رقم 59/2021
تقرير دولي 14-20/حزيران /2021
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
ارتفعت وتيرة الإشتباك مجدداً بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري على خلفية تشكيل الحكومة، هذا الاسبوع، مع فارق أن الرئيس عون شنّ هجوماً هذه المرة على رئيس مجلس النواب نبيه بري. فالموقف الذي أصدره رئيس الجمهورية واتهم فيه "مرجعيات سياسية" بالتدخل بالعمل في سبيل تشكيل الحكومة، قصد فيه الرئيس برّي بشكلٍ لم يُخفى على أحد، لا سيما بعد الرد العالي النبرة من عين التينة على بيان رئاسة الجمهورية. وهذا يعني أن أي محاولة لتشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري باتت فاشلة.
وفي وقت يستمر التيار العوني في تصعيد مواقفه، يحاول حزب الله تخفيف التوتّر بين الاطراف، أولاً كي لا يُحرج أكثر في الداخل وثانياً كي لا يكبر الخلاف بين حلفائه، إذ أنه يحرص على علاقة جيدة وإيجابية بكل القوى، سواء داخل البيت الشيعي، أو مع المسيحيين أو السنة.
لكن الاسبوع لم ينته فقط على هذا الصدام، فقد أطل النائب جبران باسيل نهاية الاسبوع عبر شاشات التلفزة من أجل أن يشرح، كما يحلو له ذلك دائماً، موقفه من الازمة. وبعد الهجوم على الخصوم، كل الخصوم، انتهى به الأمر إلى الطلب من أمين عام حزب الله - الذي وصفه "بالحكم" - أن يكون هو "المخلّص" من الأزمة الحكومية واضعاً ثقته به وبكل ما يمكن أن يطرحه من حلول! وبذلك تأكّد المؤكّد، وهو أن من يملك الحلول في لبنان هو ساكن الضاحية الجنوبية لبيروت وليس أحداً آخر.
وبالرغم من وضوح مشهد الأزمة للجميع، لا تزال الوفود الأجنبية تزور بيروت وتؤكد على أن طريق الخروج من الأزمة هو في تشكيل "حكومة مهمة" واضحة البرنامج، متجاهلة - عن قصد أو غير قصد - أن حزب الله هو من يؤخّر تشكيل هذه الحكومة وليس الصدامات بين الأفرقاء اللبنانيين.
لذلك، تعيد أسرة تحرير التقرير تجديد موقفها الداعي، خلف بطريرك لبنان وسائر المشرق، إلى عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وعلى تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وبالتحديد الـ1559، 1680 و1701، من أجل استعادة السيادة وتحرير الشرعية اللبنانية من الاحتلال الايراني المتمثّل بحزب الله وسلاحه غير الشرعي، ومن أجل تمكين اللبنانيين بعدها من إجراء انتخابات نيابية حرة من خلال قانون ٍحديث وعصري لا يضرب العيش المشترك.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
اكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي في افتتاح السينودس السنوي للأساقفة، في بكركي يوم الاثنين، أن الإهمال الكامل من المسؤولين في الدولة أدى ويؤدي إلى تعطيل السلطة الإجرائية المتمثلة بالحكومة وبعدم تأليفها تتعطل مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية ويتفشى الفساد في إداراتها العامة، ورأى أن التهريب أفقر نصف الشعب اللبناني وقضى على الطبقة الوسطى وهجر خيرة قوانا الحية.
فاجأ الرئيس ميشال عون جميع اللبنانيين، يوم الثلاثاء، ببيان صدر عن مكتب الاعلام التابع لرئاسة الجمهورية يهاجم فيه بشكل مبطّن مبادرة رئيس مجلس النواب كما سُرّب عنه عدم رغبتة بالرئيس المكلف سعد الحريري على رأس الحكومة المرتقبة، ما استدعى رداً من رئاسة مجلس النواب صدر في بيان جاء فيه:
"باسم الشعب اللبناني تحركت وأتحرك، وقرار تكليف رئيس حكومة خارج عن إرادة رئيس الجمهورية بل هو ناشىء عن قرار النواب أي السلطة التشريعية، ومن يجري الاستشارات النيابية لتأليف الحكومة هو الرئيس المكلف (الماده 64 من الدستور)، وبالتالي من حقي أن أحاول بناء على طلب دولة رئيس الحكومة المكلف أن أساعده في أي مبادرة قد يتوصل اليها، ولا سيما أن رئيس الجمهورية الذي تعود له صلاحية توقيع مرسوم تأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيسها أبدى كل رغبة في ذلك وأرسل لي رسلا عدة بهذا الشأن وحصل أكثر من اجتماع في القصر الجمهوري وخلافه لإنجاح ما سمي بمبادرة بري دون حضوري الشخصي. وكان القاضي راضي: طالما ارتفع عدد الوزراء الى 24 وطالما حل موضوع الداخلية، الى أن أصررتم على 8 وزراء + 2 يسميهم رئيس الجمهورية (الذي لا حق دستوريا له بوزير واحد، هو لا يشارك في التصويت) فكيف يكون له أصوات بطريقة غير مباشرة؟.
تعطل كل شيء والبلد ينهار والمؤسسات تتآكل والشعب يتلوى وجدار القسطنطينية ينهار مع رفض مبادرة وافق عليها الغرب والشرق وكل الاطراف اللبنانية الا طرفكم الكريم: فأقدمتم على البيان البارحة صراحة تقولون لا نريد سعد الحريري رئيسا للحكومة. هذا ليس من حقكم، وقرار تكليفه ليس منكم، ومجلس النواب قال كلمته مدوية جواب رسالتكم اليه. المطلوب حل وليس ترحالا والمبادرة مستمرة".
وبعد اكثر من عام ونصف على اندلاع الثورة والأزمة في لبنان، أعلن الاتحاد العمالي العام عن إضراب عام بسبب الازمة الاقتصادية وعدم تشكيل حكومة، أغلقت خلاله المؤسسات والإدارات الحكومية والمصارف أبوابها، كما شاركت فيه أحزاب السلطة!! وأغلق أيضاً بعض الشبان طرقات على مداخل العاصمة وفي عدة مناطق في الشمال والبقاع والجنوب ما أدى إلى زحمة سيارات إضافية على زحمة محطات الوقود. لكن كما أشرنا، فإن مشاركة أحزاب السلطة في هذا الإضراب كان من الأسباب الرئيسية في إفشاله فهذه الاحزاب هي سبب معاناة اللبنانيين على الصعيدين السياسي والاقتصادي!
وتزامناً مع الاضراب العام، عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش دعت إليه فرنسا ودعمته الأمم المتحدة وإيطاليا، وشاركت فيه 20 دولة، قال في افتتاحه قائد الجيش العماد جوزيف عون إن المؤسسة العسكرية تحتاج إلى دعم ومساندة، لتكون قادرة على القيام بمهامها في ظل الأزمة الاقتصادية. وخلال المؤتمر اجمع المشاركون على ان هذا الدعم للجيش يعكس اهتمام المجتمع الدولي بوحدة لبنان وسيادته واستقراره، وشدّدوا على ضرورة مساندة الجيش لأنه الركيزة الأساس للاستقرار في لبنان، مؤكدين ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل تلبية الحاجات الضرورية لمواجهة هذه الأزمة، والتي ستصل مباشرة الى المؤسسة العسكرية. واتفق المشاركون على أن يستكملوا اللقاءات، كما تكليف ملحقيهم العسكريين في لبنان التنسيق مع قيادة الجيش لمتابعة الأطر التنفيذية للمساعدات المزمع تقديمها والتي ستشمل الحاجات الانسانية والطبية واللوجستية.
في خضم التحقيقات القضائية التي يجريها القضاء الفرنسي مع كارلوس غصن، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية، والذي كان يشغل منصب مدير عام شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات قبل اعتقاله بتهم تتعلق بالفساد المالي عام 2018. وكان الملياردير غصن قضى شهوراً في الحبس تمهيداً لمحاكمته، قبل أن يغادر السجن في نيسان/أبريل 2019 بكفالة قدرها 8.9 مليون دولار شريطة الإقامة الجبرية، لكنه تمكن من الهرب من اليابان ولجأ إلى لبنان الذي لم يوقع على معاهدة تسليم المطلوبين للعدالة مع اليابان، ويعتبَر كارلوس غصن هارباً دولياً. في خضم هذه التحقيقات تستمر محاكمة غصن في اليابان، والجديد في هذه المحاكمة إقرار أمريكيان أمام محكمة في طوكيو، بمساعدة رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن على الهرب من اليابان قبل محاكمته، وأُحضر مايكل تايلور (60 عاماً)، وهو عنصر سابق في القوات الخاصة الأمريكية، وابنه بيتر (28 عاماً) إلى المحكمة يوم الاثنين، حيث وُجهت إلى المتهمَين الأمريكيين تُهمة مساعدة غصن على الهرب من العقوبة عبر الاختباء داخل صندوق آلات موسيقية حملته طائرة خاصة في ديسمبر/كانون الأول 2019 إلى خارج اليابان مقابل الحصول على مبلغ 1.3 مليون دولار. ويواجه آخرون متورطون في قضية غصن ملاحقات قضائية، ومن بين هؤلاء مساعد غصن في شركة نيسان، غريغ كيلي، الذي يخضع للمحاكمة في طوكيو حول دوره في إخفاء القيمة الحقيقية لدخل غصن، كما عاقبت محكمة تركية اثنين من الطيارين وموظفاً ثالثاً في مطار خاص بالسجن أربع سنوات وشهرين لدورهم في عملية تهريب الملياردير.
في ملف انفجار المرفأ، دعت، يوم الثلاثاء، أكثر من خمسين منظمة، بينها "العفو الدولية" و"هيومن رايتش ووتش"، الأمم المتحدة، إلى إنشاء بعثة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت، بعدما لم يحرز التحقيق المحلي خلال عشرة أشهر أي تقدّم. وتوجّهت 53 منظمة حقوقية دولية وإقليمية ومحلية، فضلاً عن 62 شخصاً من الناجين وعائلات الضحايا، برسالة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اعتبروا فيها أنه آن الأوان لمجلس حقوق الإنسان أن يتدخل وأن يصغي إلى مطالبات عائلات الضحايا والشعب اللبناني بالمساءلة، على اعتبار أن الانفجار شكّل مأساة ذات أبعاد داخلية، نجم عن التقاعس في حماية أبسط الحقوق، الحق في الحياة. وقد دعا الموقّعون إلى إنشاء بعثة تحقيق دولية ومستقلة ومحايدة، من قبيل بعثة لتقصي الحقائق لمدة سنة، معتبرين أنّه مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للانفجار، ازدادت الحجج لإجراء تحقيق دولي قوة. وذكرت "هيومن رايتس ووتش" أنها وثقت عيوب عدّة في التحقيق المحلي، ما يجعله غير قادر على إحقاق العدالة بصدقيّة، بينها التدخل السياسي السافر، والحصانة للمسؤولين السياسيين الكبار، وعدم احترام معايير المحاكمات العادلة.
في إطار زيارته إلى لبنان، التقى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل رئيس الجمهورية ميشال عون، يوم السبت، وعرض الرئيس عون مع زائره الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ودور الإتحاد الأوروبي في مساعدته على تجاوزها. وبعد اللقاء قال بوريل، أن الأزمة التي يواجهها لبنان هي محلية وداخلية والعواقب على الشعب كبيرة جدا، وعلى القادة تحمل مسؤولياتهم ويجب تشكيل حكومة وتطبيق الاصلاحات الأساسية فورا، مضيفا أن الاتحاد لديه الموارد للمساعدة لكنه لا يستطيع تقديم المساعدات من دون قيام لبنان بالاصلاحات، مضيفاً إن مجلس الاتحاد الاوروبي يدرس خيارات أخرى اقترحتها دول من الاتحاد، من بينها عقوبات مستهدفة، وبالتأكيد يُفضل عدم اللجوء الى هذه الحلول وسلوك هذا الدرب، وأمل ألا يكون الاتحاد مضطر للقيام بذلك، ولكن هذا كله يعود الى القيادة اللبنانية. إلى ذلك، التقى بوريل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في البلاد، والعلاقات بين لبنان والاتحاد، كما التقى الدبلوماسي الاوروبي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قدّم له وقدم شرحا مفصلا عن مبادرته الرامية لتجاوز الازمة الحكومية والمراحل التي قطعتها وأين تقف الان، مؤكدا أن "العقبات التي تحول دون إنجاز الحكومة هي محض داخلية". كما عرض ما أنجزه المجلس النيابي من قوانين إصلاحية وما هو قيد الانجاز في هذا الاطار لمواكبة الحكومة العتيدة في مهمتها الاصلاحية والانقاذية المنتظرة. وشكر للاتحاد الاوروبي دوره وجهوده كما المبادرة الفرنسية لمؤازرة لبنان للخروج من أزماته.
محطات سياسية واقتصادية:
تشهد المناطق شرق سوريا على ما يبدو حراكا إيرانيا وروسيا يثير ريبة القوات الأميركية المتواجدة وحلفائها من قوات سوريا الديمقراطية. فقد رصد تقرير استخباراتي لوزارة الدفاع الأميركية أنشطة لميليشيات موالية للنظام السوري وإيران، تعمل على بناء علاقات مع القبائل المحلية في شرق البلاد، لإثارة اضطرابات وإضعاف الوجود الأميركي هناك، وكذلك دعم هجمات على قوات التحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية".
واعتبر التقرير الاستخباراتي الذي تم تسليمه إلى الكونغرس، أن إيران وروسيا و"حزب الله" اللبناني، يحاولون تأمين وجودهم العسكري والاقتصادي الدائم بالمنطقة، كما اعتبر أن التواجد الإيراني بات في تنافس مع موسكو الساعية لتأمين فرص اقتصادية ونفوذ طويل الأمد في سوريا، أما أهداف حزب الله الأساسية في سوريا فتتمثل في الحفاظ على الأمن على طول الحدود اللبنانية - السورية، والحفاظ على خطوط الإمداد من إيران. ويتقاطع هذا التقرير مع معلومات ميدانية كانت أفادت قبل أيام بأن ميليشيات إيرانية تحاول تعزيز قواتها في قاعدة بريف حلب، بهدف محاصرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا. فقد استقدمت الميليشيات الموالية لإيران تعزيزات عسكرية جديدة إلى قاعدتها الجديدة التي جرى إنشاؤها مؤخراً على تلة في قرية حبوبة بين الخفسة ومسكنة، مقابل مناطق نفوذ التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية على الضفة الأخرى لنهر الفرات، وضمت التعزيزات أسلحة وذخائر نقلت من غرب الفرات، فضلا عن صواريخ أرض - أرض متوسطة المدى.
