جــانب السـادة الحضـور،
لا بد من ان اعيد ذكر ما اسمعه دائماً خلال لقاءات سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان من ان لبنان كوطن عيش مشترك لا يقوم ولا يدوم ولا يترقى على اساس موازين القوى المتغيرة بطبيعتها، أي على الغلبة بل يقوم على قوة التوازن.
ولا بد من القول ان مقايضة جزء من السيادة لصالح الوصاية مقابل مناصب وامتيازات وخدمات تحصل عليها القيادات المتعاملة أوصلتنا الى هذا الدرك،
فمن مراجعة نتائج الانتخابات النيابية منذ ما بعد مقتل الشهيد الرئيس رفيق الحريري وحتى الآن يتبين لنا أنه في مجمل الأوقات حيث حصلت الفئات المعارضة للاحتلال أو الفئات السيادية على الأكثرية لم تتمكن ان تحكم في بعض المراحل ولم ترد ان تحكم في مراحل أخرى وذلك بملئ إرادتها تملقاً لما يسمى بـ 8 آذار وذلك بدءاً من رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري الأقـل تطرفاً الى حزب الله الأكثر تطرفاً،
ولا بد من ذكر الفئات الأخرى المتحالفة معهم التي عاشت كطفيلية على حسـاب هؤلاء و أكلت من صحن الدولة ونمت وتطورت نظراً للغطاء المعطى لها، حيث تمكنت من التغلغل ووضع يدها على جميع مفاصل الدولة اللبنانية المادية و الخلقية و الادارية.
ومن الواضح في الانتخابات الأخيرة أنّ ما يسمى بالتغييريين لم يتمكنوا من الخرق او النجاح في أية مهمة أو محاولة قاموا لها، حتى في انتخاب اعضاء منهم ضمن اللجان النيابية، كذلك اللوائح أو الأحزاب السيادية التي اصبحت طموحاتها متدنية وبعيدة عن مطلب رفـع الاحتلال عن البلد.
كل ما دامت أدوات الاحـتلال الايراني موجودة لا حكـم ولا حكومة ولا انتخابات تفيد بل يمكن التأكيد و الجزم من ان الانتخـابات اعطت هؤلاء شرعية متجددة و تثبيت لوجودهم ولنظرتهم الى الدولة.