تقرير أسبوعي دولي - 69-2021

تقرير أسبوعي دولي - 69-2021
الأحد 29 أغسطس, 2021

 

رقم 69/2021

تقرير دولي  23-29/آب /2021

 

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان  بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

يمكن القول بأن الأزمات في لبنان لا تزال تتفاقم على كافة الصعد، في ظل انسداد الحل السياسي الذي هو السبب الأول للتعقيدات في كافة القطاعات.

فالأزمة المعيشية المتأتّية من التضخم وفقدان العملة اللبنانية لقيمتها لا تبدو انها ذاهبة نحو الحل، طالما عملية ضرب القطاع المصرفي لا تزال قائمة.

والأزمة الصحية مستمرة طالما هجرة الأطباء واصحاب الكفاءة في القطاع الصحي مستمرة وفي ظل انقطاع الدواء والمستحضرات الطبية للمستشفيات والمختبرات.

كما أن أزمة المحروقات مستمرة أيضاً طالما عملية دعم المشتقات النفطية مستمرة في ظل استمرار عملية تهريب هذه المواد إلى سوريا. ولن تكون البواخر الايرانية، التي إذا ما وصلت إلى الشواطئ اللبنانية واستطاعت تفريغ حمولتها "بسحر ساحر"، هي الحل؛ فلبنان يستهلك حوالي 360 باخرة سنوياً- أي باخرة باليوم- ولن يستطيع أمين عام حزب الله مهما رفع إصبعه عالياً، أن يؤمن حاجة اللبنانيين من هذه المواد، وسيكون مفعول الباخرتين أو الثلاثة على السوق المحلي كمن يصب الماء على الرمل! هذا ناهيك عن العقوبات التي يمكن أن يتعرض لها لبنان والدولة اللبنانية من المجتمع الدولي في ظل العقوبات المفروضة على ايران!

كذلك، مخطئاً كان من طنّ أن عمليات الدهم التي قامت بها الأجهزة الأمنية على المحتكرين ستخفف من أزمة الدواء والبنزين والمازوت، والدليل ظاهر للجميع، طوابير السيارات ازدادت على المحطات بدل أن تخفّ، فيما الدواء لا يزال مفقوداً والمواطن يستجدي دواءه للأسف كمتسوّلٍ على قارعة الطريق!

أما الأزمة السياسية، فمكانك راوح! فالرئيس المكلف تشكيل الحكومة لا يزال منذ تسميته يزور قصر الرئاسة للاجتماع برئيس الجمهورية، من دون أية نتيجة؛ فالعقد التي كانت مطروحة في فترة التأليف التي عمل خلالها الرئيس المكلف سعد الحريري لاكثر من تسعة أشهر لا تزال على ما كانت عليه؛ إن من جهة مطالب الرئيس وفريقه السياسي أو من جهة حزب الله وعملية العرقلة من خلف الستارة لمصالح دولة الفقيه الراعية!

وبالرغم من المناشدات المستمرة من الجهات الخارجية قبل الداخلية، لا تزال الطبقة السياسية الحاكمة والممسكة بأعناق اللبنانيين لخنقهم، مستمرة بعنادها من أجل تأمين مصالحها الخاصة غير آبهة بمصير البلاد والعباد التي اصبحت في الهاوية وليس على شفيرها!

لقد اصبح واجباً على هذه الجهات الخارجية التي لا زالت تتوسّل وتتمنى وتحذّر وينتابها القلق، أن تعمل على إقامة مؤتمر دولي من أجل دعم لبنان ومساعدته على تطبيق دستوره ووثيقة وفاقه الوطني، اللذان من خلالهما ينتظم العمل السياسي ومن ورائه يمكن إصلاح الوضع الاقتصادي والمالي والصحي، كما على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة من أجل استعادة السيادة وحمايتها وحصر قرار السلم والحرب بالدولة اللبنانية ومصادرة كل السلاح غير الشرعي المتواجد على الاراضي اللبنانية.

فالمناشدات والتمنيات لن تصلح ما قامت بتخريبه الطبقة السياسية اللبنانية المتواطئة والمتحالفة مع ميليشيا حزب الله - اللبناني بالإسم والايراني بالهوية - أو الخائفة منه، الذي عمِل ويعمل منذ تأسيسه على تقويض الدولة وقطاعاتها التي قام عليها لبنان منذ تأسيسه قبل مئة عام!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

طرح كلام السفيرة الأميركية، الاسبوع الماضي، حول موافقة إدارة بلادها منح لبنان الغاز والكهرباء عن طريق سوريا أسئلةً كبيرة حول موقف الدولة السورية مما يحصل، وقد نفى مصدر سياسي سوري أن تكون دولته قد أعطت اجابةً سلبية قاطعة تجاه مساعي مدّ لبنان بالكهرباء عبر أراضيها. ووفق المعلومات، فإن سوريا تسعى من خلال التفاوض مع الجانب الأردني الحصول على نسبة من التغذية لمناطقها، وهو الأمر الذي وافقت عليه عمّان، مع اتفاق الفريقين على عدم المساس بحصّة لبنان منها. وعن الوقت الذي يحتاجه الأمر ليتمّ، يتبيّن أن الشبكة السورية المناط بها نقل الكهرباء من الأردن إلى لبنان تعمل بشكل سليم، وإن محطة دير علي في ريف دمشق، والتي جهزتها "سيمنز" بالمناسبة، جاهزة لاستقبال الطاقة من المصدر ووصلها بالهدف، وبالتالي الأمر يتوقّف على القرار السياسي بالشروع بالنقل.

على صعيد منفصل، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، شبكات فساد وتبييض أموال في الباراغوي يقودها قاسم محمد حجازي، وخليل أحمد حجازي (اللبنانيي الجنسية والتابعين لحزب الله)، بموجب الأمر التنفيذي 13818، الذي يؤسس على قانون "ماغنيتسكي الدولي للمساءلة حول حقوق الإنسان" ويستهدف مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفساد في جميع أنحاء العالم، وقالت الوزارة في بيان لها إنها فرضت عقوبات على الشخصين المذكورين بالإضافة إلى وليز باولا دولدان غونزاليس وخمسة كيانات مرتبطة بهم لدورهم في الفساد في الباراغواي. كما أشار البيان إلى انتشار الفساد والأنشطة غير المشروعة والإرهابية وغسل الأموال القائم على التجارة في منطقة الحدود الثلاثية (TBA) التي تضم الأرجنتين والبرازيل والباراغواي.

كذلك أشارت الوزارة إن قاسم محمد حجازي عمل كوكيل (Despachante) وهذا المصطلح يشير، وفق البيان، إلى أفراد لديهم قدرة كبيرة على استخدام شبكات واسعة من المسؤولين الحكوميين لمساعدتهم في أنشطتهم المشروعة وغير المشروعة، ولدى قاسم علاقات قوية مع السياسيين وضباط الشرطة والمدعين والعديد من وكلاء الصرافة الموجودين في سيوداد ديل إستي الذين يوفرون له الدعم وهو ما سمح له بالعمل في المنطقة منذ عام 2018 على الأقل. يشار إلى أنه تمّ تداول شريط فيديو يظهر عملية اعتقال قاسم محمد حجازي في مطار في الباراغواي، وما زالت المعلومات غير دقيقة حول مصير حجازي الذي قيل أن السلطات الاميركية تطالب بتسليمه لها.

في سياق أزمة تشكيل الحكومة، حض الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والطبقة السياسية اللبنانية، على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، والتنفيذ السريع للاجراءات والاصلاحات اللازمة لإخراج لبنان من أزمته الحالية، وتطرق الى المساعدات التي قدمها الاتحاد للبنان طيلة السنوات الماضية وعقب انفجار مرفأ بيروت، وأكد إمكان مناقشة تقديم حزمة أخرى من المساعدات بعد تشكيل الحكومة، ورأى بوريل أن لبنان ينهار وخطر الاضطراب الاجتماعي فيه وعدم الاستقرار يزداد، معتبرا أنه على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف أن يتفقا على التشكيل بشكل طارئ من أجل مصلحة الشعب اللبناني.  مواقف الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جاءت في رسالة عاجلة الى الرئيس عون حملها اليه ظهر يوم الخميس سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف.

كذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الخميس كل القادة السياسيين في لبنان الى تشكيل حكومة فاعلة بشكل عاجل، وشدد في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، على ضرورة أن تتمكن هكذا حكومة من تقديم الإغاثة الفورية وكفالة العدالة والمساءلة لشعب لبنان وقيادة مسار إصلاح طموح وهادف، لاستئناف الخدمات الأساسية واستعادة الاستقرار، وتعزيز التنمية المستدامة وبث الأمل في مستقبل أفضل. كما اعرب عن قلقه العميق إزاء تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي السريع في لبنان ولفت إلى ان الشعب اللبناني يعاني كل يوم من تضخم مفرط ونقص حاد في الوقود والكهرباء والأدوية وحتى من عدم توافر المياه النظيفة.

وفي السياق نفسه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، يوم السبت، أن الإسراع في تشكيل حكومة بلبنان تنفذ الإصلاحات اللازمة بشكل فوري سيمكن المجتمع العربي والدولي من الانخراط بفعالية في إنقاذ لبنان ودعم الشعب اللبناني، وأضاف في بيان نشرته الجامعة تعليقا على مناشدة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي  ان جامعة الدول العربية مستمرة في التضامن مع لبنان والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني.

وفي ملف بواخر المشتقات النفطية الايرانية إلى لبنان، لا يزال الغموض يلف هذا الملف. ففي وقت أكذد امين عام حزب الله أن باخرتان انطلقتا من موانئ ايران باتجاه لبنان والثالثة ستبحر خلال ايام، نفى موقع تعقب السفن حول العالم الأمر، محدداً أنه لا توجد على خرائطه أية سفن باتجاه لبنان، ومع نهاية الاسبوع تم تداول معلومات عن أن البواخر أصبحت على مشارف قناة السويس باتجاه البحر المتوسط!

وفي ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وفي خطوة وصفت في أوساط الرأي العام اللبناني بأنها مفاجئة وجريئة، أصدر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار مذكرة إحضار بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بعد امتناعه عن حضور جلسة استجواب. وأتت الخطوة غداة تلقي القاضي كتابا من الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحدث عن موانع دستورية تحول دون مثول رئيس الحكومة أمام القضاء العدلي، لكن بيطار اعتبر أنه لا قيمة قانونية لهذا الجواب وكلف القوى الأمنية بإحضار دياب إلى دائرته قبل 24 ساعة من موعد جلسة الاستجواب المقبلة التي حددها في 20 أيلول/سبتمبر. وهو ما وُجه بالرفض من قبل نادي رؤساء الحكومات السابقين كما من قبل أحزاب السلطة كافة.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: ان استقالة رئيسي الجمهورية ومجلس النواب المؤتمنين بحسب الدستور على سيادة لبنان واستقلالية قراره وديمقراطيته والمساواة بين اللبنانيين هي نقطة الانطلاق لمواجهة الاحتلال الإيراني للبنان الذي تجسده ميليشيا "حزب الله" وارهاب اجهزته واستباحته الدولة بكل مؤسساتها، بحيث انه يغامر مرة اخرى بجر لبنان الى مواجهة اقليمية وربما دولية خدمة لملالي طهران (قرصنة باخرة المازوت). فالجريمة الكبرى لرئيس الجمهورية هي الاستسلام لهذا المشروع معبّداً الطريق لانهيار الدولة وكل مؤسساتها وتعطيل مصالح اللبنانيين وحرمانهم من ابسط الخدمات ووضعهم تحت رحمة وابتزاز زعيم هذه الميليشيا. وقد سقطت بالتالي عنه الشرعية والصدقية وبات يُنظر اليه لبنانيا وعربيا ودوليا على انه اصبح مِعوَلا لهدم لبنان - لقد اصبح المؤتمر الدولي من أجل مساعدة لبنان على تنفيذ القرارات الأممية 1559، 1680 و1701 ضرورة سياسية ووطنية ووجودية قصوى لإعادة الشرعية الى الدولة اللبنانية ولاعادة لبنان إلى الشرعيتين العربية والدولية، على قاعدة التمسك باتفاق الطائف بوصفه ضمانة دستورية لكل اللبنانيين، وليس باعتباره نظام حماية او امتيازات لهذه الجماعة أو تلك كما حصل في زمن الاحتلال السوري وكما هو حاصل اليوم في زمن الاحتلال الايراني. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل - المكتب السياسي: إن كل تأخير ومماطلة وفرض شروط قديمة متجددة على طريق تشكيل الحكومة هو جريمة بحق كل اللبنانيين الذين يعانون من تراكم الازمات المعيشية والحياتية وهو فعل بحال استمراره يهدد ما تبقى من فرص للخروج من المأزق - دعا الى الاقلاع عن سياسات الترقيع ووقف المغامرات والمناورات التي باتت مكشوفة للداخل والخارج، والاسراع في وضع خطة طوارئ صحية واجتماعية والغاء كارتيلات الاحتكار على انواعه وخلفياته مما يسهم في تخفيف معاناة الناس. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • الكتائب (المكتب السياسي): لفت الى ان الوضع المعيشي بات لا يحتمل ولا طاقة لأي شعب على التعايش مع أوزاره، بعدما جاءت خطوة رفع اسعار المحروقات دون اي خطوة عملية تدعم اللبنانيين، واعتبر ان كل ما تقدم عليه هذه "المجموعة" محكوم بحاجتها الملحة للحفاظ على مواقعها - ورأى في غياب رد الفعل الرسمي على اعلان نصرالله الاتيان بالمحروقات الايرانية متحديا العقوبات والتمهيد للتنقيب عن النفط اللبناني من قبل شركات ايرانية، سقوطا متجددا في قبضة المشروع الايراني الذي ينمو مستفيدا من التواطؤ والاذعان والفشل - وحذر من التغييب المشبوه لملف انفجار مرفأ بيروت في محاولة مستمرة للتهرب من التحقيق، من دون نسيان التحقيق الغائب تماما حتى الساعة في انفجار التليل (عكار) الكارثي، والأمر ينسحب على استهداف مسجدي التقوى والسلام بعد مرور ثماني سنوات دون القاء القبض على المجرمين على الرغم من صدور القرار الاتهامي وحكم المجلس العدلي - أعاد التأكيد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي والعربي والدول الصديقة بدور فاعل يحمي اللبنانيين ويسمح لهم بالتعبير عن خياراتهم متى حان الوقت. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • تكتل لبنان القوي (التيار العوني): طالب حكومة تصريف الأعمال بوضع آلية لبدء اعتماد نظام الحصص في بيع المحروقات للبنانيين وللقطاعات المعنية، بما يسهم في وقف الإزدحام على المحطات وتنظيم الطلب على المازوت، والأهم يؤدي إلى مكافحة التخزين والتهريب! - المبادرة إلى منح مؤسسة كهرباء لبنان ما يلزمها من إمكانات تمويلية للتشغيل والتصليح، ومن نفط عراقي أو غاز مصري لاحقا، لكي تتمكن من تأمين ساعات التغذية - أمل "أن ينتهي دولة الرئيس المكلف بالاتفاق مع فخامة الرئيس من تأليف الحكومة العتيدة وإصدار مراسيمها هذا الأسبوع. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله): تجدد قناعتها بأن الحكومة هي التي تمثل الإطار الدستوري والواقعي السليم لتقرير السياسات ومعالجة المشكلات. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • حسن نصرالله في ذكرى التحرير الثانية من مسلحي تنظيم "داعش": ما حصل في جرود البقاع كان جزءا من الحرب الكونية على سوريا، وكان مشروع داعش هو للسيطرة على المنطقة - أن المشروع الاميركي يتهاوى، وما انسحابه في العراق تحت ضغط المقاومة، ومن افغانستان إلا دليل تهاوي هذا المشروع، وللهزيمة الاميركية الكاملة ولسقوطها - الحصار الذي يفرضه الاميركيون على لبنان وعلى سوريا، من خلال قانون قيصر ترك آثارا كبيرة على الاقتصاد اللبناني - كشف أن الايام المقبلة ستظهر السفن الآتية من ايران، معلنا عن الاتفاق مع الايرانيين على تحميل سفينة ثالثة، رافضا المزيد من الحديث عن هذه المرحلة الى أن تصل السفينة الاولى إلى البحر المتوسط - شدد على ضرورة تشكيل الحكومة لمواجهة هذه الازمات، وقلل من اهمية الرهان على محادثات فيينا والخارج – وفي قضية التحقيق في انفجار المرفإ أكد أنه تحقيق مسيس واسنتسابي، واعلن باسم حزب الله رفض موقف المحقق العدلي تجاه الرئيس حسان دياب. (ملحق رقم 6*- ملخص الكلمة)
  • التيار العوني (الهيئة السياسية): تدعو رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الى التعاون البناء كشركاء دستوريين في تشكيل حكومة تضع حدا للانهيار وتؤسس للتعافي المالي - تعرب عن قلقها من محاولات حرف التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت عن مساره، وتدعو المحقق العدلي إلى الابتعاد عن أي إجراء استعراضي غير ملائم لا يخدم الغاية من التحقيق. (ملحق رقم 7*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: أن الفساد ليس محصورا في الطبقة السياسية، بل هو منتشر بكل أسف في المجتمع اللبناني. وإذ نشجع هذه الأجهزة على توسيع مداهماتها لتشمل جميع المحتكرين وحاجبي الحاجات الحياتية والصحية عن الناس، ندعوها أيضا وبخاصة إلى إغلاق المعابر الحدودية ومنع التهريب. فكل إجراء إداري يتخذ يبقى ناقص المفعول ما لم تغلق معابر التهريب بين لبنان وسوريا - أين أصبح التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت؟ فمن حق أهالي الشهداء واللبنانيين عموما أن يعرفوا تطورات التحقيق من دون الدخول في أسراره. وما هو مصير الاستدعاءات بحق نواب ووزراء ورؤساء أجهزة أمنية وعسكرية، فلم التأخير؟ ولم تراكم الاستدعاءات من دون متابعتها وحسمها؟ - نحن ضد تسييس التحقيق وتطييفه وتعطيله! نحن ضد استثناء أحد من الاستجواب خصوصا أن رئيس الجمهورية أعلن استعداده للمثول أمام قاضي التحقيق. نحن ضد تحويل قاضي التحقيق متهما. كل المرجعيات، كل القيادات، كل الأحزاب، دون استثناء تحت القانون - شعبنا ناقم على المسؤولين السياسيين لأنهم مازالوا منشغلين بالتافه من الحصص والحسابات، وناقمٌ عليهم لأنهم يصمون آذانهم عن سماع الذين ينصحون ويرجون التوقف عن سياسة التدمير الذاتي، والإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية تكون بمستوى التحديات، حيادية غير حزبية وغير فئوية، تتألف من ذوي كفاءات عالية، تثير أسماؤهم الإرتياح والأمل بحكومة ناجحة. (ملحق رقم 8*- عظة الاحد)

 

 

  1. في الشأن السوري

أفاد الجيش الأميركي، الاحد الماضي، إن طائرة مقاتلة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسقطت طائرة مسيرة في شرق سوريا السبت بعد اعتبارها تهديداً بالقرب من قاعدة القرية الخضراء. وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قد قالت الشهر الماضي إنها تشعر بقلق عميق من شن هجمات على أفراد أميركيين في سوريا والعراق بعد استهداف دبلوماسيين وقوات أميركية في ثلاث هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة أسفرت عن إصابة جنديين أميركيين.

