تقدير موقف أسبوعي عدد 29

تقدير موقف أسبوعي عدد 29
الجمعة 8 فبراير, 2019

  تقدير موقف أسبوعي  العدد – 29                                                          8/2/2019

 

  • تشكّلت حكومة لبنان بعد 9 أشهر من الأخذ والردّ وفي ظروف سياسية بالغة الدقة، ولا يخفى على أحد أنه كان لـ"حزب الله" دورٌ أساسيٌ في تشكيلها أو هندسة توازناتها مع ما يتناسب وطبيعة المرحلة الإقليمية.
  • اختار "الحزب" ومن خلفه ايران الإفراج عن حكومة لبنان في وسط الاشتباك الايراني مع العالم وبالتحديد مع الولايات المتحدة، بمبادرة ايرانية ملتبسة قد تكون من أجل مواجهة العقوبات الاميركية من خلال حكومة موالية أو من أجل استدراج عروض التفاوض مع الاميركيين.
  • إن المتابع للشؤون السياسية يلاحظ بسهولة حجم الارباك الذي يعيشه الجانب الايراني في المنطقة من خلال الوقائع التالية:
  1. استهداف اسرائيلي متكرر لمواقع ايرانية في سوريا من دون أي ردّ ايراني ملموس.
  2. نقل القواعد العسكرية من مطار دمشق إلى الوسط السوري.
  3. تسليم خرائط الانفاق في الجنوب اللبناني للإسرائيليين وتدميرها من دون أي ردّ فعل ملموس.
  4. بناء جدار فاصل من الجانب الاسرائيلي على الحدود مع لبنان في نقاطٍ "متنازع عليها" من دون أي ردّ فعل ملموس.
  5. كلام وزير الخارجية الاميركي بومبيو خلال جولته في المنطقة والذي وصف الارهاب للمرة الأولى: ارهاب "سنّي" – قاعدة، داعش وإخوان مسلمين وآخر "شيعي" - تمثّله ايران واذرعها في المنطقة (فيما كان الارهاب دائماً سنّياً منذ 11 ايلول 2001).
  6. مؤتمر واسرو - بولندا في منتصف شهر شباط بمشاركة عربية ودولية وازنة تحت عنوان سلام المنطقة.
  • والسؤال الطبيعي هنا هو:

هل تسهيل تشكيل حكومة في لبنان يندرج ضمن تنازلات ايرانية في المنطقة؟

  • علماً أن مشكلة الحكومة منذ 9 أشهر لم تكن يوماً مشكلة أوزان أو أحجام معترف بها، ولـ"حزب الله" أرجحية فيها. ولكن المشكلة كانت تتمثّل في: "حكومة أو لا حكومة!".
  • من هنا يظهر في تقديرنا التنازل المحسوب والذي كان للوضع الاقتصادي اللبناني وزنٌ حاسمٌ للخروج من عنق الزجاجة والابتعاد عن حافة الهاوية!
  • يبقى أن بارقة الأمل تمثّلت هذا الاسبوع بزيارة البابا فرنسيس إلى دولة الامارات العربية بدعوة ومشاركة من قبل مجلس علماء المسلمين وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيّب.
  • في المنطقة العربية تياران:
  • تيار السلام والتلاقي والحوار الاسلامي المسيحي وحتى الابراهيمي!
  • تيار التباعد والحرب وثقافة الموت.
  • لا يستطيع مركز Politica إلا الاعتراف بأن المبادرات التي سبقت زيارة البابا فرنسيس كان لها التأثير المباشر والكبير للوصول إلى هذا الحدث التاريخي.
  • نذكر منها:
  1. مؤتمر المواطنة – شباط 2017 – الأزهر، مصر بمشاركة مسيحية وازنة.
  2. مؤتمر الحوار – حزيران 2017 – اللويزة، لبنان بمشاركة الأزهر.
  3. زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى المملكة العربية السعودية – تشرين الثاني 2017.
  4. زيارة الكاردينال توران إلى المملكة العربية السعودية – نيسان 2018.
  • كل هذا مع إرادة التلاقي أنتج الوثيقة التاريخية بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في الامارات العربية المتحدة -شباط 2019.

 

تواصلوا معنا