تقرير أسبوعي دولي - 56-2021

تقرير أسبوعي دولي - 56-2021
الأحد 30 مايو, 2021

 رقم 56/2021

تقرير دولي  24-31/أيار /2021

 

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

يبدو أن كل الآمال في تشكيل الحكومة الجديدة والتي ظهرت بداية الاسبوع قد تلاشت مع نهايته.

فبالرغم من كلام امين عام حزب الله الذي بدا كضوء أخضر في عملية التشكيل، والتسريبات الايجابية من مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري حول عملية تشكيل الحكومة، اصطدم الجميع بتسريب تشكيلتين حكوميتين عرَضهما ‏رئيس الجمهورية على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وفق صيغة الـ 24 وزيراً، حيث تُظْهِر التشكيلتان، وفق المتابعين مجموعة أفخاخ؛ منها تَمَسُّكه في الصيغتين بحقيبة الداخلية التي تُعتبر مفتاحاً في الانتخابات النيابية المقبلة، وترْك الباب مفتوحاً أمام حصوله على الثلث المعطّل من زاوية التوافق مع الحريري على الاسمين المسيحييْن من خارج الحصة المباشرة لرئيس الجمهورية. ويشار هنا إلى أن هذا الأمر يُشكّل تجاوزاً للدستور وصلاحيات رئيس الحكومة المكلف ونتائج الاستشارات النيابية.

كما اصطدمت الحلول بموقف "التيار العوني" الحاد بوجه الحريري، والذي جاء في بيانه الاسبوعي تكراراً للتهجّم على الرئيس المكلّف، وتهكّماً بأنه "ينتظر مع اللبنانيين أن يحسم الرئيس المكلّف أمره بتشكيل حكومة تحترم المعايير والأصول الدستورية"، كما ويربط بشكلٍ أو بآخر مع الموقف السياسي المعلن حول التعاون والحوار مع النظام السوري.

وبالرغم من زيارة السفير السعودي هذا الاسبوع إلى بكركي وتمنياته بعد لقاء البطريرك بتغليب المصلحة الوطنية العليا في لبنان على أي مصلحة فردية تحول دون إيجاد الحلول الناجعة التي تعيد للبنان الاستقرار والأمن والازدهار، وقد شدد على دور البطريرك الراعي الضامن في الحياة اللبنانية الوطنية، والمنعكس في جهوده الحثيثة لمصلحة لبنان في هذه الأوقات.

لكن، لا يزال البطريرك الراعي يتابع مبادرته الخلاصية بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة لتطبيق الدستور واتفاق الطائف، بنصه وروحه، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، ويشدد في كلامه أن هذا هو الطريق الوحيد للخلاص والخروج من الأزمة.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

أشارت المعلومات ان الرئيس المكلف سعد الحريري قد فوجئ في عظة البطريرك بشارة الراعي يوم الاحد بتلميحه المبطن الى خيار اعتذار الحريري من خلال قوله إذا لم يتفق عون والحريري في ما بينهما، فليستخلصا العِبَر ويتخذا الموقف الشجاع الذي يتيح عملية تأليف جديدة، هذا فيما تردد ان لقاءً بعيدا من الاضواء عقد بين البطريرك والرئيس الحريري، قبيل الجلسة النيابية الاخيرة، اكدت المعلومات ان الراعي لم يلتق الحريري بل تلقى منه اتصالا بعد عودته من الامارات للتشاور في الوضع، وقد حضّه البطريرك على المبادرة الى تقديم تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية. من جهته، كرر الرئيس بري دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، للرئيس المكلف تشكيل الحكومة بطرح تشكيلة جديدة وعرضها على عون، كما ينكب على إيجاد حلول ومخارج للأزمة ويعطي مهلة أسبوعين لا أكثر لئلا تصبح الأمور أكثر صعوبة وتعقيداً.

في سياق منفصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء، إن لدى جيش بلاده في لبنان بنك أهداف أكبر بكثير من ذلك الذي هاجمه في قطاع غزة، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها غانتس خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي (نحو 660 جنديا) الذين سقطوا في عملية سلام الجليل (حرب لبنان الأولى) التي اندلعت في 6 يونيو/حزيران 1982. تهديدات غانتس جاءت بعد يوم من كلمة أدلى بها الأمين العام لـ حزب الله حسن نصر الله، حذر فيها من اندلاع حرب إقليمية تؤدي إلى زوال إسرائيل، إذا استمرت انتهاكاتها في مدينة القدس المحتلة، وأضاف أن دولة لبنان هي من تتحمل مسؤولية أي عدوان يندلع من جانبها.

على صعيد منفصل، قالت مصادر متابعة لزيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون لفرنسا، أنه حذر يوم الأربعاء من أن الأزمة الاقتصادية وضعت الجيش على شفا الانهيار وإن باريس عرضت تقديم مساعدات عاجلة غذائية وطبية للقوات على أمل الحفاظ على القانون والنظام. هذا وما زالت فرنسا تسعى، وهي التي قادت جهود إغاثة للبنان، للضغط على السياسيين اللبنانيين المتناحرين الذين أخفقوا حتى الآن في الموافقة على تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات من شأنها إتاحة مساعدات مالية أجنبية للبنان. وأكد مصدران إن فرنسا ستقدم إمدادات غذائية وطبية لأفراد الجيش الذين انخفضت قيمة رواتبهم انخفاضا حادا في الآونة الأخيرة مما دفع العديد منهم للعمل في وظائف إضافية، فيما أفاد مصدر آخر إن فرنسا تعمل لترتيب مؤتمر في يونيو/حزيران سيسعى لحشد الدعم من المجتمع الدولي للجيش اللبناني.

وفي هذا السياق، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية أن إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن ترغب في تفعيل ‏قدرات الجيش اللبناني للتصدي لحزب الله واحتواء نفوذ طهران في لبنان، وأوضح أن إدارة بايدن تدرك ان طهران تؤدي دورا فاعلا ‏ومؤثرا في لبنان عبر تنظيم حزب الله، وهي تاليا ستبقى متمسكة بنفوذها في هذا البلد على رغم ‏التقارب الممكن حصوله على مستوى المحادثات غير المباشرة مع طهران والمتعلقة بملفها ‏النووي. ‏إلى ذلك، أضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن فريق ادارة الرئيس جو بايدن الامني يرغب في ‏تفعيل قدرات الجيش اللبناني بهدف التصدي لتنظيم "حزب الله" المدرج على لائحة الإرهاب في ‏واشنطن ومنع سقوط مؤسسات الدولة الأمنية اللبنانية بيد التنظيم، وتوقع أن يتم مدّ الجيش اللبناني بمساعدات هامة حتى آخر السنة الجارية وأيضا في موازنة ‏مبيعات الأسلحة الخارجية لموازنة السنة المقبلة. ‏

كما كشف المسؤول أن حلفاء أساسيين لواشنطن في المنطقة العربية يدعمون اتجاه دعم القوى ‏الأمنية اللبنانية، وفي مقدمها الجيش، رغم الأوضاع الداخلية التي يعيشها لبنان، وأن هناك ‏إجماعا على أهمية تفعيل الجيش ودوره على كامل الأراضي اللبنانية،‏ وأشار إلى أن نظام طهران قد يلجأ الى تقديم تنازلات في دول أخرى كاليمن مثلا، إلا أنه ‏سيبقى ممسكا بالورقة اللبنانية لما تمثله من ثقل استراتيجي لسياسات طهران في زعزعة استقرار ‏المنطقة، وتحديدا تلك المحيطة باسرائيل.‏ وقد استبعد أن تقوم إدارة بايدن بفرض أي عقوبات جديدة على مسؤولين لبنانيين على ‏صلة بتنظيم "حزب الله" في المدى القريب، مكتفيا بالقول إن السياسة الوحيدة الظاهرة الان هي ‏دعم الجيش اللبناني والدفع باتجاه استقرار المؤسسات الحكومية ذات الدور الأمني.‏ يشار إلى أن مسؤولون في الإدارة الأميركية كانوا قد تعهدوا قبل يومين وخلال اجتماع عن بُعد مع قادة الجيش ‏اللبناني بتفعيل المساعدات العسكرية الأميركية وتقديم مساعدة عاجلة بنحو 15 مليون دولار.‏

إلى ذلك، أشارت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت ببيان، الى أنه في الثامن والعشرين من شهر أيار الجاري، انضمت السفيرة دوروثي شيا الى العميد البحري كيرتيس رانشو وقائد الجيش العماد جوزاف عون بمناسبة اختتام "التمرين المشترك" Resolute Union 2021". ولفتت الى أنه تم تنفيذ هذا التمرين المشترك خلال الفترة الواقعة بين 17 و 28 أيار الجاري في لبنان وشرق البحر الأبيض المتوسط، بهدف تعزيز التشغيل المتبادل وتحصين العلاقات العسكرية - العسكرية بين البحرية الأميركية والجيش اللبناني، إضافة الى توفير التدريب بين البحرية الأميركية والشركاء الإقليميين، وتسهيل التقدم المستقبلي لسلسلة المناورات هذه، والحفاظ على الاستعداد للقتال، وإبراز التزام البحرية الأميركية بالأمن البحري الإقليمي. وقالت السفيرة شيا أن هذا التمرين هو التمرين الحادي والعشرين من سلسلة "الاتحاد الحازم" Resolute Union والاول كتمرين متعدد الأطراف مع مشاركة ثلاثة جيوش (لبنان، الاردن والولايات المتحدة). هذا التنسيق والتعاون لا يدلان على مهنية الجيش اللبناني فحسب، بل يظهران أيضا اهتمامنا المشترك بالأمن والاستقرار الإقليميين. "الاتحاد الحازم" هو أحد الفرص الرئيسية لتبادل المعرفة والخبرات مع الجيش اللبناني وللعمل جنبا إلى جنب لإكمال السيناريوهات الصعبة. وأضافت أن الولايات المتحدة وقفت إلى جانب الجيش اللبناني تماما كما واصلت الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني. خلال الأسبوع الماضي، عقد المؤتمر الأميركي - اللبناني، الأول على الإطلاق، لموارد الدفاع مع كبار القادة من وزارتي الخارجية والدفاع الاميركية والجيش اللبناني، وكان على رأس جدول الأعمال نقاش حول سبل دعم الجيش اللبناني اقتصاديا في هذه الأوقات الصعبة. في الأسبوع الماضي، أشرفت أيضا على تسليم 95 حاوية ذخيرة تقدر قيمتها بأكثر من خمسة وخمسين مليون دولار، وكلها تهدف إلى تجهيز عمليات الجيش اللبناني ومساعدته. وأفادت أنه في هذا الإطار، أنه تم مؤخرا الاعلان عن ثلاث عمليات تمويل من الحكومة الاميركية للجيش اللبناني: أولا، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن عزمها تحويل مبلغ 120 مليون دولار من التمويل العسكري الأجنبي الى الجيش اللبناني للسنة المالية 2021. هذه الهبة العسكرية سوف تزود الجيش اللبناني بأنظمة وخدمات وتدريبات دفاعية بالغة الأهمية، وهي تمثل زيادة قدرها 15 مليون دولار عن السنوات السابقة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها ستقدم العام المقبل للبحرية اللبنانية ثلاثة زوارق خفر سواحل أميركية للدوريات من طراز Protector-class، هذه القوارب ستعزز قدرات الدوريات البحرية اللبنانية إلى حد كبير. وأخيرا، بدأت وزارة الدفاع الاميركية بتحويل 59 مليون دولار إلى الجيش اللبناني، والتي ستستخدم لتعزيز قدرات الجيش الأمنية على الحدود الشرقية.

وعلى صعيد الأزمة المالية، أعلن مصرف لبنان المركزي، الخميس، إنه لا يمكنه مواصلة استيراد المستلزمات الطبية المدعومة دون المساس بالاحتياطيات الإلزامية للمصارف، وأكّد في بيان أن المبالغ التي تمّ تحويلها إلى المصارف لحساب شركات استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الرضع والمواد الأولية للصناعة الدوائية، من بداية العام وحتى الآن، تعادل 485 مليون دولار، ويضاف إليها الملفات المرسلة إلى مصرف لبنان وتساوي 535 مليونان وأوضح المصرف المركزي أن منذ بدء العمل بآلية الموافقة المسبقة تسلم 719 طلبا، بقيمة 290 مليون دولارا أميركيا ليصبح إجمالي الفواتير يساوي 1.3 مليار دولار. وبناء عليه، طلب مصرف لبنان من السلطات المعنية كافة إيجاد الحل المناسب لهذه المعضلة الإنسانية والمالية المتفاقمة، خاصة وأن الأدوية وباقي المستلزمات الطبية معظمها مفقود في الصيدليات والمستشفيات، وقد أفاد وزير الصحة بشكل صريح وعلني أن هذه الأدوية متوفرة في مخازن المستوردين.

على صعيد آخر، أعلنت "اليونيفيل" في بيان، أنها سلمت اليوم أحد مواقعها إلى القوات المسلحة اللبنانية، شريكها الاستراتيجي، وذلك في حفل أقيم في جنوب غربي لبنان. وفي هذا الإطار، سلم رئيس البعثة وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول موقع الأمم المتحدة 2-45A  إلى العميد الركن مارون قبياتي قائد قطاع جنوب الليطاني، الذي مثل قائد القوات المسلحة اللبنانية العماد جوزاف عون، وأشارت إلى أن موقع اليونيفيل المذكور تأسس في الأول من تموز عام 2012 في جنوب بلدة الطيري، ولعب دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 1701. ولفتت اليونيفيل إلى أن التسليم الذي جرى هو جزء من دعم اليونيفيل المستمر لنشر القوات المسلحة اللبنانية في كل أنحاء الجنوب، وهو أمر حاسم لبسط سلطة الحكومة في المنطقة.

وفي موضوع تهريب المواد النفطية المدعومة من الحكومة اللبنانية إلى سوريا، فقد أفادت مصادر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن تزايد كبير في عمليات تهريب المحروقات من لبنان والمتاجرة بها في سوريا، من "حزب الله" إلى جانب قوات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، في استغلال للعقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق. ووسط عجز النظام السوري عن تلبية احتياجات المواطنين، يتجه هؤلاء إلى السوق السوداء، وهو ما يقوم "حزب الله" باستغلاله من خلال نقل المحروقات وفي مقدمها البنزين والمازوت من لبنان إلى سوريا، عبر معابر غير شرعية يستحوذ عليها في الريف الحمصي، لتتحول المنطقة هناك إلى أحد أكبر منابع المحروقات في السوق السوداء، وتنقل منها إلى المحافظات الأخرى. ووفقاً لمصادر "المرصد السوري"، فإن أسعار المحروقات التي يستقدمها "حزب الله" هي كالتالي: 2000 ليرة سورية للتر الواحد من المازوت، و2500 ليرة سورية للتر الواحد من البنزين "أوكتان 95"، بينما الأسعار الرسمية التي يعتمدها النظام هي مازوت 185 ليرة سورية للتر الواحد، و750 ليرة سورية لكل لتر بنزين. وأضافت مصادر "المرصد السوري" بوجود أكشاك مخصصة لبيع المحروقات المهربة من "حزب الله"، انطلاقاً من منطقة قريبة من مصفاة حمص وصولاً إلى جسر تينة على امتداد مسافة حوالي 3 كيلومترات، فضلاً عن نقل المحروقات المهربة إلى باقي المحافظات.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: لقد انتصر لبنان وتحرّر مع انسحاب الجيش الإسرائيلي في 25 أيار 2000 تنفيذاً للقرار 425، وإنما وقع تحت الإحتلال الإيراني الذي نسف كل الإنجازات السابقة حتى بدت السلطة السياسية الحالية شبيهة بسلطة "فيشي" إبّان الإحتلال النازي لفرنسا - رسالة رئيس الجمهورية أضافت الى تعقيدات حياة اللبنانيين المعيشية تعقيداً من طبيعة طائفية، وكل ذلك في ظلّ إنعدام طرح الحلول - إتّبع "التيار الوطني الحر" سياسة متكاملة بدأها بعد انتفاضة الاستقلال واستشهاد الرئيس رفيق الحريري، إرتكزت على المطالبة ب"حقوق المسيحيين" وكأن للمواطن المسيحي "حقوق" تختلف عن "حقوق" المسلمين - إن الأزمة القائمة سياسية بامتياز وتتمثل بانتهاك الدستور واتفاق الطائف اللذين يشكلا ضمانة الحقوق للمواطن الفرد مسلماً كان أم مسيحياً وضمانة الطوائف والجماعات داخل مجلس الشيوخ - يؤكد إحترامه المهل الدستورية كما الانتخابات ومواعيدها إذا ما حصلت، إنما يسجّل تشكيكه في فعالية هذه الانتخابات وعلى القوى السياسية التفكير ملياً بعدم الانخراط في انتخاباتٍ نيابية هي بالتأكيد مركّبة مسبقاً من خلال طبيعة قانون الانتخاب الذي يتناقض مع ميثاق العيش المشترك، حيث ينتخب المسيحي مسيحياً والمسلم مسلماً وحيث النسبية تسهّل خرق كافة الطوائف بينما بيئة حزب الله عصيّة على الخرق - إن الانخراط في الانتخابات خارج عنوان رفع الاحتلال الايراني عن لبنان هو تراجعٌ سياسي مرفوضٌ، ويجدّد اللقاء تأكيده على أنه لا معنى لأي انتخابات إذا لم تكن استفتاءً بداخل كل طائفة وعلى مستوى لبنان حول رفع الاحتلال الايراني عن لبنان. وتبقى مبادرة البطريرك الراعي بموضوع الحياد والمؤتمر الدولي طريق الخلاص - يحيّي نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الإجرام الاسرائيلي الرافض للحقوق الفلسطينية البديهية، ويدعوه إلى التنبه من محاولات الإتجار بقضيته المُحقة، إن صمود الشعب الفلسطيني بدأ في العام 1948، قبل ادعاءات ايران وحبّها لفلسطين، وسيستمر إلى مابعد انتهاء طهران من مفاوضاتها النووية ومصالحتها مع أميركا وربما مع اسرائيل. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية: العراضة التي قام بها الحزب السوري القومي في شارع الحمرا تشكل بمقدار سخافتها وخطورتها في آن حالة انقلابية صادرة عن فريق لا يؤمن بالكيان اللبناني ويمتهن الإغتيال أداة في العمل السياسي ومدعاة للتباهي - حذر من خطورة هذا الانفلات مطالبا بـسحب الترخيص القانوني من الحزب القومي المجرم واحالة اركانه الى المحاكمة خصوصا أمام الإستسهال المستمر بالتهديد بالقتل لقادة سياسيين والإستقواء الرخيص بالسلاح غير الشرعي - أن أركان المنظومة ومن خلفهم قوى إقليمية يسعون إلى إعادة التاريخ إلى مرحلة سوداء عبر جر لبنان إلى خنادق وهمية واللبنانيين الى منطق الحرب - أكد أن لا عودة إلى الوراء في لبنان، وعلى رفضه لهذا المنطق المدمر ومواجهته إلى جانب جميع اللبنانيين الذين التقوا في الساحات. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • امين عام حزب الله حسن نصرالله بمناسبة عيد المقاومة والتحرير: أنا لا أتوقّع أنّ الاسرائيليون سيصبحون عقلاء أو سيصبحون واقعيين سيستمرون بحماقتهم وباستعلائهم وبغطرستهم ويخوضون التجارب الخاطئة التي تؤدي إلى تراكم الفشل والهزيمة الذي سينتهي إن شاء الله بزوال هذا الكيان - المعادلة التي يجب ان نصل اليها “القدس يعني حرب إقليمية” - سوريا أيضاً اليوم في جزء كبير من مساحتها الجغرافية تتعافى وتذهب غداً إلى انتخاباتها لتؤكد حضورها السياسي وتثبت دولتها ونظامها وكيانها - في الشأن الداخلي، لكل ما يجري في لبنان المفتاح هو تشكيل حكومة جديدة، هناك شعارات تحكى أن المخرج من الأزمة الحالية هو استقالة رئيس الجمهورية، طبعاً هذا ليس مخرجاً وليس صحيحاً وهذا كلام هو مزايدات سياسية لن يوصل إلى مكان أو البعض مثلاً قد يطرح تخلي الرئيس المكلف عن تكليفه لتشكيل حكومة وأيضاً من الواضح أن الرئيس المكلف متمسك بهذا التكليف - هناك طريقين، الطريق الأول أن دولة الرئيس المكلف يذهب إلى فخامة الرئيس ويجلسوا إلى أن يصلوا إلى نتيجة، وأنا أقول لهما البلد اليوم أمانة بين أيديكما، المسؤولية عندكما لأنكما المسؤولان عن تشكيل الحكومة الجديدة - والطريق الثاني هو مساعدة صديق، والصديق الوحيد الذي يمكن أن يقدم هذه المساعدة هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري لموقعه كرئيس مجلس النواب ومكانته السياسية في البلد وتجربته الشخصية، نحن حزب الله نساعد، حاضرون أن نساعد دولة الرئيس، وأدعو الكل أن يساعدوه للخروج من الازمة. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • التيار الوطني الحر (التيار العوني): الصمود الفلسطيني في غزة والضفة والقدس أعاد الاعتبار الى القضية الفلسطينية، وأنهى زمن العدوان الإسرائيلي المتفلت من أي عقاب، وأسس لمرحلة جديدة على مستوى المنطقة -لتوحيد الموقف من ملف النازحين السوريين وبدء الحوار والتعاون مع سوريا لتأمين العودة الآمنة والكريمة لهم، خصوصا بعد دخول سوريا مرحلة جديدة من تاريخها مع الانتخابات الرئاسية التي ثبتت الرئيس الأسد على رأس الدولة بإرادة شعبه - اننا ننتظر مع الشعب اللبناني أن يحسم دولة الرئيس المكلف أمره بتشكيل حكومة تحترم المعايير والأصول الدستورية، وتكون قادرة بوزرائها وبرنامجها على تنفيذ الإصلاحات اللازمة، لقد أدت رسالة فخامة الرئيس الى مجلس النواب وظيفتها في الإضاءة على العقدة الحكومية وكشفت المسؤول عنها. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: لو أدركت الجماعة السياسية عندنا رسالة لبنان وقيمتها في الأسرتين العربية والدولية! ولو أدركوا خصوصيته وهويته! لحافظوا عليه وقطعوا الطريق عن الساعين إلى تشويهه. إننا نحيي القوى الجديدة المنتفضة على المحاصصة والفساد والمحسوبيات والخيارات الخاطئة والتقصير في تحمل المسؤولية. على هذه القوى الجديدة يبنى لبنان، لا على جماعة سياسية غير قادرة على تأليف حكومة - من واجبات الأجهزة الأمنية والقضائية ومؤسسات الرقابة، القيام بدهم المستودعات ووقف الإحتكار، وإغلاق معابر التهريب. ونتساءل: ما هذا التقصير العام؟ هل أضربت جميع مؤسسات الدولة؟ أنحن أمام دولة متواطئة بكاملها على شعبها بكامله؟ - ما من مخرج من أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية منظمة الأمم المتحدة، غايته: 1- تطبيق قرارات مجلس الأمن بكاملها، إستكمالا لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن مؤتمر الطائف (1989) بكامل نصها وبروحها؛ 2- إعلان حياد لبنان بحيث يتمكن من أن يؤدي دوره كوسيط سلام واستقرار وحوار في بيئته العربية، وكمدافع عن القضايا العربية المشتركة، فلا يكون منصة للحرب والنزاع والسلاح؛ 3- إيجاد حل لنصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه، والسعي الجدي لعودة النازحين السوريين المليون ونصف المليون إلى وطنهم، وممارسة حقوقهم المدنية على أرضه. فلبنان المنهوك تحت وطأة الأزمات، لا يستطيع حمل عبء نصف سكانه مضافا. (ملحق رقم 5*- عظة الاحد)

 

 

  1. في الشأن السوري

شهدت مناطق سيطرة المعارضة السورية احتجاجات منددة بالانتخابات الرئاسية التي بدأت يوم الأربعاء في مناطق سيطرة النظام وسط استنكار أممي وتشكيك دولي واسع في نزاهتها. وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها عند الساعة السابعة صباحا، وأن التصويت سيستمر حتى السابعة مساء، حسب التوقيت المحلي، على أن تصدر النتائج خلال 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع. وقد اتخذ الرئيس بشار الأسد (55 عاما) عبارة "الأمل بالعمل" شعارا لحملته الانتخابية، بعد عقدين أمضاهما في سدة الرئاسة عقب خلافته والده الراحل حافظ الأسد، وينافسه مرشحان هما وزير الدولة السابق عبد الله سلوم عبد الله والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسبق أن شارك بين ممثليها في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف. وخلال مؤتمر صحفي سبق الانتخابات، قال وزير الداخلية محمّد خالد رحمون الثلاثاء إن عدد من يحق له الانتخاب في كامل المناطق السورية وخارجها يتخطى 18 مليون شخص، ولكن الانتخابات جرت في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ويقطن فيها نحو 11 مليون شخص، هذا ويبلغ عدد المراكز الانتخابية، وفق الداخلية، أكثر من 12 ألفا، ويحق للناخب أن يُدلي بصوته في أي مركز، على اعتبار أن "سوريا دائرة انتخابية واحدة". ولم تشهد المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ولا سيما في الشمال أي انتخابات تذكر، إذ أعلن مجلس سوريا الديمقراطية في شمال شرقي البلاد عدم مشاركته في هذه الانتخابات.

