تقرير أسبوعي دولي - 25-2020

تقرير أسبوعي دولي - 25-2020
الأحد 25 أكتوبر, 2020

تقرير دولي 19/10 - 26/10/2020

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

على وقع التصاريح الايجابية من جميع الاطراف تتسارع عملية تشكيل الحكومة، وبحسب مصادر لأسرة التقرير يتحضّر الرئيس سعد الحريري للاعلان عن حكومته خلال العشرة أيام المقبلة وسط ترحيب دولي بتكليفه وإصرار على الاسراع في التشكيل من أجل إنقاذ لبنان من الهاوية. وتفيد المصادر بأن الرئيس الحريري مصر على تشكيل الحكومة من خارج الاحزاب وبشخصيات ذات خبرة وبأن عمله هذا سيكون في إطار المبادرة الفرنسية حصراً. ووسط تشكيك عريض من قبل غالبية اللبنانيين من تمكن حزب الله من فرض شروطه على الرئيس المكلّف في تشكيل الحكومة.

في سياق آخر، كان لافتاً إلقاء قنبلة على السفارة الفرنسية في بيروت نهاية الاسبوع احتجاجاً على عرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول في فرنسا، حيث انقضى الامر بدون سقوط ضحايا او جرحى. كما أُحرِق العلم الفرنسي في طرابلس وبُلّغ عن انتشار كثيف للجيش في منطقة الميناء، طرابلس، حى الرملة، بعد ورود معلومات عن نية لدى المحتجين على التصريحات الرئاسية الفرنسية بتحطيم المقابر الفرنسية. وهذا فيما أصدرت المرجعيات الدينية الاسلامية في لبنان بيانات شجبت فيها التطاول على الرموز الدينية حتى ولو في إطار حرية التعبير.

مع بداية الاسبوع المقبل تتحضّر مجموعة شخصيات سياسية واعلامية وقادة رأي لعقد خلوة في بيروت تحت عنوان "مبادرة وطنية من اجل برنامج مشترك لقيامة لبنان استناداً إلى وثيقة الوفاق الوطني والدستور". وسيناقش المشاركون خمسة عناوين: 1. خطورة الخروج من الطائف في ظلّ منطقة متقلبة، 2. خطورة الخروج من الطائف في ظلّ فريق مسلّح، 3. الشراكة الوطنيّة مع من لا يحترم القانون الدولي واللبناني، 4. مسألة حياد لبنان، 5. لبنان في شرق اوسط جديد وكيفية استعادة دوره.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

صدر عن وزارة الخارجية الاميركية بيان حول اتصال الوزير مايك بومبيو برئيس الجمهورية ميشال عون جاء فيه: “لقد رحب وزير الخارجية مايك بومبيو في خلال اتصال مع الرئيس اللبناني ميشال عون ببدء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية”. وبحسب البيان، استذكر بومبيو الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات 17 تشرين الأول، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تتطلع إلى تشكيل حكومة لبنانية تكون ملتزمة وقادرة على تطبيق الاصلاحات التي يمكن أن تؤدي إلى فرص اقتصادية وحكم أفضل ووضع حد للفساد المستشري”. وخلال الاتصال، شكر الرئيس عون الوزير بومبيو على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كوسيط مسهّل للتفاوض، مؤكداً ان لبنان مصمم على الحفاظ على حقوقه وسيادته في البر والبحر. وابلغ الوزير الأميركي الرئيس عون، ارسال بلاده مساعدات لاعادة اعمار الاحياء التي تضررت في بيروت نتيجة الانفجار الذي وقع في المرفأ في 4 آب الماضي.

في تفاصيل زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الولايات المتحدة الأميركية ، كشفت مجلة "نيوزويك" الأميركية أنّ سوريا وضعت لائحة مطالب عالية السقف مقابل الإفراج عن الصحافي الأميركي أوستن تايس المحتجز منذ العام 2012. وفي تقرير قالت المجلة إنّه يتضمن معلومات "حصرية" بعد تواصلها مع شخصيات معنية من الجانب اللبناني والسوري، استعرضت "نيوزويك" المطالب السورية، مشيرةً إلى أنّها تضمنت تخفيف العقوبات وانسحاب القوات الأميركية من سوريا، مقابل المساعدة في الإفراج عن الرهائن الأميركيين. وقالت المجلة إنّ إبراهيم نقل لائحة بمطالب دمشق.

في شأن الاستشارات النيابية الملزمة التي حُددت يوم الخميس، أطلّ رئيس الجمهورية بكلمة متلفزة على اللبنانيين مساء الاربعاء طارحاً أسئلة على مسمع المواطنين دون أن يطرح أجوبتها والحلول. وللأسف فإن هذه الأسئلة يطرحها كل لبناني منذ عقود ولم تلقى من المسؤولين أية ردة فعل كما انها لم تُعالج هذه المطالب، حتى مع دخول الرئيس عون معترك الحكم مع كتله النيابية ووزرائه خلال الخمسة عشر سنة الماضية. لا بل يمكن القول أن هذا الفريق بالتحديد قد استغل وجوده في الحكم من أجل اغتنام المكاسب من خلال المراكز التي تبوّأها. وتجدر الاشارة إلى أن الإعلان عن الكلمة مساء الثلاثاء قد وضع البلد في جوٍّ من الترقّب مع شعورٍ بالخوف من قرارٍ ثانٍ بتأجيل الاستشارات النيابية، لكن جاءت كلمة الرئيس فارغة من المضمون السياسي وليشكو الرئيس مجدداً للبنانيين العراقيل التي وُضعت وتوضع في طريق عهده وفي طريق فريقه، وليحمّل كالعادة الأفرقاء الآخرين مسؤولية عدم تطبيق القوانين ومحاربة الفساد وتنفيذ المشاريع كما يفعل عادة صهره الوزير جبران باسيل في اطلالاته. (ملحق رقم 3*- نص الكلمة)

تجدر الاشارة أن مساء الاربعاء  دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان، لبنان إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة". وحذر امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي من أنه "كلما تأخرنا، غرق المركب أكثر، وإذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإنّ البلد نفسه معرض للانهيار، وأضاف انه لا يمكن أن يكون الشعب اللبناني ضحية إهمال وعدم كفاءة قادته، معتبرا أن النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات وحسب الطوائف، عادت فيما الوضع الحالي لا يسمح بذلك.

وكان لافتاً كلام الشيخ عباس زغيب يوم الاربعاء الذي رأى في تصريح، "ان من يعتبر أن تكليف الرئيس سعد الحريري هو خلاص للبنان وهو كما يقال "فارس أحلام اللبنانيين"، فهو واهم حتى ينقطع النفس، لان السياسة اتي اتبعت لم تجلب للبنان الا الويلات وهي التي أوصلته الى الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي". وقال:"ان خلاص لبنان يكون بالتخلص من هذه السياسة ومن رموزها جميعا والمتمثلة بامراء الطوائف الذين خرجوا من رحم الحرب الاهلية الدامية". وكأن حزب الله وأمرائه منزّهون من كل فساد ومن دم كثيرٍ من اللبنانيين، فالمحكمة الدولية التي أدانت سليم عياش القيادي في الحزب ليست إلا دليلا صغير في سيرته الحافلة.

أعلنت المديرية العامة في رئاسة الجمهورية، في بيان تلاه المدير العام أنطوان شقير، ان الرئيس ميشال عون وبعدما أجرى الاستشارات النيابية الملزمة وبعدما تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى الرئيس سعد الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة. يذكر أنه تم تسمية الرئيس الحريري من قبل 65 نائباً من أصل 120، واما الكتل السياسية التي لم تسمّي فهي، كتلة حزب الله والقوات اللبنانية والقومي السوري الاجتماعي وكتلة التيار الوطني الحر (التيار العوني).

وتحدث الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عقب انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة، التي أجرها بعد ظهر يوم الجمعة في مجلس النواب، وقال: " اللقاءات اليوم كانت كلها إيجابية والتركيز كان بمجمله على الإصلاحات التي يجب أن نقوم بها بأسرع وقت ممكن. هذه الحكومة ستكون حكومة اختصاصيين، لكي نقوم بالعمل السريع بحسب الورقة الإصلاحية الفرنسية، والتي هي بالفعل إصلاحات كان يفترض بنا القيام بها منذ زمن، لكننا سنقوم بها اليوم. ولسوء الحظ، فإن كل هذا التأخير أوصلنا إلى هنا".

في سياق آخر، وتعليقاً على البيان الصادر عن عدد من المستشفيات الخاصة والذي اعلنت فيه "عدم قدرتها على متابعة توفير الخدمات الطبية العلاجية والجراحية خلال الفترة المقبلة لا سيما في ظل النقص المستمر في مخزونها من المستلزمات والأدوية" بسبب اشتراط المستوردين تسديد ثمن المستلزمات والأدوية نقداً، أعلن مصرف لبنان في بيان أنه "بما يتعلق بالمستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات تنفيذاً للتعميم 573 والذي ينص على تسديد كلفة المستلزمات الطبية هي بالأوراق النقدية بالليرة اللبنانية. إن هذه الأوراق النقدية مؤمنة وستقوم المصارف المعنية بتأمينها للمستشفيات لتسديد كلفة المستلزمات الطبية المطلوبة. هذا القرار تم الاتفاق عليه بين جمعية المصارف ومصرف لبنان، فكل الحاجات مؤمنة ولا ضرورة لأي تردد في تقديم كل الخدمات الطبية التي يحتاجها اللبنانيون". وأضاف البيان: "إن الاجراءات التي اتخذها مصرف لبنان تهدف أساسًا إلى ظبط الحركة والسيطرة على أسعار صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء. كمًا يسعى بكل ما للمصرف من قدرات مع العلم أن تدخله أصبح بسبب الـ cash economy تدخلًا غير مباشر إنما يسعى إلى المحافظة على القدرة الشرائية لدى كل اللبنانيين ويأمل بأن يتعاون معه الجميع ومنهم القطاع الطبي بدل المزايدات بشكل غير مسؤول".

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: يعلن المجتمعون تضامنهم بأوضح العبارات مع الشعب الفرنسي الصديق الذي تربطنا به معاني الجمهورية، بما في ذلك قيم العدالة والحرية والأخوّة والمساواة - يضع الجميع أمام مسؤولياتهم للإجابة على السؤال التالي: "كيف يمكن أن نعيش بسلام رغم اختلافنا في زمنٍ أنهى المجتمعات الصافية لصالح عولمة فرضت التنوّع على الجميع؟" - الدستور أتى نتيجة اقتتال داخلي كلّفنا 120 ألف شهيد لذلك هو متينٌ وليس "نتناً". (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حزب الكتائب اللبنانية- المسرحية الحكومية لن تنطلي على احد والمطلوب رحيل المنظومة وتشكيل حكومة من خارجها. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • البطريرك بشارة الراعي في عظة الأحد: لا تضع المسيحيين وراء ظهرك واحذر الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود - أنتم هذه المرة، خلافا لكل المرات السابقة، أمام تحد تاريخي وهو إعادة لبنان إلى دستوره نصا وروحا، وإلى ميثاقه، وإلى هويته الأساسية الطبيعية كدولة الحياد الناشط، أي الملتزمة ببناء سيادتها الداخلية الكاملة بجيشها وقواها العسكرية، والقائمة على سيادة القانون والعدالة، والممسكة وحدها بقرار الحرب والسلام - أما الآن وقد انتهت استشارات التأليف، والمطالب اتضحت، وحاجة البلاد معروفة، وحالة المنكوبين المأسوية ضاغطة، وشروط الإنقاذ الدولي صريحة، فلا يبقى سوى العجلة في تشكيل الحكومة. فلا تخيبوا مرة أخرى آمال اللبنانيين والمجتمع الدولي . (ملحق رقم 4*- عظة الاحد)

 

  1. في الشأن السوري

أعلن الجيش الأمريكي الخميس أنه شن غارة جوية ضد قياديين بتنظيم "القاعدة" في شمال غرب سوريا، في ضربة أسفرت بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن مقتل 14 عنصرا من "هيئة تحرير الشام". وقالت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان إن "القوات الأميركية شنت ضربة استهدفت مجموعة من كبار مسؤولي تنظيم القاعدة في سوريا كانوا مجتمعين بالقرب من إدلب"، مشددة على أن "القضاء على هؤلاء القياديين في تنظيم القاعدة في سوريا سيقلل من قدرة التنظيم الإرهابي على تخطيط وتنفيذ هجمات تهدد المواطنين الأمريكيين وشركاءنا والمدنيين الأبرياء". من جهته كشف مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن، أن "القصف نفذته طائرة مسيرة واستهدف اجتماعا ضم قادة من هيئة تحرير الشام مع جهاديين آخرين في إحدى المزارع في قرية جكارة، بريف سلقين قرب الحدود السورية-التركية وأسفر عن مقتل 14 عنصرا من هيئة تحرير الشام بينهم ستة قياديين".