وعلى صعيد منفصل، وفي إطار حملة النظام على آخر معاقل المعارضة في درعا، لم يدم الهدوء طويلاً بعد التسوية الروسية في المدينة جنوب سوريا، فقد عاد العنف مجدداً بعدما قصفت قوات النظام أحياء درعا بقذائف الهاون، كما استقدمت القوات النظامية السورية تعزيزات عسكرية جديدة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء. كذلك أفادت المعلومات أن القصف بدأ بعد وصول الدفعة الأولى من مقاتلي المعارضة المهجرين إلى الشمال السوري، فيما نقل عن مصادر في لجنة التفاوض فشل الاتفاق الذي نفذ أول بنوده الثلاثاء، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

ويشار إلى أن المدينة كانت قد شهدت خلال الأسابيع الماضية تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام ومجموعات مسلحة محلية، بعد ثلاث سنوات من الهدوء جراء تسوية استثنائية رعتها روسيا. كذلك، تفاقمت الأوضاع الإنسانية مع حصار فرضته قوات النظام على درعا البلد، أي الأحياء الجنوبية في المدينة حيث مقاتلون معارضون وافقوا سابقا على التسوية مع قوات النظام.

إلى ذلك، نفذ مسلحون مجهولون، الخميس، كميناً استهدف سيارة إمداد تابعة لقوات النظام السوري، بتفجير عبوة ناسفة وتلا ذلك استهدافها بالأسلحة الرشاشة، على طريق نوى - الشيخ مسكين بريف درعا، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة 4 آخرين بعضهم بحالة خطرة. ووفقًا لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا والجنوب السوري بأشكال وأساليب عدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار نفذتها خلايا مسلحة خلال الفترة الممتدة من يونيو 2019 حتى يومنا هذا 1171 هجمة واغتيال.

وبالتزامن، خرجت الخميس دفعة ثانية من المقاتلين المعارضين من مدينة درعا في إطار الهدنة برعاية القوات الروسية والتي وضعت حداً لتصعيد غير مسبوق في المنطقة منذ سنوات، حيث أفاد المرصد عن "تهجير" قوات النظام دفعة ثانية ضمّت 53 شخصاً، غالبيتهم من المسلحين الرافضين لتسوية تم التوصل إليها برعاية روسية من أجل وقف التصعيد في درعا البلد، إلى مناطق الشمال السوري.

من جهتها، أعلنت وكالة أنباء "سانا" خروج 45 إرهابياً مع بعض أفراد عائلاتهم من درعا البلد تمهيداً لإنهاء سيطرة الإرهاب على الحي وعودة جميع مؤسسات الدولة والخدمات إليه، حسب تعبيرها.

يأتي هذا بينما دخلت وحدة من الشرطة العسكرية الروسية درعا البلد يوم الثلاثاء لفرض خطة تسمح لجيش الأسد بالسيطرة عليها، مع توفير ممر آمن لمغادرة مسلحي المعارضة السابقين، وقد أوقف التحرك الروسي محاولة اقتحام درعا البلد من جانب وحدات عسكرية موالية لإيران بقيادة الفرقة الرابعة من قوات النخبة والتي تسيطر على المنطقة.

وقد نص اتفاق التسوية، بحسب المرصد، على إخراج نحو مئة مسلّح من المطلوبين من قوات النظام من درعا البلد، على أن يسلّم بقية المقاتلين سلاحهم، تمهيداً لفك الحصار عن المنطقة حيث يقيم 40 ألف شخص عانوا خلال الأسبوعين الماضيين تحديداً من انقطاع المياه والكهرباء ونقص الطعام والخدمات الطبية.

كذلك، أفاد المرصد يوم الجمعة، بمقتل أربعة مسلحين بينهم قيادي في الفيلق الخامس التابع لروسيا في كمين لقوات النظام بريف درعا الشرقي، وأضاف إن قوات النظام المتمركزة عند الحاجز الرباعي بين بلدتي المسيفرة والجيزة شرقي درعا نفذت الكمين بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، وأن قوات النظام نقلت الجثث إلى نقاط تمركزها في المنطقة. فيما أكدت المعلومات أن حاجز للمخابرات الجوية الواقع بين بلدتي المسيفرة والجيزة فتح النار على حافلة تقل عددا من المدنيين بينهم القيادي في اللواء الثامن المدعوم روسيا والذي يقوده أحمد العودة. وأكد مصدر في اللواء الثامن مقتل رامي الحريري أحد القادة الميدانيين، وعدد من المدنيين بإطلاق النار على سيارتهم بعد توقيفها والتدقيق بركابها.

من جهة أخرى، وفي تكريس للتواجد والهيمنة الإيرانية في جنوب سوريا، سحبت قوات النظام عناصر حرس الحدود «الهجانة» من المخافر الممتدة بين المخفر 25 قرب قرية خراب الشحم إلى المخفر 41 جنوب مدينة درعا في المنطقة المواجهة لمنطقة الأكيدر الأردنية، ونشرت الفرقة الرابعة عوضا عنهم عناصر من ميليشيات الرسول الأعظم وفاطميون وزينبيون، فيما نُقلت عناصر حرس الحدود إلى مقر كتيبة الهجانة غرب مدينة درعا، وقسم آخر إلى منطقة فليطة بالقلمون.

 

  1. في الشأن الليبي

قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية يوم الاثنين إن الوزيرة نجلاء المنقوش بحثت مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش الاستعدادات لإجراء الانتخابات القادمة في موعدها في ديسمبر كانون الأول المقبل، وأكدا العمل على توحيد المؤسسة العسكرية. وقد ذكرت الوزارة في بيان أن الجانبين أكدا أيضا خلال لقائهما في طرابلس على المضي قدما في الإيفاء بمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي، والعمل على دعم جهود لجنة 5+5 في تثبيت وقف إطلاق النار، وأضاف البيان أن اللقاء تطرق كذلك إلى استعداد المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية لتسخير كافة الإمكانيات للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإنجاح هذا الاستحقاق في موعده المقرر. كذلك ناقش الجانبان ترتيبات لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا خلال الفترة القريبة القادمة، حيث أشار البيان إلى أن المؤتمر المرتقب الذي ستنظمه وتترأسه ليبيا بمشاركة الأمم المتحدة والدول الفاعلة في الملف الليبي سيخصص لتفعيل مبادرة استقرار ليبيا التي أطلقتها حكومة الوحدة في مؤتمر برلين 2.

وفي هذا السياق وفي استمرار للجهود العربية والدولية الساعية إلى دعم ليبيا في استعادة استقرارها، والتأكيد على إجراء الانتخابات المقبلة في موعدها، كشف وزير خارجية المغرب أن هناك توافقاً ليبياً ودولياً على أن حسم مسألة شرعية السلطة في البلاد يجب أن يتم عبر استحقاق انتخابي شفاف، وأضاف الوزير ناصر بوريطة، يوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي مشترك بالرباط مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، أن الجانبين ناقشا دعم المسار السياسي في ليبيا. يأتي ذلك، فيما لا يزال ملتقى الحوار السياسي الليبي يعقد اجتماعاته لمناقشة القاعدة الدستورية بشأن إجراء انتخابات ديسمبر المقبل.

على صعيد منفصل، طالب، يوم الخميس، 29 نائباً من إقليم برقة الليبي بسحب الثقة عن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، متهمين الحكومة بأنها لم تقدم أبسط الخدمات للشعب الليبي، وجاء في البيان الموقع من النواب أن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة يتعامل مع إقليم برقة بمبدأ العقاب والهزيمة وأصبح طرفا في الصراع، كما اتهموا حكومة الدبيبة بعدم الالتزام بخارطة الطريق المنصوص عليها في الاتفاق السياسي. وقبل أسبوع، طالب 11 نائبا رئاسة البرلمان الليبي بسحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية بسبب استمرارها في إهدار المال العام خارج البلاد وعدم تنفيذ تعهداتها بتحسين الخدمات العامة داخل ليبيا، إلى جانب تجاوز صلاحياتها وتدخلها في المجال العسكري.

وبعد أكثر من 5 أشهر على تسلمها السلطة بعد نيلها ثقة البرلمان، أصبح أداء حكومة الوحدة الوطنية عرضة لانتقادات كبيرة واتهامات بإهدار المال العام وبالفشل في تنفيذ تعهداتها والتزاماتها بتحسين الخدمات العامة وتوحيد البلاد، وصلت إلى حدّ المطالبة بسحب الثقة منها، قرر البرلمان الليبي، استدعاء حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها رجل الأعمال عبدالحميد الدبيبة، للمثول أمامه خلال جلسة استجواب ستعقد الأسبوع المقبل في مدينة طبرق شرق البلاد.

من جهته، اتهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الجمعة، مجلس النواب الليبي بعرقلة عمل الحكومة بشكل مستمر ومتعمد. وفي كلمة وجهها للشعب الليبي بعد رفضه حضور جلسة مساءلة أمام البرلمان، قال الدبيبة إن البرلمان عرقل عمل الحكومة لأسباب واهية وغير صحيحة، وأضاف أن حكومته أعدت برنامجاً تنموياً من أجل ليبيا لكن البرلمان الليبي عطل بشكل متعمد خطط الحكومة.

على صعيد آخر، شكلّ الجيش الليبي، الخميس، قوة أمنية مشتركة مع منطقة مصراتة لتأمين "طريق النهر" الرابط بين منطقتي الشويريف والسدادة، في خطوة تاريخية جاءت بعد عدة سنوات من القطيعة، قد تمهد لتوحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية في ليبيا، وقال مسؤول بالجيش إن هذا الاتفاق تم بالتنسيق مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 التي وضعت هذا البرنامج من أجل القضاء على حركة التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة المفتوحة وإحكام السيطرة الأمنية عليها، مؤكدا أن هذا التعاون جاء في الوقت المناسب بهدف مزيد التنسيق وتوحيد المسار الأمني. يشار إلى أن الأسبوع الماضي شهد أيضا تقاربا بين طرفي الصراع في البلاد، حيث أعلنت اللجنة في حينه عن إطلاق سراح 15 سجينا، في عملية تبادل للأسرى.

وبالتزامن، صرح مصدر مطلع يوم الخميس، بأن تركيا أرسلت أربع طائرات مسيرة لتعزيز سرب طائراتها في قاعدة الوطية ومصراتة، وأضاف أن الشهر القادم سيشهد تغييرا في أفراد بعثة الدعم والاستشارة التركية المتواجدة في طرابلس. إلى ذلك افاد المصدر بأن غرفة العمليات التركية في طرابلس تلقت معلومات عن نشاط عناصر تنتمي لداعش في مناطق متفرقة، وأنها كثفت طلعاتها الاستكشافية، وعززت حراسات المواقع الحساسة بعد المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها.

وفي هذا السياق، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، فجر يوم الجمعة، بين ميليشيات محمد البحرون الملقب بـ"الفار" تابعة لمدينة الزاوية، وميليشيا جهاز دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغني الككلي الملقب بـ"غنيوة" تابعة للعاصمة طرابلس، جنوب مدينة الزاوية، غرب ليبيا، واستخدمت في هذه الاشتباكات التي لا تزال مستمرة، كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، إطلاق قنابل يديوية وقذائف صاروخية من الجانبين.

وتشهد مدينة الزاوية التي تعتبر من أكثر مدن الغرب الليبي تواجدا للميليشيات المسلحة، منذ أسابيع اشتباكات متقطعة بين مختلف التشكيلات المسلحة بالمدينة، التي تتصارع على مناطق النفوذ وطرق التهريب، نجحت وساطات محليّة في إبرام تسوية بين أطراف النزاع. وقد ارتفعت الأصوات من داخل المدينة المنددة بهذه الاشتباكات تسببت في ترويع السكان وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر، وطالبت بضرورة تدخل السلطات لوضع خطّة أمنية للتهدئة، لمنع تكرار هذه الأحداث. هذا في حين تلتزم السلطات الحالية منذ استلام مهامها في شهر مارس الماضي، الصمت إزاء الاشتباكات المتكررة التي تندلع بين الحين والآخر، بين الميليشيا المسلحة في مدن الغرب الليبي، ورغم التهديدات التي أطلقها المجلس الرئاسي، شهر أبريل الماضي بمحاسبة كل من تسبب بإلحاق الأذى بالمدنيين أو الممتلكات العامة والخاصة.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أفادت مصادر مطلعة، يوم الثلاثاء، أن حركة حماس ستوقف إطلاق البالونات الحارقة بعد محادثات مع المخابرات المصرية. يأتي ذلك بعدما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء غارات جوية على مواقع تابعة للحركة في قطاع غزة، وذلك ردّاً على بالونات حارقة، أطلقت يوم الاثنين من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، حيث تسبّب بعضها باندلاع حرائق. وقد نفذ الطيران الإسرائيلي عدة غارات جوية على مواقع لفصائل فلسطينية في مدينة غزة وخان يونس، وفي جباليا وموقع عسقلان (شمال قطاع غزة)، مما أسفر عن وقوع أضرار مادية من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

بالتزامن، رفعت إسرائيل درجة التأهب على الحدود الشمالية مع لبنان، خشية من تكرار إطلاق جهات فلسطينية صواريخ من جنوبي لبنان في ظل التوتر مع قطاع غزة، وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية حذرت من تحول الجبهة مع لبنان التي تميّزت بهدوء نسبي طوال 15 عاماً، إلى جبهة عسكرية نشطة كما هي الحال على جبهة قطاع غزة. إلى ذلك، اعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية أن تسيير سفن نفط إيرانية إلى لبنان بدون رقابة يشكل تحديا جديا، في ظل تهديد حزب الله بالرد على أي استهداف إسرائيلي لتلك السفن.

ويوم الخميس، أعلنت إسرائيل إنها ستخفف القيود التجارية المفروضة على قطاع غزة وتسمح بدخول البضائع إلى القطاع الفلسطيني بعد أيام من التوترات المتصاعدة، وجاء هذا الإعلان بعد أن تظاهر مئات الفلسطينيين الأربعاء بالقرب من الحدود الإسرائيلية، مطالبين إسرائيل بتخفيف الحصار الذي أصاب القطاع بالشلل. ومنعت حماس الحشود من الاقتراب من الحاجز، وانتهت الاحتجاجات بدون تكرار الاشتباكات العنيفة.

وقالت هيئة وزارة الدفاع المسؤولة عن المعابر الإسرائيلية مع الأراضي الفلسطينية في بيان مساء الأربعاء إنها ستزيد واردات المركبات والسلع والمعدات الجديدة للمشاريع المدنية في قطاع غزة، وستصدر المزيد من التصاريح لرجال الأعمال من غزة لدخول إسرائيل ابتداء من يوم الخميس، وأضافت الهيئة، المعروفة باسم كوغات، إن تخفيف القيود سيكون مشروطاً باستمرار الحفاظ على أمن المنطقة، ويمكن توسيعه إذا تحسن الوضع على الحدود.

في السياق، شن الجيش الإسرائيلي ليل السبت-الأحد غارة على موقع وسط قطاع غزة، وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، بدأ الجيش بـمهاجمة أهداف في قطاع غزة رداً على إطلاق البالونات الحارقة مجددا ونشاط الإرباك عند الحدود. يأتي هذا بينما تسببت بالونات حارقة أطلقت السبت من قطاع غزة باندلاع حرائق في إسرائيل، وأكد عناصر الإطفاء أن حريقين اندلعا في منطقة أشكول القريبة من القطاع، وقد توجهوا إلى المكان لإخمادهما.

هذا وأطلق مئات النشطاء المدعومين من حماس السبت ما قالوا إنه الحلقة الأولى من سلسلة من الاحتجاجات الليلية على طول الحدود الإسرائيلية، حيث ألقوا بقذائف على القوات الإسرائيلية التي ردت بالذخيرة الحية، وقال المنظمون إن الاحتجاجات التي ستستمر طوال الأسبوع تهدف إلى تصعيد الضغط على إسرائيل لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة. وأفاد الجيش الإسرائيلي إن جنوده ردوا بإطلاق الذخيرة الحية، وأنه لم تقع إصابات بين قواته، ومن جانبها أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بأن خمسة متظاهرين أصيبوا بنيران إسرائيلية.