وفي السياق، اعتبرت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، مساء الثلاثاء، أن الانتخابات الرئاسية السورية المزمع عقدها لن تكون حرة ولا نزيهة. واستنكر وزراء خارجية هذه الدول، في بيان مشترك، قرار نظام الأسد إجراء انتخابات خارج الإطار الموصوف في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأعربوا عن دعمهم لأصوات جميع السوريين بمن فيهم منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها بأنها غير شرعية. وقال الوزراء إنه يجب إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة وفقا لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة، وأكدوا ضرورة السماح لجميع السوريين بالمشاركة، بمن في ذلك النازحون السوريون واللاجئون وأفراد الشتات في بيئة آمنة ومحايدة. إلى ذلك حث الوزراء في بيانهم المجتمع الدولي على الرفض القاطع لهذه المحاولة من قبل نظام الأسد لاستعادة الشرعية دون إنهاء انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان والمشاركة بشكل هادف في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع.

أعلن رئيس مجلس الشعب حمودة صبّاغ ليل الخميس النتائج الرسمية للانتخابات وأكد فوز بشار الأسد البالغ من العمر 55 عاماً بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية بعد حصوله على 13,540,860 صوتاً، بنسبة مقدارها 95.1 بالمئة من عدد أصوات المقترعين. يشار إلى أن هذه ثاني انتخابات رئاسية تشهدها سوريا منذ اندلع النزاع في هذا البلد في 2011، وقد جرت فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، قال المبعوث الدولي الخاص الى سوريا غير بيدرسون إنّ الانتخابات الرئاسية ليست جزءا من العملية السياسية لحلّ النزاع والتي تشمل انتخابات حرة ونزيهة بدستور جديد وتدار تحت إشراف الأمم المتحدة.

في سياق منفصل، أعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، نشر 3 قاذفات طويلة المدى ذات قدرات نووية في قاعدته في سوريا، في خطوة سوف تعزز تواجد موسكو العسكري في البحر المتوسط. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ثلاث قاذفات من طراز تو- 22 مي وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية والمركز الرئيسي للعمليات الروسية في البلاد، وأفادت أن أطقم القاذفات ستقوم بسلسلة من المهام التدريبية فوق البحر المتوسط. وقاذفات توبوليف تو- 22 مي، التي أطلق عليها الناتو الاسم الرمزي "باكفاير"، بعيدة المدى أسرع من الصوت ذات محركين وقادرة على حمل أسلحة نووية ويبلغ مداها أكثر من 5000 كيلومتر.

 

  1. في الشأن الليبي

فشل ملتقى الحوار السياسي الليبي في التوصل إلى توافق بشأن القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات المقبلة، بعد يومين من النقاشات التي غلبت عليها الخلافات والاتهامات والتشكيك، وارتفعت معها احتمالات تأجيل هذا الاستحقاق الانتخابي أو إلغائه، وهوما يهدّد بتقويض عملية الانتقال السياسي التي تتولى الأمم المتحدّة تسييرها. ولم يفلح ملتقى الحوار السياسي الذي اختتم اجتماعه مساء أمس الخميس، في تجاوز نقاط الخلاف بين أعضائه حول الآليات القانونية لإجراء هذه الانتخابات، أبرزها طريقة انتخاب الرئيس سواء عبر البرلمان أو عن طريق الاقتراع المباشر من الشعب وكذلك صلاحياته، إلى جانب تباين في المواقف حول تنظيم الاستفتاء على الدستور قبل موعد الانتخابات أو إجرائها وفق قاعدة دستورية مؤقتة.

وتبعا لهذه التجاذبات التي باتت تهدّد مصير الانتخابات، وجه المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، انتقادات لاذعة لبعض الأطراف الليبية التي حاولت الخروج عن محور الاجتماعات في ملتقى الحوار السياسي المتعلق ببحث القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات. وفي خطاب له في الملتقى الذي عقد عبر تقنية الفيديو، دعا كوبيش المجلس الأعلى للدولة والبرلمان للتشاور دون تأخير حول القاعدة الدستورية للانتخابات مشيرا إلى تجاوزات ارتكبها بعض الأعضاء لأجندة الاجتماع. إلا أن الأطراف الليبية لا تزال أمام فرصة أخرى لتجاوز خلافاتها القانونية، حيث أكدّ كوبيتش أنه سيقوم بإيصال القاعدة الدستورية ومناقشات أعضاء الملتقى إلى البرلمان والمجلس الأعلى للدولة لمطالبتهم بتوضيحات دون تأخير، مشيرا إلى أنه يعتزم الدعوة إلى اجتماع مباشر لملتقى الحوار السياسي في غضون أسابيع وسيقوم بتنسيق موعده مع الأعضاء في الأيام القادمة.

إلى ذلك، وفي ظل الجدل المستمر في ليبيا حول قواعد وشروط اجراء الانتخابات المقبلة، اتهم الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، بعض الأطراف بالسعي لتعطيل الانتقال السياسي في البلاد، وعرقلة الانتخابات الرئاسية والنيابية، وقال في بيان الجمعة أن هناك من لا يريد المصالحة والانتقال السلمي للسلطات، ويريد استمرار الفوضى.

تبدو المسألة معقدة جدا، فالإخوان وحلفاؤهم طالما أصرّوا على استباق الاستحقاق الانتخابي بتنظيم استفتاء شعبي مباشر على مسودة الدستور المعيبة التي لا تخدم إلا أهدافهم، والمرفوضة من أغلب مكونات المجتمع بما في ذلك الأقليات العرقية (الأمازيغ والتبو والطوارق)، وهي مسودة تترادف مع الدستور التونسي للعام 2014 الذي انكشفت مساوئه بعد أن تم إعداده في غرف مظلمة لعب فيها الساعون لتمكين الإسلام السياسي من الحكم دورا مهما، ووجدت فيه حركة النهضة آلية لتشتيت السلطات بما يمنحها صفة الأقلية المهيمنة. الحقيقة أن ذات الأطراف الإقليمية والدولية التي تدعم إخوان تونس هي التي تدعم إخوان ليبيا، وتسعى إلى أن تضعهم في صدارة المشهد، رغم أنهم ظاهرة سياسية وإعلامية بلا سند شعبي أو اجتماعي، بل ويعتبرون كالعضو المزروع في جسد غير قابل به. وليس خافيا أن الإخوان يجيدون اللعب على أوتار مراكز نفوذ غربية مؤثرة بشعارات مزيفة عن الإسلام الديمقراطي الذي يعدون بتكريسه، وبالليبرالية الاقتصادية التي يتبنّونها، وبالعداء للقوى الدولية المنافسة لواشنطن والمشاريع الأيديولوجية المناوئة لها.

ومن خلال الدعم الغربي، نجح إخوان ليبيا في إعادة تدوير أنفسهم بعد هزيمتهم في انتخابات 2014 وانقلابهم عليها، وصولا إلى اتفاق الصخيرات الذي أدى لاحقا إلى حالة من الانقسام في البلاد، ومنح الجماعة فرصة أكبر للتغلغل في مؤسسات الدولة بطرابلس وخاصة منها المالية والاقتصادية، وفرض جسما استثنائيا من خارج الإرادة الشعبية، وهو ما يسمّى المجلس الأعلى للدولة، على أن يكون هيئة استشارية قبل أن يتجاوز دوره ليتحول إلى هيئة تشريعية منافسة لمجلس النواب المنتخب الذي انقسم بدوره عن نفسه، وعندما قررت البعثة الأممية إطلاق الحوار السياسي، أعطت للإخوان أغلبية مصطنعة قادرة على فرض رؤيتها ومواقفها، أو على الأقل الإطاحة برؤى الطرف المقابل ومواقفه. هذه الأغلبية ستحاول بكل قوتها، أن توجه جميع مؤشرات الملتقى إلى تنفيذ خطتها من خلال الآلية الدستورية للانتخابات، فإما استفتاء على مسودة الدستور سيؤدي إلى تأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد والمتفق عليه أمميا ودوليا، أو انتخابات بشروط الإسلام السياسي تستبعد الاقتراع الشعبي الحر والمباشر على رئيس الجمهورية، وذلك لسببين أولهما أن انتخاب رئيس غير مقيد بدستور سيعطيه صلاحيات مطلقة، والثاني والأهم أن لا أمل للجماعة في أن يكون الرئيس الذي سيختاره الشعب محسوبا عليها أو قريبا منها.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس خلال القتال الذي امتد 11 يوما، لا يزال كثير من سكان المدن الجنوبية في البلاد والحدودية مع قطاع غزة يعارضون الهدنة، وبحسب تقرير صحفي فإن كثير من سكان مدن الجنوب الإسرائيلي يعارضون وقف إطلاق النار ويعتبرون أن ذلك مجرد هدوء يسبق جولة جديدة من المواجهات بين جيش الدفاع والمنظمة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وخلال استطلاع أجرته القناة 12 الأسبوع الماضي، قال 72 في المئة من الإسرائيليين إنهم لا يوافقون على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ عام 2007. وقالت يولي لافي، 34 سنة، التي تعيش في مدينة أشدود وتخدم في الجيش الإسرائيلي أن الدولة قد تخلت عنا بشكل لا لبس فيه، وأضافت لقد حصل اسرائيل على وقف إطلاق النار، لكن ماذا بعد ذلك؟ من الواضح لنا جميعا أنها مسألة وقت فقط حتى الجولة التالية من المعركة!

في سياق منفصل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الاثنين، تعيين، دافيد دادي برنيع، رئيسا للموساد في مراسم تنصيب حضرها رئيس الموساد الحالي، يوسي كوهين؛ وكشف ناتانياهو بأن المهمة الأولى الملقاة على عاتق كل واحد وواحدة من الموساد هي منع إيران من التزود بسلاح نووي، قائلا أن هذه هي المهمة العليا، وأضاف أن ضمان عدم قيام نظام الملالي بوضع حد لوجود الشعب اليهودي الذي يستمر آلاف السنين، سيلزم اتخاذ قرارات شجاعة ومستقلة، مجدد التأكيد على أن دولة إسرائيل لن تسمح لإيران بالتزود بسلاح نووي.

وفي سياق متابعة حل الأزمة الأخيرة، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الاربعاء إلى العاصمة الأردنية عمان كآخر وجهة في الجولة الإقليمية التي يقوم بها حاليا بهدف ترسيخ التهدئة الهشة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة عمان، وزير الخارجية بلينكن، وأكد ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم بالقدس ومقدساتها وعدم المساس به، وحذر عبد الله الثاني من استمرار محاولات التهجير المتكررة لأهالي عدد من أحياء القدس الشرقية، مثمنا قرارات الإدارة الأميركية المتضمنة إعادة فتح القنصلية العامة بالقدس واستئناف دعم "الأونروا". كما صرح الملك بأن دور الولايات المتحدة محوري في الدفع نحو تحقيق السلام العادل الشامل على أساس حل الدولتين. من جهته، قال بلينكن متحدثا للصحافيين في عمان قادما من القاهرة، أنه أجرى حوارا مطولا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن سجل القاهرة في مجال حقوق الإنسان، وقال بلينكن إنه أثار مع السيسي أيضا مشكلة الأميركيين المحتجزين في مصر. هذا وأجرى بلينكن في القاهرة مفاوضات مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات العامة عباس كامل. وقبل عمان والقاهرة، زار بلينكن أيضا القدس ورام الله حيث أجرى مفاوضات مع كبار المسؤولين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية سامح شكري، يوم الأحد وزير خارجية إسرائيل غابي أشكنازي في قصر التحرير، وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الزيارة تأتي في إطار تواصل مصر مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن الوزير شكري أكد خلال اللقاء على ضرورة البناء على إعلان وقف إطلاق النار عبر التوقف عن كافة الممارسات التي تؤدي إلى توتير الأوضاع وتصعيد المواجهات خاصة بالأراضي الفلسطينية، وضرورة مراعاة الحساسية الخاصة المرتبطة بالقدس الشرقية والمسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية. كما أعرب شكري عن أهمية التحرك خلال الفترة المقبلة لاتخاذ مزيد من التدابير التي تهدف إلى تعزيز التهدئة وتوفير الظروف اللازمة لخلق مناخ مواتٍ لإحياء المسار السياسي المنشود وإطلاق مفاوضات جادة وبنّاءة بين الجانبين بشكل عاجل. وأعاد وزير الخارجية التأكيد على موقف مصر الثابت من أن التوصل إلى حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم والأمن والاستقرار المنشوديّن في المنطقة، مؤكدًا حق الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره عبر إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 استنادًا إلى المرجعيات الدولية ذات الصلة، ومشيرًا إلى أن القاهرة ستواصل مساعيها واتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية سعيًا نحو تحقيق تلك الغاية. واختتم حافظ تصريحاته بالإشارة إلى أن الوزيرين بحثا كذلك سبل العمل على تسهيل عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل عاجل خلال المرحلة المُقبلة. كما اتفقا على مواصلة التشاور بين البلدين والسلطة الوطنية الفلسطينية من أجل بحث كيفية الخروج من الجمود الحالي في مسار السلام.

وفي تطور ملحوظ في الساعات الأخيرة، أعلن زعيم حزب "يمينا" اليميني الإسرائيلي، نفتالي بينيت، منافس رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، ليل الأحد، أنه سيعمل على ضم زعيم المعارضة، يائير لابيد، لتشكيل حكومة وحدة في إسرائيل. واعتبر بينيت، في كلمة ألقاها، أنه لا فرصة لتشكيل حكومة يمينية في إسرائيل، معلناً أنه مصمم على بذل كل الجهود الممكنة من أجل تشكيل حكومة وحدة مع صديقي، يائير لابيد، لانقاذ البلاد بمشيئة الرب ونعيد إسرائيل إلى المسار الصحيح. وشدد بينيت على أن كل الأحزاب مدعوة للدخول في تشكيل الحكومة، وموضحا أن الجميع أمام خيارين إما إقامة حكومة وحدة أو التوجه إلى انتخابات خامسة. ومن الممكن أن يسمح قرار بينيت-للابيد بتشكيل ائتلاف من قوى يمينية ووسطية ويسارية ما سيؤدي إلى الإطاحة بعهد نتنياهو كزعيم لإسرائيل والذي يستمر منذ العام 1999، ويتزعم لابيد حزب "يش أتيد" ("هناك مستقبل") الوسطي الذي احتل المركز الثاني في الانتخابات الماضية بعد حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

كشف مؤثرون أوروبيون تلقيهم عروضا مالية لثني ملايين الأشخاص من متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي عن تلقي لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة فايزر، وجاءت العروض من قبل وكالة مشبوهة يعتقد المسؤولون الفرنسيون أنها مرتبطة بروسيا. وقد نقل عن مؤثرين القول إن الوكالة اتصلت بهم عبر الإنترنت وطلبت منهم إخبار المتابعين أن لقاح فايزر خطير ويتسبب بحصول وفيات أكثر من تلك التي يسببها لقاح أسترازينيكا.

أحد هؤلاء الموثرين هو اليوتيوبر الفرنسي ليو غراسيت، الذي أكد على تويتر الاثنين تلقيه عرضا غريبا، يتمثل في الطلب منه إخبار متابعيه ما نصه أن وسائل الإعلام الرئيسية تتجاهل حقيقة ربط اللقاح بارتفاع عدد الوفيات، وأشار غراسيت إلى أن الوكالة التي اتصلت أبلغته أن لديها ميزانية هائلة وأنه إذا أراد العمل معهم فسيتعين عليه عدم ذكر أية تفاصيل تتعلق بهم، وفي ختام تغريدته حذر غراسيت متابعيه وباقي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من وجود محاولات لاستغلال الشخصيات المؤثرة من قبل جهات تحاول خلق شكوك حول اللقاح.

وذكرت المعلومات أن سلطات مكافحة التجسس الفرنسية فتحت تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت الحكومة الروسية هي التي دبرت ذلك، في حين لم يصدر اية تأكيدات من الجهات الرسمية الفرنسية.

وتفيد بعض المصادر إن تحقيقاتها توصلت إلى أن الجهة التي أرسلت الطلب للمؤثرين هي وكالة علاقات عامة معروفة باسم "Fazza" تزعم أن مقرها لندن، على الرغم من عدم وجود سجل يوضح أنها مسجلة هناك، هذا وتصف الوكالة نفسها على موقعها على الإنترنت بأنها "منصة تسويق مؤثر" ولكنها لا تقدم تفاصيل تتعلق بكيفية الاتصال بها.

وفي وقت لاحق أخبر غراسيت متابعيه على تويتر أن أولئك الذين ادعوا أنهم يعملون في الشركة جميعهم لديهم روابط بروسيا، وكتب أن الملفات الشخصية المهنية لأولئك المعنيين قد اختفت منذ ذلك الحين من منصة "لينكدين".

وقال مؤثرون آخرون، بمن فيهم الصحفي الألماني ميركو دروتشمان، الذي لديه ما يقرب من 1.5 مليون مشترك على يوتيوب، إنهم تلقوا طلبات لتشويه سمعة لقاح فايزر، وأخبر دروتشمان متابعيه أن الرئيس التنفيذي للشركة يبدو أنه يتخذ من موسكو مقرا له، لكنه لم يذكر اسم الشركة أو الأشخاص الذين اتصلوا به.

وفي سياق متصل، أقرت المخابرات الأميركية، الخميس، أن لدى وكالاتها نظريتين بخصوص منشأ فيروس كورونا، حيث ترى وكالتان أنه ظهر بشكل طبيعي نتيجة المخالطة بين بشر وحيوانات مصابة بينما ترى وكالة ثالثة احتمال وقوع حادث في مختبر كان مصدراً للجائحة العالمية. ولم يحدد بيان مكتب مدير المخابرات الوطنية أي وكالتين من بين 17 وكالة تشكل مجتمع المخابرات الأميركية تعتقدان أن الفيروس نشأ في حيوانات مصابة وأي جهاز يعتقد أنه نشأ من حادث في مختبر. إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة الخميس منظمة الصحة العالمية إلى إجراء مرحلة ثانية من تحقيقها في منشأ فيروس كورونا مع منح خبراء مستقلين حرية الوصول الكامل إلى البيانات الأصلية والعينات الأولية في الصين.

على صعيد آخر، أعلن فريق بحثي من جامعة غريفيت الأسترالية عن طريقة علاج واعدة قد تحدث اختراقاً حقيقاً في علاج وباء كوفيد-19 الناجم عن فايروس كورونا المستجّد، ما قد يحدث الفارق في مكافحة الوباء الذي ارتقى إلى مستوى الجائحة منذ أكثر من عام، وذلك إلى جانب حملات التطعيم الجارية عالميا، وطريقة العلاج المتطوّرة هذه ضد مرض كورونا المستجد (كوفيد-19)، أثبتت التجارب فاعليتها بنسبة 99.9%، لكن سيحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت حتى يتم اعتماده، والتقديرات تتحدث عن العام 2023. طريقة العلاج هذه تمّ نشر تفاصيلها في مجلة «Molecular Therapy» الطبيّة، ووفق التقرير فإنها تعتمد على «الجسيمات النانوية الخفية» وتقنية الحمض النووي الريبوزي لإسكات الجينات، والتي تسمى الحمض النووي الريبوزي متناهي الصغر (siRNA). وهي قادرة على مهاجمة جينوم الفايروس مباشرة ومنعه من التكاثر، وبالتالي كبح حمولته وخطورته الفيروسية.

ووفقاً للتجارب التي أجريت على الفئران، فإن الجسيمات النانوية الخفية أسكتت الحمولة الفيروسية في أعداد كبيرة من خلايا الرئة. وتمّ تصميم العلاج بحيث يعمل مع جميع الفيروسات التاجية مثل فيروس SARS الأصلي (SARS-CoV-1) وSARS-CoV-2 وجميع المتغيرات الجديدة التي يمكن أن تظهر في المستقبل، لكونه يستهدف المناطق المحفوظة في جينوم الفايروس، كما أوضح البروفيسور كيفين موريس من جامعة غريفيث. إضافة إلى ذلك، لقد ثبت أن هذه الجسيمات النانوية مستقرة عند 4 درجات مئوية لمدة 12 شهراً وفي درجة حرارة الغرفة لأكثر من شهر، مما يعني أنه يمكن استخدام هذا العامل جيدًا في البيئات فقيرة الموارد لعلاج المرضى المصابين. كما أن الجسيمات النانوية غير مكلفة نسبياً لإنتاجها بكميات كبيرة.

في سياق تطور الوباء، سجل العالم لغاية ليل الاحد اكثر من 170.882 مليون إصابة بـCovid-19 من بينها 14.218 مليون حالة تحت العناية الفائقة، كما سُجّل اكثر من 3.553 مليون حالة وفاة.

أما في لبنان، وبعد تراجع كبير في أعداد الاصابات والوفيات (145 إصابة و5 وفيات يوم الأحد)، أصبح العدد التراكمي للمصابين 540.277 إصابة وللمتوفين 7723 حالة وفاة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أعلن البيت الابيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 16 حزيران/يونيو في مدينة جنيف السويسرية، ويأتي هذا الاجتماع الأول بين الرئيسين منذ تولي بايدن الرئاسة وسط توتر حاد بين واشنطن وموسكو على خلفية تبادل عقوبات واتهامات، وسيتم هذا الاجتماع على هامش اجتماعات قادة مجموعة السبع وحلف شمال الاطلسي الذين يسعون إلى تشكيل جبهة واحدة ضد موسكو. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان مقتضب إن الرئيسين سيبحثان مروحة من القضايا الملحة، في وقت نأمل بجعل العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر استقرارا؛ كما أفاد مصدر أمريكي أن ثمة حرصا كبيرا على الا يكون اللقاء مع فلاديمير بوتين بمثابة مكافأة للاخير بل أن يشكل الوسيلة الاكثر فاعلية لادارة العلاقات بين البلدين، علما بانها صعبة وستظل كذلك. ويتزامن إعلان انعقاد هذه القمة مع قول المعارض الروسي المسجون اليكسي نافالني إنه مستهدف بثلاثة تحقيقات جنائية مع تكثيف الضغط منذ اسابيع عدة على حركته وانصاره، ولمناسبة هذا الاجتماع، يعتزم الرئيس الأمريكي خصوصا إثارة قضية بيلاروسيا ونظامها برئاسة الكسندر لوكاشنكو وخصوصا أن موسكو هي داعمها الأكبر. كذلك، أوضح البيت الأبيض أن جدول أعمال القمة يتضمن قضية مراقبة الأسلحة النووية، وسيبحث الرئيسان أيضا ملفي ايران وكوريا الشمالية النوويين إضافة الى قضية القطب الشمالي والتبدل المناخي وصولا الى الازمة السورية.

