المؤتمر التاسع لقوى 14 آذار

المؤتمر التاسع لقوى 14 آذار
الجمعة 14 مارس, 2014

نفتتح معكم اليوم يا رفاق درب 14 آذار المؤتمر التاسع لانتفاضة الاستقلال التي وضعت حدّاً لوصاية أعتى نظام استبدادي في المنطقة على لبنان ونقلتنا من مرحلة إلى أخرى.

لقد أطلقت انتفاضةُ الاستقلال اللبناني في آذار 2005 الإشارة الأولى لربيع العرب، وفي سياق هذا الربيع أطلقت انتفاضةٌ الشعب السوري العظيم العدّ التنازلي لنظام الاستبداد في دمشق.

إن التاريخ يعمل الآن لمصلحة الحرية وكرامة الإنسان في منطقتنا، ونحن نؤمن بأن واجبَ الأحرار -الآن وهنا– الصبرُ في التاريخ والصبرُ على التاريخ.

والصبرُ لا يعني الإنتظارَ، بل يعني الثباتَ في المواقف والإصرارَ على العمل، كما يعني أيضاً وخصوصاً المراجعةَ والمصارحةَ والارتفاع بالأداء إلى مستوى التحدّيات المصيرية التي يواجهها لبنان.

 

ايها الرفاق

من واجبي أن أصارحكم وأقول:

ينظر اللبنانيون بعين القلق على وحدتنا، وقد يشك البعض – قلَّ أو كثُر -  في قدرتنا على أن نكون أوفياء لتضحياتهم الضخمة من أجل لبنان، وأوفياء لقسمهم في ساحة الحرية.

يسأل اللبنانيون: هل أن 14 آذار لا تزال موحّدة، أم أن التباينات حول المقاربات السياسية هزّت أركان اجتماعها؟

لن أقول بأن ما يجمع 14 آذار أكثرُ مما يفرّقها. فهذا كلامٌ أصبح فاتراً. أقول – من موقعي وخبرتي ومسؤوليتي في الأمانة العامة – إن 14 آذار تكونُ موحّدةً أو لا تكون بالمرة، تنتصرُ مجتمعةً أو تسقط جميعُ مكوّناتها متفرّقةً. هذا قانونٌ وليس رأياً.

إن التبايُنَ في الرأي والإجتهاد وتقدير المصلحة، وحتى في احتساب بعض الخصوصيات، هو من طبيعة اتحادنا الديموقراطي الحرّ، ولا نحسدُ أحداً على وليٍّ فقيه أو غيرِ فقيه فلا وجودَ لوليٍ فقيه في 14 آذار، لا وجود لقائدٍ أوْحد يأمرُ فيُطاع. نعم، نحن نحترم الخاص، ولكننا لا نقبلُ أن يأكُلَ الخاصُّ المجال العام لـ14 آذار.

لذلك أقول: إن 14 آذار محكومةٌ بأن تكون أقوى بكثير من مشاركةٍ أو عدمِ مشاركةٍ في حكومة، أقوى بكثير من مقاربةِ قانونٍ انتخابي.

14 آذار قوية بأحزابها وبشخصياتها، وهي قوية جداً بكم جميعاً.

أنتم الذين تواجهون عندما نتراجع،

وأنتم الذين تفرضون الوحدة عندما نتفرّق،

وأنتم ضمانة مستقبل 14 آذار ومن خلالها مستقبل لبنان.

 

أيها الرفاق

أعتقدُ، بل أعلمُ، أن جمهور 14 آذار يعي هذه الحقائق ويحرص عليها. وهو لذلك يقول لنا:

إتّحدوا في وجه السلاح غير الشرعي، إتّحدوا في وجه من يضع دفاتر شروط على بياننا الوزاري ودفاتر شروط على رؤساء جمهوريتنا.

إتّحدوا، مسلمين ومسيحيين، ديموقراطيين مدنيين ومعتدلين، محبّين للحياة وكارهين للعنف، اتّحدوا في وجه الفتنة المتنقّلة من منطقة إلى أخرى، واجعلوا من وحدتكم الوطنية السلاح الأقوى في وجه من يريد لنا الخوف والتهميش والذمّية.

 

يقول لنا شعب 14 آذار

كونوا متيقّظين واثبتوا على احترام المهل الدستورية، والسير قدماً من أجل انتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد، قادر على تطبيق الدستور واحترام الطائف وقرارات الشرعية الدولية ويكون منسجماً مع نظام المصلحة العربية.

إن لهذا الإستحقاق أهمية كبيرة في عقل 14 آذار، لأنه حجر الزاوية في عملية استكمال بناء الدولة.

يقول شعب 14 آذار

لا تيأسوا ولا تتراجعوا عن دعم الحقّ أينما كان، في لبنان، في سوريا والعراق، في مصر وكل أنحاء العالم العربي.

كونوا إلى جانب المشرّدين والفقراء والهاربين من أنظمة الاستبداد، وادعموا حركة الشعوب من أجل الحرية.

كونوا إلى جانب المرأة والطفل وحقوق المواطن والحريات الفردية وحرية الفكر والتعبير وانبذوا التخوين والتكفير.

 

يقول شعب 14 آذار

لا تتركوا 14 آذار، لأنها المساحة الوطنية الوحيدة القادرة على مواجهة الأحداث من مربّعٍ وطنيّ جامع، لا من المربعات الطائفية والحزبية الضيقة.

 

يقول شعب 14 آذار

لا علاج لأزمة أي طائفة في لبنان بمعزلٍ عن حلّ وطني جامع. فلا أحدَ قادرٌ على رفع الخوف عند الشيعة والقلق عند المسيحيين والإحساس بالظلم لدى السنّة والخوف على الذات لدى الدروز، إلا مشروع دولة لبنانية مستقلّة متحرّرة مدنية، سيّدة على الجميع لمصلحة الجميع.

 

يقول شعب 14 آذار

إن دماء شهدائنا، كل شهدائنا، تنادينا من أجل الاستمرار.

إن دماء شهدائنا، كل شهدائنا، تنادينا من أجل الوحدة.

إن دماء شهدائنا، كل شهدائنا، تنادينا من أجل شجاعة الموقف.

لا تخذلونا فنحن لم نخذِلْكم يوماً.

 

أيها الرفاق

14 آذار إرثٌ وطنيّ، فلنحافظ عليه جميعاً.

يقول لنا شعب 14 آذار: إن لبنان والعالم العربي في لحظةٍ يتقرر فيها مصيرنا ولفترة طويلة، فرجاءً لا تتلَهَّوا بجنسِ الملائكة.