على صعيد منفصل، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الأربعاء، العالم إلى وضع خطة لوقف التقدم النووي العسكري الإيراني، وقال في تصريحات لأكثر من ٦٠ سفيرا أجنبيا، إن إسرائيل لا تستبعد احتمال أن تضطر للتحرك مرة أخرى ضد إيران كما فعلت في الماضي، وذلك لمنعها من أن تحصل على سلاح نووي. كما تطرق للهجوم على سفينة ميرسر ستريت، في 29 يوليو الماضي، قائلا إن هذا دليل آخر على أن إيران تشكل أولا وقبل كل شيء تهديدا للعالم والمنطقة، ومضيفاً أنها باتت على بعد شهرين من الزمن لتطوير المواد اللازمة لصنع قنبلة نووية.

بالتزامن، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي أن الجيش الإسرائيلي يسرع ما وصفها بـالخطط العملياتية ضد إيران بسبب التقدم الذي تحرزه طهران في برنامجها النووي، لافتاً إلى أن ميزانية الدفاع التي اعتمدت مؤخراً مخصصة لذلك، كما أضاف أن الجيش الإسرائيلي يعمل بطرق مختلفة للحد من نفوذ طهران في الشرق الأوسط، واصفاً خطة العمل لإعادة إحياء البرنامج النووي الإيراني بـالخطيرة.

يشار إلى أن تصريحات كوخافي تأتي بينما يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت واشنطن لمناقشة ملف إيران مع مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. كما قال بينيت قبل مغادرته إلى واشنطن الثلاثاء إن الأولوية القصوى في محادثته مع بايدن ستكون طهران، مضيفاً أن هذا الأمر يأتي مع القفزة التي شهدناها في البرنامج النووي الإيراني في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية.

وفي ختام زيارته إلى واشنطن، حيث التقى الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت  أن كلّ أهداف الزيارة تحققت، وأضاف في بيان صادر عن مكتبهأنه اتفق مع الأميركيين على عمل استراتيجي مشترك من أجل وقف السباق الإيراني نحو الذرة. كذلك أعلن أن الزيارة حققت خطوة ملموسة فيما يخص التزود بالأسلحة وتعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية. أما عن ملف غزة، فشدد على أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل في القطاع وفق مصالحها، معتبرا أن "العنوان كان وسيبقى حماس" التي تتحمل مسؤولية التصعيد، بحسب تعبيره.

على صعيد منفصل، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، عزام الأحمد، الاربعاء، عن التحضير لقمة ثلاثية مصرية فلسطينية أردنية ستعقد خلال أيام في القاهرة، وأفاد إن القمة تهدف إلى تنسيق المواقف والجهود، لوقف التصعيد في الأراضي المحتلة، مضيفا أن هناك اتصالات تجري حول عقد قمة عربية أيضا لإجهاض أي محاولة لضرب القضية الفلسطينية؛ كما لفت إلى أن لقاءً سيعقد الأسبوع القادم للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من أجل ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد أجرى قبل يومين اتصالات مع المسؤولين في مصر لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة، ووقف التوتر وتجنب التصعيد.

 

  1. في شأن فيروس COVID-19 في العالم ولبنان

تنتشر العديد من المتحورات لفيروس كورونا منذ اكتشاف الفيروس في ديسمبر 2019، والعديد منها يقاوم جزئياً الأجسام المضادة التي تم تطويرها في بعض اللقاحات إلا أن علماء أميركيين أعلنوا مؤخراً تحديد جسم مضاد يمكنه تحييد جميع الطفرات المعروفة. فقد كشف باحثون في دراسة نشرت على موقع جامعة واشنطن أنهم درسوا 43 عينة وقاموا بتحليل كيفية منع العدوى بالمتغير الأصلي لكوفيد 19، ثم تم اختبار تسعة من أقوى الأجسام المضادة، واختير أكثرها فعالية، واتضح أن الجسم المضاد SARS2-38 يمكنه محاربة السلالات الشائعة لفيروس كورونا وهي "ألفا"، و"بيتا"، و"غاما"، و"دلتا"، و"كابا"، و"أيوتا"، بالإضافة إلى الطفرات النادرة. كذلك، خلص الباحثون إلى أنه نظراً لوجود خطر حدوث طفرات جديدة في المستقبل، فإن هناك حاجة إلى أجسام مضادة فعالة يمكن أن تدعم مناعة الجسم بشكل مستقل وبالاقتران مع العلاج.

من جانبه، قال المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل إس دايموند، إنه من المرجح أن يستمر الفيروس في التطور بمرور الوقت والمكان، وأشار إلى أن وجود أجسام مضادة فعالة ومحيدة على نطاق واسع وتعمل بشكل فردي يمكن إقرانها لتكوين تركيبات جديدة من المرجح أن تمنع المقاومة، في موازاة ذلك، قال دياموند، وهو أيضاً أستاذ في علم الأحياء الدقيقة الجزيئي وعلم الأمراض والمناعة إن الجسم المضاد الذي تم تحديده معادل للغاية (بمعنى أنه يعمل بشكل جيد جدًا بتركيزات منخفضة) ومعادل على نطاق واسع (بمعنى أنه يعمل ضد جميع المتغيرات).

وفي ملف نشوء الفيروس، يبدو أن الغموض حول منشأ فيروس كورونا الذي أنهك العالم سيرافقنا لمدة أطول. فبعدما كان ينتظر أن يكشف تقرير أميركي سر نشأة هذا الفيروس المتحايل، تلقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء أمس الثلاثاء تقريرًا مخيباً!. فقد جاء التقرير السري الصادر عن الاستخبارات الأميركية بشكل غير حاسم لأصول فيروس كورونا الجديد، ولم يوضح التقرير ما إذا كان عامل المرض أو العدوى قد قفز من حيوان (خفافيش أو غيرها) إلى إنسان كجزء من عملية طبيعية، أو هرب من مختبر في وسط الصين، بحسب مسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، عن مكافأة مالية وقدرها 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن قيادي في "حزب الله" اللبناني، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن خليل يوسف حرب هو زعيم بارز في "حزب الله" اللبناني، وهو مستشار مقرب من الأمين العام حسن نصر الله، حيث أشرف على العمليات العسكرية للتنظيم في العديد من دول الشرق الأوسط، كما أن حرب أيضا حلقة الوصل مع الجماعات الإرهابية الأخرى وقام بتحويل مبالغ مالية كبيرة من المال إلى حلفاء تنظيم "حزب الله" اللبناني في اليمن.

وقد تم نشر صورة الرجل اللبناني المطلوب ومعلومات عنه عبر الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وتتهم واشنطن خليل يوسف حرب بلعب دور أساسي في عمليات تنظيم حزب الله اللبناني كما يعمل على تعزيز علاقات التنظيم مع جماعات أخرى تصفها بـالإرهابية.

على صعيد آخر، أكد الجيش الأميركي الثلثاء أن هناك حوالي 200 طائرة تشارك في عمليات الإجلاء الجارية والمتسارعة من مطار كابل الدولي، سواء للمواطنين الأميركيين أو الموظفين المحليين وغيرهم من الأفغان المستضعفين. وقال قائد قيادة النقل في القوات الأميركية، ستيفن ليونز، أن القيادة ملتزمة بإتمام المهمة بحلول موعد 31 أغسطس على الرغم من التحديات، لا سيما الأمنية، مؤكدا أن القيادة تتابع وتقيم المخاطر والتهديدات عن كثب، وأن لديها تدابيرها الدفاعية وإجراءاتها لحماية الطائرات وطواقمها. وكان الناطق باسم حركة طالبان، سهيل شاهين، حذر، في وقت سابق الاثنين الولايات المتحدة وحلفاءها من عواقب إذا أرجأت سحب قواتها من أفغانستان المقرر في 31 أغسطس من أجل مواصلة عمليات الإجلاء في كابول! وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، فتح الباب،  أمام احتمال تمديد مهلة سحب القوات الأميركية إلى ما بعد 31 أغسطس فيما تحاول آلاف العائلات التي احتشدت قرب مطار كابول الدولي مغادرة البلاد قبل هذا الموعد. وفي وقت لاحق الاثنين، تشاور بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عشية قمة مجموعة السبع المقررة الثلاثاء، واتفقا على مواصلة الجهود معا لضمان تمكين جميع من يحق لهم المغادرة من القيام بذلك.

إلى ذلك، أبلغ الرئيس الأميركي قادة مجموعة السبع، الثلاثاء، أن مهمة الجيش الأميركي في أفغانستان هي في طور الانتهاء في 31 آب/أغسطس، بشرط أن تواصل طالبان تعاونها لتسهيل وصول من يرغبون في إجلائهم إلى مطار كابل، بحسب البيت الأبيض، كذلك، طلب بايدن مجددا من البنتاغون وضع خطط طوارئ إذا اقتضت الضرورة إرجاء الانسحاب. وقد برّر بايدن قراره بإنجاز الانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية آب/أغسطس الجاري بـتزايد خطر شنّ الفرع المحلّي لداعش هجمات على القوات الأميركية في كابل، وقال إنّ الجسر الجوي الذي تقوده بلاده لإجلاء مواطنيها ورعايا الدول الغربية والمواطنين الأفغان الذين تعاونوا مع الغربيين يجب أن ينتهي قريباً، لأنّه كلّما طالت مدّة بقاء الولايات المتحدة في أفغانستان كان هناك خطر حادّ ومتزايد بوقوع هجوم من قبل جماعة إرهابية تعرف باسم ولاية خراسان.

وفي تعليق على الهجوم الدامي الذي هز الخميس مطار كابل موقعاً عشرات القتلى والجرحى بينهم جنود أميركيون، قال الرئيس الأميركي إن أجهزة الاستخبارات توقعت حدوث هجوم مماثل في كابل، كما اعتبر بايدن أن الوضع الميداني في أفغانستان ما زال يتطور، مضيفاً أن "تنظيم خراسان" (وهو فرع داعش في أفغانستان) خطط لعدة عمليات ضد الأميركيين في أفغانستان، وشدد بايدن بأن الولايات المتحدة لن تسامح، وستلاحق المتورطين بهجوم مطار كابل، وقد طلب إعداد خطط لضرب تنظيم داعش ـ خراسان في أفغانستان، مضيفاً أنه أمر القادة العسكريين باتخاذ أقصى الخطوات لحماية القوات الاميركية في كابل. ولم يستبعد بايدن إرسال قوات إضافية إلى كابل إذا تطلب الأمر، مضيفاً ان واشنطن ستنقذ الأميركيين وتخرج حلفاءها الأفغان، وفي سياق آخر، اعتبر بايدن أنه من مصلحة طالبان عدم تمدد تنظيم داعش في أفغانستان.

هذا ولم يستبعد الرئيس الأميركي حدوث هجمات جديدة في العاصمة الأفغانية، كما دافع عن طريقة تعامله مع أخطر أزمة في السياسة الخارجية، قائلا إنها مسؤوليته في نهاية المطاف، بينما ألقى بعض اللوم على سلفه الجمهوري دونالد ترمب لاتفاق 2020 الذي تفاوض عليه ترمب مع حركة طالبان.

وفي تعليقه على الانسحاب من أفغانستان، أوضح وزير الدفاع الأميركي الأسبق بعهد الرئيس الأميركي بارك أوباما، ليون بانيتا، الجمعة، أن الجيش الأميركي سيضطر إلى العودة لأفغانستان مرة أخرى، مضيفا بأن الانسحاب ترك الولايات المتحدة في وضع خطير وصعب للغاية، وأن القوات الأميركية ستعود لمواجهة تنظيم داعش والتهديدات التي تشكلها حركة طالبان.

إلى ذلك، تتأهب القوات الغربية التي تتولى تنظيم جسر جوي من أفغانستان لمزيد من الهجمات، يوم السبت، بعدما نفذت الولايات المتحدة ضربة بطائرة مسيرة قتلت على ما يبدو عضواً مسؤولاً عن التخطيط في "داعش"، وذلك بعد يومين من إعلان التنظيم مسؤوليته عن تفجير خارج مطار كابول أودى بحياة 92 شخصاً بينهم 13 جندياً أميركياً، ليصبح أكبر الهجمات فتكاً في صفوف القوات الأميركية بأفغانستان منذ 10 أعوام. وقال الجيش الأميركي في بيان عن العملية التي نفذها بطائرة مسيرة ليلاً، "تدل المؤشرات الأولية إلى أننا قتلنا الهدف. لا معلومات عن سقوط ضحايا من المدنيين". وذكرت القيادة المركزية الأميركية أن الضربة وقعت في إقليم ننكرهار المتاخم لباكستان شرق كابول، لكنها لم توضح ما إذا كان الهدف مرتبطاً بهجوم المطار. كذلك، أفاد البيت الأبيض إن الأيام القليلة المقبلة ستكون على الأرجح الأشد خطراً على عملية الإجلاء الأميركية، التي قالت وزارة الدفاع إنها نقلت زهاء 111 ألف فرد خارج أفغانستان خلال الأسبوعين الماضيين. كما نصحت السفارة الأميركية في كابول رعاياها في بيان على موقعها الإلكتروني، بتجنب الذهاب إلى مطار العاصمة الأفغانية بسبب تهديدات أمنية، ودعت الموجودين عند بوابات المطار إلى المغادرة على الفور.

وتسابق القوات الأميركية والقوات الحليفة لها الزمن لاستكمال إجلاء مواطنيها وأفغان معرضين للخطر والانسحاب قبل الموعد النهائي المقرر الثلاثاء، 31 أغسطس، وأكد البنتاغون أن عمليات إجلاء متواصلة حتى اللحظة الأخيرة، على الرغم من تهديدات محددة وجدية .

في سياق منفصل، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الخطوات الهادفة لردع سلوك إيران الخطير في المنطقة، وقد راجع بايدن وبينيت الخطوات الهادفة لردع واحتواء سلوك إيران الخطير بالمنطقة. وبحسب بيان للبيت الأبيض، أكد بايدن لبينيت، الذي يقوم بزيارة لواشنطن، دعم إدارته لتجديد منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، كما دعا بايدن خلال الاجتماع إلى الامتناع عن التصرفات التي تفاقم التوتر مع الفلسطينيين، مؤكداً على أهمية الخطوات الهادفة لتحسين مستوى معيشة الفلسطينيين وتوفير فرص اقتصادية أكبر لهم.

وفي تصريحات مقتضبة للصحافيين عرج الزعيمان على الملف الإيراني أحد أكثر القضايا الشائكة بين إدارة بايدن وإسرائيل، وقال بايدن إنه ناقش مع بينيت التهديد الذي تشكله إيران والتزام واشنطن بضمان عدم تطوير إيران أبدا لسلاح نووي، وأضاف ان واشنطن تضع الدبلوماسية أولا وسترى إلى أين ستقود، لكن إن أخفقت الدبلوماسية فالولايات المتحدة مستعدة للجوء لخيارات أخرى دون أن يتطرق لتفاصيل محددة عن تلك الخيارات. من جانبه، قال بينيت للصحافيين إنه متفق مع بايدن بشأن وجود خيارات أخرى إذا أخفقت المفاوضات الأميركية مع إيران لكنه لم يذكر أيضا طبيعة تلك الخيارات.

 

  1. في الشأن العراقي

رغم اعتراضات بغداد المتكررة للعمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، إلا أن أنقرة لم ترتد، فقد أعلنت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء تدمير 28 هدفاً لحزب العمال الكردستاني، شمال العراق، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل. وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت شبكة "رووداو" الكردية عن قائم مقام قضاء بنجوين في محافظة السليمانية العراقية، زانا رحمن، قوله إن طائرات مسيرة يشتبه أنها تركية قصفت على مدى 20 دقيقة عدداً من القرى الحدودية في القضاء. والأحد قتل مدنيان عراقيان في قصف تركي لمناطق حدودية مع تركيا، فيما كانا يقومان بالسياحة في قضاء زاخو في كردستان العراق ، وفق مسؤول محلي.

في سياق منفصل، ورغم الاستنفار الأمني وانطلاق حملات ضد خلايا وفلول التنظيمات الإرهابية في العراق، استهدفت عبوة ناسفة رتلاً ينقل معدات للقوات العراقية في السماوة، حيث أعلنت خلية الإعلام الأمني، يوم الثلاثاء، أن الرتل كان ينقل معدات للقوات الأمنية العراقية بواسطة شركات نقل عراقية وسائقين عراقيين. وأدى الانفجار الذي وقع في منطقة مسيعيدة التابعة لناحية النجمي بين السماوة والديوانية، إلى أضرار بإحدى المركبات، فيما استمر الرتل بالحركة نحو وجهته المقصودة.

في ملف الانتخابات، ومع انتشار بعض التقارير عن احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من أكتوبر المقبل في العراق، جدد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موقفه الرافض لمثل هذا الاحتمال، وأكد خلال مؤتمر صحفي بعيد انتهاء جلسة الحكومة، يوم الثلاثاء، عدم تنازل الحكومة عن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد. أتى ذلك، بعد أن أعلنت جهات حزبية عراقية خلال الفترة الماضية، عدم مشاركتها في الانتخابات إلا إذا تأجل الموعد.

ويعلق العديد من العراقيين، لا سيما التيارات الشبابية التي ساهمت في احتجاجات تشرين منذ العام 2019، من مختلف مناطق البلاد، آمالهم على تغيير ما قد تأتي به تلك الانتخابات، على الرغم من أن بعض الناشطين الذين نزلوا إلى الشوارع منذ سنتين، أبدوا تشاؤمهم من احتمال حصول أي تغيير في المشهد العراقي، مع سيطرة بعض الفصائل المسلحة.

وفي السياق، شددت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، جينين هينيس بلاسخارت على أهمية الانتخابات المزمع إجراؤها في العاشر من أكتوبر، بالنسبة لمستقبل البلاد، وأكدت في كلمة لها خلال جلسة لمجلس الأمن، يوم الأربعاء، أن مصداقية الانتخابات القادمة ستكون أساسية لمستقبل العراق، كما اعتبرت أن مسؤولية إنجاح تلك الانتخابات القادمة تقع على عاتق الأطراف العراقية المعنية والسلطات الرسمية. إلى ذلك، رأت أن مقاطعة هذا الاستحقاق الجوهري، ليست استراتيجية فعالة ولن تقدم أي حلول، بحسب تعبيرها.