يبدو أن الجيش الروسي لن ينتهي من تجارب الأسلحة التي لديه في "حقل التجارب السوري"، فبعد استخدامه لأسلحة ومتفجرات محرّمة دولياً، أعلنت مصادر متابعة سقوط صاروخ باليستي مصدره بارجة روسية في البحر الأبيض المتوسط استهدفت ريف بلدة جرابلس بالتزامن مع إطلاق صاروخ باليستي ثانٍ ، خلف المحافظة ، باتجاه الشمال الشرقي، ومع معلومات عن سقوط ما لا يقل عن عشرة مدنيين بين قتيل وجريح.

 

  1. في الشأن الليبي

قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إنه لا نتائج رسمية حتى الآن عن محادثات 5+5 الليبية في مدينة جنيف. وأضاف المسماري، في تصريحات صحافية، أن خروج الأتراك من المشهد الليبي أولوية لنجاح المحادثات. وبيّن اللواء المسماري أن تركيا تسعى بكل السبل لإفشال الحوار الليبي، خوفًا من التوصل إلى حل سياسي، يؤدي إلى إخراجها كليًا من ليبيا، حيث تعمل على وضع المطبات والعراقيل، حرصًا منها على إبقاء رئيس ما يسمى "المجلس الرئاسي" لحكومة الوفاق المرفوضة. وأوضح أن استمرار تركيا وقطر في تمويل العمليات الإرهابية، وتوفير الغطاء السياسي والديني، ساهم في تأجيج الوضع، لافتًا إلى أن مساعي بعض القوى الإقليمية والدولية، لا تكفي وحدها للتوصل إلى تسوية سياسية، وأن الأمر يحتاج لضمانات دولية، إلى جانب التوافقات الداخلية. وفي إطار حديثه عن مسار الحوار الليبي، قال: نحن نضع كل إمكانياتنا تحت تصرف الشعب الليبي، لإنجاح الحل الليبي - الليبي، من أجل الاتفاق والتوافق على الحلول الناجحة المبنية على الثوابت الوطنية، والنوايا الطيبة، لكن المشكلة في ليبيا ليست سياسية، بل هي أزمة أمنية، وعلى الجميع التعامل على هذا الأساس".

ومع نهاية الاسبوع أعلنت المبعوثة الأممية بالإنابة إلى اليمن ستيفاني وليامز، أن المشاركون في حوار اللجنة العسكرية الليبية بجنيف، وقعوا على اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين في ليبيا. جاءت تصريحات وليامز يوم الجمعة بعد انطلاق جولات من محادثات اللجنة العسكرية (5+5) في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وقالت وليامز: "أثني على التزام أطراف اللجنة العسكرية في التوصل لاتفاق لتأمين مستقبل أفضل لليبيا، ولإن الطريق للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا كان طويلًا وصعبًا". ومن جانبه قال رئيس وفد حكومة الوفاق: إن "الاتفاق سيكون سببًا في الأمن والاستقرار على التراب الليبي بالكامل، وإن الاستقرار السياسي والعسكري في ليبيا هو الذي يسهم في بناء الوطن". وأردف، كلمتي إلى الليبيين أن يكونوا يدا واحدة في بناء ليبيا لتكون دولة أمن واستقرار.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

تعهّدت الولايات المتّحدة خطّياً بالحفاظ على "التفوّق العسكري" الإسرائيلي في الشرق الأوسط، في وقت تتخوّف فيه الدولة العبرية من احتمال موافقة واشنطن على طلب أبوظبي شراء مقاتلات شبح متطوّرة من طراز أف- 35. ووقّع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ونظيره الإسرائيلي بيني غانتس إعلاناً مشتركاً بهذا الصدد، وذلك في ختام محادثات أجرياها في واشنطن، بحسب صور رسمية نشرها البنتاغون يوم الخميس. وفي حين ظلّت وزارة الدفاع الأميركية متكتّمة للغاية بشأن محتوى هذه الوثيقة، قال غانتس في تغريدة على "تويتر" إنّ الإعلان المشترك "يؤكّد التزام الولايات المتّحدة الاستراتيجي التفوّق العسكري النوعي للدولة العبرية خلال السنوات المقبلة". ولم يدلِ غانتس بمزيد من التفاصيل، لكنّ وسائل إعلام إسرائيلية أفادت أنّ الالتزام الأميركي يستمرّ أربع سنوات، أي نظرياً لحين انتهاء الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب إذا ما أعيد انتخابه في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكانت قضية مقاتلات الشبح الأميركية المتعدّدة المهام من طراز أف- 35 التي تسعى أبوظبي منذ وقت طويل إلى شرائها من واشنطن، ألقت بظلالها على اتفاق تطبيع العلاقات التاريخي الذي وقّعته الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض برعاية ترامب. وسبق لإسرائيل أن عارضت بيع هذه المقاتلات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن ومصر اللتين تربطها بهما اتفاقيات سلام. وكان سناتوران ديموقراطيان تقدّما باقتراح قانون يفرض قيوداً على تصدير مقاتلات إف-35 وذلك لخشيتهما من أن يستغلّ ترامب، في حال فاز منافسه جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، الأشهر القليلة المتبقية من عهده لبيع الإمارات هذه المقاتلات. وينصّ اقتراح القانون على أنّه لا يجوز لرئيس الولايات المتحدة، أيّاً يكن، أن يبيع هذه الطائرات الفائقة التطوّر تكنولوجياً لأيّ جهة أجنبية إلا إذا أثبت للكونغرس أنّ "تكنولوجيا الطيران الأميركية وأمن إسرائيل محميّان بالكامل".

وفي هذا السياق، وفي التفاصيل، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من تهديد وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، حماس في غزة وإيران في سوريا، بتنفيذ كل ما يتطلب لضمان أمن الإسرائيليين عند حدود الجبهتين، أقلعت طائرته إلى واشنطن حيث لقاء عاجل مع نظيره الأميركي مارك إسبر، بهدف بحث مختلف القضايا الأمنية وسُبل ضمان استمرارية التفوق العسكري لإسرائيل، من دون أن يوضح غانتس مدى حاجة بلاده إلى هذا اللقاء بهذه السرعة وخلال الفترة الزمنية القصيرة، إذ سيقضي يوماً واحداً فقط. ووقع غانتس وإسبر إعلاناً مشتركاً، يؤكد الالتزام الإستراتيجي للولايات المتحدة بالحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في الشرق الأوسط على مدى العقود المقبلة. وهذا الالتزام يأتي في سياق التطورات الأخيرة في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة وسوريا، من تغيير المعادلة في التعامل مع حماس والتموضع الإيراني في سوريا. وشدد وزير الأمن الإسرائيلي، بعد توقيع الالتزام، على ضرورة تكثيف العمل المشترك والتعاون المثمر، وبرأيه أن مثل هذا الاتفاق إلى جانب ما سماها "حقبة التطبيع في الشرق الأوسط"، يساعدان على "مواجهة إيران في المنطقة". وطرح غانتس أمام الأميركيين معادلته الجديدة تجاه قطاع غزة، في أعقاب استمرار إطلاق الصواريخ على بلدات الجنوب من جهة، وإعادة حفر الأنفاق من جهة أخرى، بعدما كُشف نفق جديد مخطط له الوصول إلى إسرائيل. وتأمل تل أبيب أن يتلقى وزير الأمن الإسرائيلي خلال زيارته، عرضاً أميركياً يخفف من قلق تل أبيب من الصفقة. والتوقعات أن يجري استبدال تزويد الإمارات بطائرة "أف 35" بنسخة أقل قدرة من نظيرتها الإسرائيلية. وسعى غانتس إلى التوصل إلى اتفاق حول صفقة تشمل مروحيات شحن ونقل جنود كبيرة، وطائرات مقاتلة، وطائرات تزويد وقود في الجو وذخيرة متطورة ومتنوعة، إضافة إلى مروحية عملاقة من طراز V-22. وتزامن سفر غانتس إلى أميركا مع القصف الإسرائيلي على سوريا، بعد هدوء استمر نحو شهرين، وسقوط صواريخ غزية على بلدات الجنوب الإسرائيلي، تلاها الكشف عن نفق يمتد من خانيونس إلى إسرائيل. واكتشاف النفق أدخل المؤسسة الإسرائيلية في نقاش حول ما إذا كانت الأجهزة الحديثة التي جرى نصبها عند الحدود الجنوبية والشمالية، بعد كشف الأنفاق التي أقامها حزب الله لاستخدامها في مواجهات معها، قادرة على منع محاولات جديدة لحفر الأنفاق، التي تشكل أخطر الكمائن، التي يمكن استخدامها في أي مواجهات مع إسرائيل. وحول تموضع إيران في سوريا هدد غانتس باتخاذ كل الخطوات لمنع تجاوز الخطوط الحمراء، التي وضعتها إسرائيل تجاه سوريا، مؤكداً أنه "لن نسمح للجهات الإرهابية من قبل حزب الله أو إيران بالتموضع عند حدود هضبة الجولان، وسننفذ ما هو مطلوب من أجل إبعادهم من هناك". ورغم التهديدات التي أطلقها غانتس، واستمرار إطلاق الصواريخ، حتى بعد عودته من واشنطن، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي يدفع باتجاه التوصل إلى "تهدئة طويلة المدى"، ويرى أن هناك إمكانية لتطبيقها.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

فازت فتاة أميركية هندية تبلغ من العمر 14 عاماً، يوم الاثنين،  بجائزة قدرها 25 ألف دولار بعد توصلها لاكتشاف يمكن أن يوفر علاجاً محتملاً لفيروس كورونا المستجد.  وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد حصلت الفتاة التي تدعى أنيكا شيبرولو، من مدينة فريسكو بولاية تكساس، على المال نتيجة لفوزها بلقب «أفضل عالمة شابة»، في مسابقة علمية تدعى «3M Young Scientist Challenge»، حيث قامت باستخدام منهجية تعتمد على المحاكاة بالكومبيوتر للكشف عن جزيئات بروتينية يمكنها أن تتفاعل بشكل انتقائي مع بروتين فيروس كورونا لوقف تفشيه بالجسم. وقالت أنيكا إن الفوز بلقب أفضل عالمة شابة شرف كبير لها، إلا أنها لفتت إلى أن عملها لم يكتمل بعد، مؤكدة أن هدفها التالي هو العمل جنباً إلى جنب مع العلماء والباحثين الذين يقاتلون من أجل السيطرة على معدلات الإصابات والوفيات المتعلقة بالوباء، من خلال تحويل النتائج التي توصلت إليها إلى علاج فعلي للفيروس.

وفي السياق ذاته، أظهرت دراسة أنّ اللقاح الذي طوّرته جامعة أكسفورد البريطانيّة وشركة أسترازينيكا يثير استجابة مناعيّة قويّة وبخاصّة أنّه جُرّب على عدد من المتطوعين الذين شاركوا في التّجارب المبكرة.  لكن، على عكس اللقاحات التقليديّة التي تستعمل فيروساً ضعيفاً، أو كميات قليلة منه، فإنّ لقاح أكسفورد المبتكر يجعل الجسم جزءاً من الفيروس نفسه. ولاحظ باحثون بقيادة جامعة بريستول أنّ هذه الطريقة الجريئة تعمل مع فيروس كورونا، تماماً كما فعلت مع الفيروسات المماثلة في الماضي. وقال الأستاذ المتخصّص في علم الفيروسات بجامعة بريستول ديفيد ماثيوز إنّه "حتّى الآن، لم تكن هذه التكنولوجيا قادرة على تقديم إجابات واضحة، لكنّنا نعلم أنّ اللقاح يستجيب لتوقّعاتنا وهذه أخبار جيّدة في معركتنا ضدّ المرض".

