تقرير أسبوعي دولي - 62-2021

تقرير أسبوعي دولي - 62-2021
الأحد 11 يوليو, 2021

رقم 62/2021

تقرير دولي  5-11/تموز /2021

 

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

لقد طغى على البانوراما السوداء التي تغطي المشهد اللبناني هذه الأيام مشهدٌ آخر هذا الاسبوع. لقد كان اللقاء بمناسبة مئوية العلاقة بين المملكة السعودية والبطريركية المارونية، في بكركي، بمثابة جرعة أمل، حيث كان واضحاً من كلمات الحاضرين التأكيد على خيار الكنيسة المارونية ومعها قسم كبير من اللبنانيين في انتماء لبنان إلى محيطه العربي وهويته وخصوصية عيشه المشترك الاسلامي المسيحي، كما خيار دولة القانون والدستور والشرعية. ويأتي هذا التأكيد بمواجهة خيار آخر يتزعمه رئيس الجمهورية وخلفه تياره يأخذ لبنان باتجاه معسكر تحالف الأقليات في المنطقة والتي تتزعمه ايران بمواجهة الخط العربي المعتدل. بالمقابل جاء كلام سفير المملكة العربية السعودية ليؤكّد تمسّك المملكة بصيغة لبنان وهويته وإصرارها على حماية هذا البلد الصغير المميز في محيطه. ويأتي التأكيد على هذا الخيار المسيحي-الماروني العربي المتجدد اليوم بعد مرحلة برز فيها خيار تحالف الأقليات بقيادة التيار العوني وحليفه حزب الله منذ العام 2005.

من جانبٍ آخر، وفي ظل تعنّت الطاقم الحاكم في إنتاج الحلول واستمراره بتعميق الأزمة، برزت هذا الاسبوع حركة دبلوماسية غير معهودة تمثّلت بسفر السفيرتين الاميركية والفرنسية لدى لبنان دوروثي شيا وآن غريو إلى المملكة السعودية للقاء عدد من المسؤولين السعوديين، في سياق ترجمات الاجتماع الثلاثي الذي عقد في إيطاليا نهاية الشهر الفائت حول لبنان بين وزراء الخارجية الأميركية والسعودية والفرنسية. وأوضحت شيا أنها تعتزم إثارة مسألة خطورة الوضع في لبنان وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني وزيادة دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي خلال اجتماعاتها في السعودية، مع الإشارة إلى مواصلة العمل على تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث التي ترتكز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة، كما أضاءت غريو، من جانبها، على نتائج الاجتماع الثلاثي الذي خلص في ضوء عجز القادة السياسيين اللبنانيين عن تغليب المصلحة العامة للبنان على مصالحهم الخاصة إلى الاتفاق على ضرورة أن تعمل فرنسا والولايات المتحدة معاً لإخراج لبنان من الأزمة، مشيرةً إلى أنها ستشرح خلال لقاءاتها مع المسؤولين السعوديين أنه من المُلحّ أن يشكل المسؤولون اللبنانيون حكومة فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقا لتطلعات الشعب اللبناني، وذلك بحسب ما جاء في البيانين اللذين صدراً عن السفارتين في بيروت. يشار إلى أن حزب الله اعتبر هذا التحرك الدولي بمثابة انتداب أجنبي جديد على لبنان وتدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية، بحسب ما جاء في الصحافة والاعلام الموالين له، وبما ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي من خلال "الذباب الالكتروني" التابع للحزب.

وعلى وقع تصريحات البنتاغون من أن حزب الله لا يسيطر على لبنان لكن لديه تأثير كبير، وأن قادة لبنان غير قادرين على الاتفاق على الإصلاحات السياسية والاقتصادية، انفجرت فضيحة أخرى هذا الاسبوع برفض وزير الداخلية ملاحقة مدير عام الامن العام ومطالبة مجلس النواب قاضي التحقيق بإثباتات قبل رفع الحصانة عن النواب المطلوب ملاحقتهم، وذلك بعد كلمة امين عام حزب الله الذي شكك من خلالها بشفافية التحقيق، الأمر الذي أكّد مرة جديدة من يتحكّم بالفعل بالقرار في الجمهورية اللبنانية. فما حدث لا يعتبر تقصيراً من الطاقم الحاكم بل إذعاناً للمتحكّم بالقرار وحمايةً للمتمسكين بالسلطة.

وفي ملف الأزمة السياسية وبالتحديد ملف تشكيل الحكومة، لا تزال الامور على حالها مع تمسّك الافرقاء بمواقفهم، هذا وتشير بعض المعلومات المتداولة عن إمكانية تقديم الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري الاسبوع القادم تشكيلة جديدة للحكومة العتيدة، أو الاعتذار بحال تم رفضها من رئيس الجمهورية.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يوم الثلاثاء السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى لبنان مجدداً ليشكوا لهم الحالة المزرية التي يعيشها اللبنانيون وليطلب منهم إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان وليرفعوا الظلم والحصار عن اللبنانيين، الأمر الذي قوبل بالاستهجان من قبل الجسم الدبلوماسي الذي اعتبر أن المسؤولين اللبنانيين هم المسؤولون عن الأزمة التي يعاني منها لبنان وليس المجتمعين العربي والدولي، وعلى هؤلاء المسؤولون اتخاذ القرارات اللازمة من أجل الحد من الازمة. إلى ذلك، علقت مصادر سياسية  على ما قام به رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بالقول إن دياب وحكومته والسلطة الحاكمة هي التي تتحمل وحدها مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية بهذا الشكل المخيف. وسألت هل نسي دياب انه أتى على رأس الحكومة لمعالجة الازمة؟ والقرار غير المسؤول الذي اتخذه في أواخر شباط العام 2020 بالتوقف عن دفع مستحقات "اليوروبوند" والذي عنى إفلاس لبنان، كان الاشارة الاولى لبداية هذه الكارثة التي يعيشها اللبنانيون!

وفي الأزمة أيضاً، وصل إلى بيروت يوم الثلاثاء نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث التقى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة المكلف وقائد الجيش تباعاً دون الإدلاء بأية تصاريح، وقد أشارت مصادر سياسية  إلى أن وزير خارجية قطر لم يحمل معه أي مبادرة محددة انما أكد لرئيس الجمهورية وقوف بلاده إلى جانب لبنان في كل المجالات وأهمية المحافظة على أستقراره، مبديا جهوزية قطر لأي مساعدة تطلب منها لحل الأزمات الموجودة فيه، كما أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن قطر ستدعم الجيش اللبناني ب 70 طناً من المواد الغذائية شهرياً لمدة عام!

بموازاة ذلك، وجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي من منبر قصر بعبدا الاربعاء رسالة مباشرة إلى الرئيس المكلف حثّه فيها على أن يعجّل بأسرع ما يمكن في تأليف الحكومة مع فخامة رئيس الجمهورية، وفق روح الدستور، لأن كل يوم نتأخر فيه تغرق السفينة أكثر فأكثر. وإذ كرر بلباقة كلامه من روما حيث لم يستثن رئيس الجمهورية ميشال عون من مخالفة الدستور قائلاً رداً على استفسارات الصحافيين في قصر بعبدا بأن "الجميع يخالف الدستور، نعم جميعهم يخالف الدستور"، شدد الراعي إثر لقائه عون على أنّ من أوصلنا إلى هنا هو عدم وجود حكومة.

على صعيد منفصل، زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا الرئيس عون لإعلامه بأن مجلس الامن سوف يلتئم في 22 تموز الجاري لعرض التقرير الدوري حول القرار 1701، وسيتناول الوضع في لبنان عموما وفي الجنوب خصوصا، بالإضافة الى التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي خضم المعلومات المتداولة عن احتمال تغيير في مهمات قوات اليونفيل المتوزاجدة في جنوب لبنان في ظل إحداث المنطقة الأخيرة ولبنان، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المنسقة الخاصة فرونتسكا، ان لبنان الذي يلتزم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، يرغب في أن يتم التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) من دون تعديل في المهمة والعديد، نظرا للدور الذي تلعبه مع الجيش اللبناني في المحافظة على الاستقرار في المنطقة منذ العام 2006، واعتبر ان التنسيق الدائم بين اليونيفيل والجيش اللبناني، هو ضمانة لتفادي أي إشكالات أو حوادث مع الاهالي! إلى ذلك، أعرب عن أمله في استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية من دون شروط مسبقة لما فيه مصلحة الأطراف المعنيين، منوها بالجهد الذي تقوم به منظمات الأمم المتحدة في لبنان في مختلف المجالات.

وعلى صعيد آخر، وخلال الاحتفال بالذكرى المئوية للعلاقة بين المملكة السعودية والبطريركية المارونية قال سفير المملكة لدى لبنان، وليد البخاري، أن المملكة تأمل من الأفرقاء السياسيين أن يغلبوا المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان، ومن بينها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وإدخاله في محاور أخرى تتنافى مع مقدمة الدستور اللبناني والتي تنص وبوضوح تام، على أن "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والانتماء حيث لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". لا شرعية لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة، لا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي، واستذكر ما قاله البابا فرنسيس في "يوم الصلاة من أجل لبنان" من "إن لبنان هو مشروع سلام رسالته هي أن يكون أرض تسامح وتعددية وواحة أخوة تلتقي فيها الأديان والطوائف المختلفة"، ولذلك، وانطلاقا من مرجعية بكركي التاريخية وأهمية الدور الوطني والجامع لغبطة الكاردينال الراعي نوصي بالمحافظة على التنوع والعيش المشترك الذي أرسى أسسه إتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي. كذلك أضاف أنه وانطلاقا من رمزية المناسبة والمكان، تجدد المملكة اليوم الشراكة والأخوة تحت مظلة عروبية جامعة ركائزها الاعتدال، الحوار، المحبة والسلام. كما تؤكد المملكة أنها لا تسمح بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا المساس بنسيج العروبة تحت أي ذريعة كانت، فالمسيحي كما المسلم مكون أساسي ومكون وازن في هذه الهوية المشرقية العربية الأصيلة.

من جانبه، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال الاحتفال أن العقود التي مرّت قد أثبتت أن المملكة العربية السعودية فهمت معنى وجود لبنان وقيمته في قلب العالم العربي، ولم تسع يوما إلى تحميله وزرا أو صراعا أو نزاعا، لا بل كانت تهب لتحييده وضمان سيادته واستقلاله، واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم. وأشار إلى أنه في الواقع لم تعتد السعودية على سيادة لبنان ولم تنتهك استقلاله، لم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب، لم تعطل ديمقراطيته ولم تتجاهل دولته. كانت السعودية تؤيد لبنان في المحافل العربية والدولية، تقدم له المساعدات المالية، وتستثمر في مشاريع نهضته الاقتصادية والعمرانية. وختم البطريرك كلمته متمنياً أن تستعيد العلاقات اللبنانية-السعودية عفويتها وتقاليدها السابقة، ومؤكداً أنه مع السعودية بدت العروبة انفتاحا واعتدالا ولقاء، واحترام خصوصيات كل دولة وشعب وجماعة، والتزام مفهوم السيادة والاستقلال، ومع السعودية برزت العروبة عاطفة سجية لا مشروعا عقائديا يتحدى المشاعر الوطنية والخصوصيات الحضارية ويختزل القوميات والهويات.

على صعيد الأزمة الداخلية أيضاً، صدر عن إجتماع لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي، التي بحثت في أوضاع منطقة الشرق الأوسط، لا سيما لبنان وسوريا والعراق، تقريراً أوصى في بنده السادس بإرسال قوات دولية الى لبنان تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي من اجل مضاعفة الأعمال الإنسانية ومساعدة الشعب اللبناني، إضافة الى دعم الجيش والأجهزة الأمنية لحفظ الأمن والإستقرار. كما شدد التقرير على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في العام 2022.

وفي السياق، وصل مساء الاربعاء منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان إلى بيروت للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين في إطار التمهيد لمؤتمر الدعم الإنساني للبنان الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وتحديداً في الاستنابات التي سطّرها المحقق العدلي القضي طارق بيطار، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال، رفضه إعطاء الإذن بملاحقة مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم، معلّلاً بأن مهمة الامن العام على المنافذ الحدودية هي تأمين دخول وخروج الأفراد إضافة الى جمع المعلومات ورفعها الى السلطات المعنية، ولافتاً الى انه باللحظة التي باتت فيها قضية النيترات التي تم ادخالها الى مرفأ بيروت على متن الباخرة “روسوس” تم وضع يد القضاء عليها وبالتالي لم تعد القضية مسؤولية الأجهزة الأمنية ولاسيما جهاز الامن العام، ومشدداً الى ان سلطة القانون فوق الجميع، وانه قبل ان يتخذ قراره برفض ملاحقة إبراهيم استشار عدد من الخبراء القانونيين إضافة الى رأي الدائرة القانونية في وزارته! وبالتوازي تم رفض طلب المحقق بيطار برفع الحصانة عن النواب نهاد المشنوق، علي حسن خليل وغازي زعيتر لملاحقتهم من قبل لجنة من مجلس النواب بحجة عدم وجود كامل المستندات، وطلبت من المحقق تزويد مجلس النواب بأدلة “تثبت الشبهات” على المدعوين للاستجواب، في خطوة اعتبرها الحقوقيون تعدٍّ على فصل السلطات ومحاولة للحلول مكان القضاء كما هي خرقاً لسرية التحقيق!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: ثمن "اليوم اللبناني" في الفاتيكان الذي أكد الاهتمام الخاص للبابا فرنسيس وحرصه على العيش المشترك، ودعمه مبادرة بكركي لعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان - بعد مبادرة الفاتيكان بدأت الصحافة الموالية لحزب الله تُظهر خوفها من قلب الأوضاع، وتعلل ذلك بتسمية "عودة الانتداب الغربي" - يجدد إعلانه أن لبنان وطن سيد حر مستقل، عربي الهوية والانتماء بحسب الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وكل دعم خارجي هو مشكور خصوصاً إذا أتى بهذا الاتجاه وبمواجهة الاحتلال الايراني - يتوزّع الرأي العام اللبناني في إتجاهين: الأول يلتحق بإيران وحزب الله وحلف الأقليات في المنطقة ويعبّر عنه رئيس الجمهورية وتياره السياسي؛ أما الثاني فيعبّر عنه دعوة بكركي والفاتيكان إلى تنظيم مؤتمر دولي لتحرير الشرعية الوطنية والعودة إلى قرارات الشرعية الدولية - لقد اعتبر "اللقاء" انفجار مرفأ بيروت - "11 أيلول" لبناني، وهو بذلك جريمة مدبّرة وليس نتيجة إهمالٍ فقط، لذلك يطالب بإحالة هذه القضية فوراً إلى لجنة تحقيق دولية لأخذ التدابير اللازمة وإحالتها بعد الانتهاء إلى محكمة دولية أيضاً - أن الإنتخابات النيابية القادمة محطة دستورية يجب إحترامها وهي لن تكون مناسبة للتغيير إلا إذا خاضت القوى السياسية معركتها بعنوان واضح: رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل المكتب السياسي: المطلوب فتح انسداد الأفق السياسي والكف عن المراوحة في دوامة الأزمة بالتوجه إلى باب الحل المطروح وإنجاز تشكيل حكومة واعادة بناء ثقة العالم بلبنان ودوره - نبه من خطورة الاستهتار وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي للحد من انتشار فايروس كورونا المتحور"دلتا". (ملحق رقم 2*- بيان)
  • المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان: يأسف أن تستمر المراوحة في موضوع تشكيل حكومة إنقاذٍ من اختصاصيين - أن السياسات المُتّبعة في معالجة الواقع المُستجد على صعيد تمويل استيراد النفط والفيول ومؤخراً الدواء من خلال المس بالاحتياطي اللالزامي تدبيرٌ نتائجه كارثيةً على أموال المودعين - يُطالب مجلس النواب بإصدار قانونٍ يمنع المس بالاحتياطي الالزامي - في حال استمرار الاستدانة من رصيد الاحتياطي الالزامي سنصبح على قاب قوسين من النموذج الفنزولي - سيجد نفسه مُضطراً الى دعوة كل الزملاء في القطاع المصرفي الى التوقف عن العمل ما لم يبادر المجلس النيابي إلى الاسراع في تشريع قانونٍ يمنع المس بالاحتياطي الالزامي. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • حسن نصرالله: هناك أسباب حقيقية ترتبط وبكل صراحة بأزمة النظام في لبنان، نحن ليس فقط في أزمة حكومة، أزمة الحكومة في لبنان هي تعبر عن أزمة النظام - الأميركي والسياسة الأميركية هي التي تحاصر، التي تعاقب، التي تمنع أي مساعدة يمكن أن تأتي من العالم، سواء جاءت على شكل ودائع في المصرف المركزي أو جاءت على شكل هبات أو جاءت على شكل قروض - الآن عاد رئيس الحكومة المكلف، من المفترض أن تكون هذه ‏الأيام أياما حاسمة، لا أريد أن أقول شيئا الآن، لأنه هناك لقاءات ستعقد ‏اليوم وغدا وبعد غد يمكن أن ترسم صورة المشهد الحكومي بشكل ‏واضح – في تفجير المرفأ حتى الآن ما زالت العدالة بعيدة والحقيقة ‏مخفية، طالبناهم بأن ينشروا ملف التحقيق الفني التقني ‏حول هذه الحادثة المهولة وحتى الآن لا حياة لمن تنادي. نريد ‏أن نرى هل يوجد وحدة معايير أو لا يوجد وحدة ومعايير في التحقيق اليوم، هل يوجد ‏عمل قضائي حقيقي أو يوجد إستهداف سياسي وحينئذ يبنى على ‏الشيء مقنضاه. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • الكتائب اللنانية - المكتب السياسي: أن أركان منظومة الإنهيار هذه، عاجزون عن الخروج بأي حلول مهما توسط الوسطاء أو ناشد المناشدون، فضمائرهم ميتة ومسؤوليتهم محصورة بمكتسباتهم وقرارهم سلموه الى حزب الله ليكون الراعي الرسمي لمحاصصاتهم وقرارات البلاد الاستراتيجية - ان رحيل هذه المجموعة بات المدخل الوحيد لإنقاذ لبنان. على النواب الاستقالة من مجلسهم ومعهم رئيس المجلس، وعلى الرئيس المكلف الاعتذار وعلى رئيس الجمهورية الاستقالة، ليتمكن الشعب اللبناني من اعادة تكوين السلطة واخراج لبنان من محنته - يتطلع، مع اهالي الشهداء، الى احقاق الحق ومحاسبة المسؤولين عن جريمة المرفأ دون استثناء. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • تكتل لبنان القوي (التيار العوني): جدد دعوته الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاسراع في تأليف الحكومة برئاسته - كرر مطالبته بالسير بلا تلكؤ، في التدقيق الجنائي في مصرف لبنان كما في كل الوزارات والإدارات والمؤسسات والصناديق - اكد ضرورة تحمل مصرف لبنان كامل مسؤولياته في تأمين استيراد المواد التي تتصل بالأمن الإجتماعي للبنانيين - الاسراع في إقرار القوانين وتخطي أي حسابات لا تزال تؤخرها. (ملحق رقم 6*- بيان)
  • الوطنيون الأحرار: لن ننسى شهداء 7 تموز ولكن العبرة اليوم في التلاقي من اجل لبنان. (ملحق رقم 7*- بيان)
  • كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله): يجب الإسراع في تشكيل الحكومة ليس من أجل استنهاض أوضاع البلاد فقط، بل من أجل الحؤول دون الانهيار التام والشامل لبنية الدولة - إن الوقت لا يزال يسمح باستنهاض بعض الأوضاع عبر تشكيل حكومة إنقاذية قادرة وفاعلة، يتم التفاهم عليها بين كل القوى السياسية الحريصة - لقد أثبتت المحنة التي يمر بها لبنان منذ أكثر من عام أن الدولة الرخوة التي لا تطبق فيها القوانين ولا تصان فيها الحقوق، هي الدولة التي تفضل القوى والدول الناهبة في العالم التعامل معها لتمرير سياساتها وتوظيفها فيما يخدم مصالحها المحلية والإقليمية!! (ملحق رقم 8*- بيان)
  • الوطني الحر (التيار العوني): إن الهيئة السياسية التي تعتبر تشكيل الحكومة شأنا سياديا، تتوقف عند قيام السفراء المعتمدين في لبنان بزيارات الى الخارج للمساعدة في تأليف الحكومة وإخراج لبنان من أزمته المالية، وتسأل الهيئة الذين أصروا طويلا على إنكار البعد الخارجي في عرقلة التشكيل، ماذا يقولون اليوم وقد سقطت كل الإفتراءات التي حملت زورا وعلى مدى أشهر رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر مسؤولية العرقلة؟ وعلى الرغم من ذلك، فإن التيار يدعو رئيس الحكومة المكلف الى أن يحسم أمره سريعا رأفة باللبنانيين ويقوم بتشكيل الحكومة، بعدما ذللت كل العقبات الداخلية من أمام تشكيلها - تتابع الهيئة السياسية بإهتمام موضوع إسقاط الحصانات عن الذين طلب المحقق العدلي إستجوابهم، وتؤكد أنه أمام جريمة بحجم المرفأ، لا شيء يعلو فوق العدالة، ولا الحصانات أسمى من الحقيقة. على مسافة أيام من مرور السنة الأولى على وقوع الإنفجار ينتظر اللبنانيون معرفة الحقيقة من كل جوانبها، حول معرفة من أهمل وظيفيا، ومن إستورد وصدر وإستعمل جرميا وعمن ‏يمكن أن يكون قد فجر إرهابيا، وتحذر الهيئة من أي تضليل يختصر الجريمة بالإهمال الوظيفي ومن أي مزايدات تظلم أبرياء وتحمي متورطين، وتشدد على وجوب مثول جميع المطلوبين للاستجواب أيا كانت مواقعهم ومراتبهم - تنتظر الهيئة أن يلتزم المصرف المركزي بإعتماد منصة رسمية لسعر الدولار الحقيقي، وأن يلتزم بتأمين التمويل اللازم لإستيراد المحروقات والدواء، مع التشديد على ضرورة الإسراع بإنهاء الآليات الواجبة بحسب القانون لإصدار البطاقة التمويلية وتنفيذ برنامج ترشيد الدعم. وتشجع الهيئة اللبنانيين أفرادا وبلديات وتعاونيات على زيادة المساحات الزراعية لإنتاج المواد الغذائية في ظل الأزمة المالية الحادة التي جعلت الإستيراد يزداد صعوبة، وفتحت في المقابل باب العودة الى الإقتصاد المنتج، كذلك على الإستثمار أكثر في المشاريع الصناعية والسياحة الداخلية. (بيان شعبوي بدرجة أولى يترفّع عن أية مسؤولية ليلقيها على غيره) (ملحق رقم 9*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: لا بد من تذكير المسؤولين في الدولة عندنا وكل الذين يتعاطون الشأن السياسي، أنهم انتدبوا من الشعب من أجل توفير الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن، لا لخدمة خيرهم الخاص، ومصالحهم، على حساب الدولة والشعب، كما حذرهم البابا فرنسيس في كلمته الختامية ليوم التفكير بشأن لبنان - لمن المخزي حقا أن يمعن هؤلاء المسؤولون عندنا في هدم الدولة ومؤسساتها وإفقار شعبها وتهجير خيرة قواها الحية، وتقويض وحدتها الداخلية، فيما حاضرة الفاتيكان والدول العربية والغربية تولي اهتماما بالغا بالقضية اللبنانية - حري بالأطراف اللبنانيين أن يلبننوا الحل الدولي بتقديم مشاريع حلول بناءة عوض الإمعان في هدم الموجود من دون تقديم بديل واقعي ينسجم مع الشراكة المسيحية ـ الإسلامية، وجوهر وجود لبنان الكبير، ودوره الحضاري في المنطقة - مطلوب من الدولة اللبنانية وبإلحاح ملاقاة المجتمع الدولي من خلال تأليف حكومة تتمتع بالمواصفات الإصلاحية والحيادية - لا عبارة الاتفاق مع الرئيس المكلف تعني تعطيل التشكيلات المقدمة، ولا التكليف يعني تكليفا أبديا من دون تأليف حكومة - إن وحدة الدولة تبقى ركيزة الوجود الوطني. فلا دولة مستقلة ومستقرة وآمنة مع تعدد السلطات فيها، فيفتح كل طرف سياسة خارجية على حسابه، وسياسة دفاعية على حسابه، ويقرر تطبيق الدستور ساعة يشاء، ويعطله متى يحلو له. إن الصداقات مع الدول شيء، والانحياز الاستراتيجي إلى محاور عربية وإقليمية ودولية شيء آخر - اليوم، ونحن على عتبة السنة الأولى من مأساة تفجير مرفأ بيروت، لم تعرف بعد، بكل أسف، ملابسات هذه المجزرة المشبوهة: من تسبب بها؟ كيف حصلت؟ إننا ندعم القضاء لبلوغ الحقيقة وفق عمل نزيه ومتجرد بعيدا عن الضغوط السياسية. ونطالب الجماعة السياسية تسهيل عمل القضاء لأن الشعب لا يغفر لمن يعرقل مسار التحقيق أو لمن يسيسه أو لمن يغطي أي شخص تثبت التهمة عليه. (ملحق رقم 10*- عظة الاحد)

