حـــــول المشـــــروع
سلســلة مــن الأوراق البحثيــة عــن مســيحيي الشــرق الأوسط
تســعى هــذه السلســلة مــن الأوراق البحثيــة إلــى تجــاوز الخطابــات الســائدة حــول مســيحيي الشــرق الأوسط باعتبارهــم كتلــة متجانســة، والتركيــز علــى قضايــا بعينهــا بغيــة فهــم وتحليــل مواقــف مســيحيي الشــرق الأوسط المختلفــة مــن التحــولات السياســية التــي شــهدتها المنطقــة خــال الســنوات الأخيرة. وقـد تـم اسـتكتاب عـدد مـن الباحثيـن المتميزيّـن لتغطيــة جوانــب تمكننــا مــن فهــم أكثــر دقــة الاختلافات بيــن تجــارب المســيحييّن فــي الســياقات الوطنيــة فــي كلّ مــن لبنــان وســوريا ومصــر والعــراق والأردن وفلســطين، بهــدف تقديــم رؤيــة أكثــر تعبيــراً عــن تعقيــدات هــذه القضيـة علـى مسـتوى المنطقـة العربيـة ككل، وعلــى مســتوى المجتمعــات الوطنيــة بشــكل أكثــر تفصيــلاً. وتأتــي الأوراق الثلاث الأولى عــن المســيحيين والتحولات السياســية خلال الســنوات الأخيرة فــي مصــر ولبنــان لتؤكــد أن المســيحيين ليســوا كتلــةً واحــدة متجانســة، لا إقليميــاً ولا حتــى وطنيــاً. فلا يمكــن التعامــل مــع المســيحيين باعتبارهــم جماعــة واحــدة، فهــم متنوعــون دينيـاً بيـن جماعـات مختلفـة كالأرمن، والكلـدان، والسـريان، والأشـوريين، ومنقسـمون كنسـياً إلـى أرثوذكـس، وكاثوليـك، والطوائـف البروتسـتانتية. كذلــك الحــال سياســيّاً، إذ لا يعــرف المســيحيون حزبــاً واحــداً يعبــر عــن مواقفهــم السياســية، بــل ينقســمون إلــى أحــزاب وتنظيمــات سياســية متنوعــة. ففــي لبنــان، يتقاســم المجــال المسـيحي حزبـان كبيـران همـا القـوات اللبنانيـة والتيـار الوطنـي الحـر، إلـى جانـب أحـزاب وحـركات مسـيحية أخـرى. إضافـة إلـى ذلـك، ينتمـي قسـم كبيــر مــن المســيحيين إلــى حــركات أو أحــزاب لا تحمـل الطابـع المسـيحي بالضـرورة، بـل وتدحـض التقســيم الطائفــي كمــا هــو الحــال فــي تنظيمــات يســارية لبنانيــة عديــدة. لهــذا، فــإن أي عمــل بحثــي يســعى للتعامــل مــع قضيــة مســيحيي الشــرق الأوسط، يجــب أن يبــدأ مــن نقطــة أساســية، ألا وهــي كســر فرضيـّـة كونهــم صــوت موحــد خلــف مــا يُســمّى بــ «مســيحيي الشــرق الأوسط»، وكذلــك تنــاول هــذه الظواهــر كتعبيــرات متمايــزة بيــن إثنيــات، وكنائــس، وأحــزاب وحتــى ميليشــيات متعــددة لا تتعــاون بالضــرورة فيمــا بينهــا، بــل قــد تتصــارع فــي الكثيــر مــن الأحيان. ونتيجــة لهــذا التنــوع فـإن التفاعـل الرئيسـي بيـن الفاعلين المسـيحيّين المختلفيـن قـد يكـون التنافـس حـول مـن يمثـل «الصــوت المســيحي». وهــذه هــي الملاحظــة الثانيـة التـي تشـاركت فيهـا الأوراق الأولى مـن هــذه السلســلة، حيــث عكســت تقلــب المجــال المســيحي فيهــا بشــقيه الدينــي والسياســي، وطرحـت أشـكال للتنافـس فـي بعـض الأحيان إلى نـزاع حـول الجهـة التـي تمثـل صـوت المسـيحيين تجــاه مؤسســات الدولــة وأيضــا تجــاه الخــارج...
لمتابعة قراءة البحث الرجاء الدخول إلى Gallery وتحميل الملف.