في حال مضى الإطار بمساعيه هذه لتشكيل الحكومة العراقية، في إشارة ربما إلى توزير أحد موالي الصدر؛ وقال صالح محمد العراقي الذي يعرف عن نفسه بـ"وزير الصدر" إن بعض الكتل السياسية تحاول الزج بوزير صدري من التيار أو منشق أو مطرود أو متعاطف في الحكومة التي يريدون تشكيلها، إلا أنه اعتبر أن تلك المحاولة ما هي إلا سعي "لإسكات الشارع الصدري من جهة، واتهامه بالمشاركة في حكومة الفساد من جهة أخرى"، منبهاً من عواقب هذا الفعل الوقح الذي يوهم الناس بغير الحقيقة.

إلى ذلك، جدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية العراقي السيد عمار الحكيم، يوم السبت، عدم المشاركة في الحكومة المقبلة والاستمرار بالدور الوطني في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، والضغط باتجاه تشكيل حكومة خدمة وطنية قادرة على تقديم الخدمات وتجسير العلاقة بين الجمهور من جهة والنظام السياسي والعملية السياسية من جهة أخرى.

 

  1. في الشأن اليمني

لا تتوقف التحذيرات الدولية بشأن خطورة خزّان "صافر" الراسي قبالة سواحل اليمن منذ سنوات، فقد جددت الأمم المتحدة تنبيهها من مغبّة وقوع أي تأخير في إنقاذ الناقلة النفطية العائمة، وما سيأتي به من تداعيات كارثية بيئية وإنسانية واقتصادية وخيمة تكلف عشرات المليارات من الدولارات، وأوضح منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، ديفيد غريسلي، في حديثه أمام المشاركين في منتدى اليمن الدولي الأحد الماضي، أن انفجار الخزان سيكلف 20 مليار دولار فقط من أجل تنظيف النفط الخام المتسرب، مؤكداً أن الصيد سيتأثر لمدة لا تقل عن 25 عاما كما ستتضرر الاستثمارات في ‎البلاد بشكل مؤكد، وسيصل التأثير إلى الدول المشاطئة للبحر الأحمر، مضيفا، خلال جلسة النقاش المخصصة لخزان ‎صافر ضمن فعاليات المنتدى، أن الناقلة بحاجة إلى 20 مليون دولار إضافية في يونيو لبدء عملية الطوارئ، معرباً عن ثقته من استكمال التمويل اللازم لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الإنقاذ. وجمعت الأمم المتحدة بالفعل 60 مليون دولار من أصل 80 مليون من مبلغ التمويل المطلوب لتنفيذ المرحلة الأولى من خطتها لإنهاء التهديد المباشر ونقل محتويات صافر من النفط إلى سفينة آمنة مؤقتة.

في سياق منفصل، أبلغت ميليشيا الحوثي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، رسميا، رفضها المقترح المنقح الذي قدمه في ختام الجولة الثانية من المفاوضات التي عقدت في الأردن. وبحسب الرسالة الموجهة من رئيس لجنة المفاوضات الحوثية بشأن فتح طرق تعز يحيى الرزامي إلى مكتب المبعوث الأممي، أكدت الميليشيا تمسكها بمقترحها الأحادي الذي قدمته قبيل الجولة الثانية من مفاوضات عمّان، ورفضها لمقترح غروندبرغ، الأمر الذي قد يؤثر على الهدنة الأممية التي تجددت مؤخراً في البلاد برعاية أممية.

وقد كشف مصدر مطلع أن ردّ الحوثيين كان سلبياً، وقد أعاد المحادثات إلى المربع الأول، كما أوضح أن الفريق الحكومي التابع للشرعية تلقى في وقت متأخر من مساء الخميس، رسالة من المبعوث الأممي تبلغهم برد الحوثيين حول مسألة فتح المعابر. ويعكف الفريق الحكومي حالياً على دراسة الرد الحوثي وتجهيز رد مناسب، ينتظر أن يعلن خلال الساعات المقبلة. وكان وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، حذّر من أن تعنت الحوثيين وإصرارهم على استمرار الحصار على مدينة تعز، يمثل معضلة حقيقية أمام إطلاق العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة.

 

  1. في الشأن المصري

قال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، الثلاثاء، إن زيارة ولي العهد السعودي لمصر تاريخية، لافتًا إلى أنه تم توقيع 14 اتفاقية في كافة المجالات والقطاعات بنحو 8 مليار دولار خلال الفترة القادمة، وأضاف أن المملكة السعودية أودعت في البنك المركزي المصري ما يزيد عن 10 مليار دولار كودائع، وهذا يدعم احتياطي البنك المركزي المصري، وينعكس على مزيد من الاستقرار في قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية وخاصة الدولار.

وكان قد تم الإعلان عن عزم المملكة قيادة استثمارات في مصر تبلغ قيمتها 30 مليار دولار أميركي، كما أعلن الجانبان المصري والسعودي في شأن التعاون بينهما في مجال توليد الطاقة المتجددة تنفيذ مشروع للطاقة الكهربائية بقدرة 10 جيجاوات من خلال شركة أكواباور. وفي الشأن السياسي، أكد الجانبان عزمهما على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين أمنهما واستقرارهما، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات والمستجدات في جميع المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في البلدين والمنطقة، كذلك استعرض الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

في سياق آخر، وصل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى القاهرة، مساء الجمعة، في أول زيارة يقوم بها لمصر منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يونيو 2017. وقطعت مصر علاقاتها مع قطر في ذلك العام إلى جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين بعد أن وجهت القاهرة اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أطاحها الجيش المصري من السلطة في العام 2013، وكان الشيخ تميم بن حمد التقى بالسيسي للمرة الأولى منذ الخلاف في قمة انعقدت في العراق العام الماضي، كما وتأتي زيارة أمير قطر بعد أيام من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة.

من جانب آخر، قال البنك المركزي المصري في بيان، يوم الخميس، إنه أبقى على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير في اجتماع لجنة السياسة النقدية. وترى لجنة السياسة النقدية أن التطورات العالمية والناتجة عن الأزمة الروسية والأوكرانية، هي صدمات عرض أولية خارجة عن نطاق عمل السياسة النقدية، على الرغم من أن تلك الصدمات قد تؤدي إلى تخطي معدلات التضخم المستهدفة والمعلن عنها مسبقاً. وقالت إن أدوات السياسة النقدية يتم استخدامها للسيطرة على توقعات التضخم، والحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب والآثار الثانوية لصدمات العرض، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم نسبياً عن معدلات التضخم المستهدفة.

في ملف الغاز، وقّعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" وشركة شيفرون مذكرة تفاهم للتعاون في أنشطة نقل واستيراد وإسالة تصدير غاز شرق المتوسط، وتخطط شيفرون لحفر أول بئر استكشافية في منطقة امتيازها بالبحر المتوسط في سبتمبر القادم.

في ملف جماعة الاخوان

كشفت حسابات تابعة للجماعة أن الخرطوم مازالت تواصل تسليم عناصر الجماعة وفق جداول وقوائم معدة مسبقا. وذكرت أن السلطات السودانية سلمت خلال الساعات الماضية 5 آخرين من عناصر الجماعة ليصل العدد المسلم فعليا إلى 27 عنصرا، مضيفة أن هناك قائمة معدة تتضمن أسماء 32 عنصرا آخرين لتسليمهم لمصر خلال أيام.

وكشفت مصادر متابعة أن السلطات السودانية تحتجز المئات من عناصر الإخوان الهاربين من مصر وغالبيتهم من عناصر حركتي حسم وولاء الثورة الأذرع المسلحة للجماعة، والذين فروا هربا من الملاحقات الأمنية، وسيجري أيضا تسليمهم لمصر وفق اتفاقيات مسبقة بين البلدين. وكان السودان قد سلم قبل أيام 21 من عناصر الإخوان لمصر، حيث كشفت المصادر أن هذه العناصر تورطت في مقتل 5 من الضباط السودانيين، وأوضحت أن من بين العناصر أكرم عبد البديع أحمد محمود، المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في مصر لإدانته بمحاولة تفجير قرب قناة السويس عام 2009، كما اتهم أيضاً فيما عرف بقضية تنظيم المنصورة المتسبب في تفجير مديرية أمن الدقهلية في العام 2013، وأسفر عن مقتل 16 شخصاً، وتابعت أن من بين الأسماء عصام عبد الجيد دياب سيد، ومحمد إبراهيم وأبناؤه وعدد قليل من الأطفال دون سن الثانية عشرة.

