يقوم الحوار بين مختلفين متعدّدين. فإما أن نؤمن بالحوار، وهذا يستبطن اعترافاً بالتعدد والاختلاف، وإما أن نزعم بأننا متطابقون، فلا تكون لنا حاجة بالحوار.
والاختلاف (التعدد والتنوع) ليس حالة شاذة، بل هو قاعدة تكوينية شاملة، ومتحقّقة بداهةً، في أي اجتماع انساني. لذلك فإن السعي الى إلغائه، بدعوى التوحّد والمطابقة، هو سعي عقيم ينمّ عن سوء تقدير، في أحسن الأحوال.
ثمة أيضاً، نزوع أصيل وحاجة حيوية الى اعتماد "مشتركات" لا تنهض بدونها حياة اجتماعية. من هنا يشكل التهاون أو التفريط بالمشترك سوء تدبير خطير، تترتّب عليه نتائج وخيمة عاينّا –نحن اللبنانيين- نماذج منها في تجربتنا الخاصة، ولا نزال نرى تجليات مماثلة في بلدان عدة من حولنا.