تقرير أسبوعي دولي - 21-2020

تقرير أسبوعي دولي - 21-2020
الأحد 27 سبتمبر, 2020

تقرير دولي 19/9 - 27/9/2020

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

انتهت رحلة الرئيس المكلف السفير مصطفى اديب صباح السبت 26 ايلول باعتذاره من قصر بعبدا الرئاسي عن تشكيل الحكومة، قائلاً: "مع وصول المجهود لتشكيل الحكومة الى مراحله الأخيرة، تبين لي أن هذا التوافق الذي على أساسه قبلت هذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الصعب من تاريخ لبنان، لم يعد قائما، وبما أن تشكيلة بالمواصفات التي وضعتها باتت محكومة سلفا بالفشل، وحرصا مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها وميثاقيتها، فإني اعتذر عن عدم متابعة مهمة تشكيل الحكومة، متمنيا لمن سيتم اختياره للمهمة الشاقة من بعدي، وللذين سيختارونه، كامل التوفيق في مواجهة الأخطار الداهمة المحدقة ببلدنا وشعبنا واقتصادنا". (ملحق رقم 8*- بيان الاعتذار)

اصبح واضحا أن تصلّب ايران في موقفها هو ما أدى بالنهاية الى سقوط المبادرة الفرنسية. إن تمسّك الثنائي الشيعي بمطلب تسمية الوزراء الشيعة والتمسك بوزارة المال بالرغم من قبولهما في البداية بحكومة مهمّة مستقلة يعني ان القرار الايراني بالعرقلة من اجل المفاوضة لاحقا مع الخصم الاميركي هو الذي انتصر، بالرغم من موقف رئيس الجمهورية الذي يمكن وضعه في خانة حماية الدستور.

لبنان اصبح فعليا في الهاوية التي سيصعب الخروج منها في المدى المنظور. بالرغم من تمسكّ بعض الافرقاء في لبنان بمتابعة العمل على المبادرة الفرنسية.

الخطوة الدولية المرتقبة هي عقوبات اميركية واوروبية كانت الجهات الدولية قد هددت بها في الشهرين المنصرمين، ولن تكون فقط على حزب الله، فالعقوبات الاميركية الاخيرة اتت على حلفاء حزب الله (الوزير علي حسن خليل  المقرّب من الرئيس نبيه برّي، والوزير يوسف فنيانوس المقرّب من سليمان فرنجية) وكان هناك تداول لاسماء اخرى من احزاب اخرى. ودون أن يغيب عن المشهد كلام السفير ديفيد هيل امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس هذا الاسبوع عن مسؤولية حزب الله وحلفائه عن الوضع الذي وصل إليه لبنان وضعف الحكومة.

يهمّ التقرير التذكير بأنه مع بداية الاسبوع،  وبعد مضي أسبوع على انتهاء المهلة التي اتفق عليها الأطراف اللبنانيين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل حكومة جديدة للبنان، أعلن رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب أن أوجاع اللبنانيين تستوجب تعاون جميع الأطراف من أجل تسهيل تشكيل حكومة مهمة محددة البرنامج سبق أن تعهدت الأطراف دعمها"، مشددا على أن لبنان "لا يملك ترف إهدار الوقت". لكن مساعي التشكيل بقيت تراوح مكانها حتى نهاية الاسبوع مع إصرار الثنائي الشيعي ممثلاً بحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، على تسمية وزرائهم والتمسّك بحقيبة المالية، الأمر الذي تعارضه أطراف أخرى، أبرزها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.

مساء الخميس التقى الرئيس المكلّف مبعوثي "الثنائي الشيعي"- النائب علي حسن خليل عن حركة أمل والحاج حسين الخليل عن حزب الله، حيث كان منتظراً أن يتسلّم الرئيس المكلّف لائحة بأسماء الشخصيات التي يطرحها الثنائي. لكن ما رشح عن الاجتماع لم يكن داعياً للتفاؤل. وتحدّثت صحيفة "الاخبار" يوم الجمعة عن تصلّب في موقف الرئيس المكلّف، وبدلاً من حل عقدة وزارة المالية، صارت الأمور أكثر تعقيداً. ووصفت الرئيس المكلّف مصطفى أديب "بالشخصية التي تفتقر إلى أدنى صفات القيادة، وكثر هم من يسيّرونه، كما انه لا يدعي ما لا يملكه، ولا يخجل بذلك. لا يعطي كلمة لأحد من دون الرجوع إلى مرجعيّتين على الأقل: سعد الحريري والفرنسيين." وأضافت أن خلاصة لقائه بالخليلين بعد ظهر أمس، انتهت برفضه استلام لائحة بعشرة أسماء يختار من بينها وزيراً للمالية ما شكّل ذلك نقزة لضيفيه. إذ كان يفترض أن يكون ذلك جزءاً من الاتفاق مع الفرنسيين الذين دبّروا اللقاء أصلاً.  وحدّدت أنه بالنتيجة، لم يتحقق أي خرق في الملف الحكومي. وحتى زيارة أديب المقررة يوم الجمعة إلى القصر الجمهوري لا يبدو أنها ستحقق تقدماً، لكنها يفترض أن ترسم أفق المرحلة المقبلة. لكن الأكيد أن أسهم اعتذار أديب عادت إلى الارتفاع. ويبدو أن للحزب قناعة تزداد ترسخاً وهي ان الرئيس سعد الحريري لا يريد لأديب او غيره أن ينجح في تشكيل الحكومة، وان أولويته العودة بنفسه إلى الرئاسة الثالثة، لكن شرط الحصول على ضمانة دولية بالدعم والمساعدات.

بعدما انتظر اللبنانيون مساء يوم الجمعة آملين أن تتشكّل الحكومة المنتظرة بعد أن أخّر الرئيس المكلّف لقاءه مع رئيس الجمهورية من ظهر يوم الجمعة إلى الساعة الخامسة مساءً، وبعد اللقاء الخامس بين الرئيسين عون واديب تم فقط تقييم نتائج الاتصالات الجارية.

وفي المعلومات ان الرئيس المكلف لم يقدم للرئيس عون اي صيغة للحكومة التي يقترحها كما لم يقدم اي تصوّر لتركيبتها. وتقرر استكمال البحث في الموضوع الحكومي خلال لقاء يعقد بين الرئيس عون واديب قبل ظهر السبت. لكن بعد الاعتذار كان هناك تسريبات أشارت الى ان الرئيس عون رفض تسلم التشكيلة الوزارية التي حملها اديب.

يهمّ أسرة التقرير لفت الانتباه إلى ما يمكن أن ينتظر لبنان واللبنانيين في المستقبل القريب. من المتوقع ومع الاعلان عن استمرار المبادرة الفرنسية تجاه لبنان أن تُطرح "طاولة حوار" بهدف "إنقاذ لبنان"، بعد تعثّر تشكيل الحكومة وتحت عنوان "تجديد النظام السياسي في لبنان الذي لم يعد صالحاً". من المهم الإضاءة على أن التوجّه العام لدى اللبنانيين هو تمسّكهم بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتقوم مجموعة من الشخصيات السياسية وقادة الرأي والمثقفين وممثلين عن الحراك المدني الذي بدأ يوم 17 تشرين من العام الماضي، تحت عنوان استعادة السيادة وتطبيق الدستور، مع برنامج مرحلي مشترك للتأكيد على التمسّك بالدستور وبقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتحديداً 1559 و1680 و1701. كما التأكيد على أن لبنان لا يعاني من مشكلة نظام إنما المشكلة هي في الوصاية الايرانية على القرار السيادي والسياسي في لبنان، وأن كل حوار يمكن أن يُطرح في ظلّ السلاح غير الشرعي هو خطوة في المجهول  يمكن أن تأخذ لبنان نحو صدام لا يُحمد عقباه.

من الواضح من كلام الرئيس الفرنسي مساء الاحد حول المبادرة الفرنسية، أن الجانب الفرنسي مستمر بطرح مبادرته محملاً المسؤولين اللبنانيين فشل المحاولة الاولى وبالأخص "الثنائي الشيعي"، أمل- حزب الله بتمسّكهمها بتسمية وزرائهما. وفي المستقبل القريب سوف يتم تأمين المساعدات للبنانيين على الصعيد الانساني والطبي والتعليمي والاقتصادي بشكل مباشر عبر الجمعيات غير الحكومية المعتمدة وعبر منظمات الامم المتحدة، وإعطاء الوقت للمسؤولين اللبنانيين للعمل على إتمام المبادرة الفرنسية بتشكيل حكومة مهمّة مع البرنامج المتفق عليه بين الافرقاء والرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر في بيروت.

* سيكون للتقرير ملحق مفصّل حول المؤتمر الصحفي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاحقاً هذا الاسبوع.

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

أصدرت "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" مساء السبت، بيانا مشتركا أشارت في مستهله إلى أنها أخذت "علما بتكليف السيد مصطفى اديب رئيسا للوزراء في 31 آب 2020"، وكذلك "بالتأكيد العلني للقوى السياسية اللبنانية، على قبولها تشكيل حكومة مهمة على نحو عاجل"، مضيفة "وإدراكا بأن على القادة اللبنانيين التحرك لتلبية احتياجات لبنان العديدة، تحث مجموعة الدعم الدولية كل القادة السياسيين على العمل بشكل حاسم، وبروح من المسؤولية ومن خلال إعطاء الأولوية لمصلحة لبنان الوطنية، لتشكيل حكومة فعالة وذات مصداقية على وجه السرعة، من أجل مباشرة الاصلاحات الكفيلة بمعالجة التحديات التي تواجه لبنان، وتلبية التطلعات والاحتياجات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني". وختمت: "وإذ تستذكر مجموعة الدعم الدولية بيانها الصادر في مايو/أيار 2020، فإنها تعيد التأكيد على الحاجة لحماية حق التظاهر السلمي".

يشار إلى أن المجموعة تضم الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية مع الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، تم اطلاقها في أيلول 2013 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس ميشال سليمان "من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته، وتحديدا من أجل تشجيع الدعم للجيش اللبناني واللاجئين السوريين في لبنان والمجتمعات اللبنانية المضيفة والبرامج الحكومية والخدمات العامة التي تأثرت بالأزمة السورية".

وفي مواجهة كلام البطريرك الراعي في عظته يوم الاحد الذي قال فيها: "بأي صفة تطالب طائفةٌ بوزارةٍ معيَّنة كأنَّها ملكٌ لها، وتُعطِّل تأليف الحكومة، حتَّى الحصول على مبتغاها، وهي بذلك تتسبَّب بشللٍ سياسيّ، وأضرارٍ اقتصاديَّة وماليَّة ومعيشيَّة؟ لسنا مستعدِّين أن نعيد النظرَ بوجودِنا ونظامِنا كلَّما عَمَدنا إلى تأليفِ حكومة ولسنا مستعدّين أن نبحث بتعديلِ النظامِ قبل أن تَدخُلَ كلُّ المكوّناتِ في كنفِ الشرعيَّة وتتخلَّى عن مشاريعِها الخاصّة." (ملحق رقم 2*- عظة الاحد)، أتى كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في سياق التأكيد على عملية التعطيل المستمر لتشكيل الحكومة من قبل "الثنائي الشيعي" وحتى إلى حدود نسف الصيغة اللبنانية، حيث أكّد أن "الحكومة ليست ملكا لشخص والبلد ليس حكرا على أحد، والنظام السياسي حتما فاشل، والتطوير حتما ضروري، وزمن العشرين انتهى، وما نطالب به سببه صيغتكم الطائفية التي أسس لها من مضى بصيغته الطائفية، والتي ما زلتم مصرين عليها، وأنتم بالخيار بين دولة مدنية للجميع أو دولة طوائف تتقاسم الدولة والناس؛ والشجاع الشجاع من يمشي بخيار الدولة المدنية بصيغة المواطن لا الطوائف. وما دامت الحصص على الطائفة فإننا نحكم بيننا وبينكم مبدأ المعاملة بالمثل، ولن نقبل بإلغاء طائفة بأمها وأبيها، بخلفية عصا أميركية وجزرة فرنسية". وتابع: "لذلك لن نسير أبدا في لعبة القتل الدولية أو الإقليمية أو المحلية، ولن نسمح لهذا البلد أن يكون ضحية أحقاد أو فخوخ. على أن السلاح الذي ترميه طيلة هذه الأيام هو الذي حرر هذا البلد وأمن سيادته وأعاده إلى الخريطة، وما زال يفعل ذلك ضمانا للبنان واللبنانيين". ثم وجه كلامه إلى الرئيس المكلف: "البلد والمنطقة جمر تحت الرماد، ولذلك لا تلعبوا بالتوازنات، ولا تزيدوا أزمات هذا البلد لهيبا، لأن ما يجري في لبنان سببه حرب العالم في المنطقة، فيما واشنطن تخوض حرب أمركة لبنان وتهويده، وبهذا السياق تحارب لبنان وتعمل على تفخيخه من الداخل على قاعدة المال مقابل الاستسلام. وخيارنا هو لا استسلام حتى لو اجتمع العالم على حصارنا ما دام موقفنا يرتكز على صميم مصلحة لبنان بكل طوائفه ومناطقه ومفهوم سيادته الحر والآمن". ثم صدر بيان من المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ليؤكّد على كلام المفتي، مهاجماً البطريرك الراعي دون تسميته مستنكراً كلامه ومتهماً إياه بتعزيز الفتنة. (ملحق رقم 3*- بيان)

وفي موضوع نشاطات حزب الله اللبناني خارج الحدود، حكم القضاء البلغاري، يوم الاثنين، بالمؤبد على عنصرين بحزب الله في تفجير حافلة ركاب إسرائيلية عام 2012. 

وفي سياق الازمة اللبنانية، اتهم مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل حزب الله، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس، بتقويض مصالح الشعب اللبناني من خلال تكديس الأسلحة، والأنشطة المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. وأكد أن أميركا «ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لمحاسبة أولئك الذين يسهّلون أنشطة حزب الله». وأضاف: «هذا الشهر، فرضنا عقوبات على وزيرَين لبنانيين سابقين لدورهما الفاسد في دعم حزب الله، سياسياً ومالياً، على حساب الدولة. كما نواصل الضغط على شركائنا في جميع أنحاء المنطقة والعالم للاعتراف بالواقع وتصنيف حزب الله بأكمله منظمةً إرهابية، واستخدام سلطاتهم القانونية لتقييد المجموعة من العمل على أراضيهم». واعتبر هيل أن «الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت هو أحد أعراض المشاكل المؤسِّسة في لبنان، والموجودة منذ فترة طويلة جداً: عقود من سوء الإدارة والفساد والفشل المتكرّر للقادة اللبنانيين في تنحية مصالحهم الضيقة والقيام بإصلاحات هادفة ومستدامة». أضاف: «الشعب اللبناني يستحق الأفضل، ومطالبه بالتغيير لا يمكن أن تكون أوضح. تتضامن أميركا مع أولئك الذين طالبوا منذ فترة طويلة بإصلاحات ملموسة وحكومة تستجيب لمطالبهم المشروعة. عندما نرى أن القادة اللبنانيين ملتزمون بتغيير حقيقي قولاً وفعلاً، ستكون أميركا وشركاؤها الدوليون على استعداد للمساعدة وتقديم العون لتحقيق إصلاح حقيقي».