بعد تصريحات أممية شددت على أهمية الانتخابات العراقية، أكدت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أن بلادها ترحب بجهود بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لدعم الانتخابات بمراقبين إضافيين، وأشارت خلال جلسة مجلس الأمن الأربعاء، إلى إعلان الولايات المتحدة عن منحة قدرها 5.2 مليون دولار لفريق مراقبة الانتخابات التابع لبعثة الأمم المتحدة في العراق.

إلى ذلك، وفي خطوة مفاجئة، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم الجمعة، خوض الانتخابات المقررة في أكتوبر القادم، قائلا أن المصلحة اقتضت أن نخوض الانتخابات، كما أعلن عن تسليم ورقة إصلاحية من القوى السياسية قال إنها جاءت وفقاً لتطلعاتنا، داعيا إلى وقفة تحت قبة البرلمان لتطبيق بنود الورقة الإصلاحية، هذا وقد صرح الصدر بأنه سيخوض الانتخابات بعزم وإصرار. من جانبه، رحب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعودة التيار الصدري للمشاركة في الانتخابات، داعيا كل المقاطعين للانتخابات إلى العودة عن قرارهم.

في ملف الميليشيات الموالية لطهران، تعتبر منطقة جرف الصخر الواقعة شمالي محافظة بابل في العراق، من أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات مسلحة موالية لإيران منذ تحريرها من سيطرة تنظيم داعش قبل قرابة 7سنوات، وتُتهم المليشيات التي تسيطر على جرف الصخر وتمنع سكانها من العودة، بتحويلها إلى مقرات ومخازن للذخيرة وسجون كبيرة، بحسب ما تؤكده تصريحات بعض السياسيين بين الحين والآخر. وتكاد تكون هذه المنطقة اليوم بؤرة عسكرية بالكامل منذ استعادتها وفرض السيطرة عليها في تشرين الأول عام 2014 من قبضة داعش.

وتسيطر على المنطقة كتائب "حزب الله" و"النجباء" و"سيد الشهداء"، وكلها فصائل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإيران، وبغض النظر عن وفرة المياه وخصوبة الأرض في ناحية جرف الصخر التي تؤهلها لتكون عاصمة اقتصادية، تمول الميليشيات نفسها من مواردها ذاتياً، فوجود عدد من المنشآت والمصانع الحربية هناك التي كانت تابعة لهيئة التصنيع العسكري التابعة للجيش العراقي المنحل عام 2003، وفّرت الظروف ليقع عليها الاختيار لتكون قاعدة إيرانية متقدمة ضمن جبهة ما تطلق عليه الميليشات "خط المقاومة ". كذلك، ولأن جرف الصخر امتازت بهذه العوامل تم إفراغها من ساكنيها وأهلها الأصليين بحجة وجود الإرهاب واستثمرت أراضيها لزراعة المخدرات وصناعة الصواريخ في المنشآت التي تقع ضمن حدودها الإدارية.

من جانبه، أكد مصدر أمني عراقي أنه جرى خلال الفترة الماضية نقل العديد من الصواريخ الباليستية من إيران إلى هذه المنطقة، كما تم تشكيل قاعدة لهذه الصواريخ والغاية منها استهداف القواعد الأميركية في المنطقة في حال ما نشبت أي خلافات أو بوادر حرب بين الولايات المتحدة وإيران؛ والصواريخ المعنية هي "زلزال وفاتح وذو الفقار" ويتراوح مداها بين 200 و700 كيلومتر، تم تخزينها في منشآت عسكرية في جرف الصخر. في موازاة ذلك، تحتوي المنطقة على سجون سرية ومقابر جماعية بالإضافة إلى كونها ممر ونقطة لنقل الأسلحة الإيرانية إلى الميليشيات بحسب المصادر، وبالإضافة إلى ذلك تشير المعلومات إلى اتخاذ الفصائل المسلحة والمسندة بقوات من "الباسيج" الايراني وبعض قطاعات "حزب الله" اللبناني من المنطقة، قاعدة متقدمة للحرس الثوري الإيراني وخاصرة جنوبية رخوة للعاصمة بغداد لتهديد أي سلطة وطنية.

إلى ذلك، يرتبط بقضية جرف الصخر قضية أخرى حساسة للغاية، وهي قضية المغيبين والمخفيين قسراً إبان وبعد عمليات التحرير، والذين يقدر أعدادهم بالآلاف، وقد أشارت معلومات الوكالات الحقوقية (المحلية والدولية) إلى أنهم تعرضوا لإعدامات ميدانية وتحوي ناحية جرف الصخر على عشرات المقابر الجماعية لرفاتهم.

 

  1. في الشأن اليمني

أفادت مصادر في صنعاء مساء الأربعاء، بأن صاروخا باليستيا لميليشيات الحوثي انفجر أثناء محاولة إطلاقه، وأضافت أن انفجار الصاروخ تسبب بتناثر شظايا على أحياء مدنية في صنعاء دون الابلاغ عن خسائر بالارواح.

من جانب آخر، وفي إطار التجاوزات والانتهاكات الحوثية المستمرة في مختلف القطاعات، أقدمت ميليشيا الحوثي الانقلابية، في قرار تعسفي على فصل نحو 8 آلاف معلم يمني من أماكن عملهم دون مبرر قانوني، وهو ما اعتبرته منظمة حقوقية انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، وسيخلف تبعات اجتماعية وإنسانية غير معلومة النتائج. وفي هذا السياق، أعربت "منظمة سام للحقوق والحريات"، في بيان لها، يوم الخميس، عن خشيتها من أن يكون القرار مقدمة لعدد من الانتهاكات المحتملة التي قد تطال كافة القطاعات الأساسية والخدماتية، ودعت الجهات الدولية والأممية للتحرك للضغط على ميليشيا الحوثي للعدول عن قرارها. كما أفاد البيان أن قرار الفصل التعسفي التمييزي شمل خمسة آلاف معلم في العاصمة صنعاء، وثلاثة آلاف آخرين في المحافظات الأخرى، في إطار الخطة التي أقرّها ما يسمى "المكتب التربوي" التابع لجماعة الحوثي، بهدف إحكام السيطرة على قطاع التعليم.

هذا وعلقت نقابة المعلمين اليمنيين، على قيام ميليشيات الحوثي بفصل 8 آلاف معلم وعامل في القطاع التربوي، بأنه إجراء غير قانوني، كونه صادرا عن جماعة انقلابية غير مخولة دستوريا ولم يصدر عن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا. ويشار إلى أن ميليشيا الحوثي قد عمدت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى إحداث تغييرات كبيرة في الجهاز الإداري للتربية والتعليم، فاستبعدت الكثير من القيادات التربوية ذات الكفاءة، ممن لا يدينون لها بالولاء، وعينت عوضًا عنهم، عناصر تابعة لها، الأمر الذي أدى إلى تدني المستوى التعليمي لدى العدد الأكبر من الطلبة. كما قامت الميليشيا بتغيير المناهج التربوية، وزجت بالخطاب الطائفي إلى المنهج المدرسي، وفرضت ترديد شعار الصرخة الحوثية الذي دفع بالكثير من الآباء إلى العزوف عن إرسال أبنائهم إلى مدارس لم يعد التعليم غرضها الأساسي، وبات احتمال تجنيدهم فيها، وتغيير عقائدهم الدينية هو الاحتمال الأوفر حظًا.

في سياق منفصل، أصدرت محكمة عسكرية يمنية، الخميس، حكما بالإعدام رميا بالرصاص على زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، و173 آخرين من القادة الحوثية، واتهمت النيابة العامة العسكرية اليمنية، الحوثي، و174 آخرين بالانقلاب العسكري على النظام الجمهوري والسلطات الشرعية والدستورية، والتخابر مع إيران، وارتكاب جرائم حرب وعسكرية، كما تضمن الحكم، مصادرة جميع أموال المدانين.

من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، معين عبدالملك، يوم الخميس، إن المهمة الأساسية للمبعوث الأممي الجديد والمجتمع الدولي هو الضغط على ميليشيا الحوثي لإيقاف مسار العنف والتصعيد، والالتزام بمسار السلام، وأكد خلال لقائه السفير البريطاني الجديد لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، أن الزخم الدولي للوصول إلى التسوية السياسية عرقلها تعنت الحوثيين ورفضهم لكل مبادرات السلام.

وناقش الطرفان التحركات الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن، واستمرار المواقف الرافضة من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، إضافة إلى الجهود الجارية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض بجميع جوانبه وعودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المختلفة، وفي مقدمتها الاقتصادية والخدماتية.

على صعيد جبهات القتال، شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، الخميس، سلسلة غارات جوية على مواقع وآليات عسكرية لميليشيات الحوثي في محافظتي مأرب والبيضاء، كما أعلن الجيش اليمني، إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيا الحوثي في جبهة الكسارة، غربي مأرب، كانت في طريقها لاستهداف المدنيين. كما استهدفت مقاتلات التحالف آليات ومعدات ومواقع لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في جبهة رحبة جنوبي المحافظة ذاتها، فيما استهدفت بعدة غارات أخرى؛ تجمعات وآليات قتالية للميليشيات في جبهة نعمان شمال شرقي محافظة البيضاء.

إلى ذلك، أفاد الجيش اليمني، يوم الجمعة، إن المعارك الهجومية والتقدمات النوعية تتواصل في جبهات محافظة مأرب، بعد السيطرة على الهيئات المهمة والحاكمة والاستراتيجية. وعرض الناطق باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي، في إيجاز صحافي، نتائج معارك الأيام الماضية، إضافة إلى استعراض جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران المستمرة على المدنيين. كما أوضح العميد مجلي، أن الميليشيات الحوثية ما زالت تمارس أعمالها الإرهابية، وبصورة متعمدة وممنهجة، في استهداف الأعيان المدنية وقصفها وقنصها وإطلاقها للطائرات المسيرة المفخخة المستمر على المدنيين في أعمال مدانة ترقى إلى جرائم حرب، إضافة إلى مواصلة استهداف المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة بصورة متعمدة، ولفت إلى أن الميليشيات الإرهابية حولت اليمن إلى حقل ألغام، حيث قامت بزرع أكثر من مليوني لغم في مناطق مختلفة أثرت على الأرض والإنسان والاقتصاد الوطني.. مشيراً إلى أنها زرعت مئـــات الألغام البحرية حيث أثرت سلباً على خطوط الملاحة البحرية وسكان المناطق الساحلية وأعمال الصيد.

 

  1. في الشأن المصري

قررت وزارة الأوقاف يوم الجمعة منع دخول كتب التطرّف والتشدد والإخوان لجميع المساجد في مصر وإزالة الموجود منها خلال 15 يوما. في هذا الاطار، أصدر الدكتور هشام عبد العزيز، المكلف بتسيير أعمال رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، منشورا للتنبيه على جميع المديريات بسرعة تشكيل لجان لإعادة فحص أي مكتبات أو كتب أو مجلات أو منشورات بالمساجد، وتنقيتها من أي إصدارات تتبنى فكرًا متشددًا أو تنتمي لأي جماعة متطرفة أو جماعة الإخوان مع إحالة كل متسبب أو مقصر في ذلك للتحقيق. إلى ذلك، طالبت الوزارة جميع الأئمة بعدم السماح بإدراج أي كتب بمكتبات المساجد دون تصريح من الإدارة العامة للإرشاد الديني بديوان عام الوزارة، كما طالبتهم بإزالة أي ملصقات مخالفة داخل المسجد أو خارجه، مع تكليف مدير المديرية بإحالة أي إمام توجد هذه الكتب أو المنشورات في المسجد القائم عليه أو يوجد به أي منشورات معلقة سواء في لوحة أو غيرها إلى التحقيق.

في السياق ذاته، احتدمت أزمة الإخوان في تركيا بشكل سريع ومتواصل ينذر بانشقاقات كبيرة داخل الجماعة، وأحال مجلس شورى الجماعة عدداً من قيادات الإخوان للتحقيق بعد ورود معلومات بوجود توقيعات منهم لتعيين محمود حسين أميناً عاماً للجماعة وتحديد صلاحيات الهيئة الإدارية العليا والتي تحل محل مكتب الإرشاد بشكل مؤقت. كما كشفت معلومات خاصة أن مجلس شورى الجماعة، الذي يخضع لإبراهيم منير القائم بعمل المرشد والمقيم في العاصمة البريطانية لندن، رفض الاعتراف بتوقيعات لقادة الجماعة في الداخل والخارج طالبت بتعيين محمود حسين أميناً عاماً للجماعة وتجاهل قرارات القائم بالأعمال بإحالته ومعاونيه للتحقيق.

واتهم حسين منير بـالقفز على "الجماعة" بعد ما حدث لها في مصر وتونس ومحاولته السيطرة عليها وعلى قراراتها وتوجيهها لخدمة مصالحه ومصالح فريقه، وأضاف محمود حسين أن ما يردده منير حول شورى الجماعة ولوائحها وهيكلة مجلس الشورى العام يشوبه لغط كثير، وهو مبني على تقديرات خاطئة. واتهم منير بأنه يحاول إدارة الجماعة بقواعد الشركات الربحية وبعيداً عن طريقة عمل التنظيم اللائحية والمؤسسية منذ تأسيس الجماعة منذ العام 1928، حسب تعبيره.

وكانت جماعة الإخوان قد قررت إخراج عناصرها وأنشطتها من تركيا والرحيل لدول أخرى، بعد أن قرر إبراهيم منير، القائم بعمل المرشد العام للجماعة، حل المكتب الإداري للإخوان في تركيا، وحل مجلس شورى الجماعة، مع تأجيل الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها خلال يوليو الماضي، لمدة 6 أشهر أخرى.

على صعيد منفصل، قررت السلطات المصرية فتح معبر رفح باتجاه واحد الخميس لعودة العالقين وإدخال البضائع. وقد أعلن إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية أنه تم إبلاغهم من السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري الخميس باتجاه الوصول فقط، لتسهيل عودة العالقين إلى قطاع غزة، وفتح المعبر التجاري لإدخال البضائع. يذكر أن مصر كانت قد قررت إغلاق معبر رفح البري لليوم الثالث (الأربعاء) على التوالي، بعد أن قررت إغلاقه بشكل مفاجئ مساء الأحد الماضي.

وقد أعلنت سفارة فلسطين بالقاهرة إن السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح الخميس في اتجاه واحد لعودة المواطنين إلى قطاع غزة وانتظام العمل في الاتجاهين بدءاً من الأحد المقبل. في المقابل، أجرى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اتصالات مع المسؤولين في مصر، لمعرفة دوافع القرار ومناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة، ووقف التوتر وتجنب التصعيد.

أزمة سد النهضة

لا جديد حصل في هذا الملف خلال الاسبوع المنصرم، فالمواقف لا تزال على حالها. ومع ارتفاع منسوب النيل في هذه الفترة التي تعتبر موسم الفيضان، تعاني دول النهر من هذا الارتفاع الذي يعتبر هذه السنة أعلى من المعدل.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس، عبد الفتاح السيسي، أجرى محادثات في بغداد مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على هامش قمة التعاون والشراكة في بغداد. وبحسب الرئاسة المصرية فقد تم التوافق على استمرار الخطوات المتبادلة، بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي. يأتي ذلك وسط أنباء عن توجيه أمير قطر دعوة للسيسي لزيارة قطر.

وقد اختتم بالعاصمة العراقية يوم السبت، "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" الذي شاركت فيه تسع دول عربية وأجنبية، إضافة إلى عدة منظمات إقليمية ودولية، وأصدر المؤتمر بياناً ختامياً تناول المحاور التي تم بحثها والاتفاق عليها، من بينها مساندة العراق أمنياً واقتصادياً بما يحقق استقراره وسيادته.

وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحفي عقده في ختام المؤتمر أن بعض الصراعات الداخلية في العراق لها أبعاد إقليمية، كما أن الصراعات الإقليمية لها انعكاسات على الوضع الداخلي العراقي، مؤكدا أن التهدئة في خارج الحدود تنعكس على التهدئة في داخل العراق، موضحاً أن البيان الختامي أكد دعم العراق واستقراره وسيادته، داعيا إلى حل المشاكل عن طريق الحوار، كما ذكر وزير الخارجية العراقي بأن استقرار العراق يسهم بشكل إيجابي في استقرار المنطقة، معلناً أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة سيستمر وسيكون نموذجاً لاجتماعات مماثلة قادمة قد تكون أوسع منه.

 

  1. في الشأن الأوروبي

سلّطت صحيفة "الإيكونوميست" الضوء على المباحثات الأوروبية ـ التركية بشأن عضوية أنقرة في الاتحاد الذي يضم 27 دولة، حيث أشارت في تقرير جديد إلى أن عضويتها غير ممكنة لأسبابٍ كثيرة منها القمع الذي يستخدمه الرئيس رجب طيب أردوغان ضد خصومه في المعارضة خاصة أولئك الذين ينتمون لأحزابٍ مؤيدة للأكراد، علاوة على سيطرته على وسائل الإعلام والقضاء، وخلافات بلاده المستمرة مع فرنسا وقبرص واليونان في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وذكرت الصحيفة المختصة بالشؤون الدولية أنه من غير المرجح أن توافق بروكسل على عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي، حتى ولو خرج الرئيس التركي الحالي من الحياة السياسية في بلاده لاحقاً، لصعوبة موافقة الاتحاد الأوروبي على منح عضويته لدولة "ذات أغلبية مسلمة".  