تأتي هذه التحركات الاخيرة فيما تتواصل أيضا عمليات التجنيد في ريف حلب الشرقي، بوتيرة ثابتة بقيادة ميليشيا "لواء فاطميون" الأفغاني مقابل إغراءات مالية وتقديم امتيازات لعدد من شبان المنطقة، وقد ارتفع، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تعداد المجندين إلى نحو 985 منذ مطلع فبراير 2021 حتى الآن، فيما تركزت عمليات التجنيد التي تتم عبر عرابين ومكاتب تقدم بدلات مالية، في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب.
على صعيد آخر، استهدف قصف إسرائيلي، يوم الخميس، موقعاً في القنيطرة بسوريا يتردد عليه قياديون في ميليشيا حزب الله اللبنانية. وقد استهدفت المدفعية الإسرائيلية نقطة استطلاع عسكرية في بلدة القحطانية بمحافظة القنيطرة جنوب سوريا. وبحسب مواقع سورية وإسرائيلية، تتبع هذه النقطة لـ"اللواء 90" التابع لـ"الفيلق الأول" في قوات النظام السوري. وبحسب ما تداولته مواقع سورية، تبتعد هذه النقطة عن الشريط الحدودي مع إسرائيل مسافة 150 متراً، ويوجد فيها 12 عنصراً مهمتهم مراقبة الحدود ورصد التحركات. وفي الأشهر الأخيرة، زار مسؤولون في ميليشيا حزب الله هذه النقطة عدة مرات، وقد تم استهدافها من خلال دبابات "ميركافا" إسرائيلية، ما أدى إلى تدمير الموقع دون وقوع أي إصابات. يذكر أن هذا القصف هو الأول الذي يتم إطلاقه من شمال إسرائيل في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت.
وصف المتحدث باسم القائد العام للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، دخول وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إلى طرابلس دون تنسيق مع الدولة الليبية، بالانتهاك لسيادة الدولة، متسائلا أين المجتمع الدولي من هذا الانتهاك؟، وأضاف في مؤتمر صحافي عقده مساء الاثنين، في بنغازي أن الجيش الليبي يقاتل من أجل السلام ومتمسك بإجراء الانتخابات في موعدها ليختار الليبيون من يحكمهم. إلى ذلك، ندد بما يقوله الإخوان والمعادون للجيش الليبي عن رغبة الأخير بعسكرة الدولة، قائلاً إن من يطالب دون توقف برفض عسكرة الدولة ماذا قال عن دخول وزير الدفاع التركي إلى البلاد دون التنسيق مع الدولة؟.
إلى ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش أن بلادها تعيش واقعاً جديداً من خلال سلطة تنفيذية موحدة تتولى مسؤولياتها في تعزيز السلام وحل الخلافات بالحوار والتجهيز للانتخابات المقبلة، وأكدت في تصريحات يوم الثلاثاء، أن تحقيق المصالحة الوطنية وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من أبرز أولويات الحكومة. وكانت الوزيرة الليبية أكدت مراراً في السابق أن بلادها لن تكون قاعدة خلفية لا رسمياً ولا فعلياً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ولن تكون أراضيها وأجواؤها قاعدة لأي جهة أو دولة كانت باستثناء الدولة الليبية. كما تعرضت إلى هجمات شرسة من قبل تنظيم الإخوان في ليبيا وميليشياته الموالية، منذ دعوتها إلى إلغاء الاتفاقية الموقعة مع أنقرة، وانسحاب قواتها من البلاد.
وفي السياق، طرحت فرنسا على الولايات المتحدة، خطة لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، السبت الماضي، وهو ما أكده مسؤولون من إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح الفكرة مباشرة على نظرائه في الولايات المتحدة وتركيا. كما ناقشها مع الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت الماضي، في اجتماع مجموعة الدول السبع، قبل أن يطرحها على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين، في قمة الناتو في بروكسل، وقال ماكرون إن الرئيس أردوغان أكد رغبته في مغادرة المرتزقة والميليشيات الأجنبية، الأراضي الليبية في أسرع وقت ممكن.
وبموجب خطة ماكرون، ستسحب تركيا أولاً المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم إلى ليبيا في عام 2020، عندما طلبت حكومة طرابلس المساعدة، ويمكن أن تتم هذه الخطوة في أقرب وقت في 1 يوليو. كما ستشهد المرحلة الثانية المقترحة لشهر سبتمبر سحب روسيا لميليشياتها الخاصة من مجموعة "فاغنر" وقد تكون هذه الخطوة الأكثر صعوبة، على اعتبار أن القوات التركية تمت دعوتها إلى البلاد من قبل حكومة الوفاق الليبية، بينما الميليشيات الخاصة المرتبطة بروسيا موجودة بشكل غير قانوني. وتقترح المرحلة الثالثة إعادة توحيد قوات الأمن الليبية المنقسمة بين حكومة طرابلس والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. في المقابل، لم تعلق إدارة بايدن على المقترح الفرنسي، لكن المسؤولين الأميركيين أقروا بأنهم يعملون على تأمين انسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا.
أفادت مصادر من داخل الأراضي المحتلة صباح الجمعة بشن طائرات استطلاع إسرائيلية غارات مكثفة على مراكز عسكرية وتدريبية لحماس في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، واستهدفت الغارة الإسرائيلية الأولى وفق وسائل إعلام فلسطينية، موقع الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما استهدفت غارة أخرى من طائرة استطلاع أحد مواقع المقاومة شمال القطاع.
كما تجدد القصف الإسرائيلي على موقع الخيل في منطقة معن شرق خانيونس، بالإضافة إلى قصف موقع للمقاومة في منطقة السودانية غرب شمال قطاع غزة، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش قصف أهدافا تابعة لحماس في قطاع غزة ردا على استمرار إطلاق البالونات الحارقة. يأتي ذلك بعد قيام إسرائيل بإرسال رسالة إلى حركة حماس، مفادها بأنه في حال عدم توقف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه أراضيها فستكون هناك جولة عسكرية جديدة.
أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مساء يوم الخميس، قيام حركة "حماس" باحتجاز وزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة لمدة ثلاث ساعات على معبر بيت حانون أثناء توجهه إلى قطاع غزة، قبل أن تسمح له بالدخول بعد تدخل وسطاء. وأعرب اشتية عن استهجانه مما أقدمت عليه حركة "حماس" تجاه الوزير الذي يقوم مع الفريق الذي شكّلته الحكومة بمهمة حصر الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، والعمل على توفير المأوى للعائلات التي فقدت مساكنها بسبب العدوان. كذلك أدان وزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة، قيام أجهزة حماس باحتجازه لأكثر من 3 ساعات خلال عودته من رام الله إلى قطاع غزة، وإبلاغه من قبلهم أنه ممنوع من ممارسة عمله بالقطاع، واصفا ما حدث بغير المقبول ويدلل على نوايا حزبية ضيقة.
أظهرت دراسة جديدة أن متحور "دلتا" يرتبط تقريبًا بخطر مضاعف لدخول المصابين به للمستشفى بالمقارنة مع متحور "ألفا"، وأصبح متحور "ألفا" (B.1.1.7)، وهو أكثر عدوى من السلالة الأصلية لفيروس كورونا المستجد، السلالة المهيمنة في الولايات المتحدة هذا الربيع. لكن خبراء الصحة قلقون من أن متحور "دلتا" يمكن أن يتفوق على متحور "ألفا"، إذ يبدو أن الأول أكثر قابلية للانتقال وقد يسبب مرضًا أكثر خطورة لمن لم يتلقوا التطعيم.
وفي الوقت الحالي، يمكن أن يُعزى ما نسبته 10% من حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى متحور "دلتا". وقال سكوت جوتليب، المفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في مقابلة يوم الأحد الماضي، إن هذه النسبة تتضاعف كل أسبوعين، وأوضح جوتليب أن المتحور "دلتا" من المحتمل أن يكون هو السلالة المهيمنة لفيروس كورونا في الولايات المتحدة، وقال: "أعتقد أنه في أجزاء من البلاد حيث يكون لديك نسب تطعيم أقل، خاصة في أجزاء من الجنوب، هناك خطر من رؤية تفشي هذا المتحور الجديد".
وفي حين أن نسبة 52.4% من الأمريكيين قد تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، فإن نسبة 43.4% فقط تلقوا التطعيم بالكامل، وفقًا للبيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ويمكن أن يشكل المتحور "دلتا" خطرًا على الولايات المتأخرة في تطعيمات كوفيد-19، ولكن الخبر السار هو أن الأمريكيين يمكنهم درء الخطر من خلال التطعيم، كما تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين تلقوا التطعيم بالكامل لديهم حماية ضد متحور "دلتا"، إلى ذلك يُظهر بحث جديد أن متحور "دلتا" قد يؤدي إلى مزيد من حالات الدخول المصابين به إلى المستشفى.
وتم ربط المتحور "دلتا"، المعروف برقمه التسلسلي"B1.617.2"، والذي اكتشف لأول مرة في الهند، بخطر دخول المستشفى مضاعف مقارنة بمتحور "ألفا" الذي اكتشف لأول مرة في المملكة المتحدة، وفقًا للنتائج الأولية لدراسة اسكتلندية نُشرت يوم الإثنين في مجلة "ذا لانسيت" الدورية. وكان المتحور "ألفا" السلالة المهيمنة في المملكة المتحدة. ولكن في الأسبوع الماضي، صرح وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أن المتحور "دلتا" قد استحوذ على زمام الأمور، وهو ما يشكل نسبة 91% من الحالات الإصابة الجديدة في المملكة المتحدة.
وتشير النتائج المبكرة إلى أن جرعتين من لقاح فايزر/ بيونتك تحمي من متحور "دلتا"، ولكن قد يكون ذلك بمستوى حماية أقل بالمقارنة مع متحور "ألفا"، ووُجد أن لقاح فايزر/ بيونتك يوفر حماية بنسبة 79% ضد العدوى من متحور "دلتا"، مقارنة بنسبة 92% ضد متحور "ألفا"، في الحالات المجتمعية بعد أسبوعين على الأقل من تلقي الجرعة الثانية. كما وجدت الدراسة أن لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد، الذي يستخدم في المملكة المتحدة ولكن ليس في الولايات المتحدة، يوفر حماية بنسبة 60% ضد الإصابة بمتحور "دلتا"، مقارنة بنسبة 73% من الحماية ضد متحور "ألفا". وقال البروفيسور عزيز شيخ، مدير معهد أوشر بجامعة إدنبرة انه من المهم، عند تقديم جرعات ثانية، أن يأخذها الناس لحماية أنفسهم وتقليل انتقال العدوى في المنزل والمجتمع.
على صعيد آخر وفي وقت ما زالت التحقيقات مستمرة بشأن منشأ فيروس كورونا، وفرضية تسربه من معهد ووهان لعلوم الفيروسات، حذّر مسؤول أميركي سابق من ثقة النفس الزائدة في المجتمع العلمي التي تستبعد تلك الفرضية، فقد كشف المدير السابق لمركز السيطرة على الأمراض روبرت ر. ريدفيلد أنه يرجح تسرب كورونا من المختبر أكثر من كونه جاء من الطبيعة، كما حذر العلماء من التعبير عن "الغطرسة" في عملهم بما قد تؤدي إلى مآزق خطيرة بسبب تسرعهم. وأضاف أن بعض العلماء والباحثين يعتقدون أن لا شيء يمكن أن يحدث خلال إجراء التجارب المخبرية، وهذا خطأ فادح. وفيما يتعلق بالنظريات حول التسرب من مختبر ما، قال ريدفيلد أن هناك احتمال أن يكون عامل أو عدد من العمال في المختبر أصيبوا بالفيروس دون أعراض ما أدى إلى مزيد من الإصابات. إلى ذلك أوضح أن ظهور الفيروس على بعض الأشخاص بدون أعراض ليس أمراً مستحيلاً، مشيراً إلى أنه مع تطور الحالات لدى كبار السن بدأ التعرف على الوباء، مشيراً إلى ضرورة بذل مزيد من التركيز على اختبار مصابي كورونا الذين لم تظهر عليهم أعراض.
أيد مجلس النواب الأميركي، يوم الخميس، إلغاء تفويض استخدام القوة العسكرية الممنوح للرئيس منذ عام 2002 والذي سمح بشن الحرب في العراق، وقد وصل عدد الأصوات المؤيدة للإلغاء إلى 265 صوتاً مقابل رفض 162 نائباً. ومن أجل تفعيل الإلغاء يجب أن يحظى الإجراء بتأييد مجلس الشيوخ، حيث الاحتمالات أكثر غموضاً، كما يجب أيضاً أن يوقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانونا. يشار إلى أن بايدن كان قد قال من قبل إنه يدعم الإلغاء.
عقب انتهاء القمة، التي جمعت الرئيسين الأميركي، جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، في جنيف يوم الأربعاء، انتظر بايدن حتى انتهي بوتين من مؤتمره الصحافي، ليخرج في مؤتمر آخر ويرد على ما جاء على لسان الرئيس الروسي، وقال بايدن إنه أكد لبوتين رفض واشنطن لامتلاك إيران السلاح النووي، مشيراً إلى أنه لا بديل عن الحوار وجها لوجه مع الرئيس الروسي. وقد وصف النقاشات التي جمعته مع بوتين بأنها "إيجابية"، لكنه حذّر نظيره الروسي من أن واشنطن لن تتسامح مع أيّ تدخل في الانتخابات الأميركية. وتابع أنه تم الرد على روسيا بشأن محاولة التدخل في الانتخابات الأميركية، لافتاً أنه أبلغ بوتين إن لدى واشنطن قدرات سيبرانية هائلة.. وهي سترد بقوة على أي هجوم سيبراني من روسيا. من جهة ثانية رد على انتقادات الرئيس الروسي لحقوق الإنسان في أميركا، ووصفها بالسخيفة، كما اعتبر أن إشارته لحركة "حياة السود" في أميركا مقارنة سخيفة أيضا. وتطرق الرئيس الأميركي لقضية المعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني، وقال إنه لو حدث وتوفي في سجنه سيكون مدمرا لروسيا.
