لا يكفي التصفيق للممرضات والممرضين، يجب ان ندافع عن حقوقهن وحقوقهم بوجه المستشفيات

  • طوني حبيب -
  • الآراء -
  • لا يكفي التصفيق للممرضات والممرضين، يجب ان ندافع عن حقوقهن وحقوقهم بوجه المستشفيات
لا يكفي التصفيق للممرضات والممرضين، يجب ان ندافع عن حقوقهن وحقوقهم بوجه المستشفيات
الثلاثاء 14 إبريل, 2020

ربما لن يصدق

الكثير من اللبنانيين،

انه في الوقت الذي كانوا

يصفقون للطاقم الصحي

ويشكرونه في كل يوم وساعة

على تضحياته من اجل حمايتهم

ورعاية صحتهم بوجه كورونا،

كان الكثير من المستشفيات الخاصة

يتعدون على حقوق الممرضات والممرضين،

فيصرفون بعضهم او يعطونهم إجازة غير مدفوعة،

او يمننونهم بدفع نصف المعاش.

 

لقد إحتجّت نقابة الممرضات والممرضين

على هذه الإجراءات امام وزارة العمل،

التي اصدرت تعميما الى المستشفيات

يطالبها بإحترام عقد عمل الممرضين،

لكن للأسف دون متابعة على الأرض.

 

والممرضات والممرضون انفسهم،

يترددون قبل تقديم شكاوى،

عبر النقابة او مباشرة،

خوفا من فقدان أي امل

في العودة الى عملهم.

 

إجراءات المستشفيات التعسفية هذه،

تلقي عبئا إضافيا

على الممرضات والممرضين،

الذين يتابعون عملهم في المستشفيات،

فعلى كل واحد او واحدة منهم

الإعتناء بعدد أكبر من المرضى،

مما يشكل خطرا على المرضى أنفسهم.

 

لقد سبق وكتبت

في عيد الممرضين السنة الماضية،

أن" كلمة infirmier-e تعني

الا تكون حازما

لا معنويا ولا جسديا،

اي ان تكون متساهلا رقيقا،

وهو ما يمكن تسميته

بالعلاج بالرقة.

 

بالانكليزية

كلمة nurse تعني

إطعام او تقديم

كل ما هو ضروري للنمو والصحة،

وهو ما يمكن تسميته

بالعلاج بالتغذية.

 

بالعربية

وحدهم الممرضات والممرضون،

لا المستشفى ولا الطبيب،

يحتضنون في اسمهم

المرض والمريض.

 

لا المستشفى ولا الطبيب،

بل الممرضون والممرضات وحدهم،

هم من يواجهون المرض

بأجسادهم وبأياديهم العارية،

ويخففون بلمسات أرواحهم

من أوجاع المريض

ومن شعوره بالخوف والوحدة.

 

لا المستشفى ولا الطبيب،

بل الممرضون والممرضات وحدهم،

هم من يسهرون بدون انقطاع على صحة المريض،

والصحة اغلى ما عند الانسان.

 

وحدهم أيضا،

لا المستشفى ولا الطبيب،

يتقاضون اجرا متواضعا،

وكأن الصحة

هي ارخص ما عند الانسان".

 

أرباح المستشفيات

والأطباء

هي من شقاء

الممرضين والممرضات،

ومن حق هؤلاء

على الأطباء والمسشفيات،

ان يتشاركوا معهم،

في تحمل

أعباء الأزمات.

 

والديون المستحقة

على الدولة

للمستشفيات،

والتي تتحجج بها هذه الأخيرة

لصرف ممرضيها،

هي أيضا مستحقة

للممرضات والممرضين،

الذين يساهمون أكثر من غيرهم

في الخدمة الصحية،

وبالتالي من حقهم

الحفاظ على عملهم

بإنتظار الإستفادة

من تسديد هذه الديون بالتقسيط،

من قبل الدولة،

كما بات متوقعا.

 

فلنضم صوتنا

الى نقابة الممرضين،

ونطالب النقابات المهنية الأخرى

والإتحاد العمالي العام

وهيئة التنسيق الوطنية،

برفع الصوت عاليا،

دفاعا عن من يدافع عن حياتنا،

بتعريض حياتهم للخطر.

 

وأقترح على نقابة الممرضات والممرضين،

إطلاق بيان إحتجاجي،

والطلب من اللبنانيين التوقيع الإلكتروني عليه،

وبالتأكيد سيكون له صدى كبير لديهم.

 

فكما أنهم

ينتزعون الخوف

من قلوبنا

عندما نكون

على سرير المرض،

من مسؤوليتنا

ان ننتزع الخوف

من قلوبهم،

عندما تكون كرامتهم

عرضة للشراء والبيع،

في سوق العمل.

 

ومجددا

يتبين لنا

إن نظام الصحة

القائم على الربح

لا أساس له من الصحة،

وربما يكون الحل

امام تعثر المستشفيات الخاصة،

هو تأميمها والحفاظ على العاملين فيها،

خاصة بعد أن اثبتت المستشفيات الحكومة

جدارة فائقة في التصدي لكورونا.

 

غسان صليبي