واكتشف باحثون من الجامعة التقنية في ميونيخ في ألمانيا وجامعة هلسنكي في فنلندا "مفتاح" ثان لاتصال فيروس كورونا بالخلايا يجعل الفيروس معديا أكثر، وفق تقرير نشر في موقع مجلة "ساينس". ووفق التقرير، يوجد هذا البروتين، وهو مستقبل يدعى neuropilin-1، بوفرة نسبيا في خلايا بطانة تجويف الأنف، مما يجعله مناسبا للفيروس للاستقرار داخل أجسامنا والتكاثر قبل الانتشار في مضيف جديد. وفي وقت سابق من هذا العام تم اكتشاف أن مستقبلات تسمى انجيوتنسين إنزيم 2 (ACE2) يساعد على ارتباط فيروس كورونا بسطح الخلايا. ولاحظ الباحثون أن فيروس كورونا الحالي انتشر بشكل أكبر من سارس في عام 2003، رغم أنهما معا يتوفران على نفس المستقبل الرئيسي ACE2. ويقول أولي فابليتي، وهو عالم فيروسات من جامعة هلسنكي "بالمقارنة مع قريبه الأكبر سنا، اكتسب فيروس كورونا الجديد "قطعة إضافية" على بروتيناته السطحية، والتي توجد أيضا في طفرات العديد من الفيروسات البشرية المدمرة، بما في ذلك الإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية والسلالات شديدة الإمراض من أنفلونزا الطيور". وبعد البحوث المشتركة من قبل علماء آخرين في أنحاء العالم، وجد الفريق أن العامل المشترك في الفيروس الجديد هو مستقبلneuropilin-1، ويسمح المستقبل للفيروس بالتمسك بالخلايا المضيفة لفترة كافية قبل اقتحامها. ويثير تطور وباء كوفيد-19 حاليا "قلقا بالغا" في أنحاء العالم، بعد تسجيل عدد من البلدان لموجة ثانية من تفشي الفيروس. وأعلن باحثون بريطانيون الثلاثاء أنّهم يعملون على تجربة تقضي بتعريض متطوعين أصحاء للفيروس المسبّب لوباء كوفيد-19 في إطار دراسة رائدة تهدف لاكتشاف الكمية اللازمة من الفيروس لإصابة أشخاص بالعدوى.

وللأسف لا تزال أعداد المصابين بعدوى الفيروس المستجد في تزايد مأساوي في كل انحاء العالم، حيث تجاوزت أعداد المصابين في العالم عتبة 42.9 مليون اصابة فيما تجاوز عدد الوفيات من فيروس COVID-19 المليون ومئة وخمسين ألف حالة وفاة. وفي لبنان لا زالت أعداد المصابين بالعدوى اليومية تتجاوز الألف حالة فيما تخطى عدد الاصابات الاجمالي السبعين ألفاً وحالات الوفات قاربت 600 حالة وفاة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

على خطى السيناتورة الفرنسية فاليري بوير، والتي تقدمت بمشروع قانون للاعتراف بإقليم “ناغورنو قره باغ” كدولة مستقلة، طالبت غرايس نابوليتانو، عضو مجلس النواب الأمريكي، بضرورة الاعتراف باستقلال جمهورية “ناغورنو قره باغ”، في ظل الصراع القائم بين أرمينيا وأذربيجان حول الإقليم. وفي رسالة وجهتها إلى رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، أوضحت نابوليتانو أن هناك وابل من الصواريخ يتساقط يومياً في الإقليم من قبل أذربيجان، لا يمكن السماح بالعودة إلى الوراء، لا يمكن أن يعود الإقليم إلى أذربيجان. وأنهت رسالتها بالقول: “لا يمكن المضي إلا للأمام باتجاه الحرية، لذلك أطالب اليوم بأن تعترف الولايات المتحدة رسمياً باستقلال جمهورية ناغورنو قره باغ".

على صعيد آخر، في تحليل سريع للمناظرة يمكن القول بأن بعد المناظرة الاولى التي خلت الى حد كبير من المضمون وانتجت الكثير من الضجيج، والمناظرة الثانية المفترضة والتي ألغيت، اتسمت المناظرة الاخيرة بين الرئيس ترامب ومنافسه المرشح جوزف بايدن بسجال تطرق للمرة الاولى الى القضايا الخلافية بينهما والمسائل التي تمس بحياة الاميركيين في هذه المرحلة الحرجة وبمستقبلهم، على الرغم من الحدة التي ميزت لحظات عديدة في المناظرة التي استمرت لساعة ونصف، أمام جمهور صغير ضم عائلتي المرشحين في جامعة بيلمونت في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي. وتطرقت المناظرة التي ادارتها بفعالية مراسلة شبكة أن بي سي في البيت الابيض كريستين ويلكير الى جائحة كورونا وسياسة ترامب تجاهها، والعنصرية في اميركا، والتغيير البيئي والعائلة الاميركية والامن القومي والانتخابات والعلاقات مع الصين والتدخل الخارجي في الانتخابات. وكان السؤال الاخير حول ما الذي سيقوله الرئيس المنتخب لأولئك الاميركيين الذين لم يصوتوا له. ترامب لم يجاوب مباشرة على السؤال وتحدث بشكل عام عما حققه ويريد ان يحققه. من جهته خاطب بايدن الاميركيين مباشرة ليؤكد لهم انه سيكون رئيسا لجميع الاميركيين وسيخدم مصالحهم دون تمييز وجاءت المناظرة قبل 12 يوما من الموعد النهائي للتصويت، وبعد قيام أكثر من 47 مليون أميركي بالإدلاء باصواتهم اما بواسطة البريد أم بالاقتراع المباشر، وحيث تبين استطلاعات الرأي ان الاكثرية الساحقة من الناخبين قد حسموا أمرهم لمن سيصوتون، ما يثير الاسئلة حول فعالية واهمية المناظرة بالنسبة لتغيير اراء الناخبين المتأرجحين. ومع ان المرشحين قاطعا بعضهما البعض، وخاصة الرئيس ترامب، خلال مناقشة مختلف المحاور، الا ان الوتيرة والنبرة كانتا أقل حدة بكثير من المناظرة الاولى، الامر الذي ساعد الرئيس ترامب على وقف النزف القوي الذي كانت تعاني منه حملته في الاسابيع القليلة الماضية، التي عقبت اصابته بفيروس كورونا والمناظرة الاولى. من جهته اتسم اداء بايدن بالحيوية، وهذه كانت مسـألة هامة له لكي ينهي التكهنات حول قدرته في سنّ الثامنة والسبعين على تحمل هجمات ترامب المتكررة لتسعين دقيقة وهو واقف وراء المنبر. وتميزت أجوبة ترامب بالمبالغات والتضليل، وحاول وضع بايدن في موقع دفاعي عندما انتقد سياسات الرئيس باراك اوباما حين خدم بايدن نائبا له لمدة ثماني سنوات، وكان يطرح عليه الاسئلة وكأنه يستنطقه حول العلاقة مع الصين وكوريا الشمالية وقضايا البيئة والتمييز ضد الاميركيين من اصل افريقي، ويلح : لماذا لم تفعل ذلك خلال ثمانية سنوات، ونجح ترامب الى حد ما في وسم بايدن وكأنه الرئيس الذي يدافع عن سجله في المناظرة، بينما الواقع هو العكس. ولم تشهد المناظرة لحظة "تاريخية" ولم يوجه فيها أي من المرشحين ضربة قاضية. ولكن انصار الرئيس ترامب رحبوا بجواب للمرشح بايدن حول الطاقة، سوف يستخدمونه كثيرا في الايام القليلة التي تسبق موعد الانتخابات في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل .

 

  1. في الشأن العراقي

شاءت أذرع إيران العاملة في العراق حجب الاحتفالات في الذكرى الأولى لثورة 19 تشرين الأول (أكتوبر)، فأغرقت البلاد في حزن عميق نتيجة ارتكاب جريمتين كبيرتين في وقت مشبوه. ارتُكبت الجريمة الأولى في مدينة كربلاء عندما قام حراس المسجد ومندسون وعناصر من "جيش المهدي" بالإعتداء على المتظاهرين لمناسبة أربعين الإمام الحسين وبحجة عدم التظاهر في مكان ديني. أما الجريمة الثانية، فكانت أفظع وأبشع عندما قامت عناصر من ميليشيا "عصائب اهل الحق" بقتل 12 شخصاً، ثمانية منهم ينتمون الى الشرطة المحلية في الفرحاتية في قضاء بلد في محافظة صلاح الدين. وأخذت هذه الجريمة طابع النزاع الطائفي وجددت الصراع السنّي - الشيعي الذي اعتُقد انه ولّى الى غير رجعة. والهدف من الجريمة منع عودة النازحين السنّة الى منازلهم الاصلية.

توقيت الجريمتين ليس بريئاً. المقصود توتير الأجواء وإعطاء انطباع بأن العراق غير آمن ومستقر. ولا شك في أن المخططين للشغب تقصدوا تعطيل وتشويش الاحتفالات التي كان يمكن لشبان وشابات الثورة أن يحيوها، وحرمتهم من اجراء جردة للانجازات التي تحققت ولم تتحقق. المستهدف الأول من هذه الجرائم هو رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بغية احراجه قبل البدء بزيارته الأولى الى اوروبا والذهاب الى باريس وبرلين ولندن سعياً للتوصل الى تفاهمات تؤمن للعراق استثمارات أجنبية ومشاريع انمائية وصناعية كبرى وشراء أسلحة، لإعادة الثقة بالعراق كبلد آمن. تكرار الحوادث الأليمة والاعتداءات على الناشطين والناشطات المدنيين من الحراك الشعبي يهدف الى وصول فترة السماح التي منحت لرئيس الوزراء وكأنها شارفت على نهايتها، وقطع الطريق على التغيير المنشود الذي رفعه الكاظمي شعاراً ووعداً بإعادة سيادة الدولة العراقية الوطنية وحصر السلاح بيد الجيش العراقي النظامي وحده. الأكيد أن الكاظمي شخصياً وفي موقع الحكم، هو المتضرر الأكبر من تلك الحوادث والمستهدف الأساسي لإظهار محدودية سيطرته على الأوضاع وتشويه صورته أمام الرأي العام المحلي والدولي بانه غير قادر على ضبط الامور. ومنذ تسلمه السلطة وعد الكاظمي بفتح تحقيقات بكل الجرائم التي وقعت. إلى الآن لم تعرف نتائج هذه التحقيقات ما يشير الى وجود قطبة مخفية عند الأجهزة القضائية التي تلقي القبض على المجرمين وتزجهم في السجون لفترة ثم يطلق سراحهم. نتيجة الكشف عن حقيقة هذه الأمور أعفى الكاظمي قوى الأمن من مراقبة التظاهرات وكلّف الجيش بالمهمة نظراً للشكاوى التي رفعت والتأكيد من وجود خروق فاضحة في الأجهزة الأمنية. إيران عبر أذرعها ومليشياتها، شاءت تحويل التظاهرات السلمية الى عنفية وزرع أجواء الخوف والرعب في صفوف المتظاهرين عبر مسلسل الاغتيالات وملاحقة الناشطين وكمّ الافواه التي تنتقد دورها وسياستها في العراق. اغتيال الدكتور هاشم الهاشمي مثال حي لضيق صدر إيران وقصر نظر "الحشد"، بعدما تكاثرت الاعتداءات على أطباء ومهندسين في بغداد والبصرة، رجالا ونساءً في جرائم نحر رقاب وتشويه. ورغم سقوط أكثر من 600 شهيد وشهيدة و35 الف سجين ومئات المفقودين الذين لا يعرف شيء عن مصيرهم، ثورة الشباب مستمرة وربما زادت قوة واصراراً لمواجهة التحديات. خلال أشهرها الأولى استطاعت الثورة الإطاحة بحكومة عادل عبد المهدي وفرض التغيير. الثورة فرضت التغيير وتحولت الى رقم صعب لا يمكن تجاهله. لا أحد في الثورة أو المعارضة لديه أوهام بسرعة وسهولة تغيير الأحوال في العراق. التغيير جاء نسبياً متواضعاً وخجولاً. المهم انه بدأ وتباشيره انطلقت. وجع وغضب الناس لم يعودا مكتومين في الصدور والمنازل. عقدة الخوف انكسرت. والناس تشجعت وعبرت علناً عن رفض الواقع الميؤوس والحنين لرؤية عراق معافى سيد مستقل ووطني. الحراك أثبت وجود يقظة عراقية وطنية صادقة عابرة للاجيال والأعراق والمذاهب. بعد سنة من انطلاق الثورة حقق المتظاهرون والمتظاهرات مطلبهم الرئيسي بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وصياغة قانون انتخاب جديد. حددت حكومة الكاظمي موعداً في 6 حزيران (يونيو) 2021 لإجراء هذه الانتخابات. قسمت الدوائر في المحافظات من 16 الى 83 دائرة حيث يحق للمواطن أن ينتخب بين 3-5 نواب. واتفق ان تعطى النساء 25 في المئة من المقاعد من أصل 328 مقعداً بحسب قانون الكوتا. رغم التحديات و المشكلات الكبرى التي تواجه الكاظمي وأغلبها موروث من العهود السابقة، حاول معالجة التركة الثقيلة والتصدي لها بالاعتماد على الجيش، الذي دربه وسلحه التحالف الدولي. اختار فريق عمله من العقداء والقيادات المضمونة الولاء للعراق والساهرة على وحدة البلاد وإبعاد شر الإرهاب. يملك الكاظمي أوراقاً قوية، إنما لا يريد المواجهة ولا يؤمن بالعنف. انه يتمتع بتأييد كبير من المرجعية الدينية في النجف والقوى الدولية والإقليمية. فهو شخصية مقبولة من إيران وكانت الدولة الأولى التي زارها وأفهم مسؤوليها انه ينشد اقامة أحسن العلاقات معها، وأن تكون العلاقات ندية بين دولة وأخرى. بغداد وطهران جارتان ترتبطان بعلاقات مصاهرة، انما العراق يرفض رفضاً قاطعاً أن يكون حديقة أمامية وخاصرة رخوة لإيران ومنطقة نفوذ لفرض سيطرتها وتصدير الثورة الخمينية. في الوقت عينه قصد واشنطن وجدد الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة في 2011 ووسع مجالاتها لتنطوي على مساعدات تقنية ونفطية وعلمية وتجارية اضافة الى الامور العسكرية. كما بحث وجود القوات الاميركية واعادة انتشارها حتى يحين وقت انسحابها نهائياً.