أزمة سد النهضة

لا جديد هذا الاسبوع.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

أعلن ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حل مجلس الأمة يوم الأربعاء، أته قرر مضطرا ونزولا على رغبة الشعب واحتراما لإرادته والاحتكام إلى الدستور أن يحل مجلس الأمة حلا دستوريا والدعوة إلى انتخابات عامة وفقا للإجراءات والمواعيد والضوابط الدستورية والقانونية، وأنه سوف يصدر مرسوم الحل والدعوة إلى الانتخابات في الأشهر القادمة بعد إعداد الترتيبات القانونية اللازمة لذلك. كما أضاف أن الهدف من هذا الحل الدستوري الرغبة الأكيدة والصادقة في أن يقوم الشعب بنفسه ليقول كلمة الفصل في عملية تصحيح مسار المشهد السياسي من جديد باختيار من يمثله الاختيار الصحيح والذي يعكس صدى تطلعاته وآماله، موضحا بأنه لن يتم التدخل في اختيارات الشعب لممثليه كما لن يتم التدخل كذلك في اختيارات مجلس الأمة القادم في اختيار رئيسه أو لجانه المختلفة ليكون المجلس سيد قراراته هدفها فتح صفحة ومرحلة جديدة مشرقة لصالح الوطن والمواطنين.

 

  1. في الشأن الأوروبي

أكد سفير فرنسا بالأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، أن الحرب في أوكرانيا هي الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأضاف، يوم الجمعة، أن العقوبات المفروضة على روسيا لا تستهدف المواد الغذائية، مشيراً إلى أن الوضع الغذائي العالمي أصبح حرجاً بسبب الحرب في أوكرانيا، وأضاف إن المفاوضات تناقش إزالة الألغام من مواني أوديسا، لافتاً إلى استعداد بلاده فرض المزيد من العقوبات على روسيا.

في السياق، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، الأربعاء، إن برلين ستسلح جيشها حتى يتمكن من الدفاع عن ألمانيا وشركائها ضد كل الهجمات، في رسالة قوية لروسيا التي تخوض حربا منذ أشهر في أوكرانيا، وجاءت تصريحات شولتس خلال كلمة أمام البرلمان الألماني قبيل قمم مرتقبة للاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وحلف "الناتو"، وأضاف إن شركاء الناتو في شرقي أوروبا يمكن أن يعتمدوا على ألمانيا، التي تعيد تسليح جيشها، بحيث تتمكن من الدفاع عن نفسها وعن الحلفاء ضد الهجمات المستقبلية، في إشارة ضمنية إلى روسيا.

وعلى صعيد الحرب الأوكرانية الروسية، قال شولتس إن المفاوضات ما زالت بعيدة، داعيا إلى مواصلة دعم كييف، التي زارها قبل أيام.

يشار إلى أن الحرب في أوكرانيا أحدثت تحولا ضخما في ألمانيا، التي قلصت حجم جيشها بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة، حيث يتوقع مراقبون أن تؤدي الميزانية الجديدة إلى أن تصبح لقوة الضاربة لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، خلال السنوات المقبلة، ويمهد لعودة ألمانيا على الساحة العسكرية بكل قوة. وبدأ التغير الألماني الدراماتيكي على الصعيد العسكري بعد 3 أيام فقط من بدء الحرب، حيث أعلن المستشار الألماني إنشاء صندوق يستهدف تعزيز المنظومة الدفاعية للجيش.

إلى ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي على منح أوكرانيا وضع "مرشح" لعضوية الاتحاد الأوروبي، لتبدأ عملية قد تستغرق سنوات لسحب الدولة التي تخوض حربا بعيدا عن نفوذ روسيا وربطها بشكل أوثق بالغرب. وتقدمت أوكرانيا بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد أقل من أسبوع من بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، وكان قرار زعماء الكتلة المكونة من 27 دولة بمنح أوكرانيا وضع "مرشح"، الخميس، سريعا بصورة غير معهودة للاتحاد الأوروبي، لكن الحرب وطلب أوكرانيا بالمسارعة في دراسة القضية كانا سببا في التعجيل بطلبها. كما منح الاتحاد الأوروبي وضع "المرشح" لمولدوفا المتاخمة لأوكرانيا.

أزمة شرق المتوسط

عبّرت تركيا عن أسفها حيال انتهاج موقف متحيز ومنفصل عن الواقع ضدها في القرارات الصادرة عن قمة الاتحاد الأوروبي، وقالت الخارجية التركية في بيان لها تعليقا على القرارات التي تبنتها قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي التي انعقدت يومي 23 و24 / حزيران الجاري، إن انتهاج موقف متحيز وعديم الرؤية ومنفصل عن الواقع حول بلادنا في القرارات التي تم تبنيها خلال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي تبعث على الأسف، واكدت أن هذا الأمر دليل على فشل الاتحاد الأوروبي مرة أخرى في الخروج من الحلقة المفرغة فيما يخص تركيا معبرة عن استغرابها من صمت الاتحاد الأوروبي بشأن تصرفات اليونان المخالفة للقانون الدولي، وخاصة فيما يتعلق بادعائها امتلاك مجال جوي بمساحة 10 أميال، وتسليحها للجزر (في بحر إيجة)، ودفعها المهاجرين قسرًا إلى المياه التركية، واكدت أن تركيا تواصل دائمًا موقفها المؤيد للقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار، وأن الرد على هذا الموقف باستراتيجية توتر وتصعيد متعمد يعد مثالًا تامًا على عدم الصدق وان الوقت حان ليدرك الاتحاد الأوروبي أنه يجب ألا يضحي بالفوائد التي يمكن جنيها من عملية انضمام تركيا وتعاونه معها، وألا يضعها رهينة لصالح الادعاءات ضيقة الأفق وغير القانونية والمتطرفة لليونان.

 

  1. في الشأن التركي.

بعد كشف بلاده إحباط مخطط إيراني لاستهداف إسرائيليين، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن تركيا وإسرائيل بدأتا العمل على إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد الذي زار يوم الخميس أنقرة، إن البلدين على اتصال وثيق فيما يتعلق بالتهديدات التي تمس الإسرائيليين في تركيا، كما شدد على أن السلطات التركية لن تسمح بوقوع هجمات إرهابية على أراضيها. من جهته، أكد يائير أن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديدات إيرانية. وشدد على أن طهران خططت لتنفيذ هجمات إرهابية، إلا أن السلطات التركية كشفتها. وقد أتى ذلك بعد ساعات قليلة على إعلان السلطات التركية القبض على خلية إرهابية ضمت 5 إيرانيين، خططت لخطف واستهداف سياح إسرائيليين على الأراضي التركية، لاسيما في اسطنبول.

في سياق منفصل، وافق البرلمان التركي على المذكرة الرئاسية بشأن تمديد مهام القوات العاملة في ليبيا 18 شهراً، اعتباراً من 2 يوليو/تموز المقبل، وجاء ذلك خلال جلسة للجمعية العامة للبرلمان، الثلاثاء. المذكرة التي حملت توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشارت إلى أن الجهود التي بدأتها ليبيا عقب أحداث فبراير/شباط 2011، لبناء مؤسسات ديمقراطية، ذهبت سدى بسبب النزاعات المسلحة التي أدت إلى ظهور هيكلية إدارية مجزّأة في البلاد! كما لفتت المذكرة إلى توقيع اتفاق الصخيرات في المغرب، برعاية أممية، يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 2015، بعد نحو عام من المفاوضات بين كافة الأطراف الليبية، في سبيل إحلال وقف إطلاق النار، والحفاظ على وحدة أراضي البلاد، عقب عدم القدرة على وقف إطلاق النار في ليبيا وضمان النزاهة السياسية وإنشاء آلية دولة فاعلة!

من جانب آخر، قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء بزيارته الرسمية الأولى لتركيا، وأكد البلدان عزمهما على تعزيز التعاون بعد تسع سنوات من الخلافات بدأت مع الربيع العربي وفاقمها اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول. والتقى الرئيس التركي ضيفه في القصر الرئاسي في أنقرة حيث عقدا محادثات.

