استضاف مركز Politicaالخبير في السياسات العامة واللاجئين الاستاذ زياد الصايغ في ندوة حوارية، وقد حضر الندوة كلّ من السيدات والسادة: احمد الزعبي، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، حنا جرّوج، حُسن عبود، خليل طوبيا، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سيرج بوغاريوس، طوني حبيب وفارس سعيد.
وفي مداخلة تحت عنوان: "لبنان بين لجوء ونزوح / من أجل سياسيات موضوعية"، اعتبر الاستاذ زياد الصايغ، الخبير في السياسيات العامة واللاجئين "أن ما يحكم تعاطي لبنان الدولة مع قضيتي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين ما زال مقيماً في حيّز الديماغوجيا والشعبيوية والارتجال والسياسوية، إذ إنّ لا سياسة عامة وطنية ناظمة توازن بين الانساني والسيادي والديبلوماسي في هذا السياق المأزوم.
وأضاف الصايغ:" منذ تأسيسها في العام 2006 راكمت لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني مقاربة دولتية (etatique)، تُرجمت في وثيقة رؤية لبنانية موحّدة تجاه قضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان(2017)، لكن الوثيقة لم تُقَرّ حتى الآن في مجلس الوزراء كسياسة عامة، ما يبقي المقاربة الانسانية كما السيادية والدبلوماسية خارج سياق الدولة، وهذا شديد الخطورة".
ودعا الصايغ في قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى "إعادة إنتاج قواعد الاشتباك الدبلوماسي مع اسرائيل حول حقّ العودة، وهنا سأل: ماذا تفعل دائرة فلسطين في وزارة الخارجية والمغتربين في هذا الاطار؟".
أمّا عن قضية النازحين من سوريا فأشار الصايغ إلى "خلل في غياب السياسة العامة عينه، مع تساؤلات بنيوية في لِمَ فَشِلَ لبنان في تنظيم وفود ووجود هؤلاء حتى الساعة؟ ولِمَ لم تُسَهّل عودة 300.000 نازح سوري حتى الآن إلى القلمون الغربي والزبداني والقصَير؟ وأي خارطة طريق دبلوماسية للضغط على من يُعرقل العودة لأهدافٍ ديمو-دينوغرافية؟".
الصايغ ختم بأن "العويل أو استنفار الغرائز في أزمتي اللجوء والنزوح دليلان إمّا على جهلٍ أو تواطؤٍ، أو إزدواجية في أداء الحكم، وهذا سيوقظ الذاكرة اللبنانية المجروحة، وذاكرتين فلسطينية يائسة وسورية موجوعة، وحمى الله لبنان والانسان من مواجهة مدمّرة بين هذه الذاكرات".