 

  1. في الشأن اليمني

دعت الحكومة اليمنية الشرعية، الخميس، بقية دول وشعوب المنطقة العربية إلى "عدم الاكتفاء بموقف المتفرج" مما يحدث في اليمن من عدوان إيراني يهدد الأمن الإقليمي والدولي. وأكدت الحكومة في بيان لوزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الذي أكد أن التحركات الإيرانية الأخيرة كشفت بوضوح حقيقة المعركة التي تدور في اليمن منذ خمسة أعوام. وأضاف الإرياني أن "الأحداث أكدت أن الحكومة والجيش والشعب اليمني بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية يخوضون معركة تاريخية فاصلة في الدفاع عن الأرض والهوية، والتصدي للمخطط التوسعي الإيراني بخلفياته التاريخية والعنصرية، وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة‏". ودعا وزير الإعلام اليمني بقية دول وشعوب المنطقة العربية إلى "عدم الاكتفاء بموقف المتفرج مما يحدث في اليمن من عدوان إيراني واضح وصريح، وادراك طبيعة التحديات وحجم المخاطر المحدقة بأمتنا وحضارتنا وتاريخنا، والوقوف في وجه الخطر الذي يتهددنا جميعاً ويهدد الامن والسلم الإقليمي والدولي". كان لافتاً تصريح وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، من إن النظام الإيراني هرّب عضو الحرس الثوري الإيراني، المرتبط بحزب الله اللبناني، حسن إيرلو، إلى اليمن تحت غطاء "سفير" لدى الحوثيين. وكانت طهران أعلنت، السبت، وصول إیرلو إلى صنعاء، تحت مسمى "سفير" مؤكدة أنه سيعمل بـ"صلاحيات مطلقة"، في خطوة اعتبرتها الشرعية اليمنية "مخالفة صريحة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار رقم 2216" ، ودون أن تتدخّل قوات التحالف لاعتراض عماية التهريب هذه.

على الصعيد العسكري، خاضت قوات الجيش اليمني، بإسناد من المقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية، الجمعة، معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات مديرية نهم شرق صنعاء، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، إن ما لا يقل عن 20 عنصراً من ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم بنيران الجيش الوطني والمقاومة، إلى جانب العديد من الجرحى، وخسائر أخرى كبيرة في العتاد. وأضاف أن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف بعدّة غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة، وكبّد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات منها تدمير عربتين و3 أطقم ومصرع جميع من كانوا على متنها.

وعلى الصعيد الدولي، حث القائم بالأعمال في بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، جوناثان ألين، الأطراف اليمنية للعمل مع المبعوث الأممي، مارتن غريفثس، والموافقة على مقترحاته في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن على مجلس الأمن أن يكون مستعدًا لاتخاذ إجراءات بشأن ذلك. وقال ألين، في مقابلة مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن بلاده التي تتبنى الملف اليمني في مجلس الأمن تنظر في استخدام العقوبات بشكل استراتيجي، كما تسعى إلى توظيفها لدعم عملية السلام. وذكر ألين أن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة قد طور مؤخرًا مجموعة أدلة مقلقة حول المسؤول الحوثي، سلطان زابن، موضحًا أن عقوبات مجلس الأمن أداة مهمة في تعطيل أعمال الأفراد المستهدفين ومحاسبتهم. وورد اسم زابن، وهو مدير إدارة البحث الجنائي في صنعاء، في تقرير فريق لجنة خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، باعتباره يرأس شبكة استخباراتية نسائية تتبع الحوثيين تسمى "الزينبيات"، وتشارك في قمع النساء اللائي يعارضن الميليشيات، بوسائل مختلفة، منها العنف الجنسي.

 

  1. في الشأن المصري

أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، في اجتماع وزاري للمجموعة المصغرة حول سوريا يوم الخميس، عن القلق العميق من استمرار "التدخل الهدام لبعض الأطراف الإقليمية في سوريا". وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، أن شكري أكد أن "التواجد التركي في سوريا لا يمثل فقط تهديدا لسوريا وحدها وإنما يضر بشدة بالمنطقة بأسرها، ومن ثم لا ينبغي التسامح مع مخططات تأجيج التطرف ومع ظاهرة نقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب". وأعلن مساندة مصر للجهود الرامية إلى تعزيز عمل اللجنة الدستورية وصولا إلى تحقيق أهدافها المرجوة، وعلى أهمية الدفع قدما بالمسار السياسي بمختلف أبعاده، مشددا على رفض مصر لأي محاولات لإجراء تغييرات ديموغرافية قسرية في سوريا. ودعا شكري إلى ضرورة قيام هيئة التفاوض السورية بتطوير صيغة متوازنة تضمن التمثيل العادل لمجموعات المعارضة المختلفة في عملية صنع القرار، وبما يسهم في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية التي امتدت لقرابة عشر سنوات ويدعم طموحات الشعب السوري الشقيق في التطلع نحو مستقبل أكثر استقرارا.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

صرحت شركة "كيوتيرمنلز" القطرية إنها وقعت اتفاقية بيع وشراء للاستحواذ على حصة وقدرها 99.99% من ميناء "أكدينيز" التركي، الواقع في أنطاليا، مقابل 140 مليون دولار. وأوضحت الشركة القطرية، المعنية بإدارة وتشغيل المرحلة الأولى من مشروع ميناء حمد الدولي، الأربعاء، أن عملية الاستحواذ تخضع لموافقة هيئة المنافسة التركية وغيرها من الشركات المملوكة للدولة. ويغطي الميناء مساحة إجمالية تبلغ 166 ألف متر مربع، وهو أكبر ميناء وأفضل تجهيزاً على طول 700 كيلومتر من ساحل بحر إيجة (البحر المتوسط) التركي، والذي يمتد من إزمير في الغرب، إلى مرسين في الشرق. ويعتبر هذا الاستثمار الثاني لـ "كيوتيرمنلز" خارج دولة قطر، حيث أعلنت، نهاية يناير 2020، فوزها بعطاء امتياز إدارة وتشغيل ميناء "أوليفيا" البحري الأوكراني الواقع على البحر الأسود. وتمت صفقة ميناء "أوليفيا" التي جرى توقيعها أواخر أغسطس الماضي، مقابل 140 مليون دولار، وتشمل عقد تشغيل وإدارة للميناء الأوكراني تصل مدته إلى 35 سنة مقبلة. و"كيوتيرمنلز"، هي شركة إدارة وتشغيل موانئ، تم تأسيسها في نوفمبر 2016 كشراكة بين "مواني قطر" التي تمتلك 51 بالمئة من أسهمها، وشركة الملاحة القطرية (ملاحة)، التي تمتلك الــ49 بالمئة المتبقية من أسهم الشركة.

على صعيد آخر، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي، نايف بن فلاح الحجرف، أن "إيران تدعم أعمال العنف في عدد من دول المنطقة وتدريب وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية والطائفية فيها"، مضيفاً أن "إيران تسببت بانتشار العنف في العراق وسوريا واليمن ولبنان". وقال الحجرف، في كلمة متلفزة خلال جلسة لمجلس الأمن، الثلاثاء، إن "إيران تتخذ أسلوب العداء والعنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة نهجاً لها لتحقيق أهدافها السياسية". كما أوضح أن "بعض دول المجلس تعرضت لاعتداءات متكررة من إيران ووكلائها في المنطقة بالصواريخ الباليسيتة والطائرات المسيرة". يذكر أنه قبل ذلك بعث الحجرف برسالة إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بتمديد أحكام ملحق قرار مجلس الأمن رقم 2231 بشأن تقييد نقل الأسلحة التقليدية من وإلى إيران. وأوضح أنه "نظراً إلى استمرار إيران في نشر الأسلحة في المنطقة وتسليح التنظيمات والحركات الإرهابية والطائفية، وحيث إن إيران لم تلتزم منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2231 في عام 2015 بالامتناع والكف عن التدخل المسلح في دول الجوار، مباشرة وعن طريق المنظمات والحركات التي تقوم بتسليحها وتدريبها، مما يجعل من غير الملائم رفع القيود عن توريد الأسلحة من وإلى إيران إلى أن تتخلى إيران عن أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتتوقف عن تزويد التنظيمات الإرهابية والطائفية بالسلاح"، مضيفاً أن ذلك "الأمر يحتم ضرورة تمديد أحكام ملحق القرار رقم 2231 وما يمثله ذلك من ضمان وصون لأمن واستقرار المنطقة والعالم".

 

  1. في الشأن الاوروبي.

أعلنت وزارة القوات المسلّحة الفرنسية أنّها أجرت بنجاح تجربة إطلاق صاروخ كروز من غواصة، في سابقة في تاريخ البلاد. وقالت الوزارة في بيان إنّ الغواصة "سوفرين" التي تنتمي إلى جيل جديد من الغواصات الهجومية النووية (من فئة باراكودا) "نفّذت بنجاح" اختبار إطلاق صاروخ كروز بحري (إم دي سي إن) قبالة بيسكاروس. ونقل البيان عن وزيرة القوات المسلّحة فلورانس بارلي قولها إنّ "هذا النجاح يعطي قواتنا البحرية قدرة استراتيجية جديدة ويضعها بين الأفضل في العالم". وأضافت أن "قوّات الغواصات الفرنسية كانت لغاية اليوم قادرة على ضرب غواصات وسفن سطحية. الآن بات بإمكانها تدمير بنى تحتية بريّة ثقيلة من مسافة بعيدة". وبهذه التجربة تكون فرنسا قد انضمّت إلى النادي المغلق للدول التي تمتلك صواريخ كروز بحرية مشابهة لصاروخ توماهوك الأميركي الذي اشتهر في حرب الخليج عام 1991. ويصل مدى صاروخ كروز البحري (إم دي سي إن) إلى ألف كيلومتر وهو مصمّم لضرب أهداف تقع "في عمق" أراضي العدو، مثل المراكز السياسية والدفاعات الجوية والرادارات، ومكمّل لصاروخ كروز المجوقل، وكانت القوات البحرية الفرنسية تستخدمه لغاية اليوم في فرقاطات "فريمم" المتعدّدة المهام.

على صعيد آخر، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله بتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن في لبنان تتمتع بالمصداقية والمسؤولية وتخضع للمساءلة. واعتبر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل "تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية في لبنان أمور في غاية الأهمية" مذكرا في الوقت نفسه بالتزامات لبنان السابقة بخريطة طريق للإصلاحات، والتي" تحظى بدعم مجموعة الدعم الدولية وأعضاء آخرين في المجتمع الدولي" على حد تعبيره، كما أضاف جوزيب بوريل " يعتبر الاتحاد الأوروبي استئناف المحادثات الفعالة التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي أولوية رئيسية"، منوها بضرورة أن "يعمل قادة لبنان بشكل وثيق مع المجتمع المدني في تنفيذ خطوات الإصلاح"، مشددا على "تجديد الاتحاد الأوروبي دعمه القوي المستمر للبنان وشعبه، لاستقراره وأمنه وسلامته الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي".  