 

 

  1. في الشأن السوري

أكدت الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) في محادثات "أستانا" على ضرورة التهدئة في محافظة إدلب، والالتزام بدفع العملية السياسية في سوريا. وقالت في بيان ختامي مشترك، الخميس، إن روسيا وتركيا وإيران تجدد التزامها بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على الهدوء في إدلب من أجل تنفيذ الاتفاقات بشكل كامل، كما أدانت الدول الضامنة الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على سوريا والتي تخالف القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سوريا ودول جوارها وتهدد استقرار وأمن المنطقة، داعية إلى وضع حد لها. من ناحية أخرى أكدت على عدم قانونية الاستيلاء على عائدات النفط السوري، كما على التعاون من أجل القضاء النهائي على مسلحي تنظيم "داعش". إلى ذلك، أعربت الدول عن تصميمها على مواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، ومواجهة المخططات الانفصالية التي تستهدف تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتشكل خطراً على الأمن القومي للدول المجاورة. وبالختام حددت الدول الثلاثة موعد الاجتماع المقبل في "صيغة أستانا"، والذي سيُعقد قبل نهاية العام الجاري.

على صعيد آخر وبعد نقل آلاف المرتزقة والمقاتلين السوريين إلى ليبيا ومن ثم أذربيجان، يبدو أن السلطات التركية تخطط الآن لنقل مقاتلين جدد من سوريا إلى أفغانستان هذه المرة، إنما بعقود رسمية، فقد بدأت تركيا تفاوض مقاتلين سوريين معارضين لإرسال عدد منهم إلى أفغانستان من أجل حماية مطار كابل بعد انسحاب أميركا وحلفائها من البلاد. وقد توصلت أنقرة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى توافق مبدئي، مع قادة بعض الفصائل السورية الموالية على إرسال عناصر إلى كابل، على غرار ما جرى سابقا في ليبيا وإقليم ناغورنو كاراباخ، لكن المعلومات أشارت إلى أن الأمر سيكون مختلفاً هذه المرة، حيث ستعمل على تجنيد هؤلاء ضمن شركات أمنية تركية بعقود رسمية وإرسالهم إلى هناك بصورة رسمية. إلى ذلك، من المرجح أن تبدأ عملية النقل في سبتمبر المقبل، على أن تشرف عليها المخابرات التركية، لا سيما لجهة انتقاء العناصر السوريين لحماية مطار كابل والمنشآت والمقرات الحكومية والقوات الدولية، بحسب المرصد، لكن هذا الملف لا يزال بحسب المرصد، قيد الدرس، ولم يصل إلى مرحلة التنفيذ والتجهيز بعد. يذكر أن ما يقارب الـ 6000 عنصر من الفصائل السورية ما زالوا موجودين على الأراضي الليبية، بعد أن تم نقلهم خلال السنوات الماضية على دفعات إلى طرابلس من أجل دعم ميليشيات وقوات حكومة الوفاق في حينه ضد الجيش الليبي.

في سياق منفصل بعد التوتر الذي ساد المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، إثر الضربات الأميركية الأسبوع الماضي، واستهداف قوات أميركية أيضا في حقل العمر النفطي شرق سوريا، يبدو أن الميليشيات المدعومة إيرانيا بدأت بتنفيذ تحرك جديد غرب الفرات. فقد عمدت خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إلى إجراء عمليات تمويه لأماكن تموضع منصات الصواريخ عند أطراف مدينة الميادين شرقي دير الزور، كما وجهت تلك المنصات نحو مناطق نفوذ "قسد والتحالف الدولي" شرقي الفرات. وفي التفاصيل، وضعت ميلشيا "أبو الفضل العباس" منصات إطلاق صواريخ وهمية بالقرب من قلعة الرحبة الأثرية بأطراف الميادين، وكذلك فعلت ميليشيا "فاطميون" الأفغانية بالقرب من مستودعات الحبوب في المنطقة، للتمويه على طيران الاستطلاع والطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي. إلى ذلك، نصبت الميليشيات منصات صواريخ حقيقية أيضا في منطقة الموح الواقعة في محيط الميادين، ووجهتها كذلك نحو منطقة شرق الفرات حيث تسيطر قسد وقوات التحالف الدولي، وهو مكان جديد لنصب الصواريخ الإيرانية يضاف إلى منطقة الحاوي وتل بطين الواقعة في المنطقة ذاتها.

يذكر أن تلك المناطق في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق تعد أبرز بقع انتشار لنفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، كما يقدر وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في دير الزور، وتحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية ودير الزور مروراً بالميادين.

كما يشار إلى أن الفصائل موالية لإيران كانت أطلقت مساء الاثنين الماضي قذائف مدفعية على قاعدة عسكرية أميركية في حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور شرق سوريا، دون أن يسفر القصف عن ضحايا، وردّاً على ذلك، استهدف التحالف الدولي "بالمدفعية الثقيلة" الميادين التي تسيطر عليها الميليشيات في الريف الشرقي لدير الزور.

بعد صراع طويل في الأروقة الدبلوماسية، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، يوم الجمعة، قراراً يمدد لستة أشهر قابلة للتجديد وفق شروط، آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود ومن دون موافقة النظام، وذلك قبل يوم من انتهاء مهلة القرار السابق، ما اعتُبر إنجازاً، وجمع النص النهائي بين مشروعين متنافسين، الأول لأيرلندا والنرويج، والثاني لروسيا.

 

  1. في الشأن الليبي

فشل البرلمان الليبي وللمرة الخامسة في اعتماد ميزانية الدولة لعام 2021، التي اقترحتها حكومة الوحدة الوطنية، بسبب وجود مخاوف وشروط لتمريرها، وقرر تأجيل جلساته إلى أجل غير مسمّى، وذلك بعد أن انتهت الجلسة التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء، من دون حسم ملف الميزانية المثير للجدل، وذلك رغم حضور رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وخضوعه إلى مساءلة النواب وتقديمها توضيحات حول المبالغ المالية المرصودة لكل باب والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها والمشاريع المبرمجة خلال المرحلة المتبقية من عمر الحكومة (6 أشهر). وقد واجهت بنود الميزانية عدّة اعتراضات وخلفات خاصة البند المتعلّق بالتنمية، حيث طالب بعض النواب بضرورة تخصيص موازنة خاصة للجيش الليبي، كما اشترط آخرون ضرورة حسم ملف المناصب السيادية قبل التصويت على الميزانية، وبرزت هذه الخطوة الصعوبات التي واجهت الحكومة، التي تعوّل على الحصول على الميزانية لتحسين الخدمات في البلاد و التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرّرة نهاية العام الحالي.

في ملف الانتخابات، قال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، عبد الله بليحق، يوم الأربعاء، إن رئيس المجلس، عقيلة صالح، استقبل رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، وبحث معه تطورات العملية السياسية في البلاد، مؤكدا على شروع البرلمان في تجهيز قانون انتخاب الرئيس بشكل مباشر من الشعب، وذكر بليحق في بيان أن صالح أكد للمبعوث الأممي على وفاء مجلس النواب بتعهداته، داعيا جميع الأطراف للعمل على الوفاء بتعهداتها بما في ذلك استحقاق تعيين الوظائف القيادية بالمناصب السيادية، وأضاف أن صالح والمبعوث الأممي شددا على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم.

وفي ملف المرتزقة المتواجدة في ليبيا وفي تصريح مناقض للواقع على الأرض، جددت روسيا، يوم الجمعة، التأكيد أنها على استعداد للتعاون مع كافة الأطراف الليبية من أجل إرساء الحل في ليبيا، مضيفة أن تواجد قوات أجنبية يمنع التسوية، في حين تمتلك موسكو القرار في تواجد عناصر شركة "فاغنر" الروسية على الأراضي الليبية!

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

بعد الغارات الإسرائيلية على غزة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، يوم الأحد، أنه لن يتهاون مع العنف الصادر من القطاع الفلسطيني، وأشار إلى أن الحكومة تعمل على إيجاد حل يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ولكن بدون حقائب الدولارات. يذكر أن مسألة المساعدات لإعادة إعمار القطاع المكتظ بالسكان كان مسار مفاوضات دولية، مع رفض تل أبيب لدفع أي أموال في هذا السياق، منعا لوصولها إلى حركتي حماس والجهاد.

تزامناً، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، على أن إسرائيل مصممة على منع إيران من أن تصبح دولة نووية، وأنها تخوض صراعاً مع إيران التي تعلم أن تل ابيب تعمل داخل أراضيها. وقد جاءت هذه التصريحات في وقت أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، جلسة مداولات حول الملف النووي الإيراني واحتمال عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق عام 2015 بمشاركة وزيري الدفاع والخارجية ورؤساء الأجهزة الأمنية.

في سياق منفصل، صدق رئيس الوزراء الإسرائيلي على بيع كميات من المياه للأردن، بحيث لا تتجاوز الكمية السنوية 50 مليون متر مكعب، وذلك حتى نهاية العام 2022، وقد تمت الموافقة على بيع هذه الكمية لمدة خمس سنوات، وأوعز لمجلس الأمن القومي بدراسة الطلبات الأردنية بهذا الخصوص، وفقا للظروف في كل سنة. بذلك، يسعى بينيت إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الأردن، والتي كانت متوترة مع رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، الذي رفض الاستجابة لطلبات أردنية مشابهة.

على صعيد آخر، أعلنت إسرائيل يوم الخميس أنها ستبدأ في مصادرة حسابات العملات المشفرة التي تستخدمها حركة حماس الفلسطينية لجمع الأموال لجناحها العسكري، وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن وزير الدفاع أمر قوات الأمن بمصادرة الحسابات بعد عملية مشتركة كشفت شبكة من المحافظ الإلكترونية تستخدمها حماس لجمع الأموال باستخدام بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، وذكرت أن حماس تطلق حملة على الإنترنت لجمع التبرعات لجناحها العسكري، وهي جهود تسارعت بعد حرب غزة الأخيرة التي استمرت 11 يومًا في مايو، حيث يزيد تفضيل العملات المشفرة مثل بيتكوين، لأنه يُنظر إليها على أنها صعبة التتبع.

على الصعيد الامني، أفادت قناة إسرائيلية يوم السبت، إن هناك تقديرات داخل المنظومة العسكرية في إسرائيل بأن حزب الله هو المسؤول عن محاولة تهريب أسلحة من لبنان إلى داخل الدولة الإسرائيلية، ربما بهدف تنفيذ عمليات عدائية في إسرائيل، وفي وقت سابق من السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحبط الجمعة عملية تهريب 43 قطعة سلاح عبر قرية الغجر الحدودية مع لبنان إلى داخل إسرائيل، وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن هناك حالة من التأهب داخل المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في أعقاب إحباط عملية التهريب؛ وأضافت القناة، إلى ان مصادر مختلفة تشير الآن إلى أنه في إسرائيل لا يذكر عمليات تهريب بهذا الحجم من حيث كمية ونوعية الأسلحة المضبوطة، كما يقدرون أيضا أن نفس الأسلحة ربما كانت مخصصة تحديدا لتنفيذ أعمال إرهابية في الأراضي الإسرائيلية، وليس بالضرورة (تهريبها) إلى منظمات الجريمة. وتابعت القناة، أن المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) ترصد تصميم حزب الله على تنفيذ هجوم، ومن المحتمل أنه في الفترة الحالية سيفضل القيام بذلك داخل الأراضي الإسرائيلية، وليس في منطقة السياج الحدودي الشمالي بهدف تجنب اندلاع مواجهة على الحدود يمكن أن تشعل حربا شاملة. إلى ذلك، تزعم مصادر أمنية إسرائيلية أن هناك اثنين من كبار مسؤولي حزب الله يرتبطان بهذا الموضوع وهما الحاج خليل حرب كبير مستشاري أمين عام حزب الله حسن نصر الله، والضالع شخصيا في التخطيط لأعمال عدائية ضد إسرائيل، والثاني هو قيس عبيد وهو عربي إسرائيلي، من سكان مدينة الطيبة في الأساس وقد غادر إسرائيل منذ سنوات ويقيم الآن في بيروت، وبحسب الاتهامات الإسرائيلية، فإن عبيد هو منسق حزب الله مع عرب إسرائيل، إضافة إلى أنه يحاول أيضا مساعدة التنظيم في إنشاء خلايا في الداخل الإسرائيلي.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

جدّدت منظمة الصّحة العالمية تحذيراتها للدول من خطر رفع قيود كورونا قبل الأوان. وفي هذا السياق، دعا رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايكل ريان، يوم الأربعاء، الدول إلى توخي الحذر الشديد عند إعادة فتح اقتصاداتها من تدابير مكافحة الوباء العالمي، وأوضح ريان، أن السبب في هذه النصيحة هو حتى لا تفقد المكاسب التي حققتها في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وحث الدول سواء التي تفكر أو سوف تبدأ في تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، إلى إعادة النظر في الأمر. وقد دعا بدلا من ذلك إلى التبرع بالجرعات إلى برنامج مشاركة اللقاح "كوفاكس" للمساعدة في تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في الدول منخفضة الدخل. يأتي هذا بالتزامن مع بدء بعض الدول على غرار بريطانيا، رفع كافة التدابير الاحترازية لمواجهة وباء كورونا والعودة بالحياة إلى ما قبل الجائحة، كما بدأت بعض الدول، برنامج تطعيم المراهقين باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.

إلى ذلك، أعلنت شركة فايزر أن هناك تراجعًا في المناعة التي يمنحها لقاحها الخاص بفيروس كورونا، قائلة إنها تكثف جهودها لتطوير جرعة معززة تحمي الناس من سلالات الوباء الجديدة، وقالت الشركة، يوم الخميس، إنها ستنشر قريبًا بيانات حول جرعة ثالثة من اللقاح وترسلها إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ووكالة الأدوية الأوروبية والهيئات التنظيمية الأخرى. وبعد ساعات من إصدار فايزر لبيانها، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز الأمراض والسيطرة بيانًا مشتركًا يقول إن الأمريكيين لا يحتاجون إلى جرعات معززة حتى الآن، مضيفة إن الأمر لا يعود للشركات وحدها لتقرر متى قد تكون هناك حاجة إليها.

وقد أضافت الشركة أن شركتي فايزر وبيونتيك تعتقد أن جرعة ثالثة من لقاحها (BNT162b2) لديها القدرة على الحفاظ على أعلى مستويات الفعالية الوقائية ضد جميع المتغيرات المعروفة حاليًا، بما في ذلك متغير دلتا، وأن الشركتين يقظة وتعمل على تطوير نسخة محدثة من لقاح كوفيد- 19 الذي يستهدف بروتين سبايك الكامل من نوع دلتا، مضيفة أنه تم بالفعل تصنيع الدفعة الأولى التجريبية من mRNA في منشأة بيونتيك في مدينة ماينز، بألمانيا، وتتوقع الشركتين أن تبدأ الدراسات السريرية في أغسطس/ آب، رهنًا بالموافقات التنظيمية.

وفي أعداد الاصابات حول العالم، تجاوز عدد المصابين بفايروس كوفيد-19 حتى اليوم الـ 187.311 مليون اصابة منها اكثر من 11.988 تحت العناية الفائقة، فيما تجاوز عدد المتوفين جراء الاصابة الـ 4.043 مليون شخص. ولا تزال الولايات المتحدة تتصدر لائحة الاصابات فيما ارتفعت الهند إلى المرتبة الثانية عالمياً.

وفي لبنان وبعد أن انخفض عدد الاصابات بشكل ملحوظ كما عدد الوفياة خلال الاسابيع الماضية، عاد العداد إلى الارتفاع هذا الاسبوع مع دخول متحوّر "دلتا" إلى لبنان، وقد أعلنت وزارة الصحة يوم الاحد عن تسجيل 314 اصابة جديدة بكورونا وحالتي وفاة. وبذلك اصبح العدد التراكمي للاصابات 547.811 إصابة و7.875 حالة وفاة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

طالب قراصنة إنترنت يعتقد أنهم وراء عملية ابتزاز واسعة النطاق استهدفت مئات الشركات في مختلف أنحاء العالم، بفدية قدرها 70 مليون دولار لإعادة بيانات يحتجزونها رهينة، ونشر هذا الطلب على موقع بالشبكة المظلمة على مدونة تستخدمها في العادة عصابة "ريفيل" المتخصصة في جرائم الإنترنت، وهي عصابة لها صلات بروسيا، ومن أكثر عصابات الإنترنت استخداماً للابتزاز في العالم. وتستخدم العصابة هيكلاً منتسباً لها بما يجعل من الصعب التعرف إلى من يتحدث باسم القراصنة، غير أن آلان ليسكا من شركة "ريكوردد فيوتشر" للأمن السيبراني، قال إن الرسالة آتية في حكم المؤكد من قيادة عصابة "ريفيل" نفسها. هذا ولم ترد الجماعة على محاولة قامت بها وكالة "رويترز" للتواصل معها للتعليق على ذلك.  وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن السبت، أنه وجه وكالات المخابرات الأميركية للبحث عن الجهة المسؤولة عن الهجوم الإلكتروني الذي أصاب مئات الشركات الأميركية. كما كانت شركة "هنتريس لابس" للأمن الإلكتروني ذكرت يوم الجمعة 2 يوليو/ تموز، أنها تعتقد أن عصابة "ريفيل" لطلب الفدى المرتبطة بروسيا هي المسؤولة عن الهجوم الأخير. لكن بايدن قال خلال زيارة لولاية ميشيغان إن الاعتقاد المبدئي للحكومة الأميركية يتمثل في عدم مشاركة متسللين روس في الهجوم الإلكتروني، مضيفاً لكننا لسنا متأكدين بعد. وأكد بايدن أن الولايات المتحدة سترد إذا خلصت إلى أن روسيا هي المسؤولة عن الهجوم.

وفي هذا السياق، وفيما يبدو بعد التأكّد من مصدر عملية الابتزاز، دعا الرئيس الأميركي نظيره الروسي في اتصال هاتفي الجمعة إلى التحرك ضدّ عمليات قرصنة بواسطة برمجيات الفدية مصدرها روسيا، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها. إلى ذلك، قال البيت الأبيض في بيان إنّ الرئيس بايدن شدد على أهمية اتّخاذ روسيا تدابير بحق مجموعات موجودة في روسيا وتشن هجمات ببرمجيات الفدية، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن سكانها وبنيتها التحتية الأساسية في مواجهة هذا التحدي المستمر.

على صعيد منفصل، وفي خضم التوترات المستمرة بين أميركا من جهة وكل من الصين وروسيا وإيران، أعلنت وزارة التجارة الأميركية يوم الجمعة، ضم 34 شركة إلى قائمة العقوبات لارتباطها بانتهاكات تتعلق بإيران والصين وروسيا، وأوضحت أن من بين تلك الشركات، 14 مرتبطة بالصين ومتهمة بالتورط في أنشطة تتعارض مع السياسة الخارجية الأميركية ومصالح الأمن القومي، كما مكنت تلك الشركات التي تتخذ من الصين مقرا لها، بكين من تنفيذ حملة قمع واحتجاز جماعي ومراقبة مجموعات من الأقليات، كالأويغور والكازاخستانيين وأفراد آخرين. بالإضافة إلى ذلك، اتهمت ثماني شركات أخرى بتسهيل تصدير مواد أميركية إلى إيران، فيما اتهمت ست كيانات أيضا بالتورط في شراء مكونات وأدوات إلكترونية من صنع أميركي، للمساهمة في إطار برامج عسكرية روسية.

من جهة أخرى، جددت الإدارة الأميركية تأكيدها أنها لن تقبل باتفاق جزئي مع إيران في ما يتعلق بملف المعتقلين والسجناء مزدوجي الجنسية، وفي لقاء مع سجناء أميركيين سابقين في إيران، وعائلات بعض السجناء الحاليين، قال روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص لإيران، إن الولايات المتحدة تسعى للإفراج عن جميع المعتقلين الأميركيين، عبر محادثات مع السلطات الإيرانية، ولن تقبل بالإفراج عن بعضهم فقط، كما حصل سابقا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما. كما شدد على أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تصر على إطلاق سراح جميع الأميركيين المسجونين ظلما في إيران، ولن تقبل بصفقة جزئية خلال المفاوضات.