في ملف المفاوضات مع ايران، لا يكف الجمهوريون في مجلس الشيوخ عن بذل الجهود من أجل منع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من تخفيف العقوبات على إيران والعودة إلى الاتفاق النووي. وفي جديد محاولاتهم هذه، قدم السيناتور رون جونسون، بالإضافة إلى كل من جيمس ريش وتيد كروز وماركو روبيو وجون براسو تعديلا، يفرض على إدارة بايدن تقديم أي اتفاق نووي مع إيران بشكل معاهدة يصوت عليها مجلس الشيوخ. وسيضع هذا المشروع إذا تم تمريره، عقبة كبيرة أمام فريق بايدن الساعي للعودة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران، فمع تقدم المفاوضات في فيينا بين طهران والدول الأوروبية، سيمنع هذا المشروع الإدارة الأميركية من توقيع أي اتفاق جديد دون موافقة مجلس الشيوخ، كما سيحول دون رفع العقوبات الاقتصادية القاسية عن إيران من جانب واحد، إذ ينص على أنه لا يجوز للرئيس التنازل عن العقوبات أو تعليقها أو تقليصها أو تقييد تطبيقها بأي طريقة، دون تصديق الكونغرس. ويعتبر هذا الإجراء من بين أولى المحاولات الملموسة لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أجل منع العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.

في سياق منفصل، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي الجمعة أنها قررت عدم العودة إلى معاهدة الأجواء المفتوحة التي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرة إلى أن روسيا انتهكتها. وأفاد ناطق باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تأسف لتقويض انتهاكات روسيا معاهدة الأجواء المفتوحة، مضيفا أنه في ختام مراجعتها للمعاهدة، لا تنوي الولايات المتحدة بالتالي السعي للعودة إليها، نظرا لإخفاق روسيا في اتّخاذ أي خطوات لمعاودة الامتثال بها، كما أن سلوكيات روسيا، بما في ذلك خطواتها الأخيرة في ما يتعلّق بأوكرانيا، لا تعد سلوكيات شريك ملتزم ببناء الثقة.

وكان من المفترض أن تبني الاتفاقية التي تم توقيعها في أعقاب الحرب الباردة الثقة عبر السماح للقوتين والأطراف المتحالفة معهما بمراقبة المجال الجوي لبعضها البعض، وقد وانسحب ترامب منها في تشرين الثاني/نوفمبر، مرجعا الأمر إلى انتهاكها من قبل موسكو.

ويشار إلى أن موسكو كانت قد أعلنت في منتصف كانون الثاني/يناير أنها ستنسحب من المعاهدة، مشيرة إلى عدم تحقيق تقدّم في ما يتعلّق بإنجاحها في ضوء انسحاب واشنطن، وصوّت النواب الروس في 19 أيار/مايو لصالح انسحاب موسكو منها، لكن حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكدت أنها على استعداد للالتزام بالاتفاق في حال اقترح الأمريكيون حلا بنّاء.

وتم التوقيع على معاهدة الأجواء المفتوحة عام 1992 بعد وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفياتي ودخلت حيّز التطبيق في 2002، وقد سمحت المعاهدة لكافة الدول الموقّعة عليها تقريبا وعددها نحو 30 بتسيير رحلات جوية فوق اراضي بعضها البعض لمراقبة أي عمليات عسكرية محتملة، وتنضوي فيها دول أوروبية والاتحاد السوفياتي سابقا وكندا.

 

  1. في الشأن العراقي

بعد التوتر الذي شهدته العاصمة العراقية الأربعاء، أكد قاسم الأعرجي مستشار الأمن الوطني، استمرار اعتقال القيادي في الحشد قاسم مصلح على خلفية اتهامه باغتيال ناشطين، ونفى ما تردد عن الإفراج عن قائد ميليشيات الحشد في الأنبار، مؤكدا أن الموقوف في عهدة العمليات المشتركة وأنه تم تشكيل لجنة تحقيق لتتولى التحقيق معه، على أن يبقى للقضاء الكلمة الفصل. في المقابل، قال معاون رئيس أركان هيئة الحشد أبو علي الكوفي، في تصريحات تلفزيونية  انهم في "الحشد" لن يسمحوا لأحد بالمساس بهم، وانه سيطلق سراح القيادي قاسم مصلح. وتدفقت التنديدات الدولية من الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية الأخرى في بغداد، منتقدة محاولة تلك الميليشيات الاستعراض بالسلاح، في محاولة لتخطي القانون وسلطة الدولة. فقد أغلقت المنطقة الخضراء وسط العاصمة بالكامل، بسبب تهديدات الميليشيات التي حاولت الانتشار على مداخلها، ما أثار مخاوف من تفاقم الوضع، إلا أن قوات مكافحة الإرهاب عادت وانتشرت داخل المنطقة الخضراء، فيما انتشر الجيش العراقي في مناطق أخرى في العاصمة وقطع بعض الطرقات.

يذكر أنه رغم أن هذه المرة الأولى التي يجري فيها توقيف قيادي من هذا المستوى في الحشد، إلا أن استعراض القوة الذي تلاها كشف بحسب خبراء ومراقبين مدى جنوح تلك الميليشيات إلى التفلت، ومحاولتها تخطي القانون، وتشكيل تحد كبير لسلطة الدولة، كما أعطى إشارات على صحة بعض الاتهامات التي سيقت ضد تلك الفصائل والميليشيات حول إمكانية تورطها باغتيال ناشطين في البلاد على مدى السنتين الماضيتين.

وفي ظل الهدوء الحذر الذي سيطر منذ صباح يوم الجمعة، على العاصمة العراقية، وسط انتشار للقوات الخاصة، أطلت ثانية "خلايا الكاتيوشا"، فقد أعلنت خلية الإعلام الأمني ضبط منصة محلية الصنع، جنوب غرب بغداد، كانت ستستهدف أحد المقرات المهمة وسط العاصمة. كما أوضحت في بيان أن المنصة المضبوطة كانت تحتوي على 3 صواريخ كاتيوشا معدة للإطلاق، لافتة إلى أن القوات الأمنية في الفرقة الثانية، شرطة اتحادية، تمكنت استنادا إلى معلومات من أحد مصادرها من كشف تلك العملية، ومنع حصولها.

 

  1. في الشأن اليمني

أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، الأربعاء، أنها أحبطت هجوما بريا وبحريا وشيكا لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في مدينة الحديدة، استهدف عزل المناطق المحررة جنوب المدينة. ونقل الإعلام العسكري للقوات المشتركة عن مصدر عسكري، أن الميليشيا الحوثية حاولت استغلال إجازة عيد الفطر، ورتبت لهجوم واسع على مواقع القوات المشتركة في حي منظر بمدينة الحديدة إلا أن القوات المشتركة المرابطة في قطاع منطقة منظر أحبطت الهجوم. وأكد المصدر أن خطة هجوم ميليشيات الحوثي على منطقة حي المنظر التي تم إحباطها تعد انتهاكا خطيرا لاتفاق السويد ومؤشر عن اتجاه الميليشيا لاختراق الاتفاق في أي وقت بهدف تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض.

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك خلال لقائه يوم الجمعة، المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي على ضرورة الضغط على إيران من أجل وقف دعمها العسكري لميليشيات الحوثي. وخلال اللقاء الذي بحث عبر تقنية الاتصال المرئي، التدخلات الإيرانية ودورها المزعزع في المنطقة، أكد الوزير اليمني أن استمرار دعم إيران للحوثيين عسكريا هو سبب إطالة الحرب في البلاد. كما أوضح أن طهران لعبت خلال السنوات الماضية دوراً سلبياً جداً في اليمن من خلال توظيفها للميليشيات الحوثية لتنفيذ أجندتها الرامية لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية، وأشار إلى أن التدخلات الإيرانية لا تقتصر على زعزعة استقرار البلاد، ومفاقمة الأزمات الإنسانية، بل تحول أيضاً الأراضي اليمنية إلى منصة لابتزاز دول الجوار وتهديد الأمن والسلم الدوليين.

 

  1. في الشأن المصري

بوتيرة متسارعة، تتطور العلاقات العسكرية بين السودان ومصر فيما يشبه الشراكة بين جارتين تواجهان تحديات إقليمية متشابهة، أبرزها سد "النهضة" الإثيوبي، على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل. فلم تمضِ سوى أشهر على تدريبات عسكرية جوية مشتركة، كانت الأولى بين البلدين، حتى يبدأ الجيشان مناورات برية وجوية جديدة، تحت اسم "حماة النيل 1"، وهذه الخطوات العسكرية المتناسقة بين البلدين العربيين تثير، بحسب متابعين، تساؤلات بشأن توقيتها، في ظل تطابق موقفهما تجاه سد "النهضة". والسبت الماضي، أعلن الجيش السوداني، في بيان، عن تمرين "حماة النيل" مع نظيره المصري، بين 26 و31 مايو الجاري، وفي اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، وصول قوات برية وبحرية وجوية مصرية (لم يحدد عددها) إلى السودان، للمشاركة في التمرين المشترك "حماة النيل". وقد أضاف، في بيان، أن التمرين يعد استمرارا لسلسلة التدريبات السابقة نسور النيل 1و2 في نوفمبر 2020، وأبريل 2021.

في سياق منفصل، وفيما تستمر المساعي الدولية والعربية من أجل التوصل إلى تثبيت للهدنة، بعد أن دخل وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي (22 مايو) حيز التنفيذ، أفادت مصادر خاصة الجمعة، أن وفدا مصريا رفيع المستوى وصل إلى غزة عبر معبر بيت حانو، في ثالث زيارة له منذ وقف النار، وأضافت المعلومات أن الوفد سيلتقي عددا من قيادات الفصائل الفلسطينية، لمناقشة نتائج المباحثات التي جرت سابقا مع الجانب الأميركي بشأن الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية عامة، كما سيحاول حل النقاط العالقة بشأن ملف إعادة الإعمار وتثبيت الهدنة بين حركة حماس والجهاد وإسرائيل. إلى ذلك، سيبحث الوفد المصري ترتيبات استضافة الفصائل الفلسطينية في القاهرة ومحاور اللقاءات، حيث سيعرض مسودة بنود هدنة أشمل.

وفي السياق، أفاد مصدر فلسطيني مطلع بأن رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل سيصل منتصف الأسبوع القادم إلى غزة للقاء الفصائل الفلسطينية، وتثبيت وقف إطلاق النار، فضلا عن الاطلاع على الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب الأخيرة.

 

أزمة سد النهضة

أبدى السودان، يوم الثلاثاء، قلقه من بدء إثيوبيا فعلياً الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق، وجاء ذلك في إحاطة محدودة لرئيس وفد التفاوض السوداني في ملف سد النهضة الإثيوبي، مصطفى حسين الزبير، حيث أضاف أن إثيوبيا بدأت في الملء الثاني، مما يشكل أول مخالفة، متوقعاً أن يكتمل الملء الثاني نهائياً في يوليو وأغسطس المقبلين، ومتوقعا ايضا أن لا توقع إثيوبيا على أي اتفاق حول الملء الثاني، نسبة لأوضاعها الداخلية المتعلقة بالانتخابات والحرب في إقليم تيغراي، ومضيفا انه لابد من وجود ضمانات دولية في التفاوض بسبب التعنت الإثيوبي.

والأحد الماضي، أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري المصري، أن مفاوضات سد النهضة متوقفة والولايات المتحدة لم تتقدم حتى الآن بأي مقترح لحل أزمة سد النهضة، وصرّح إن القاهرة لن تقبل بحدوث أزمة مائية في البلاد، وأي تصرف أحادي الجانب وغير قانوني من إثيوبيا.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الثلاثاء، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، لمناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها بما يخدم تطلعات الدولتين، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر بأن وزير الخارجية القطري نقل إلى السيسي رسالة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، تضمنت توجيه الدعوة إلى الرئيس المصري لزيارة الدوحة، والإعراب عن التطلع لتعزيز التباحث بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية. في سياق متصل، أوضح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أنه تم اليوم اختتام جولة جديدة من اجتماعات اللجنة القانونية ولجنة المتابعة المصرية القطرية المعنية بمتابعة التزامات البلدين في إطار "بيان العُلا"، حيث واصل الوفدان بحث المسائل العالقة والاتفاق على دورية انعقاد اللجنتين لحين الانتهاء من إنهاء كافة القضايا العالقة، هذا بعد لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير خارجية قطر.

في سياق منفصل، أكد الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، أن أسطوله البحري المتواجد في الخليج سيستمر في تعزيز أمن الملاحة الدولية، وقال قائد العملية البحرية الأوروبية في الخليج، أندير فرييس، إن الأسطول الذي يعمل في مضيق هرمز وخليج عمان وبحر العرب، يعزز أمن الملاحة الدولية استنادا إلى قانون البحار، كما أضاف أن هذا الأسطول في مضيق هرمز يوفر الضمانات الأمنية وفق مقتضيات القانون الدولي.

 

  1. في الشأن الأوروبي

قرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات التابعة لشركات الطيران في بيلاروسيا، ردا على تحويل مسار طائرة إلى مينسك لاعتقال صحفي معارض، وفي اجتماع انعقد في بروكسل يوم الاربعاء، اتفق زعماء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على منع شركات الطيران في التكتل من استخدام المجال الجوي لبيلاروسيا، متعهدين بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها.  

وفي هذا السياق، أعلنت ليتوانيا الجمعة أنها قررت طرد دبلوماسيَّين بيلاروسيَّين لقيامهما بأنشطة لا تتوافق مع وضعهما كدبلوماسيين ، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية، وكتب وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندزبيرغس في تغريدة على تويتر انه طلب من عنصري استخبارات بيلاروسيين يعملان تحت غطاء دبلوماسي مغادرة ليتوانيا. وعلى صعيد متصل، أغلقت إستونيا الخميس مجالها الجوي أمام الطائرات البيلاروسية.

في سياق منفصل، أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الخميس تمديد عقوباته المفروضة على سوريا منذ 2011 لعام إضافي، بالتزامن مع إجراء سوريا انتخابات رئاسية محسومة سلفا لصالح الرئيس بشار الأسد، وقال مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان إنه مدد الإجراءات التقييدية المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي على النظام السوري لعام إضافي، حتى 1 يونيو 2022، في ظل استمرار قمع السكان المدنيين في البلاد. كما أوضح في بيانه أن العقوبات تستهدف حاليا 283 شخصية تم تجميد أصولها في أراضي الاتحاد الأوروبي، ومنع سفرها إلى دول التكتل، و70 كيانا تتعرض لتجميد الأصول، مضيفا أن هذه الإجراءات تستهدف كذلك شركات رجال أعمال بارزين يستفيدون من علاقاتهم مع النظام واقتصاد الحرب. إلى ذلك، اعتبر الاتحاد أن ما يدعى بالانتخابات الرئاسية في سوريا، لم تتضمن أيا من قواعد الديمقراطية، ولن تساهم في حل الأزمة بل ستقوضها.

وكان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل قد أفاد، بأنه يجب إجراء الانتخابات في سوريا في إطار عملية سياسية حقيقية وفق القرار الأممي 2254، مؤكدا أن الانتخابات لن تكون موثوقة إلا إذا شارك فيها جميع السوريين، بما فيهم النازحون واللاجئون في دول الشتات، في منافسة حرة ونزيهة وسط بيئة آمنة ومحايدة، مشددا على أن هذه الانتخابات تقوض مساعي الحل في سوريا.

 

أزمة شرق المتوسط

في خطوة يمكن أن تؤجج من جديد الأزمة، أعلن وزير الطاقة التركي، فاتح دونميز، اليوم الاثنين، أن بلاده يمكن أن تحفر المزيد من الآبار في إطار تنقيبها عن الغاز في شرق البحر المتوسط، وهي المنطقة التي أثارت عمليات البحث والتنقيب التركية فيها خلافاً مع اليونان وقبرص العام الماضي. وذكر دونميز أن تركيا فتحت بالفعل ثماني آبار تنقيب في المنطقة، مضيفاً أنه على الرغم من وجود آثار غاز طبيعي فإنه لا يوجد اكتشاف له أهمية اقتصادية، كما مضى قائلاً في تصريحات لقناة تلفزيونية تركية أن الخبراء الاتراك يفحصون البيانات بعد كل تنقيب في ضوء البيانات التي تم جمعها في السابق، ويمكن أن نقوم بعدة عمليات حفر أخرى بالقرب من الآبار التي وجدنا فيها آثاراً للغاز.

  1. في الشأن التركي.

تراجعت الليرة التركية، الجمعة، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، متأثرة بمخاوف من ارتفاع التضخم على مستوى العالم، والتوقعات على المستوى المحلي، بأنّ البنك المركزي سيخفّض أسعار الفائدة قريباً، وذلك إلى جانب ظهور مخاوف بشأن انتخابات مبكرة محتملة. وقد انخفضت الليرة 16 في المئة منذ منتصف آذار بعدما أقال الرئيس رجب طيب إردوغان رئيس البنك المركزي بشكل مفاجئ وعيّن مكانه آخر اشتهر في السابق بانتقاده لرفع أسعار الفائدة في الآونة الأخيرة، وأظهرت بيانات من معهد الإحصاءات التركي اليوم، أنّ عجز التجارة الخارجية لتركيا تراجع 33.2 في المئة على أساس سنوي في نيسان إلى 3.058 مليارات دولار وفقاً لنظام التجارة العام.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في قصر بسمان الزاهر، الخميس، مباحثات مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتناولت المباحثات العلاقات الأخوية بين البلدين، والتطورات في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتصعيد الإسرائيلي الأخير.

وأكد ولي عهد أبوظبي والعاهل الأردني أهمية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والحفاظ عليه، مشددين على ضرورة العمل على المستويين الإقليمي والدولي، خلال الفترة المقبلة، لتحريك عملية السلام ودفعها إلى الأمام.

وفي سياق منفصل، أدانت حكومة الامارات محاولات ميليشيات الحوثي استهداف مدنيين وأعيان مدنية المستمرة في السعودية ومن خلال طائرة مفخخة يوم الجمعة وحثت المجتمع الدولي على اتخاذ موقف فوري وحاسم لوقف اعتداءات الحوثيين على السعودية.

 

  1. في الشأن السعودي

أعلن تحالف "دعم الشرعية" في اليمن، الاثنين إحباط عملية هجوم عدائي وشيك بزورق مفخخ من قبل المليشيا الحوثية جنوب البحر الأحمر، ولاحقا أعلن عن اكتشاف وتدمير لغم بحري إيراني الصنع جنوبي البحر الأحمر زرعته المليشيا الحوثية . وفجر السبت، أعلن التحالف أن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت طائرة بدون طيار (مفخخة) أطلقتها المليشيا الحوثية تجاه خميس مشيط جنوب السعودية، وأكد استمرار الميليشيات الإرهابية بمحاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية. وقبل أيام، أعلن الدفاع المدني السعودي، عن سقوط مقذوفات أطلقتها ميليشيا الحوثي من اليمن باتجاه جازان دون وقوع إصابات. إلى ذلك، أحبط التحالف العربي بقيادة السعودية ظهر السبت هجوماً حاولت ميليشيا الحوثي تنفيذه في جنوب البحر الأحمر، وأكد التحالف وفق بيان له أنه دمر زورقين مفخخين مسيرين تابعين للحوثيين قبالة ميناء الصليف في محافظة الحديدة غرب اليمن، قبل تنفيذ الهجوم، محملاً “أنصار الله” المسؤولية عن تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية.

في سياق منفصل، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الخميس، العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، واستعرض الطرفان عبر اتصال هاتفي أوجه التعاون بشأن التحديات الإقليمية والدولية. بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن الوزيرين أعربا عن دعمهما لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والأطراف الأخرى في غزة، وناقشا الجهود المبذولة للحد من مخاطر اندلاع المزيد من التصعيد.

 

  1. في الشأن الروسي

خلال موجز صحفي اليوم الأربعاء علقت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، على تصريحات وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي دعا مؤخرا إلى فرض عقوبات على مشروع "السيل الشمالي 2" وأنبوب "يامال - أوروبا" (الذي يجلب لبيلاروس عائدات مالية مقابل نقل الغاز الروسي عبر أراضيها)، وذلك على خلفية إرغام الطائرة التابعة لشركة "رايان إير" الإيرلندية الهبوط في مطار العاصمة البيلاروسية مينسك يوم الأحد الماضي. وقالت زاخاروفا: "اطلعنا على تصريحات وزير الخارجية البريطاني، حيث قيم حادث هبوط الطائرة في مطار مينسك يوم 23 مايو. لم تكن هذه التصريحات مفاجئة على الإطلاق.. ذاك هو المنطق البريطاني الشهير ونمط تفكير لندن الرسمية، ولا يسعنا سوى أن نكرر مرة أخرى أن السياسة الخارجية البريطانية لا تتصف بعقلانية على مدار العقود الأخيرة من الزمن"، ووفقا للمتحدثة فقد أصبحت سياسة لندن الخارجية رهينة في أيدي وكلاء المؤسسة السياسية البريطانية المهووسين بكراهية روسيا. وختمت زاخاروفا بالقول: "إن كل هذه الهجمات تضعف للأسف أصوات السياسيين الذين يدعون إلى حوار براغماتي مع موسكو.. وأود أن أذكر مرة أخرى بأن كل الخطوات غير الودية إزاء موسكو قد لقيت وستلقى لا محالة ردا مناسبا قاسيا. وفي هذا الحال سيتحمل مؤججو المواجهة كامل المسؤولية عن عواقب ذلك بالنسبة للعلاقات الثنائية".

إلى ذلك، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية الجمعة أن الاتحاد الأوروبي، بتوصيته شركات الطيران تجنب دخول الأجواء البيلاروسية تصرف بطريقة غير مسؤولة ما يعرض سلامة المسافرين للخطر، وأوضحت الناطقة ماريا زاخاروفا إن تغيير مسار مئات الرحلات يتسبب بمشاكل هائلة للمواطنين!

وفي هذا السياق، رفضت روسيا فتح مجالها الجوي أمام طائرات تابعة لشركتي طيران أوروبيتين لتجنبها التحليق فوق بيلاروسيا في طريقها إلى موسكو، واضطرت كل من الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية النمساوية إلى إلغاء رحلات جوية أمام الاعتراض الروسي.

في سياق منفصل، أفادت محكمة روسية، الثلاثاء، إنها فرضت غرامات مالية على عملاقي التكنولوجيا الأميركيين غوغل وفيسبوك، بسبب فشلهما في حذف محتوى تعتبره موسكو غير قانوني، في أحدث تطور في مواجهة متصاعدة بين روسيا وشركات التكنولوجيا الكبرى، وفي إجراء عقابي، أبطأت روسيا بالفعل شبكة تويتر الأميركية للتواصل الاجتماعي لعدم حذفها محتوى محظور، وذلك في إطار مسعى موسكو لكبح شركات التكنولوجيا الغربية، وتعزيز ما تسميه "سيادتها" على الإنترنت. وقالت محكمة تاجانسكي الجزئية في موسكو إنها فرضت غرامة 26 مليون روبل (353 ألف و890 دولارا) فيما يتعلق بثماني اتهامات منفصلة، في حين أمرت غوغل بدفع ما إجماليه ستة ملايين روبل عن ثلاث مخالفات مختلفة، وأضافت المحكمة أن الشبكتين كلتيهما أُدينتا بمخالفات إدارية. وقد امتنعت "غوغل روسيا" عن التعقيب، فيما لم ترد فيسبوك حتى الآن على طلب آخر للتعقيب.