في سياق أزمة بريكست، توجّه مفاوضو الاتحاد الأوروبي إلى لندن الخميس لاستئناف محادثات بريكسيت بعدما تراجعت بريطانيا عن قرارها مقاطعتها، في وقت تعهّد الجانبان العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق خلال المهلة الضئيلة المتبقية. وأعلن المتحدّث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للصحافيين "أننا على استعداد لاستقبال فريق الاتحاد الأوروبي في لندن في إطار ما يمكن أن نصفها بمفاوضات مكثّفة". وأضاف "يدرك الطرفان بأن الوقت ضيّق للغاية". من جهة أخرى، يقود الوفد الأوروبي الآتي من بروكسل كبير المفاوضين ميشال بارنييه بعدما منح اختراق كبير تم تحقيقه الأربعاء منفذا لبريطانيا لمضاعفة الجهود تجنبا لحدوث فوضى اقتصادية نهاية العام الحالي. واتفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي في وثيقة مشتركة على أن يجتمع بارنييه مع المفاوض البريطاني ديفيد فروست نهاية الأسبوع، ومواصلة اللقاءات يوميا إذا لزم الأمر بعد ذلك لردم الخلافات فور انقضاء فترة ما بعد بريكسيت الانتقالية في 31 كانون الأول/ديسمبر.

على صعيد آخر، وبناء على اقتراح وزير الخارجية، قررت الحكومة الإستونية فرض عقوبات على حزب الله في إستونيا رداً على الأعمال الإرهابية لحزب الله اللبناني. وقال البيان "حزب الله خطر دولي على إستونيا، لذلك تخضع المجموعة لعقوبات من قبل إستونيا. بهذه الخطوة تقف إستونيا إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا ولاتفيا، بالإضافة إلى دول أخرى استنتجت أن حزب الله يستخدم أدوات إرهابية ويشكل تهديدًا لأمن العديد من الدول.

في أزمة شرق المتوسط

رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاقية البحرية بين مصر واليونان وقبرص، وقال إنه اتفق مع زعيمي البلدين على مواجهة "السياسات الاستفزازية والتصعيدية" في منطقة شرق البحر المتوسط، في إشارة واضحة إلى تركيا. واتهم السيسي تركيا بشكل غير مباشر بزعزعة استقرار المنطقة وإرسال مرتزقة إلى دول الجوار، وقال إن "الدول الثلاث ترفض أي وجود عسكري أجنبي في سوريا". وجاءت تصريحات الرئيس المصري خلال مؤتمر صحفي مشترك يوم الاربعاء مع الرئيس القبرصي نيكوس أنساتاسياديس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في العاصمة القبرصية نيقوسيا. وانتقدت تركيا بشدة البيان الختامي لاجتماع القمة الذي عقد في نيقوسيا، وشددت الخارجية التركية في بيان أصدرته يوم الخميس على رفضها التام لفحوى بيان قمة نيقوسيا، مشيرة إلى أن تلك الوثيقة تضم "اتهامات ومزاعم لا أساس لها من الصحة ضد تركيا". وتابعت: "إن البيانات الصادرة من قبل هذا التكتل الثلاثي الذي يزعم أنه يسعى إلى دعم السلام والاستقرار والتعاون في شرقي المتوسط، تستهدف بلادنا بشكل متكرر، وإن هذا الاستهداف يوضح النوايا الحقيقية لهذه الدول". ولفتت الخارجية التركية إلى أنه لا يمكن تحقيق التعاون الحقيقي في شرقي المتوسط إلا من خلال نهج واسع النطاق يشمل جميع البلدان المطلة على البحر المتوسط، بما في ذلك جمهورية قبرص الشمالية التي لا تعترف بها أي دولة سوى تركيا. واختتمت الوزارة بيانها بالقول: "لا يمكن للبلدان التي تخلق المشاكل في المنطقة أن تكون طرفا في حلها دون تغيير سياساتها المتطرفة والعدائية. سنواصل بحزم حماية حقوقنا وحقوق القبارصة الأتراك في شرق البحر الأبيض المتوسط".

 

  1. في الشأن التركي.

حذرت البعثة الدبلوماسية الأميركية في تركيا، من أنها «تلقت تقارير موثوقة عن هجمات إرهابية وعمليات خطف محتملة ضد مواطنين أميركيين وأجانب في إسطنبول، بما في ذلك ضد القنصلية العامة في إسطنبول، ومواقع أخرى محتملة في تركيا». وحسب إشعار أمني صدر عن السفارة الأميركية في إسطنبول، يوم الجمعة: «سيتم تعليق جميع خدمات التأشيرات وخدمات المواطنين الأميركيين في مرافق البعثة الأميركية في تركيا، بما في ذلك السفارة في أنقرة وقنصليتا إسطنبول وأضنة والوكالة القنصلية الأميركية في إزمير، مؤقتاً». وحثت السفارة الأميركية مواطنيها على «توخي الحذر الشديد في الأماكن التي قد يتجمع فيها الأميركيون أو الأجانب».

من ناحية أخرى، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، أن بلاده أجرت الأسبوع الماضي أول اختبار للمنظومة الصاروخية الدفاعية الروسية «إس 400»، مقللاً من أهمية الانتقادات الأميركية. وأضاف: «جرت الاختبارات وستتواصل... لن نطلب الإذن من الأميركيين».

على صعيد آخر، أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان تركيا الثلاثاء  بـ"انتهاك الحق في حرية التعبير" لدى أكاديميين إثنين تعرضا لملاحقات جنائية لـ"وقت طويل" بعدما نشرا تقريرا عن الأقليات. وتعود القضية إلى عام 2005، عندما اتهم الادعاء العام التركي ابراهيم كابوغلو وباسكين اوران بـ"الحض على الكراهية" و"تشويه سمعة الهيئات القضائية للدولة" على خلفية مضمون تقرير أشار إلى "مشاكل تتصل بحماية الأقليات" وأثار جدلا حادا في البلاد. وتقدم الأكاديميان بطعن أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان عام 2007، لكن القضاء التركي برأهما عام 2008. وبعد ثلاثة عشر عاما، اعتبرت المحكمة أن الملاحقات الجنائية في حقهما شكلت "تدخلا في ممارسة حقهما في حرية التعبير". وأكد قضاة المحكمة السبعة أن الآلية الجنائية التي اعتمدها القضاء التركي ظلت عالقة "لوقت طويل" استمر ثلاثة أعوام وأربعة اشهر، أضيفت اليها تسعة أشهر استغرقها التحقيق الجنائي. وبناء عليه، أدانت المحكمة بالإجماع تركيا بانتهاك حرية التعبير التي تكفلها المادة العاشرة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الانسان التي سبق لتركيا أن علّقت العمل بها جزئيا، وفرضت عليها دفع ألفي يورو لكل منهما بعد إلحاق "ضرر معنوي" بهما.

هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم السبت، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا، واتهم فرنسا بأنها "تقف عموما وراء الكوارث والاحتلال في أذربيجان". وتساءل أردوغان عن مشكلة ماكرون مع الإسلام، قائلا: "ما مشكلة المدعو ماكرون مع الإسلام؟" وأكد على أن "ماكرون يحتاج إلى علاج عقلي". واعتبر الرئيس التركي أن السياسات الأوروبية ضد الدين الإسلامي غير مفهومة.

                                                                                                       

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

وصل وفد إماراتي إلى إسرائيل، يوم الثلاثاء، في زيارة رسمية استمرت عدة ساعات، تمثل أول زيارة على مستوى وزاري من الإمارات إلى إسرائيل. الوفد الذي يضم وزيرا الاقتصاد والمالية الإماراتيان وصل على متن طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية. وكان في استقبال الوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الزيارة ستقتصر على المطار بسبب المخاوف من فيروس كورونا. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ترحيبه بوزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري ووزير الدولة للشؤون المالية عبيد بن حميد الطاير “نحن نصنع التاريخ بطريقة تتوارثها الأجيال”. ورافق وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ومسؤولون أميركيون آخرون الوزيرين الإماراتيين على متن طائرة من مطار أبوظبي إلى مطار بن غوريون في تل أبيب. وجرى توقيع أربع اتفاقيات تتعلق بالاستثمار والتعاون العلمي والطيران المدني والإعفاء من تأشيرات الدخول خلال الزيارة التي اقتصرت على المطار بسبب قيود احتواء تفشي جائحة كورونا. وأضاف  نتنياهو: “أعتقد أن زيارة وفد من الإمارات بهذا المستوى الرفيع ستظهر لشعوبنا وللمنطقة وللعالم بأسره فائدة العلاقات الودية والسلمية والطبيعية”. وقال الطاير إن الاتفاقيات “توفر فرصًا عظيمة لتحقيق الازدهار لاقتصاد البلدين وشعبيهما”. وأضاف في إشارة إلى بحث ملف العلاقات الضريبية والمالية أنه تم إحراز تقدم كبير بالفعل بين الحكومتين. وتوجّه للمسؤولين الإسرائيليين قائلًا: “نتطلع لاستقبالكم في الإمارات في المستقبل القريب”. وحملت زيارة الوفد الإماراتي إلى إسرائيل تطورًا نوعيًا في العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ بلاده والإمارات اتفقتا على إعفاء مواطنيهما من تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يستثنى مواطنوها من التأشيرات لدخول إسرائيل، حيث لم تشمل اتفاقيتا السلام اللتان وقعتهما إسرائيل مع كل من الأردن ومصر، إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر. وقال نتنياهو إن “الإعفاء من تأشيرات السفر سيوفر دعمًا كبيرًا لقطاع الأعمال والسياحة”. وكتبت مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية الإماراتية هند مانع العتيبة في تغريدة على تويتر قبيل انطلاق الرحلة "هذا الصباح تتحضر الإمارات لإرسال أول وفد رسمي إلى إسرائيل".

وفي انعكاس لعملية إعادة ترتيب صفوف القوى الإقليمية القلقة من إيران، قال منوتشين إن إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة “تشترك في رؤية مماثلة بشأن التهديدات والفرص في المنطقة”. وأعلن مسؤول أميركي، الثلاثاء، تأسيس صندوق أبراهام للتنمية، بشراكة إماراتية إسرائيلية، ويكون مقره القدس، لتنفيذ استثمارات في مجالات تنموية متعددة. وجاء ذلك، على لسان آدم بونر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الأميركية للتعاون المالي، خلال كلمة له على هامش حفل توقيع رزمة الاتفاقيات بين أبوظبي وتل أبيب، في إسرائيل. وذكر بونر أن الصندوق الذي ينطلق برأسمال 3 مليارات دولار، يستهدف تنفيذ استثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ورحب بدخول شركاء دوليين يرغبون بالاستثمار في الصندوق “الهادف لتنفيذ مشاريع تخلق فرص عمل جديدة وازدهارًا للمسيحيين واليهود والمسلمين في دول المنطقة”. وقال وزير المالية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إنّ “هذه الاتفاقيات ذات أهمية استراتيجية وإقليمية ستزيد الاستثمار والتجارة وتعزز العلاقات الاقتصادية بين الدول”. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوفد الإماراتي قدم طلبًا لفتح سفارة في تل أبيب، وأضافت أنها تتوقع أن تفتح إسرائيل سفارة في أبوظبي قريبًا.