في العلاقة مع الصين، أعربت الولايات المتحدة عن قلق بالغ، عقب تقارير حول قيام الصين بتعزيز ترسانتها النووية، داعية بكين إلى الدخول في حوار لتجنب سباق تسلح جديد، وقال السفير الأميركي في مؤتمر نزع السلاح بجنيف روبرت وود للصحافيين الخميس أنه من مصلحة الجميع أن تتناقش القوى النووية مع بعضها البعض مباشرة بشأن الحد من المخاطر النووية وكيفية تجنب سوء التقدير، معتبراً أن التقرير مقلق للغاية، ولافتاً إلى أنه طالما أن الصين لا تجلس مع الولايات المتحدة على المستوى الثنائي، فإن خطر حدوث سباق تسلح مدمر سيستمر في الازدياد ولن يكون ذلك في مصلحة أحد.

 

  1. في الشأن العراقي

استهدف هجوم، ليل الثلاثاء-الأربعاء مطار أربيل في كردستان العراق، حسب ما أكده جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، حيث أفاد أيضاً إن الهجوم على المطار، الذي يقع على مقربة من القنصلية الأميركية في المدينة، تم بطائرة مسيرة مفخّخة دون أن يسفر عن خسائر بشرية أو أضرار مادية.

إلى ذلك، وقع، يوم الأربعاء، هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد في الأنبار، وردت القوات الأميركية في القاعدة بقصف صاروخي استهدف ناحية البغدادي التي صدر عنها الهجوم. وأفاد الجيش العراقي، الذي سارع بفرض طوق أمني على ناحية البغدادي، إن الهجوم على قاعدة عين الأسد تم بـ 7 صواريخ، فيما رفعت الميليشيات المهاجمة العدد إلى 30 صاروخاً، فيما أبلغ التحالف الدولي ضد داعش عن وقوع 3 إصابات من جراء قصف قاعدة عين الأسد بـ 14 صاروخا. وأفادت معلومات من مسؤول في البنتاغون بوقوع جريحين فقط بإصابات طفيفة في قاعدة عين الأسد: الأول أصيب بهزة دماغية، والثاني برضوض خفيفة، ولكن لم يؤكد المسؤول أنهما من الجنود الأميركيين، هذا وقد تبنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "لواء ثأر المهندس" الهجوم على قاعدة عين الأسد.

تجدر الاشارة إلى أنه في الوقت الذي لا تزال فيه الآمال الدولية معلقة على جولة سابعة من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بهدف إعادة الدولتين للامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015 ، يشهد الميدان تحركات مغايرة، فخلال الأيام الماضية تزايدت الهجمات التي طالت مواقع ومصالح أميركية في العراق وسوريا على السواء، فقد أعلن الجيش العراقي، يوم الخميس، أنّ ثلاثة صواريخ سقطت ليلا قرب السفارة الأميركية في بغداد، وذلك بعيد ساعات من تعرّض مصالح أميركية في غرب العراق وأخرى في سوريا المجاورة لقصف مماثل، فيما يبدو أن محاولة شن هجمات في شرق سوريا، بالتزامن مع أخرى في العراق، خطة جديدة بدأت تنتهجها الفصائل المسلحة الموالية لايران.

 

  1. في الشأن اليمني

أكد رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، الاثنين، أن التضامن وتوحيد المواقف بين القوى والمكونات السياسية المشاركة في حكومته المشكلة بموجب اتفاق الرياض، هي الإجابة الوحيدة لتجاوز كافة الأخطار والمشاكل وإعادة توحيد الصفوف ومواجهة الخطر الذي يتهدد البلاد والمنطقة والمتمثل في المشروع الإيراني عبر وكلائه من ميليشيا الحوثي. وقد اطلع مجلس الوزراء على تقرير وزير الدفاع، حول الأوضاع العسكرية، والانتصارات التي تحققت خلال الساعات الماضية في محافظة البيضاء بتحرير مناطق واسعة في عدة محاور من سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية وآخرها مركز مديرية الزاهر، واستمرار التقدم الميداني المتسارع نحو مدينة البيضاء عاصمة المحافظة. وفي هذا السياق، واصل الجيش اليمني تقدمه في محافظة البيضاء وسط البلاد، وأفادت مصادر محلية عن مقتل قائد العمليات العسكرية لميليشيات الحوثي في جبهة البيضاء، وفيما لم تعرف تفاصيل أكثر عن هذا القيادي، أعلن الجيش أنه صد بالتعاون مع المقاومة الشعبية عدة هجمات حوثية، في حين أكد المركز الإعلامي للمقاومة، سقوط قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي، وأسر اثنين من قادتهم هم حمزة علي يحيى الشرفي وهشام محمد حسن الأشول. يشار إلى أن الجيش اليمني، كان أعلن قبل يومين تحرير عدة مناطق في المحافظة، منها منطقة العادية آل مظفر بالكامل ووادي ممدود بمديرية البيضاء، كما أكد أن قواته مسنودة بالمقاومة الشعبية، وبعد استكمالها تحرير مديرية الزاهر، حررت منطقة العادية آل مظفر بالكامل، مضيفا أنه سيواصل الزحف صوب عاصمة المحافظة، وسط فرار جماعي لعناصر الميليشيات.

على صعيد التحرك الدبلوماسي، كشف وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أن رفض مليشيا الحوثي المستمر لخطة السلام في اليمن، سببه ارتهان المليشيا للنظام الإيراني والتبعية المطلقة له، وأضاف خلال لقائه يوم الخميس، مع المبعوث السويدي إلى اليمن بيتر سيمنبي، أن الموقف السلبي تجاه الجهود الدولية لتسوية الصراع وتحقيق المصالحة الوطنية، يعود لتنفيذ الحوثي سياسة إيران التخريبية، وسعيها لزعزعة الأمن والسلم في المنطقة. كما أشار إلى المتغيرات المتسارعة على الأرض وما شهدته محافظة البيضاء من انتصارات كبيرة لصالح الجيش الوطني والمقاومة، واسترداد عدد من المديريات والمناطق والتقدم باتجاه مركز المحافظة، وأوضح أن احتفال المواطنين الساكنين في تلك المناطق ومشاركتهم في طرد مليشيا الحوثي من مناطقهم وعودة النازحين الى ديارهم يكذب افتراءات مليشيا الحوثي وادعاءاتها.

وفي هذا السياق، جددت السفارة الأميركية في اليمن، يوم الخميس، دعوة أطراف اتفاق الرياض للعودة إلى الحوار الذي يركز على تنفيذ الاتفاق. إلى هذا، قالت القائمة بأعمال السفير الأميركي لدى اليمن، في تغريدة على حسابها في تويتر، إن الخطاب التصعيدي والإجراءات في محافظات اليمن الجنوبية يجب أن يتوقف، وحثت جميع الأطراف على العودة إلى الحوار الذي يركز على تنفيذ اتفاق الرياض ووضع مصلحة الشعب اليمني في المقام الأول، كما أكدت أن أولئك الذين يقوضون أمن اليمن واستقراره ووحدته يخاطرون بالتعرض للرد الدولي ومضاعفة المعاناة في اليمن وإطالة أمدها.

 

  1. في الشأن المصري

أحالت محكمة جنايات سفاجا بمحافظة البحر الأحمر قضية أفراد عصابة مؤلفة من شخص إيراني الجنسية، ومعاونيه من الجنسية الباكستانية والمصرية إلى المفتي، يوم الاثنين، للتصديق على الحكم بإعدامهم، فيما حددت جلسة الخامس من سبتمبر المقبل للنطق بالحكم في قضية جلب 2 طن هيروين للبلاد،، عبر مركب إيراني أبحر إلى شواطئ البحر الأحمر. وكانت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت في أبريل من العام 2018، من إحباط دخول أكبر كمية من مخدر الهيروين إلى مصر عبر مياه البحر الأحمر بمدينة سفاجا، نجحت في رصد وتحديد عناصر العصابة وهم مصريان، و7 آخرون يحملون جنسيتي باكستان وإيران.

في خضم أزمة سد النهضة وترقب جلسة مجلس الأمن حولها، قال وزير الدفاع المصري محمد زكي، يوم الخميس إن الجيش المصري قادر على الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي، موضحا أنها مهمة مقدسة تتطلب الاستعداد القتالي.

إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أنه سيحث مجلس الأمن الدولي بجلسته يوم الخميس حول سد النهضة، على مطالبة دول المصب الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) بالتفاوض على اتفاق ملزم في غضون ستة أشهر، حول هذا الملف الخلافي، كما شدد على أن مصر والسودان طلبا تدخل مجلس الأمن للتهديد الوجودي الذي يشكله عمل هذا السد والمضي في مرحلة الملء الثاني، دون اتفاق ملزم بين الأطراف المعنية.

وتزامناً مع جلسة مجلس الأمن المرتقبة، لمناقشة ملف أزمة سد النهضة، أعلنت مصر أنها تراقب منسوب نهر النيل تحسباً لأي تطورات، وأعلن وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبدالعاطي، أن لجنة إيراد النهر في حالة انعقاد دائم لمتابعة معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، وتحديد كميات المياه الواصلة لبحيرة السد العالي. كما شدد الوزير المصري على ضرورة استمرار رفع حالة الاستنفار في كافة إدارات الوزارة بالمحافظات لمتابعة مناسيب المياه، والتأكد من جاهزية قطاعات الجسور لمجابهة أي طارئ، بالإضافة إلى جاهزية كافة المحطات وخطوط التغذية الكهربائية المغذية لها ووحدات الطوارئ. إلى ذلك، أكد وزير الري المصري، السبت، أن أي نقص في الموارد المائية الواردة إلى مصر نتيجة السد الإثيوبي، له أضرار جسيمة على بلاده، مبيناً أن نقص مليار متر مكعب واحد من مياه النيل سوف يتسبب في فقدان 200 ألف أسرة لمصدر رزقهم الرئيسي من الزراعة.

 

أزمة سد النهضة

أعلنت السفيرة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد، خلال كلمتها في جلسة مجلس الأمن الدولي حول أزمة سد النهضة مساء الخميس، أن بلادها لا تزال تعتقد بإمكانية حل أزمة السد بين مصر والسودان وإثيوبيا. فيما دعا المندوب الصيني إلى حل الخلاف بالحوار، مشددا على أن بكين تولي أزمة سد النهضة أولوية قصوى، كما اعتبر مندوب فرنسا في مجلس الأمن، أن كل الأطراف لديها أهداف مشروعة بشأن سد النهضة، داعيا كنظيره الصيني لحل الخلاف بالحوار. من جهته، قال مندوب تونس لدى الأمم المتحدة طارق الأدب، إن الوصول إلى حل بين أطراف النزاع بشأن سد النهضة الإثيوبي ليس أمرا مستحيلا، ونقل عنه التلفزيون المصري قوله، إن على إثيوبيا أن تتوقف عن اتخاذ أي إجراءات أحادية بشأن سد النهضة. ويشار إلى أن تونس اقترحت على مجلس الأمن الضغط من أجل إبرام اتفاق ملزم بين إثيوبيا ومصر والسودان بشأن آلية تشغيل سد النهضة لإنتاج الطاقة الكهرومائية في غضون ستة أشهر. وفي الوقت الذي ترى مصر والسودان أن الاتحاد الإفريقي لم يتقدم خطوة في التفاوض، ثمن المندوب الروسي دور الاتحاد في حل الأزمة. إلى هذا، شدد مبعوث الأمم المتحدة للقرن الإفريقي بارفيه أنيانغا، في إحاطته أمام المجلس على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشيرا إلى أن هناك روايات متضاربة بشأن السد. يضاف إلى ذلك، اعلان الخارجية المصرية أن مصر والسودان ترفضان بشكل قاطع إعلان إثيوبيا بدء التعبئة الثانية لسد النهضة. وقد شدد مجلس الأمن الدولي، في الجلسة الخاصة للنظر في أزمة "سد النهضة" الإثيوبي، على أهمية إطلاق حوار بناء بين أطراف النزاع الثلاثة برعاية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

أغلق الجيش الأميركي 3 قواعد عسكرية في قطر، ونقل المعدات والجنود منها إلى الأردن، في خطوة تهدف للتقليل من خطر الهجمات الصاروخية في المنطقة من قبل إيران وميليشياتها. وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قد أصدرت بياناً الأسبوع الماضي، أكدت فيه أن الجيش الأميركي أغلق معسكر السيلية الرئيسي في قطر الشهر الماضي، إلى جانب معسكر السيلية الجنوبي، ونقطة إمداد بالذخيرة تسمى "فالكون"، وأضاف بيان أن المعسكر كان بمثابة نقطة انطلاق أمامية للإمدادات الأميركية في الشرق الأوسط، حيث يحتوي على 27 مستودعاً لتخزين الدبابات وناقلات الجند المدرعة ومجموعة متنوعة من المعدات. إلى ذلك، قال بيان للقيادة المركزية الأميركية "سينتكوم" إن الإمدادات من القواعد الثلاث، بالإضافة إلى مهمة دعم متمركزة هناك، أصبحت الآن جزءاً من مجموعة دعم المنطقة في الأردن.  

 

  1. في الشأن الأوروبي

فرضت هيئة مكافحة الاحتكار التابعة للاتحاد الأوروبي الخميس غرامة قدرها 875 مليون يورو (مليار دولار) على مجموعتي صناعة السيارات الألمانيتين "فولكسفاغن" و"بي إم دبليو" لتواطؤهما في مجال تطوير تكنولوجيا لمكافحة التلوّث للسيارات التي تستخدم الديزل. وتشكل الخطوة التي أطلقت بعد عمليات دهم في 2017 ضربة جديدة لقطاع صناعة السيارات الألماني الذي هزّته فضيحة "ديزل غيت" في 2015 بشأن الغش في ما يتعلّق بالانبعاثات، وخلص التحقيق إلى أن شركات السيارات العملاقة لم تشكل كارتلا رسميا إلا أنها أبرمت اتفاقيات غير قانونية للحد من استخدام "آد بلو" أو اليوريا في غازات عادم محركات الديزل، ما يخفض فعاليتها في ما يتعلق بالانبعاثات الصديقة للبيئة.    

في سياق منفصل، عرض الاتحاد الأوروبي الخميس للتصويت قرارين يتعلقان بانتهاكات حقوق الإنسان في كل من تركيا وإيران، وذلك بعد أن تقدم عشرات النواب في البرلمان الأوروبي بمشروع قرار يطالب الاتحاد بمحاسبة طهران على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، كما طالب النواب السلطات الإيرانية بالإفراج عن ثمانية أوروبيين مزدوجي الجنسية، ومن بينهم الأكاديمي السويدي أحمد رضا جلالي، مشددين على أن طهران تعتقل مزدوجي الجنسية للضغط على حكومات الاتحاد، ودعوا الاتحاد إلى اتخاذ عقوبات إضافية ضد السلطات الإيرانية. إلى ذلك، طالبوا بفرض عقوبات على طهران تطبيقا لنصوص قانون عقوبات حقوق الإنسان الأوروبي الشامل، وكذلك على خلفية المخططات الإرهابية التي دبرتها السلطات الإيرانية في الاتحاد الأوروبي. يذكر أن الاتحاد أدرج عبر السنوات الأخيرة أكثر من 80 مسؤولا إيرانيا ضمن قوائم العقوبات وعددا من الكيانات، وكانت محكمة الجنايات البلجيكية حكمت قبل أشهر، على الدبلوماسي الايراني أسد الله أسدي بالسجن عشرين عاما، بعد أن ثبتت مسؤوليته المباشرة في مخطط أحبطته قوات الأمن البلجيكية قبل سنوات، وكان يهدف إلى تفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في نهاية شهر يونيو 2018، كما قضت المحكمة بسجن 3 عملاء إيرانيين مقيمين في بلجيكا، وأمرت أيضا بتجريدهم من الجنسية البلجيكية.

على صعيد منفصل، أشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه يتقاسم مع دول الخليج والشرق الأوسط نفس الشواغل حول إيران وأنشطتها. وقال باتريك سيمونيه، سفير الاتحاد لدى السعودية وسلطنة عمان والبحرين، إن أوروبا لديها نفس الشواغل الخليجية بشأن الأنشطة الإيرانية في المنطقة، مبيناً أن الوضع اليوم يختلف عن 2015 وهناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى معالجة، وشدد على أن منطقة الخليج تحظى بأهمية كبرى لدى الاتحاد الأوروبي، موضحا أن الأخير يحاول التوصل إلى الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة. كما أكد أن علاقات الاتحاد مع السعودية ومجلس التعاون الخليجي علاقات بعيدة الأمد ولديها جذور راسخة في التاريخ، مبيناً أنها بدأت رسمياً في الثمانينيات من القرن الماضي.

وفي السياق، أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الثلاثاء إنها تشعر بقلق بالغ تجاه قرار إيران بإبلاغ وكالة الطاقة الذرية بأنها ستتخذ خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20 بالمئة، وفي بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية البريطانية، قالت الدول الثلاث أنه ليس لإيران حاجة مدنية يعتد بها لانتاج معدن اليورانيوم وهي خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي، كما حثّت إيران بقوة على أن توقف دون إبطاء جميع الأنشطة التي تنتهك الاتفاق النووي وأن تعود إلى طاولة المفاوضات في فيينا برؤية تفضي بها إلى نهاية سريعة.

على الصعيد الصحي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، يوم السبت، إن دول الاتحاد الأوروبي نجحت بتحقيق هدف تطعيم 70 بالمئة من البالغين ضد فيروس كورونا، وحددت أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد قد تجاوزعتبة 300 مليون لقاح ضد كوفيد -19.

 

أزمة شرق المتوسط

أفاد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، يوم الجمعة، أنه لم ير دليلا ملموساً على حدوث تغيير في سلوك تركيا ولا في معتقداتها، وأكد خلال مؤتمر اقتصادي أن سياسة بلاده الخارجية تقوم على مبادئ القانون الدولي وقانون البحار، في ظل اتباع معظم بلدان شرق المتوسط هذه المبادئ وفهمها للحاجة إلى اتباعها، وأضاف إنه للأسف، هناك بلد واحد يمثل أقلية، وهو تركيا، لا يشترك في هذه المبادئ لأسباب ما تخصه وحدها، ومحدداً أن أشياء كثيرة ستعتمد على ما سيحدث في 20 يوليو وكيف سيختار أردوغان الاحتفال بالذكرى السنوية لغزو تركيا لشمال قبرص عام 1974.

إلى ذلك، قالت وزارة الطاقة التركية في بيان نُشر في الجريدة الرسمية، يوم الجمعة، إن شركة تباو التركية للطاقة المملوكة للدولة، قدمت طلباً للحصول على ترخيص للتنقيب عن النفط الخام في شرق البحر المتوسط، وبحسب قاعدة بيانات الخرائط التركية، فإن المناطق الثلاث التي تخطط "تباو" للقيام فيها بعمليات تنقيب تقع في المياه الإقليمية التركية قبالة ساحل سلفكيه في محافظة مرسين. وكان الرئيس التركي رجب طيب أرودغان قد صرح الأسبوع الماضي، إن تركيا ستقوم بالتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط في تعليقات ربما تجدد توترا مع الاتحاد الأوروبي واليونان في ظل مساع لإصلاح العلاقات المتوترة بينهم.

  1. في الشأن التركي.

وجّه زعيم المافيا التركي الهارب خارج البلاد سادات بيكر، مجدداً اتهامات لوزير الداخلية سليمان صويلو، وهذه المرة بمزاعم تتعلق بتوزيع سلاح غير مرخص على المدنيين، واتهم بيكر الوزير بتوزيع أسلحة غير مرخصة على المدنيين ليلة محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016 والفترة التي تلتها من خلال فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم. وكان بيكر كشف قبل أيام، عبر مجموعة تغريدات ما قال إنها فضائح فساد، تتعلق بوزير الداخلية، كما أوضح بالتفاصيل كيف جمع ثروته ومن هم شركاؤه السريون في عمليات الفساد. يشار إلى أن بيكر، زعيم المافيا الذي فر من تركيا أوائل عام 2020 لتجنب الملاحقة القضائية، أطلق مقاطع فيديو وتغريدات تتضمن مزاعم خطيرة، بما في ذلك جرائم قتل، ضد سياسيين حاليين وسابقين في محاولة للانتقام من العمليات التي تم إطلاقها ضد أنشطته في تركيا من قبل وزير الداخلية سليمان صويلو.

على صعيد منفصل، أفرجت السلطات التركية، الثلاثاء، عن البرلماني السابق المؤيد للأكراد من السجن بعد أن قضت أعلى محكمة في تركيا بأن حقوقه انتُهكت. وكان عمر فاروق غرغرلي أوغلو عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي قد جُرّد من عضويته في مارس الماضي ودخل السجن في أبريل، بعد أن أصبح حكم بالسجن عامين ونصف العام صدر بحقه بتهمة نشر دعاية إرهابية حكماً نهائياً. وقد قضت المحكمة الدستورية الأسبوع الماضي بأن حقوق غرغرلي أوغلو انتهكت باحتجازه بتهم تتصل بالإرهاب لتفتح الطريق أمام الإفراج عنه واستعادة وضعه البرلماني، ومن المتوقع أن يعود غرغرلي أوغلو إلى البرلمان لاستئناف أنشطته السياسية.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

قال القائد العام لشرطة دبي، في تصريحات صحفية، مساء الأربعاء،  إنه لم تكن هناك مواد مشعة على متن السفينة التي اندلع بها حريق على أحد أرصفة ميناء جبل علي، وأضاف أن التقرير الأولي أشار إلى أن السفينة كان بها 130 حاوية، منها ثلاثة تحوي مواد قابلة للاشتعال، ومن الرجح أن الانفجار حدث في واحدة من هذه الحاويات الثلاث بسبب الاحتكاك أو ارتفاع درجة الحرارة. إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي أن السفينة كانت تستعد للرسو على أحد أرصفة ميناء جبل علي بعيدا عن الخط الملاحي الرئيسي للميناء، مشيرا إلى أن الحريق لم يؤد إلى حدوث إصابات أو وفيات، وإن الأجهزة المعنية سيطرت على المرحلة الأخيرة من الحريق والعمل عاد بشكل طبيعي إلى المرفأ.

