الأربعاء 22 مايو, 2019
تقدير موقف أسبوعي العدد – 41 22/5/2019
- تعتبر غالبية مسيحية، أهلية وسياسية، أن اتفاق الطائف الذي وضع حدّاً للحرب الأهلية في العام 1989 قد أدّى إلى خسارة الامتيازات التي كانت لدى هذه الاغلبية في الجمهورية الأولى وإلى إعلاء المسلمين درجة إضافية في النفوذ السياسي.
- وتعتبر غالبية شيعية، أهلية وسياسية، أن اتفاق الطائف قد تمّ في ظروفٍ إقليمية محدّدة كانت أعطت المملكة العربية السعودية أرجحية عربية وإسلامية، وأن هذه الظروف تبدّلت اليوم في المنطقة، وفي لبنان خصوصاً، مع بروز ايران قوة إقليمية وازنة، كما تبدَّل دور الطائفة الشيعية من طائفة "محرومة" إلى طائفة "مقاتلة" بحجة حماية لبنان في وجه اسرائيل والارهاب.
- وتغيب الفعالية الوطنية في الدفاع عن الوفاق الوطني الذي أثمر اتفاق الطائف كصيغة تعلو فوق الطائفية والمذهبية بالمعنى الضيق لتحمي لبنان:
- في الوسط المسيحي لا حماسة فعلية لحزب القوات اللبنانية والكنيسة في الدفاع عن الطائف كما لا قرار في مواجهة الرئيس عون، قائد الانقلاب على اتفاق الطائف، خوفاً من العودة إلى "الانقسام المسيحي"!
- في الوسط السنّي تغيب الفعالية السياسية لصالح القبول بكل شيء مقابل البقاء في السلطة، كما تغيب امكانية بروز تيار معارض قادر على استقطاب النخب من كل الطوائف للدفاع عن الدستور!
- في الوسط الدرزي تبقى الامكانيات محدودة نظراً لغياب الشريك الوطني – السنّي بالتحديد – وغياب الشريك المسيحي عملياً!
- لكل هذه الأسباب يجري الانقلاب على اتفاق الطائف ونسف الصيغة الوطنية العابرة للطوائف التي أرساها، ويتولّى هذا الانقلاب فريق الرئيس عون بدعمٍ واضح من قبل حزب الله.
- وتبقى هناك أسئلة:
- هل الصيغة التي يحاول فرضها الحزب قادرة على العيش مع طبيعة لبنان؟
- هل انتقال "تميّز الطائفة" من طائفة إلى أخرى في لبنان يبني دولة؟
- إذا كان ثمن "لبننة" حزب الله سيكون على حساب الدستور، هذا الانتهاك للدستور تأسيس جهة معارضة لذلك؟
- إن انخراط حزب الله في الجيش اللبناني تنفيذاً للقرارين 1595 و1701 يتعارض مع الدستور إذا حصل مقابل حصول الشيعة على "المثالثة" أو مقابل استحداث موقع نائب لرئيس الجمهورية يتولاه شيعي او الحصول على قيادة الجيش!
- إن قبول السلطة اللبنانية (الدولة + حزب الله) بمبدأ التفاوض مع اسرائيل من خلال الوسيط الاميركي، كما الكلام عن قانون انتخابي على قاعدة – لبنان دائرة واحدة، إشارتان تؤكدان تحضير حزب الله نفسه لمرحلة ما بعد أحداث المنطقة!
- ونقول: نامت نواطير مصر عن ثعالبها...
تواصلوا معنا