وعلى الصعيد الأمني، نفّذت القوة الضاربة مساء السبت عملية أمنية بمؤازرة قوة كبيرة من الجيش اللبناني في منطقة وادي خالد شمال لبنان واشتبكت حتى ساعات متأخرة من الليل مع عناصر إرهابية كانت متحصّنة في منزل معزول. وبحسب بيان صادر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي صباح الأحد، جاء فيه: "في إطار متابعة شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي لمنفذي جريمة كفتون، تمكنت هذه الشعبة من تحديد هوية الفاعلين وعددهم /4/ اشخاص، والذي تبين انهم جزء من خلية تعمل لصالح تنظيم داعش في لبنان. بنتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، تمكنت شعبة المعلومات من تحديد هويات جميع اعضاء المجموعة الإرهابية وعددهم أكثر من /15/ شخصاً، يعملون تحت امرة السوري (م. ح)، بحيث اوقفت /3/ من اعضاء المجموعة. بتاريخ 26-9-2020، توصلت الشعبة الى تحديد مكان تواجد اعضاء المجموعة الارهابية في منطقة وادي خالد في منزل منعزل، فجرى تنفيذ عملية امنية لمحاصرة المنزل من قبل القوة الضاربة في الشعبة. بادر عناصر المجموعة بإطلاق النار من اسلحة خفيفة ومتوسطة باتجاه القوة، فتم الرد عليهم ما ادى الى قتل جميع الارهابيين. ما زالت العملية مستمرة، وسيتم الاعلان تباعاً عن النتائج." وبحسب معلومات صحفية انتهت العملية الأمنية ليلاً في وادي خالد بمقتل 13 إرهابياً وإعتقال 15 آخرين، إضافة إلى هروب عنصرين من المجموعة الإرهابية فيما تابعت عناصر القوة الضاربة عملية تمشيط المنطقة تمهيداً لتوقيفهما.

وعلى صعيد الملف الحكومي، كشف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري، أنه غير مرشح لمنصب رئيس الوزراء لتشكيل الحكومة الجديدة. وجاء إعلان الحريري رداً على ما جرى تداوله إعلامياً في غضون الساعات الماضية من كونه في صدارة المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء. وأكد مكتبه الإعلامي أنه باقٍ على موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسهل لكل ما من شأنه إنجاحها بصفتها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان.

وفي موضوع ملف انفجار بيروت، وبناء لطلب القوات المسلحة اللبنانية، نشرت قوات اليونيفل يوم الاحد مفرزة متعددة الجنسيات في بيروت لمساعدة القوى اللبنانية المسلحة في التعامل مع تداعيات الانفجار.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • الهيئة السياسية لبنان القوي (التيار العوني): نقترح توزيع الوزارات المعروفة بالسيادية على الطوائف الأقل عددا - يواصل التيار، عن اقتناع، دوره المسهل والإيجابي ‏لكنه يحذر من أن يفهم على غير معناه - لن يقبل التيار بتسلط فريق واحد على كل اللبنانيين مهما بلغت قوته او مهما بلغ استقواؤه بالخارج. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • لقاء سيدة الجبل: يرى في كلام البطريرك الراعي محطة مفصلية ويؤكّد بأن الالتفاف حول الدستور هو طريق الخلاص للبنان والاعتراض اللبناني العابر للطوائف ضد "الثنائي الشيعي" يتوسع. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • حزب الكتائب اللبنانية - أن الوقت ليس للدخول في اجتهادات دستورية وفرض معادلات جديدة عن طريق الاستقواء، لا سيما أن وزارة المال تشكل ضمانا للخزينة وصمام أمان للدولة ولجميع اللبنانيين لا لأي فريق طائفي أو حزبي، مرة جديدة ندعو إلى إجراء انتخابات نيابية في أسرع وقت فتكون الخطوة الأولى في تغيير السلطة بدءا من اعلى الهرم. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • تكتل لبنان القوي (التيار العوني): تصلب المواقف يفشل المبادرة الفرنسية ويدخل البلاد في أزمة مفتوحة، وشدد على رفضه إقرار قانون عفو عام. (ملحق رقم 6*- بيان)
  • العاهل السعودي: أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمة المملكة أمام أعمال الدورة 75 لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقوف السعودية إلى جانب الشعب اللبناني الذي تعرض إلى كارثة إنسانية بسبب الانفجار في مرفأ بيروت، مبيّناً "يأتي ذلك نتيجة هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية، وإن تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح". (ملحق رقم 7*- ملخص)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: إن البطريركية المارونية تنطلق دائما من أركان الدولة الثلاثة المتكاملة: الدستورِ والميثاقِ ووثيقة الوفاق الوطني التي تحفظ توازن مكونات وطننا الواحد، المشترك والنهائي، وتجمعنا في وحدة وطنية على تنوع طوائفنا ومذاهبنا واحزابنا وحرية الرأي والتعبير. وإذ نحرص على ان تبقي فرنسا مشكورة عزمها على مساندة لبنان، فاننا حفاظا على الاركان الثلاثة ندعو الى عدم تخصيص اي حقيبة وزارية لاي فريق او حزب او طائفة او مذهب بشكل دائم، بل الى اتباع قاعدة المداورة الديمقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعرف أو التفرد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها. (ملحق رقم 9*- عظة الاحد)

 

  1. في الشأن السوري

اعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تقديمها المزيد من المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في تغريدة، "مساهمة في حل الأزمة التي خلقها نظام الأسد وروسيا وإيران بحملتهم العسكرية الوحشية، تعلن الولايات المتحدة عن أكثر من 720 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لدعم المدنيين المتضررين من الصراع المستمر في سوريا". وجاء القرار الأميركي بعد اجتماع رفيع المستوى، استضافته الولايات المتحدة، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، بين أكبر عشر دول مانحة في العالم بخصوص الاحتياجات الإنسانية العالمية. وتشمل المساعدات الأميركية للسوريين، أكثر من 419 مليون دولار من مكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وأكثر من 301 مليون دولار من مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية. وقال البيان إن المساعدات المقدمة ستوجه أيضا إلى المجتمعات المضيفة للسوريين، سواء في تركيا، والأردن، ولبنان، والعراق، وفي أماكن أخرى. وستركز المساعدات بشكل رئيسي على الأطفال، والنساء، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمسنين.

على صعيد آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا نقلت نحو 300 مقاتل من الفصائل الموالية لها، غالبيتهم العظمى من فصيلي السلطان مراد والعمشات، من بلدات وقرى بمنطقة عفرين شمال غرب حلب وقيل لهم "أن الوجهة ستكون أذربيجان". وبحسب المرصد فإن القادة العسكريين الأتراك أبلغوا المقاتلين أن الهدف من إرسالهم إلى هناك هو حماية مواقع حدودية، مقابل مبلغ مادي يتراوح بين 1500 و2000 دولار أميركي. وقال المرصد إنه لم يتسن له التأكد بشكل قطعي من صحة الوجهة فيما إذا كان إلى أذربيجان أو ليبيا أو منطقة أخرى. ونفت أذربيجان قبل أيام المعلومات التي تحدثت عن وجود قاعدة عسكرية تركية أو مقاتلين سوريين في البلاد. ويذكر أن المرصد قال في وقت سابق من هذا الشهر، أن تركيا خفضت رواتب المرتزقة السوريين ممن يرغبون بالبقاء في ليبيا، وكانوا يتقاضون راتبا شهريا يقدر بنحو 2000 دولار أميركي، وأصبحت رواتبهم الآن 600 دولار أميركي.

هذا في حين غزت مشاهد الطوابير أمام مخابز العاصمة السورية دمشق وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام والتي تتحدث عن الغلاء الفاحش في الأسعار. وفي جميع أنحاء البلاد، تصطف طوابير السيارات بحثا عن البنزين، وفي بعض المناطق تصل الطوابير لأميال.  وكان من المفترض أن يكون هذا عام التعافي لبشار الأسد. بعد ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية، هزم دكتاتور سوريا المتمردين الذين حاولوا الإطاحة به. وأعرب عن أمله في أن يعيد علاقاته الدبلوماسية، لكن حتى الآن، لم يتم الأمر على هذا النحو. وتقول الأمم المتحدة إن الأوضاع الإنسانية في الأراضي التي يسيطر عليها النظام أسوأ الآن مما كانت عليه في ذروة الحرب.

 

  1. في الشأن الليبي

أكد مصدر ليبي، الأربعاء، أن القاهرة سوف تستضيف مؤتمرا للقبائل الليبية خلال الأسبوعين القادمين، مرجحا حضور كل من رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، والمشير خليفة حفتر. وأشار المصدر إلى أن المؤتمر سيضم ممثلين عن قبائل شرقي وغربي ليبيا. واستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، صباح الأربعاء، بقصر الاتحادية كلا من عقيلة صالح وخليفة حفتر، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن السيسي اطلع خلال اللقاء علي التطورات في ليبيا وجهود كافة الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار الميداني من جهة، وعلي الجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى.

في سياق آخر، فرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات على شبكة تابعة للعميل الروسي، يفغيني بريغوزين، بسبب أنشطتها "الخبيثة" في جمهورية إفريقيا الوسطى، وليبيا، وغيرهما، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية، والوزير، مايك بومبيو. وبريغوزين، وهو أحد المقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ويعرف باسم "طباخ بوتين"، وتتهمه واشنطن بأنه على صلة بمجموعة المرتزقة "فاغنر" التي تنشط في ليبيا. وقد فرضت واشنطن عقوبات عليه من قبل، لدوره في تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.  واستهدفت العقوبات الجديدة "ثمانية كيانات وسبعة أفراد يعملون نيابة عنه لتعزيز النفوذ الروسي في جمهورية إفريقيا الوسطى"، بحسب وزارة الخارجية، التي أشارت إلى ضلوعهم "مباشرة" في تعزيز أنشطة روسيا "الخبيثة". والعميل الروسي "يدير ويمول وكالة أبحاث الإنترنت"، التي فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، عليها عقوبات، في عامي 2018 و2019. ولدى المنظمة نشاطات "تهدف إلى مفاقمة التوترات السياسية والانقسامات حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة"، بحسب بيان الخارجية الصادر، الأربعاء. ويعتقد أن بريغوزين أيضا هو "المدير والممول" لمجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة، التي تعمل بالوكالة عن وزارة الدفاع الروسية، والتي وضعت أيضا في قائمة العقوبات. وقالت الوزارة إن هذه المنظمة العسكرية لديها نشاطات "في دول أجنبية مثل أوكرانيا وسوريا والسودان وليبيا وموزمبيق". وأكد بيان الوزارة أن الإجراء الجديد هو تكملة لجهود الولايات المتحدة في "تعزيز محاسبة" الحكومة الروسية على استخدامها "الوكلاء وأجهزة الاستخبارات، بما في ذلك FSB، للقيام بمجموعة من الأنشطة المزعزعة للاستقرار، مثل الأنشطة الإلكترونية الخبيثة والتدخل في الانتخابات، وذلك من خلال زيادة استهداف الشبكات التي تدعم أنشطتها".

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

اتفقت حركتا فتح وحماس على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون ستة أشهر، وفق ما أعلنتا يوم الخميس بعد اجتماعهما في تركيا. وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري لوكالة الأنباء الفرنسية "اتفقنا على أن تجري الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية أولا ومن ثم الرئاسية... وآخرها المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال الستة أشهر القادمة". وأضاف  الرجوب أن "آخر مرحلة انتخابات هي لكل الشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجده وتجري فيها انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي بدوره ينتخب اللجنة التنفيذية للمنظمة خلال الستة أشهر القادمة". وتقتصر انتخابات السلطة الفلسطينية والتشريعية على الفلسطينيين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة وفق اتفاق أوسلو الموقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993. وبالتزامن مع هذا الحدث وفي عمّان أكد وزراء خارجية الأردن ومصر وفرنسا وألمانيا بالإضافة لممثل الاتحاد الأوروبي للسلام في بيان في ختام اجتماعهم، أن "إنهاء الجمود في مفاوضات السلام وإيجاد آفاق سياسية، وإعادة الأمل عبر مفاوضات جادة يجب أن تكون أولوية". وحضوا إسرائيل والفلسطينيين على "استئناف مفاوضات جادة وفاعلة على أساس القانون الدولي والمرجعيات المتفق عليها ... أو تحت مظلة الأمم المتحدة، بما في ذلك الرباعية الدولية". كما دعوا الطرفين إلى "الالتزام بالاتفاقيات السابقة وبدء محادثة جادة على أساسها".

وفي سياق عملية السلام المتعثّرة، قال رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، مساء السبت، خلال المناقشة العامة في إطار الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه "لا سلام عادلاً ودائماً دون أن يتمكّن الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، عاصمتها القدس الشريف، لذلك يرفض المغرب رفضاً قاطعاً جميع الإجراءات الأحادية للسلطات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في الضفة الغربية أو في القدس الشريف. وهي إجراءات ستعمق التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة"، معرباً عن "الأسف في الإخفاق في تسوية القضية الفلسطينية وإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط"، معتبراً أن ذلك "يشكل مصدر قلق عميق للمملكة المغربية".

على صعيد الداخل الاسرائيلي، كثفت إسرائيل إجراءات مكافحة وباء كوفيد-19، الخميس، مع اقتراب انتهاء الأسبوع الأول من إغلاق تام في البلاد، فشل حتى الآن في تخفيض معدل العدوى الذي يسجله الفيروس، وهو الأعلى في العالم قياسا بعدد السكان. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في وقت متأخر من الخميس، في مستهل اجتماع للحكومة لإقرار التدابير الجديدة "سمعنا في اليومين الأخيرين من خبراء أنه في حال لم نتخذ خطوات فورية قاسية سنصل إلى قعر الهاوية". وبموجب القيود الجديدة، التي يتوقع أن يقرها البرلمان، الخميس، لن يُسمح بفتح المعابد اليهودية إلا في يوم "الغفران" اليهودي، الذي يبدأ بعد ظهر الأحد. أما في الأوقات العادية، فيسمح فقط بالصلاة في الهواء الطلق بحضور 20 شخصا كحد أقصى. وتطبق التدابير نفسها على التظاهرات أيضا. وقد يُتخذ قرار بشأن إغلاق مطار بن غوريون الدولي.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

تجاوز عدد مصابي وباء كورونا حول العالم 32 مليونا، في حين يقترب عدد الوفيات من المليون، وتستعد العديد من الدول لتوسّع الموجة الثانية من هذا الوباء مع اقتراب فصل الخريف.

