تقرير أسبوعي دولي - 57-2021

تقرير أسبوعي دولي - 57-2021
الأحد 6 يونيو, 2021

 

رقم 57/2021

تقرير دولي  31/أيار-6/حزيران /2021

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

بالرغم من مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، لتذليل العقبات على طريق تشكيل الحكومة العتيدة، المساعي التي أعلن عن دعمها مرشد الجمهورية اللبنانية أمين عام حزب الله حسن نصراللع في إطلالته الأخيرة، فقد مرّ الأسبوع دون أي تقدّم يذكر في هذا الملف.

فالنائب جبران باسيل لا يزال متمسكاً بمطالبه رغم اجتماعه بالخليلين (حسين خليل وعلي حسن خليل) ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا نهاية الاسبوع الماضي،  الاجتماع الذي وُصِف بالعاصف من خلال التسريبات، حيث وُجِّهت لباسيل انتقادات لاذعة على مواقفه المتعنّتة.

ولا تزال الطبقة الحاكمة وبالأخص فريق رئيس الجمهورية وحزبه مستمرة بالضرب بعرض الحائط بالدستور، وسط التحذيرات الدولية من اقتراب لبنان من مرحلة خطرة جداً ومناشدات بعض القيادات في الداخل لإيجاد مخارج سريعة.

فالوضع الاقتصادي ينذر بانفجار أصبح قريباً وسط تصاعد الازمات على كافة الصعد، فالادوية أصبحت مفقودة في الصيدليات التي لا تزال تعمل، والمستشفيات تعلن الواحدة تلو الأخرى عن عدم قدرتها على اجراء الفحوصات المختبرية بسبب فقدان المواد اللازمة، أما أزمة المحروقات فحدّث ولا حرج؛ خيث طوابير السيارات تمتد لمئات الأمتار على المحطات في كل المحافظات اللبنانية، وفي أزمة الكهرباء فقد حذرت مؤسسة كهرباء لبنان عن عدم قدرتها قريبا عن تقديم هذه الخدمة بسبب عدم فتح الاعتمادات لشراء الفيول ووسط تصاعد سعر صرف الدولار في السوق السوداء بالرغم من الاجراءات التي اتخذها مصرف لبنان والتي لم تظهر اية نتائج حتى الساعة.

هذا فيما تتابع القوى الحزبية تحضيراتها للانتخابات النيابية في صورة تبدو ضبابية من ناحية إمكانية إجراء هذه الانتخابات في الأوضاع المرافقة. ووسط تشكيك بعض القوى من إمكانية الانتخابات، مع القانون الحالي ووجود السلاح في يد فريق ينفذ أجندات إقليمية ايرانية، إحداث اي تغيير في المشهد السياسي.

ومن هنا، تؤكد أسرة التقرير مجدداً على وجهة نظرها القائمة على أن المخرج الوحيد من الأزمة هو العمل على تطبيق مبادرة البطريرك الراعي بعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، ليقام من بعدها انتخابات نيابية على قانون عصري وشفاف، علّ هكذا انتخبات تضخّ دماً جديداً في الطبقة السياسية المترهلة والتي تعمل بحسب مصالحها الخاصة وخارج مصلحة البلاد.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

حذر البنك الدولي الثلاثاء، من أن لبنان غارق في انهيار اقتصادي قد يضعه ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل يخرجه من واقع مترد يفاقمه شلل سياسي، وتوقع البنك الدولي في تقرير جديد أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي في لبنان، الذي يعاني من كساد اقتصادي حاد ومزمن، بنسبة 9.5 في المئة في العام 2021. وأورد التقرير أنه من المُرجّح أن تُصنّف هذه الأزمة الاقتصادية والمالية ضمن أشد عشر أزمات، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، وأضاف أنه في مواجهة هذه التحديات الهائلة، يهدّد التقاعس المستمر في تنفيذ السياسات الانقاذية، في غياب سلطة تنفيذية تقوم بوظائفها كاملة، الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية أصلاً والسلام الاجتماعي الهش؛ ولا تلوح  في الأفق أي نقطة تحوّل واضحة. كما أورد تقرير البنك الدولي أن استجابة السلطات اللبنانية لهذه التحديات على صعيد السياسات العامة كانت غير كافية إلى حد كبير، ويعود ذلك إلى أسباب عدة أبرزها غياب توافق سياسي بشأن المبادرات الفعّالة في مجال السياسات في مقابل وجود توافق سياسي حول حماية نظام اقتصادي مفلس، أفاد أعداداً قليلة لفترة طويلة. وقد انخفضت قيمة إجمالي الناتج المحلي، وفق التقرير، من حوالي 55 مليار دولار العام 2018 إلى ما يُقدّر بنحو 33 مليار دولار في 2020.

وفي الأزمة السياسية، فشلت محاولات حزب الله ورئيس مجلس النواب، ليل الاربعاء، التوفيق في حلحلة عقدت تعنّت النائب جبران باسيل في عملية تشكيل الحكومة العتيدة، وبحسب المعلومات المسرّبة يعتبر باسيل ان السجال سيتجدد حكماً مع الحريري وهو على رأس الحكومة، وطالما لا تزكّي السعودية عودته فما الجدوى من التمسك به، وأصرّ باسيل على موقفه بعدم منح الثقة لحكومة الحريري. في المقابل رفض الحريري مخرجاً بأن يختار بالقرعة اسمين لوزيرين مسيحيين من بين مجموعة اسماء واعتبرها اهانة لموقع الرئاسة الثالثة.

وفي هذا السياق، أطلّ رئيس الحكومة المستقيل، حسان دياب، في كلمة متلفزة على اللبنانيين كعادته يشكو إليهم الوضع المزري الذي وصلت إليه البلاد ويطلب منهم الصبر، محمّلاً وزر الأزمة إلى حقبة الـ15 سنة التي مرّت والتي تحكّمت خلالها الطبقة السياسية بمقدرات البلاد (والتي لا يعتبر نفسه منها!)، وبالطبع متنصلاً من أية مسؤولية سياسية او إقتصادية معللاً الأمر إلى أن حكومته لم يُترك لها مجال العمل للإصلاح، ومشيراً إلى أن لبنان يتعرّض لحصار خارجي مطبق عليه، كما لممارسة الضغوط المختلفة لمنع وصول المساعدات لدفعه إلى الانهيار الشامل!! كما ناشد في ختام كلمته أصدقاء وأشقاء لبنان لمساعدته فهو في قلب الخطر الشديد، ولعدم تحميل اللبنانيين تبعات لا يتحملون أي مسؤولية فيها!!

وفي سياق الأزمة السياسية أيضاً، أشار الرئيس فؤاد السنيورة في حوار، الى أن الدستور اللبناني أولى رئيس الجمهورية الموقع الأسمى في لبنان لأنه ينبغي أن يكون الحامي والمدافع عن احترام الدستور. وقال أن المشكلة الآن أن فخامة الرئيس هو من يخرق الدستور، ويصر على انه يريد ان يسمي الوزراء المسيحيين، وهذا الامر لا ينص عليه الدستور اللبناني، كما أنه يريد أن يقف على خاطر صهره جبران باسيل. وقد سبق للرئيس أن قال يوما- علشان خاطر صهري بلا ما تتألف الحكومة! ويبدو اننا اليوم وكأننا مثلما كنا في العام 2014، ففخامة الرئيس يمارس في هذه المرحلة موقع المعطل لتأليف الحكومة، وهذا الامر قد أوصل لبنان إلى الانهيار الحقيقي ليس فقط في الثقة ولكن في الأوضاع المعيشية والاقتصادية والمالية. وشدد على أنه ينبغي على رئيس الجمهورية أن يرتفع في أدائه وفي معالجاته الى الموقع الأسمى الذي ينظر من الزاوية اللبنانية ومن زاوية مصلحة جميع اللبنانيين وليس من زاوية طائفة من الطوائف أو لمصلحة فريق منهم. فهو رئيس للجمهورية اللبنانية وليس رئيسا للمسيحيين. وختم حديثه إن ما نشهده من مناوشات وطروحات من هنا وهناك ليس إلا وسيلة لإلهاء الناس بمعاناتهم وذلهم، فالدولة مخطوفة وقرارها الحر مخطوف والدستور اللبناني مخطوف، كما أن المسرح الخارجي الأساس هو بين إيران والولايات المتحدة وما يجري في فيينا، والمسرح الفرعي هو ما يجري هنا في لبنان من عملية تأليف الحكومة، والمسرح الداخلي هو قضية جبران باسيل وكيفية استعادة اعتباره ورفع العقوبات عنه. إن ما يجري في لبنان الآن هو تحميله وزر المشكلات الدولية والإقليمية، وهو ما لا طاقة له بها.

وفي سياق منفصل، أعلنت محكمة الأمم المتحدة الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الخميس، إلغاء بدء محاكمة جديدة بسبب نقص التمويل. وبحسب المعلومات، ألغى قضاة محكمة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان محاكمة جديدة للرجل المدان باغتيال رفيق الحريري عام 2005، بسبب توقع نفاد أموال المحكمة واضطرارها للإغلاق قبل إتمام مهمتها. وكان من المقرر أن تبدأ المحكمة، محاكمة ثانية في 16 يونيو ضد عياش بتهمة اغتيال أخرى وشن هجمات أخرى على سياسيين لبنانيين آخرين في 2004-2005.

وكانت محكمة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، قد أعلنت في وقت سابق، أنها بصدد النظر بإغلاقها في شهر يوليو المقبل، جاء ذلك بعد أن وجّه فريق من المحامين نداء لمجلس الأمن للمطالبة بتوفير ما يكفي من الأموال لاستمرار عمل المحكمة الخاصة بلبنان.

وبينما يعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية تهدّد استقراره منذ نهاية الحرب في تسعينيات القرن الماضي، حيث فقدت خلالها الليرة اللبنانية أكثر من 85% من قيمتها ما انعكس ارتفاعاً بأسعار السلع بنسبة 144%، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، يأتي التهريب للمواد الأساسية، لاسيما المحروقات في اتّجاه سوريا ليُفاقم أوضاعه المعيشية والاقتصادية. وبحسب شهود عيان من المنطقة، فإن عشرات صهاريج الوقود تتوجّه يومياً إلى سوريا محمّلة بالوقود المدعوم من مصرف لبنان، والتهريب شغّال بكافة الطرق، سواء عبر الصهاريج أو الدرّاجات الهوائية أو الدواب من قبيل الحمير أو بسيارات خاصة محمّلة بغالونات بنزين ومازوت.

كما أكد الشهود أن التهريب يتم عبر ثلاثة معابر أساسية غير شرعية قرب منطقة حوش السيد علي الحدودية، وخاضعة بمعظمها لحماية قوى الأمر الواقع (في إشارة إلى حزب الله) وهي: معبر محمد علي رشيد جعفر وهو الأكبر وموجود في منطقة القصر، معبر قبّش لآل جعفر في منطقة القصر، ومعبر لآل الجَمَل، مضيفين أن الصهاريج الآتية من لبنان تُفرّغ حمولتها في صهاريج سورية عبر طرق ترابية باتّجاه الحدود، وهذه العملية تحصل يومياً وبمعدّل 30 صهريجاً.

يذكر أن التقديرات تشير إلى أن قيمة البضائع المهرّبة إلى سوريا تتجاوز 20 مليار دولار خلال خمس سنوات، حيث يدعم مصرف لبنان المركزي استيراد الطحين والمازوت والأدوية بنسبة 85 في المئة على السعر الرسمي لصرف الدولار 1507، ما يعني أن أي تهريب لهذه المواد خارج الحدود سيؤدي إلى استنزاف القدرة المالية للمصرف المتعثّر أصلاً ويستنزف قدرة الدولة على توفير السلع الأساسية للسوق المحلي.

في سياق الازمة المالية، أعرب نائب رئيس البنك الدولي لشئون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، يوم الجمعة، عن استعداد البنك لتقديم أموال إضافية لدعم أكبر عدد من العائلات اللبنانية المتضررة نتيجة الوضع الاقتصادي. ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية، تصريحا، أدلى به بلحاج؛ بعد اجتماعه بوفد من البنك الدولي، مع وزير المالية في الحكومة اللبنانية غازي وزني، إنه بحث خلال اللقاء قرض شبكة الأمان الاجتماعي الذي يعتبره البنك مهما وحيويا لإعطاء الفئات الأكثر فقرا بصيص أمل، مشيرا إلى أن وزير المالية طالب بزيادة الدعم من قبل البنك الدولي. وأكد بلحاج استعداد البنك لتقديم أموال إضافية لدعم أكبر عدد من العائلات اللبنانية المتضررة نتيجة الوضع الاقتصادي شرط تنفيذ المشروع بأسرع وقت ممكن ودفع التحويلات النقدية إلى الأسر الأكثر فقرا، وأوضح أن البنك الدولي سيمضي قدما في هذا المشروع، مشددا على أهمية تنفيذه، كما أشار إلى أن وزارة المالية ستتخذ الخطوات الضرورية ليدخل المشروع حيز التنفيذ في أقرب وقت خلال الأيام المقبلة. يشار إلى انه في وقت سابق من هذا العام، وافق البنك الدولي على قرض بقيمة 246 مليون دولار؛ لإنشاء خطة تمويل لشبكة الأمان الاجتماعي، تهدف لمساعدة الأسر الأكثر ضعفا، وقال، في تقرير، قبل أيام، إن لبنان أمام واقع صعب جدا، وأنه غارق في انهيار اقتصادي، قد يضعه ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية منذ منتصف القرن الـ19، في غياب أي أفق حل يخرجه من واقع متردٍ يفاقمه شلل سياسي.

