عقدت "حركة المبادرة الوطنية" اجتماعها الدوري الكترونياً وأصدرت البيان التالي:
أولاً: تنبه الحركة إلى أن لبنان يعيش اليوم ظروفاً متشابهة مع الوقائع التي حصلت عام 2006 ويُخشى معها من تماثل في النتائج أي سوق لبنان إلى حربٍ مماثلة خدمة لنفوذ إيران وملفها النووي. فذكرى حرب تموز يجب ألا تمر من دون مساءلة "حزب الله" على التهور والخفة في قراره اشعال الحرب آنذاك رغماً عن اللبنانيين وبطلب إيراني صريح تجاهل الإرادة والسيادة اللبنانية. ويجب التذكير ان الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية قدمت مطلع حزيران في حينه عرضاً لجمهورية الملالي وفيه مميزات وهبات من شأنها تعزيز قدرات إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية مقابل تفكيك البنى العسكرية للمشروع النووي، واعطى الغربيون مهلة شهر لتلقي الرد الإيراني الذي جاء بقرار حربي كُلف به "حزب الله" وكانت عملية قتل وخطف جنود صهاينة خارج الأراضي اللبنانية. هذه الحرب لم تنتهِ ب "نصر إلهي"، انما انتهت بعبارة "لو كنت أعلم" وانتهت بجهد كبير واستثنائي من الدولة اللبنانية في مجلس الأمن بصدور القرار 1701 الذي حمل في مقدمته مسؤولية ما حصل للحزب الذي وافق عليه وما لبث ان التف عليه وعلى الجيش اللبناني عند التنفيذ.
ثانياً: تحذر الحركة من القفز فوق الوقائع الأممية التي عكسها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش والمتعلقة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وتنبه إلى تلويح الدول المشاركة بإعادة النظر في التجديد التلقائي والآلي لقوات اليونيفل ما لم يتم منح الأخيرة تفويضاً يتيح لها تنفيذ مندرجات القرار 1701 كاملة وعدم إعاقتها بذرائع واهية تُسمى "الأملاك الخاصة" والتي هي أساساً محل شبهة لخرق القرار وإقامة منصات صواريخ ومخازن أسلحة.
ثالثاً: ان طلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "حياد لبنان" اسقط ورقة التوت المسيحية عن سلاح "حزب الله" وانهى مرحلة "التغطية العونية" لهذا السلاح ما يُسقط "تفاهم مار مخايل" الذي استبدل الوصاية والهيمنة السورية بأخرى إيرانية. لقد نجح التيار العوني من خلال التسليم ل "حزب الله" بما يريد في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، لكنها رئاسة واقعة في أعمق عزلة عربية ودولية، ورئاسة قادت لبنان من وضعية "الدولة الفاشلة" إلى وضعية "الدولة المنهارة". واليوم إذ تعود الكنيسة للتذكير بثوابت لبنان وضرورة الدفاع عن الكيان والوطن قبل أن يبتلعه الهلال الفارسي عبر تفرد طرف أو حزب بقرارته السيادية، فإن المطلوب التمسك بهذه الثوابت التي تقوم على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وعلى التمسك بقرارات الجامعة العربية وقرارات الشرعية الدولية، كما اننا نستغرب حتى الساعة سكوت سائر المرجعيات الروحية حتى الساعة.
رابعاً: لم يعد ممكناً السكوت على الانهيارات السياسية، الاقتصادية، والنقدية. وسلوك الصواب السياسي لإنقاذ لبنان يكون برحيل السلطة السياسية التي تستسهل التمترس بوجه العالم كله متحصنةً بسلاح "حزب الله" غير الشرعي، وقد لمس اللبنانيون "جنون الاقتصاد المقاوم" وثماره الأولى من خلال الموت على أبواب المستشفيات واعتصام اهالي الطلاب بالخارج استجداءً لحقهم بتحويل أموال لابنائهم، فيما يئن كل لبنان من وطأة أزمات متتابعة كان آخرها الغرق في الظلام وتحت أكوام النفايات.
خامساً: تتطلع الحركة إلى لحظة العدالة التي ستتمثل قريباً جدا بصدور القرار بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وتتمسك بما سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لجهة محاسبة القتلة وسوقهم أمام العدالة.
سادساً: تستغرب الحركة وتدين محاولة البعض نقل صراعات إقليمية الى الداخل عبر بث معلومات وشائعات مبرمجة وممنهجة عن فوضى أمنية ودخول تنظيمات متطرفة إلى شمال لبنان، وما يحصل في هذا السياق يتشابه تماماً مع بروباغندا جرى بثها عام 2012 عن عزم تنظيم "داعش" الارهابي على الدخول من عرسال إلى طرابلس وجونية والتي اتخذها "حزب الله" ذريعة ليبرر انخراطه بالحرب في سوريا، والمؤسف راهناً هو انخراط اركان السلطة في هذه الشائعات استجابة للخارج ضد أهلنا في الشمال ما يعني العمل على تحضير مسارح أمنية لأداء أدوار إقليمية، في وقت نحن بحاجة فيه للتضامن والعمل على الخروج من الأزمة الوجودية التي تواجه لبنان الكيان والوطن.