 

  1. في الشأن السعودي

في خلاف علني نادر بين السعودية وحليفتها التقليدية الإمارات، ألغى أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها (أوبك بلس)، الاثنين، اجتماعهم الوزاري لاستكمال المفاوضات بشأن خطة الإنتاج، بعد تأجيل اجتماعين سابقين، لأسباب اعتبرتها بعض التقارير الصحافية أنها اقتصادية بخلفيات سياسية. وتنص الخطة المطروحة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من أغسطس وحتى ديسمبر، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم، وتدفع السعودية وروسيا باتجاه اعتماد هذا الاتفاق حتى ديسمبر عام 2022، لكن الإمارات تقول إن الوقت مبكر للموافقة على التمديد حتى نهاية العام المقبل، وترغب في أن تتم إعادة مناقشة مستويات الإنتاج بحلول نهاية الاتفاق الحالي في أبريل 2022. وتقع في قلب الخلاف بين الرياض وأبوظبي مسألة حجم الإنتاج والذي من خلاله تُحسب حصة كل دولة، وتصر الإمارات على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 0,6 مليون برميل يوميا إلى 3.8 ملايين برميل، باعتبار أن النسبة الحالية المحددة (3.17 ملايين) في أكتوبر 2018 لا تعكس طاقتها الإنتاجية الكاملة.

في سياق منفصل، قال الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، السفير السعودي لدى النمسا ومحافظ السعودية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الأربعاء إن توجه إيران السلبي يؤثر على أي مفاوضات نووية، وشدد على أن سعي إيران لتخصيب يورانيوم بنسبة 20% مثير للقلق، وأضاف أن إيران تكتسب خبرة نووية لا يمكن عكسها، معتبراً أنتوجهات إيران تؤكد سعيها للحصول على سلاح نووي، كما رأى أن التصعيد الإيراني يعرقل أي تفاوض ويثير شكوك العالم، حيث إنه لا يتوافق مع تصريحات طهران بسلمية برنامجها النووي. يأتي هذا بينما زعم سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء بأن قرار إيران إنتاج اليورانيوم المخصب نسبة نقاء تبلغ 20% هو لأغراض سلمية بحتة.

 

  1. في الشأن الروسي

أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي الاثنثن عن إحباط سلسلة من الهجمات الإرهابية، في مدينتي موسكو وأستراخان وجمهورية قباردينو بلقاريا، أعدها عناصر من تنظيم "داعش"  مضيفة أنه تمت تصفية ستة مسلحين، واعتقال اثنين آخرين. كما تم اعتقال شخص من التنظيم الإرهابي، يوم الخميس الماضي، في العاصمة موسكو، خطط لتفجير قنبلة في مكان مزدحم. وكان الأمن الفيدرالي قد أعلن بداية الشهر عن إحباط أعمال إرهابية كان يخطط أعضاء تنظيم "داعش" للقيام بها في العاصمة الروسية موسكو ومقاطعة أستراخان جنوبي روسيا.

في سياق منفصل، أوقف قنصل إستونيا في مدينة سان بطرسبرغ الروسية لحصوله على وثائق سرية، وفق ما أعلنت الاستخبارات الروسية (اف اس بي) الثلاثاء في سياق من قضايا التجسس المتكررة بين موسكو والدول الغربية، وأفادت أجهزة الاستخبارات الروسية كما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية، إنها اوقفت في إطار جنحة خطيرة الدبلوماسي الاستوني والقنصل العام في سان بطرسبرغ مارت لاتي فيما كان يتلقى وثائق سرية من مواطن روسي، وسيتم اتخاذ اجراءات بحق الدبلوماسي الأجنبي بحسب معايير القانون الدولي. وقد تزايدت قضايا التجسس في الأعوام الأخيرة بين موسكو والغربيين، في موازاة استمرار التوترات منذ الأزمة الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني وغير معترف به دوليا في العام 2014.

 

  1. في الشأن الأوكراني

تعرضت القوات المسلحة لخسائر بشرية جديدة في إقليم الدونباس الانفصالي يوم الجمعة، بحسب ما ذكر المركز الاعلامي التابع لقايدة القوات المشتركة، وقد أفاد عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة في مناطق المواجهة. يشار إلى أن منظمة الأمن والتعاون الاوروبي قد سجّلت أكثر من 42 ألف خرق للهدنة الشاملة في الاقليم منذ بدء سريانها أواخر يوليو/تموز 2020.

على صعيد منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، الاربعاء، إن أوكرانيا والولايات المتحدة وبولندا وليتوانيا ستجري مناورات برية عسكرية كبيرة في غرب أوكرانيا في أواخر يوليو، وسيشارك أكثر من 1200 جندي وأكثر من 200 مركبة قتالية في التدريبات التي تسمى “السيوف الثلاثة 2021”.

وفي السياق، أعلنت قيادة المناورات العسكرية الاميركية الاوكرانية Sea Breeze 2021 بقاء معظم السفن في منطقة العمليات في البحر الاسود وقتا اضافيا، وأفاد الكابتن ستيوارت بومان المسؤول عن ادارة المناورات أن معظم السفن في سي بريز ستشارك أيضا في تدريبت تقودها بلغاريا، لكن هذا البقاء لن ينتهك الحد الزمني المنصوص عليه في اتفاقية مونترو. وكانت اوكرانيا والولايات المتحدة بدأتا مناورات Sea Breeze 2021 الدولية في 28 حزيران/يونيو، وعلق الجانبان على نتائج المناورات بأنها كانت ممتازة.

وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أن متسللين على صلة بالسلطات الروسية هاجموا مساء الجمعة، الموقع الإلكتروني للقوات البحرية الأوكرانية ونشروا تقارير مزيفة عن المناورات العسكرية الدولية Sea Breeze 2021، وقالت الوزارة في بيان في وقت متأخر أنه تم القضاء على تلك التهديدات، سيعود الموقع الإلكتروني للبحرية للعمل بعد فترة وجيزة، وأن الأقسام المعنية تعمل لتحديث الموارد على الإنترنت بمستويات الحماية الملائمة.

على صعيد آخر، أعربت وزارة الشؤون الخارجية، يوم الثلثاء، عن امتنانها لاعتماد الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لقرار عاجل قدمته أوكرانيا، يدين الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم، ومناطق معينة من إقليمي دونيتسك ولوهانسك. وقد دعت الجمعية العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا روسيا الاتحادية إلى إنهاء الاحتلال غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، وسحب قواتها وأسلحتها وعتادها العسكري من شبه الجزيرة المحتلة، وإنهاء حملات التجنيد المستمرة. إضافة إلى ذلك، دعت الجمعية روسيا إلى رفع جميع القيود المفروضة على حرية الملاحة في البحر الأسود وبحر آزوف وعبر مضيق كيرتش. وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا إن الوثيقة تساهم في تنفيذ القرارات السابقة للجمعية وتثبت أن عدوان روسيا على أوكرانيا ينتهك بشكل صارخ المبادئ الأساسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

إلى ذلك، أعلنت النائبة الاولى لوزير الخارجية، أمينة جباروفا، الجمعة، أن وزارة الخارجية بالتعاون مع الاستخبارات الاوكرانية أحبطت محاولة أخرى من محاولات التضليل الروسي لإضافة الشرعية على ضم شبه جزيرة القرم، حيث تمت إزالة المعلومات المتعلّقة بمؤتمر "بحار روسيا" لذي نظمته روسيا في سيفاستوبول عن مواقع الويب الخاصة بلجنة الاونيسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، ولا سيما تقرير روسيا على الموقع للدورة الحادية والثلاثين لجمعية الهيئة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات بما في ذلك مؤتمر "بحار روسيا" الذي تم حظره من قبل أمانة اليونيسكو. وقالت جباروفا إن أمانة الهيئة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات، بصفتها منسقة الأنشطة، أكدت في ردها أن مخاوف الجانب الأوكراني ستؤخذ في الاعتبار، وسيتم إدخال جميع التعديلات اللازمة على الفور على المواقع المتعلقة بأنشطة اللجنة .

 

  1. في الشأن الايراني

أفاد مسؤول إيراني الثلثاء بمقتل 7 أشخاص على الأقل من جراء انفجار وقع بمحطة لأنابيب النفط والغاز في مدينة الشوش جنوب غربي البلاد، نقلا عن قناة "إيران انترناشيونال"، وقال قائمقام مدينة الشوش، عدنان غزي، في تصريحات نشرتها القناة، إن الانفجار أسفر أيضا عن إصابة 4 آخرين بجروح نقلوا إلى مستشفى المدينة. وفي حين لم تكشف "إيران انترناشيونال" عن أسباب وملابسات الحادث، الذي وقع في المنطقة بين قريتي بيت عجم ومزعل ضمدي في الشوش، وأعلن غزي لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، إن الانفجار نجم عن تسرب غاز في محطة لضخ النفط والغاز، وأكد في إعلانه عن وقوع الانفجار أن القتلى الثلاثة خبراء من شركة استغلال النفط والغاز في غرب البلاد.

وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إيرانية، مساء الجمعة، بوقوع انفجار ضخم قرب مقر الإذاعة والتلفزيون في العاصمة طهران، وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء، أن دوي انفجار سُمع في شمال طهران دون ذكر تفاصيل أخرى. بدوره، قال نائب محافظ طهران حميد رضا جودة راضي، إن السلطات تحقق في أبعاد انفجار العاصمة وأسبابه، مضيفا أن انفجارا واحدا فقط وقع داخل حديقة ملات، وردا على سؤال عما إذا كان ذلك هجوما قال أن التحقيق مستمر في أبعاد الحادث وأسبابه، وسنقدم المعلومات بعد أن نتأكد.

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلامية إيرانية، اليوم الجمعة، أن خدمات القطارات في إيران قد تأخرت بسبب هجمات إلكترونية على ما يبدو؛ فقد أفادت الإذاعة الحكومية IRIB أن القطارات تأخرت أو ألغيت حركة السير بسبب تعطل مكاتب التذاكر والموقع الإلكتروني للسكك الحديدية وخدمات الشحن، كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية إن إشعارا على اللوحات الإلكترونية في المحطات طلب من المسافرين الاتصال برقم يخص في الواقع مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، مع فوضى غير مسبوقة في محطات السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد.

على صعيد أزمة الكهرباء، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني ردًا على الانتقادات الواسعة لأداء حكومته بسبب أزمة انقطاع الكهرباء، إن العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأميركية والصين تواجه مشاكل في انقطاع الكهرباء، وحاول روحاني تبرير الأزمة بقوله خلال جلسة مجلس الوزراء الايراني الأربعاء إنه لم تكن لدى ايران مشكلة كهرباء في السنوات السابقة وهي مشكلة آنية مثل بعض الدول الأخرى منها الصين والولايات المتحدة التي واجهت مشاكل غير مسبوقة في قطاع الطاقة هذا العام. ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية على الانقطاع الواسع للكهرباء، أمر الرئيس الإيراني الأربعاء، بعقد اجتماع طارئ برئاسة نائبه إسحاق جهانغيري ووزير الطاقة لبحث مسألة انقطاع التيار الكهربائي، وكان جهانغيري قد أعلن مساء الثلاثاء إنه بناء على قرار الحكومة سيتم تحديد كمية تزويد الكهرباء للوحدات الصناعية التي أعلنت عنها وزارة الطاقة وسيسمح لها بالحصول على 10 بالمائة فقط، داعياً إلى حل مؤقت لأزمة الكهرباء بفرض قيود على الوحدات الصناعية. لكن نائب رئيس البرلمان الإيراني علي نيكزاد قد انتقد بشدة أداء الحكومة قائلاً، بدلاً من وقف الإنتاج وقطع الكهرباء عن الوحدات الصناعية، يجب قطع الكهرباء عن المكاتب الحكومية والطرق العامة، ومضيفاً أن سبب الأزمة هذه الأيام هو عدم الوفاء بوعود الحكومة لثماني سنوات سابقة وفشلها في خطة تطوير صناعة الكهرباء لإضافة قدرة 25 ألف ميغاوات!

على صعيد منفصل، ومع ارتفاع وتيرة العنف والمواجهات الدامية بين القوات الحكومية الأفغانية ومسلّحي حركة "طالبان"، في ظل تعثّر المفاوضات بينهما للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، والبحث في المستقبل السياسي للبلاد، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الاربعاء، عن تزامن وجود أربعة وفود أفغانية في إيران لمناقشة وتبادل وجهات النظر ومراجعة العلاقات الثنائية مع مسؤولي وزارة الخارجية. وكان المتحدث باسم مكتب طالبان في قطر، قد اعلن إن وفد طالبان يزور طهران تلبية لدعوة رسمية من السلطات الإيرانية برئاسة شير محمد عباس استانيكزاي. إلى ذلك، فقد "أثنى" وفدا الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" على جهود إيران وحسن نيتها "في تحقيق السلام في أفغانستان" في استضافة المفاوضات التي جرت بينهما يومي الأربعاء والخميس، واعتبرا اجتماع طهران فرصة وأرضية جديدة لتعزيز الحل السياسي للمشكلة الأفغانية. وفي بيان مشترك، أكد الطرفان على أن الحرب ليست هي الحل للمشكلة الأفغانية، وأنه يجب بذل كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي، وكشف البيان أيضا أن الجانبين اتفقا على مخاطر استمرار الحرب والأضرار التي ستلحقها بأمن البلاد، مشيراً إلى أن المحادثات جرت في جو ودي ونوقشت جميع القضايا بالتفصيل والصراحة. إلى ذلك، أضاف البيان أن الجانبين قررا بحث القضايا التي تحتاج إلى مزيد من التشاور والوضوح، مثل إنشاء آلية للانتقال من الحرب إلى السلام الدائم ونوع النظام السياسي الذي يحتاج إلى مزيد من التشاوروكيفية تحقيق ذلك خلال الاجتماع المقبل الذي سيعقد في أقرب وقت ممكن للوصول إلى نتيجة، وأدان الجانبان الهجمات على منازل المواطنين والمدارس والمساجد والمستشفيات، التي أوقعت إصابات في صفوف المدنيين، كما أدانا بشدة تدمير المرافق العامة وطالبا بمعاقبة الجناة. هذا في وقت أعلنت حركة طالبان أن مسلحيها يسيطرون على 150 مديرية في عموم أفغانستان.

تزامناً مع انعقاد مؤتمر حول أفغانستان في إيران، انتقد الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد دعم بلاده لحركة طالبان، مشيراً إلى أن ذلك يؤجج الصراع في أفغانستان. وقد وجّه نجاد النقد بشكل أوضح إلى سياسات إيران في دعم وتسليح طالبان، مؤكداً أن التدخل في أفغانستان يتم خلافاً لرغبة الشعب الإيراني، وفي إشارة إلى الاتهامات الموجهة لإيران بشأن إرسال السلاح للحركة، تساءل قائلاً أن الكل يدعي أنه متعاطف مع الشعب الأفغاني، إذا كنتم متعاطفين حقاً فلماذا ترسلون السلاح؟ ولماذا تدعمون الصراعات؟ انفقوا نفس الموارد على التنمية والعمران، وبناء المصانع، وإقامة الصناعات، وإحياء الزراعة، واتركوا الناس يقررون بأنفسهم.

في الملف النووي، ومع استمرار الغموض حول موعد الجولة السابعة المتوقعة من المفاوضات النووية بين الغرب وإيران، على الرغم من تأكيد واشنطن مؤخرا استعدادها للمشاركة بطريقة غير مباشرة في المحادثات المتوقفة منذ 20 يونيو ما إن تستأنف، بدأت بعض التقارير تشير إلى احتمال وضع خطة بديلة في حال انسداد الأفق. فقد أشار دبلوماسيون غربيون إلى أن الدول الأعضاء في الاتفاق النووي بدأت في التشاور في وضع خطة بديلة قد تنفذ في حال انتهت محادثات فيينا دون اتفاق، كما لفتت المعلومات الضئيلة حول تلك المسألة إلى أن تلك الخطة قد تتضمن عودة العقوبات الملغاة أو فرض عقوبات جديدة على السلطات الإيرانية. إلى ذلك تفيد المعلومات أيضاً إلى أن فريق الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد بدأ على ما يبدو بدراسة احتمال عدم العودة إلى الاتفاق النووي. فقد أفادت مصادر مطلعة يوم الجمعة أن الإدارة الأميركية تنظر فعليا في فشل تلك المحادثات، وتفكر ببدائل، لاسيما بعد أن تضاءلت الآمال في العودة السريعة لإحياء لاتفاق الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب، وتفاقم الجمود بسبب التقدم التكنولوجي الذي أحرزته إيران على صعيد التخصيب، فضلا عن انتخاب رئيس جديد متشدد، ما أثار الشكوك حول ما إذا كانت الاتفاقية التي تم التوصل إليها عام 2015 ستكون كافية لتقييد طموحات البلاد النووية بعد الآن. وفي هذا السياق، قالت كيلسي دافنبورت، مديرة منع الانتشار في رابطة الحد من انتشار الأسلحة، إنه كلما اكتسبت إيران مزيدا من المعرفة أصبح من الصعب ضمان أن يحد الاتفاق النووي الموقع عام 2015 من تطوير طهران للأسلحة النووية، معتبرة أن المعطيات أصبحت أكثر تعقيدا، ما يجعل اللعبة الآن خطيرة.

 

  1. في الشأن السوداني

مع استمرار الحكومة الإثيوبية في المضي بالمرحلة لثانية لملء خزان سد النهضة، جدد السودان، يوم السبت، دعوته أديس أبابا إلى الكف عن الخطوات الأحادية، في ما يتعلق بهذا الملف الشائك والعالق منذ سنوات، وقال وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، إن بلاده ترحب بانخراط مجلس الأمن الدولي في مناقشة قضية السد الإثيوبي. أتى ذلك، بعد أن اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أمس الجمعة، أن مجلس الأمن أنهى مسألة تدويل السد وأعاده إلى الاتحاد الإفريقي.

إلى ذلك، كانت وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي قد أفادت يوم الخميس، في كلمتها أمام مجلس الأمن بنيويورك، إن قضية سد النهضة تمثل أهمية بالغة لبلدها، داعية مجلس الأمن للعب دور إيجابي في القضية، وتابعت إن صمت مجلس الأمن سيرسل رسالة خاطئة، مضيفة أن ما وصف بفوائد السد ستتحول إلى مخاطر حقيقية إن لم يتم التوصل إلى اتفاق.

 

  1. في الشأن الصيني

تراجعت القيمة السوقية لشركة ديدي Didi Global Inc في تداولات قبل السوق بعد أن منعت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين المستخدمين الجدد من تنزيل تطبيق Didi، مشيرة إلى المخاطر الأمنية وتشديد قبضتها على البيانات الحساسة عبر الإنترنت وإزالة منصة الشركة من متاجر التطبيقات، بعد أيام من طرح عام أولي بقيمة 4.4 مليار دولار في الولايات المتحدة. وانخفضت أسهم شركة التكنولوجيا التي تتخذ من الصين مقراً لها بنسبة 30% لتصل إلى 10.90 دولار أميركي، مما أدى إلى القضاء على حوالي 22 مليار دولار من القيمة السوقية وجعل السهم أقل من سعر الاكتتاب العام الأولي البالغ 14 دولاراً. وكانت مصادر قد كشفت أن المنظمين الصينيين طلبوا من ديدي منذ ثلاثة أشهر تأجيل الاكتتاب العام في الولايات المتحدة، بسبب مخاوف الأمن القومي التي تنطوي على مجموعة ضخمة من البيانات. وتواجه اليوم شركة ديدي الصينية للنقل التشاركي دعوى قضائية من مساهمين في الولايات المتحدة، بعد أسبوع من إدراج أسهمها في بورصة نيويورك، وبحسب الدعوى القضائية التي رفعت في محكمة في مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس، اتهم المساهمون الشركة بعدم الكشف عن المحادثات الجارية بين الشركة والسلطات الصينية حول امتثال الأولى لقوانين وأنظمة الأمن السيبراني. من جهتها، أكدت الشركة أنه لم يكن لديها أي علم قبل الطرح العام بأن السلطات الصينية كانت تنوي البدء في تحقيق ضدها.

وفي السياق، محت شركات التكنولوجيا العملاقة في الصين نحو 827 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ ذروة شهر فبراير، مع توسيع حملة بكين على القطاع، مما أثار مخاوف المستثمرين من أن عمليات البيع لم تنته بعد، وقد أصدرت السلطات يوم أمس الثلاثاء، تحذيراً شاملاً لأكبر الشركات في البلاد، وتعهدت بتشديد الرقابة على أمن البيانات والطروحات الخارجية.

ويشعر المستثمرون بالقلق من أن أحدث التحقيقات الأمنية قد فتحت جبهة جديدة في حملة الرئيس شي جين بينغ الأوسع ضد عمالقة الإنترنت في الصين، والتي بدأت في نوفمبر مع انهيار الاكتتاب العام الضخم لشركة آنت غروب، والتحقيقات اللاحقة لمكافحة الاحتكار في علي بابا، وميتوان. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تحركت الصين ضد شركتين أخريين تم إدراجهما أيضاً مؤخراً في نيويورك، وهما شركة Full Truck Alliance Co، وKanzhun Ltd. وفي تعليقه على الحدث، قال رئيس الأبحاث الآسيوية في United First Partners في سنغافورة، جاستن تانغ، إنه من المرجح أن يتخذ المستثمرون نهج البيع أولاً، ثم التحدث لاحقاً للحد من مخاطر السياسة في محافظهم.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

5 تموز 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، خليل طوبيا، حسان قطب، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، شربل عازار، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، كمال الذوقي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر، ندى صالح عنيد، نيللي قنديل، وائل ضو، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

أولاً : يثمن لقاء سيدة الجبل "اليوم اللبناني" في الفاتيكان الذي أكد الاهتمام الخاص للبابا فرنسيس وحرصه على العيش المشترك، ودعمه مبادرة بكركي لعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان واللبنانيين على تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ القرارات الدولية 1559،1680 و1701.

بعد مبادرة الفاتيكان بدأت الصحافة الموالية لحزب الله تُظهر خوفها من قلب الأوضاع، وتعلل ذلك بتسمية "عودة الانتداب الغربي". إن لقاء سيدة الجبل يجدد إعلانه أن لبنان وطن سيد حر مستقل، عربي الهوية والانتماء بحسب الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وكل دعم خارجي هو مشكور خصوصاً إذا أتى بهذا الاتجاه وبمواجهة الاحتلال الايراني. أمام هذا الواقع يتوزّع الرأي العام اللبناني في إتجاهين: الأول يلتحق بإيران وحزب الله وحلف الأقليات في المنطقة ويعبّر عنه رئيس الجمهورية وتياره السياسي؛ أما الثاني فيعبّر عنه دعوة بكركي والفاتيكان إلى تنظيم مؤتمر دولي لتحرير الشرعية الوطنية والعودة إلى قرارات الشرعية الدولية.

