رقم 102/2022
تقرير دولي 11/17 نيسان /2022
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
في الوضع السياسي-الانتخابي، يواصل الثنائي الشيعي (أمل-حزب الله) بممارسة عملية الضغط على الشارع الشيعي بالتحديد بالرغم من تصريحات قياداتهما من أنهما سيتقبلان بشكل ديموقراطي نتائج الانتخابات!
فحادثة الاعتداء الأخيرة في منطقة الصرفند في الجنوب، تؤكّد أن الطرفان لن يسمحا لأي شخصية مستقلة حتى من التحرك بحرية في منطقة نفوذهما لسببين: الأول هو شعورهما بفائض القوة الذي يتيح لهما تخطي القانون بعملية الترهيب، والثاني هو الخوف من إمكانية خرق المستقلين للوائحهما!
لكن هذه الحادثة تؤكد مجدداً، بالرغم من التهديدات الصريحة أو المبطنة التي يطلقها حزب الله الايراني باتجاه معارضيه وبالرغم من أن القانون الانتخابات الحالي قد فُصِّل على مقاسات الأحزاب الحاكمة، تؤكّد، أن الحزب يخشى في مكان ما من النفس الإستقلالي المتنامي في البلد، وفي بيئته أيضاً.
هذا فيما الوضع الاقتصادي-المالي في لبنان يسير من سيء إلى أسوأ مع كل يوم، وسط عقمٍ واضح لدى السلطة الحاكمة.
فالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي تبدو معقّدة حتى بعد توقيع الاتفاق المبدئي على برنامج تصحيح اقتصادي ومالي، كما أن ملف معالجة الطاقة – إن كان في عملية استجرار الغاز من مصر أو استجرار الكهرباء من الأردن – هو في حالة مجمّدة!! وهو ما يزيد في معاناة المواطن اليومية، الذي لا يزال يتخبّط في صعوبة تامين معيشته اليومية ناهيك عن المعوقات التي تواجهه في تامين استشفائه إذا ما كان بحاجة لذلك!
يبقى أنه مع تقدّم الوقت يتبيّن أن المخرج الوحيد من هذه الأزمات كافة هو برفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وقد أتت رسالة الفصح للبطريرك الراعي كما عظته يوم أحد الفصح لتضع النقاط على الحروف بشكلٍ واضح، فقد أكد على حصرية مرجعية السلاح والأمن، وبوحدة القرار السياسي والعسكري لدى الدولة مؤكداً أن هذا هو طريق الخلاص!
كذلك كان نداء البطريرك في كلامه الأخير، الذي تلاقى مع نداء مجموعات مستقلة سيادية مختلفة، والذي وجّهه إلى اللبنانيين كافة للمشاركة الفاعلة في الانتخابات وتحمّل المسؤولية التي تترتّب على كيفية الإدلاء بأصواتهم ولأية جهة سيصوتون - لسيادة الدولة وقرارها الواحد المستقل أو لدويلة الفساد والقرار المستباح!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
اتهم تقرير أميركي فيلق القدس بتوفير التدريب السيبراني لميليشيا حزب الله وبناء وحدة إلكترونية خاصة بها، ونشر تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام يكشف قيام الفريق الإيراني بتدريب عناصر حزب الله هدفهم في المقام الأول بجمع المعلومات الاستخبارية عن مؤسسات الدولة اللبنانية وتعزيز الدفاعات السيبرانية لجهاز الأمن الإيراني.
ووفق التقرير، فإنه في عام 2015، وسع النظام الإيراني ميزانيته للأمن السيبراني بنسبة 1200 في المئة في فترة عامين.
وشنت خلايا عناصر حزب الله هجمات لأكثر من عام على شركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل ودول عربية وفق التقرير الأميركي. كما تشن الوحدة المدعومة من إيران هجمات إلكترونية على أهداف مالية استراتيجية، مثل شركات الغاز والنفط، في دول الخليج، وتشير التقارير إلى أن الوحدة من المرجح أن يكون مقرها في حي الضاحية الجنوبي في بيروت ولديها معدات حواسيب مشابهة لجامعة شريف في طهران.
وفي يناير 2021، اكتشف أن وحدة إلكترونية تابعة لحزب الله، تعرف باسم "سيدار أبو بريانز إيه بي تي"، شنت هجمات لأكثر من عام على شركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل ومصر والسعودية ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية والإمارات، واخترق عملاء "سيبر سيدار" اللبنانيون الشبكات الداخلية لشركات، مثل شركة فرونتير كوميونيكيشنز التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، لجمع بيانات حساسة.
كما كشف التقرير أن العديد من المتدربين السيبرانيين في حزب الله هم من العراق ويدعمون الجماعة الموالية لإيران في البلاد، كتائب حزب الله، ويضيف التقرير إن حزب الله الايراني في لبنان يستخدم قواته السيبرانية لتوسيع نفوذ إيران الإقليمي من خلال نشر رسائل طهران الاستراتيجية في البلدان غير المستقرة، مثل العراق.
في مواقف حزب الله الايراني في لبنان هذا الاسبوع، أكد النائب محمد رعد، أن الإستحقاق النيابي المقبل أفرز مسارين ونهجين، نهج يعبر عنه الحزب في كل لقاءاته، نهج البناء والحماية والإنماء والإستثمار والتوظيف والادارة، نهج الأمل والحرص على بناء البيئة والدولة النظيفة من الفساد الهدام، ونهج الصلابة والثبات والقدرة على الدفاع عن النفس والوجود والمؤسسات والأرض. أما النهج الآخر للأسف فهو نهج يعتمد المناكفة ويبحث بين مناهج الآخرين عما يناكف به، دون أن يملك مشروعا خاصا به يعرضه على الآخرين، نهج يؤدي في نهاية المطاف الى الجفاف والتصحر وإلى الإفلاس وانهيار الدولة والحاجة لتسول المساعدات من هنا وهنالك!!