على صعيد آخر، عادت المجموعة الروسية المدعومة من الدولة التي تقف وراء حملة قرصنة ضخمة تم الكشف عنها العام الماضي بسلسلة هجمات على وكالات حكومية أميركية ومراكز فكر واستشاريين ومنظمات أخرى، وفق مسؤولين وباحثين. وأفاد تحديث أمني من شركة "مايكروسوفت" نشر في وقت متأخر من يوم الخميس، بأن المجموعة المعروفة باسم "نوبليوم" صعدت هجماتها، لا سيما تلك التي تستهدف الوكالات الحكومية الأميركية المشاركة في السياسة الخارجية كجزء من جهود جمع المعلومات الاستخباراتية، بحسب ما أورت صحيفة "ذا موسكو تايمز" الإلكترونية المستقلة، والتي تتخذ من العاصمة الروسية مقراً لها. ونشرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة للحكومة الأميركية رابطاً لتحديث "مايكروسوفت" وحضت مسؤولي شبكات الكمبيوتر على تطبيق إجراءات التخفيف الضرورية، وقالت "مايكروسوفت" إنها اكتشفت حملة معقدة وواسعة النطاق كانت ترسل رسائل بريد إلكتروني تقدم برامج ضارة وتمكن المتسللين من الحصول على بيانات محمية من الضحايا. وفي السياق، قال نائب رئيس "مايكروسوفت"، توم بيرت، في إحدى المدونات، إن هذه الموجة من الهجمات استهدفت 3000 حساب بريد إلكتروني تقريباً في أكثر من 150 منظمة مختلفة.

 

  1. في الشأن الأوكراني

صرح مندوب أوكرانيا الدائم لدى مجموعة الاتصال حول دونباس، ليونيد كرافتشوك، أنه لم يعد من الممكن أن تكون مينسك منصة للمفاوضات حول التسوية في دونباس، وقال كرافتشوك في في تصريح صحفي يوم الأربعاء انه لن تكون لدينا رحلات جوية إلى بيلاروس، ولن يكون بإمكاننا الوصول إلى هناك، مضيفاً أن ذلك يعني ومع الأخذ بعين الاعتبار الوضع القائم والسلوك الديكتاتوري الذي يظهره الرئيس المعلن من جانب واحد لبيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، انه من الواضح أننا لن نستطيع حتى النظر في موضوع موقع المناقشة أي منصة مينسك، وسنبحث بالتأكيد عن موقع جديد.  

في سياق منفصل، قررت الحكومة الأوكرانية إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطائرات المسجلة في بيلاروسيا، اعتبارا من يوم السبت، ويأتي القرار على خلفية حادث إجبار السلطات في بيلاروسيا طائرة ركاب تابعة لشركة "ريان إير" الإيرلندية، التي كانت في طريقها من اليونان إلى ليتوانيا، على الهبوط في مينسك، باستخدام طائرة مقاتلة، يوم الأحد الماضي.

 

  1. في الشأن الايراني

اتفقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران، على تمديد اتفاق يتيح مراقبة أنشطة طهران النووية لمدة شهر إضافي، وفق ما أعلنت الهيئة التابعة للأمم المتحدة. وقال المدير العام بالوكالة، رافايل غروسي، الاثنين للصحافيين إن المعدات وعملية التحقق وأنشطة المراقبة التي اتفقنا عليها ستبقى على حالها لمدة شهر حتى 24 حزيران 2021، كما نقل موقع اعتماد الالكتروني الإيراني عن مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله إن طهران قررت تمديد اتفاق المراقبة مع الوكالة لمدة شهر. وفي السياق، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن ايران لن تعود عن خطواتها النووية ما لم ترفع العقوبات بشكل مؤثر، ومشيراً إلى أن طهران لن تسمح بتحول محادثات فيينا إلى مفاوضات استنزاف.

ومع استمرار الجولة الخامسة من المحادثات النووية في العاصمة النمساوية بين دول 4+1 وإيران، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، يوم الجمعة أميركا وبريطانيا بتحریف أهداف تلك المفاوضات، ومذكراً بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والبريطاني دومينيك راب إلى إسرائيل، وكتب بتغريدة على حسابه على تويتر أن وزيرا خارجية أميركا وبريطانيا وبغية كسب رضا العدو اللدود للاتفاق النووي، (في إشارة إلى إسرائيل) يقومان بتحريف مفاوضات فيينا. ويبدو أن كلما اقترب المفاوضون من المراحل النهائية في المفاوضات الجارية في فيينا من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، كلما تعقدت الأمور أكثر وصعبت، هذا ما أكده سابقا مسؤولون مطلعون، وتكرر أيضا خلال الساعات الماضية، فقد أكد دبلوماسي أوروبي كبير في العاصمة النمساوية أن الجولة الخامسة من المحادثات مع إيران لم تتقدم كثيرًا حتى الآن، مضيفًا انه كلما اقترب المتفاوضون من النهاية، أصبحت المهمة أكثر صعوبة وتعقيدًا.

في ملف الانتخابات الرئاسية المرتقبة، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني موافقة مجلس صيانة الدستور على 7 مرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، وهو ما يضيق نطاق المرشحين حول من سيخلف الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني. ونشرت وزارة الداخلية الإيرانية أسماء 7 مرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية، وهم: رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي، ورئيس مركز الأبحاث في البرلمان علي رضا زاكاني، ونائب رئيس البرلمان الإيراني أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومحافظ البنك المركزي عبدالناصر همتي، ورئيس اتحاد رياضة "الزورخانة" وعضو مجلس إدارة منطقة كيش الاقتصادية الحرة محسن مهر علي زاده.

وبحسب بيان وزارة الداخلية الإيرانية تم استبعاد علي لاريجاني رئيس البرلمان الأسبق، ومحمود أحمدي نجاد، وإسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، ومحسن هاشمي رئيس مجلس مدينة طهران، ومصطفى تاج زاده وهو من بين الإصلاحيين الرئيسيين.

وفي أول رد على قرار استبعاده من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، إن المجتمع على وشك الانفجار، وإن البلاد تتجه نحو طريق الانهيار، وأضاف نجاد في بيان نشره بسبب قرار مجلس صيانة الدستور استبعاده من سباق الانتخابات الرئاسية إنه لا يريد المشاركة في طريق الانهيار، بل سيقف مع الشعب ضد الاستبداد. وحذر الرئيس الإيراني السابق من خطر زيادة الجوع في إيران، وقال انه يشعر بهذا الخطر أكثر فأكثر كل يوم، ووصف الأوضاع الاقتصادية في إيران بـالكارثية، مبينا أن الوضع الاجتماعي على وشك الانهيار، والمسؤول عن الأوضاع المزرية التي تشهدها البلاد هو النظام والمستقبل سيكون أصعب وأسوأ بكثير في حال استمرت الظروف على نفس المنوال.

من جهته، اتهم حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، مجلس صيانة الدستور بـ استئصال جذور الثورة بإبعاده عددا كبيرا من المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين. وقال حسن الخميني المقرب من معسكر الإصلاحيين في بيان له إن مشروعية النظام الإيراني لن تستمر دون المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية، مطالبا المرشحين السبعة الحاليين بضرورة انسحابهم من المنافسة بسبب الاستبعاد الواسع للمرشحين.وأضاف بحسب بيان له تداولته وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الحكومة التي ستفرزها الانتخابات المقبلة في ظل رفض أهلية العديد من المرشحين الكفُئين، غير قادرة على حل أي مشكلة من مشاكل البلاد.

وبحسب قناة مرصد الانتخابات على تلغرام، ثمة احتمال تأييد أهلية علي لاريجاني ومحمود أحمدي نجاد بحكم المرشد الأعلى بحلول ظهر السبت، فيما لا تزال المشاورات جارية لتأييد أهلية سعيد محمد. ومن ناحية أخرى أفادت بعض المصادر الإخبارية أن علي لاريجاني وإسحاق جهانجيري سافرا إلى قم للتشاور مع المراجع للضغط على مجلس صيانة الدستور.

في سياق منفصل، تجدد مسلسل الحرائق في المنشآت الإيرانية الذي بدأ منذ أواخر العام الماضي وسط غموض حول أسباب هذه الحرائق، وقد أصيب 12 شخصاً من رجال الإطفاء، إثر اندلاع حريق كبير في مستودع للمواد الكيميائية بمدينة الأهواز جنوبي إيران، وقال رئيس منظمة خدمات الإطفاء والسلامة في المدينة، إبراهيم قنبري، الجمعة إن حريقاً واسع النطاق اندلع مساء الخميس بمستودع للمواد الكيميائية بمنطقة عامري، مضيفا أنه تم إرسال 180 شخصاً من فرق الإطفاء مع 25 من سيارات الإطفاء للسيطرة على الحريق لشدته. هذا ولم تعلن السلطات الإيرانية في الأهواز عن سبب الحريق والأضرار التي لحقت بالمستودع.

على صعيد آخر، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، يوم السبت، على أن عهد الرئيس الامريكي جو بايدن لن يشهد هدوءًا في المنطقة. ووجه سلامي الاتهام للولايات المتحدة باحتلال العراق وإضرام النار في سوريا، مشيرا إلى أن الأمن الإقليمي لا يحدث بموجب قواعد الولايات المتحدة، ولكن بموجب قواعد القوة!

وفي سياق الملف النووي، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم مقلق جدا، مضيفا إن إيران تخصب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، ومشيرا إلى أن التخصيب بنسبة 60 في المائة هو لصنع الأسلحة، فنسبة التجارة تكون بين 2 و3 في المائة. كما حذر غروسي من أن إيران تخصب اليورانيوم بالمستوى الذي تصل إليه الدول المصنعة للقنبلة فقط، ومؤكدا على أنه في هذا المستوى من تخصيب اليورانيوم يجب أن تکون هناك عين يقظة تراقب هذا البلد، مشددا على الحاجة إلى استخدام نظام تحقق قوي للغاية في هذا الصدد.

 

  1. في الشأن السوداني

إنطلقت يوم الأربعاء في جوبا، عاصمة جنوب السودان، الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السلام بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال". وفي افتتاح الجلسة قال المبعوث الأممي للسودان أن الأمم المتحدة تشجع كافة الأطراف للعمل من أجل تحقيق السلام، بينما قال المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث أن مفاوضات السلام يجب أن تساعد المرحلة الانتقالية.. بمساعدة الشركاء الدوليين يمكن تحقيق السلام. من جهته، قال قائد "الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال" عبد العزيز الحلو انهم يؤكدون عزمهم على التوصل لتسوية سلمية في السودان، وأضاف انهم ملتزمون بالتوصل لسلام عادل ومستدام في السودان. أما رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك فقال أن الحكومة تثمن دور جنوب السودان في تحقيق السلام، وأن الجميع قادرين على حل قضايا السودان وتنفيذ كل التزامات. وتهدف هذه المفاوضات لإحلال السلام بين الخرطوم و"الحركة الشعبية شمال"، التي تقاتل القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) منذ يونيو 2011.‎

 

  1. في الشأن الصيني

أعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أنّ مسؤولَين كبيرين من الصين والولايات المتّحدة مكلّفين بالملف التجاري بين البلدين، أجريا محادثة هاتفية هي الأولى من نوعها في عهد بايدن. يذكر أن العلاقات تدهورت بين البلدين في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وطغى عليها نزاع تجاري دار بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. كذلك شهدت منطقة بحر الصين الجنوبي توتُّراً متزايداً في السنوات السابقة مع تواصل مساعي الصين لفرض سيادتها على معظم البحر المتنازع عليه مع دول أخرى حليفة للولايات المتحدة في شرق وجنوب شرق آسيا.

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الصين ليس لديها حلفاء، في حين أن للولايات المتحدة العديد من الحلفاء في جميع أنحاء العالم، ما يمنحها قوة أكبر، كما أضاف خلال جلسة استماع بشأن موازنة 2022 لوزارة الدفاع، مساء أمس الخميس، أن الصين تمثل حالياً وستظل تحدياً لأميركا، وأفاد إن إدارة الرئيس جو بايدن أنشأت فريق عمل خاصا بالصين وهو على وشك الانتهاء من عمله وإعلان النتائج التي ستساعد في المضي قدماً في مواجهة التحدي الصيني بكفاءة أكبر، كذلك أضاف أن بلاده بدأت مؤخراً تقوية تحالفاتها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وذلك في أول رحلة خارجية له مع وزير الخارجية أنتوني بلينكين، في إشارة إلى زيارته الأخيرة للهند. وبشأن محاولات الصين اتخاذ خطوات كبيرة في الفضاء الإلكتروني، أوضح أوستن أن الولايات المتحدة تحتفظ بميزة تنافسية في هذا الموضوع.

 

  1. في الشأن البيلاروسي

أمرت بيلاروسيا الاثنين بطرد سفير لاتفيا وجميع افراد طاقم السفارة في مينسك، متهمة السلطات اللاتفية بانها استبدلت العلم البيلاروسي بعلم المعارضة على هامش بطولة العالم للهوكي، وقال وزير الخارجية فلاديمير ماكي كما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (بيلتا) أنه طلب من السفير اللاتفي مغادرة البلاد خلال 24 ساعة، كذلك، طلب من جميع افراد الطاقم الدبلوماسي والاداري والتقني في السفارة مغادرة بيلاروس خلال 48 ساعة. في المقابل، أعلنت لاتفيا الإثنين طرد دبلوماسيين بيلاروسيين بعد حاثة طائرة "ريان إير"، وأفادت وزارة الخارجية في بيان استدعت لاتفيا القائم بالأعمال البيلاروسي لإبلاغه بخطوات مماثلة وبطرد دبلوماسيين بيلاروسيين إلى ان يتم تطبيع العلاقات. وتأتي هذه الاجراءات المتبادلة في وقت تتعرض بيلاروسيا لانتقادات من الاتحاد الاوروبي منذ الاحد لاجبارها طائرة مدنية على الهبوط في مينسك كان يستقلها المعارض البيلاروسي رامان براتازيفيتش حيث تم اعتقاله. وأفادت وزارة الداخلية البيلاروسية أن براتازيفيتش اعتقل في المطار، وهو أحد مؤسسي قناة "نيكستا لايف" في "تيلغرام"، والتي أعلنت الحكومة في بيلاروسيا العام الماضي أنها متطرفة بعد أن تم استخدامها للمساعدة في تنظيم احتجاجات ضخمة ضد لوكاشينكو. ويواجه براتازيفيتش، الذي فر من البلاد إلى بولندا، تهماُ قد تصل عقوبتها إلى السجن خمسة عشر عاماُ.

إلى ذلك، من المتوقع أن يقر قادة الاتحاد الأوروبي الإثنين مجموعة جديدة من العقوبات ضد مسؤولين بيلاروسيين ويبحثون تدابير اقتصادية جديدة ضد بيلاروس ردا على تحويلها مسار طائرة على متنها معارض للرئيس ألكسندر لوكاشنكو لتوقيفه، وتعقد الدول الـ27 قمتها حضوريا في بروكسل حتى الثلاثاء، وتفتتحها بعشاء عمل مخصص لبحث المسائل الخارجية، ولا سيما العلاقة الإشكالية مع روسيا التي تدعم قرار السلطات البيلاروسية.

وأوضح مصدر دبلوماسي أوروبي أن هذه الحزمة ضخمة، لكنها مجرد تدابير فردية، حتى لو أنها تشمل أطرافا اقتصاديين، وأشار إلى عدم حصول أي عرقلة سياسية في الوقت الحاضر، لكنه يجري البحث أيضا في تدابير إضافية قد تكون لها عواقب اقتصادية، مضيفا أن القادة الأوروبيين لا يريدون أن تمر عملية اعتراض الطائرة المتوجهة من أثينا إلى فيلنيوس وتحويل وجهتها إلى مينسك بدون تبعات، هذا ووصفت عدة عواصم هذا العمل بأنه يمت إلى إرهاب الدولة. 

وفي أوج هذه الازمة، يلتقي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الذي يواجه ضغوطاً غربية منذ اعتراض طائرة واعتقال صحافي كان فيها، نظيره الروسي في موسكو الجمعة غداة فتح تحقيق من قبل منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة، وسيستقبل بوتين حليفه البيلاروسي في مقر إقامته الصيفي في سوتشي على ساحل البحر الأسود في جنوب روسيا، للبحث رسميّاً في "التكامل" بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، وهو مشروع تتطلع إليه موسكو منذ فترة طويلة، وفي المشاريع المشتركة ولا سيما الاقتصادية كما كتب الكرملين على موقعه الالكتروني، كن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حدد الخميس توجه اللقاء بتأكيده أنّ الغرب يجب أن "يكف عن شيطنة الذين لا يحبهم".

إلى ذلك، هدد الرئيس لوكاشنكو، بإغراق القارة بالمخدرات والمهاجرين إذا تم فرض عقوبات جديدة على نظامه، وقلل من تأثير أي عقوبات أوروبية عليه، مضيفاً في كلمة ألقاها الخميس في البرلمان أنه سيستبدل أوروبا التي تتقدم في السن بلا رحمة، بآسيا السريعة النمو! أول رد على تهديده، جاء من Ingrida Šimonytė رئيسة وزراء ليتوانيا، فقالت، أن هذا نظام لا يمكن التنبؤ به، ونتوقع منه أي شيء، وعلينا أن تكون مستعدين لأي طارئ منه، ثم وصفت التهديد لبلدها بخال من أي معنى لأن لليتوانيا ضوابط حدودية خاصة بها مع بيلاروسيا المجاورة أيضا لبولندا ولاتفيا وأوكرانيا، فيما قال دبلوماسيون من ألمانيا ولوكسمبورغ وليتوانيا أيضا، إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على صادرات النفط والبوتاس البيلاروسية.

 

  • الخلاصة.

 

تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.

 

بالرغم من كل الإيجابيات التي تطفو على ملف المفاوضات حول الملف النووي الايراني، لا تزال المنطقة وكأنها على فوهة بركان، ينفجر حيناً ويخبو حينا آخر، لكن من المؤكّد أنه يتأجج.

فايران التي تفاوض في جنيف حول ملفها النووي "فقط"، لا تبدو مستعدّة إلى التخلي عن العواصم الأربعة التي وضعت يدها عليها، بل هي مستمرة في سياسة التوسّع في هيمنتها في المنطقة على أكبر عدد ممكن من العواصم، وهذا بتأكيد القايادات الايرانية في اكثر من مناسبة ومفاخرتها بذلك.

وما حرب غزة الأخيرة إلا تأكيد على مدى توسّع هذا النفوذ في المنطقة، وبدون الدخول في منطق من هو الذي انتصر، فالأكيد هو أن إطلاق هذه المعركة في وقت كان الشعب الفلسطسني، وبالتحديد السلطة الفلسطينية، يجمع تاييداً دولياً لقضيته اتت معركة حماس لخطف هذا التأييد تحضيراً لقلب المعادلة الداخلية قبل الانتخابات الفلسطينية، وهدية لايران في خضم مفاوضاتها مع المجتمع الدولي.

أما في الملف اليمني، فتعنّت الحوثيين واستمرارهم بشن الهجمات على المملكة مع تصاعد الهجومات داخل اليمن على عدة جبهات، هو دلالة على أن ايران ليست على استعداد لتخفيف الضغط عن المملكة السعودية طالما أنها لا تزال تجلس على طاولة المفاوضات.

وفي العراق، ومع تصلّب موقف رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، في موضوع محاربة الميليشيات الموالية، بدا المشهد هذا الاسبوع بعد اعتقال قائد من الحشد الشعبي في العاصمة بغداد واضحاً لجهة محاولة ايران عبر ميليشياتها تفجير الوضع الداخلي بوجه الحكومة، لكن صلابة موقف الكاظمي ومعه بعض القيادات العراقية حال دون ذلك.

وفي الملف السوري، تحاول ايران التعويض عن هيمنة روسيا على القرار بتوسّعها عبر الميليشيات التي أدخلتها إلى سوريا أو عبر شراء ولاءات بعض الفصائل والعشائر في الشرق بهدف تثبيت قدمها، كما في مناطق نفوذ حزب الله اللبناني عبر شراء العقارات بشكل ممنهج، وذلك بانتظار جهوز الملف السوري دولياً إلى مرحلة الحل، كما في تسللها في بعض مناطق نفوذ الأسد عبر النظام التعليمي حتى، وذلك من أجل الاستمرار في دعم تواجدها في هذه الدولة التي تجاور اسرائيل.

أما في لبنان، فعملية التعطيل المستمر لتشكيل الحكومة من أجل محاولة وضع لبنان على طريق الخروج من الأزمات التي يعاني منها، ليس إلا دليل آخر على محاولة ايران الضغط على المجتمعين الدولي والعربي باتجاه تنازلات في ملف المفاوضات على ملفها النووي، واستمرار حزب الله في الهيمنة على القرارين السياسي والأمني هو ورقة ضغط لن تتنازل عنها ايران بسهولة حتى ولو تقدّمت في مفاوضاتها.

ولا تغيب موسكو عن هذا المشهد الاقليمي، فقد استطاعت أن تثبت وجودها في سوريا عبر نظام الأسد وتحقق الحلم القديم-الجديد للامبراطورية الروسية بأن يكون لها موطئ قدم على البحر المتوسط. هذا عدا موضوع وضع يدها على ملف النفط والفوسفات والقمح في سوريا. كما أنها تواصل محاولاتها التوسع في المنطقة إن كان في السودان في تفاوضها على قاعدة بحرية، أو في لبنان والذي أصبح لديها فيه موطئ عبر ملف النفط، كونها شريكة المجموعة المسؤولة عن التنقيب كما أنها وقعت عقداً طويل الأمد على تشغيل مصفاة طرابلس في الشمال اللبناني. هذا فيما تستمر الأزمة مع الدول الغربية في التصاعد مع استمرار موسكو باعتناق السياسة ذاتها فيما خص الحريات العامة والتصعيد المستمر في ملف اوكرانيا حيث تعتبر أن خروج اوكرانيا إلى الفلك الغربي الحر الديموقراطي يشكّل خطراً وجودياً على حكم الرئيس بوتين.

وعليه، لا تبدو المنطقة ذاهبة نحو الحلول وإنما نحو التصعيد، فملف المفاوضات لا يبدو انه يتحرّك باتجاه حلول سريعة بالرغم من التصريحات "الايجابية" من الجانبين.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

 

   

1*) سيدة الجبل

24 ايار 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، بدر عبيد، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد، و رالف غضبان وأصدر البيان التالي :

وقف "اللقاء" دقيقة صمت على أرواح شهداء لبنان الذين سقطوا في ساحة التحرير من الإحتلال الإسرائيلي منذ العام 1978.

لقد انتصر لبنان وتحرّر مع انسحاب الجيش الإسرائيلي في 25 أيار 2000 تنفيذاً للقرار 425، وإنما وقع تحت الإحتلال الإيراني الذي نسف كل الإنجازات السابقة حتى بدت السلطة السياسية الحالية شبيهة بسلطة "فيشي" إبّان الإحتلال النازي لفرنسا.

أولاً- توقف "اللقاء" أمام ما حصل في مجلس النواب  بشأن رسالة رئيس الجمهورية خصوصاً إنها أضافت الى تعقيدات حياة اللبنانيين المعيشية تعقيداً من طبيعة طائفية، وكل ذلك في ظلّ إنعدام طرح الحلول.

إتّبع "التيار الوطني الحر" سياسة متكاملة بدأها بعد انتفاضة الاستقلال واستشهاد الرئيس رفيق الحريري، إرتكزت على المطالبة ب"حقوق المسيحيين" وكأن للمواطن المسيحي "حقوق" تختلف عن "حقوق" المسلمين.

إن الأزمة القائمة سياسية بامتياز وتتمثل بانتهاك الدستور واتفاق الطائف اللذين يشكلا ضمانة الحقوق للمواطن الفرد مسلماً كان أم مسيحياً وضمانة الطوائف والجماعات داخل مجلس الشيوخ.

