تقرير أسبوعي دولي - 58-2021

تقرير أسبوعي دولي - 58-2021
الأحد 13 يونيو, 2021

 

رقم 58/2021

تقرير دولي  7-13/حزيران /2021

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

بالرغم من تكرار المناشدات والتحذيرات الداخلية والخارجية للطبقة السياسية المتحكّمة بمصير البلاد والعباد، ومن خلفها "حزب الله" الحاكم الفعلي لمسارات اللعبة السياسية الداخلية، لم يخرج الدخان الأبيض المنبئ بتشكيل الحكومة المنتظرة لا من وسط بيروت ولا من قصر بعبدا هذا الاسبوع أيضاً.

ولا حتى حركة الخليلين (ممثل حزب الله وممثل رئيس المجلس النيابي) مع النائب جبران باسيل استطاعت حلحلت العقد المتمسّك بها الأخير، لتبقى حال التشكيل على ما هي عليه وسط تفاقم الأزمة على كافة الصعد.

فسعر الدولار الأميركي تخطى مع نهاية الاسبوع عتبة الـ 15 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد في السوق السوداء رغم كل محاولات مصرف لبنان للجم الارتفاع، وصيدليات لبنان أعلنت الاضراب يومين مع نهاية الاسبوع لعدم توفّر الادوية وحليب الاطفال، هذا عدا ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بشكلٍ جنوني الأمر الذي لم يعد يسمح للمواطن بتأمين قوت عائلته.

أما حالة المستشفيات في لبنان، فحدّث ولا حرج، لقد وصل التدحرج إلى القعر حتى درجة أنه مع نهاية الاسبوع أعلنت المستشفيات عدم استقبالها المرضى على حساب شركات التأمين، هذا بعد أن كانت أعلنت عن رفضها تأمين التحاليل الطبية للمرضى من خارج المستشفى، كما عدم استقبال المرضى على حساب وزارة الصحة إلا في الحالات الحرجة جداً.

لقد أصبح واضحاً أن ملف حلّ الازمة في لبنان ينتظر ما ستؤول إليه مفاوضات الملف النووي الايراني في فيننا، على الرغم من نفي كل الجهات في لبنان ذلك وتأكيدهم على أن المشكلة داخلية.

لذلك، ومن أجل الخروج من هذا النفق، تجدّد أسرة التقرير تأكيدها على دعم مبادرة البطريرك الراعي في عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على تطبيق دستوره ووثيقة وفاقه الوطني كما على تنفيذ القرارات الدولية 1559، 1680 و1701. إن هذا المؤتمر يمكن أن يؤمّن، إذا ما عقد على هذه القواعد، أن قانون انتخابات عصري وشفاف يستطيع الناخب اللبناني من خلاله تجديد طبقته السياسية واستعادة قراره السيادي الحر كما استعادة علاقات لبنان مع المحيط العربي والمجتمع الدولي.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

وسط حالة الغليان التي تشهدها المنطقة، قال عضو المجلس المركزي في "حزب الله" اللبناني حسن البغدادي الاثنين، إن على قادة العدو أن يكونوا أقل غرورا، وهم أكثر حاجة لمن ينزلهم عن السلم، ونقلت "قناة المنار" التابعة للحزب، عن البغدادي، مفاده أن الحزب يسمع "عنتريات" قادة هذا العدو ضده في لبنان، وعليهم أن لا يخطئوا الحساب مرة أخرى، فإذا ما وقعت الحرب مع حزب الله، فسوف يرون من لهيب جهنم ما لم يتوقعونه حتى في منامهم.

في المقابل، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، يوم الاثنين أيضا، إن إسرائيل ستستخدم القوة القصوى في أي حرب مستقبلية ضد حزب الله في لبنان، وتابع في في حديثه " بأن اسرائيل تعمل على إعادة الأسرى ولكنها لن تبرم أبدا صفقة مشابهة لصفقة جلعاد شاليط، وأضاف الوزير الإسرائيلي أن لبنان بحاجة إلى أن يعرف، أن ما شهدته غزة قبل أسابيع قليلة هو مجرد غيض من فيض إذا وقعت الحرب، موضحا بأن الأهداف جاهزة، وكل من يطلق قاذفات خفية من فناء منزله يعرض جيرانه وأطفاله للخطر!

على صعيد الازمة الداخلية، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس أن فرنسا تريد حكومة إصلاح في لبنان وتتمسك بخارطة الطريق التي اقترحتها سابقاً، مشيراً الى أنها تعمل على إنشاء نظام تمويل دولي يضمن استمرار عمل الخدمات العامة اللبنانية في حال حدوث أي اضطراب سياسي في البلاد.

وفي السياق شارك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، يوم السبت، في اجتماع المجلس الشرعي الأعلى في دار الفتوى، وبعد خلوة جمعته مع دريان، انتقلا للمشاركة في اجتماع المجلس الذي بحث في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة ولاسيما ملف تشكيل الحكومة. ولدى مغادرته الاجتماع اكتفى الحريري بالقول للصحافيين انه اجتمع بالمجلس الشرعي وشرح لسماحة المفتي وللمجلس ما جرى معه خلال الأشهر السبعة الماضية، وجرى حوار بناء ومهم خلال الاجتماع، وتابع بأن البلد يشهد تدهورا سياسيا واقتصاديا كل يوم، وما يهمنا هو البلد في نهاية المطاف، مشددا ان هذا هو فحوى ما دار خلال اجتماع المجلس، وان شاء الله نعود ونتكلم لاحقا! وقد صدر عن المجلس لاحقاً بياناً أكّد على أنه لا يمكن المس بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف وأن المجلس يدعمه ضمن اطار الدستور واتفاق الطائف.

إلى ذلك، أفادت مصادر تيار المستقبل، نهاية الاسبوع، بأن التوقيت ملك رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إذا قرر الاعتذار، فيما أوضحت مصادر مقربة من الحريري، أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة من ضمنها الاعتذار عن تشكيل الحكومة اللبنانية في حال استمر الأفق مسدودا. وكان الرئيس ميشال عون أكد فى تصريحات سابقة، أن لبنان يواجه ظروفًا اقتصادية واجتماعية صعبة، ويتطلع إلى دعم منظمات الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة كي يتمكّن من الخروج من الضائقة التي يعيشها منذ أشهر. كما أفاد خلال استقباله وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ميمونة محمد شريف، أن المساعدات التي تلقاها لبنان ليست كافية بالنظر إلى ما أصابه من أضرار سواء بعد الانفجار في ميناء بيروت، أو انتشار جائحة "كورونا"، ومسألة النزوح السوري الذي تضاعف خلال سنوات الحرب السورية، حتى وصلت أعداد النازحين السوريين إلى مليون و800 ألف نازح، وتجاوزت التكلفة التي تكبدها لبنان 45 مليار دولار، فضلًا عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني بعد إقفال الحدود اللبنانية-السورية وتعذّر حركة تصدير المنتجات اللبنانية!!

 

 محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: الأزمة الصحيّة والإستشفائية تطال الجميع وهي جزء لا يتجزّأ من أزمة وطنية شملت اللبنانيين والمقيمين بعدما إنهارت ضمانة الدولة تحت وطأة الإحتلال الإيراني - تشرّف اللقاء في تبادل الرأي مع رموز وشخصيات طبية مثّلهم الدكتور جورج غانم والدكتور سليم ناصر والدكتورة هيلين خاطر شماس عن جمعية القمصان البيض والنقيب جورج أفتيموس - كشف المجتمعون ومن موقعهم المهني عن أزمةٍ صحيةٍ وطنيةٍ كارثيةٍ تطال خمسة ملايين لبناني، وربطوا أزمة الصحّة في لبنان بالإحتلال الإيراني الذي أخضع وزارة الصحة - قرّر المجتمعون إطلاق نداءٍ من قبل أطباء لبنان وجميع العاملين في القطاع الصحّي إلى :منظمة الصحة العالمية، منظمات طبية غير حكومية، وكل المعنيين بمساعدة لبنان في الإغتراب - صحّتنا في خطرولا يحقّ لأحدٍ أن يضعَها في سجنِ سياساتٍ مدمّرة، تحرّكوا قبل فوات الأوان. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حسن نصرالله: الكل يعرف حجم المآزق السياسية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي، منها الدعوة لانتخابات متكررة والعجز عن تشكيل الحكومة - نحن أمام فشل ذريع للعدوان الأميركي السعودي على اليمن وعندما يفشل مشروع الحرب يلجأون إلى الوسائل الاقتصادية والضغوط لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب العسكرية وهذا ما يجري في سوريا أيضا وفي لبنان والكثير من بلدان العالم التي لم تحن رقبتها للاستكبار الأميركي - لم نتحدث عن تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا، وما زلنا ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء إليها مضيعة للوقت – وفي ملف تشكيل الحكومة نقف إلى جانب بري ونساعده ويجب عدم اليأس ومواصلة العمل -وإذا بقيت الدولة على تقاعسها سنذهب الى ايران ونفاوض الحكومة الإيرانية ونشتري بواخر بنزين ومازوت ونأتي بها الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة إدخالها إلى لبنان - ترشيد الدعم لن يحصل، فأي قرار رسمي بترشيد أو رفع الدعم يجب على الجميع تحمل مسؤوليته - ان تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة عوارض الازمة الاقتصادية والمالية. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • كتلة لبنان القوي (التيار العوني): لا يزال اللبنانيون ينتظرون نتائج إيجابية لمسعى رئيس مجلس النواب وتجاوب دولة الرئيس المكلف معه، وعلى رئيس الحكومة المكلف حسم قراره بالتأليف أو عدمه - ثمن اقرار اقتراح قانون الكابيتال كونترول وطالب مجلس النواب بتحمل مسؤولياته بالبت سريعا بالبطاقة التمويلية. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • الكتائب اللنانية: البهلوانيات المالية لم تعد تنفع مع انعدام الثقة بالمنظومة والحل الوحيد التغيير في صناديق الاقتراع - أسف لاستمرار مسلسل تعرية اللبنانيين من حقوقهم عبر التقصير في تمويل المحكمة الدولية ما من شأنه ان يحجب حقيقة الترهيب والإغتيالات ويثبت الهروب من تحقيق العدالة ويكرس مبدأ الافلات من العقاب - حزب الله هو الراعي الاساسي الذي سلم بتسويتهم قرار لبنان وسيادته - المشهد اللبناني الذي يزداد اسودادا لن يتغير الا برحيل هذه المنظومة عبر الانتخابات. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • مؤتمر صحفي للنائب السابق فارس سعيد (لقاء سيدة الجبل): أما وقد أعلنَ أنه الآمر الناهي في الجمهورية اللبنانية، ضارباً بعرض الحائط اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية، يسألُ "لقاء سيدة الجبل" ما جدوى استمرارِ وجودِ رئيسٍ في بعبدا وتشكيلِ حكومةٍ او تنظيمِ انتخاباتٍ نيابية؟ - سقطت ادعاءات رئيسِ الجمهورية وسقطت نظرية "الرئيس القوي". ظنّ الرئيس وخلفه جمهور واسع من اللبنانيين أن تحالفه مع "حزب الله" يجعلَ منه حاكماً، وأن وصولَه إلى بعبدا يجعلَ منه حَكماً. النتيجة كانت أنه فقد موقع الحكم ولم يحصل على موقع الحاكم - صارَ واجباً على الرئيس التنحي والاستقالة، كخطوةٍ أولى على طريقِ تحريرِ لبنان من القبضةِ الايرانية، وليتحملَ "حزب الله" مسؤوليةَ حكمِ لبنان واللبنانيين بوصفه قوةَ احتلال. فهو من اختارَ رئيسَ الجمهورية، وهو من سمّى رئيسَ الحكومة المستقيلة، وهو من يديرُ مفاوضاتِ تشكيلِ الحكومة المُرتقبة، وهو سيُشرف ُعلى الانتخاباتِ القادمة وهو من يديرُ المرافقَ والمعابر - يكرّر "لقاء سيدة الجبل" معادلته الذهبية: إمّا الدولة والدستور وإمّا الرئيس وحلفاؤه - لأن الاحتلالَ الايراني للبنان، كما كل الاحتلالات في العالم، لا يكتمل فقط من خلالِ القدرات العسكرية لهذا الاحتلال انما أيضاً وخاصةً من خلالِ "تعاون" و"انصياع" جزء الطبقة السياسية له؛ وترتكز العلاقة بين المحتل والمتعاون معه على مقايضة بسيطة: يعطي المتعاون جزءًا من السيادة والاستقلال للمحتل مقابل الحصول على جزء من النفوذ وغالباً ما يكون على حساب الشريك الداخلي. هذا ما فعله رئيسِ الجمهورية ميشال عون الذي أعطى جزء من السيادة والاستقلال لحزب الله ومن خلفة ايران، مقابل الحصول على جزء من النفوذ على حساب الدستور واتفاق الطائف - إن مقاربة لقاء سيدة الجبل لاستقالة الرئيس عون تتجاوز المطلب الانتخابي، أي أن الموضوع ليس استبدال رئيسٍ بآخر، إنما يكمن في إسقاط الشرعية الدستورية والغطاء السياسي الذي يؤمنه الرئيس عون للاحتلال الايراني. فهذا الاحتلال كما قلنا يرتكز على عنصرين، الأول عسكري يستمد قوته من ايران، والثاني دستوري سياسي يؤمنه من يتعاون مع الاحتلال - كلما خفنا منهم كلما انقضوا علينا بقسوة أكبر. يريدوننا ان نيأس لوضعِ اليد بسهولةٍ على لبنان، ليس امامنا سوى مقاومتهم. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: العالم كله ينتظرنا لكي يتمكن من مد يد المساعدة من أجل إنهاض الدولة. أما أنتم فغارقون في لعبة جهنمية، في الأنانيات والأخطاء، في سوء التقدير وسوء الحوكمة، في المحاصصة والمكاسب - لا يكفي أن تعترفوا بعجزكم وضعف صلاحياتكم لتبرروا المراوحة، وتتركوا الأزمات تتفاقم والمآسي تتعمق والانهيار يتسارع. هذه البلاد ليست ملكية خاصة لكي تسمحوا لأنفسكم بتفلسيها وتدميرها. هذه الدولة هي ملك شعبها وتاريخها وأجيالها الطالعة - لقد حان الوقت لخروج الدولة من لعبة المحاور الإقليمية، وتعيد النظر بخياراتها التي أثبتت التطورات أنها لا تصب في مصلحة البلاد والاستقلال والاستقرار والوحدة والازدهار، وأنها قضت على علاقات لبنان العربية والدولية - رغم فداحة الأزمة، الحلول موجودة وسبل الإنقاذ متوافرة، لكن هناك من يمنعون تنفيذ الحلول كما يمنعون تأليف الحكومة، بلادنا تمتلك، رغم الانهيار، جميع طاقات الإنقاذ، لكنها تحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة ووطنية تحب شعبها. وإذا لم تتوافر هذه القيادة، فمسؤولية الشعب أن ينتظم في حركة اعتراضية سلمية لإحداث التغيير المطلوب، ولإستعادة هوية لبنان وحياده الناشط ومكانه في منظومة الأمم. (ملحق رقم 6*- عظة الاحد)

 

  1. في الشأن السوري

بعد نحو شهر على غيابها، عادت الضربات الإسرائيليّة لتستهدف سوريا مجدداً ليل الثلاثاء، حيث دوت انفجارات في محيط مطار دمشق الدولي وكتيبة للدفاع الجوي في منطقة الضمير، وفي القسم الجنوبي الغربي من محافظة حمص وسط سوريا، كما سمع أصوات انفجارات في كل من محافظتي حماة واللاذقية، نتيجة تصدي المضادات الأرضية لأهداف في أجواء المنطقة. وفيما اكتفت وسائل الاعلام الرسميّة بالحديث عن تصدي لعدوان إسرائيلي من اتجاه الأجواء اللبنانية من دون أن توضح النقاط المستهدفة أو حجم الأضرار والاصابات، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع قتلى القصف الإسرائيلي إلى 10 عناصر بينهم 7 من جنسيات غير سورية، حيث استهدف الهجوم مستودعا للذخيرة يعتقد أنه لميليشيا حزب الله في حمص، موضحا أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لخطورة حالات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي.