على الصعيد الصحي، وبعد رصد منظّمة الصحّة العالمية السلالة الهندية في 60 منطقة، وبعد أن أثبتت بعض التقارير فاعليّة اللقاحات المتاحة والمعتمدة حالياً ضد "كلّ متحوّرات فيروس كورونا"، دعت إلى الحذر والترصّد لمواجهة الفيروس، في ظلّ التخفيف من إجراءات الحجر والقيود في دول عديدة، سارع لبنان إلى فرض إجراء جديد على القادمين من بريطانيا والبرازيل، وضرورة الحجر في الفندق لمدة 5 أيام. لكن أيكفي هذا الإجراء لمنع دخول السلالة الهندية إلى لبنان؟ وما الذي يمنع أن نشهد سيناريو مشابهاً لما جرى مع السلالة البريطانية خلال فترة الأعياد؟ تبقى العين على المطار والسفر، الرحلات مستمرة والكلّ يُعوّل على صيف واعد وموسم سياحيّ جيّد، بعد سنة من الحجر والإقفال العامّ. أسئلة كثيرة تُطرح، وهواجس مشروعة في ظلّ تجارب الماضي، فمن يضمن صدقية القادمين في تزويد معلومات وأرقام صحيحة؟ مَن يراقب التزام القادمين الحجر وعدم اختلاطهم مع محيطهم؟ وهل تكفي نتيجة فحص الـPCR لضمان عدم الإصابة؟

في ملف انفجار مرفأ بيروت، قال قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار في ملف آنفجار المرفأ إنّ واحدة من ثلاث فرضيات لأسباب الانفجار استُبعدت بنسبة 80 في المئة، مشيراً إلى أنّ التقرير الفنّي الفرنسي الأخير ساعد بالنسبة الى استبعاد هذه الفرضية بهذه النسبة، وأوضح أنّ الفرضيات الثلاث هي أن يكون الانفجار ناتج عن حريق سببه التلحيم أو ضربة جوية أو قنبلة. وأضاف القاضي البيطار، أمام الصحافيين، أنّه استمع إلى إفادات 4 شهود من عمال المرفأ كانوا في عملهم لحظة الانفجار وأصيبوا بجروح. كما سيستمع إلى ثلاثة عمال آخرين، واعتبر أنّ أهمية إفاداتهم تكمن في مسألة تقاطعها مع بعضها البعض لمعرفة إن شاهدوا طائرة فوق المرفأ عند حصول الانفجار أم لا، مؤكداً أنّه سيصل إلى الحقيقة في نهاية تحقيقه الذي سيضع في ضوئها قراره الاتهامي الذي لن يصدر إلّا قبيل نهاية العام الحالي.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: لقد مرّ حتى تاريخه 300 يوم على انفجار مرفأ بيروت الارهابي الكارثي، و180 يوما على اغتيال العقيد منير ابو رجيلي في بلدة قرطبا، و161 يوما على اغتيال المصور جو بجاني في بلدته الكحالة، و117 يوما على اغتيال الباحث والمعارض السياسي لقمان سليم في بلدة العدّوسية منطقة الزهراني، ولا تزال حقيقة من خطط ودبر ونفذ غائبة - حزب الله يغسل يديه ويتّهم الجيش، الجيش يطلب من القضاء إعطاء الأجوبة، القضاء يبدو حتى اليوم متخبّطاً لا يملك أجوبة كافية، أما الأحزاب السياسية فقد تخلّت بغالبيتها عن المطالبة بالحقيقة واتجهت لتشكيل منصات ولقاءات انتخابية وكأن شيئاً لم يكن! - يؤكّد على أنه لا جدوى من أية انتخابات ولا جدوى من أية حكومة قبل أن نعرف من هو القاتل في لبنان، كما يجدّد تأكيده على مسؤولية حزب الله المباشرة في هذه الملفات الاجرامية إلى جانب الدولة المشاركة، والا فليكشف لنا من هو المسؤول لأنه العارف والعالم بكل شيء - وتوقّف أمام رسالة الرئيس ميشال عون إلى بشار الأسد وهالّهُ موقف رئيس البلاد. فبدلاً من تهنئة الأسد على إعادة انتخابه كان الحري بالرئيس مطالبة الرئيس المنتخب، رغماً عن إرادة المجتمع الدولي وقسماً كبيراً من الشعب السوري، بترسيم الحدود اللبنانية السورية وتأكيد لبنانية مزارع شبعا ومطالبته بمعرفة مصير المخطوفين والمعتقلين اللبنانيين في سجون هذا النظام المجرم وإعادتهم إلى عائلاتهم ووطنهم كما مطالبته بإعادة النازحين إلى أراضيهم ومناطقهم بشكلٍ آمن ووفق القرارات الدولية - يسجّل إن ما يحصل على الحدود اللبنانية-السورية ليس عملية تهريب مبسّطة بل هو قرار سياسي يتشارك فيه السلطة اللبنانية مجتمعةً والنظام السوري وحزب الله، وكل ذلك على حساب ودائع اللبنانيين ومدّخراتهم - يتمنى "لقاء سيدة الجبل" مع اللبنانيين التوفيق، وهم الذين يعانون على كافة الصعد، حتى تحول المواطن اللبناني الفرد الى شخصية يائسة من كل شيء، ويؤكد ان اية حكومة لا تملك المقومات اللازمة لتفعيل الحوار مع صندوق النقد الدولي وسائر دوار القرار العربية والدولية سيكون مستقبلها الفشل. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • النائب جبران باسيل / التيار العوني: ما يتم تقديمه اليوم حول البطاقة التمويلية هو نتيجة جهد مشترك، ونشكر النائب فريد البستاني والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، كما نوقش الموضوع في لجنة مشتركة بيننا وبين حزب الله - الاقتراح يتضمن اعطاء البطاقة التمويلية لكل العائلات اللبنانية وقيمتها 100 دولار لكل عائلة، وبطيبعة الحال يجب ان لا تكون المساعدة نقدية وانما الكترونية من اجل عدم رفع نسبة التضخم في البلاد - بما يعنينا سنطفئ اي ذريعة جديدة لعدم تشكيل الحكومة وواضح ان هناك "فبركة" للحجج لعدم التأليف، لكننا مع توزيع الوزارات بالمناصفة وبين الكتل والطوائف، ونريد حكومة وبرئاسة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري - أكد تأييده بشكل كامل لمسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري بمعاونة حزب الله من اجل الاسراع بتأليف الحكومة. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • رئيس الحكومة المستقيلة دياب في رسالة إلى غوتيريش: لاستكشاف وسائل بديلة لتمويل المحكمة - إن العواقب الأشد إيلاما المتأتية عن توقف عمل المحكمة الخاصة بلبنان، تكمن في انعكاس صورة لعدالة مجتزئة وناقصة لدى جميع المطالبين بالعدالة والأشخاص الذين يثقون في سيادة القانون ومنع الإفلات من العدالة كمقتضيات ضرورية ومتكاملة للعيش في سلام وأمن ووئام.. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله): الحكومة هي المدخل الحصري لمعالجة التداعيات الناجمة عن الأزمة الحادة في البلاد - إن ما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في سوريا من فوز كاسح للرئيس الدكتور بشار الأسد والحشود الجماهيرية التي احتفلت بذلك على امتداد المحافظات السورية وفي بلدان الاغتراب، تؤكد بشكل قاطع على السقوط والخيبة اللتين انتهت إليهما الأعمال الإرهابية المنظمة والمتعمدة والمدعومة من كل دول وقوى الشر في العالم - - تواصل نتائج مواجهة "سيف القدس" فرض تداعياتها داخل كيان العدو الصهيوني تباعا، وتسهم في تعقيد الأزمة السياسية والحكومية والأمنية، وتدفع الصهاينة نحو المزيد من الضياع والتيه وتصفية الحسابات الداخلية في مقابل تنامي ثقة الفلسطينيين بجدوى خيارهم المقاوم وأهمية الرهان عليه لاستعادة الحقوق الفلسطينية. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • التيار الوطني الحر (التيار العوني- الهيئة السياسية): وجدد دعوة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى القيام بواجباته الدستورية والوطنية، فيقدم تشكيلة حكومية تراعي الأصول الدستورية والقواعد الميثاقية ويتفق عليها مع رئيس الجمهورية لتأخذ طريقها الى الثقة في مجلس النواب، فتلتزم ببيان وزاري إصلاحي ينتظره اللبنانيون على قاعدة المبادرة الفرنسية ومتطلبات صندوق النقد الدولي - في حال الإصرار على عدم تشكيل حكومة، فإن خيار تقصير ولاية مجلس النواب سيصبح عملا إجباريا. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: يحاول المسؤولون في هذه الأيام العصيبة إنقاذ أنفسهم ومصالحهم لا إنقاذ الوطن. ويتصرفون وكأنه لا يوجد شعب، ولا دولة، ولا نظام، ولا مؤسسات، ولا اقتصاد، ولا صناعة، ولا تجارة، ولا فقر، ولا جوع، ولا بطالة، ولا هجرة. يتصارعون في ما بينهم كأن السياسة هي تنظيم الاتفاق والخلاف في ما بينهم، لا تنظيم حياة المجتمع، وإدارة شؤون المواطنين، والحفاظ على المؤسسات الدستورية، وتوفير الأمن والاستقرار والتعليم والضمانات والعزة والكرامة - هل وراء الأسباب الواهية لعدم تأليف الحكومة، نية عدم إجراء انتخابات نيابية في أيار المقبل، ثم رئاسية في تشرين الأول، وربما نية إسقاط لبنان بعد مئة سنة من تكوينه دولة مستقلة، ظنا منهم أنهم أحرار في إعادة تأسيسه من جديد، متناسين أنه أعرق وطن، وأبهى أمة، وأجمل دولة عرفها الشرق الأوسط والعالم العربي؟ - لن نسمح بسقوط أمتنا العظيمة. لن نسمح بتغيير نظام لبنان الديمقراطي. لن نسمح بتزوير هوية لبنان. لن نسمح بتشويه حياة اللبنانيين الحضارية. لن نسمح بالقضاء على الحضارة اللبنانية. لن نسمح باستمرار توريط لبنان في صراعات المنطقة. فعندما لم يتم احترام: لا شعار لا شرق ولا غرب، ولا التحييد، ولا حتى النأي بالنفس، طرحنا إعلان نظام الحياد الناشط بكل أبعاده الدستورية. وعندما بات الإنقاذ الداخلي مستحيلا، طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة - في حالتنا الإنسانية البائسة نتوجه إلى منظمة الأمم المتحدة كي تتدخل لإنتشال لبنان من الإنهيار والإفلاس ونناشد منظمة الصحة العالمية أن تضع يدها على الواقع الصحي في لبنان وتستجيب لحاجاته من دواء ومواد طبية. (ملحق رقم 6*- عظة الاحد)

 

 

  1. في الشأن السوري

عمليات التجنيد في مناطق نفوذ الميليشيات الرئيسية في البلاد لم تتوقف خلال الفترةالماضية، بل استمرت متبعةً ذات الطرق التي اتبعتها منذ البداية، بينها السخاء المادي واللعب المستمر على الوتر الديني والمذهب، سواء في مدينة الميادين وباديتها وضواحيها ومنطقة البوكمال وغيرها بريف دير الزور غرب نهر الفرات، أو ضمن ما يعرف بـ"سرايا العرين" التابع للواء 313 الواقع شمال درعا، إضافة لمراكز في منطقة اللجاة ومناطق أخرى بريف درعا، وخان أرنبة ومدينة البعث بريف القنيطرة على مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل.

وعلى الرغم من انتهاء العمليات العسكرية في أغلب الأراضي السورية، إلا أن أساليب التجنيد ما زالت مستمرة، والجديد اليوم، فقد أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث كشف أن عمليات تجنيد واستقطاب الشبان والرجال في مدينة حمص سواء أهل المدينة أو المقيمين فيها من مختلف المحافظات باتت أكثف من السابق، وأوضح أن من يقف وراءها هي جمعية تطلق على نفسها لقب"خيرية" في الظاهر، أما الباطن فهي مدعومة من ميليشيات موالية لإيران وعلى رأسها ميليشيا حزب الله اللبناني. كما أضاف أن تعداد المجندين في صفوف الميليشيات قد ارتفع حتى اللحظة إلى 240 شخصا، وذلك منذ آذار/مارس 2021، حيث ستكون مهمتهم كما أشار المرصد سابقاً، كامنة بحماية وحراسة خط النفط التابع للإيرانيين والذي يمتد من العراق إلى حمص، وتحديداً سيتجلى دورهم بحماية الخط من الحدود السورية – العراقية حتى حمص.

وفي السياق، تستمر إيران في مساعيها لترسيخ وجودها في سوريا، محاولة استقطاب السوريين بكافة فئاتهم حتى الأطفال وذلك بأساليب متفرقة ومنها الثقافية، ولهذه الغاية افتتح "المركز الثقافي الإيراني" يوم الثلاثاء، دورة لتعليم الأطفال اللغة الفارسية بشكل مجاني، في مدينة المياين في محافظة دير الزور، وحملت تلك الدورة التي تعتبر الثانية من نوعها، بعد دورة أخرى في منتصف سبتمبر 2020، اسم "براعم الفرات" بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. إلى ذلك، كان "المركز الإيراني" في الميادين، قد افتتح في 15 سبتمبر الماضي، دورات مجانية مسائية تهدف إلى تعليم الأطفال اللغة الفارسية، مستهدفة طلاب المرحلة الابتدائية.

يأتي هذا التسلل الإيراني نحو التعليم في سوريا، فيما تتنافس كل من إيران وروسيا على مستويات عدة، منها الترويج للغة الفارسية أو الروسية، إلا أن روسيا تغلبت حتى الآن على إيران في قطاع المدارس، بعد أن أدرجت الأخيرة اللغة الروسية كبديل للفرنسية كلغة ثانية للتعليم في البلاد. وأقيمت أول امتحانات اللغة الروسية في المدارس الثانوية السورية العام الماضي. إلا أن إيران تواصل الضغط من أجل تعليم الفارسية رسمياً في مدارس سوريا، حيث أكد وزير التعليم الإيراني محسن حاج ميرزائي في وقت سابق على أهمية إدخال اللغة الفارسية في نظام التعليم السوري، كما أدخلت إيران دورات اللغة الفارسية في بعض المدارس التي ساهمت في إصلاحها أو بنائها، لا سيما في محافظتي الرقة ودير الزور، التي أضافت بالفعل صفوفاً باللغة الفارسية إلى مناهج المدارس الابتدائية والمتوسطة.

في سياق منفصل، قال مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية لمجلس الأمن، الخميس، إن خبراءه حققوا في 77 زعماً ضد سوريا، وخلصوا إلى أنه في 17 حالة كان من المحتمل أو المؤكد استخدام أسلحة كيمياوية. ووصف فرناندو أرياس ذلك بأنه حقيقة مقلقة بعد ثماني سنوات من انضمام سوريا إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية التي تمنع إنتاج أو استخدام مثل هذه الأسلحة، وقال إن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية ستتناول في مشاوراتها المقبلة مع سوريا مسألة جديدة تتعلق بـوجود غاز جديد للأسلحة الكيمياوية عُثر عليه في عينات تم جمعها من حاويات تخزين كبيرة في سبتمبر 2020.

يشار إلى أنه في نيسان 2020، ألقى محققو منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية باللوم على الحكومة السورية في ثلاث هجمات كيمياوية في عام 2017. ورد المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بمطالبة سوريا بتقديم التفاصيل، وعندما لم توفر سوريا التفاصيل، قدمت فرنسا مسودة إجراء نيابة عن 46 دولة في نوفمبر لتعليق "الحقوق والامتيازات" السورية في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية. وفي تصويت غير مسبوق في 21 أبريل، علقت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية حقوق سوريا حتى يتم حل جميع القضايا العالقة.

 

  1. في الشأن الليبي

في استمرار للجهود الدولية الساعية إلى دعم ليبيا في استعادة استقرارها وبناء المؤسسات بعد سنوات من الفوضى، أعلنت ألمانيا، يوم الثلاثاء، استضافة مؤتمر جديد، وأوضحت وزارة الخارجية في بيان، أن ألمانيا والأمم المتحدة ستنظمان مؤتمرا بشأن ليبيا في برلين في 23 يونيو، من أجل دفع محادثات السلام الليبية، مشددة على أن إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من أبرز بنود هذا المؤتمر، فضلا عن الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر. يأتي هذا فيما تنصب جهود الاتحاد الأوروبي على إخراج المقاتلين الأجانب من البلاد، من أجل الدفع بعملية السلام وإجراء المصالحة، وكما يشدد الاتحاد على وجوب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة، إضافة إلى ضرورة إجراء الانتخابات، وتوحيد المؤسسات الأمنية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وفي إطار المساعي الدولية الهادفة لإنجاح العملية السياسية في ليبيا، أكد المبعوث الدولي الخاص يان كوبيش، ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، وذلك خلال لقاء مع قائد الجيش الوطني خليفة حفتر في مدينة بنغازي، كما ناقش اللقاء عدداً من الملفات بحضور اللواء سليم رعد مسؤول الملف الأمني بالبعثة، أبرزها تخوفات قيادة الجيش من تعطيل الانتخابات وتوحيد المؤسسة العسكرية ودور الجيش ودعمه للمسارين السياسي والديمقراطي، بالإضافة إلى العراقيل أمام فتح الطريق الساحلي.

