تقرير أسبوعي دولي - 89-2021

تقرير أسبوعي دولي - 89-2021
الأحد 16 يناير, 2022

 

رقم 89/2022

تقرير دولي  10-16 كانون الثاني /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

بعد لقائه رئيس الجمهورية لإبلاغه موافقة كتلة حزب الله الايراني في لبنان حضور جلسة الحوار الذي دعا إليها، صرّح رئيس الكتلة النائب محمد رعد من بعبدا "أنهم موافقون على المشاركة في الحوار وأنهم أسياد هذا البلد"!

إلى ذلك، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مع نهاية الاسبوع، أن "أربعة أسباب أدَّت إلى التدهور الاقتصادي والمالي والاجتماعي في لبنان وهي، الحصار الأمريكي الظالم على لبنان، الفساد المستشري في داخل البلد، السياسات الاقتصادية والمالية على مدى ثلاثين عاما، وأداء حاكم مصرف لبنان في الموضوع المالي!! ولمعالجة هذه الأسباب يجب مواجهة الحصار كما فعل الحزب بموضوع المازوت الايراني (والذي ترافق مع فضائح من داخل الحزب نفسه)، كما يجب مواجهة عملاء السفارة الاميركية الذين "يتقاضون" أموالاً منها ويساهمون في هذا الحصار، كذلك يجب إصلاح القضاء وتنظيفه من القضاة الفاسدين والمسيّسين. أما بالنسبة لحزب الله الايراني في لبنان، فهو "مقاومة شريفة حرَّرت لبنان، وله تجربة سياسية مجبولة بالنزاهة والأخلاق والوفاء والصدق، وقام بخدمات اجتماعية وتكافل اجتماعي، ولديه التفاف شعبي واسع في لبنان، ولا ينازعه أحد لأنه أقوى حزب سياسي على المستوى الشعبي والتأييد في لبنان"، ولذلك في الانتخابات القادمة سـ"تظهر" الحقائق للجميع!

هذا كان خلال الاسبوع، أما يوم السبت وبعد أكثر من ثلاثة شهور على تعطيل مجلس الوزراء بحجة "قبع" المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت الارهابي، القاضي طارق البيطار، أعلن "ثنائي" أمل-حزب الله موافقتهما حضور جلسات مجلس الوزراء "المخصصة لإقرار الموازنة العامة للدولة ومناقشة خطة التعافي الاقتصادي وكل ما يرتبط بتحسين الوضع المعيشي والحياتي للبنانيين"-فقط، وذلك "استجابة لحاجات المواطنين الشرفاء وتلبية لنداء القطاعات الاقتصادية والمهنية والنقابية، ومنعا لاتهامهما الباطل بالتعطيل وهما الأكثر حرصا على لبنان وشعبه وأمنه الاجتماعي"، وبعد أن تأكدت عملية تعطيل عمل القاضي البيطار!

وهنا يجب على هؤلاء "المواطنون الشرفاء" التوجّه بالشكر والتبجيل للثنائي على خطوتهما الوطنية، بحيث أنه من الآن وصاعداً ستنتهي معاناة الشعب اللبناني على كافة الصعد!

فبحضور وزراء حركة أمل وحزب الله (هذا بالرغم من أن حكومة الرئيس ميقاتي هذه هي حكومة-تكنوقراط والأحزاب ليس لها وزراء فيها) لجلسات مجلس الوزراء يستعيد الاقتصاد اللبناني عافيته، وتستعيد الليرة اللبنانية قيمتها، وتتأمّن أقساط المدارس والجامعات وكذلك تستعيد المستشفيات كوادرها التي هاجرت بسبب الأزمة، كما أن التضخّم الذي تخطى عتبة الـ400% سينخفض إلى الصفر، وينخفض سعر المحروقات وتتأمن الكهرباء 24/24 ويتامن الدواء و...!!!

بالفعل "يلي استحوا ماتوا"- كما يقول المثل اللبناني!

أما الواقع وراء ما حصل فهو أن الوضع الإقليمي قد بدأت ملامحه تتغيّر، ففي حرب اليمن، يتقدم الجيش الوطني على الجبهات فيما ميليشيا الحوثي تتكبّد الخسائر، وفي العراق يتقدّم التيار الصدري على الفصائل الموالية لايران بشكلٍ واضح في العملية السياسية، أما في فيينا فالمشهد يؤكد تزايد الضغوط على ايران بحيث أصبحت عملية التوافق على إتفاق نووي جديد ربما قريبة من الحصول، أما داخلياً فقد أصبح الحزب في موقفٍ دقيق جداً حيث يتحمّل مسؤولية التعطيل وما ترتّب عليه من تفاقم للأزمة الاقتصادية التي طالت الجميع ومن ضمنهم بيئته التي طالما تفاخر أمين عام الحزب بانها لن تتأثر بالأزمة!

وما حدث أخيراً يؤكّد أن الأزمة في لبنان سياسية بامتياز، والسبب وراء هذه الأزمة وتداعياتها الاقتصادية والمعيشية والصحية والمالية، هو الاحتلال الايراني من خلال وضع يد حزب الله الايراني في لبنان على القرار الوطني وتحكّمه بالمؤسسات.

ولذلك فإن رفع الاحتلال الايراني عن لبنان هو ما يجب العمل عليه بشكلٍ جدّي والتواصل مع الاغتراب اللبناني من أجل الضغط على مواقع القرار الدولي لحثّهم على رفع هذا الاحتلال من أجل استعادة القرار السيادي للدولة اللبنانية التي بتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني ستكون قادرة على وضع الاسس لمعالجة الأزمات التي ضربت القطاعات كافة.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

متابعةً لموضوع الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ورفضه كما ذكرنا في التقرير السابق أفرقاء عدة، وبعد أن دعمت الكتلة العونية والتيار هذا الحوار، زار رئيس التيار والتكتل جبران باسيل قصر بعبدا وصرح بعد الزيارة إن من يرفضون الحوار يرفضون الحلول للمواضيع الثلاثة المطروحة على جدول أعماله رغم أهميتها، فموضوع اللامركزية الادارية والمالية الموسعة هو بند ميثاقي وارد في الطائف، ولا يمكن اكتمال عقدنا الاجتماعي من دون هذا الامر واللامركزية الادارية تكون مالية او لا تكون بالاساس. وقد طرحنا على الرئيس عون مناقشة موضوع اللامركزية الادارية والمالية، اذا تم الحوار، من ضمن اصلاح النظام السياسي ككل انطلاقا من وثيقة الوفاق الوطني وذلك للانتقال الى الغاء الطائفية بالكامل، وليس الغاء الطائفية السياسية فقط، وصولا الى الدولة المدنية بكل مندرجاتها؛ وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية فإنه أصبح ملحا اكثر فأكثر ومن خلاله نركن جميعا الى الدولة لتحافظ على عناصر القوة بالدفاع عن لبنان وحمايته دون ادخال لبنان بمشاكل الآخرين؛ اما موضوع خطة التعافي المالي والاقتصادي فله الاولوية وطرحه على طاولة الحوار لا يمس بعمل الحكومة، فالحوار لن يتطرق الى تفاصيل الخطة بل الى مبادئ عامة يؤدي كل يوم تأخير فيها الى تشليح اللبنانيين اموالهم!!! إلى ذلك اضاف أن الحوار يجب أن ينطلق بمن حضر!!

ومن ناحية أخرى رأى عضو "تكتل لبنان القوي" النائب إدي معلوف في حديث إذاعي، أن العناوين التي طرحها رئيس الجمهورية للحوار هي العناوين الخلافية التي يجب أن يتفق عليها اللبنانيون، مؤكدا أن هذا الوقت الحساس الذي يمر به لبنان هو الأنسب لقيام هذا الحوار الوطني، ومشيرا إلى أن من يعتقد أن الاستحقاق الانتخابي سيؤدي إلى تغيرات دراماتيكية فهو مخطئ!!

وفي إطار متابعة موضوع التهجم على المملكة العربية السعودية، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الايراني في لبنان الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة على ان هناك حربا اقتصادية ومالية دنيئة تشنها الادارة الاميركية والسعودية على لبنان وتستخدم فيها كل الاسلحة والوسائل بهدف الضغط على اللبنانيين لتبديل خياراتهم السياسية والانتخابية تحت تأثير الجوع والقلق والخوف!!

وقال أنه من الوسائل المستخدمة في هذه الحرب التلاعب بسعر الدولار ومنع الدول والحكومات من تقديم المساعدة للبنان وحماية الفاسدين في الداخل وعدم السماح بمحاكمة ومحاسبة حاكم مصرف لبنان وعرقلة الحلول للازمات وتسييس بعض القضاء اللبناني والتدخل فيه لمنع محاكمة ومحاسبة من اهدر المال العام واكل اموال المودعين وسمح بتهريب الاموال للخارج!! كما أشار إلى أنه اذا كانوا يعتقدون انهم يستطيعون بهذه الطريقة الدنيئة واللاخلاقية واللانسانية  ان يغيروا في مزاج الناس وقناعاتهم ويحصلوا على ما يريدون وينالوا من المقاومة في لبنان فهم واهمون ومخطئون.

إلى ذلك، أكد أن حزب الله الايراني في لبنان يعمل مع كل الذين يريدون "مصلحة لبنان" ليكون المجلس النيابي القادم "رهن ارداة اللبنانيين لا مرتهنا لارادة الخارج"، و"مؤسسة تحفظ هوية لبنان المقاوم وتعمل لتحقيق مصالح الشعب اللبناني لا المصالح الاميركية والاسرائيلية"!!!

كما أن حزب الله في هذا الإطار، كان قد نظم يوم الاربعاء مؤتمرا لمعارضين سعوديين في معقله في ضاحية بيروت الجنوبية لإحياء ذكرى إعدام رجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر. وبالرغم من إعلان وزير الداخلية، قبل بدء الذكرى عن إصدار التعليمات الحكومية اللازمة التي تقضي بعدم التعرض في الذكرى للمملكة العربية السعودية، تحت طائلة تطبيق القوانين، قام رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، بهجوم صاعق على المملكة العربية السعودية والنظام السعودي داعياً إلى مواجهة ما أسماه هيمنة وتدخلاً وأذية لشعوب وأوطان هذه المنطقة  تقوم بها الأسرة الحاكمة في المملكة، وفي خطاب ألقاه خلال الفعالية، التي أطلق عليها اسم "لقاء المعارضة في الجزيرة العربية" دعا صفي الدين إلى توقف السعودية عن التنمر وأن تكف أذاها ويدها عن لبنان ووقف التدخلات في شؤونه، مضيفاً أن المقاومة قادرة على بناء وطن سيد حر مستقل وشريف!!! ونقلت قناة "المنار" التابعة لـحزب الله أن المشاركين في المؤتمر اتهموا النظام السعودي بأنه عدو للحق والحقيقة ومناصر للإرهاب والاحتلال!! ما يؤكّد مجددا عدم احترام وحتى اعتبار حزب الله الايراني في لبنان للسلطة اللبنانية كما مصالح اللبنانيين في الداخل والخارج.

في سياق منفصل، اثار الإعلان عن تعرّض طائرتين لإطلاق نار في مطار بيروت هذه الاسبوع فضيحة مدوية. وفيما عكس توضيح وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، عن تقصير ولا مسؤولية، أعلنت شركة الطيران اليونانية “إيجيان” يوم السبت تعليق جميع رحلاتها الجوية إلى العاصمة بيروت، بعد تعرض إحدى طائراتها لأضرار اكتشفت في مطار بيروت الدولي!

على صعيد أزمة الكهرباء، قال مكتب رئيس الوزراء، يوم الجمعة، إن سفيرة الولايات المتحدة أبلغت الحكومة اللبنانية أنه ينبغي ألا تساورها أي مخاوف من قانون العقوبات الأميركية، فيما يتعلق بخطط تلقي إمدادات من الطاقة من دول بالمنطقة. وورد في بيان من مكتب رئيس الحكومة أن السفيرة دوروثي شيا سلمت ميقاتي كتاباً خطياً من وزارة الخزانة الأميركية أجابت خلاله على بعض الهواجس التي كانت لدى السلطات اللبنانية في ما يتعلق باتفاقيات الطاقة الإقليمية التي ساعدت الولايات المتحدة الأميركية في تسهيلها وتشجيعها بين لبنان والأردن ومصر.

في هذا الاطار، تناقل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مفاده ان اسرائيل هي من سيزوّد لبنان بالغاز عن طريق الاردن، بعد اتفاق سرّي بين تل أبيب وواشنطن وبموافقة روسية، وهو ما اضطرّ وزارة الطاقة لإصدار بيان نفت من خلاله الخبر وأكّدت أن الغاز الذي سيصل إلى لبنان مصدره مصر.

وفي هذا السياق، وجه السيناتور الجمهوري تيد كروز عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي تحذيرات قوية إلى لبنان بسبب خطط استخدام الغاز المصري الذي سيمر عبر سوريا إلى بيروت قائلا بأنه سيتم فرض عقوبات على لبنان وعلى كل الدول المشاركة في حال انتهكت العقوبات الأميركية، وقال في تغريدة له ردا على تطمينات السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا من عدم نية واشنطن فرض عقوبات على لبنان بسبب خط الغاز الذي سيمر عبر سوريا: "نصيحة سيئة للغاية. على لبنان أن يقلق من انتهاك العقوبات الأميركية. كما يجب على كل دولة مشاركة أن تقلق أيضا. وتابع "لن يسمح الكونغرس لفريق بايدن بإثراء وكلاء إيران، لا سيما الطغاة الدمويون مثل الأسد. وسيتم فرض العقوبات الأميركية".

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: إطلاق المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان في المركز اللبناني للبحوث والدراسات LCRS-Politica

– كلمة الافتتاح السياسية د.  فارس سعيد: يعيش غالبية اللبنانينَ اليوم قلقاً على المصير، جرّاءَ انهيار الدولةِ بتعطيلِ مؤسساتِها والتلاعُبِ بدستورِها والميثاق الوطني، وصولاً إلى استتباع القضاء وتعطيلِه - إن تجارِبَ المئوية الأولى من عمرِ الكيان الوطني اللبناني ظهَّرت ما يمكنُ اعتبارُه قاعدةً لتجاوز الأزماتِ المصيريّة. هذه القاعدة تقوم على ركنين أساسيين: مبادرةُ الداخل اللبناني إلى توفير إجماعاتٍ أو شب̊هِ إجماعاتٍ وطنية، وتوفُّرُ الريحِ الخارجية المؤاتية. هذان الركنان أو العاملان لا يستطيع أيٌّ منهما أن يحقّقَ الانجاز وحدَه. بَي̊دَ أنّ ذلك لا يعني الانتظارَ حتى جُهوزِ العاملِ الخارجي، وإنما ينبغي على الداخلِ أولاً أن ينهضَ إلى واجبِه وما تُمليه عليه وطنيتُه - الوطنيةُ هنا تعني المشترك لا الخاص، وإلا أصبحت الوطنية وجهةَ نظر، كما خَبِر̊نا في معظمِ الأزمات قبل انحسارها. ذلك أن لبنان يكون بكلّ بَنيه أو لا يكون، ولكلِّ بَنيه أو لا يكون. كذلك فإن هذا اللبنان يقومُ على قوةِ التوازن لا موازينِ القوى المتغيّرة - تتقاذف القوى السياسية الفاعلةُ كرةَ النار، ويُلقي كلٌ منها المسؤولية على الاخرين، وِفقَ شعار "الآخرون هم الجحيم". والأنكى في ذلك كلّه هو ردُّ الانهيارات إلى الفسادِ والإفساد حصرياً، مع إغفالِ حقيقةٍ أساسية هي أنّ الانهيارات، بما فيها الفساد، ليست سوى نتيجةٍ حتميّة لغياب السيادة والاستقلال، تحت وطأةِ احتلالٍ سوري سمّي "وصاية" أعقبَها احتلالٌ ايراني يسمى "نفوذ" منذ الطائف حتى الآن - اعتقد مع كثيرين يتزايدون باستمرار، أنّ رَفعَ الاحتلال، أكان سافراً أو مقنّعاً، هو المدخل الأساس لمعالجةِ النتائج وتصحيح البوصلة الداخلية والخارجية: الداخلية بالتزام وثيقة الوفاق الوطني والدستور، نصاً وروحاً وبنوداً كاملة؛ والخارجية بتصويب علاقاتنا مع محيطنا العربي والمجتمع الدولي. ذلك بالإضافة إلى تنفيذ قرارات الشرعيتين العربية والدولية، ولا سيما قرارات الإجماع العربي والقرارات الدولية 1559 و1680 و1701 - ما تقدّم يمثّلُ الدافعَ الرئيس لمبادرتنا إلى تشكيل "مجلسٍ وطني لبناني لرفعِ الاحتلال الايراني"، لا سيما وأن الداخل اللبناني (سلطةً قابضة ومعارضاتٍ متفرِّقة) يعاني من تشتُّتِ الأولويات وتضارُبِها في أكثر الأحيان، إلى درجةِ أنّ كلّ فريقٍ أو مجموعة باتت أولويّةُ الأولوياتِ عنده المحافظة على الذات، ولو على حساب المصير الوطني - نؤمنُ أنّ "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" ليس منبراً أو مِنصّةً للتزاحُم على حصّةٍ من الحصص، ولا بطبيعة الحال مِنبراً انتخابياً عشيّة هذا الاستحقاق الجوهري. إنه محطةٌ للمراكمة في مسيرةٍ طويلة، غايتُها تحقيق السيادة والاستقلال الناجزَي̊ن - نؤمنُ أنّ السيادة والاستقلال لا يتحققان لمرةٍ واحدة وإلى الأبد، بل هما في حالةِ إنجازٍ دائم، ضمانتُه سلامةُ العيش المشترك في "وطنٍ نهائيٍّ لجميع أبنائه، عربيّ الهويةِ والانتماء" ومنفتح على التطوّر والسلام العادل. ويترتّبُ على هذه القناعة، من بين ما يترتّب، أمران في غاية الأهمية: 1) "المجلس الوطني" ليس رقماً يُضاف إلى الأرقام الحاضرة، ينافسُها أو يُعاديها على مسرحِها، وإنما هو مساحة للقاء والتضامن بين جميع المؤمنين بمعنى لبنان ودورِه ورسالته، بصرف النظر عن بيئاتهم الاجتماعية والثقافية، وحتى الحزبية بفعل الاستمرار. إنه مساحةٌ للقاء جميع الذين اتّعظوا واستفادوا من التجاربِ المريرة، خصوصاً وأنّ المغامرات والمراهنات الخاطئة باتت مكشوفة لكلّ بصرٍ وبصيرة، 2) "المجلس الوطني" يرفضُ أيّ نزعةٍ لمعاداةِ العالم والعروبة تحتَ عناوين من مثل "المشرقية" وما سواها، كما يرفضُ أيّ تفكيرٍ في فدراليةٍ أو مثالثةٍ أو عقدٍ وطنيٍّ جديد، من شانها أن تُفضي إلى تقسيمٍ واقعيّ وحتميّ في ظلّ الواقع الراهن المتمثّل باحتلال إيراني للبنان من خلال سلاح حزب الله.