على صعيد منفصل، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، مقتل جندي روسي وإصابة 3 في انفجار آلية عسكرية بالحسكة، شمال شرق سوريا، وأفاد نشطاء المرصد بمقتل عنصر من القوات الروسية متأثرًا بجراحه بعد إسعافه إلى مشفى ميداني في مدينة الدرباسية ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك جراء انفجار لغم أرضي استهدف عربة عسكرية روسية بعد عبورها قرية الأسدية الواقعة على الخط الفاصل بين مواقع قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، ومواقع القوات التركية والفصائل الموالية لها، في ريف أبو رأسين الشمالي ضمن محافظة الحسكة.

وفي سياق الحملة العسكرية الروسية، وبينما كثّف الطيران الحربي التابع للنظام في سوريا ومعه الطيران الروسي، غاراتهم على معاقل جبهة تحرير الشام "النصرة سابقا" في إدلب، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، مقتل المتحدث الرسمي باسم ما يعرف بـ"الجناح العسكري لتحرير الشام"، ويدعى أبو خالد الشامي، ومعه مسؤول التنسيق فيما يعرف بـ"الإعلام العسكري" ويدعى أبو مصعب، وأوضحت المصادر أن السيارة استهدفت في قرية إبلين بقذيفة موجهة بالليزر عبر طائرة استطلاع كانت تحلق في الأجواء.

في سياق منفصل، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في غوطة دمشق الغربية، بتوسع عمليات شراء العقارات في مدينة معضمية الشام التي هُجر أهلها قبل سنوات وبلدات ومناطق أخرى في الغوطة الغربية، وذلك من قبل تجار وأشخاص من محافظة دير الزور بأوامر مباشرة من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية. وقد جرى شراء عشرات العقارات مؤخراً على غرار ما تقوم به ذات الشبكة في الغوطة الشرقية، والذي يندرج بشكل مباشر تحت بند التغيير الديموغرافي الذي بات السمة الأبرز لجميع المناطق السورية. الجدير ذكره أن مصادر من داخل الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، كانت أفادت في منتصف أبريل الماضي، بأن تجارا ينحدرون من مدينة الميادين في دير الزور، وهم يتبعون بشكل مباشر إلى ميليشيا "لواء العباس" المحلية الموالية للقوات الإيرانية والتي تعمل تحت إمرتها، يواصلون شراء العقارات من الأهالي في عموم مناطق الغوطة الشرقية. وبحسب المعلومات، فإن عملية الشراء تركزت خلال الفترة الأخيرة بمناطق القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، في مناطق "زبدين - دير العصافير - حتيتة التركمان - المليحة" حيث اشتروا مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والمنازل والمطاعم والمنتزهات والتي تضررت بفعل العمليات العسكرية في وقت سابق، كما اشتروا نحو 100 منزل في مدينة المليحة، بعض من تلك المنازل مدمرة بشكل شبه كامل.

على صعيد آخر، تواصل الميليشيات الإيرانية في منطقة غرب الفرات بسوريا، والتي تمثل منطقة الثقل الأكبر لها، نقل الأسلحة، وتهريب السلع، فقد استقدمت بعض الفصائل المسلحة العراقية، شحنة أسلحة جديدة إلى المنطقة قادمة من العراق عبر المعابر التي تديرها الميليشيات، وضمت الشحنة صواريخ أرض-أرض متوسطة المدى، نقلت إلى مستودعات ضمن منطقة آثار الشبلي وقلعة الرحبة الأثرية في أطراف مدينة الميادين شرق دير الزور. في موازاة ذلك، تواصل الميليشيات الموالية لإيران عمليات تجنيد الشبان والرجال في غرب الفرات، حيث لم يقتصر الأمر على الذكور، فقد كلفت ميليشيا "أبو الفضل" نحو 25 امرأة من نساء وعوائل عناصر الميليشيا، بالتواصل مع الفتيات والنساء في الميادين ضمن سياسية استقطاب الأهالي والسكان في المنطقة، وتقديم مساعدات غذائية لهم. يذكر أن مناطق غرب الفرات قد تحولت إلى "محمية" إيرانية، انطلاقاً من البوكمال عند الحدود السورية – العراقية وصولاً إلى التبني مروراً بالميادين ومدينة دير الزور، حيث أن تعداد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في منطقة غرب الفرات يبلغ نحو 26 ألف مقاتل، منهم 9800 من الجنسية السورية، والبقية أي 16200 ألف من جنسيات عربية وآسيوية.

 

  1. في الشأن الليبي

قال المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري مساء الاثنين، إن تفجير سبها رسالة من الإخوان تستهدف عرقلة الانتخابات، واعتبر أنه جرى استهداف سبها لضعفها أمنيا، وكذلك لتواجد التنظيمات الإرهابية فيها. وكان تنظيم داعش أعلن فجر الاثنين، تبنيه التفجير الذي وقع في مدينة سبها بجنوب ليبيا، وأودى بحياة ضابط كبير بالشرطة، وذكر في منشور بوكالة ناشر للأنباء على تطبيق تليغرام، أن أحد مسلحيه ويدعى محمد المهاجر اقتحم نقطة تفتيش أمس الأحد بسيارة ملغمة، هذا في حين أعلنت السلطات المحلية ومسعفون أن الانفجار قتل شخصين على الأقل منهم الضابط، لكن لم يتضح ما إذا كان المهاجم أحد القتيلين.

على صعيد آخر، جدّد المجلس الأعلى للدولة الذي يسيطر عليه أعضاء من تنظيم الإخوان، اليوم الثلاثاء، تمسكه بإجراء الاستفتاء على الدستور، ما يعني تعطل إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد نهاية العام الحالي وتعثّر العملية السياسية في ليبيا، وأكد رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في مؤتمر صحافي تناقلته وسائل الإعلام المحليّة، حق الشعب الليبي في الاستفتاء على مشروع الدستور قبل الانتخابات، زاعما قدرة المفوضية على إجرائه قبل موعد الانتخابات المقرر في 24 ديسمبر من العام الجاري. لكن رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح الذي يواجه حملة من تنظيم الإخوان لإزاحته من منصبه، أكد في أكثر من مرة، استحالة إجراء هذا الاستفتاء خلال المدة المتبقية على الاستحقاق الانتخابي، كما وجه انتقادات إلى المجلس الأعلى للدولة بسبب تغير موقفه من الاستفتاء على الدستور، وقال خلال حوار تلفزيوني قبل أسبوعين، إن مجلس الدولة وجه رسالة للمفوضية يطالب فيها بوقف فوري للاستفتاء على الدستور، واليوم نفاجأ بنفس المجلس يطالب بضرورة الاستفتاء على الدستور بنفس القانون الذي سبق أن اعترضوا عليه سابقا. ويطرح تمسّك المجلس الأعلى للدولة بإجراء الاستفتاء على الدستور قبل تنظيم الانتخابات ورفضه انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب ومنحه صلاحيات واسعة، أكثر من تساؤل بشأن ما إذا كان هذا الموقف بمثابة خطّة ممنهجة ومدروسة من جماعة الإخوان لترحيل موعد الانتخابات إلى أجل غير مسمّى، وبالتالي تمديد الفترة الانتقالية واستمرارهم في الحكم.

وفي ملف المرتزقة الاجنبية على الاراضي الليبية، أعادت الاشتباكات التي اندلعت فجر يوم الجمعة في العاصمة الليبية طرابلس إلى الواجهة معضلة الميليشيات في البلاد، وتوحيد الأجهزة والمؤسسات الأمنية تحت سلطة واحدة تأتمر بأوامر الدولة. وفي هذا السياق، أوضح أحمد المسماري، الناطق باسم القائد العام للجيش الليبي أن توحيد المؤسسات العسكرية هو إجراء اتفق عليه عام 2017 في القاهرة، وتوصل المجتمعون حينها إلى ترتيبات وتفاهمات، إلا أن الحوار عاد وتوقف بسبب بعض الخلافات، لا سيما حول هوية القائد الأعلى للجيش الليبي الموحد، فضلا عن موضوع حل الميليشيات وجمع السلاح. كما أكد أن اللجنة العسكرية المشتركة، أو ما يعرف بـ لجنة 5+5 ليس من مهامها توحيد المؤسسة العسكرية، بل تثبيت وقف إطلاق النار ووضع خارطة طريق للمؤسسة العسكرية. يذكر أن ملف توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، فضلا عن معضلة الميليشيات المسلحة التي تتحكم بالعاصمة وترتبط بعلاقات متوترة ومصالح متعارضة وانتماءات متناقضة، يشكل إحدى أبرز العقبات التي تواجه السلطة التنفيذية الجديدة التي وعدت الليبيين بالوحدة والاستقرار.

وفي سياق منفصل، أكدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش أن بلادها لن تكون قاعدة خلفية لا رسمياً ولا فعلياً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ولن تكون أراضيها وأجواؤها قاعدة لأي جهة أو دولة كانت باستثناء الدولة الليبية، وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدولة البريطاني لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط جيمس كلافرلي، يوم الخميس، أن بلادها تتطلع لبناء شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة في جميع المجالات. كما أشارت إلى التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، أهمها الأمنية والمالية والإدارية ودعم تطوير هذه القطاعات، داعية الوزير البريطاني إلى إعادة فتح سفارة بلاده بطرابلس وفتح قنصلية في بنغازي.

وفي السياق، شدد وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، على أن الليبيين قادرون على تحقيق الاستقرار لبلدهم، وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، الجمعة، على أن بلاده تقف إلى جانب ليبيا وليس لديها أي أجندة خاصة، مؤكداً على تفاؤله الكبير بأن الجارة الإفريقية يسير نحو الاتجاه الصحيح. بدورها، اعتبرت وزيرة الخارجية الليبية أن الشراكة الاستراتيجية مع المغرب مهمة للتصدي للتطرف، معلنة التوصل لاتفاق مع الرباط على لجنة مشتركة للشؤون القنصلية لمعالجة ملفات عالقة، ودعت المنقوش نظيرها المغربي لافتتاح سفارة المغرب في بلادها، وكذلك رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي.

وكانت الرباط قد ألمحت لإعادة فتح سفارتها في ليبيا في خطوة نحو تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، حيث تعوّل الرباط على فتح السوق الليبية ليعود المواطنون المغاربة إلى العمل داخل ليبيا ولتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، كما قاد المغرب عدة مفاوضات وحوارات بين الأطراف الليبية لإيجاد حل للأزمة، بدءا من حوار الصخيرات الذي انتهى بتوقيع اتفاق سياسي تمخضت عنه حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، وصولاً إلى مفاوضات بوزنيقة حول توزيع المناصب السيادية.

على صعيد آخر وفي زيارة غير معلنة للسلطات الليبية، وصل وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار مساء الجمعة، إلى مطار معيتيقة في ليبيا، وأفادت مصادر من الداخل أن سلطات المطار لم تكن على علم برحلة الوزير التركي الذي جاء عبر رحلة مجهولة قادما من صقلية، كما أفادت بأن الجنود الأتراك فقط كانوا على علم بزيارة آكار وطلبوا من الحراس الليبيين في قاعدة معيتيقة ألا يتواجدوا بمكان هبوط الطائرة. هذا وقد اعتبرت المصادر أن ما حدث كان مهينا ومحرجا وخارجا عن العرف الدبلوماسي والصداقة بين الدول، من جهتها، قالت وسائل إعلام تركية رسمية إن الوفد التركي رفيع المستوى ضم وزراء الخارجية والدفاع والداخلية ورئيس الاستخبارات ورئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية ومتحدث الرئاسة.

يذكر أن الحكومة التركية أرسلت في 8 مارس الماضي، 380 مرتزقاً إلى ليبيا، وفق المرصد السوري، فيما هناك أكثر من 6630 ما زالوا على الأراضي الليبية، ويبدو بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان أن هناك نوايا تركية لإبقاء مجموعات من الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا لحماية القواعد التركية. وبعد زياته المفاجئة لليبيا، اعتبر خلوصي أكار في تصريحات يوم السبت أن قوات بلاده في ليبيا ليست قوات أجنبية، على حد وصفه، وأكد أنها قامت بنشاطات عسكرية وتدريبية واستشارية في البلاد، موجهاً الاتهامات إلى الجيش الليبي وأنصاره بأنهم سبب الأزمة الليبية، كما أضاف أن بلاده وليبيا تربطهما علاقات تاريخية منذ 500 عام، في إشارة إلى فترة الاحتلال العثماني للدول العربية!

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أعلن رئيس الكنيست الاسرائيلي، ياريف لافين، الاثنين، أن البرلمان سيصوت على تشكيل حكومة جديدة يشكلها معارضو رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، في  14 يونيو، وقد تمكن زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي ينتمي إلى تيار وسطي، من جمع ائتلاف بين عدة أطراف يستعد للإطاحة بنتانياهو، الذي بقي في منصب رئيس الوزراء لمدة 12 عاما متواصلة.  

وفي السياق نفسه، نقل راديو الجيش الإسرائيلي عن رئيس البرلمان ياريف ليفين، إن البرلمان سيجري، يوم الأحد، تصويتا على الموافقة على حكومة جديدة تحل محل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإن أقر الكنيست تلك الخطوة، فستؤدي الحكومة الائتلافية اليمين في نفس اليوم. والحكومة الجديدة، إذا أدت بالفعل اليمين الأحد، ستكون أول حكومة لا يكون فيها زعيم الكتلة الذي يتولى منصب رئيس الوزراء (بينيت) هو نفسه الذي حصل بالفعل على تفويض لتشكيل الحكومة (لابيد)، وسيتولى لابيد المنصب فقط في سبتمبر 2023.

ومن المرجح أن تتولى 8 نساء، وهو رقم قياسي جديد أيضا، مناصب وزارية في الحكومة المرتقبة، بما في ذلك بعض أكثر المناصب الوزارية أهمية: وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي (حزب العمل)، وزيرة الداخلية أييليت شاكيد (يمينا)، وزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا بيتون (الأمل الجديد)، وزيرة الاقتصاد أورنا باربيفاي (يش عتيد)، وزيرة الثقافة كارين الهرار (يش عتيد)، وزيرة المساواة الاجتماعية ميراف كوهين (يش عتيد)، وزيرة الهجرة واستيعاب القادمين بنينا تامانو شطا (أزرق أبيض)، ووزيرة حماية البيئة تمار زاندبرغ (ميرتس)، كما سيكون هناك 8 أعضاء كنيست عرب في الائتلاف الحكومي، وعلى الرغم من أن حزب "القائمة العربية الموحدة" ليس أول حزب عربي ينضم إلى الحكومة، فهذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها مثل هذا الدور الرئيسي في تشكيلها. وبحسب تقارير، فإن مجلس الوزراء الأمني سيضم 3 أعضاء من "يمينا" وهم بينيت وشاكيد ومتان كهانا، وسيكون هناك عضوان من حزب "الأمل الجديد" المنشق عن الليكود، جدعون ساعر وزئيف إلكين، بالإضافة إلى ليبرمان من "يسرائيل بيتنو". وفي ظل هذا السيناريو، سيكون لليمين أغلبية 6 مقابل 4 للوسط واليسار.