كما ينظر "اللقاء" بعين القلق الى خطاب "حقوق" المسيحيين الذي يستدعي خطاب "التطمين" من قبل المسلمين. هذا الفعل وردّة الفعل عليه يُدخل الطبقة السياسية بكاملها في دائرة الجهل في قراءة إتفاق الطائف ما يقود لبنان الى المجهول.

ثانياً- يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أن استبعاد إمكانية تشكيل حكومة يفسح المجال لدخول لبنان في مرحلة انتخابية، وكأن هذه الانتخابات هي المناسَبة لتغيير الأوضاع في لبنان. وإذ يؤكد "اللقاء" إحترامه المهل الدستورية كما الانتخابات ومواعيدها إذا ما حصلت، إنما يسجّل تشكيكه في فعالية هذه الانتخابات وعلى القوى السياسية التفكير ملياً بعدم الانخراط في انتخاباتٍ نيابية هي بالتأكيد مركّبة مسبقاً من خلال طبيعة قانون الانتخاب الذي يتناقض مع ميثاق العيش المشترك، حيث ينتخب المسيحي مسيحياً والمسلم مسلماً وحيث النسبية تسهّل خرق كافة الطوائف بينما بيئة حزب الله عصيّة على الخرق.

إن الانخراط في الانتخابات خارج عنوان رفع الاحتلال الايراني عن لبنان هو تراجعٌ سياسي مرفوضٌ من قبل "لقاء سيدة الجبل"، الذي يجدّد تأكيده على أنه لا معنى لأي انتخابات إذا لم تكن استفتاءً بداخل كل طائفة وعلى مستوى لبنان حول رفع الاحتلال الايراني عن لبنان. وتبقى مبادرة البطريرك الراعي بموضوع الحياد والمؤتمر الدولي طريق الخلاص.

ثالثاً- يحيّي "اللقاء" نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الإجرام الاسرائيلي الرافض للحقوق الفلسطينية البديهية، ويدعوه إلى التنبه من محاولات الإتجار بقضيته المُحقة، لأن هؤلاء اضاعوا طريق فلسطين فحيناً كانت تمر بجونية وأحياناً عبر  إدلب وحلب وعلى دماء الشعب السوري.

إن صمود الشعب الفلسطيني بدأ في العام 1948، قبل ادعاءات ايران وحبّها لفلسطين، وسيستمر إلى مابعد انتهاء طهران من مفاوضاتها النووية ومصالحتها مع أميركا وربما مع اسرائيل.  

2*) الكتائب

24 ايار 2021

توقف المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، أمام "المشاهد الاستفزازية التي طبعت الأسبوع، والاستعراضات والإعتداء المستمر على حزب الكتائب ورموزه، والذي كشف عن استعداد أركان المنظومة السياسية الدائم لتدمير لبنان، مقابل الإبقاء على سطوتهم والحفاظ على مواقعهم، وإن على حساب دماء اللبنانيين وأمنهم".

وأكد أن "الاعتداء على اقليم طرابلس الكتائبي محاولة ساقطة لإبعاد الكتائب عن أهلها في عاصمة الشمال"، معتبرا أنه "عمل جبان يراد منه جر ردات فعل عنفية يرفضها اللبنانيون وباتوا يكفرون بالقائمين بها".

وإذ شكر الحزب "قيادة الجيش اللبناني على سرعة التحرك والقبض على أحد المرتكبين"، طالب "القوى الأمنية بجلب جميع المحرضين والمنفذين وسوقهم الى العدالة لوقف مسلسل استباحة قوى الأمر الواقع لما تبقى من هيبة دولة، أنهكتها المربعات الأمنية وإجرامها".

ورأى أن "العراضة التي قام بها الحزب السوري القومي في شارع الحمرا بالأمس، تشكل بمقدار سخافتها وخطورتها في آن، حالة انقلابية صادرة عن فريق لا يؤمن بالكيان اللبناني ويمتهن الإغتيال أداة في العمل السياسي ومدعاة للتباهي".

وحذر من "خطورة هذا الانفلات"، مطالبا بـ"سحب الترخيص القانوني من الحزب القومي المجرم واحالة اركانه الى المحاكمة خصوصا أمام الإستسهال المستمر بالتهديد بالقتل لقادة سياسيين والإستقواء الرخيص بالسلاح غير الشرعي".

ودان الحزب "تناول فخامة الرئيس الشهيد بشير الجميل على يد زمرة رخيصة، بشير الذي يشكل رمزا للغالبية اللبنانية وقوة مانعة برمزيتها وهالتها لكل مشاريع الاستباحة المشبوهة للكيان والسيادة"، واضعا "هذا المشهد في عهدة الرأي العام والقوى الأمنية والقضائية، ويدعوها الى اتخاذ قرارات حازمة بحق المتطاولين".

ورأى في "المواكب التي سيرها بعض السوريين على طرقات لبنان في اتجاه سفارتهم، رافعين أعلام النظام الأسدي وصوره، تحديا للبنانيين في دارهم، ما ادى الى اشتباكات في مختلف المناطق اللبنانية، كادت أن تتطور عنفا متنقلا، نعلم كيف يبدأ ولا نعلم كيف ينتهي".

وحمل "المنظومة السياسية تبعة كل ما حصل بعدما ادخلت ملف النزوح في بازار المزايدات السياسية وتركته من دون معالجة او ضوابط، كونها مستفيدة من حالة اللااستقرار الناتجة عنه".

وخلص الى أنه "بناء على كل ما تقدم، أصبح واضحا أن أركان المنظومة ومن خلفهم من قوى إقليمية، يسعون إلى إعادة التاريخ إلى مرحلة سوداء، عبر جر لبنان إلى خنادق وهمية، واللبنانيين الى منطق الحرب والإستقواء للابقاء على مغانمهم التي اكتسبوها بعد سنين من الغطرسة والتحكم بالعواطف وتجييش العصبيات".

وأكد حزب الكتائب أن "لا عودة إلى الوراء في لبنان"، وعلى رفضه لهذا "المنطق المدمر ومواجهته، إلى جانب جميع اللبنانيين الذين التقوا في الساحات مطالبين باستعادة دولتهم من الميليشيات والمافيات التي سرقت حريتهم وسلمت سيادتهم واستباحت حياتهم".

3*)  حسن نصرالله

25 ايار 2021

أولاً أنا أعتذر عن غيابي خلال الأيام الماضية بعد يوم القدس إلى اليوم لأنني كُنت أُعاني من سعال شديد، وكان يَصعب علي أن أتكلم أو أخطب، الحمد الله اليوم إن شاء الله سبحانه وتعالى يُعيد في هذه المناسبة أن نتكلم بالقدر الذي يُمكننا منه عز وجل، فالإعتذار عن المرحلة الماضية رغم أنها كانت أيام مهمة وتاريخة، وشهدت أحداثاً ضخمة لكن هذا كان واقع الحال، أنا كُنت منذ اللحظة الأولى للأحداث في غزة أُتابع بشكل دقيق مع إخواني المسؤولين والقياديين، سواءً في لبنان أو في خارج لبنان، ولكن ما كان يَنقصني هو أن أَتحدث معكم مباشرةً ومع أهلنا وأحبائنا في فلسطين.

بطبيعة الحال أحداث الأيام الماضية في فلسطين وغزة ستأخذ قسماً كبيراً من حديثي هذه الليلة، وبعده أُطل أيضاً على الوضع اللبناني، سواءً فيما يرتبط بالموقف في مواجهة “إسرائيل” أو في الموضوع الداخلي.

طبعاً كان قد فاتني بسبب هذه الحالة الصحية الحديث في الذكرى السنوية للشهيد القائد الجهادي الكبير في حزب الله الأخ العزيز السيد مصطفى بدر الدين، الذي كُنت دائماً أتحدث في ذكراه السنوية، لكن هذه الظروف إن شاء الله دائماً نَأتي على ذكره هذه الليلة.

أيها الأُخوة والأخوات، أولاً: أُبارك لكم جميعاً في شهر آيار هذين الإنتصارين، لقد بَدلنا الله سبحانه وتعالى مناسبة النكبة في 15 آيار وإتفاقية الخيانة في 17 آيار، بدّل اللبنانيين والفلسطينيين بمناسبتين عظيمتين وعيدين متجاورين في شهر آيار، بتنا من الآن نحتفل في شهر آيار بإنتصارين عظيمين، 25 آيار 2000 إنتصار المقاومة في لبنان ودحر الإحتلال و21 آيار 2021 إنتصار الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وغزة.

في عيد المقاومة والتحرير في لبنان، أُبارك للشعب اللبناني أيضاً كله هذا العيد، والذي تَحقق، أنا أُصر في بداية الخطاب في مناسبة عيد المقاومة والتحرير على هذا المقطع في كل سنة، حتى لا ينسى الناس وحتى تَعرف الأجيال الجديدة بعض ما جرى في ذلك الوقت، والذي تَحقق بِفضل الله تعالى ونصره وعونه، وبفضل التحيات الجسام، هذا لم ينزل بالسلة من السماء والناس قاعدةً في بيوتها، التضحيات الجسام، دائماً نُؤكد على أن التحرير الذي أُنجز في 25 آيار هو ليس نتيجة تضحيات فئة واحدة أو حزب واحد أو فصيل واحد من فصائل المقاومة اللبنانية، وإنما هو نتيجة تراكم سنوات طويلة من الجهاد والمقاومة والتضحية، كم قبل كثيرٍ من اللبنانيين والفصائل المقاومة اللبنانية، هنا يأتي في مقدمة هؤلاء المُضحين يأتي الشهداء، شهداء المقاومة من حركة أمل وحزب الله والأحزاب الوطنية اللبنانية، التي شاركت في المقاومة، والقوى الإسلامية اللبنانية، شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، شهداء الفصائل الفلسطينية التي كان لها أيضاً مشاركاتها منذ عام 1982 إلى التحرير عام 2000، شهداء الجيش العربي السوري الذين واجهوا عام 1982 الإجتياح، والذين أيضاً تَحملوا تبعات مواجهة المقاومة والحرب على لبنان في أحداثٍ متعددة وحروبٍ متعددة إلى عام 2000، شهداء شعبنا من الرجال والنساء والأطفال، الذين مانوا يَسكنون في القرى الأمامية ويُعانون بشكل دائم، أو الذين تَعرضوا في مختلف أنواع الحروب منذ ذلك الحين، سواءً في تموز فيما سماه العدو تصفية الحساب أو في عناقيد الغضب ومجازر قانا والقرى الأخرى، شهداء شعبنا الأعزاء، أيضاً في مقدمة هؤلاء المُضحين المقاومون الشرفاء هذا التحرير نتيجة السهر والتعب والعرق والبعد عن العائلات والجهاد المتواصل وصبر الناس وتحمل الناس، وإحتضان الناس للمقاومة رغم كل التبعات التي كانت تلحق بهم نتيجة ردات فعل العدو على المقاومة.

كُنا نتحدث ليس عن الجنوب فقط، الجنوب هو كان في مقدمة الجبهة، بقية المناطق اللبنانية يأتي في مقدمتها البقاع، أهل البقاع الذين أَرسلوا أولادهم إلى الجنوب لِيُقاتلوا، أهل البقاع الذين قَدموا شهداء كُثر، ولا تخلو بلدة أو قرية بقاعية من شهداء في مقابرها أو روضات شهدائها وجرحى، والبقاع لطالما تحمّل تبعات نصرته للجنوب في القصف الإسرائيلي المتواصل على معسكرات التدريب ومخازن للمقاومة هناك، إلى الجنوب إلى بيروت إلى الضاحية الجنوبية غلى الشمال والشهداء من منطقة الشمال إلى جبل لبنان، إذاً هذا إنتصارٌ صنعه الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية، وعندما نتحدث عن الشهداء لا بد أن نَذكر شهداءنا أيضاً، وهذا لا يَنتقص من قيمة القادة الشهداء عند بقية إخواننا في حركة أمل وفي الأحزاب الوطنية والقوى الإسلامية والفصائل الفلسطينية، من واجبي من موقعي في حزب الله أن أَذكر قادتنا الشهداء سيدنا وأسناذنا وأميننا العام وقائدنا سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وزوجته أم ياسر وطفله حسين، شهداء تحرير الجنوب، شيخ شهدائنا الشيخ راغب حرب، القائد الشهيد قائد الإنتصارين القائد الكبير الحاج عماد مغنية، قافلة كبيرة من الشهداء، هنا يجب أيضاً أن أَذكر القائد الجهادي الكبير الأخ السيد مصطفى بدر الدين السيد ذو الفقار ( رحمه الله)، والذي قَاد المقاومة أيضاً في سنوات طويلة في التسعينيات، وكانت له أياديه وإنجازاته المباشرة في العمل العسكري وفي الإنجاز الأمني، يجب أن أذكر شهداء أيام 21 و22 و23 و24 آيار2000، وفي مقدمهم الشيخ الشهيد الزاهد الطاهر الشيخ أحمد يحيى ورفاقه الشهداء، أيضاً إلى جانب المقاومة والناس، يجب أن نَذكر لنكون أُمناء وأوفياء أيضاً الموقف الرسمي للإنصاف في عام 2000، من أهم عوامل الإنتصار هو الموقف اللبناني الرسمي الصد والصامد في ذلك الحين، والذي كان يُمثله في موقع رئاسة الجمهورية العماد اميل لحود وفي رئاسة المجلس دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري وفي مقام رئاسة الحكومة دولة الرئيس سليم الحص الله يعافيه ويشفيه، وأيضاً هذا كان موقف الحكومة اللبنانية المجتمعة في ذلك الحين، والمزاج العام والموقف العام للأغلبية الساحقة في مجلس النواب، لا شك أن هذا الموقف الرسمي شكّل سنداً قوياً للمقاومة ولإستمرار المقاومة، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي تراكمت إلى مستوى إنهزام العدو في 25 آيار 2000، والتكامل الذي كان قائماً بين المقاومة والدولة والجيش هو الذي أَتاح أن يَنتهي 25 آيار إلى عرس تحرير وليس إلى جنازة وفتنة طائفية وحرب أهلية كما كان يُخطط إيهود باراك والصهاينة.

يجب أيضاً أن نَذكر لإستكمال ما يرتبط بعيد المقاومة والتحرير الدعم السوري في زمن الرئيس الرحل حافظ الأسد (رحمه الله)، والذي استمر مع رئاسة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، الدعم السوري بأشكاله المتنوعة، وأيضاً يجب أن نَذكر دعم الجمهورية الإسلامية أيضاً بأشكاله المتنوعة، الذي كان قائماً وراسخاً سواءً في ظل قيادة الإمام الخميني (قُدس سره) أو في ظل قيادة سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله)، وهنا أيضاً لأنه في تلك الايام لم يكن مطروحاً الأسماء، يجب أن نُذكّر بالدور الكبير الذي قام به شهيد القدس الشهيد القائد شهيد محور المقاومة وسيد شهداء محور المقاومة بِحق الحاج قاسم سليماني في دعم المقاومة في لبنان وتطوير إمكانياتها خلال سنوات قليلة، مما أعطاها هذا الدفع الكبير والتطور المادي والكيفي النوعي، والذي أدى إلى الإنتصار في 25 آيار.

هذه المقدمة دائماً أنا أُحب أن أُؤكد عليها وفاءً للشهداء والمقاومين والمُضحين والداعمين والواقفين، والذين صَنعوا هذا الإنجاز، هذا التحرير أسّس لزمن الانتصارات وبفضله دخلنا زمن الانتصارات، يومها المقاومة الإسلامية في لبنان وأنا نطقت باسمها في بنت جبيل أهدت هذا الانتصار التاريخي من بنت جبيل إلى الشعب الفلسطيني، إلى فلسطين، إلى كلّ فلسطين لأنّ الهدف النهائي هناك، الآمال في القدس، الآمال والآمال كلّها هناك، الهدف النهائي هناك. هذا الانتصار في لبنان في 25 أيار 2000 أسّس لمعادلات جديدة وقواعد جديدة وثقافة جديدة وقيم جديدة، وكانت منذ اليوم الأول نتائجه استراتيجية، واضح يومها إذا تذكرون ويجب أن نعود بالذاكرة إلى ذلك الوقت، كثير من المسؤولين الصهاينة الإسرائيليين عبّروا عن خيبة أملهم، ومخاطر هذا القرار، مخاطره الاستراتيجية. ومن جملة الذين تحدثوا إسحاق شامير رئيس حكومة العدو الأسبق، وخاطب بن غوريون في قبره، وتحدّث له أنّ هذا الانسحاب وهذه الهزيمة ستشكل تهديدًا وجوديًا على كيان العدو، يعني ستؤسّس لزوال كيان هذا العدو. كان أعلى تقييم خطير صدر في عام 2000 هذا مضمون الكلام هو من قبل إسحاق شامير وهو رئيس وزراء سابق ورئيس حزب الليكود وشخصية تاريخية مهمّة في الكيان.

على كلٍ بعد انتصار الـ 2000 كانت انتفاضة الأقصى المباركة في فلسطين، وبعدها كان تحرير غزة، الانتصار الثاني الكبير تحرير غزة انسحاب العدو بلا قيد وبلا شرط ودخل الصراع مع العدو مرحلة جديدة حيث أصبح للمقاومة المسلّحة الشعبية. هنا لا أتحدّث عن الدول حيث أصبح للمقاومة الشعبية قاعدتين مهمتان الأولى في لبنان، يعني في شمال فلسطين المحتلة، على الحدود الشمالية للكيان عندما نتحدّث عن المواجهة. وفي الجنوب جنوب فلسطين في غزة، على جنوب الكيان حاول العدو منذ ذلك الحين اقتلاع هاتين القاعدتين. الآن دخلنا إلى الأحداث حاول العدو اقتلاع هاتين القاعدتين سواء في لبنان، أو في غزة فشل وخاب وانقلب السحر على الساحر، وعاد دائمًا بالهزائم وكانت هذه المحاولات تعطي دفعًا جديدًا للمقاومة وقاعدتها ومشروعها.

هكذا فعل في حرب تموز في لبنان عام 2006، وكان الهدف سحق المقاومة في لبنان، وهكذا فعل في حروبه على غزة وكان يستهدف في ذلك الحين سحق المقاومة في غزّة سواء في حرب 2008، 2012، و2014 والتي استمرّت 51 يومًا والمحاولات الدؤوبة لاغتيال القادة والحصار القائم في غزة منذ أكثر من 15 عامًا. جاءت الحرب الأخيرة لكنّها حرب مختلفة وهو ما سأتحدث عنه بعد قليل. إذًا، الإنجاز في 25 أيار 2000 وضع العدو والصديق والقضية الفلسطينية وقضية التحرير والصراع في المنطقة أمام مسار جديد استراتيجي وتاريخي مختلف، نأتي إلى المعركة الأخيرة. فجاءت الأحداث الأخيرة والمعركة الأخيرة التي سمّتها قيادة المقاومة في فلسطين معركة سيف القدس.

بداية الأحداث وهنا سأتحدّث ببعض التقييم طبعًا لن أعتمد كثيرًا على السرد لأنّني أفترض أنّ كل الناس كانت تواكب الأحداث قبل بدء إطلاق النّار بأيام وبعدها إلى انتهاء وقف إطلاق النّار كل التفاصيل حاضرة بأذهانكم، لذلك أخفّف من ذكر التفاصيل، وإنّما أركّز على التقييم أكثر طبعًا التقييم هدفه أن نبيّن حقيقة الانتصار الذي تحقّق أن نبيّن النتائج، ونبني عليها وأن نستفيد من هذه التجربة ونأخذ منها العبرة لفلسطين ولبنان والمنطقة لمجمل الصراع القائم مع العدو. كلّنا نعرف أنّ بداية الأحداث في فلسطين كانت في القدس إصرار العدو الإسرائيلي على إخلاء حي الشيخ جراح وطرد سكانه منه.

طبعًا هذا أمر، ليست منازل عادية أو حي عادي، الكلّ يعرف أنّ إخلاء حي الشيخ جراح يستهدف تهويد القدس وتصفية الوجود الفلسطيني المباشر في المدينة المقدسة. الاعتداءات على الفلسطينيين في باب العامود وأماكن أخرى من القدس، ومنع المصلّين من الوصول إلى الأقصى في شهر رمضان، وهذا أمر حسّاس جدًا خصوصًا الفلسطينيين سواء في القدس نفسها، أو في الضفة الغربية أو في الداخل في 48. الاعتداءات على المصلين الذين وصلوا كان في منع وصول المصلين ومن كان يصل كان يعتدى عليهم واقتحامات الشرطة والمستوطنين المتكررة قبل ذلك للمسجد الأقصى بشكل سيئ. كان من الواضح أنّ القدس بأهلها من جهة البعد الديمغرافي والأهم أيضًا أنّ القدس بمقدساتها، بمسجدها الأقصى دخلت في دائرة تهديد خطر هذا ما اضطر المقاومة قيادة المقاومة في غزّة إلى اتخاذ موقف تاريخي وجديد وحازم وكبير، وهو ما سأتوقّف عنده قليلًا. وهو التهديد إذا لم يتوقف العدو عن إجراءاته بحق حي الشيخ جراح والمصلين والمسجد الأقصى فإنّ المقاومة في غزة ستلجأ إلى المواجهة العسكرية هذا، كان قرارًا كبيرًا جدًا وتاريخيًا، وسأعود له بعد قليل.

في الوقت المحدّد المقاومة هدّدت في غزة وفي الوقت المحدد المقاومة نفّذت تهديدها، وفي الوقت المرسوم والمعلن سواء من قبل كتائب القسام القصف الصاروخي باتجاه القدس ومحيط القدس الغربية، أو عملية سرايا القدس عند حدود غزة من خلال الكورنيت. نقف هنا قليلًا وبدأت المعركة.

سبب الأحداث في الحقيقة سأتحدث عن هذا السبب لأنّه له علاقة بمستقبل فلسطين ولبنان والمنطقة، سبب هذه المعركة، سبب هذه الأحداث هو حماقة قيادة العدو حماقة نتنياهو وكل هذا الفريق العسكري والأمني والسياسي الذي يقود كيان العدو منذ سنوات طويلة. سأشرح كيف حماقتهم وغطرستهم واستعلائهم واستخفافهم بالفلسطينيين واستخفافهم بالأمّة وخطأ في تقديراتهم وحساباتهم. الخطأ في التقدير هو الذي كان يقود دائمًا إلى حروب سابقة مع المقاومة وتكون نتائجها الفشل وهزيمة للعدو.