ثانياً : مع تأييد لقاء سيدة الجبل المسار القضائي الذي أدّى إلى استدعاء بعض الشخصيات السياسية والأمنية، يدعو "اللقاء" إلى الحذر لأن التجربة اللبنانية المرتكزة على التجاذبات الطائفية والسياسية قد منعت هذا القضاء مراراً من البت في قضايا بهذا الحجم، خصوصاً منها تلك المتعلقة بالجرائم السياسية من اغتيالات وتفجيرات. وينبّه إلى أنه في الوضع الحالي إذا استدعى القضاء هذا دون ذاك دخلنا في صدام، وإذا جرّم هذا من طائفة وبرّئ ذاك من طائفة أخرى دخلنا في معركة. لقد اعتبر "اللقاء" انفجار مرفأ بيروت - "11 أيلول" لبناني، وهو بذلك جريمة مدبّرة وليس نتيجة إهمالٍ فقط، لذلك يطالب بإحالة هذه القضية فوراً إلى لجنة تحقيق دولية لأخذ التدابير اللازمة وإحالتها بعد الانتهاء إلى محكمة دولية أيضاً.

ثالثاً : يكرّر "اللقاء" أن الإنتخابات النيابية القادمة محطة دستورية يجب إحترامها وهي لن تكون مناسبة للتغيير إلا إذا خاضت القوى السياسية معركتها بعنوان واضح: رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان.

2*) حركة أمل

5 تموز 2021

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وبعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

"لمناسبة "يوم شهيد أمل"، توقف المكتب السياسي لحركة "أمل" بإجلال أمام الذين رسموا خارطة الوطن بنجيع دمهم، للكوكبة الأولى التي خطت الوصية الخالدة في "عين البنية" بأن "كونوا مؤمنين حسينيين"، والذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا، مؤكدا: بأن العهد والصوت والصدى لإمام الوطن والمقاومة الإمام القائد السيد موسى الصدر نحفظه عن ظهر قلب ونعمل في سبيل حماية الوطن بأغلى ما نملك.

إن يوم شهيد "أمل"، هو صورة متألقة للفداء مشغولة بدماء الآلاف من خيرة الأنفس المحفورة على لوح الزمن والتي رسمت عناوين المقاومة والوحدة الوطنية.

فمن "عين البنية"، وفي وقت كان كثيرون يسيرون نحو الاستسلام، أعلن الامام السيد موسى الصدر أن المقاومة ضرورة حتى تتمكن الدولة من واجب الدفاع عن المواطنين في مواجهة العدوان الصهيوني، وقرع ناقوس الخطر أن إسرائيل شر مطلق، وقدم للوطن "هذه الباقة الحمراء من أزهار الفتوة والفداء الذين هم الطلائع من أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، الذين لبوا نداء الوطن الجريح الذي تستمر اسرائيل في الاعتداء عليه من كل جانب وبكل وسيلة" و"أن هؤلاء الشباب أرادوا أن يثبتوا أن الوطنية ليست شعارات ولا أرباح ومكاسب، ولا متاع للمساومة وللعرض والطلب، بل أن الوطن هو أبعاد وجود الانسان وأساس كرامته ومجال رسالته تجب حمايته بالأرواح والدماء" حتى مع عدم التكافؤ في القوى، ويجب التهيؤ لذلك".

إذا، "عين البنية"، كانت لحظة الفصل الحاسم في مواجهة العدوان ومشاريعه التي تستهدف لبنان الدور والرسالة، وسنبقى في حركة "أمل" نعمل باتجاه لبنان الوطن المستقل النهائي لجميع أبنائه مؤكدين بإصرارنا على حمايته والانتماء اليه، في حين أن البعض يتجاوز حرمان الناس وآلامهم ويكتفي بذرف دموع التماسيح ومثال القول (ليست المستأجرة كالثكلى).

هذا هو خط ونهج حركة "أمل" التي تدعو اليوم إلى التنبه من خطورة تخلي الدولة عن دورها في ترك الناس فريسة للمحتكرين الذين يمنعون عنهم سلعهم الحياتية الضرورية من محروقات وكهرباء وخبز ودواء، ويبتزونهم برفع أسعارها، واصبح كل ملف يشكل أزمة قائمة لحد ذاتها يستصرخ المواطن فيها ضمائر المعنيين دون أن يلقى أي صدى لصرخاته وآلامه، بل يستمر إتخاذ القرارات الترقيعية الجزئية التي لا يمكن أن تصل إلى مستوى الحلول الناجعة، وكأن حكومة تصريف الاعمال ووزاراتها استسلمت أمام المافيات الاحتكارية المنظمة خوفا أو تآمرا على مصالح الناس، وقررت ترك أعظم مهامها في حمأة الأزمة الاقتصادية، فعجزت عن إيجاد الحلول التي تحد من التداعيات السلبية للأزمة والتي لا تتطلب جهدا اكثر من تنظيم وصول حاجات الناس اليهم ومنع المحتكرين من التلاعب والاستغلال".

واكد المكتب السياسي لحركة "أمل"، ان الكل مطالب بتفعيل دوره لمواجهة الأزمة واتخاذ قرارات جريئة بدلا من الاستمرار بتوصيف الواقع المزري الذي وصلت اليه الحال على الصعد كلها".

واعتبر "أن المطلوب فتح انسداد الأفق السياسي والكف عن المراوحة في دوامة الأزمة بالتوجه إلى باب الحل المطروح وإنجاز تشكيل حكومة واعادة بناء ثقة العالم بلبنان ودوره، والاستماع الى صوت العقل والمنطق، والى النداءات التي تريد خير لبنان، واخرها نداء قداسة البابا فرنسيس والاسراع الى ملاقاة دعوته وما تضمنته من صلاة وتضرع في دعوة صادقة من أهل الارض لرب السماء، من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين، ذلك الدعاء وتلك النيات الصادقة تستوجب العمل الصادق لإنقاذ لبنان والإبتعاد عن " النكد المتحور"، ليبقى لبنان الوطن الرسالة".

وعلى الصعيد الصحي، نبه المكتب السياسي لحركة "أمل" من خطورة الاستهتار وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي للحد من انتشار فايروس كورونا المتحور"دلتا"، الذي ينذر تفشيه بعودة لبنان إلى مربع الخطر الوبائي".

3*) نقابات موظفي المصارف

5 تموز 2021

صدر عن المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان بيان جاء فيه:

أولاً - يأسف مجلس الاتحاد أن تستمر المرواحة في موضوع تشكيل حكومة إنقاذٍ من اختصاصيين تتولى إدارة الازمات ، وبالاخص الانهيار المالي وتداعياته على الواقع الاقتصادي والاجتماعي ، ويعتبر مواقف بعض القوى السياسية من موضوع الحكومة لا يُسهّل التشكيل وسيؤدي الى مزيدٍ من الشرخ بين مكونات المجتمع اللبناني

ثانياً - يعتبر مجلس الاتحاد أن السياسات المُتّبعة في معالجة الواقع المُستجد على صعيد تمويل استيراد النفط والفيول ومؤخراً الدواء من خلال المس بالاحتياطي اللالزامي تدبيرٌ نتائجه كارثيةً على أموال المودعين التي تبخّرت بسبب السياسات العامة التي اتُبعت من قبل الحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الطائف والتي ما زالت مستمرةً كانت وراء ما آلت اليه أوضاع القطاع المصرفي المُتهم في سرقة أموال ومدخرات اللبنانيين

ثالثاً - يُطالب مجلس الاتحاد مجلس النواب بإصدار قانونٍ يمنع المس بالاحتياطي الالزامي حفاظاً على ما تبقى من أموال للمودعين ، وتفادياً من الانهيارالكامل للقطاع المصرفي ، ويدعو كل القيمين على إدارة القطاع الى وقفةٍ تاريخيةٍ وطنيةٍ رافضةٍ لاستمرار هذا النمط الترقيعي لتأمين الاموال اللازمة لاستيراد النفط والفيول والادوية من خلال موافقاتٍ استثنائيةٍ تجيز لحاكمية مصرف لبنان استعمال ما تبقى من رصيدٍ في حساب الاحتياطي الالزامي

رابعاً - يخشى مجلس الاتحاد على ديمومة عمل ألوف العاملين في القطاع المصرفي المُهددين بفقدان وظائفهم في حال استمرت الاستدانة من رصيد الاحتياطي الالزامي الذي يتراجع رصيده بوتيرةٍ سريعةٍ من جراء سياسة الدعم التي تُتبع من قبل الحكومة والتي ستؤدي الى ضياع ما تبقى من أموالٍ للمودعين في المصارف وسنصبح على قاب قوسين من النموذج الفنزولي ، فلا مصارف ولا إنتاج ولا مؤسسات خاصة وعامة

خامساً - إن اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان سيجد نفسه مُضطراً الى دعوة كل الزملاء في القطاع المصرفي الى التوقف عن العمل ما لم يبادر المجلس النيابي إلى الاسراع في تشريع قانونٍ يمنع المس بالاحتياطي الالزامي . كما نُطالب كل القوى الحيّة في المجتمع الى مؤازرة اتحادنا في تحركه الذي من شأنه حماية ما تبقى من أموالٍ للمودعين ويُجنب القطاع المصرفي من الانهيار

4*) حسن نصرالله

5 تموز 2021

ألقى الأمين العام ل"حزب الله "السيد حسن نصر الله عصر الاثنين، كلمة عبر الشاشة، في افتتاح اللقاء الاعلامي الوطني بعنوان "مؤتمر فلسطين تنتصر، تجديد الخطاب الاعلامي وادارة المواجهة"، في قرية الساحة - طريق المطار، في حضور إعلاميين وأكاديميين.

قدم للمؤتمر الكاتب غسان الشامي، ثم تحدث السيد نصر الله فقال: "في البداية، أرحب بالسيدات والسادة والإخوة والأخوات الحضور في هذا المؤتمر الكريم والمبارك، والذي نعول إن شاء الله على حواراته ونقاشاته ونتائجه لمعركتنا الإعلامية، التي هي جزء أساسي وجوهري من المعركة الكبرى، معركة المواجهة الشاملة، واود أيضا في البداية أن أتوجه بالشكر إلى القائمين على هذا المؤتمر، الذين حضرو له وأسسوا له، وبذلوا الجهد حتى اكتملت عناصره اليوم، والشكر أيضا لكم جميعا للمشاركين فينا.

أنا حديثي وكلمتي ستتركز على موضوع المؤتمر، ولكن في آخر الكلمة سأترك نافذة ولو صغيرة للإطلالة على الوضع السياسي، لكن الحديث الرئيسي والوقت الاوسع هو لموضوع هذا المؤتمر.

أولا: أهمية الإعلام والخطاب الإعلامي في هذه المواجهة واضحة جدا ولا تحتاج إلى أن نحدث الإعلاميين وقادة الإعلام وقادة جبهة الإعلام في المقاومة أنتم عن هذا الأمر.

ثانيا: ضرورة وأهمية تطوير وتجديد الخطاب الإعلامي في هذه المواجهة، أيضا هذه من الواضحات، والآن بالتحديد سواء من ناحية المبدأ هذه هي سنة الحياة، كل شيء يجب أن يتطور ويتقدم ولا يكون هناك جمود، أيضا نظرا لتطور إمكانات وأساليب المواجهة في أشكالها الأخرى، المواجهة العسكرية تتطور في هذا الصراع، والمواجهة الأمنية والمواجهة السياسية، ومن الطبيعي أن تتطور أيضا المواجهة الإعلامية، أولا: لأنها جزء أصيل في المعركة، وثانيا: لمواكبة التطور في الساحات الأخرى، لأن الخطاب الإعلامي والإعلام هو الذي يعبر وهو الذي يبين وهو الذي يظهر ما يجري في الساحات الأخرى أو في الميادين الأخرى، عسكريا وأمنيا وسياسيا وما شاكل...، وأيضا الحاجة ملحة بسبب ما مر على منطقتنا خلال عقد من الزمن من تطورات عاصفة ومن فتن سوداء وشديدة التأثير وعميقة الأثر، وكان من جملة أهدافها أن تضيع فلسطين وأن تذهب وأن تنسى، وكادت أن تنسى لولا صمود محور المقاومة وإنتصار هذا المحور في مواجهة هذه الفتنة الكبرى، أيضا من جملة العوامل الداعية إلى هذا التجديد في الخطاب هو صمود محور المقاومة خلال عشر سنوات، وإنتصاره في أكثر من ساحة وفي أكثر من ميدان، الآن نحن نقول جملة قد يراها الناس جملة بسيطة أو صغيرة، عندما نقول: صمود محور المقاومة في دوله وحكوماته وحركاته وأحزابه وشعوبه وبيئته، كلمة ولكن قدم فيها كم هائل من الشهداء والجرحى والدموع والدماء والآلام والمخاطر والتحديات والصعوبات والهواجس ومعارك الوجود، من جملة الدواعي أيضا، إنتصار المقاومة الفلسطينية المدوي في معركة "سيف القدس" وما فرضته من معادلات جديدة، وأيضا من الدواعي الدائمة التحديات القائمة ولأن المعركة مستمرة، المعركة لم تنته، بل هي في تصاعد وأمام مخاطر جديدة وتحديات جديدة وآمال جديدة ومعادلات جديدة".

اضاف: "النقطة الثالثة التي أود أن أتحدث عنها أن الخطاب الإعلامي الذي نريد أن نجدده ونطوره في مواجهة من؟ هنا لا نتحدث عن المشاكل الداخلية ذات الطابع الداخلي أو المحلي أو القطري أو الوطني أو ما شاكل...، نحن نتحدث عن مواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأميركية، مع المشروع الصهيوني والمشروع الأميركي في المنطقة، الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، كل فلسطين، لدينا غزة في خارج دائرة الإحتلال، الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، الإحتلال الإسرائيلي وأيضا الهيمنة الأميركية، في هذه المواجهة لا يصح التفكيك، الهيمنة الأميركية هي أساس بل هي الأخطر، لأن هذه الهيمنة أولا بحد ذاتها هي مشكلة لدولنا وشعوبنا، لأنها قائمة على سلب القرار ونهب الخيرات وفرض الأنظمة ومنع شعوبنا من تقرير مصيرها في أي مجال من المجالات، ولأن هذه الهيمنة الأميركية هي التي تحمي "إسرائيل"، لا يمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الأميركية في منطقتنا، لأن هذه الهيمنة هي التي حولت الأنظمة والجيوش إلى هياكل مينة، لا حركة فيها ولا إرادة ولا فعل، لأن هذه الهيمنة هي التي تقدم كل الدعم وكل الإسناد وكل عناصر البقاء لهذا الكيان الغاصب، تصوروا أيها الإخوة والأخوات أنه بعد 11 يوم أو 12 يوم فقط من المعركة في "سيف القدس" بدأن الأصوات في الكيان الصهيوني ترتفع وتناشد الولايات المتحدة الأميركية بدعمها في مجال ما تحتاجه القبة الحديدية من صواريخ لمواجهة صواريخ المقاومة، بعد 12 يوم فقط، هذا الكيان أصلا مرهون بوجوده وبقائه وإستمراره وعلوه وإستعلائه وعتوه وتكبره وتفوقه الذي تحته " شحطتين"، مرهون للهيمنة الأميركية والدعم الأميركي والمساندة الأميركية، ولذلك في خطابنا وفي مواجهتنا نحن لا نستطيع أن نفكك ولا أن نعزل، كل مجزرة يرتكبها جيش العدو هي مجزرة أميركية كما هي إسرائيلية، كل عدوان إسرائيلي هو عدوان أميركي كما هو عدوان إسرائيلي، إذا نحن هنا نتحدث عن مواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني بما يحمل من أطماع وبما يحمل من تهديدات وتحديات لكل دول وشعوب المنطقة، ونواجه أيضا الهيمنة الأميركية، والتي تتحول أحيانا إلى إحتلال مباشر أيضا، كما حصل في أفغانسان منذ ما يقارب العشرين سنة، وإنتهى الآن بالإنسحاب المذل والضعيف والفاشل، والذي لم يستطع أن يحقق شيئا، تحول إلى إحتلال مباشر في العراق، القوات الأميركية الموجودة الآن في العراق هي قوات إحتلال، هي تدعي بأنها جاءت بطلب من الحكومة العراقية، ولكنها تمارس ممارسة قوات الإحتلال، بهيمنتها على سماء العراق وفي إعتداءاتها على الشعب العراقي، وفي عدوانها الأخير على قوات الحشد الشعبي عند الحدود العراقية - السورية، هذه ممارسات قوات إحتلال وليست قوات صديقة أو مناصرة، وصولا إلى الإحتلال الأميركي المباشر في شرق الفرات في سوريا، إذا نحن أمام هيمنة تتحول أحيانا إلى احتلال، فضلا عن مناطق أخرى كما يقال الآن عن وجود قوات أمريكية في جنوب اليمن. الخطاب إذا يستهدف مواجهة مع المشروع الصهيوني، والمشروع الأمريكي، والاحتلال الاسرائيلي، والهيمنة الأمريكية.

وتابع: "النقطة الرابعة: الخطاب الإعلامي في محور المقاومة كان ولا يزال يستند إلى عناصر قوة أساسية، وعندما نريد أن نطور هذا الخطاب، أو نجدد هذا الخطاب يجب أن نجدده ونطوره أيضا بالإستناد إلى عناصر القوة الأساسية هذه، والتي يفتقد إلى أغلبها وليس إلى كلها الإعلام الآخر، الإعلام المعادي.

أولا الاستناد إلى الحق، إعلام المقاومة، وإعلام محور المقاومة، والخطاب الإعلامي هنا يعبر عن الحق، الحق في فلسطين، حق شعب فلسطين في أرضه من البحر إلى النهر، حق سوريا في جولانها، وحق لبنان في بقية أرضه المحتلة. هذا حق، بل دائما أنا كنت أقول ميزة من ميزات القضية الفلسطينية، أنه اليوم إذا "درنا" في كامل الكرة الأرضية سوف نجد أن أهم وأوضح قضية في الحق، في الحق القانوني، في الحق الديني، في الحق الشرعي، في الحق الانساني، في الحق الأخلاقي، أين تكون معايير الحق التي نريد أن نرجع إليها ونناقش على أساسها، سنجدها في أعلى درجات الوضوح في القضية الفلسطينية وفي هذا الصراع.

إذا نحن نستند إلى الحق في خطابنا، وفي موقفنا. أنتم تعبرون عن الحق فيما يقف الإعلام الآخر المواجه ليعبر عن الباطل بكل المعايير، أيضا الباطل بالمعايير القانونية والشرعية والدينية والأخلاقية والإنسانية. الحق في أن تقرر شعوبنا مصيرها بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، لا أن تفرض أمريكا والغرب عليها على هذه الشعوب أنظمة وخيارات، والحق في استفادة شعوبنا من ثرواتها في مقابل النهب الأمريكي والدولي لهذه الخيرات. إذا أولا نستند إلى الحق.

ثانيا: نستند أيضا إلى القوة، وهذا من مستجدات الصراع مع العدو اليوم. إعلام المقاومة لا يقف لينشد قصائد شعر في الرثاء وقوفا على الأطلال، وإنما ينشد قصائد عز من مواقع الانتصارات وتغيير المعادلات هذه هي الحقيقة.

إذا اليوم نحن أيضا نستند إلى عنصر القوة، هذا عندما نتحدث هنا عن مقاومة وعن خطاب المقاومة أتحدث عن إنجازات، وعن انتصارات وخصوصا في العقدين الأخيرين في العشرين سنة الماضية تحرير الجنوب عام 2000، الانتصار عام 2006، تحرير قطاع غزة، انتصارات وصمود غزة، في مواجهة الحروب الاسرائيلية المتعددة، وأخيرا معركة "سيف القدس" الأخيرة في مواجهة الصهاينة إنجازات وانتصارات محور المقاومة أمام الحرب الكونية وأكبر فتنة في منطقتنا، قواعد الاشتباك التي تفرضها المقاومة في لبنان، وفي فلسطين، على العدو الاسرائيلي، وأيضا على الأمريكي في العراق وفي أماكن أخرى.

قواعد الاشتباك وتوازن الردع الذي حققته المقاومة في أكثر من ساحة ومنطقة، كان يعتبر فيها جيش العدو الجيش الأقوى والذي لا يقهر، والذي يعتدي ويقصف ويقتل ويرتكب المجازر دون أن يحسب حسابا لأي أحد، وصولا إلى المعادلات الجديدة للمقاومة في حماية القدس المشروع الذي أتحدث عنه لتحرير فلسطين، وسأعود إلى هذه النقطة في وقت لاحق. إذا الاستناد أيضا إلى القوة ومن موقع القوة، ومساهمة الإعلام في صنع الانتصار.

ثالثا: الاستناد إلى الوقائع والحقائق الخارجية، هذه من نقاط قوة الخطاب الإعلامي وإعلام محور المقاومة الاستناد إلى الوقائع والحقائق الخارجية الميدانية السياسية، الثقافية، العاطفية، الوجدانية في الأمة. الحقائق والوقائع عند العدو والحقائق والوقائع عند الأمة، وعند شعوبها وعند المقاومين وبيئات المقاومة.

معرفة العدو من أهم ميزات خطاب محور المقاومة خلال العشرين سنة الماضية ما كان خطاب"هوبرات" سأستعمل هذا التعبير خطاب علمي، خطاب موضوعي، خطاب يستند إلى أرقام وإلى وقائع وإلى حقائق وإلى دراسات وإلى أبحاث. نقاط ضعف العدو ونقاط قوة العدو، نعرف نقاط قوة العدو ونعترف بها ونعمل على مواجهتها وعلى استيعابها وعلى تجاوزها، وعلى إضعافها ونعرف أيضا نقاط ضعف العدو لننفذ منها لنصنع الانتصارات.

أهم أمر في الخطاب الإعلامي خلال 40 سنة منذ العام 1982 عندما بدأت المقاومة في لبنان، ثم تصاعدت في لبنان وفي فلسطين وإن كانت المقاومة الفلسطينية أسبق. لكن الآن نتحدث عن مرحلتنا التي عايشناها، أهم ما في هذه المرحلة وفي الحرب النفسية، في هذه المرحلة أنها كانت تستند إلى وقائع، وليس إلى أوهام ولا إلى خيالات ولا إلى اختراعات، ولا إلى أحلام، ولا إلى أكاذيب، وهكذا طبعا يجب أن نستمر.

بناء على النقطة الثالثة تأتي إلى النقطة الرابعة: من أهم عناصر القوة في إعلام المقاومة، وإعلام محور المقاومة هو الصدق، الصدق والذي أدى إلى المصداقية والمصداقية لا تأتي مجانا، المصداقية لا تصنع بالمال، ولا بكثرة وسائل الإعلام، ولا بتعاظم خبرات وسائل الإعلام".