في روسيا أمر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الجمعة كبار السن بالبقاء في منازلهم، ونصح أرباب الأعمال بتكثيف العمل عن بعد، بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد. وذلك بعد أن سجل عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في روسيا يوم الجمعة أعلى مستوى له منذ 23 يونيو/حزيران، إذ بلغ 7212 إصابة في جميع أنحاء البلاد ليرتفع الإجمالي إلى مليون و136 ألفا و48. وفي اسرائيل أعلن صباح الجمعة تسجيل 7527 بكورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في أعلى حصيلة يومية للإصابات منذ مارس/آذار الماضي، فيما صادقت الحكومة الإسرائيلية الخميس على فرض إغلاق شامل في ظل تفاقم الحالة الوبائية. في حين أظهر إحصاء لوكالة رويترز أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة تجاوز 7 ملايين يوم الخميس، بما يمثل أكثر من 20% من الإجمالي العالمي، وذلك بعد أيام من تجاوز عدد الوفيات 200 ألف في البلاد، وهو الأكبر في العالم.

اعلنت شركة "نوفافاكس" (Novavax) الأميركية للتكنولوجيا الحيوية الخميس أنها بدأت في بريطانيا المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاحها المضاد لمرض كوفيد-19، ليصبح بذلك اللقاح التجريبي الـ11 في العالم الذي يبلغ هذه المرحلة النهائية. وقالت الشركة إن 10 آلاف متطوع تتراوح أعمارهم بين 18 و84 عاما سيشاركون في هذه التجارب. وهذا هو اللقاح الـ11 في العالم الذي يدخل المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية التي يشارك فيها عشرات آلاف المتطوعين ويقسمون في العادة إلى قسمين متساويين: نصف يتلقى لقاحا وهميا والنصف الآخر يتلقى اللقاح التجريبي. و"نوفافاكس" هي واحدة من 6 شركات حصلت من الحكومة الفدرالية الأميركية على تمويل بمئات ملايين الدولارات لإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، وهي الخامسة التي يدخل لقاحها التجريبي المرحلة الثالثة. أما الصين فتتوقع أن تكون قادرة بحلول نهاية العام على إنتاج 610 ملايين جرعة سنويا من لقاحات عدة ضد كوفيد-19، حسب ما أعلنه مسؤولو الصحة الجمعة في بكين، مؤكدين أن بلادهم هي الرائدة في هذا المجال.

في لبنان وبعد تسجيل 1006 إصابة يوم الأحد مع 11 وفاة بفيروس COVID-19 المستجد، رفع وزير الصحة توصية الى لجنة كورونا الوزارية باقفال البلد بشكل كامل لاسبوعين لزيادة التقصي ومتابعة الاصابات وعدم قدرة المستشفيات على استقبال حالات اضافية. هذا في حين كان وزير الداخلية قد ناقض هذه التوصية قبل صدورها بتصريح عبر قناة العربية قائلاً: "المجتمع اللبناني ليس لعبة بين الأيادي ليقفل أسبوعا ثم يعاد فتحه"!.

وسجّلت وزارة الصحة اللبنانية أرقاماً صادمة هذا الاسبوع، فيوم الخميس سجلت 1027 إصابة جديدة ويوم الجمعة ارتفع العدد إلى إلى 1143 اصابة وسجلت يوم السبت 1280 اصابة ليقترب النموذج اللبناني من النموذج الايطالي كما صرّح النائب عاصم عراجي مساء السبت محذراً اللبنانيين من خطورة الوضع الصحي الذي وصل إليه البلد. ومع نهاية الاسبوع سجيلت 1012 اصابة يوم الاحد ليرتفع عدد الاصابات الاجمالي في لبنان إلى 36254 اصابة وبلغ عدد المتوفين 347 حالة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال هزيمته في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر ما أثار ردود فعل منددة من المعسكر الديموقراطي وحتى في صفوف الجمهوريين. أتى كلامه هذا ردا على صحافي سأله ما اذا كان يتعهد الالتزام بأبسط قواعد الديموقراطية في الولايات المتحدة وهي النقل السلمي للسلطة حين يتغير الرئيس. ويشتكي الرئيس ترامب الذي يتقدم عليه المرشح الديموقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي، على الدوام من ظروف تنظيم الانتخابات ويؤكد أن التصويت بالمراسلة قد يؤدي الى عمليات تزوير محتملة. وبدا ترامب وكأنه يشير الى احتمال الغاء بطاقات الاقتراع التي ترسل بالبريد. وقال "فلنتخلص من هذه البطاقات وسيكون الأمر سلميا جدا، ولن يحصل نقل فعلي (للسلطة) سيكون الأمر مجرد استمرارية". وفي اشارة الى تزايد استخدام التصويت بالبريد بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد قال ترامب "تعلمون انني كنت اشتكي بقوة بشأن هذه البطاقات، وهي تشكل كارثة". وتأتي تصريحات ترامب بأن الانتخابات لا يمكن ان تكون حرة ونزيهة بسبب تلك البطاقات، فيما يتزايد الضغط بشأن خطته تعيين قاض في المحكمة العليا خلفا للقاضية الليبرالية روث بادر غينسبورغ التي توفيت الأسبوع الماضي. وسيعلن ترامب السبت عن الشخصية التي يرشحها لخلافة غينسبورغ فيما وعد الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ بتصويت سريع للمصادقة على التعيين. لكن المعارضين الديموقراطيين وفي مقدمهم بايدن يطالبون بالتريث إلى ما بعد انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر حينما يتضح ما إذا سيحظى ترامب بولاية ثانية. ويتجاهل الجمهوريون ذلك الموقف ما يمنح ترامب، الذي سبق أن عيّن قاضيين في المحكمة، الفرصة لترسيخ هيمنة اليمين على المحكمة العليا لعقود قادمة، بغض النظر عما إذا فاز على بايدن أم لا.

كما كان متوقعا، ورغم المعارضة "الديمقراطية"، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب السبت تعيين القاضية المحافظة إيمى كوني باريت لتحل محل القاضية الراحلة روث بادر غينسبرغ  بالمحكمة العليا الأمريكية. ووصف ترامب باريت التي وقفت بجانبه في حديقة البيت الأبيض بأنها "أحد ألمع العقول في مجال القانون وأكثرها موهبة". ومصادقة الجمهوريين على تعيين باريت شبه محسومة، وهي ستمكّن ترامب من إمالة الدفة في المحكمة العليا إلى اليمين عشية انتخابات رئاسية محمومة يسعى فيها للفوز بولاية ثانية. وعلى الفور دعا المرشّح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن مجلس الشيوخ إلى عدم البت في تعيين باريت قبل الاستحقاق الرئاسي في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. وجاء في بيان أصدره بايدن بعد دقائق على إعلان ترامب اختيار باريت أن "مجلس الشيوخ يجب ألا يبت في هذا المنصب الشاغر" جراء وفاة القاضية التقدمية روث بادر غينسبورغ "ما لم يختر الأميركيون رئيسهم المقبل والكونغرس المقبل".

 

  1. في الشأن العراقي

تغييرات مفاجئة في مواقف القوى الموالية لطهران في العراق بدأت تطفو على السطح منذ ليل الأربعاء، بينما تؤكد مصادر مطلعة أن هذا التحرك جاء على خلفية تحذير أميركي برد صارم على الجهات التي تقوم باستهداف مصالحها في البلاد. أول المواقف صدر من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عبر تغريدة في تويتر انتقد فيها بعض "الفصائل" المنضوية تحت مظلة هيئة الحشد الشعبي، واتهمها بالوقوف وراء عمليات الاغتيال والقصف التي تحدث في العراق. لم تنتظر القوى الأخرى المدعومة من إيران كثيرا، لترد بمواقف مشابهة لخطوة الصدر، حيث أعلن ائتلاف الفتح بزعامة هادي العامري رفضه وإدانته "لأي عمل يستهدف البعثات الدبلوماسية"، داعيا "القضاء والأجهزة الامنية إلى الوقوف بحزم وقوة وإنهاء مسلسل الخطف والاغتيالات وإثارة الرعب بين الناس". وبالتزامن أصدرت هيئة الحشد الشعبي بيانا هي الأخرى تبرأت فيه من "أي عمليات مشبوهة ونشاط عسكري غير قانوني يستهدف مصالح أجنبية أو مدنية". وكشف مصدر مطلع من داخل هيئة الحشد الشعبي أن التغيير في مواقف هذه الأطراف "جاء بعد اجتماع عقد مؤخرا بين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي والقوى الشيعية أبلغهم خلاله أن الولايات المتحدة هددت باعتبار كل من يسكت عن الهجمات التي تستهدف البعثات الدبلوماسية، شريكا بها وستتم محاسبته بشدة". وأضاف المصدر أن "أطرافا في تحالف الفتح ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أبدوا مخاوف من احتمال تعرضهم لعقوبات أميركية قاسية، مما سيهدد مصالحهم ويقوض مستقبلهم السياسي". وتابع أن رئيس الجمهورية برهم صالح أوصل الرسالة ذاتها لهذه الجهات في اجتماع جرى ببغداد أيضا مؤخرا. وتداولت وسائل إعلام عراقية محلية، الخميس، وثيقة موقعة من قبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أقال بموجبها القيادي في ميليشيا سرايا الخراساني حامد الجزائري من الهيئة وعين بدلا عنه أحمد الياسري لقيادة اللواء 18 في الحشد. كما تضمنت الوثيقة أمرا بإقالة وعد القدو، المصنف ضمن قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، من قيادة اللواء 30 في الحشد الشعبي وتعيين زين العابدين جميل خضر بدلا عنه. ويتهم ناشطون "سرايا الخراساني" بالمشاركة في عمليات قتل عشرات المتظاهرين العراقيين، منذ بدء الاحتجاجات في البلاد في أكتوبر من العام الماضي. وفي هذا الإطار يؤكد المصدر أن "رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أقدم على هذه الخطوة في محاولة منه لامتصاص غضب الأميركيين والتقرب منهم". ويرى مراقبون أن خطوة قادة الميليشيات الموالية لطهران هذه لم تجر بعيدا عن إيران التي نددت السبت الماضي بالهجمات ضد البعثات الدبلوماسية في العراق ودعت الحكومة إلى تشديد إجراءاتها الأمنية لمنع تكراراها، كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة.

على صعيد آخر، قال مسؤول أميركي، الخميس، إن واشنطن جددت الإعفاء الممنوح للعراق من استيراد الكهرباء الإيرانية لمدة 60 يوما، لتمكين بغداد من اتخاذ "إجراءات جادة" لتقليل اعتمادها على طهران في مجال الطاقة. ومنذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوباتها على إيران في نهاية 2018، لم تنفك الإدارة الأميركية في منح العراق الإعفاء تلو الآخر ريثما يعثر على موردين آخرين، وعادة لفترات 90 أو 120 يوما. وأجرت بغداد مؤخرا مباحثات مع دول خليجية، بينها السعودية، لبحث استيراد الطاقة الكهربائية وإقامة مشاريع ربط مشتركة لمنظومات الطاقة.

الملفات الساخنة على الساحة العراقية كانت محور اجتماع لم يعلن عنه عقد ليل الخميس- الجمعة، بدعوة من رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في حضور قادة كتل سياسية شيعية، في منزل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في المنطقة الخضراء -المركز الحكومي- وسط العاصمة بغداد. وكشف مصدر سياسي أن "الكاظمي بحث مع قادة الكتل الشيعية ملفات عدة منها، الانتخابات المبكرة، استهداف البعثات الديبلوماسية، ملف حصر السلاح بيد الدولة والأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة ذي قار على أثر اختطاف الناشط سجاد العراقي".  وقال المصدر إن "رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري وقادة آخرين، شددوا على إجراء الانتخابات المبكرة في وقتها المحدد في حزيران (يونيو) 2021، لكنهم اشترطوا أن يتم تفعيل الدوائر الانتخابية التي تعتبر ثغرة لتعطيل الانتخابات لأنها تحتاج الى وقت اكثر من المدة المحددة". وكان الكاظمي أعلن في 31 تموز (يوليو) 2020 تحديد يوم 6 حزيران (يونيو) من العام المقبل موعداً لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وسط ترحيب أممي. لكن عند الحديث عن استهداف البعثات الديبلوماسية وحصر السلاح بيد الدولة والاغتيالات انسحب المالكي والعامري من الاجتماع. وأضاف المصدر أن "الكاظمي طالب خلال الاجتماع بوضع حد لقصف البعثات الأجنبية باعتبار أن القادة المشاركين مقربون من الجماعات المسلحة التي تواصل اطلاق صواريخ الكاتيوشا"، موضحاً أن المجتمعين "لم يتوصلوا الى أية نتائج". كما نقل المصدر عن مشاركين في الاجتماع أن المالكي والعامري وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس "تحالف عراقيون" عمار الحكيم، استنكروا استهداف البعثات الديبلوماسية في البلاد وما تتعرض له من تهديدات في الآونة الأخيرة. ويذكر أن محافظات جنوبية في العراق شهدت عمليات اغتيال واختطاف طاولت ناشطين مؤثرين في التظاهرات التي تعرف باسم "ثورة تشرين" كان آخرها اختطاف سجاد العراقي الذي اشعل الوضع هناك، وما زال مصيره مجهولاً رغم المحاولات العسكرية لتحريره.

 

  1. في الشأن اليمني

حث الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الخميس، المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، على عدم إعاقة تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بشكل عاجل. وجاء نداء هادي بعد أكثر من أسبوع من تحذير منظمة رقابية دولية من أن جميع أطراف النزاع اليمني، تتدخل في وصول الغذاء وإمدادات الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي. وفي كلمة مسجلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقد اجتماعها السنوي لقادة العالم هذا العام افتراضيا بسبب جائحة كوفيد-19، طالب الرئيس اليمني في كلمته الحوثيين السماح لفريق من الأمم المتحدة بالوصول الفوري إلى ناقلة نفط مهجورة تهدد بالتسبب في أضرار بيئية جسيمة للبحر الأحمر.