 

  1. في الشأن السعودي

نفذت، يوم الخميس، ﺳﻔﯿﻨﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻜﺔ ﻣﻮﻧﺘﺮوزالتابعة (لقوة الواجب المختلطة ١٥٠) والتي تتولى قيادتها حالياً القوات البحرية الملكية السعودية عملية ضبط أكثر من ٤٥٠ كيلوغرامًا من الميثامفيتامين المعروف بـ (كريستال ميث)، و تعتبر هذه الكمية أكبر عملية ضبط لمادة الميثامفيتامين في تاريخ قوة الواجب المختلطة ١٥٠، حيث تقدر قيمة المضبوطات بأكثر من ١٠٠مليون دولار. وقد صرح قائد قوة الواجب المختلطة ١٥٠، العميد البحري الركن/ سليمان بن هليل الفقيه، "أن هذه العملية تعد أنجح عملية لمكافحة الميثامفيتامين في تاريخ القوات البحرية المختلطة ١٥٠ " ، كما أثنى على الجهد المبذول من جميع الشركاء في قوة الواجب المختلطة ١٥٠، وﺳﻔﯿﻨﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻜﺔ مونتروز، الذي نتج عنه تحقيق هذا النجاح التاريخي. وأضاف العميد البحري دين باسيت، نائب قائد قوة الواجب المختلطة ١٥٠: " لقوة الواجب المختلطة رؤية مشتركة لضمان سلامة جميع من يعملون في البحار"، وأضاف "في بعض الأحيان ينطوي ذلك على مساعدة المنكوبين، كما يستهدف أولئك الذين يسعون إلى استغلال البيئة البحرية للقيام بأنشطة غير مشروعة مثل الإرهاب والتهريب والقرصنة." "هذه العملية الناجحة هي شهادة حقيقية على الشراكات القوية بين أعضاء القوات البحرية المشتركة، وهو أمر أساسي للحفاظ على الأمن البحري في مثل هذه المنطقة الشاسعة والحرجة من الناحية الاستراتيجية." الجدير بالذكر أن قوة الواجب المختلطة ١٥٠ والتي تقودها القوات البحرية الملكية السعودية للمرة الثانية تقوم بمهمة تعزيز الأمن البحري في منطقة عمليات مساحتها (٣.٣) مليون ميل بحري تشمل البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والمحيط الهندي، لمكافحة الإرهاب والأنشطة الداعمة له، كتهريب المخدرات والأسلحة، وضمان حرية الملاحة وأمن الممرات البحرية لتدفق التجارة الدولية في منطقة المسؤولية.

على صعيد آخر، شدَّد وزراء مكافحة الفساد في دول مجموعة العشرين على أهمية الهيكل الدولي القائم لمكافحة الفساد، ولاسيما الالتزامات والتعهدات المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC)، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود (UNTOC)، واتفاقية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بشأن مكافحة رشوة الموظفين العموميين الأجانب في المعاملات التجارية الدولية وما يتصل بها من وثائق، والمعايير المُنبثقة عن مجموعة العمل المالي (FATF)، حيث تتضمّن جميع هذه الصكوك مجموعة متينة من التدابير التي يجب على الدول أن تتخذها لمنع ومكافحة الفساد، وعمليات غسل الأموال، والجرائم الاقتصادية الخطيرة الأخرى ذات الصلة. جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع الوزاري لوزراء مكافحة الفساد في دول مجموعة العشرين، الذي عقد، يوم الخميس، وورد في البيان: في الوقت الذي يمُر فيه العالم بهشاشة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة نتيجةً لجائحة فيروس كورونا المستجد (covid-19)، فإننا نُشدد على التهديدات المتزايدة للفساد، والتأثير الخطير الذي تُشكله هذه الآفة على النمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، وجودة الاستثمار والابتكار، والثقة المُتبادَلة بين الحكومات والشعوب، معربين عن تعاطفهم العميق عن الخسائر المأساوية في الأرواح والمعاناة التي تسببت بها جائحة فيروس كورونا المستجد.

 

  1. في الشأن الروسي

كشفت وزارة العدل الأميركية الإثنين أن الولايات المتحدة وجهت اتهاما الى ستة عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية بشن هجمات إلكترونية في العالم، استهدفت خصوصا شبكة الكهرباء في اوكرانيا والانتخابات في فرنسا العام 2017 والالعاب الاولمبية العام 2018. وقال جون ديمرز مسؤول الأمن القومي في وزارة العدل في مؤتمر صحافي إن العناصر الستة "متهمون بشن سلسلة هجمات معلوماتية هي الأكثر تدميرا وتسببا باضطرابات (بين هجمات) تنسب الى مجموعة واحدة". ويتهم هؤلاء القراصنة بأنهم نفذوا عملياتهم بين 2015 و2019. ويقول القضاء الاميركي إن عمليتهم الاولى تمثلت في هجوم على شبكة الكهرباء في اوكرانيا ما تسبب بحرمان السكان التدفئة خلال الشتاء. ويشتبه بأنهم شنوا بعدها هجوما بواسطة الفيروس "نوتبيتيا" في حزيران/يونيو 2017 والذي اصاب آلافا من اجهزة الكمبيوتر في انحاء العالم متسببا باضطراب في بنى تحتية محددة الوظيفة، على غرار وسائل مراقبة موقع الحادث النووي في تشرنوبيل وميناءي بومباي وامستردام. واضاف ديمرز أن "المتهمين ساندوا أيضا عملية قرصنة في الأيام التي سبقت الانتخابات الفرنسية في 2017". وفي 2018، تم استهداف الألعاب الاولمبية الشتوية التي جرت في كوريا الجنوبية في غياب البعثة الروسية التي لم تتمكن من المشاركة إثر اتهامها باستخدام منشطات.

على صعيد آخر، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الاربعاء عدم نيته فرض قيود صارمة جديدة في البلاد، مشدداً على ضرورة وضع إجراءات وقائية ضرورية بالتعاون مع الخبراء لوقف انتشار المرض في الشركات والمنشآت الإنتاجية. وبين بوتين أن "ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا، مقارنة مع الربيع ناجم بدرجة معينة عن تسجيل أسباب الوفاة بشكل أدق"!!! وشدد على ضرورة بدء عملية التطعيم الجماعي في كامل أنحاء روسيا في أسرع وقت ممكن. ومع انتظار بدء عمليات التلقيح الشامل ضد المرض سجلت روسيا يوم الاربعاء 15700 إصابة و317 وفاة جديدة.

في أزمة بيلاروس

أعلن رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي الخميس أنه تم منح جائزة ساخاروف لحقوق الإنسان إلى "المعارضة الديمقراطية" البيلاروسية بقيادة سفيتلانا تيخانوفسكايا. واعتبر ساسولي أن هذه المعارضة "تملك شيئا لا يمكن للقوة الوحشية القضاء عليه"، مؤكدا على دعم البرلمان الأوروبي لها.

 

  1. في الشأن الايراني

تسبب انفجار، الجمعة، في حريق ضخم بوحدة للمركبات العطرية داخل مصنع للبتروكيماويات، جنوب غرب إيران.  وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن فرق الإطفاء من المصنع الذي يقع قرب ميناء الإمام الخميني وفرق إطفاء من المنطقة استجابت لاحتواء ألسنة اللهب. وأضافت الهيئة الإيرانية، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "الحريق أصبح تحت السيطرة"، مؤكدة أنه لم تقع بسببه إصابات. يُعد هذا الانفجار الأحدث في سلسلة انفجارات وحرائق غامضة شهدتها إيران في الأشهر الماضية، طالت منشآت عسكرية ونووية ومواقع صناعية وبنى تحتية، من بينها انفجار بالقرب من موقع بارتشين العسكري شرق طهران، وانفجار في منشأة نطنز النووية في الثامن من يوليو (تموز)، أدى إلى تدمير أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم، وحريق في مصنع للسفن في بوشهر (جنوب إيران). تجدر الاشارة أنه وفيما وضعت إيران معظم الانفجارات والحرائق في إطار الحوادث العرضية، أقرت بأن التفجير الذي استهدف منشأة نطنز "له جانب تخريبي"، من دون أن تكشف التفاصيل. ويوم الجمعة الماضي، أعلنت منظمة تكنولوجيا المعلومات التابعة للحكومة الإيرانية، تعرض مؤسستين لهجومات إلكترونية "مهمة وواسعة النطاق"، استهدف أحدها البنية التحتية الإلكترونية لموانئ البلاد.

 

  1. نزاع متجدد بين أرمينيا وأذربيجان

اعتبر رئيس حكومة أرمينيا نيكول باشينيان الأربعاء أن النزاع في ناغورني قره باغ "لن يتسنى حله دبلوماسيا على الأقل في هذه المرحلة ولفترة طويلة". وجاء تصريح باشينيان بعد إشارة رئيس أذربيجان إلهام علييف، إلى أن "الصراع يمكن أن يحل عسكريا". ومن جهتها، عبرت تركيا الخميس عن استعدادها لإرسال قواتها دعما لباكو إن طلبت ذلك.

ومع استمرار الاشتباكات بين قوات أذربيجان وقوات من أصل أرميني في عدة مناطق بإقليم ناغورني قره باغ  حتى يوم الجمعة قبل ساعات من محادثات في واشنطن تهدف لإنهاء أعنف قتال يشهده الإقليم الجبلي خلال أكثر من 25 عاما. وقوض انهيار اتفاقين لوقف إطلاق النار بوساطة روسية آمال إنهاء القتال الذي اندلع في 27 سبتمبر/أيلول. وبحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أودت المعارك بين أذربيجان والانفصاليين الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ بحياة ما يقارب 5 آلاف شخص. ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع نظيريه من أرمينيا وأذربيجان في محاولة جديدة لإنهاء القتال المستمر منذ نحو شهر. كما أنه من المتوقع أن يجري بومبيو محادثات منفصلة مع وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف ووزير الخارجية الأرميني زوهراب مناتساكانيان. ولم يتضح إن كان وزيرا خارجية البلدين سيجتمعان وجها لوجه. وفي وقت سابق، أمل بومبيو في التوصل لحل دبلوماسي "والمسار الصحيح للمضي قدما" مع مواصلة الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا لجهود الوساطة التي قادتها على مدى عقود. كما تسعى قوى عالمية إلى منع تحول القتال إلى حرب أوسع نطاقا تتورط بها تركيا وروسيا، كما تشعر بالقلق بشأن أمن خطوط الأنابيب في أذربيجان التي تنقل النفط والغاز عبر جنوب القوقاز إلى الأسواق العالمية.

 

  1. في الشأن السوداني

أعلن وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، أن بلاده أودعت مبلغ التعويضات الخاصة بذوي الضحايا الأميركيين، والبالغ قيمته 335 مليون دولار، في مصرف “ضمان” أميركي، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخاص بحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأضاف الوزير السوداني الناطق باسم الحكومة الانتقالية، مساء الاثنين، أن “إعلان رفع اسم السودان سيستغرق أياماً قليلة”، بحسب الاتفاق السياسي بين حكومة بلاده والإدارة الأميركية، مشيراً إلى أنه “لن يتم سحب المبلغ، إلا بعد الإعلان رسمياً عن حذف اسم السودان من قائمة الإرهاب”. ووصف صالح، مبلغ التعويضات، بأنه يثقل عاتق بلاده في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها، “لكنه ثمن قليل ندفعه لنقل بلادنا إلى مرحلة جديدة”، معتبراً أن “العوائد الاقتصادية والسياسية الخاصة برفع السودان من قائمة الإرهاب، ستكون كبيرة جدة بشكل لا يقارن بهذا المبلغ”، بحسب تعبيره. وأضاف، أن السودان بهذا الإجراء يكون “قد طوى هذه الصفحة بشكل كامل، ونتوقع أن تكون علاقاتنا مع الولايات المتحدة ودول العالم والمؤسسات الدولية، والنظام المصرفي العالمي الذي عانينا من قطيعته، بالإضافة إلى المستثمرين الدوليين، ستكون مختلفة، نعتقد أن عوائد ذلك ستكون كبيرة”. ونفى فيصل محمد صالح، وجود أي رابط بين الإجراءات الخاصة برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب والتطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أن الموقف من تطبيع الخرطوم مع تل أبيب، “تحدده مؤسسات الحكم في السودان”، في إشارة إلى البرلمان، لافتاً إلى أنه سيتم إجراء حوار مجتمعي حول هذا الأمر، دون أي ارتباط بالانتخابات الأميركية.

ويوم الجمعة، وافق السودان رسميا على بدء خطوات نحو التطبيع مع اسرائيل في اعقاب محادثة رباعية جمعت رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الاميركي دونالد ترمب. وأفاد بيان مشترك اعقب المحادثة الهاتفية التي جرت بعد وقت وجيز من توقيع ترامب على قرار رفع السودان من قائمة الارهاب ان القادة الاربعة " اتفقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين بلديهما". وأخطر ترامب الكونغرس برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مما يعني فعليا مغادرة القائمة السوداء خلال 45 يوما ما لم يعترض الكونغرس على القرار. كما اتفق القادة الاربعة على بدء العلاقات الاقتصادية والتجارية مع التركيز على الزراعة في بدايو هذا التعاون. وطبقا للبيان اتفق القادة على ان تجتمع الوفود في الاسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقيات التعاون في تلك المجالات كذلك التعاون في مجالات التكنولوجيا والزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها لصالح الشعبين. وابدى كل من حمدوك ونتنياهو تقديرهما للرئيس ترامب "لنهجه البرغماتي والفريد من نوعه لإنهاء النزاعات القديمة وبناء مستقبل سلام وفرص لجميع شعوب المنطقة". كما اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل على الشراكة مع السودان في بدايته الجديدة وضمان عودته إلى صفوف المجتمع الدولي. ووعد البيان بان تتخذ اميركا خطوات لاستعادة الحصانة السيادية للسودان وإشراك شركائها الدوليين لتقليل اعباء ديون السودان بما في ذلك دفع المناقشات حول الاعفاء بما يتفق مع مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون. كما أعلن مسؤول في الإدارة الأميركية مساء الجمعة بأن السودان وافق على تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

 

1*)  سيدة الجبل

19 تشرين الاول 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري اليوم الاثنين واستهله بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الشهيد اللواء وسام الحسن.