في هذا السياق، شن أعضاء الحزب الجمهوري هجوم عنيف على الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ قالوا إنه لم يواجه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بل كافأه بعقد هذه القمة لتشريع أنشطته، حسب تعبيرهم. كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية مايك مكول Michael McCaul اعتبر أن إدارة بايدن افتقرت للحسم مع روسيا رغم إصدارها مواقف كثيرة تدين أنشطة بوتين واعتداءاته، مكول اتهم ايضا بايدن بالتغاضي عن محاسبة بوتين على التصعيد العسكري الروسي تجاه أوكرانيا منتقدا عدم فرض إدارة بايدن عقوبات مرتبطة بخط الغاز الروسي "نورد ستريم 2" الذي سيعزز نفوذ الكرملين في أوروبا. ومن الملفات الأخرى أيضا التي اتهم الجمهوريون بايدن بالتساهل فيها، عمليات القرصنة الإلكترونية التي تتهم واشنطن موسكو بالقيام بها، إضافة لقضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، إذ قال الجمهوريون إن بايدن بعث برسالة مفادها أن واشنطن غير مستعدة للرد بحزم على انتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن الدور الروسي الداعم لنظام الرئيس لوكاشينكو في بيلاروسيا.
في سياق منفصل، أعلن مسؤولون أميركيون إن السفن البحرية الإيرانية التي يُعتقد أنها كانت متجهة نحو فنزويلا غيرت مسارها في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وهي تتجه الآن شمالًا على الساحل الغربي لإفريقيا. وغيرت السفن، التي يعتقد المسؤولون الأميركيون أنها كانت تستعد لإجراء عملية نقل أسلحة، مسارها عدة مرات خلال رحلتها من إيران، ويمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى. ولكن بعد تغيير المسار في وقت مبكر من هذا الأسبوع، من المحتمل أن تتجه الآن إما إلى البحر الأبيض المتوسط إلى سوريا، أو شمالًا نحو روسيا، وفقًا لمسؤول دفاعي مطلع على الوضع. ويعتقد المسؤولين الأميركيون أن تغيير المسار يشير إلى نجاح حملة دبلوماسية لحث الحكومات القريبة من أميركا على رفض استقبال السفن.
أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، الثلاثاء، إسقاط طائرتين مسيّرتين، إحداهما مفخخة جنوب بغداد، وأضافت المعلومات أن قيادة عمليات بغداد أسقطت طائرة مسيرة كانت تحمل متفجرات في منطقة خالية قرب معسكر الرشيد، كما نقلت وسائل إعلام محلية أنه سُمع دوي انفجار ضمن منطقة الزعفرانية، وتبين سقوط طائرة مسيرة ضمن منطقة المعسكر الرشيد، دون ذكر المزيد من التفاصيل. الجدير ذكره أن السلطات في العراق كانت أعلنت يوم الاثنين، أن طائرة مسيرة ألقت مقذوفات متفجرة داخل المطار العسكري ضمن مطار بغداد الدولي، وذلك في تطور لافت لحرب المسيّرات التي تستهدف مؤخراً القواعد الأميركية والبعثات الدبلوماسية.
على صعيد آخر، حذر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يوم الاثنين، من استغلال الفتوى التي أدت لتأسيس الحشد الشعبي لصالح مشاريع غير وطنية، مؤكداً أن حكومته تعمل على تصحيح مسارات العراق وضبط عمل القوات المسلحة وفق القواعد الوطنية، وأضاف في بيان أن الحكومة تعمل على تفكيك الأزمات والابتعاد عن سياسة رد الفعل، مشيراً إلى أن تراكم السياسات الخاطئة أدى بالعراق إلى الكوارث.
إلى ذلك، كشف الكاظمي، أن هناك من يخشى من نتائج الانتخابات المبكرة في العراق، مشيراً إلى أن هؤلاء يحاولون إشاعة اليأس في نفوس المواطنين، وأضاف، يوم الأربعاء، خلال افتتاحه محطة للكهرباء في سامراء، أن هناك من يحاول دفع المواطنين إلى عدم المشاركة بالانتخابات. كما أوضح أنه بالإرادة والصبر والحكمة والهدوء ستكون الطريقة للرد على الأصوات السلبية الصفراء التي لا تريد الخير للبلد وترغب بصناعة اليأس وتحاول أن تشكك وتعرقل أي منجز تحققه الحكومة.
في سياق منفصل، أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية يوم الجمعة ضبط خمسة صواريخ معدة للإطلاق في نينوى، وذكر بيان الخلية أنه ومن خلال المتابعة الميدانية وتكثيف الجهود الاستخبارية، القوات الأمنية العاملة ضمن قاطع الفرقة الخامسة عشرة في قيادة عمليات غرب نينوى ضبطت خمسة صواريخ نوع غراد مع خمس قواعد للإطلاق داخل سيارة نقل. يشار إلى انه في أكتوبر الماضي، تعرض مطار أربيل الدولي الذي يضم مركزاً للتحالف الدولي، لهجوم بـ6 صواريخ أُطلقت من غربي نينوى، وفق ما أعلنته مؤسسة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان شمالي العراق.
على صعيد منفصل، قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الجمعة، استضافة نظيرهم العراقي، فؤاد حسين، في اجتماعهم المقبل، الاثنين. وذكر دبلوماسي أوروبي، الجمعة، أن اللقاء بين وزراء خارجية الاتحاد ونظيرهم العراقي سيتم حول طاولة الغداء، الاثنين القادم، في لوكسمبورغ، وأعرب عن قلق الاتحاد الأوروبي من تدهور الوضع الأمني والاقتصادي في العراق وكشف عن إرسال فريق فني إلى العراق لبحث مسائل مراقبة الانتخابات في أكتوبر المقبل، وأكد الدبلوماسي الأوروبي، أن الاتحاد يدعم دور العراق المركزي في استقرار المنطقة. إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الخميس، على تهيئة كل مستلزمات إجراء الانتخابات المبكرة في موعدها، في 10 أكتوبر القادم، وقال رئيس الوزراء، خلال استقباله سفراء الاتحاد الأوروبي في العراق، إن الحكومة تعمل على توفير الظروف الملائمة لضمان أن تكون نتائج الانتخابات المعبر الحقيقي عن إرادة الشعب العراقي. وقد جدد سفراء الاتحاد الأوربي دعم دول الاتحاد الأوروبي لتوجهات الحكومة العراقية الرامية إلى فرض سيادة القانون والإصلاح الاقتصادي، فضلاً عن اهتمامها المتزايد بتنمية الفرص الاستثمارية التي ستثمر عن توفير المزيد من فرص العمل.
أعلن وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الأربعاء، أن جميع مبادرات السلام اصطدمت بتعنت ميليشيات الحوثي، كما أكد أن الحكومة تستمر في التعاطي الإيجابي مع كافة الجهود التي يقدمها الأشقاء والأصدقاء لتحقيق السلام الشامل والعادل المبني على المرجعيات الثلاث، وقد نوهت بمبادرة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والتي حظيت بإجماع وتأييد عربي ودولي، كما شدد على حاجة اليمن إلى تضامن عربي كامل وشامل لوقف تدخلات إيران ومشروعها التدميري بالمنطقة.
وفي وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية أن الحوثيين باتوا يلجأون إلى استهداف الأعيان المدنية والمناطق الآهلة بالسكان بالصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيرة، استهدفت الميليشيا مناطق سكنية في مأرب بصاروخ باليستي، مساء الأربعاء، وأضافت مصادر محلية أن الجيش اليمني ردّ على الصاروخ الحوثي بضرب مواقع الميليشيا في المحافظة بمساندة التحالف. وطالبت الحكومة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح يرقى إلى حجم الجرائم الإرهابية التي تتمادى الميليشيا الحوثية في ارتكابها ضد المدنيين والنازحين.
ويوم الخميس، أبلغ وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفثس، بأهمية انتهاج الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لنهج جديد يجبر الميليشيات الحوثية على التخلي عن خيار الحرب وسياسة وضع العراقيل، لما من شأنه وضع حد للمأساة الإنسانية ووقف سفك دماء اليمنيين، وجدد بن مبارك، موقف حكومة اليمن الثابت في دعم جهود السلام والتعاطي الإيجابي مع المبادرات الأممية والمساعي الإقليمية والدولية الرامية للعودة إلى المسار السياسي، وفقاً لمرجعيات الحل الأساسية. من جانبه، حمّل المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ ميليشيا الحوثي الانقلابية مسؤولية فشل الجهود الرامية لإحلال السلام ووقف إراقة الدم في اليمن. وندد ليندركينغ بشدة، خلال لقائه وزير الخارجية اليمني باستمرار هجمات الحوثيين على المدنيين، مؤكداً موقف بلاده من أن لا حل عسكريا للصراع في اليمن، مشيرا إلى أن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار يمثل ضرورة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية. هذا وبحث المبعوث الأميركي مع وزير الخارجية اليمني مستجدات عملية السلام في ظل استمرار تعنت الميليشيات الحوثية ورفضها لكافة الجهود الهادفة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية التي تشهدها اليمن.
وفي السياق، أدرجت الأمم المتحدة، جماعة الحوثي، الجمعة، على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، وقالت الأمم المتحدة إن جماعة الحوثي قتلت وشوهت 250 طفلا يمنيا. وفي فبراير الماضي، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (65971) انتهاكاً بحق الأطفال اليمنيين خلال السنوات الأربع الماضية، وذلك في تقرير أطلقته حول انتهاكات الطفولة. وقالت الشبكة إن انقلاب الميليشيات الحوثية دفع ما يزيد عن مليوني طفل إلى سوق العمل بحثاً عن فرصة عمل، نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور، کما حرم 4,5 مليون من التعليم نتيجة تحويل المنشآت التعليمية إلى ثكنات عسكرية للميليشيات ومعسكرات تدريب المجندين.
وفي سياق الحصار الذي تفرضه ميليشيا الحوثي على الشعب اليمني، أفادت مصادر يمنية، يوم السبت، بأن الميليشيات الحوثية أعاقت عمل المنظمات الأممية ومنعت وصول المساعدات، ترفضت إنزال حمولة سفينة من القمح بميناء الحديدة، وأضافت أن الميليشيات الحوثية أجبرت السفينة على الخروج ومغادرة ميناء الحديدة، مشيرة إلى أن السفينة غلوريس سي تتبع لبرنامج الغذاء العالمي وتحمل 12500 طن من القمح.
بعد ساعات قليلة من صدور حكم نهائي وبات من محكمة النقض المصرية بإعدام 12 من قادة الجماعة في قضية أحداث رابعة، يوم الاثنين، سيطر الرعب على عناصر وقادة الإخوان الهاربين للخارج، خاصة في تركيا وبريطانيا، وتحديدا المدانين في قضايا عنف وإرهاب مماثلة. وأصدرت الجماعة بيانات رسمية طالبت فيها دول العالم بالتدخل لوقف تنفيذ أحكام الإعدام والضغط على النظام المصري لتخفيف الحكم وعدم التصديق عليه، كما جرت اتصالات بين قادة الجماعة ومسؤولين أتراك لطرح الأزمة على طاولة التفاوض بين القاهرة وأنقرة، خاصة أن الحكم يعتبر الأول بحق قياديين كبار في الجماعة وواجب التنفيذ ولا يجوز الطعن عليه. كما كشفت مصادر خاصة أن قيادات الجماعة في بريطانيا وتركيا تبحث حاليا عن وساطات دولية أخرى للتدخل لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتوجب تصديقه على الحكم قبل أن تقوم النيابة العامة وقطاع السجون بتحديد موعد لتنفيذ حكم الإعدام، مضيفة أن قيادات الإخوان طالبوا منظمات دولية أخرى بالضغط على النظام لرفض التصديق على الحكم وتخفيفه.
في سياق منفصل، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة، الاربعاء، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، أوامرها بمغادرة سفينة الإمداد المصرية "حلايب" من ميناء الأدبية بالسويس متجهة لميناء بيروت بدولة لبنان محملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية المقدمة من جمهورية مصر العربية لدوله لبنان. وأعرب المسئولون اللبنانيون عن تقديرهم للجهود المصرية المتواصلة والمساندة المستمرة التى تقدمها مصر قيادة وجيشاً وشعباً لدولة لبنان لمساعدتها على تجاوز آثار الأزمات التى عصفت بها ، وأن لبنان لديه علاقات تاريخية قديمة وقوية مع مصر. وتعتبر المساعدات المصرية المقدمة إلى دولة لبنان أحد أوجه التعاون المضيئة فى العلاقات المصرية اللبنانية لإستمرار توطيد العلاقات المصرية مع الدول الشقيقة والصديقة والتى تلقى كل تقدير وإحترام داخل المجتمع اللبنانى وإستمراراً للدعم المصرى المقدم للبنانيين.
في سياق منفصل، نفذ الجيش المصري يوم الاثنين عملية نوعية استهدفت خلية إرهابية كبيرة في مدينة بئر العبد شمال سيناء. وبحسب المصادر، أسفرت العملية عن مقتل عدد كبير من الإرهابيين بينهم قيادي داعشي كبير، كما تم تدمير عربة حاول الإرهابيون الفرار فيها، ويجري الآن ملاحقة باقي العناصر وتمشيط المنطقة للبحث عن إرهابيين آخرين.
في الأزمة مع تركيا، ورغم محاولات التودد التي تعبر عنها تصريحات المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان للتقارب مع مصر، مازالت جماعة الإخوان تقف عقبة في طريق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، فيما عاودت فضائيات الجماعة بإسطنبول الانتقاد مجدداً للسلطات المصرية. وفي السياق، كشفت مصادر خاصة أن مصر أجّلت لقاءات جديدة مع تركيا بسبب عدم تنفيذ شروط ومطالب مصرية، وذكرت أن القاهرة تتمسك بتسلم عدد من المطلوبين من تركيا رغم رفض أنقرة. كما أشارت المصادر إلى أن تركيا ترفض المطالب المصرية بتخفيض عدد قواتها في ليبيا، حيث أن مصر ربطت بين سحب القوات التركية من ليبيا واستئناف اللقاءات الأمنية. وقد أوضحت المصادر أن القاهرة تطالب بتعهدات تركية مكتوبة باحترام سيادة ليبيا.
أزمة سد النهضة
مع قرب الملء الثاني لسد النهضة ودخول الأزمة في نفق مظلم، أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس، أن إثيوبيا تضع شروطا تعجيزية لعدم التوصل لاتفاق حول سد النهضة، وأضاف خلال مؤتمر صحافي الاثنين، أن بلاده تعتبر الأكثر تأثرا بشكل مباشر من سد النهضة، موضحا أن التفاوض مع إثيوبيا شهد رفض مقترحات عدة وعدم قبولها أي اتفاق ملزم، وبالتالي فالحديث عن عدم التوقيع على اتفاق حول السد مسألة غير مقبولة.