الآن هذا هو الذي حصل، وهذا هو الذي سيحصل في المستقبل أنا لا أتوقّع أنّ هؤلاء سيصبحون عقلاء أو سيصبحون واقعيين سيستمرون بحماقتهم وباستعلائهم وبغطرستهم ويخوضون التجارب الخاطئة التي تؤدي إلى تراكم الفشل والهزيمة الذي سينتهي إن شاء الله بزوال هذا الكيان، هذا ما أعتقده وأؤمن به. ولكن هذا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار أنّت أمام عدو ليس أمام عدو عاقل أمام عدو أحمق مستبكر ومتغطرس. وتحضرني دائمًا جملة للإمام الخميني رضوان الله عليه الحمد لله الذي جعل أعداءنا من الحمقى أو من الحمقاء، هؤلاء حمقى وبسبب حماقتهم إن شاء الله سيضيع هذا الكيان وتعود الأرض إلى أصحابها الحقيقيين. الحماقة والغطرسة، وهنا أين أخطأ التقدير نتنياهو وكل جماعته كان عندهم التقدير، التالي أنّ الفلسطينيين إذا ذهبنا لنخلي حي الشيخ جراح أخرجنا مئات العائلات وبدأنا نحاصر المسجد الأقصى والمستوطنين يدخلون هذا موضوع طبيعي ونبعد المصلين عن المسجد تمهيدًا لما قد يتهدّد المسجد ما الذي سيجري؟ لن يحصل شيء بعض البيانات بعض الاعتراضات، مؤتمر هنا، استنكار هنا، وبيمشي مشروع تهويد القدس يسير على السكّة. والنّاس تصرخ وتستنكر، لكن المشروع يسير تهجير الفلسطينيين، ومزيد من الاستيطان في القدس وفي محيط القدس. هذا كان التقدير العام عندما يدخل إلى التفصيل يتبيّن له أنّ العرب في عالم آخر والدول العربية في عالم آخر، هناك دول عربية، بالعكس ذاهبة للتطبيع والاستثمار في فلسطين وستتعاون مع الكيان وتدافع عنه وتجمّل صورته في وسائل الإعلام الموجودة لديها، وبدأت تنظّر لها دينيًا فقهيًا وسياسيًا وثقافيًا. أصلًا و ليس لديه مشكلة في العالم العربي، لديه مشكلة فلسطين، الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني في 48، هو فوجئ بالكامل، وستعود لها. الضفة في نهاية المطاف يمكن محاصرتها وضغطتها، قطاع غزة لم يكن بباله على الإطلاق وسأعود لهذه النقطة. أن يتحرك أهل القدس ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ محاصرون ووضعهم صعب، الفلسطيني لن يستطيع فعل شيء. غزة إذا كان هناك أمر خطير كبير ممكن أن يحدث، أن تدخل غزة عسكريًا لتمنع هذه الاجراءات في القدس. هو بحساباته وأنا اعتقد أنّ أهم خطأ بتقدير العدو أنّه ولا ببال ولا يخطر في بال نتنياهو ولا الجنرالات ولا أجهزة الأمن ولا الشاباك ولا الموساد ولم يخطر في بال هؤلاء الصهاينة أنّ غزة ستقدم على قرار تاريخي عظيم من هذا النوع.

هنا أيضًا هذا سنستفيد منه للبنان لاحقا يقول لك غزة محاصرة 15 سنة، أوضاع معيشية صعبة هذا صحيح، أوضاع اقتصادية صعبة، كورونا، الناس تحتاج للدواء والطعام والشراب وحياتها وخرجوا عام 2014 من حرب استمرت 51 يومًا، عدد كبير من الشهداء، عدد كبير من الجرحى، عدد كبير من الأبنية والمساكين التي دمّرت والتي تضررت وا وا وا الخ. إذًا ما يطلع معه وبالحقيقة لنكن صادقين وصريحين غزة فاجأت الصديق والعدو في هذا القرار للحقيقة.

إذًا هو أخطأ بالتقدير، ولذلك أصرّ على هذه الممارسات في موضوع حي الشيخ جراح في موضوع الاعتداءات على منع المصلين، الاعتداء على المصلين الاعتداء على المسجد الأقصى، إلى أن وصل الأمر إلى أن اضطرت المقاومة في غزة إلى تنفيذ تهديدها. هذا عندما نعود لتقييم الخلفية وهذه النقطة التي قلت علينا أن نستفيد منها دائمًا، يجب ان يبقى في بالنا اننا امام عدو متغطرس مستكبر احمق ولكنه فاشل في نفس الوقت، الأهم في هذا الجانب من التقييم هو تقييم جبهة غزّة، ما اقدمت عليه غزّة، وعندما نقول غزّة نعني بذلك المقاومة والشعب، ما اقدمت عليه غزّة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ صراعنا مع العدو، يجب ان يُفهم جيداً، يجب ان يُوضّح، يجب ان يُعرف وايضاً يجب أن يُقدّر عالياً في الواقع، اخواني واخواتي بعد تحرير قطاع غزّة كانت دائماً معارك وحروب غزّة حساباته غزّة اي غزّاوية وهذا معروف، وما ادّى الى المواجهات الواسعة في 2008 و 2012 و 2014 دائماً كان السبب يرتبط بغزّة نفسها، إما رد فعل على اغتيال القيادات، او اعتقالات اسرائيلية أو مجزرة، او نتيجة شدّة الحصار بغية تخفيف الحصار عنهم، الحصار الاقتصادي والمعيشي، المهم كانت الاهداف والحسابات ترتبط بغزّة اي (غزّاوية)، كانت المقاومة تحمي غزّة، تحمي القطاع واهله وشعبه وتحمي وجودها في هذه المساحة الجغرافية الضيقة، التطوّر التاريخي الذي حصل في معركة “سيف القدس” ان غزة هنا دخلت لتحمي القدس وليس لتحمي غزّة، لتحمي القدس واهلها وحي الشيخ جرّاح ولتحمي المقدسات والمسجد الاقصى، فبادرت الى التهديد ونفّذت ودخلت في القتال، هذا القرار انا أعبر عنه أنه قرار تاريخي استثنائي نوعي، وعندما أخذت قيادة المقاومة هذا القرار هي تعرف جيّداً انها ستدخل في حرب في مواجهة واسعة وان هذا سيجرّ على غزّة قصفاً ودماراً وشهداء وجرحى ويزيد من معانات الحياة، هنا أهل غزّة ومقاومتها كانوا في موقع الاستعداد للتضحية وليس دفاعاً عن أنفسهم وانما الدفاع عن القدس المقدّس الذي يؤمنون به القدس والمسجد الاقصى، هنا مستوى عالي وراقي من التضحية ودفع الاثمان، هنا لم يكن القتال للدفاع عن الابناء ولا عن النساء ولا عن الاطفال ولا عن الوجود، وضعت مقاومة غزّة واهلها ابناءهم ونساءهم واطفالهم وكل وجودهم على كفّ الفداء والتضحية من أجل القدس ومقدسات هذه الامّة واعتبروها امانة الله وأمانة الامّة في اعناقهم وكانوا دائماً وهم بحق أهل هذه الامانة وبمستوى هذه الامانة، بكل صراحة هذا القرار من قيادة المقاومة في غزّة كان قرار ايمان وجهاد وفداء وتضحية وصدق في أعلى مستوى، ولذلك كان له هذه الاثار المعنوية النفسية المدوّية هذا التأثير الذي هزّ الفلسطينيين جميعاً من اهل القدس الى اهل الضفّة الى اهل الداخل في 48 الى الشتات الى كل العالم العربي والاسلامي الى الجاليات والكثير من شعوب هذا العالم، دعكم من الميتين هؤلاء اصلا ليسوا احياء ليس لهم حساب، ولذلك حظيت ايضا هذه المعركة بمستوى من التفاعل الهائل من هنا او من نتيجة اداء المقاومة وصلابتها وصلابة اهل غزّة وثباتهم وتألّق القادة وشموخ المقاتلين وحركة الاهل في القدس، في الضفة، في الـ 48. المظاهرات على الحدود اللبنانية مع فلسطين، الحدود الاردنية مع فلسطين، في اماكن كبيرة كثيرة من العالم في عواصم وفي دول وفي جاليات وفي شعوب كلها تعبر عن هذا المستوى من التفاعل، هذه المعركة هذه الحادثة اظهرت امراً مهماً يجب على الصهاينة ان يأخذوه، الى هنا انا انتهيت من تقييم بداية الاحداث وخلفيات الاحداث، بناءً على هذا التقييم لدي نقطة مهمّة وهي باعتقادي اهم ما سأقوله في هذه الكلمة ما يجب ان نتوقّف عنده ونعمل له في الحقيقة، هذا الامر المهم الذي يجب على الصهاينة ان يفهموه وان يعرفوه ويجب ان تعمل له الامة ايضاً ويعمل له محور المقاومة وهو يعمل له ويتحضّر له ولكن نحتاج الى المزيد من الهمة والنشاط واختصار الزّمن، يجب ان يعرفوا أنه – انا الان اخاطب قادة العدوّ، قيادة العدو، حكومة العدو جيش العدو، ايِ كان على رأسهم في الحكومة الجديدة او في السنوات القادمة، بناءً على هذه التجربة يجب ان تعيدوا النظر في تقديراتكم، يجب ان تعرفوا من خلال ما حصل من قبل غزّة، يجب ان تعرفوا ان الامر عندما يمسّ القدس كمدينة مقدّسة، وعندما يمسّ المسجد الاقصى والمقدّسات الاسلامية والمسيحية ان هذا الامر مختلف تماماً عن اي امر اخر، قد تقتلون بعض القادة هناك، تهجرون كما تفعلوا في بعض القرى العرب في النقب او في اماكن اخرى او في بعض البيوت من هنا او من هناك، قد تعتدون قد تحاصرون قد قد.. طالمنا الامر لا يمسّ القدس كمدينة مقدّسة والمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية هذا له حساباته ومعادلاته، لكن عندما يتم المسّ بالمقدّسات الامر يكون مختلفاً والدليل ما فعلته غزّة في الاسابيع القليلة الماضية، وما التزمت به قيادة المقاومة في غزّة تجاه القدس المدينة المقدّسة وتجاه المقدّسات وهذا الالتزام واضح وهم من اهل الوفاء بالإلتزام به، الاضافة التي اريد ان اضيفها هنا ترتبط بخارج غزّة، جميعنا كنا نواكب هذه المعركة، فلندع بعض الشعارات وبعض المزايدات جانباً، محور المقاومة وقيادات ضمن محور المقاومة وحركات المقاومة في مثل هذه الاحداث على تواصل ليس يومي على تواصل ساعاتي، ويتصرّفون بعقل وبحكمة وبمسؤولية وبما تقتضيه مصلحة المعركة، لا يخضعون للعواطف وللشعارات والحماسات والمزايدات، ما يجب ان يفهمه الاسرائيلي هنا ان المسّ بالمدينة المقدّسة وبالمسجد الاقصى وبالمقدّسات لن يقف عند حدود مقاومة غزّة – وهذا يجب ان يضعوه في حساباتهم – هذا الامر طبعاً ليس بالنيابة عن الفلسطينيين وانما خلف الفلسطينيين والى جانبهم، هذا الامر يجب ان يكون التزام من شعوب المنطقة ومن كل حركات المنطقة ومن كل محور المقاومة في المنطقة ودول وحركات، طبعاً ان أقول رأيي الشخصي بأننا يجب ان نصل الى هذا المستوى لنصنع معادلة جديدة، المعادلة الجديدة تقول: مقاومة غزّة صنعت معادلة جديدة اسمها “المسجد الأقصى والقدس مقابل مواجهة مسلّحة، اشتباك مسلّح” طبعاً ليس شرطاً ان يكون عندك كل تفصيل وعند كل جزئية هذا يكون تقييمه عادةً في يد قيادة المقاومة في غزّة وهي التي تأخذ كل الجوانب بعين الاعتبار، المعادلة التي يجب ان نصل اليها “القدس يعني حرب إقليمية”، اي ان كل حركات المقاومة لا تستطيع ان تقف ونشاهد وتتفرج اذا كانت المدينة المقدسة والمقدسات في خطر حقيقي جدي، نعم هذا طبعاً في وقتها يحتاج الى تدقيق اي تطبيق المصداق، لا يجوز ولا يمكن ان تقف حركات المقاومة ومحور المقاومة، وبالتالي عندما يفهم الاسرائيلي هذه المعادلة ان هذه معادلة حقيقية ومعادلة جدية وهي تم التحضير لها ليل نهار، وان اهل المقاومة في المنطقة لن يتركوا هذه المدينة المقدسة ولن يتركوا هذه المقدسات الاسلامية المسيحية لتهدّم ولتدمّر وليُبنى عليها بدائل مزعومة، حينئذٍ سيفهم الاسرائيلي ان اي خطوة من هذا النوع ستكون خطراً على كيانه لانّ نهاية اي حرب إقليمية اذا حصلت ضمن معطيات الواقع الاسرائيلي وضمن واقع المنطقة وحركات ودول محور المقاومة نتيجتها برأيي هو زوال الكيان.

اذاً نحن اليوم امام التجربة التاريخية الجريئة العظيمة التي اقدمت عليها مقاومة غزّة يجب ان نطوّر هذا الموقف الى هذا المستوى وبهذا القرار وبهذه الارادة الجدية وبهذه المعادلة الجديدة نعم نستطيع ان نحمي المدينة المقدّسة ونستطيع ان نحمي المقدّسات الاسلامية والمسيحية في هذه المدينة المقدّسة. انا اعتبر ان هذه اهم نقطة في خطاب الليلة، اريد الانتقال للاستفادة من التجربة في قرائة سريعة، -الحمدلله الله يُعيننا(في اشارة الى صحته) – لذلك نكمل ما كنا قد كتبناه، هذه المعركة كان لها نتائج معركة سيف القدس، كان لها نتائج هامة جداً انا لن ادخل في الجانب التفصيلي والتخصصي ولكن سأقف عند بعض النتائج العامة، طبعاً خلال ايام المعركة عندما كنتم تواكبون على شاشات التلفزة، وسائل الاعلام، مواقع التواصل، الخبراء، المفكرون، المحللون، المعلّقون قالوا الكثير من الكلام المفيد والصحيح، لكن انا اريد ان اختصر بعض النتائج ايضاً كمساهمة ولو لاحقاً في سياق هذه المعركة وايضاً للبناء عليها للمرحلة المقبلة. الان اعطينا مادّة لأولئك الجماعة الذين كانوا يُسمّون 14 اذار غداً. عندما تصبح المدينة المقدّسة والمقدّسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدّسة تواجه خطراً جدّياً حقيقياً فلا معنى لا لخطوط حمراء ولا لحدودٍ مصطنعة، في النتائج قسّمتهم الى قسمين، النتائج السياسية والمعنوية والثقافية والنفسية ما سوى العسكري والامني والنتائج العسكرية والامنية طبعاً بعض النتائج:

1- إعادة الرّوح الواحدة الى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلّة، قطاع غزّة، الضفّة، القدس، 48 وخارجها كل الشتات وفي العالم، شعرنا جميعاً، شعر العالم كله اننا كشعبٍ واحد، شعب فلسطيني واحد يتحرّك كروح واحدة، بنفس واحد، بنبض واحد، بشعار واحد، بهدف واحد، بقضية واحدة، هذا ما عمل اعداء فلسطين على منعه طوال عقود من خلال تقسيم وتشتيت الشعب الفلسطيني.

2- إعادة الحياة الى القضية الفلسطينية في العالم، الذين ظنّوا ان القضية الفلسطينية انتهت وانطفأت، هذه المواجهة في معركة سيف القدس أعادت القضية الفلسطينية احيت القضية الفلسطينية في العالم وفرضتها على دول العالم وشعوب العالم ووسائل الاعلام في العالم وعلى شبكات التواصل في العالم، بعض التقارير كانت تقول ان 55% من متابعي وسائل التواصل كانت مهتمة جداً بالاحداث وتلقّت صور لما يجري في فلسطين المحتلة بعد سنوات ترامب العجاف والتطبيع فرضت على العالم من جديد اسم فلسطين وعلم فلسطين وذكّرت العالم من جديد بالشعب الفلسطيني.

3- اعادة الحياة الى فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، الاهم ما سمعناه من جيل الشباب في ‏‏1948 عن الهوية الفلسطينية والحلم الفلسطيني، يعتبر تطور إستراتيجي عظيم.‏

‏4- إرتفاع الثقة والإيمان بخيار المقاومة المسلحة والإنتفاضة الشعبية كطريق حقيقي ‏وحيد للتحرير والحرية وإستعادة الأرض بعد بأس نتائج مسار المفاوضات، يعني ‏إرتفاع روح ثقافة المقاومة وروح المقاومة عند الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.‏

‏5- إسقاط كل دعايات المطبعين، هذه النقطة ذكرتها أنا يوم القدس، دائما كانوا ‏يقولون تريدوننا أن نقاتل لتحرير فلسطين، ها هم الفلسطينيون تركوا وتخلوا وباعوا ‏ولم يعودوا سائلين. إسقاط كل دعايات المطبعين أن الشعب الفلسطيني تخلى عن ‏قضيته ومقدساته، لماذا علينا أن نكون ملكيين أكثر من الملك؟ تحدثت أنا عن الشعب ‏الفلسطيني أنه الملك في يوم فلسطين أثبت سيف القدس أنه الملك، بل ملك الملوك ‏البشريين، لان ملك الملوك الأعظم هو الله سبحانه وتعالى. أثبت الشعب الفلسطيني ‏تمسكه بقضيته ومقدسات الأمة التي تأتمنه الأمة عليها، وإستعداده الكبير لمواصلة ‏التضحيات والفداء في هذا الطريق.‏

‏6 – هذه الاحداث والمعركة وجهت ضربة قاسية وقوية جدا لمشروع التطبيع ‏ومسار التطبيع ودول التطبيع وكل المطبعين. وكل ما قامت به وسائل هذه الدول ‏الإعلامية من أجل تصوير الصهاينة على أنهم حمائم سلام ومحاولة التنظير لأبناء ‏العم هذا كله سقط.‏

‏7- اليوم في 25 ايار 2021 بعد سيف القدس أنا واحد من الذين أستطيع القول أن ‏صفقة القرن سقطت وإنتهت وتلاشت، في السابق دائما كنا نحطاط لكن الان بوضوح ‏نعم نستطيع قول ذلك. لقد فرضت المقاومة وتطور الموقف في فلسطين وفشل ‏الصهاينة في المواجهة. على الإدارة الأميركية أن تعلن موقفها المعدل من طروحات ‏ترامب، عندما تعلن الإدارة الأميركية أن القدس الشرقية ما زالت موضوعا ‏للتفاوض وللنقاش في مفاوضات الوضع النهائي، عندما توصي كما أعلن البيت ‏الأبيض عندما توصي الاسرائيليين بعدم إخلاء حي الشيخ جراح وتدعي أنها ‏طالبت بأن يتعامل معهم بأمن وإحترام هذا يعني سحب بشكل أو بأخر، وهذا بحاجة ‏الى تقييم قانوني، سحب الإعتراف الأميركي بأن القدس الموحدة الشرقية والغربية ‏هي عاصمة إسرائيل الأبدية وهذا جوهر صفقة القرن.

المعركة فرضت هذا الموقف ‏على الاميركي الذي طبعا تدخل ليس لأسباب إنسانية وأخلاقية وإنما نظرا لأولوياته ‏في العالم وخشية من أن يتصاعد الموقف وتنفجر كل المنطقة وتخرج الامور عن ‏السيطرة، يعني هذه الخلفية الحقيقية للتدخل الأميركي. ‏

‏8 - سقوط صفقة القرن، إعادة إظهار الوجه البشع لإسرائيل، إسرائيل المتوحشة ‏والمجرمة وقاتلة الأطفال ومرتكبة المجازر وأيضا جانب يجب دائما تقديمه للعالم، ‏إسرائيل نظام الفصل العنصري في الداخل، وهذا أيضا شوهد من جديد، قد يمكن ‏السيطرة على بعض وسائل الاعلام ولكن واضح أن السيطرة على وسائل التواصل ‏الإجتماعي في العالم صعب وهذا أتاح لهذه المعركة أن تصل إلى عيون وأذان ‏وعقول كثيرين في العالم، قد لا تكون مهتمة إسرائيل بصورتها في العالم العربي، ‏لانها أصلا هي لا ترى عالم عربي ولكن هي بالتأكيد مهتمة بصورتها في العالم ‏ولذلك نجد أن موقف حتى دول الإتحاد الأوروبي وكثير من دول العالم كانت ‏محرجة في مقاربة الأحداث الأخيرة في فلسطين. ‏

‏9- وأخيرا في النتائج السياسية، إعادة بوصلة الصراع في المنطقة، هذه من أهم ‏النتائج السياسية، خلال عقود أيها الأخوة والأخوات وخصوصا خلال هذا العقد ‏الذي مضى، كان هناك محاولة لإشغال المنطقة وإيجاد عداوات مختلفة ومتنوعة، ‏حروب طائفية وحروب مذهبية وحروب تحت عناوين وصراعات. المهم إبتعدوا ‏عن الصراع مع إسرائيل وعن القتال مع إسرائيل وتصارعوا وتحاربوا وتقاتلوا ‏وإفعلوا ما شئتم. لا يوجد مشكلة وصولا إلى جهد دولي وإقليمي وعربي رسمي ‏لتكريس عدو غير إسرائيل للعرب والمسلمين والأمة، هو إيران والجمهورية ‏الإسلامية في إيران.‏

اليوم معركة سيف القدس أعادت البوصلة، العدو أيها العرب والمسلمون، أيها العالم ‏العربي والإسلامي، يا أحرار العالم، عدو البشرية والإنسانية والحق والعدل ‏والانصاف، المحتل المغتصب المتوحش العنصري الذي يرتكب المجازر هو الكيان ‏الصهيوني وهو إسرائيل وليس أحد أخر.