على صعيد الملف الفلسطيني، أعلنت حركة حماس أن وفدا يقوده إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، يصل القاهرة، يوم الثلاثاء، تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء حوارات في مختلف التطورات السياسية والميدانية، وعلى الجانب الآخر، أعلن صبري صيدم، نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح أن وفدا من الحركة برئاسة جبريل الرجوب سيصل القاهرة للمشاركة في اجتماع الفصائل وبحث إنهاء الانقسام. وكشفت مصادر فلسطينية أن اجتماعات القاهرة للفصائل ستبحث ملفات عاجلة، منها تخفيف الحصار وإعادة الإعمار والهدنة، وأخرى دائمة منها ما يتعلق بوضعية منظمة التحرير والمصالحة وإنهاء الانقسام وتبادل الأسرى والانتخابات.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

ساد اعتقاد لدى البعض أن تناول الأسبرين سيعزز فرص النجاة من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد-19"، لكن دراسة جديدة دحضت هذا الاعتقاد، وتركز هذا الاعتقاد تحديدا بشأن المصابين بفيروس كورونا، الذين يتطلب علاجهم إدخالهم إلى المستشفيات وقد يواجهون مشكلات في الدم. وقد وجد باحثون في جامعة أكسفورد البريطانية أن عقار الأسبرين الرخيص والمتوفر على نطاق واسع لا يعزز فرص بقاء مرضى كورونا في المستشفيات على قيد الحياة، وكان الباحثون يأملون في إيجاد دليل يثبت أن الأسبرين يمكن أن يساعد مرض كورونا المعرضي لخطر الإصابة بحلطات في الأوعية الدموية، لكنهم وجدوا أن الأسبرين لا يساعد في منع الوفيات. وكانت دراسة جامعة أكسفورد جزءا من تجربة "التعافي" الأوسع نطاقا، وتهدف إلى التحقق في شتى العلاجات الممكنة للأشخاص المصابين بفيروس كورونا، وقد شملت 15 ألف مريض بفيروس كورونا تطلب علاجهم، إدخالهم إلى المستشفيات، وتم منح نحو نصف المرضى 150 ملليغرام من الأسبرين يوميا، مقارنة بالنصف الآخر الذين تلقوا الرعاية الطبية المعتادة. وقد خلصت الدراسة إلى أنه لا دليل على أن العلاج بالأسبرين يقلل الوفيات، فلا فرق كبير بين المجموعتين، إذ توفي نحو 17 بالمئة من كلا المجموعتين في المستشفى بعد 28 يوما من العلاج.

وفي ملف منشأ الفيروس، يشار إلى أن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية كانوا أكدوا الشهر الماضي أن لديهم مجموعة من الأدلة التي لم يتم فحصها بعد والتي تتطلب تحليلاً حاسوبيًا إضافيًا قد يلقي الضوء على هذا اللغز، لكنهم رفضوا الكشف عن أدلتهم هذه، موضحين أنهم سيفحصونها عن طريق استخدام حواسيب قوية تمكنهم من الإجابة حول ما إذا كان كورونا تسرب عن طريق الخطأ من مختبر صيني، وكانت الولايات المتحدة دعت في مايو الماضي منظمة الصحة العالمية إلى إجراء مرحلة ثانية من تحقيقها حول مصدر الفيروس، مع منح خبراء مستقلين حرية الوصول الكامل إلى البيانات الأصلية والعينات الأولية في الصين.

سجلت الهند يوم الاربعاء أكثر من 6 آلاف وفاة في أعلى زيادة في عدد الوفيات الناجمة عن كورونا في يوم واحد في العالم.

وفي عدد الاصابات حول العالم حتى الساعة، سجّل أكثر من 3.812 مليون حالة وفاة من جراء الاصابة بفيروس كوفيد-19، فيما ارتفع عدد الاصابات إلى 176.482 مليون إصابة منها 12.216 مليون تحت العناية الفائقة.

أما في لبنان ومع تراجع عدد الاصابات والوفيات، بعد حملات التلقيح الماراثونية التي قامت بها وزارة الصحة في المحافظات، أعلنت وزارة الصحة أن العدد التراكمي للاصابات لغاية يوم الاحد، أصبح 542.375 إصابة بينها 78 حالة حرجة، فيما أصبح عدد الوفيات 7790 حالة وفاة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاربعاء، أن بلاده ستُبقي مئات العقوبات على إيران حتى لو توصّل البلدان إلى تسوية لإنقاذ الاتفاق في شأن الملف النووي، وقال خلال جلسة استماع برلمانية في واشنطن، إنه في حال التوصل إلى تسوية في ختام المحادثات غير المباشرة، سيقع على عاتقنا رفع العقوبات التي تخالف أحكام الاتفاق المبرم عام 2015 في شأن الملف النووي، مضيفا أن الحكومة ستبقي عقوبات لا تخالف هذا الاتفاق وتشمل كثيراً من سلوك إيران المضر في سلسلة من المجالات.

في سياق منفصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الخميس، فرض عقوبات مرتبطة بإيران على كيانات ويمنيين وسوريين، وبحسب موقع وزارة الخزانة الأمريكية فإنه تم إضافة أسماء جديدة لقائمة مراقبة الأصول الأجنبية. وأكد بيان الوزارة أن العقوبات المفروضة تمت على أعضاء شبكة تساعد الحرس الثوري الإيراني والحوثيين باليمن، كما أشار إلى أن الشبكة متورطة في جمع عشرات ملايين الدولارات للحوثيين من مبيعات سلع منها النفط الإيراني، وحذرت وزارة الخزانة الأمريكية من تهديد المسلحين الحوثيين للبنية التحتية المدنية في اليمن والتي تشكل تهديدًا لأمن السعودية. وفي السياق رفعت الخزانة الأمريكية العقوبات عن 3 مسؤولين إيرانيين سابقين ومؤسستين تجاريتين، عقب مراجعة العقوبات التي كانت مفروضة عليهم، وذلك تأكيداً على التزام الولايات المتحدة برفع العقوبات عن الكيانات التي تغير سلوكها، كما جاء في بيان الوزارة. كما وأكدت أن رفع العقوبات عن مسؤولين في مؤسسة النفط الوطني الإيراني لا علاقة له بمفاوضات فيينا وإمكانية العودة إلى الاتفاق النووي.

على صعيد منفصل، أصدر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمراً توجيهياً إلى العاملين في البنتاغون يطلب فيه منهم تكثيف تركيزهم على الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة أكبر منافسيها الاستراتيجيين، وقال الأربعاء بعد إصداره الأمر التوجيهي الداخلي إنّ الأمر يعود الآن إلى الإدارة كي تبدأ العمل، وأضاف أنّ الأمر سوف يحسّن قدرة الوزارة على تنشيط شبكة البلاد من الحلفاء والشركاء وتعزيز الردع وتسريع تطوير مفاهيم عملانية جديدة وقدرات ناشئة. يأتي هذا الأمر، المصنّفة تفاصيله سريّة، بعد تقييم أجراه فريق العمل الذي أسّسته إدارة بايدن في شباط/فبراير لمراجعة استراتيجية وزارة الدفاع تجاه الصين.

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، نظيره الصيني يانغ جيتشي إلى التعاون والشفافية بشأن منشأ كورونا، وشدد في اتصال هاتفي، على أهمية تعاون بكين فيما يتعلق بأصل كوفيد 19، بما في ذلك الضرورة لإجراء دراسات ثانية حول الجائحة بقيادة خبراء من الصين. كما عبر الوزير الأميركي، بحسب بيان رسمي، عن قلق الولايات المتحدة إزاء تدهور المعايير الديمقراطية في هونغ كونغ واستمرار الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ضد الأويغور ذات الأغلبية المسلمة وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى في شينجيانغ. وفيما توعد بمحاسبة بكين، أكد في مقابلة مع "أكسيوس" أن السلطات الصينية لم تقدم المعلومات اللازمة، قائلا إنها لم تتعاط بالشفافية التي نحتاجها حول تلك المسألة، كما لفت إلى أنها عرقلت وصول المفتشين والخبراء الدوليين إلى العديد من السجلات، أو تبادل المعلومات في الوقت الفعلي. إلى ذلك، شدد على أن الوصول إلى الحقيقة هو الطريق الوحيد الذي سيتيح للدول حول العالم منع ظهور أي وباء قادم أو على الأقل مواجهته والتخفيف من آثاره.

وفي الملف الايراني، هاجم نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، تقاعس إدارة جو بايدن في الرد على نظام طهران الذي يحاول إرسال الأسلحة إلى نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، وقال روبيو عبر تغريدة له على "تويتر" أن أكبر سفينة عسكرية وأحدث مدمرة صاروخية إيرانيتين على بعد أيام من تسليم الصواريخ والقوارب الهجومية إلى نظام مادورو في فنزويلا وإجراء مناورات قبالة سواحل الولايات المتحدة. من جهته، وجّه السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي انتقادات حادة لإدارة بايدن على خلفية رفع بعض العقوبات عن أفراد وكيانات إيرانيين قبل التوصل إلى اتفاق حول النووي، وسط قلق جديد من وصول سفن إيرانية حربية الى فنزويلا، وقال في تغريدة له على "تويتر"  أن النظام الإيراني يرسل سفناً حربية إلى النصف الغربي من الكرة الأرضية، بينما يتفاوض مبعوثو بايدن مع المسؤولين لمنح إيران المليارات جراء تخفيف العقوبات! كما وحذر هاغرتي من استرضاء نظام طهران قائلاً إن استرضاء بايدن للملالي يشجع النظام ويجعل أميركا وحلفاءنا أقل أماناً. وكانت إدارة بايدن قد حثت حكومتي فنزويلا وكوبا على عدم استقبال سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية يعتقد أنهما تحملان أسلحة معدّة لنقلها إلى كاراكاس، وفقاً لمصادر أميركية، ويشعر مسؤولو الأمن القومي الأميركي بالقلق من احتمال نقل أسلحة من طهران إلى كاراكاس. ولدى مجتمع الاستخبارات أدلة على أن إحدى السفن، وهي "مكران"، تحمل قوارب هجوم سريعة من المحتمل أن تكون معدة للبيع لفنزويلا.

 

  1. في الشأن العراقي

بعد أن اعتقلت قوة أمنية بأمر من رئيس لجنة مكافحة الفساد الفريق احمد ابو رغيف، قائد عمليات الانبار للحشد قاسم مصلح في 26 أيار الماضي بتهمة الارهاب وقتل متظاهرين، أفاد مصدر أمني، يوم الاثنين، بإطلاق سراح القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح بقرار قضائي؛ لعدم كفاية الأدلة. واعتبر متابعون أن هذه الخطوة يمكن وضعها في خانة تراجع الحكومة تحت ضغوطات الحشد التي مورست خلال الاسبوعين الماضيين.

وبالتزامن، استهدفت طائرات مسيرة، الأربعاء، قاعدة فكتوريا العسكرية في مطار بغداد الدولي، ويضم الجزء العسكري من مطار بغداد قوات دولية، بينها قوات أميركية، كما توجد فيه قوات عراقية، وأتى هذا القصف بالتزامن مع استهداف صاروخي على قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين. وأكدت خلية الإعلام الأمني في العراق بأن الهجوم الذي تعرضت له قاعدة فيكتوريا في مطار بغداد، نُفذ بواسطة ثلاث طائرات مسيرة مفخخة أسقطت القوات الأميركية إحداها، وسقطت أجزاء منها بالقرب من مقر جهاز مكافحة الإرهاب داخل المطار، ويعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه الذي تستخدم فيه الطائرات المسيرة ضد المطار. كما أكد الجيش العراقي، استهداف قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين بثلاثة صواريخ كاتيوشا، مشيرا إلى عدم تسجيل خسائر بشرية أو مادية.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الخميس إنه لم تقع أضرار جسيمة ولا إصابات جراء الهجمات الصاروخية على مواقع بالعاصمة العراقية بغداد يتمركز بها متعاقدون أميركيون.

ومرة ثانية في أقل من يومين، أطلت صواريخ الكاتيوشا في العراق محاولة استهداف قاعدة بلد الجوية، فقد أعلنت القوات العراقية يوم الجمعة أن المخابرات تمكنت بعد معلومات دقيقة، من ضبط أربعة صواريخ كاتيوشا مع أربع منصات مخبأة في أحد البساتين في منطقة زنبور بمحافظة ديالى المحاذية لمحافظة صلاح الدين، كانت مهيأة لاستهداف قاعد بلد الجوية.

وفي السياق، وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني يوم الأربعاء إلى بغداد لعقد اجتماعات مع أطراف حكومية وسياسية، حسب ما أفادت به مصادر خاصة، وأوضحت هذه المصادر أن قاآني التقى قادة الميليشيات لبحث التصعيد الأخير بينها وبين الحكومة، وقد عقد اجتماعاً موسعاً مع قادة الكتل السياسية للتأكيد على إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها المحدد، كما أشارت الأنباء إلى أن قائد فيلق القدس اجتمع بالفعل مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

 

  1. في الشأن اليمني

أكد مسؤول عسكري يمني أن شبكة الألغام البحرية الحوثية المثبتة في قاع البحر بكابلات خاصة، والتي كشفتها القوات المشتركة الاثنين، تحمل بصمات الحرس الثوري الإيراني وخبراء ميليشيا حزب الله اللبناني، وقال رئيس "عمليات المقاومة الوطنية" العميد ركن عبدالرحمن السامعي، إن اكتشاف شبكة ألغام بحرية حوثية مثبتة بقاع البحر في أرخبيل حنيش ينبئ عن وجود شبكات مماثلة في المناطق البحرية الحساسة عرض البحر الأحمر، وسيتم توسيع عمليات المسح لتطهيرها. ودعا السامعي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم جهود القوات المشتركة في تطهير حقول ألغام الميليشيات الحوثية التي زرعتها في البر والبحر، والضغط على قيادة الميليشيات لتسليم خرائط الألغام، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بمثل هذه الشبكات المثبتة في عمق البحر والتي تشكل تهديداً كبيراً لحركة السفن التجارية في البحر الأحمر.

في سياق منفصل، سلمت الحكومة الشرعية اليمنية، رئيس مجلس الأمن وأعضاءه، الأربعاء، رسالة تحمل توقيع مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي. وتركز الرسالة على المذابح الأخيرة للحوثيين في محافظتي مأرب والحديدة، والرسالة تلفت انتباه المجلس من جديد إلى الاستهداف المتكرر للمدنيين في مأرب والحديدة من قبل الحوثيين، وكيف أن هذه الهجمات أدت إلى موجات كبيرة من ملايين النازحين المدنيين، وهي مكونة من 5 صفحات، وتفصّل هجمات للحوثيين ضد المدنيين اليمنيين، بتواريخ ومواقع حدوثها.

فيما تتواصل المساعي الأممي والأميركية والعمانية بغية الدفع نحو وقف إطلاق النار في اليمن، وسط تعنت من قبل الميليشيات الحوثية، تجددت الدعوات الأميركية إلى ضرورة إنهاء الصراع، والتزام الحوثيين بتلك المساعي، وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية تمسك واشنطن بوقف نار فوري وشامل باليمن، مشددا على ضرورة انخراط الحوثيين بجدية إذا كانوا فعلا يريدون إنهاء الصراع. من جهته، حث المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، الخميس، ميليشيات الحوثي على التعامل بإيجابية مع مبادرات وقف إطلاق النار فورا، كما شدد على دعم الاتحاد القوي للشعب والحكومة اليمنية، وحثه أطراف النزاع على تنفيذ مقتضيات اتفاق الرياض كاملة.