وذكر بيان مشترك أن الاجتماع تم في جو سادته روح المودة والإخاء، بما يجسد عمق العلاقات المتميزة بين البلدين، وأكد بن سلمان واردوغان بأقوى صورة على عزمهما المشترك لتعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية. كما أضاف البيان أن الجانبين ناقشا تطوير شراكات إنتاجية واستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية والمدن الذكية، وكذلك تطلعهما للتعاون في مجالات الطاقة، لكنهما لم يعلنا عن صفقات ملموسة.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، يوم الجمعة، إن مواقف دولة الإمارات تحكمها المبادئ والقيم ولا تنجر وراء المزايدات والانفعالات وسياسة المحاور، وهذا ما ينطبق على موقفنا من الحرب في أوكرانيا والذي يستند إلى القانون الدولي ورفض استخدام القوة واحترام سيادة الدول وحل الخلافات عبر المسار السياسي والدبلوماسي، وأضاف أن الإمارات ليست في وارد التحول عن مواقفها المبدئية وإيمانها بضرورة الاحتكام إلى القوانين وتغليب الحكمة والحوار لإيجاد تسويات سياسية للصراعات والنزاعات الدولية، فنحن نعيش في منطقة لطالما عانت من العنف وندرك معانيه وتأثيراته وانعكاساته السلبية على كافة أوجه الحياة.

من جانب آخر، وصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الخميس، إلى العاصمة الإماراتية، أبوظبي، في زيارة عمل بعد يوم من اختتام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن. وتشهد المنطقة في الأسابيع الأخيرة تحركات سياسية نشطة مع اقتراب قدوم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى السعودية الشهر المقبل، حيث سيلتقي قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.

 

  1. في الشأن السعودي

افتتح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف، لقاءً مع الشركات والمستثمرين في بريطانيا، خلال زيارته الرسمية للمملكة المتحدة، والذي تنظمه الوزارة تحت مظلة برنامج "استثمر في السعودية" وذلك لاستعراض الفرص الاستثمارية في قطاعي الصناعة والتعدين والتعريف بمنافستي "أم الدمار" و"محدد" التعدينية، واستعرضت الوزارة أهم المقومات الجاذبة للاستكشاف والتعدين في المملكة، وسط حضور لافت من ممثلي الشركات في قطاع التعدين. ويأتي اللقاء ضمن زيارة الوزير للمملكة المتحدة التي أكد خلالها على حرص المملكة والاهتمام الكبير الذي توليه لتعزيز وجذب الاستثمارات النوعية، حيث تستهدف المملكة استغلال الثروات التعدينية المقدرة بـ1.3 تريليون دولار، كالفوسفات الذي يقدر بـ321 مليار دولار، والذهب بـ229 مليار دولار، والنحاس بـ222 مليار دولار، بالإضافة للزنك بـ 138 مليار دولار، كما تسعى المملكة لتطوير الصناعات المرتبطة بالمعادن من خلال تقديم الدعم الكامل والبنية التحتية المتينة التي تضمن الاستدامة.

من جانب آخر، أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي رئيس لجنة صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية بندر بن إبراهيم الخريف، عن طرح عدد من الفرص الاستثمارية في صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية بقيمة 3.4 مليار دولار، وأضاف أن ذلك يأتي تحقيقًا لتوجهات المملكة الهادفة إلى تحقيق الأمن الدوائي والصحي، وجعل السعودية مركزًا مهمًا لهذه الصناعة الواعدة، كما أكد أن القطاعات الدوائية المستهدفة بشكل عام والتي تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار ستمر في عدة مراحل بدءًا باللقاحات والأدوية الحيوية، حيث ستركز المرحلة الأولى على توطين تقنيات اللقاحات والبلازما والأنسولين، وأشار الخريف إلى أهمية نقل تقنياتها الكاملة لتسهم بشكل أساسي في بناء قدرات المملكة الذاتية في هذه القطاعات وتحقيق الأمن الصحي والدوائي مع تخفيض التكلفة الباهظة على ميزانية الدولة التي تستورد في الوقت الحالي 100% من اللقاحات ومنتجات الأدوية الحيوية، في الوقت الذي يتمتع قطاع الأدوية الحيوية بأسرع معدل نمو في السوق بين جميع قطاعات الأدوية بنسبة سنوية تقدر بـ 17%.

 

  1. في الشأن الروسي

اتهمت الولايات المتحدة الرئيس الروسي باستخدام الغذاء سلاحا في الحرب الدائرة بين بلاده وأوكرانيا، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الرئيس بوتين يستخدم الغذاء كسلاح، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يدرس خيارات بخصوص كيفية إخراج الحبوب من أوكرانيا. من جهة أخرى، أكدت الولايات المتحدة لليتوانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في مواجهة التهديدات الروسية بعد فرض ليتوانيا قيودا على بعض البضائع التي تمر إلى منطقة كالينين غراد . وكان رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف حذر ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من عواقب خطيرة، وبأن خطوات انتقامية ستتخذ في المستقبل القريب.

وتخضع كاليننغراد للحصار فيما تتوعد روسيا بالانتقام، في تطور للحرب الروسية الأوكرانية يصفه مراقبون بالسوداوي، بعد تقييد ليتوانيا مرور البضائع من أهمها الفحم والمعادن إلى الجيب الروسي كاليينغراد بنسبة خمسين بالمئة. ووصف الكرملين الخطوة بالاستفزازية لانتهاكها الالتزامات القانونية الدولية لليتوانيا، ولاسيما البيان المشترك لروسيا والاتحاد الأوروبي بشأن العبور بين كالينينغراد وبقية أراضي روسيا لعام 2002. خطوة ليتوانيا حسب تقارير قد تغير مسار الحرب ليتجاوز الحدود الأوكرانية، خاصة مع ما يسمى بتصعيد بولندا التي عقدت مؤخرا اتفاقية مع الرئيس الأوكراني منحتها امتيازات وصفت بالكبيرة غرب أوكرانيا.

في سياق متصل، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن البيانات التي أُدليَ بها عشية مؤتمر الدول الأطراف (في معاهدة حظر الأسلحة النووية) في سياق النزاع الأوكراني، بشأن التهديدات المتبادلة باستخدام الأسلحة النووية، وكذلك البيانات الفردية من على منبر المؤتمر بشأن الابتزاز النووي المزعوم، لا يسعها إلا أن تثير الحيرة، وأكدت أنه لم تكن هناك تهديدات نووية، ولم تسمع من طرف روسيا من قبل!! إلى ذلك، أوضحت زاخاروفا أن نهج روسيا يستند فقط إلى منطق الردع!! بما في ذلك في الظروف الحالية، عندما تكون دول الناتو التي أثارت تفاقم الأزمة الأوكرانية وأطلقت حملة هجينة ضد روسيا وأعلنت نفسها تحالفاً نووياً تتأرجح بشكل خطير على شفا نزاع مسلح مباشر! وأضافت انه سواء رغب أحد في ذلك أم لا، ما دامت الأسلحة النووية موجودة، يظل منطق الردع وسيلة فعالة لمنع الاشتباكات النووية والحروب واسعة النطاق! لافتة إلى أن تشويه جوهر السياسة الروسية في هذا المجال لأغراض دعائية، استناداً إلى افتراض عدم جواز شن حرب نووية، غير مقبول على الإطلاق.

في موازاة ذلك، نددت زاخاروفا بقرار قادة الاتحاد الأوروبي منح كل من أوكرانيا ومولدوفا صفة مرشح لعضوية الاتحاد، وذلك في ذروة الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقالت إن هذا القرار يؤكد أن احتكارا جيوسياسيا لفضاء مجموعة الدول المستقلة (التي تضم العديد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق) يتواصل بقوة بهدف احتواء روسيا، مضيفة أن هدف الاتحاد الأوروبي هو أن يحدد مع مناطق مجاورة له علاقات تستند إلى مبدأ سيد وعبد! كما أكدت أن بروكسل تلجأ إلى وسائل ابتزاز سياسي واقتصادي وتمارس ضغوطا على الدول المرشحة لتفرض عقوبات غير مشروعة على موسكو! فيما اعتبرت أن هذه المقاربة العدوانية للاتحاد الأوروبي من شأنها أن تتسبب بانشقاقات جديدة وأزمات جديدة أكثر عمقا في أوروبا.