وفي هذا الاطار، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء، دعم ليبيا بشكل كامل، مشددا أن التحديات هي مشتركة في المنطقة، وشدد خلال مؤتمر صحافي مع رئيس حكومة الوحدة الليبية على ضرورة انسحاب المرتزقة من ليبيا، لافتاً إلى وجوب أن يترافق سحب المرتزقة مع بناء جيش قوي. كما دعا إلى استمرار نزع الأسلحة وإعادة دمج الميليشيات في المؤسسات الليبية، مؤكدا على دعم ليبيا اقتصاديا من أجل توزيع منصف وشفاف لموارده، مضيفا إن فرنسا لن تسمح لمن يهددون وحدة وسلامة ليبيا بمواصلة أنشطتهم. من جهته، قال الدبيبة إن هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله ليبيا وفرنسا لمواجهة التحديات المشتركة، مضيفا، أن فرنسا دائما ما لعبت دورا لتوحيد الجهود الدولية لتعزيز الشرعية في ليبيا. كما أعرب عن تطلعه إلى استكمال المشاريع المشتركة مع فرنسا والمتوقفة منذ فترة طويلة، كاشفا عن أنه جرى الاتفاق على تفعيل اللجنة الليبية - الفرنسية المشتركة والمتوقفة منذ عام 2002.

وتعتبر فرنسا من أهمّ الدول الفاعلة في الملف الليبي، منذ رحيل نظام معمر القذافي الذي قادت عملية إسقاطه عام 2011، لما لها من نفوذ واستثمارات ضخمة في البلاد خاصة في قطاعي النفط والغاز، عن طريق شركة توتال التي تستحوذ على حقوق التنقيب في عدد من الحقول النفطية بليبيا، لكنّها تواجه منافسة شرسة مع إيطاليا التي تعد الشريك التقليدي لليبيا، ومزاحمة من تركيا التي لا تزال لديها مشاريع واستثمارات عالقة وقعتها مع نظام معمر القذافي تقدرّ بعشرات المليارات، تطمح لمضاعفتها خلال الفترة المقبلة.

وفي الأزمة السياسية، بات ملف المناصب السيادية، يهدّد إجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر المقبل، حيث يشكلّ أهم عقبة أمام توحيد مؤسسات البلاد، وهو شرط أساسي لإجراء الاستحقاق الانتخابي، وأحد أهمّ بنود خارطة الطريق الأممية في ليبيا. واشتعل الخلاف مؤخرا بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة حول طرق وآليات ومعايير اختيار شاغلي هذه المناصب الاستراتيجية، حيث اتهم المجلس الأعلى للدولة البرلمان بالتصرف بطريقه أحادية، وذلك بعد تشكيله لجنة لإعداد القوائم النهائية للمرشحين، معتبرا أن ذلك يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات بوزنيقة المغربية ومع المادة 15 من الاتفاق السياسي التي تنص على أن اختيار شاغلي المناصب السيادية تكون بالشراكة بينهما.

وحتى يوم السبت كانت زيارة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي الرسمية إلى المغرب تقترب من نهايتها من دون لقاء أو مفاوضات مباشرة مع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية، وقد ساد الترقب حيال نجاح الجهود التي يبذلها المغرب لتقريب وجهات النظر بين عقيلة صالح وخالد المشري حول ملف المناصب السيادية وكيفية حسم الخلاف عليها. إلى هذا نفت مصادر مقربة من عقيلة صالح، أن يكون قد أعلن في المغرب عن تشكيل لجنة جديدة تابعة للأمم المتحدة لحسم ملف المناصب السيادية.

إلى ذلك، تبنى مجلس الأمن الدولي، يوم الخميس، بالإجماع قراراً بتمديد الصلاحية التي أعطاها لمهمة "إيريني" الأوروبية لمراقبة السفن في أعالي البحار قبالة شواطئ ليبيا للتأكد من تطبيق قرار حظر تصدير الأسلحة إليها.

في حين صرح دبلوماسي أوروبي، الأربعاء، إن تركيا عطلت التعاون بين أسطولي إيريني والناتو في البحر المتوسط، وأفاد أن أسطول إيريني قدم 22 تقريرا سريا عن انتهاك حظر السلاح على ليبيا. وأفاد التقرير الأخير- من أكثر من 550 صفحة- أعده خبراء في الأمم المتحدة، ونشر الثلاثاء، أن حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011 "غير مجد إطلاقاً"، وإن الانتهاكات التي ارتكبتها الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) التي تدعم أطراف النزاع بشكل مباشر عامة وصارخة وتدل على ازدراء تام بإجراءات العقوبات.

ويأتي هذا غداة إعلان الأمم المتحدة أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص إلى ليبيا يان كوبيش، سيشاركان في "مؤتمر برلين 2" بشأن الأزمة الليبية. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك أن المؤتمر سيكون فرصة مهمة لتقييم الوضع الحالي في ليبيا وتقديم الدعم لليبيين فيما يتعلق بالتحضير لإجراء الانتخابات الوطنية المقررة في 24 ديسمبر هذا العام، وأن ملفات انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد وكذلك الخطوات الواجب اتخاذها نحو إعادة توحيد المؤسسات الليبية الرئيسية، ستكون محور أعمال المؤتمر.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، أن بلاده ستختار إحباط برنامج إيران النووي حتى ولو توترت العلاقات مع الولايات المتحدة، وفي حديث خلال حفل لرئيس الموساد الجديد، ديفيد بارنيا، أشار بنيامين نتنياهو إلى أن التهديد الوجودي الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو احتمال حصول إيران على أسلحة نووية ، محذرا من أن هذا الجهد المزعوم يعرض الدولة اليهودية للخطر. كما دعا نتنياهو إلى استمرار العمليات السرية ضد إيران، وأضاف أنه إذا احتجنا إلى الاختيار، وأتمنى ألا يحدث ذلك، بين الاحتكاك مع صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة، وإزالة التهديد الوجودي (ويقصد إيران)، فإن إزالة التهديد الوجودي هي التي ستتغلب!

وفي سياق أزمة تشكيل الحكومة، أبلغ زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لبيد الرئيس ليل الأربعاء أنه تمكن من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي، وقبل نحو ساعة من موعد نهائي يحل في منتصف الليل، أبلغ لابيد الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين رسميا بأن لديه الدعم من أغلبية أعضاء الكنيسيت للمضي قدما في أداء الحكومة الجديدة لليمين. ولابيد منتمي للوسط وقد كُلّف بتشكيل ائتلاف حاكم بعد أن أخفق نتنياهو اليميني في ذلك عقب انتخابات جرت في 23 مارس الماضي. وشريك لابيد الرئيسي هو السياسي القومي نفتالي بينيت الذي سيتولى رئاسة الوزراء أولا في إطار اتفاق مقترح لتناوب المنصب بينهما، وسيكون الائتلاف الذي سيشكلاه مكونا من أحزاب صغيرة ومتوسطة بما يشمل للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل الحزب الممثل للأقلية العربية التي تشكل 21 بالمئة من سكان البلاد.

لكن الحكومة الجديدة الهشة التي لن تحظى إلا بأغلبية بهامش ضئيل في البرلمان لن تؤدي اليمين على الأرجح قبل عشرة أيام بما يعطي مساحة محدودة لمعسكر نتنياهو لمحاولة إجهاض تلك المحاولة بقلب النواب لصالحهم للتصويت ضد الائتلاف المقترح، ويتوقع محللون سياسيون إسرائيليون أن يفعل نتنياهو كل ما هو ممكن من المناورات السياسية لتحقيق ذلك.

وفي أول تعليق له بعد إعلان المعارضة عن تشكيل حكومة، صرح نتنياهو، الخميس، أنه يجب على كل أعضاء الكنيست اليمينين معارضة هذه الحكومة اليسارية الخطيرة! وفي سبيل ذلك، دعا نتنياهو لعقد اجتماع عاجل لزعماء كتلة اليمين في الكنيست، في مسعى لمنع تصويت نواب من حزبي "يمينا" و"أمل جديد" للحكومة الجديدة وعدم منحها الثقة، وحسب تقارير إعلامية عبرية، فإن الاجتماع الذي دعي للمشاركة فيه رئيس الكنيست ياريف ليفين ورئيس الائتلاف الحاكم عضو الكنيست ميكي زوهار، إضافة إلى رؤساء مجلس "يشع" لمستوطنات الضفة الغربية، يهدف لإيجاد طرق لتعطيل حكومة الوحدة الجديدة قبل التصويت على منحها الثقة الأسبوع المقبل. وفي وقت سابق من يوم الخميس، قدمت أحزاب "كتلة التغيير" إلى سكرتارية الكنيست تواقيع 61 نائبا من أجل تغيير رئيس الكنيست الليكودي ياريف ليفين وسط مخاوف من أنه يخطط لتأجيل التصويت على الحكومة الجديدة، لكن بعد وقت قصير سحب عضو الكنيست عن حزب "يمينا"، نير أورباخ، توقيعه، ما قد يمنع إسقاط ليفين وتعيين عضو الكنيست من حزب "ييش عتيد"، ميكي ليفي، رئيسا للكنيست. إلى ذلك، رصد نتنياهو ومعسكره نقطة ضعف الائتلاف الجديد بأعضاء كنيست من "يمينا"، الذين يتعرضون لضغوط "هائلة وحتى غير إنسانية"، حسبما وصفت ذلك صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وستتواصل هذه الضغوط وتتصاعد خلال الفترة المقبلة إلى حين تنصيب الحكومة.

على صعيد آخر، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الخميس، محادثات مع نظيره الأميركي لويد أوستن حول التحديات المشتركة التي تواجه واشنطن وتل أبيب، لاسيما تلك التي تشكلها إيران، مشدداً على ضرورة منعها من امتلاك سلاح نووي، وخلال اللقاء شدد لويد أوستن على دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإقليمية. إلى ذلك التقى غانتس  وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي أوضح أنه بحث مع غانتس، إعادة إعمار غزة، وكيفية إيصال المساعدات، ومن جهته أكد غانتس أهمية استعادة الاستقرار في المنطقة، موجهاً الشكر لإدارة بايدن على دعمها تل أبيب في مواجهة التحديات. كذلك التقى غانتس خلال زيارته واشنطن، بمستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، وأكد الجانبان خلال اللقاء أن وقف الأعمال العدوانية لإيران هو أساس الاستقرار الإقليمي في المنطقة.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

كشف البيت الأبيض يوم الخميس عن خطط الرئيس الأميركي جو بايدن لمشاركة لقاحات فيروس كورونا مع العالم. وتتضمن الخطة توجيه 75% من الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة إلى دول أخرى من خلال برنامج مشاركة اللقاحات العالمي (كوفاكس) المدعوم من الأمم المتحدة. وتقول الإدارة إن 25% من الجرعات الزائدة سيتم الاحتفاظ بها في "احتياطي حالات الطوارئ"، ومن أجل إرسالها من قبل واشنطن مباشرة إلى حلفاء وشركاء.

وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق عن نيته إرسال 80 مليون جرعة لقاح لدول العالم بنهاية شهر يونيو الحالي، وتظهر بيانات البيت الأبيض أن اللقاحات التي ستتبرع بها واشنطن عبر آلية "كوفاكس" سيتم توزيعها بشكل أساسي على دول أميركا اللاتينية والكاريبي، ودول جنوب وجنوب شرق آسيا، والقارة الإفريقية. وتأتي خطة مشاركة اللقاحات، التي طال انتظارها، مع انخفاض الطلب على الجرعات في الولايات المتحدة بشكل كبير، حيث تلقى أكثر من 63% من البالغين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، كما أصبحت التفاوتات العالمية أكثر وضوحاً.

واستناداً إلى عدد السكان، تتصدر إسرائيل القائمة، إذ تم تطعيم حوالي ستة من كل 10 إسرائيليين بشكل كامل، ومن الدول التي تتصدر القائمة، كندا (59% من السكان تلقوا جرعة واحدة على الأقل) وبريطانيا (58.3%) وتشيلي (56.6%) والولايات المتحدة (51%)، في الاتحاد الأوروبي، أعطيت 254.98 مليون جرعة إلى 39% من السكان، وتدور معظم البلدان الأكثر تعداداً حول متوسط الاتحاد الأوروبي: ألمانيا (43.6%) وإيطاليا (40%) وفرنسا (39.4%) وإسبانيا (39.4%).

وهناك ست دول فقط لم تطلق حملات تلقيح حتى الآن، أربعة في إفريقيا (تنزانيا وتشاد وبوروندي وإريتريا) وواحدة في آسيا (كوريا الشمالية) وواحدة في منطقة البحر الكاريبي (هايتي).

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

قدم السيناتور الديمقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب مينينديز والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام خطة بديلة عن الاتفاق النووي وحذرا من أن الصفقة النووية قد تم كسرها ولم تعد صالحة، واقترحا إنشاء بنك إقليمي للوقود النووي يتم مراقبته من الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية يسمح للدول التي تريد الحصول على طاقة نووية سلمية بالاستفادة منه، واعتبرا أن الصفقة النووية تتجاهل سلوك إيران الخبيث في المنطقة ودعمها لحزب الله والحوثيين في اليمن. وأكد المشرعان أن هناك تصورا خاطئا شائعا مفاده أن أولئك الذين عارضوا الاتفاق النووي الإيراني يعارضون ببساطة الدبلوماسية مع إيران وهذا منافٍ للحقيقة، وأضافا انه على مدى أكثر من 25 عامًا في الكونغرس، قد دعما باستمرار الدبلوماسية المدعومة بالعقوبات، بهدف إنهاء خطط إيران النووية الخطيرة وكبح عدوانها الإقليمي.

ويعتقد المشرعان أن هناك فرصة للرئيس بايدن للتفكير فيما وراء مجرد استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وأضافا انهما نعتقدان أن هناك طريقة للتوصل إلى حل وسط يجد الدعم بين دول المنطقة، ويلبي هدف إيران المعلن للطاقة النووية السلمية وتجنب سباق التسلح في الشرق الأوسط. كما انهما يعتقدان أن البلدان التي ترغب في برنامج طاقة نووية سلمي ومسؤول لتوفير الكهرباء والوظائف لشعوبها يجب أن تكون قادرة على القيام بذلك بأمان، وكخطوة ملموسة لتحقيق هذه الغاية ، يقترحان - بناءً على ما قدمته دول مختلفة في الماضي - إنشاء بنك إقليمي للوقود النووي. وأفادا إلى ذلك انه يجب أن تبدأ الادارة الجديدة بمواجهة حقيقة أنه بعد انسحاب إدارة ترمب والتقدم النووي المتصاعد لإيران، فإن الصفقة نفسها قد تم كسرها تقريبًا. وعلى الرغم من معارضتهما الصفقة الأصلية، فقد حذرا في عام 2018 من أن العالم بحاجة إلى مسار دبلوماسي للتوصل إلى حل، وأن الانسحاب بدون خطة دبلوماسية سيؤدي إلى إيران أكثر خطورة.

وذكر المسؤولان أنه حتى خلال الفترة القصيرة التي نفذت فيها جميع الأطراف خطة العمل الشاملة المشتركة، استمرت إيران في نقل أسلحة متطورة بشكل متزايد إلى حزب الله، مما أدى إلى تعزيز نظام بشار الأسد في سوريا واستغلال مظالم الحوثيين في اليمن حيث اكتسبت نفوذًا متزايدًا، وكل هذا يطرح سؤالا جوهريا: لماذا يجب أن تُحصر الجهود الدبلوماسية في السيطرة على برنامج إيران النووي؟ بدلاً من ذلك، يجب البحث عن نهج يقيد بشكل هادف هذا السلوك والنفوذ الذي تستمر إيران في الاستفادة منه. وأوضحا انه إذا كان المجتمع الدولي يسعى للحصول على المزيد من إيران، فيجب أن يكون مستعدا لتخفيف المزيد من العقوبات في المقابل، كما يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الاستفادة من المشاركة الدبلوماسية الإقليمية الجديدة المحتملة، وتشجيع مفاوضات أوسع لكبح النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة.

