الخميس 24 يناير, 2019
تقدير موقف أسبوعي العدد – 28 24/1/2019
- فشلت القمّة الاقتصادية التنموية العربية، التي انعقدت في بيروت على مدى ثلاثة أيام الاسبوع المنصرم، في استقطاب ومشاركة الرؤساء العرب في ما عدا الرئيس الموريتاني لأنه تسلّم رئاسة القمة من لبنان وأمير قطر لأسبابٍ تعود إلى عزلة قطر في الخليج ورغبتها في التفرّد الدائم!
- إنما يعود فشل القمّة إلى عدّة عوامل، منها داخلية وأخرى خارجية ولكن تصبّ جميعها تحت عنوانٍ واحد:
"ممنوعٌ على العرب اجتماعهم في عاصمة عربية إلا بشروط ايران"!
- اعترض دولة الرئيس نبيه برّي على دعوة ليبيا إلى القمّة معللاً اعتراضه على عدم تعاون السلطات الليبية، ما بعد القذافي، في كشف ملابسات قضية تغييب الإمام موسى الصدر في ليبيا منذ العام 1978!
- علماً أن وزراء "حركة أمل" التي يرأسها دولة الرئيس لم يعترضوا على قدوم الوفد الليبي إلى بيروت عند طرج الموضوع داخل مجلس الوزراء!
- وعلماً أيضاً أن السفير اللبناني في ليبيا، السيد محمد سكينة، هو من "حركة أمل" وعلى علاقة إدارية وسياسية مع الادارة الليبية الجديدة!
- وتؤكّد المعلومات أن اعتراض الرئيس برّي فاجأ الجميع وعلى رأسهم الرئيس ميشال عون!
- هذا الاعتراض "الشيعي" على مشاركة الوفد الليبي تظهّر من خلال ممارسات غريبة عن أصول الضيافة اللبنانية والعربية معاً. إذ صرّح الشيخ حسن المصري، وهو نائب رئيس "حركة أمل": أن "الحركة" على استعداد لاحتلال المرفأ والمطار في بيروت إذا شاركت ليبيا. مستخدماً تعابير تعود إلى زمن الحرب الأهلية اللبنانية. وطفح الكيل، عندما استخدم الأمن العام اللبناني صلاحيته "الاستثنائية"، من دون مراجعة الوزارة المسؤولة، في ردّ وفد من رجال أعمال ليبيين قدموا إلى بيروت للمشاركة في القمّة وبحوزتهم تأشيرات رسمية استحصلوا عليها من قنصلية لبنان في ليبيا.
- هذه الشروط التي وضعها الفريق اللبناني المحسوب على ايران ("حركة أمل" بالتحديد مدعومة من "حزب الله") شكّلت أحد الأسباب الرئيسية في عدم حضور ومشاركة الرؤساء العرب.
- برز أيضاً إصرار "حركة أمل" بالتعاون والتضامن مع "التيار الوطني الحر"، حزب رئيس الجمهورية، على دعوة سوريا إلى القمّة تحت حجّة "إعادة إعمار سوريا"!
- علماً أن معالي وزير الخارجية المصري كان قد صرّح أن مسألة دعوة سوريا إلى القمّة هي شأن الجامعة العربية وليس لبنان، وحتى مسألة عودة سوريا إلى الجامعة موضوعٌ لم يُطرح بعد إذ أن هناك أموراً لم تُنفّذ بعد وهي مطلوبة من النظام قبل البت في استعادة مقعد الجمهورية السورية في الجامعة.
- هذا الإصرار كان ايضاً سبباً آخر أدّى إلى انكفاء الرؤساء العرب عن المشاركة والحضور.
- برز حضور قطر واعلانها عن استعدادها لشراء سندات خزينة بقيمة 500 ملون دولار اميركي دعماً للاقتصاد اللبناني.
- يعتبر المراقبون اللبنانيون ان مشاركة قطر أتت من قبيل "النكاية" في وجه مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد المملكة العربية السعودية، أكثر من أي شيء آخر.
- ويطرح محبّو الأمير تميم أسئلة عديدة:
- إتّهم "حزب الله" قطر بتمويل داعش والنصرة في قتالهم في سوريا، لكن لم نسمع منه أو من "حركة أمل" أي اعتراض على مشاركته في القمّة!
- صرّح أمير قطر عن رفضه عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ولم نسمع أي اعتراض على مشاركته من قبل من ينادون بعودة سوريا إلى الحضن العربي. وبالتحديد من قبل الرئيس برّي ووزير الخارجية جبران باسيل!
في الخلاصة:
- من يزرع ايران في قراره الوطني لا يمكن أن يحصد حضوراً عربياً وازناً.
تواصلوا معنا