بدوره، أوضح وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أن جولته الأوروبية تهدف إلى شرح استعداد الحكومة الشرعية للسلام المستدام، ودعا الاتحاد الأوروبي الى مقاربة جديدة تجاه الأزمة اليمنية، لافتا إلى أن العائق الحقيقي أمام التوصل للسلام هو عدم جدية الميليشيات في تحقيق أي تقدم إيجابي. وكان الوزير اليمني، بحث مع كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس مجلس الاتحاد الأوروبي سيمون موردو، في العاصمة البلجيكية بروكسل، الأربعاء، مستجدات الأوضاع والجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن، مؤكداً أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الإنسانية هو إنهاء الحرب التي شنتها الميليشيات المدعومة من إيران.

وعقب المجزرة الجديدة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في مأرب، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء الخميس، إن ميليشيا الحوثي تواصل تصعيدها في حصد الأرواح البريئة وتنفيذ أجندتها وخدمة مشاريع إيران التدميرية، في الوقت الذي يعمل المجتمع الدولي لإيجاد أمل وفرص للسلام، وأكد أن حرق الأسر والأطفال بأحداث متتالية بصواريخ ومفخخات الميليشيات لن يؤسس لسلام حقيقي، لكنه سيعمق الجراح من قبل تلك الميليشيات التي دمرت مقدرات الدولة وشرخت النسيج الاجتماعي وهجرت أبناء اليمن.

في سياق منفصل، اتهمت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين في تعز، الأحد، ميليشيا الحوثي الانقلابية برفض إدراج عشرات المختطفين في صفقات التبادل الدولية أو المحلية، وقالت أمهات المختطفين في وقفة احتجاجية بمدينة تعز، إن جماعة الحوثي لا تزال تختطف على الأقل 123 مواطنا وتخفي 31 مواطنا وترفض بشكل كامل إدراجهم في قوائم المفاوضات الدولية أو المحلية و5 معتقلين لدى الأجهزه الأمنية التابعة للحكومة الشرعية. وطالب البيان الصادر عن الوقفة الاحتجاجية لأمهات المختطفين، المجتمع الدولي والإقليمي بالضغط على جميع الأطراف اليمنية بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين والمخفيين قسرا والمعتقلين تعسفا وتنفيذ القرارات والاتفاقيات بشكل كامل وشامل لإنقاذ حياة المختطفين.

 

  1. في الشأن المصري

أبلغت مصر، يوم الخميس، الفصائل الفلسطينية تأجيل موعد الحوارات واللقاءات التي كان من المقرر أن تنطلق في القاهرة يومي السبت والأحد، دون تحديد موعد جديد، وبعد ساعات من إعلان التأجيل، وصل وفد الجهاد الإسلامي برئاسة زياد النخالة الأمين العام للحركة، إلى العاصمة المصرية، للقاء مسؤولين مصريين، ضمن وفد ضم عضوي المكتب السياسي للحركة محمد الهندي وأنور أبو طه.

أما حول أسباب التأجيل، فأكد مصدر فلسطيني مسؤول أن السبب يكمن في منح الفصائل مزيدا من الوقت للتشاور والوصول إلى تفاهمات حول خلافات مرتبطة بملفات جذرية، يعتبرها الفلسطينيون سبب كل ما يحدث من انقسامات، وأضاف أن هناك فريقا من الفصائل يرى أنه يجب البدء بحل المشكلات العاجلة، كإعادة الإعمار وملف الأسرى والحصار وبعدها وبتدرج يمكن النقاش حول وضعية منظمة التحرير الفلسطينية وملف الانتخابات، ولفت إلى أن بعض الفصائل تريد حواراً شاملاً، يرد الاعتبار لمنظمة التحرير ككيان يمثل جميع الفلسطينيين، وتحت مظلتها السياسية الواسعة يمكن تخفيف، بل كسر الحصار وإعادة الإعمار في قطاع غزة دون الخضوع لابتزاز أو مساومات أو شروط.

في سياق منفصل ومع استمرار الخلاف حول ملف سد النهضة الشائك، أكد وزير الري المصري محمد عبد العاطي أن بلاده والسودان لن يقبلا بالفعل الأحادي لملء وتشغيل السد الإثيوبي، مضيفا أن مسار المفاوضات الحالية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لن يحدث أي تقدم ملحوظ، كما ذكر بأن القاهرة والخرطوم طالبتا بتشكيل رباعية دولية تقودها الكونجو الديمقراطية، وتشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط بين الدول الثلاث. وأضاف خلال لقاء مع وفود حقوقية مصرية وإفريقية يوم الجمعة، أن الملء الأحادي في العام الماضي تسبب في أضرار جسيمه للسودان من جفاف وفيضان وأدى لزيادة العكارة بمحطات الشرب. كما أكد حرص بلاده على استكمال المفاوضات للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مع التأكيد على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية.

إلى ذلك، أكد بيان مصري سوداني، الأربعاء، أن إثيوبيا لا تراعي مصالحهما المائية فيما يتعلق بمشروع سد النهضة، وأشار البيان الثنائي إلى مخاطر جدية وآثار وخيمة جراء ملء إثيوبيا الأحادي لسد النهضة. هذا وكشفت مصادر عن اتفاق مصر والسودان على ضرورة وجود لجنة دولية لتقييم أضرار الملء الثاني، وأن اجتماعات مصرية سودانية قريبة ستتم مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين حول سد النهضة. وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قد بحث مع وزيري الخارجية والري المصريين تطورات ملف سد النهضة. ويأتي ذلك فيما عقد وزيرا الخارجية والري والموارد المائية السودانيين، جلسة مباحثات موسعة مع وزيري الخارجية سامح شكري، والموارد المائية والري محمد عبد العاطي، المصريين، كما التقى الوفد المصري رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.

في ملف العلاقات مع تركيا، كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاحد، أن القاهرة واجهت الوفد التركي الذي زار القاهرة ببعض السياسات التي لا تخدم استقرار المنطقة، وأوضح أن مراعاةَ تركيا لعددٍ من المطالب التي قدمتها مصر، ستسهم في إزالة الصعوبات. إلى ذلك، شدد شكري على أن رفع مستوى العلاقات مع تركيا سيكون في التوقيت المناسب، مؤكداً على ضرورة ابتعاد تركيا عما يزعزع استقرار مصر داخلياً وخارجياً.

وفي وقت سابق، وفي تصريحات جديدة تظهر بشكل أوضح مساعي التقارب التركي مع مصر، أشار وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى اقتراب الاتفاق مع الجانب المصري على عودة السفراء قريباً بين الطرفين. وأوضح أن المحادثات بين أنقرة والقاهرة تقدمت تدريجيا، إلا أنه لفت إلى أن موعد الاجتماع المرتقب مع نظيره المصري، سامح شكري، لم يحدده بعد، لكنه أكد في مقابلة تلفزيونية، أن الاتصالات المتبادلة تسير بشكل جيد، والجهود تتواصل لتحسين العلاقات بين الطرفين. في المقابل، لم يصدر أي تعليق مصري رسمي على تلك التصريحات، لكن مصدرا دبلوماسيا في القاهرة نفى تحقيق أي تقدم ملموس في مفاوضات تطبيع العلاقات بين البلدين، وقال إن الطرفين عرضا خلال المحادثات الاستكشافية التي عقدت مؤخرا رؤيته لمستقبل العلاقات، لكن منذ ذلك الحين لم يحدث أي شيء جديد في إطار هذه القضية.

أزمة سد النهضة

مع استمرار التعثر في ملف سد النهضة، يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعاً استثنائياً في الدوحة الثلاثاء المقبل، من أجل بحث تطورات تلك القضية. وأوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، يوم السبت، أن الاجتماع سيعقد بناء على طلب مصر والسودان وعلى هامش الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده في الدوحة.

وفي السياق، كان وزير الري المصري قد أكد في وقت سابق، حرص بلاده على الاستمرار في مفاوضات سد النهضة للتوصل لاتفاق عادل وملزم، وأكد خلال لقائه مع برلمانيين مصريين، السبت، على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول السد الإثيوبي، والتأكيد على السعي للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مضيفا أن أي فعل يتم اتخاذه دون التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم وبدون التنسيق مع دولتي المصب هو فعل أحادي مرفوض.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

حظي قرار السعودية، يوم السبت حول قرار تنظيم شعيرة الحج لهذا العام وفق تدابير صحية وإجراءات محددة وقصر أداء الشعيرة على المواطنين والمقيمين داخل المملكة، بترحيب إسلامي وعربي واسع، فقد رحّب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، بالتدابير التي أعلنت عنها السعودية وذلك في ظل استمرار جائحة كورونا المستجد وظهور تحورات جديدة لفيروس كوفيد المستجد. بدوره، ثمن مجلس التعاون الخليجي القرار، الذي يأتي حفاظا على سلامة الحجاج، كما رحبت البحرين والإمارات والكويت ومصر، بقصر حج هذا العام على المواطنين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية.

 

  1. في الشأن الأوروبي

دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الاثنين الاتحاد الأوروبي إلى إزالة إمكانية استخدام حق النقض المتاح لكل دولة من الدول الأعضاء حتى لا تعود أوروبا رهينة من حيث قدرتها على العمل. وخلال مؤتمر صحافي في برلين افاد ماس انهلم يعد بالإمكان أن نسمح لأنفسنا بأن نكون رهينة أولئك الذين يشلّون السياسة الخارجية الأوروبية باستخدام حق النقض،إن من يفعلون ذلك يهددون على المدى الطويل إلى حد ما تماسك أوروبا، لذلك أقول بصراحة أنه يجب إنهاء حق النقض حتى لو كان ذلك يعني أننا يمكن أن نخسر نحن أنفسنا التصويت. هذا ولم يسم ماس دولا بعينها، لكن المجر عرقلت مؤخرا بيانا للاتحاد الأوروبي متعلق بالسياسة الخارجية. ويشار بأن ماس كتب على صفحته الخاصة على تويتر أن المجر عرقلت مجددا بيان الاتحاد الأوروبي حول هونغ كونغ وقبل ثلاثة اسابيع كان ذلك حول الشرق الأوسط. السياسة الخارجية والأمنية المشتركة لا يمكن أن تعمل على أساس سياسة النقض، ونحن بحاجة إلى نقاش جاد حول سبل إدارة الاعتراض بما في ذلك تصويت بالغالبية المؤهلة.

في سياق منفصل، تعهدت منظمة مكافحة الفساد التابعة لمعارض الكرملين المسجون أليكسي نافالني، يوم الخميس، مواصلة محاربة الفساد، بعد ساعات من تصنيفها من قبل محكمة في موسكو بأنها متطرفة وحظر عملها. وفي هذا السياق، قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان إن "الحكم الذي أصدرته محكمة في موسكو الأربعاء بتصنيف منظمات أليكسي نافالني "مجموعات متطرفة" يمثل الخطوة الأخطر حتى الآن من الحكومة الروسية لقمع المعارضة السياسية المستقلة معتبرا أنه قرار لا أساس له.

على صعيد آخر وفي معرض حديثه عن المواضيع التي ستبحثها قمة مجموعة السبع، شدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على مواجهة التصرفات الصينية، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أرسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية من بروكسيلأن أوروبا ستحمي نفسها من التصرفات الصينية التي تمس بالاستقرار. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يطالب بالشفافية المطلقة حول أسباب أزمة كوفيد 19، مشددا على وجوب متابعة التحقيق حول منشأ الفيروس والسماح بوصول المحققين إلى كافة المواقع التي قد تثير الشبهات، أو تشكل أهمية علمية وبحثية. أما رئيسة المفوضية فتطرقت إلى الناحية الاقتصادية للجائحة، مؤكدة في الوقت عينه أن الدول الأوروبية تمكنت من تخطي تداعياتها على الصعيد الاقتصادي والمالي. وكانت وثيقة مسربة كشفت سابقا، بحسب ما أفادت وكالة بلومبيرغ، بأن القادة ضمن قمة مجموعة السبع، سيطالبون منظمة الصحة العالمية بإجراء تحقيق جديد وشفاف حول منشأ كورونا. 

أزمة شرق المتوسط

لا تزال المنطقة في حالة انتظار لما سيؤول إليه تطوّر الأحداث في إطار التعقيدات بين تركيا ودول المنطقة كما علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي التي تمر في تحديات متلاحقة.

وقبل يوم من محادثات مرتقبة في بروكسل بين قادة البلدين، أعلن خفر السواحل اليوناني أن مركبا ضمن دورية تابعة له تعرّض لـمضايقات من قبل قارب تابع لدورية تركية الأحد، ما أسفر عن أضرار طفيفة، وقال في بيان إن الحادثة التي وقعت قبالة جزيرة ليسبوس المطلة على بحر ايجه لم تتسبب بإصابات، ويكثر هذا النوع من الحوادث في بحر ايجة خلال قيام دوريات برصد قوارب مهاجرين قادمين من تركيا إلى اليونان. يذكر أن اليونان كانت قد اتّهمت تركيا في أبريل بالسعي إلى تصعيد في بحر ايجة من خلال مناورات خطيرة ومساعدة المهاجرين بشكل غير شرعي. ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل.

 

  1. في الشأن التركي.

عادت قضية حل "حزب الشعوب" التركي الموالي للأكراد من جديد إلى واجهة المشهد الداخلي للبلاد، في وقت يراه مراقبون غير متوقعا، لاسيما في ظل حالة الانتقاد والغضب التي ألقت بظلالها على أوساط الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) وحليفه "حزب الحركة القومية". والاثنين رفع ممثلو الادعاء التركي مرة أخرى لائحة اتهام ضد الحزب المذكور إلى "المحكمة الدستورية العليا"، ودعوا فيها إلى إغلاقه وفرض حظر سياسي على نحو 500 عضو. يأتي ما سبق بعد ثلاثة أشهر من إقدام المحكمة الدستورية في البلاد على رد صحيفة الادعاء الأولى لحل الحزب، من أجل استكمال النواقص المرتبطة بالمذكرة، وهو الأمر الذي أثار حينها غضب حليف إردوغان دولت باهتشلي، الذي صرح يوم الثلاثاء بأن لائحة الاتهام أعيدت إلى المحكمة الدستورية لإغلاق "حزب الشعوب"، مضيفا بأن جميع أجهزة هذا الحزب الانفصالي قد ارتكبت جرائم وحرضت على الجرائم، وليس أمام المحكمة الدستورية خيار تسليم المجرمين للمرة الثانية! في المقابل لم تبد أوساط حزب "العدالة والتنمية" الرسمية وغير الرسمية موقفا واضحا بشأن المحاولة الثانية لحل الحزب الذي يعتبر ثالث أكبر الأحزاب التركية في البرلمان، في موقف قد يشي بتضارب الآراء، والذي سبق وأن كان له عدة مؤشرات في الأشهر الماضية.

على صعيد آخر، تتواصل تداعيات مقاطع الفيديو التي ظهر فيها زعيم المافيا التركي المعروف سادات بيكير، والتي كان قد بدأ بنشرها على موقع "يوتيوب" منذ أسابيع، حيث من المرتقب أن تطيح بوزيرين على الأقل في الحكومة التركية التي يقودها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم مع حليفه حزب "الحركة القومية" اليميني الذي يتزعّمه دولت بهجلي، وذلك بعد الاتهامات الخطيرة التي وجهها بيكير لعدد من كبار المسؤولين الأتراك، بينهم وزير الداخلية سليمان صويلو المتهم بتقديم تسهيلات لزعيم المافيا. وقد أشارت عدّة وسائل إعلام تركية إلى رغبة الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان بإقالة وزيرين على الأقل، أحدهما صويلو والآخر وزير العدل الحالي عبدالحميد غول، وفق التسريبات الواردة من الاجتماع الأسبوعي لنواب حزب "العدالة والتنمية" والذي عُقِد يوم الجمعة.