في سياق آخر، وردت معلومات أن يوم السبت تم الاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين على إطلاق 1800 أسير كدفعة أولى بينهم 19 سعودياً.

 

  1. في الشأن المصري

أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن بلاده ستتحرك دفاعاً عن أمنها في حال تم تجاوز خط سرت في ليبيا. وقال في كلمة أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت افتراضياً لأول مرة، مساء الثلاثاء: "لقد أعلنا ونكرر هنا أن مواصلة القتال وتجاوز الخط الأحمر ممثلاً في خط سرت – الجفرة ستتصدى له مصر دفاعاً عن أمنها القومي وسلامة شـعبها". كما جدد الدعوة "لكل الأطراف للعودة إلى المسار السياسي بغية تحقيق السلام والأمن والاستقرار الذي يستحقه شعب ليبيا". وأضاف أن "مصر تتمسك بمسار التسوية السياسية بقيادة الأمم المتحدة على أساس الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات ومخرجات مؤتمر برلين و"إعلان القاهرة" الذي أطلقه رئيس مجلس النواب وقائد الجيش الوطني الليبيان والذي يعد مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لإنهاء الصراع فى ليبيا ويتضمن خطوات محددة وجدولاً زمنياً واضحاً لاستعادة النظام وإقامة حكومة توافقية ترقى لتطلعات الشعب الليبي". إلى ذلك وفي موضوع الخلاف على "سد النهضة" مع السودان واثيوبيا، شدد السيسي على أن "نهر النيل ليس حكراً لطرف ومياهه بالنسبة لمصر ضرورة للبقاء دون انتقاص من حقوق الأشقاء". كما أكد "تلبية مجلس الأمن دعوة مصر لعقد جلسة للتشاور حول الموضوع في التاسع والعشرين من يونيو الماضي لخطورة وأهمية هذه القضية واتصالها المباشر بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، الأمر الذي يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية دفع كافة الأطراف للتوصل إلى الاتفاق المنشود الذى يحقق مصالحنا المشتركة". وقال إنه "لا ينبغي أن يمتد أمد التفاوض إلى ما لا نهاية فى محاولة لفرض الأمر الواقع لأن شعوبنا تتوق إلى الاستقرار والتنمية وإلى حقبة جديدة واعدة من التعاون".

وعلى صعيد آخر، أعلنت مصر توقيع الدول المؤسسة لمنتدى غاز شرق المتوسط على الميثاق الخاص بالمنتدى والذي تم إقراره الثلاثاء في القاهرة، وعلى أهدافه. وذكرت وزارة البترول المصرية أنه بمقتضى هذا التوقيع يصبح المنتدى منظمة دولية حكومية في منطقة المتوسط تسهم في تطوير التعاون في مجال الغاز الطبيعي وتحقق استغلالاً أمثل لموارده. وأضافت في بيان رسمي أنه شارك في مراسم التوقيع التي تمت من خلال لقاء افتراضي عبر تقنية الفيديوكونفرانس، وزراء البترول والطاقة بالدول الأعضاء، وهم المهندس طارق الملا وزير البترول المصري، وناتاشا باليديس وزيرة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية، وكوستيس هاتدزاكيس وزير البيئة والطاقة اليوناني، ويوفال شتاينتيز وزير الطاقة الإسرائيلي، واليساندرا تودي وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية، وهالة الزواتى وزيرة الطاقة الأردنية، وكل من فيكتوريا كوتس مستشار أول وزير الطاقة الأميركي، وكريستينا لوبيلو مدير إدارة الطاقة نيابة عن مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي وذلك بصفة مراقب.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، الأحد، أنها أحبطت مخططا إرهابيا أوائل العام الجاري تلقى دعما وتمويلا من عناصر الحرس الثوري الإيراني. وقال بيان الوزارة "نود توضيح أن القضية المشار إليها، تعود إلى بداية العام الجاري 2020 وهي منظورة حاليا أمام المحكمة المختصة، ومن ثم فإنها ليست بجديدة". وأشارت إلى أن نشر صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية اليومية تفاصيل القضية "بشكل غير دقيق وبهذا الأسلوب يؤثر على سيرها أمام المحكمة". وأضافت "توضح وزارة الداخلية أن طريقة العرض الصحفي أحدثت حالة من اللبس والبلبلة محلياً وإقليمياً، مؤكدين أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بأداء واجباتها في حفظ أمن الوطن".

في سياق آخر، خرج السفير الإيراني في الدوحة، محمد علي سبحاني، غانما من أمير قطر ما سيحسده عليه كثيرون، فقد استقبله الأمير في مكتبه يوم الثلاثاء، بمناسبة انتهاء فترة عمله في قطر، وأهداه "وسام الوجبة" القطري الشهير، "تقديرا لدوره في المساهمة بتعزيز العلاقات الثنائية، متمنياً له التوفيق فيما سيعهد إليه من مهام في المستقبل"، وفقا لما بثته وكالة الأنباء القطرية الرسمية. ويتم منح الوسام عادة للسفراء الأجانب المعتمدين لدى قطر، بشرط المعاملة بالمثل، كما يتم منحه لنواب الوزراء ووكلاء الوزارات، وبحسب موقع "الديوان الأميري القطري" من الجائز منحه لمن يؤدون خدمات نافعة للدولة أو للإنسانية.

 

  1. في الشأن الاوروبي.

في أزمة شرق المتوسط

دعا وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس، يوم الاثنين، الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا بـ"شكل فوري"، لمواجهة أعمالها غير القانونية في مياه شرق المتوسط. وقال في تصريحات لوسائل إعلام يونانية، إن تركيا اختارت التصعيد تجاه بلاده، باتخاذ قرار بتمديد عمل سفينة التنقيب "يافوز" في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لقبرص. وأضاف أن أنقرة كشفت من وراء هذه الخطوة "عن نواياها الحقيقية" على حد تعبيره، في إشارة إلى الاستفزازات التركية المتواصل في شرق المتوسط، والتي أثارت غضب دول عدة. وتأتي تصريحات وزير الخارجية بعد أقل من يوم من تحذير وزير الدفاع القبرصي شارالامبوس بيترديس، من أن الأوضاع في شرق المتوسط تثير القلق، في ظل استمرار الاستفزازات التركية. وقال وزير الدفاع القبرصي في تصريحات صحفية، إن على الاتحاد الاوروبي أن يوجه "رسالة حاسمة" إلى تركيا توكد وحدة موقفه حيال أنشطتها غير القانونية في شرق المتوسط.

وفي محاولة لكسر الحلف الذي تشكّل ضدّها كشفت صحيفة "حرييت" التركية، المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، عن أن أنقرة نقلت إلى القاهرة رغبتها باتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. الرئيس رجب طيب أردوغان كان أيد مؤخرا إجراء محادثات مع مصر على مستوى أجهزة الاستخبارات في أي وقت.

في موضوع حظر الاسلحة على ايران

يتواصل الخلاف بين دول أوروبية في مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة بخصوص الملف الإيراني، إذ أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أمام الأمم المتحدة أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا لن "تتنازل" عن رفضها دعم إعادة العمل بالعقوبات الأممية على إيران بعدما بادرت الولايات المتحدة الى ذلك. وقال الرئيس الفرنسي في خطاب مسجل أمام الجمعية العامة إن "فرنسا مع شريكتيها ألمانيا وبريطانيا ستظل تطالب بتنفيذ تام لاتفاق فيينا 2015" حول البرنامج النووي الإيراني، و"لن تقبل بالانتهاكات التي ترتكبها إيران". لكنه استدرك "رغم ذلك، لن نتنازل حيال تفعيل آلية ليست الولايات المتحدة في موقع يتيح لها أن تفعلها من تلقاء نفسها بعد خروجها من الاتفاق"، لأن ذلك من شأنه "أن يضر بوحدة مجلس الأمن وسلامة قراراته، مع خطر تصعيد التوترات في المنطقة". وشدد ماكرون على أن "استراتيجية الضغوط القصوى" التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدما قرر الانسحاب من الاتفاق في 2018، "لم تؤد حتى الآن إلى وضع حد لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، ولا إلى ضمان عدم تمكنها من امتلاك السلاح النووي". وأكد "وجوب بناء إطار عمل مفيد (...) أي القدرة على إتمام اتفاق 2015، أولا زمنيا للتأكد من أن إيران لن تحصل أبدا على السلاح النووي لوقت طويل، ولكن أيضا مع التأكيد أننا سنرد على النشاط البالستي لايران، وأيضا على ما تقوم به لزعزعة الاستقرار في المنطقة". وكانت الولايات المتحدة ليل السبت الأحد قد أعلنت من جانب واحد إعادة العمل بالعقوبات الأممية على إيران بعد رفعها في 2015 مقابل تعهد إيراني بعدم السعي إلى حيازة سلاح نووي. وسرعان ما نددت موسكو والأطراف الأوروبية التي وقعت الاتفاق النووي بهذه الخطوة.

 

  1. في الشأن التركي.

تراجعت العملة التركية، خلال تعاملات يوم الاثنين، إلى مستوى قياسي منخفض جديد، عند 7.58 ليرة مقابل الدولار. وتتوجه أنظار المستثمرين الآن صوب اجتماع البنك المركزي التركي المقرر في 24 سبتمبر الجاري، وإمكانية اتخاذ مزيد من إجراءات التشديد النقدي غير المباشرة، أو حتى رفع الفائدة على نحو صريح. يُذكر أن العملة التركية هوت أكثر من 21% أمام نظيرتها الأمريكية منذ بداية العام الحالي وحتى الآن.

ذكرت صحيفة "حرييت" التركية، الاربعاء، المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن أنقرة نقلت إلى القاهرة رغبتها باتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات لوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أبدى فيها استعداد بلاده توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع مصر، مشابهة للاتفاقية التي وقعتها أنقرة مع حكومة الوفاق. ويتزامن التحرك التركي تجاه القاهرة، مع تهدئة في ملف شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث أجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول محادثة بينهما منذ أشهر يوم الثلاثاء، بعد مواجهة بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، نتيجة التوترات المتصاعدة في شرق البحر المتوسط. وقال بيان للرئاسة التركية إن "أردوغان أشار إلى ضرورة الاستفادة من الفرص الدبلوماسية، وعمليات التفاوض المستدامة، التي يتم تنفيذها للحد من التوترات"، قائلاً إن "أنقرة تريد مناقشة وحل جميع المشكلات المطروحة على الطاولة".

 

  1. في الشأن الصيني

قال معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي (ASPI) إنه حدد أكثر من 380 "مركز احتجاز مشتبه به" في مقاطعة شينغيانغ، حيث يُعتقد أن الصين احتجزت أكثر من مليون من أقلية الأويغور وغيرهم من السكان الناطقين بالتركية. وقال المعهد في وثيقة تداولتها صحف عالمية إن عدد المرافق يزيد بنحو 40 في المائة عن التقديرات السابقة، ويتزايد على الرغم من مزاعم الصين بإطلاق سراح العديد من الأويغور. واستنادًا إلى صور الأقمار الصناعية وشهود العيان وتقارير وسائل الإعلام ووثائق مناقصة البناء الرسمية، قال المعهد إن "61 موقع احتجاز على الأقل شهدت أعمال بناء وتوسعة جديدة بين يوليو 2019 ويوليو 2020". وتُظهر إحدى صور الأقمار الصناعية المدرجة في تقرير ASPI من يناير منشأة جديدة تمامًا بالقرب من مدينة كاشغر، بينما تظهر صور الأقمار الصناعية السابقة أن الموقع كان في السابق أرضًا قاحلة.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الخميس، إن الإمارات ستبقى حريصة على دعم الفلسطينيين وقيادتهم في سعيهم لتحقيق السلام. وأكد قرقاش موقف الإمارات الداعم لحل الدولتين، مشيرا إلى أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، وتحفز على تضافر الجهود لتعزيز استقرار المنطقة. وتابع: "نرى أن تلك المعاهدة ستعزز من دورنا بالدفع قدما بتعزيز السلام على أساس حل الدولتين، والمساهمة في جهودنا المشتركة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة"، مشددا على أن دولة الإمارات تتبنى منذ تأسيسها أجندة معتدلة وسلمية في الداخل والخارج.

 

  1. في الشأن السعودي

أعلن حمد آل الشيخ، وزير التعليم في المملكة العربية السعودية عن البدء بتعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي في العام المقبل. وتابع: "سنبدأ بالطبع اللغة الإنجليزية من السنة الأولى الابتدائية العام القادم إن شاء الله، نبدأ أيضا تركيز في العلوم والرياضيات إن شاء الله، سيكون هناك التربية الرقيمة ستبدأ من السنة الرابع." وأضاف: "سيكون هناك تغيرات إن شاء الله الهدف منها مصلحة الطالب ومصلحة المواطن المستقبلي وأن يكون خريج التعليم مواطن يكون أول شيء منافس عالميا حاصل على مختلف الكفايات التي تؤهله أن يتنافس على مستوى الأسواق العالمية." جاء ذلك في مقابلة للوزير على قناة الإخبارية السعودية الرسمية.

على صعيد آخر، تدفع المملكة العربية السعودية، القوة العربية الكبرى ومهد الإسلام، عبر بوابة التقرب من اليهودية نحو نوع آخر من التعامل مع إسرائيل في ظل تمسكها بتأجيل إقامة علاقات رسمية مع الدولة العبرية. وقالت المملكة في وقت سابق إنها لن تتبع حليفتيها البحرين والإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل من دون حل للقضية الفلسطينية. وهي تدفع نحو تغيير التصورات العامة عن اليهود في مجتمع كان يتلقى في الماضي إشارات سلبية في هذا الصدد من قبل وسائل الاعلام والقنوات الرسمية وعبر إدخال تعديلات على الكتب المدرسية وإعادة التعريف بالتاريخ. وقال مسؤولون في السعودية إن الكتب المدرسية التي كانت تنعت أتباع الديانات الأخرى بأوصاف مثيرة للجدل، تخضع للمراجعة كجزء من حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمكافحة "التطرف" في التعليم. وذكرت المحللة السعودية نجاح العتيبي أن "الحكومة السعودية قررت أيضا منع إهانة اليهود والمسيحيين في المساجد". وتابعت "الخطاب المعادي لليهود كان شائعا في صلاة الجمعة من قبل الائمة". كما سعت المملكة إلى تواصل جريء مع شخصيات يهودية من خلال لقاءات إحداها في فبراير/شباط عندما استضاف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المملكة عن عرض فيلم عن الهولوكوست لأول مرة في مهرجان سينمائي، قبل أن يتم إلغاء المهرجان بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. ووضعت صحيفة "عرب نيوز" السعودية في عطلة نهاية الأسبوع عل حسابيها في تويتر وفيس بوك لفترة وجيزة تحية باللغة العبرية بمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة. ونشرت الصحيفة مؤخرا سلسلة طويلة عن يهود لبنان، وتخطط لتغطية مماثلة عن الجالية اليهودية القديمة التي عاشت في أرض السعودية. وقال رئيس تحرير الصحيفة فيصل عباس إن التغطية "لم تكن مرتبطة باسرائيل" بل تهدف الى التواصل مع "اليهود العرب في جميع أنحاء العالم".

