في لقاء ل "النهار" مع النائب السابق الدكتور فارس سعيد الذي يزور باريس لاطلاق "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" ، اوضح الدكتور سعيد هدف انشاء هذا المجلس فاشار "ان الوضع السياسي اليوم شبيه بالوضع الذي شاهدناه في لبنان خلال العام ٢٠٠٤ . فكانت القوات السورية ترابط في لبنان وكانت تتحكم بالوضع السياسي والامني والاقتصادي اللبناني بواسطة حلفائها في الداخل الذين كانوا يفضلون الذهاب الى دمشق للحصول على مطالبهم بدلا من المطالبة بالاستقلال والسيادة وبناء دولة. وبعد ان همشت الطائفة السنية من جراء فقدانها زعامتها كان من الضروري تاليف جبهة تضم الى جانب المسيحيين والدروز فريقا سنيا يطالب باسترداد الدولة وتحريرها من السلاح غير الشرعي".
ويضيف سعيد "انطلقت معارضة مسيحية لهذا الاحتلال وعلى راسها البطريرك الراحل الكاردينال نصرالله بطرس صفير وشكل عدد من السياسيين اللبنانيين تكتلا معارضا مسيحيا لهذا الاحتلال سمي لقاء قرنة شهوان في نيسان ٢٠٠١ رعاه المطران يوسف بشارة ممثلا البطريرك الماروني وتضمن اللقاء كتلة نيابية لمقاومة هذا الاحتلال. ولتوسيع نطاق المعارضة دعيت اطراف لبنانية من طوائف مسلمة للمشاركة في هذا التكتل المعارض الذي شكل جبهة موحدة في لقاء فندق البريستول، عارضت اعادة انتخاب الرئيس السابق اميل لحود المدعوم من سوريا، وطالبت بخروج الجيش السوري من لبنان."
وينوه سعيد هنا "بان هذا التجمع الذي كان يضم شريحة من المذاهب اللبنانية من مسيحيين ومسلمين تم استهدافه باغتيالات واستشهد العديد من رموزه دفاعا عن السيادة والاستقلال وعن الميثاق الوطني للعيش المشترك."
وفي السياق نفسه وبالتوازي يشيرسعيد الى انه "في العام ٢٠٠٤ تم الاتفاق خلال اجتماع على شاطئ النورمندي الفرنسي بين الرئيسين الاميركي جورج بوش الابن والفرنسي جاك شيراك على اصدار قرار دولي. فدعا القرار ١٥٥٩ الصادر عن الامم المتحدة الى انسحاب القوات السورية من لبنان، وفق مطالب الجبهة المسيحية والمسلمة التي كانت تشكل في حينه النسيج اللبناني في اجتماعات البريستول."
اما اليوم فيقول سعيد "فان ايران تتحكم بالوضع الداخلي في لبنان بواسطة "سلاح حزب الله" وهناك طرف مسيحي حليف لها، فتحولت الرئاسة اللبنانية الى اسيرة لهذا التحالف." ويتابع "لذلك تم انشاء هذا المجلس ليشكل كما شكل تكتل قرنة شهوان وبعدها لقاء البريستول جبهة تضم جميع اطياف الشعب اللبناني لدعوة ايران لرفع احتلالها عن لبنان. وليكون مطلبا لبنانيا في حين يفتقر الافرقاء اللبنانيون المعارضون لاي تصور مستقبلي لبلدهم. "
ويعتبر سعيد "ان هناك مشاريع تعد للمنطقة ويعود الى اللبنانيين تقديم بديل من سطوة سلاح حزب الله على الوضع السياسي الداخلي واعادة انعاش الحكومة أخيرا بعد تعطيلها هو خير دليل على تحكم الحزب بالوضع الداخلي بعيدا عن الدستور والسيادة والاستقلال لذلك يشكل المجلس باكورة لاعادة لملمة المعارضين للمشروع الايراني بعد ان تم تفكيك الاكثرية السنية لهذا المشروع وشبه عدول الرئيس الحريري عن العمل السياسي. وكما كان لقاء البريستول خطوة لاعادة تكوين المعارضة لتحكم سوريا بالوضع اللبناني، ولعدم الخروج المتمادي عن الدستور واتفاق الطائف في مرحلة يعاد فيها رسم خرائط المنطقة وتتحدد فيها الاحجام والادوار السياسية، فنحن اليوم امام مفترق طرق يتصدر فيه المشهد الاقليمي تيارات اسلامية سنية وشيعية عربية وغير عربية تحاول تحديد احجامها السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة. لذلك كان من الضروري تقديم مشروع بديل للمجتمع الدولي".
ويشدد سعيد "على اهمية انتماء لبنان لمحيطه العربي وهو ضمانة لحياده ويطالب الدول العربية بمساعدة لبنان على تخطي ازمته وعدم السماح بانزلاقه في الحضن الايراني."
ويعتبر سعيد "ان المبادرة الفرنسية التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم تنجح لانه اراد عزل الملف السياسي عن الملفات الادارية والاقتصادية والمالية، بانتظار اعادة تكوين طبقة سياسية جديدة من خلال انتخابات تشريعية ورئاسية." ويضيف "المشكلة الاساسية في لبنان اولا هي سياسية اذ لا يمكن التوصل الى اي اصلاح كما يطالب بذلك المجتمع الدولي دون تغيير الطبقة السياسية الحاكمة التي تشكل عنوان الفساد وهي تمنع الاصلاحات . ولا يمكن تطبيق المبادرة الفرنسية التي اكدت على اتفاقية الطائف بعد لقاء ماكرون ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في ظل سطوة السلاح عير الشرعي على الدولة اللبنانية."
ويستبعد الدكتور فارس سعيد "اجراء الانتخابات النيابية في ظل هذا الوضع الماسوي الذي يعيشه لبنان ويخشى الفراغ في السلطة."
سمير تويني - النهار