في ظل التطورات السياسية والمعيشية على الصعيد الداخلي، عقدت حركة المبادرة الوطنية اجتماعها عبر التقنية الرقمية وأصدرت البيان التالي:
اولاً: إن إقالة رئيس الجمهورية مسألة وطنية جامعة لقيادته المسيحيين قبل غيرهم إلى جهنم، ويكفي أنه عندما رفع لواء التوريث قضى على مئة عام من الثقافة الدستورية الديمقراطية التي ميّزت لبنان. إن رئيس الجمهورية ينتمي إلى مجموعة الحكام التي تعيش تحت شعار "القصر أو القبر"، لذا فإن بيان مجلس المطارنة بتأكيده الحفاظ على الدستور وميثاق العيش المشترك واتفاق الطائف انما يؤكد على أولوية إقالة رئيس الجمهورية صاحب الانقلاب على الدستور واتفاق الطائف.
أما كيف تتم إقالة هذا الرئيس قبل الارتطام الكبير، فصار واضحاً إن المطلوب أولاً نشاط الكنيسة في قيادة عملية التغيير، فلا يمكن للكنيسة ان تستمر محذرة ومنددة من دون أن تقود عملياً وتتشارك في توجيه تحركات الشارع المنتفض، وعلى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي تحمل المسؤوليات الجسيمة كما فعل البطاركة الذين سبقوه وقاموا بما يلزم ما رسّخ القناعة بأنه "مجد لبنان اعطي له"؛ أما المطلوب ثانياً فهو دفع المجتمع الدولي، خاصة أوروبا والولايات المتحدة، إلى فرض عقوبات قوية الأثر والنتائج على كل الفريق الخارج عن صيغة الوفاق الوطني والذي يغرق البلد في الكوارث العقوبات؛ والمطلوب ثالثاً تنظيم عصيان مدني سلمي ضد كل هؤلاء. وهذا يتطلب اجتماع كل الاحزاب والهيئات والمجموعات السياسية وهيئات المجتمع المدني السيادية.
ثانياً: نهنئ حزب الله على دخوله أخيراً إلى "كارتيل النفط" على نحوٍ مشابه لما يقوم في قطاع الدواء وغيره. في كل الحالات الحزب سيبيع المحروقات بسعر السوق ووفقاً لسعر الدولار في السوق السوداء. البارحة كان الحزب ضد حاكم المصرف رياض سلامة في رفع الدعم وغداً مع وصول أول باخرة ايرانية سيكون مع رفع الدعم لان ايران تريد قبض الثمن كاملاً وبالدولار. وبالمناسبة الكل يسأل لماذا لا تعطي ايران هبه من المحروقات للبنان وتصر على قبض الثمن؟ الجواب يكمن في الشارع الايراني المنتفض ضد الفقر والجوع ونقص المحروقات. النظام الايراني لا يستطيع ان يعطي هبة للبنان لأن الشارع الايراني مقتنع بأن نظام خامنئي يسحب اللقمة من فمه ويعطيها لحزب الله.
ثالثاً: وجد الشعب اللبناني نفسه مؤخراً أمام تدافع اقتراحات الإنقاذ خصوصاً من ازمة الكهرباء. ونصر الله يريد استقدام بواخر مازوت من ايران في حين السفيرة الامريكية تقترح أن يعطي الاردن الكهرباء للبنان عبر شبكة الربط الكهربائي السداسي المنفذة منذ عشرين عاماً واكثر. كما أن الاردن يستطيع أن يعطي ما يوفر ثلاث ساعات كهرباء يومياً وهذا اكثر مما تعطيه مؤسسه الكهرباء حالياً. اما الاقتراح المكمّل فهو بيع مصر للغاز الطبيعي او المسيل لتشغيل الزهراني ودير عمار بكلفة أقل من نصف سعر المازوت المطلوب لهذه المعامل!
وما ينبغي التبصر به هو أن ايران تجلب المزيد من العزلة للبنان، لأنها تجره الى العقوبات الدولية؛ بينما تطالب السفيرة الاميركية بتفعيل التعاون العربي المشترك.
اميركا ولسخرية القدر تريد تفعيل التعاون العربي المشترك بينما ايران تريد ان تشطب العروبة.
رابعاً: في الذكرى 43 لخطف السيد موسى الصدر في ليبيا نوجه التحية لهذه الشخصية القيادية الاستثنائية وهو قد دفع حياته ثمناً لإصراره على سحب السلاح والصواريخ الفلسطينية من الجنوب. آنذاك اعتبر معمر القذافي وحافظ الاسد ان موقف الصدر هو القضاء على نفوذهما الاقليمي عبر اقفال جبهة الجنوب الذي صار اليوم بشراً وحجراً مشرعاً للصواريخ الايرانية. وما يحتاجه لبنان اليوم للخروج من أزماته هو تحرير الشرعية الوطنية من الاحتلال الإيراني والتزام الدستور واتفاق الطائف وكل قرارات الشرعية الدولية خصوصاً القرار 1559 الذي نتمسك به مُجدداً ويصادف اليوم مرور 16 عاماً على صدوره.