تعمل النظم الشمولية على محاربة الهويات الثقافية وعلى قطع صلات الشعوب بتاريخها وارثها الحضاري وذلك للامعان في الهيمنة والقمع، وهذا ما كان الامر عليه في العديد من بلداننا العربية حيث شهدنا ونشهد عمليات تشويه وتخريب ممنهج للمناطق الاثرية والارث الانساني من دور العبادة من جوامع وكنائس سواء من قبل النظم القمعية او من قبل تنظيمات ارهابية كداعش وغيرها.
بعد ان بدأت محاكمة رفعت الأسد في فرنسا، في 9 كانون الاول/ديسمبر 2019، بتهمة "الإثراء غير المشروع" دعى سوريون مسيحيون للتحقيق في حادثة سرقة تُنسب له وتعود لثمانينيات القرن الماضي والتي قد طالت صرح دير شيروبيم، الذي يعود للقرن الخامس الميلادي والقائم في منطقة صيدنايا على مقربة من دمشق حيث سُرقت مقتنيات الدير الاثرية القيّمة.
نذكر هذه الحادثة اليوم من أجل الإضاءة على ارتكابات من قدّم نفسه "حامياً للمسيحيين" في سوريا وأيضاً في المنطقة. وأهمية ما كشفه القضاء الفرنسي أنه ساوى نظام آل الأسد بالمجموعات الارهابية.
إن هيئة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب تؤكد على ما خلص إليه مؤتمرها الذي انعقد في باريس في 23 تشرين الاول 2019، وهو أن كلّ من ادعى حمايتنا كان حامياً لمصالحه.
إن ما تعرّضت له دور العبادة عامة والكنائس خاصة من قبل النظام الأسدي أو داعش وأخواتها هو مرفوضٌ أخلاقياً ووطنياً ودينياً. كما ان مقولة حماية المسيحيين هي ادعاء باطل وكذبة كبيرة لان اعدادهم في سوريا والعراق حسب الإحصائيات الرسمية تشير الى ان 70% منهم قد غادروا البلدين بسبب الاضطهادات التي يتعرضون لها من قبل المنظمات الإرهابية وفي نفس الوقت سياسة البطش التي يمارسها النظامين المرتبطين بنظام ولاية الفقيه الطائفي والقمعي.
في هذا السياق تدعو هيئة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب، الكنائس العربية للاهتمام الحثيث بمتابعة الانتهاكات وعمليات السرقة والنهب التي تحصل بحق المواقع الاثرية ذات البعد التاريخي المسيحي وذلك في كافة انحاء المنطقة العربية للعمل على صون هذا الارث الانساني والوطني وحمايته من الاندثار كونه أمانة في أعناق المسؤولين عنه، أمانة نورثها لأبنائنا وللأجيال القادمة كمرتكز لهوية اصيلة متجذرة في تاريخ المنطقة العربية من اجل العبور نحو عروبة حديثة تتسع للجميع.
هيئة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب
أعضاء الهيئة:
الدكتور عماد جاد (مصر)، الدكتور انطوان قربان (لبنان)، الدكتور طارق متري (لبنان)، الاستاذ انطوان الخوري طوق (لبنان)، المهندس ايمن عبد النور (سوريا)، الاستاذ جورج صبرة (سوريا)، الدكتورة فداء حوراني (سوريا)، الدكتور فارس سعيد (لبنان)، الاستاذ جورج قنواتي (فلسطين)، الاستاذ ايلي الحاج (لبنان) ، الباحثة وداد جربوع (فلسطين)، الاستاذ اسعد بشارة (لبنان)، الاستاذ خليل طوبيا (لبنان)، الاستاذ ميشيل كيلو (سوريا)، الدكتورة مرسال جونيات (الاردن)، الدكتور خطار ابو دياب (لبنان)، الاستاذ بيار عقل (لبنان)، المهندس طوني حبيب (لبنان)، الدكتور رضوان السيد (لبنان)، الدكتورة سميرة مبيض (سوريا)، الاستاذ ياكو ايليش (العراق)، الاستاذ سام منسى (لبنان)، الاستاذ سعد كيوان (لبنان)، الاستاذ جوزف كرم (لبنان)، الاستاذ نعمة لبس (لبنان)، المحامي محمد علي ابراهيم باشا (فرنسا)، الدكتور توفيق كسبار (لبنان)، الاستاذ شادي صبرة (سوريا)، الصحافية سناء الجاك (لبنان)، النائب جمال قموه (الاردن)، الاستاذ سامي حداد (سوريا)، الدكتور احمد حمود (لبنان)، الدكتور مروان خوري (سوريا)، الدكتور عبد الباسط سيدا (سوريا)، الدكتور سليم بشارة (سوريا)، الدكتور طانيوس شهوان (لبنان).