وقال أستاذ سابق في كلية العلاقات الدولية بجامعة أنقرة إن رفض الاتحاد الأوروبي لعضوية أنقرة لم تعد مشكلة بالنسبة للأوساط التركية، لاسيما مع تدخلات الرئيس التركي عسكرياً في شؤون دول الجوار وجنوب القوقاز وبلدانٍ عربية مثل ليبيا، وأضاف إلهان أوزغل  انه يكاد لا يكون هناك أمل في حصول أنقرة على العضوية الكاملة لدى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن صعود اليمين المتطرّف في أوروبا عزز كراهية الأجانب لتحقيق مكاسب محلية، وبالتالي بات من الصعب أن تحظى أنقرة بعضوية الاتحاد الأوروبي، وأن حكومة أردوغان ذات الميول الإسلامية والاستبدادية شوّهت صورة تركيا كدولة ديمقراطية ذات توجهات غربية، ولذلك كانت البلاد على مدى السنوات الـ 10 الأخيرة شرق أوسطية أكثر من كونها أوروبية بعدما تخلت حكومة أردوغان عن الاهتمام بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ما أبعدها أكثر عن أوروبا وحلم الانضمام لاتحاد دولها.

إلى ذلك، يعتبر الاتحاد الأوروبي أن علاقاته مع أنقرة في أدنى مستوياتها بعد ما أسماه ابتعاد تركيا المتزايد والمستمر عن القيم والمعايير الأوروبية، الأمر الذي يتطلب من الطرفين القيام بإعادة تقييم علاقتهما.

أزمة شرق المتوسط

وجهت تركيا، يوم الأحد، اتهاما إلى اليونان بانتهاج سياسة استفزازية، وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن اليونان تعمل جاهدة لتقييد بلاده من خلال مزاعم لا أصل لها. وكانت اليونان قد أعلنت، الجمعة،  أن مقاتلتين من طراز "إف-16" تابعتين لسلاح الجو التركي خرقتا مجالها الجوي صباح الجمعة، من دون تقديم خطة طيران وحلقتا فوق جزيرتي أنثوبوفاغوي وماكرونيسي التابعتين لأرخبيل فورني شرق بحر إيجه، وتابعت أن مقاتلات يونانية اعترضت الطائرتين التركيتين بالتوافق مع قواعد الاشتباك الدولية.

وفى سياق أخر، أنهت اليونان مطلع الأسبوع الجاري، بناء جدار بطول 40 كيلومترا على طول حدودها مع تركيا، وسط مخاوف في أجزاء من أوروبا من أن استيلاء طالبان على أفغانستان قد يتسبب في تدفق طالبي اللجوء.

 

  1. في الشأن التركي.

نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس شركة روس اوبورون إكسبورت الروسية لتصدير الأسلحة قوله، الاثنين، إن روسيا وتركيا تقتربان من توقيع عقد جديد لتزويد أنقرة بوحدات دفاع جوي إضافية من طراز "إس 400" في المستقبل القريب. يشار إلى أن شراء أنقرة السابق لمنظومة صواريخ "إس 400" من روسيا قد أدى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وأعضاء حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا، وقد فرضت واشنطن عقوبات على أنقرة وهددت بفرض عقوبات جديدة إذا اشترت المزيد من أنظمة الأسلحة الرئيسية من موسكو.

في سياق منفصل، قالت الرئاسة التركية، الخميس، إن أنقرة ترغب بعلاقات طيبة مع كافة دول الخليج، وأضافت أن اللقاءات مع مصر مستمرة ويمكن الانتقال إلى خطوات ملموسة قريباً! وأضاف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إنه جرى الاتفاق خلال زيارة أجراها مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد مؤخرا لأنقرة على أن تكون العلاقات المتبادلة بين تركيا والإمارات، وكذلك دول الخليج الأخرى، قائمة على المصالح المتبادلة والاحترام، معربا عن أملهم في رؤية نتائج ملموسة لهذا في كافة المجالات، وأنهم مستعدون لاتخاذ كافة الخطوات في هذا الصدد.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

دانت الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع خارج مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابل، وأسفر عن قتلى وإصابات، وبحسب بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي فأن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية. كما أكدت دولة الإمارات أنها تتابع عن كثب واهتمام التطورات الأخيرة في جمهورية أفغانستان، مشددة على ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن فيها بشكل عاجل، ووقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني.

 

  1. في الشأن السعودي

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن ليل الاثنين-الثلاثاء أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت طائرة مسيّرة مفخخة، أطلقتها ميليشيا الحوثيين باتجاه خميس مشيط في السعودية، كذلك اعلن التحالف، الخميس، أن الدفاعات السعودية دمرت طائرة مسيرة أطلقتها جماعة الحوثي باتجاه خميس مشيط. ويوم الاحد اعلن التحالف، مجددا، أن الدفاعات السعودية دمرت طائرة مسيرة أطلقتها جماعة الحوثي باتجاه خميس مشيط.

على صعيد منفصل، أعلن نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، مساء الاثنين عن توقيع اتفاقية بين السعودية وروسيا، تهدف لتطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين، بعيد أن وصل إلى روسيا في زيارة رسمية، للمشاركة في المنتدى العسكري التقني الدولي "آرمي 2021" الذي انطلق في مركز باتريوت للمؤتمرات والمعارض في مدينة كوبينكا في منطقة موسكو، حيث التقى أيضا خلال الزيارة عددا من المسؤولين الروس، وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك لدعم أمن واستقرار المنطقة.

في الملف الاقتصادي الداخلي، بدأت في السعودية يوم الاربعاء أعمال المسح الجيوفيزيائي في منطقة الدرع العربي باستخدام أولى طائرات المسح الجيوفيزيائي بدعم من هيئة المساحة الجيولوجية في المملكة، إذ تعد هذه العملية أضخم مسح جيوفيزيائي للكشف عن الثروة المعدنية بما يغطي ربع مساحة المملكة. وبعد إطلاق أكبر مسح جيوفيزيائي في المنطقة، قال خالد المديفر نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين في السعودية إن المعلومات المتوفرة قبل المسح الحالي، تظهر وجود مخزونات معادن تقدر بوجه عام بحوالي 5 تريليونات ريال في المملكة، ووصف بدء هذا المسح الضخم، بأنه لحظة تاريخية، كبيرة جدا، تمثل إطلاق برنامج غير مسبوق سيوفر معلومات قيمة تمكن من زيادة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وأوضح المديفر أن مخزونات التعدين في المملكة، توفر فرصاً كبيرة، ستحددها عمليات المسح، وستضاعفها، مبيناً أن الدرع العربي بمساحته يعد من أهم الدروع في العالم، ويماثل الدرع الكندي والأسترالي، ولم يزل الكثير من الثروات في الدرع العربي في الذهب والنحاس والزنك والرصاص والنيكل قيد الاكتشاف وهي سلع أساسية في تمكين الصناعة ومستقبلها. إلى ذلك، ستشمل الأعمال المسح الجيوفيزيائي المغناطيسي والإشعاعي الجوي لكامل منطقة الدرع العربي، إذ تغطي المساحة 600 ألف كيلومتر مربع.

 

  1. في الشأن الروسي

أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، الأحد الماضي، أنّ الوضع في أفغانستان له علاقة مباشرة بأمن روسيا، وأضاف خلال لقائه ممثلي حزب "روسيا الموحدة" الحاكم أنّ روسيا لا تريد أن يأتيها المسلحون الأفغان تحت غطاء اللاجئين.

وفي هذا السياق، قال الرئيس بوتين، يوم الثلاثاء، إن روسيا لا تنوي تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبه الاتحاد السوفياتي، والتدخل عسكرياً في أفغانستان بعد وصول طالبان إلى السلطة، وحدد خلال المؤتمر الفدرالي للحزب الحاكم، روسيا الموحدة، انه من الواضح أن موسكو لا تعتزم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، ناهيك عن جر القوات الروسية المسلحة إلى صراع حيث يتقاتل الجميع، وذكّر بـالتجربة السوفياتية في أفغانستان حيث غزا الجيش الأحمر الدولة الواقعة في آسيا الوسطى عام 1979 وتركها في عام 1989، وأضاف إن الوضع في البلاد معقد وخطير وأن روسيا تراقب مع الشركاء الدوليين التطورات الميدانية والسياسية، خصوصاً وأن الخطر الإرهابي لا يزال موجوداً، متهما "الشركاء الغربيين" بإثارة الفوضى، ومبدياً قلقه من أن يستفيد الإرهابيون من الأوضاع بشكل عام.

في السياق ذاته، شددت روسيا على أن خطر الإرهاب لا يزال مرتفعا في أفغانستان، منبهة إلى وجود عناصر من تنظيم "داعش" على الأراضي الأفغانية، إلى جانب الواقع الجديد في البلاد، المتمثل بسيطرة حركة طالبان على الحكم، وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الأربعاء، أن أمن المواطنين الروس في أفغانستان أولوية لبلاده، مشيراً إلى أنه تمّ اتخاذ جميع الإجراءات لتوفيره.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة، وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي دي مايو، أن بلاده ستنسق مع حلفائها وجميع الدول التي تسعى لإعادة الاستقرار في أفغانستان، وشدد لافروف على الحاجة لبعض دول الجوار للمشاركة في قمة الـ20 بشأن أفغانستان!

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الروسي على استعداد بلاده لدعم الاتفاقات التي توصلت إليها الولايات المتحدة مع طالبان ولم تنفذ، كما أكد على ضرورة حماية دول الجوار من التداعيات في أفغانستان!

من جهة أخرى، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا "ميخائيل أوليانوف"، الجمعة، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الحاجة لاستئناف مبكر لمحادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي، وأضاف أن الجانب الإيراني أخذ الإشارة بجدية!

 

  1. في الشأن الأوكراني

دانت أوكرانيا ونحو 50 دولة حليفة لها، يوم الإثنين، ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وذلك في بيان مشترك صدر ضمن "منتدى شبه جزية القرم" وهو الأول من نوعه في أوكرانيا. وفي افتتاح المنتدى قال الرئيس الاوكراني حول ضم القرم بإن تضافر جهود المجتمعين يجب أن يدفع روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وموضحا أن أوكرانيا بمفردها لن تتمكن من استعادة شبه جزيرة القرم، فهي تحتاج إلى دعمٍ مجدٍ على الصعيد الدولي من أجل تحريرها، وداعيًا بشكل خاص إلى تشديد العقوبات المفروضة على موسكو. وقد حضر الاجتماع نحو 15 رئيسًا أو رئيس وزراء من أوروبا، كما أرسلت دول أخرى، مثل ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وتركيا، وزراء أو رؤساء برلمانات.

من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال الاجتماع أن أوكرانيا لن تكون بمفردها وشبه جزيرة القرم هي أوكرانية، كما اعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أن ضم الجزيرة عام 2014 كان انتهاكا متغطرسا للنظام الأمني في أوروبا.

وأصدر المشاركون بيانًا مشتركًا أدان ضم شبه جزيرة القرم وانتهاكات حقوق الإنسان في هذه المنطقة وعسكرتها من قبل موسكو، مشددين على ضرورة أن تستعيد أوكرانيا شبه الجزيرة. في المقابل، انتقد الكرملين، إقامة هذا المنتدى، وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف أن موسكو تعتبر هذا الحدث عدائيًا للغاية ومناهضًا لروسيا!!

في سياق منفصل، منح صندوق النقد الدولي أوكرانيا يوم الثلاثاء منحة بقيمة 2.7 مليار دولار كجزء من منحة حقوق السحب الخاصة (SDRs)، التي تبلغ 650 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على التعافي من أزمة كورونا بشكل أسرع.

بعض المسئولين الأوكرانيين أفادوا بأن أوكرانيا حاليا في حاجة إلى مثل هذه المساعدات المالية، حيث أنه على الرغم من أن الاحتياطيات الدولية لأوكرانيا آخذة في الارتفاع هذا العام وزادت بمقدار 0،59 مليار دولار لتصل إلى 28،95 مليار دولار في يوليو، فإن الحكومة الأوكرانية تواجه ارتفاعًا في عمليات استرداد الديون بمقدار 11 مليار دولار في سبتمبر المقبل، وهي تكافح لتغطية ذلك دون اللجوء إلى تمويل من مصادر خارجية.

وعقب اتخاذ قرار صندوق النقد الدولي في بداية أغسطس، قالت مديرة الصندوق، كريستالينا جورجيفا، بهذه المناسبة إن تخصيص حقوق السحب الخاصة سيفيد جميع الأعضاء، ويلبي الحاجة العالمية طويلة الأجل للاحتياطيات، ويبني الثقة ويعزز مرونة واستقرار الاقتصاد العالمي، مضيفةإن ذلك سيساعد بشكل خاص دولنا الأكثر ضعفاً التي تكافح للتعامل مع تداعيات أزمة كورونا.

من جهته فقد أفاد الرئيس الأوكراني بعد نشر خطة الصندوق بأنها ستكون هدية عظيمة لبلدنا في الذكرى الثلاثين للاستقلال، وستساعد هذه الأموال في التغلب على تداعيات أزمة كورونا وتعزيز اقتصاد اوكرانيا، معبرا عن امتنانه لصندوق النقد الدولي ومديرته على هذا القرار.

يشار إلى أن حقوق السحب الخاصة هي العملة المشتركة بين أعضاء صندوق النقد الدولي، حيث تتلقى كل دولة من الدول الأعضاء مخصصات تتناسب تقريبًا مع حجم اقتصادها، ويمكن مبادلتها مع الأعضاء الآخرين بالنقود (اليورو والدولار واليوان)، ويتم تخصيص حقوق السحب الخاصة دون قيود، وذلك على خلاف معظم الأموال من صندوق النقد الدولي.

على صعيد آخر، نفت السلطات الأوكرانية يوم الثلاثاء اختطاف طائرة نقل أوكرانية من مطار كابول وتوجهها إلى إيران، ونقلت وكالة الانباء الأوكرانية «يونيون» عن الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو انه لم تقع أي عملية اختطاف لطائرة أوكرانية في كابول أو أي مكان آخر، مضيفاً إن جميع الأنباء التي تداولتها وسائل الاعلام في هذا الخصوص لا تمت للواقع بصلة. إلى ذلك أكد نيكولينكو أن جميع طائرات النقل المخصصة لإجلاء الرعايا الأوكرانيين من أفغانستان عادت إلى أوكرانيا بسلام وأن 256 مواطناً أوكرانياً عادوا إلى البلاد على متن ثلاث رحلات من كابول. وكانت وكالة أنباء «تاس» الروسية قد نسبت في وقت سابق إلى نائب وزير الخارجية الأوكراني يوجيني ينين أن مجموعة مجهولة الهوية اختطفت طائرة أوكرانية من مطار كابول وتوجهت بها إلى إيران الاسبوع الماضي.

 

  1. في الشأن الايراني

أكدت إيران أن ما وصفتها بمواقفها السيادية بشأن المفاوضات النووية لم تتغير بتغيير الحكومة، داعية إلى رفع العقوبات والتزام الأطراف بتعهداتها، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن طهران لن تسمح لأن تتحول المفاوضات في فيينا إلى مفاوضات استنزافية، ويجب أن تكون في إطار زمني محدد، وأضافت أن إيران ستسعى لأن تكون المفاوضات النووية في فيينا مفاوضات مجدية وحقيقية، إذا تعاملت كافة الأطراف بالمبدأ نفسه. وقد أكدت أن واشنطن لم تتعهد بأي شيء منذ خروجها من الاتفاق النووي، داعية الأطراف الأوروبية إلى الالتزام بالاتفاق النووي.

وفي إشارة إلى ما جاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدت الخارجية الإيرانية أن الخطوات التي اتخذتها السلطات في برنامجنا النووي تأتي ضمن التزاماتنا باتفاق الضمانات الشاملة، وتم إبلاغ الوكالة الدولية بها، واعتبرت أن كافة الإجراءات النووية الإيرانية سلمية، مؤكدة التزام طهران بالقوانين الدولية المتعلقة بمعاهدة عدم نشر الأسلحة النووية.

على صعيد منفصل، أعلنت إيران، يوم الاثنين، أنّها على استعداد لشحن المزيد من الوقود إلى لبنان إذا اقتضت الضرورة، وذلك بعد يوم من قول الأمين العام لـحزب الله إنّ المزيد من سفن الوقود الإيراني ستُبحِر قريباً للمساعدة في تخفيف نقص الوقود في البلاد. وقال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحافي أسبوعي على الإنترنت أن طهران تبيع نفطها ومشتقاته بناء على قراراتها واحتياجات أصدقائها، وأن إيران مستعدة لإرسال الوقود مرة أخرى للبنان إذا اقتضت الضرورة. وأضاف خطيب زاده أنه يعلن استعداد طهران لبيع الوقود للحكومة اللبنانية بالإضافة إلى الوقود الذي اشتراه رجال أعمال شيعة لبنانيون، إذا كانت الحكومة اللبنانية مستعدة لذلك.

 

  1. في الشأن السوداني

نصحت السلطات السودانية السكان على ضفاف نهر النيل في شمالي البلاد بأخذ الحيطة والحذر نسبة لتسجيل ارتفاع في منسوبات الفيضان وفقا لبيانات يوم الإثنين، فقد سجل نهر النيل الرئيسي في السودان 16 مترا و17 سم، حيث زاد ارتفاع منسوب النيل 5 سم عن منسوب يوم أمس، فيما سجل منسوب نهر عطبرة 15 مترا و60 سم بارتفاع 4 عن منسوب الامس.

وفي السياق، أعلن السودان، يوم السبت، خروج نهر الدندر من مجراه الطبيعي، حيث سجل عند محطة القياس  التابعة لوزارة الري والموارد المائية بمدينة الدندر 12,96 مترا مقارنة مع منسوب نفس اليوم من العام الماضي والذي سجل 10 أمتار، وقالت السلطات إن فيضانات أعوام 2006 و2016 و2017 جاءت بعد أن وصل المنسوب إلى 13مترا، ما يعني أن 4 سنتيمترات تفصل نهر الدندر من دخول مرحلة الفيضان المحتمل. إلى ذلك، يستعد السودان  لذروة في فيضان نهر النيل متوقعة خلال شهر سبتمبر القادم، وذلك عن طريق تشغيل السدود كمصدات للفيضانات واستمرار دعوة المواطنين على الضفاف لأخذ الحيطة والحذر، وتكون ذروة فيضان النيل في منتصف أغسطس من كل عام، لكن خلال السنوات الأخيرة سجل النيل أعلى منسوبات خلال سبتمبر كما حدث في فيضانات العام الماضي.