وفي السياق، وبينما رفضت إثيوبيا أي جهود لحل أزمة سد النهضة، مؤكدة أن الملء الثاني للخزان سيتم في موعده، رفض البرلمان العربي الثلاثاء، أي إجراءات من أديس أبابا تضر بالحقوق المائية لمصر والسودان، وشدد على أن الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. وقد أطلع وزير الخارجية المصري سامح شكري نظراءه العرب في اجتماع وزراء الخارجية الثلاثاء في الدوحة لمناقشة أزمة سد النهضة، على جهود بلاده للتوصل لاتفاق قانوني ملزم يراعي مصالح الدول الثلاث، وأوضح أن مصر والسودان انخرطا طوال عشر سنوات في مفاوضات مع الجانب الإثيوبي، دون إحراز أي تقدم ملموس. كما قال إن إثيوبيا لا تريد سوى فرض رؤيتها قسراً، متجاهلة كل المواثيق والاتفاقيات التي تحكم الأنهار الدولية، مشددا على أن مصر لن تقبل فرض واقع جديد، ومؤكدا أن نهر النيل ملكية مشتركة لدول المنبع كما لدول المصب، ولا يجوز لأحد مهما كان أن يغير من تلك القواعد المستقرة.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الإثيوبية، يوم الثلاثاء، عن رفضها التام لقرار جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة، مؤكدة أن الجامعة أهدرت فرصة للعب دور بناء في حل الأزمة، ولفتت إلى أن الملء الثاني لخزان سد النهضة سيتم في موعده، وشددت على التزامها بإعلان المبادئ.
وفي تطور جديد، قالت مصادر دبلوماسية مصرية الخميس إن القاهرة تنتظر موقف أديس أبابا إزاء تصريحات وزير الري السوداني ياسر عباس، التي تضمنت طرح ما يمكن وصفه بمبادرة جديدة لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث حول اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة. ووصفت المصادر المبادرة بأنها تطوير سوداني مبني على مفاوضات ودراسات مطولة مع مصر ودول أخرى، للمبادرة الأميركية التي حملها المبعوث الأميركي جيفري فيلتمان إلى جميع الأطراف في مايو/أيار الماضي التي ووجهت بالتعنت من قبل أديس أبابا بسبب الخلاف الذي طرأ بين الإدارة الأميركية وإثيوبيا حول أزمة المعارك الأهلية في إقليم تيغراي.
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى زيارة بلاده، معرباً عن أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المُقبلة، وجاء ذلك في رسالة سلّمها وزير الخارجية سامح شكري، يوم الثلاثاء، خلال زيارته إلى الدوحة. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية أحمد حافظ، أن الرسالة أكدت تطلع السيسي لاستمرار الخطوات المتبادلة بين البلدين، بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقاً مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية القطرية من تقدم ملموس ورغبة في تسوية كافة المسائل العالقة في إطار ما نص عليه "بيان العُلا".
من جانب آخر، دان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم، يوم الأربعاء، بالرياض، هجمات ميليشيات الحوثي على محافظة مأرب، وجدد نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون، ترحيبه في البيان الختامي لهذا الاجتماع الدولي الـ 148، بمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، ووقف النار من أجل العودة إلى المفاوضات بين أطراف النزاع. كما انتقد المجلس الوزاري إعاقة وصول الفريق الأممي إلى سفينة صافر قبالة الحديدة، محملا الميليشيات مسؤولية أي تسرب للنفط منها، ما يؤدي إلى كارثة بيئية في البحر الأحمر.
إلى ذلك، تطرق المجلس الوزاري بلقائه الدولي إلى عد من الملفات الإقليمية من سد النهضة إلى العراق، وصولا للبنان، فضلا عن مفاوضات فيينا، مؤكدا رفضه التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية، وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية الجارية في فيينا، فقد جدد الدعوة لإشراك دول المجلس في تلك المحادثات. أما عن ملف سد النهضة، فقد أكد رفضه أي إجراء يمس بحقوق مصر والسودان المائية، كما أبدى استنكاره لتزايد عمليات تهريب المخدرات من لبنان، مؤيدا الإجراءات التي اتخذتها المملكة للمكافحة والحد من تلك العمليات.
أوضح دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي أن سفراء الـ27 دولة أعضاء الاتحاد وافقوا على إضافة الولايات المتحدة ولبنان و4 دول أخرى إلى قائمة السفر الآمن ، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة، ويشمل القرار إضافة ألبانيا ومقدونيا الشمالية وصربيا وتايوان إلى قائمة السفر الآمن، كما تنصح دول الاتحاد الأوروبي برفع قيود السفر تدريجيا عن 8 دول هي أستراليا وإسرائيل واليابان ونيوزيلندا ورواندا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلاند. هذا ولا يزال بإمكان دول الاتحاد الأوروبي أن تطلب من القادمين إليها من الخارج إجراء اختبار الكشف عن الإصابة بكوفيد-19 أو الخضوع لفترة الحجر الصحي.
في نفس توقيت أعمال القمة التاريخية بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف، يوم الأربعاء، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه لا يوجد بصيص أمل في تحسن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في المستقبل القريب، وذلك قبل أسبوع تقريبا من اجتماع قادة التكتل السبعة والعشرين لبحث سياسته الخاصة بروسيا في المستقبل، كما شدد على ضرورة رفع قدرات الدفاعات السيبرانية للرد على حملات التضليل الروسية التي تستهدف الاتحاد الأوروبي.
وجاء في بيان صدر في أعقاب قمة "الاتحاد الأوروبي - الولايات المتحدة" التي عقدت في بروكسل بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الأميركي أن الجهتين متحدتين في موقفهما المبدئي إزاء روسيا، ومستعدتين للرد بحزم على تصرفاتها النمطية السلبية وأنشطتها الخبيثة... ومن أجل تنسيق سياسات والخطوات المشتركة فإنهما يخطط لتنظيم حوار رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول روسيا. كما أكد الطرفان تمسكهما بمواجهة التهديد المتنامي الناجم عن شبكات هاكرز إجرامية التي تمثل، بحسب البيان، الخطر على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على حد سواء. كما دعت بروكسل وواشنطن موسكو إلى ضمان العمل الآمن والمثمر للبعثات الدبلوماسية في روسيا. مع هذا، فقد أشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يبقيان قنوات الاتصال وإمكانيات للتعاون الانتقائي في مجالات ذات الاهتمام المشترك مفتوحة. وجاء في البيان أيضا أن بروكسل وواشنطن تحثان موسكو على وضع حد لقمع المجتمع المدني والمعارضة ووسائل الإعلام المستقلة، وكذلك الإفراج عن جميع السجناء السياسيين، إضافة إلى إعلان الجانبين إدانتهما لـخطوات روسيا المتواصلة لتقويض سيادة أوكرانيا وجورجيا.
إلى ذلك، عبر البيان الأوروبي الأميركي المشترك عن قلقه من انتهاك إيران للاتفاق النووي، داعماً مباحثات فيينا من أجل تسهيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الموقع عام 2015، كما عبر عن قلقهم من التوترات في منطقة بحر الصين الجنوبي. وتعهد الجانبان بالعمل من أجل إصلاح منظمة الصحة العالمية. أتى ذلك، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن هدنة لمدة خمس سنوات في تسوية الخلاف القديم المتعلق بشركتي إيرباص وبوينغ الذي كان يسمم علاقتهما، في مؤشر على تهدئة بين الطرفين بعد سنوات من التوتر في عهد دونالد ترمب.
وفي خضم الازمة مع روسيا، أعلن زعيم الحزب القومي البولندي الحاكم ياروسلاف كاتشينسكي، الجمعة، إن سياسيين بولنديين كبارا استهدفوا مؤخرا بهجوم إلكتروني واسع أطلق من روسيا. وأردف كاتشينسكي، نائب رئيس الوزراء المكلف الأمن القومي، في بيان إن تحليلات الاجهزة البولندية والأجهزة الخاصة لحلفائنا تسمح لنا بأن نعلن بلا لبس أن الهجوم الإلكتروني جرى من أراضي الاتحاد الروسي.
في سياق منفصل، قال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن مشروع "السيل الشمالي 2" ليس مشروعا أوروبيا ولم يساهم الاتحاد في تمويله. وفي مؤتمر صحفي عقده الاربعاء، عرض بوريل مقترحا أوروبيا يهدف لرسم ملامح العلاقات المستقبلية بين بروكسل وموسكو، وأشار إلى أن المقترح الأوروبي ينص، من بين نقاط عدة، على ضرورة أن تعمل دول الاتحاد على تأمين استقلاليتها في مجال الطاقة عبر الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة، ما سيخفض من اعتماد العواصم الأوروبية على الغاز الروسي وبالتالي يضعف تأثير موسكو. إلى ذلك، نفى بوريل أن يكون محتوى مقترحه دعوة ضمنية لألمانيا لإيقاف هذا المشروع الذي تقدم كثيرا، مضيفا انه لا يريد أن يقول لألمانيا ما يتعين عليها فعله. وطالب بوريل الأطراف المعنية بالمشروع بـاحترام قواعد السوق والمنافسة المعمول بها في الاتحاد فيما لو نجح هذا المشروع بالفعل.
أزمة شرق المتوسط
في تصريحات تضرب التهدئة بين الطرفين بعرض الحائط، وصفت تركيا البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي في أثينا بعديم القيمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية طانجو بيلغيتش في بيان يوم الثلاثاء، إن البيان المشترك الذي نُشر في ختام اجتماع 7 دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي في أثينا، بلا قيمة، كما اعتبر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام رسمية، أن هذا الاجتماع الذي يعقد سنويا لوزراء خارجية دول جنوب أوروبا، عبارة عن تجمع للدفاع عما وصفها بالادعاءات التي تطلقها اليونان، بخصوص شرق المتوسط وأزمة قبرص. إلى ذلك، رأى أنه من المحال أن تساهم مثل هذه الاجتماعات المنحازة وغير الحيادية في إحلال التعاون والسلام والاستقرار بالمنطقة، وشدد على استحالة إقامة تعاون بناء في شرق المتوسط بمعزل عن تركيا.
على الرغم من إبداء الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان تفاؤلا بعد أول محادثات مباشرة بينهما الاثنين، إلا أنهما لم يعلنا تحقيق انفراجة كبيرة في العلاقات بين الدولتين اللتين توجد بينهما خلافات حول الأسلحة الروسية، وملفي سوريا وليبيا وقضايا عديدة أخرى، فقد أوضح بايدن خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع في بروكسل مع أردوغان أن الاجتماع بينهما كان إيجابيا ومثمرا، لكنه لفت إلى أن فريقيهما سيواصلان المناقشات من أجل إحراز تقدم بين الطرفين، من جانبه، وصف الرئيس التركي محادثاته مع نظيره الأميركي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل بأنها كانت بناءة وصادقة. لكن على الرغم من نبرتهما المتفائلة على الملأ، لم يقدم أي منهما أي تفاصيل حول الكيفية الحقيقية التي سيصلحان بها العلاقات، كما لم يطرحا الخطوات التي ستساعد في تخفيف التوترات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي. إلا أن بقعة الضوء اليتيمة في الملفات العالقة بين البلدين، تمثلت في أفغانستان، التي شكلت مؤخرا أحد المجالات التي كان أردوغان يأمل في إبراز دور تركيا الرئيسي فيها في حلف شمال الأطلسي، حيث عرض حراسة بلاده لمطار كابول وتشغيله بعد انسحاب القوات الأميركية وحلف الأطلسي في الأسابيع المقبلة. لكن على الرغم من أن رئيس الحلف ينس ستولتنبرغ قال إن تركيا ستؤدي دورا رئيسيا بحماية المطار، إلا أن أي قرار بهذا الشأن لم يتخذ خلال قمة الاثنين.
في سياق منفصل وبعد سلسلة من الفيديوهات نشرها زعيم المافيا التركي سادات بيكر أدلى خلالها بمزاعم حول بعض المسؤولين الأتراك بتهم تتعلق بالفساد والجريمة المنظمة بدأت السلطات التركية، الثلاثاء، عمليات أمنية لملاحقة أنصاره في عدة ولايات تركية، ألقت خلالها القبض على 25 مشتبهاً بهم في عمليتين ضد مراكز لسادات بيكر في 4 ولايات، وبالمحصلة، أوقفت السلطات اثنين من المشتبه بهم بناء على قرار من المحكمة، وأرسلت 5 آخرين إلى ولاية بورصة لاستكمال التحقيقات، وأفرجت عن 18 بشرط الرقابة القضائية. ويشار أنه إلى ذلك، وبعد إدلائه ببعض التصريحات التي تخص وزيري الداخلية السابق والحالي، وعدداً من النافذين في الدولة التركية، أحدث زعيم المافيا التركي ضجة في المجتمع التركي حيث قال في مقطع فيديو عن سليمان صولو وزير الداخلية التركي الحالي إنه وفر له الحماية، وسرب له العام الماضي معلومة سريّة، مفادها أن القضاء فتح تحقيقاً بحقّه، الأمر الذي سمح له بالفرار من تركيا والإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية، وقد نفى صويلو هذه الاتّهامات، إلا أنه تعرض لضغوط من المعارضة التي طالبته بالاستقالة، وهو ما رفضه. ولاحقاً حظرت السلطات التركية تغريدات لزعيم المافيا التركي، تخص رئيس إحدى المحاكم التركية، وبحسب تقارير إعلامية حظرت السلطات في تركيا 6 تغريدات لسادات بكر يتحدث فيها عن أسعد توكلو، رئيس محكمة أنقرة الإدارية الإقليمية. كذلك أطلق بيكر مزاعم بخصوص نقله أسلحة إلى جبهة النصرة في سوريا والمصنفة كتنظيم إرهابي، بطلب من السلطات التركية. وأكد بيكر في مقطع فيديو نشره على قناته على موقع "يوتيوب"، تعاون الاستخبارات التركية مع عصابات المافيا لتهريب الأسلحة إلى مجموعات مسلحة في سوريا، خاصة جبهة النصرة.
على صعيد آخر، تعرض أحد مقرات حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية ديار بكر جنوب تركيا، إلى هجوم مساء الجمعة فيما يبدو أنه رد على هجوم نفذه مسلح على مقر لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في ولاية إزمير غرب البلاد وأسفر عن مقتل شابة. وافادت مصادر أمنية، إن الشرطة اعتقلت شخصين مشتبهاً بهما على صلة بالهجوم على مقر الحزب الحاكم في ديار بكر، الذي أسفر عن أضرار مادية، دون الإعلان عن إصابات، رغم وجود بعض أعضاء الحزب داخل المبنى عند وقوع الهجوم.