يشار إلى أن أكبر حزبين تركيين معارضين، وهما "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي"، كانا قد دعا الشهر الماضي لإقالة صويلو من منصبه على الفور بعد الاتهامات التي وجهها له زعيم المافيا، لكن الحزب الحاكم لم يستجب للأمر رغم أن نقابة المحامين طالبت بدورها بإقالة وزير الداخلية وبدء تحقيقاتٍ معه.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

انتخبت الأمم المتحدة خمس دول للانضمام إلى مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، هي البرازيل والإمارات العربية المتحدة وألبانيا وغانا والغابون. يعتبر الفوز بمقعد في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوًا ذروة الإنجاز للعديد من الدول، لأنه يمنحها صوتًا قويًا في قضايا السلم والأمن الدوليين بدءًا من النزاعات في سوريا واليمن ومالي وميانمار إلى التهديد النووي الذي تمثله كوريا الشمالية وإيران، وهجمات الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة. وسيبدأ أعضاء المجلس الخمسة الجدد ولايتهم في الأول من يناير ليحلوا محل خمس دول تنتهي مدتها في 31 ديسمبر، وهي إستونيا والنيجر وسانت فنسنت وجزر غرينادين وتونس وفيتنام.

 

  1. في الشأن السعودي

انطلقت يوم الاربعاء مناورات التمرين المشترك "مخالب الصقر 4" بين القوات البرية الملكية السعودية ونظيرتها من القوات الأميركية بالمنطقة الشمالية الغربية بالمملكة. ويهدف التمرين إلى توثيق العلاقات العسكرية المتبادلة بين البلدين، وتوحيد المفاهيم العسكرية من خلال العمل المشترك بين قوات الجانبين، وتبادل المعلومات والخبرات العسكرية، وتحسين التوافق بين المعدات والعقائد العسكرية؛ لرفع مستوى الجاهزية والقدرة على العمل مع القوات الصديقة، والاستعداد لمواجهة أي تهديدات خارجية.

في سياق منفصل، دعت السعودية إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل فوري وشفاف، مؤكدة أن تقارير الوكالة أثبتت عدم شفافية السلطات الإيرانية، وقال مندوب المملكة الدائم، الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية يوم الخميس، أن إيران لم تستطع الرد على العديد من التساؤلات حيال وجود نشاط يورانيوم مشبوه في مواقع نووية، كما أضاف أن إيران حاولت تطهير وتدمير مواقع للتخلص من آثار نووية مشبوهة. لى ذلك، شدد على وجوب تراجع طهران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، والتوقف عن تركيب أجهزة طرد مركزية متطورة. وأوضح أن تقارير مدير عام الوكالة تضمنت مسلسل تجاوزات وانتهاكات إيران لاتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار (CSA) ولخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، مؤكداً أن التقارير أظـهرت عدم شفافية الجانب الإِيراني في التعامـل مع مطالب الوكالة المتعلقة بأربعة مواقع تتضمن أنشطة ومواد نووية غير مُعلن عنها لما يقارب السنتين.

في الملف اليمني، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، يوم الخميس، أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها المليشيا الحوثية تجاه خميس مشيط في السعودية.

 

  1. في الشأن الروسي

صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على قانون فسخت بموجبه روسيا معاهدة “السماء المفتوحة” وتم نشر الوثيقة على البوابة الإلكترونية الحكومية الرسمية للمعلومات القانونية. يشار إلى أن بوتين كان قد أمر العام الماضي بإطلاق الإجراءات القانونية الخاصة بانسحاب البلاد من اتفاقية “السماء المفتوحة” بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن انسحابها من الاتفاقية من جانب واحد. وانتقدت الخارجية الروسية مؤخرا بشدة رفض إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، مراجعة قرار سلفه، محملة واشنطن المسؤولية عن انهيار الاتفاقية.

في سياق منفصل، أعلنت روسيا يوم الاثنين فرض عقوبات على تسعة من المسؤولين الكبار في كندا أبرزهم وزير العدل ردا على إجراءات مماثلة اتخذتها أوتاوا في آذار/مارس الفائت احتجاجا على كيفية تعامل السلطات الروسية مع المعارض اليكسي نافالني. وقالت الدبلوماسية الروسية في بيان إنها حظرت دخول هؤلاء المسؤولين التسعة للاراضي الروسية "لفترة غير محددة"، كما أوضحت أن هذه الاجراءات تأتي ردا على عقوبات كندية طاولت تسعة مسؤولين روس تم إعلانها في 24 آذار/مارس الماضي. وبين المسؤولين الذين شملتهم العقوبات وزير العدل ديفيد لاميتي ومسؤولة إدارة السجون الكندية آن كيلي ورئيسة الدرك الملكي بريندا لوكي ورئيس استخبارات القوات الكندية سكوت بيشوب ومساعدة الوزير المفوض للدفاع الوطني جودي توماس، وتضم القائمة أيضا وزير الشؤون الحكومية المشتركة دومينيك لوبلان والمسؤولة في مكتب رئيس الوزراء مارسي سوركس ومساعد مفوض الدرك الوطني براين برينان ونائب رئيس هيئة الاركان مايك رولو. يشار إلى أن العقوبات الكندية استهدفت تسعة موظفين رفيعي المستوى بينهم رئيس أجهزة الامن الروسية النافذة (اف اس بي) الكسندر بورتنيكوف ورئيس إدارات السجن الكسندر كالاشنيكوف ومدعي عام البلاد ايغور كراسنوف، كما يذكر ان أوتاوا كانت قد أعلنت أن هذه التدابير تندرج في إطار جهد دبلوماسي موضع تشاور يهدف الى الضغط على المسؤولين الكبار في القيادة الروسية الضالعين في محاولة قتل اليكسي نافالني.

على صعيد آخر، صرح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو بأن حلف الناتو يفرض على روسيا أجندات الحرب الباردة، التي كان من الضروري أن تبقى في القرن الماضي، وقال خلال منتدى "قراءات بريماكوف" يوم الثلاثاء، إن الوضع العسكري (في أوروبا) يتدهور، وهناك من يتسببون بتدهوره بشكل مفتعل، وتابع إن الحرب الباردة كان يجب أن يولّي زمنها، لكن الناتو لم يتمكن من التكيف مع الواقع الجديد في مجال الأمن، وعاد إلى أصوله، أي ضرورة حماية أعضائه من الخطر من الشرق! وأضاف غروشكو أنه تفرض الآن على روسيا الأجندة التي كان يجب أن تبقى في الخمسينات من القرن الماضي. هذا ويذكر أن حلف الناتو سيناقش العلاقات مع روسيا خلال قمته في 14 يونيو، حسبما أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي قال أيضا إن موقف الناتو تجاه روسيا يتمثل في ضرورة ردعها مع الحفاظ على الحوار معها في الوقت ذاته.

إلى ذلك، أكد غروشكو أن العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وصلت إلى نقطة الصفر، مشيرا إلى أن هذا الوضع لا يخدم مصالح أوروبا نفسها، ومضيفا أن كل هذه العلاقات أصبحت رهينة لقرار سياسي اتخذه الاتحاد الأوروبي حيث ربطها بتنفيذ اتفاقيات مينسك حول تسوية الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي ترفضه موسكو.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة تقديم 150 مليون دولار في شكل حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تشمل أجهزة رادار مضادة للمدفعية، ومعدات حرب إلكترونية، وتكنولوجيا مضادة للطائرات المسيرة. وعلى الرغم من أن الكونغرس كان خصّص هذه الأموال بالفعل، فإن إعلان وزارة الدفاع يوضح بالتفصيل كيف سيوزّع الجيش الأمريكي المساعدة المخصصة لأوكرانيا قبل نهاية السنة المالية للحكومة الأمريكية في سبتمبر/أيلول، وتأتي الدفعة الأخيرة من المساعدة، التي تضمنت زوارق دورية مسلحة، بالإضافة إلى 125 مليون دولار أعلن عنها البنتاغون في أول مارس/آذار.

في سياق منفصل، عبر نائب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو سينيك، خلال لقاء عبر تقنية الفيديو مع الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية في سلطنة عمان، عن اهتمام الجانب الأوكراني بتعزيز التعاون بين أوكرانيا والسلطنة في مختلف المجالات، وناقش الجانبان مجموعة من قضايا التعاون بين البلدين، مع التركيز على خطوات لزيادة التجارة وتعزيز حركة السياحة، لا سيما من خلال إنشاء رحلات جوية مباشرة، وتحرير نظام التأشيرات أمام الأوكرانيين. وقال سنيك أن أوكرانيا مهتمة بتعزيز الشراكة مع دول الخليج، ومستعدة لتكثيف التعاون مع عمان في العديد من المجالات، لا سيما في مجال ضمان الأمن الغذائي للسلطنة.  كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول التفاعل بين أوكرانيا وسلطنة عمان في إطار المنظمات الدولية، وأشارت الوزارة إلى أن التجارة بين أوكرانيا وسلطنة عمان، خلال 5 أشهر الأولى من العام 2021، زادت بنسبة 42.6٪، وبلغت 75.46 مليون دولار، منها إجمالي صادرات أوكرانيا 73.39 مليون دولار.

على صعيد منفصل، قام مكتب تصميم الدولة في كييف LUCH، وهي شركة دفاعية أوكرانية رائدة، باستعراض صواريخ جديدة خاصة بأنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، والتي نجحت في إصابة أهدافها المقصودة بدقة عالية، وأظهر الاستعراض، الذي أجري يوم الجمعة بحضور وفد عسكري باكستاني في معسكر تدريبي بمنطقة خاركيف شرق البلاد، أن أنظمة الصواريخ Skif وCorsar قادرة على إصابة الأهداف على بعد يصل إلى ما يقرب من 3 كيلومترات بدقة هائلة. وأصدرت شركة Ukrspecsystems لقطات من طائراتها المسيرة الجديدة PD-2، التي توضح العمل الجوهري لأنظمة الصواريخ الأوكرانية، وقدرات الطائرات المسيرة الأوكرانية الجديدة على تنفيذ عمليات الاستطلاع. وقالت الشركة في منشور لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الإقلاع والهبوط التلقائي للطائرة PD-2، التي تعمل تحت ظروف أمطار غزيرة ورياح قوية بسرعة 10 متر في الثانية، وتقدم خدمة المراقبة والتتبع لأي هدف على مسافة 2 كيلومتر، يعتبر من المميزات الأساسية لطائراتها المسيرة الجديدة.

على صعيد الازمة بين روسيا واوكرانيا، أشار الرئيس الروسي في تصريح لقناة "روسيا 24" التلفزيونية، إلى أنه لا يعرف ما الذي اتفقت عليه كييف والغرب بشأن انضمام أوكرانيا لـ"الناتو"، لكنه أكد أن روسيا تأخذ ذلك بعين الاعتبار، وأكد أيضا أنه لا توجد هناك أي ضمانات لعدم انضمام أوكرانيا للناتو، مشيرا إلى أن اقتراب البنية التحتية للحلف من الحدود الروسية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأمن الروس وروسيا. وأضاف أن الشركاء الغربيين حتى في فترة العلاقات الجيدة مع روسيا لم يهتموا بمصالح موسكو عندما جرى توسيع الحلف شرقا، ولفت إلى أنه إذا انضمت أوكرانيا إلى "الناتو"، فإن الوقت اللازم لوصول الصواريخ من مناطقها إلى موسكو سيتقلص إلى ما بين 7 و10 دقائق. وأكد بوتين في حديثه أن ما لا يقل عن نصف سكان أوكرانيا يعارضون انضمام البلاد إلى "الناتو"، مضيفا أنهم "أشخاص أذكياء" لا يريدون أن يصبحوا ضحايا للمدافع، لكن في المقابل هناك ايضاً أكثر من 50% من الاوكرانيين الذين يمكن أن "يُستغنى" عنهم!!

 

  1. في الشأن الايراني

صوت البرلمان الإيراني الثلاثاء بأكثرية 182 نائبا باعتبار الرئيس حسن ‎روحاني منتهكا للبندين 77 و125 من الدستور الإيراني، وتحويل الملف إلى السلطة القضائية للبت فيه بشكل عاجل.

وتنص المادتان 77 و125 من الدستور على وجوب تصويت البرلمان على أي ميثاق واتفاقية أو عقد أو معاهدة دولية قبل أن يحوز توقيع الرئيس الإيراني. يذكر أنه في إبريل 2016 كانت حكومة روحاني وافقت على المشاركة في تنفيذ وثيقة اليونسكو 2030 التعليمية ووضعت خطتها التعليمية الخاصة، وأطلقت عليها اسم "وثيقة جمهورية إيران الإسلامية الوطنية للتعليم 2030: المضي نحو التعليم الجيد والتعلم مدى الحياة"، من دون الرجوع إلى البرلمان. لكن في ديسمبر 2016، عندما كشفت اللجنة الوطنية لليونسكو، بحضور وزير التعليم ووزير العلوم والبحوث في حكومة روحاني، النقاب عن الوثيقة، أثارت الكثير من الانتقادات من قبل المراجع الدينية الإيرانية، ما أدى إلى صدور قرار بإلغاء تنفيذ الوثيقة من قبل المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران. وانتقد المرشد الأعلى علي خامنئي، الحكومة الإيرانية لتوقيعها على الوثيقة، وقال: "هذه الجمهورية الإسلامية، هنا الإسلام هو المعيار، القرآن هو المعيار! هذا ليس مكاناً يخترقه أسلوب الحياة الغربي المعيب والمدمر والفاسد". ويأتي التصويت على إحالة ملف موافقة الرئيس روحاني على تنفيذ الوثيقة، قبل شهور من انتهاء عمل حكومته، حيث تخوض البلاد الانتخابات الرئاسية في الثامن عشر من الشهر الجاري، فيا لا يحق لروحاني الترشح لولاية ثالثة على التوالي.

في سياق منفصل، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، الثلاثاء، إن سياسة طهران في المحادثات لن تتغير بعد انتخابات الرئاسة التي ستُجرى في 18 يونيو/حزيران، لأن أعلى قيادة في البلاد هي التي تقرر هذه السياسة.

في خطوة تصالحية على ما يبدو بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإيران، دفعت الأخيرة مستحقات مالية للأمم المتحدة من أموال كانت مجمدة في بنك بكوريا الجنوبية بسبب العقوبات الأميركية، وأفرج عنها مؤخراً. فقد أوضح دبلوماسيون أن إيران دفعت 16.2 مليون دولار مستحقة للأمم المتحدة، باستخدام هذه الأموال التي تم تحريرها من العقوبات، ما أعطاها مجدداً حق التصويت في الجمعية العامة، بحسب ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مساء الجمعة.

يذكر أن دفع إيران للمستحقات بأموال تم حجزها سابقاً، هي الإشارة الثانية خلال يومين من إدارة بايدن مفادها الاستعداد لإظهار بعض المرونة بشأن العقوبات في حال تقدم المحادثات النووية، وفق الصحيفة. وكانت إدارة بايدن رفعت يوم الخميس العقوبات عن ثلاثة مسؤولين سابقين بالحكومة الإيرانية وشركتين إيرانيتين تعملان في صناعة النفط في البلاد. ويشار إلى أن أموال إيران المجمدة في الخارج بسبب العقوبات بلغت 40 مليار دولار موزعة على كل من الصين بحوالي 20 مليار دولار، والهند 7 مليارات دولار، وكوريا الجنوبية 6 مليارات دولار، والعراق 2 مليار دولار، واليابان 1.5 مليار دولار.