 

  1. في الشأن الأوكراني

رغم تسجيل روسيا تقدماً ملحوظاً على جبهات القتال شرقي أوكرانيا، وسط انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في لوغانسك، أعلنت الولايات المتحدة أن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة، فقد اعتبر مسؤول رفيع في البنتاغون في إحاطة صحفية يوم الجمعة أن القوات الأوكرانية ابتعدت عن سيفيرودونيتسك لتتموضع في نقاط جديدة، مضيفا أن هذا الانسحاب سيسمح للمقاتلين الأوكرانيين بدفاع أفضل عن مواقعهم الجديدة واستهداف القوات الروسية. كما اعتبر أن الروس تكبدوا حتى الآن الكثير من الخسائر في العتاد والجنود، لافتاً إلى أن معنوياتهم منخفضة جداً، إلى ذلك، رأى أنه مقارنة مع خطط روسيا الأساسية فإن ما يحدث في إقليم دونباس إنجاز ضئيل جداً، فالقوات الروسية لم تحقق سوى تقدم بطيء وبثمن عال، وشدد على أن روسيا غير قادرة على إعاقة وصول الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، مضيفاً أنها لا تسيطر على الأجواء.

كذلك، أفاد بأن السلاح يأتي من كثير من الدول التي تتخلى عن أسلحة من العهد السوفييتي لتستبدلها بسلاح أميركي وبمواصفات حلف شمال الأطلسي، معتبرا أن القتال تحول من مواجهات قريبة إلى معارك بالمدفعية والمنظومات المتعددة الفوهات التي تساعد الأوكرانيين على المدى البعيد. وأكد أن روسيا تحاول استهداف البنى التحتية الأوكرانية، شرقاً وغربي البلاد لكنها لم تنجح. إلى ذلك، اتهم روسيا بفرض حصار بحري كامل على شواطئ البحر الأسود.

وفي سياق متصل، تعهدت مجموعة الدول السبع بدعم إعادة إعمار أوكرانيا وصمود الدول المجاورة لها، مؤكدة على دعمها الثابت لكييف بما في ذلك المساعدات العسكرية، وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، خلال مؤتمر حول أزمة الغذاء العالمية، أن المجموعة تدعم خطة المفوضية الأوروبية لإنشاء ممرات تضامن بين أوروبا وأوكرانيا، كما أكدت دعم الجهود الأممية للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر الأسود، رافضة الرواية الروسية المضللة بأن العقوبات وراء الأزمة الغذائية، على حد تعبيرها، وأوضحت أن إغلاق روسيا للبحر الأسود وقصف صوامع الحبوب الأوكرانية يفاقم أزمة الغذاء.

ويجتمع قادة دول مجموعة السبع في ألمانيا، اعتباراً من الأحد ومسؤولو دول حلف شمال الأطلسي اعتباراً من الثلاثاء في مدريد، لمحاولة الحفاظ على وحدة مواقفهم في مواجهة موسكو بعد أربعة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا.

من جانب آخر، عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، عن قلقها المتزايد بشأن الموظفين الأوكرانيين في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، مشيرة إلى وجود صعوبات في الوصول إليها، حيث ذكر بيان صادر عن الوكالة أنها على علم بالتقارير الأخيرة في وسائل الإعلام وأماكن أخرى، والتي تشير إلى تدهور الوضع للموظفين الأوكرانيين في أكبر محطة للطاقة النووية في البلاد.

وكانت أوكرانيا رفضت في 7 يونيو الجاري، زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى محطة زابوريجيا النووية طالما يحتلها الروس كما أعلنت الشركة الأوكرانية المشغلة للمحطات النووية "Energoatom"، أن "أوكرانيا لم توجه دعوة إلى غروسي لزيارة محطة زابوريجيا ورفضت في السابق قيامه بمثل هذه الزيارة، مضيفة أن زيارة المحطة لن تصبح ممكنة إلا حين تستعيد أوكرانيا السيطرة على الموقع.

 

  1. في الشأن الايراني

بعد وصوله إلى العاصمة الإيرانية الجمعة، ولقائه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، السبت، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن المفاوضات النووية ستستأنف خلال أيام، وأوضح أن زيارته لطهران كانت مهمة لكسر الجمود الحاصل منذ أشهر في هذا الملف الحيوي، إلى ذلك، رأى أن الأمن الإقليمي في المنطقة لا يمكن تحقيقه بمعزل عن إيران.

بدوره، أشار عبد اللهيان إلى أن الاجتماع مع بوريل كان إيجابياً، متوقعاً استئناف المحادثات النووية قريباً، وقال أن ما يهم بلاده هو الاستفادة الكاملة من المزايا الاقتصادية لاتفاق 2015. وكان مسؤولان، أحدهما إيراني والآخر أوروبي، أوضحا سابقاً أن مسألتين، إحداهما تتعلق بالعقوبات، ما زالتا تنتظران الحل، في إشارة إلى مناقشة المسؤول الأوروبي ملف العقوبات وربما قضية الحرس الثوري.

لكن على الرغم من التأكيد الأوروبي بأن المفاوضات النووية ستستأنف خلال أيام بعد جمود طويل، ورغم الإعلان الأميركي عن انتظار رد بنّاء من طهران، تحضّر إيران لخطة أخرى على ما يبدو. فقد أعلن علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في اجتماع مع بوريل، أن بلاده ستواصل تطوير برنامجها النووي إلى أن يغير الغرب سلوكه غير المشروع، ورأى أن إجراءات إيران الانتقامية في المجال النووي هي مجرد ردود قانونية تتسم بالعقلانية على الممارسات الأحادية الأميركية والتقاعس الأوروبي، وأضاف أن الإجراءات الإيرانية ستستمر طالما لم تتغير ممارسات الغرب غير القانونية، وفق تعبيره.

في الشأن الداخلي، وبعد سلسلة من الاغتيالات والإصابات المريبة التي طالت ضباطاً في الحرس الثوري، أو عاملين في المجال النووي، أعلنت إيران، يوم الخميس، إقالة الرجل الذي كان يعد من بين أقوى رجالات جهاز استخبارات الحرس الثوري، حسين طائب، فيما قال الناطق باسم الحرس الثوري، رمضان شريف في بيان إن القائد الأعلى للحرس اللواء حسين سلامي عين اللواء محمد كاظمي رئيسا جديدا لدائرة الاستخبارات. إلا أن أيا من المسؤولين لم يذكر أي تفاصيل حول تلك الإقالة المفاجئة لطائب، الذي أصبح رئيسًا لمخابرات الحرس منذ نحو 12 عاماً، بعد أن عمل لفترة في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، كما عرف عنه أنه أحد المقربين جداً من نجل المرشد، مجتبى خامنئي، لدرجة كان يوصف بيده اليمنى. أما كاظمي فكان يترأس "إدارة حماية المعلومات في الحرس الثوري" لسنوات عدة، ولديه خبرة واسعة في مسائل الأمن والاستخبارات، كما أنه ينتمي لتيار في الحرس الثوري منافس لطائب، ولقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وللجنرال محمد باقر قاليباف.

وقد رسم عزل الرجل الذائع الصيت، وهو شقيق مهدي طائب رئيس مقر عمّار الاستخباراتي، وأحد كبار المسؤولين وأكثرهم نفوذاً وقرباً من المرشد الإيراني، علي خامنئي، الكثير من السيناريوهات. إلا أن تلميحاً غير مباشر من الحرس الثوري أثبت كافة الشكوك التي دارت حول إخفاقه في صد الهجمات والاغتيالات التي طالت خلال الأسابيع الماضية عدة ضباط ومنخرطين بالعمل في مواقع نووية حساسة، إذ ذكرت وكالتا تسنيم وفارس التابعتان للحرس، يوم السبت، أن الغرض من تغيير رئيس جهاز الاستخبارات هو زيادة الإجراءات ضد إسرائيل، كما اعتبرتا أن تلك الخطوة تهدف إلى إعادة التنظيم، لافتتين في الوقت عينه إلى أن طائب، سيكون مستشارًا للقائد العام للحرس الثوري.

