عندما يجتمع عشرات الشخصيات السياسية والفكرية والاعلامية وعدد من فاعليات المجتمع المدني الثلثاء المقبل تحت عنوان "مبادرة وطنية للانقاذ "، ستسنح الفرصة لاطلاق دعوة الى اللبنانيين كافة كي يعودوا الى ما يوحدهم فعلا لا قولا، ويخرجهم من مستنقع الانقسامات التي لا تنتهي، وآخرها ما يتصل بتشكيل الحكومة الجديدة.
رب سائل: كيف سيتحد اللبنانيون تحت عنوان "رفع الوصاية الايرانية" الذي يحمله هذا المقال؟ وهناك "حزب الله" الذي يعتبر طهران قبلته، والمرشد الايراني قائده، ويصف الامين العام للحزب نفسه بأنه "جندي في جيش ولي الفقيه"؟
قبل الجواب على السؤال الذي ينطوي بذاته على حجم نفوذ من سيسعى المجتمعون الى المس ب"قدس اقداسه"، من المفيد الاطلالة على عناوين مسودة هذه المبادرة التي ستنتهي بعد المناقشة الى بيان يماثل، بحسب المنظمين للقاء، المحطات المهمة في تاريخ لبنان بدءا من نداء المطارنة الموارنة عام 2000 ومصالحة الجبل عام 2001 ولقاء البريستول عام 2004 وصولا الى ثورة الحرية في 14 آذار عام 2005 التي أخرجت جيش الوصاية السورية من لبنان بعد 30 عاما من النفوذ في هذا البلد.
في عناوين هذه المسودة التي قرأها الالاف من المعنيين على مدى اكثر من عام وسيكون ممثلوهم حاضرين بالعشرات بعد ثلاثة ايام بسبب الاجراءات الاحترازية التي تفرضها جائحة كورونا:
أ-خطورة الخروج المتمادي عن الدستور واتفاق الطائف في مرحلة يعاد فيها رسم خرائط المنطقة وتتعيّن فيها الاحجام والادوار السياسية والاقتصادية.
ب-خطورة الانقلاب على إتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من قبل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".
ج-مسألة العيش المشترك والشراكة السياسية في ظل تمرّد فريق على العدالة اللبنانية والدولية.
د-تصويب النقاش حول مسألة الحياد او التحييد بما لا يتناقض مع هوية لبنان وانتمائه .
ه-مناقشة دور لبنان الاقتصادي والثقافي والتعليمي والاستشفائي والمصرفي بهدف إستعادة ميزاته التفاضلية في هذا المجال للخروج من عزلته العربية والدولية الراهنة.
أين موضوع الوصاية الايرانية على لبنان في هذا النص؟
في احد فقرات المسودة ورد الاتي: "ان الخروج من الدستور في لحظة يمتلك فريق من اللبنانيين السلاح غير الشرعي بإمرة إيرانية سيؤدي الى اعادة النظر بالنظام والدستور على قاعدة موازين القوى ،بينما لا يُحكم لبنان إلا بقوة التوازن".
من غير المنتظر ان يأبه "حزب الله" لعشرات من الشخصيات وما سيصدر عنهم بشأن سلاحه ووصاية إيران من خلاله على لبنان، مثله مثل النظام السوري قبل عشرين عاما عندما إنطلقت حركة المطالبة برحيل جيشه عن لبنان، لكن هذا الرحيل تحقق عام 2005.
في الكتاب الذي حمل عنوان "لبنان اليوم 1942 " الصادر عن دار النهار عام 1994 يقول صاحبه ميشال شيحا: "عبرت القرون على محننا وعلى تقلبات احوالنا وزال الفاتحون وفتوحهم ونحن باقون...لبنان اليوم، وهو لبنان المستقل وطن لجميع أبنائه". نداء شيحا مستمر اليوم.
احمد عياش - النهار