في الملف الرئاسي مجدداً، ووسط تصاعد دعوات المقاطعة الشعبية الانتخابات الرئاسة في إيران، تبقى المشاحنات سيدة الموقف، فقد طالب رئيس البرلمان الإيراني السابق علي لاريجاني مجلس صيانة الدستور، السبت، بتفسير منعه من خوض الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة القادم. وقال في تغريدة على تويتر قبل ساعات من آخر مناظرة رئاسية "أحث مجلس صيانة الدستور الموقر... على أن يقدم رسميا وعلنا وبشفافية جميع الأسباب التي أدت إلى استبعادي". جاء ذلك بعدما وافق المجلس الشهر الماضي على 7 مرشحين فقط لخوض الانتخابات، مستبعداً عددا من المرشحين البارزين ومنهم لاريجاني والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

في إشارة إلى تغلغل النفوذ الإسرائيلي إلى أجهزة المخابرات والأمن في إيران، كشف الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أن أعلى مسؤول في البلاد لمكافحة التجسس كان جاسوسا لإسرائيل، وهو ما أدى إلى نجاح الموساد بتنفيذ عمليات كبيرة داخل طهران، والاستيلاء على أهم الوثائق النووية والفضائية من مراكز حساسة. كما اعتبر أن هناك "عصابة أمنية" رفيعة المستوى في إيران، مشيرا إلى أن هذه العصابة الأمنية الفاسدة عليها أن تشرح دورها في اغتيال العلماء النوويين والتفجيرات في نطنز، وكيف تمكن الموساد من سرقت وثائق مهمة للغاية في تورقوز آباد وفي منظمة الفضاء؟. أتت تصريحات الرئيس الايراني السابق، بعد أن كشف رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين في مقابلة تلفزيونية مطولة الجمعة، تفاصيل عن سرقة الأرشيف النووي من طهران، حيث لفت في حديث إلى البرنامج الاستقصائي بالقناة 12 الإسرائيلية "يوفدا"، إلى أن تلك العملية تمت بشكل سري في 31 من يناير 2018، مضيفا أن حوالي 20 عميلا شاركوا فيها. إلا أنه لفت إلى عدم قدرته على كشف هوياتهم أو ما إذا كانوا جميعا إسرائيليين، كما أوضح أن الأرشيف وصل إلى تل أبيب رقميا، فور اقتحام المبنى المعني في طهران، وحتى قبل مغادرة العملاء لمقر العملية، في إيران نفسها.

وفي رد غير مباشر على المبعوث الأميركي لإيران، روبرت مالي، اعتبر كبير المفاوضين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية، عباس عراقجي السبت أن الرئيس الأميركي السابق رحل إلا أن عقوباته الجائرة ما زالت مستمرة، مضيفا أن الحصار الاقتصادي وسط الجائحة، يعتبر جريمة ضد الإنسانية. أتت تلك التصريحات بعد أن أعرب مالي عن حزنه لوفاة المعتقل ساسان ساسان نيكنفس في سجن طهران الكبير، حيث أفصح في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر أن السجين البالغ من العمر 36 عامًا، والأب لطفلين، سجن ظلما، بسبب تعبيره عن آرائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحُرم بقسوة من الرعاية الطبية.

في ملف سير المفاوضات في فيينا، تحدث مفاوضون غربيون يشاركون في المفاوضات الجارية حول البرنامج النووي الإيراني عن أسابيع لحل نقاط عالقة مع طهران، ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عنهم تأكيدهم أن العقبة الأساسية مع إيران في فيينا هي غياب الثقة. يأتي هذا بينما أكد كبير مفاوضي إيران في محادثات فيينا عباس عراقجي، السبت، أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق مع الدول الكبرى حول الملف النووي هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن الوضع معقد لوجود قضايا عالقة مع الولايات المتحدة. إلى ذلك، أشار عراقجي إلى أنه لا علاقة بين الانتخابات الرئاسية في إيران ومحادثات الاتفاق النووي في فيينا. من جهته، قال ممثل روسيا ميخائيل أوليانوف أيضا، إن المفاوضين يحتاجون لبضعة أسابيع إضافية لترتيب النص الموجود.

وكانت الأنظار قد اتجهت يوم السبت إلى العاصمة النمساوية، التي تشهد انطلاق الجولة السادسة من المحادثات، وسط تفاؤل حذر، لاسيما أن عددا من الملفات لا يزال عالقا بلا حل، أبرزها مسألة العقوبات الأميركية على الرغم من أن واشنطن رفعت الخميس عقوبات عن 3 مسؤولين وشركتين في إيران، في خطوة حسن نية، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، لم يعتبرها كذلك. وقال في تغريدة على تويتر أن عمليات شطب الولايات المتحدة الانتقائية لا تتعلق بمحادثات خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ولا ينظر إليها على أنها إشارات حسن نية.

 

  1. في الشأن السوداني

أفادت وسائل اعلام سودانية بأن نيابة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة وبالتعاون مع الأجهزة المختصة، أوقفت 9 إرهابيين في الخرطوم ينتمون لتنظيم "القاعدة" من جنسيات مختلفة. وكشف وكيل نيابة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة أحمد سليمان العوض أن من بين الإرهابيين التسعة، حملة جوازات سورية من أصل تونسي وتشاديين، أحدهم متهم بالتخطيط للهجوم على السياح الأجانب في مدينة سوسة ومطلوب لدى تونس، وأضاف العوض أن التحقيقات أظهرت أن المعتقلين متهمون في بلدانهم بارتكاب والمشاركة في جرائم إرهابية، لافتا إلى أن بعضهم دخل السودان عن طريق التهريب لتلقي تدريبات تستهدف الخليج العربي. كما أكد العوض أن التحري مع المتهمين بدأ منذ أكثر من شهرين ولا يزال مستمرا، مشيرا إلى أن النائب العام السابق تاج السر الحبر، كان تلقى قبل أيام من استقالته، طلبا من النائب العام الإماراتي لتعاون دولي بتسليم متهمين يتبعون لتنظيم "القاعدة" إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

  1. في الشأن الصيني

حذرت الصين، يوم الأحد، زعماء مجموعة السبع من أن الأيام التي كانت تقرر فيها مجموعات "صغيرة" من الدول مصير العالم قد ولت منذ فترة طويلة، في هجوم على أغنى ديمقراطيات في العالم بعدما سعت لاتخاذ موقف موحد إزاء بكين. وبحثت مجموعة السبع، التي اجتمع قادتها في جنوب غرب إنجلترا، عن رد موحد على الحزم المتنامي للرئيس شي جين بينغ بعد الصعود الاقتصادي والعسكري المذهل للصين خلال الأربعين عاما الماضية. وقاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مناقشة لمجموعة السبع بشأن الصين السبت، حيث دعا القادة للتوصل إلى نهج موحد لمواجهة التحديات التي تفرضها الصين، كما تعتزم مجموعة السبع طرح خطة للبنية التحتية للدول النامية قد تنافس مبادرة الحزام والطريق التي يبلغ حجمها عدة تريليونات من الدولارات.

في سياق منفصل، أوقفت الصين أكثر من ألف شخص ضمن حملة واسعة ضد شبكة متهمة بارتكاب نشاطات احتيالية مرتبطة بالعملات المشفرة، كما أعلنت وزارة الأمن العام. وكانت الصين واحدة من معاقل البيتكوين، وهي من أكثر العملات الافتراضية انتشارا، لكن بكين غيرت موقفها جذريا في العام 2019، من خلال حظر المدفوعات بالعملة المشفرة، قائلة إنها تستخدم كأداة في خدمة نشاطات إجرامية، والشهر الماضي، وجّهت السلطات تحذيرا في هذا الشأن أدى إلى انخفاض سعر البيتكوين. وذكرت وزارة الأمن العام أن 1100 شخص تم توقيفهم الأربعاء في كل أنحاء البلاد يشتبه في أنهم جزء من منظمة إجرامية، وهم متهمون باستخدام العملات المشفرة لغسل أموال ناتجة من عمليات احتيال عبر الهاتف والإنترنت، وتشعر بكين بالقلق من مخاطر المضاربة التي تشكلها العملات المشفرة، التي تكون مجهولة المصدر وغير قابلة للتعقب، على نظامها المالي وكذلك على الاستقرار الاجتماعي، ومع ذلك، فإن امتلاك عملة افتراضية هو أمر مسموح به.

 

  1. في ملف الأزمة الاردنية

صادق النائب العام الأردني لمحكمة أمن الدولة العميد القاضي العسكري حازم عبدالسلام المجالي يوم الاحد على قرار الظن الصادر عن مدعي عام محكمة أمن الدولة في القضية المتعلقة بالمشتكى عليهما كل من باسم إبراهيم يوسف عوض الله والشريف عبد الرحمن حسن. وقد أسند القرار للمشتكى عليهما تهمتي جناية التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة وجناية القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة، وتهمة حيازة مادة مخدرة بقصد تعاطيها للمشتكى عليه الثاني. وسيتم تبليغ المشتكى عليهما بلائحة الاتهام ليصار فيما بعد إحالتها إلى محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص للنظر فيها للبدء بإجراءات المحاكمة، وقال مصدر في محكمة أمن الدولة إنّه من المتوقع بدء محاكمة المُتّهمين الأسبوع المقبل.

 

  1. على صعيد قمة الدول السبع

أكد قادة دول مجموعة السبع يوم الأحد عزمهم وضع حد لجائحة كوفيد-19 من خلال توزيع اللقاحات، كما تعهّدوا التصدي للتغير المناخي ووصولاً إلى مواجهة ممارسات روسيا والصين، وذلك في قمة شهدت دفعاً باتّجاه دينامية جديدة تقوم على تعدد الأقطاب على رأسها الولايات المتحدة.

وإزاء الدعوات المتزايدة في الأشهر الأخيرة للتضامن، توصّلت دول المجموعة إلى تعهّد بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام 2022 على أمل القضاء على الجائحة. وفي حين اعتبرت جهات عدة من منظمات غير حكومية إلى منظمة الصحة العالمية أن التعهّد ضئيل جداً، معتبرة أن العالم بحاجة إلى 11 مليار جرعة لقاحية للقضاء على الجائحة، أعد قادة دول مجموعة السبع خطة ترمي إلى تهيئة العالم لتمكينه من التصدي لجائحة جديدة في غضون أقل من مئة يوم، كما طالبوا منظمة الصحة بتحقيق أكثر تعمّقاً حول منشأ فيروس كورونا في الصين لمعرفة ما إذا نجم عن حادثة في مختبر.

وكانت للمقاربة الدبلوماسية حيال الصين وروسيا حصة وازنة خلال القمة. ودعت مجموعة السبع الصين إلى "احترام حقوق الإنسان" في كل من إقليم شينجيانغ حيث تتهم بكين بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات، وهونغ كونغ حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديموقراطية. وخلال جلسات العمل سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رص صفوف حلفائه في مواجهة موسكو وبكين، وهو ما يشكل هدفاً رئيسياً لجولته الأوروبية التي يفترض أن تؤكد "عودة" الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد انتهاء عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وطالبت مجموعة السبع روسيا بـوقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار بما في ذلك التدخلات، ودعتها إلى احترام حقوق الإنسان، متوعّدة بـمحاسبة المسؤولين عن تنفيذ هجمات إلكترونية انطلاقا من الأراضي الروسية.

وتطرّقت مجموعة السبع أيضاً إلى الشقّ البيئي من خطة عالمية واسعة النطاق للبنى التحتية طُرحت السبت من أجل الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، للتشجيع على نمو مراع للبيئة عبر تحفيز الاستثمارات في موارد الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. وأُطلق هذا المشروع بناء على مبادرة تقدّم بها بايدن، حيث يُفترض أن ينافس المشروع "طريق الحرير الجديد"، وهو خطة استثمار ضخمة تنشرها الصين هدف زيادة نفوذها في الخارج، لكن هذه المقاربة أثارت استياء بكين التي نددت بقرارات مجموعة صغيرة من البلدان على حد تعبيرها. كما أكد بايدن بعد القمة أن صندوق البنى التحتية العالمي الذي أعلن عنه قادة مجموعة الدول السبع سيكون أكثر إنصافاً بكثير من "مبادرة حزام وطريق" الصينية، داعياً بكين لاحترام المعايير الدولية.

وكرّر القادة أيضاً التزامهم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030 ووقف المساعدات الحكومية لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم اعتباراً من هذا العام. والهدف هو الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض إلى ما دون 1,5 درجة مئوية مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية، وهو عتبة يعتبر العلماء أنه بتخطيها يصبح التغيّر المناخي خارج السيطرة.

وسيجتمع بايدن مع حلفائه الأساسيين خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، قبل لقاء يُنتظر بترقب شديد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في جنيف.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

7 حزيران 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، بدر عبيد، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبّود، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

حصرَ اللقاء النقاش في إجتماعه الأسبوعي بالأزمة الصحيّة والإستشفائية التي تطال الجميع والتي هي جزء لا يتجزّأ من أزمة وطنية شملت اللبنانيين والمقيمين بعدما إنهارت ضمانة الدولة تحت وطأة الإحتلال الإيراني.

وفي هذا السياق تشرّف اللقاء في تبادل الرأي مع رموز وشخصيات طبية مثّلهم اليوم الدكتور جورج غانم والدكتور سليم ناصر والدكتورة هيلين خاطر شماس عن جمعية القمصان البيض والنقيب جورج أفتيموش.

أولاً : كشف المجتمعون ومن موقعهم المهني عن أزمةٍ صحيةٍ وطنيةٍ كارثيةٍ تطال خمسة ملايين لبناني أصبحوا خارج النظام الصحّي وخارج معايير الصحة العالمية.

وربط المجتمعون أزمة الصحّة في لبنان بالإحتلال الإيراني الذي أخضع وزارة الصحة إلى تغليب مصلحة "حزب الله" الضيّقة ومصلحة إيران في تصريف الأدوية على حساب صحّة اللبنانيين.

ثانياً : توقّف المجتمعون أمام موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي ناشد منظمة الصحة العالميّة وضع يدها على الملف الطبي بعدما فشلت الدولة ومعها "حزب الله" في تأمين أدنى مستلزمات الخدمات الطبية والإستشفائية.

ثالثاً :  قرّر المجتمعون إطلاق نداءٍ من قبل أطباء لبنان وجميع العاملين في القطاع الصحّي إلى :

أ – منظمة الصحة العالمية.

ب- منظمات طبية غير حكومية.

ج- كل المعنيين بمساعدة لبنان في الإغتراب.

أيها اللبنانيون،

صحّتنا في خطرولا يحقّ لأحدٍ أن يضعَها في سجنِ سياساتٍ مدمّرة.

كل طفل وكل إنسان صار مهدّداً بالحصول على خدمةٍ طبيةٍ لا تتناسب مع حقِّهِ في الحياة.

تحرّكوا قبل فوات الأوان.    

2*) حسن نصرالله

8 حزيران 2021

اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله في كلمة بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة "المنار"، ان "ما يحصل في فلسطين والقدس خصوصا والمسجد الأقصى ايضا، من تفاصيل يومية، يجب ان يواكب من كل الأمة وليس فقط من الشعب الفلسطيني"، لافتا إلى اننا "أمام عدو حاقد وأحمق، الكل يعرف حجم المآزق السياسية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي، منها الدعوة لانتخابات متكررة والعجز عن تشكيل الحكومة"، مشددا على أن القدس والمسجد الاقصى مسؤولية الأمة كلها".

وأشار إلى انه "يجب ان نشهد أيضا أن الفلسطينيين هم من أهل القدس والضفة ومن أهل اراضي ال 48، هم حفظوا المسجد الأقصى والقدس بحضورهم وصبرهم وصمودهم وأجسادهم وحتى اليوم ما زالوا يفعلون ذلك، ونحن نعمل بجد على أن نصل إلى معادلة أن الاعتداء على القدس يعني حربا إقليمية"، منبها إلى ان "رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى حماقة مجددا بعد أزمته السياسية".