 

  1. في الشأن الروسي

في وقت أعلن عن خروج المعارض نافالني من المستشفى بعد تماثله إلى الشفاء، أفادت السفارة الروسية في برلين على خلفية قضية الناشط والمعارض أليكسي نافالني، إنه على السلطات الألمانية تسليم الأدلة ونتائج الفحوص لفتح تحقيق جنائي. وأشار السفير الروسي لدى برلين يوم الثلاثاء، سيرغي نيتشايف، بأنه من غير الممكن بدء تحقيق في جريمة بدون أدلة، مبيناً أن أجهزة إنفاذ القانون الروسية بدأت بالفعل تحقيقاً أولياً في الحادث، مضيفاً: “فحصوا أشياء كثيرة وتحدثوا مع موظفي الفندق والمستشفى والمطار”. وأكد السفير الروسي أن هناك حاجة إلى أدلة ملموسة لإجراء تحقيق كامل، مشيراً إلى أن “برلين لا ترغب في التعاون مع موسكو بشأن حادثة نافالني”. كما أكد على أن روسيا لا تقبل الإنذارات والتهديدات بفرض عقوبات ضدها.

وقد اعلنت روسيا عن توسيع قائمة المسؤولين الأوروبيين الممنوعين من دخول أراضيها، على خلفية تصعيد الخلافات بين الطرفين في ظل قضية التسميم المزعوم للمعارض الروسي أليكسي نافالني. وصرحت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أثناء موجز صحفي عقدته الأربعاء، بأن هذا الإجراء يأتي بناء على مبدأ المعاملة بالمثل، محملة الاتحاد الأوروبي المسؤولية عن ممارسة "نهج تصعيدي" تجاه موسكو. ولفتت زاخاروفا إلى أن الاتحاد الأوروبي اتخذ في الآونة الأخيرة سلسلة خطوات غير ودية بحق روسيا، قائلة إن "الاتحاد الأوروبي يستمر في تجاهل القواعد المعمول بها دوليا، ويواصل توسيع آلياته الخاصة بالعقوبات واستخدامها تحت ذرائع واهية، وباطلة إطلاقا في بعض الأحيان". وتابعت: "ردا على خطوات الاتحاد الأوروبي، قرر الجانب الروسي توسيع القائمة المضادة للممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته الممنوعين من دخول أراضي روسيا، وتم رفع عدد الأسماء في القائمة الروسية إلى المستوى المعادل لما في قائمة الاتحاد الأوروبي".

في أزمة بيلاروس

قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن المملكة المتحدة ستتحرك بمفردها لفرض عقوبات ضد مسؤولين بيلاروسيين، وتجاوز الجمود الأوروبي الناجم عن رفض قبرص التوقيع على قيود جديدة ضد بيلاروس. وفي بيان صادر عن البرلمان، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه سيعمل الآن مع كندا والولايات المتحدة للإعداد بشكل عاجل لنظام عقوبات ضد حاكم بيلاروس غير المعترف به ألكسندر لوكاشينكو وداعميه. وقال راب إن المملكة المتحدة ستستخدم جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفها لمحاسبة لوكاشينكو ونظامه. وأكدت كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أنهم ليس لديهم خطط للاعتراف برئاسة لوكاشينكو المزعومة. ورد لوكاشينكو على الانتقادات الغربية، وقال إن الأمر ليس سرا، قاصدا حفل التنصيب، وقد تمت دعوة ألفي شخص لحضور الحفل، ولست مضطرا لدعوة أي شخص آخر، والقوى الغربية علمت أجهزتها الاستخبارية بالحفل على أي حال. وكما يبدو فإن لوكاشينكو لم يبلغ موسكو بالحفل، وفي مؤتمره اليومي مع الصحفيين، أشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بوضوح إلى أن فلاديمير بوتين قرر عدم تهنئة زميله البيلاروسي على التنصيب، ثم قال لا، لا، لقد هنأناه بالفعل مرة واحدة.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنه يجب على رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو أن يتنحى، وذلك في حديث لأسبوعية "لوجورنال دو ديمانش" نُشر الأحد. وقد أثار أداء لوكاشنكو اليمين الدستورية في حفل سري موجة جديدة من التظاهرات اضافة الى مزيد من الانتقادات الغربية. وأضاف ماكرون إنه "أُعجب بشجاعة المتظاهرين" في بيلاروس. ورفض الاتحاد الأوروبي الخميس الاعتراف بلوكاشنكو رئيسا رغم أداء الأخير اليمين الدستورية بشكل غير متوقع، وذلك لافتقاره الى "أي شرعية ديموقراطية"، بحسب وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل. حيث أشار بوريل الى أن التكتل يراجع علاقاته مع بيلاروس. وقرر وزراء الاتحاد بشكل مبدئي الشهر الماضي فرض عقوبات على النظام هناك، لكن قبرص رفضت هذا القرار الذي يتطلب اجماعا. على  أن يبحث التكتل عقوبات مماثلة على تركيا لإرغامها على وقف أعمال التنقيب عن الغاز في مياه الجزيرة المتوسطية الاقتصادية. ويوم الجمعة عززت دول البلطيق الأوروبية ليتوانيا ولاتفيا واستونيا عقوباتها ضد بيلاروس، وسيناقش الاتحاد الأوروبي الأزمة في قمته التي تُعقد بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر في بروكسل.

 

  1. في الشأن الايراني

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن هناك تنسيقا وثيقا جدا بين إيران وروسيا في حل القضايا الإقليمية، من شأنه أن يتيح إمكانية إقامة اتصالات منتظمة بين الطرفين. وقال ظريف في تصريح للصحفيين لدى وصوله إلى موسكو مساء الأربعاء في ثالث زيارة إلى العاصمة الروسية منذ تفشي فيروس كورونا، إن الاتفاق النووي سيكون من محاور محادثاته مع المسؤولين الروس. وأوضح أنه في ما يتعلق بالاتفاق النووي، اتخذت موسكو أفضل موقف إلى جانب الصين في مجلس الأمن الدولي خلال الأشهر الماضية ولعبت دورا رائدا في مواجهة الانتهاكات الأمريكية للقانون. وأضاف ظريف: "هناك تنسيق وثيق جدا بين ايران وروسيا مما سمح لنا بالبقاء على اتصال وثيق مع زملائنا الروس والتنسيق معهم". وإجابة على سؤال أن الحكومة الفرنسية طلبت منه مناقشة القضية اللبنانية مع روسيا، قال ظريف: "لا صحة لمثل هذا الأمر، فمن الممكن أن نتحدث عن لبنان مع الروس، لكن هذا ليس أولوية على جدول أعمالنا، ولا أعتقد أنني تحدثت مع الفرنسيين حول قضية لبنان".

ويوم الخميس، أعلن ظريف، أن إيران وصلت إلى نوع من الاكتفاء الذاتي في مجال التسليح الدفاعي، مشيرا إلى أن طهران تتعاون مع موسكو ودول أخرى لسد احتياجاتها في مجالات التسليح. وأضاف محدداً: "في كثير من المواقع لدينا نوع من الاكتفاء الذاتي الدفاعي، وفي بعض الحالات لدينا احتياجات جادة للتعاون في مجال الأسلحة مع أصدقائنا الروس ودول أخرى مستعدة للتعاون معنا وفقا للقوانين الدولية، وسوف يواصل زملائي في وزارة الدفاع الإيرانية هذه المحادثات بجدية".

على صعيد آخر، أفادت وكالة "رويترز" يوم الجمعة بأن الخارجية الفرنسية استدعت في وقت سابق من الأسبوع الجاري سفير إيران لدى باريس، احتجاجا على ما وصفته بـ "انتهاكات خطيرة ومستمرة لحقوق الإنسان".  ونقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة تأكيدها أن الجانب الفرنسي أعرب للسفير الإيراني بهرام قاسمي عن احتجاجه على سجل حقوق الإنسان في بلده وأبدى قلقه إزاء "انتهاكات خطيرة ومستمرة" في هذا المجال. وأكد اثنان من المصادر أن استدعاء السفير جاء أمس الخميس، فيما قال مصدر واحد إن فرنسا تحركت بالتنسيق مع بريطانيا وألمانيا لتحذير إيران بشأن معاملتها للمعتقلين السياسيين وحاملي الجنسية المزدوجة ونبهت طهران إلى أن تصرفاتها تضر بالعلاقات مع الدول الأوروبية الثلاث. من جانبها، صرحت المتحدثة باسم الوزارة، أنييس فون دير مول، للوكالة بأن حكومة باريس "تعبر دائما عن قلقها بشأن الانتهاكات الخطيرة والمستمرة لحقوق الإنسان في إيران"، مضيفة: "يشاركنا في هذه المخاوف العديد من الشركاء منهم ألمانيا والمملكة المتحدة.

 

  1. نزاع متجدد بين أرمينيا وأذربيجان

على خلفية تجدد الأعمال القتالية في منطقة قره باغ المتنازع عليها بين يريفان وباكو، شدد رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، على ضرورة منع تدخل تركيا في النزاع. وحذر باشينيان، في كلمة مسجلة ألقاها اليوم الأحد، من أن التصعيد في قره باغ قد يخرج عن حدود المنطقة ويهدد الأمن الدولي، داعيا مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمجتمع الدولي على وجه العموم إلى التركيز على خطورة الوضع. وقال: "أصبحنا على وشك حرب واسعة النطاق في جنوب القوقاز، ما يهدد بعواقب غير قابلة للتنبؤ. قد تخرج الحرب عن حدود المنطقة وتمتد إلى نظام أوسع. أدعو المجتمع الدولي إلى استخدام جميع آليات الضغط ومنع أي تدخل تركي في النزاع". وحمل رئيس الوزراء الأرمني أذربيجان المسؤولية عن التصعيد الجديد في قره باغ، مشددا على أن الهجوم الأذري سيتلقى "ردا مناسبا". وذكر باشينيان أن القوات الأذرية تتكبد خسائر خلال علمياتها الهجومية في المنطقة، مشيرا إلى أنه بإمكان يريفان إجبار باكو على وقف القتال وإحلال السلام. وحذر من أن أذربيجان قد تواصل هجومها إلى عمق الأراضي الأرمنية، مؤكدا أن حكومة يريفان قررت في هذا السياق فرض الحكم العرفي وإعلان التعبئة العامة.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

 

1*)  الهيئة السياسية لبنان القوي

19 ايلول 2020

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اجتماعها الدوري إلكترونيا، برئاسة رئيس التيار النائب جبران باسيل، وأصدرت البيان الآتي: "انتهت الفترة التي حددها لقاء قصر الصنوبر قبل أسبوعين ولم تتشكل بعد الحكومة المنتظرة.

إن الهيئة السياسية تؤكد ان التيار يواصل، عن اقتناع، دوره المسهل والإيجابي لولادة حكومة المهمة، ‏لكنها تحذر من أن يفهم أي طرف هذا التسهيل على غير معناه أو يظنه نوعا من الضعف، فالتيار يساهم في الحل من موقع قوته الشعبية وشرعيته النيابية، وهو ليس مستعدا أبدا لإلغاء ذاته سياسيا، ولن ‏يسمح بأي اعتداء على المنتسبين إليه أو المناصرين له أو على مقراته، وسيقوم بالرد المناسب على كل حالة.

تجدد الهيئة تمسكها بقيام حكومة سريعا تحترم وحدة المعايير وتكون قادرة على الإنتاجية والعمل بفعالية لتحقيق برنامج الإصلاحات المطلوبة. وتؤكد ان التيار يقدم النصائح وهو لم يضع اي شرط وليس له أي مطلب؛ ولكنه يرفض اعتبار اي تسهيل من قبله لولادة الحكومة وكأنه تكريس لأي عرف يطوب أي وزارة لأي طائفة او فريق، ‏لا بل يقترح في هذا المجال القيام بتجربة توزيع الوزارات المعروفة بالسيادية على الطوائف الاقل عددا وبالتحديد على الدروز والعلويين والأرمن والأقليات المسيحية.

وتعتبر الهيئة أن المعيار الأهم في هذه المرحلة ليس انتماء الوزير الطائفي والسياسي بل أن يتمتع بالمناقبية والقدرة والخبرة على إنجاز المتفق عليه.

‏ترفض الهيئة السياسية أن تقوم أي جهة بفرض توقيعها على اللبنانيين من خارج الدستور والاعراف والأصول، أو أن تفرض أي جهة أخرى ‏على اللبنانيين تسمية جميع الوزراء في الحكومة فيما هي لا تمتلك أكثرية نيابية ولا أكثرية ميثاقية؛ وعليه تؤكد الهيئة انه مع تنازل التيار الوطني الحر عن أي مطلب، وقيامه بتسهيل تشكيل الحكومة حفاظا على فرصة الإنقاذ المالي والاقتصادي المتوفرة للبنان، إلا أنه لا يخضع لأي ضغوط خارجية ولا للتهديد بعقوبات بل ‏لرغبة اللبنانيين بالتقاط فرصة الإنقاذ، ومع ذلك فإنه لن يقبل بتسلط فريق واحد على كل اللبنانيين مهما بلغت قوته او مهما بلغ استقواؤه بالخارج.

إن التيار، وإن تنازل عن دوره في تشكيل الحكومة، فهو لن يتنازل عن دوره في تمثيل من يمثل، وهو لن يقبل بعدم التساوي بين اللبنانيين كما لن يقبل بتخطي شراكة رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة ولن يقبل بأن يفرض عليه بحجة الوضع الضاغط ما لم يقبل به تحت ضغوط الأمن والسياسة".