وتابع: "والمصداقية الحقيقية يصنعها الصدق الصدق في عدة مجالات:

أولا: الصدق في نقل الخبر فيما تقوله المقاومة للناس، وفيما يقوله إعلام المقاومة للناس، وخطاب المقاومة للناس. والصدق في نقل الوقائع والحقائق، هذا يجب أن يستمر أيا تكون الصعوبات والتحديات لأن هذا الصدق راكم وأدى إلى مصداقية حقيقية. اليوم العدو وقادة العدو ومستوطنو هذا العدو لأنه لا يوجد شعب، هناك مستوطنين محتلين، الجيش محتل، والناس محتلة. لا يوجد مدني بالكيان حقيقة. هؤلاء اليوم يثقون ويصدقون إعلام المقاومة أكثر مما يصدقون قادتهم وإعلامهم، لماذا وصلنا إلى هذه النتيجة، نتيجة الصدق، نتيجة التجربة الطويلة والوقائع التي ظهرت أمام أعينهم. إذا الصدق في نقل الخبر.

ثانيا: الصدق في الوعد، المقاومة لم تطلق خلال كل هذه العقود وعودا بعيدة عن الواقع وبعيدة عن إمكانية التحقق. عندما انطلقت المقاومة في لبنان بكل أحزابها وفصائلها والذين نقدر لهم جميعا أدوارهم، ونعترف بأدوارهم. عندما انطلقت وعدت بالتحرير ووفت بوعدها في 25 أيار 2000، ووفت بوعدها قبل ذلك عام 1985. وعندما وعدت المقاومة بأننا قوم لا نترك أسرانا في السجون خاضت الحروب من أجل إطلاق الأسرى. وأيضا المقاومة الفلسطينية دخلت في مواجهات وتحديات خطيرة حتى تمكنت من إطلاق أعداد كبيرة من الأسرى، وما زال الأسرى الفلسطينيون في رأس أولويات المقاومة الفلسطينية. والمقاومة في غزة وعدت بالدفاع عن القدس وفتح المعركة مع العدو إذا هدد المقدسيين والمدينة المقدسة والمقدسات، والكثيرون عند الأمة وفي الأمة أيضا كانوا ينتظرون والبعض اعتبره تهديد في الهواء لا قيمة له. فإذا بالمقاومة في غزة بدأت معركتها ابتداء للدفاع عن القدس لتصنع معادلة جديدة. إذا الصدق في الوعد هذا أيضا من عناصر القوة.

وأيضا الصدق فيما ترتبه من آمال، فالمقاومة لا تعد بأحلام على سبيل الخداع أو بآمال كاذبة. اليوم عندما تقدم المقاومة أو تعد المقاومة أو تضع أهدافا قريبة لها، عندما تتحدث عن معادلات حماية هي تنجز معادلات الحماية، كما حصل في لبنان من خلال تثبيت قواعد الاشتباك وتوازن الردع، وكما يحاول الآن الإخوة في فلسطين أن يفعلوا ذلك.

عندما نتحدث اليوم في محور المقاومة عن تحرير فلسطين، واسمحوا لي أن أكون واضحا جدا وهذا يزعج كثيرين اليوم في العالم عن إزالة هذا الكيان الغاصب الباطل المحتل الغدة السرطانية العدو الأساسي من الوجود، نحن لا نتحدث عن أحلام، ولا عن خيالات ولا عن آمال كاذبة. وعندما نقول أن القدس اليوم أقرب. نعم هي أقرب، معركة سيف القدس جعلت القدس أقرب، أقرب من أي وقت مضى، ومن أي زمان مضى.

إذا نحن نتحدث عن آمال حقيقية، نحن لا نبالغ. وهذا من أهم عناصر قوة المقاومة عدم المبالغة، وعدم المبالغة في نقل الوقائع نكون دقيقين، وعدم المبالغة في تصوير الأحداث، وعدم المبالغة في توصيف الإنجازات والانتصارات، وعدم المبالغة في الأهداف المحققة أو التي نسعى إليها، وعدم المبالغة في الآمال والأهداف البعيدة.

خامسا : القاعدة الشعبية، مما يستند إليه إعلام المقاومة والخطاب المقاوم القاعدة الشعبية الجماهيرية العريضة في عالمنا العربي والإسلامي، وفي العالم أيضا. ومن مميزات هذه القاعدة أنها متنوعة دينيا، مسلمون ومسيحيون وحتى بعض اليهود الذين يرفضون الفكرة الصهيونية وهؤلاء لهم وجود حقيقي بمعزل عن حجم هذا الوجود، ومتنوعة فكريا في الانتماء الفكري والثقافي والعقائدي والأيديولوجي، ومتنوعة قوميا وعرقيا وما شاكل، وممتدة في المنطقة وفي العالم تجمعها القدس، والقدس ومقدساتها ومظلومية الشعب الفلسطيني، وهي أهم جامع مشترك يمكن أن يجتمع عليه أتباع الديانات والأفكار لأنهم يجتمعون حول الحق وحول العدل وحول مواجهة الظلم. هذه القاعدة الواسعة تتلقى الخطاب، وتتقبله منكم، وتتفاعل معه على أكثر من صعيد. التفاعل أحيانا يكون إعلاميا، ويكون شعبيا، ويكون حضوريا في الميدان، ويكون تعبيرا عن الموقف في وسائل الإعلام أو في شبكات التواصل الاجتماعي، يعبر عن نفسه في الدعم المالي، ويعبر عن نفسه في الذهاب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، يعبر عن نفسه في المشاركة في جبهات القتال، يعبر عن نفسه في أرقى تعبير في الاستعداد للتضحية والشهادة بكل غال ونفيس. هناك من يهدم بيته فيقف صابرا على حطام بيته، يعبر عن إصراره على مواصلة المقاومة. هناك من تقتل عائلته كما شاهدنا هذه الأيام في غزة، وكما نشاهد كل يوم في القدس وفي الضفة الغربية، في فلسطين، في الداخل الفلسطيني ‏المحتل عام 1948، كما شاهدنا في مشاهد كثيرة في لبنان وفي اليمن ‏وفي سورية وفي العراق وأماكن كثيرة، هذه القاعدة إذا موجودة، هي ‏تحتاج إلى خطابكم وإلى الحقائق التي تظهرونها وإلى تفاعلكم أنتم ‏أيضا، لأن الكلمة التي تخرج من القلب تدخل إلى القلب، في كثير من ‏الأحداث والمعارك والحروب عندما كنا نرى ان مثلا النص الخبري ‏أو المعلق أو المحلل أو المذيع أو المذيعة، عندما كانت تتفاعل عاطفيا ‏او يتفاعل عاطفيا ويذرف الدمع، كان يبكي المقاومين والمقاتلين في ‏جبهات القتال، إذا هذا المستوى من التفاعل ، هذا موجود، هناك ‏وسائل إعلام عندما تنشأ تبحث وتريد أن تصنع لها جمهورا، أنا دائما ‏كنت أقول أن وسائل إعلام المقاومة عندما تنطلق، هي تنطلق من ‏قاعدة جمهور موجودة، لكن عليها ان تخاطبها وان تحافظ عليها وان ‏تطور ثقافتها ووعيها وتقوي إرادتها وتحترم عواطفها ومشاعرها ‏وتزيدها قوة وزخما وعزما، وأيضا مسؤولية وسائل الإعلام ‏والخطاب الإعلامي هنا أن أن يخاطب الآخر الذي ما زال يقف على ‏الحياد، الذي ما زال يقف على التل لتوسيع هذه القاعدة، وأن يخاطب ‏الآخر، الآخر الذي إصطف في صف العدو، إنتصارا للعدو، أو ‏تطبيعا مع العدو، أو تآمرا على المقاومة، وهذه مهمة شاقة وصعبة ‏ولكنها ممكنة، ولا يجوز اليأس من أحد، لا من الذين وقفوا على ‏الحياد، ولا يجوز أن نيأس حتى من الذين إصطفوا في خانة العدو، ‏الوقائع التاريخية في الكثير من الحروب كانت تحدثنا والوقت الآن لا ‏يتسع لذكر الأمثلة، كيف كان يمكن للخطاب الحقيقي الصادق المنطقي ‏أن يحيد أعداد كبيرة من جبهت العدو بل ان يدفع بها إلى الالتحاق ‏بجبهة الصديق، وهذا التحول كان سببه الخطاب المنطقي العلمي، ‏خطاب الحق، الخطاب المقنع، إذا أيضا هذه من نطاق القوة التي ‏تحمل المسؤولية.

سادسا، الإمكانيات البشرية والمادية الكبيرة التي ‏يتمتع بها محور المقاومة هذه الأيام، وهذا ليس له سابقة، طبعا، مثل ‏ما يقال، مثل ما هو هو، يعني إذا نظرنا إلى ماضي المقاومة وما ‏كانت تمتلك من وسائل إعلام وما تمتلكه الآن من وسائل إعلام، هذا ‏تطور كبير جدا، لكن نسبة لإمكانات العدو هذا بحث آخر، يعني أنه لا ‏يوجد من حيث النسبة أي تناسب في الكم، نعم هناك توازن ويمكن ان ‏يكون أحيانا غلبة في التأثير لمحور المقاومة، لأنه يستند على عناصر ‏قوة حقيقية، هذه الإمكانات التي تعبر عن نفسها من خلال التلفزيونات ‏او الإذاعات او المجلات أو الصحف أو مواقع التواصل الإجتماعي، ‏او المنابر الشعبية، منابر الخطاب الشعبية المختلفة وكل الوسائل ‏الأخرى، هذه طبعا اليوم من نقاط القوة المهمة في محور المقاومة وفي ‏معركة المقاومة، وهذه الوسائل إستطاعت خلال كل الحروب ان ‏تواكب وان تشارك في صنع الإنتصار، إسمحوا لي أن اقول، هي لم ‏تنقل أخبار الإنتصار، هي لم تغطي فقط اخبار الإنتصار، هي شاركت ‏في صنع الإنتصار بكل ما للكلمة من معنى، وليس فيه أي مبالغة على ‏الإطلاق، في المعركة الأخيرة في معركة "سيف القدس"، العدو، هذا ‏الجيش الذي لا يقهر، هذا الذي يستند إلى القوة العظمى الاولى في ‏العالم، بعد أيام من الفشل العسكري امام المقاومة المحاصرة والشعب ‏المحاصر في غزة، عن أي شيء كان يبحث؟ كان يبحث عن صورة ‏نصر، صورة نصر، وليس عن إنجاز حقيقي للنصر، أما في جبهة ‏المقاومة كانت هناك إنجازات حقيقية للنصر وصور حقيقية للنصر، ‏وإعلام المقاومة شارك في صنع هذا الإنتصار، وخلال كل المراحل ‏السابقة أنا أعتقد أن الإعلام شارك في صنع الإنتصار وحفظ ‏الإنتصار وظهر الإنتصار، ولولاه لضاع الإنتصار وهذه إحدى ‏الاستحقاقات التي سأعود إليها بعد قليل، أمام عناصر القوة هذه ‏والإمكانات البشرية والمادية المتاحة في إعلام المقاومة اليوم، وأيضا ‏من خلال وجودكم المبارك توجد عقول وخبرات وإمكانات بشرية ‏راقية ويوجد مبدعون وهذه حقيقة انا لا أجامل، مع العلم أنه لا يوجد ‏تناسب بالإمكانات المادية والمالية المتوفرة بين إعلام المقاومة أمام ما ‏يتوفر للإعلام الآخر، الآن نتدارس يجب أن نكون موضوعيين، ‏للآسف أحيانا نحن نندفع بإتجاه غالبا التركيز على عناصر الضعف ‏وعلى السلبيات وعلى الثغرات، على الأخطاء، على جلد الذات، وهذا ‏غير موضوعي، الموضوعية في أي تقييم تفترض أن نتحدث عن ‏إنجازات وعن إخفاقات، وليس عن إخفاقات فقط، أن نتحدث عن ‏عناصر القوة وعن عناصر الضعف، ان نتحدث بشكل كامل، وبالتالي ‏نأتي لنؤكد ونعزز ونطور نقاط القوة عندنا والإنجازات ونعالج نقاط ‏الضعف ونسد النقص والثغرات الموجودة لدينا".

واردف: "أما أن نبدأ بجلد ذاتنا ‏كما نفعل عادة هذا خطأ، اليوم في المجال العسكري دائما كان يوجد ‏ثغرات وأخطاء، لكن عادة لا تظهر، الذي يظهر هو الإنجاز وهو ‏الإنتصار الميداني، في المجال الأمني نفس الشيء، في المجال الأمني ‏أخفى وأخفى، عندما يحصل إخفاق لا يعرف فيه أحد إلا أصحابه، في ‏المجال الإعلامي لأنه واضح وامام الأعين نعم تظهرالإخفاقات ‏والثغرات والأخطاء ويتم تسليط الضوء عليها، انا أقول لكم ان ‏إنجازات إعلام المقاومة كبيرة ومهمة جدا خلال العقود الماضية، ‏يجب أن نؤسس عليه. ان التركيز على نقاط الضعف فقط وجلد ‏الذات لا يؤدي إلى تقييم موضوعي ولا يفتح أمامنا الآفاق للتطور ‏وللتجديد بل بؤدي بنا إلى الإحباط واليأس والوهن، لا نستطيع أن ‏نفعل شيئا نحن ضعفاء ونحن عاجزون، إذا أردنا أن نفكر دائما هكذا ‏في المجال الإعلامي وفي المجال العسكري وفي المجال الأمني وفي ‏المجال السياسي وفي المجال الإقتصادي، يعني نحن نقرر لأنفسنا ‏الموت والزوال والضياع، هذا لا يجوز ان يحصل على الإطلاق، ‏أول دليل وأهم دليل على تأثير وسائل الإعلام هذه هو موقف جبهة ‏العدو، لماذا يخرجون فضائيات عن الاقمار الصناعية؟ لو ما كان لها ‏تأثير فليتركها، يوجد مئات الفضائيات ويمكن آلاف الفضائيات لا ‏أعرف، بالحد الأدنى الموجود هنا على الكابل مئة، إذا على غير الكابل ‏حوالي الألف او يزيدون قليلا، ولكن في العالم يوجد فضائيات ما شاء ‏الله، حسنا، فلتنسى وليتم تجاهل هذه الفضائيات كما يتم تجاهل الكثير ‏من فضائيات العالم، لكن يأتون إلى الفضائية الفلانية، لا أريد أن ‏أسميها لكي لا أنسى البقية، في أكثر من بلد عربي وإسلامي، الفضائية ‏الفلانية والفلانية والفلانية ويتم إسقاطها وتعيش اليوم بقية الفضائيات ‏تحت تهديد إنزالها وإسقاطها عن الأقمار الصناعية، الإذاعات نفس ‏الشيء، الصحف، يمنع دخولها وإن كان الآن في زمن الانترنت لأن ‏الموضوع صعب، المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام، منذ بضعة ‏أيام الأميركي أكثر من 33 موقع إلكتروني أغلقوهم، لو لم يكن لهذه ‏الوسائل التأثير، وكانوا عديمي التأثير لماذا العدو "ربك نفسه" وأصلا ‏يريد أن يتعب نفسه ويلغيها؟ هذا دليل تأثير ودليل انها فاعلة إيجابا ‏في الأمة وفاعلة ومزعجة للعدو، بمعزل عن نسبة ومستوى الإزعاج. ‏أنا سأقترب إلى المقطع الأخير، نحن بحاجة إلى تقوية هذه الوسائل، ‏نحن بحاجة إلى التكامل فيما بينها، والتنافس الإيجابي وليس التنافس ‏السلبي، نحن بحاجة إلى الإستفادة من تجارب بعضنا البعض في ‏المجال الإعلامي كما يحصل في المجال العسكري، إحدى أهم نقاط ‏القوة في المقاومة المسلحة اليوم أنه يوجد تبادل تجارب، يوجد تبادل ‏في الخبرات، لا يوجد جبهة عسكرية مفككة، بل يوجد جبهة عسكرية ‏متواصلة متعاونة متكاملة وستزداد إن شاء الله تكاملا في المراحل ‏المقبلة، في المجال الإعلامي نفس الشيء، وأيضا ما نحتاج إليه اليوم ‏وهو يحتاج أيضا إلى توجيهاتكم وإلى خبراتكم، الإستفادة القصوى من ‏الإمكانية العظيمة المتاحة اليوم المتمثلة في شبكات التواصل ‏الإجتماعي، وأيا يكن هدف العدو الذي فتح هذا الباب للعالم، لأن ‏للموضوع نقاشه، لأنه يمكن تحويل التهديد إلى فرصة وتحول إلى ‏فرصة، أنا قرأت بعض الإحصائيات التي تقول أنه عندما يكثر ‏التساؤل أنه لماذا في معركة "سيف القدس" كان يوجد تفاعل في العالم ‏أكثر من أي معركة سابقة، بعض الدراسات أحالت ذلك إلى شبكات ‏التواصل الإجتماعي، وفعاليتها، لأنه يمكن أن يمنع الفضائية وينزلها ‏ويمنع الإذاعة ويسكتها، ويمنع الصحيفة من ان تصل، لكن شبكات ‏التواصل الإجتماعي ووصولها اليوم على مستوى العالم، إستطاعت أن ‏تنقل بالصورة والصوت كما لم يسبق ان نقلت معركة او مواجهة او ‏مظلومية أو مجازر أو.. أو.. أو.. حصلت في فلسطين المحتلة. هذه فرصة ‏عظيمة جدا يمكن أن يتحول فيها كل إنسان، كل فرد، ليس فقط النخب ‏والمفكرون والمحللون والمثقفون ووسائل الإعلام، وإنما يتحول فيها ‏كل فرد في هذا المحور وفي هذه الأمة إلى صانع، إلى مخاطب للعالم ‏كله في نقل الصورة ونقل الوقائع ونقل المواقف. أيها الأخوة ‏والاخوات أيضا نحن اليوم في الوقت الذي نخوض فيه ‏معركة تبيين الحق وإستنهاض الشعوب وبعث الآمال الصادقة، في ‏جانب آخر في المجال الإعلامي نخوض معركة مواجهة التضليل ‏والكذب والتحريف والتزوير والخداع والتشويه وهذه المعركة ‏القاسية. هذه بحاجة إلى خطة لأنه لوحدها تريد خطة، هذا في المجال ‏الدفاعي، كل الذي تكلمنا عنه هو في خطة الهجوم، هنا في المجال ‏الدفاعي نعم اليوم هناك إمكانات هائلة تعمل على هذا الموضوع ‏خصوصا في العالم العربي، في لبنان والعالم العربي والعالم ‏الإسلامي، هؤلاء لا يستطيعون ان يدافعوا عن العدو، لا يستطيعون ‏ان يتحدثوا عن حق العدو لأنه باطل، لا يستطيعون ان يتحدثوا عن ‏إنسانية العدو وإن حاولوا في بعض الإعلام الخليجي خلال السنة ‏الماضية، جاءت "سيف القدس" لتمسح هذه الأكاذيب، إذا هم لا ‏يستطيعون ان يدافعوا عن العدو ولا عن سلوكه ولا عن وحشيته ولا ‏عن جرائمه ولا عن باطله ولا عن مجازره ولا عن وجهه القبيح، لا ‏عن ماضيه ولا عن حاضره، ولا يستطيعون أن يقنعوا الأمة بأن هذ ‏العدو ليس له أطماع، في المستقبل فيحولون سلاحهم إلى المقاومة ‏لتشويهها، لتحريف حقيقتها، لتزوير مواقفها، لكن النقطة المركزية ‏هي التشويه، تشويه بكل ما للكلمة من معنى، لذلك اليوم نرى عندما ‏نواكب وسائل الإعلام الأخرى المعادية، لا أقول المخاصمة وإنما ‏أقول المعادية، هذا شكل من أشكال العداء، هي تشن حربا إعلامية صباح مساء وتسخر لها الكثير من الكوادر البشرية ومليارات الدولارات باعترافهم هم، من أجل أي شيء؟ من أجل التشويه ".

وقال: "لكن عموما يتم التركيز أولا على القضية الفلسطينية نفسها، فكريا وثقافيا ودينيا، وغدونا نسمع في الآونة الأخيرة - هنا يحتاج أيضا لجهد ثقافي وديني- غدونا نسمع في الآونة الأخيرة من بعض الإعلام الخليجي خصوصا تنظيرات دينية بأنه نعم فلسطين هي حق لليهود، هي حق لبني اسرائيل وقال الله تعالى.. ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.

التركيز على قدرة العدو - أن هذا العدو لا نستطيع أن نقوم بشيء فعلينا أن نقبل بالحطام - على قدرة العدو وعجز الأمة، لكن الأخطر هو التركيز على تشويه صورة المقاومين. اليوم مثلا المقاومون في العراق ذيول في شبكات التواصل في العراق وبعض الإعلام العراقي المعادي، ذيول لإيران، عندما تكون مقاوما مجاهدا تريد سيادة العراق واستقلال العراق وحرية العراق وأن يكون نفط العراق للشعب العراقي أنت ذيل، أما عندما تكون عميلا للسفارة الأميركية وخادما عند أبوابها ومقبلا لأعتابها أنت وطني في كل المنطقة، في لبنان، في فلسطين أنتم أذناب، أنتم عملاء، أنتم عملاء إيران، أنتم جالية إيرانية، أنتم أنتم... هذا كله سهل، الجالية والعميل خصوصا بهذا الزمن أصبح العميل أمرا عاديا. لكن الأسوأ عندما تصبح حركات المقاومة مافيات، مافيات سرقة، مافيات اتجار بالمخدرات دون أن يقدموا دليلا واحدا، مافيات جريمة، ويعمل على هذا في الليل وفي النهار ويصدقه بعض الناس. عندما تحمل المقاومة وحركات المقاومة مسؤولية أوضاع خطيرة في بلدانها هي لا تتحمل مسؤوليتها، مثل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان وفي غير لبنان، على كل حال، حتى الانتصارات التي صنعتها المقاومة ينكرونها وينظرون لإنكارها وعدم الاعتراف بها وإجهاضها، هذا حصل في لبنان في عام 2006، ولكن بعد معركة "سيف القدس" أنا كنت أشاهد بعض الفضائيات العربية، في الوقت الذي يتحدث فيه الفلسطينيون عن انتصارهم ويعترف العالم بانتصارهم ويعترف الصهاينة أنفسهم بانتصار الفلسطينيين، بعض الفضائيات العربية والخليجية بالتحديد كانت تقدم صورة الهزيمة، تركز على البيوت المهدمة، على أعداد الشهداء، على أعداد الجرحى، على فرص العمل التي ضاعت، على آلام ومعاناة الناس، مع أن أصحاب البيوت المهدمة وعوائل الشهداء والذين ضاعت فرص عملهم يعبرون عن إعتقادهم بالنصر واعتزازهم بالنصر. مثل ما حصل في لبنان تماما، العدو الذي عجز عن صنع صورة النصر تأتي وسائل الإعلام العربية المعادية لتصنع له صورة نصر من عظام وأشلاء الأطفال والنساء والشهداء والجرحى في قطاع غزة وفي فلسطين المحتلة. هذا طبعا يحتاج إلى مواجهة، هذه معركة قاسية تحتاج إلى خطة، إلى متابعة، ولكنها أولا اسمحوا لي أن أقول تحتاج إلى ثقة بالنفس، أولا نحن يجب أن لا نهتز أمام هذا التشويه، يجب أن تكون ثقتنا بأنفسنا لإخواننا وأخواتنا، ببيئتنا، بأنساننا، بحركات المقاومة ثقة كبيرة، هؤلاء ليسوا معصومين، هؤلاء يرتكبون أخطاء ولكن حركات المقاومة تتمتع بالمصداقية وبالصدقية وبالإخلاص وبالاستعداد العالي للتضحية وبالوفاء، لكن لا يمنع أن يكون فيها مخطئون وخطاؤون ومرتكبو أخطاء بل مرتكبو ذنوب أحيانا. نحن أمام الأخطاء والذنوب يجب أن نعمل لمعالجتها، هم يقومون على تكبير الأخطاء ولكن بالأعم الأغلب هم يفترون، يصطنعون الأكاذيب والافتراءات التي لا تمت إلى واقع المقاومة وحركة المقاومة بصلة".