وأتى هذا الهجوم بعد يوم واحد من اقتحام مسلح، الخميس، مبنى حزب الشعوب الديمقراطي في ولاية إزمير وإطلاقه النار داخله ما أدى إلى مقتل شابة. وفي شهادته الأولية بمركز الشرطة، قال المهاجم ويدعى أونور جينسر، إنه كان يريد قتل أكبر عدد ممكن من كوادر الحزب داخل المبنى خلال اقتحامه. وقد شهد الشارع التركي خلال الساعات التي تلت الجريمة حالة غضب شعبي وتظاهرات في الشوارع احتجاجاً على مقتل السيدة الكردية والتي كانت عضواً في حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد. وقال بركات قار، عضو لجنة العلاقات الخارجية للحزب، أن الجريمة تمّت رغم أن المقرّ يحظى بحماية أمنية من الشرطة، في اتهامٍ غير مباشر منه لتساهل السلطات الأمنية مع المهاجم الذي أُلقي القبض عليه.
ولم يصدر عن الحكومة التركية أي توضيح على الجريمة، إلا أن أحزاباً معارضة لأردوغان بينها حزب "الشعب الجمهوري" أدانت مقتل السيدة الكردية والهجوم على مقر الحزب المؤيد للأكراد، وكذلك أدانت نقابات بارزة في تركيا، مقتل بويراز، ومن بينها نقابة المهندسين الأتراك. وذكرت المعلومات أنه سبق للمهاجم أن قاتل في سوريا وظهر فيها بأكثر من صورة، بينما كان يرفع شارة منظمة "الذئاب الرمادية" التركية المتطرّفة التي تستهدف الأكراد والأرمن وغيرهم من أقليات تركيا، وكان البرلمان الأوروبي قد أقر توصيةً قبل أيام بتصنيف المنظمة التركية كمنظمة إرهابية وذلك بعد أشهر من وضعها على قائمة الإرهاب في فرنسا وألمانيا.
في سياق منفصل، رفض وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة، التعليق عن المعلومات حول قاعدة تركية محتملة في أذربيجان، مشيرا إلى أنها شائعات، وقال في مؤتمر صحافي أن موسكو لا تعلق على الشائعات، ردا على طلب للتعليق على معلومات حول احتمال إنشاء قاعدة تركية في أذربيجان. هذا وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد تحدث عن إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان في إطار اتفاقية "شوشا" الموقعة بين الدولتين. وقد أشار أردوغان، أثناء مؤتمر صحافي عقده الخميس، عقب عودته إلى بلاده من أذربيجان، إلى أن إنشاء قواعد عسكرية تركية في أراضي هذا البلد لا يخرج عن نطاق "إعلان شوشا" الخاص بتحديد العلاقات التحالفية بين أنقرة وباكو في المرحلة المقبلة.
استقبل محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، الأربعاء، الفريق أول أوستن ميلر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الذي يرأس بعثة "الدعم الحازم" التابعة لحلف شمال الأطلسي. وقد بحث الجانبان خلال اللقاء، الذي جرى في قصر الشاطئ في أبو ظبي، العلاقات الثنائية والتنسيق بين البلدين في المجالات الدفاعية والعسكرية، كما تبادلا وجهات النظر بشأن مستجدات الأحداث في المنطقة، وفي مقدمتها انسحاب القوات الأميركية وحلفائها في حلف "الناتو" من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل.
في سياق منفصل، اختتمت مناورات "طويق - 2" العسكرية، يوم السبت، التي استمرت عدة أيام بقاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية. وقد شاركت في التدريب عناصر من القوات الجوية وقوات المظلات لكل من مصر والسعودية والإمارات والأردن وسلطنة عمان، فضلا عن مشاركة البحرين والكويت بصفة مراقب. هذا وتضمنت المرحلة الختامية للتدريب عددا من الأنشطة التدريبية المختلفة وتنفيذ إسقاط جوى بالمظلات لإمداد القوات المشتركة فى التدريب باحتياجاتها المختلفة من الوقود والذخيرة اللازمة عن طريق الإمداد المتوسط والإسقاط الثقيل، وظهر خلال التدريب مدى ما تتمتع به العناصر المشاركة من قدرة واحترافية عالية فى تنفيذ المهام بما يعكس مدى ما تمتلكه القوات المسلحة للدول العربية من إمكانيات بشرية وقدرات فنية ومهارية عالية.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، يوم الخميس، أن الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط، وشدد التحالف على إحباط كافة محاولات الميليشيا الحوثية العدائية تجاه المدنيين والأعيان المدنية. وكان التحالف قد أعلن الاثنين أن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت طائرة دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية تجاه خميس مشيط. كما يشار إلى أن يوم الأحد صرح نائب المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة عسيربأن الدفاع المدني تلقى بلاغًا عن سقوط طائرة مسيرة داخل مدرسة أطلقتها عناصر الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، من داخل الأراضي اليمنية تجاه إحدى محافظات منطقة عسير. إلى ذلك، أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، السبت، اعتراض 11 مسيّرة حوثية مفخخة استهدفت السعودية.وقال التحالف مساء السبت إن الدفاعات السعودية اعترضت مسيّرة مفخخة أطلقتها ميليشيا الحوثي باتجاه نجران. وفي وقت سابق، أكدت الدفاعات السعودية، بعد ظهر السبت، اعتراض مسيرتين مفخختين للحوثيين صوب خميس مشيط، وكذلك إسقاط مسيرة ثالثة. وأعلن التحالف أن تصعيد ميليشيات الحوثي المتعمد والممنهج ضد اليمنيين يمثل جرائم حرب. كما أكد التحالف، ظهر السبت اعتراض وتدمير 7 طائرات مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية تجاه المنطقة الجنوبية، وقال التحالف إن القوات الجوية اعترضت الطائرات المسيرة فوق الأجواء اليمنية وتصدت للمحاولة العدائية، مشيرا إلى أن محاولات الحوثيين العدائية المتعمدة والممنهجة تمثل جرائم حرب.
في هذا السياق، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية، كينيث ماكنزي، الجمعة، أن واشنطن تعمل مع السعودية عن كثب لمواجهة الهجمات الحوثية، وشدد على أن الحوثيين لا يريدون الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأنهم يسعون للسيطرة على مأرب قبل الانخراط في أي عملية تفاوضية. كما اتهم ماكنزي، إيران بأنها غير مهتمة بتحقيق السلام في اليمن على الإطلاق، ولا بالأوضاع الإنسانية في البلاد، وأضاف أنها تزود الحوثيين بالسلاح وترى أن مصلحتها في استمرار الحرب.
على صعيد آخر، كشف الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل، الخميس، أن السعودية تعد شريكا مهماً للاتحاد الأوروبي في جهود تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقياً، مشيرا إلى أن هناك حوارا سياسيا مثمرا قائما مع السلطات السعودية خلال الفترة الراهنة، يناقش على إثره سبل دعم المجتمع الدولي لإنهاء العنف فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وفلسطين، والحرب في كل من سوريا واليمن، مضيفا أن رؤية السعودية 2030 تمثل فرصة فريدة ليس فقط للسعودية، ولكن أيضا للمنطقة لتكثيف الجهود نحو التنويع الاقتصادي الذي تشتد الحاجة إليه، وحزمة الإصلاحات هذه تذكرنا بالاتفاقية الخضراء للاتحاد الأوروبي. والصفقة الخضراء الأوروبية التي هي خطتنا لجعل اقتصاد الاتحاد الأوروبي مستداما، ويمكننا القيام بذلك عن طريق تحويل التحديات المناخية والبيئية إلى فرص وجعل الانتقال عادلا وشاملا للجميع.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، إن أجواء القمة التي جمعته بنظيره الأميركي جو بايدن كانت جيدة، حيث تمكن الرئيسان من "فهم مواقف" بعضهما بعضا بشأن القضايا الرئيسية، وأضاف خلال لقاء في موسكو مع خريجي كلية لكبار الكوادر الروس بثه التلفزيون إن موسكو مستعدة لمواصلة الحوار طالما أبدى الجانب الأميركي استعدادا لذلك. كما قال بوتين إن أجواء اللقاء كانت ودية، ولدى سؤاله كيف يصف بايدن، قال إن الصورة التي يعطيها الإعلام للرئيس الأميركي بعيدة كل البعد عن الواقع، ومشددا إن بايدن محترف، وعليك أن تكون بغاية الانتباه في العمل معه لكي لا يفوتك شيء. كما أضاف الرئيس الروسي، إنه في قمة جنيف حدد هو وبايدن المواقف الرئيسية التي يمكن للدولتين أن تتقاربا بشأنها، وكشف أن هذه الأمور تشمل، على وجه الخصوص، قضية كبح سباق التسلح، معتبراً أن سباق التسلح مستمر بالخفاء والعلن، وليس بمبادرة من روسيا! وأعرب بوتين عن أمله بأن يعمل بايدن "بهدوء" وبألا تتكرر الممارسات التي أدت للوضع المتوتر في العلاقات الروسية الأميركية خلال السنوات السابقة!! وكان بوتين قد أعلن الأربعاء، الاتفاق مع نظيره الأميركي على عودة سفيريهما، مضيفا أن توقيت عودتها مسألة إجرائية بحتة.
في السياق وعلى الرغم من أن مسؤولاً أميركياً كبيراً كان أفاد بعد القمة التي جمعت بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في جنيف، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لم تحصل على التزام من روسيا بشأن عمليات مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود في سوريا، إلا أن البيت الأبيض أكد أن هناك إمكانية لتعاون أميركي روسي لفتح ممرات إنسانية في ذاك البلد. وشدد في بيان، الخميس، على أن اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم ينته قبل أوانه، بل بحث الكثير من القضايا. وكان المسؤول قد أوضح أنه لا يوجد التزام بشأن الممرات، إلا أن أميركا أوضحت أن لهذا الأمر أهمية كبيرة بالنسبة لها.
على صعيد آخر، اتهم مسؤول أميركي في وزارة العدل الأميركية، روسيا الأربعاء، بحماية القراصنة الإلكترونيين المتواجدين على أراضيها في مقابل توفير مساعدة في مجالات تهم الحكومة، وقال جون ديمرز المكلّف بقضايا الأمن القومي، أن هناك الكثير من الهجمات ببرامج الفدية تنفّذ من الأراضي الروسية. كما أضاف أن الحكومة الروسية لا تكتفي بالتسامح معهم، بل تقف في طريق جهود السلطات الأميركية لمكافحتهم، وذلك خلال جلسة نقاش نظّمتها الوكالة الإعلامية المتخصصة "سايبرسكوب". والإثنين وصف رئيس الكرملين فرضية شن بلاده حربا إلكترونية ضد الولايات المتحدة بأنها سخيفة، لكن ديمرز اعتبر أن روسيا والصين تشيحان بنظرهما عندما يعمل قراصنة إلكترونيون انطلاقا من أراضيهما طالما أن هؤلاء لا يستهدفون روسا أو صينيين وطالما يسخّرون وسائلهم وقدراتهم لمساعدة حكومتي هذين البلدين.
في الملف الصحي، أكد عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، أن الإصابات بسلالة "دلتا" الهندية من فيروس كورونا تشكل حاليا الأغلبية الساحقة من الحالات الجديدة للعدوى في المدينة، وصرح سوبيانين للصحفيين يوم الجمعة بأن السلالة الهندية شديدة العدوى وذات القدرة المرتفعة على التفشي تشكل الآن 89.3 % من الإصابات الجديدة، وأقر بأن موسكو اضطرت للعودة إلى نقطة البداية في حربها ضد كورونا، لكن هذه المرة مع عواقب أخطر. وجاءت هذه التصريحات بعد تسجيل موسكو خلال الساعات الـ24 الماضية، لأول مرة منذ بداية الجائحة، أكثر من تسعة آلاف إصابة جديدة بكورونا، حيث ارتفع معدل الإصابات الجديدة بكورونا في العاصمة بثلاثة أضعاف خلال الأيام الماضية، ما دفع السلطات إلى تبني إجراءات عاجلة في مسعى للحد من تفشي العدوى، بما في ذلك تشديد القيود القائمة وفرض التطعيم الإلزامي للموظفين في قطاع الخدمات وحظر الفعاليات الترفيهية بمشاركة أكثر من ألف شخص.
أعلنت سلطات مدينة ماريوبول، الاربعاء، أنها تدرس إمكانية الحصول على نظام مضاد للصواريخ “القبة الحديدية” من إسرائيل لحماية مطار المدينة، حيث يقع مطار المدينة بالقرب من الحدود مع روسيا. وقد تم إغلاقه منذ بدء الأعمال العدائية في الشرق. لكن مع هدوء القتال ، يريد مسؤولو المدينة إعادة فتح المطار. وقال نائب عمدة المدينة في مقابلة إن إعادة فتح المطار، وكذلك البنية التحتية الحديثة لحماية المطار والسماء المحيطة بهما، هما النقطتان الرئيسيتان اللازمتان لإعادة فتح المطار.
في سياق منفصل، أفاد تقرير أميركي صدر يوم الجمعة بأن البيت الأبيض أوقف مؤقتًا صفقة مساعدات عسكرية لأوكرانيا تضمنت ترسانة أسلحة فتاكة. وذكرت فوكس نيوز نقلاً عن مصادر مطلعة أن الحزمة تقدر قيمتها بما يصل إلى 100 مليون دولار، ويمكن أن تشمل مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوي.
تعليقاً على هذا التقرير، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في بيان يوم السبت، أن الكلام أن واشنطن أوقفت مساعدات أمنية لأوكرانيا هي محض هراء، وأشارت إلى أنه خلال الأسبوع الماضي فقط، وقبل القمة الأميركية الروسية، تم تقديم حزمة أمنية لأوكرانيا بقيمة 150 مليون دولار، بما في ذلك أسلحة.
تسلمت البحرية الإيرانية سفينتين حربيتين، الإثنين، في مراسم نقلها التلفزيون الحكومي، بعد أيام قليلة من الإعلان عن وجود سفينتَين إيرانيّتَين في المحيط الأطلسي في ما عُد سابقة، ووصف بيان صادر عن هيئة الأركان السفينة "دنا" بأنها مدمرة إيرانية بالكامل مزودة بـمدرج لهبوط المروحيات ومعدات وأنظمة دفاعية وهجومية متنوعة وتتمتع بالقدرة على السفر لمسافات طويلة ومجهزة لتدمير أي تهديد جوي أو بري أو بحري، كما اضاف البيان أن السفينة الاخرى هي كاسحة ألغام أطلق عليها اسم "شاهين" يبلغ طولها 33 مترا وبإمكانها كشف وتحييد مختلف انواع الالغام البحرية. ويأتي تسلم السفينتين بعد أن أعلن الجيش الإيراني الخميس دخول سرب إيراني صغير لأول مرة إلى المحيط الأطلسي بهدف تعزيز قدراته البحرية، حيث قال الأدميرال حبيب الله سياري، نائب قائد الجيش الإيراني، في بيان أن السفينة مكران التي تُعد قاعدة متنقلة تابعة للبحرية الإيرانية، تمكنت من دخول المحيط الأطلسي برفقة الفرقاطة سهند. هذا وخسرت البحرية الإيرانية في الثاني من حزيران إحدى أكبر سفنها "خارك" التي غرقت في بحر العرب بعد ساعات من اندلاع حريق مجهول المنشأ وإجلاء طاقمها، وأوضحت القوات البحرية للجمهورية الإسلامية وقتها أن السفينة تستخدم في مجال التدريب والدعم وهي في الخدمة منذ أكثر من أربعة عقود، لكن موقع "غلوبال سيكيوريتي" الأميركي المتخصص في المسائل العسكرية ذكر أن السفينة هي ناقلة نفط للامداد وحاملة مروحيات بريطانية الصنع.