2*) عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي

20 ايلول 2020

  1. ربُّنا يسوع المسيح، إبنُ الله الازليّ الذي صار ابنَ الانسان في الزمن، جاء أرضَنا ليفتديَ بموته على الصَّليب خطايا البشريَّة جمعاء، ويَبعثَ في الإنسان، بقيامته، الحياةَ الجديدة. فتركَ للعالمِ نهجًا جديدًا من أجل استمراريَّةِ عمل الفداء، وانبعاثِ الحياة الإلهيَّة في كلِّ شخصٍ يولَد في العالم. هذا النهج كشفَهُ ليعقوب ويوحنَّا، داعيًا إيَّاهما إلى شُربِ كأس الألم معه، والاصطباغ بمعموديَّة الدمّ، "لأنَّه هو – ابنَ الإنسان- لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدُم، ويَبذُل نفسَه فداءً عن كثيرين" (مر 45:10). إنَّه نهج الخدمةِ المتفانية وبذلِ الذات، نهجُ الشُّهداء بامتياز، على مرِّ العصور.
  2. ها نحن نواصِلُ تقليدًا في سنتِهِ الرَّابعة والعشرين، ونحتفل بالذَّبيحة الإلهيَّة إحياءً لشهداء المقاومة اللُّبنانيَّة الخمسة آلاف الذين ضحَّوا بنفوسهم من أجل حماية الإيمان المسيحيّ والوطن لبنان دون سواه، ودُوِّنت أسماؤهم في هذا المكان المقدَّس، وقد سبقَهُم بطاركتُنا القدِّيسون الذين عاشوا هنا بحماية سيّدة إيليج، مدَّة ثلاثماية وأربع وعشرين سنة، من 1120 إلى 1444 في كلِّ عهد المماليك المظلِم حتَّى بدايات الأمبراطوريَّة العثمانيَّة الصَّعبة، ومن بين هؤلاء البطريرك الشَّهيد جبرايل حجولا الذي أُحرِق حيًّا في ساحة طرابلس.

    إنَّ شهداء المقاومة اللُّبنانيَّة أرووا تراب الوطن بدمائهم، ليُثمر مواطنين مؤمنين مخلصين يشمخون بكرامتهم مثل غابة الأرز هذه التي غُرسَت إحياءً لذكرى المئة والستَّة وثلاثين شهيدًا راقدين هنا في مدافن الشهداء.

  1. أودُّ أن أحيّي معكم رابطة سيّدة إيليج التي، مع رئيس دير سيّدة ميفوق ودير مار شليطا القطارة والآباء، تعتني بهذا المقرّ البطريركيّ، وتحيي ذكرى الشُّهداء، وتعمل على المحافظة على ذاكرة المقاومة اللُبنانيَّة وتراثِها الفكريّ وولائِها للبنان الوطن الغالي الذي منه تنبع الكرامة، وشرفُ الانتماء إليه دون سواه، والتَّضحيةُ في سبيل إعلاءِ شأنه دولةً وكيانًا وشعبًا أبيًّا. وقد جسَّدَ كلَّ ذلك الرئيسُ الشَّهيد الشيخ بشير الجميّل، فأضحى فخرَ الشُّهداء.
  2. إختارت رابطة إيليج شعارًا لهذا الاحتفال: "أمِّي وطني" تكريمًا لأمَّهاتِ الشُّهداء، ولكلِّ أمٍّ تتفانى في سبيل عائلتها، وتكرِّمُ الرَّابطةُ ثلاثًا منهنَّ أنجبنَ، واحدة أحد عشر ولدًا واثنتان اثني عشر، للدَّلالة أنَّ الأمَّ تُنجِبُ أولادًا للوطن، وتُؤمِّن له مسيرةَ الأجيال الجديدة. إنَّ شعارَ "أُمّي أُمَّتي" ينطبق أيضًا على الدولة الأمّ بالنسبة إلى المواطنين. فيا ليت المسؤولين السياسيّين الممعنين في قهر المواطنين وإذلالهم، من أجل مصالحهم الخاصَّة، مستغلّين سلطتهم ونفوذهم ومالهم وسلاحهم، يعودون إلى نفوسهم، ويخافون الله في عباده.
  3. في هذا السياق نتساءل: بأي صفة تطالب طائفةٌ بوزارةٍ معيَّنة كأنَّها ملكٌ لها، وتُعطِّل تأليف الحكومة، حتَّى الحصول على مبتغاها، وهي بذلك تتسبَّب بشللٍ سياسيّ، وأضرارٍ اقتصاديَّة وماليَّة ومعيشيَّة؟ أين أضحى اتفاق القوى السياسية المثلّث من أجل الاصلاح: حكومة انقاذ مصغّرة، وزراء اختصاصيون مستقلون ذوو خبرة سياسية، المداورة في الحقائب؟ إذا عدنا إلى المادَّة 95 من الدستور الذي عدَّلَه اتّفاق الطائف، نقرأ صريحًا في الفقرة باء: "تكون وظائف الفئة الأولى – ومن بينها الوزارات – مناصفةً بين المسيحيّين والمسلمين دون تخصيص أيَّةٍ منها لأيَّة طائفة مع التقيُّد بمبدأي الاختصاص والكفاءة".

    فهل عُدِّلَت هذه المادَّة في غفلةٍ، أم تُفرض فرضًا بقوَّةٍ ما أو استقواء؟ هذا غير مقبول في نظامنا اللُّبنانيّ الديموقراطيّ التنوّعيّ. ثمَّ أيُّ علمٍ دستوريٍّ يجيز احتكار حقيبة وزاريَّة؟ نحن نرفض التخصيص والاحتكار، رفضًا دستوريًّا، لا طائفيًّا، ورفضُنا ليس موجَّهًا ضدَّ طائفةٍ معيَّنة، بل ضدَّ بدعةٍ تنقُضُ مفهوم المساواة بين الوزارات، وبين الطَّوائف، وتمسُّ بالشَّراكة الوطنيَّة ببعدها الميثاقيّ والوحدويّ بهدف تثبيت هيمنة فئة مستقوية على دولةٍ فاقدةٍ القرار الوطنيّ والسيادة.

  1. ما أبعدَ هذه الممارسة عن الثقافة الجديدة ومفهوم السلطة الأصيل التي حملَها الرَّبُّ يسوع إلى المجتمع البشريّ، إذ قال: "من أراد أن يكون فيكم كبيرًا، فليكن لكم خادمًا. ومن أرادَ أن يكون الأوَّل فليكن للجميع خادمًا" (مر10: 43-44). وجعل من نفسه قدوة، قائلاً: "فإنَّ ابنَ الانسان لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدُم، ويَبذُلَ نفسَه عن كثيرين"(مر 45:10). المسؤولون السياسيّون الذين يسيرون في نهج هذه الثقافة الجديدة، وفي مفهوم السلطة الأصيل، هم الذين يبنون الأوطان، ويُخلِّدون أسماءهم في تاريخها. أمَّا الأموال التي يكدِّسها "تجَّار السّياسة" على حساب الشعب، فتُدفَن معهم، وهم معها. ويا ليتهم ما كانوا!
  2. فيا رئيس الحكومة المكلَّف ندعوك لتتقيَّد بالدستور، وتَمضي في تأليف حكومةٍ يَنتظرُها الشعبُ والعالم. فلا داعي لا للخضوع لشروط ولا للتأخير ولا للاعتذار. إنَّ تحمُّلَ المسؤوليَّة في الظرف المصيريِّ هو الموقفُ الوطنيُّ الشُّجاع. فمَن أيّدوكَ فعلوا ذلك لتؤلِّفَ حكومةً لا لتَعتذِر. ورغمَ كلِّ الشوائب، لا يزال النظامُ اللبنانيُّ ديمقراطيًّا برلمانيًّا، ويتضمَّنُ آلياتِ التكليفِ والتشكيلِ ومنح الثقة أو عدمِ منحِها. فألِّف ودَعِ اللعبة البرلمانيّةَ تأخذُ مجراها. وأنت ولستَ وحدَك.
  3. فبالنسبة إلينا، لسنا مستعدِّين أن نعيد النظرَ بوجودِنا ونظامِنا كلَّما عَمَدنا إلى تأليفِ حكومة. ولسنا مستعدّين أن نقبَلَ بتنازلاتٍ على حسابِ الخصوصيَّةِ اللُّبنانيّةِ والميثاقِ والديمقراطيَّة. ولسنا مستعدّين أن نبحث بتعديلِ النظامِ قبل أن تَدخُلَ كلُّ المكوّناتِ في كنفِ الشرعيَّة وتتخلَّى عن مشاريعِها الخاصّة. ولا تعديلَ في الدولةِ في ظلِّ الدويلات أو"الجمهوريَّات" بحسب تعبير فخامة رئيس الجمهوريَّة. فأيُّ فائدةٍ من تعديلِ النظامِ في ظِلِّ هيمنةِ السِّلاح المتفلِّتِ غيرِ الشرعيّ أكان يَحمِلُه لبنانيّون أو غيرُ لبنانيّين. إنَّ إعادةَ النظرِ في النظامِ اللُّبنانيّ وتوزيعِ الصلاحيّاتِ والأدوار يَتِمُّ ــــ إذا كان لا بدَّ منه - بعد تثبيت حياد لبنان بأبعاده الثلاثة: بتحييده عن الأحلاف والنِّزاعات والحروب الإقليميَّة والدوليَّة؛ بتمكين الدولة من ممارسة سيادتها على كامل أراضيها بقوَّاتها المسلَّحة دون سواها، والدفاع عن نفسها بوجه كل اعتداء خارجي، ومن ممارسة سياستها الخارجيَّة؛ بانصراف لبنان إلى القيام بدوره الخاص ورسالته في قلب الأسرة العربيَّة، لجهة حقوق الشعوب، وأُولاها حقوق الشَّعب الفلسطينيّ وعودة اللَّاجئين والنَّازحين إلى أوطانهم، ولجهة التقارب والتلاقي والحوار والاستقرار.
  4. في ضوء ما يتميَّزُ به لبنان في صيغته التَّعدُّديَّة ثقافيًّا ودينيًّا، وإقرار "حريَّة إبداء الرّأي قولاً وكتابةً وحريَّة الطباعة والتأليف" بموجب المادَّة 13 من الدستور، لا يسعنا إلاّ التعبير عن أسفِنا لرؤية رجل دينٍ معروف بوطنيَّتِه وحرصه على العيش المشترك واحترامه لكل دين وطائفة، وباخلاصه للبنان، يُستدعى أمام القضاء لمجرَّد إبلاغٍ معروف مصدره وغايته. أبهذه البساطة أصبح يتحرَّك القضاء عندنا خلافاً لمبدأ تبيان "الدخان لقضية قائمة"، فيما هو يتقاعسُ حيالَ القضايا الأساسّيةِ الأخرى؟  فأين أصبحت ملفاتُ الفساد الكبير والهدرِ الأكبر؟ وأين أصبحت التحقيقاتُ في الموادِّ الغذائيّة والأدوية؟ وأين أصبحت التحقيقاتُ في تهريب الملايين والمليارات من الاموال؟ وأين أصبحت التحقيقاتُ في تفجير المرفأ وقد مضى عليه ستة وخمسون يومًا؟
  5. في زمن ارتفاع الصَّليب المقدَّس، وفي ذكرى شهداء المقاومة اللُّبنانيَّة، وبحضوركم أيها الشهداء الاحياء الذين تحملون في أجسادكم آثار مسامير الوطن وصليبه، نلتمس من الله، بحقّ دماء الفادي الإلهيّ، وتضحية الشهداء بحياتهم، أن يبعث وطننا لبنان إلى حياةٍ جديدة بإنسانه ومؤسَّساته. فنرسم على صدورنا، كعلامة نصر ورجاء، إشارة الصَّليب، باسم الآب والابن والروح القدس، آمين.

 

3*) المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

20 أيلول 2020

استنكر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ما صدر عن مرجعية دينية كبيرة بحق الطائفة الإسلامية الشيعية، ولما انحدر اليه الخطاب من تحريض طائفي يثير النعرات ويشوه الحقائق ويفتري على طائفة قدمت خيرة شبابها وطاقاتها في معركة تحرير الوطن كل الوطن ودحر الإرهابين الصهيوني والتكفيري عن قراه ومناطقه المتنوعة طائفياً ومذهبياً، لتجعل من لبنان مفخرة للعرب والاحرار في العالم، وينعم كل شعبه بالاستقرار والحرية والكرامة الوطنية، بيد ان من ارتهن للخارج وخدمة لمآرب مشبوهة ضد مصالح الوطن وشعبه، يمعن في تحريف الوقائع وتضليل اللبنانيين في موضوع تشكيل الحكومة الانقاذية الإصلاحية التي تحفظ وحدة لبنان بميثاقه ودستوره واستقراره واقتصاده، ونحن اذا كنا نطالب باحتفاظ الطائفة الشيعية بوزارة المالية فمن منطلق حرصنا على الشراكة الوطنية في السلطة الإجرائية، فما يجري من توافق بين الكتل النيابية ينبغي ان يسري بين المكونات السياسية في تشكيل الحكومة.

واستغرب المجلس عدم صدور اصوات منددة بخرق الميثاقية يوم تشكلت حكومة بتراء لم تشارك فيها الطائفة الشيعية التي دعت دوماً لتطبيق اتفاق الطائف، اما اذا اردنا ان نطبق المداورة في الوزارات فلتكن المداورة في وظائف الفئة الأولى، وقد ورد في المادة 95 من الدستور اللبناني ان تكون وظائف الفئة الأولى ومن بينها الوزارات مناصفة بين المسلمين والمسيحيين من دون تخصيص أي منها لاي طائفة مع التقيد بمبدأي الاختصاص والكفاءة.

وأكد المجلس ان سياسة الاقصاء والعزل والتهميش التي طالما حذر منها الامام السيد موسى الصدر لا تبني وطناً ولا تنتج دولة، انما تسهم في ضرب نسيجنا الوطني وتزعزع وحدتنا الوطنية في وقت نحتاج فيه الى تعزيز تعاوننا وتمتين وحدتنا، ونحن كنا وما زلنا نطالب بالغاء الطائفية السياسية واعتماد المواطنة كمعيار في العمل السياسي ضمن الدولة العادلة التي تقوم على المساواة في الحقوق والواجبات بمنأى عن الامتيازات الطائفية لاننا نريد دولة منصفة يحكمها القانون والمؤسسات وتحتضن جميع ابنائها ليكون لبنان وطناً نهائيا لجميع بنيه.

وأسف المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى ان تفرض طبقة سياسية فاسدة خرج منها من يراهن على سحق المقاومة وتمديد الحرب عليها شروطها، ونحن نعتبر هذه الفئة مسؤولة عما وصلت اليه البلد من انهيار اقتصادي، وهي تحاول مرة أخرى فرض شروطها على تشكيل الحكومة فيما هي تسببت بالانهيار نتيجة سياسة المحاصصة وتمرير الصفقات وهدر المال العام وخرق الدستور، وتحاول اليوم فرض نفسها كمنقذ للوطن.