وإذا كان القادة الإيرانيون يرغبون حقًا في برنامج نووي سلمي، فعليهم أن يرحبوا بإنشاء بنك وقود نووي لمنطقة الخليج. لقد أنشأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالفعل بنكًا للوقود النووي يمكن لأي عضو الوصول إليه في حالة حدوث خلل في ترتيبات الوقود الحالية. ويمكن توسيع هذا لضمان أن أي دولة خليجية يمكنها تزويد مفاعلاتها النووية التجارية بالوقود من أحد بنوك الوقود التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشرط التخلي عن تخصيب اليورانيوم المحلي وإعادة معالجته. كما يمكن لبنك وقود نووي إقليمي أن يوفر مصدر وقود نووي موثوق به وبأسعار معقولة وشفافة لأي دولة تسعى إلى برنامج نووي تجاري سلمي، وهذا النهج يمكن أن يجعل القضية النووية متعددة الأطراف ويوقف سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط.

في سياق منفصل، حذر البنتاغون من احتمالية حدوث هجمات إيرانية داخل المحيط الأطلسي، كتلك التي تقع بالخليج العربي. يأتي ذلك على خلفية رصده، مع وكالات المخابرات الأميركية، وجود سفن مطاطية سريعة على ظهر ناقلات إيرانية متوجهة نحو الأطلسي. وبحسب التقارير، الجمعة، فإن الأقمار الصناعية كشفت وجود 7 قوارب على ظهر تلك الناقلات دون التحقق بعد من مدى خطورتها، إلا أن البنتاغون أعرب عن حق الرد والدفاع إذا ما لزم الأمر، لصد أي تهديد ضد الولايات المتحدة أو لحلفائها بالأطلسي. بدورها أنكرت إيران أن يكون لها أي نوايا اعتداء، مؤكدة أن السفن تتجه إلى فنزويلا لأهداف تجارية بحتة.

في ملف المفاوضات مع ايران، قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إن واشنطن تتوقع جولة سادسة من المحادثات غير المباشرة مع إيران، وتتوقع أن تمتد المفاوضات إلى جولات أخرى تالية، بهدف إحياء الاتفاق النووي، مضيفا أن هناك عقبات لا تزال قائمة، رغم إجراء خمس جولات.

 

  1. في الشأن العراقي

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية، وأنه من غير المعقول أن يفكر بانتخابات نزيهة عادلة وأن يكون طرفا بالمنافسة السياسية فيها. حديث الكاظمي هذا جاء خلال لقائه مع عدد من الصحفيين الإيرانيين، مؤكدا أنه اختار أن يكون طرفا محايدا لدعم الانتخابات فقط ويقف على مسافة واحدة من الجميع، قائلا إن هناك جهات تتهمه بأشياء باطلة.

على صعيد آخر، طرح رئيس الوزراء العراقي الأسبق، حيدر العبادي، مبادرةً لحل الأزمة بين الحكومة وميليشيا الحشد الشعبي، تحت اسم "الحشد الوطني"، داعياً الحكومة والقوى السياسية لمناقشتها وتبنيها لحل الإشكالات القائمة، وقد شددت مبادرة العبادي على بقاء ميليشيات الحشد ورفض محاولات حلها أو شيطنتها أو تجريمها.

يأتي هذا بينما أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خلال اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني، أهمية العمل على ترسيخ عقيدة الولاء للوطن لدى منتسبي القوات الأمنية، مشددا على أن القانون هو السبيل الأوحد لإعلاء رمزية الدولة والولاء لها.

في سياق منفصل، أعلن الجيش العراقي صباح الأحد، أن منظومة الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم عسكريين أميركيين وتقع في محافظة الأنبار تصدت لطائرتين مسيرتين وتمكنت من إسقاطهما. ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه بطائرة مسيرة مفخخة ضد عين الأسد منذ شهر، في تقنية جديدة بدأت الفصائل الموالية لإيران باستخدامها مؤخرا. أتى هذا الهجوم بعيد هجوم صاروخي آخر ليلاً بالقرب من مطار بغداد، لم يسفر عن ضحايا أو أضرار بحسب ما أكد التحالف الدولي لمكافحة داعش بقيادة الولايات المتحدة.

ومع تواصل القصف التركي للمناطق الحدودية شمال العراق، شدد الرئيس العراقي برهم صالح يوم الأحد على ضرورة انسحاب القوات التركية، لافتا إلى أن هذا التدخل العسكري شمال البلاد انتهاك للسيادة ومبدأ حسن الجوار، وأكد في بيان أن العراق يرفض أن يكون ساحة صراع الآخرين والتعدي على سيادته، كما يرفض في الوقت عينه أن يكون منطلقا للعدون على أي أحد، ومشددا على أن الهجوم الأخير على مناطق مخيم مخمور تصعيدٌ خطير يعرّض حياة المواطنين للخطر بما فيهم اللاجئون، ويتنافى مع القانون الدولي والانساني. أتت هذه التصريحات بعد يوم على مقتل ثلاثة في مخيم للاجئين بشمال البلاد، قد ووقع الهجوم التركي على المخيم الذي يؤوي آلاف اللاجئين الأكراد القادمين من تركيا بعد أيام قليلة من توجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرا فيها لعراق من أن بلاده ستطّهر المخيم الذي يوفر ملاذا للمسلحين الأكراد، بحسب ما صرح.

 

  1. في الشأن اليمني

اتهم وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، النظام الإيراني بالوقوف خلف التشدد الذي تبديه ميليشيا الحوثي لعدم إيقاف الحرب والقبول بوقف إطلاق النار، داعيا لممارسة الضغوط على ميليشيا الحوثي والنظام الإيراني للتعامل بجدية مع مبادرات السلام والقبول بالحل السلمي، جاء ذلك خلال لقائه في الرياض، يوم الاثنين، وزيرة خارجية مملكة السويد آن ليندي، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن وآفاق الحل السياسي. وشدد وزير الخارجية اليمني على أهمية الاستفادة من دروس الماضي في التعامل مع ميليشيا الحوثي وعدم تكرار نفس الأخطاء لتجنب الحصول على نفس النتائج، منوها بمساهمة السويد في الجهود المبذولة لتحقيق السلام في اليمن، محملا ميليشيا الحوثي الانقلابية مسؤولية عرقلة تلك الجهود وإفشالها، كما حمّل وزير الخارجية اليمني، ميليشيا الحوثي مسؤولية تعريض اليمن والمنطقة لكارثة بيئية واقتصادية محتملة وعرقلة جهود الأمم المتحدة لتقييم حالة خزان النفط صافر تمهيدا لإصلاحه، ودعا لتظافر الجهود وتكثيفها لإلزام الميليشيات بالتعامل بمسؤولية مع هذا القضية وعدم تسييسها.

إلى ذلك، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، الأربعاء، أن الدور السلبي الإيراني لا يبدو أنه يشهد أي انخفاض أو تطور إيجابي، وأشار خلال لقائه نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، إلى الجهود المبذولة لإحلال السلام ودعم بلاده للدور الأممي الرامي لتحقيق الأمن والاستقرار. كما أكد نائب رئيس الجمهورية إلى استغلال الحوثيين السيء لعدم تنفيذ اتفاق استوكهولم ودفعهم للتحشيد والاستفراد بمناطق أخرى ومن ضمنها مدينة مأرب التي تواجه منفردة هجمات شرسة لعام وستة أشهر، كشفت فيه مستوى العلاقة والدعم الإيراني وأذرعه الخبيثة في المنطقة. يذكر أن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن كان بحث عبر تقنية الاتصال المرئي الثلاثاء مع محافظ مأرب، سلطان العرادة، الهجمات الحوثية المتكررة باتجاه المدينة المكتظة بالسكان والنازحين، وشدد ليندركينغ على موقف بلاده الرافض لاستهداف المدنيين والنازحين، معرباً عن قلقه الكبير بشأن العواقب الإنسانية المدمرة لهجوم الحوثيين على مأرب.

في السياق، وفي بيان لها بعد جولة المبعوث الأميركي لليمن تيموثي ليندركينغ إلى المنطقة شددت الخارجية الأميركية على أن استمرار هجوم ميليشيات الحوثي على مأرب يزيد من معاناة الشعب اليمني، كما حملت الوزارة ميليشيات الحوثي مسؤولية عدم اتخاذ خطوات لإنهاء الصراع في اليمن، ومتهمة الميليشيات بمواصلة الهجوم على مأرب، متجاهلة بذلك جميع إدانات المجتمع الدولي.

في سياق مفصل، أكد زعيم جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن، عبد الملك الحوثي، أنه جزء لا يتجزأ من المعادلة التي أعلنها حسن نصر الله (زعيم حزب الله اللبناني)، وأن التهديد للقدس يعني حربا إقليمية في إطار محور المقاومة. وقال في كلمة متلفزة ان الجماعة ستكون حاضرة بكل قوة وبكل ما تستطيع في إطار محور المقاومة وفي إطار معادلة القدس. وفي الشأن اليمني، أضاف ان قوى التحالف لم تقدم أي تنازلات، وما تريده الجماعة هو إيقاف العدوان ورفع الحصار، وأن السلام يتحقق فقط عن طريق هذا، ونوه بالموقف المشرف لإيران تجاه شعوب الأمة المظلومة هو موقف تشكر عليه إلى ذلك،.دعا الحوثي مواطنيه إلى التبرع بالمال والسلاح لرفد جبهات القتال، مشيرا إلى أن الجماعة تريد إيقاف العدوان ورفع الحصار!

في ملف أزمة السفينة العائمة "صافر"، قالت الحكومة اليمنية الشرعية، مساء الجمعة، إن البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والمتعلق بالناقلة النفطية "صافر"، غير كافٍ، ودعت إلى إصدار قرار دولي جديد مكمل لقرارات مجلس الأمن السابقة بخصوص "صافر" ويتضمن آلية تطبيقية على الأرض تضمن تفريغ النفط من ناقلة صافر فوراً. وأوضح وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، في بيان، أن الدعوات الدولية والإقليمية والمحلية مستمرة منذ سنوات لكنها لم تتمكن من السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة الراسية قبالة سواحل الحديدة مهددة بحدوث أكبر تسرب نفطي في التاريخ بسبب الرفض المتكرر للميليشيا الانقلابية الحوثية، مضيفا، أن بيان مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وصول آمن وغير مشروط لخبراء الأمم المتحدة لإجراء تقييم محايد وشامل بدون تأخير هو خطوة دون مستوى التهديد البيئي والإنساني الخطير.

واتهم المسؤول اليمني، مجلس الأمن بأنه لم يساعد اليمن والإقليم بشكل كافٍ للخروج من هذه الكارثة، مشيراً إلى أن دور مجلس الأمن الدولي مهم وضروري للحيلولة دون وقوع كارثة من شأنها أن تدمر النظم البيئية في البحر الأحمر وأن تضرب قطاع صيد السمك في المنطقة وتلوث آبار المياه وتؤثر على ممرات الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي. ودعا إلى ممارسة كل الضغوط لحمل المتمردين الحوثيين على الاستجابة للتحذيرات الدولية من العواقب الوخيمة لتسرب أو انفجار أو غرق الخزان النفطي واحترام الاتفاقيات البيئية والقانون الدولي بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولية القاضية بضرورة تفتيش موظفي الأمم المتحدة للناقلة صافر وإجراء المعالجات اللازمة لتفادي الكارثة، كما طالب بإدراج قيادة ميليشيا الحوثي كمجرمي بيئة، وأكد أن الوقت يتطلب دراسة كافة الخيارات لتفادي الكارثة بما في ذلك دراسة إمكان استخدام القوة العسكرية من قبل الدول المتضررة لمحاصرة التهديد الذي يطال مواردها الطبيعة ونظامها البيئي.

 

  1. في الشأن المصري

أعلنت وزارة الأشغال والإسكان في قطاع غزة أن عشرات الآليات المصرية ستصل القطاع يوم الخميس، للمساعدة في إزالة المباني الخطرة والآيلة للسقوط بفعل القصف الإسرائيلي الأخير، وأشارت الوزارة إلى أن نحو 35 آلية تضم شاحنات، وكاسحات، وناقلات، وحفارات ستصل للمشاركة في وإزالة الركام الذي يقدر بأكثر من مئتي ألف طن. وقد بلغت الخسائر المادية الأوليّة في غزة عشرات الملايين من الدولارت فوفق وكالة "أونروا" فإن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني لجأ منهم 28 ألفاً و700 إلى مدارس تابعة للوكالة، كما تسبب قصف غزة بأضرار بنحو 40 مليون دولار للمصانع والمنطقة الصناعية للقطاع ومنشآت صناعية أخرى، بالإضافة إلى أضرار بلغت 22 مليون دولار لقطاع الطاقة كما قدرت وزارة الزراعة في غزة الأضرار بنحو 27 مليون دولار شملت الأراضي الزراعية. وتفيد المعلومات الرسمية من وزارة الأشغال العامة والإسكان أن قوات الجيش الإسرائيلي دمرت منذ بداية المعركة الاخيرة (1041) مسكناً بشكل كلي، و(768) بشكل بالغ، و(13500) وحدة سكنية بشكل جزئي متوسط وطفيف.

في السياق، أكدت مصر دعوتها الفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل الأسبوع المقبل في القاهرة، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي، يوم الثلاثاء، وأوضحت أن الاجتماع يهدف إلى التوصل لرؤية موحدة حول عدد من الملفات، من بينها تثبيت الهدنة، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن حركة حماس طلبت من مدير المخابرات المصري عقد اجتماع الفصائل برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد أفادت مصادر خاصة، بأن الوفد الأمني المصري الذي زار الأراضي الفلسطينية سابقا حصل على موافقة على عقد اجتماع مباشر بين حركتي فتح وحماس، كما أضافت أن هناك توافقاً مبدئياً على تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة. ويُنظر إلى زيارة كامل باعتبارها جزءا من مساعي القاهرة لاستعادة دور أكثر حيوية في الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، وإحياء عملية السلام المتوقفة بين الطرفين.

على صعيد منفصل، أعلنت وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، إنتاج أول دفعة من لقاح سينوفاك في نهاية شهر يونيو الجاري، وذلك بالتزامن مع حصول لقاح سينوفاك على اعتماد منظمة الصحة العالمية. من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد أنه فور الانتهاء من إنتاج أول دفعة من لقاح "سينوفاك" ستخضع للاختبار الأخير من خلال التحليل بمعامل هيئة الدواء المصرية، لافتًا إلى وجود خبراء صينيين بمصر حاليا للإشراف على عملية التصنيع ونقل الخبرات وتكنولوجيا التصنيع، بكل من "فاكسيرا" وهيئة الدواء المصرية.

