يوم الجمعة 28 نيسان الماضي، وبعد زيارته لبيروت، زار وزير خارجيّة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، حسين أمير عبداللهيان والسّفير الإيرانيّ في بيروت مجتبى أماني والوفد المرافق لهما، حديقة إيران ببلدة مارون الراس، حيث كان في استقبالهم عضوا كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائبان حسن فضل الله وحسن عزّ الدين، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" عبد الله ناصر، رئيس اتّحاد بلديّات جبل عامل علي طاهر ياسين، رئيس اتحاد بلديّات قضاء بنت جبيل رضا عاشور، إضافةً إلى عددٍ من العلماء والفاعليّات والشخصيات الثقافية والاجتماعية والبلدية والاختيارية - أي أهل البيت.
وقال الوزير الايراني: "إنّ المقاومة الفلسطينيّة والمقاومة الإسلامية في لبنان تعيشان في أقوى وأفضل حالهما، وهذا ما أكده الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال لقاء يوم أمس، ومن الجانب الآخر، فإنّ إسرائيل تعيش في أسوأ حالاتها، وتعيش في أزمات متراكمة سياسية واجتماعية وأمنية. وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت وما زالت وستبقى صديقة لبنان في الأيام الصعبة، وقد أثبتت المقاومة الإسلامية في لبنان بأن إسرائيل لا تفهم إلّا لغة القوة، وأنّه من خلال المقاومة يُمكننا أن نحقّق الأمن والهدوء، وأن نحافظ على وحدة الأراضي اللبنانية. كما أشار إلى أن منطقتنا دخلت في مرحلةٍ جديدةٍ من التعاون الجماعي، والمستقبل بالنسبة إلى دول المنطقة هو مستقبلٌ مشرقٌ، ومن دون أدنى شك، فإنّ كلّ التطورات الإيجابيّة في المنطقة إزاء الإجراءات الإسرائيليّة ستُؤدي إلى عزلة وانهيار هذا الكيان. ولفت إلى إنّ الحلّ السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالنسبة إلى القضية الفلسطينيّة هو إجراء استفتاء عام يكون استفتاء ديمقراطيّاً لجميع الفلسطينيّين، ويشمل السّكان الأصليّين لفلسطين بمن فيهم المسيحيون واليهود والمسلمون، مشددا على أن الجهمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لا تريد إلا الخير والأمن والرفاهية لشعوب المنطقة".
اللافت أن كلام الوزير الايراني لم يحظَ بأي تعليق من المسؤولين في الدولة اللبنانية المؤتمنة على سيادة البلد، كما أن الأحزاب اللبنانية المتنافسة اليوم على اختيار المرشّح "الأنسب" لرئاسة الجمهورية، تجاهلت هذا الكلام الذي يناقض مبدأ السيادة والقرار الوطني. كما كان لافتا أيضا الغياب التام الرسمي المرافق لهذه الزيارة، فلا وزير الخارجية عبدالله أبو حبيب كان في الاستقبال، ولا قائد الجيش أو ممثلا عنه ولا رئيس الحكومة، وهو ما عنى بأن أرض الجنوب اللبناني هي بإمرة ايران وأن الحدود مع دولة اسرائيل هي للجمهورية الايرانية وليس اللبنانية.
وقد أتى كلام عبداللهيان من مارون الراس ليؤكد على ذلك، فمن يختار رئيس الجمهورية، ويسمّي رئيس الحكومة ويختار وزرائها ويكتب بيانها الوزاري هو الحزب الايراني ومن ورائه الجمهورية الاسلامية الايرانية وليس اللبنانيين.
والخطر على لبنان ليس بافتتاح فرع جديد لـ"مؤسسة القرض الحسن" في منطقة عمشيت او في منطقة جبل لبنان، فهذه المؤسسة لم تكن لأُسِّست لو لم يكن الحزب قد وصل إلى ما وصل إليه من تحكّم في مفاصل الحياة السياسية والمؤسساتية والاقتصادية في لبنان.
إن ما نشهده اليوم من تفكك للأسس التي قامت عليها الدولة اللبنانية، وتهاوي للمؤسسات التي بناها اللبنانيون خلال أجيال، هو نتيجة الاحتلال الايراني للبنان، ولا يمكن إصلاح ما تهدّم إلا من خلال مقاومة هذا الاحتلال ورفعه بجبهة موحّدة تقوم على برنامج واضح لتطبيق الدستور وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
- أسرة التحرير -