 

  1. في الشأن الصيني

اتهمت السفارة الصينية في واشنطن، الجمعة، أجهزة الاستخبارات الأميركية بـتلاعب سياسي بعد تقرير اتُهمت فيه بكين بحجب معلومات أساسية حول مصدر جائحة كوفيد، وقالت السفارة في بيان إن تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية يكشف أن الولايات المتحدة عازمة على اتباع المسار الخاطئ المتمثل بالتلاعب السياسي، معتبرة أن تقرير أجهزة الاستخبارات يستند إلى فرضية أن الصين مذنبة، وهذا فقط لجعل الصين كبش فداء.

على صعيد منفصل، أعلنت الصين يوم الأربعاء أنها أقامت اتصالات مفتوحة ومشاورات فعالة مع حركة طالبان الأفغانية، عقب اجتماع بين ممثلي الحركة وسفير بيكين في كابل، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، لم يذكر أي تفاصيل عن اجتماع الثلاثاء بين نائب رئيس المكتب السياسي لطالبان عبد السلام حنفي والسفير وانغ يو، مكتفيا بالقول إن الصين تعتبر كابل منصة وقناة مهمة للجانبين لمناقشة الأمور المهمة من جميع الأنواع. وفي وقت سابق من الاربعاء دعت السلطات الصينية حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان، ضمناً إلى انتهاج سياسة معتدلة ومستقرة بعيداً عن الجماعات الإرهابية.

إلى ذلك، أفاد وانغ ون بين أنه  يجب على المجتمع الدولي أن يشجع ويعزز تنمية الوضع في أفغانستان في اتجاه إيجابي، ويدعم إعادة الإعمار السلمي، ويُحسن رفاهية الشعب، ويُعزز قدرته على التنمية بشكل مستقل، كما اعتبر أن فرض العقوبات والضغط عند كل منعطف لا يمكن أن يحل المشكلة، ولن يؤدي إلا لنتائج عكسية!

يذكر أن الصين، التي تشترك في حدود قصيرة مع أفغانستان، كانت استغلت مشاهد الفوضى السابقة في مطار كابل لتضاعف انتقاداتها القاسية للإجراءات الأميركية في البلاد، فيما أبقت بيكين على سفارتها في كابل مفتوحة، ساعية للحفاظ على علاقات ودية مع طالبان.

 

  1. في أزمة تونس

تمكنت السلطات الأمنية التونسية، من إلقاء القبض على إرهابي خطط لاغتيال الرئيس قيس سعيّد خلال زيارة كان سيؤديها إلى إحدى المدن الساحلية، الواقعة شرقي تونس، وذكرت المعلومات أن المشتبه به هو تونسي الجنسية ينتمي لتنظيم "داعش"، وتسلل مؤخرا من ليبيا حيث تلقى تدريباته. وفي السياق، تحدث مستشار الرئيس التونسي عن محاولة تشويش على عملية الإصلاح التي يقوم بها الرئيس سعيّد، مشيرا الى أن الوضع الأمني في المنطقة هش وأن تونس تنسق مع الجانب الليبي في الشق الأمني. إلى ذلك أشارة المعلومات إلى أن المتهم الذي كان يحضر لعملية الإغتيال تم القبض عليه وهو أحد الذئاب المنفردة، مشيرة إلى أن التحقيقات قد انطلقت معه وهو قيد الاعتقال.

في سياق منفصل، كشف الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم الثلاثاء إن المؤسسات السياسية الموجودة بالشكل الذي كانت تعمل به خطر جاثم على الدولة، محذراً في فيديو بثته الرئاسة التونسية أن البرلمان نفسه خطر على الدولة وأنه سيتم وضع حد لذلك، وأضاف أن هناك من لعبوا بالتعليم ولعبوا بقوت التونسيين، وهناك البعض الآخر الذي قام مشكورا بتخفيض الأسعار لكن بعد مدة (يومين أو ثلاثة) كان هناك من تدخل من جهات سياسية معلومة لرفع أسعار المواد الغذائية الحيوية للمواطن بهدف تركيع الشعب. وفي السياق، أكّد سعيّد خلال استقباله وزير التجارة وتنمية المصادر محمد بوسعيد، على ضرورة أن يكون الجميع في مستوى المرحلة وعلى أنه لا بدّ من وضع حدّ للسياسات الاحتكارية ولمظاهر المضاربة ومحاولات التحكم في أسعار السلع والبضائع.

وكان الرئيس التونسي قد أعلن، ليلة الاثنين، عن تمديد تعليق عمل مجلس النوّاب ورفع الحصانة البرلمانيّة عن نوّابه حتّى إشعار آخر، وذلك وفق ما جاء في أمر رئاسي مقتضب أشار إلى أنّ سعيد سيتوجه خلال الأيام المقبلة ببيان إلى الشعب. إلى ذلك، لم يكن قرار تمديد العمل بالإجراءات الاستثنائية مفاجئاً للرأي العام وللطبقة السياسية في تونس، إذ إنّ كلّ المؤشرات كانت تدل الى أنه ماض في الإبقاء على العمل بها، وأنه لا مجال لعودة مجلس النواب الى العمل، فعلى امتداد الأسابيع الأربعة الماضية، لم يستقبل سعيد أي شخصية سياسية، حتّى تلك المحسوبة عليه، واكتفى باستقبال ممثلين لنقابات ومنظمات مهنية، وكان في كلّ تصريح له يشدّد على رفض الحوار مع من وصفهم بالفاسدين والانقلابيين، وعلى تمسكه بمسار المحاسبة، في رد غير مباشر على دعوة متكرّرة لحزب "حركة النهضة" الى الحوار ووضع خريطة طريق للخروج من الأزمة الحالية.

 

  1. الخلاصة.

 

تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.

 

فيما لا يزال المجتمع الدولي بانتظار القرار السياسي الايراني بمواصلة عملية التفاوض المعلّقة في فيينا بعد فشل سبعة جولات من المفاوضات، تستمر ايران بسياستها في المنطقة. ففي الملف اليمني، تستمر جماعة الحوثي برفضها كل الوساطات الدولية والاقليمية لوقف الحرب الداخلية كما تستمر بقصف السعودية بالصواريخ البالستية وبالطائرات المسيرة المفخخة، فيما تواصل في مناطق سيطرتها بسياسة فرض التغيير العقائدي على المجتمع اليمني. وفي فلسطين، وبالرغم من الوساطة المصرية، تواصل حركة حماس سياسة التصعيد مع الجانب الاسرائيلي مع تحميل المجتمع الغزاوي تبعات الحصار والقصف. وفي سوريا، لم تتراجع ايران عن سياستها التي وضعتها منذ بداية تدخلها، فهي تصعد على كافة الجبهات التي تتواجد فيها ميليشياتها إن كان في الشرق أو في الجنوب السوري، في عملية تمدد طويل الأمد يعمل على التغيير الديموغرافي كما على الرض المحروقة غذا ما اقتضت الحاجة. أما في العراق، فقد كان لافتاً كلام الجانب الايراني خلال " مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" ان ايران تدعم استقلال العراق وتدين عملية التدخّل في شؤونه الداخلية، في وقت تعمل الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري على تقويض سيادة بغداد، كما أن زيارات قائد الحرس الثوري إليها للقاء قادة الميليشيات وإعطاء التعليمات تؤكد سياسة مناقضة تماما لهذا الكلام. أما في لبنان، فلقد أصبح واضحاً أن بيروت ممنوع عليها أن تتّجه نحو برّ الأمان للخروج من أزماتها المفتعلة قبل أن تتّضح صورة ما ستؤول إليه المفاوضات مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة بالتحديد في الملف النووي الايراني.

في ملف أفغانستان ومع انتهاء الحرب هناك، توقعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن تحول تركيزها الأساسي تدريجياً بعيداً عن مكافحة الإرهاب نحو التجسس التقليدي ضد قوى مثل الصين وروسيا، لكن الانفجارين القاتلين يوم الخميس كانا الأحدث في سلسلة من الأحداث التي تتكشف بسرعة منذ انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة طالبان على البلاد مما قلب تلك الخطة رأسا على عقب. فقد تحولت أفغانستان مثل الثقب الأسود الذي يمتلك جاذبية خاصة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية والعودة إلى مهمة معقدة لمكافحة الإرهاب لسنوات قادمة. ويعيد المسؤولون الأميركيون صياغة الخطط لمواجهة التهديدات التي قد تنبثق عن الفوضى في أفغانستان، وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين. وبحسب المعلومات تتضمن الخطط وهي التفاوض على قواعد جديدة في دول آسيا الوسطى، وتحديد كيف يمكن للضباط السريين إدارة المصادر في البلاد بدون المواقع العسكرية والدبلوماسية التي وفرت الغطاء للجواسيس على مدى عقدين من الزمن ومعرفة من أين يمكن أن تشن ضربات بطائرات بدون طيار وعمليات أخرى في أفغانستان.

وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها منع أفغانستان من التحول إلى ملاذ إرهابي مثل سوريا وأفغانستان قبل 11 سبتمبر، عندما اجتذبت فوضى الحرب خليطًا من الإرهابيين وولدت جماعات متطرفة جديدة، وقال مسؤولون أميركيون إن التهديد الأكثر إلحاحًا في أفغانستان هو تنظيم داعش خراسان، كما أن قادة القاعدة يحاولون أيضًا العودة إلى البلاد. وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إنه في حين أن طالبان قد لا تريد أياً من المجموعتين في أفغانستان، فإنها قد تكون غير قادرة على إبعادها.

وقال مسؤول استخباراتي كبير إن مهمة وكالة المخابرات المركزية الجديدة ستكون أضيق، ولن تضطر بعد الآن إلى المساعدة في حماية آلاف الجنود والدبلوماسيين وستركز بدلاً من ذلك على مطاردة الجماعات الإرهابية التي يمكنها شن هجمات خارج حدود أفغانستان، كما أن التحديات التي تواجه وكالة المخابرات المركزية كبيرة لكن الوكالة لن تبدأ من الصفر، فقد توقعت منذ فترة طويلة انهيار الحكومة الأفغانية وانتصار طالبان.

لكن عملياً، وضعت عملية الانسحاب الأميركي الدول المجاورة في حالة من عدم اليقين، ففيما أبقت ايران وروسيا والصين على علاقاتها الجيدة مع طالبان، فإن هذه الدول بالتحديد كانت قد أدانت عملية الانسحاب وحمّلت الولايات المتحدة المسؤولية عن إدخال المنطقة في الفوضى. وبالرغم من أن المراقبين ينقسمون إلى فريقين- فريق يؤكد خسارة واشنطن ويشبّه انسحابها من كابول بانسحابها من سايغون، يؤكد الفريق الآخر على أن الانسحاب هو عملية مدروسة من الجانب الاميركي لتوريط دول الجوار في المستنقع الأفغاني، لا يمكن إنكار حقيقة أن التقارير الاستخباراتية الاميركية كانت على علم بالانهيار وأن الأميركيين كانوا على تواصل مستمر مع حركة طالبان، الأمر الذي يعني ان عملية الانسحاب جرت وفق خطة مدروسة ولو أنها لم تكن بالنتائج المطلوبة. يبقى ان ننتظر ما ستؤل إليه الأمور في المستقبل القريب لنستوضح الصورة الاجمالية.

في ملف حوض المتوسط وفي الملف الليبي، لا تزال مشكلة المرتزقة على الأرض الليبية هي المعضلة الأساس للخروج إلى مساحة الحل. ويقف عائقاً بوجه هذا الحلّ فريقان، التركي والروسي، وبالرغم من التطمينات التي يطرحها الجانبان لا يزالان يرفضان سحب قواتهما من ليبيا قبل تأمين مصالحهما التي على أساسها تم إرسال هذه القوات إلى هناك. ما يعني عملياً، ان الحل اللليبي متوقف، أولاً على توحيد الموقف الداخلي الذي يتعرض للانشقاقات من خلال رفض الفريق الإسلامي (الاخوان) المتواصل، وثانياً على تعاون دولي من أجل رفع العقبات عن طريق قيام الدولة.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

23 آب 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة  أنطوان اندراوس، أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي القصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أحمد عياش، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سام منسى، سامي شمعون، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فتحي اليافي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، مياد صالح حيدر، منى فياض، ندى صالح عنيد، نيللي قنديل، نبيل يزبك، وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

- ان استقالة رئيسي الجمهورية ومجلس النواب المؤتمنين بحسب الدستور على سيادة لبنان واستقلالية قراره وديمقراطيته والمساواة بين اللبنانيين هي نقطة الانطلاق لمواجهة الاحتلال الإيراني للبنان الذي تجسده  ميليشيا "حزب الله" وارهاب اجهزته واستباحته الدولة بكل مؤسساتها، بحيث انه يغامر مرة اخرى بجر لبنان الى مواجهة اقليمية وربما دولية خدمة لملالي طهران (قرصنة باخرة المازوت). فالجريمة الكبرى لرئيس الجمهورية هي الاستسلام لهذا المشروع معبّداً الطريق لانهيار الدولة وكل مؤسساتها وتعطيل مصالح اللبنانيين وحرمانهم من ابسط الخدمات ووضعهم تحت رحمة وابتزاز زعيم هذه الميليشيا. وقد سقطت بالتالي عنه الشرعية والصدقية وبات يُنظر اليه لبنانيا وعربيا ودوليا على انه اصبح مِعوَلا لهدم لبنان.

- لقد اصبح المؤتمر الدولي من أجل مساعدة لبنان على تنفيذ القرارات الأممية 1559، 1680 و1701 ضرورة سياسية ووطنية ووجودية قصوى لإعادة الشرعية الى الدولة اللبنانية ولاعادة لبنان إلى الشرعيتين العربية والدولية، على قاعدة التمسك باتفاق الطائف بوصفه ضمانة دستورية لكل اللبنانيين، وليس باعتباره نظام حماية او امتيازات لهذه الجماعة أو تلك كما حصل في زمن الاحتلال السوري وكما هو حاصل اليوم في زمن الاحتلال الايراني.

2*) حركة أمل

23 آب 2021

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" إجتماعه الدوري برئاسة الحاج جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وبعد الاجتماع أصدر المكتب بيانًا جاء فيه: "في شهر الإمام الصدر سيبقى مشروعه النضالي والاصلاحي والحواري والانساني واللبناني والعربي والاسلامي هو الذي على هديه تسير مواكب الاجيال الحالية والقادمة من أجل تحقيق الغايات ببناء وطن العدالة والمساواة والدور الحضاري المتميز للبنان الذي يحفظ سيادته ويحصنه في وجه المطامع الصهيونية".

وتوقف المكتب السياسي لحركة أمل "امام حالة التخبط العشوائي في أداء المؤسسات والمواقع الرسمية المختلفة في تصريف شؤون البلاد والعجز المتمادي في ايجاد الحلول واتخاذ القرارات غير المدروسة تحت عنوان (الموقت)، وكأن حل المشكلات والازمات التي يعاني منها لبنان يكفيه العلاج بالمسكنات الموضعية، ورميّه من قبل أعلى هيئات القرار التنفيذي على المؤسسات الاخرى التي قامت تشريعاً وقوننةً بإنجاز ما عليها في هذه الظروف الصعبة من قوانين إصلاحية ليس آخرها البطاقة التمويلية المقرة في 30 حزيران الماضي، وما زال التلكؤ في القيام بالإجراءات التنفيذية بشأنها سيّد الموقف، وعليه إن كل تأخير ومماطلة وفرض شروط قديمة متجددة على طريق تشكيل الحكومة هو جريمة بحق كل اللبنانيين الذين يعانون من تراكم الازمات المعيشية والحياتية وهو فعل بحال استمراره يهدد ما تبقى من فرص للخروج من المأزق".

ورأى إن "إستقالة مؤسسات الرقابة والمحاسبة الرسمية من متابعة قضايا المواطنين وضرب محتكري السلع الحياتية الاستراتيجية من محروقات ودواء وخبز ودولار ومواد غذائية، عدا عن متابعة جودة السلع ونوعيتها ومدة صلاحيتها، كل هذا الغياب للمؤسسات المعنية هو تواطؤ مشبوه يضع القائمين عليه في دائرة المساءلة والمعاقبة".

ودعا الى "الاقلاع عن سياسات الترقيع ووقف المغامرات والمناورات التي باتت مكشوفة للداخل والخارج، والاسراع في وضع خطة طوارئ صحية واجتماعية والغاء كارتيلات الاحتكار على انواعه وخلفياته مما يسهم في تخفيف معاناة الناس وتمكينهم من تأمين أبسط حاجاتهم اليومية واعطائهم جرعة امل بالغد، بدلاً من صم الاذان عن صرخاتهم واوجاعهم".

3*) الكتائب

24 آب 2021

توقف المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، عند "القرارات الرعناء التي ما زالت المنظومة تلجأ اليها للهروب من الكوارث التي ترميها بالجملة على اللبنانيين، وتحاول الخروج منها بفتاوى ترقيعية تزيد الطين بلة وتثبت فشلها تكرارا وتفتقد لأدنى حس بالمسؤولية، تجاه شعب يعاني الذل والحرمان من ابسط مقومات البقاء، في حين كان يتطلع الى التقدم والتطور ويطمح لبناء بلد يليق به".