وفي ملف الأزمة مع أثيوبيا، أكد وزير الري المصري، الدكتور محمد عبد العاطي، السبت، الحرص على الاستمرار في مفاوضات سد النهضة للتوصل لاتفاق عادل وملزم. وقد عقد الوزير المصري، السبت، لقاء حواريا مع عدد من نواب المحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بمقر الوزارة، لعرض الموقف المائي في مصر بكافة أبعاده، وما تقوم به الدولة المصرية من جهود بهدف ترشيد استخدام المياه وتعظيم العائد من وحدة المياه، وذلك في إطار المشاركة المجتمعية للتوعية بقضية المياه. إلى ذلك، استعرض عبد العاطي تطورات قضية مياه النيل والموقف الراهن إزاء المفاوضات الخاصة بالسد الإثيوبي، مؤكدا حرص مصر على استكمال المفاوضات، مع التأكيد على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول السد الإثيوبي، والتأكيد على السعي للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، ومؤكدا أن أي فعل يتم اتخاذه دون التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم وبدون التنسيق مع دولتي المصب هو فعل أحادي مرفوض.

 

أزمة سد النهضة

قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الاثنين، إن بلاده ستبني أكثر من 100 سد صغير ومتوسط في مناطق إقليمية مختلفة من البلاد في السنة المالية المقبلة، وقال خلال افتتاح مشروع طريق سريع إن بناء السدود هو السبيل الوحيد لمقاومة أي قوى معارضة لإثيوبيا! كما أشار إن شأن هذه المشاري أن تؤدي دورا فعالا في الإنتاج الزراعي والتي تتراوح الى ثلاث مرات في السنة بهدف ضمان الأمن الغذائي، هذا ولم يوضح آبي أحمد أماكن السدود المزمع إنشاؤها، وعلى أي أنهار ستقام، علما أنه يمر في أراضيها 9 أنهار كبيرة.

وفي هذا السياق، أعلنت مصر رفضها لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي حول بناء سدود جديدة في بلاده، معتبرة أنها تضرب عرض الحائط بقواعد القانون الدولي، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، إن مصر ترفض ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي حول نية إثيوبيا بناء عدد من السدود في مناطق مختلفة من البلاد، مؤكدا على أن هذا التصريح يكشف مجددا عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومُسَخرة لخدمة مصالحها، وأضاف أن مصر لطالما أقرت بحق جميع دول حوض النيل في إقامة مشروعات مائية واستغلال موارد نهر النيل من أجل تحقيق التنمية لشعوبها الشقيقة، إلا أن هذه المشروعات والمنشآت المائية يجب أن تقام بعد التنسيق والتشاور والاتفاق مع الدول التي قد تتأثر بها، وفي مقدمتها دول المصب. واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي ما هي إلا استمرار للنهج الإثيوبي المؤسف الذي يضرب عرض الحائط بقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق والتي تنظم الانتفاع من الأنهار الدولية والتي تفرض على إثيوبيا احترام حقوق الدول الأخرى المشاطئة لهذه الأنهار وعدم الإضرار بمصالحها.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

في أول زيارة رسمية له خارج البلاد، سافر ولي العهد الكويتي، مشعل الأحمد الصباح، إلى الرياض، والتقى نظيره السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يوم الثلاثاء، في اجتماع تناول عدة ملفات، لكن صحف إسرائيلية أبدت تخوفها من أن يؤثر اللقاء على التطبيع معها. ويأتي هذا الاجتماع عقب إعلان مجلس الأمة بالكويت (البرلمان)، الأسبوع الماضي، الموافقة مبدئيا على تغليظ عقوبات التطبيع مع إسرائيل، وإجراء تعديلات لتشديد العقوبات وسد الثغرات، على قانون حظر التعامل أو التطبيع. وقد توقع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن ينعكس اجتماع الصباح وبن سلمان على دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما حذّر محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، سيث فرانتزمان، من انعكاس اللقاء الأخير على ما وصفه بـ"الدفء" السعودي تجاه إسرائيل، لاسيما أنه تضمن مناقشة الشؤون الإقليمية، فضلا عن اتفاقيتي التطبيع مع الإمارات والبحرين.

 

  1. في الشأن الأوروبي

عبر رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي في تصريحات لمجموعة "فونكه" الإعلامية، يوم الأحد، عن تأييده لفكرة انضمام دول غربي البلقان إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وقال ساسولي إن التوسع يمكن أن يعود بمنافع هائلة سواء للمنطقة أو أوروبا برمتها، لأنه سيساعدنا في ضمان الاستقرار والازدهار والسلام في القارة، وحسب ساسولي، فإن وتيرة هذه العملية ستعتمد على مدى وفاء دول غرب البلقان بمعايير الانضمام. ويجري الاتحاد الأوروبي بالفعل محادثات مع الجبل الأسود وصربيا للانضمام، في حين أن ألبانيا ومقدونيا الشمالية مرشحتان رسميتان، وتعتبر كل من البوسنة والهرسك وكوسوفو حتى الآن مرشحتين محتملتين للمفاوضات. وبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع لهم في بروكسل الشهر الماضي استئناف توسيع التكتل إلى غرب البلقان، وقال رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل إنه يتعين على الدول الأعضاء تقديم مقترحاتها لتوسيع الاتحاد الأوروبي بحلول الصيف، كما دعا دول الاتحاد لـحضور أكثر نشاطا في غرب البلقان من أجل مواجهة تأثير القوى الخارجية، التي يقصد بها الصين وروسيا.

في سياق منفصل، أطلق الاتحاد الأوروبي الثلاثاء منصته التقنية التي تهدف إلى ضمان تشغيل "التصاريح الصحية" على نحو توافقي لتسمح اعتبارا من 1 تموز/يوليو بالسفر بين الدول الأعضاء كما أعلنت المفوضية الأوروبية، مشيرة إلى أن سبع دول مسجلة فيها بدأت بإصدار أولى شهاداتها. وهذه الوثيقة التي تثبت أن الشخص تلقى اللقاح أو أصبح محصنا بعد إصابته بالوباء أو أن اختباره بكوفيد-19 سلبي، سيكون معترفا بها في الدول السبع والعشرين، سواء أبرزت بشكل ورقي أو إلكتروني.

على صعيد آخر، أقر البرلمان الدانماركي، يوم الخميس، قانونا يسمح بترحيل طالبي اللجوء إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، متحديا مناشدات من منظمات غير حكومية ومن الأمم المتحدة للتخلي عن هذه الخطط، وتمت المصادقة على مشروع القانون بدعم من اليمين واليمين المتطرف، فحصل على 70 صوتا مقابل 24، غير أنه لن يكون من الممكن تطبيقه إلا بعدما توافق دولة على استضافة مركز لاستقبال طالبي اللجوء. وذكرت وسائل إعلام دانماركية أن الحكومة تباحثت مع كل من تونس وإثيوبيا وإريتريا ومصر ورواندا، كدول مضيفة محتملة لمراكز اللجوء المدعومة من الدانمارك، غير أنه لم يُعلن عن توقيع اتفاقات حتى الآن باستثناء مذكرة تفاهم مع رواندا.

 

أزمة شرق المتوسط

رغم محاولات التودد التي تعبر عنها تصريحات المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان للتقارب مع مصر، مازالت جماعة الإخوان تقف عقبة في طريق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، فيما عاودت فضائيات الجماعة بإسطنبول الانتقاد مجدداً للسلطات المصرية. الثلاثاء أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أمله في زيادة التعاون مع مصر ودول الخليج إلى أقصى مدى، مؤكدا في مقابلة تلفزيونية أن لدى بلاده فرص تعاون جاد مع مصر في منطقة واسعة من شرق البحر المتوسط إلى ليبيا. إلا أن مستشار أردوغان ياسين أقطاي واصل إطلاق تصريحات ضد القاهرة، حيث وصف خلال حديث مع فضائية" فرانس 24" الثلاثاء، ما شهدته مصر عام 2013، بالانقلاب المرفوض من قبل بلاده، كما أكد أن أنقرة لن تتنازل عما وصفه بموقفها الأخلاقي، بشأن ما حدث عام 2013، مؤكدا أنها نقطة خلاف بين البلدين.

 

  1. في الشأن التركي.

منذ أن بنت قاعدة جيشيتكالي الجوية في قبرص،  باتت تركيا تهديدا أكبر على شواطئ الدول التي تقابل قبرص في البحر الأبيض المتوسط، خاصة وأنها وضعت السلاح التركي المفضل - الدرونز - في مطار الجزيرة الذي منح أنقرة وصولا إلى أجواء لبنان ومصر وليبيا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية وطبعا، اليونان. ويقول تحليل نشر  مؤخرا إن على الولايات المتحدة الأميركية أن تحذر من مخاطر التوسع التركي في صناعة الطائرات المسيرة، موصيا بضرورة أن تخظر واشنطن نقل تكنولوجيا ومعدات تلك الطائرات إلى أنقرة، وأضاف التحليل أن الاستراتيجية الوحيدة التي ستنجح في المنطقة هي أن نثبت لأردوغان أن تركيا لديها ما تخسره من إلغاء الوضع الراهن أكثر مما تريد أن تكسبه. ويشير التحليل أيضا إلى أن قاعدة الطائرات التركية بدون طيار الجديدة هي مشكلة، في إشارة إلى مطار ليفكونيكو (قاعدة جيشيتكالي الجوية) في قبرص، الذي أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، نهاية عام 2019 أنه سينقل إليه الطائرات التركية بدون طيار. وبحسب التحليل  فإنه في حين أن الإصدارات السابقة من الطائرة بدون طيار كان لها وصول فعال فقط إلى نطاق 100 ميل، فإن التطويرات التي أدخلت على أنظمة التوجيه والتشغيل تسمح الآن بتوسيع نطاق الطائرات بدون طيار إلى حد كبير.

ويقول التحليل أن تركيا قد قلبت أساسا الأمن الإقليمي من خلال المطالبة بالجزر اليونانية وانتهاك مياه قبرص، بل أيضا اليونان والمنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل، مشيرا إلى أن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل والكتلة العربية المعتدلة التوقع بأن يصبح العدوان والانتهاكات التركية أسوأ بكثير.

وقبل أيام، كان الرئيس التركي يتحدث عن التدخلات العسكرية في قبرص وسوريا والعراق ودعمه لحماس مؤكدا لجمع من الشباب كان يستمع إليه أن تركيا ليست 780 ألف كيلومتر مربع بالنسبة لنا، تركيا هي في كل مكان الآن. وقال أردوغان أيضا أن الجميع يغارون منا، لقد أصبحت لدينا قاعدة للطائرات بدون طيار في قبرص، وأضاف أن الرسائل التي سنرسلها من شمال قبرص لا تهم الجزيرة فقط، ولكن المجتمع الدولي بأسره، وإذا لم تُظهر هذا التصميم ولم تتخذ هذا الموقف، فلن تؤخذ على محمل الجد!

على صعيد آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن تدابير العودة إلى الحياة الطبيعية في تركيا، اعتباراً من يوم الثلاثاء، بالتزامن مع انخفاض عدد إصابات فيروس كورونا، وجاء ذلك خلال كلمته مساء الإثنين، عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء، بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وفي هذا السياق، أعلن أردوغان عن استمرار حظر التجول المسائي يومياً من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية الساعة الخامسة فجر اليوم الموالي، وفيما يخص حظر تجول نهاية الأسبوع، أعلن الرئيس التركي عن إبقاء الحظر الشامل يوم الأحد فقط، وذلك بداية من الساعة الـ 10 مساء يوم السبت وإلى غاية الساعة الـ 5 فجر الإثنين، من كلّ أسبوع. وفيما يتعلق بعمل المطاعم، ستفتح المطاعم أبوابها لاستقبال الزبائن من الساعة الـ 07:00 حتى الساعة ال، 21:00، فيما ستستمر خدمة التوصيل إلى غاية الساعة الـ 00:00، وأوضح أردوغان أنه يسمح للمقاهي والصالات الرياضية ومدن الملاهي والمسابح والحمامات والشواطئ استقبال الزبائن من الساعة الـ 07:00 حتى الساعة الـ 21:00، طيلة أيام الأسبوع عدا يوم الأحد، كما شملت القرارات التي أعلن عنها الرئيس أردوغان، السّماح بإقامة حفلات الزّفاف في الأماكن المفتوحة والمغلقة اعتباراً من الأول من شهر حزيران/يونيو المقبل.

وأوضح الرئيس التركي، أنه سيتم إعادة تقييم القرارات المتخذة في 1 تموز/يوليو المقبل، وإصدار قرارات جديدة وفق مسار الوباء.

وعلى الصعيد الاقتصادي، فقدت الليرة التركية، يوم الخميس، أكثر من 1% من قيمتها لتصل إلى 8.7 مقابل الدولار.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أكد الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، دعم بلاده الثابت ليبيا، واستعدادها للتعاون من أجل تحقيق الاستقرار والوحدة فيها. تصريحات الشيخ محمد بن زايد جاءت خلال لقائه السبت في قصر الشاطئ، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، الذي يجري زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، وقد بحث الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات العملية السياسية في ليبيا والجهود المبذولة لدفعها إلى الأمام، فضلا عن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك. وقال الشيخ محمد بن زايد إن الإمارات مستعدة لتقديم جميع أوجه الدعم والتعاون للتغلب على التحديات القائمة، ومواصلة العمل مع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل تعزيز السلام والاستقرار.  

في سياق منفصل، صنفت دولة الإمارات ضمن قائمة الدول الـ20 الكبار على مستوى العالم خلال العام 2020 في المرتبة السادسة، في 5 مؤشرات مرتبطة بتنافسية قطاع السياحة في الدولة وذلك وفقا لما تم رصده من قبل المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، وشملت الإنجازات التي حققتها الإمارات في القطاع السياحي، المؤشرات التي تضمنها تقرير تنافسية السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الذي أصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية. يشار إلى أن الإمارات عملت خلال السنوات الماضية على إطلاق العديد من المبادرات سواء على المستوى الاتحادي أو المحلي لكل إمارة لتطوير قطاع السياحة والسفر والذي بات بدعم من هذه المبادرات من أهم روافد التنويع الاقتصادي في الدولة.

 

  1. في الشأن السعودي

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الدفاع، لويد أوستن، تحدث إلى ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، الخميس مؤكدا التزام الولايات المتحدة بمساعدة المملكة في الدفاع عن أراضيها وشعبها. لى ذلك، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في بيان إن أوستن والأمير محمد بن سلمان بحثا الأمن الإقليمي لا سيما الجهود الرامية لإنهاء الحرب في اليمن، وفي الوقت الذي أشاد أوستن بنجاحات المملكة في التصدي لهجمات الحوثيين على الأراضي السعودية، ناقش مع الأمير محمد بن سلمان الجهود الثنائية الأميركية - السعودية لتعزيز دفاعات المملكة وقدراتها العسكرية.

في سياق منفصل، قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس، خلال تدشين، "مبادرة الرياض" التى تهدف لإنشاء شبكة عالمية لمكافحة الفساد، إن الفساد عمل غير أخلاقى وجريمة خطيرة عابرة للحدود، وأضاف ان الامم المتحدة تثمن دور السعودية فى تأسيس شبكة عالمية لمكافحة الفساد خلال قمة العشرين، مؤكدا على أن تأسيس هذه الشبكة هو أمر مهم للغاية. وكانت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد "نزاهة"، قد أعلنت في وقت سابق من الخميس، أن المملكة العربية السعودية تشارك بوفد يرأسه رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مازن بن إبراهيم الكهموس، تدشين مبادرة الرياض الرامية لتأسيس شبكة عمليات عالمية لتبادل المعلومات بين أجهزة مكافحة الفساد حول العالم (GlobE)، وذلك في مقر الأمم المتحدة في فيينا.