4*) لقاء سيدة الجبل

21 ايلول 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري بحضور السيدات والسادة أمين بشير، أسعد بشارة، د. أحمد فتفت، أنطوان قسيس، أنطوان اندراووس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، بدر عبيد، توفيق كسبار، جوزف كرم، حامد الدقدوقي، حسان قطب، ربى كبارة، حُسن عبود، حسين عطايا، منى فيّاض، سامي شمعون، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فجر ياسين، طوني حبيب، طوني خواجه، ميّاد حيدر ، سيرج بوغاريوس وعطالله وهبة وأصدر البيان الآتي:

يرى "لقاء سيدة الجبل" في كلام البطريرك بشارة الراعي، في 20 أيلول 2020، محطة مفصلية في تاريخ لبنان المعاصر.

فبعد مئة عام على تأسيس دولة لبنان الكبير على يد البطريرك الياس الحويك، وعشرين سنة على صدور بيان مجلس المطارنة الموارنة (ايلول 2000) برئاسة البطريرك مار نصرالله صفير والذي طالب بخروج الجيش السوري من لبنان، يأتي كلام البطريرك الراعي أمس الأحد، من ميفوق، استكمالاً لمسارٍ رسمته الكنسية المارونية في سبيل استقلال لبنان وحريته وسيادته المرتكزة على العيش المشترك الاسلامي المسيحي.

ويرى اللقاء ايضاً أنّ الردود التي صدرت من هنا وهناك على غبطة البطريرك تؤكّد على صوابية كلامه، المطالب بتنفيذ الدستور اللبناني نصاً وروحاً، وعدم العبور إلى أي تعديل فيه قبل وضع حدٍّ للدويلة وتسليم سلاح حزب الله إلى الدولة اللبنانية وفقاً للدستور وقرارات الشرعية الدولية لاسيما القرارات 1559، 1680 و1701.

يتوسّع الاعتراض اللبناني العابر للطوائف ضدّ "الثنائي حزب الله- أمل"، وبدلاً من أن يستخدم رئيس الجمهورية هذا الاعتراض لتحسين ظروف مفاوضاته مع حزب الله وانتزاع حكومة تلبّي حاجة اللبنانيين يغرق في شللٍ سياسي عميق، وهو المعهود عنه التعطيل السياسي.

ويؤكّد "لقاء سيدة الجبل" بأن الالتفاف حول الدستور على قاعدة برنامج مرحلي مشترك هو طريق الخلاص للبنان، الأمر الذي يتلاقى مع كلام البطريرك الذي أكّد مرةً إضافية على حياد لبنان وتحييده عن الأحلاف والصراعات في المنطقة.

5*)  حزب الكتائب اللبنانية

22 ايلول 2020                            

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الكترونيا برئاسة رئيس الحزب النائب المستقيل سامي الجميل.

وبعد التداول في التطورات، اعتبر المكتب في بيان، "أن الوقت ليس للدخول في اجتهادات دستورية وفرض معادلات جديدة عن طريق الاستقواء، لا سيما أن وزارة المال تشكل ضمانا للخزينة وصمام أمان للدولة ولجميع اللبنانيين لا لأي فريق طائفي أو حزبي، والأجدى في هذه الحالة الذهاب إلى تشكيل حكومة قادرة على كسب ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. أما إذا كان المطلوب توظيف المناسبة في إطار سياسي أوسع، فيجب التبصر إلى أن اللحظة السياسية والاقتصادية والمالية ليست اللحظة المناسبة لأي طرح سياسي، ومن غير الجائز الرقص على وجع الناس وجوعهم والقفز فوق لقمة العيش المفقودة لطرح التعطيل سبيلا للتعديل".

وقال: "فيما هموم هذه الطبقة تنصب على مكاسبها، يبقى اللبنانيون يئنون تحت وطأة الوضع الاقتصادي القاتل وقد فقدوا الثقة بهذه المنظومة الفاشلة إلى درجة أنهم يفضلون أن يرموا أنفسهم في عبارات الموت على ان يبقوا في ظل هكذا طاقم أذاقهم الموت ألف مرة ويبشرهم يوميا بالجحيم القادم".

أضاف: "أمام فشلها في معالجة كل الملفات والأزمات التي تضرب البلاد، لا تبرع السلطة السياسية مؤخرا سوى بمحاولة إسكات الأصوات الحرة وملاحقة الناشطين والصحافيين وجرهم إلى التحقيق بسبب آرائهم السياسية".

ورأى في "استدعاء الأحرار والنشطاء السياسيين والاعلاميين أمثال العلامة علي الأمين ونوفل ضو وديما صادق ورياض طوق وفاروق يعقوب حلقة من مسلسل درامي، عهد اللبنانيون على مشاهدته ويعرفون جيدا نهايته، فالنصر دائما للأحرار. أما القمعيون فإلى مزبلة التاريخ".

وجدد "تأكيد ضرورة أن يدخل لبنان عصر التغيير الشامل من خلال اقتلاع هذه المنظومة من جذورها بعدما أثبتت يوما بعد يوم وتصريحا بعد آخر عقمها وعجزها"، داعيا "مرة جديدة إلى إجراء انتخابات نيابية في أسرع وقت فتكون الخطوة الأولى في تغيير السلطة بدءا من اعلى الهرم".

6*)  تكتل لبنان القوي

22 ايلول 2020

عقد تكتل "لبنان القوي"، اليوم، اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، ناقش خلاله التطورات وأصدر بيانا اعلن فيه انه "يتابع باهتمام مسار تشكيل الحكومة وما يعترضها من عراقيل، ويؤكد على موقفه المسهل، ويعلن دعمه لمواقف رئيس الجمهورية الهادفة الى إزالة العراقيل من أمام ولادة الحكومة"، محذرا من "أن تصلب المواقف من شأنه ان يفشل المبادرة الفرنسية ويدخل البلاد في أزمة مفتوحة في وقت هي بأشد الحاجة الى حكومة اصلاحية منتجة وفاعلة تفتح باب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ومع الدول المستعدة لدعم لبنان وإلا ستذهب البلاد فعلا الى المجهول، ولا نظن ان طرفا سياسيا مستعد لتحمل مسؤولية هذا التفشيل للفرصة المتاحة حاليا" مكررا "نصيحته باعتماد اقتراح رئيس الجمهورية بشأن تحرير ما يعرف بالحقائب السيادية من التوزيع الطائفي وسحب فتائل المواجهة بين الأطراف المتصارعة حول وزارة المال وحول مسألة الركون الى رأي الكتل النيابية في عملية التشكيل".

واعلن التكتل "بذله الجهود الممكنة لتحييد موضوع الحكومة عما هو حاصل من تجاذبات محلية وكباش دولي اقليمي. ويؤكد ان التسهيل من جانب التكتل هدفه منع الانهيار، وليس الخوف من ضغوطات قائمة أو عقوبات مفترضة. فهذه الحجة التي يحاول البعض الترويج لها سببها ان المأزومين في مسألة الحكومة يبحثون عن كبش محرقة لكنهم لن يجدوه لدينا".

واكد التكتل "اصراره على ضرورة اقرار القوانين الاصلاحية التي اتفق عليها او الموجودة في مجلس النواب وابرزها ضبط التحويلات المالية وقانون الشراء العام وقانون استقلالية القضاء وقوانين مكافحة الفساد اضافة الى القوانين المتعلقة بإعادة اعمار بيروت والتعويضات اللازمة جراء انفجار المرفأ التي طالب بها نواب بيروت في التكتل بوضعها على اول جلسة عامة".

وشدد على "اهمية اثبات المجلس النيابي لدوره الكامل بتنفيذ البرنامج الاصلاحي من خلال اقرار هذه القوانين بمعزل عن عملية تأليف الحكومة وبالسرعة القصوى ربحا للوقت ومنعا للانهيار"، مؤكدا "اهمية اعطاء الاولوية لهذه القوانين من دون الدخول في محاولات جديدة لإقرار قوانين تدخل المجلس والبلاد في انقسامات سياسية نحن بغنى عنها وتعطي رسالة مؤذية للبنان بأننا عوض ان نكون متجهين نحو الاصلاح وتشديدالعقوبات على المرتكبين، فإننا ذاهبون باتجاه اعفائهم والتساهل معهم".

وشدد التكتل في هذا المجال على "رفضه إقرار قانون عفو عام ليس فقط لأنه لا يشكل أولوية بل لأنه يضرب مبدأ العدالة والعقاب ويشجع الارهابيين والمجرمين على التمادي. والدليل الاكبر على ذلك ما حصل في بلدة كفتون في الكورة وما تلاها من عمل إرهابي ضد الجيش أدى الى استشهاد أربعة عسكريين وكان من بين المعتدين ارهابي سبق ان خرج من السجن".

7*)  كلمة العاهل السعودي

23 ايلول 2020

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقوف السعودية إلى جانب الشعب اللبناني الذي تعرض إلى كارثة إنسانية بسبب الانفجار في مرفأ بيروت، مبيناً "يأتي ذلك نتيجة هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية، وإن تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح".

وقال في كلمة المملكة أمام أعمال الدورة 75 لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "هي إيديولوجيات تسعى في كثير من الأحيان لتغطية تطرفها وطبيعتها الفوضوية التدميرية بشعارات سياسية زائفة".

كما أضاف "إننا في المملكة انطلاقاً من موقعنا في العالم الإسلامي نضطلع بمسؤولية خاصة وتاريخية، تتمثل في حماية عقيدتنا الإسلامية السمحة من محاولات التشويه من التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة"، مبيناً "إن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، تجد بيئة خصبة للظهور والانتشار في الدول التي تشهد انقسامات طائفية، وضعفاً وانهياراً في مؤسسات الدول، وعلينا إن أردنا أن ننتصر في معركتنا ضد الإرهاب أن لا نتهاون في مواجهة الدول الراعية للإرهاب والطائفية".

وحول النووي الإيراني، أكد الملك سلمان أنه لا بد من موقف دولي حازم لمنع إيران من الحصول على أسلحة دمار شامل.

وقال "أن النظام الإيراني لا يعبأ باستقرار الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن السعودية مدت يدها للسلام مع إيران وتعاملت معها طوال عقود بإيجابية، علمتنا التجارب مع النظام الإيراني أن الحلول الجزئية لا توقف تهديداته".

كما أضاف "العالم يرى مرة بعد أخرى زيادة أنشطة نظام إيران التوسعية وأنشطته الإرهابية"، مضيفاً أن النظام الإيراني استهدف المنشآت النفطية السعودية العام الماضي، مؤكداً أن المملكة انطلاقا من موقعها في العالم الإسلامي تضطلع بمسؤولية خاصة وتاريخية تتمثل في حماية عقيدتها الإسلامية السمحة من محاولات التشويه من التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة.

وفي الشأن اليمني، أكد أن السعودية لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الوطني، ولن تتخلى عن الشعب اليمني الشقيق حتى يستعيد كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية، وقال "مستمرون في دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن".

وتابع "الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تهدد أمن الملاحة البحرية الدولية، الميليشيات الحوثية مستمرة في استهداف المدنيين في اليمن والسعودية".

السلام في الشرق الأوسط

كما قال إن المملكة تدعم جميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام العربية، وقال "السلام في الشرق الأوسط هو خيارنا الاستراتيجي، وواجبنا أن لا ندخر جهداً للعمل معاً نحو تحقيق مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والازدهار والتعايش بين شعوب المنطقة كافة، وتدعم المملكة جميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام، وقد طرحت المملكة مبادرات للسلام منذ عام 1981، وتضمنت مبادرة السلام العربية مرتكزات لحل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي يكفل حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما نساند ما تبذله الإدارة الأمريكية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل.

وحول الأزمة في ليبيا، قال الملك سلمان "ندعو جميع الأشقاء الليبيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، والوقوف صفاً واحداً للحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها، فإننا ندين التدخلات الأجنبية في ليبيا".

وفي سوريا أكد تأييد السعودية الحل السلمي هناك وخروج المليشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري.

تجريد حزب الله من السلاح

إلى ذلك أكد وقوف السعودية إلى جانب الشعب اللبناني الذي تعرض إلى كارثة إنسانية بسبب الانفجار في مرفأ بيروت، مبيناً "يأتي ذلك نتيجة هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية، وإن تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح".

الإرهاب والتطرف

كما أضاف "يشكل الإرهاب والفكر المتطرف تحدياً رئيسياً يواجههُ العالم بأسره، وقد نجحنا معاً خلال الأعوام القليلة الماضية في تحقيق نجاحات مهمة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، بما في ذلك دحر سيطرة تنظيم داعش على الأراضي في العراق وسوريا، من خلال جهود التحالف الدولي، كما نجحت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في توجيه ضربات مهمة لتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن".

وأكد "إن تحقيق النجاح في معركتنا ضد الإرهاب والتطرف يتطلب تكثيف جهودنا المشتركة من خلال مواجهة هذا التحدي بشكل شامل يتناول مكافحة تمويل الإرهاب، والفكر المتطرف. وقد قامت المملكة بدعم عدد من المؤسسات الدولية التي تساهم في دعم الجهود المشتركة في مواجهة هذا التحدي، حيث دعمت المملكة مركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، بمبلغ مئة وعشرة ملايين دولار، وانشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، كما تستضيف المملكة المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب".

وتابع "المملكة تنتهج في محيطها الإقليمي والدولي سياسة تستند إلى احترام القوانين والأعراف الدولية، والسعي المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ، ودعم الحلول السياسية للنزاعات ومكافحة التطرف بأشكاله وصوره كافة".

إلى ذلك، دعا إلى التعايش السلمي والتكاتف بين دول العالم وشعوبه، مؤكداً أن السعودية لا تميّز في جهودها الإنسانية على أساس العرق أو الديانة

احترام القوانين والأعراف الدولية

وفي ملف الجائحة، قال إن المملكة تؤكد أن العالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في جائحة كورونا، وقامت بوصفها رئيساً لمجموعة العشرين بتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الجائحة والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي.

كما أضاف "قدمت المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من ستة وثمانين مليار دولار من المساعدات الإنسانية، استفادت منها إحدى وثمانون دولة"

وتابع "اخترنا طريقاً للمستقبل من خلال رؤية المملكة 2030، وتطمح من خلالها أن يكون اقتصادها رائداً ومجتمعها متفاعلاً مع محيطه، مساهماً بفاعلية في نهضة البشرية وحضارتها".