– المانيفست السياسي: خطورة الخروج المتمادي عن الدستور واتفاق الطائف في مرحلةٍ يُعاد فيها رسم خرائط المنطقة وتتحدد فيها الأحجام والأدوار السياسية والاقتصادية؛ للحؤول دون سقوط لبنان وتحميله الثمن خلال مراحل التغيير الكبير، يتمسّك المجتمعون بما اتّفق عليه اللبنانيون في اتفاق الطائف الذي أصبح دستوراً والذي يؤكد على نهائية الكيان اللبناني وعلى عروبته وانتمائه إلى الهوية العربية - خطورة الانقلاب على اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من قبل ثلاث إتجاهات داخلية أساسية: حزب الله الذي يحاول تعديل الطائف لصالحه، التيار الوطني الحر الذي بنى أساساً شرعيته على رفض الطائف، الاتجاهات التقسيمية التي تدعو إلى الفصل عن الآخر بدلاً من اعتماد ثقافة الوصل - إن الخروج عن الدستور في لحظة يمتلك فيها فريقٌ من اللبنانيين السلاح غير الشرعي بإمرة ايرانية، سيؤدّي إلى إعادة النظر بالنظام والدستور على قاعدة موازين القوى وهذا ما يرفضه المجتمعون، إذ أن لبنان لا يُحكم على قاعدة موازين قوى تتبدّل بين يوم وآخر ومن طرف الى آخر، انما يحكم لبنان بقوة التوازن الدستوري. يطالب المجتمعون باستكمال تنفيذ إتفاق الطائف ببنوده كافة وتحديداً: إستعادة سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة وخصوصاً حصر حق إستعمال السلاح بالمؤسسات الأمنية الرسمية؛ اللامركزية الإدارية الموسعة؛ إنشاء مجلس شيوخ كضامن لحقوق المجموعات الطائفية وصولاً الى إنتخاب مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي؛ إنشاء اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية؛ إعادة حق تفسير الدستور الى المجلس الدستوري كما نصّ  عليه إتفاق الطائف. يطالب المجتمعون بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لا سيما القرارات 1559 و1680و1701، والتي تأخذ من اتفاق الطائف المستند القانوني لها، ويطالب المجلس الوطني الأمم المتحدة نشر قواتها على كامل الحدود اللبنانية - مسألة العيش المشترك والشراكة السياسية في ظلّ تمرّد فريقٍ على العدالة اللبنانية والدولية؛ إن وجود الدولة، كما تكون الدولة في كلّ العالم، هي شرط لا غنى عنه لنجاح العيش المشترك، بصفتها المرجع المخوّل فرض احترام مبدأي العدالة والحريّة لجميع المواطنين، فإذا انتُهكت العدالة وحوصِرت الحرية يُفسَد العيش المشترك. فلا عيشَ مشترك إذا كان هناك مواطن يمثُل أمام القانون ومواطن آخر "مميّز" يتمرّد على القانون الوطني والقانون الدولي. كذلك، لا يستقيم حوار وتفاهم بين مُختلفين إذا كان أحدهما يحمل السلاح بينما الآخر أعزل - يطالب المجتمعون حزب الله بالعودة إلى لبنان بشروط لبنان، أي بشروط القانون والدستور اللبناني، وتسليم سلاحه للدولة وفقاً للدستور والقرارين 1559 و1701، ويرفض المجتمعون أي سلاح غير شرعي، ويتمسكون بحصره في المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية - تصويب النقاش حول مسألة الحياد أو التحييد بما لا يتناقض مع هوية لبنان وإنتمائه؛ إن الحياد الذي يراه المجتمعون يرتكز على توقّف كل فريق داخلي عن الاستقواء بخارجٍ ما على حساب الشراكة الوطنية - إستعادة دور لبنان الاقتصادي والثقافي في المنطقة والعالم؛ ندخل اليوم مرحلة وصلت فيها إسرائيل إلى عمق المنطقة، وتمددت إيران وتركيا وروسيا بشهيات امبراطورية عُلقت لقرن في ظلّ نهضة إقتصادية في الخليج العربي، في حين تراجع الإقتصاد اللبناني بسبب سوء إدارة وفساد والتمادي مع الإحتلالات المتتابعة منذ معاهدة القاهرة 1969 وصولاً الى الإحتلال الإيراني الحالي، كما يرى المجتمعون إستحالة الإصلاح الإقتصادي إلاّ برفع الإحتلال الإيراني. (ملحق رقم 1*- نصوص)

  • حركة أمل (المكتب السياسي): أكد أن الحركة ورئيسها كانوا دائما السباقين إلى الحوار بين المكونات اللبنانية كما أكد ا تلبية لحركة دعوة رئيس الجمهورية للمساهمة في إيجاد حلول للأزمات التي يعاني منها البلد - الحركة أطلقت ماكينتها الانتخابية لتكون على جهوزية كاملة، وتناشد جماهيرها واللبنانيين إلى وعي اهمية ودقة المرحلة، وهذه المحطة المفصلية في تاريخ البلد والتي يبنى عليها مستقبله السياسي ودور وأحجام مكوناته السياسية - أكدت أننا أمام بعض من القضاء الذي يصر على ضرب هيبته ودوره عبر الاستمرار بتلقيه الأوامر والتعليمات والتوجيهات من الغرفة السوداء المعروفة - ان استمرار التدهور السريع لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، شكل هما جديدا يضاف إلى كاهل اللبنانيين، والمستغرب أن تقف الحكومة والأجهزة المعنية موقف المتفرج. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): اشار الى انه على وقع الانهيار الكبير الذي تشهده الليرة أمام الدولار، والذي وضع السواد الأعظم من اللبنانيين في خانة الفقر المدقع، على هذه المنظومة المجرمة أن تحاكَم بتهمة قتل شعب بكامله - حذر من العبث بالعملية الانتخابية، بعدما بدأت بوادر التلاعب بها تظهر عبر فتح باب الترشيحات قبل أوانه المفترض في شباط كما ينص عليه القانون، من دون تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات ولا حتى ملء الشغور في مواقع الهيئة الحالية، واعتبر أن هذه الخطوة تطرح أكثر من علامة استفهام حول نية هذه السلطة في تقويض المسار الانتخابي، مطالبا بإشراف دولي على الانتخابات يبدأ من هذه اللحظة - اشار الى انه لا يرى في الحوار المطروح سوى مزيد من الهروب الى الأمام من خطيئة تسليم البلد الى حزب الله الذي لا يعنيه إلا الإبقاء على منظومته حية ولا يهمه سوى استخدام لبنان واللبنانيين دروعا بشرية لتنفيذ أجندته الاقليمية - اعتبر أن هذه المنظومة فاقدة لأي شرعية ولا تمثل اللبنانيين ومن غير المسموح لها أن تتخذ أي قرار مستقبلي للبنان. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • فتفت عرض لاطلاق المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان: لأن الدولة اللبنانية رغم ولائها للحزب الحاكم غير قادرة على التأثير على قراره بتحرير المؤسسات والسماح أن تجتمع حكومة لبنان، لأن رئيس البلاد حليف حزب الله غير قادر في نهاية عهده إنجاز ما كان يجب إنجازه في بداية عهده، لأن رئيس مجلس النواب بحاجة الى دعم حزب الله له من أجل حسم معاركه مع خصومه، لأن رئيس الحكومة غير قادر على ترتيب حوار بناء مع صندوق النقد الدولي وإطلاق إصلاحات ضرورية وهو على رأس حكومة محكومة بإرادة حزب الله وليس بالدستور، لهذه الأسباب وغيرها... ولأن لا حل، رتبنا أولياتنا وأطلقنا بتاريخ 10 كانون الثاني 2022 المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان - يدافع المجلس الوطني عن الدستور اللبناني بكل مندرجاته. ويعتبر إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري حق من حقوق المواطنين ويطالب بإجرائها ويحذر من التلاعب بمواعيدها. ومع إصراره على الإنتخابات وعلى ضرورة مشاركة الناس، لا يؤمن المجلس أن الإنتخابات في ظل موازين القوى الحالية هي محطة للتغيير الفعلي إذ أننا اختبرنا وضع صناديق الإقتراع في وجه السلاح في ال 2005 وال 2009 وال 2018 وتحققنا أن السلاح يلغي مفاعيل الديموقراطية - نحن لسنا تجمعا إنتخابيا ولا منبرا إنتخابيا لأي أحد ولن يكون هناك أي مرشح باسم المجلس الوطني في الانتخابات القادمة. إنما نطرح هذه القضية على الرأي العام اللبناني كي يحدد كلّ من يريد خوض الانتخابات موقفه من الاحتلال الإيراني أمام اللبنانيين،و نسعى لتوحيد القراءة السياسية وتوحيد عنوان الإنتخابات، إما نخوضها أحرارا لبنانيين من أجل رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان أو لا فائدة منها. (ملحق رقم 4*- نص الكلمة)
    • البطريرك الراعي في عظة الاحد: نتطلع مع كل اللبنانيين إلى الضرورة الماسة لإجراء الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، لكي تقدم للوطن نخبا وطنية وأخلاقية جديدة، وأحزابا متجددة ورائدة، وقوى تغيير إيجابية، وشخصيات صالحة للمجلس النيابي تمثيلا وتشريعا. هكذا يكون المجلس النيابي الجديد قادرا على فرز حكومات وازنة تقدم نمط حكم جديد وشراكة وطنية حديثة. ونتطلع من بعدها إلى الإنتخابات الرئاسية في تشرين المقبل، لتكون معا خشبة خلاص للبنان وشعبه من مآسيه المتراكمة والمستمرة، وليشعر كل مكون لبناني أنه شريك كامل في الوطن والسلطة المركزية والمناطقية، وذلك في إطار الولاء المطلق للبنان. فالولاء مثل الحياد شرطان أساسيان لنجاح الشراكة والمساواة الوطنيتين - لا أحد يستطيع ادعاء اختصار إرادة المواطنين وتمثيلهم. لكن لا بد للانتخابات، بالمقابل، من أن تكون مناسبة ديموقراطية لمحاسبة كل من ورط البلاد في الفساد المالي، والانحراف الوطني، والانهيار الاقتصاديِ، والتدهور الاخلاقي والانحطاط الحضاري، والجنوح القضائي، وتسبب بتعطيل المؤسسات وبهجرة الشباب والعائلات وبتحطيم الدولة - حذار من اللجوء إلى تعطيل هذه الإنتخابات النيابية والرئاسية لأهداف خاصة مشبوهة. فتعطيل الحكومة، والتصعيد السياسي والإعلامي المتزايد، والاستفزاز المتواصل، واختلاق المشاكل الدبلوماسية، وتسخير القضاء للنيل كيديا من الأخصام، وقلب الأولويات لا تطمئن لا الشعب ولا أشقاء لبنان وأصدقاءه. ولا يمكن إتخاذها ذريعة لتأجيل الإنتخابات أو إلغائها. فهذا انتهاك واضح للدستور. لا أولوية اليوم غير انعقاد مجلس الوزراء، ولا ذريعة أمام المعطلين، ولا عذر أمام التخلف عن دعوته. أما وقد تقررت دعوته إلى الانعقاد في جلسة مشروطة، مع الأسف، ببندي الموازنة والتعافي الاقتصادي، فنأمل أن يكون ذلك مدخلا إلى الانعقاد الدائم ومن دون شروط. ففي النظام الديمقراطي، السلطة الإجرائية تعمل وفقا لصلاحياتها في الدستور، من دون أي ضغط أو شرط مخالف ومفروض عليها. (ملحق رقم 5*- نص العظة)

 

 

  1. في الشأن السوري

90 % من الناس يعيشون في فقر، و60% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى 7.78 مليون لم يكن لديهم عدد أطباء أو مرافق طبية مستوفية للمعايير الدنيا المقبولة عالمياً، بهذه الأرقام صدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعضاء مجلس الأمن، بتوثيقه أرقاماً تنقل تماماً ما يجري في سوريا؛ فقد قدّم غوتيريش إلى مجلس الأمن نهاية الشهر الماضي، تقريراً من 19 صفحة، بغية دعم تمديد القرار 2585 الخاص بتمديد آليات المساعدات الإنسانية عبر الحدود 6 أشهر أخرى، وهو ما أقر الثلاثاء.

كما فاجأ المسؤول الأممي جميع الحاضرين بالكشف عن أن نحو 9 ملايين سوري من أصل نحو 22 مليوناً، يعيشون في مناطق لا تخضع لسيطرة النظام، بينهم 5.6 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ولعل موافقة موسكو أمس على تمرير الآلية الأممية، يشير إلى إمكانية أن يفتح الباب لاستئناف الحوار الروسي - الأميركي حول سوريا، خصوصاً بعد انتقادات علنية من مسؤولين روس للقرار الدولي، وطلب وزير الخارجية سيرغي لافروف، من الجانب الأميركي إصدار بيان مشترك، وهو ما رفضته واشنطن.

وفي سياق متصل، طالب قادة من الديمقراطيين والجمهوريين في لجنتي الشؤون والعلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب، الثلاثاء، من الرئيس الأميركي جو بايدن رفض إعادة دمج نظام الرئيس السوري بشار الأسد في المجتمع الدولي دون إصلاحات ذات مغزى تظهر المساءلة وتعكس إرادة الشعب السوري، وقالت لجنتا الشؤون للعلاقات والشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ أنه من المهم للغاية أن تتوافق السياسة الأميركية في سوريا مع قيم الولايات المتحدة، كما حثتا بايدن على استخدام آليات الردع القوية والإلزامية في "قانون قيصر" لحماية المدنيين في سوريا من الحزبين للحفاظ على عزلة النظام السوري.

على صعيد آخر، حكم القضاء الألماني، الخميس، بالسجن مدى الحياة على الضابط السابق في المخابرات السورية لإدانته بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، في ختام أوّل محاكمة في العالم محورها فظائع منسوبة إلى نظام بشار الأسد؛ وقضت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنتس (غرب ألمانيا) أن السوري أنور رسلان (58 عاما) مسؤول عن مقتل معتقلين وتعذيب آلاف الآخرين في معتقل سرّي للنظام في دمشق، وذلك بين 2011 و2012. وهذا المركز أشير إليه على أنه تابع لقسم التحقيقات-الفرع 251 والمعروف باسم "أمن الدولة - فرع الخطيب" في دمشق.

يشار إلى أن هذا الحكم هو ثاني حكم يصدره القضاء الألماني في هذه المحاكمة، بعد إدانة ضابط آخر من المخابرات السورية أدنى رتبة في شباط/فبراير 2021.

وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على اندلاع الانتفاضة في سوريا، هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها محاكمة في العالم محورها فظائع متّهم بارتكابها نظام الرئيس الأسد سعى عدد من النشطاء والمنظمات غير الحكومية إلى توثيقها.

