الأربعاء 18 يوليو, 2018
المركز اللبناني للبحوث والدراسات ش.م.م.
الأشرفية، بيروت، شارع جورج تابت، بناية نجيم- ACH336، طابق أول. 01/203066 Email: [email protected]
تقدير موقف أسبوعي العدد – 1 18/7/2018
أولاً: في المشهد السياسي اللبناني الراهن.
- قبل أن تستقرّ المنطقة العربية على نصاب جيوبوليتيكي معيّن بين القوى المتصارعة فيها وعليها، أي خلال فترة "الانتظار" هذه بالنسبة للبنانيين،
- وبعد التسوية الرئاسية الأخيرة، وما أعقبها من انتخابات نيابية جاءت نتائجها مفصّلة على مصالح واحجام تلك التسوية،
- ومع أزمة "الحصص الحزبية" في الحكومة العتيدة، أي في ظل هذا الصراع الحالي من أجل تقاسم الدولة بين القوى الرئيسية "المنتصرة" في الانتخابات، أكانت قوى طائفية متقابلة، أو قوى متزاحمة داخل الطائفة الواحدة...
- قبل وبعد ومع، بلغ المشهد السياسي اللبناني درجةً غير مسبوقة من الفرز والتجاذب والاستقطاب، على قاعدة "الطائفية السياسية" التي كانت السبب الرئيس لإجهاض مشروع "دولة العيش المشترك" في لبنان، والتي يُراد اليوم تعميمها على المنطقة العربية لإجهاض أي مشروع للنهوض فيها.
- المفارقة أن كل هذا الحراك الداخلي المحموم، في الفرز والتجاذب والاستقطاب، يبقى محكوماً لسقفين: سقف الصراع في المنطقة الذي لا يستطيع اللبنانيون التأثير فيه بسبب تشرذمهم، فضلاً عن خطأ بعضهم في بناء نهائيات سياسية على رمال متحركة... وسقف "أرجحيّة شيعية" في الميزان الداخلي بالمقارنة مع الطائفيات السياسية الأخرى، بسبب استفادة "الشيعية السياسية" من مراكمات النفوذ الايراني في المنطقة خلال سنوات طوال، فيما تبدو الطائفيات السياسية الأخرى أي المارونية والسنّية والدرزية "يتيمة" أو تكاد... بعبارة أخرى، فإن الحراك الداخلي المحموم يبدو كحراك طاحونة تعلك أحشاءها!
- باختصار ومن الآخر، يبدو المشهد السياسي اللبناني مشهداً طائفياً بامتياز، رغم أنف اتفاق الطائف والدستور، وكل قرارات الشرعيتين الدولية والعربية لدعم هذا الاتفاق.. وطبعاً رغم أنف انتفاضة السيادة والاستقلال بكل وعودها وشهدائها!!
- إن هذه النتيجة المتمثّلة بـ:
- قيام شيعية سياسية،
- شلل الطائفيات الأخرى،
- شلل في تطبيق اتفاق الطائف والدستور،
- تنفيذ إنتقائي للقرارين 1559 و1701،
لا تبني دولة على قدر طموح اللبنانيين.
ثانياً: في تقديرنا واختيارنا.
نقترح على كل سامعي الصوت، من الحريصين على معنى هذا البلد، التأمّل في الكلمات التالية التي كتبها سمير فرنجية عام 2016:
"أن مستقبل لبنان رهنٌ بقدرة اللبنانيين على إرساء ثقافة الوصل، والعمل على "تغيير الزمن اللبناني" المحكوم بخلافات وصراعات زعماء الطوائف وأحزابها حول حصة كل منهم في الدولة وأجهزتها، وأن يبنوا دولةً قادرة على حماية المجتمع وتأمين شروط تطوره، لا دولة تعمل على إبقاء المجتمع في حالة حرب باردة، يتخلّلها بين الحين والآخر فتراتٌ ساخنة".
ثالثاً:
ممّا تقدم نرى أن بين الواقع المشار إليه أعلاه وكلام سمير فرنجية أدناه مسافة ينبغي على اللبنانيين قطعها، وهنا سينصب جهد المركز اللبناني للبحوث والدراسات Politica.
تواصلوا معنا