بيان لجنة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب حول قانون سيزر

بيان لجنة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب حول قانون سيزر
السبت 13 يونيو, 2020

مضت ستة سنوات على كشف الغطاء عن صور قيصر، التي توثق حالات القتل تحت التعذيب الاشد قسوة والتي تم تسريبها من معتقلات نظام الاسد، ليصدر مؤخراً بناء على هذه الوثائق وعلى جرائم انتهاكات انسانية أُخرى، قانون سيزر والقاضي بعقوبات اقتصادية بحق شخصيات وشركات مرتبطة بشكل وثيق بالعائلة الحاكمة وذلك بعد جهود حثيثة لحقوقيين سوريين سعت لتحقيق هذا الهدف.

اليوم وبعد بدأ تطبيق هذه العقوبات تزداد وطأة الضغوطات الاقتصادية على الشعب السوري بعد عقود من سوء الادارة ونهب موارد البلاد والفساد الذي حل بها وبعد عقد من الحرب والذي سُخرت ضمنه الموارد للتسليح والتدمير، ورغم ان العقوبات المفروضة على سوريا تستثني الغذاء والدواء والمساعدات الانسانية وتستهدف فئة محددة ممن شاركوا بالجرائم لكن هيمنة نظام الاسد عبر شبكة مقربة منه على المنظومة الاقتصادية في سوريا ادى الى حدوث تراجع اقتصادي كبير وعلى كافة الصعد وتأثرت به كافة شرائح الشعب السوري المختلفة.

في هذا السياق، تؤكد لجنة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب أن فرض العقوبات على كل من ساهم بهذه الجرائم هو أقل ما يمكن، وان العدل يقتضي ان تتم محاسبتهم جميعاً أمام المحاكم الدولية المختصة، كما يؤكد أعضاء لجنة مؤتمر المسيحيون العرب على أن الشعب السوري لا يحمل وزر هذه الجرائم بل هو بمجمله وبجميع أطيافه ضحية لعقود الاستبداد والشمولية.

كما نؤكد عبر هذا البيان أن الاولوية القصوى اليوم هي لتحقيق الانتقال السياسي كما تنص عليه القرارات الدولية ونطالب بتنفيذ قرارات مجلس الامن وبالاخص منها القرار 2254 مما يجنب الشعب السوري العقوبات نحو انهاء حقبة التخريب والتدمير الممنهج لسوريا ونحو تحقيق الاستقرار والازدهار، حيث سيشكل قانون سيزر عامل ضغط هام على نظام الاسد وحلفائه نحو الالتزام بتطبيق هذه القرارات وانهاء معاناة السوريين في كافة المناطق، كما ندعو في هذا السياق جميع السوريين العقلاء ممن لم تنحرف بوصلتهم طيلة فترة الصراع الى دعم عملية الانتقال السياسي والدفع ايجاباً بها لكونها تحقق مطالب السوريين التي انطلقت بها ثورتهم بالحرية وبالعدالة والمواطنة المتساوية وتنهي المعاناة طويلة الامد التي حلت بهم من فقدان وتهجير وكوارث انسانية واقتصادية.

ونحن اذ ندرك صعوبة المرحلة الحالية على جميع السوريين لكننا نجدد ثقتنا بأن هذه الصعوبات ستكون دافعاً لتجميع القدرات والكفاءات المخلصة للوصول بسوريا لبر الامان وحماية وحدة اراضيها وضمان السلم والامان لاهلها وبناء مستقبل تستحقه الاجيال القادمة.

 

لجنة مُتابعة مؤتمر المسيحيين العرب

الرابع عشر من حزيران 2020