وحضر اللقاء كلٌ من السيدات والسادة أمين بشير، أسعد بشارة، د. أحمد فتفت، أنطوان قسيس، أنطوان اندراوس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، بدر عبيد، توفيق كسبار، جوزف كرم، حامد الدقدوقي، حسان قطب، ربى كبارة، رودريك نوفل، حُسن عبود، حسين عطايا، منى فيّاض، سامي شمعون، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فجر ياسين، طوني حبيب، طوني خواجه، ميّاد حيدر، سيرج بوغاريوس وعطالله وهبة وأصدروا البيان الآتي:

أولاً- يعلن المجتمعون تضامنهم بأوضح العبارات مع الشعب الفرنسي الصديق الذي تربطنا به معاني الجمهورية، بما في ذلك قيم العدالة والحرية والأخوّة والمساواة، ويعتبرون أن الحدث الأليم الارهابي الذي أصابهم أصابنا. ويؤكّدون على أن ما حصل يشوّه صورة الإسلام قبل غيره ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم للإجابة على السؤال التالي:

"كيف يمكن أن نعيش بسلام رغم اختلافنا في زمنٍ أنهى المجتمعات الصافية لصالح عولمة فرضت التنوّع على الجميع؟"

ثانياً- "يتفهّم" لقاء سيدة الجبل شكوى البعض من تهميشه من قبل بعض الأفرقاء وتجاوز مطالبهم في تشكيل الحكومة المرتقبة. لكنّه يؤكّد أن العودة إلى الدستور والطائف هي التي تشكّل الضمانة للمسيحيين والمسلمين معاً، فالدستور أتى نتيجة اقتتال داخلي كلّفنا 120 ألف شهيد لذلك هو متينٌ وليس "نتناً"؛ لأن التجمعات الطائفية التي ساهمت في إيصال "رئيسٍ قوي" بعد اجتماع الزعماء الموارنة أو التي فاوضت باسم نادي رؤساء الحكومات السابقين بحجة "التوازن" مع الثنائي الشيعي قد فشلت، والدليل ما نشهده اليوم على الساحة الوطنية.

2*) الكتائب اللبنانية

20 تشرين الاول 2020

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الكترونياً برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، وصدر بيان، اشار الى ان "لبنان ينزلق يوماً بعد يوم الى قعر الهاوية وينجرف معه اللبنانيون الى وضع مأساوي، تحولوا معه الى متسولين في بلدهم يستعطون حاجاتهم استعطاء، فيما المنظومة الحاكمة منغمسة في نزاعاتها التحاصصية المعهودة تاركة المافيات تتحكم برقاب الناس دون حسيب او رقيب.السلع تختفي والمحروقات تسحب من الاسواق، حتى وصل الأمر باللبنانيين الى درجة استجداء حبة دواء من الصيدلية لاسكات وجع او محاربة مرض عضال فلا يجدونها، فيما يتجرأ اهل السلطة على ادعاء مداهمات فاشلة لم تفض يوما الى كشف اسم او فضح متورط".

اضاف البيان: "وفي خضم هذا الواقع المزري تطالعنا المراجع المالية بقرارات تتخذ عشوائيا بحجة ضبط الكتلة النقدية التي ساهموا هم أنفسهم بتضخمها، نتيجة طبع العملة دون سقف، فاذا بهم يقررون على غفلة من اللبنانيين فرض قيود على السحب بالليرة ليتراجعوا عن قراراهم في 24 ساعة، في اداء اقل ما يقال فيه انه متخبط. غاب عن بال أهل السلطة ان اي قرار في غياب خطة اقتصادية - اجتماعية متكاملة، سيجرنا الى نتائج سلبية كالتي شاهدناها وسنشاهدها وسيدفع ثمنها اللبنانيون، طالما أن الحل السياسي مازال مفقودا".

وتابع: "وفي مسار القرارات العشوائية نفسه، يأتي الاغلاق المحلي للمناطق لمحاربة تفشي فيروس الكورونا ليثبت فشله، اذ بقيت الارقام تحلق لأكثر من ثغرة وثغرة، فيما المستشفيات الحكومية وغير الحكومية استنفذت طاقتها الاستيعابية، وهي تفتقد الى مستلزمات وتجهيزات، تقاعس المعنيون عن توفيرها، ناهيك عن الفوضى التي سادت القطاع التعليمي مع اقفال مدارس وفتح اخرى، مع ما رافق ذلك من اجحاف بحق الطلاب دون اغفال المرافق الحيوية الأخرى".

واشار المكتب السياسي الى انه"امام هذا المشهد الأسود، تعيش المنظومة في عالم آخر تبحث فيه عن جنس الحكومة للمرة الألف، وللمرة الألف تحاول ان توهم اللبنانيين بأنها تستجيب لطلبهم تشكيل حكومة مستقلة تنقذ البلد، فيما المحاصصة تسير على قدم وساق باعتراف اهل السلطة انفسهم، وهم لا يخجلون من المجاهرة بطلباتهم، وان لم يحصلوا عليها لوحوا بسيف التعطيل غير عابئين بالبلد. ان هذه المسرحية الحكومية لن تنطلي على احد، لا على اللبنانيين ولا على المجتمع الدولي الذي مازل يمنح لبنان فرصة اخرى للنهوض، فيما اهل السلطة يبددونها على جشعهم".

وجدد حزب الكتائب المطالبة ب"رحيل هذه المنظومة من اسفل الهرم الى أعلاه دون اي تأخير، بدءا من استقالة النواب والذهاب فورا الى انتخابات نيابية تعيد القرار الى اللبنانيين، الذين نزلوا الى الشارع مجددا واكدوا استمرار شعلة انتفاضتهم".

3*)  نص كلمة الرئيس ميشال عون

21 تشرين الاول 2020

أيتها اللبنانيات أيها اللبنانيون، يا نواب الأمة، رأيت من واجبي اليوم، انطلاقا من قسمي ومن مسؤوليتي الدستورية ورمزية موقعي، أن أتوجه إلى الشعب اللبناني كما إلى نواب الأمة، من منطلق المصارحة الواجبة خصوصا على مشارف الاستحقاقات الكبرى التي يتم فيها رسم خرائط وتوقيع اتفاقيات وتنفيذ سياسات توسعية أو تقسيمية قد تغير وجه المنطقة.

لقد شهدت منطقتنا تغيرات سياسية كثيرة وعميقة بفعل عوامل إقليمية ودولية، وهذه التغيرات لم تظهر كل نتائجها بعد على صعد كثيرة، وقد تقلب الأمور رأسا على عقب. من هنا السؤال المصيري والحتمي: أين نحن وأين موقع لبنان وما هي السياسات التي علينا أن ننتهج إزاء هذه التغيرات والتفاهمات المحورية الكبرى، كي لا يكون لبنان متلقيا وغير فاعل فيما نشهده، فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى؟ في سياق آخر، تدعوني تلك المصارحة الى أن أقول لكم إنني أعيش وجع الناس وأتفهم نقمتهم لكن الحقيقة توجب علي أن أذكر بأن بعضا ممن حكم لبنان منذ عقود، ولم يزل بشخصه أو نهجه، قد رفع شعارات رنانة بقيت من دون أي مضمون، وكانت بمثابة وعود تخديرية لم ير الشعب اللبناني منها أي إنجاز نوعي يضفي على حاضره ومستقبله اطمئنانا، فبقي الإصلاح مجرد شعار يكرره المسؤولون والسياسيون وهم يضمرون عكسه تماما، ينادون به ولا يأتون عملا إصلاحيا مجديا، بل يؤمنون مصالحهم السلطوية والشخصية بإتقان وتفان، حتى وصل بنا الأمر إلى أن أصبح الفساد في لبنان فسادا مؤسساتيا منظما بامتياز، متجذرا في سلطاتنا ومؤسساتنا وإداراتنا.

حين كنت ما أزال مبعدا إلى فرنسا، كان شعار الإصلاح يصدح في لبنان، ولم أر منه حين عدت أي أثر من أي نوع كان، فحملت مشروع التغيير والإصلاح في محاولة لإنقاذ الوطن من براثن المصالح الفئوية والشخصية والسلطوية التي أودت بنا جميعا إلى ما نحن عليه اليوم. رفع المتضررون المتاريس بوجهي، وما زالت صفحات الإعلام المكتوب والمواقف في سائر الوسائل الإعلامية شاهدة على تصميم ممنهج من هؤلاء بعدم تمكيني من أي مشروع إصلاحي بمجرد أنه نابع من اقتناعي ونهجي.

أسأل اليوم: ما هي الحال الاجتماعية لشعبنا في ظل غياب منظومة الحماية الاجتماعية الشاملة، المعروفة بضمان الشيخوخة، والتي وضعت اقتراح قانون بشأنها، إبان عودتي من الإبعاد، لم يجد بعد طريقه إلى الإقرار؟ أين التقديمات الطبية والعلاجية والاستشفائية الشاملة لشعبنا، وقد ضاقت به الأحوال بفعل إهمال وضع أي سياسة اجتماعية ناجعة تقيه غدر الزمن؟ أين نحن من رفع الدعم على موادنا الحيوية التي نستورد معظمها ولا نضبط استفادة شعبنا من دون سواه منها؟ أين الاقتصاد بعد أن أكل ريعه مدخرات اللبنانيين وجنى عمرهم، في حين أننا كنا ننادي وما زلنا بالاقتصاد المنتج؟ أين الخطة الاقتصادية ومن أفشل تطبيقها؟ أين برنامج الاستثمار العام "CIP" ومن أبقاه حبرا على ورق ؟ أين الخطط الإنمائية القطاعية التي وضعها مؤتمر "CEDRE" ومن تقاعس عن تنفيذها؟ أين خطة الكهرباء التي تنام في الأدراج منذ سنة 2010 ولم يحدد لها أي اعتماد أو إطار تنفيذي بالرغم من إصرارنا عليها كي لا يظل اللبنانيون أسرى العتمة وكلفة المصادر المتعددة للطاقة المحرزة؟ أين خطة السدود من تجميع ثروة لبنان الطبيعية، المياه، التي تنبع من جوف أرضنا وتذهب سدى من أنهرنا إلى بحرنا؟ في بدايات عهدي، أيقظت مراسيم الاستكشاف والتنقيب عن الغاز في بحرنا بعد سبات عميق، والغاز ثروة طبيعية لها حجمها وآثارها الإنقاذية لأوضاعنا الاقتصادية المتردية، في حين أن التشكيك لا يزال سائدا لدى مروجي التشاؤم من بعض من يتولى الشأن العام.

أين سائر مشاريع الإصلاح؟ اين ال 47 بندا التي عرضت على رؤساء الكتل والأحزاب جميعا في لقاء جامع في قصر بعبدا، فاعتمد جزء كبير منها ولكن لم ينفذ شيء؟ لماذا تم الهروب من تحمل المسؤولية واقرار مشاريع الاصلاح؟ ولمصلحة من هذا التقاعس؟ وهل يمكن اصلاح ما تم إفساده باعتماد السياسات ذاتها؟ أين اقتراحات قوانين الإصلاح من استعادة الأموال المنهوبة والتحقيق التلقائي في الذمة المالية للقائمين بخدمة عامة والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية؟ أين نحن من هدر المال العام والحسابات المفقود أثرها في وزارة المال ومشاريع قطوعات الحسابات؟ أين نحن من هيئة الإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار وصندوق المهجرين ومجلس الجنوب والمؤسسات العامة غير المنتجة، والتي توافقنا على إلغائها لوضع حد للنزيف المالي الحاد فيها ومن جرائها؟ أين نحن من مبادرة الإنقاذ مما حل بنا، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو نقديا أو ماليا أو لجهة إعادة إعمار بيروت بفعل انفجار المرفأ المأساوي؟ أين نحن من برامج المساعدة ومن المبادرة الفرنسية الاقتصادية الإنقاذية والمباحثات مع صندوق النقد الدولي ومساهمات مجموعة الدعم الدولية في عملية الإنقاذ؟ أين القضاء من سطوة النافذين؟

وأخيرا وليس آخرا، أين نحن من التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وهو قرار حكومي يهدف إلى معرفة أسباب الإنهيار الحالي وتحديد المسؤولين عنه من فاعلين ومتدخلين ومشاركين؟ هذه التجربة الرائدة أتى من يعترض عليها ويعرقلها ويناور لإفشالها.