هذا مهم جدا، عندما نأتي سريعا أيضا ‏إلى بعض النتائج العسكرية والميدانية والأمينة، نحن أمام نتائج ممتازة جدا، ‏بالنتائج يجب أن تتكلم بجزئين، جزء له علاقة بالمقاومة الفلسطينية وما حققت، ‏والجزء الثاني له علاقة بإخفاقات وفشل الإسرائيلي، من المهم لنا وللفسلطينيين ‏ولكل الصراع القائم، لكن قبل ذلك يجب أن نقدم مقدمة سريعة لكي نكون منصفين، ‏هنا لا نتكلم عن دولتين، نحن نتكلم عن دولة بحجم الكيان ودولة ثانية بحجم الكيان ‏ودخلو بحرب 12 يوم، كلا، يجب ان نستحضر، نحن نتكلم عن كيان، أي كيان ‏يحتل فلسطين والجولان، وكيان دولة قائمة بذاتها ودولة قوية ونحن نتكلم عن جيش ‏يعتبر من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط ولديه بلا شك، أقوى سلاح جو في ‏الشرق الأوسط. لا يوجد نقاش هنا، مقابل غزة، مقابل قطاع غزة الذي هو محصار ‏منذ 15 سنة، هذا له تأثيراته على امكاناته، على حياته وعلى معاناته، وتبلغ ‏مساحته 365 كلم مربع، أمام حجم مساحة الإحتلال، ويحتوي على أكثر من ‏مليوني شخص، يجب حمايتهم والحفاظ عليهم، وفي منطقة مسطحة، لا يوجد جبال ‏ووديان، في منطقة مسطحة أي من المفترض أن الاسرائيلي له إحاطة معلوماتية ‏كاملة وسيطرة من الجو والبحر والبر، ومقاومة سلاحها وصل إليها إما بالتهريب ‏أو إشترته من داخل فلسطين المحتلة، وجزء أخر من سلاحها هو تصنيع محلي، ‏بالأعم الأغلب هذه الصواريخ هي تصنيع محلي، هذا سنأخذه بعين الإعتبار، أذا ‏نحن هنا لا نتكلم عن دوليتن، عن جيشين كبيرين، نحن نتكلم عن مقاومة محاصرة ‏وشعب محاصر في مساحة 365 كيلومتر وهذه إمكاناته، ولكن دعونا نرى، بإرادتهم ‏وإيمانهم وصبرهم وبحكمتهم وبشجاعتهم وبوفائهم وتوفيق الله لهم أولا واخرا، هم ‏مشوا وأعطوا نتائج وهذا سلاح الجو أقوى سلاح جو في المنطقة ومن أقوى جيوش ‏المنطقة ومن أقوى دول المنطقة ماذا لديه إنجازات؟ ماذا لديه إخفاقات؟ ‏

في النتائج، واحد، دخول قطاع غزة بقوة على معادلة حماية المدينة المقدسة ‏والمسجد الأقصى وخصوصا حي الشيخ جراح. هذا الحي أصبح داخل المعادلة. ‏والان الى الأمام المحك الأساسي هو تثبيت هذه المعادلة من قبل المقاومة ومحاولة ‏العدو إسقاط هذه المعادلة. وهذا يعني أيضا دخول قطاع غزة على كل المعادلة ‏الفلسطينية من جديد. وقصة عزل غزة عن مجمل القضية والمشروع والصراع هذا ‏إنتهى، وخرجت من دائرة الدفاع عن النفس إلى دائرة الهجوم والحضور في ‏المعادلة، هذا يشكل ضمانة كبيرة وتطورا عظيما في المعركة الدائرة. ‏

ثانيا، رغم كل الحصار وأشكاله المختلفة على قطاع غزة أظهرت المقاومة تطورا ‏كبيرا في إمكانياتها وقدراتها وأدائها، وتجهيزاتها وسلاحها كما ونوعا في قدراتها ‏العسكرية المادية خصوصا الصاروخية وقدراتها البشرية، هذا التطور أعطاها ‏القدرة على العمل في المجال الصاروخي، أنظروا إلى الإنجازات، هذا الموضوع ‏نحن نفهمه جيدا لأننا خضنا تجارب مشابهة. ‏

ثالثا، القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ، 11 يوما، والإعلان أننا بإستطاعتنا ‏أن نكمل أشهرا، القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ، بمعزل إذا حصل أو لم ‏يحصل هذا بحث أخر، نفس أنه لا يزال يخرج هذا إنجاز، هذه نتيجة ممتازة جدا، ‏بالرغم من المسيرات وسلاح الجو ومئات الغارات والقصف البري على خط ‏الحدود مع غزة والخ…‏

أثنين القدرة على الاطلاق في ساعات معلنة مسبقا، حتى بعض الأخوة قالوا يا ‏أخي إنصحوهم أن لا يحددوا أوقات من هذا النوع، لكن تحديد الأوقات في تلك ‏المعركة كان له أبعاد معنوية، “شوي” يقول له كن جاهزا عند الساعة 6:00 أريد أن ‏أقصف.‏

أو الساعة 9:00 في وقت البهاء، إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ وليس 10 ‏وعشرين و30 أوربعين، في الدفعة الأولى وفي الدفعات المتزامنة، إطلاق أعداد ‏كبيرة من الصورايخ هذا له علاقة أيضا بالقدرة على الإطلاق وله علاقة بحجم ‏الصورايخ.‏

أيضا حجم ونوع وكم الصورايخ، الكم الحجم مختلف، المدايات، وصول الصواريخ ‏سنعود لها في القبة الحديدية، في الإصابات لا يستطيعون أن يخفوا هذا الموضوع.‏

إذا هنا يوجد إنجاز عسكري ضخم أسمه مواصلة إطلاق الصواريخ حتى أخر ‏لحظة والصواريخ التي كانت تطلق بكثافة وبأحجام مختلفة وبمدايات مختلفة ‏وإستهدفت أماكن بعيدة عن غلاف غزة.‏

ثالثا، من أهم الإنجازات العسكرية والأمنية والميدانية، شل الكيان وأمنه ومجتمعه، ‏أصلا إسرائيل ما هي؟ يوجد الكثير من الدول لأنها دول قديمة وحقيقية حتى لو ‏حصل وضع أمني صعب واحداث أمنية وحروب أهلية لا تنهار الدولة، تبقى، هذا ‏لبنان حرب أهلية إلى ما شاء الله، دول في المنطقة ما زالت أيضا تعاني وفي ‏السابق في التاريخ دول أخرى، ولكن الدولة المصطنعة، إسرائيل هي دولة ‏مصطنعة، هي كيان مصطنع، هي كيان غير طبيعي، الأمن بالنسبة إليها كما يقال ‏شرط وجود، وليس شرط كمال، يعني ليس أنه إذا كانت أمنة ممتاز، لا تكون أمنة ‏تستطيع أن تستمر، كلا، دولة مختلفة من هذه الجهة، الامن بالنسبة لكيان العدو هو ‏شرط وجود، إذا إنتفى الأمن هذه الدولة تنهار، إذا إنتفى الأمن، أنظروا إلى ‏تصريحات الصحافيين والمعلقين والإعلاميين والسياسيين ونواب في الكنيست ‏واناس عاديين، هذه 11 يوما يقولون لك نحن لا نشعر هنا بالأمان نحن خيارنا ‏الطبيعي يجب أن يكون العودة إلى الدول التي جئنا منها، ولديهم جنسيات أوروبية ‏وأميركية وأسترالية وكل واحد منهم لديه جنسيتان، عندما يبدأ يشعر أنه داخل ‏فلسطين المحتلة ليس لديه عمل وسيقف الإقتصاد وستقف التجارة ولا يستطيع أن ‏يتسبح على شواطىء البحر ولا يوجد أمن ولا يوجد أمان أسهل شيء عند ‏الإسرائيلي أن “يضب شنطته” ويمشي، هذه نقطة جوهرية نحن أهل محور المقاومة ‏يجب أن نعرفها في دائرة إعرف عدوك هدفها معرفة كيان دولة اسرائيل. والشعب الفلسطيني متمسك بارضه قبل 48 .مجازر حتى الان وحتى لو فتحت الحدود مع فلسطين ‏المحتلة لعاد كل الفلسطينيين الى فلسطين لان قلوبهم في فلسطين وليس في لبنان كما انهم حاضرون ان ‏يقدموا مئات والاف الشهداء في طريق الوصول الى فلسطين. والشعب اللبناني معانته من 48 قاوم وقاتل ‏وما زلنا في المواجهة ونحن لن نتخلى عن ارضنا ولا عن قرانا ولا عن حقولنا ولا عن تاريخنا وكما كنا ‏نقول دائما نحن ولدنا هنا نعيش هنا نموت هنا ندفن هنا ويوم القيامة نحشر من هذه الارض ونحن لا ‏نغادر واغلبنا لا يملك جنسية ثانية وقرارنا ان نبقى هنا. الاسرائيليين ليسوا هكذا لديهم جنسيتين والحقيبة ‏جاهزة وجواز السفر جاهز ، والسبب الذي يجعله يغادر او يبقى في فلسطين المحتلة هو الامن، الامن هو الذي ‏يدفعه الى البقاء في فلسطين او يدفعه الى المغادرة ولهذا السبب قالوا علينا الذهاب وماذا نفعل هنا لا توجد ‏حكومة تحمينا لا توجد قيادة تحمينا ولا جيش يحمينا ولا اجهزة امنية تحمينا والذي حصل في 48 تسبب ‏بحالة رعب شديدة عند الصهاينة في الكيان، وهذا تحول مفاجئ وصادق وفي كل الاحوال شل امن الكيان ‏كان من اهم انجازات هذه المعركة وهذا انجاز عظيم وكبير جدا بل هو انجاز لا سابق له ولم يحصل في ‏حرب تموز 2006 بهذا الشكل ولا في الحروب السابقة لان الذي كان تحت مرمى الصواريخ هو تل ابيب ‏ومحيط تل ابيب وحتى القدس كانت في المرمى وهذا تطور وهذا انجاز عسكري وامني عظيم جدا حققته ‏معركة سيف القدس، وعندما نتأمل ونجد ان تل ابيب ومحيطها وغلاف غزة كلها وعسقلان واشدود وبئر ‏السبع وصولا الى قرب ديمونا، تعطيل مؤسسات حيوية عديدة مثل مطار بن غوريون والغاء الكثير من ‏الرحلات وسبعين بالمئة من الاسرائيليين خلال 11 يوم اضطروا الى الذهاب الى الملاجئ والى الغرف ‏الآمنة طبعا ليس في وقت واحد ولكن من حيث المجموع مرت على السبعين بالمئة والاهم الخسائر ‏النفسية قبل الحديث عن القتلى والجرحى فلنتصور ان ملايين الصهاينة عايشّين 11 يوم تحت صفارات ‏الانذار وصفارات الانذار لوحدها عندما تدوي في تل ابيب والقدس وفي الوسط وعسقلان لوحدها مرعبة ‏وصل الصاروخ او لم يصل ولوحدها تفعل انهيارات نفسية وهذا تأثيراته ضخمة، الخسائر البشرية ‏الخسائر الاقتصادية تحدثوا عن ارقام غير مهم .‏

‏ أربع: انهاء صورة الكيان الامن حتى للخارج والخارج الذي يريد الاستثمار في فلسطين المحتلة وكل ‏فكرة التطبيع واحدة من اهدافها هي جلب استثمارات اقتصادية بعشرات مليارات الدولارات من اجل الحفاظ ‏على هذا الكيان ودعم هذا الكيان والذي يعاني من مشاكل، وواحدة من اهداف التطبيع تحويل الكيان اي ‏فلسطين المحتلة من خلال الكيان الصهيوني الى معبر وعندما يحصل التطبيع في المنطقة يصبح كل ‏شيء وعندهم الموانئ ومطارات وعندهم حدود واماكنهم قريبة وهذا كله عندما يصبح الكيان غير امن ‏والامن هو شرط الاستثمارات.‏

‏ خامسا: فرضت المواجهة على العدو مع اهلنا في 48 والضفة اساسا هي موجودة دائرة المواجهة ولكن ‏‏48 ودخولها على المواجهة كان امرا جوهريا واساسيا ولأول مرة شعروا بالخطر واهتزاز بنية الكيان ‏وانا قرأت تصريح للرئيس المكلف في تشكيل حكومة العدو يتحدث ان هذا خطر وجودي يجب ان تعالجوا ‏وتسارعوا الى حل هذا الامر ورئيس الكيان ايضا تحدث بلغة مشابهة.

سادسا: ومن النتائج العسكرية والميدانية الثبات والصمود في غزة ممتاز والقيادة والسيطرة وجبهة قوية متماسكة، مقاومة غزة وشعب غزة ‏استعداد عالي لمواجهة اي تقدم بري او معركة طويلة ولم يسمع العالم من رجالها ونسائها واطفالها الا كل ‏الكلام الذي يعبر عن الشموخ والاباء والعزة والكرامة والاستعداد اللامتناهي للتضحية.‏

‏ سابعا: استطاعت المقاومة بحق ان تقدم صورة نصر تاريخي وحقيقي لشعبها ولاحبائها في العالم ولعدوها ‏ولكل اعدائها وهذا مختصر لم ندخل الى الجانب التخصصي.

وفي المقابل اخفاقات العدو.‏

اولا : الفشل في تحقيق اي انجاز استراتيجي اي ان يعمل تحول في مسار المواجهة فليتفضل نتنياهو او ‏كوخافي ويدلنا على الانجاز الاستراتيجي الذي حققته اسرائيل وجيشها خلال 11 يوم في معركة سيف ‏القدس لا يوجد شيئا.‏

‏ ثانيا: ما يتحدث عنه المسؤولون الاسرائيليون هو انجازات تكتيكة ولكن بصراحة هذه الانجازات ‏التكتيكية في مقابل قطاع غزة لا تتناسب مع قوة الجيش الاسرائيلي اقوى جيش في المنطقة واقوى سلاح ‏جو في المنطقة يعني ماذا تعني الانجازات التكتيكية هو هدم الابراج، ضرب بعض الانفاق، قتل بعض القادة ‏هذا لا يحتاج الى جيش بقوة الجيش الاسرائيلي ولا الى سلاح الجو بقوة سلاح الجو الاسرائيلي لإنجازه. لم ‏ينجح وفشل في منع اطلاق الصواريخ وبقيت الصواريخ تطلق وكان ممكن ان تطلق لاشهر وهذا يعبر عن ‏الفشل الاستخباري وفشل المعلومات ولا يعرف من اين تنطلق الصواريخ كانت تنطلق ومحددة الزمان ‏ايضا بالوقت وتطلع المسيرات ويطلع سلاح الجو وتبقى الصواريخ تطلع الصواريخ ، ايضا لم ينجح في ‏منع وصول عدد كبير منها الى المدن التي يسكنها الاسرائيليون وهنا يأتي بحث القبة الحديدية الذي يحتاج ‏الى مقاربة دقيقة طبعا الاسرائيليين بالغوا ولكن هناك اناس في داخل الكيان مسؤولين عسكريين سابقين ‏ومعلقين يجرون تقييما ويقولون ان نجاح القبة 53 بالمئة والمسؤولون الرسميون يحاولون ان يقولوا ان ‏نجاح القبة 90 بالمئة ولكن حتى لو سلمنا ان نجاح القبة 90 بالمئة . انظروا عندما يتكلمون ان عدد ‏الوحدات السكنية المتضررة وعدد الاصابات وعدد الصواريخ التي وصلت هذا يعني ان مجمل عدد ‏الصواريخ التي اطلقت يعني ان حديثهم عن 90 بالمية هو تضييع وكذب وعلى كل حال هناك فشل، لكن كم ‏تتراوح نسبته هذا بحاجة الى تقييم تقني وفني في بحث القبة الحديدية والذي يؤكد هذا الفشل هو الوعد الذي ‏طلبه نتنياهو وقدمه بايدن واعلن عنه ان الامريكان يريدون أن يساعدوا في موضوع القبة الحديدية ولو كانت ‏القبة الحديدية ناجحة حتى 90 بالمية كما قالوا كان يجب على نتنياهو ان يفاخر في ذلك وان يسوقها في ‏العالم وان يبيعها الى الامريكان وبالتالي هذا هو دليل وصول الصواريخ بشكل دائم الى تل ابيب وعسقلان ‏‏ وبئر السبع واسدود وغيرها وغلاف غزة وعدد الاصابات في المنازل والمنشآت. الفشل في خداع المقاومة ‏الفلسطينية لجرها الى الى فخ نوعي الذي يسمونه مترو حماس يحضر له منذ 3 سنوات وحاولوا تطبيقه في ‏هذه المعركة ولكن وعي المقاومة ويقظتها وحكمتها منعت الوقوع في هذا الفخ والاسرائيلي كان يراهن ‏على انجاز عسكري نوعي من هذا النوع.

الفشل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ الذي لم تطلق ‏بعد ولم يقدر على تدمير مخازنها اماكن تواجدها.

الفشل في تحديد اماكن قيادات الصف الاول وبالتالي ‏الفشل في اغتيالها وهم حددوا مجموعة اسماء وفي مقدمهم الاسم الاول الموضوع على لائحتهم الاخ القائد ‏المجاهد العزيز الاخ ابو خالد محمد ضيف الله يحفظه ويحرسه وكما كل القادة وهم اعترفوا انهم مددوا ‏العملية ربما يتمكنون من قتل هذا القائد وهذا فشل،اما بعض القادة الذين قتلوا، من الطبيعي ان يستشهد قادة لانهم ‏‏ في الميدان.

الفشل في تقدير قدرات المقاومة ومستوى استعدادها وهم اعترفوا ما لم يكن عندهم هذا التقدير ‏بقدرة المقاومة وقدرتها على الاستمرار ولكن كما ذكرت في بداية الكلمة الاهم الفشل في تقدير ردة فعل ‏غزة ومقاومة غزة وقيادة المقاومة في غزة السياسية والعسكرية على موضوع حي الجراح والاقصى.

الفشل ‏في تقدير فعل فلسطيني 48 وهذا ما قاله مفتش الشرطة العام عندما قال هذا لم يكن في الحسبان والاجهزة ‏الامنية الاسرائيلية المفترض هي متغلغلة وحاضرة ومسيطرة على 48 تفاجأت برد الفعل لكن من اهم ‏مظاهر الفشل الضياع واسرائيل ذهبت الى هذه المعركة مصدومة متفاجئة ضائعة ليس لديها خطة ولا رؤية ‏وهنا يأتي السؤال لرئيس اركان جيش العدو كوخافي الذي بقي 3 سنوت ينظر وفلسفات ويعمل مناورات ‏حتى اطلق عليه الفيلسوف وطبعا واحدة من نظرياته التي استدل فيها على الفشل الاسرائيلي دائما خلال 3 ‏سنوات كان يعمل على احياء القوات البرية وكان يركز على المناورة البرية ودائما كان يقول لن يتحقق أي نصر دون العملية البرية، العملية البرية هي جزء من النصر الذي يجب أن يحققه.

هذا صاحب الرؤى الاستراتيجية والفيلسوف والنظريات والمناورات، أمام غزة المحاصرة، 365 كم2، الصواريخ المصنوعة محلياً، استراتيجياتك وفلسفتك ومناوراتك وتحضيراتك ذهبت هباءً منثوراً، أليست هذه الحقيقة! أهم شيء في هذا الفشل أنه ليس هناك عملية برية، أنا لا أقول أن الجيش الإسرائيلي عاجز عن القيام بعملية برية، لا أدعي ذلك، ولا أقول أنه ضعف إلى مستوى لا يستطيع القيام بعملية برية ولكن أقول أن معنويات الجيش الاسرائيلي، يعني طائراته ودباباته ومدافعه وعسكر وعديد وتكنولوجيا وتلفون والتشاباك أذرع وما تريدون صحيح، ولكن هذا الجيش وقيادة هذا الجيش تتهيب، تخاف، مرعوبة من العملية البرية، سواءً في غزة أو في لبنان أو في أي مكان، وما حصل في غزة عام 2014 وجنودهم الذين ما زالوا لا يعرفون إذا كانوا أحياء أو أموات ما زال ماثل أمام عيونهم. أقوى جيش في المنطقة يتهيب، يخاف، هذا فشل استراتيجي وليس بفشل عادي.

وأخيراً الفشل في تقديم صورة انتصار، لم يستطع. هنا بالحد الأدنى لا يستطيعوا أن يقنعوا الرأي العام الاسرائيلي أنهم انتصروا، يمكنكم أن تعودوا لكل استطلاعات الرأي، لا يوجد استطلاع رأي، يعني إذا أعلى استطلاع رأي الذين مروا معي 15%، 20%، ممكن أن تجد من يقول بالرأي العام الاسرائيلي أن اسرائيل انتصرت أما الباقي لا، لم يستطع أن يقدم صورة انتصار،على كل حال وللبحث صلة، سنترك كم دقيقة للبنان.

هذا فيما يتعلق بمعركة سيف القدس والتي يجب أن يبنى على نتائجها السياسية والمعنوية والنفسية والقيمية والثقافية ويجب أن يبنى على نتائجها العسكرية والأمنية في استمرار هذه المواجهة وفي استمرار هذه المعركة.

بالعودة إلى لبنان وإلى مناسبتنا، نقاط أيضاً سريعة ولن أطيل عليكم.

أولاً في عيد المقاومة والتحرير أود أن أؤكد للشعب اللبناني ولكل شعوب المنطقة ولأحبائنا وأصدقائنا أن المقاومة اللبنانية في أحسن حال، لم يمر يوم على المقاومة في لبنان كانت قوية كما هي الآن لا في العديد ولا في الخبرة ولا في التجربة ولا في العدة ولا في العتاد ولا في الإماكنات كماً وكيفاً ونوعاً واستعداداً وتحضيراً وجهوزية وإيماناً وثقة وشجاعة ومعنويات، هذه أول نقطة. هذا بعد 21 سنة من تحرير الجنوب.

ثانياً، أقول للإسرائيلي بالاستفادة مما ورد في بداية الكلمة، أيضاً لا تتحامقوا ولا تستكبروا ولا تتغطرسوا وبالتالي لا تقدروا ولا تحسبوا خطأ باتجاه لبنان، لبنان محكوم بالمعادلات التي صنعتها المقاومة وصنعتها المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، قواعد الاشتباك ومعادلات الصراع قائمة، أي مس فيها كما قلت يوم القدس بانتظار المناورة الإسرائيلية الكبرى أعيده الآن في عيد المقاومة والتحرير هذه معادلات ثبتت بتضحيات كبيرة قبل 2000 وبعد 2000 في 2006، بالتالي نحن حريصون جداً عليها، لا تخطئوا التقدير، لا تخطئوا التقدير، مثل ما أخطأتم مع غزة إنكم تخطئون مع لبنان، نحن هنا وضعنا مختلف، نحن صحيح علينا عقوبات أميركية على البلد ولكن بلدنا ليس محاصرا، لا في البر ولا في الجو ولا في البحر، لا تقولوا أن هناك وضع صعب معيشي وأن هناك وضع حياتي وأن هناك وضع الناس وظروف وضع البلد الداخلية، هذا كله صحيح ولكن هذا لن يؤثر ولا يؤثر على الإطلاق عندما تكون المعادلة هي الحفاظ على أمن لبنان واستقرار لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان وأمن الشعب اللبناني وأمن كل شبر على الأرض اللبنانية، هذا أمر لا يمكن التسامح فيه.

النقطة الثالثة، اليوم أيضاً المقاومة في الوقت الذي تستند فيه إلى قوتها هي تستند إلى بيئتها الحاضنة التي عجزوا عن المس بها رغم كل ما جرى في الداخل اللبناني رغم كل الظروف المعيشية الصعبة والظروف المعيشية الصعبة الآتية، كلنا سنتدبر أمرنا ولكن يجب أن ييأسوا من إمكانية المس بإرادة بيئة المقاومة واحتضان بيئة المقاومة للمقاومة، اليوم المقاومة في لبنان هي في موقع قوي أيضاً حتى بالاستناد إلى الموقف الرسمي، يعني سواءً في موقع رئاسة الجمهورية بوجود فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي يدافع عن لبنان، الذي يصر على الحصول على حقوق لبنان كاملة في المياه والغاز والنفط وما شاكل والذي يعبر بشكل دائم عن موقفه الواضح من المقاومة وهذا أحد أسباب عتب بعض الدول عليه، إذاً هناك موقف رسمي في موقع رئاسة الجمهورية، هناك موقف رسمي في موقع رئاسة مجلس النواب، طبعاً دولة الرئيس نبيه بري هو شريك في المقاومة أساساً، في موقع رئاسة مجلس الوزراء الحالية تصريف الأعمال وأيضاً في الحكومة يعني البيان الرسمي الذي تلتزم به الحكومة، يعني ما زال الموقف الرسمي هو موقف قوي ومتماسك بمعزل عن الأصوات الداخلية المخالفة والمعارضة والمعروفة.

النقطة الرابعة، فيما يتعلق بالحسابات بيننا وبين العدو، يجب أن نضيف إلى حسابنا القديم الذي ما زال مفتوحاً ما يرتبط بشهيدنا، أنا أسميه الشهيد الدمشقي، شهيدنا الدمشقي علي كامل محسن رحمه الله، يجب أن نضيف إلى حسابنا مع العدو دماء الشهيد محمد طحان، الشهيد على طريق القدس، هذا الشهيد الذي عبر عن مزاج هذا الجيل من شباب لبنان، الذي يتصور أن المقاومة جيل قديم، هذا الجيل الحقيقي، هذا الجيل الذي هو حاضر أن يقتحم الحدود ويقتلع الجدار ويقص الشريط الشائك ويدخل بلا سلاح بالصدور العارية وبالقبضات العزلاء، هذا الجيل مؤمن متحمس مشتاق لبيت المقدس، الشهيد محمد طحان يعبر عن هذا الجيل، طبعاً بالمناسبة أنا أجدد وأؤكد وأعيد لعائلته الشريفة والكريمة فرداً فرداً التعزية والتبريك بهذه الشهادة المباركة لأخينا وابن حزب الله الشهيد محمد طحان، هذا دم، أقول للاسرائيليين، هذا دم صبرنا عليه ولكن ما تركناه ولن نتركه أيضاً ويضاف إلى حساب شهيدنا.