 

  1. في الشأن الليبي

شددت المستشارة الأممية لليبيا ستيفاني وليامز، يوم الثلاثاء، مجدداً على أهمية إجراء الانتخابات الليبية بحلول يونيو حزيران، كما أضافت أن المؤسسات الوطنية الليبية تواجه أزمة في شرعيتها لا يمكن حلها إلا من خلال انتخابات تفضي لانتخاب رئيس وحكومة بشكل ديمقراطي، وتابعت أن الأمم المتحدة ليست مختصة بتحديد من بإمكانه الترشح للانتخابات الليبية، مشيرة إلى أن هذا قرار ليبي.

هذا وتواصل لجنة خارطة الطريق المنبثقة من البرلمان، مشاوراتها ومحادثاتها مع كافة الأطراف السياسية، بهدف التوافق على صياغة خارطة طريق جديدة تقود البلاد لإجراء الانتخابات وتضمن استقرارها على المدى الطويل.

وقد كشف النائب بالبرلمان صالح افحيمة أن البرلمان سيعقد يوم الاثنين المقبل جلسة عامة برئاسة عقيلة صالح الذي سيعود إلى تولي مهامه بعد الإجازة التي قضاها بسبب ترشحه للانتخابات الرئاسية، للنظر في العديد من القضايا المهمة، لاسيما مصير الانتخابات، كما أشار إلى أن البرلمان بصدد إرسال كتاب إلى المفوضية العليا للانتخابات لمطالبتها بموافاته بأسباب عدم إجراء الانتخابات بشكل رسمي وتفصيلي، مضيفا أن المفوضية لم ترسل أيّ تقرير إلى حدّ الآن، تشرح فيه العراقيل التي حالت دون تنظيم الانتخابات يوم 24 ديسمبر الماضي، باستثناء الحديث عن القوة القاهرة.

وفي سياق متصل، طالب 15 عضوا بالبرلمان الليبي، بتغيير الحكومة التي يقودها عبد الحميد الدبيبة وإيقافها عن العمل ثم إحالتها على التحقيق، في شبهات الفساد المثارة حولها والمخالفات القانونية التي ارتكبتها.

جاء ذلك في بيان أصدره الخميس النواب الـ15، ودعوا من خلاله رئاسة البرلمان بتضمين بند اختيار رئيس حكومة جديد لجدول أعمال الجلسات القادمة، لتشكيل حكومة تكنوقراط مختصرة ذات مهام محددة أهمها الترتيبات الآنية لرفع القوة القاهرة وتوحيد المؤسسات ووقف الفساد لتهيئة الساحة الليبية للانتخابات، معلنين تبرؤهم من حكومة الفساد برئاسة عبدالحميد الدبيبة.

وقد وجّه رئيس البرلمان عقيلة صالح، الخميس، دعوة إلى النواب لحضور جلسة عامّة ورسمية، يوم الاثنين المقبل، بمقر البرلمان بمدينة طبرق شرق البلاد، دون أن يكشف عن برنامج هذه الجلسة.

في سياق متصل، طالب اثنان وعشرون نائبا من المنطقة الغربية في ليبيا رئيس البرلمان بتنصيب فتحي باشاغا رئيسا للحكومة بديلا عن عبد الحميد الدبيبة، وبحسب المصادر فإن النواب هم من الدائرتين 12 و13 اي من أقصى الغرب الليبي من الزاوية إلى الحدود التونسية، وقد صرح النواب إنهم حصلوا على تأييد خمسة وسبعين نائبا لاستبدال الدبيبة. كما برر النواب خطوتهم بضرورة التوصل لحل جذري يوصل البلاد إلى بر الأمان بعد فشل الحكومة في الوصول إلى الانتخابات.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

قال الجيش الإسرائيلي إن اثنين من ضباطه قتلا خطأ على يد جندي من قواته يوم الخميس في معسكرهم بالضفة الغربية المحتلة، ولم يتضمن البيان العسكري تفاصيل تذكر بشأن الحادث الذي قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه يتعلق بوحدة للقوات الخاصة في غور الأردن.

فيما ذكرت التقارير أن الضابطين قتلا على يد جندي اعتقد خطأ أنهما مهاجمان فلسطينيان، بعدما أطلقا أعيرة تحذيرية صوب هدف تم رصده أثناء دورية في نهاية تدريب ليلي.

في سياق منفصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، بأن وزارة الصحة رصدت سلالة جديدة من متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا داخل إسرائيل؛ وبحسب "مكان" فقد تم تشخيص 20 حالة على الأقل في مختبرين. ويخشى العلماء في العالم من أن تكون هذه السلالة الجديدة التي أطلق عليها (BA1) أكثر فتكا من "أوميكرون"، بعد أن تم تشخيصها في عدة دول أوروبية وكندا وأستراليا.

وتفيد إحصائية جديدة في اسرائيل أن 300 ألف شخص أصيبوا بكورونا منذ بداية الشهر الجاري، وتظهر بيانات وزارة الصحة أن العدوى انتقلت إلى 20 ألف شخص، وارتفع عدد الحالات المرضية الخطيرة إلى 287.

في سياق منفصل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيليفي في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، الخميس، على أهمية الوقوف الحازم ضد تقدم إيران في مشروعها النووي. وبحسب المعلومات، أكد بينيت ضرورة منع إيران من التقدم نحو القدرة العسكرية النووية، كما بحث بينيت وبوتين ملف التنسيق الإسرائيلي-الروسي في سوريا والتموضع الإيراني هناك. من جهتها، قالت الرئاسة الروسية إن بوتين ناقش التعاون الروسي الإسرائيلي بشأن سوريا والتسوية في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني مع بينيت.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

قالت هيئة الصحة العالمية إن الانتشار المستمر لـ"أوميكرون" في جميع أنحاء أوروبا يطرح قدرا هائلا من عدم اليقين بشأن الوباء، وحث كبير مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية (WHO) الحكومات على عدم التعامل مع "كوفيد" باعتباره وباء مستوطنا، نظرا لخطر الفيروس الذي يتطور بسرعة كبيرة ويمثل تحديات جديدة.

إلى ذلك، أصدرت الدكتورة كاثرين سمولوود التحذير يوم الثلاثاء، ودعت إلى استمرار اليقظة بسبب تأثير "أوميكرون".

ومع وجود 7 ملايين حالة إصابة جديدة بالفيروس في أوروبا في الأسبوع الأول من عام 2022 وحده، حذرت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة من أن "أوميكرون" يمكن أن يصيب أكثر من نصف الأوروبيين خلال الشهرين المقبلين.

وجاءت المخاوف التي أثارتها سمولوود بشأن تخفيض تصنيف "كوفيد" في أعقاب بيان من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حول تغيير طريقة تعقب "كوفيد"، ومستشهدا بكيفية انخفاض معدل فتك الفيروس، اقترح سانشيز أن يتم تتبع "كوفيد" بطريقة مشابهة للإنفلونزا.

في السياق، قال مسؤول في إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، إن حالات الإصابة بفيروس كورونا في المنطقة زادت بنسبة 89% في الأسبوع الأول من شهر يناير الحالي، مقارنةً بالأسبوع السابق، لكن عدد الوفيات الناجمة عن العدوى انخفض بنسبة 13%، وأفاد إن 6 دول بالمنطقة، هي أفغانستان وجيبوتي والصومال والسودان وسوريا واليمن، قامت بتطعيم أقل من 10% من سكانها على الرغم من توافر لقاحات تكفي لتطعيم 40% من السكان؛ وهناك 36 دولة فقط على مستوى العالم سجلت هذا المستوى المنخفض من التطعيم، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، مضيفا أن حملات التطعيم تعطلت بسبب مشكلات منها الافتقار للالتزام السياسي والافتقار للأمن والتحديات اللوجيستية.

في لبنان، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا يوم الأحد, عن تسجيل 5539 إصابة جديدة بكورونا (5330 محلية و209 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 820170، ولفتت الوزارة في تقريرها، إلى تسجيل 16 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 9383.

ويشار إلى أن وزارة الصحة سبق أن أكدت رصد حالات مصابة بعدوى مزدوجة من فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا المستجد "سارس كوف-2" (الذي يطلق عليه فلورونا)، معتبرة أنه أمر متوقع وغير مقلق، وأوضحت، في بيان يوم 6 يناير الجاري، أن لبنان رصد -كما في باقي دول العالم- حالات مصابة بعدوى مزدوجة، مشيرة إلى أنه تم اتباع الإجراءات الروتينية حيث يتم فحص عينات من الحالات المصابة في المركز الوطني للإنفلونزا، كما ترسل وزارة الصحة العامة عينات من الحالات المصابة إلى مختبر مرجعي في المملكة المتحدة لفحصها. كما أشارت إلى أن كشف الحالات يتم وفقًا لبرنامج مراقبة الجودة وتبادل السلالات، المعمول به منذ العام 2015، موضحة أن الإصابات المزدوجة بالفيروسات التنفسية أمر طبيعي ويمكن حدوثه.

وحول العالم، تخطى العدد الاجمالي للاصابات 327.486 مليون إصابة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 5.555 مليون حالة وفاة. يذكر أن عدد الاصابات اليومية كان قد تخطى يوم السبت 2.426 مليون إصابة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أكدت الخارجية الأميركية، الأربعاء، العمل مع شركاء واشنطن للتوصل لاتفاق يمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وأضاف المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، نتحدث عن أسابيع للموعد النهائي للمحادثات مع إيران، مشيرا إلى أن الانسحاب من الاتفاق النووي أعطى إيران حرية وأصبحت أكثر عدوانية.

وكان دبلوماسي غربي كشف الأربعاء أيضا، أن أول فبراير هو الموعد النهائي لمحادثات فيينا حول النووي الإيراني، كما أكد مصدران مطلعان، على خطط البيت الأبيض، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترى أن أسابيع فقط تفصلها عن الوصول لقرار حاسم بخصوص مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.

في سياق متصل، أعلنت كوريا الجنوبية الخميس، أن الولايات المتّحدة سمحت لها بأن تدفع لشركة إيرانية تعويضاً بعشرات ملايين الدولارات لتسوية نزاع يعود تاريخه إلى 2010، في إعفاء نادر من العقوبات الأميركية الصارمة المفروضة على الجمهورية الإسلامية، وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان، إنها تلقّت من وزارة الخزانة الأميركية ترخيصاً محدّداً بدفع تعويض قدره 73 مليار وون (61 مليون دولار) لمجموعة ديّاني الإيرانية، وأضافت أن الترخيص يسمح لنا باستخدام النظام المالي الأميركي لدفع تعويض للمستثمر الإيراني الخاص، معربة عن أملها في أن تساهم هذه النتيجة في تحسين العلاقات الثنائية بين كوريا الجنوبية وإيران!

يشار أن إيران كانت شريكاً تجارياً رئيسياً لكوريا الجنوبية قبل أن تنسحب الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق النووي في 2018 وتعيد فرض عقوبات مشدّدة على طهران، وقبل هذه العقوبات كانت إيران تصدّر إلى كوريا الجنوبية النفط وتستورد منها معدّات صناعية وقطع غيار للسيارات وأجهزة منزلية.

إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية الأميركي الخميس، من أنه لم تتبقّ سوى بضعة أسابيع لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، مؤكّداً أن بلاده مستعدّة للجوء إلى خيارات أخرى إذا فشلت المفاوضات الجارية في فيينا لإعادة إحياء هذا الاتفاق.، مضيفا أن الوقت ينفد فعلاً لأن إيران تقترب أكثر فأكثر من اللحظة التي يمكن فيها أن تنتج، خلال فترة زمنية قصيرة جداً، ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي.

وفي هذا الاطار، كشف تقرير جديد لمعهد العلوم والأمن الدولي أن مجمع نظنز الجديد تحت الأرض في إيران، والواقع في المنطقة الجبلية جنوب موقع تخصيب اليورانيوم الرئيسي، يضم قاعات مدفونة على عمق أكبر من موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، وبحسب التقرير الجديد فإن كلا المنشأتين أعمق بكثير تحت الأرض من موقع نطنز الرئيسي ومما كان يعتقد.

ونظرًا لحجم الجبل، فإن المجمع الجديد تحت الأرض لديه أيضًا القدرة على أن يكون أكبر بكثير من مركز تجميع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية (ICAC) الذي تم تدميره في يوليو 2020 ومن المقرر استبداله بمنشأة جديدة تحت الأرض، ويثير الحجم المحتمل للمجمع تساؤلات حول الإمكانيات التي سيوفرها المجمع الجديد. وبالنظر إلى سجل إيران في بناء منشآت نووية سرية، فإن الحصول على مزيد من الوضوح بشأن ما تنوي إيران القيام به في موقع نطنز الجديد تحت الأرض يجب أن يكون أولوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية وجميع الدول المعنية. كما إذا كانت إيران تبني محطة تخصيب ولم تعلن ذلك للوكالة الدولية للطاقة الذرية فسيكون هذا انتهاكًا خطيرًا للضمانات الوقائية والمعاهدات الموقعة بين الجانبين.

 

  1. في الشأن العراقي

استهدف هجوم صاروخي، مساء الخميس، المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، حسب ما أعلنته خلية الإعلام الأمني العراقية، فقد تم إطلاق 3 صواريخ من منطقة كرارة التابعة لمدينة الدورة جنوب بغداد، باتجاه المنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية في بغداد. وأضافت المعلومات أن المنظومة الدفاعية الأميركية في بغداد اعترضت صاروخين من أصل 3، بينما سقط أحد الصواريخ في مجمع القادسية في المنطقة الخضراء، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفل.

وعقب ذلك قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن استهداف البعثات الدبلوماسية عمل إرهابي يضر بمصالح العراق وسمعته.

إلى ذلك، أفادت معلومات صحفية، يوم الجمعة، باستهداف مقر حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي المنتخب مؤخرا لولاية ثانية على رأس البرلمان، وأضافت أن الهجوم على مقر الحزب في الأعظمية ببغداد نفذه مهاجمان بعبوات ناسفة، لافتا إلى أن القوات الأمنية طوقت مقر الحزب وتم فتح تحقيق عاجل.

وقد استنكر حزب "تقدم" استهداف مقره من قبل مجموعة وصفها بالخارجة عن القانون، قائلا إن هذا العمل الإرهابي يتزامن مع الإنجازات التي يحققها بالتعاون مع شركاء الوطن، وأكد أن هذا العدوان لن يزيدهم إلا تمسكا بموقفهم الداعي لوحدة العراق واستقراره.

وفي هذا السياق استنكر عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة العراقي يوم الجمعة هذا الاستهداف، وقال إن استهداف مقرات أحزاب وقوى سياسية ينذر بوجود مخطط مريب لزعزعة استقرار البلد وتهديد أمنه.

وفي إطار الاستهدافات، أصدرت خلية الإعلام الأمني يوم السبت توضيحا بشأن استهداف قاعدة بلد الجوية، وذكرت أن ثلاثة طائرات مسيرة اقتربت فجرا من المحيط الجنوبي لقاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين. وأضاف البيان، أن الطائرات تمت مشاهدتها بالعين المجردة من قبل القوة المكلفة بحماية الأبراج الخارجية والتأكد بأنها طائرات معادية، حيث قامت القوة بفتح النار باتجاه هذه الطائرات التي عادت أدراجها. يشار إلى أن قاعدة بلد الجوية كانت قد تعرضت في وقت سابق من يوم السبت، إلى هجوم بطائرات مسيرة.

في الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة

نجحت الكتلة الصدرية وحلفاؤها من الكرد والسنة في إنهاء الفصل الأول من المشهد النيابي، لتستعد للمشهد الثاني عبر التصويت على مرشح رئاسة الجمهورية، كما يستعد الصدريون قريبا للإعلان عن مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء، الذي سيكلف بتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، كما أرادها الصدر.

هذا وقدّمت الكتلة الصدرية إلى رئاسة البرلمان قائمة بأسماء النواب الفائزين في الانتخابات لإعلانها الكتلة البرلمانية الأكبر، ما يؤهلها لتشكيل الحكومة وفقا للدستور.

وفي السياق، جدد زعيم التيار الصدري، يوم الثلاثاء، التأكيد على المضي قدما في تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وقال في تغريدة نشرها على "تويتر": "نحن ماضون بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، وبابنا مفتوح لبعض من ما زلنا نحسن الظن بهم"، مضيفا "لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يهدد شركاءنا أو يهدد السلم الأهلي، فالحكومة القادمة حكومة قانون، لا مجال فيها للمخالفة أيا كانت وممن كان". كما شدد أنه لا عودة للاقتتال الطائفي أو للعنف، فإن القانون سيكون هو الحاكم.