اضاف: "اليوم أنتم مدعوون إلى دراسة هذا الخطاب انطلاقا من عناصر القوة هذه وتطويره وتجديده على كل صعيد بما يتناسب مع كل التطورات الحاصلة في منطقتنا، مع كل الامكانيات المتاحة بين أيدينا، عسكريا، أمنيا، سياسيا، إعلاميا، ثقافيا، اجتماعيا، ماديا إلى آخره.. وبما يتناسب أيضا مع التهديدات والتحديات والفرص المتاحة وخصوصا العمل على تحويل التهديدات إلى فرص، نحن بحاجة إلى مراجعة لغتنا، لغة خطابنا، الأدبيات، المصطلحات، الأساليب، الوسائل، الأدوات، الأفكار، يعني المضمون والشكل، بالاستناد إلى هذه الثوابت نحن لا نريد أن نبدأ من الصفر وإنما نريد أن نبني على هذا الكم الكبير كما ونوعا من الانجازات في محور المقاومة ومنها الانجاز الاعلامي، ونحن جميعا يجب أن نستفيد من نتائج نقاشاتكم وحواراتكم إن شاء الله.

أنا أود أن أطلب منكم شخصيا جهدكم الخاص للمساعدة في تكريس المعادلة الإقليمية الجديدة التي نطرحها، أن تصبح المعادلة الإقليمية لحماية المدينة المقدسة، المقاومة في غزة أرادت أن تضع المقاومة في غزة مقابل القدس، نحن نريد أن نضع المنطقة كلها في مقابل القدس من أجل حماية القدس، هذا الخطاب أو هذا الكلام ليس للإستهلاك الإعلامي، ليس لتسجيل النقاط، نحن لم نفعل ذلك في الماضي ولن نفعل ذلك الآن، هذا مشروع جاد وحقيقي ويبنى عليه، الآن يبنى عليه، الآن حتى ولو لم يترجم واقعا عمليا بعد، عندما يقتنع الصهاينة وقد اقتنعوا، عندما يقتنع الصهاينة أن تهديد المدينة المقدسة وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة سيؤدي إلى حرب إقليمية، سيعيدون النظر ويحسبون مليون مليون حساب في خطوات من هذا النوع، إطلاق المعادلة يمكن أن يفرض قاعدة ردع فكيف إذا عملنا إلى تثبيت هذه المعادلة بل إلى ترجمتها حقيقة في المستقبل القريب أو المتوسط. نحن نعمل على تشبيك عناصر القوة لهذه المعادلة في محور المقاومة، دول وحكومات وحركات وشعوب، نسهر الليالي، نعقد اللقاءات، ننسق، نتواصل، ندرس، نضع الخطط، نؤمن ونضع السيناريوهات المحتملة والمفترضة والخطط المتنوعة، وإلى آخره، لكن هذا يحتاج أيضا إلى صناعة رأي عام جديد ونحن خارجون من المرحلة الصعبة خلال العشر سنوات الماضية، نحن نحتاج إلى رأي عام جديد، لو كنا نتحدث عن معادلة تريد أن تحمي منطقة جغرافية في فلسطين أو في لبنان أو في سوريا أو العراق أو اليمن يمكن أن لا تكون فكرة المعادلة الإقليمية أو الحرب الإقليمية مقبولة عند الكثير من شعوبنا، ولكن عندما "نحكي" ونتحدث عن المدينة المقدسة التي تعني الجميع، عندما نتحدث عن مدينة المقدسات التي تعني جميع شعوب الأمة وجميع دول وحكومات الأمة وجميع أحرار العالم وجميع أتباع الديانات السماوية في العالم يجب أن تكون هذه الفكرة مقبولة ومقدرة ولها أرضية خصبة ويجب أن نعمل لها بقوة وهذا يحتاج إلى جهد مركز خلال المرحلة المقبلة".

وتابع: "المقطع الأخير من كلامي، نافذة على الأوضاع المحلية، سيقال أنه يا سيد ويا إخوان - الخطاب ممكن أن يوجه لي ولكم - أنه الآن أنتم مجتمعين لتناقشوا الخطاب الإعلامي وتجديده في مواجهة الاحتلال والهيمنة وتقييما واستثمارا وتقديرا للإنتصار في فلسطين، ونحن كنا نتوقع منكم أن تتحدثوا لنا عن طوابير محطات البنزين وفقدان الأدوية وحليب الأطفال والمشاكل الداخلية التي نعاني منها، أنا أريد أن أعلق على هذه النقطة وأختم بكلمتين.

هو في الحقيقة المطلوب ممن يدير ويتآمر ويضع المخططات في المنطقة، في عالمنا العربي والإسلامي، المطلوب هذا بالتحديد، المطلوب أن ينشغل كل شعب من شعوب هذه المنطقة بقضاياه الداخلية، بمشاكله السياسية، بل أكثر من ذلك، بخبزه وببنزينه ومازوته وقنينة الغاز في بيته وحليب أطفاله وراتبه وعملته الوطنية، حتى لا يبقى متسع لا في العقل من أجل الفكر ولا في القلب من أجل العاطفة ولا في النفس من أجل الإرادة والعزم ولا في الاهتمام ولا في التخطيط ولا في المتابعة لأي شيء آخر يعني الأمة وفي مقدمها فلسطين والقدس، هذا معروف وليس هناك أي شيء جديد ولكن أذكر به. وهذا ما عمل به على عقود، أحد الأشكال، غير الحروب الاقليمية وحروب الأخوة وحروب الأصدقاء وتمزيق الأمة وتمزيق الدول ووو.. هذا قائم بذاته ولكن هذا اليوم هو الذي يجري في كل بلد، الحصار والعقوبات الاقتصادية على بلداننا وخصوصا على دول وشعوب في محور المقاومة، في الحقيقة هدفها هو هذا أن نصل إلى النقطة التي لا مكان فيها لفلسطين، لا في عقولنا ولا في قلوبنا ولا في عواطفنا ولا في مشاعرنا ولا في متابعتنا الإعلامية ولا في اهتماماتنا ولا في مشاركتنا في المعركة بأي مستوى من المستويات وهذا ما أرادوا أن تصل إليه الناس وهم ينجحون نسبيا، فلنكن واقعيين، وهو ينجحون نسبيا يجب أن نعترف بهذا الأمر ويجب أن نواجهه".

واردف: "الصحيح أن نعمل على مسارين في آن واحد، الصحيح أن نعمل على مسارين وعلى خطين في آن واحد، الخط الأول أن نبقى في هذا الصراع الأساسي، أن لا نغفل عنه، أن لا نتركه، أن لا نهمله. والخط الثاني أن نتوجه إلى مشاكلنا الداخلية، إلى مجتمعنا المحلي الوطني لنعمل أقصى الجهد لمعالجة أزماتنا السياسية والمعيشية والمالية والاقتصادية ولا نتخلى عنها ولكن علينا - هنا مشكلتنا نحن - ولكن علينا أن نعمل على المسارين، وأنا أعترف لكم أن العمل على المسارين مجهد ومتعب ومربك وصعب، ولكنه من خلال الإرادة والعزم يمكن أن نتقدم، المسار الأول لا يجعلنا نخرج من اهتماماتنا الداخلية والمسار الثاني لا يجوز أن يغرقنا ويسقطنا في مشاكلنا الداخلية على حساب المسار الأول، هذا هو التعقيد في معركتنا الذي يجب أن نواصله وأن نخوضه.

اليوم شعبنا اللبناني يجب أن يعرف وكل الذين يقفون على محطات البنزين والمازوت والصيدليات وليرتهم أين أصبحت ومعاشاتهم أين أصبحت، يجب أن لا يغفلوا عن كامل الأسباب الحقيقية للأزمة، في دول المنطقة ذات الشيء. نعم هناك أسباب حقيقية ترتبط وبكل صراحة بأزمة النظام في لبنان، نحن ليس فقط في أزمة حكومة، أزمة الحكومة في لبنان هي تعبر عن أزمة النظام، هي نتاج أزمة النظام، هناك أزمة نظام في لبنان، هناك أزمة سياسية في لبنان، هناك فساد مستشري، هناك سرقات بلا حدود، هناك احتكار بلا حدود، حتى اليوم غير مفهوم الذي يجري في موضوع البنزين والمازوت وفي تجديد أسبابه، أحيانا يتم المبالغة في بعض الأسباب، يقولون لك التهريب، اذهبوا واضبطوا موضوع التهريب، كم نسبة التهريب؟ ولكن شاهدوا نسبة الاحتكار الهائلة والمحمية والمتروكة. حسنا، عندنا مشكلة، صحيح، أزمة سياسية، أزمة فساد، أزمة إدارة، أزمة حكومة، أزمة احتكار، أزمة مسؤولية، اسمحوا لي حتى على المستوى الشعبي، أزمة وعي حتى على المستوى الشعبي، هنا لا نجلد أناسنا، هناك كثير من الناس واعين، ولكن هناك أناس يأخذون أمور إلى حيث يريد العدو في الحقيقة، تحتاج إلى القليل من الصبر، ليس له معنى أن تقوم الناس بإطلاق النار وتضرب بعضها بالسكاكين على محطة البنزين، هذا جهل، هذا جهل ليس بعده جهل".

وقال: "في كل الأحوال، لكن هناك سبب آخر، سبب حقيقي، سبب كبير جدا جدا جدا، اسمه الأميركي والسياسة الأميركية التي تحاصر، التي تعاقب، التي تمنع أي مساعدة يمكن أن تأتي من العالم، سواء جاءت على شكل ودائع في المصرف المركزي أو جاءت على شكل هبات أو جاءت على شكل قروض، أميركا هي التي تمنع، أنتم أصدقاء أميركا في لبنان ألا تعرفون ذلك؟ ألا تخجلون من ذلك؟ السفيرة الأميركية التي تخرج علينا كل يوم لتنظر على اللبنانيين وتذرف دموع التماسيح على اللبنانيين، حكومتها وإدارتها، أليست هي التي تمنع أي دولة في العالم من أن تقدم مساعدة أو هبة أو وديعة أو قرض للبنان ولأهداف سياسية لا ترتبط بلبنان وإنما في خدمة الاحتلال الإسرائيلي، في خدمة مشروع تثبيت "إسرائيل"، في خدمة مشروع التوطين، في خدمة اغتصاب الغاز والنفط من مياهنا الإقليمية، في خدمة الأمن لإسرائيل، أليس كذلك؟ أليست الإدارة الأميركية هي التي تمنع البنوك اللبنانية من أن تأتي بأموالها ودولاراتها من الخارج؟ أليست الإدارة الأميركية هي التي تفرض العقوبات وتهدد بالعقوبات؟ أليست الإدارة الأميركية والسياسة الأميركية هي التي تمنع اللبنانيين، الحكومات اللبنانية، الدولة اللبنانية - حتى نوسع الإطار- من الاستعانة بأي صديق شرقي؟ ممنوع، الصين ممنوع، هنا لا نتحدث فقط للمحاججة، هناك فرص حقيقية لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان، فرص حقيقية، لبنان بحاجة إلى استثمارات، هذا لا يحتاج للكثير من الفلسفة، إما ودائع حتى تشد الليرة اللبنانية قليلا أو هبات أو مساعدات أو قروض أو استثمارات، والأفضل هي الهبات والاستثمارات لأنها لا ترتب تبعات على الميزانية وعلى الشعب اللبناني".

اضاف: "شركات صينية كبرى، شركات روسية كبرى جاهزة أن تستثمر في لبنان وعلى طريقة BOT ودون أن تدفع الدولة اللبنانية شيئا ثم يقال لها كلا كلا كلا.. يعني المسؤولين اللبنانيين حقا عقلهم لا يصل إلى أن هذا يحيي الاقتصاد اللبناني ويحيي البلد ويعالج جزء كبير من أزمتنا ويؤمن عشرات آلاف إن لم يكن مئات آلاف فرص العمل، يعرفون، ولكن أنا أقول لكم بصراحة، الفيتو الأميركي، الخوف من الأميركيين، من أن يضعوا ليس الدولة اللبنانية والبنك المركزي على لائحة العقوبات، هناك خوف شخصي، أن يضعونا، أن يضعوا أشخاصنا وبيوتنا وزوجاتنا وأولادنا على لائحة العقوبات، فليضعوا على لائحة العقوبات، إذا كان إنقاذ البلد من الاحتلال، قام الشعب اللبناني في مناطقه المتعددة بأحزابه وفصائله المتنوعة وقدم خيرة شبابه رجالا ونساء شهداء من أجل إنقاذ لبنان وتحرير لبنان، ألا يستحق لبنان وشعب لبنان من أجل إنقاذه ماليا ومعيشيا واقتصاديا أن يضحي السياسيون في لبنان ويتحملوا، أن توضع أسماؤهم على لوائح الشرف الأميركية؟ لماذا لا نملك الجرأة والشجاعة!؟ وإلا قولوا لي ما هي الحلول، ماذا ننتظر؟ اللبنانيون ينتظرون الموت البطيء، الكل يتحدث عن انهيار ويبشرنا بالإنهيار ويختلفون عن الزمن الذي يفصلنا عن الانهيار. حسنا، هذه حلول حقيقية، هذه حلول واقعية، أميركا تهدد بوضع لبنان أو المسؤولين أو الشخصيات السياسية في لبنان على لوائح العقوبات، والواقع يقول لنا أن لبنان كل لبنان ذاهب إلى الموت، ماذا تفعلون؟ كيف تتصرفون؟ هذا لا يجوز أن يغيب عن البال في المواجهة الداخلية، حتى في المواجهة الداخلية هذا جزء من الصراع الأساسي، وأساسا هم هذا هدفهم، في غزة لسنوات حاولوا تحريض أهل غزة على المقاومة في غزة ووظفوا الحصار على غزة، في سوريا اليوم بعد أكثر من سنتين من الهدوء والاستقرار والأمن في أغلب المناطق السورية والمحافظات السورية، وعندما كانت سوريا تمني النفس بأن تأتي الشركات من كل أنحاء العالم، من الشرق ومن غير الشرق ومن العالم العربي وحتى الشركات اللبنانية كانت تتنافس للإستثمار في سوريا ونحن نعرف ذلك، جاء قانون قيصر الأميركي ليفرض الحصار على سوريا، ليهدد كل شركة تستثمر في سوريا ضمن نطاق معين بالعقوبات، فانكفأت الشركات وخافت وتراجعت حتى من الدول الصديقة لسوريا، وهذا من أجل الضغط على سوريا، العراق ما يزال يعاني، إيران ما زالت تعاني، اليمن محاصرة، غزة ما زالت في الحصار".

وتابع: " هذا هو منطق العقوبات في لبنان، هم بكل صراحة الأميركيون يقولون هدفنا في لبنان أن نثير الشعب اللبناني على المقاومة عموما وتحديدا أن نثير بيئة المقاومة على المقاومة، الجماعة لا يخجلون، لا يخبئون أهدافهم، هو قال قبل سنوات نحن أنفقنا 500 مليون دولار هذا في عام 2005 و 2006 فقط لتشويه صورة حزب الله، اليوم الأميركيون يقولون نحن نريد أن نثير الشعب اللبناني وبيئة المقاومة على المقاومة، إذا أيها اللبنانيون الشريك في تدمير عملتكم الوطنية، فيما تعيشونه أيضا من أزمات ومن مصائب، في الغلاء وفي الجوع وفي تدمير فرص العمل ، اعلموا أن الشريك الأساسي هي الإدارة الأميركية والسياسة الأميركية والسفارة الأميركية في لبنان التي تضحك عليكم بكمامتين وثلاثة من هنا وبابتسامات خبيثة. نعم هناك مشاكل أخرى لكن المشاكل الأخرى - أنا لا أريد أن أدافع - لكن المشاكل الأخرى كانت دائما موجودة، الفساد واللصوصية والسياسات الخاطئة على مدى عشرات السنين، ولكن الفارق أنها كانت محمية من السياسات الأميركية ومن الإدارات الأميركية المتعاقبة، وأهم اللصوص والمفسدين والفاسدين في لبنان هم أصدقاء أميركا في لبنان أيضا، لماذا سكتت أميركا عنهم خلال كل السنوات الماضية وجاءت الآن لتحارب الفساد، هي ليست صادقة حتى في حديثها عن الفساد، هذا غطاء للمعركة الاقتصادية الحقيقية، اليوم عندما نجد المناقشات الاسرائيلية الأميركية نجدهم بوضوح يتحدثون، بعد فشلهم في حرب تموز 2006، وأنا أقول لكم حتى الآن فشلوا، نحن ‏‏2021، لسنوات هددونا بالحرب، هددونا بالقصف، بقصف أماكننا ‏ومعسكراتنا ومصانعنا، إذا لم نتوقف في موضوع الصواريخ الدقيقة، ‏وكل تهديداتهم ذهبت هباء، لأنهم يعرفون طبيعة المعادلة، لأنهم يعرفون ‏أن الحرب مع لبنان ليست نزهة، نهدد بتدمير لبنان وتحطيم لبنان، يهدد ‏ويهدد ولكنه يعرف أيضا الثمن في المقابل، حسنا على ماذا يراهنون؟ ‏اليوم كل مراكز الدراسات عند العدو الإسرائيلي، أمالهم كبيرة من خلال ‏الأزمة الإقتصادية والمعيشية في لبنان، لذلك هنا أقول على شعبنا، أولا ‏أن يتسلح بالوعي وأن يتسلح بالصبر وبالعزم، نعم وبالعمل الجاد لنعالج ‏هذه الأزمات ولكن في الحد الأدنى أن نصمد فيها".

وفي مسألة الحكومة قال: "الآن عاد رئيس الحكومة المكلف، من المفترض أن تكون هذه ‏الأيام أياما حاسمة، لا أريد أن أقول شيئا الآن، لأنه هناك لقاءات ستعقد ‏اليوم وغدا وبعد غد يمكن أن ترسم صورة المشهد الحكومي بشكل ‏واضح.

لدينا أيضا الأنباء التي سمعناها في وسائل الإعلام عن ادعاءات ‏على رئيس حكومة تصريف الأعمال وعلى عدد من الوزراء السابقين ‏وعلى عدد من القادة العسكريين والأمنيين ولم نقرأ أسماء قضاة ولا قيل ‏أنه يوجد قضاة، طبعا من المؤسف أن يعرف المدعى عليهم أسماءهم ‏والإدعاء عليهم من وسائل الإعلام، وحتى هذه اللحظة على ما أظن - ‏يعني لليوم صباحا بالحد الأدنى - لم يبلغ أحد رسميا أنه أنت مدعى عليك أو مطلوب للتحقيق في قضية المرفأ، طبعا هذا شكل من أشكال التوظيف ‏السياسي لهذه القضية ونحن سابقا رفضنا هذا الموضوع ونعود ونرفض ‏هذا الموضوع.

اليوم أنا لن أعلق سأترك التعليق لاحقا حتى تصل ‏الإخبارات القضائية الحقيقية، لنرى هل ما تم تداوله في وسائل الإعلام ‏صحيح أو ليس بصحيح، هل ما تم تسريبه صحيح أو ليس بصحيح، نحن ‏في السابق تحدثنا عن موضوع المعايير واختلاف المعايير، ونحن ما ‏نسعى إليه على مقربة من الذكرى السنوية للانفجار ولهذه المجزرة ‏المهولة العدالة والحقيقة.

حتى الآن ما زالت العدالة بعيدة والحقيقة ‏مخفية، على مدى سنة وعلى مدى أشهر طالبنا قاضي التحقيق السابق ‏والقاضي العدلي الحالي، طالبناهم بأن ينشروا ملف التحقيق الفني التقني ‏حول هذه الحادثة المهولة وحتى الآن لا حياة لمن تنادي، هل ما حصل ‏هو تفجير؟ هل ما حصل هو أمر متعمد؟ هل ما حصل هو سببه الإهمال؟ ‏هل ما كان في مرفأ بيروت صواريخ للمقاومة؟ هل كان في مرفأ بيروت ‏مخازن سلاح للمقاومة كما قيل في الأيام الأولى والأسابيع الأولى؟ هذا ‏جزء من حملة الأكاذيب التي لم نتفرغ لأن نعطي شواهد عليها، وتعرفون ‏أنه ليست بحاجة إلى شواهد، حتى الآن لا حديث عن الحقيقة، حتى ‏لعوائل الشهداء، لا تريد أن تقيم مؤتمر صحفي يا أخي فلتجمع عوائل ‏الشهداء ولتقول لهم كيف استشهد أولادهم، هل يوجد صاروخ إسرائيلي؟ ‏هل يوجد عدوان إسرائيلي؟ هل يوجد متفجرات؟ هل يوجد إستخدام من ‏المقاومة للمستودعات في المرفأ؟ هل يوجد إهمال، تقصير؟ وثانيا، نريد ‏أن نرى هل يوجد وحدة معايير أو لا يوجد وحدة ومعايير، هل يوجد ‏عمل قضائي حقيقي أو يوجد إستهداف سياسي وحينئذ يبنى على ‏الشيء مقنضاه".

وتابع: "أما في الأوضاع المعيشية فيجب أن نواصل جميعا ‏العمل والضغط أيضا باتجاه الحلول الحقيقية، الحلول الناجعة، وليس ‏الأعمال الصغيرة أو البسيطة، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا من خلال ‏إرادة شجاعة واستعداد عال للتضحية لفتح الأبواب أمام إنقاذ الإقتصاد اللبناني".

وختم: "أشكركم أطلتم بالكم علي، أنتم معتادون علي ساعة ‏وأسحب قليلا إلى الساعة وربع، أنا إن شاء الله أتمنى لكم أن يكون ‏مؤتمركم منتج ومفيد وبالتأكيد سنستفيد من كل أفكاركم وأرائكم ‏وإبداعاتكم، أعطاكم الله العافية، مشكورين على كل جهودكم من الآن وفي ‏الماضي، ومشكورين سلف على حضوركم المخلص والصادق في هذه المعركة".