 

  1. في الشأن السوداني

ما زالت الخلافات قائمة في شرق السودان، خصوصاً بين قيادات المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة. وفي هذا الإطار، أعلن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة المجمدة بشرق السودان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام لنظارات البجا، محمد الأمين تـِرِك، تجميد كافة أمانات وصلاحيات المجلس إلى حين عقد المؤتمر العام الشهر المقبل لاختيار أمانات ورئاسة جديدة للمجلس، وقال إن قرارات التجميد جاءت حفاظاً على أمن البلاد بعد تصاعد خطابات داخل المجلس وصفها بالمعيبة، وأضاف أن بعض الشخصيات المحسوبة على نظارات البجا ظلت تصدر قرارات دون علم قيادة المجلس. إلى ذلك، طالب ترك حكومات ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف بشرق السودان بعدم اعتماد أي خطاب يصدر من قيادات مجلس البجا والعموديات المستقلة، فيما دعا في الوقت نفسه القيادة الأمنية والسياسية في البلاد لتقبل قرارات التجميد والتعامل مع كافة التطورات المرتبة عليها.

على الصعيد الاقتصادي، أفاد رئيس مجلس إدارة مجموعة دال أسامة داود عبد اللطيف، إن الإمارات ستبني ميناء جديدا في السودان على البحر الأحمر في إطار حزمة استثمار بقيمة 6 مليارات دولار، والمجموعة شريك في الاتفاق الذي يمثل أول استثمار أجنبي كبير منذ استيلاء الجيش على السلطة في السودان في انقلاب في أكتوبر/ تشرين الأول، وأضاف عبد اللطيف أن الحزمة الاستثمارية تتضمن إنشاء منطقة للتجارة الحرة ومشروعا زراعيا كبيرا ووديعة وشيكة في البنك المركزي السوداني بقيمة 300 مليون دولار. كما ذكر عبد اللطيف أن الميناء الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار، وهو مشروع مشترك بين مجموعة دال ومجموعة موانئ أبوظبي المملوكة لشركة أبوظبي القابضة، سيكون قادرا على التعامل مع كل أنواع السلع ومنافسة الميناء الرئيسي في البلاد بورتسودان، وأضاف أن الميناء يقع على بعد حوالي 200 كيلومتر إلى الشمال من بورتسودان، وسيشمل أيضا منطقة تجارية وصناعية حرة على غرار جبل علي في دبي، بالإضافة إلى مطار دولي صغير. وقال إن المشروع في "مراحل متقدمة" مع استكمال الدراسات والتصاميم.

 

  1. في الشأن الصيني

فيما لا يزال الانتعاش الاقتصادي العالمي متعرجاً والسلام والأمن من المشاكل الأكثر بروزا، انتقد الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس، ما أسماه إساءة استخدام العقوبات الدولية، مشيراً إلى أنه يجب التخلي عن عقلية الحرب الباردة، وقال في كلمة افتراضية خلال مراسم افتتاح منتدى أعمال بريكس، إن الدول الأعضاء يجب أن ترتقي إلى مستوى مسؤوليتها ومعارضة استخدام العقوبات الأحادية وإساءة استخدامها، كما أضاف في معرض وصفه العقوبات، إن من يقومون بتسييس الاقتصاد العالمي والاستفادة منه وتسليحه ويفرضون عن عمد عقوبات من خلال الاستفادة من الهيمنة في الأنظمة المالية والنقدية الدولية، سيضرون في نهاية المطاف الآخرين وأنفسهم وسيجلبون كوارث للشعوب في جميع أنحاء العالم!

يشار إلى أن الرئيس الصيني استضاف قمة افتراضية لمدة يومين لزعماء البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا تعرف مجتمعة باسم "بريكس"، وذلك وسط مخاوف متزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية والانقسام السياسي المتزايد بين بكين ونيودلهي. وكانت بكين رفضت إدانة العملية الروسية في أوكرانيا وانتقدت العقوبات المفروضة على موسكو. فيما رأى محللون أن الصين تسعى إلى استغلال اجتماعات بريكس لتعزيز رؤيتها لتحالف يواجه النظام العالمي الديمقراطي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة مع توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي.

 

  1. في أزمة تونس

تسلم الرئيس التونسي قيس سعيّد الإثنين مسودة الدستور الجديد من قبل رئيس اللجنة الدستورية صادق بلعيد، حسب ما أعلنت الرئاسة التونسية مشيرة إلى أن سعيّد أكد خلال اللقاء على أن مشروع الدستور ليس نهائيا وعلى أن بعض فصوله قابلة للمراجعة ومزيد التفكير، وسيعرض الدستور الجديد على الاستفتاء في 25 يوليو/تموز رغم الرفض الواسع لأطياف المعارضة.

وتأتي هذه الخطوة، غداة تظاهر المئات في العاصمة التونسية لليوم الثاني من الاحتجاجات المناهضة للاستفتاء الدستوري الذي دعا إليه الرئيس التونسي، والذي قال خصومه إنه سيعزز قبضته على السلطة. ونظمت المظاهرة "جبهة الإنقاذ"، وهي ائتلاف يضم حزب النهضة الإسلامي المعتدل، أكبر حزب في البرلمان، وفيما يقول أنصار الرئيس إنه يتصدى لنخبة دفع فسادها وعدم كفاءتها تونس إلى حالة من الشلل السياسي والركود الاقتصادي على مدى عقد كامل، أعلنت الأحزاب السياسية الرئيسية عن أنها ستقاطع الاستفتاء. إلا أن جبهة المعارضة لسعيّد ما زالت مجزأة، مثلما يتضح من المظاهرات المنفصلة في مطلع الأسبوع.

في الملف الاقتصادي، أعلن صندوق النقد الدولي في بيان يوم الأربعاء إنه يرحب ببرنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي أعلنته الحكومة التونسية هذا الشهر، مضيفا أنه جاهز لبدء مفاوضات مع تونس في الأسابيع المقبلة حول برنامج قرض، فيما تسعى تونس، التي تواجه أزمة مالية، للوصول إلى اتفاق بشأن قرض من صندوق النقد بقيمة أربعة مليارات دولار في مقابل حزمة إصلاحات لا تحظى بقبول شعبي لتعزيز ماليتها العامة المنهكة.

ومن بين الاصلاحات التي اقترحتها الحكومة التونسية تجميد الأجور في الوظائف العامة والشركات المملوكة للدولة إضافة إلى خفض دعم الغذاء والطاقة، ويأتي بيان صندوق النقد بعد زيارة قام بها جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد، الذي اجتمع مع الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيسة الوزراء نجلاء بودن.

يشار أيضاً إلى أن احتياطيات تونس من النقد الأجنبي ارتفعت إلى 24.4 مليار دينار ما يُعادل نحو 8.1 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقابل 21.6 مليار دينار في الفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعة بنمو تحويلات العاملين بالخارج وقطاع السياحة. وأظهرت أرقام البنك المركزي التونسي أن التحويلات زادت بنسبة 15% خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022، لتصل إلى 2.8 مليار دينار. كما ارتفعت إيرادات السياحة 57% إلى 980 مليون دينار في نهاية مايو أيار 2022.

 

  1. الاردن.

أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أن العمل جار من أجل تشكيل جبهة من مجموعة دول عربية لحماية المنطقة، لافتاً إلى أن بلاده ستكون من أوائل الدول التي تدعم تشكيل "ناتو" خاص بالشرق الأوسط، وأضاف أن زيارته إلى مصر وزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن تهدف إلى بحث أمن المنطقة ومساعدة بعضنا البعض. إلى ذلك، حذر من أن تراجع دور روسيا في سوريا، يزيد المخاطر الأمنية، لافتاً إلى أن تنظيم داعش عاد للظهور مجدداً، وإلى أن عمان تنظر إلى الوجود الروسي على الأراضي السورية كعنصر إيجابي، حيث كان مصدر استقرار خلال السنوات الماضية. كما نبه إلى أن الميليشيات الشيعية في سوريا زادت من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود.

إلى ذلك، أشار إلى أن المشاريع الإقليمية بين الدول العربية، توفر الفرص للجميع، لكنه أضاف "إذا كانت إحدى الدول تواجه التحديات، فإن ذلك سيعطّل تلك المشاريع". وأعرب عن أمله بأن يظهر خلال هذا العام توجه جديد في المنطقة، نحو التواصل والعمل المشترك.

