عقدت " حركة المبادرة الوطنية" اجتماعها الدوري عبر شبكات التواصل، وأصدرت البيان التالي:
أولاً: كانت هناك توجهات من جانب ناشطين في المجالين السياسي والثقافي لإعطاء الحكومة فرصة من أجل مواجهة الأزمات الثلاث: جائحة كورونا، والانهيار الاقتصادي والمالي، وتصدع التسوية والعهد تحت وطأة الفساد. لكنّ "حكومة الاختصاصيين المستقلين" تبين أنها تتراوح في تصرفاتها وتردداتها بين العجز أمام حزب الله والفساد تجاه كل الأزمات، وتضيف إلى ذلك كله العودة لترتيبات المحاصصة، والتي يتقدم لافتراسها كما خلال سنوات العهد الميمون التيار الوطني الحر ورئيسه. فبدلاً من التصدي الأقوى والأفعل لأزمة كورونا، والإعلان عن برنامج الإنعاش الاقتصادي، وعن استراتيجيات التفاوض على إعادة هيكلة الديون، وعن الإيقاف الفوري للنهب في الكهرباء؛ بدلاً من ذلك كله تهتم الحكومة العديمة الهمّ بتعيينات مالية وإدارية وقضائية ، يشرف عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري ، وتزيد من تردي وضع المؤسسات المتصدعة أصلاً.
ثانياً: يستعرض "حزب الله" قدراته في الضاحية بالذات على مواجهة وباء كورونا. واللبنانيون يعرفون المثل: "درهم وقاية خير من قنطار علاج". وكان ينبغي على هذا الحزب أن لا يستورد المرض من إيران، فلا يحتاج لعزل محازبيه من أجل علاجهم. إنّ هذا يذكّرنا بمزاعم انتشار الإرهاب في جبال لبنان وسهوله قادماً من سورية، ثم تكليف الحزب نفسه بمكافحته وإخراجه، وتأييد رئيس الجمهورية له في المهمة الجديدة، بعد دعمه في تحرير الأرض لضعف الجيش! وعلى ما يقول المثل اللبناني الشائع: "اللي طلّع الحمار على الميدنة ينزله"!
إن حزب الله وخطاباته الأيديولوجية وسلوكه الميليشياوي هما الداء الرئيسي الذي يعاني منه لبنان قبل كورونا وبعده. وإذا كانت إدارات الدولة ضعيفة ومتصدعة؛ فليس معنى ذلك المسارعة إلى الترحيب والإعجاب بإدارة الميليشيا. أو الذهاب إلى أنّ على الطوائف الأُخرى أن تصطنع إدارات ذاتية. الدولة اللبنانية هي دولة كل اللبنانيين، رغماً عن الحزب وعن باسيل، ولذلك يكون على اللبنانيين جميعاً واليوم قبل الغد، وفي أزمة كورونا بالذات، المسارعة إلى تجديد البناء والتفعيل. وقد رأينا الكثير من المبادرات النبيلة والتطوعية لمواجهة الأزمات. ولن يُسيئَ لهذه الجهود محاولات بعض السياسيين الحزبيين استغلالها لصالحهم.
ثالثاً: إنّ كل الظواهر المتفاقمة للتردي والانهيار على كل المستويات، تُشعر بانقطاع الأمل من هذا العهد ومحازبيه، ومن الميليشيا الداعمة له. ولا بد من معارضةٍ وطنيةٍ قويةٍ وشاملة تحمل برنامجاً وطنياً للإنقاذ، الذي لا يمر إلاّ عبر إسقاط الحكومة والعهد، باعتبارهما عقبتين كبيرتين في سبيل الإصلاح.
رابعًا - تحذر الحركة من محاولة دخول السلطة الى الحياة الخاصة للبنانيين عبر مراقبة خطوط هواتفهم بحجة متابعة وضع وحركة الموضوعين في الحجر الصحي، مستغلة عيش اللبنانيين هاجس الخوف من تفشي الوباء وانشغالهم بهمومهم اليومية.
خامساً: ايها اللبنانيون لقد نفّذ "حزب الله" انقلابه على الدولة. كونوا مستعدين لاستعادة الدولة وفقاً لاتفاق الطائف والدستور ولقرارات الشرعيتين العربية والدولية.