لكن لا تزال تداعيات الجلسة التي عقدها البرلمان العراقي يوم الأحد الماضي مستمرة على خلفية "الكتلة الأكبر" التي يعود لها تشكيل حكومة جديدة في البلاد، ففي بيان صباح الأربعاء، أكد "الإطار التنسيقي" الذي يضم أحزابا وتحالفات شيعية (أغلبها قريب من إيران ومعارض لكتلة التيار الصدري)، أنه ماض بالاعتراض عليها لدى المحكمة الاتحادية، في تكرار لسيناريو الانتخابات النيابية، كما ألمح إلى أزمة سياسية ومجتمعية قد تمنع نجاح أي جهد حكومي أو برلماني في تحقيق مطالب وتطلعات الشعب ، وفق تعبيره.

يشار إلى أن انتخاب الحلبوسي في اليوم الأول يؤشر إلى أن الصدر إلى جانب "تقدّم" والحزب الديمقراطي الكردستاني، سيعملون معاً في المستقبل، ونظرياً، يمكن لهم الدفع باتجاه انتخاب مرشحهم لرئاسة الجمهورية واختيار مرشحهم لرئاسة الوزراء، وترشيح رئيس الوزراء المقبل مرهون بالكتلة الأكبر، فإذا قدم التيار الصدري قائمة من نوابه ومعها تواقيع من الحزب الديمقراطي الكردستاني وكتلة تقدم سيكونون هم من يرشح، لكن إذا بقي الأمر محصوراً بالبيت الشيعي فـ"الإطار التنسيقي" هو من يرشح رئيس الوزراء المقبل.

لكن في كلتا الحالتين لن يحاول الطرف الآخر إسقاط الحكومة بالطرق القانونية والسياسية، بل سيصعد بعنف، فالخشية الأكبر تبقى في حصول تقاتل بين الفصائل المسلحة، فالصدريون يملكون فصيلاً مسلحاً، والأطراف المختلفة في الإطار، لا سيما تحالف الفتح، لديهم أيضاً فصيل مسلح.

في سياق متصل، وبعد ان اختار الاتحاد الوطني الكردستاني وبالإجماع، الاثنين، برهم صالح كمرشح لمنصب رئاسة الجمهورية، قدم الأخير أوراق ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية. بدوره، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني حسم منصب رئيس الجمهورية العراقية، مشيراً إلى تقديم مرشحين للمنصب، وقال النائب عن الحزب، مهدي كريم، إن الحزبين، الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، اتفقا على ترشيح شخصيتين لمنصب رئيس الجمهورية، مبيناً، أنّ المرشحين تمّ تقديمهما من قبل الاتحاد الوطني. وأضاف كريم أنه تمّ حسم الأمر من قبل الكتل الكردية ومع الكتل الأخرى، ككتلة تقدم أو التيار الصدري، مشيراً إلى أنه مثلما تم تمرير رئيس مجلس النواب ونائبيه، سيمرر مرشح الأكراد لمنصب رئيس الجمهورية بسهولة، كذلك أضاف أنّ منصب رئيس مجلس الوزراء من حصة المكوّن الشيعي، وأي شخصية تخرج من هذا المكوّن، لا يوجد اعتراض عليها من قبل الكرد أو المكون السني.

وفي السياق، لا تزال الاجتماعات سارية خلف الكواليس، بهدف التوصل إلى توافق، يدفع بالحكومة العراقية الجديدة إلى النور، فقد أفادت مصادر متابعة، يوم الأحد، أن لقاء ضم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم تحالف الفتح هادي العامري، عقد ليلا لبحث مسألة التشكيل الحكومي، كما أوضحت المعلومات أن الصدر مصر على تشكيل حكومة أغلبية وطنية كما يصفها، دون النظر بأي احتمال آخر، معتبرا أن أي حديث عن تشكيل حكومة توافقية، أشبه بالانتحار.

كذلك جدد الزعيم الصدري تمسكه باستبعاد مشاركة ممثلين عن رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي (المنضوي عبر حزبه "الدعوة" ضمن الإطار التنسيقي)، فقد ألمح للعامري، بحسب المصادر، إلى أن أبواب التشكيلة الحكومية مفتوحة لمشاركة الإطار التنسيقي في حال تخلى عن المالكي.

أتي تلك المعلومات، فيما يتوقع أن يجتمع الإطار التنسيقي، في منزل رئيس الحكومة السابق، هادي العامري، من أجل مناقشة مخرجات اجتماع العامري والصدر.

 

  1. في الشأن اليمني

أكد المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية، الاثنين، اكتمال تحرير جميع مديريات محافظة شبوة بعد تحرير مديرية عين، وأعلنت قيادة الألوية في بيان استكمال المرحلة الثالثة من عملية إعصار الجنوب بتحرير مديرية عين في اليوم العاشر من العمليات، موضحة أنه بذلك تم تحرير جميع مديريات محافظة شبوة بالكامل، وقدمت قيادة ألوية العمالقة الشكر لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية ومساندة الإمارات.

بعد تحرير المحافظة بشكل كامل وصل الناطق باسم التحالف، العميد ركن تركي المالكي إلى شبوة، وأعرب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ شبوة عوض العولقي، يوم الثلاثاء عن سعادته بتحرير المحافظة، متوجها بالشكر لألوية العمالقة والجيش، بالإضافة إلى دولة الإمارات على الدعم الذي قدموه. لى ذلك، أعلن انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد" موضحاً أنها ليست عملية عسكرية، بل إنمائية من أجل الاعتناء بالشعب اليمني، مشددا على أهمية العمل الإنساني والإغاثي في البلاد، سواء في شبوة المحررة أو مأرب التي تضم آلاف النازحين، بالإضافة إلى غيرها من المناطق.

وفي سياق متصل، رحب تحالف دعم الشرعية الأربعاء، بتحرك الأمم المتحدة لتفتيش موانئ الحديدة لضمان عدم استخدامها عسكرياً من قبل ميليشيا الحوثي، مؤكداً أن ميناء الحديدة محطة وصول المقاتلين الأجانب والصواريخ البالستية. إلى هذا، أعلن أنه سيتحرك عملياتياً للدفاع عن النفس والضرورة العسكرية عند استمرار عسكرة الموانئ.

بالتزامن، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، أمام مجلس الأمن الدولي أن هناك تحقيقا يجري في استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية من جانب الحوثيين، معرباً عن قلقه من سيطرة الحوثيين على سفينة تحمل علم الإمارات.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، يوم الخميس، إن ميليشيات الحوثي أهدرت عن عمد العديد من الفرص للدفع بالعملية السياسية في اليمن، بسبب رفضها جميع مبادرات السلام الأممية والإقليمية، وأكد أن الحوثيين يواصلون تعنتهم في رفض إطلاق النار، وتهديدهم للملاحة الدولية بنشر الألغام البحرية وشن الهجمات على السفن التجارية والمدنية، مشيراً إلى قرصنة الميليشيات السفينة "روابي"، ورفضها لكل الدعوات المطالبة بإطلاق سراح السفينة وطاقمها.

وفي سياق متصل، جددت الحكومة اليمنية، يوم الجمعة، استغرابها من صمت الأمم المتحدة تجاه استخدام ميليشيا الحوثي الإرهابية، ناقلة النفط صافر التي تحمل على متنها أكثر من مليون برميل نفط خام، وتنذر بحدوث أكبر كارثة بيئية، قنبلة موقوتة للضغط والمساومة وابتزاز العالم، ودعت إلى تحرك جماعي وفوري لتلافي وقوع الكارثة التي سيدفع ثمنها ملايين المدنيين في الدول المشاطئة، وستلقي بتبعاتها الكارثية على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران تواصل للعام السابع على التوالي تجاهل التحذيرات من كارثة بيئية وشيكة هي الأكبر في تاريخ البشرية جراء تآكل هيكل الناقلة صافر الراسية قبالة ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة منذ الانقلاب دون أي صيانة، وتحوي أكثر من مليون برميل من النفط الخام. وكان وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي، كشف مؤخرا، عن حدوث تسريب من أنبوب النفط الممتد إلى الخزان صافر قبالة سواحل الحديدة، واتهم المسؤول اليمني، مجلس الأمن بالفشل في تنفيذ قراراته، وأنه أصبح بكل بساطة ليس على مستوى مهمته، وفق تعبيره. كما طالب وزير المياه والبيئة اليمني، في وقت سابق، بإدراج قيادة ميليشيا الحوثي كمجرمي بيئة، وأكد أن الوقت يتطلب دراسة كافة الخيارات لتفادي كارثة ناقلة صافر بما في ذلك دراسة إمكان استخدام القوة العسكرية من قبل الدول المتضررة لمحاصرة التهديد الذي يطال مواردها الطبيعة ونظامها البيئي.

ميدانياً، طالب تحالف دعم الشرعية في اليمن، يوم السبت، في بيان هام المدنيين بعدم استخدام الطرق القادمة من مأرب والبيضاء إلى حريب وعين وبيحان وعسيلان، مطالباً اليمنيين بعدم التواجد بالقرب من المناطق المشار إليها، حفاظاً على سلامتهم. هذا واستهدف طيران التحالف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية التابعة لميليشيا الحوثي بالقرب من المعهد التقني بمديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، وذلك بعد قيام الميليشيا بإطلاق صواريخ باليستية باتجاه المحافظات المحررة، كما استهدف الطيران آليات وسيارات حوثية يستقلها قيادات وعناصر حوثية بذات المنطقة.

من جهتها، أعلنت ألوية العمالقة السبت تحرير مناطق جديدة في حريب بمأرب من سيطرة الميليشيا، كما أكد الجيش اليمني أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية وألوية العمالقة تواصل التقدم جنوب مأرب من كافة المحاور. وقد شارفت قوات الجيش الوطني وألوية العمالقة، السبت، على الانتهاء من تحرير مديرية الحريب وقرية جوبة التابعتين لمحافظة مأرب، وسط معلومات ميدانية بأن قوات الجيش والمقاومة أطبقت حصارها بالكامل على ميليشيات الحوثي جنوب المحافظة.

 

  1. في الشأن المصري

عقدت ظهر اليوم الثلاثاء في مدينة شرم الشيخ قمة مصرية فلسطينية لبحث إحياء السلام، واستقبل الرئيس المصري بشرم الشيخ الرئيس الفلسطيني لبحث المستجدات، وتم التوافق على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف سواء علي المستوى الثنائي أو على المستوى الثلاثي بمشاركة الأردن من أجل إعادة إحياء السلام. وقد أضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر أن اللقاء شهد استعراض جهود إعادة إعمار قطاع غزة، فضلاً عن التباحث حول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، في ضوء التطورات على جميع الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية.

في ملف الإخوان

بشكل غير مباشر أعلنت السلطات المصرية ضبط قيادي حسم، حسام سلام، والذي ضبطته السلطات المصرية خلال هبوط طائرة سودانية في مطار الأقصر اضطراريا، حيث قررت جهات التحقيق حبسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، لتورطه في قضايا إرهابية.

واعتقل الأمن المصري القيادي الكبير بحركة حسم التابعة للجماعة، والتي أدرجتها السلطات الأميركية على قوائم الإرهاب قبل هروبه لتركيا، قادماً من السودان.

وقالت المنصات الإخوانية إن السلطات المصرية اعتقلت أحد مؤسسي حركة حسم، التابعة للجماعة وتعد أحد أذرعها المسلحة، ويدعى حسام منوفي محمود سلام، واقتادته من طائرة سودانية كانت في طريقها إلى تركيا.

يشار إلى أن وزارة الخارجية الأميركية، كانت قد أعلنت في يناير من العام الماضي بإدراج حركتي "حسم" و"سواعد مصر" التابعتين لجماعة الإخوان، وعدد من أبرز قيادات التنظيم الهاربين في تركيا المتهمين بالتخطيط وتنفيذ مئات العمليات الإرهابية في مصر ضمن قوائم الإرهاب.

من جانب آخر، لا يزال النزاع الدائر في قلب جماعة الاخوان، بين جبهتي اسطنبول وجبهة لندن يكشف بين الحين والآخر مفاجآت وتطورات جديدة. ففي منشور خاص بالتنظيم الإخواني صدر في 20 مايو 2016، وتم تمريره للمكاتب الإدارية بعنوان رسالة للصف، ويرجح أنه صدر من قبل التيار الثالث في الجماعة ألا وهو تيار الشباب الذي كان يقوده محمد كمال، طالب الأخير بمحاسبة من وصفهم بالمرسخين للشقاق الذين قسموا الجماعة لقسمين لكل منهما متحدث إعلامي ومكتب إداري وموقع إلكتروني. وتضمن البيان الذي يثبت أن النزاع بدأ مبكراً جدا، قرارات موقعة ورسمية تفيد بإيقاف من وصفهم بـ "المرسخين للشقاق".

لكن المفاجأة تكمن في أن لائحة هؤلاء "المرسخين للانقسام" ضمت القيادات الحالية التي انقسمت فعليا وهي إبراهيم منير، ومحمود حسين، ومعهما مصطفى طلبة القائم بعمل المرشد حاليا ضمن جبهة حسين، بالإضافة إلى محمود الإبياري عضو التنظيم الدولي المقيم في لندن والمحسوب على جبهة منير، فضلا عن محمد الحلوجي مسؤول الإخوان في أفريقيا ومدحت الحداد مسؤول استثمارات الإخوان في تركيا ومحمد شلبي.

يشار إلى أنه في ذلك الوقت، كان هذا التيار، كلف مسؤولين آخرين بتولي كافة أمور الجماعة تنظيميا، وذلك قبل صدور المنشور بعام. إذ كشفت المعلومات أن حلمي الجزار كان مسؤولا عن الملف السياسي فيما تولى دسوقي شاهين الملف الطلابي، كما بينت المعلومات أنه طيلة الفترة الممتدة من مايو 2016 وحتى تصفية القيادي محمد كمال في مواجهة مع قوات الأمن المصرية في أكتوبر من نفس العام، لم تكن المكاتب الإدارية في مصر تتعامل مع جبهتي حسين ومنير، وظل الأمر سرا، حتى أعلن التيار الثالث عن نفسه مجددا وطالب قبل أسابيع بالإطاحة بحسين ومنير وتعيين وجوه جديدة على رأسها حلمي الجزار.

أزمة سد النهضة

أعلنت السلطات الإثيوبية، مساء الخميس، مخططها لإزالة 17 ألف هيكتار من الغابات الشهر المقبل، تمهيداً للملء الثالث لبحيرة سد النهضة، وقد جاء ذلك خلال اجتماع ضم وزيرة الري الإثيوبية المهندسة عائشة محمد، وحاكم إقليم بني شنقول جومز الشاذلي حسن، ومسؤولين من الحكومة الاتحادية الإثيوبية في مدينة أصوصا عاصمة إقليم بني شنقول جومز الذي يقع فيه سد النهضة، وكانت السلطات الإثيوبية قامت بإزالة غابات بمساحة 4854 هكتارا من الأراضي قبيل عملية الملء الثاني للسد في يوليو الماضي.

وفي وقت سابق من الخميس، أعلنت إثيوبيا أنها ستبدأ قريبا إنتاج الطاقة من سد النهضة الذي لا يزال محل خلاف مع دولتي المصب مصر والسودان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير، دينا مفتي، إن إنتاج الطاقة من سد النهضة لا يعني توقف المفاوضات الثلاثية بشأن القضايا العالقة؛ المفاوضات ستتواصل للتوصل إلى حل مربح للجميع! كما دعا مفتي دول المصب إلى التأقلم مع ما وصل إليه سد النهضة، حيث أصبح اكتماله أمراً واقعاً!

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

كلف مجلس الوزراء الكويتي عدداً من الجهات الحكومية من بينها وزارة الشؤون والأمانة العامة للتخطيط، لتنفيذ برنامج خاص في السياسات الاجتماعية وتطوير استراتيجياتها لتحسين تقديم الخدمات الاجتماعية في الكويت، بهدف إعادة تصميم الهياكل التنظيمية والسياسات العامة لتطوير عمل الأجهزة ذات الصلة بالتنمية والأمان الاجتماعي والعمل واستراتيجياتها لتحقيق العدالة والرفاهية الاجتماعية لجميع المواطنين؛

ويشدد البرنامج الحكومي على ضرورة إعادة تحديد الفئات المستفيدة من الدعم الحكومي للمزيد من العدالة الاجتماعية، وإعادة ربط سياسات العمل بالشؤون الاجتماعية وتقييم دعم العمالة الوطنية من خلال إجراء مسح وطني لجمع البيانات الاجتماعية والحالة المادية لمتلقي المساعدات بشكل دقيق حتى يتسنى لوزارة الشؤون على إثرها تحديد حجم الدعم المستحق والمطلوب تقديمه للمستفيدين.

في سياق منفصل، قال وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده مستعدة للتعاون مع دول الخليج دون قيود أو استثناء، وخلال لقاء مع نظيره العماني، أكد عبد اللهيان ضرورة حل الأزمة اليمنية عبر الطرق الدبلوماسية والحوار.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية السعودية على جدول الأعمال، وأضاف أنه على الرغم من الملفات الخلافية بين البلدين، فإن المحادثات متواصلة لتحديد هذه الملفات، مؤكدا استمرار محادثات العراق في الإطار ذاته.