في ملف الانتخابات الرئاسية، أكدت النائب الإيرانية السابقة فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، يوم الجمعة، إنها لم تعد ترى أي فرق بين الإصلاحيين والمحافظين الإيرانيين، وأن الفرق بين المحافظين والاصلاحيين في إيران بات وهماً، لا سيما بعد فشل الرئيس الإيراني حسن روحاني "المعتدل" في إحراز أي تقدم في مجال الحريات الفردية خلال ولايتين متتاليتين، في ظل سيطرة المتشددين على الأجهزة الأمنية والقضائية. وفي حين عرض التلفزيون الرسمي لقطات لصفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع في مدن إيرانية عدة، نشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر خلو بعض مراكز الاقتراع من الناخبين. وكعدد كبير من الإيرانيين، قررت رفسنجاني الامتناع عن التصويت، ويعود قرارها إلى عوامل عدة، أبرزها فشل حكومة روحاني في مواجهة السلطة، وغياب الجهود اللازمة والإرادة الكافية لإجراء الإصلاحات. واعتبرت أن النفوذ المفرط للمتشددين وتجذرهم في السلطة حالا دون تحقيق أي اصلاحات، متهمة الحكومة بسوء إدارة اقتصاد الدولة، في ظل عدم كفاءة المسؤولين الذين عينوا بسبب انتمائهم إلى عائلات الشهداء أو عناصر الاستخبارات أو "الحرس الثوري" الإيراني. كما نددت باستمرار تصدير الصواريخ الإيرانية إلى الخارج رغم العقوبات، وتسريع البرنامج النووي، وهدر الأموال على مسائل لا علاقة لها بتنمية الدولة، في وقت يبقى اقتصاد الدولة في قبضة "الحرس الثوري"، وبالتالي، فإن العقوبات ليست وحدها المسؤولة عن الوضع الاقتصادي المتفاقم. وشددت رفسنجاني على عدم إيمانها بالعملية الانتخابية، مشيرة إلى تتراجع قدرة الاصلاحيين على التغيير كما رغبتهم في القيام بذلك. واعتبرت أن الوضع لن يكون أسوأ مما هو عليه اليوم مع فوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي المحتمل.
وأخيراً، ذكرت بأنَّ التصويت قد يؤدي إلى دعم السياسات الخاطئة وإضفاء الشرعية لقوة دمرت الاقتصاد وانتهكت حقوق الانسان ودمرت سياسة الدولة الخارجية، وبالتالي، اعتبرت مقاطعة الانتخابات عصيانا مدنياً، وشكلاً من أشكال المقاومة، داعية كل طبقات المجتمع وفئاته إلى الاحتجاج للتخلص من الدكتاتورية، والمطالبة بحقوق الانسان والتخلص من القوانين التي تتعارض مع الدستور وباتت نافذة فقط لقمع الحريات.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الجمعة، أنه لن يقوم بالتصويت في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها إيران اليوم لأن نتيجتها واضحة، مؤكدا أن مجلس صيانة الدستور، الذي استبعد ترشيحه لهذه الانتخابات لم يفسر منعه من الترشح، ومضيفاً أنه تم تحديد الفائز بشكل مسبق في إشارة لرئيس القضاء إبراهيم رئيسي، وأردف نجاد إن إيران دولة غنية، لكن تم صرف مواردها على السياسة الخارجية، وهو ما يفسر الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الإيرانيون.
وفي السياق، بدأت الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة في تاريخ إيران صباح اليوم الجمعة، وقد وصِفت بأنها "الأكثر فتوراً" منذ تأسيس "الجمهورية الإسلامية" عام 1979 بسبب دعوات المقاطعة الواسعة والهندسة الواضحة لكل العملية الانتخابية لضمان فوز مرشح النظام، إبراهيم رئيسي. وبالرغم من ذلك، تكمن أهمية هذه الانتخابات في أن النظام جعل منها مرحلة تحول مصيرية في تركيبته السياسية حيث إنه في حال فوز مرشحه الأقوى إبراهيم رئيسي ستصبح كل مفاصل السلطة بيد المتشددين الثوريين. وبخروج الإصلاحيين والمعتدلين من الحكومة إلى هامش العملية السياسية في إيران، سيصبح النظام من لون واحد، وهذا الوضع كله يدفع باتجاه رسم ملامح مرحلة ما بعد المرشد الأعلى علي خامنئي. وكحربة أخرى لرفع مستوى المشاركة الشعبية، تجري السلطات الإيرانية انتخابات مجالس المدن والقرى وانتخابات البرلمان النصفية أيضاً بالتزامن مع انتخابات الرئاسة.
ويبلغ العدد الإجمالي للناخبين المؤهلين في إيران 59 مليونا و310 آلاف ناخب، منهم 3 ملايين ونصف إيراني في الخارج يحق لهم التصويت، بحسب المسؤولين. ومن هذا العدد، هناك مليون و392 ألفاً هم شبان يصوتون لأول مرة بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة.
وقد أفادت وسائل إعلام إيرانية، يوم الجمعة، بضعف الإقبال على الاقتراع في مراكز عدة في طهران، وقالت وكالة أنباء فارس، إن نسبة المشاركة في انتخابات إيران بلغت 23% حتى الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، فيما أكدت منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة أن هناك مقاطعة واسعة للانتخابات الرئاسية، كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن السلطات مددت التصويت في الانتخابات ثلاث مرات بواقع ساعتين لكل مرة بعد تدني الإقبال بشكل ملحوظ. وقد أعلنت اللجنة الانتخابية العليا في إيران في ساعة متأخرة من يوم الجمعة، عن تمديد فترة الانتخابات الرئاسية حتى الثانية بعد منتصف الليل بسبب الإقبال الضعيف بسبب المقاطعة.
ويوم السبت، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني فوز المرشح إبراهيم رئيسي بانتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أن رئيسي فاز بالرئاسة بنسبة 62% من إجمالي الأصوات حاصدا 17.8 مليون صوت، ومضيفا أن 28 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات من إجمالي 59 مليون ناخب مسجل، هذا وسط تضارب المعلومات حول نسبة الناخبين المشاركين، فبينما تقول وسائل إعلام رسمية إن النسبة مرتفعة تؤكد المعارضة الإيرانية وجود مقاطعة شعبية كبيرة. في المقابل، دعت منظمة العفو الدولية، السبت، للتحقيق مع الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وقالت إن الانتخابات الإيرانية تمت في أجواء قمعية. كما طالبت المنظمة الحقوقية بإنشاء آلية محايدة لجمع أدلة على الجرائم التي ارتكبها رئيسي في إيران، مشيرة بأن صعود رئيسي للحكم في إيران هو تذكير بأن الإفلات من العقاب يسود البلاد. وقد ذكّرت بأن رئيسي دعم قتل المئات منهم نساء وأطفال خلال احتجاجات إيران 2019، وانتهك حقوق الإنسان والأقليات خلال رئاسته للقضاء.
في ملف المفاوضات، عبرت مصادر دبلوماسية على صلة بمحادثات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا، عن خشيتها من تعقيد المحادثات بعد فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الإيرانية، كونه على لائحة العقوبات الأميركية لدوره في الإعدامات الجماعية للمعارضين في الثمانينيات. وقد رجحت هذه المصادر تعليق الجولة السادسة من محادثات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا لمدة أسبوع. وعلى الرغم من المؤشرات غير الإيجابية حول المفاوضات قال نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين عباس عراقجي، إن المحادثات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا حققت نتائج ممتازة وملموسة في مختلف القضايا. في المقابل ذكر دبلوماسي أوروبي في وقت سابق، الجمعة، أن الاتفاق في محادثات فيينا حول إيران لا يزال بعيدا رغم التقدم. وأضاف أن أطراف المحادثات تسعى للتوصل لاتفاق سياسي تقني.
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إنه لا يوجد جدول زمني للجولة السادسة من مفاوضات إيران النووية في فيينا، وأشار إلى وجود تحديات خلال هذه المحادثات فيما يتعلق باستئناف الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران على الرغم من إحراز تقدم. أما المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد صرح إن الوكالة لم تتلق أي عرض من إيران لتمديد اتفاقية الرقابة الفنية المؤقتة، وأعرب رافائيل غروسي عن مخاوفه من أن تقوم إيران بإزالة المعلومات المسجلة في مواقعها النووية منذ فبراير الماضي في حال لم يتم تجديدُ اتفاقية الرقابة بحلول الرابع والعشرين من يونيو.
أكدت الحكومة السودانية رفضها الانزلاق في أي مواجهات عسكرية لحل قضية سد النهضة رغم أنه تحول لسلاح وخطر ضد الخرطوم. وقالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، يوم الجمعة إن بلادها تلقت طعنة في الظهر من جانب إثيوبيا خلال الملء الأول للسد، ما سبب هزة عنيفة للثقة بين البلدين، مشيرة إلى أن إثيوبيا ربطت بين قضية سد النهضة والفشقة لتعبئة الرأي العام في الداخل الإثيوبي لقضايا داخلية، كما كشفت استخدام إثيوبيا للقدرة المائية لترويع السودان، مستندة إلى ما جرى بسد تكزي على نهر عطبرة المشترك بين إثيوبيا والسودان بإعلانها فتح السد بشكل فجائي مطلع الشهر الحالي.
في ظل المطالبة الدولية بفتح تحقيق جديد حول مصدر فيروس كوفيد-19 في الصين، نفت أحد أبرز علماء الفيروسات في معهد ووهان الصيني، لعلم الفيروسات، شي تشنغ لي، الثلاثاء، صحة التقارير التي تحدثت عن تسرب فيروس كورونا من مختبر المعهد. وقالت شي تشنغ لي المختصة في علم الفيروسات بمعهد ووهان، إنه لا يوجد دليل على ذلك، متسائلة كيف يمكننا تقديم دليل على شيء ما، عندما لا يوجد دليل... ليس لدي معلومات كيف توصل العالم إلى هذا، لكنهم يلقون باستمرار بالذنب على العلماء الأبرياء!
على صعيد منفصل، دانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة في قرار غير ملزم، الانقلاب في ميانمار، ودعت كل الدول الأعضاء إلى منع تدفق السلاح إلى هذا البلد الذي صوت سفيره المنشق لصالح النص، في موقف نادر لم يصل إلى حد المطالبة بفرض حظر دولي عليه. وقد أيّد النص 119 دولة بينما امتنعت 36 دولة عن التصويت، بينها الصين الداعمة الأولى لميانمار، وصوتت دولة واحدة ضد القرار هي بيلاروسيا التي منعت تبنيه بالتوافق كما كان يريد معدوه وفرضت بذلك تصويتاً علنياً على النص. يشار إلى انه نادراً ما تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارات تدين الانقلابات العسكرية أو تدعو إلى الحد من تسليم البلد المستهدف أسلحة. وما جعل عملية التصويت مميزةً هو أن ميانمار الممثلة بالسفير كيواي مو تون الذي أقيل بعد الانقلاب في فبراير الماضي لكنه لا يزال يمارس مهماته متحدياً المجلس العسكري، صوتت لصالح القرار. وبعد التصويت، عبر السفير عن أسفه لأن ثلاثة أشهر مرت قبل أن تتخذ الجمعية العامة هذا القرار ولأنه لا يعتمد صيغة أوضح بشأن فرض حظر على الأسلحة، وبين الدول التي امتنعت عن التصويت مصر وروسيا ومالي وإيران.
في سياق آخر، اعتقلت شرطة هونغ كونغ، الخميس، خمسة مسؤولين في صحيفة "آبل ديلي" المناهضة للصين بينهم رئيس تحريرها في عملية دهم هي الثانية خلال أقل من عام لقاعة تحرير هذه الصحيفة اليومية المستهدفة من قبل السلطات. وتشكل هذه الاعتقالات باسم قانون الأمن القومي الصارم، الضربة الأخيرة ضد صحيفة قطب الإعلام جيمي لاي المسجون حالياً لمشاركته في بعض التظاهرات المؤيدة للديمقراطية في 2019. وقد شارك أكثر من 500 شرطي في ساعة مبكرة من صباح الخميس في عملية الدهم المرتبطة، حسب الشرطة، بمقالات نشرتها الصحيفة "تدعو إلى فرض عقوبات" على هونغ كونغ والقادة الصينيين.
وقالت الشرطة في بيان إن المسؤولين الخمسة أوقفوا بشبهة التواطؤ مع دولة أجنبية أو مع عناصر خارجية بهدف تعريض الأمن القومي للخطر. وأكد كبير مفوضي الشرطة ستيف لي أنهم جميعاً مسؤولون في آبل ديلي، لذلك يعرفون جيداً النشاطات اليومية للمؤسسة"، موضحاً أنهم "مسؤولون عن المضمون والأسلوب والقواعد في مجال نقل الأنباء. وأعلنت الشرطة أيضاً أنه تم تجميد أصول بقيمة 18 مليون دولار هونغ كونغ لصحيفة "آبل ديلي" بموجب قانون الأمن القومي الصارم الذي فرضته بكين في 2020.
في سياق منفصل، وبعد إعراب قادة دول الحلف الأطلسي في قمة بروكسل عن قلقهم حيال الطموحات الصينية التي اعتبروا أنها تشكّل تحدّيا لأسس النظام الدولي، ردت بكين معتبرة أن الحلف يبالغ ويضخم الأمور في ما يتعلق بالتهديدات الصينية، كما اتهمته بالتصرف بعقلية الحرب الباردة، ودعت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بيان يوم الثلاثاء، حلف الناتو إلى النظر إلى نمو الصين بعقلانية، والتوقّف عن المبالغة بشأن نظرية التهديد الصيني، وعدم استخدام المصالح المشروعة لبلادها وحقوقها القانونية كذرائع للتلاعب بسياسات المجموعة. إلى ذلك، رأت البعثة أن تعبير تحدّيات لأسس النظام الدولي الذي استخدمه قادة الناتو يشوّه التطور السلمي الذي أحرزته البلاد التي تملك رؤوساً نووية أقل بعشرين مرة مما تملكه الدول الأعضاء في حلف الأطلسي.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
14 حزيران 2021
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، د. جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حسان قطب، الباحث حسن منيمنة، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فتحي اليافي، فادي أنطوان كرم، كمال الذوقي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :
يؤكد "لقاء سيدة الجبل" أن الأولوية اليوم تكمن في خوض معركة تحرير لبنان من الاحتلال الايراني لتحرير الشرعية، وإفساح المجال لبناء دولة تأخذ على عاتقها تأمين الحقوق للمواطن الفرد والضمانات للجماعات وفقاً للدستور ووثيقة الوفاق الوطني.