إن صمت أي مسؤول وعدم تعاونه بمعرض التدقيق الجنائي، إنما يدلان على أنه شريك في الهدر والفساد. فهذه التجربة، إذا قدر لها النجاح، ستنسحب على الوزارات والمجالس والصناديق والهيئات واللجان والشركات المختلطة كافة من دون استثناء، وسوف تسمح بتحديد المسؤوليات وانطلاقة الاصلاحات اللازمة وصولا الى إزاحة الفاسدين فمن يجرؤ على توقيفها؟ وكيف يمكن أن ندعي الإصلاح ومحاربة الفساد ونعطل في الوقت نفسه أهم إجراء يمكننا من كشف مكامن الفساد وأسبابه والفاسدين؟ وهل يمكن ان يسكت اللبنانيون، شعبا ونوابا واعلاما عن ذلك؟ أيها اللبنانيون، اليوم مطلوب مني أن أكلف ثم أشارك في التأليف، عملا بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد واطلاق ورشة الاصلاح؟

هذه مسؤوليتكم أيها النواب، فأنتم المسؤولون عن الرقابة والمحاسبة البرلمانية باسم الشعب الذي تمثلون، وأنتم اليوم مدعوون باسم المصلحة اللبنانية العليا لتحكيم ضميركم الوطني وحس المسؤولية لديكم تجاه شعبكم ووطنكم، سيما أنه مر عام على 17 تشرين وما يحمل من دلالات غضب المواطنين ومن رفعهم شعار "كلن يعني كلن"، ما يشمل الصالح والطالح منا.

قلت كلمتي ولن أمشي، بل سأظل على العهد والوعد، وأملي أن تفكروا جيدا بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدولية، ذلك أن الوضع المتردي الحالي لا يمكن أن يستمر بعد اليوم أعباء متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين.

سأبقى أتحمل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة. عشتم وعاش لبنان.

4*) الراعي في عظة الاحد

25 تشرين الاول 2020

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"متى جاء إبن الانسان في مجده، يجلس على عرش مجده وتحشد أمامه جميع الامم"، قال فيها: "

  1. تحتفل الكنيسة في هذا الأحد الأخير من السنة الطقسية بعيد يسوع الملك: فكلمة الله صار إنسانا، وحمل إسم يسوع المسيح. بتجسده اتحد نوعا ما بكل إنسان، حتى أطلق على نفسه إسم "إبن الإنسان"، وأسس ملكوته السماوي؛ وبآلامه وموته افتدى كل إنسان من خطاياه؛ وبقيامته انتصر على الخطيئة والموت، فمجده الآب ورفعه وجعله ملكا تسجد له كل ركبة ويعترف به كل لسان أنه الرب (فيليبي 2: 9). وفي نهاية الأزمنة، سيأتي ملكا ديانا لجميع الأمم والشعوب.

في هذا العيد تقرأ الكنيسة إنجيل الدينونة كما رواه القديس متى الإنجيلي. يؤكد فيه الرب يسوع أنه سوف يديننا على المحبة تجاه أي إنسان بحاجة جسدية أو مادية أو روحية أو معنوية. وأكد أيضا أنه يتماهى مع المحتاجين ويسميهم إخوته الصغار، وهم كل جائع وعطشان وعريان وغريب ومريض وسجين (متى 25: 35- 40). إملأ يا رب قلوبنا بمحبتك لكي نجسدها لكل إنسان في حاجة.

  1. بالأمس أنهينا أسبوع الرياضة الروحية السنوية مع إخواننا السادة المطارنة الآتين من لبنان والنطاق البطريركي الأنطاكي وبلدان الإنتشار. وألقى مواعظها قدس الأب مالك بو طانوس الرئيس العام السابق لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، وكان موضوعها "ثورة التطويبات". وقد حملنا بصلاتنا كل أبناء كنيستنا إكليروسا وعلمانيين حيثما وجدوا. وصلينا من أجل شفاء المصابين بوباء كورونا وسائر المتألمين من مرضى وجائعين وفقراء ومظلومين ومهملين. وصلينا من أجل لبنان وشعبه ومنكوبي إنفجار بيروت وضحاياه الموتى والأحياء. والتمسنا من الله حل الأزمة اللبنانية بدءا بتكليف رئيس جديد للحكومة، وبتشكيلها بأسرع ما يمكن على أسس سليمة، مبنية على الدستور والميثاق، وقادرة على إجراء الإصلاحات والنهوض الإقتصادي والمالي والمعيشي. فنشكر الله على الـتكليف ونسأله أن يواكب التشكيل بمس ضمائر جميع المسؤولين وقلوبهم، محررا إياها من أسر المصالح والكيدية، الشخصية والسياسية.
  2. كانت الغاية من رياضتنا الروحية، أولا مراجعة شخصية وتجدد روحي على ضوء إنجيل التطويبات؛ وثانيا الإستعداد لدخول أسبوع السينودس المقدس، بحيث ندخله بروح المسؤولية والتجرد والشفافية، في ما نتخذ من قرارات تختص بتدبير الأبرشيات، والليتورجية، وتنشئة الإكليريكيين، وخدمة المحبة الإجتماعية، وسواها من شؤون كنسية وراعوية. نسألكم أن تواكبونا بصلواتكم من أجل نجاح الأعمال المجمعية في ما يرتضيه الله ويؤمن خير كنيستنا وأبنائها.
  3. سندان على المحبة يحدد الرب يسوع في الإنجيل ستة أنواع من حاجات الإنسان: وهي الجوع والعطش، والغربة، والعري، والمرض، والسجن. لكنها لا تقتصر على الوجه الجسدي والمادي، بل تشمل أيضا الوجه الروحي والمعنوي والإنساني والإقتصادي. وهي حاجات نجدها في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. وكل واحدٍ وواحدة منا جميعا مدعوٌ، من موقعه وإمكاناته ومسؤولياته، لتلبيتها، إفراديا أو جماعيا.

فالجوع جوعٌ إلى الطعام والخبز، وأيضا إلى عدالة وحقوق وفرصة عمل، وإلى علم ومعرفة. والعطش عطشٌ إلى الماء، وأيضا إلى محبة وتفهم وقبول من الآخرين، وإلى مكانة في المجتمع.

والغربة غربة عن العائلة والوطن، وأيضا غربة في العلاقات المنغلقة عن الحوار البسيط والصريح، وفي الإنطواء على الذات وعدم الثقة. والعري عريٌ من الثياب، وأيضا عريٌ من الكرامة عندما تُنتهك من داخل الذات ومن الخارج، وعري من قدسية الحياة عندما تداس بالعنف والإعتداء، وعري من الحقوق الأساسية التي تقرها شرعة حقوق الإنسان.

والمرض مرض جسدي وعقلي ونفسي، وأيضا مرض روحي وهو حالة العيش في الخطيئة من دون توبة، ومرض معنوي وهو حالة اليأس والقنوط والحزن، والألم من جراء الحرمان والجوع، وأيضا مرض الكبرياء والحسد والبخل، ومختلف الرذائل. والسجن سجن وراء القضبان الحديدية، وأيضا سجن عبادة الذات، والإرتهان لأشخاص وإيديولوجيات، وللرأي والموقف، والإستعباد لتعاطي المخدرات، وللسكر، والإدمان على لعب القمار.

  1. وتخضع لهذه الدينونة ولشرعة المحبة الجماعة السياسية، لا سيما وأنها وجدت من أجل تأمين الخير العام، الذي منه خير الجميع، وخير كل إنسان، على المستوى التشريعي والإجرائي والإداري والقضائي والإقتصادي والمالي والحقوقي والتربوي والصحي والأمني. إلى الآن أخفق المسؤولون في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة في واجب تأمين هذا الخير العام، لأنهم اعتنوا فقط بخيرهم الشخصي الخاص، وبعدم الولاء للوطن، وبالفساد وسرقة المال العام وتقاسم المغانم. ففكفكوا أوصال الدولة، وأفقدوها هيبتها وكسروا وحدتها، وأرهقوها بالديون وأفقروا شعبها، واستباحوا السلاح غير الشرعي والمتفلت، وهجروا شبابها وقواها الحية، وأوصلوها إلى حالة البؤس.
  2. أمام هذا الواقع الأليم والإلتزام بإزالته، تقف الحكومة العتيدة قبل تشكيلها وبعده. فإنا، إذ نهنئ رئيسها المكلف السيد سعد الحريري، نشجعه ونرغب إليه أن ينطلق في تشكيل حكومته من هذا الواقع. فمعه الشعب المنتظر الفرج، والثورة الإيجابية العابرة للطوائف والأحزاب والمناطق، ومعه اللبنانيون المحبون للبنان، ومعه الكنيسة المؤتمنة على خير كل إنسان، ومعه منكوبو نصف العاصمة بيروت المدمرة من إنفجار المرفأ، وأكثرية أهلها الساحقة من المسيحيين.

فتخطى، أيها الرئيس المكلف، شروط الفئات السياسية وشروطهم المضادة، وتجنب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين، في ما الشعب منهم براء. من أجل بلوغ هذا الهدف نقول لك بإحترام ومودة: إلتزم فقط بنود الدستور والميثاق، ومستلزمات الإنقاذ، وقاعدة التوازن في المداورة الشاملة وفي إختيار أصحاب الكفاية والأهلية والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والإختصاص بالإستقلالية السياسية. إحذر الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة: فلا خفي إلا سيظهر، ولا متكوم إلا سيعلم ويعلن، لأن كل ما قلتموه في الظلمة سينادى به على السطوح" (لو 12: 2-3)، على ما يقول السيد المسيح. لا تضع وراء ظهرك المسيحيين، تذكر ما كان يردد المغفور له والدك: البلد لا يمشي من دون المسيحيين. هذا انتباه فطن وحكيم، فالمسيحيون لا يساومون على لبنان لأنه وطنهم الوحيد والأوحد، وضحوا كثيرا في سبيل إيجاده وطنا للجميع، وما زالوا يضحون.

  1. أنتم هذه المرة، خلافا لكل المرات السابقة، أمام تحد تاريخي وهو إعادة لبنان إلى دستوره نصا وروحا، وإلى ميثاقه، وإلى هويته الأساسية الطبيعية كدولة الحياد الناشط، أي الملتزمة ببناء سيادتها الداخلية الكاملة بجيشها وقواها العسكرية، والقائمة على سيادة القانون والعدالة، والممسكة وحدها بقرار الحرب والسلام، والمدافعة عن نفسها بوجه كل إعتداء خارجي بجيشها وقواها الذاتية، والفاصلة بين الحق والباطل. دولة حياد ناشط في تعزيز لقاء الثقافات والحضارات والأديان وحوارها، وفي الدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب لا سيما العربية منها. ودولة حياد ناشط تنأى بنفسها عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليمية ودولية. هذا الحياد الناشط هو المدخل الضامن إلى الوحدة الداخلية وإلى الإستقرار والنهوض الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي.
  2. تطلع يا دولة الرئيس، مع فخامة رئيس الجمهورية بعين واحدة: إلى بيروت المدمرة التي يجب إعادة إعمارها، وإلى نجاح مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مصير النفط والغاز وتأمين مردوده إلى خزينة الدولة؛ وإلى مواكبة المبادرة الفرنسية والإشراف على المساعدات والهبات الآتية من الدول الخارجية.

أما الآن وقد انتهت استشارات التأليف، والمطالب اتضحت، وحاجة البلاد معروفة، وحالة المنكوبين المأسوية ضاغطة، وشروط الإنقاذ الدولي صريحة، فلا يبقى سوى العجلة في تشكيل الحكومة. والعجلة هذه المرة من الله. فلا تخيبوا مرة أخرى آمال اللبنانيين والمجتمع الدولي. لست أعني بالعجلة التشكيل كيفما تيسر، وعلى قاعدة: من مشى مشى، ومن لم يمش يبقى خارجا. لبنان ذو نظام ديموقراطي يتفاهم فيه الجميع موالون ومعارضون من أجل الخير العام.

ونحن أيها الإخوة والأخوات الاحباء، نجدد رجاءنا بالله، صخرة خلاصنا. له المجد والتسبيح والشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".