واذ أكد ان "صحته بخير" قال: "أشكر كل الذين عبروا عن محبتهم خلال خطاب 25 أيار نتيجة وضعي الصحي، وأشكر كل من عبر عن محبته واعتز بذلك وأطئمن كل المحبين أن وضعنا بخير، وأنا لدي حلم وأمل كبير أن أصلي في المسجد الأقصى".

وعن الحرب اليمنية، أشار نصرالله إلى انه "منذ اليوم الأول آمنا بقدرة الشعب اليمني على الصمود رغم كل مصادر العدوان وآمنا بقدرته على الانتصار، نحن آمنا بأن هذا الانتصار آت لا محال، وخلال كل السنوات الماضية شهدنا ملاحم بطولية، واليوم نحن أمام فشل ذريع للعدوان الأميركي السعودي على اليمن"، واعتبر انه "عندما يفشل مشروع الحرب يلجأون إلى الوسائل الاقتصادية والضغوط لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب العسكرية". وقال: "هذا ما يجري في سوريا أيضا وفي لبنان والكثير من بلدان العالم التي لم تحن رقبتها للاستكبار الأميركي".

وعن الانتخابات النيابية قال: "لم يخطر ببالنا تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا. ما زلنا ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء إليها مضيعة للوقت".

وللمطالبين بانتخابات نيابية مبكرة قال:"بدل التحدث عن اجراءات نيابية مبكرة تفضلوا وشكلوا حكومة"

وعن تشكيل الحكومة قال: "نقف إلى جانب بري ونساعده ويجب عدم اليأس ومواصلة العمل"

واشار الى ان "الأداء الرسمي ضعيف في كل الملفات ما يزيد من المعاناة، وعلى الحكومة ان تتحمل المسؤولية".

ولفت الى ان "المحتكرين يسرحون ويمرحون وهم معروفون ويحظون بالتغطية السياسية وهمة محميون من القوى السياسية ومرجعيات دينية طائفية ومن جهات في الدولة". وشدد على انه "على الحكومة الحالية والوزارات المعنية ان تعلن الحرب على الاحتكار والمحتكرين وهذا جزء من المعالجة".

وعن أزمة المحروقات، شدد نصرالله على ان "العرض الإيراني لإرسال المحروقات إلى لبنان وبالعملة اللبنانية ما زال قائما. وإذا بقيت الدولة على تقاعسها سنذهب الى ايران ونفاوض الحكومة الإيرانية ونشتري بواخر بنزين ومازوت ونأتي بها الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة إدخالها إلى لبنان"، جازما بأن "مشهد اذلال شعبنا لن نتحمله". واعتبر ان "ترشيد الدعم لن يحصل، فأي قرار رسمي بترشيد أو رفع الدعم يجب على الجميع تحمل مسؤوليته".

أضاف "الحكومة الجديدة إن شكلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حل لديها إلا صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم".

وأوضح ان "البطاقة التمويلية إذا أقرت لن تحل مشكلة كبيرة لكنها ستساهم في تخفيف معاناة 750 ألف عائلة، ونحن نؤيد مشروع البطاقة التمويلية وندعو مجلس النواب إلى اقرارها في أسرع وقت ممكن"، مشددا على انه "مما لا شك فيه ان تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة عوارض الازمة الاقتصادية والمالية ووضع هذا الازمة على طريق الحل".

3*) كتلة التيار العوني

8 حزيران 2021

عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، وأصدر بيانا قال فيه: "لا يزال اللبنانيون ينتظرون نتائج إيجابية لمسعى رئيس مجلس النواب وتجاوب دولة الرئيس المكلف معه، أو أن يقوم بما يؤدي الى التأليف بحسب الأصول الميثاقية والدستورية وعلى قاعدة المبادرة الفرنسية، وحيث انه يستحيل ان تطول حال الانتظار ربطا بالظروف الضاغطة، يرى التكتل أن على رئيس الحكومة المكلف حسم قراره بالتأليف أو عدمه، وعلى جميع المعنين تحمل مسؤولياتهم لناحية اظهار الحقائق دفعا للتأليف لأن التغاضي عنها او تحويرها يسمح بمزيد من إضاعة الوقت الثمين".

ورأى أن "المعالجات الجزئية لأزمة دعم المواد الأساسية غير كافية، فالمطلوب من مجلس النواب ان يتحمل مسؤولياته بالبت سريعا بالبطاقة التمويلية وترشيد الدعم، بما يحل مشاكل الكهرباء والدواء والمواد الغذائية والمشتقات النفطية، وأي تقصير يؤدي الى اضطرابات اجتماعية ستقع حتما، يتحمل مسؤوليته المتقاعسون".

وأشار إلى أن "اقتراح القانون الذي تقدم به التكتل يؤمن للعائلات الفقيرة حاجاتها المادية ويعيد إلى المودعين قسما من أموالهم. وفي الوقت نفسه، يحد من الهدر الناتج من سياسة الدعم المعتمدة راهنا، ويخفض كلفتها بشكل ملحوظ. ألا يجب، والحال هذه، أن يعطى هذا الاقتراح الأولوية القصوى في ضوء ما تشهده البلاد من أزمات يومية قد يؤدي أي منها إلى انفجار اجتماعي؟".

وثمن التكتل "اقرار اقتراح قانون الكابيتال كونترول في لجنة المال والموازنة"، مطالبا "مصرف لبنان بإحالة المعطيات المالية والأرقام المطلوبة للبت بالبنود المالية في اقرب وقت في الهيئة العامة"، لافتا إلى أن "هذا القانون المهم، ورغم أن اقراره كان ملحا مباشرة بعد 17 تشرين الأول 2019، لا يزال يلبي أحد متطلبات صندوق النقد والمجتمع الدولي ويشكل أحد مقومات حل الأزمة الراهنة. ويليه في الأهمية اقرار اقتراح قانون استرداد الأموال المحولة الى الخارج الذي ينصف المودعين جزئيا ويعزز احتياط لبنان من العمولات الصعبة، علما أن هذين القانونين هما جزء من القوانين الاصلاحية التي قدمها التكتل، ومدماك أساسي في الورشة الاصلاحية الكبرى التي يجب ان تكتمل كل عناصرها لكي يتحقق النهوض وتنتهي الأزمة".

4*) الكتائب

8 حزيران 2021

عقد المكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي اجتماعهما برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وهو الأول بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي.

واستهل الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على نفس نزار نجارايان الأمين العام الراحل للحزب والشهداء الذين سقطوا.

بعد التداول أصدر المكتب السياسي بيانا، توقف فيه "عند النهج الذي تسير به المنظومة الحاكمة بامتهان الترقيع وحرق الوقت والمماطلة في اتخاذ القرارات على قاعدة "خير ان تأتي متأخرة من ان لا تأتي ابدا"، فيما واقع البلاد لم يعد يحتمل ترف الاجراءات المؤجلة والتي تأتي بعد فوات الأوان فتفقد لب جدواها على وقع انحدار متسارع الى القعر ادخل لبنان جدول الانهيارات التاريخية بشهادة البنك الدولي".

واعتبر ان "البهلوانيات والمناورات المالية التي تمارس لم تعد تقنع احدا، فالكابيتال كونترول صدر بتأخير 19 شهرا لقوننة اموال مهربة اصلا، يقابله تدبير آخر مقنع من انتاج مصرف لبنان حول اللبنانيين الى كرة يتم تقاذفها فيما المشكلة الحقيقية تكمن في فقدان الثقة الداخلية والخارجية بالحكام ومن يقف وراءهم.

ومن ضمن هذا المسلسل، يأتي ايهام اللبنانيين بأنه تم انقاذهم من العتمة الحتمية عبر الموافقة على سلفة شراء المحروقات لكهرباء لبنان، اقرها برلمان عاجز، مارس الهروب الى الامام تغطية لفشله، فأمن الحماية الواقعية لاختلاس الأموال من ودائع الناس المحجوزة عنوة، في أبشع صورة "للترقيع" المتمادي في قطاع استنزف البلد، فيما الحلول معروفة وموثقة ولا احد من هذه المجموعة يجروء او يرغب في مقاربتها خوفا من اقفال مزاريب مصالحهم".

وفي هذا السياق، أسف المكتب السياسي "لاستمرار مسلسل تعرية اللبنانيين من حقوقهم عبر التقصير في تمويل المحكمة الدولية ما من شأنه ان يحجب حقيقة الترهيب والإغتيالات ويثبت الهروب من تحقيق العدالة ويكرس مبدأ الافلات من العقاب".

واكد المكتب السياسي ان "البلاد لا يمكن ان تبقى رهينة فريقين يتصارعان على السلطة ويدوران بالبلد في حلقة مفرغة من المطالب والمطالب المضادة تحت ستار حقوق الطوائف ودستورية المواقع"، لذا، يعتبر ان "التهديدات التي تصدر من هنا وهناك بالاستقالة من مجلس النواب ليست سوى قنابل ابتزازية غير قابلة للصرف من قبل من هم في الواقع "احجار داما" في يد حزب الله، الراعي الاساسي الذي سلموه بتسويتهم قرار لبنان وسيادته، إحكاما لقبضته على المؤسسات انفاذا لأجندات إيران في المنطقة".

وكرر التأكيد ان "المشهد اللبناني الذي يزداد قتامة لن يتغير الا برحيل هذه المنظومة عبر الانتخابات التي اقترب موعدها، ولن يكون متاحا لهذه المجموعة تخطيها.فاللبنانيون لها بالمرصاد، والمجتمع الدولي وضعها تحت المجهر، وستكون صناديق الاقتراع قوس المحكمة الذي سيمكن الشعب اللبناني من استرداد قراره الحر واسترجاع بلده لاعادة بنائه من جديد".        

5*) فارس سعيد

10 حزيران 2021

أما وقد أعلنَ أمين عام حزب الله أنه القادر والقدير على حلّ الأزمة الوطنية، بدءًا من الأزمةِ النقدية والإقتصادية من خلال القرض الحسن، وصولاً إلى تحدّي الدولة وحلّ الأزمةِ النفطية من مصادر ايرانية مروراً بأزماتِ الدواء والاستشفاء والغذاء...

أما وقد أعلنَ أنه الآمر الناهي في الجمهورية اللبنانية، ضارباً بعرض الحائط اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية، يسألُ "لقاء سيدة الجبل" ما جدوى استمرارِ وجودِ رئيسٍ في بعبدا وتشكيلِ حكومةٍ او تنظيمِ انتخاباتٍ نيابية؟

أمام هكذا واقعٍ سياسي، سقطَ لبنان كل لبنان تحت الاحتلالِ الإيراني ووقعنا في المحظور، وصارَ من واجنا إطلاقَ معركةِ تحريرِ لبنان.

هذا السيد أعلن أنه الحاكمُ المتحكم بالجمهورية، ومعَه سقطت الجمهورية ورئيسها موقعاً وشخصاً فالرئيس ميشال عون ليس حكماً وليس حاكماً.

سقطت ادعاءات رئيسِ الجمهورية وسقطت نظرية "الرئيس القوي". ظنّ الرئيس وخلفه جمهور واسع من اللبنانيين أن تحالفه مع "حزب الله" يجعلَ منه حاكماً، وأن وصولَه إلى بعبدا يجعلَ منه حَكماً. النتيجة كانت أنه فقد موقع الحكم ولم يحصل على موقع الحاكم.

لذلك صارَ واجباً على الرئيس التنحي والاستقالة، كخطوةٍ أولى على طريقِ تحريرِ لبنان من القبضةِ الايرانية، وليتحملَ "حزب الله" مسؤوليةَ حكمِ لبنان واللبنانيين بوصفه قوةَ احتلال. فهو من اختارَ رئيسَ الجمهورية، وهو من سمّى رئيسَ الحكومة المستقيلة، وهو من يديرُ مفاوضاتِ تشكيلِ الحكومة المُرتقبة، وهو سيُشرف ُعلى الانتخاباتِ القادمة وهو من يديرُ المرافقَ والمعابر.

يكرّر "لقاء سيدة الجبل" معادلته الذهبية:

إمّا الدولة والدستور وإمّا الرئيس وحلفاؤه!

لماذا يتمسّك "لقاء سيدة الجبل" بهذه المعادلة؟

لأن الاحتلالَ الايراني للبنان، كما كل الاحتلالات في العالم، لا يكتمل فقط من خلالِ القدرات العسكرية لهذا الاحتلال انما أيضاً وخاصةً من خلالِ "تعاون" و"انصياع" جزء الطبقة السياسية له؛ وترتكز العلاقة بين المحتل والمتعاون معه على مقايضة بسيطة: يعطي المتعاون جزءًا من السيادة والاستقلال للمحتل مقابل الحصول على جزء من النفوذ وغالباً ما يكون على حساب الشريك الداخلي. هذا ما فعله رئيسِ الجمهورية ميشال عون الذي أعطى جزء من السيادة والاستقلال لحزب الله ومن خلفة ايران، مقابل الحصول على جزء من النفوذ على حساب الدستور واتفاق الطائف.

وهنا نسأل أين أصبحت المادة 50 من الدستور التي تنصّ على أنّه: "عندما يقبِضُ رئيسُ الجمهورية على أزمةِ الحكم عليه أن يحلفَ أمامَ البرلمان يمينَ الإخلاصِ للأمةِ والدستور بالنص التالي: أحلفُ بالله العظيم إني احترمُ دستورَ الأمةِ اللبنانية وقوانينِها واحفظُ استقلالَ الوطن اللبناني وسلامةَ أراضيه".

إنّ العديد من ممارساتِ الرئيس ميشال عون خلالَ السنوات الخمس من ولايته الرئاسية تثبتُ أنّه أقسمَ اليمين على دستورٍ لا يريدُ التقيّدَ بأحكامِه لا بل يريدُ الإنقلابَ عليه، ولذلك فهو يَعَمدُ يومياً إلى تفسيرِه وفقَ أهوائه وحسبَ مصالحَ فريقِه السياسي.

إن مقاربة لقاء سيدة الجبل لاستقالة الرئيس عون تتجاوز المطلب الانتخابي، أي أن الموضوع ليس استبدال رئيسٍ بآخر، إنما يكمن في إسقاط الشرعية الدستورية والغطاء السياسي الذي يؤمنه الرئيس عون للاحتلال الايراني. فهذا الاحتلال كما قلنا يرتكز على عنصرين، الأول عسكري يستمد قوته من ايران، والثاني دستوري سياسي يؤمنه من يتعاون مع الاحتلال.

إنّ خروقَ الرئيس عون للدستور عديدة وواضحة وجلّية، وأهمّها:

1- قوّضَ الرئيس عون وما يزال طبيعةَ النظام السياسي اللبناني، إذ نصّت الفقرة "ج" من مقدّمة الدّستور على الآتي: "لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة..."، بينما الرئيس عون يسعى في الممارسة اليومية للحكم إلى تحويلِ النظام البرلماني إلى نظامٍ رئاسي، وهذا كلُّه من فوق الدستور. إذ أن نزوعَ  العهدِ إلى "الممارسة الرئاسية" للحكم يتنافى مع عدم المسؤوليّة السّياسيّة لرئيسِ الجمهوريّة المنتخَب لستِّ سنوات وغير القابل للإقالة إلّا في حالتَي الخيانة العظمى وخرق الدّستور!

2- إنّ هذا التحوير لطبيعةِ النظام السياسي من قبل الرئيس وفريقه ما هو إلّا ارتدادٌ لاستقواء الرئيس عينِه بسلاحِ حليفه حزب الله، ذاك السلاح الذي قال عون في شباط 2017 أنه ضروري إذ يكمّلَ عملَ الجيشِ الذي ليس قوياً كفايةً. ويناقضُ كلام الرئيس عون هذا نصّ المادتين 49 و50 من الدستور، اللتين تنصان على مسؤوليةِ الجيش اللبناني حصراً بحمايةِ أراضي الجمهورية وعلى واجبِ الرئيس في المحافظة على استقلالِ لبنان ووحدتِه وسلامةِ أراضیه. إذ كيف تستقيم هذه المحافظة في ظلِّ إقرارِ رئيسِ البلاد بضرورةِ سلاحٍ غير شرعي يمسُّ إستقلال لبنان وسيادته مساَ ظاهراً وخطيراً.