يشار إلى أن الملك عبد الله الثاني زار الإمارات الخميس بعد زيارة ولي العهد السعودي عمان قبل يومين ، ضمن جولة إقليمية شملت مصر وتركيا أيضاً. وناقش الطرفان العديد من الملفات الإقليمية، من ضمنها إقامة مشاريع واتفاقيات مشتركة، تعزز التعاون بين الأردن والسعودية.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل والمجلس الوطني

20 حزيران 2022

على أثر إقرار غرفة الإستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عقوبة السجن المؤبد لخمس مرّات على عنصرين آخرين في حزب الله هما حسن مرعي وحسين عنيسي ، إضافة إلى حكم سابق أدان سليم عياش أيضاً في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عقد "لقاء سيدة الجبل" و "المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان" إجتماعاً مشتركاً، حضورياً وإلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة : أنطوان قسيس، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، ادمون رباط، أحمد فتفت، أمين محمد بشير، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، ايمن جزيني، ايلي الحاج، آركان الحاج شحادة، أيوب سليم، إيصال صالح، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جورج الكلاس، جميل فتفت، جوزف كرم، حُسن عبّود، حبيب خوري، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كبارة، روبير عبّو، رودريغ نوفل، سام منسى، سناء الجاك، سعد كيوان، سامي شمعون، سوسن خلف، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشناتي، عطالله وهبي، فارس سعيد، فتحي اليافي، فيروز جودية، كارول بابيكيان، كفاح فرحات، لينا تنّير، ماريان عيسى الخوري، ماجدة الحاج، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد صالح حيدر، ندى عنيد، نورما رزق، نبيل يزبك، نبيل يونس، نيللي قنديل، نوال المعوشي، نعمة لبس، زياد رزق، هلا قسيس، وليد قيس، ويوسف كلاّس وأصدرا بياناً مشتركاً جاء فيه :

- نناشد ونطالب جميع الدول ومعها الأحزاب والقوى اللبنانية بعدم مهادنة أو مساكنة "حزب الله" بأي شكل من الأشكال وعلى كل المستويات، لأن هذا الحزب هو منظمة أمنية عسكرية إرهابية تتسلّط على الحياة السياسية بكواتم الصوت والمتفجرات. كما أن الزعم بوجود جناح سياسي لهذا الحزب وآخر عسكري هو وهم تدحضه وقائع وممارسات هذه الميليشيات منذ ظهورها في الحياة السياسية اللبنانية وتمّ تأكيده بحُكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وإدانتها مسؤولين آخرين في حزب الله هما حسن مرعي وحسين عنيسي ، إضافة إلى حكم سابق أدان سليم عياش أيضاً في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

- إن تمرّد هذه الميليشيا على العدالة اللبنانية والدولية، يعني الإمعان في ضرب ركائز الدولة والعيش المشترك التي تقوم على احترام مبدأي العدالة والحرية، وما تفعله هذه الميليشيا هو استهداف للعدالة وقمع للحرية، وعلى الحكومة المقبلة التشدّد والتمسُّك بقرار المحكمة الدولية وملاحقة المتهمين وكما أتينا بالعدالة للشهيد رفيق الحريري فإننا سنفعل ذلك لشهداء جريمة تفجير مرفأ بيروت.

- يشدد "لقاء سيدة الجبل" و "المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان" المجتمع الدولي وجميع القوى السياسية السيادية على خوض مواجهة سياسية ضد ميليشيا "حزب الله" لتسليم سلاحه ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود وفقاً للدستور والقرارين 1559 و1701، وكذلك تسليم من دبّر ونفّذ اغتيال قامات وطنية ومواطنين أبرياء في مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. مع التنبيه والتحذير من أنّ غير ذلك سيدفع باللبنانيين إلى البحث عن حلول من خارج الدستور وعن قوى اقليمية يستقوي بها الداخل على الداخل، كما وسيدفع إلى الفتنة الداخلية، وهذا ما نرفضه بشدة أيضاً لأن مشاريع الغلبة واستدعاء خارج ما للاستقواء به على الداخل كان يفجر لبنان ويدمره، وهذا ثابت بالوقائع والتجارب قديمها وحديثها.

2*) حركة امل

20 حزيران 2022

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" إجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك، وفي حضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والإقتصادية والاجتماعية.وبعد الإجتماع صدر بيان، استحضر في مستهله "الذكرى الثانية والأربعون لإرتقاء الأخ الشهيد القائد الدكتور مصطفى شمران المسؤول التنظيمي العام الأول للحركة، تستحضر اليوم آيات نضاله ومحطات جهاده على محاور الصراع العسكري ضد العدو الصهيوني في البواكير الأولى للمقاومة على تلال الجنوب، وفي عمله في محاربة الحرمان والظلم الإجتماعي ومسيرته الخالدة في بنياننا التنظيمي الذي أرساه الإمام القائد السيد موسى الصدر مدماكا مدماكا. ونستحضره مع المستضعفين والمحاصرين والمهجرين وأحزمة البؤس، وفي المناطق المحرومة كافة، كما كان دأبه في قاعات التعبئة والتدريس في ملحمة حركية كان وسيبقى أحد أعلامها الكبار، لينهي عمره الشريف على جبهات الحق ضد الباطل شهيدا من أجل القيم التي ملأت صفحات حياته".

ودعا البيان، "مع اقتراب إنجاز الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف للحكومة العتيدة،الى تأليف حكومة قادرة على مواجهة التحديات والأزمات التي تثقل كاهل اللبنانيين جميعا، وإلى عدم تضييع الوقت الذي لا يملك لبنان ترفه، وإلى عدم الدخول في متاهات التسويف والمماطلة والشروط والشروط المضادة في الفترة المتبقية للإستحقاق الرئاسي، لأن البلد لم يعد يحتمل خسارة أي فرصة".

كما دعا الأطراف السياسية الفاعلة جميعا إلى "وضع عنوان للمرحلة المقبلة هو: ماذا نريد من الحكومة العتيدة؟ وليس بحث كل طرف عن مصلحته في أي حكومة، بخاصة أن الوضع الإجتماعي المتأزم إلى أقصى الحدود والإنهيار الاقتصادي الذي يضرب كل القطاعات يستوجب الإسراع في ورشة عمل حكومية جدية تضع خارطة طريق واضحة للإصلاحات الداخلية والمطلوبة من المجتمع الدولي، وإعادة النظر سريعا في خطة التعافي الاقتصادي وإقرارها وفق الأصول بما يسمح بقيامة لبنان من عثراته وحفظ حقوق الناس".

واستغرب البيان "طريقة تعاطي حكومة تصريف الأعمال مع الأزمات وتجاهل إضراب موظفي القطاع العام، مما سبب شللا إضافيا في المؤسسات والإدارات العامة أضاف أحمالا جديدة إلى هموم المواطنين الذين يئنون من ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية والسلع الأولية وبخاصة الخبز وأسعار المحروقات". ودعا إلى "تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة الفورية للتجار المحتكرين وللكارتيلات التي تستسهل المتاجرة بلقمة عيش المواطن".

ونبه البيان "من خطورة المرحلة المتأزمة التي تستوجب تضامنا وطنيا جامعا لمواجهة ما يرسم في دوائر القرار للمنطقة، والسعي الفعلي والجدي لحفظ لبنان وثرواته ومصالحه الحيوية ودوره وموقعه"، مشددا على "ضرورة تماسك الموقف اللبناني في مقاربة ملف ترسيم الحدود وحماية الحقوق، والمباشرة فورا في الإجراءات التطبيقية للبدء في التنقيب عن الغاز".

3*) الكتائب

21 حزيران 2022

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الأسبوعي، في "متحف الاستقلال" في حارة صخر، برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل ، وحضور النائب أديب عبد المسيح الذي شارك في افتتاح قاعة الشهداء التي تضم أسماء شهداء الحزب ومن بينهم اسم والده.

وبعد الوقوف دقيقة صمت، جرى التداول في التطورات . واصدر المجتمعون بيانا جاء فيه:

"بعد سلسلة الاتصالات التي قامت بها القيادة الكتائبية مع مختلف الكتل لمحاولة جمع الصفوف حول مرشح واحد لرئاسة الحكومة، يدعو حزب الكتائب النواب إلى الالتفاف حول تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة انسجاما مع الضرورة الملحّة لإيصال شخصية مستقلة قادرة على إخراج لبنان من عزلته العربية والدولية وإنقاذه من النهج المدمر السائد".

اضاف البيان:"يكرّر حزب الكتائب مناشدة كل الكتل النيابية التي تنادي بالتغيير الذهاب إلى الاستشارات موحّدة الرأي، فالبلد أمام محطة خطيرة لا تحتمل تضييع الفرص، ونتائج يوم الاستشارات ستحمل تداعيات مصيرية تحدّد مستقبل البلد، فإما أن يكون للبنان حكومة متحرّرة من المصالح الشخصية ومن هيمنة حزب الله وقادرة على اتخاذ الإجراءات الفورية للجم التدهور وإلا سيبقى القديم على قدمه وسندخل في فوضى غير محسوبة النتائج".