على صعيد آخر، واصلت السعودية تميزها العالمي، متفوقة على 180 دولة في مؤشرين من مؤشرات الأداء البيئي لتتربع على المرتبة الأولى في مؤشر "عدم فقدان الغطاء الشجري" ومؤشر "الأرض الرطبة"، إضافة إلى تفوقها على 172 دولة في الحفاظ على البيئات الطبيعية وحمايتها ومنع انقراض الأنواع النادرة من الحيوانات، محتلة المرتبة الثامنة على مستوى العالم في "مؤشر مواطن الأجناس"، جاء ذلك من خلال المؤشرات الدولية التي يرصدها ويتابعها المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة "أداء".

وفي الازمة مع الحوثيين، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، ليلة السبت الأحد، أن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية تجاه خميس مشيط جنوب السعودية، وأكد التحالف استمرار المليشيات الحوثية الإرهابية بمحاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية. وكان المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية قد أكد، قبل أيام، أن الميليشيات الحوثية تنشر فبركات لانتصارات وهمية، وأن الهدف من مثل هذه الفبركات الإعلامية يأتي لتغطية حقيقة الوضع العملياتي على الأرض، والخسائر الكبيرة بالعناصر الإرهابية والعتاد العسكري للميليشيا بمحافظتي مأرب والجوف.

 

  1. في الشأن الروسي

قبل أيام من اجتماع بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن الذي فرضت إدارته في أبريل الماضي مجموعة كبيرة من العقوبات على روسيا، من بينها قيود على التعامل في الديون السيادية الروسية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريح مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة تخطئ إذا ظنت أنها قوية بما يكفي للإفلات من عاقبة تهديد الدول الأخرى، مضيفاً أن ذلك خطأ أدى إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. وقد أعرب بوتين عن رغبته في أن تفضي القمة التي ستجمعه ببايدن إلى تحسين العلاقات الروسية الأميركية رغم تحميله واشنطن المسؤولية عن تصاعد التوتر في السنوات الأخيرة.

على صعيد آخر، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة على قانون يمنع المتعاملين مع منظمات تصنف "متطرفة" من خوض الانتخابات في إجراء انتقدته المعارضة على أنه وسيلة لتحييدها قبل الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر، وكان مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، قد وافق بغالبية ساحقة على القانون في وقت سابق هذا الأسبوع.

هذا وتنظر محكمة روسية في مسألة تصنيف شبكة أليكسي نافالني أبرز معارضي الكرملين، منظمة إرهابية، ويمكن أن تتخذ قراراً بهذا الصدد الأسبوع المقبل، والقانون لا يطال فحسب أعضاء ونشطاء بارزين في فريق نافالني، بل أيضاً آلاف الروس الذين يدعمون عمل الشبكة من خلال التبرعات، ولن يتمكن مسؤولو تلك المجموعات من الترشح للانتخابات البرلمانية لخمس سنوات، فيما أعضاؤها والذين ساهموا في تمويل نشاطهم سيُمنعون من الترشح لثلاث سنوات.

على الصعيد الصحي، شهدت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" في روسيا، يوم السبت، ارتفاعا للمؤشرين خلال الساعات الـ24 الماضية، وأوضح مركز العمليات الروسي الخاص بمكافحة الفيروس - في تقريره اليومي - أنه تم تسجيل 9145 إصابة جديدة و339 حالة وفاة بفيروس " كورونا " المستجد خلال الساعات الـ24 الماضية مقارنة مع معدلات الجمعة /8947 إصابة و377 وفاة/ .

 

  1. في الشأن الأوكراني

صادق البرلمان الأوكراني، الجمعة، على قانون يقضي بإخضاع المسؤولين الذين لا يعلنون عن حجم الأصول التي يمتلكونها بشكل كامل، لأحكام بالسجن. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود مكافحة الفساد، لكنها تهدف أيضا إلى مساعدة البلاد على تحسين العلاقات مع صندوق النقد، والحصول منه على قرض بقيمة 5 مليارات دولار. وكانت أحكام بالسجن قد صدرت فعلا بموجب القانون، بسبب إقرارات الذمة المالية غير المكتملة والزائفة، التي قد تم تقديمها عام 2014، إلا أن المحكمة الدستورية وصفت القانون بأنه مبالغ فيه وألغته في أكتوبر الماضي، ما أثار غضب الرأي العام، وأدى إلى قلق المانحين الغربيين.  

في سياق منفصل، صرحت النائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني امينة دجاباروفا أن اوكرانيا سترد فورا ضد أي محاولات لإضفاء الشرعية على احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، وإذا وجدت طائرة واحدة على الأقل تابعة لشركة الطيران البيلاروسية نفسها في شبه جزيرة القرم المحتلة فإن العقوبات ستكون حتمية مع كل النتائج السلبية. يأتي ذلك بعد تصريحات الرئيس البيلاروسي بشأن احتمال إطلاق الرحلات إلى القرم عبر روسيا.

على صعيد آخر، اعتقل جهاز الأمن الأوكراني في محافظة كييف منظموا وأعضاء مجموعة دولية قامت بتزوير وبيع كميات كبيرة من الدولارات الأمريكية حيث كانت الأموال المزورة من الجودة العالية بحيث لا يمكن إثبات التزوير حتى باستخدام جهاز الفحص الخاص، وضمت المجموعة 5 من مواطني أوكرانيا من محافظات مختلفة و4 أجانب من دول الشرق الأوسط.

 

  1. في الشأن الايراني

أعلنت البحرية الإيرانية الأربعاء أن سفينة إمداد غرقت في خليج عمان بعد ساعات من فشل محاولات مكافحة حريق اندلع على متنها الثلاثاء. وفي السياق، ذكرت عدة وكالات أنباء إيرانية أن أكبر سفينة تابعة للبحرية الإيرانية غرقت بعدما شب حريق على متنها على مشارف الخليج، لكن جميع أفرادها تمكنوا من النزول بأمان، كما نقلت احدى الوكالات أن كل الجهود التي بذلت لإنقاذ السفينة أخفقت، ما أدى إلى غرق السفينة. لكن لم يذكر أي من التقارير سبب الحريق الذي اندلع على متن سفينة الدعم التي كانت في مهمة تدريب قرب ميناء جاسك الإيراني الواقع على خليج عمان، ما ذكّر بسلسلة الحوادث التي تتعرض لها سفن شحن مملوكة سواء لإسرائيل أو لإيران في المنطقة منذ أشهر.

في ملف المفاوضات، عادت الوفود المشاركة في مفاوضات الاتفاق النووي غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران إلى بلادهم للتشاور، قبل العودة إلى فيينا يوم الخميس القادم، وانطلاق الجولة السادسة من المحادثات. ومع مغادرة المسؤولين، أكد العديد من المسؤولين أن الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تتوصلا قريبًا إلى أرضية مشتركة ويتفقان على العودة إلى الاتفاق النووي، لكن مازال هناك مجموعة من النقاط الخلافية بين الطرفين هي: كيفية التعامل مع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الإيرانية، والآلات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، حيث تفضل إيران عدم تدميره، لكن القوى الأوروبية والولايات المتحدة تؤكد أن مجرد إيقافهم لن يكون كافيًا. أما نقطة الخلاف الثانية هي العقوبات الأميركية على إيران، فعلى مدار 9 أسابيع، ناقشت القوى الأوروبية إلى جانب الصين وروسيا، عودة الولايات المتحدة وإيران للاتفاق النووي، وتطلبت العملية من المفاوضين صياغة خطة "خطوة بخطوة" توضح بالتفصيل الإجراءات المتبادلة التي يتخذها كل من طهران وواشنطن. وفي الأساس، سيتعين على إيران التراجع عن التطورات الأخيرة في البرنامج النووي،  التي اتخذتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على نطاق واسع، بينما لا تزال إيران تطالب الولايات المتحدة بإلغاء جميع عقوباتها على إيران، ليس فقط تلك العقوبات التي أعاد ترامب فرضها فورًا بعد الانسحاب من الصفقة، ولكن أيضًا العقوبات الإضافية التي نفّذها لاحقًا. لكن واشنطن ترفض هذا المقترح، وتريد الإبقاء على بعض العقوبات التي لا تتعلق مباشرة بخطة العمل الشاملة المشتركة، مثل تلك المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان أو الإرهاب. أما الخلاف الثالث فهو حول ما إذا كان المفتشون يتمتعون بوصول كافٍ إلى المواقع النووية الإيرانية، فمنذ فبراير، كانت إيران تحد من قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على  مراجعة منشآتها النووية.

يشار إلى أن برنامج إيران الصاروخي ودعمها اللميليشيات وتهديدها للاستقرار في المنطقة، عقبة منفصلة، حيث تصر الولايات المتحدة والدول الأوروبية على ضرورة الإشارة في الاتفاق إلى محادثات ثانية أخرى تتناول هذه القضايا. لكن من غير الواضح ما إذا كانت إيران ستقبل، بالإضافة إلى أن إيران تريد ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الصفقة كما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.

إلى ذلك، قال دبلوماسيان إن المحادثات، التي بدأت في أبريل، من المتوقع أن تعود للانعقاد يوم الخميس 10 يونيو، لكن ذلك ليس مؤكدا بعد.

 

  1. في الشأن السوداني

أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، يوم الجمعة، أن السودان لم ينسحب من اتفاق مع روسيا لإقامة منشأة بحرية روسية هناك، وتابع انه يعتقد أنه يمكن دائماً التوصل لحل وسط، وان السودانيون لم ينسحبوا من الاتفاق ولم يسحبوا توقيعهم، لديهم بعض الأسئلة التي استجدت. من جهته، قال مصدر عسكري سوداني، إن الحكومة والجيش لم يقرا أي اتفاق عسكري مع روسيا، مضيفاً ان السودان أوضح لموسكو أن التفاهم بشأن مركز الدعم البحري غير ملزم. كما أوضح المصدر أن التفاهم مع موسكو بشأن مركز الدعم البحري كان مع النظام المباد، معتبراً أن أي اتفاقات عسكرية لا بد من إجازتها من الحكومة والمجلس التشريعي، وختم المصدر العسكري السوداني  بأن التواصل مع موسكو مستمر ولن يتم تنفيذ أي تفاهمات سابقة. يشار إلى أن السودان كان قد أفاد في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه يراجع الاتفاق المتعلق باستضافة قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر، وهو اتفاق تم التوصل إليه في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير قبل الإطاحة به في انتفاضة شعبية في 2019.

 

  1. في الشأن الصيني

قررت الصين الاثنين إلغاء الحد الأقصى للإنجاب المحدد بطفلين لكل زوجين، على أمل رفع معدل المواليد المنخفض في أكثر دول العالم تعدادا للسكان فيما يزداد فيها عدد المسنين. وبعد ثلاثة أسابيع من نشرنتائج التعداد العشري الأخير التي كشفت عن تراجع حاد في معدّل الولادات، قررت بكين تحرير سياستها الأسرية لكن مع الحفاظ على حد يتمثل بثلاثة أطفال لكل زوجين. وفي العام الماضي الذي اتّسم بوباء كوفيد-19، انخفض عدد المواليد إلى 12 مليونا مقارنة مع 14,65 مليونا العام 2019 حين كان معدل المواليد (10,48 لكل ألف) وهو أدنى مستوى له منذ تأسيس الصين الشيوعية العام 1949. وثمة أسباب عدة لانخفاض معدل المواليد: تراجع في عدد الزيجات وارتفاع كلفة السكن والتعليم وتأخر النساء في الإنجاب لأنهن يعطين أولوية أكبر لمسيرتهن المهنية وزيادة عدد الذكور مقارنة بعدد الإناث بسبب التفضيل التقليدي للأطفال الذكور.

ومقارنة بالتعداد السابق الذي أجري العام 2010، زاد عدد السكان بنسبة 5,38 % فقط (أو 0,53 % في المتوسط سنويا)، وهو أقل زيادة له منذ الستينات. وبهذه الوتيرة، يمكن أن تتجاوز الهند بسرعة أكبر الصين لتصبح "أكثر دول العالم تعدادا للسكان"، ويفترض أن يكون عدد سكان الهند قد بلغ 1,38 مليار نسمة العام 2020، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. وحتى الآن، كانت بكين تتوقع أن يبلغ منحنى النمو السكاني ذروته العام 2027، على أن تتقدم عليها الهند حينها، ليبدأ عدد السكان الصينيين بعد ذلك في الانخفاض ويصل إلى 1,32 مليار نسمة العام 2050.

في وقت تزداد الاتهامات نحو الصين حول مصدر وباء COVID-19 ومنشاؤه، أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، يوم الثلاثاء، تسجيل أول إصابة بشرية بسلالة «إتش 10 إن 3»، والتي تعد الأولى في العالم، وذكرت اللجنة ، أنها سجلت حالة إصابة بشرية مؤكدة بهذه السلالة من إنفلونزا الطيور في إقليم جيانغسو، وجاء في بيان على موقع اللجنة، أن الحالة لرجل يبلغ من العمر 41 عاماً، ويعيش في مدينة تشنجيانغ في الإقليم الواقع في شرق الصين، وقد انتقلت اليه العدوى من الدواجن، وأن خطر الانتشار على نطاق واسع منخفض للغاية، ومضيفة إنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالة إصابة بشرية بسلالة «إتش 10 إن 3» في العالم من قبل.

 

  1. في الشأن البيلاروسي

حدثت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي، تحذيرها بخصوص المجال الجوي لبيلاروس، وحثت الدول الأعضاء وعددها 31 معظمها من التكتل الأوروبي، على حظر استخدام مجال بيلاروس الجوي. وأصدرت الوكالة، التي تراقب السلامة الإقليمية لكنها لا تملك سلطة إصدار أمر مباشر بمنع التحليق في أجواء بيلاروس، يوم الاربعاء، توصية لشركات الطيران، لكنها قامت بتحديث ذلك بتوجيه جديد للحكومات.

 

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

 

1*) سيدة الجبل

31 ايار 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، أسعد بشارة، بهجت سلامة، بيار عقل، بدر عبيد، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، منى فيّاض، ماجدة الحاج، ماجد كرم، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد، فتحي اليافي، الياس طانيوس، علي أبو دهن وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي:

أولاً- لقد مرّ حتى تاريخه 300 يوم على انفجار مرفأ بيروت الارهابي الكارثي، و180 يوما على اغتيال العقيد منير ابو رجيلي في بلدة قرطبا، و161 يوما على اغتيال المصور جو بجاني في بلدته الكحالة، و117 يوما على اغتيال الباحث والمعارض السياسي لقمان سليم في بلدة العدّوسية منطقة الزهراني، ولا تزال حقيقة من خطط ودبر ونفذ غائبة.

إن "لقاء سيدة الجبل" يدعو جميع اللبنانيين، وبالتحديد القوى السياسية والأحزاب، إلى عدم التلهي بالمواضيع الفرعية والتوجه بطلبٍ واحد: تحديد حقيقة ما جرى ومن هو المسؤول.

كما يدعو "اللقاء" وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والدولية إعطاء هذه الجرائم والأحداث الكارثية حجمها المطلوب.

حزب الله يغسل يديه ويتّهم الجيش،

الجيش يطلب من القضاء إعطاء الأجوبة،

والقضاء يبدو حتى اليوم متخبّطاً لا يملك أجوبة كافية،

أما الأحزاب السياسية فقد تخلّت بغالبيتها عن المطالبة بالحقيقة واتجهت لتشكيل منصات ولقاءات انتخابية وكأن شيئاً لم يكن!

يؤكّد "لقاء سيدة الجبل" على أنه لا جدوى من أية انتخابات ولا جدوى من أية حكومة قبل أن نعرف من هو القاتل في لبنان، كما يجدّد تأكيده على مسؤولية حزب الله المباشرة في هذه الملفات الاجرامية إلى جانب الدولة المشاركة، والا فليكشف لنا من هو المسؤول لأنه العارف والعالم بكل شيء!

