ندوة حوارية مع الدكتور رضوان السيد

ندوة حوارية مع الدكتور رضوان السيد
الخميس 14 فبراير, 2019

استضاف مركز #Politica الدكتور رضوان السيد، في مكاتبه في الأشرفية ،في ندوة حوارية تناولت زيارة البابا فرنسيس لدولة الامارات وتوقيع "وثيقة الأخوة والانسانية" بين الأزهر والفاتيكان والأبعاد الانسانية لهذه الخطوة على المنطقة والعالم.

شارك في الندوة كل من السيدات والسادة: ادمون رباط، اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، بشارة خيرالله، حسن عبود، ربى كبارة ، رلى موفق، ريمون معلوف، سعد كيوان، سماحة الشيخ يحيى الرفاعي، سناء الجاك، سيمون ابو فاضل، طانيوس شهوان، طوبيا عطالله، طوني حبيب، فارس سعيد، فيصل ابو حسن، نوفل ضو، وسام ابو حرفوش.

ألقى الدكتور رضوان السيد كلمة تحت عنوان: 

وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك

          رأينا أن نجتمع اليوم مع هذه النخبة من المثقفين والإعلاميين اللبنانيين لمتابعة هذه المحطة المهمة والمتطورة في علاقات المسيحيين بالمسلمين، والمسيحية بالإسلام. وما أقصده بهذا التحول الإيجابي لقاء البابا وشيخ الأزهر بأبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية، وإصدار وثيقة الأُخوة الإنسانية. وفي الوقائع أربعة أمور: الأول: اللقاء المشترك بين البابا وشيخ الأزهر حيث ألقى كلٌّ منهما كلمة تنويرية. والثاني: إصدار الوثيقة أو إعلانها، وهي تتكون من عشرة منطلقات، وعشرة ثوابت- وخلاصة أو نتيجة. والثالث: القداس الاحتفالي للبابا والذي حضره أكثر من مائة وخمسين ألفاً من المسيحيين العالمين بدولة الإمارات. والرابع: انعقاد مؤتمر الأخوة الإنسانية بالتوازي والذي حاضر فيه عشرات الإكليركيين والباحثين المسيحيين والمسلمين، وعلى رأسهم غبطة البطريرك الراعي.

          الدين قوةٌ ناعمة. وهو بالإضافة إلى جوانبه التعبدية، هناك جانب "رؤية العالم" التي تصنعُها الأديانُ لدى معتنقيها. والمسيحيون والمسلمون يشكلون حوالى نصف سكان العالم. وقد علم البابا منذ توليه سُدّة الفاتيكان عام 2013 على الوصول إلى هذه النتيجة. ومنذ مجمع الفاتيكان الثاني(1962-1965) ما جرى مثل هذه الواقعة التي بدأت من التأكيد على المشتركات الإيمانية والأخلاقية بين  الديانات الإبراهيمية، ووصولاً إلى الأخوة الإنسانية. وخلال  ذلك زار البابل عدة  بلدانٍ عربية  وإسلامية، وأكّد على نفس المشتركات والمعاني. أما شيخ الأزهر فقد بدأ مبادراته منذ العام 2013 وباتجاهاتٍ ثلاثة: مكافحة التطرف والإرهاب بداخل الإسلام. وتجديد وتغيير العلاقات مع المسيحيين. والعمل على الإصلاح الديني وتجديد الرؤية أو تغييرها.

          نحن نعرف الشبكة الهائلة الدينية والاجتماعية والسياسية التي يملكها الفاتيكان ويديرها من حول العالم. أما الأزهر فيمتلك شبكةً تعليميةً ودعويةً حجمها مليونان في مصر، ولها أربعةٌ وعشرون فرعاً في العوالم العربية والإسلامية بآسيا وإفريقيا وأوروبا وأميركا. وأنا أقول أو أقدِّر ذلك لأُشير إلى أهمية التغيير الجاري في الرؤية التي حصلت وتحصل: لجهة العلاقة بين المسيحية والإسلام، وتالياً بين المسيحيين والمسلمين؛ ومن وراء ذلك العالم الأَوسع.

          لقد عرف اللبنانيون مسيحيين ومسلمين ومن خلال الفاتيكان وشبكاته ومجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وقائع الحوار وبياناته وإعلاناته. إنما الجديد أن اللبنانيين مسيحيين ومسلمين أشركهم شيخ الأزهر في مبادراته منذ العام 2015. وقد أسهمنا بشكلٍ فاعل في مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي أقامه الأزهر عام 2016. ثم أسهمنا أكثر في مؤتمر العيش المشترك والمواطنة عام 2017، ومؤتمر السلام الذي حضره البابا في مصر في العام 2017 أيضاً. وقد بادر غبطة البطريرك الراعي والرئيس السنيورة ومفتي الجمهورية إلى متابعة مبادرة الأزهر بإقامة مؤتمرٍ في جامعة سيدة اللويزة عام 2017 أيضاً حضره مع  اللبنانيين وكيل الأزهر آنذاك الشيخ عباس شومان.

          الدين كما سبق القول قوةٌ ناعمة ، وتتعلق برؤية العالم. وعندما يصبح قوةً خشنةً تتحول طبيعتُه، لأنّ المتطرفين باسم الدين يطلبون السلطة، ولا سلطة بدون عنفٍ وإرغام. ولذلك فإنّ عمل بابا الفاتيكان وشيخ الإسلام شديد الأهمية، لأنّ المقصود استعادة إنسانوية الدين من جهة، ورفع المسألة إلى أفق الأخوة الإنسانية. وهذا معنى التأكيد في وثيقة  الأخوة إلى وضع الأديان، كل الأديان، في خدمة قضايا الإنسان، ونُصرة الضعفاء  والمتعَبين باسم القيمتين الدينيتين والإنسانيتين الكبيرتين: العدل والرحمة. وفي هذا المجال يريد الزعيمان الدينيان الكبيران التأثير الإيجابي على المؤمنين، وعلى المنظمات الإنسانية العالمية، وعلى رجالات الدول.

          لقد كنا نحن اللبنانيين رواداً في مسألة الحوار، ومسألة العيش المشترك، ومسألة المواطنة. والانكماش غير لائقٍ بنا، بل  هو مُضرٌّ جداً، لأنه يعني انكماشاً في مواطنتنا وعيشنا المشترك وإنسانيتنا.

 

للاطلاع على "وثيقة الأخوّة والانسانية" إظغط على الرابط: https://lcrs-politica.com/research/othyk-alakho-alensany