إن أوضح صور الاحتلال تظهر اليوم في رفض "حزب الله" تشكيل حكومة تنفيذاً لأوامر ايرانية. ولا يمكن أن يقنعنا هذا الحزب، الذي يتمتع بنفوذ سياسي وعسكري مطلق في لبنان، انه غير قادر على "التفاهم" مع هذه الشخصية السياسية أو تلك. إن "هؤلاء المعرقلين" ليسوا إلا شخصيات تلعب أدواراً هامشية في معركة عدم تشكيل الحكومة.
لقد تجلّت فظاعة هذا الإحتلال وبشاعته في أعظم وأخطر إنهيار للنظام الإقتصادي والمصرفي في تاريخ لبنان الحديث، لذلك فإن بداية إنقاذ للوضع المالي والإجتماعي لا يتمّ إلا من خلال رفع الإحتلال الإيراني.
يعتبر "اللقاء" ان "حزب الله" لا يريد حكومة والا فرض حكومة على لبنان.
إن رفع الاحتلال الايراني هو مسؤولية وطنية مشتركة، من خلال إعادة استنهاض القوى الحية القادرة على حمل أمانة لبنان الواحد الحر السيد المستقل، القائم على العيش المشترك، وليس من خلال العودة إلى داخل المربعات الطائفية. إن "لقاء سيدة الجبل" لا يمكنه أن ينظر إلى المرجعيات الروحية، المسيحية والاسلامية، إلا من منظار الصروح المفتوحة أبوابها لتلاقي جميع اللبنانيين من كل الطوائف.
فـ"حزب الله" يدفع الجميع باتجاه مربعاتهم الطائفية بهدف التلاعب بهم؛ مرة هو حليف "التيار الوطني الحر" في مواجهة "تيار المستقبل"، ومرة أخرى يشجع على اصطفاف إسلامي- "تكاملي" في مواجهة التيار العوني.
يؤكد "لقاء سيدة الجبل" أن الخروج من هذه الأزمة يكون للجميع او لا يكون وبالجميع او لا يكون.
أيها اللبنانيون، نظّموا صفوفكم لإطلاق مقاومة مدنية سلمية ديموقراطية في مواجهة الاحتلال الايراني، وحوّلوا ساحات بيروت، وكل مدينة وقرية، إلى مكانٍ للحوار والصمود وإعلاء الصوت في وجه الظلم.
نحن نستحق الحياة والمدرسة والجامعة والمستشفى والمصرف؛
نحن نستحق السلام والاستقرار والقانون والدستور؛
نحن نسحق احترامنا كبشر أسوة بجميع الشعوب.
2*) حركة أمل
14 حزيران 2021
إعتبر المكتب السياسي لحركة أمل في بيانٍ أصدره بعد إجتماعه الدوري، أنه "في اللحظة التي يحتاج فيها لبنان واللبنانيون إلى حكومة ومؤسسات فاعلة تعيد حضور الدولة كناظم وراعٍ لشؤون المواطنين، لا يزال البعض يمعن في ضرب القواعد الدستورية بمحاولة خلق أعرافٍ جديدة تمس أسس التوازنات الوطنية والمرتكزات التي أرساها إتفاق الطائف مما يعطّل قبول مهمة فيها نسف للأصول والاعراف، وتضع البلد في مواجهة مخاطر جمّة وتعطل أداء المؤسسات وتغطي بالشعارات والمزايدات الشعبوية والبيانات والتسريبات الإعلامية التي لا يمكن أن تلبي احتياجات الناس بل تسبب مزيداً من الانهيار على الصعد كلها".
وحذّر المكتب السياسي، لحركة أمل من "الاستمرار بسياسة تجاهل صرخات الناس والآمهم، وإضاعة الوقت والفرص والسعي إلى محاولة تكريس توازن الفراغ وتعميم الشلل".
كما حّذر من "النتائج الكارثية لتعطيل مبادرة لبنان التي بناها دولة الأخ الرئيس نبيه بري على ركائز المبادرة الفرنسية لتكون بوابة حكومة إصلاح تنقذ البلد وتضعه على سكة الخروج من أزماته".
ونبّه المكتب السياسي لحركة أمل إلى "ضرورة قراءة الوقائع السياسية بعد تشكيل حكومة العدو الصهيوني، وإصرار مستوطني الكيان الصهيوني على إستباحة حرمة المسجد الأقصى في المسيرات المزمع تسييرها غداً، مما يستوجب حماية وإحتضان القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لصون المقدسات وإستعادة الحقوق، ولمنع المستوى السياسي في الكيان الصهيوني من الإستثمار على وقائعٍ تغطي الارباك الحاصل فيه الداخلي".
كما أكّد المكتب السياسي لحركة أمل على "ضرورة إعتماد اقصى درجات التشدد في التعاطي القضائي والأمني مع ملف العمالة للعدو الصهيوني، خصوصاً أن جرم خيانة الوطن لا يمكن أن يسقط بتقادم الزمن، ويحذر من تجاوز الحقوق الوطنية والشخصية الناتجة عن ارتكابات العملاء وجرائمهم".
3*) الكتائب
15 حزيران 2021
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه في بيت الكتائب المركزي في الصيفي برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل وبعد التداول أصدر البيان التالي:
لبنان يتصدر لوائح الدول الفاشلة وشعبه يصنف فقيراً وجائعاً بمعظمه وتعقد المؤتمرات لتزويده بالأساسيات، فيما المنظمات العالمية تحذر والمؤسسات المالية الدولية تتوقع الآتي الأعظم، بينما مصير البلد مرهون بحكومة تتقاذفها منظومة، وتريدها طوق نجاة من التقريع الدولي والعقوبات، فتحولها في زواريب الجشع الى حبل تشده على اعناق اللبنانيين.
الم تفهم هذه المنظومة ان نهجها قاتل، وهو يجر البلد واهله الى القعر؟ اليس للجشع حدود، الا تتوقف الطموحات السياسية عند حدود اذلال الشعب كباراً وصغاراً، مرضى ومسنين.
ماذا تفعل حكومة تصريف الأعمال؟ ما هو دورها وكيف يمكن ان تقر استثنائياً وبسحر ساحر ما يخدم مصالحها وتحجم عن اقرار اللازم لإنقاذ البلد وأهله، وهو ليس اقل من خطة شاملة مطلوبة من كل المحافل والجهات المختصة داخلياً وخارجياً لوقف الانهيار.
وماذا ينتظر مجلس النواب؟ وهو أعجز عن إقرار القوانين المطلوبة ولو فعل فبتأخير يلغي مفاعيلها ولن يكون آخرها قانون الكابيتال كونترول الذي اعتبره البنك الدولي غير ذي جدوى ما لم يكن مصحوباً بخطة انقاذ شاملة، ما زالت الى اليوم، عصية على هذه المجموعة التي تفتقر لأدنى مؤهلات ادارة ازمة فكم بالحري للخروج منها.
وها هم اليوم، وبعدما اثبتوا عجزهم، يطلبون من البنك الدول يتحرير اموال المشاريع التي فشلوا في تنفيذها، لتمويل مشروعهم برفع الدعم العشوائي عن اللبنانيين وتمويل بطاقة تموينية، ستدخل حتماً في بازارهم الانتخابي ويتوقعون من المؤسسة الدولية مجاراتهم.
ولم تكتف هذه المنظومة بحجب الدواء عن المرضى والحليب عن الاطفال واذلت اللبنانيين امام محطات الوقود، ها هي اليوم تلجأ الى خزعبلات جديدة تقضي بتأمين مادة البنزين من دون دعم ليتحمل تكلفتها اللبنانيون اذا ما ارادوا الاستمرار في اعمالهم، بينما المادة المدعومة تسلك طريقها الى التهريب المتفلت، لينعم المحتكرون بأرباحهم على حساب تعب اهل البلد وتحت اعين القابضين على المفاصل الحدودية، الذين يغضون الطرف للاستمرار في مغامراتهم العسكرية خارج الحدود.
ويبقى النفط العراقي غير القابل للاستعمال في لبنان، ملهاة جديدة وباباً واسعاً للصفقات بين تكريره او مقايضته بخدمات طبية، لم يعد لبنان يمتلكها بعدما أطبق الخناق على القطاع الاستشفائي.
وكيف يسمح اركان التسوية لأنفسهم بالاعتراض على هذا الأداء الهابط، وهم عندما وقعوا التنازل عن البلد بعدما تقاسموه كانوا يعرفون انهم يسلمون قراراته السيادية والسياسية والمالية والاقتصادية الى حزب الله الذي بعدما بات مطمئناً الى اكثريته الدستورية المكتسبة بتغذية الفساد والمحاصصة، لن يتنازل عنها قبل تحقيق أهدافه.
هذه المنظومة فاقدة الثقة لبنانياً وعالمياً واي خطوة تقوم بها ستمنى بالفشل وستؤدي الى مزيد من الانهيار، وليس من حاجة الى مزيد من الاثباتات عن عدم اهليتها ومصيرها المحتوم سيكون في صناديق الاقتراع، التي لن ترحمها كما التاريخ، وحذار التلاعب بحق الناس في تحقيق التغيير والادلاء بأصواتهم في الموعد المحدد.
4*) التيار العوني
15 حزيران 2021
عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، وأصدر بيانا اشار فيه الى ان "التموضع الواضح للقوى السياسية على خلفية أزمة التشكيل يسمح للبنانيين بأن يتثبتوا من موقف كل طرف ويحكموا بأنفسهم على الاصطفاف والاستهداف الحاصلين".
وأكد "مجددا إصراره على ضرورة وأولوية تأليف الحكومة برئاسة دولة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يتوجب عليه أن يتشاور مع الكتل النيابية ويتفق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تشكيلة حكومية عملا بروح الدستور ونصه وبحسب الآليات والمعايير الميثاقية المعروفة، وما اتفق عليه الجميع من ضمن المبادرة الفرنسية من دون إضاعة مزيد من الوقت او ابتكار اعراف جديدة خارجة عن الأصول".
وأبدى "مجددا الايجابية المطلقة مع المسعى الذي يقوم به دولة الرئيس نبيه بري ومع أي مبادرة تؤدي الى التأليف مع وجوب ان تتسم بالحرص على الحقوق والدستور وتتسم بالايجابية والحيادية لكي تؤتي ثمارها".
اضاف: "من أغرب الأمور أن يتم شن حملات إعلامية على رئيس التكتل بسبب تجاوبه واستقباله لمبادرين حملوا اليه مطلبا واضحا بالمشاركة في الحكومة المرتقبة ومنحها الثقة، وهو قرار يعود اتخاذه حصرا للتكتل واحزابه وشخصياته واعضائه، وليس لرئيس الجمهورية الذي يحفظ له الدستور صلاحية المشاركة في تأليف الحكومة والموافقة على تسمية كل وزير فيها، وذلك بالاتفاق مع الرئيس المكلف. وهذا الأمر لا ينزع من التكتل حقه الدستوري في ان يوافق او لا يوافق على المشاركة ومنح الثقة من دون فرض من أحد، بل بقناعة ذاتية وقرار مستقل عبر عنهما مرارا وتكرارا".
واعتبر التكتل انه "يقوم بكل ما يلزم لولادة الحكومة ضمن الدستور والأصول من دون طلبات خاصة سوى التزام الإصلاح والتأكد من تطبيقه بلا شروط مسبقة".
ورفض "ابتكار اعراف جديدة تتصل بمداورة مبتورة او بحصرية مزعومة في التأليف والتسمية أو بمثالثة مقنعة تحت ستار حكومة ثلاث ثمانات"، لافتا إلى أنه "في حال تأكد أن الطريق مسدودة بالكامل فعندها لا مفر من ابغض الحلال".
وطالب "حاكمية مصرف لبنان بأن تضبط المنصة الالكترونية لتؤدي الوظيفة المطلوبة منها اي ان تعكس السعر الحقيقي للدولار الأميركي في السوق وتتوقف الأسواق الموازية، التي تشهد ارتفاعا مشبوها لسعر الدولار بما يؤدي تلقائيا الى تصغير حجم خسائر مصرف لبنان والمصارف وتسديدها من ودائع الناس وجيوبهم"، وقال: "إن المطلوب من المنصة شفافيتها وضبطها للأعمال الصيرفية ومعرفة أحجامها، وعملها في اوقات عمل محددة لا يتفلت سعر الصرف خارجها، ولا يمكن التصديق ان أمرا سهلا كهذا ومعتمدا عالميا لا يمكن تطبيقه على الصيارفة والمصارف، والا اعتبر التأخير مقصودا لا يجوز عندها السكوت عنه".
وذكر التكتل ب"أن التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان بات ممرا الزاميا لكل اصلاح، ولن يحصل لبنان على أي دعم خارجي قبل اجرائه"، داعيا إلى "تسريع الاجراءات لاعادة العمل به، وهو لن يسكت عن اي تلكؤ أو أي تأخر باطلاقه مجددا".
وطالب "الكتل النيابية بالاسراع ابتداء من اجتماع اللجان المشتركة غدا باقرار قانون البطاقة التمويلية ووقف الدعم العشوائي الذي يستنزف ما تبقى من احتياط العملات الصعبة، والذي يسبب هدرا كبيرا للأموال لصالح المهربين المعروفين والتجار المعلنين وعلى معابر محددة، معتبرا "أن ذلّ اللبنانيين امام المحطات والصيدليات كفيل وحده بإلزام الكتل إنهاء القانون بأسرع وقت ممكن تحت الضرورة والعجلة، تمهيدا لإقراره في هيئة عامة قريبة".