 

  1. في الشأن الأوروبي

قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، يوم الجمعة، إن زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددهم 27، وافقوا بالإجماع على تمديد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لمدة ستة أشهر أخرى، وأضاف - في بيان نشرته دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي - لقد قرر المجلس اليوم إطالة أمد الإجراءات التقييدية التي تستهدف حاليا قطاعات اقتصادية معينة في الاتحاد الروسي لمدة ستة أشهر، حتى 31 يوليو 2022، وأن القرار جاء في ضوء متابعة آخر تقييم لحالة تنفيذ اتفاقيات مينسك الخاصة باستعادة الهدوء والنظام داخل أوكرانيا.

وفرضت العقوبات لأول مرة في 31 يوليو 2014، ردا على الإجراءات الروسية التي تزعزع استقرار الوضع في أوكرانيا، وتحد من الوصول إلى أسواق رأس المال الأولية والثانوية في الاتحاد الأوروبي لبعض البنوك والشركات الروسية وتحظر أشكال المساعدة المالية والسمسرة تجاه المؤسسات المالية الروسية. كما تحظر العقوبات الاستيراد المباشر أو غير المباشر أو تصدير أو نقل جميع المواد المتعلقة بالدفاع وتفرض حظرا على السلع ذات الاستخدام المزدوج للاستخدام العسكري أو المستخدمين النهائيين العسكريين في روسيا، وتحد العقوبات أيضا من وصول روسيا إلى بعض التقنيات الحساسة التي يمكن استخدامها في قطاع الطاقة الروسي.

وفي ملف المفاوضات النووية مع ايران، وفيما تستمر المحادثات النووية في فيينا بين مجموعات العمل للبلدان المعنية، على الرغم من عودة الوفود إلى عواصمها للتشاور، أكد منسق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات، إنريكي مورا، يوم الأحد أن النجاح لا يزال غير مؤكد.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد على هذا الصعيد

 

  1. في الشأن التركي.

تستمر السلطات التركية باستهداف أعضاء بارزين من حزب "الديمقراطية والبناء" المعارض للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطوةٍ قد تحدّ من أنشطة هذا الحزب الذي أُعلِن عن تأسيسه في مطلع شهر مارس من العام 2020 بزعامة الوزير التركي السابق علي باباجان، الذي كان حليفاً وثيقاً لأردوغان قبل أن يستقيل من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في أوائل شهر يوليو من العام 2019. وألقت السلطات التركية القبض، فجر اليوم السبت، على مصطفى غونايدن، القيادي وأحد مؤسسي حزب "الديمقراطية والبناء"، في فندقٍ كان يمكث فيه بمدينة أنطاليا الساحلية، حيث كان يستعد للمشاركة في مؤتمر يُعقد في المدينة نفسها، وذلك في إطار تحقيقاتٍ تجريها بشأن إعادة هيكلة حركة "الخدمة"، التي يقودها الداعية التركي فتح الله غولن.  

ونفى مصدر في حزب "الديمقراطية والبناء" وجود صلاتٍ بين غونايدن وحركة "الخدمة" التي تصنفها أنقرة كجماعةٍ "إرهابية"، معتبراً أن احتجازه يأتي في إطار "التضييق" على الحزب الذي كثّف من أنشطته مؤخراً للمشاركة في تحالفٍ انتخابي يضم 6 أحزابٍ تركية معارضة؛ وغونايدن، هو ثاني عضو من حزب "الديمقراطية والبناء" يُعتقل في غضون أقل من شهرٍ ونصف، ففي مطلع ديسمبر الماضي احتجزت السلطات التركية متين غورجان زميله في الحزب على خلفية اتهامه بـالتجسس السياسي والعسكري، علاوة على اتهامه بتسريب معلوماتٍ أمنية خطيرة لأطرافٍ خارجية مقابل حصوله على مبالغ مالية.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

تواصلت فعاليات تمرين "درع الإمارات المشترك - 50" في الاتجاه الغربي من المسرح البحري لدولة الإمارات، والتي تستمر حتى 14 يناير الجاري، ضمن سلسلة تمارين عملياتية مجدولة للعام 2022، بهدف رفع جاهزية القوات المسلحة. وقد شهد التمرين، الثلاثاء، تنفيذ عمليات واسعة للقوات المنقولة جوا لوحدات من القوات البرية وحرس الرئاسة، على موجات متتالية ومتزامنة على عدة أهداف منتخبة، وتزامن مع عمليات القوات المنقولة جوا، تنفيذ عمليات حماية بواسطة مقاتلات القوات الجوية ومروحيات الطيران المشترك، كما تم تنفيذ عمليات إسناد لوجيستي بحري وجوي لدعم عمليات القوات المنقولة جوا.

ويأتي تنظيم تمرين "درع الإمارات المشترك / 50" ضمن إطار خطة التدريب والتأهيل لرفع مستوى الجاهزية لوحدات القوات المسلحة، للدفاع عن حدود دولة الإمارات برا وبحرا وجوا من أي أخطار أو تحديات مستقبلية، في كل الظروف والأوقات.

 

  1. في الشأن السعودي

عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الاثنين، لقاء مكثفاً مع مستشار الدولة وزير خارجية الصين، وانغ يي، وذلك خلال زيارة رسمية إلى مدينة ووشي جنوب الصين.

وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض علاقات الصداقة بين السعودية والصين، وسُبل تعزيزها في جميع مجالات التعاون والتنسيق المشترك، وتطرق الجانبان إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وجهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حيال البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الدولية المبذولة في هذا الشأن، وتطرق الجانبان إلى أهمية دعم كل ما يضمن الأمن والاستقرار في أفغانستان، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.

على صعيد آخر، رفع البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد في المملكة العربية السعودية لعام 2022 من 3.3٪ إلى 4.9٪، مع زيادة الإنتاج النفطي في المملكة، صاحبه تعاف للقطاعات غير النفطية أسهم به تسارع حملات التطعیم في البلاد، وقال البنك في بيان إن المملكة ستسجل نموا اقتصاديا بنسبة 2.3 %، في 2023 مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 3.2 % كما أضاف أن قطاع النفط سيشهد على الأرجح انتعاشاً قوياً مما سينعكس إيجاباً على الصادرات. وتوقع البنك أيضًا أن تستفيد الأعمال غير النفطية من العدد الكبير من الأشخاص المحصنين ضد فيروس كورونا ، فضلاً عن الاستثمارات المتسارعة.

 

  1. في الشأن الروسي

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات الروسية مع الغرب تتراجع بسبب المواقف السلبية التي يبديها الأخير! وقال لافروف في مؤتمر صحافي، يوم الجمعة أن موسكو قدمت موقفاً مكتوباً بشأن أوكرانيا، وتنتظر رداً مكتوبا من الغرب بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها، مضيفاً أنها لن ننتظر الرد على الضمانات الأمنية إلى الأبد. وفي حديثه تابع أن روسيا ترفض قيام الغرب بتعزيز أمنه على حسابها، مشيراً إلى أن الدول الغربية ستزيد من حشد قواتها على حدود روسيا كما أكد أنها مستعدة لأي سيناريو في هذه الأزمة، وذكر أن موسكو تدعو إلى حل المسائل الأمنية على أساس المصالح المتوازنة. كذلك أكد لافروف أن الولايات والمتحدة والناتو يرغبون في إنشاء نقاط انطلاق عسكرية حول روسيا؛ وعن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو قال أن روسيا لن تقبل بظهور الحلف عند الحدود الروسية! وحذّر من أن "صبر موسكو على إجراءات الغرب قد نفد.

من جانب آخر رأى لافروف أن إمداد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة يدفع كييف إلى استخدام القوة في منطقة دونباس، مضيفاً أن روسيا لم تهدد قط الشعب الأوكراني!!

يشار أن وزير خارجية بولندا كان قد حذّر، الخميس، من أن أوروبا تواجه خطر الدخول في حرب، فيما يجهز خبراء عسكريين خيارات تحسباً للفشل في تهدئة التوتر بشأن أوكرانيا.

وقالت روسيا إن الحوار مستمر، لكنه وصل إلى طريق مسدود، بينما تسعى لإقناع الغرب بمنع انضمام أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسي ووقف توسع الحلف في أوروبا، وهي مطالب وصفتها الولايات المتحدة بأنها مستحيلة.

على صعيد آخر، قال لافروف، خلال المؤتمر الصحافي الجمعة، إن هناك تقدماً في المفاوضات الجارية في فيينا حول برنامج إيران النووي، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق، وفي أن يكون الشركاء الإيرانيون أكثر واقعيةً في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية! وأضاف أنه على إيران أن تكون بنّاءة في المفاوضات، وعلى الغرب ألا يحاول خلق توتر نفسي! كذلك، اعتبر أن لدى إيران مشاكل أخرى يمكن أن تقلق دول المنطقة، داعياً لـبحث القلق العربي من إيران مع دول الخليج.

في سياق منفصل، وبعد أن كان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن قد أعربا خلال قمة عقدت في يونيو عن رغبتهما في تعزيز تعاونهما في مكافحة الجرائم الإلكترونية، على خلفية أزمات واتهامات متكررة لموسكو في هذا الإطار، أعلنت روسيا، يوم الجمعة، أنها فككت مجموعة "ريفيل" للقرصنة التي تعتبر الأكثر خطورة من حيث برامج الفدية، بناءً على طلب الولايات المتحدة.

وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي في بيان إنه بعد عملية نفذتها أجهزة الأمن الروسية والشرطة الروسية وُضِع حد لوجود هذه المجموعة الإجرامية المنظمة، وأضاف أن عمليات بحث تمت بناء على طلب السلطات الأميركية المختصة" استهدفت 14 شخصا و25 عنواناً في خمس مناطق روسية، أبرزها العاصمة موسكو وسانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدينة في البلاد، سمحت بضبط ما يعادل 426 مليون روبل (نحو 5.6 مليون دولار أميركي) و20 سيارة.

ولم يحدد جهاز الأمن الروسي عدد الموقوفين، لكنه بث مقاطع فيديو لعمليات التوقيف، وأوضح أن أعضاء المجموعة طوّروا برامج ضارة ونظموا عمليات اختلاس أموال من حسابات مصرفية لمواطنين أجانب وصرفوها.

يشار إلى أنه في أوائل يوليو 2021، أعلنت مجموعة القرصنة التي تتحدث الروسية والمعروفة أيضاً باسم "سودينوكيبي"، مسؤوليتها عن هجوم الفدية الذي استهدف شركة المعلوماتية الأميركية "كاسيا".

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان أنها ناقشت، الاثنين، مع نظيرها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اتخاذ خطوات متبادلة لخفض التصعيد تتعلق بالصواريخ والتدريبات العسكرية، لكنها جددت تحذير موسكو من العواقب الشديدة التي ستلحق بها إذا هاجمت أوكرانيا.  وفي المقابل، قال ريابكوف أنهم أبلغوا الأميركيين أنهم لا يسعون إلى غزو أوكرانيا، كما حثّ واشنطن على عدم الإقلال من أهمية خطر المواجهة، لكنه شدد أيضا على أن الوضع ليس ميؤوسا منه.

وبالتزامن مع المحدثات، حذر الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، روسيا، الاثنين من كلفة عالية ستتكبدها في حال شنت هجوما جديدا على أوكرانيا، مؤكدا دعم الحلف لحق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، وقال خلال اجتماع مع نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولغا ستيفانيشينا أن الناتو يريد أن يوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأن الحلف موحد، وأن موسكو ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية في حال استخدمت مجددا القوة العسكرية ضد أوكرانيا، وجدد دعم الحلف لأوكرانيا ومساعدتها على تعزيز حقها في الدفاع عن النفس.

ومن جانبها، أكدت ستيفانيشينا أنه لا شيء بشأن أوكرانيا يجب أن يتم بدون أوكرانيا، مضيفة بأن المعتدي ليس في وضع يخوله فرض شروط، طالما أن الدبابات الروسية لم تغادر الحدود الأوكرانية.

وفي هذا السياق، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، الخميس، أن بلاده تعمل على حزمة عقوبات مالية بامتياز بشأن روسيا، مشددا على ضرورة وقف تعبئة المزيد من القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية، لكنه لفت إلى أن الاستخبارات لا تظن أن موسكو أخذت قرارا بغزو أوكرانيا، وأوضح سوليفان أن روسيا وضعت عشرات الآلاف من جنودها عند حدود أوكرانيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لأي إجراء روسي بعيدا عن الحوار، محذرا في الوقت ذاته من أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون كارثيا عليها، وأن أميركا ستتصدى مع أوروبا لأي إجراءات من جانب روسيا. وقبيل ذلك، أكد البنتاغون أنه لا مؤشرات على انسحاب روسيا من الحدود مع أوكرانيا.

فيما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظيره الأوكراني، إن بلاده ملتزمة بالدعم الكامل لسيادة أوكرانيا، مضيفا أن واشنطن ستواصل دعم بناء القدرات الدفاعية الأوكرانية.

وفي السياق، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، الجمعة، بأن الولايات المتحدة لا تريد تصعيداً في أوكرانيا، وأنها ستقدم مساعدات أمنية إلى كييف للدفاع عن نفسها، وكشف أن واشنطن لديها معلومات تؤكد أن روسيا أرسلت عملاء للقيام بهجمات على مواطنين في أوكرانيا من المتحدثين بالروسية، لإيجاد ذريعة لهجوم روسي وتدخل في أراضي أوكرانيا.

هذا وأعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة، نيّته توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات الإلكترونية، في وقت تعرّضت مواقع إلكترونية حكومية في أوكرانيا لهجوم معلوماتي كبير، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في بيان إن الاتفاق الذي سيُوقّع في الأيام المقبلة، "سينصّ خصوصًا على منح أوكرانيا حق الوصول إلى منصّة تابعة لحلف الأطلسي لمشاركة معلومات بشأن البرامج الخبيثة، مضيفا أن خبراء الحلف الحاضرون في أوكرانيا يقدمون أيضًا الدعم للسلطات على الأرض.

وقد تعرّض عدد من المواقع الإلكترونية الحكومية في أوكرانيا الجمعة لهجوم معلوماتي كبير، لم تتبنّه أي جهة على الفور، حسب ما أعلنت السلطات، في وقت يتصاعد التوتر بين كييف وموسكو، وأعلنت وزارة التربية والعلوم على صفحتها في فيسبوك، أن موقعها الرسمي "مغلق مؤقتًا بسبب الهجوم الشامل الذي حصل ليل الخميس، كما تعذّر الدخول أيضًا إلى مواقع وزارات أخرى، منها وزارة حالات الطوارئ، ووزارة المعلوماتية.

 

  1. في الشأن الايراني

تجمع المتقاعدون وأصحاب المعاشات في مختلف مدن إيران، الأحد، للاحتجاج على ظروفهم المعيشية وعدم تنفيذ مشروع معادلة الرواتب وعدم موافقة البرلمان على مشروع قانون تم تقديمه بهذه الخصوص، ونظمت احتجاجات حاشدة في طهران أمام البرلمان بحضور كبير من المتقاعدين وأصحاب المعاشات، مرددين هتافات مثل "المتقاعد يموت، لا يقبل التمييز"، و"موائدنا فارغة، كفوا عن إطلاق الوعود"، و"لا تراوغونا ونفذوا مشروع معادلة الرواتب" و"سمعنا الكثير من الوعود، لكن لم نرَ العدل". يشار إلى أن المتقاعدين يطالبون بالمصادقة في البرلمان على مشروع قانون للمساواة في الرواتب، وإدراج المعلمين المتقاعدين في القانون المذكور، وزيادة المعاشات التقاعدية لتناسب التضخم الحقيقي في البلاد.

وعلى مدار الأشهر الماضية، نظم المتقاعدون وأصحاب المعاشات تجمعات احتجاجية بعدة مدن في إيران، منها طهران ومشهد والأهواز وشيراز وأصفهان وتبريز وقم وهمدان وأردبيل وقزوين وشاهركرد وسنندج ومدن أخرى. إلى ذلك دفعت مشاكل سبل العيش وارتفاع الأسعار والتضخم المطرد على مدار العام الماضي مختلف الفئات من العمال للمعلمين والمتقاعدين إلى المشاركة في احتجاجات في مختلف المدن. وفي الاحتجاجات الأخيرة، تجمع المعلمون والتربويون أمام إدارات التعليم في أكثر من 59 مدينة، الأسبوع الماضي، احتجاجاً على إقرار مشروع في البرلمان لم يلب مطالبهم، ووصفوه بالمشروع الناقص للتملص من التزامات الحكومة تجاه وضعهم المعيشي.