وتابع:"تتظهّر الفوضى في الوضع المعيشي الذي دخل مرحلة لم تعد تحتمل، فاللبنانيون يتلقون الضربة تلو الضربة من سلطة فاشلة ومستهترة وضعت مستقبلهم ومستقبل أولادهم في المجهول. الطحين مفقود وربطة الخبز تباع في السوق السوداء في بعض المناطق، الدواء مقطوع والمرضى يموتون في بيوتهم عاجزين عن تحمّل أكلاف العلاج، أسعار المحروقات تفلتت من أي منطق وتبعتها أسعار المولدات فابتلعت رواتب اللبنانيين الذين يغرقون تباعًا في العتمة. الإدارات العامة مقفلة بفعل إضراب الموظفين ومصالح الناس في خبر كان وسط عجز مطبق للوزراء المعنيين الذين يتلهون بالمهاترات وجداول الأسعار والتهديد والوعيد الفارغين".

ورأى المجتمعون "في الاستحقاق الحكومي والرئاسي فرصة لتغيير طريقة مقاربة التحديات، عبر الإتيان بإصلاحيين اكفاء، يضعون مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار، يصارحون الناس ويعملون على انتشال لبنان من القعر الذي وصل إليه".

وتابع:"بعد صدور قرار غرفة الاستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان بإدانة المتهمين حسن مرعي وحسين عنيسي بعقوبة السجن المؤبد لثبوت ضلوعهما في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه بما لا يرقى إليه الشك، وفي ضوء عدم اتخاذ السلطة أي إجراء تنفيذي بحق المدان الآخر سليم عياش الذي قضى حكم غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان بإدانته بما لا يرقى إليه الشك أيضًا بوصفه مشاركًا في عمل إرهابي وتنفيذ القتل المتعمّد للرئيس رفيق الحريري، رغم مرور نحو سنتين على إدانته، يطالب حزب الكتائب بإبلاغ المحكوم عليهم خلاصة الحكم ودعوتهم لتسليم أنفسهم، وإلا إبلاغ مرجعيتهم الحزبية لتسليمهم فورًا إنفاذًا للحكم الصادر، ومنعًا لتصنيف لبنان دولة خارجة عن القانون والنظام الدوليين".

وختم:" يعرب حزب الكتائب عن إدانته الشديدة لاستمرار حالة الحصار المفروضة على إجراءات التحقيق في ملف جريمة مرفأ بيروت بعد ضمّ وزير المال إلى الجهات السياسية المعرقلة، في وقت يجب العمل على تحرير هذه الوزارة من أي وصاية حزبية، وعدم تحويلها إلى وزارة عليا تستخدم ختمها استنسابيا لعرقلة قضايا وطنية"، ورأى المجتمعون ان "سلوك وزير المال يشي بعرف يجعل الوزارة صاحبة سلطان على الوزارات الأخرى، وحتى على رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية امتدادًا إلى السلطة القضائية، ما ينتهك مبدأ فصل السلطات ويضرب قاعدة استقلالية القضاء المكرسة دستوريا".

4*) البطريرك الراعي

26 حزيران 2022

ترأس البطريرك الراعي قداس احتفالي ترأسه لمناسبة اليوبيل الخمسين لتأسيس رابطة كاريتاس لبنان  في بازيليك سيدة حريصا في حضور ممثل رئيس الجمهورية وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري، وممثل رئيس مجلس النواب النائب فريد هيكل الخازن وممثل رئيس الحكومة المكلف  وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال  بسام مولوي، ووزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري وعدد من  النواب وشخصيات.

وبعد الانجيل المقدس ، ألقى الراعي عظة  بعنوان "من أجل كلمتك أرمي الشبكة" (لو 5: 5).، وقال فيها:

  1. بفعل إيمان بطرس بشخص يسوع وبكلمته، ألقى الشبكة بعد ليلٍ مضنٍ حرم التلاميذ من إمكانيّة صيد أيّ شيئ، وقد طلعت الشمس والوقت غير مؤآت للصيد، قبِل بطرس تحدّي الإيمان، وقال ليسوع: "من أجل كلمتك أرمي الشبكة" (لو 5: 5). ولـمّا فعلوا كان الصيد العجيب. فلنلتمس نحن هبة هذا الإيمان ليكون نورًا وهداية لحياتنا وأفعالنا ومواقفنا.
  2. على هدي الإيمان وبقوّته، مشت وحقّقت المعجزات رابطة كاريتاس لبنان التي نفتتح اليوم بهذه الليتورجيا الإلهيّة يوبيلها الذهبيّ. وبقوّة هذا الإيمان حقّق ما تعجز عنه الدول الطوباويّ "أبونا يعقوب" حدّاد الكبّوشي الذي نحتفل بعيده، وقد أعلنه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ليكون في 26 حزيران من كلّ سنة، وهو تاريخ وفاته سنة 1954. فلنلتمس شفاعته.
  3. على شاطئ بحيرة جنّاشر سمع بطرس مع رفيقيه يعقوب ويوحنّا بني زبدى كلام الربّ يسوع الموجّه للجمع المحتشد لهذه الغاية. وكانوا أنهوا غسيل شباكهم الفارغة من أيّ سمكة. فكان التحدّي الذي وجّهه يسوع لسمعان-بطرس بأن "يتقدّموا إلى العمق ويرموا شبكتهم للصيد". قبل سمعان التحدّي وفعل. "فكان الصيد العجيب، إذ ضبطوا سمكًا كثيرًا جدًّا، وكادت شباكهم تتمزّق، وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان" (لو 5: 5-7). هذا هو الإيمان-التحدّي الذي لا يخضع لمنطقنا البشريّ، بل لمنطق الله.
  4. كاريتاس لبنان قبلت تحدّي الإيمان منذ خمسين سنة واختبرت ثماره غير المتوقّعة، وها هي تكبر وتّتسع في برامجها وخدمتها وسع لبنان، فلنرفع معها ذبيحة الشكر هذه، والتماس مزيدًا من الإيمان.

تأسست كاريتاس  في صيدا سنة ١٩٧٢ وحملت تسمية كاريتاس لبنان الجنوبي، وذلك بمبادرة من اساقفة الجنوب، وهمة الاخ اليسوعي ايلي معماري الذي تعرف الى كاريتاس في المانيا.

مع ازدياد الحاجات ، ولا سيما اثر الاحداث التي تخطت منطقة الجنوب لتشمل كل لبنان ابتداء من ١٩٧٥ ، تمدد عمل كاريتاس الى بيروت ثم إلى مختلف المناطق اللبنانية ، في محاولة لمواجهة نتيجة الحروب المحلية التي راحت تتمدد كالنار في الهشيم، وتعبث بالوطن والمجتمع، وتخلف وراءها اضرارا كارثية في البشر والحجر.

اتخذت اسم كاريتاس لبنان، وأصبحت في عِهدة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، وجهاز الكنيسة الرعوي-الاجتماعي.

على مدى نصف قرن، اتخذت كاريتاس لبنان موقعها على خريطة العمل الاجتماعي في لبنان، فكانت الكنيسة الحاضرة والشاهدة، التي حقّقت تعليم الكنيسة الاجتماعي في ما يختصّ باحترام كرامة الانسان، وحقّه بحياة كريمة، حرة. فعلت ذلك من دون أيّ تمييز، مع ودعوتها الدائمة إلى التضامن والتعاون من أجل الانسان،  المخلوق على صورة الله.

تميزت مسيرة كاريتاس بروح الشركة والمحبة التي طبعت اجيالها، فكانت على مستوى انتظارات الكنيسة والمواطن، وعلى مستوى الثقة التي اكتسبتها بصدقيّتها وشفافيّتها من المانحين المحليين والاجانب، ومن الحكومات، والمنظمات الدولية، الرسمية والاهلية، ومن الافراد على إختلاف إنتماءاتهم.

وهكذا راحت كاريتاس تختبر الصيد العجيب بقوّة الإيمان والمحبّة ما جعلها تضاعف تصميمها على بذل المزيد، يحركها الوعي لمتطلبات كلّ مرحلة، فتتكيّف مع الحاجات، من دون ان تنسى ان الفقراء معها كل حين.

