عقدت "حركة المبادرة الوطنية" اجتماعها الدوري إلكترونياً اليوم الخميس وأصدرت البيان التالي:
أولاً: إن مسار تشكيل الحكومة يؤشر إلى أن الطبقة السياسية ليست مهتمة بإنقاذ لبنان من الانهيار، لان اهتمامها منصب على تثبيت مواقعها السلطوية لذلك تستميت في الدفاع عن حصصها كلما ازداد احتقار المجتمع اللبناني والدولي والعربي لها، وكلما ظهر عجزها عن تقديم أي حل. لذا فإن الرئيس المُكلف مسؤول عن عدم إعطائها أي فرصة لتثبيت مواقعها ، ومُطالب بتقديم حكومة تستجيب لمطالب اللبنانيين في مهمة إنقاذية تكون مُقدمة للتغيير السياسي.
هذا دون أن يغيب أو يُغيّب موضوع التحقيق في انفجار مرفأ بيروت والذي وعدت السلطة بشفافيته والكشف بفترة خمسة أيام عن نتائجه. لقد أصبحنا في اليوم الـ37 بعد الزلزال وما زلنا نراوح مكاننا ما بين تحليلات الخبراء والتسريبات الغوغائية والتوقيفات والاستدعاءات غير المبررة. فيما المطلوب كان ولا يزال إنشاء لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات هذا الانفجار وتحديد المسؤولين عنه والمسببين به.
ثانياً: إن العقوبات التي أعلنتها الخزانة الأميركية على وزيرين سابقين من المنظومة الحاكمة يشكل خطوة متقدمة في استهداف الفساد الشخصي والعام المرعي من "حزب الله" وبالشراكة الكاملة معه. لذلك فإن نظام العقوبات الدولي يؤدي دوراً هاماً في كشف ومحاربة الفساد ، وفي إسقاط هيمنة الحزب على الدولة اللبنانية ومؤسساتها والذي يستعمل شعارات المقاومة وتحرير فلسطين وكأنه عند استعماله لهذه الشعارات يوزع صكوك براءة من تهم الفساد.
ثالثاً: إن جولة رئيس المكتب السياسي لـ "حركة حماس" بلبنان واحتفاليته في مخيم عين الحلوة هي تأكيد من محور إيران وعلى رأسه "حزب الله" على تجاهل الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وعلى جعل المخيمات الفلسطينية مجدداً جزءًا من منصات الإطلاق في سياق نظرية "وحدة الجبهات" وهي إحدى أكبر أوهام "المرشد" الإيراني ومعه حزب الله. لذلك، فإن الدولة اللبنانية مُطالبة بالقيام بمسؤولياتها في نزع سلاح المُخيمات الذي لا وظيفة له سوى الإخلال بالأمن وقتل الأبرياء من الفلسطينيين قبل اللبنانيين، وبالتالي فإن هذا السلاح جزء من أمن وسيادة لبنان والمنطقة وسحبه هو ضرورة وطنية وسيادية، كما أنه استجابة للدستور واتفاق الطائف ولقرار الشرعية الدولية رقم 1559، ودون ان ننسى أن السلطة الفلسطينية كانت قد توافقت مع السلطات اللبنانية على أن تكون المخيمات خالية من السلاح وتحت عهدة القوى الامنية اللبنانية.
رابعاً: رأى المجتمعون أن استبدال الاولويات التاريخية لبعض الدول العربية بأخرى ووصول ايران الى المتوسط كان من الاسباب الموجبة في تسريع التفاهم بين هذه الدول واسرائيل. إن هذا الوضع الجديد لا يعني الخروج عن المسلمات العربية انما يعني ان اسرائيل وايران تتصارعان لتحديد نفوذهما على جلد العالم العربي.