في ملف مفاوضات فيينا، قالت وكالة إرنا الإيرانية للأنباء، الجمعة، إن رؤساء وفود إيران والدول الأوروبية الثلاث (الترويكا) المشاركة في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي قد عادوا إلى بلادهم ليومين، لمناقشة مواقفهم السياسية وبعض المشاورات، وأضافت أن عودة رؤساء تلك الوفود جاء بناء على اتفاق تم التوصل إليه بينهم، مؤكدة إن المفاوضات على مستوى الخبراء ستستمر دون انقطاع، ومشيرة إلى أن عودة كبار المفاوضين لا تعني نهاية الجولة الثامنة من المفاوضات.

وأفاد مصدر مقرب من المفاوضات أن الأخيرة تسير في اتجاه جيد والعمل جارٍ على القضايا الصعبة، ولكن ما زالت هناك قضايا معقدة تتم مناقشتها خاصة ما يتعلق بالضمانات.

 

  1. في الشأن السوداني

اقترحت قوى ”الحرية والتغيير“ السودانية، يوم الأحد، توسيع العضوية في مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة السودانية، من خلال إنشاء آلية دولية رفيعة المستوى تمثل فيها أطراف إقليمية ودولية، وفي ردها على مبادرة ممثل الأمم المتحدة بالسودان، فولكر بيرتيس، اقترحت ضم كل من الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا، إلى جانب تمثيل لدول الجوار الأفريقية والعربية التي تجمعها مصالح مشتركة مع السودان، على أن تتولى الأمم المتحدة عبر ممثلها في الخرطوم مقررية الآلية.

وقالت قوى ”الحرية والتغيير“ في الرد الذي سلمته لبعثة ”يونتامس“ بالخرطوم، إن الآلية المقترحة تهدف إلى تقوية المبادرة الأممية وتوسيع قاعدة دعمها وتمكينها من إحداث الاختراق الذي يمكنها من بلوغ غاياتها وتزويدها بالضمانات اللازمة لتنفيذ مخرجاتها النهائية.

وأشارت إلى أن الأطراف المستهدفة بالمشاورات الأولية يجب أن تنحصر في كل من قوى الحرية والتغيير، ولجان المقاومة، وقوى الكفاح المسلح الموقعة وغير الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، والقوى السياسية التي كانت جزءا من الحرية والتغيير وخرجت في وقت سابق، كما اقترحت تحديد سقف زمني لمجمل العملية السياسية وفقا لإجراءات واضحة لا تسمح بإطالتها وإفراغها من محتواها.

وأوضحت أن أهداف العملية السياسية يجب أن تكون محددة في إنهاء الوضع الانقلابي في السودان وإقامة ترتيبات دستورية جديدة تستعيد مسار التحول المدني الديمقراطي، وتؤسس لسلطة مدنية كاملة تقود ما تبقى من المرحلة الانتقالية، وتجهز لإقامة انتخابات حرة ونزيهة في نهاية المرحلة.

وهذا فيما تستمر المساعي الإفريقية لحل الأزمة السياسية في السودان، بالتزامن مع المبادرة الأممية التي يرعاها المبعوث الأممي في البلاد فولكر بيرتس، فقد شدد مبعوث الاتحاد الإفريقي مفوض السلم والأمن، أديوي بانكولي، يوم الأحد، على أهمية التمسك بالحوار بين كافة الأفرقاء من أجل الوصول إلى حل للمأزق الذي غرقت فيه البلاد خلال الفترة الأخيرة، ودعا إلى استمرار النقاش والتواصل بين مختلف الأطراف السودانية للتوصل لأرضية مشتركة تجعل من حل الأزمة أمرا ممكناً.

إلى ذلك، أكد المبعوث الإفريقي أن اللقاء يأتي في إطار مساعي الاتحاد للجلوس والاستماع لأصحاب المصلحة بشأن الوضع الراهن في السودان، مشيرا إلى اللقاءات التي أجراها مع رئيس مجلس السيادة وعدد من المسؤولين بالدولة، تهدف لدعم الحوار والسلام في البلاد، مؤكدا أن رسالة الاتحاد الإفريقي واضحة ألا وهي دعم المصالحةالسودانية.

 

  1. في الشأن الصيني

أكدت الصين، السبت، بدء تنفيذ اتفاقية استراتيجية مع إيران لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، في وقت ترفض فيه بكين العقوبات الأميركية على طهران.

وكانت الصين وإيران قد وقعتا الاتفاق العام الماضي بعد سنوات من المحادثات، ومن المقرر أن تشمل هذه الشراكة الواسعة النطاق عدة قطاعات ومنها الطاقة والأمن والبنى التحتية والاتصالات

وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بدء تنفيذ اتفاق الشراكة خلال لقاء في ووشي شرق الصين، الجمعة، بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية.

 

  1. في أزمة تونس

شهدت العاصمة التونسية، يوم الجمعة، تظاهرة غير حاشدة، تزامناً مع الذكرى الحادية عشرة لسقوط نظام الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي. هذا واستخدمت قوات الأمن التونسي الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في شارع محمد الخامس، كما حصل تدافع بين الأمن والمحتجين، بعد منعهم من الدخول إلى شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة.

من جهتها قالت وزارة الداخلية إن الوحدات الأمنية تحلت بأقصى درجات ضبط النفس، إثر تعمّد مجموعات متفرقّة من الأشخاص ناهز عددهم الإجمالي حوالي الـ1200 شخص التظاهر اليوم بمحيط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وذكرت في بيان لها أن المتظاهرين تعمّدوا مخالفة القرار القاضي بمنع كافّة التّظاهرات بالفضاءات المفتوحة والمغلقة خلال هذه الفترة، كما تعمّدوا محاولة اقتحام الحواجز الأمنية ومهاجمة الأمنيين المتمركزين لحفظ النظام والأمن، وأوضحت أن الوحدات الأمنية، استعملت المياه لتفريقهم مع دعوتهم للمغادرة، مجددةً دعوتها المواطنين إلى الالتزام بالقرارات وعدم الانسياق وراء دعوات غير قانونية للتجمع.

وبالرغم من فشلهم في السابق بتعبئة الشارع، حاول معارضو الرئيس قيس سعيد، وعلى رأسهم حركة النهضة، الخروج مرة أخرى في تظاهرات رافضة لإجراءات سعيّد التي يصفونها بـالانقلاب على الدستور والديمقراطية، وذلك بعد أسابيع من التحشيد على مواقع التواصل الاجتماعي، في تحد واضح لقرار السلطات منع كافة التجمعات لمكافحة انتشار متحور أوميكرون من فيروس كورونا.

وفي سياق الأزمة، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، إن أمينه العام نورالدين الطبوبي، التقى السبت، بالرئيس قيس سعيد، لتدارس الوضع العام بالبلاد، وذلك بعد جمود استمر لـ6 أشهر، بسبب خلافات بين الطرفين حول طريقة إدارة المرحلة الاستثنائية التي تعيشها البلاد.

ويأتي هذا اللقاء، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين الرئاسة والحكومة من جهة واتحاد الشغل، توترا وخلافات، نتيجة سياسات وخيارات تتبعها الحكومة لمعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد يرفضها الاتحاد، وكذلك عن القرارات الأخيرة التي أعلنها الرئيس قيس سعيد، وتتعارض مع الحوار الوطني الذي دعا إليه الاتحاد، كما تهمش دوره في الفترة المقبلة.

ويدعم اتحاد الشغل القرارات التي أعلنها سعيد يوم 25 يوليو، وقام بمقتضاها بتجميد أعمال البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة البرلمانية وإقالة الحكومة، كما يؤيد القطع مع المنظومة السياسية التي حكمت البلاد خلال العشرية الماضية بقيادة حركة النهضة، لكنه يتهم الرئيس بالتفرد بالسلطة وبالقرارات الأخرى على غرار إعداد الموازنة العامة والتفاوض مع الدوائر المالية العالمية، كما عبر عن توجسه من أن تكون الاستشارة الشعبية الإلكترونية التي دعا إليها سعيد، تمهيدا لإدخال تعديلات سياسية على النظام السياسي والقانون الانتخابي، أداة لفرض أمر واقع. وقد عبّر الاتحاد عن هواجسه هذه في بيان أصدر يوم الخميس.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) المجلس الوطني

10 كانون الثاني 2022

كلمة فارس سعيد

1- يعيش غالبية اللبنانينَ اليوم قلقاً على المصير، جرّاءَ انهيار الدولةِ بتعطيلِ مؤسساتِها والتلاعُبِ بدستورِها والميثاق الوطني، وصولاً إلى استتباع القضاء وتعطيلِه. هذا وس̊طَ حالةٍ متنامية من اللايقين الوطني في المناخ السياسي العام، وتَشَوُّشِ البوصِلة الداخلية والخارجية في أداءِ الحُكم، فيما تَشهدُ المنطقةُ من حولنا صراعاتٍ وتدافعاتٍ كبرى وضَعَتنا على دربِ الفيَلة، أو بالأحرى، وضَعنا أنفُسَنا بأيدينا على هذا الدرب، لأننا - وبكلّ بساطة - لم نُح̊سِن تحييد وطنِنا و"تسييجَ حديقتِنا الجامعة لتنوُّعِنا".

2- إن تجارِبَ المئوية الأولى من عمرِ الكيان الوطني اللبناني ظهَّرت ما يمكنُ اعتبارُه قاعدةً لتجاوز الأزماتِ المصيريّة. هذه القاعدة تقوم على ركنين أساسيين: مبادرةُ الداخل اللبناني إلى توفير إجماعاتٍ أو شب̊هِ إجماعاتٍ وطنية، وتوفُّرُ الريحِ الخارجية المؤاتية. هذان الركنان أو العاملان لا يستطيع أيٌّ منهما أن يحقّقَ الانجاز وحدَه. بَي̊دَ أنّ ذلك لا يعني الانتظارَ حتى جُهوزِ العاملِ الخارجي، وإنما ينبغي على الداخلِ أولاً أن ينهضَ إلى واجبِه وما تُمليه عليه وطنيتُه.

3- قلتُ إنّ تحقيقَ الانجاز - وعنوانه الكبير الجامع هو السيادة والاستقلال - يُوجِبُ نهوضَ الداخلِ اللبناني أولاً إلى ما تُمليه عليه وطنيّتُه.. والوطنيةُ هنا تعني المشترك لا الخاص، وإلا أصبحت الوطنية وجهةَ نظر، كما خَبِر̊نا في معظمِ الأزمات قبل انحسارها. ذلك أن لبنان يكون بكلّ بَنيه أو لا يكون، ولكلِّ بَنيه أو لا يكون. كذلك فإن هذا اللبنان يقومُ على قوةِ التوازن لا موازينِ القوى المتغيّرة، وإلا بَقِيت̊ زعامات الجماعات الطائفية مدفوعةً على الدوام إلى خو̊ضِ معركتين على قاعدة الموازين: معركةٌ أولى طاحنة داخلَ طائفتها لتثبيتِ زعامتِها الأوحدية المطلقة، ومعركةٌ ثانية مع الطوائف الأخرى لتعيين حصّتِها في الدولة وتكبير هذه الحصّة ما أمكن، فكيف إذا جرى هذا التدافع المحموم في كنفِ وصايةٍ خارجية أو انتدابٍ أو احتلال!.. ذلك ما أشار إليه بوضوحٍ واستغراب آخِر المتصرّفين العثمانيين على لبنان يوهنّس باشا في مذكراته، وهو ما زال حتى اليوم الآليّة التي يعمل بموجبها معظمُ الزعماء، رغمَ نَفَاذ ما يمكن اقتسامُه!...

4- لن أُس̊هِبَ في وص̊فِ الانهيارات المتسارعة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والادارية والمعيشية، لا سيما في السنتين الأخيرتين؛ فذلك مما يُعايِنُهُ ويُعانيه كلّ مواطنٍ لبناني، كما تتزايدُ مساحاتُ الاستنكار الشعبي لما يحصل، مصحوباً بغضبٍ غير مسبوق، وغالباً بانقطاع الرجاء، في ظلّ دولةٍ حَوَّلها سوء الادارة وعجزِها وتلَهّي أركانِها بالبحث عن جنس الملائكة إلى "دولةٍ فاشلة" بكل المعايير والمؤشرات. هذا فيما تتقاذف القوى السياسية الفاعلةُ كرةَ النار، ويُلقي كلٌ منها المسؤولية على الاخرين، وِفقَ شعار "الآخرون هم الجحيم". والأنكى في ذلك كلّه هو ردُّ الانهيارات إلى الفسادِ والإفساد حصرياً، مع إغفالِ حقيقةٍ أساسية هي أنّ الانهيارات، بما فيها الفساد، ليست سوى نتيجةٍ حتميّة لغياب السيادة والاستقلال، تحت وطأةِ احتلالٍ سوري سمّي "وصاية" أعقبَها احتلالٌ ايراني يسمى "نفوذ" منذ الطائف حتى الآن.. وهما وصايتان لم تختلفا جوهرياً وعملياً عن الاحتلال، وقامتا على مقايضة وقحة عمرُها ثلاثين سنة ونيِّف، بين طرفين: سلطة الاحتلال التي توفِّرُ مكاسبَ شخصيةً لزعماء على صعيد الحُكمِ والمؤسسات، مقابلَ سكوتِ هؤلاء عن أصلِ المشكلة!.. أما عندما يتمرّدُ بعضُ هؤلاء على تلك المعادلة-المقايضة، بصحوةِ ضمير أو بفعل استياءٍ شعبي عارِم، فعِقابُهُ الاغتيالُ أو "القَب̊ع" من دون قُفّازات!.. وجميعُكم تعرفون هذا العقاب بالوقائع والأسماء والتواريخ منذ اغتيال رينيه معوض إلى اغتيال لقمان سليم، وما بينهما بطبيعة الحال اغتيال رفيق الحريري.

لذلك اعتقد مع كثيرين يتزايدون باستمرار، أنّ رَفعَ الاحتلال، أكان سافراً أو مقنّعاً، هو المدخل الأساس لمعالجةِ النتائج وتصحيح البوصلة الداخلية والخارجية: الداخلية بالتزام وثيقة الوفاق الوطني والدستور، نصاً وروحاً وبنوداً كاملة؛ والخارجية بتصويب علاقاتنا مع محيطنا العربي والمجتمع الدولي. ذلك بالإضافة إلى تنفيذ قرارات الشرعيتين العربية والدولية، ولا سيما قرارات الإجماع العربي والقرارات الدولية 1559 و1680 و1701.

5- ما تقدّم يمثّلُ في تقديرنا ورؤيتنا الدافعَ الرئيس لمبادرتنا إلى تشكيل "مجلسٍ وطني لبناني لرفعِ الاحتلال الايراني"، لا سيما وأن الداخل اللبناني (سلطةً قابضة ومعارضاتٍ متفرِّقة) يعاني من تشتُّتِ الأولويات وتضارُبِها في أكثر الأحيان، إلى درجةِ أنّ كلّ فريقٍ أو مجموعة باتت أولويّةُ الأولوياتِ عنده المحافظة على الذات، ولو على حساب المصير الوطني.. إلى ذلك فإنّ تجربة ما بعد الطائف بيَّنت بوضوح أنّ كلّ أنواع الانجازات على صعيد التّعافي والنّهوض بعد الحرب تبقى مهدّدةً بالسقوط والضياعِ في ظلّ وصايةٍ خارجية أو احتلال. هذا رغمَ الفُرَص الكثيرة التي أضاعَها التَّشَتُّتُ اللبناني وتفنَّنَ في إضاعتها، بأنانياتٍ وفَهلَوياتٍ وأُلعُبانياتٍ ما أنزلَ الله بها من سلطان، ولا استساغَها أيُّ ضميرٍ وطنيٍ حي!

6- نؤمنُ أنّ "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" ليس منبراً أو مِنصّةً للتزاحُم على حصّةٍ من الحصص، ولا بطبيعة الحال مِنبراً انتخابياً عشيّة هذا الاستحقاق الجوهري. إنه محطةٌ للمراكمة في مسيرةٍ طويلة، غايتُها تحقيق السيادة والاستقلال الناجزَي̊ن..

نؤمنُ أنّ السيادة والاستقلال لا يتحققان لمرةٍ واحدة وإلى الأبد، بل هما في حالةِ إنجازٍ دائم، ضمانتُه سلامةُ العيش المشترك في "وطنٍ نهائيٍّ لجميع أبنائه، عربيّ الهويةِ والانتماء" ومنفتح على التطوّر والسلام العادل. ويترتّبُ على هذه القناعة، من بين ما يترتّب، أمران في غاية الأهمية:

أ‌- إنّ "المجلس الوطني" ليس رقماً يُضاف إلى الأرقام الحاضرة، ينافسُها أو يُعاديها على مسرحِها، وإنما هو مساحة للقاء والتضامن بين جميع المؤمنين بمعنى لبنان ودورِه ورسالته، بصرف النظر عن بيئاتهم الاجتماعية والثقافية، وحتى الحزبية بفعل الاستمرار. إنه مساحةٌ للقاء جميع الذين اتّعظوا واستفادوا من التجاربِ المريرة، خصوصاً وأنّ المغامرات والمراهنات الخاطئة باتت مكشوفة لكلّ بصرٍ وبصيرة.