3- لقد أخلَّ الرئيس عون بمنطوقِ المادتين 7 و12 من الدستور اللتين تنّصان على المساواة بين اللبنانيين في الحقوقِ والواجبات. وهذه مساواةٌ لازمةٌ للعيش المشترك ومن دونها لا إمكانية للعيش المشترك.

عليه، فقد ميّزَ الرئيس عون بين حقوقِ المواطنين اللّبنانيّين في تولّي الوظائفِ العامّة عندما امتنعَ عن توقيعِ مرسومِ نتائج مباريات وامتحانات الخدمة المدنيّة تحت ذريعةِ تفسيراتٍ مغلوطة للمادّة 95 من الدّستور. كذلك فإنّ التأويلَ الغرضي الذي ينتهجُه الرئيس عون وفريقِه لمفهومِ الميثاقية، كرّسَ تقسيمَ اللبنانيين بحسبِ طوائفِهم ومذاهبِهم والمسيحيين بحسبِ ولائهم السياسي. إذ قدّمَ الاعتبارَ الطائفي على اعتبارِ الكفاءة، واعتبارَ الولاء السياسي ضمن الطوائف على اعتبارِ الكفاءة أيضاً. وبذلك يكونُ الرئيس عون وفريقِه قد ضربوا الدستورَ عرض الحائط مرتيّن: مرّة في التمييز بين اللبنانيين بخلاف المادتين 7 و12، ومرّة في تقديمِ الولاء على الكفاءة، بخلاف منطوق المادة 95.

4- لقد نصّت الفقرة ياء من مقدمّةِ الدستور على أنّه لا شرعية لأي سلطة تناقضُ ميثاقَ العيشِ المشترك. إنّ مفهوم العيش المشترك لا يستوي إذا غابت المساواةُ والعدالة عن منهجية السلطة وممارساتِها. لذلك فإنّ سلطة الرئيس عون هي سلطةٌ مقوضّة للعيش المشترك، إذ غطّت ولا تزال الاختلالَ الفاضح الذي يفرضُه السلاح غير الشرعي  على تطبيقِ مبدأي المساواة والعدالة... كيف لا وقد قوّضَ هذا السلاح مبدأ المساواة بين اللبنانيين أمامَ القانون، وبالتالي أسقطَ مبدأ العدالة.

5- لم يكّف الرئيس عون منذ تولّيه رئاسةَ الجمهورية عن الإمعانِ في تقويضِ الفقرة هاء من مقدمّة الدستور التي تنصّ على أنّ النظامَ قائم على مبدأ الفصلِ بين السلطات وتوازنِها وتعاونِها. لقد فعلَ ذلك في امتناعِه عن موجبِ التّوقيع على مشروعِ مرسومِ التّشكيلات ِالقضائيّة. كما فعلَ ذلك عندما غطّى، في سابقةٍ خطيرة، كتابَ وزيرِ الإقتصاد راوول نعمة عبرَ وزيرةِ العدل إلى المحقّقِ العدليّ في جريمةِ إنفجار المرفأ، لطلبِ حصْرِ التّحقيق بجرمِ الإهمال، وأيضاً عبرَ تدخّلِه بقرارِ مجلسِ شورى الدولة المتعلّق بالعلاقةِ بين المصارفِ والمودعين.

6- منذُ اليومِ الأوّل لتوليّه الرئاسة يتصرّفُ العماد عون كرئيسٍ طرفٍ يؤمّن مصالحَ فريقِه السياسي لا كرئيسٍ حكَمٍ يحرصُ على احترامِ السلطات لأحكام الدستور. إنّ انحيازاتِ الرئيس يؤكّدُها تعاطيه مع عمليّة تشكيلِ الحكومة، بدءاً بتأخيرِه الاستشارات النيابية حتّى يتأكّد من "طواعية" الرئيس المكلّف،  ثمّ مطالبتَه بحصّةٍ وزاريّة تصوّتُ داخلَ مجلس الوزراء نيابةً عنه، وهو الّذي لا يحقُّ له التّصويت، لأنّه لا يساءل سياسياً، وهو ما يجعلُ من مساواتِه في التوقيع على التشكيلة الحكومية مع رئيسِ الحكومة المسؤول سياسياً أمام البرلمان، إخلالاً فاضحاً في النظام البرلماني.

7- لقد نصّت الفقرة باء من مقدّمةِ الدستور على أنّ لبنان عربيُّ الهويةِ والانتماء، وهو ما يجعلُ لبنان جزءاً لا يتجزأ من نظامِ المصلحة العربية، بينما يمعنُ الرئيس عون في الإنحراف عن الثوابتِ التاريخية للسياسة الخارجية اللبنانية، إذ وضعَ لبنان، بمؤازرةِ حزب الله، في مواجهةِ العرب. لقد أدّى هذا الانحياز في السياسةِ الخارجية في عهدِ ميشال عون إلى الإنهيار المالي والاقتصادي غيرِ المسبوق، إذ أنّ طبيعةَ النظام الإقتصادي اللبناني الحرّ تقتضي الانفتاحَ على العالم العربي وعلى العالم لا الإنعزال عنهُما كما هو حاصلٌ الآن.

8- لقد كان عهد الرئيس عون عهدَ التضييقِ الشديد على حريةِ الرأي والتعبير التي يكفلُها الدستور. فتمّ استدعاءَ مئات الأشخاص لمجرّد تعبيرِهم عن رأيهم قولاً أو كتابةً في مخالفةٍ صريحة للنصِّ الدستوري.

إنّ هذه الخروق الخطيرة من قبلِ الرئيس عون للدستور، استدعت ولا تزال تستدعي وبإلحاحٍ أكبر المطالبة باستقالتِه فوراً، كمدخلٍ ضروري لمعالجة الأزمة الوطنية التي باتت تهدّدُ لبنان في كيانِه وهويتِه التاريخية.

وما دام الرئيس عون لم ينفكّ منذُ توليّه منصبِه عن تحويلِ رئاسة الجمهورية إلى منصّةٍ حزبية تحت حجّةِ تحصيلِ حقوقِ المسيحيين في النظام، فإنّ المطالبة باستقالتِه هي ضرورة. فالضرُر المعنوي والسياسي والإقتصادي لرئاسة ميشال عون على المسيحيين أصبح كبيراً جداً، لأنّ "العهد القوي" بات يأخذُهم رهينة، فإذا خسرَ، وهو خاسرٌ حتماً، خسروا معه وإذا ربحَ، ولن يربح حتماً، ربحَ لوحدِه.

أيها اللبنانيون،

كلما خفنا منهم كلما انقضوا علينا بقسوة أكبر.

يريدوننا ان نيأس لوضعِ اليد بسهولةٍ على لبنان، ليس امامنا سوى مقاومتهم.

عُقد المؤتمر في مكاتب "اللقاء" في الاشرفية بمشاركة وحضور السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط،، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، لينا تنير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد، لويس معراوي، ألان كرم، بطرس الخوري، علي أبو دهن، أنّا رافاييل، زينة سعيد، جواد سعيد، وعطالله وهبة

6*) عظة الاحد

13 حزيران 2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان حنا علوان و غريغوري منصور، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، عائلة المرحوم الشاب ريان وهبة، رئيس واعضاء الجامعة الباسيلية، وعدد من المؤمنين التزموا الإجراءات الوقائية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "إبتهج يسوع بالروح القدس وصلى" (لو 10: 21)، قال فيها: "عندما يفتح الإنسان قلبه للروح القدس، يبتهج ويصلي، فالروح القدس هو معلم الصلاة وينبوعها في كل ظرف من ظروف حياتنا الحلوة والمرة. ذلك أنه، على ما يقول بولس الرسول، يأتي لنجدة ضعفنا، لأننا لا نحسن الصلاة كما يجب، لكن الروح يشفع لنا بأنات لا توصف (روم 8: 26). وفيما يعلمنا الصلاة يعزي قلوبنا في الحزن، ويهديها في الضياع، ويفتحها في سعادتها على الفقير والمحتاج والمظلوم. فلما عاد تلاميذ يسوع فرحين بنجاح رسالتهم، إبتهج يسوع بالروح القدس وصلى شاكرا وممجدا: أعترف لك يا أبت، يا رب السماء والأرض (لو 10: 21). فيما نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، نلتمس من الله عطية الروح القدس لكي يعلمنا الصلاة، ويعلمنا على الأخص كيف نعود إلى الله لكي نحسن قراءة علامات الأزمنة في حياتنا، وفي الأحداث التي تختص بنا شخصيا. فلا تكون مجرد أحداث حلوة أو مرة، بل مناسبات لسماع ما يمليه الله علينا بإلهامات الروح القدس. فكل شيء يؤول إلى خير الذين يتقون الله، على ما يقول بولس الرسول (روم 8: 28)".

وتابع: "تشارك معنا في الذبيحة المقدسة عائلة المرحوم الشاب ريان لوك وهبه، الذي ودعناه معها بكثير من الأسى وبالصلاة منذ ثلاثة أسابيع. فنعزي من صميم القلب والديه وشقيقيه وجدته وعميه وعمتيه وعائلاتهم. ونلتمس له الراحة الأبدية في السماء، ولهم الصبر والعزاء الإلهي. وإني أوجه تحية خاصة لممثلي الجامعة الباسيلية التي مضى على تأسيسها خمس وسبعين سنة. أحيي عمدتها المركزية: عميدها والأعضاء. وأثني على أهدافها التي هي التعاون بين أبناء العائلة والعائلات المتفرعة منها وعلى تضامنهم، والإهتمام بأبنائها في ما يؤول إلى خيرهم المادي والمعنوي. وقد اتخذت شفيعا لها القديس باسيليوس، وتقيم قداسا سنويا في ذكرى تأسيسها في شهر حزيران، إضافة إلى رياضة روحية في عيد الميلاد أو الفصح، ولها كاهن مرشد من أبناء العائلة. بارك الله أعمالها وأعضاءها وعائلاتهم. بالعودة إلى موضوع الصلاة في إنجيل اليوم، نتعلم أن الصلاة استذكار الله: نتذكر أنه أعطانا الوجود. نتذكر أعماله وعنايته بنا وتصميمه الخلاصي الذي يشملنا جميعا. لذلك نصلي صباحا وظهرا ومساء. نصلي قبل الطعام وبعده. نصلي عند ساعة النوم وفي الإستيقاظ. أما ذروة الصلاة فيوم الأحد الذي هو اللقاء الأسراري المحيي مع محبة الآب التي تظللنا، ونعمة الإبن التي تخلصنا، وحلول الروح القدس الذي يقدسنا بثمار الفداء.كل صلاة، أكانت لفظية أم تأملية، تقتضي منا الخشوع واستحضار الله. نستمد الصلاة من ينابيعها: من كلمة الله التي بسماعها نتعلم الصلاة كجواب من الله الذي كلمنا؛ من الإيمان الذي يحملنا على البحث عن الله بالصلاة؛ من الرجاء الذي يجعل من صلاتنا انتظارا لتجليات الله؛ من المحبة التي تحملنا على المثابرة فيها حبا لله. الله يستجيب صلاتنا كيفما عبرنا عنها. فقد تقبل صلاة تواضع القلب من ذاك العشار في الهيكل، وصلاة الإيمان من الأبرص والكنعانية ويائيروس، والصلاة الصامتة من الرجال الأربعة الذين حملوا إليه مخلع كفرناحوم، ومن المرأة النازفة، وصلاة الأعمى الملحة: يا ابن داوود ارحمني".

وأضاف: "كم هو ضروري أن يصلي كل مسؤول من أجل خلاصه الشخصي ومن أجل أن يحكم بالعدل والتفاني بغية تأمين الخير العام الذي منه خير كل مواطن وكل المواطنين. المسؤول الذي يصلي يخاف دينونة الله، أما الذي لا يؤمن ولا يصلي فليخف دينونة الشعب. نقول للمسؤولين الذين يعطلون تأليف الحكومة ونهوض الدولة: لقد عرفنا سياسة الأرض المحروقة، لكننا نرى في هذه الأيام سياسة الشعب المحروق. العالم كله ينتظرنا لكي يتمكن من مد يد المساعدة من أجل إنهاض الدولة. أما أنتم فغارقون في لعبة جهنمية، في الأنانيات والأخطاء، في سوء التقدير وسوء الحوكمة، في المحاصصة والمكاسب، وفي السير عكس أماني شعبنا...لا يكفي أن تعترفوا بعجزكم وضعف صلاحياتكم لتبرروا المراوحة، وتتركوا الأزمات تتفاقم والمآسي تتعمق والانهيار يتسارع. هذه البلاد ليست ملكية خاصة لكي تسمحوا لأنفسكم بتفلسيها وتدميرها. هذه الدولة هي ملك شعبها وتاريخها وأجيالها الطالعة. أمام عدم معالجة الأمور العامة الحياتية، نتساءل إذا ما كنتم مكلفين بتدمير بلادنا، وإلا لم هذا الجمود فيما فرص المعالجة متوافرة، ونحن في زمن فيه حلول لكل شيء؟".

وقال: "إننا ندعو الدولة إلى التحرك نحو الدول الشقيقة والصديقة وتتفاوض معها لمساعدة لبنان اليوم قبل غد. فالشعب لا يحتمل مزيدا من القهر والإذلال. الدول مستعدة لتلبية النداء، لكنها تفترض أن تكون الدولة دولة لبنان ودولة شعب لبنان، وشرعيتها تمتلك قرارها الحر والمستقل. لقد حان الوقت لخروج الدولة من لعبة المحاور الإقليمية، وتعيد النظر بخياراتها التي أثبتت التطورات أنها لا تصب في مصلحة البلاد والاستقلال والاستقرار والوحدة والازدهار، وأنها قضت على علاقات لبنان العربية والدولية. لقد ضربت هذه الجماعة السياسية سمعة لبنان الدولية، فيما كان اسم لبنان رمز الإبداع والنهضة والازدهار في بلاد العرب والعالم. وندعو حكومة تصريف الأعمال لتقوم بواجباتها بحكم الدستور والقانون والضمير، فتبادر إلى توفير الغذاء والدواء والمحروقات وحليب للأطفال. أليس من أبسط واجباتها دهم مستودعات وخزانات الاحتكار، وتوقيف شبكات التهريب المنظمة والمحتضنة، وإقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية، وإقفال المتاجر ومنع غلاء الأسعار والتزوير؟".

وختم الراعي: "رغم فداحة الأزمة، الحلول موجودة وسبل الإنقاذ متوافرة، لكن هناك من يمنعون تنفيذ الحلول كما يمنعون تأليف الحكومة. هناك من يريد أن يقفل البلاد ويتسلم مفاتيحه. هذه رهانات خاطئة. هذا بلد لا تسلم مقاليده لأحد ولا يستسلم أمامَ أحد. جذوة النضال في القلوب حية. بلادنا تمتلك، رغم الانهيار، جميع طاقات الإنقاذ، لكنها تحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة ووطنية تحب شعبها. وإذا لم تتوافر هذه القيادة، فمسؤولية الشعب أن ينتظم في حركة اعتراضية سلمية لإحداث التغيير المطلوب، ولإستعادة هوية لبنان وحياده الناشط ومكانه في منظومة الأمم، وصداقاته، والدورة الاقتصادية والحضارية العالمية، ودوره في الإبداع والسلام. فلنصل من أجل خلاص لبنان وشعبه. فالصلاة بالإيمان والرجاء من القلب لا ترد. ولنرفع في كل حال آيات الشكر والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".