كما كانت كاريتاس في البدء هي الآن وتبقى مرآة التنظيم وحسن الإدارة، يدبّر شؤونها رسل حقيقيون تعاقبوا على حمل امانتها، عاشوا و يعيشون روحها، ويشعون بروحانيتها من خلال برامجها، وهيكلياتها، واقاليمها ومختلف مراكزها، والمحسنين والمتطوّعين وشبيبتها. إنّ الكنيسة بواسطتها تبحث عن اصحاب الحاجات، وتجهد لتكون لهم الحياة وتكون أوفر.

  1. والإختبار الكبير للصيد العجيب بقوّة الإيمان بكلمة الله، عاشه الطوباويّ "أبونا يعقوب" الذي جاب لبنان من سواحله إلى جباله يزرع الكلمة في قلوب الأطفال والشبيبة والشعب في المدارس والرعايا، وعلى الأخصّ في تحضير الأطفال للمناولة الأولى التي كان يريدها بسنّ مبكّرة، ويردّد: "إزرعوا القربان في قلوب الأطفال واحصدوا قدّيسين".

عاش "أبونا يعقوب" تحدّي الإيمان عندما بدأ مشاريعه الكبيرة في خدمة المحبّة للمرضى على اختلاف أنواعهم والعناية بهم. بدأ حلمه الكبير أثناء الحرب الكونيّة الأولى وهو يرى عشرات الألوف من المسيحيين يمويون جوعًا وشنقًا ونفيًا، من دون أن يُقام صليب على قبورهم. باشر مشروعه ببركة رئيسه وفلس الأرملة. فرفع على تلّة جلّ الديب صليبًا عاليًا مع كنيسة على إسم سيّدة البحر. وكبر المشروع ليصبح مستشفى لذوي الأمراض العقليّة والنفسيّة والعصبيّة، وكان دير المسيح الملك لخدمة الكهنة المرضى والمسنّين. وأسّس من أجل إستمرار الرسالة والصيد العجيب جمعيّة راهبات الصليب اللواتي يتفانين في خدمة مؤسساتها بروح أبونا يعقوب، نذكر منها مستشفى دير الصليب الذي يخدم ألف مريض مقيم، ومستشفى السيدة-أنطلياس للمسنّات، ومستشفى مار يوسف في الدورة، ومستشفى دير القمر للفتيات ذوات الحاجات الخاصّة، بالإضافة إلى المدارس والمياتم والمراكز الإجتماعيّة والرساليّة في لبنان والخارج. إنّها حقًّا معحزة الصيد العجيب تتحقّق يومًا بعد يوم.

  1. كم كنّا نتمنّى لو أنّ المسؤولين المدنيّين والسياسيّين عندنا يتمتّعون بذرّة من الإيمان وشجاعة التحدّي الذي يقتضيه، لَما كنّا نعيش في حالة الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا ومعيشيًّا واجتماعيًّا.

كنّا نتمنّى لو شاركَت في تسميةِ الرئيسِ المكلَّفِ، أيًّا يكن المسَمّى، شرائحُ نيابيّةٌ أوسَع لتُترجِمَ، بفعلٍ إيجابيٍّ ودستوريٍّ وميثاقيٍّ، الوَكالةَ التي مَنحها إيّاها الشعبُ منذ أسابيع قليلة، لاسيّما أنَّ الاستشاراتِ هي إلزاميّةٌ. هكذا تَشُعرُ جميعُ المكوِّناتِ اللبنانيّةِ أنّها تَتشاركُ في كلِّ الاستحقاقاتِ الدستوريّةِ والوطنيّة. في كلّ حال نَتوجّهُ بالتهنئةِ لدولةِ الرئيسِ نجيب ميقاتي على إعادةِ تكليفِه. وندعو له بالتوفيق.

  1. إنّا من جديد نطالبُ بالإسراعِ في تشكيلِ حكومةٍ وطنيّةٍ لحاجةِ البلادِ إليها، ولكي يتَركّز الاهتمامُ فورًا على التحضيرِ لانتخابِ رئيسٍ انقاذّي للجُمهوريّة. فلا تفسيرَ لأيٍّ تأخيرٍ في التشكيلِ سوى إلهائِنا عن هذا الاستحقاقِ الدستوريّ. لا يوجد أيُّ سببٍ وجيهٍ ووطنيٍّ يَحول دونَ تشكيلِ الحكومةِ وانتخابِ الرئيس الجديد. وفي هذا الإطار، نُناشدُ جميعَ الأطراف بأن تتعاونَ مع الرئيسِ المكلَّف بعيدًا عن شروطٍ لا تَليقُ بهذه المرحلةِ الدقيقة، ولا يتَّسِعُ الوقتُ لها، ولا تُساهِمُ في تعزيزِ الوِحدةِ الوطنيّةِ وصورةِ لبنان أمامَ العالم. ونَنتظرُ من الرئيسِ المكلَّف، بالمقابل، تشكيلَ حكومةٍ على مستوى الأحداث، تُشجِّعُ القوى الوطنيّةَ على المشاركةِ فيها، وتُعزّزُ الشرعيّةَ والنزعةَ السياديّةَ والاستقلاليّةَ في البلاد وتجاه الخارج.

هذه الأشهرُ الأربعةُ الباقيةُ من عمرِ العهدِ، يجب أن تُخصَصَّ لخفضِ نِسبةِ الحِقدِ والانتقامِ والكيديّةِ والمطارداتِ القضائيّةِ البوليسيّةِ التي لم يَألفْها المجتمعُ اللبنانيّ. ويجب أن تُخصَّصَ للتخفيفِ من معاناةِ الناس، لضبطِ الأوضاعِ الأمنيّة، لتحييدِ لبنان، لإحياءِ التحقيقِ القضائيِّ في جريمةِ المرفأ. ويجب أن تُخصَّصَ لتعديلِ خُطّةِ التعافي، لمواصلةِ المفاوضاتِ الحدوديّةِ حولَ النَفطِ والغاز، وخصوصًا لانتخابِ رئيسِ جديد للجُمهوريّةٍ في أقربِ وقتٍ ضَمانًا لوِحدةِ الكِيانِ اللبنانيّ، ولاستمرارِ الشرعيّةِ، واستباقًا لأيِّ محاولةٍ لإحداثِ شُغورٍ رئاسيّ. نحن نرفضه. وضروريٌّ أن يَتضمّنَ برنامجُ الحكومةِ، الجديدة التزامًا واضحًا بهذه القضايا.

  1. يكفي أن نَنظُرَ إلى حالِ الشعبِ اللبنانيِّ لتَستيقظَ الضمائرُ النائمةُ لدى الّذين لديهم ضمير. يَكفي أن نَنظرَ إلى عذاباتِه اليوميّةِ ليرتفعَ المسؤولون إلى مستوى أزْمةِ لبنان، ولتَكُفَ الجماعةُ السياسيّةُ عن العبثِ بمصيرِ الوطن والمواطنين على مذبحِ مصالِحها الفئويّةِ والشخصيّة. إن السياسةَ فنّ نبيل لخدمة الخير العام لا هواية، وهي في الأساسِ اختصاصٌ ورسالةٌ مشرّفة تُحِّتم على كلِّ من يَودُّ ممارستَها أن يَتحلّى بالمسؤوليّةِ والجِديّةِ والنضوجِ والخِبرةِ والإقدامِ وحسنِ التدبيرِ والجرأةِ على إعطاء الأولويّةِ للمواقفِ الوطنيّة على ما عداها، خصوصًا في هذا الوقتِ العصيب. فكلُّ المعالجاتِ لأزَماتِنا تبقى محدودةَ الفائدةِ ما لم نَطرح القضيّةَ الوطنيّة بكل أبعادِها من دون خوفٍ أو عُقدةٍ أو حَيْرة. إذا عجز السياسيّون، على ما يظهر، فإنّا ننادي من جديد بمؤتمر دوليّ خاص بلبنان لمعالجة مرضه بعد تشخيصه بجرأة وشجاعة.
  2. نسأل الله أن يجعل من يوبيل رابطة كاريتاس-لبنان موسم خير وبركة متزايدين، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، والطوباويّ "أبونا يعقوب" إبن وطننا. وبفيض من الإيمان بكلمة الله نرفع نشيد المجد والشكر للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

وفي ختام القداس، ألقى رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود كلمة  من وحي المناسبة.