ثانياً- تشرّف "لقاء سيدة الجبل" بإستضافة رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن وأمين السر الياس طانيوس، اللذين أكّدا وجود 622 معتقلاً لبنانياً في السجون السورية سنداً للأرقام الدولية. وتوقّف "اللقاء" أمام رسالة الرئيس ميشال عون إلى بشار الأسد وهالّهُ موقف رئيس البلاد. فبدلاً من تهنئة الأسد على إعادة انتخابه كان الحري بالرئيس مطالبة الرئيس المنتخب، رغماً عن إرادة المجتمع الدولي وقسماً كبيراً من الشعب السوري، بترسيم الحدود اللبنانية السورية وتأكيد لبنانية مزارع شبعا ومطالبته بمعرفة مصير المخطوفين والمعتقلين اللبنانيين في سجون هذا النظام المجرم وإعادتهم إلى عائلاتهم ووطنهم كما مطالبته بإعادة النازحين إلى أراضيهم ومناطقهم بشكلٍ آمن ووفق القرارات الدولية.

وفي هذا السياق، يسجّل "اللقاء" إن ما يحصل على الحدود اللبنانية-السورية ليس عملية تهريب مبسّطة بل هو قرار سياسي يتشارك فيه السلطة اللبنانية مجتمعةً والنظام السوري وحزب الله، وكل ذلك على حساب ودائع اللبنانيين ومدّخراتهم.

ثالثاً- يكثر الكلام عن قرب تشكيل حكومة جديدة في لبنان.

يتمنى "لقاء سيدة الجبل" مع اللبنانيين التوفيق، وهم الذين يعانون على كافة الصعد، حتى تحول المواطن اللبناني الفرد الى شخصية يائسة من كل شيء، ويؤكد ان اية حكومة لا تملك المقومات اللازمة لتفعيل الحوار مع صندوق النقد الدولي وسائر دوار القرار العربية والدولية سيكون مستقبلها الفشل.   

2*) باسيل/التيار العوني

1 حزيران 2021

اشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في مؤتمر صحافي، اثر اجتماع لتكتل "لبنان القوي"، الى "اننا نلتزم اليوم بالمهمة التي وصفناها بالانتحارية بتقديم اقتراح حول موضوع الدعم والبطاقة، وهذه مسؤولية شعبية وليست شعبوية، وأول شق في اقتراحنا هو ترشيد الدعم وتخفيضه وهذا ما يوفر ثلاثة مليارات دولار سنويا، والتعويض يكون باعطاء بطاقة تموينية الكترونية بقيمة مئة دولار"، لافتا الى ان "ما يتم تقديمه اليوم هو نتيجة جهد مشترك، ونشكر النائب فريد البستاني والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، كما نوقش الموضوع في لجنة مشتركة بيننا وبين حزب الله".

وأوضح باسيل ان "الاقتراح يتضمن اعطاء البطاقة التمويلية لكل العائلات اللبنانية وقيمتها 100 دولار لكل عائلة، وبطيبعة الحال يجب ان لا تكون المساعدة نقدية وانما الكترونية من اجل عدم رفع نسبة التضخم في البلاد، ويتضمن الاقتراح توازنا من اجل اعطاء الاموال للفقراء. كفى كذبا على الناس، انه لن يتم المس بأموال المودعين وحاليا 85% من الاموال تبخرت"، موضحا ان "كلفة كهرباء لبنان اقل بكثير من كلفة تشغيل المولدات الكهربائية الخاصة وكذلك فاتورة الكهرباء تكون أقل على المواطن".

وعن تشكيل الحكومة قال: "بما يعنينا سنطفئ اي ذريعة جديدة لعدم تشكيل الحكومة وواضح ان هناك "فبركة" للحجج لعدم التأليف، ونحن اظهرنا مرارا عدم تمسكنا بأي وزارة وبينها وزارة الطاقة، لكننا مع توزيع الوزارات بالمناصفة وبين الكتل والطوائف، ونحن لن نترك مجالا لأي امر يمكن ان نقوم به الا ونفعل للتسهيل لأننا نريد حكومة وبرئاسة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري".

وأكد باسيل تأييده ب"شكل كامل لمسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري بمعاونة حزب الله من اجل الاسراع بتأليف الحكومة، ورئيس الجمهورية واضح بأنه لا يريد اي وزير اضافي على الثمانية ويؤيد اي آلية او وسيلة لتسمية وزراء لا يمتون اليه لا سياسيا ولا بأي صلة، كأن يكونوا من المجتمع المدني او الادارة اللبنانية او غيرها".

3*) حزب الله

3 حزيران 2021

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، وذلك بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

واشارت في بيان، الى انه "إذا كان التاريخ يدين بأحداثه وتحولاته لرجال وشخصيات يحسنون قراءة الماضي وصناعة الحاضر واستشراف الزمن الآتي، فإن الإمام الخميني رضوان الله عليه هو قامة رسالية استثنائية صنعت تحولا استراتيجيا وأسست بنى دستورية وإدارية استمرت بعد رحيله ترفد الإنسانية والعالم بنتاجها الحضاري في كل المجالات وتقدم نموذجا تطبيقيا معاصرا للإسلام المحمدي الأصيل الذي تلتزمه شعوب وجماعات كثيرة في مختلف أرجاء العالم.

ورغم مضي اكثر من ثلاثين عاما على ارتحاله رضوان الله عليه فإن المدرسة العقائدية والسياسية والقانونية والإدارية التي أرسى معالمها الإمام الخميني قدس سره، لا تزال تلهم الشعوب والقوى الحية والدول الهادفة.

وإن الجمهورية الإسلامية في إيران التي تمثل إحدى إنجازاته الكبرى، لا تزال شاهدة على الأبعاد الحضارية المتعددة الوجوه، ولا تزال قضية نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين قاعدة ارتكاز فاعلة تضخ الحيوية الدائمة في قضية القدس وفلسطين وقضية مواجهة الإرهاب والتكفير والتمييز العنصري بشكل جدي ومتواصل".

وتوقفت الكتلة عند مناسبة رحيل الإمام الخميني، وأكدت "اعتزازها بالانتماء الى مدرسته الإنسانية النموذجية وإلى قواعدها التي تستند إليها لاتخاذ المواقف الرصينة والمطلوبة إزاء التطورات والأحداث المتعاقبة وتكبر الدور الرعائي والقيادي الذي يضطله به سماحة الامام القائد السيد علي الخامنئب دام ظله واطال الله بعمره".

كما تابعت باهتمام "محاولات تقريب المواقف وتأليف الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون وتوقفت بأسف عند تعثر تلك المحاولات وتابعت احداثا وقضايا إقليمية وخلصت إلى ما يأتي:

1- إن الجهود والمساعي التي بُذلت وتُبذل من أجل تسريع تشكيل حكومة لبنانية تنهض بمعالجة ملفات وتداعيات الأزمة المتفاقمة في البلاد، لا يصح أن تتوقف بأي حال من الأحوال، لأن خيار مواصلتها يبقى أسرع وأقل كلفة من أي خيار آخر.

وتصر الكتلة على وجوب تضافر كل الجهود في هذا السبيل، لقناعتها بأن الحكومة هي المدخل الحصري لمعالجة التداعيات الناجمة عن الأزمة الحادة في البلاد.

2- إن الأزمة المعيشية الضاغطة التي تعبر عنها الانتظارات الطويلة للمواطنين أمام محطات البنزين وكذلك أمام الصيدليات ومستودعات الأدوية فضلا عن الكثير من المواد الحيوية المفقودة اضافة الى شح المياه والتقنين المتصاعد للكهرباء.

إن كل ذلك يحتاج إلى تداعٍ جدي من قبل كل المسؤولين وعلى رأسهم حكومة تصريف الاعمال والجهات السياسية وحاكمية مصرف لبنان، للبحث في الحلول الممكنة والخطوات اللازمة للتخفيف من ضغوط هذه الملفات.

3- مع إطلالة ذكرى استشهاد رئيس حكومة لبنان والزعيم الوطني العريق رشيد كرامي تؤكد الكتلة على ضرورة استلهام مواقفه الوطنية في التصدي للأزمة الخانقة التي تعانيها البلاد، وترى أن الوفاء لهذه القامة الوطنية يكون بالحفاظ على إرثه وخطه السياسي ومحاكمة المجرمين المتورطين بقتله الذي سيبقى مدانا مهما تقادم الزمن.

4- إن ما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في سوريا من فوز كاسح للرئيس الدكتور بشار الأسد والحشود الجماهيرية التي احتفلت بذلك على امتداد المحافظات السورية وفي بلدان الاغتراب، تؤكد بشكل قاطع على السقوط والخيبة اللتين انتهت إليهما الأعمال الإرهابية المنظمة والمتعمدة والمدعومة من كل دول وقوى الشر في العالم، كما تدل على عمق صلة الشعب السوري بقيادته الشجاعة المعبرة عن أهداف ومصالح السوريين الحقيقية والحاسمة.

إن الكتلة إذ تهنئ الرئيس والشعب السوري بهذا الفوز الكاسح الذي يؤسس لمرحلة من الاستقرار، تأمل أن تقفز فيها سوريا قفزة نوعية في مجال التنمية الذاتية وتعزيز القدرات والفاعلية وتحقيق التقدم والازدهار.

5- تواصل نتائج مواجهة "سيف القدس" فرض تداعياتها داخل كيان العدو الصهيوني تباعا، وتسهم في تعقيد الأزمة السياسية والحكومية والأمنية، وتدفع الصهاينة نحو المزيد من الضياع والتيه وتصفية الحسابات الداخلية في مقابل تنامي ثقة الفلسطينيين بجدوى خيارهم المقاوم وأهمية الرهان عليه لاستعادة الحقوق الفلسطينية كافة.

إننا نجدد دعمنا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونؤكد على ضرورة استفادته من كل فرصة متاحة لحفظ وحدته وتعزيز الالتفاف حول خياره المقاوم والعمل الحثيث لاستثمار حالة التضامن الشعبي التي عبرت عن نفسها بشكل عفوي في مختلف الدول الصديقة في العالم.

6- إن التواطؤ الدولي لإطالة أمد الحرب والحصار العدواني ضد اليمن وشعبه، لن يفاقم إلا المزيد من التوتر وتصاعد الهجمات القتالية فيما الواقعية تقضي بتسريع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وفك الحصار فورا، كمقدمة ضرورية لإقرار الحل السياسي خصوصا بعدما بات واضحا أنه وما لم يتحقق هذان الأمران معا فإن التطورات مرشحة، كما يبدو، لمزيد من الإنجازات العسكرية التي يواصلها الجيش واللجان الشعبية في اليمن ضد التحالف العدواني الأمريكي - السعودي الذي ارتطم حزمه بالحائط المسدود.

4*) رسالة دياب إلى غوتيريش

4 حزيران 2021

وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش بشأن التطورات الأخيرة المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان. وجاء في الرسالة: "كما تعلمون، لقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة مبلغا قدره 15،503،355 دولارا إضافيا لرفد الموارد المالية للمحكمة. لقد تمت الموافقة على هذه الإعانة بفضل جهودكم الحثيثة واهتمامكم الصادق ولتعاضد الدول الأعضاء التي أبدت حرصها على تأمين التمويل اللازم كي تكمل المحكمة إجراءاتها القضائية المتبقية. وفي هذا الخصوص، أوصت اللجنة الاستشارية لشؤون الإدارة والموازنة، باعتماد هذه الإعانة لسد النقص المحتمل في حصة لبنان فقط، المترتب لصالح المحكمة. على الرغم من أن الإعانة المذكورة أعلاه قد ساهمت، إلى حد ما، في معالجة جزء من الصعوبات التي تواجهها المحكمة الخاصة بلبنان، إلا أنها لم تحل المشكلة المالية برمتها. وللأسف، فإن معظم المساهمات الطوعية التي توقعتها المحكمة لتمويل موازنتها، والمذكورة في طلب الإعانة الذي تقدمتم به، لم تتحقق. (المرجع: تقرير الأمين العام المؤرّخ في 19شباط /فبراير 2021، الفقرة 50)، كما ونود الإشارة إلى أنه حتى "النقص المتوقع في المساهمات الطوعية من المانحين الآخرين"، الذي سعيتم إلى توفيره من خلال الإعانة، لا يزال من دون تغطية مالية. (المرجع: تقرير اللجنة الاستشارية المؤرخ في 19 مارس 2021، الفقرة 21)".

أضاف: "لهذا، فإن المحكمة تواجه تحديات مالية جدية قد تعيق قدرتها على مواصلة عملها، كما هو مخطط له، للعام الحالي 2021. إن مثل هذا الأمر له تبعات خطيرة للغاية، ولن تقتصر تداعياته فقط على لبنان وضحايا الهجوم الهمجي والشائن على رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وعوائلهم، ناهيك عن القضايا الأخرى التي تقع ضمن صلاحية المحكمة، بل أيضا على قدرة المؤسسات القضائية الدولية في خدمة العدالة بشكل تام. بالفعل، إن العواقب الأشد إيلاما المتأتية عن توقف عمل المحكمة الخاصة بلبنان، تكمن في انعكاس صورة لعدالة مجتزئة وناقصة لدى جميع المطالبين بالعدالة والأشخاص الذين يثقون في سيادة القانون ومنع الإفلات من العدالة كمقتضيات ضرورية ومتكاملة للعيش في سلام وأمن ووئام. فيما نعيد تأكيد التزامنا الثابت تجاه المحكمة، فإننا نؤمن إيمانا راسخا بأن هذه الصعوبات المالية يجب ألا تعرقل إنجاز عملها حتى النهاية. كما آمل بشدة أن تستمر اللجنة الإدارية للمحكمة الخاصة بلبنان ومجموعة الدول المهتمة التي تشارك لبنان المبادئ التأسيسية للمحكمة، في تزويدها بالدعم الذي هي بأشد الحاجة إليه في مثل هذا الوقت الحرج من تاريخها ولأداء مسؤوليتها كاملة".

وختم: "بالنظر إلى التحديات التي تواجه المحكمة الخاصة بلبنان، ومع الأخذ في الاعتبار الأزمات الحادة المستمرة التي يعانيها لبنان التي انعكست في تقريركم المؤرخ في 19 شباط/ فبراير 2021، فإن حكومة لبنان ستكون ممتنة لسيادتكم لاستكشاف الوسائل المختلفة والبديلة لتمويل المحكمة، بشكل عاجل مع مجلس الأمن والدول الأعضاء، لمساعدتها في إنجاز مهمتها وفقا لقرار مجلس الأمن الرقم 1757 (2007) والاتفاقية ذات الصلة بين الأمم المتحدة والجمهورية اللبنانية بشأن إنشاء المحكمة الملحقة به، ومتابعة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة A/Res/75/253B المؤرخ في 16 نيسان/ أبريل، 2021. أرجو أن تتقبل، السيد الأمين العام، فائق تقديري وامتناني".        

5*) التيار العوني

5 حزيران 2021

أبدى المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر"، في بيان أصدره بعد اجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، قلقه "الكبير من أن تؤدي المماطلة في تشكيل حكومة إنقاذية فعالة الى بلوغ نقطة اللاعودة في مسار الانهيار المالي، وما ينتج من ذلك من مخاطر معيشية واضطرابات اجتماعية". وجدد دعوة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى "القيام بواجباته الدستورية والوطنية، فيقدم تشكيلة حكومية تراعي الأصول الدستورية والقواعد الميثاقية ويتفق عليها مع رئيس الجمهورية لتأخذ طريقها الى الثقة في مجلس النواب، فتلتزم ببيان وزاري إصلاحي ينتظره اللبنانيون على قاعدة المبادرة الفرنسية ومتطلبات صندوق النقد الدولي".