5*) الكتائب

6 تموز 2021

عقد المكتب السياسي اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل وقد استهل الاجتماع بدقيقة صمت على نفس نائب الرئيس السابق للحزب شاكر عون.

وتوقف المكتب السياسي في بيان، "امام استمرار المهزلة الحكومية والمناكفات اللامتناهية لأهل الحكم التي تدوس على مآسي الناس وآلامهم والذل الذي يعيشونه يوميا نتيجة تمسكهم بما يسمونه حقوقا دستورية وطائفية، سقطت مع تساوي اللبنانيين في الحرمان والعوز حتى أصبح البلد مضرب مثل في الانحطاط".

واكد أن "أركان منظومة الإنهيار هذه، عاجزون عن الخروج بأي حلول مهما توسط الوسطاء أو ناشد المناشدون، فضمائرهم ميتة ومسؤوليتهم محصورة بمكتسباتهم وقرارهم سلموه الى حزب الله ليكون الراعي الرسمي لمحاصصاتهم وقرارات البلاد الاستراتيجية".

واعتبر ان "رحيل هذه المجموعة بات المدخل الوحيد لإنقاذ لبنان. على النواب الاستقالة من مجلسهم ومعهم رئيس المجلس، وعلى الرئيس المكلف الاعتذار وعلى رئيس الجمهورية الاستقالة، ليتمكن الشعب اللبناني من اعادة تكوين السلطة واخراج لبنان من محنته ووضعه على سكة التعافي".

واشار الحزب، الى انه "مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، يتطلع، مع اهالي الشهداء، الى احقاق الحق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة دون استثناء او خيم منصوبة فوق رأس اي طرف مهما علا شأنه"، رافضا "اي محاولة للتصويب على مسار التحقيقات او استباق نتائجها في محاولة للتأثير على مجرياتها".

وشدد على "وجوب رفع الحصانات وإعطاء الأذونات عن كل المستدعين في مجلس النواب ونقابتي المحامين في بيروت والشمال، وفق الأصول القانونية والدستورية دون تلكؤ أو تباطؤ".

واكد الحزب في هذا الإطار، انه "يراقب عن كثب مع اهالي الشهداء واللبنانيين المسار الذي تسلكه القضية ولن يسكت عن اي انحراف، فلقد آن الأوان لإحقاق الحق وتطبيق مبدأ المحاسبة فزمن الافلات من العقاب ولى".

6*) التكتل العوني

6 تموز 2021

عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، وجدد التكتل في بيان، دعوته "الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاسراع في تأليف الحكومة برئاسته رحمة بالبلد وناسه"، واكد في الوقت نفسه "إستعداد التكتل تقديم كل دعم ممكن للحكومة العتيدة في الاصلاحات التي تنوي القيام بها".

وكرر التكتل مطالبته ب"السير بلا تلكؤ، في التدقيق الجنائي في مصرف لبنان كما في كل الوزارات والإدارات والمؤسسات والصناديق، خصوصا أن الجميع باتوا على يقين بأن هذا التدقيق هو ممر الزامي لكل اصلاح، ومن دونه لن يحصل لبنان على أي دعم خارجي"، واكد "متابعته هذا الموضوع حتى إقراره، ولن يسكت عن أي تلكؤ أو أي تأخر في حال إستمراره".

كما واكد "ضرورة تحمل مصرف لبنان كامل مسؤولياته في تأمين استيراد المواد التي تتصل بالأمن الإجتماعي للبنانيين، وخصوصا الدواء والمحروقات والخبز، لا سيما بعدما تم تأمين التغطية القانونية اللازمة، وإلا فإنه يتحمل مسؤولية أي نقص في المواد وأي فوضى ناجمة عن ذلك". واستغرب التكتل في هذا السياق، "الشعبوية والإزدواجية التي يتعاطى بها بعض الأحزاب في ما خص ملف الدعم. هؤلاء صموا آذان اللبنانيين بالمجاهرة برفضهم سياسة الدعم بذريعة عدم جواز المس بالإحتياط الإلزامي حماية لأموال المودعين، وفي لحظة الحقيقة إنقلبوا على أنفسهم، فإفترشوا الشوارع وأقفلوها طلبا للمازوت المدعوم من أموال المودعين إياهم".

ورأى التكتل أن "دعوة رئيس الحكومة حسان دياب الى عدم ربط الإصلاحات بتأليف الحكومة، تضيء تماما على الأهمية القصوى لإقرار القوانين الإصلاحية في مجلس النواب، حيث يسجل للمجلس إقراره بعضها ويؤخذ عليه التأخر المفرط في بعضها الآخر، وخصوصا قوانين كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة واستعادة الأموال المحولة والكابيتال كونترول وقانون إستقلالية القضاء والمحكمة المالية الخاصة وغيرها"، ودعا الى "الاسراع في إقرارها وتخطي أي حسابات لا تزال تؤخرها".

7*) الاحرار

6 تموز 2021

رأت أمانة الاعلام في حزب الوطنيين الأحرار في بيان، أن "7 تموز ما هي الا ذكرى اليمة، تمر في ذاكرتنا وتعيش معنا، وتأكل يوميا من أطباقنا. ولم ننس... وكيف ننسى رفاقا لنا واجهوا ببطولة ورجولة على كل جبهات القتال، من عيون السيمان الى تل الزعتر، من عين الرمانة إلى كفرشيما وصولا الى شكا، فكانوا ابطالها وإذا بهم يقتلون أمام بيوتهم او على أسرتهم في المستشفيات او يرمون من طوابق عليا"...

وتابع البيان: "انها سخرية القدر... لم ننس وكيف ننسى شهداءنا في الصفرا، طبرجا، ادما وكفرياسين؟... ورأى أن "القتل لا يجلب الا القتل... العبرة في ممارسة لغة الحوار وليس لغة القتال. هكذا علمنا الرئيس المؤسس وسنبقى على هذه التعاليم ثابتين، كما فعل الرئيس الشهيد داني ومن ثم الرئيس دوري. والعبرة اليوم في التلاقي حول فكرة تحرير لبنان من كل الاحتلالات العسكرية والمافياوية الفاسدة التي اغرقت لبنان بالديون وحطمت قطاعات وفجرت عاصمته... وفي الحفاظ على مكتسبات صنعت من لبنان عاصمة للعلم والثقافة... والتنازل عن مكاسب واهية لا تشبع بطونا فارغة ولا تملأ جيوبا فارغة. والعبرة اليوم في التعاضد بين كل مكونات المجتمع بعيدا من الأنانية والتفرد".

وختم البيان: "كلنا أمل في أن تكون ذكرى 7 تموز بابا نعبر منه جميعا الى مستقبل مشع للبنان جديد كما نتمناه للأجيال المقبلة، واعدين شهداءنا الابطال اكمال المسيرة حفاظا على ذكراهم وصونا للبنان الازلي الابدي السرمدي".

8*) الوفاء للمقاومة

8 تموز 2021

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة"، بعد ظهر اليوم، اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وصدر عنها بيان قالت فيه: "بالمباشر، ومن دون أي مقدمات، إن كل ما نشهده على الساحة اللبنانية من تطورات وخيبات وتحولات، يفرض الإسراع في تشكيل الحكومة ليس من أجل استنهاض أوضاع البلاد فقط، بل من أجل الحؤول دون الانهيار التام والشامل لبنية الدولة وما تبقى من مؤسساتها المرتفعة الهياكل، والمعطلة الدور والفاعلية. وإننا نرى أن التردي المريع لأوضاع الدولة وبنية مؤسساتها ودورها لم يحرِّك لدى المعنيين البدائل المتاحة حتى الآن، ولا يزال التعاطي مع التعثر الحكومي كأنه أمر عادي جدا قد اعتاد اللبنانيون عليه ولهم تجاربهم العديدة في التكيف مع التعطيل الناجم عنه".

أضاف البيان: "إن كتلة الوفاء للمقاومة التي تشارك المواطنين هواجسهم إزاء تعثر التشكيل الحكومي، وتطلعاتهم نحو إيجاد حلول ومعالجات للمشاكل التي توالت خلال الفترة الماضية على المستويات الاقتصادية والنقدية والاجتماعية، أو على مستوى المعاناة من الغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية والأساسية، أو صعوبة الحصول على المواد الحيوية كالدواء والبنزين والمازوت، يهمها أن يدرك اللبنانيون ما يأتي:

1- إن الوقت لا يزال يسمح باستنهاض بعض الأوضاع عبر تشكيل حكومة إنقاذية قادرة وفاعلة، يتم التفاهم عليها بين كل القوى السياسية الحريصة، إذا ما صدقت النوايا وعلا هم الانقاذ على كل هم آخر.

2- تدعو الكتلة المسؤولين المعنيين بتأليف الحكومة إلى حسم المواقف، كي لا يبقى الوضع رماديا وكي لا يبقى اللبنانيون في حيرة من أمرهم. ورغم كل شيء، فإن ما يتيحه الحسم اليوم للبنانيين، هو أفضل مما لو تأخر لأن في ذلك خسارة للوقت ولفرص قد لا تتوافر لاحقا.

3- لقد أثبتت المحنة التي يمر بها لبنان منذ أكثر من عام أن الدولة الرخوة التي لا تطبق فيها القوانين ولا تصان فيها الحقوق، هي الدولة التي تفضل القوى والدول الناهبة في العالم التعامل معها لتمرير سياساتها وتوظيفها فيما يخدم مصالحها المحلية والإقليمية. إن اللبنانيين جميعا مدعوون لحزم أمرهم والتوجه لبناء دولة القانون والمؤسسات التي تمنع تسلل الفاسدين والناهبين لإيقاع البلد في محن مماثلة.

4- مع بدء فقدان الأدوية والهجرة الملحوظة للأطباء من لبنان وبعد التحقق من وجود اصابات بالمتحور الجديد لفيروس كورونا (دلتا) المعروف بسرعة انتشاره وسهولة العدوى به، تدعو الكتلة وبشدة إلى التزام الارشادات والاجراءات الصحية المطلوبة والإقبال الكثيف على أخذ اللقاح.

5- ختاما، تتقدم الكتلة بأحر التعازي الاخوية من الشعب الفلسطيني المقاوم ومن كل قوى النضال القيادي أحمد جبريل - أبو جهاد وقيادة الجبهة الشعبية القيادة العامة، التي كان له شرف تولي أمانتها العامة. وتعتبر أن القضية المركزية التي قضى عمره الكفاحي في سبيل نصرتها والدفاع عنها ستبقى أمانة لدى كل أبناء فلسطين والأحرار في المنطقة والعالم".

9*) التيار العوني

10 تموز 2021

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" إجتماعها الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، وأصدرت البيان الآتي:

"ليس أمرا عاديا ولا طبيعيا أن يصبح تشكيل الحكومة في لبنان موضوع بحث متنقل بين العواصم، فيما المعني الأول يتجاهل واجبه الدستوري على الرغم من مرور ما يقارب تسعة أشهر على تكليفه. وإذا كان الوقت المستنزف لا يكفي لهز الضمير، ألا يهز الضمير مشهد الناس الخائفين على حياتهم، الواقفين بغضب وقهر أمام المحطات، بحثا عن الوقود والصيدليات وعن الدواء المفقود؟".

أضاف البيان: "إن الهيئة السياسية التي تعتبر تشكيل الحكومة شأنا سياديا، تتوقف عند قيام السفراء المعتمدين في لبنان بزيارات الى الخارج للمساعدة في تأليف الحكومة وإخراج لبنان من أزمته المالية، وتسأل الهيئة الذين أصروا طويلا على إنكار البعد الخارجي في عرقلة التشكيل، ماذا يقولون اليوم وقد سقطت كل الإفتراءات التي حملت زورا وعلى مدى أشهر رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر مسؤولية العرقلة؟ وعلى الرغم من ذلك، فإن التيار يدعو رئيس الحكومة المكلف الى أن يحسم أمره سريعا رأفة باللبنانيين ويقوم بتشكيل الحكومة، بعدما ذللت كل العقبات الداخلية من أمام تشكيلها".

وتابع: "تتابع الهيئة السياسية بإهتمام موضوع إسقاط الحصانات عن الذين طلب المحقق العدلي إستجوابهم، وتؤكد أنه أمام جريمة بحجم المرفأ، لا شيء يعلو فوق العدالة، ولا الحصانات أسمى من الحقيقة. على مسافة أيام من مرور السنة الأولى على وقوع الإنفجار ينتظر اللبنانيون معرفة الحقيقة من كل جوانبها، حول معرفة من أهمل وظيفيا، ومن إستورد وصدر وإستعمل جرميا وعمن ‏يمكن أن يكون قد فجر إرهابيا، وتحذر الهيئة من أي تضليل يختصر الجريمة بالإهمال الوظيفي ومن أي مزايدات تظلم أبرياء وتحمي متورطين، وتشدد على وجوب مثول جميع المطلوبين للاستجواب أيا كانت مواقعهم ومراتبهم، فالوصول الى الحقيقة ومعاقبة المرتكبين والمتورطين والمقصرين هو الأولوية التي طال إنتظارها".

وختم البيان: "تنتظر الهيئة أن يلتزم المصرف المركزي بإعتماد منصة رسمية لسعر الدولار الحقيقي، وأن يلتزم بتأمين التمويل اللازم لإستيراد المحروقات والدواء، مع التشديد على ضرورة الإسراع بإنهاء الآليات الواجبة بحسب القانون لإصدار البطاقة التمويلية وتنفيذ برنامج ترشيد الدعم. وتشجع الهيئة اللبنانيين أفرادا وبلديات وتعاونيات على زيادة المساحات الزراعية لإنتاج المواد الغذائية في ظل الأزمة المالية الحادة التي جعلت الإستيراد يزداد صعوبة، وفتحت في المقابل باب العودة الى الإقتصاد المنتج، كذلك على الإستثمار أكثر في المشاريع الصناعية والسياحة الداخلية".

10*) عظة الاحد

11 تموز 2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه المطران حنا علوان والقيم البطريركي في الديمان الأب طوني الآغا والاب شربل بيروتي وأمين سر البطريرك الأب هادي ضو. وحضر القداس وفد من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" وعدد من المؤمنين. وخدمت القداس جوقة حدشيت.

بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة الأحد الثامن من زمن العنصرة بعنوان "هوذا عبدي الذي اخترته" (متى 12: 18). وقال فيها: "عبد الله، في الكتاب المقدس تشتق لفظته من فعل عبد. وبالتالي هو عابد الله المحب والحافظ رسومه ووصاياه. فيختاره الله ويرسله. عبد الله بامتياز هو يسوع المسيح الذي تنبأ عنه أشعيا النبي، وعن اختياره وإرساله لفداء العالم بآلامه. عبد الله المختار والمرسل هو كل مسيحي بحكم المعمودية والميرون، وكل كاهن وأسقف بحكم الدرجة المقدسة، وكل راهب وراهبة بحكم النذور الثلاثة: الطاعة والعفة والفقر. والكنيسة إياها، بكونها جسد المسيح السري هي أيضا عبد الله. وقياسا، نستطيع القول إن كل مسؤول في العائلة والمجتمع، والكنيسة والدولة، هو نوعا ما عبد الله لأنه مختار إما من الله كما هي الحال في العائلة والكنيسة، وإما من الشعب في المجتمع والدولة. وهو بهذه الصفة خادم الخير العام والجماعة".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية التي نقدمها ذبيحة شكر لله على نجاح العملية الجراحية التي خضع لها في هذا الأسبوع قداسة البابا فرنسيس. ونصلي كي يستعيد كمال صحته فيواصل رسالته المقدسة على رأس الكنيسة. واذ أرحب بكم جميعا، وخاصة بالوفد من مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية، وبعائلة المرحومة أنطوانيت بيلان البيروتي: زوجها العزيز جورج، وأولادها الممثلين عزيزنا الأب شربل بيروتي، الراهب اللبناني الماروني. وقد ودعناها معهم بدموع الأسى والصلاة منذ أسبوعين، نصلي لراحة نفسها في الملكوت السماوي، ولعزاء أسرتها".

وتابع: "يضع الله روحه على كل من هو عبد الله المحب لله الذي يختاره، ويرسله لكي يبشر الأمم بالحق، لأن في الحقيقة خير كل إنسان وسعادته وخلاصه. هذه الحقيقة مثلثة وهي حقيقة الله، وحقيقة الإنسان، وحقيقة التاريخ. وتجلت بكاملها في شخص المسيح وسلمت إلى الكنيسة لإعلانها لجميع الأمم. هذه الحقيقة المطلقة تنير كل الحقائق النسبية، وتحرر وتجمع. يصف أشعيا النبي روحانية عبد الله المرسل وفضائله وهي: المحافظة على روح الرب الذي أفيض عليه سواء بالمعمودية والميرون أو الدرجة المقدسة أو النذور الرهبانية، الهدوء والوداعة في القول والعمل: لا يصيح ولا يماحك ...، الصبر ورجاء الانتظار: قصبة مرضوضة لا يكسر، وسراجا مدخنا لا يطفئ، الثبات في إعلان الحق بوجه الباطل والرفض والاضطهاد مع اليقين بأن النصرة تأتي من عند الله: يعلن الحق حتى النصر، أن يكون الرسول محط آمال الشعب وعلامة رجائهم: على اسمه تتكل الأمم".

وقال: "في ضوء نبوءة أشعيا النبي في إنجيل اليوم لا بد من تذكير المسؤولين في الدولة عندنا وكل الذين يتعاطون الشأن السياسي، أنهم انتدبوا من الشعب من أجل توفير الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن، لا لخدمة خيرهم الخاص، ومصالحهم، على حساب الدولة والشعب، كما حذرهم البابا فرنسيس في كلمته الختامية ليوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام فيه في أول تموز الجاري. إنه لمن المخزي حقا أن يمعن هؤلاء المسؤولون عندنا في هدم الدولة ومؤسساتها وإفقار شعبها وتهجير خيرة قواها الحية، وتقويض وحدتها الداخلية، فيما حاضرة الفاتيكان والدول العربية والغربية تولي اهتماما بالغا بالقضية اللبنانية. وما زالت الدول، الحريصة على بقاء هذا الوطن المميز، تلتقي وتتشاور وتعمل معا على بلورة حل سياسي بين اللبنانيين يعالج إشكالية وجود لبنان كدولة تتعرض دوريا لخضات وأزمات وحروب بسبب تعدد ولاءات مكوناتها واختلافها على السلطة، وبسبب التدخلات الخارجية السلبية والمشاريع المذهبية التي تطوف في الشرق الأوسط وتجول. وحري بالأطراف اللبنانيين أن يلبننوا الحل الدولي بتقديم مشاريع حلول بناءة عوض الإمعان في هدم الموجود من دون تقديم بديل واقعي ينسجم مع الشراكة المسيحية ـ الإسلامية، وجوهر وجود لبنان الكبير، ودوره الحضاري في المنطقة".

أضاف: "إننا بالامتنان نثمن المساعي التي تقوم بها هذه الدول للتخفيف من معاناة اللبنانيين، كل اللبنانيين، في مجالات الصحة والغذاء والتعليم والطاقة، ونشجع المترددين، حتى الآن، إلى مساعدة شعب لبنان، بعيدا عن أي اعتبار عقائدي أو سياسي. فلا سياسة في الحالات الإنسانية، والصديق عند الضيق".

وتابع: "مطلوب من الدولة اللبنانية وبإلحاح ملاقاة المجتمع الدولي من خلال تأليف حكومة تتمتع بالمواصفات الإصلاحية والحيادية. إن العالم يكرر نداءاته، فيما المعنيون بتشكيل الحكومة يمتنعون عن القيام بواجباتهم الدستورية والوطنية حتى شكليا. فرغم الانهيار الشامل لا يزالون يتبادلون الشروط المفتعلة قصدا لتأخير تأليف الحكومة. فلا عبارة الاتفاق مع الرئيس المكلف تعني تعطيل التشكيلات المقدمة، ولا التكليف يعني تكليفا أبديا من دون تأليف حكومة. إن مصلحة الشعب تعلو على كل التفسيرات والاجتهادات الدستورية والحساسيات الطائفية. لن نسمح، مع ذوي الإرادة الحسنة، بسقوط البلاد بين أطراف لا تريد حكومة وأطراف أخرى لا تريد دولة".

وقال: "إن وحدة الدولة تبقى ركيزة الوجود الوطني. فلا دولة مستقلة ومستقرة وآمنة مع تعدد السلطات فيها، فيفتح كل طرف سياسة خارجية على حسابه، وسياسة دفاعية على حسابه، ويقرر تطبيق الدستور ساعة يشاء، ويعطله متى يحلو له. إن الصداقات مع الدول شيء، والانحياز الاستراتيجي إلى محاور عربية وإقليمية ودولية شيء آخر. لذلك، إن الحياد هو حل خلاصي للبنان، وخصوصا أنه لا يحول دون تعزيز العلاقات مع أي دولة وتقوية الصداقة معها لمصلحة لبنان، باستثناء تلك التي لا تكف عن استعدائنا".

أضاف: "اليوم، ونحن على عتبة السنة الأولى من مأساة تفجير مرفأ بيروت، لم تعرف بعد، بكل أسف، ملابسات هذه المجزرة المشبوهة: من تسبب بها؟ كيف حصلت؟ إننا ندعم القضاء لبلوغ الحقيقة وفق عمل نزيه ومتجرد بعيدا عن الضغوط السياسية. ونطالب الجماعة السياسية تسهيل عمل القضاء لأن الشعب لا يغفر لمن يعرقل مسار التحقيق أو لمن يسيسه أو لمن يغطي أي شخص تثبت التهمة عليه. ويدمي القلب أن يجعل السياسيون من رفع الحصانة عن وزراء ونواب وعسكريين استدعاهم القضاء لسماعهم، قضية تفوق ثمن دماء المايتي ضحية ودموع أهاليهم النازفة ومصيباتهم، وثمن آلام الخمسة آلاف جريح، وثمن خسارة سبعة آلاف من البيوت والمؤسسات التي تهدمت، وثمن تشريد وتهجير منطقة من بيروت، وثمن هدم المرفأ ومحتوياته هدما كاملا، وقطع هذا المرفق عن محيطه، وهو منذ سنة مائل أمام أعيننا كشبح الموت. فيا للعار! فلتكن نزاهة القضاء المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة. فلماذا تخافون إذا كنتم أبرياء؟ يجب التمييز بين الأذونات الإدارية لرفع الحصانة، والبحث القضائي عن الأدلة".

وختم الراعي: "نكل أمرنا اللبناني إلى العدالة الإلهية، لتنير عدالة الأرض".