النقطة الخامسة والأخيرة بالوضع الداخلي وأختم، في الشأن الداخلي، لكل ما يجري في لبنان المفتاح هو تشكيل حكومة جديدة، هناك شعارات تحكى أن المخرج من الأزمة الحالية هو استقالة رئيس الجمهورية، طبعاً هذا ليس مخرجاً وليس صحيحاً وهذا كلام هو مزايدات سياسية لن يوصل إلى مكان، فخامة الرئيس موجود وأطال الله بعمره يكمل إلى آخر لحظة إن شاء الله. أو البعض مثلاً قد يطرح تخلي الرئيس المكلف عن تكليفه لتشكيل حكومة وأيضاً من الواضح أن الرئيس المكلف متمسك بهذا التكليف وهذه من نتائج أيضاً الجلسة الأخيرة في مجلس النواب، وإن شاء الله الله يسهل أمره ويستطيع أن يشكل. أو البعض يطرح معادلة الاستقالتين بشكل متزامن، يعني رئيس الجمهورية يستقيل من رئاسة الجمهورية والرئيس سعد الحريري يستقيل من التكليف يعني ينصرف عن التكليف، أيضاً هذا البحث السياسي والخطاب السياسي هذا تضييع وقت، الشيء الواقعي الوحيد اليوم أمام اللبنانيين والشعب اللبناني هو أن يتفضل رئيس الحكومة المكلف بالتعاون والتفاهم مع رئيس الجمهورية ويشكلوا حكومة. عندنا طريقين لا ثالث لهما بعد كل هذه الأشهر واقعاً ليس هناك غير هذين الطريقين، الآن تريدون أن تنتظروا دولاً من الخارج ليس هناك أفق لهذا الموضوع، أنا أؤيد أيضاً ما قيل من أن المشكلة هي مشكلة داخلية كاملة بحتة، الآن يقول لك والله الأميركي يضع فيتو والأوروبيين، ليس هناك هكذا شيء. هناك طريقين، الطريق الأول أن دولة الرئيس المكلف يذهب إلى فخامة الرئيس ويجلسوا ليس 10 دقائق ولا نصف ساعة ولا ساعتين، يجلسوا ساعة وساعتين وثلاثة وأربعة وخمسة ويتناقشوا ثاني يوم وثالث يوم إلى أن يصلوا إلى نتيجة، وأنا أقول لهما البلد اليوم أمانة بين أيديكما، المسؤولية عندكما لأنكما المسؤولان عن تشكيل الحكومة الجديدة. والطريق الثاني هو مساعدة صديق، برأيي أنا الصديق الوحيد القادر على أن يبادر وعلى أن يقدم المساعدة وبمعزل الآن بعض الناس أو علاقاتهم أو رؤيتهم له قد تتفاوت سلباً أو ايجاباً، برأيي بالواقع السياسي اللبناني الحالي الصديق الوحيد الذي يمكن أن يقدم هذه المساعدة هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري لموقعه كرئيس مجلس النواب ومكانته السياسية في البلد وتجربته الشخصية، نحن حزب الله نساعد، حاضرون أن نساعد دولة الرئيس، وأدعو الكل أن يساعدوه، هو طبعاً لا يحتاج إلى دعوة للمبادرة ودائماً يبادر وهو لم يترك المبادرة، ولكن أنا دعوتي الليلة أن أقول أنه عندنا طريقين، إما دولة الرئيس سعد الحريري يذهب إلى بعبدا ويجلس مع فخامة الرئيس ميشال عون ساعة وساعتين ويوم ويومين وثلاثة وينقذوا البلد ويخلصونا، وإما الجميع يأتي ويقول يا دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري تفضل وابذل جهدك حتى لو اضطررت أن تخاطر بأمنك الشخصي، حتى لو تذهب إلى الرئيس عون، لا أعرف ماذا يفعل، لكن اليوم ليس هناك طريق ثالث، الطريق الثالث أن يبقى البلد منتظراً وعندنا مشاكل الدعم ورفع الدعم وترشيد الدعم والبطاقة التمويلية والوضع الاجتماعي والوضع المعيشي والمحروقات والأكل والخبز والدواء وو… إلى متى يمكن أن ننتظر، إلى متى يمكن أن يتحمل البلد.

أختم بالمقطع الأخير، أختم على ضوء ما حصل في الأيام القليلة والأسابيع القليلة والشهور الماضية والسنوات الماضية، أهم شيء اليوم نحن فيه الذي له علاقة بوضع المنطقة، الذي له علاقة بوضع المحور، أن أيضاً المحور – وإن كنت تحدثت عن هذا في يوم القدس ولكن أريد أن أختم بجملتين – استطاع اليوم في هذه اللحظة التي نحن فيها عبر أصعب عشر سنوات في تاريخه وفي حياته، والتي كانت تستهدف، مؤامرات تستهدف وجود دول، وجود أنظمة، وجود حركات المقاومة، هذا عبرناه. النقطة التي أريد أن أصل لها لأقول أن صمود محور المقاومة في البلدان المختلفة هو شكل الداعم الأساسي للمقاومة في فلسطين وشكل اليوم الحامي والرافعة الأساسية للمقاومة والانتصار في فلسطين، يعني تصوروا لو أن المعركة كانت ستجري أو جرت وليس هناك شيء اسمه نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، مثل ما كان يريد جون بولتون، لا يوجد، هناك نظام موالي لأميركا والغرب، وبالعراق هناك داعش وفي سوريا هناك داعش والنصرة والتكفيريين وبعض الجهات العلمانية الخالصة مع اسرائيل ومبايعة، وفي لبنان لأنه لو انتهت سوريا غير معلوم ماذا كان مصير لبنان لو سيطرت داعش والنصرة والتكفيريون على سوريا، على كل حال مصير لبنان معلوم كان يعني الكلفة ستكون عالية والنتائج ستكون خطيرة، اليوم نجد لا باللحظة الحالية الجمهورية الإسلامية عبرت تهديد الحرب وتتغلب على العقوبات وعلى الحصار وفي وضع قوي ومتين ومستقر وذاهبة إلى انتخاباتها الرئاسية، داعش في العراق انتهى يلفظ أنفاسه الأخيرة، يجب أن أتوقف عند التفاعل في العراق الجديد والكبير والمهم الذي حصل مع معركة سيف القدس وهذا أمر على درجة عالية من الأهمية، البيان الذي صدر في اليوم الأول من قبل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله شكلاً ومضموناً زماناً هذا يجب أن يتوقف عنده الكثيرون في العالم من الأعداء ومن الأصدقاء، مواقف القيادات العراقية، الرؤساء في العراق، القيادات العراقية المعروفة، الأحزاب العراقية، التظاهرات التي خرجت في بغداد وفي غيرها، هذا كله مؤشر مهم في التحول.

سوريا أيضاً اليوم في جزء كبير من مساحتها الجغرافية تتعافى وتذهب غداً إلى انتخاباتها لتؤكد حضورها السياسي وتثبت دولتها ونظمها وكيانها.

لبنان والصمود والاستقرار القائم في لبنان رغم المعاناة في البعد الاقتصادي والمالي والمعيشي، في ظل الانهزام والتطبيع العربي. كيف سيكون حال شعب فلسطين لو إيران لم تكن موجودة، والعراق في عالم آخر وسوريا بيد داعش والتكفيريين ولبنان بيد داعش والتكفيريين وفي ظل الانهزام العربي، التطبيع العربي، الأنظمة العربية، هذا يشكل الرافعة.

طبعاً اليوم الوضع أفضل لأنه أيضاً هناك إضافات نوعية، مع الحضور القديم المتجدد لجمهور كبير جداً مؤيد للمقاومة وخيار المقاومة وثقافة المقاومة والشعب الفلسطيني في دول عربية، في دول العالم الإسلامي، في دول العالم، تذهب من شمال افريقيا كلها إلى نيجيريا إلى دول إفريقية إلى البحرين إلى الكويت إلى دول في الخليج إلى أفغانستان باكستان أندونيسيا ماليزيا، على امتداد العالم العربي والاسلامي والعالم، هناك جمهور متنوع دينياً يعني مسلمين ومسيحيين وحتى يهود، متنوع مذهبياً، متنوع فكرياً، سياسياً، قومياً، عرقياً مؤيد لهذا الخيار ولهذه الثقافة، وكانت الإضافة النوعية الكبيرة جداً في محور المقاومة هي اليمن وتفاعل اليمن واقعاً الانسان تدمع عينه أمام تفاعل إخواننا اليمنيين، يعني عندما أستمع إلى سماحة السيد عبد الملك ويقول أنه نحن نريد أن نتقاسم الخبز مع الشعب الفلسطيني واقعاً أنا أتأثر عاطفياً، وأقول يا سيدنا أنتم محاصرون هل لديكم خبز للتقاسموه مع الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يملك كثيرون من العرب والمسلمين في أموالهم الشخصية مئات مليارات الدولارات وما يزال عن موائدهم من الطعام مما لذ وطاب يمكن أن يطعم شعوباً بأكملها. على كلٍ التفاعل اليمني إعلامياً، شعبياً، ميدانياً هذا رائع وعالي وهذه قوة عظيمة أضيفت إلى محور المقاومة.

على كل حال، هذا هو الأساس الذي يمكن أن نبني عليه المستقبل، نحن ننظر إلى المستقبل انطلاقاً مما حصل في الأسابيع القليلة الماضية نرى بحق وليس من موقع الشعار أن القدس أقرب، أن زوال الكيان الإسرائيلي أقرب، أن الزمان بدأ يختصر باتجاه هذا المستقبل، المسألة هي مسألة وقت، مع كل هذه الأعياد القائمة نرى الأعياد القادمة إن شاء الله للحرية والتحرير والسيادة والاستقلال والأمن والسلام الحقيقي ليس السلام الكاذب، ليس سلام الذئاب والضباع مع المساكين والخراف، سلام الليوث، سلام الأعزاء، سلام المقتدرين، ونرى الحياة الطيبة والكريمة التي سيصنعها كل المقاومين الشرفاء في منطقتنا، هنا طبعاً كما فعل قادة حماس وقادة الجهاد الإسلامي وقادة فصائل المقاومة الفلسطينية من موقعي في المقاومة اللبنانية يجب أن أقدم الشكر لكل الذين وقفوا إلى جانب المقاومة ودعموها خلال كل السنوات الماضية، بالسياسة وبالمال وبالسلاح وبالخبرة وبنقل التجربة وبالتدريب ولم يبخلوا بشيء وخاطروا حتى بوجودهم وفي مقدمهم الجمهورية الإسلامية في إيران وعلى رأسها سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف ويجب أن نستحضر بقوة وباحترام وبإجلال وبتقدير الروح العظيمة للقائد الكبير الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي أمضى أكثر من عشرين عاماً جاء إلى منقطتنا وليس في لحيته ورأسه شعرة بيضاء وغادرنا وكله أبيض وبوجه أبيض، خلال عشرين عاماً بذل هذا القائد الشهيد شبابه وزهرة حياته معنا ومع المقاومة الفلسطينية بعيداً عن وسائل الإعلام، بعيداً عن أي شكل من أشكال المفاخرة والمزايدة، كان حماسه أشد من حماسنا وعزمه أمضى من عزمنا وجديته أكبر من جديتنا، كنا نتعب ولا يتعب ونمل ولا يمل، نستحضره اليوم لنقدم أيضاً إلى روحه العظيمة هذه الانتصارات العظيمة.

4*) التيار العوني

29 ايار 2021

رأت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر"، في بيان أصدرته بعد اجتماعها الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، أن "الصمود الفلسطيني في غزة والضفة والقدس أعاد الاعتبار الى القضية الفلسطينية، وأنهى زمن العدوان الإسرائيلي المتفلت من أي عقاب، وأسس لمرحلة جديدة على مستوى المنطقة عنوانها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وحق الفلسطينيين بالحرية والأمن والاستقرار".

ودعا "التيار الوطني الحر" اللبنانيين الى "توحيد الموقف من ملف النازحين السوريين وبدء الحوار والتعاون مع سوريا لتأمين العودة الآمنة والكريمة لهم، خصوصا بعد دخول سوريا مرحلة جديدة من تاريخها مع الانتخابات الرئاسية التي ثبتت الرئيس الأسد على رأس الدولة بإرادة شعبه، والتي ستثبت الأوضاع في سوريا بمزيد من الاستقرار والتوجه نحو إعادة الإعمار ما سيعيد سوريا الى الحضن العربي والجامعة العربية وسيعيد العلاقات الى طبيعتها مع المحيط العربي، وعلى لبنان الاستفادة من مناخ التهدئة الحاصل في المنطقة، والذي لا بد أن ينعكس إيجابا بفك الحصار المالي عن لبنان وبتكوين ارادة إقليمية ودولية تمنع سقوطه إذا أحسنا كلبنانيين إطلاق برنامج إصلاحي متكامل للنهوض ببلدنا واقتصادنا".

وأكد "اننا ننتظر مع الشعب اللبناني أن يحسم دولة الرئيس المكلف أمره بتشكيل حكومة تحترم المعايير والأصول الدستورية، وتكون قادرة بوزرائها وبرنامجها على تنفيذ الإصلاحات اللازمة. فقد أدت رسالة فخامة الرئيس الى مجلس النواب وظيفتها في الإضاءة على العقدة الحكومية وكشفت المسؤول عنها بعدما استطاع على مدى سبعة أشهر تغليف عجزه عن التأليف بإلقاء التهم الواهية على الآخرين. لقد واجهنا سلبيته بإيجابية وذكرناه بآلية التشكيل ومسارها، وليكن معلوما أن التيار الوطني الحر لن يسمح باستمرار المماطلة، وسيكون الى جانب رئيس الجمهورية في أي خطوة سيتخذها، ويطالبه بدعوة الكتل النيابية الى التشاور في مجمل الأزمات على مرأى ومسمع من اللبنانيين ليكونوا على بينة من مواقف كل طرف سياسي وسلوكه ويتأكدوا بأنفسهم من هم الذين يمنعون الحلول والإصلاحات في لبنان".

وحمل التيار حكومة تصريف الأعمال "المسؤولية عن عدم القيام بواجباتها في مواجهة الأزمة المالية والمعيشية، أو في منع الفراغ في المؤسسات، ومنها مجلس القضاء الأعلى، مما يتسبب بمزيد من التفكك في بنيان الدولة ويضر مباشرة بمصالح اللبنانيين".

وأعلن أنه سيقوم "قريبا بما عليه لتقديم مشروعه لترشيد الدعم وتأمين بطاقة تمويلية للمواطنين عبر اقتراح القانون اللازم الى مجلس النواب".

وختم التيار بيانه: "لقد قام شباب لبنانيون بتوجيه سؤال الى مدعي عام التمييز غسان عويدات حول ما فعله بعدد من الملفات، وذلك نتيجة حزنهم واستيائهم مما وصلت إليه أوضاع القضاء والفساد في البلاد. سؤال وجهوه تلقائيا وعفويا من دون أي توجيه سياسي من قبلنا، أما وقد جاء الرد عليهم بهذا الشكل البوليسي والعنفي، فإننا جميعا كتيار وطني حر، نوجه السؤال الى مدعي عام التمييز "شو عملت يا غسان؟"، ماذا فعلت تحديدا مع الذين شتموا رئيس الجمهورية رمز البلاد ورمز وحدته، رئيس الجمهورية الذي نبه القضاء أنه عندما يتم المس بالرمز يتم المس بالجميع. ماذا فعلت بالذين اعتدوا مرارا علينا بحرق مكاتبنا، وضرب شبابنا، والاعتداء على كرامتنا، ووزعوا صورهم وأسماءهم مفتخرين بما يقومون به من اعتداءات يعاقب عليها القانون. ماذا فعلت بملف مرفأ بيروت، الجريمة التي فجرت العاصمة على مرأى من القضاء وبمعرفته الكاملة بالملف وتفاصيله قبل الإنفجار وبعده؟ ماذا فعلت بملفات الفساد التي تعاطيتم مباشرة بها، من ملفات ‏هيئة التحقيق الخاصة إلى ملفات المصارف والمصرف المركزي، والمهجرين، والنافعة، القروض المدعومة ‏والتحويلات المالية الى الخارج وغيرها من الملفات؟ حقنا وحق كل لبناني أن يسأل وأن يعرف، فالسؤال ليس بجريمة، أما عدم الجواب بالأفعال القضائية الواجبة ضد الفساد وضد مخالفي القوانين فهو الجريمة ولن نسكت عنها. إن أردتم ملاحقة شباب سألوا السؤال عفويا وحرصا، تعالوا الى مواجهتنا جميعا، نوابا ومسؤولين وناشطين وشعبا مؤمنا بخطنا المعادي للفساد. نحن قاومنا احتلالا وطغيانا وقمعا للحريات واعتدنا المواجهة، فلن يصعب علينا أبدا مواجهة وكشف من يؤيدون الفاسد ويمنعون الإصلاح".       

5*) عظة الاحد

30 أيار 2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه المطران انطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، الأب مالك ابو طانيوس، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور السفير خليل كرم، أسرة الحركة الرسولية المريمية، وعدد من المؤمنين التزموا الإجراءات الوقائية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "عمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" (متى 28: 19)، قال فيها: "تحتفل الكنيسة المقدسة في هذا الأحد بعيد الثالوث الأقدس، من بعدما تذكرت عمل الآب الخالق الذي أرسل إبنه إلى العالم فأجرى فداء خطايا البشرية بآلامه وموته، وبث الحياة الجديدة بنعمة قيامته، ثم أرسل روحه القدوس منبثقا منه ومن الإبن ليحقق في كل مؤمن ومؤمنة ثمار الفداء. وفيما تحيي الكنيسة هذا الإحتفال، فإنها تقوم برسالتها المثلثة: التعليم والتقديس والتدبير باسم الآب والإبن والروح القدس. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونقدم للثالوث الأقدس سجودنا وعبادتنا، هو الذي باسمه نبدأ، وبمجده ننهي. ويطيب لنا أن نحتفل مع الحركة الرسولية المريمية بعيدها السنوي. فنحيي المشرف عليها سيادة أخينا المطران غي بولس نجيم، ومرشدها العام قدس الأب مالك أبو طانوس، ورئيسها ومجلسها العام ومجالسها الإقليمية والمحلية وسائر أعضائها والآباء المرشدين. إن المنضوين تحت لوائها من مختلف الأعمار يسعون إلى تقديس نفوسهم بالروحانية الإنجيلية المريمية والرسولية، فيكونون خميرة في عجين رعاياهم وبيئاتهم والوطن".

وتابع: "إن دليل نور وحياة هو مع الإنجيل دستور حياتهم في عيش روحانية الحركة ورسالتها، ما يمكنهم مع غيرهم من المنتسبين إلى منظمات رسولية أخرى، من تأدية رسالة جلى في الرعايا إلى جانب كهنتها، وفي الأبرشيات على مستوى مجالسها ومخططاتها الراعوية والرسولية. إننا نتطلع إلى الحركة الرسولية المريمية في هذا الزمن الصعب من حياتنا الوطنية ليكون أعضاؤها مسيحيين ناشطين، ومواطنين ملتزمين، صامدين بإيمانهم، ومدافعين عن القيم الأخلاقية وناشرينها في أماكن تواجدهم اليوم وغدا. فنقول لكم، أيها الأحباء، ولسواكم من الأجيال الجديدة: استعيدوا الأمل والإيمان بلبنان لأنه سيخرج من بين الأنقاض ويعود دولة مستقلة، قوية، فاعلة، حيادية، حضارية، ديمقراطية، وتعددية. طريق الخلاص مرسوم، ولا ينقصه سوى فعلة شجعان يتمتعون بإرادة بناء وطن للبنانيين، ويتميزون بفكر وطني صاف ومحرر من الولاء للخارج، ويحملون قضية لبنان التاريخية في العقل والقلب. في عيد الثالوث الأقدس، ومن كلام الرب في الإنجيل، ترتسم أمامنا رسالة الكنيسة المثلثة الأبعاد التي سلمها إياها المسيح الإله قبيل صعوده إلى السماء، وهي إياها رسالته كنبي وكاهن وملك، إنها رسالة:

أ. التعليم بإعلان الإنجيل، وتلمذة جميع الشعوب؛

ب. التقديس بتوزيع نعمة الأسرار بدءا من المعمودية-الولادة الجديدة من الماء والروح؛

ج. التدبير برعاية الجماعة على أساس من الحقيقة المحبة".

أضاف: "هذه الرسالة المثلثة تسلمتها الكنيسة بشخص الرسل، وهؤلاء سلموها إلى خلفائهم الأساقفة ومعاونيهم الكهنة بواسطة سر الدرجة المقدسة. وهم يمارسونها بسلطان إلهي بشخص المسيح وباسمه. لكن الأقانيم الثلاثة من الثالوث الأقدس يعملون كلهم في هذه الرسالة الإلهية. ولذا، نبدأ كل عمل باسم الآب والإبن والروح القدس، وننهيه بالمجد للآب والإبن والروح القدس. وأشرك المسيح الرب الشعب المسيحي كله برسالته وهويته بواسطة سري المعمودية والميرون. فبهما أصبحنا كلنا جسد المسيح. ولأن المسيح -الرأس قبل مسحة الروح، فالمسحة عينها تشمل الجسد كله. ولهذا دعينا مسيحيين أي شركاء المسيح في مسحته، وشركاءه في رسالته المثلثة (القديس البابا يوحنا بولس الثاني: العلمانيون المؤمنون بالمسيح. لو أدركت الجماعة السياسية عندنا رسالة لبنان وقيمتها في الأسرتين العربية والدولية! ولو أدركوا خصوصيته وهويته! لحافظوا عليه وقطعوا الطريق عن الساعين إلى تشويهه. إننا نحيي القوى الجديدة المنتفضة على المحاصصة والفساد والمحسوبيات والخيارات الخاطئة والتقصير في تحمل المسؤولية. على هذه القوى الجديدة يبنى لبنان، لا على جماعة سياسية غير قادرة على تأليف حكومة، ولا حتى على تأمين دواء ورغيف وكهرباء ومحروقات، فأعلنت هي بنفسها فشلها".

وقال: "نعرف الصعوبات ونقدرها، غير أن هناك جزءا من الأزمة مفتعل بسبب الجشع والاحتكار. لقد حان الوقت لترشيد الدعم من دون المس بالاحتياط المالي في مصرف لبنان الذي هو مال المودعين. وهو خصوصا مال الطبقتين الوسطى والفقيرة، لأن الباقين حولوا أموالهم إلى الخارج، على ما يبدو. ولكن، بين تأخير التمويل وهو كاف لحاجة السوق اللبنانية، وبين تخزين الأدوية المستوردة وتكديسها في المخازن من دون توزيعها رغبة بالكسب بعد رفع الدعم، وبين فقدان رقابة وزارة الصحة والأجهزة القضائية والأمنية على هذه المخازن والصيدليات، وبين التهريب والتلاعب في قواعد التوزيع، بين كل ذلك، يدفع المواطنون ثمن هذا الاستهتار بالحياة. فمن واجبات الأجهزة الأمنية والقضائية ومؤسسات الرقابة، القيام بدهم المستودعات ووقف الإحتكار، وإغلاق معابر التهريب. ونتساءل: ما هذا التقصير العام؟ هل أضربت جميع مؤسسات الدولة؟ أنحن أمام دولة متواطئة بكاملها على شعبها بكامله؟".

وتابع: "إننا من الناحية الإنسانية، إذ نتفهم الموقف السياسي للدول الشقيقة والصديقة التي تربط مساعدتنا بتأليف حكومة تقوم بإصلاحات جدية، فإن الوضع المأسوي الذي بلغه الشعب يدفعنا لنستحث هذه الدول على مساعدة هذا الشعب قبل فوات الأوان. فالشعب بريء من دولته، ومن خياراتها، ومن حكومته، ومن الجماعة السياسية عموما. إن شعب لبنان يستحق المساعدة لأنه يستحق الحياة، وأنتم تعرفونه. أما من الناحية الوطنية، ما من مخرج من أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية منظمة الأمم المتحدة، غايته:

1- تطبيق قرارات مجلس الأمن بكاملها، إستكمالا لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن مؤتمر الطائف (1989) بكامل نصها وبروحها؛

2- إعلان حياد لبنان بحيث يتمكن من أن يؤدي دوره كوسيط سلام واستقرار وحوار في بيئته العربية، وكمدافع عن القضايا العربية المشتركة، فلا يكون منصة للحرب والنزاع والسلاح؛

3- إيجاد حل لنصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه، والسعي الجدي لعودة النازحين السوريين المليون ونصف المليون إلى وطنهم، وممارسة حقوقهم المدنية على أرضه. فلبنان المنهوك تحت وطأة الأزمات، لا يستطيع حمل عبء نصف سكانه مضافا".

وختم الراعي: "إننا بروح الرجاء نواصل طريقنا، وسط المصاعب والمحن، متكلين على نعمة المسيح الفادي والمخلص الضامن لنا بزوغ فجر جديد بقوله: أنا معكم طول الأيام حتى نهاية العالم (متى 28: 20). للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، المجد والتسبيح والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".