5*) حزب الله
17 حزيران 2021
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم ، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. وصدر بيان، اعلنت فيه انه "فيما تشهد المنطقة والعالم حركة اصطفافات وتموضعات سياسيّة، تسعى إليها قوى ودول في سياق ضمان مصالحها وتثبيت تحالفاتها والتزاماتها.. لا تزال الأزمة الحكومية في لبنان تراوح مكانها رغم اشتداد الخناق على اللبنانيين وتفاقم التردي المالي والمعيشي الذي بات يتهدد الانتظام العام والمؤسسات المعنية بحمايته وحفظه، الأمر الذي يفرض الإسراع في تأليف الحكومة من جهة وفي إقرار اقتراحات القوانين الإغاثية والإصلاحية من جهة أخرى لا سيما تلك التي تتعلق بالبطاقة التمويلية والشراء العام والمنافسة، وذلك كإضافة ضرورية لما تم إنجازه من قوانين إصلاحية نشرت وأحيلت سابقا إلى الحكومة للتنفيذ".
ورأت "أن مشهد طوابير السيارات الممتدة أمام محطات البنزين يكشف وجها من وجوه التردي المالي الذي يتسبب به سوء الإدارة المالية والنقدية من جهة والجشع الانتهازي الذي يمارسه التجار المحتكرون والنافذون الذين يتحكمون بأسعار السلع في السوق السوداء وبمقادير ما يوزع منها لوسطاء بيع تلك السلع".
أصاف البيان:"لولا إيمان اللبناني بوطنه، لكفر بكل ما تقع عليه عيناه اليوم من مآس وضحايا نتيجة الفساد داخل السلطة والإدارة، ومن مشاهد إذلال مريعة لم يعتد عليها المواطنون ولا توجد إمكانية لتبريرها، لا بل إن ما يزيد من فداحتها هو النقاش الدائر حول جنس الملائكة التي يؤمل مشاركتها في الحكومة لإنقاذ البلاد مما أوقعها فيه شياطين الإنس والمال!.
إن كتلة الوفاء للمقاومة وهي تتشارك أوجه المعاناة مع اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وطوائفهم ومناطقهم، تخلص إلى ما يأتي:
1- إن الدعوة للإضراب اليوم تعبيرا عن السخط الذي يتأجج في النفوس عموما جراء التدهور الاقتصادي وفقدان السلع الحيويّة من الأسواق وارتفاع الأسعار وإقفال المختبرات وتقليص الخدمات الصحية وعزوف شركات التأمين عن تغطية تكاليف الحوادث والاستشفاء، هي أقل ما يفترض أن يلجأ إليه الناس الحريصون على تذكير المسؤولين بواجباتهم وحثهم للإسراع في إيجاد الحلول المطلوبة لمختلف وجوه المشاكل والمطالب المحقّة والمشروعة
إن المشاركة الأحجية في الإضراب، من قبل أطياف سياسية واقتصادية تتحمل مسؤولية كبرى في صنع مأساة المواطنين، لا تقلل من صدقية نبض الشارع ولا من مشروعية مطالبه وحقه في التعبير عنها ورفع الصوت لتحقيقها، وإن كان المطلوب التنبه للدور الفولكلوري والالتفافي الذي تؤديه هذه الأطياف.
2- إن تشكيل الحكومة في لبنان يبقى هو التدبير الأول الذي يتوقف عليه تقرير الحلول والإجراءات التي من شأنها وقف التردي المتدحرج والشروع في الخطوات اللازمة لتحسين أوضاع البلاد في مختلف المناحي والمجالات.
وبناء عليه فإن التنازلات المتبادلة ضرورة حاكمة على الجميع، وليست منقصة لأحد، في حين أن التصلب سيؤدي إلى تعطيل الحلول وتعقيد المعالجات، وإضاعة الفرص الثمينة على الوطن والمواطنين.
3- إن اختلاف المقاربات بين المسؤولين ينبغي أن يكون مدعاة لمراجعة الأفكار والمعطيات وإعادة النظر في تقدير الأوضاع والمواقف، وصولا إلى تحقيق التفاهم المشترك.
ومهما بلغت التعقيدات فإن الجهود والمساعي التي ينبغي أن يواصلها المسؤولون أثناء الأزمات, من شأنها أن تبعث على الأمل في نفوس المواطنين لأنّها توسع مساحة التلاقي بين الأطراف والفرقاء، ولأن البلد بحاجة إلى مزيدٍ من الحوار والتفاهم الإيجابي بين أبنائه لحفظ مصالح البلاد العليا ولقطع الطرق أمام الانتهازيين والمثيرين للعصبيات ومنعهم من إسقاط ثوابت الوفاق الوطني.
4- بعد النصر المهم الذي تحقق ضد العدو الصهيوني في مواجهة "سيف القدس"، ونجاح المقاومة في فلسطين في إثبات فاعلية معادلة غزة تحمي القدس، تتهيأ الحكومة الجديدة للعدو لإثبات وجودها واستعادة الهيبة المهدورة..ولعلها باشرت ذلك من خلال استئناف اعتداءاتها الجوية على غزة.
إن شعب فلسطين في المقابل، سيواصل الدفاع عن نفسه وعن قدسه ووطنه، وهو على موعد مع انتصارات جديدة قادمة وسيؤكد للعالم أن النصر له طريق واحد هو المقاومة.. وهذا الطريق هو خيار الشعوب المظلومة والمضطهدة لحماية بلدانها وصون سيادتها".
6*) عظة الاحد
20 حزيران 2021
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا لمناسبة عيد الأب، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، كابيلا القيامة، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبيتر كرم، رئيس مكتب راعوية الشباب والعائلة الأباتي سمعان أبو عبدو، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية وعدد من الفاعليات والمؤمنين، التزموا الإجراءات الوقائية.
في بداية القداس، ألقى ألو عبدو كلمة شكر فيها للراعي ترؤسه قداس عيد الأب. وقال: "عيد الأب اليوم له إطلالة مميزة ضمن إطار سنة العائلة، فرح الحب، التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس. هذا العام لا تكريم ولا احتفال في ظل جائحة كورونا، إضافة الى الأوضاع المتأزمة اقتصاديا ومعيشيا وعدم الاطمئنان وراحة البال. إنها وقفة صلاة ومحبة الى كل الآباء وعائلاتهم في عيدهم والمثابرين في هذه الأيام الصعبة التي نمر بها، وخصوصا ضحايا انفجار المرفأ ومن خطفهم من بيننا وباء كورونا.
وختم: "فلنقف ونصل لراحة أنفسهم، ولنصل من اجل كل الآباء والعائلات الذين يعانون ويتألمون، متمنين لهم كل الصحة والتقدير لأنهم سيبقون منارة حب في هذا الزمن".
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "دعا يسوع رسله الإثني عشر، وأعطاهم سلطانا، وأرسلهم" (متى 10: 1 و 7). وقال: "لكي يواصل الرب يسوع، فادي الإنسان ومخلص العالم، رسالته، اختار الرسل الإثني عشر، كهنة العهد الجديد. دعاهم واحدا واحدا بأسمائهم ليكونوا معه ويطلعهم على سره الخلاصي، وسلمهم سلطانا إلهيا ليمارسوه باسمه وبشخصه، وأرسلهم لمتابعة رسالته. هذا ما يؤكده القديس متى الإنجيلي بقوله: دعا يسوع رسله الإثني عشر، وأعطاهم سلطانا، وأرسلهم (متى 10: 1 و 7). هؤلاء الرسل اختاروا خلفاء لهم هم الأساقفة وفق حاجات الكنيسة النامية والمنتشرة، كما اختاروا معاونين لهم هم الكهنة، والشمامسة لخدمة المحبة تجاه الفقراء. وهكذا تواصلت مسيرة هذه الخلافة مع دعوتها الشخصية وسلطانها ورسالتها حتى يومنا".
أضاف: "يسعدنا أن نحتفل اليوم بعيد الأب ونوجه تحية إلى مكتب راعوية العائلة والحياة في الدائرة البطريركية ومنسقيه الأباتي سمعان أبو عبده والمهندس سليم الخوري وزوجته ريتا، ونشكرهم على تنظيم هذا الإحتفال مع القيم البطريركي الخوري يوحنا مارون قويق. يأتي هذا العيد في إطار سنة القديس يوسف، وسنة العائلة، فرح الحب. وللمناسبة نقيم بعد ظهر اليوم احتفال تخريج طلاب الإصغاء والمرافقة الذين تابعوا هذا البرنامج العلمي في جامعة الحكمة مشكورة، واطلاق برنامج تدريب الوسطاء بالتعاون مع جامعة القديس يوسف. أن يتزامن عيد الأب مع أول يوم من فصل الصيف الذي هو فصل قطاف الثمار، فللدلالة على أن العائلة تقطف ثمار تعب الأب، الذي يتفانى في البذل والعطاء والنشاط من أجل تأمين عيش كريم لعائلته، والتربية والعلم والشهادات الجامعية وفرص العمل لأولاده. نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نية كل أب وعائلته، ملتمسين لهم من الله الأب المشترك فيض الخير والبركات، وللمرضى من بينهم الشفاء وتقديسهم في أوجاعهم. كما نسأل من رحمة الله للموتى ولضحايا انفجار مرفأ بيروت بنوع خاص الراحة الأبدية في السماء والعزاء لعائلاتهم".
وتابع: "يتخذ عيد الأب بعدا لاهوتيا من إنجيل اليوم: هذا البعد هو في مثلث الدعوة والسلطان والرسالة. فالأب مدعو مع الأم ليعيشا دعوتهما الأساسية، وهي تكوين جماعة حياة وحب (دستور رعائي الكنيسة في عالم اليوم، 48) على صورة الله الواحد الثالوث، وليشكلا اتحادا روحيا على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة (راجع أفسس 5/ 22-31). ويقلد الأب سلطانا مع زوجته لنقل الحياة البشرية وتربيتها، ونقل الإيمان إلى الأولاد، وتعليمهم الصلاة، وفتح قلوبهم على أبوة الله الشاملة. ويسلم الأب رسالة ليؤلف مع زوجته من بيتهما مدرسة طبيعية للتربية على القيم الإنسانية والإجتماعية والوطنية. والكنيسة بشخص أساقفتها وكهنتها وشمامستها ورهبانها وراهباتها ومؤسسات، مدعوة من الرب كل يوم، ومعطاة سلطانا إلهيا، ومسلمة رسالة مثلثة بموجب إنجيل اليوم وهي: تحرير النفوس من الأرواح الشريرة ومن العبوديات الداخلية والخارجية؛ وشفاء الأجساد من الأمراض، والأرواح من الخطايا والآفات؛ وبناء ملكوت الله، ملكوت الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة، وهي الأسس الأربعة لمملكة المسيح".
وقال: "كذلك المسؤولون في الدولة، دعاهم الشعب لتسيير مؤسسات الدولة. فالشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة (مقدمة الدستور، د)، وبهذه الصفة هم مقلدون سلطانا سياسيا وإداريا وعسكريا من الدستور، ومؤتمنون على رسالة توفير الخير العام، وإنماء المواطن والمجتمع، وتحقيق ازدهار البلاد. هذه الثلاثة المعايير أساسية لحسن الاختيار والإدلاء بالصوت الحر في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة التي تهيىء انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، في السنة المقبلة. فالشعب بالانتخابات يحاسب الجماعة السياسية على ما جنت عليه، وعلى ما اقترفته بحق لبنان. شعب لبنان مدعو ليقظة وطنية ولجعل الاستحقاقات الانتخابية في أيار 2022 مناسبة فريدة ليقدموا لبلادنا نخبا حاكمة جديدة تتولى قيادة النهضة الجديدة، وتطلق لبنان في رحاب التقدم والنجاح، بفضل ما يمتلك شعبنا من طاقات وقدرات. هذه هي الثورة الحقيقية التي ندعمها ونعمل على توحيد رؤيتها، وتوجيه جهودها، ونرى فيها المستقبل المرجو للبنان".
أضاف: "مما يزيدنا عزما على دعم القوى اللبنانية الحية الواعدة هو رؤية الجماعة السياسية عندنا تعطي أبشع صورة عن لبنان، بل أسطع دليل على إفلاسها وعدم أهليتها لحكم الشعب والبلاد. كان الشعب ينتظر ولادة حكومة فإذا به يشهد مسرحية تقاذف إعلامي تكشف البعد الشاسع بين الجماعة السياسية والمواطنين. الشعب يبحث عن مصيره والجماعة السياسية تبحث عن مصالحها. الشعب يطالبها بالخبز والدواء وهي تختلق بدعة الصلاحيات. الشباب يبحثون عن مستقبلهم في لبنان وطنهم، والجماعة السياسية تبحث عن مستقبل مغانمها وبقائها في السلطة. يعطل المسؤولون تشكيل الحكومة بسبب الصلاحيات، على ما يقولون. فنسأل عن أي صلاحيات تتكلمون؟ هل تريدون إطعام الشعب بالصلاحيات؟ وتوفير الدواء بالصلاحيات؟ ورد أموال المودعين بالصلاحيات؟ ووقف الهجرة بالصلاحيات؟ وتأمين المحروقات بالصلاحيات؟ وإيجاد فرص عمل بالصلاحيات؟ تتحدثون عن صلاحيات وحقوق وجميعكم تتصرفون خارج الدستور وخارج الصلاحيات. تتصرفون كأنكم في حفل تسليم البلاد إلى الفوضى، والدولة إلى اللادولة، والسلطة إلى اللاسلطة. نحن لا نشكو من قلة الصلاحيات، بل من قلة المسؤولية".
وتابع: "إذ نتطلع إلى مؤتمر دعم الجيش الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي أخيرا بعين الامتنان والشكر، نطالب، أكثر من أي وقت، كل الحريصين على المؤسسة العسكرية الضامنة للوحدة الوطنية والسلم الأهلي من مقيمين ومغتربين إلى حشد كل طاقاتهم دعما لهذه المؤسسة حتى تستمر في القيام بمهامها وسط التحديات غير المسبوقة التي تواجه جنودنا الأبطال المدافعين عن سيادة لبنان وكرامته. جيشنا الذي يحظى بتأييد الشعب ومساندة المجتمع الدولي، حاضر في كل لحظة للتصدي بشجاعة وحزم لأي إخلال بالأمن. وعليه حان الوقت لأن تحسم الدولة موقفها وتحصر اعترافها به دون سواه مسؤولا شرعيا وحيدا عن سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه. وما نقوله عن الجيش اللبناني، نقوله أيضا عن سائر المؤسسات الأمنية في الدولة التي تستحق كذلك الدعم والتأييد. إن المؤسسة العسكرية القوية التي تفرض سيادة الدولة في الداخل وتحميها من الخارج هي عنصر أساس في حياد لبنان الإيجابي الناشط".
وختم الراعي: "فلنصل إلى الله لكي يحقق أمنيات شعبنا، ويثبته في الرجاء، ويمس ضمائر المسؤولين وقلوبهم لكي يبقى لبنان صاحب رسالة واستقرار في المنطقة، تمجيدا لله".