ب‌- أن "المجلس الوطني" يرفضُ أيّ نزعةٍ لمعاداةِ العالم والعروبة تحتَ عناوين من مثل "المشرقية" وما سواها، كما يرفضُ أيّ تفكيرٍ في فدراليةٍ أو مثالثةٍ أو عقدٍ وطنيٍّ جديد، من شانها أن تُفضي إلى تقسيمٍ واقعيّ وحتميّ في ظلّ الواقع الراهن المتمثّل باحتلال إيراني للبنان من خلال سلاح حزب الله.

المانيفست السياسي المرحلي :

  • - خطورة الخروج المتمادي عن الدستور واتفاق الطائف في مرحلةٍ يُعاد فيها رسم خرائط المنطقة وتتحدد فيها الأحجام والأدوار السياسية والاقتصادية.
    • نحن أمام مفترق طرق تتوضّح فيه معالم ترسيم المنطقة من جديد، وذلك بعد مئة عام من انهيار الامبراطورية العثمانية وبداية مرحلة تنفيذ اتفاق سايكس- بيكو.
    • اليوم، تتصدر المشهد الإقليمي تيارات إسلامية سنّية وشيعية عربية وغير عربية، وتحاول تحديد أحجامها السياسية والاقتصادية والعسكرية على حساب هوية المنطقة على حساب الحريّة والديمقراطية وبناء الدولة الوطنية.
    • وللحؤول دون سقوط لبنان وتحميله الثمن خلال مراحل التغيير الكبير، يتمسّك المجتمعون بما اتّفق عليه اللبنانيون في اتفاق الطائف الذي أصبح دستوراً والذي يؤكد على نهائية الكيان اللبناني وعلى عروبته وانتمائه إلى الهوية العربية.
    • عليه، تشكّل نهائية الكيان اللبناني الضمانة الرئيسية المطلوبة كي لا يتجه لبنان إلى الأصغر أو يذوب في إطارٍ أكبر.
    • إن عروبة لبنان وانتماءه إلى محيطه العربي، يؤمنان له ضمانة الدخول في نظام المصلحة العربية الذي بدأت معالمه ترتسم في العقود الأولى من هذا القرن.
  • خطورة الانقلاب على اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من قبل ثلاث إتجاهات داخلية أساسية:

حزب الله الذي يحاول تعديل الطائف لصالحه.

التيار الوطني الحر الذي بنى أساساً شرعيته على رفض الطائف.

الاتجاهات التقسيمية التي تدعو إلى الفصل عن الآخر بدلاً من اعتماد ثقافة الوصل.

  • إن الخروج عن الدستور في لحظة يمتلك فيها فريقٌ من اللبنانيين السلاح غير الشرعي بإمرة ايرانية، سيؤدّي إلى إعادة النظر بالنظام والدستور على قاعدة موازين القوى وهذا ما يرفضه المجتمعون، إذ أن لبنان لا يُحكم على قاعدة موازين قوى تتبدّل بين يوم وآخر ومن طرف الى آخر، انما يحكم لبنان بقوة التوازن الدستوري.
    • يطالب المجتمعون باستكمال تنفيذ إتفاق الطائف ببنوده كافة وتحديداً:
    • إستعادة سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة وخصوصاً حصر حق إستعمال السلاح بالمؤسسات الأمنية الرسمية؛
    • اللامركزية الإدارية الموسعة؛
    • إنشاء مجلس شيوخ كضامن لحقوق المجموعات الطائفية وصولاً الى إنتخاب مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي؛
    • إنشاء اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية؛
    • إعادة حق تفسير الدستور الى المجلس الدستوري كما نصّ عليه إتفاق الطائف.
    • يطالب المجتمعون بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لا سيما القرارات 1559 و1680و1701، والتي تأخذ من اتفاق الطائف المستند القانوني لها، بمعنى أن التمسك باتفاق الطائف يعني التمسك بقرارات الشرعية الدولية، والانسحاب من اتفاق الطائف يعني الانسحاب من قرارات الشرعية الدولية.
    • يطالب المجلس الوطني الأمم المتحدة نشر قواتها على كامل الحدود اللبنانية.
  • - مسألة العيش المشترك والشراكة السياسية في ظلّ تمرّد فريقٍ على العدالة اللبنانية والدولية.
    • إن وجود الدولة، كما تكون الدولة في كلّ العالم، هي شرط لا غنى عنه لنجاح العيش المشترك، بصفتها المرجع المخوّل فرض احترام مبدأي العدالة والحريّة لجميع المواطنين، فإذا انتُهكت العدالة وحوصِرت الحرية يُفسَد العيش المشترك. فلا عيشَ مشترك إذا كان هناك مواطن يمثُل أمام القانون ومواطن آخر "مميّز" يتمرّد على القانون الوطني والقانون الدولي. كذلك، لا يستقيم حوار وتفاهم بين مُختلفين إذا كان أحدهما يحمل السلاح بينما الآخر أعزل.
    • يطالب المجتمعون حزب الله بالعودة إلى لبنان بشروط لبنان، أي بشروط القانون والدستور اللبناني، وتسليم سلاحه للدولة وفقاً للدستور والقرارين 1559 و1701، وكذلك تسليم من دبّر ونفّذ اغتيال قامات وطنية ومواطنين أبرياء في مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
    • يرفض المجتمعون أي سلاح غير شرعي، ويتمسكون بحصره في المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية كما يرفضون أي سلاح آخر تحت أي عنوان كان.
    • وللحؤول دون سقوط لبنان، وتحميله الثمن خلال مراحل التغيير الكبير، يتمسك المجتمعون بالدستور المنبثق من اتفاق الطائف الذي توافق عليه اللبنانيون، والذي يؤكد على نهائية الكيان اللبناني وانتمائه العربي.
  • - تصويب النقاش حول مسألة الحياد أو التحييد بما لا يتناقض مع هوية لبنان وإنتمائه.
    • إن الحياد الذي يراه المجتمعون يرتكز على توقّف كل فريق داخلي عن الاستقواء بخارجٍ ما على حساب الشراكة الوطنية، لأن هذا الاستقواء يرتكز على المقايضة التالية: يعطي فريق داخلي جزءًا من السيادة مقابل جزءٍ من المكاسب على حساب الشريك الداخلي.
    • ويعرف المجتمعون من تجربة لبنان المئوية أن السيادة لا تتجزأ ولا مكاسب خاصة لفريقٍ على حساب الشراكة الداخلية الكاملة.
    • يؤكد المجتمعون بأن كل الطوائف والأفرقاء في لبنان اختبروا الاستقواء بالخارج، فلم تسلم طائفة أو حزب من عواقب "مغامرات" الاستقواء هذه.
    • لذلك، تصبح الدعوة إلى الحياد أكثر إلحاحاً، والحياد الذي يطالب به المجتمعون هو عقدٌ لدى اللبنانيين يعلو على الاعتبارات الدستورية والقانونية وكان في أساس الفكرة اللبنانية.
    • والحياد ليس محطةً تأسيسيةً تُضاف إلى المحطات التأسيسية السابقة، مثل تأسيس دولة لبنان الكبير عام 1920، أو الميثاق الوطني سنة 1943 واتفاق الطائف في العام 1989. فالحياد المطلوب اليوم كضرورة وطنية حامية وجامعة لكل اللبنانيين إنما يندرج في سياق الحفاظ على التوازن الإسلامي- المسيحي في ظلّ احترام العدالة والحرية.
  • - إستعادة دور لبنان الاقتصادي والثقافي في المنطقة والعالم.
    • ندخل اليوم مرحلة وصلت فيها إسرائيل إلى عمق المنطقة، وتمددت إيران وتركيا وروسيا بشهيات امبراطورية عُلقت لقرن في ظلّ نهضة إقتصادية في الخليج العربي، في حين تراجع الإقتصاد اللبناني بسبب سوء إدارة وفساد والتمادي مع الإحتلالات المتتابعة منذ معاهدة القاهرة 1969 وصولاً الى الإحتلال الإيراني الحالي،

                     ويرى المجتمعون إستحالة الإصلاح الإقتصادي إلاّ برفع الإحتلال الإيراني.

2*) حركة أمل

10 كانون الثاني 2022

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء. وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وبعد الإجتماع صدر بيان ، أكد "أن الحركة ورئيسها كانوا دائما السباقين  إلى الحوار بين المكونات اللبنانية وعلى أهميته كعنوان تلاق بين اللبنانيين على ثوابتهم المشتركة وعناصر قوتهم، وأي حوار بين الأطراف السياسية بغض النظر عن مندرجات جدول أعماله ورأينا فيها، وعن توقيته ومستوى الأهمية والأولويات التي يطرحها في هذه المرحلة، وتؤكد الحركة تلبية الدعوة للمساهمة في إيجاد حلول للأزمات التي يعاني منها البلد".

أضاف البيان :" ومع صدور قرار دعوة الهيئات الناخبة وبدء قبول طلبات الترشيح للإنتخابات النيابية المقبلة، تؤكد حركة "أمل" بكل مستوياتها التنظيمية على أهمية هذا الاستحقاق الدستوري في تعزيز العملية الديموقراطية التي تتمثل في الإختيار الحر للناس لممثليهم إلى الندوة البرلمانية وفقا لقناعاتهم ومصلحة الوطن.

وفي هذا الخصوص، فإن الحركة التي أطلقت ماكينتها الانتخابية لتكون على جهوزية كاملة، تؤكد أن هذا الاستحقاق الانتخابي ليس إستحقاقا موسميا، بل هو تشريع ورقابة على عمل السلطة التنفيذية وعمل دؤوب ودائم يتمثل بخدمة الناس ومؤازرتهم والانحياز إلى مطالبهم المحقة، وتلبية احتياجاتهم والوقوف معهم على مدار السنوات والأيام بثبات على النهج وإصرار على الخيارات التي تشكل عنوان رفعة وعزة الوطن وكرامة المواطن، إن ثقة الحركة بوفاء أهلها وأصدقائها وبيئتها لمشروع المقاومة والتنمية تستدعي حشد كل الطاقات الحركية وعلى مختلف المسؤوليات التنظيمية والرديفة والصديقة لتحقيق الإنتخابات النيابية بأعلى مستوى من المشاركة من المقيمين والمغتربين، والتعبير عن الخيارات الوطنية، وهي إذ تتابع بشكل يومي مسار هذا الإستحقاق النيابي تناشد جماهيرها واللبنانيين إلى وعي اهمية ودقة المرحلة، وهذه المحطة المفصلية في تاريخ البلد والتي يبنى عليها مستقبله السياسي ودور وأحجام مكوناته السياسية ودورهم في الوصول إلى الأهداف التي نناضل من أجلها لخدمة الناس وحماية الوطن".

ورأى البيان "إستمرارا في ضرب مؤسسة القضاء ودوره وهيبته وذلك من خلال استمرار رئيس الهيئة العامة لمحكمة التمييز في تمييع الدعوة إلى عقد اجتماع للبحث في دعاوى المخاصمة الموجودة أمامه بمماطلة مقصودة، تؤكد أننا أمام بعض من القضاء الذي يصر على ضرب هيبته ودوره من بيت أبيه عبر الاستمرار بتلقيه الأوامر والتعليمات والتوجيهات من الغرفة السوداء المعروفة إياها".

ولفت البيان الى "ان استمرار التدهور السريع لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، شكل هما جديدا يضاف إلى كاهل اللبنانيين بكل فئاتهم الاقتصادية والاجتماعية، والمستغرب أن تقف الحكومة والأجهزة المعنية موقف المتفرج على تدهور الاقتصاد الوطني تاركة لحبل المنصات الإلكترونية الضرب على وتر التحكم بسعر الصرف متجاوزة القوانين، وغياب المحاسبة والمراقبة وقيام الأجهزة المعنية بتطبيق القانون وتوقيف المتجاوزين المتلاعبين بلقمة عيش الناس وإنزال العقوبات الرادعة بهم".

وختم البيان :"مع تفشي جائحة كورونا ومتحوراتها مجددا بشكل تصاعدي غير مسبوق، تدعو الحركة كل المواطنين إلى التقيد بالإجراءات الوقائية وإلى المسارعة إلى التلقيح حرصا على صحة الوطن، والحركة أوعزت إلى الأجهزة الصحية في التنظيم والدفاع المدني والكشافة لأن يكونوا كما هم دائما على أهبة الإستعداد والجهوزية والقيام بما يلزم للإسراع في عملية التلقيح".

3*) الكتائب اللبنانية

11 كانون الثاني 2022

عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، تداول خلاله بالاوضاع العامة، واصدر بعده بيانا اشار فيه الى انه "على وقع الانهيار الكبير الذي تشهده الليرة أمام الدولار، والذي وضع السواد الأعظم من اللبنانيين في خانة الفقر المدقع، على هذه المنظومة المجرمة أن تحاكَم بتهمة قتل شعب بكامله عن سابق إصرار وتعمد لتمرير صفقاتها، فيما هي تتلهى بحروبها الوضيعة لشد العصب الطائفي وإخضاع الناخبين على أبواب الانتخابات".

وحذر الحزب "مرارا وتكرارا من السياسة المالية التي انتهجتها السلطتان السياسية والمالية، يحمل المنظومة مجتمعة مسؤولية ما وصلت اليه الأمور، وهو نتيجة طبيعية لمسار القرارات العشوائية التي أدخلت البلد في دوامة الانهيارات المتتالية".

كما وحذر من "العبث بالعملية الانتخابية، بعدما بدأت بوادر التلاعب بها تظهر عبر فتح باب الترشيحات قبل أوانه المفترض في شباط كما ينص عليه القانون، من دون تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات ولا حتى ملء الشغور في مواقع الهيئة الحالية، وإهمال دعوة وسائل الاعلام لتقديم تصاريحها لحجز مواقع الإعلام الانتخابي، فضلا عن عدم تحديد سعر صرف الدولار الذي سيعتمد في عملية احتساب الإنفاق الانتخابي".

واعتبر أن "هذه الخطوة تطرح أكثر من علامة استفهام حول نية هذه السلطة في تقويض المسار الانتخابي، وترك الأمور في دائرة الالتباس والغموض ما يشي بتطيير الانتخابات، وإلا فإن فوضى عارمة ستسود العملية الاتخابية برمتها وصولا إلى التشكيك بنتائجها"، مطالبا "بإشراف دولي على الانتخابات يبدأ من هذه اللحظة لمنع هذه المنظومة من خطف قرار اللبنانيين مرة جديدة لتبقى تتحكم بقرارهم ومصيرهم".

واشار الى انه "لا يرى في الحوار المطروح سوى مزيد من الهروب الى الأمام من خطيئة تسليم البلد الى حزب الله الذي لا يعنيه إلا الإبقاء على منظومته حية ولا يهمه سوى استخدام لبنان واللبنانيين دروعا بشرية لتنفيذ أجندته الاقليمية".

واعتبر الحزب أن "هذه المنظومة فاقدة لأي شرعية ولا تمثل اللبنانيين ومن غير المسموح لها أن تتخذ أي قرار مستقبلي للبنان بعدما لفظها اللبنانيون ونزلوا الى الشارع بعدما أيقنوا انها كانت وستبقى تتنصل من أي مسؤولية للإصلاح أو المحاسبة حفاظا على مناصبها ومكتسباتها وأن السبيل الوحيد للانقاذ هو بتغيير جذري شامل يأتي على يد وجوه جديدة وطنية سيادية تغار على البلد وأهله".

4*) أحمد فتفت

13 كانون الثاني

عقد رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان الوزير والنائب السابق الدكتور أحمد فتفت، مؤتمرا صحافيا عرض خلاله لعملية إطلاق المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان يوم الاثنين الماضي في 10 كانون الثاني الجاري, وأوضح حيثيات الاطلاق، وتلا بيانا، قال فيه:

"لأن الدولار تجاوز عتبة ال 33 ألف ليرة ... ولا حل

"لأن الطرقات تقفل يوميا واليوم أكثر بسبب إضراب سائقي سيارات الإجرة والنقل العام ... ولا حل

لأن الدولة اللبنانية رغم ولائها للحزب الحاكم غير قادرة على التأثير على قراره بتحرير المؤسسات والسماح أن تجتمع حكومة لبنان ... ولا حل

لأن رئيس البلاد حليف حزب الله غير قادر في نهاية عهده إنجاز ما كان يجب إنجازه في بداية عهده ... ولا حل

لأن رئيس مجلس النواب بحاجة الى دعم حزب الله له من أجل حسم معاركه مع خصومه ... ولا حلّ

"لأن رئيس الحكومة غير قادر على ترتيب حوار بناء مع صندوق النقد الدولي وإطلاق إصلاحات ضرورية وهو على رأس حكومة محكومة بإرادة حزب الله وليس بالدستور ... ولا حل

"لهذه الأسباب وغيرها ... ولأن لا حل

رتبنا أولياتنا وأطلقنا بتاريخ 10 كانون الثاني 2022 المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان .

