عقدت " حركة المبادرة الوطنية " اجتماعها الدوري اليوم الخميس وأصدرت البيان التالي :
اولا: مع تقدير الشعب اللبناني لمبادرة الرئيس الفرنسي محاولته انقاذ لبنان الغارق في الازمات الكبرى فإن اكثر ما اثار اشمئزاز اللبنانيين هو هذا الانصياع المهين للطاقم الحاكم الذي كان يماطل منذ سنوات في إجراء أية إصلاحات لأن منطق المحاصصة تغلب باستمرار .
ثانياً: تؤكد الحركة على دعوتها القوى السياسية لتعليق الشراكة السياسية مع حزب الله المُدان بجرائم ارهابية على مساحة العالم ومنها لبنان، وتستغرب اعتبار السيد ماكرون ان حزب الله ارهابي في فرنسا بينما هو مكون سياسي في لبنان، والقول بحيازة هذه المنظمة تمثيلاً لا يغيّر بطبيعتها لأن كل ارهاب حاز تمثيلاً ما، لكن ذلك لم يسقط عنه صفته وأدواره كما هو حال تنظيمي القاعدة وداعش.
ثالثاً : إن أخطر ما في هذه المرحلة هو ما اعلنه السيد ماكرون و وزير خارجيته من ان التخلي عن لبنان سيقود الى حرب اهلية وهي دعوة للمجتمع العربي والدولي للتفاهم حول مشروع انقاذي للبلد وهذا الامر يتطلب مواجهة جدية مع ايران لأنها كما قادت سوريا الى حرب اهلية مذهبية رداً على مطالبة الشعب السوري بالحرية والتغيير، فإنها الوحيدة القادرة على دفع لبنان الى حرب اهلية تؤدي الى نتائج شبيهة بما حصل في سوريا اي مقتل وتهجير نصف الشعب واحكام سيطرة الميليشيات على البلد بعد سقوط الدولة ومؤسساتها.
رابعاً : شهد لبنان في الايام الاخيرة انطلاق حملة غير مسبوقة في المزايدات قام بها الطاقم الحاكم تحت شعارات اعلان لبنان دولة مدنية او الوصول الى عقد سياسي جديد او قانون انتخاب على اساس الدائرة الواحدة من دون قيد طائفي مع مجلس شيوخ. إن هذه المزايدات والشعارات لن تحمي حامليها من السقوط ولن تمكنهم من شراء الوقت لأنهم وعلى رأسهم حزب الله برهنوا تكراراً انهم لا يحترمون اي دستور ولا يلتزمون بأي ميثاق او بأي مبدأ من مبادئ العيش المشترك، هم يلتزمون فقط بكلام المرشد واملاءات الوصاية التي يعتبرونها فوق الدستور والقانون.
خامساً : في الذكرى الثانية والاربعين لتغييب الامام موسى الصدر يجب التذكير والتأكيد على ان قيادته كانت قائمة على مبدأ ان لبنان وطن نهائي للجميع أي انخراط الشيعة في بناء وطنهم وعيشه المشترك ودولته الحرة. وهذه المبادئ اكدها الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين في وصاياه حين طالب الشيعة في كل اوطانهم بأن لا يسعى أيٌ منهم الى انشاء مشروع خاص للشيعة بل الاندماج في نظام المصالح العام وفي النظام الوطني، لكن ما يحصل حالياً هو الالتحاق بمشروع الهلال الفارسي على حساب الدولة الوطنية.