الثلاثاء 11 ديسمبر, 2018
حدث اليوم 11/12/2018
- جاء اتفاق الطائف في العام 1989 ليضع حداً للحرب!
- اعترف "الطائف" للمرة الأولى وبصورة واضحة "بالطابع النهائي" للكيان اللبناني وببسط سيادة الدولة على كامل أراضيها- وهو مطلبٌ مسيحي تاريخي.
- وأقرّ بالمقابل اصلاحات دستورية منحت المسلمين توازن في السلطات مع باقي الطوائف وكرّس انتماء لبنان إلى العالم العربي- وهو مطلبٌ مسلمٌ تاريخي.
- كان محور الحياة السياسية قبل الحرب يدور حول مسألتين:
- تشكيك المسيحيين "بلبنانية" المسلمين وتشكيك المسلمين "بعروبة" المسيحيين.
- وهذا ما كان توقّعه جورج نقّاش منذ الـ1949 عندما كتب:
- "لا غرب ولا تعريب، لقد توصلت المسيحية والاسلام إلى التحالف انطلاقاً من رفضٍ مزدوج.
لكن أي نوع من الوحدة يمكن استخلاصها من هذه الصيغة؟
ما لا يريده نصف اللبنانيين يمكن تبنّيه تماماً،
وما لا يريده النصف الآخر يمكن تبنّيه أيضاً،
لكن ما يريده النصفان معاً بصورة مشتركة فهذا لا يمكن تبنّيه أبداً..."
- وكانت نتيجة هذا الوضع نظرتان متناقضتان لمعنى لبنان:
- النظرة الاولى، تعتبر لبنان ملجأً للأقليات وبالتحديد المسيحية منها. وينتج عن هذه النظرة محاولة دائمة لتحديد هوية لبنانية متناقضة مع هوية المحيط، كما الإصرار على أرجحية مسيحية في السلطة كضمانة لعدم ابتلاع لبنان من محيطه العربي، وحصر العلاقات مع هذا المحيط بالمجال الاقتصادي وتحوييل لبنان إلى وسيط تجاري بين الشرق والغرب؛
- النظرة الثانية، ترى في لبنان دولة مصطنعة اوجدها الاستعمار لأغراضه الخاصة بعد أن تمّ سلخ لبنان عن سوريا. وينتج عن هذه النظرة عدم الاعتراف بالسلطة اللبنانية واعتبار التجربة اللبنانية تجربة مزيّفة والطعن بكل انجازاتها على كافة الصعد.
- قدّم "الطائف" حلاً لهذه الاشكالية المزدوجة.
- فهو يرضي المسلمين في حرمانهم من المشاركة في السلطة، ويطمئن المسيحيين في اعتراف المسلمين بنهائية الكيان.
- اليوم، كيف ينظر اللبنانيون إلى "الطائف" أي في العام 2018؟
- المسيحيون يرون في الاسلام إسلامَين: واحدٌ سنّي وآخر شيعي. وبدلاً من حسم خيارهم في اتجاه عروبة حديثة انسانية جديدة يساهمون في انتاجها، ينتظرون نهاية أحداث المنطقة ليتكيفوا مع نتائجها ويخرجون تدريجياً من دائرة التأثير السياسي نتيجة انتظارهم هذا!
- وينظر السنّة إلى صعود ايران بعين القلق ويحاولون التكيّف معه بصعوبة بعد فشل محاربتها في سوريا والعراق ولبنان، ويتّكلون صمناً على "العدد والمدد" والقدرة على الصمود...
- ويتصرّف الشيعة مع المنطقة بمنطق المنتصر ولا يقدّرون أن موازين القوى رجراجة وهي دائماً يوم لك ويومٌ عليك.
- والسؤال هنا، هل بقيَ "الطائف؟
- الجواب: نعم بالتأكيد.
- أمام هذا القلق والضياع المتنقّل طريقٌ واحد وحزامُ أمانٍ واحد - الدستور والطائف.
- لأن انتظار المسيحيين يلغي لبنان فلا إمكانية لإلتحاق بالتغيير بعد نهاية الاحداث،
- والاتكال على "العدد والمدد" يلغي لبنان لصالح إطار أكبر منه،
- أمّا الانتصار على المنطقة فيلغي المنطقة ولبنان معاً.
تواصلوا معنا
إنتظروا يوم الأربعاء القادم "تقدير موقف أسبوعي" و ترقبوا "تقدير موقف دوري" عن الأوضاع في المنطقة.