"شارك في الجلسة الأولى 200 مشاركا توزعوا بين مقيمين ومغتربين.

مواطنات ومواطنون يحملون هم لبنان إينما وجدوا وحسموا أمرهم مثلنا أن لا حل للأزمة المالية، الإقتصادية، السياسية، المعيشية... وحتى الكيانية للبنان إلا من خلال تحرير الدولة من القيود المفروضة عليها من قبل سلاح حزب الله الذي يأتمر بإرادة إيران و ينفذ لصالحها إحتلالا موصوفا بكل المعاني.

وهنا أريد التأكيد أن لا تجزئة للإحتلال، ليس هناك إحتلال سياسي وآخر أمني وآخر إقتصادي.

الإحتلال هو إحتلال ونقطة على السطر. وأول من تحدث عنه هم القادة الإيرانيون الذين تحدثوا عن إحتلالهم لأربع عواصم عربية ووجود ستة جيوش تابعة لهم في المنطقة وأولها حزب الله" .

أضاف:"كل الذين شاركوا في الجلسة الأولى أصبحوا أعضاء مؤسسين للجنة التحضيرية للمجلس الوطني، ونطلب منهم جميعا المشاركة في أي نشاط بصفتهم هذه. إن المركز اللبناني للبحوث والدراسات - LCRS-Politica  هو عنوان مضمون لإرسال لنا الإقتراحات وسبل التواصل.

أتولى رئاسة هذا المجلس لفترة تأسيسية نأملها قصيرة من أجل تحقيق الأهداف التالية :

1- تفعيل الهيئة العامة والتعرف عليها فردا فردا

2- التحضير لإنتخابات داخلية تشمل : رئيس ، هيئة سياسية، لجان، أمانة عامة.

3-الإشراف والتنسيق والتواصل مع كافة المرجعيات الروحية والوطنية من أجل تكوين تيار إستقلالي عريض عابر للطوائف يأخذ على عاتقه " رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان " يشمل كل سيادي مقتنع بثوابتنا الوطنية .

4- تجتمع الهيئة العامة للمجلس كلما تدعو الحاجة.

5- تجتمع الهيئة السياسية الموقتة كل خمسة عشر يوما وكلما تدعو الحاجة.

المجلس الوطني والإنتخابات حتى لا يبق أي إلتباس".

أضاف :"يدافع المجلس الوطني عن الدستور اللبناني بكل مندرجاته. ويعتبر إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري حق من حقوق المواطنين ويطالب بإجرائها ويحذر من التلاعب بمواعيدها.

ومع إصراره على الإنتخابات وعلى ضرورة مشاركة الناس، لا يؤمن المجلس أن الإنتخابات في ظل موازين القوى الحالية هي محطة للتغيير الفعلي إذ أننا اختبرنا وضع صناديق الإقتراع في وجه السلاح في ال 2005 وال 2009 وال 2018 وتحققنا أن السلاح يلغي مفاعيل الديموقراطية.

"ما سيقوم به المجلس هو التالي:

1- رفعا لأي إلتباس نحن لسنا تجمعا إنتخابيا ولا منبرا إنتخابيا لأي أحد ولن يكون هناك أي مرشح باسم المجلس الوطني في الانتخابات القادمة. إنما نطرح هذه القضية على الرأي العام اللبناني كي يحدد كلّ من يريد خوض الانتخابات موقفه من الاحتلال الإيراني أمام اللبنانيين.

2- نسعى لتوحيد القراءة السياسية وتوحيد عنوان الإنتخابات، إما نخوضها أحرارا لبنانيين من أجل رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان أو لا فائدة منها.

حوار

وفي الختام، كان حوار مع فتفت، وقال ردا على سؤال:" مواقفي كانت دائما واضحة بخصوص التسويات حتى خلال الوجود السوري، فأنا رفضت التمديد للرئيس اميل لحود ورفضت انتخاب الرئيس ميشال عون كما رفضت كل التسويات التي حصلت، فبالنسبة لي شخصيا هذا الامر محسوم وواضح.أما بالنسبة لسامي فتفت فهذا موقف شخصي يعود له وحده، وانا بالتأكيد غير مرشح للانتخابات القادمة. وسامي فتفت ليس عضوا في المجلس الوطني وهو يقرر ما يراه مناسبا له كما أن المجلس الوطني أيضا يقرر ما يراه مناسبا.

وعن حقيقة الخلاف مع الجبهة السيادية التي رفعت أيضا "عنوان تحرير لبنان من الاحتلال الايراني"، أجاب فتفت :" نحن لسنا في جو منافسة مع أي طرف، بل بالعكس نحن نحيي كل طرف يرفع العنوان السيادي. نحن لدينا ثوابت وطنية ذكرناها في برنامجنا السياسي وسأكررها: الدستور، الطائف واستكمال الطائف، الشرعيات العربية والدولية وتحديدا القرارات الدولية 1559 و1680 و1701. ونحن تحدثنا عن الامر الذي أصبح واضحا، وهو أنه لا يمكن إصلاح أي شيء في لبنان في ظل هذا الاحتلال الايراني الذي يمثله سلاح حزب الله في لبنان، بالمعنى القانوني وبالمعى الأمني، وتحديدا بعد تعطيل المؤسسات - عطلوا المجلس النيابي سنتين ونصف ليفرضوا رئيس جمهورية، الآن، ألفوا حكومة وفشلوا فيها في وقت الرئيس حسان دياب حيث كانت حكومتهم 100 في المئة وفشلوا في تحقيق أي إنجاز، اليوم، حاولوا إيجاد تسوية جديدة مع الرئيس نجيب ميقاتي، لكنهم يعطلون عمل الحكومة ويمنعونها من الاجتماع لأنهم يريدون إقصاء قاض. فباي منطق يمكن القول أنه لا احتلال في ظل هكذا ممارسة؟ دمروا الاقتصاد اللبناني وليس فقط المرفأ، القطاع المصرفي يجري تدميره، ونحن اليوم أمام معطى سياسي جديد على الشعب اللبناني أن يقرر ما يريده في هذه المرحلة".

قيل له : في حال تم التحالف قوات -مستقبل -اشتراكي هل ستلاقونهم في منتصف الطريق؟ أجاب فتفت:" نحن نلاقي أي شخص وأي حزب وأي تيار سياسي يرفع هذا الشعار. نحن لسنا في مجال المنافسة مع أحد كي نلاقي، نحن طرحنا طرحا سياسيا أمام الرأي العام اللبناني ونحن مجلس وطني همه رفع الاحتلال الايراني عن لبنان، ومن يؤمن بهذه الثوابت بالتأكيد سنلاقيه ولن نكون في موقف المبارز. وسأضيف، أننا لن نكون في مجال ردات الفعل والدخول في مهاترات مع من ينتقدنا".

أضاف فتفت :" ربما هناك سؤال لم يسأل عن بعض الشخصيات التي أكدت دخولها للمجلس الوطني، ساذكر منها: الوزير والنائب السابق معين المرعبي، النائب السابق الدكتور مصطفى علوش بصفته الشخصية، الوزير حسن منيمنة، الدكتور توفيق كسبار، الاستاذ غسان مغبغب، النائب السابق فارس سعيد، الاستاذ امين بشير، الاستاذ بهجت سلامه وغيرهم من كثيرين من السيدات والسادة العاملين في الحقل العام. وهناك تقاطع بين ما نطرحه وما أيضا تم طرحه، وللتذكير، منذ اسبوعين وقع خمس رؤساء سابقين- الرئيس أمين الجميل، والرئيس ميشال سليمان، والرئيس فؤاد السنيورة، والرئيس سعد الحريري والرئيس تمام سلام، على مذكرة سلمت لأمين عام الأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، (وهذا أمر مهم جدا لأنه تجاوز الحدود الطائفية والمناطقية)، يحددون تقريبا نفس المطالب من دون ذكر الاحتلال الايراني، والتي ذكرناها في موضوع الطائف والدستور والشرعيات العربية والدولية وقرارات الامم المتحدة. وبالتالي هناك تطور بالرأي العام اللبناني، الشعبي والسياسي باتجاه هذه المطالب ".

5*) عظة الاحد

16 كانون الثاني 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: مروان تابت، بيتر كرم وانطوان عوكر، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور قنصل لبنان في المانيا شربل نصار، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس غرفة التجارة والصناعة الاوسترالية-اللبنانية القنصل فادي الزوقي، قنصل لبنان الفخري في أينسبروك - النمسا فادي بو داغر، عائلة المرحوم جوزيف رومانوس الخوري، عائلة المرحوم انطوان بطرس عساف الراعي، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة، بعنوان "تعاليا وانظرا"، قال فيها: "عندما سمع تلميذا يوحنا المعمدان أن يسوع المار من هناك هو حمل الله، تبعاه. وإذ رآهما قال لهما: ماذا تريدان؟ وكان جوابهما: يا معلم، أين تقيم؟، فقال: تعاليا وانظرا (يو1: 39). إنه اللقاء الشخصي مع يسوع الذي يكشف ويبدل، كما جرى لإندراوس ولسمعان بطرس، ومن بعدهما لفيليبس ونتنائيل، كما سنرى. كم أن كل إنسان يأتي إلى العالم بحاجة إلى مثل هذا اللقاء الوجداني بالمسيح، لكي يكتشفه، ولكي يتيح للرب يسوع إمكانية إظهار هويته ودوره في تصميم الله الخلاصي! في هذه الليتورجيا الإلهية، نلتمس نعمة هذا اللقاء. يسعدني أن أرحب بكم جميعا واحيي نقيب الصيادلة الجديد الدكتور جو سلوم، ورئيس غرفة التجارة والصناعة الاوسترالية-اللبنانية القنصل فادي الذوقي، وقنصل لبنان الجديد في سفارتنا في المانيا شربل نصار. وارحب بعائلة المرحوم الشيخ جوزيف رومانوس الخوري، من بلدة حدشيت العزيزة. وقد ودعناه منذ حوالي الشهر مع إبنه وشقيقه وشقيقاته وعائلاتهم. وبعائلة المرحوم أنطوان بطرس عساف الراعي من بلدة الغابات العزيزة الذي ودعناه منذ ثلاثة أشهر، مع زوجته وابنيه وابنتيه وشقيقه وشقيقته وسائر انسبائه. وإذ نجدد التعازي الحارة للعائلتين، نصلي في هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسي المرحومين جوزيف وأنطوان، ولعزاء أسرتيهما. سمع تلميذا يوحنا شهادته عن يسوع، فآمنا وتبعاه. الإيمان من السماع (روما 10: 17)، يقول بولس الرسول. هكذا تنطلق مسيرة الإيمان، التي تؤدي إلى اللقاء الشخصي الوجداني مع يسوع. تبعاه ليبحثا عنه، فإذا به هو يبحث عنهما وعن رفاقهما".

وتابع: إندراوس، أحد التلميذين، اكتشف وشهد لأخيه سمعان: لقد وجدنا المسيح! ولما أتى سمعان مع أخيه ليرى يسوع، فاجأه بقوله: أنت سمعان بن يونا، وستدعى الصخرة أي بطرس (يو 1: 41-42). ومن بعدهما اكتشف فيلبس فشهد لنتنائيل: إن الذي كتب عنه موسى والأنبياء، قد وجدناه. وهو يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة (يو 1: 45). ونتنائيل، بعد التشكيك بشهادة فيلبس ذهب معه ليرى يسوع، فاكتشف أن يسوع هو "ابن الله" (يو 1: 49). هؤلاء جميعا وجدوا، بفضل هذا اللقاء الشخصي بيسوع، مكانهم ودورهم في تصميم الله الخلاصي، إذ أصبحوا من عداد الرسل الإثني عشر، أعمدة الكنيسة. نحن نتساءل عن المسيح، فإذا به هو يسائلنا: ماذا تريدان؟ نبحث عنه فيجدنا هو ويقول: إتبعني. إننا نجد فيه ذواتنا: أنت سمعان بن يونا. ستدعى الصخرة. بعد قيامته، لن نسأله: أين تقيم؟ فهو حي وحاضر أبدا في كنيسته: حاضر في الإفخارستيا، خبزا حيا نازلا من السماء، خبز كلامه وخبز جسده ودمه لحياة المؤمنين والعالم (يو 6: 50)؛ حاضر بشخص الكاهن خادم الكلمة، الناطق والفاعل باسمه وبشخصه؛ حاضر في الأسرار، فعندما الكاهن يعمد، المسيح نفسه هو الذي يعمد ويمنح نعمة الخلاص؛ حاضر في الجماعة المصلية كما وعد: "إذا اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، أكون هناك بينهم" (دستور الليتورجيا، 7)؛ حاضر في الجائع والعطشان والمريض والغريب والعريان والسجين (راجع متى 25: 35-36). دعوة يسوع تعال وانظر موجهة بنوع خاص إلى الشباب لأن عمرهم عمر البحث عن الذات والمستقبل، عمر القرارات البطولية؛ فالشباب حراس الصباح ومستكشفو المستقبل. نصلي من أجلهم لكي يثقوا بالمسيح وبذواتهم، ويصمدوا بوجه مصاعب الحياة. فالكلمة الأخيرة هي للمسيح، سيد العالم".

وتابع: "هذه الدعوة موجهة إلى كل مسؤول في الكنيسة والمجتمع والدولة، لكي يكتشف سر المسيح الذي علمنا معنى السلطة، وهي بذل الذات والتفاني في سبيل الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل شخص. من هذا المنطلق نتطلع مع كل اللبنانيين إلى الضرورة الماسة لإجراء الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، لكي تقدم للوطن نخبا وطنية وأخلاقية جديدة، وأحزابا متجددة ورائدة، وقوى تغيير إيجابية، وشخصيات صالحة للمجلس النيابي تمثيلا وتشريعا. هكذا يكون المجلس النيابي الجديد قادرا على فرز حكومات وازنة تقدم نمط حكم جديد وشراكة وطنية حديثة. ونتطلع من بعدها إلى الإنتخابات الرئاسية في تشرين المقبل، لتكون معا خشبة خلاص للبنان وشعبه من مآسيه المتراكمة والمستمرة، وليشعر كل مكون لبناني أنه شريك كامل في الوطن والسلطة المركزية والمناطقية، وذلك في إطار الولاء المطلق للبنان. فالولاء مثل الحياد شرطان أساسيان لنجاح الشراكة والمساواة الوطنيتين".

أضاف: "لذا، نحض جميع القوى السياسية، الحزبية والمنتفضة، على تغليب مصلحة لبنان العليا، وعلى أن تخوض من مواقعها المتمايزة الانتخابات النيابية المقبلة بنية التغيير لا الإلغاء. لا أحد يستطيع ادعاء اختصار إرادة المواطنين وتمثيلهم. لكن لا بد للانتخابات، بالمقابل، من أن تكون مناسبة ديموقراطية لمحاسبة كل من ورط البلاد في الفساد المالي، والانحراف الوطني، والانهيار الاقتصاديِ، والتدهور الاخلاقي والانحطاط الحضاري، والجنوح القضائي، وتسبب بتعطيل المؤسسات وبهجرة الشباب والعائلات وبتحطيم الدولة".

 وقال: "حذار من اللجوء إلى تعطيل هذه الإنتخابات النيابية والرئاسية لأهداف خاصة مشبوهة. فتعطيل الحكومة، والتصعيد السياسي والإعلامي المتزايد، والاستفزاز المتواصل، واختلاق المشاكل الدبلوماسية، وتسخير القضاء للنيل كيديا من الأخصام، وقلب الأولويات لا تطمئن لا الشعب ولا أشقاء لبنان وأصدقاءه. ولا يمكن إتخاذها ذريعة لتأجيل الإنتخابات أو إلغائها. فهذا انتهاك واضح للدستور. لا أولوية اليوم غير انعقاد مجلس الوزراء، ولا ذريعة أمام المعطلين، ولا عذر أمام التخلف عن دعوته. أما وقد تقررت دعوته إلى الانعقاد في جلسة مشروطة، مع الأسف، ببندي الموازنة والتعافي الاقتصادي، فنأمل أن يكون ذلك مدخلا إلى الانعقاد الدائم ومن دون شروط. ففي النظام الديمقراطي، السلطة الإجرائية تعمل وفقا لصلاحياتها في الدستور، من دون أي ضغط أو شرط مخالف ومفروض عليها.

وختم الراعي: "إنجيل الشهادات يدعونا لنعرف ونختبر سر المسيح، ونشهد له؛ ويدعو المسؤولين السياسيين فوق ذلك لمعرفة جمال هوية لبنان ورسالته في بيئته المشرقية، والشهادة له برفع شأنه وإعادة إصلاحه، تمجيدا لله، الواحد والثالوث، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".