أكرم البشر هو من يقدم عمره بأكمله في سبيل النهوض ببلده وأهلها، هذه الميزة التي اتسمت بها حياة الراحل الأستاذ ميشيل كيلو فقيد سوريا العظيمة الذي رحل اليوم تاركاً لنا جميعاً ارثاً من الفكر والنضال والمثابرة لنيل شعوب المنطقة حقها بالحرية والكرامة وعمله الذي لم تثني عزيمته سنوات السجن الطويلة في معتقلات الاستبداد ولم تكسر صلابته الغربة والبعد، بل استمر لغاية اليوم الأخير يمنح من عطاء غير متناه رغم صراعه المرض والألم.
لا يسعنا بمواجهة هذا الفقدان الأليم الا أن نعزي أنفسنا ونعزي بلادنا ونعزي كل مُطالب بحريات الشعوب ونهوضها وتقدمها أينما كان، فالمبادئ التي حملها الراحل الأستاذ ميشيل كيلو مبادئ إنسانية لا تميز بين اديان وقوميات وطوائف وشرائح بل تتجه لدعم المظلوم بمواجهة القمع والاستبداد.
في هذا السياق يتقدم أعضاء لجنة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب بالتعازي الصادقة لجميع محبي الأستاذ ميشيل كيلو ونحمل في طيات ذاكرتنا الحية كلمته التي قدمها في افتتاح المؤتمر مُطالباً بدعم الوحدة في الحق وما تقوم عليه من قيم في ظل الزلزال الذي يهز العالم العربي، ويؤذن بموت عالم وولادة آخر، بسلاح الحرية الذي لا يقهر، وليعلن دعمه مع الذاهبين من قهر الصمت والذل إلى رحمانية العدالة والمساوة ومؤكداً أن شعوبنا اليوم في جانب، ونظم الفساد والاستبداد في جانب نقيض.
لتكن كلماته نبراساً منيراً وليكن ذكره الطيب مؤبداً في نفوس كل من يحمل دعم الحق والحرية واجباً مقدساً.
لجنة المتابعة لمؤتمر المسيحيين العرب
19 نيسان 2021