هذا ودعا حادم الحرمين الشريفين، إلى تكثيف الجهود والعمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه الإنسانية في مجال التغير المناخي ومكافحة الفقر والجريمة المنظمة وانتشار الأوبئة، للعمل نحو مستقبل مشرق تعيش فيه الأجيال القادمة بأمن واستقرار وسلام.

8*)  بيان اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب

26 ايلول 2020

أدلى الرئيس المكلف أمام الصحافيين ببيان الاعتذار الذي قال فيه:

عندما سمتني غالبية كبيرة من نواب الأمة في الاستشارات الملزمة، وكلفني فخامة الرئيس بناء عليها تشكيل الحكومة، تشرفت بالقبول على أساس أنني لن أتخطى مهلة الأسبوعين لتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة، ذات مهمة إصلاحية محددة ومفصلة استنادا الى المطالب الإصلاحية العارمة للبنانيين، قوامها أفضل ما يوفقنا اليه الله من اختصاصيين مشهود لخبرتهم ونزاهتهم ومعرفتهم بالإدارة، وليس من بينهم أصحاب انتماءات حزبية أو من تسميهم الأحزاب. وكان تفاؤلي كبيرا لمعرفتي أن هذه المواصفات كلها وافقت عليها الكتل الرئيسية في المجلس النيابي والتزمتها أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، صاحب المبادرة الإنقاذية الدولية المتاحة أمام بلدنا، في اجتماع حصل مطلع الشهر الجاري في قصر الصنوبر، جرى فيه تدوين الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية المفصلة واللازمة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الحكومة، والتي التزمت الكتل نفسها دعمها في المجلس النيابي الكريم.

كان واضحا في المقابل، أن تشكيل حكومة بهذه المواصفات الاختصاصية المبنية على الكفاءة والنزاهة، والتزامها مع الكتل النيابية برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري التفصيلي، من شأنه أن يسمح للرئيس ماكرون بالإيفاء بوعده بتجييش المجتمع الدولي لدعم لبنان، بدءا من مؤتمر دولي في باريس بعد حوالى الشهر من نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي. وما زاد من تفاؤلي، أن برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية المفصل الذي التزمه الجميع في الأول من أيلول، شكل مسودة أولى شبه جاهزة للبيان الوزاري، وخصوصا أنني أعلنت بوضوح لجميع الكتل النيابية أن لا نية لدي شخصيا أو لدى أي تشكيلة حكومية أنا في صددها، الولوج في أي شأن سياسي، وهو ما طلبته على شكل تعهد قاطع من جميع الأسماء التي فكرت باقتراحها من ضمن التشكيلة الحكومية. وفور شروعي بالاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، أعلن عدد من الكتل النيابية نيته عدم تسمية أحد للحكومة مع التزامه تسهيل عملها، فيما أبلغتني بقية الكتل أن لا شروط لها على مثل هذه الحكومة، سوى التزام مسودة الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية المتفق عليها. كما أنني أبلغت جميع الكتل التي تواصلت معي بعد الاستشارات، أنني لست في صدد إيثار فريق سياسي على آخر، أو في صدد اقتراح أسماء قد تشكل استفزازا لأي طرف، مهما بلغت كفاءاتها المهنية أو الإدارية للمنصب المطلوب، وهو ما قوبل بارتياح عبرت عنه الكتل جميعا.

ومع وصول المجهود لتشكيل الحكومة الى مراحله الأخيرة، تبين لي أن هذا التوافق الذي على أساسه قبلت هذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الصعب من تاريخ لبنان، لم يعد قائما، وبما أن تشكيلة بالمواصفات التي وضعتها باتت محكومة سلفا بالفشل، وحرصا مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها وميثاقيتها، فإني اعتذر عن عدم متابعة مهمة تشكيل الحكومة، متمنيا لمن سيتم اختياره للمهمة الشاقة من بعدي، وللذين سيختارونه، كامل التوفيق في مواجهة الأخطار الداهمة المحدقة ببلدنا وشعبنا واقتصادنا. وفي هذه المناسبة أتوجه بالشكر من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن رؤساء الحكومات السابقين الذين دعموني في مهمتي، ومن السادة أعضاء المجلس النيابي ومن السادة الإعلاميين الذين واكبونا طيلة هذه الفترة.

كما أتوجه بالاعتذار الصادق من الشعب اللبناني الذي عانى ويعاني، والذي أفهمه ويفهمني عن عدم تمكني من تحقيق ما يطمح اليه من فريق إصلاحي يعبر من نافذة الإنقاذ التي فتحتها مبادرة الرئيس ماكرون المشكورة للبنان واللبنانيين. وإنني أؤكد أن هذه المبادرة يجب أن تستمر لأنها تعبر عن نية صادقة من الدولة الفرنسية الصديقة ومن الرئيس ماكرون شخصيا بدعم لبنان ومساندته. حمى الله لبنان واللبنانيين.

بيان رئاسة الجمهورية

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم رئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى أديب، الذي عرض عليه الصعوبات والمعوقات التي واجهته في عملية تشكيل الحكومة، ثم قدم له كتاب اعتذاره عن عدم تشكيلها.

شكر رئيس الجمهورية للرئيس المكلف الجهود التي بذلها وأبلغه قبول الاعتذار. وسيتخذ رئيس الجمهورية الإجراءات المناسبة وفقا لأحكام الدستور.

9*)  عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي

27 ايلول 2020

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الحق أقول لكم: لن يترك هنا حجر على حجر الا وينقض"، وقال: 1. نبوءة يسوع عن خراب هيكل أورشليم، تحققت على يد الرومان سنة70. فتوقفت نهائيا تقدمة الذبيحة وأفعال العبادة، وأصبح الهيكل قلعة، ولم يبق منه حتى يومنا سوى "حائط المبكى". نبوءة يسوع هذه استبقتها علامة واضحة، فعندما أسلم الروح مصلوبا، "انشق حجاب الهيكل إلى شطرين، من فوق إلى تحت" (متى 27: 50-51). ما يعني أن الهيكل فقد مبرر وجوده، كمكانٍ لقاء مع الله بالذبيحة والصلاة.لأن الشعب قتل رب الهيكل.

  1. هذه عبرة لجميع الناس، وعلى الأخص لحكام الدول والجماعة السياسية التي تتولى خدمة شؤون المواطنين من أجلِ خيرهم العام وخير كل مواطن. فإذا وضعوا الله جانبا، ماذا يصبح المواطنون؟ يصبحون كما عندنا في حالة إهمال، وفقر، وحرمان، وظلم، وهجرة. وفي أي حال تصبح الدولة؟ تصبح كما عندنا في تفكك مؤسساتها الدستورية وأوصالها، وفي حالة نفوذ واستقواء وفرض شروط بين مكونات الوطن، خلافا لنظام لبنان السياسي الذي هو ديموقراطي وتعددي ثقافيا ودينيا، ومنفتح على الدول شرقا وغربا بتواصلٍ وتعاونٍ وتبادلٍ، مع حفظ سيادته بعيدا عن النزاعات والأحلاف والحروب، وحيادي ناشط بحكم هويته وطبيعته من دون نصٍ قانوني، داخليٍ أو إقليميٍ أو دولي، كما في السنوات الخمسين الأُول من حياته كدولة قائمة بذاتها.
  2. نلتقي للإحتفال معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحن مع كل شعبنا في حالة قلق بسبب تفشي وباء كورونا بشكلٍ مخيف، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، واشتداد الأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة، وفوق كل ذلك افشال تأليف حكومة جديدة كما كان يريدها الشعب والعالم منقذة تكنوقراطية، غير مسيسة، فاعلة، وقادرة على اجراء الاصلاحات والبدء بعملية النهوض الاقتصادي والمالي والاجتماعي. وبكل اسف الخراب يكتفي بلحظة وبتحجر في المواقف، أما البناء فيقتضي سنوات من العمل بتجرد وتواضع وبذل.

إن المسيح الحاضر معنا في سر محبته القربانية لن يتركنا فريسة الألم والظلم والقلق والحرمان، ولا فريسة "تجار السياسة" كما سماهم المغفور له الرئيس فؤاد شهاب.

  1. يسعدني أن أحيي جميع الحاضرين معنا، وبخاصة الرابطة المارونية، رئيسا وهيئة تنفيذية واعضاء، ومؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري التي أسستها زوجته السيدة ليا إحياء لذكراه وذكرى شهداء الجيش اللبناني، تحت شعار "للهِ رجال، إن هم أرادوا أراد". نحييها مع أولادها الأربعة ومعاونيها. تُعنى المؤسسة بأطفال شهداء الجيش وعائلاتهم، فتقوم بنشاطات لصالحهم من مثل السفر الى الخارج وتنظيم رحلات ومخيمات ترفيهية، ودورات تثقيفية وجوقة تراتيل وأغاني، بالاضافة الى انشاء حدائق عامة في اكثر من منطقة لبنانية، وتجهيز قاعات في ثكنات عسكرية، بالتعاون مع قيادة الجيش والقوى الامنية وقوات الامم المتحِدة العاملة في جنوب لبنان. وأنشأت لها فرعا في ايطاليا للتبادل الثقافي والحضاري.
  2. تذكرنا هذه المبادرة النبيلة بأن شهداء الجيش هم شهداء كل عائلة لبنانية، وبأن استشهادهم هو من أجلنا جميعا. استشهدوا دفاعا عن لبنان ضد الارهاب ومنعا للفتنة وصونا للوحدة الوطنية. فوجه تحية تقدير لقيادة الجيش على التضحيات التي قدمها والإنجازات التي حققها وكان آخرها العملية الأمنية التي جرت بالأمس في منطقة وادي خالد ضد المجموعات الارهابية ومطاردتهم بالتعاون مع الاجهزة الامنية الاخرى. إن الجيش مخول، مع سائر القوى الأمنية الشرعية دون سواهم، حماية سيادة لبنان، واحتضان ثورة الشعب اللبنانيِ من أجل التغيير. فإليه وحده يرتاح الشعب.
  3. الحق الحق أقول لكم: لن يترك هنا حجر على حجر إلا وينقض (متى 51:24).انصدم تلاميذ يسوع بهذه النبوءة، فظنوا ان خراب الهيكل يعني نهاية العالم، واقتراب مجيئه الاخير.فبخرابه تنتهي الذبيحة، ويفقد الله سكناه بين البشر. لهذا السبب جاؤوا الى يسوع وسألوه: "متى تكون هذه، وما هي علامة مجيئك وانتهاء العالم؟" (متى 3:24).

لم يجيبهم يسوع على سؤالهم المزدوج. بل كلمهم عن أحداث ومصاعب واضطهادات وتضليلات، تستدعي منهم الثبات في الايمان، والصمود في الرجاء، والصبر على المحنة. كلمهم عن المسحاء الكذبة الذين يحاولون زعزعة ايمانهم، وعن الحروب والفتن التي تهدد رجاءهم، وعن الاضطهادات والمضايقات التي قد تفقدهم القدرة على الصبر. لقد دعاهم بهذه الثلاثة الى الغاية الاساسية من جوابه وهي تأكيده أن: من يثبت الى المنتهى يخلص (الآية 13).

انها دعوة موجهة الى الجميع، ولا سيما في الظروف الصعبة الراهنة التي نعيشها اليوم في لبنان، وغيرُنا في بلدانهم، وبخاصة في بلدان الشرق الاوسط. بفضل هذا الثبات في الايمان والرجاء والصبر، استطاع اجدادنا، عبر العصور ومحنها المتنوعة، المحافظة على وحدتهم وكرامتهم واستقلاليتهم حتى بلغوا الى انشاء دولة لبنان الكبير.

وختم الرب يسوع جوابه لتلاميذه بالدعوة الى الكرازة بانجيل الملكوت، من اجل خلاص العالم وانتصار القيم السماوية، ومن بعدها تكون النهاية (الآية 14).

  1. يملي علينا انجيل اليوم أنه في الزمن المصيري ينبغي على مكونات الأمة أن تلتقي لتنقذ الدولة ولا تختلف فتخسرها. في الزمنِ المصيري لا قيمة لأي نقطة تسجل خارج مرمى الوطن والخير العام، بل يتنازل الجميع لصالحهما إن فاعلية أي مكون هي في تفاعله مع الآخرين لا في الاستقواء عليهم. دورنا معا أقوى من دورنا متفردين ومنفردين. حبذا لو أن انفجار المرفأ وإلتفاف الدول حول شعب لبنان شكلا صحوة الضمير الوطني الداعي الى تأليف حكومة حسب الدستورِ والميثاقِ ووثيقة الوفاق الوطني نصا وروحا، وبنية صادقة وبسرعة خارقة. أما وقد أحرج الرئيس المكلف مصطفى أديب فأقدم على الاعتذار، أصبحت البلاد أمام أخطار متعددة ليس أقلها غياب حكومة تقود عملية إنقاذ البلاد وملاقاة المؤتمرات الدولية والتفاوض مع صندوق النقد الدوليِ. وفوق ذلك خيب الاعتذار أمال المواطنين ولاسيما الشباب الذين كانوا يراهنون على بدء تغيير في الطبقة السياسية من خلال حكومة جديدة بوجوه واعدة، وفاقم الازمة الوطنية والحكومية، اذ بدا كأنه يسلم بفيتو غير موجود في الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني.
  2. إن البطريركية المارونية تنطلق دائما من أركان الدولة الثلاثة المتكاملة: الدستورِ والميثاقِ ووثيقة الوفاق الوطني التي تحفظ توازن مكونات وطننا الواحد، المشترك والنهائي، وتجمعنا في وحدة وطنية على تنوع طوائفنا ومذاهبنا واحزابنا وحرية الرأي والتعبير.

وإذ نحرص على ان تبقي فرنسا مشكورة عزمها على مساندة لبنان، فاننا حفاظا على الاركان الثلاثة ندعو الى عدم تخصيص اي حقيبة وزارية لاي فريق او حزب او طائفة او مذهب بشكل دائم، بل الى اتباع قاعدة المداورة الديمقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعرف أو التفرد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها.

وفي كل حال مهما اختلف اللبنانيون، يجب أن تبقى لغة الحوار أقوى من أي لغة أخرى. ويجب أن تبقى إرادة العيش معا أقوى. فمعيار نجاح العيش معا ليس الوجود الجسدي بل التفاعل الروحي والحضاري والوطني والنظرة إلى أفق واحد وغاية واحدة، هما لبنان وشعبه.

فلنصل كي يعضد الله الجميع على ذلك، فله المجد والشكر والتسبيح، الآب والابن، والروح القدس، الآن والى الابد، آمين".