ولفت الى أن "الوضع المعيشي بات لا يحتمل ولا طاقة لأي شعب على التعايش مع أوزاره، بعدما جاءت خطوة رفع اسعار المحروقات دون اي خطوة عملية تدعم اللبنانيين، سوى فتات بدل نقل وشهر اضافي سيلهب الأسعار ولن يلبث ان يلتهمه التضخم ويتسبب بإقفال المصالح التي ما زالت تجاهد للاستمرار لتبقى دوامة القهر والجوع".

واعتبر المكتب السياسي ان "كل ما تقدم عليه هذه المجموعة محكوم بحاجتها الملحة للحفاظ على مواقعها، وان النزاعات التي تختلقها بين اركانها هدفها شد العصب كل من موقعه، ولا تحركهم سوى العصبيات الطائفية والمناطقية على ابواب الانتخابات، فلا غياب السيادة يعنيهم ولا رهن البلد لمشروع حزب الله الاقليمي يزحزحهم عن غيهم".

ورأى في "غياب رد الفعل الرسمي على اعلان نصرالله الاتيان بالمحروقات الايرانية متحديا العقوبات والتمهيد للتنقيب عن النفط اللبناني من قبل شركات ايرانية، سقوطا متجددا في قبضة المشروع الايراني الذي ينمو مستفيدا من التواطؤ والاذعان والفشل"، مؤكدا أن "كل المسرحيات التي تجري لتأليف الحكومة ما هي الا فصل جديد من خداع الشعب اللبناني وستفضي حتما الى الفشل، فالفراغ والفوضى هما مطلب حزب الله الذي يتغنى باختراق القوانين الدولية والمحلية بحجة اراحة اللبنانيين، ولا يحرك ساكنا للانخراط في محاربة المحاصصة بل يشجع على تقاسم مقدرات البلد تحت مظلته، ليبقى الحاكم الأكبر والمتحكم الأوحد".

وحذر المكتب السياسي من "التغييب المشبوه لملف انفجار مرفأ بيروت الذي وضع على الرف ويهمل عمدا في محاولة مستمرة للتهرب من التحقيق بعدما أفشل اهالي الشهداء محاولة المجلس لتهريب المتهمين بإحالتهم الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، من دون نسيان التحقيق الغائب تماما حتى الساعة في انفجار التليل الكارثي دون الاعلان عن خيط يظهر سبب الانفجار والمتورطين فيه. والأمر ينسحب على استهداف مسجدي التقوى والسلام بعد مرور ثماني سنوات دون القاء القبض على المجرمين على الرغم من صدور القرار الاتهامي وحكم المجلس العدلي".

وأشار الى أنه "أمام هذا الواقع، وقت الكلام انتهى امام الفظائع التي تحصل ولكن السقوط في الاستسلام ممنوع والرضوخ الى المؤامرات التي تحاك على شعب بأكمله لن تستمر الى ما لا نهاية، واللبنانيون أثبتوا مرة بعد مرة انهم في نهاية المطاف ينهضون ليستعيدوا سيادتهم وقرارهم الحر، وهم اليوم ايضا ومهما كبرت التحديات، سيحاسبون ولن يسكتوا وصناديق الاقتراع ستثبت ارادتهم".

وأعاد التأكيد على "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي والعربي والدول الصديقة بدور فاعل يحمي اللبنانيين من براثن هذه المنظومة، ويسمح لهم بالتعبير عن خياراتهم متى حان الوقت".

4*) التكتل العوني

24 آب 2021

توقف "تكتل لبنان القوي" في بيان، بعد اجتماعه الدوري الذي عقده إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، ب"إجلال أمام أرواح المزيد من الضحايا الذين سقطوا في الأيام الأخيرة متأثرين بإصاباتهم نتيجة انفجار التليل"، مؤكدا أن "لأهالي الشهداء الحق في معرفة الحقيقة حول الانفجار وأسبابه ومسببيه بما يضمد وجعهم قليلا، تماما كما لهم علينا حق احتضانهم"، وقال: "لذلك، تقدم التكتل باقتراح قانون لاعتبار ضحايا انفجار التليل شهداء في الجيش اللبناني".

ولفت إلى أن "اللبنانيين باتوا على بينة من الانتماء السياسي المشترك لكل من له علاقة بالانفجار والمتورطين في المأساة، من نواب ومسؤولين يمتهنون التهريب أو يغطونه، بما يؤكد ما سبق أن أعلنه رئيس التكتل مرتين في مجلس النواب".

أضاف: "أظهر مسار القرار المشبوه برفع الدعم الفجائي عن المحروقات، أن القيمين عليه لم يقووا على تغطيته والسير به حتى النهاية، بعدما تبين لهم أنه قرار كارثي يصيب كل اللبنانيين من كل الأطياف بأذى غير مسبوق. ولذلك، اضطر هؤلاء إلى تعديل قرارهم، فكان قرار تسعير المحروقات على الـ8000 ليرة بسعي حازم من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كخطوة انتقالية وموقتة يجب أن يواكبها إسراع حكومة تصريف الأعمال في إصدار وتوزيع البطاقة التمويلية على مستحقيها في مهلة أقصاها شهر، بالتوازي مع وجوب إقرار اقتراح القانون الذي تقدم به التكتل لمنح موظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية مساعدة اجتماعية، حينها يمكن الانتقال الى مرحلة جديدة من التحرير المتدرج للدعم على للمحروقات".

وطالب التكتل "حكومة تصريف الأعمال بوضع آلية لبدء اعتماد نظام الحصص في بيع المحروقات للبنانيين وللقطاعات المعنية، بما يسهم في وقف الإزدحام على المحطات وتنظيم الطلب على المازوت، والأهم يؤدي إلى مكافحة التخزين والتهريب".

وشدد على "وقف النكايات في موضوع الكهرباء، والمبادرة إلى منح مؤسسة كهرباء لبنان ما يلزمها من إمكانات تمويلية للتشغيل والتصليح، ومن نفط عراقي أو غاز مصري لاحقا، لكي تتمكن من تأمين ساعات تغذية تفوق الـ16 ساعة يوميا"، معتبرا أن "هذا هو الحل الوحيد لإعادة التيار الكهربائي الى اللبنانيين بأقل كلفة عليهم وعلى الخزينة والاحتياطي الإلزامي".

وأمل "أن ينتهي دولة الرئيس المكلف بالاتفاق مع فخامة الرئيس من تأليف الحكومة العتيدة وإصدار مراسيمها هذا الأسبوع، على ما أظهرا من نية في التعاون والإسراع في التأليف ضمن مهلة معقولة ومنطقية نظرا إلى ما تمر بها البلاد"، مشيرا إلى أن "اللبنانيين ينتظرون تشكيل حكومة قادرة ببرنامجها ووزرائها على وقف الانهيار وبدء عملية اصلاح شاملة وحقيقية، وهم يعتبرون أن طالما الاتفاق قائم على العناوين العريضة للتشكيل من ضمن الميثاق والدستور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، يتوجب القفز فوق كل العراقيل والصعوبات المفتعلة بغية انهاء التأليف للبدء بالإصلاح".

5*) كتلة حزب الله النيابية

26 آب 2021

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة"، بعد ظهر اليوم، اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وأعلنت في بيان أن المجتمعين تناولوا في بداية اللقاء "قضية سماحة الإمام السيد موسى الصدر وجريمة إخفائه مع أخويه: فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الأستاذ عباس بدر الدين، منذ 31 آب لعام 1978، وهي جريمة موصوفة ضد لبنان والمنطقة والإنسانية، وضد التاريخ والحاضر والمستقبل، ومرتكبوها هم مستخدمون لدى الإدارة الأميركية الطاغية، وربيبها الإرهابي: الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل. أما أهداف الجريمة فهي محاولة إسقاط اللاءات الوطنية التي رفعها بحزم سماحة الإمام المغيب وحسم نهجه في ضوئها "لا للاحتلال، ولا للتوطين، ولا للتقسيم"، وسيج بها حركته النهضوية السياسية والشعبية الرامية إلى رفع الحرمان وإصلاح النظام السياسي والتصدي لسلطة الفساد في البلاد. وما برح الصراع مستمرا إلى اليوم، والمواجهة دائرة بين نهجين: مقاومة ضد الاحتلال، تحرير لمنع التوطين، وحدة ووفاق وطني ضد التقسيم. ويبقى عهدنا لسماحة الإمام الصدر أعاده الله وأخويه، أن نواصل مسيرة الانتصار لأهدافه حريصين على وحدة الصف بين جميع أبنائه، وتنسيق المواقف وتعزيز التفاهمات في ما بينهم وبين حلفائهم، وتفعيل الجهوزية ضد أعدائهم وأعداء لبنان والمنطقة، ليبقى بلدنا منطلق عز وموئل أمن واستقرار وأمثولة للعيش الواحد والتطويرِ المستدام، رغم كل ما يتعرض له من حصار وضغوط وأزمات".

اضاف البيان: "قبل الشروع في جدول البحث، تفخر الكتلة بشهادة القائد الحاج عباس اليتامى "أبو ميثم" ابن الهرمل مدينة الشهداء وأحد السابقين من الجيل المؤسس للمقاومة الإسلامية وشريك مجاهديها في صنع الانتصارات. كما تبعث بأحر التبريكات والتعازي لأسرته الكريمة ولإخوانه ولكل أهلنا الأحباء في بعلبك - الهرمل وعلى امتداد محور المقاومة".

وتابع: "بمناسبة التحرير الثاني للبنان الذي أنجزته المقاومة الإسلامية والجيش اللبناني حين تمكنا معا من القضاء على الإرهابيين التكفيريين وتحرير الجرود الشرقية للبنان منهم ومن أوكارهم ومراكز تفخيخ السيارات المتفجرة التي كانوا يرسلونها من هناك إلى أكثر من منطقة ومدينة سكنية لضرب الأمن والاستقرار في البلاد، توجه الكتلة تحية تقدير وإكبار لأبطال هذا التحرير وشهدائه، وتهنئ المقاومة والجيش والشعب على هذا الإنجاز الكبير، وتشدد على التزام معادلة الانتصار درعا حاميا للبنان وسيادته. كما تؤكد أن لبنان بفعل هذا الإنجاز البطولي قد أحكم استقراره وأدخل الطمأنينة إلى أبنائه في مناطقهم كافة ودفع عنه مخاطر الإرهاب وأسقط وظيفته ومشروع مشغليه".

وعن الوضع الداخلي، اشارت الكتلة الى ان "اللبنانيين لا يزالون يكابدون أزمة اقتصادية ناجمة عن سياسات سابقة مرتجلة، زاد من غلواء نتائجها حصار أميركي يهدف إلى ابتزازنا في قراراتنا وسيادتنا الوطنية، فيما جهود تشكيل الحكومة تتقاذفها العقد والمطالب وتضارب الرؤى والمصالح، وبين ذا وذاك تطفو على السطح أطماع واحتكارات وانتهازية واستغلال رخيص وسوء أمانة يرتكبها أفراد وجماعات على حساب المجتمع عموما سواء في صحته أو معيشته، فيما لا تزال المداهمات والملاحقات قاصرة عن إعادة نظم الأمور ووضع النقاط على الحروف".

وتداولت الكتلة "في هذا الوضع عموما ثم ناقشت جدول أعمالها وخلصت إلى ما يأتي:

1- إن تفاقم الأزمة العامة في البلاد، وما ينتج منها من تداعيات متلاحقة وخطيرة ليس انقطاع الكهرباء أو فقدان البنزين والمازوت والأدوية، إلا عينات ونماذج تتيح تقدير حجم الكارثة التي نسعى إليها بأيدينا إن لم نجد المخارج المرضية التي تفضي إلى إنجاز التشكيلة الحكومية التي يتوقف عليها وقف التردي والشروع في الخطوات الضرورية الآيلة إلى إعادة ترميم هيكل الدولة ومؤسساتها المتصدعة. إن كتلة الوفاء للمقاومة تجدد قناعتها بأن الحكومة هي التي تمثل الإطار الدستوري والواقعي السليم لتقرير السياسات ومعالجة المشكلات، وإن غيابها يشكل ثغرة يمكن أن ينفذ منها طامعون وعابثون أو أن يتسلل عبرها أعداء خارجيون لهم مصلحة في تخريب بلدنا وتعطيل دوره وتبديل موقعه على خارطة الصراعات القائمة في منطقتنا، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر جدية تطال الوجود والهوية معا.

2- تحيي الكتلة وتبارك الجهود الحثيثة والمخلصة التي تبذلها قيادة حزب الله لتوظيف علاقاتها المميزة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، من أجل تخفيف معاناة الشعب اللبناني وتوفير بعض المواد الحيوية التي اختفت من السوق المحلية بشكل مريب، لا سيما مادة المازوت. إن توفير هذه المادة وخرق الحصار الأميركي الظالم والمفروض على البلاد، هو أمر حيوي جدا، خصوصا نظرا لحاجة البلاد إليها لتشغيل المستشفيات والمعامل وآبار المياه ومولدات الكهرباء، فضلا عن حاجة اللبنانيين الملحة إلى التدفئة خصوصا لدى اقتراب فصل الشتاء.

3- تنوه الكتلة بحملات الدهم ومكافحة التخزين والاحتكار للمحروقات والأدوية، وتدعو المعنيين إلى مواصلة حملتهم لتطال كبار المحتكرين وشركات الاستيراد الكبرى التي تتحكم بالسوق والأسعار، والتشدد في ملاحقة كل الذين يهددون الأمن الاجتماعي وحياة المواطنين.

4- تؤكد الكتلة، ونحن على أبواب العام الدراسي الجديد، ضرورة إيلاء القطاع التعليمي بجناحيه الرسمي والخاص الاهتمام المرجو والدعم المستدام، وفق خطة تؤمن تذليل العقبات وتسهم في حفظ وحدة الأسرة التربوية وتضمن حسن سير العملية التعليمية في لبنان".

6*) حسن نصرالله

27 آب 2021

أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر شاشة قناة "المنار"، متحدثا في ذكرى التحرير الثانية (حرب التحرير الأولى حصلت العام 2000)، من مسلحي تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية من مناطق جرود سلسلة الجبال الشرقية الحدودية مع منطقة القلمون السورية والتي حصلت يوم 28 آب 2017. وقال في بداية كلمته، أننا نحيي هذه المناسبة لأنها من طبيعة الشعوب الحية، ونعمل على دراستها للتأكد من بعض الحقائق، وأخذ الدروس من هذه التجربة، وللتذكير بالأخطار المماثلة، وللتذكير بالتضحيات الجسام الذي أدى إلى هذا الانتصار، ولكي نوجه التحية لمن حققه بالدماء والدموع وتحمل البرد القارس في الشتاء والحر في الصيف".

وأضاف: "ما حصل في جرود البقاع كان جزءا من الحرب الكونية على سوريا، وكان مشروع داعش هو للسيطرة على المنطقة، وعندما انطلقت احتلت مناطق واسعة في سوريا، ومثلها في العراق، وكان لبنان جزءا من مشروعها".

وتابع: "كان لبنان وسوريا والعراق جزءا من دولة داعش التي أعلنوها"، وأشار الى "قدرة الجيش السوري في منعه يومها داعش من ربط البادية السورية في منطقة القلمون على حدود لبنان"، وذكر ان "داعش حظيت بدعم دولي وجاؤوا بالمقاتلين من دول كثيرة"، متوقفا عند "ذهاب وفود من 14 اذار إلى جرود عرسال واستقبلوا داعش على اساس أنهم ثوار، اضافة الى دعم الاميركيين لداعش".

ورأى السيد حسن أن معركة التحرير الثاني "كانت لبنانية - سورية، فكان من الجانب السوري الجيش العربي السوري وقوات شعبية سورية، وفي الجانب اللبناني كان (حزب الله) وأهالي المنطقة وعلى مدى سنوات، وفي اللحظات الحاسمة تدخل الجيش اللبناني".

واستذكر "التفجيرات التي نفذها (داعش) على الساحة اللبنانية، وما أوقعوه من قتلى وجرحى"، لافتا الى "عجز الدولة يومها على اتخاذ قرار بالتحرير أو استعادة ضباط وجنود الجيش اللبناني الذين أسرهم داعش"، مؤكدا "ضلوع السفارة الاميركية في منع الجيش اللبناني من تأدية دوره، إلى ان كان عهد الرئيس ميشال عون الذي لم يخضع للضغوط الاميركية فكانت مشاركة الجيش اللبناني".

وودعا الى "مراجعة مواقف البعض ممن يدعون الحفاظ على السيادة"، منوها بـ "أهل المنطقة الشرفاء حيث حملوا السلاح وقاتلوا، وبعضهم خالف قرار قياداته ولم ينتظروا أحدا". وأكد أن "تدخل (حزب الله) في تلك المنطقة كان للدفاع عن أهلها في ظل غياب قرار رسمي بذلك".

وكرر "التنويهه" بمشاركة أهالي منطقة بعلبك - الهرمل في عملية التحرير الثانية، موجها شكره لدعم جمهورية إيران الاسلامية. وشدد على أهمية هذه التجربة والتي سجلت في معادلة "الجيش والشعب والمقاومة".

وسأل نصر الله: "من الذي قدم هذا الانجاز وهذا التحرير؟، فهل هم الامم المتحدة او جامعة الدول العربية؟". وقال: "إنها انجاز هذه المعادة من جيش وشعب ومقاومة، وفي مقدمها سلاح المقاومة".

وأعلن: "كما نقول للاسرائيليين إن عدتم عدنا، نقولها للارهابيين إن عدتم عدنا". ورأى أن "المشروع الاميركي يتهاوى، وما انسحابه في العراق تحت ضغط المقاومة، ومن افغانستان إلا دليل تهاوي هذا المشروع، وللهزيمة الاميركية الكاملة ولسقوطها". وتابع: علينا التطلع بدقة لما حصل في افغانستان، ملمحا الى حشود الذين كانوا مع الاميركيين في مطار كابول، وهذا سقوط خلقي للأميركيين".