وإذ أكد المجلس "التزام التيار بحكومة اختصاصيين وبرئاسة الحريري"، أعلن أنه يبقى منفتحا "على أي حكومة يتوافق عليها اللبنانيون"، لكنه يرفض "قطعا أي إنقلاب على الدستور بتخطي المناصفة الفعلية وتكريس أعراف جديدة بالحديث عن مثالثة مقنعة يحاول البعض الترويج لها على قاعدة ثلاث مجموعات من ثماني وزراء، يقود كلا منها أحد المكونات الأساسية في البلاد، مع تأييده إستثنائيا لهذه المرة، ألا يكون لأي فريق أكثر من 8 وزراء".

واعتبر المجلس أنه "في حال الإصرار على عدم تشكيل حكومة، وفي ضوء الانحلال المتسارع في بنية المؤسسات، وامتناع الحكومة المستقيلة عن القيام بواجباتها في تصريف الأعمال بما تقتضيه المرحلة وأبسطها حل مشكلات الترابة والنفايات والمواد الأساسية، فإن خيار تقصير ولاية مجلس النواب سيصبح عملا إجباريا، وإن كان سيتسبب بمزيد من هدر الوقت، فيما لبنان بأمس الحاجة للإسراع بإقرار القوانين الإصلاحية". وفي هذا الإطار طالب المجلس الكتل النيابية ب"مناقشة اقتراح القانون الذي تقدم به تكتل لبنان القوي لترشيد الدعم وتوفير البطاقة التمويلية لتستفيد منها العائلات المحتاجة، وهذا من شأنه أن يوفر للبنانيين شروط الأمن الغذائي والصحي ويؤمن المساعدة للفقراء، وبعض الأموال المستحقة للمودعين، إضافة الى تحقيق وفر كبير في أموال الدعم".

كما جدد المجلس اقتناعه "بضرورة أن يدعو رئيس الجمهورية الى حوار تشارك فيه الكتل البرلمانية لبحث الخيارات والأولويات بالإصلاح وباستكمال تشكيل السلطة التنفيذية، والتصدي للتحديات المصيرية التي يواجهها اللبنانيون، وهي تمس وجودهم وموقع بلادهم في ضوء متغيرات خارجية ستفرض قريبا أمرا واقعا جديدا. ومن مصلحة اللبنانيين أن تكون لهم رؤية موحدة في قراءة المتغيرات، وموقف موحد يجيب على الأسئلة التي يطرحها كل لبناني حول النظام السياسي والاقتصادي الأفضل في المرحلة الجديدة من تاريخنا".

ورأى أن "قرار مصرف لبنان بإعطاء المودعين جزءا من حقوقهم لدى المصارف، يتوافق مع روحية قرار مجلس شورى الدولة بإعطاء المودع حقوقه بالعملة التى أودعها في المصرف المفترض أن يكون مؤتمنا عليها. لذلك، نستهجن ردة فعل جمعية المصارف التي رفضت إعطاء المودعين بعضا من حقوقهم التي هي بحماية الدستور والقوانين. مع الاشارة الى أن المصارف راكمت أرباحا بالمليارات، وهي تملك سيولة في حساباتها خارج لبنان ويملك اصحابها ما جنوه من ارباح خيالية نتيجة إقراض الدولة عبر السنوات. إن الاعتراض على قرار مصرف لبنان يعني أن المصارف عاجزة عن تسديد جزء بسيط من حقوق الناس، وتواصل استغلالها لهم بصورة تسلطية، في حين ان المطلوب من المصارف العمل على إعادة رسملة ذاتها وتنقية القطاع ليساهم باستنهاض الاقتصاد ووضعه على خارطة النمو الحقيقي المستدام".

ودعا مصرف لبنان الى "تحمل مسؤولياته في ضبط الكتلة النقدية، للجم التلاعب بسعر صرف الليرة"، ووزارة المالية الى "القيام بواجباتهما لناحية تأمين الأموال اللازمة وهي متوافرة، لتمويل فتح الاعتمادات الضرورية لشراء فيول الكهرباء والبنزين والمازوت والأدوية والطحين، لأن غياب هذه المواد سيؤدي الى قيام ثورة اجتماعية حقيقية ومبررة، وعندها سيدعو التيار مناصريه الى الاستعداد للمشاركة فيها والتوجه ضد مسببيها والمخططين لها عن سابق تصور وتصميم".

وختم المجلس بيانه مستغربا "السكوت عن التطاول المتكرر على مقام رئاسة الجمهورية، لأن المس بهذا المقام يمس بكرامة الشعب اللبناني"، ومثنيا على موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "الرافض لهذه الإهانات المتكررة والواعي للمسؤوليات في عملية تعطيل تشكيل الحكومة والمشدد على مواصلة الجهود لإزالة العراقيل من أمام التأليف".

6*) عظة الاحد

6 حزيران 2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في بازيليك سيدة لبنان - حريصا لمناسبة الذكرى السنوية الثامنة على تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، عاونه فيه المطارنة أنطوان نبيل العنداري، حنا علوان وشكرالله نبيل الحاج، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان الاب فادي تابت، ومشاركة السفير البابوي المونسينيور جوزيف سبيتاري، وممثلين عن الطوائف المسيحية ولفيف من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين من مختلف المناطق التزموا الإجراءات الوقائية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "الإله القدير نظر إلى تواضع أمته"، قال فيها: "في هذا النشيد النبوي الذي أطلقته مريم من بيت أليصابات، أعلنت فضيلتين متكاملتين جملتا نفسها وحياتها: التواضع والوداعة. فبعد تطويبة أليصابات لها على إيمانها، قالت مريم: تعظم نفسي الرب ...لأنه صنع في العظائم ... ناظرا إلى تواضع أمته (لو 1: 48). هاتان الفضيلتان هما الأساس الذي ترتكز عليه جميع الفضائل الروحية والأخلاقية والإنسانية، وتجسدان المحبة التي قال عنها بولس الرسول أنها لا تتباهى ولا تنتفخ ولا تحتد (1 كور 13: 4). وتزينان النفس بروح الطاعة لله وللكنيسة.

نلتمس هاتين الفضيلتين من قلب يسوع الأقدس الذي يدعونا كل يوم، طيلة هذا الشهر المكرس لتكريمه وعبادته: تعالوا إلي وتعلموا مني: إني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم (متى 11: 29). كما نلتمسها من قلب مريم الطاهر. إن القلب هو مركز الحب وينبوعه".

وتابع: "نجتمع اليوم في بازيليك سيدة لبنان-حريصا، لنكرس لقلب مريم الطاهر، للمرة التاسعة، وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط، عملا بتوصية سينودس الأساقفة الروماني الخاص بالشرق الأوسط الذي عقد في شهر تشرين الأول 2012 برئاسة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، أطال الله بعمره.

فنسألها أن تسكب في قلوب شعب وطننا وشعوب بلدان هذه المنطقة المشرقية التي على أرضها أعلن الله ذاته إلها واحدا بثلاثة أقانيم، آب وابن وروح قدس، الله المحبة (1يو 4: 8)؛ وعليها صار الإبن-الكلمة إنسانا، وافتدى خطايا البشرية بآلامه وموته، وبث الحياة الإلهية في المؤمنين بقيامته، وجعل ثمار الفداء والخلاص فاعلة في النفوس بالروح القدس؛ ومن هذه المنطقة انطلقت الكنيسة بدافع من الروح القدس تحمل بشرى الإنجيل السارة إلى جميع الشعوب، وتشهد للمسيح الرب حتى الإستشهاد، محافظة على وديعة الإيمان، وناقلة إياها إلى شعوب هذا الشرق المتألم الذي جعلوه أرض النزاعات والحروب، بدلا من أرض الإخاء والسلام. التواضع وقوف أمام عظمة الله وقداسته، وإدراك لمحدودية الذات وضعفها وأخطائها وسرعة عطبها. فلنتذكر كيف رذل الله صلاة الفريسي في الهيكل وهو يتباهى بذاته وكأنه يريد من الله شهادة مديح لحسن سيرته، وكيف قبل صلاة العشار الذي وقف عند باب الهيكل يقرع صدره ويقول: اللهم ارحمني أنا الخاطي (راجع لو 10: 14-18). القديس بولس الرسول يدعونا لنقتدي بأخلاق المسيح "الذي، مع أنه على مثال الله، لم يعد مساواته لله مكسبا، بل أفرغ ذاته متخذا صورة عبد، وصار على مثال البشر، وواضع نفسه، وأطاع حتى الموت، موت الصليب (فيل 2: 5-8). فلنقتد بتواضع أمنا مريم العذراء التي أجابت الملاك: أنا أمة الرب. فليكن لي بحسب قولك (لو1: 38). وبتواضع يوحنا المعمدان الذي قال عن يسوع: علي أن أنقص، وعليه أن ينمو (يو 3: 13).التواضع هو أساس الفضائل، ودواء الكبرياء، التي هي أم جميع الرذائل؛ فالقدير بدد المتكبرين بأفكار قلوبهم كما تنبأت مريم، وأنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتواضعين (لو 1: 51-52). يجب التنبه إلى الكبرياء المغلف بثوب التقوى والتواضع المزيف الخارجي والمسلكي، والظاهر في التمايز عن الغير وجعل الذات قدوة يقيس عليها الانسان الآخرين. فالمتواضع الحقيقي هو الذي يطيع الله في وصاياه ورسومه وتدابيره وتجليات إرادته، ويطيع تعليم الكنيسة، بحسب أمر الرب يسوع: من سمع منكم، سمع مني (لو 10: 16).الوداعة هي فضيلة بها نحتمل بسكينة شدائد الحياة ومحنها وصعوباتها، مقتدين بأمنا مريم العذراء التي قالت "نعم" لإرادة الله يوم بشارة الفرح، وقالتها أيضا بالألم والخضوع للإرادة الإلهية في ذروة آلامها مع آلام ابنها يسوع وموته على الصليب. كل وداعة تخضع لإرادة الله، كيفما تجلت، ولتعليم الكنيسة، إنما تعطي ثمارها. فمريم العذراء بقبول إرادة الله في البشارة، أصبحت أم يسوع التاريخي، الكلمة الذي أخذ منها جسدا بشريا؛ وبقبول الإرادة الإلهية على أقدام الصليب أصبحت أم يسوع السري الذي هو الكنيسة.

ويسوع بوداعته قبل إرادة الآب: الآلام والموت من أجل فداء خطايا البشر، فأعطى الحياة الجديدة للعالم، وأصبح المخلص لكل إنسان، ورفعه الله وأعطاه اسما يفوق جميع الأسماء، لكي تجثو له كل ركبة في السماء والأرض ويعترف به كل لسان بأن المسيح هو الرب (فيل 2: 8-11). كما بفضيلتي التواضع والوداعة تسلم علاقة الإنسان مع الله، كذلك بهما تسلم علاقته مع كل الناس: في العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة.لو تحلى المسؤولون السياسيون وأرباب السياسة عندنا بهاتين الفضيلتين، لسكنت المحبة قلوبهم، ولتجردوا من مصالحهم، وتصالحوا مع السياسة والشعب والدولة، ولسلمت العلاقات فيما بينهم، ولما أوصلوا البلاد إلى هذا الإنحدار من البؤس السياسي والإقتصادي والمالي والمعيشي والإجتماعي، ولما فكفكوا مؤسسات الدولة وأجهزتها ومقدراتها وتقاسموها واستباحوها".

وفي الموضوع السياسي، قال: "يحاول المسؤولون في هذه الأيام العصيبة إنقاذ أنفسهم ومصالحهم لا إنقاذ الوطن. ويتصرفون وكأنه لا يوجد شعب، ولا دولة، ولا نظام، ولا مؤسسات، ولا اقتصاد، ولا صناعة، ولا تجارة، ولا فقر، ولا جوع، ولا بطالة، ولا هجرة. يتصارعون في ما بينهم كأن السياسة هي تنظيم الاتفاق والخلاف في ما بينهم، لا تنظيم حياة المجتمع، وإدارة شؤون المواطنين، والحفاظ على المؤسسات الدستورية، وتوفير الأمن والاستقرار والتعليم والضمانات والعزة والكرامة. لا يعنيهم الشعب الذي ما عاد يحتمل الذل والقهر والعذاب، لا أمام المصارف والصرافين، ولا أمام محطات الوقود والأفران، ولا أمام الصيدليات والمستشفيات، ولا أمام شركات السفر التي فرض عليها أن تسعر، خلافا للقانون، بطاقات السفر بالدولار نقدا. وما عاد هذا الشعب يحتمل السكوت على جريمة تفجير مرفأ بيروت وقد مضت عشرة أشهر على حدوثها. ومع هذا كله، برزت بارقة أمل صغيرة في اليومين الماضيين بتجاوب المصارف مع قرار المصرف المركزي ببدء تسديد قليل من أموال المودعين تدريجا. أمام هذا الواقع نتساءل: هل وراء الأسباب الواهية لعدم تأليف الحكومة، نية عدم إجراء انتخابات نيابية في أيار المقبل، ثم رئاسية في تشرين الأول، وربما نية إسقاط لبنان بعد مئة سنة من تكوينه دولة مستقلة، ظنا منهم أنهم أحرار في إعادة تأسيسه من جديد، متناسين أنه أعرق وطن، وأبهى أمة، وأجمل دولة عرفها الشرق الأوسط والعالم العربي؟ لكننا، لن نؤخذ بالواقع المضطرب والقوة العابرة. فنحن شعب لا يموت ولو أصبنا في الصميم. ولذا، لن نسمح لهذا المخطط أن يكتمل. لن نسمح بسقوط أمتنا العظيمة. لن نسمح بتغيير نظام لبنان الديمقراطي. لن نسمح بتزوير هوية لبنان. لن نسمح بتشويه حياة اللبنانيين الحضارية. لن نسمح بالقضاء على الحضارة اللبنانية. لن نسمح باستمرار توريط لبنان في صراعات المنطقة. فعندما لم يتم احترام: لا شعار لا شرق ولا غرب، ولا التحييد، ولا حتى النأي بالنفس، طرحنا إعلان نظام الحياد الناشط بكل أبعاده الدستورية. وعندما بات الإنقاذ الداخلي مستحيلا، طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة".

وختم الراعي: "في حالتنا الإنسانية البائسة نتوجه إلى منظمة الأمم المتحدة كي تتدخل لإنتشال لبنان من الإنهيار والإفلاس. ونناشد منظمة الصحة العالمية أن تضع يدها على الواقع الصحي في لبنان وتستجيب لحاجاته من دواء ومواد طبية. وفيما نقدر للدول الصديقة، مساعدتها الجيش الذي يشكل صمام الأمان للبنان، خصوصا في الأزمنة العصيبة، نتمنى على هذه الدول الالتفات نحو الشعب أيضا ليبقى صامدا إلى جانب جيشه. أما في الداخل فلا بد من تنظيم الشعب مناطقيا. ومن أن جميع المؤسسات العامة والخاصة تنتظم في ورشة عمل لإنقاذ المجتمع. إننا نكل إلى قلب مريم العذراء الطاهر، سيدة لبنان، وطننا وبلدان الشرق الأوسط، مع كل ما نحمل من آمال وأمان، راجين أن ترفعها إلى العرش الإلهي، ونحن نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".