ولفت الى "دلالات هذا السقوط حيث ملأووا طائرات الشحب بالمشروبات الروحية، ولم يبق مكان للمتعاونين معهم من افغان، في حين أن الوزير البريطاني انشغل بترحيل الحيوانات ونسي المتعاونين معه".

وأشار الى "ضرورة أخذ العبرة من ذلك، ومن داعش التي خلقتها اميركا، وكيف انهم ينقلون قادة لداعش بطائرات اميركية من سوريا والعراق عندما تحصل خسارتهم في المعركة"، مؤكدا أنهم "نقلوهم الى افغانستان، وذلك لإرباك دول الجوار".

كما ولفت إلى "موقف مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي من انتقاده لعدم مشاورة اميركا معهم في مسألة الانسحاب".

ومن ثم انتقل إلى الحديث عن الأوضاع الداخلية الاقتصادية والمعيشية وغيرها، معددا "حالات الحصار التي يفرضها الاميركيون على لبنان وعلى سوريا، من خلال قانون قيصر الذي ترك آثارا كبيرة على الاقتصاد اللبناني".

واشار الى موقف السفيرة الاميركية الأخير في شأن تعهد إدارتها تأمين الكهرباء للبنان من الاردن عبر سوريا، محملا الأميركيين مسؤولية تدهور الاقتصاد اللبناني، متسائلا: "لماذا موقف السفيرة الآن؟"، وقال: "لأن ثمة من طالب بتأمين المحروقات من ايران".

وكشف أن "الايام المقبلة ستظهر السفن الآتية من ايران"، معلنا عن الاتفاق مع الايرانيين على تحميل سفينة ثالثة، رافضا المزيد من الحديث عن هذه المرحلة الى أن تصل السفينة الاولى إلى البحر المتوسط.

وشدد على "ضرورة تشكيل الحكومة لمواجهة هذه الازمات"، منتقدا "التقصير حيال دماء مجزرة التليل، وآهات مرضى السرطان أو الازمات الخانقة معيشيا".

وقلل من اهمية الرهان على محادثات فيينا والخارج، محملا المسؤولية لتوزيع الحقائب وقال: "أما آن لهذه المسألة أن تنتهي؟"...

وتطرق الى قضية التحقيق في انفجار المرفإ فأكد أنه "تحقيق مسيس واسنتسابي"، واصفا موقف المحقق بأنه استضعاف لرئيس الحكومة حسان دياب، وانه استهداف للموقع وهذا مرفوض ومدان". واعلن "باسم حزب الله رفض موقف المحقق العدلي تجاه الرئيس حسان دياب".

ومن ثم تحدث نصر الله عن ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، مؤكدا ان "اختطاف (الرئيس الليبي السابق معمر) القذافي لهم إنما هي اختطاف سياسي، وأن الإمام الصدر كان مقتنعا بقوة بتحرير القدس، وكان حاجزا ومانعا لأي فتنة في البلد، وعمل على إيقاف الحرب الأهلية، وكل ذلك عكس ما كان يقوم به الاخرون".

وشدد على أن "استهداف الامام السيد موسى الصدر هو استهداف لتحرير فلسطين ولتأجيج الحرب الاهلية".

واعلن: "نحن ابناؤه وسنحقق اهدافه ونحن في انتظار عودته، وذلك وفاء لهذا الامام الذي فتح امامنا هذا الطريق".

7*) التيار العوني

28 آب 2021

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اجتماعها الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، وناقشت جدول أعمالها وأصدرت بيانا قالت فيه: "تعتبر الهيئة السياسية أن التخزين الاحتكاري للمحروقات وتهريبها خلافا للقانون والأخلاق، يشكل جريمة منظمة توزعت أفعالها انفجارا في عكار وسرقة موصوفة لأموال المودعين من خلال احتكار ملايين الليترات كما حصل في زحلة. السلع المخزنة مدعومة من أموال الناس وتتم المضاربة بها لتحقيق أرباح غير مشروعة، وهي تعتبر سرقة للمال العام ولمال الناس، وعليه محتكر المحروقات سارق، ومحتكر الدواء مجرم. لذلك يتوجب إقرار سريع لاقتراح القانون الذي تقدم به تكتل لبنان القوي لمكافحة جرائم المضاربات والاحتكار وتشديد العقوبة عليها".

أضافت: "الجهات السياسية التي حرمت مؤسسة كهرباء لبنان، الحصول على السلفة المالية لشراء الفيول هي عينها المتورطة بفضيحة التخزين اللاشرعي للمحروقات، وتحديدا، المطلوب من القوات اللبنانية أن تسلم المحتكرين الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف وهي تتحمل كما أي جهة سياسية أخرى مسؤولية أخلاقية وقانونية عن حماية هاربين من وجه العدالة. يبقى أن سؤال رئيس القوات للرئيس عون ولرئيس الحكومة عن مصير التدقيق الجنائي هو منتهى الوقاحة للتعمية على جرائمه المالية وتمويله السياسي، لأن المطلوب أن يتوسع التدقيق الجنائي ليشمل، الى جانب مؤسسات الدولة، الأحزاب اللبنانية وطرق تمويلها".

وتابعت: "بقدر ما تتحمل الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية مكافحة التخزين اللاشرعي والتهريب للمحروقات والأدوية وأي سلعة أخرى مدعومة، يتحمل مجلس النواب مسؤولية إقرار قانون يسمح لمؤسسة كهرباء لبنان بالحصول على الأموال التي تحتاجها لإنتاج الكهرباء التي من دونها تتوقف عجلة الحياة وتتفاقم أزمة المازوت كلفة وكمية. وليعلم المودعون أن التذرع برفع الدعم وعدم دفع فيول الكهرباء لحماية الاحتياط الإلزامي هو كذبة مفضوحة، لأن شراء المازوت للمولدات الخاصة تتجاوز كلفته بكثير شراء الفيول لكهرباء لبنان وتزيد كلفته أضعافا على المواطنين".

وقالت: "تعرب الهيئة السياسية عن قلقها من محاولات حرف التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت عن مساره بهدف طمس حقيقة من استورد نيترات الأمونيوم ومن المسؤول عن تخزينها، وعما إذا كان تفجيرها عملا جرميا متعمدا. إن احترام استقلالية التحقيق أمر مفروغ منه، وموقفنا من رفع الحصانات نهائي وواضح، وأعطى الرئيس عون المثال بوضع نفسه بتصرف المحقق العدلي اذا ارتأى ذلك، لكن على المحقق العدلي الذي نشيد بمناقبيته أن يتنبه الى دقة الوضع وحساسيته ويبتعد عن أي إجراء استعراضي غير ملائم لا يخدم الغاية من التحقيق. والتيار الوطني الحر حريص على الموقع الدستوري لرئاسة الحكومة، حرصه على أي موقع رئاسي آخر، ويرفض قطعا التطاول عليه أو المس به وبصلاحياته، ولا يرى ملائما أبدا التعاطي باستخفاف أو باستضعاف مع من يمثل هذا الموقع أيا كان شخصه. إلا أن هذا لا يعني رسم خطوط حمراء طائفية على موقع رئاسة الحكومة أو أي موقع آخر، بما يؤدي الى رسم حدود طائفية تمنع الحقيقة والعدالة من اختراقها. كما أن هذا لا يسمح باتهام رئيس الجمهورية جزافا وتأليفا بأنه متورط في الجريمة وأنه محرك للملف لجهة استدعاء رئيس الحكومة. كما أن أي اتهام سياسي وطائفي بغيض هدفه التحريض للكسب السياسي الرخيص لن يغير واقعة دستورية وميثاقية تقول إن رئيس الجمهورية هو رئيس البلاد والوحيد الذي خصه الدستور بالقسم عليه".

أضافت: "تدعو الهيئة السياسية رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الى التعاون البناء كشركاء دستوريين في تشكيل حكومة تضع حدا للانهيار وتؤسس للتعافي المالي. وتؤكد الهيئة أن التيار الوطني الحر يدعم كل فرصة لولادتها سريعا ويسهل سياسيا وإعلاميا ذلك. وتنبه الهيئة من أي ضغط أو مزايدات أو عراقيل تقوم بها بعض الجهات المعروفة لتفشيل تشكيل الحكومة أو لتطويق رئيس الجمهورية والمس بصلاحياته والدس على رئيس الحكومة لمحاولة الانتقاص من صلاحياته".

وختمت: "نأمل أن يتمكن فخامة الرئيس ودولة الرئيس من تجاوز هذه المحاولات الفتنوية القائمة لبث الخلاف بينهما، وتجاوزها من خلال التعاون والاتفاق من ضمن الدستور الذي نعمل على حمايته من أي مس أو تلاعب".

8*) عظة الاحد

29 آب 2021

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه النائب البطريركي المطران جوزيف نفاع، المطران بولس الصياح، المونسنيور وهيب كيروز، القيم البطريركي على الديمان الاب طوني الآغا، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة حريصا الاب فادي تابت.

حضر القداس، سفير باليز في أميركا الوسطى سركيس أبو نهرا، الهيئة الادارية الجديدة للتعاونية الزراعية في تنورين برئاسة المهندس رجا سركيس، رئيس مركز القوات اللبنانية في الديمان المحامي ماريو صعب، وعدد من الكهنة والراهبات وجمع من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة، قال فيها: "مغفورة لك خطاياك! إيمانك خلصك! إذهبي بسلام" (لو 7: 50) ثلاث كلمات مترابطة ومتكاملة ظهرت في حادثة إنجيل اليوم: الإيمان والغفران والسلام. المؤمن يلتمس الغفران من الله، وينعم بسلام المصالحة. المرأة الخاطئة المعروفة في المدينة، أظهرت بمادرتها إيمانها النبوي بيسوع الذي بمحبته يغفر خطاياها؛ ومحبتها العظمى له الظاهرة في أفعال تواضع وتوبة؛ وسلطان يسوع على مغفرة خطايا البشر. استحقت المرأة الخاطئة غفران خطاياها بفضل إيمانها الذي عبرت عنه بتكريم يسوع بأثمن ما تملك. فسكبت الطيب على قدميه، ونشفتها بشعرها زينة جسدها، وذرفت عليها دموع التوبة فسمعت من فم الرب: "مغفورة لك خطاياك! إيمانك خلصك! إذهبي بسلام" (لو 7: 50). يسعدني أن نحتفل معكم بهذه الليتوجيا الإلهية، فأرحب بكم جميعا وبخاصة بالهيئة الإدارية الجديدة لتعاونية تنورين الزراعية برئاسة المهندس رجاء سركيس. أتت لتعلن من هنا مطالبها وهي: التواصل مع دول الخليج ومصر وسائر الدول العربية من اجل فتح أسواقها أمام التفاح اللبناني، وهذه الدول تشكل سندا أساسيا؛ مطالبة الدولة بتأمين المازوت والمحروقات لتشغيل برادات التفاح المتوقفة حاليا بسبب فقدان هذه المادة وارتفاع الكلفة بشكل جنوني؛ دعم مزارعي التفاح الذي يشكل العامود الفقري للزراعة اللبنانية؛ التواصل مع الاغتراب اللبناني لتسويق التفاح اللبناني في الاسواق العالمية".

وتابع: "ما صنعت المرأة الخاطئة بفعل إيمان وحب وتوبة كان غريبا جدا عن سمعان الفريسي الذي كرم يسوع بوليمة خارجية بعيدة عن أي إيمان وحب داخلي تجاه يسوع. الخاطئة رأت يسوع إلها، أما الفريسي فرآه إنسانا عاديا. بفعلة الخاطئة انكشفت أفكار الفريسي المشكك بيسوع. فضرب له الرب مثل الدائن والمديونين ليدعوه للتمثل بتوبة هذه المرأة بندم كبير وحب شديد للفادي الإلهي. هذه دعوة موجهة إلى كل واحد وواحدة منا. ما فعلته المرأة الخاطئة كان نبويا، إذ طيبت جسد الفادي الإلهي قبل تطييبه عند موته. فعلت ذلك باسم جميع الخطأة الذين افتداهم المسيح، وغسل خطاياهم بدمه الـمراق على الصليب. ولذا تكرم الكنيسة صليبه وتسجد له، وتلتمس منه الغفران وتقبله، وتعبد الفادي الإلهي، وترى علامات آلامه وتواصلها في المتألمين. فتعتني بالجريح، وتؤاسي البائس، وتكون إلى جانب الفقير والمعوق والمهمل، وتطيبهم بعطر النعمة والعزاء الإلهي والفرح الروحي. الغفران هو أثمن عطايا الله، لأن منه تولد المصالحة، ويدخل السلام إلى القلوب. غفران خطايانا يأتي من الله، لكن إلهنا يريدنا أن نغفر نحن أيضا بعضنا لبعض، لكي نضع حدا للعداوة والنزاعات والبغض، ويعم السلام في المجتمع. لبنان بحاجة إلى مصالحات، وعلى الأخص بين المسؤولين السياسيين، وبينهم وبين الشعب، وبينهم وبين السياسة، هذا الفن الشريف لخدمة الخير العام.

شعبنا ناقم على المسؤولين السياسيين، بل على كل السياسيين، لأنهم مازالوا منشغلين بالتافه من الحصص والحسابات، فيما الشعب متروك فريسة الجوع والقهر والفقر والإذلال والهجرة؛ وناقمٌ عليهم لأنهم يعطلون المتوفر من الحلول السياسية والإقتصادية والمالية والتربوية والمعيشية، ولا يريدون أن يتصالحوا مع شعبهم؛ وناقمٌ عليهم لأنهم يصمون آذانهم عن سماع الذين، من أجل لبنان واللبنانيين، ينصحون ويرجون التوقف عن سياسة التدمير الذاتي، والإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية تكون بمستوى التحديات، حيادية غير حزبية وغير فئوية، تتألف من ذوي كفاءات عالية، تثير أسماؤهم الإرتياح والأمل بحكومة ناجحة.

مقابل هذه الإلتفاتة النبيلة من الدول الصديقة شرقا وغربا، بات من واجب قادة البلاد والأحزاب والحراك الشعبي، أن يتشاوروا في ما بينهم ويلتفوا من أجل اتخاذ القرارات الوطنية وتقرير الخطوات الضرورية لدفع الدولة إلى تغيير أدائها قبل الانهيار الكبير الذي لنْ يوفر أحدا. فلا يحق لهم أن ينتظروا التطورات من دون المساهمة في صناعتها".

أضاف: "إن المداهمات التي قامت بها الأجهزة الأمنية أخيرا على مستودعات المحروقات ومخازن الأدوية ومخابئ الأغذية، تكشف أن الفساد ليس محصورا في الطبقة السياسية، بل هو منتشر بكل أسف في المجتمع اللبناني. وإذ نشجع هذه الأجهزة على توسيع مداهماتها لتشمل جميع المحتكرين وحاجبي الحاجات الحياتية والصحية عن الناس، ندعوها أيضا وبخاصة إلى إغلاق المعابر الحدودية ومنع التهريب. فكل إجراء إداري يتخذ يبقى ناقص المفعول ما لم تغلق معابر التهريب بين لبنان وسوريا. وندعو القضاء إلى ملاحقة المحتكرين والمهربين بعيدا من الضغوط السياسية والطائفية والمذهبية. فكل مسؤول سياسي أو مالي أو أمني مهما علا شأنه يجب أن يدان، حسب الأصول، في أي قضية باسم العدالة الشاملة. ثم أين أصبح التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت؟ فمن حق أهالي الشهداء واللبنانيين عموما أن يعرفوا تطورات التحقيق من دون الدخول في أسراره. وما هو مصير الاستدعاءات بحق نواب ووزراء ورؤساء أجهزة أمنية وعسكرية، فلم التأخير؟ ولم تراكم الاستدعاءات من دون متابعتها وحسمها؟ وإذا كنا نحرص جميعا على المقامات ونعرف حساسيات البلاد، فهذا لا يلغي تمسكنا بجلاء الحقيقة بشأن قضية أسفرت عن تدمير المرفأ ونصف المدينة، وأوقعت أكثر من مئتي ضحية وإصابة أكثر من ستة ألاف مواطن ومواطنة بإعاقات وجروح".

وتابع: "إذ نحيي جميع القادة السياسيين والروحيين، ندعوهم جميعا إلى تخطي هذه المرحلة ومنع أي إجراء يؤثر على وحدتنا الوطنية التي تعيش أياما حرجة. نحن حريصون على احترام المقامات والمرجعيات، ولا يرتفع مقامٌ بالمس بمقام آخر. واجبنا أن نتكاتف ونوقف السجالات والاتهامات من أجل عبور الصعاب وإنقاذ لبنان. إن الأجواء المشحونة لا تحتمل مزيدا من التشنج وفتح معارك جانبية. يدنا بيد الجميع من أجل خلاص لبنان. نحن ضد تسييس التحقيق وتطييفه وتعطيله! نحن ضد استثناء أحد من الاستجواب خصوصا أن رئيس الجمهورية أعلن استعداده للمثول أمام قاضي التحقيق. نحن ضد تحويل قاضي التحقيق متهما. نحن ضد تصفية حسابات سياسية على حساب أهالي الضحايا والشهداء. لقد اعتبر العالم جريمة المرفأ أكبر انفجار منذ هيروشيما، ونحن ما زلنا نتساجل حول الحصانات. كل المرجعيات، كل القيادات، كل الأحزاب، دون استثناء تحت القانون".

وختم الراعي: "إذ نتفهم دواعي التفكير بالهجرة الموقتة في ظل الفقر والبطالة والضيقة المعيشية، فلبنان يدعونا بالمقابل إلى تضحيات إضافية ليبقى ويصمد بوجوه جديدة من الحكام والمسؤولين. إن الهجرة هي أخطر نزف يتعرض له مجتمعنا. نحن في حالة حرب. والبقاء هو أساس الإنقاذ. فكلما هاجر مواطن نخسر معركة، فلنظل معا لنربح كلبنانيين أجمعين الحرب التي تشن على أمتنا العظيمة. إنا في كل ذلك نتكل على عناية الله الذي له كل مجد وشكران، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".