وفي موقف آخر، جدد النائب محمد رعد التأكيد خلال لقاء سياسي، أن علاقة الحزب مع إيران هي علاقة صداقة، وإذا كانوا يريدون كحزب أن يحرصوا على بناء بلدهم كما يريد اللبنانيون، فقد أبديوا كل استعداد ليوظفوا صداقتهم مع إيران من أجل تحقيق مصالح لبنان وكل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم!!
ودعا كل من له صداقة إقليمية أو دولية أن يفعل كما هم يفعلون، ويتعهد بتوظيف صداقاته من أجل مصلحة لبنان وكل اللبنانيين، لافتا الى أن الآخرين لا يمكنهم فعل ذلك لأنهم مقتنعون بوصاية الغرب عليهم في سياستهم، لذا هم لا يريدون لحزب الله الايراني أي علاقة مع أي دولة شرقية وليس فقط إيران، حتى روسيا هم لا يقبلون بصداقتها ولا حتى الصين والهند، كل ذلك لأن مصالح هؤلاء النافذين المتحكمين بالنظام السياسي في البلد مشبوكة مع الغرب، ومع مؤسسات وبنوك ومختبرات ومعامل الغرب، فهم أصبحوا صدى للغرب، والغرب يعتمد عليهم بتنفيذ سياساته في لبنان! ولفت رعد الى ان ما هم فيه من رضوخ وتوهين لهويتهم الوطنية يحاولون أن يتهمون الحزب بها زورا وبدون أي دليل، مضيفا إنهم يصبون حمى هجماتهم على حزب الله تحت شعار لا لسلاح المقاومة، بينما الحزب ليس من هواة الحروب لكنه لا يقبل أن يأخذه العدو على غفلة، لذا كان السلاح ولذا يجب أن تبقى الجهوزية قادرة على التصدي لعدوانية العدو الإسرائيلي، ومشددا على أن المقاومة هي ضرورة وطنية وحاجة ماسة، والذي يطالب بنزع سلاح المقاومة يغرد في مكان آخر، أقله أنه لا يمت إلى الوطنية بصلة!
في السياق، أكد النائب حسن فضل الله أنهم يخوضون الانتخابات ضمن تحالفات سياسية وطنية على امتداد لبنان، لأن المقاومة وحلفاءها لهم حضورهم في مختلف الدوائر، ولديهم القدرة على نسج تحالفات متنوعة عابرة للطوائف، فهم أصحاب مشروع وطني متنوع، يتطلع إلى إعادة النهوض بالبلد، وإخراجه من محنته، بينما على الجهة المقابلة هناك مجموعات تتصارع على مقعد نيابي لأجل السلطة، وغير قادرة على الخروج من حساباتها الخارجية وفئويتها وخطابها الطائفي، وبعضها لم يجد له مقعدا في لائحة من حلفائه، أو رفضته الطوائف والمناطق لتاريخه وسلوكه المنبوذ!!
وقال أنهم سحتكمون إلى ما يقرره الناخبون، ويقبلوا برأي الشعب وما تفرزه صناديق الاقتراع، وأنهم كانوا يريدون للتنافس الإنتخابي أن يبقى في إطاره اللبناني وعلى أساس برامج وطنية إنقاذية قابلة للتطبيق تسهم في الخروج من الأزمة المالية والاقتصادية، خصوصا أن التركيبة اللبنانية محكومة إلى مفهوم الشراكة الوطنية، ولكن هناك من تهرب من مسؤولياته تجاه الناس الذين تسبب لهم بهذه الأزمة، وأراد فرض شعار سياسي مستورد من الخارج للتحريض على المقاومة!!
من جانب آخر، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الايراني في لبنان الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله يخوض معركة الإنتخابات كمعركة أوزان تعبر عن الأوزان السياسية وصورة لبنان التي يريدها اللبنانيون! وقال أنهم لا يهتمزن بالأكثرية والعدد، إنما بأن يكونوا قوة وازنة في البلد ويحاولوا قدر الإمكان أن يرفعوا عدد نوابهم ونواب حلفائهم لأن هذا يساعدهم في التعبير عن مواقفهم السياسية!! إن خيارهم السياسي هو أن يكون البلد محررا وخارج التبعية لأميركا، ولا يقبلوا بالتطبيع مع إسرائيل!
كذلك، أوضح أن "شورى حزب الله" هي التي تقرر في نهاية المطاف من هم المرشحون المعتمدون، لافتا إلى أنهم يواجهون مشروعا تتداخل فيه الأيادي الأميركية والعربية والغربية ويعتمد على الكذب والتحريض، ملخصا الموقف بالقول أن المعركة صعبة ويجب أن ينزلوا إلى الساحة حتى يفوزوا!!
كما أكد قاسم أن حزب الله الايراني يريد تحقيق إصلاحات مالية وسياسية واجتماعية للمضي إلى الأمام، معتبرا أن لبنان يستطيع ذلك وله مقدرات مهمة جدا، خصوصا إذا ذهبت خطة التعافي باتجاه تحميل المسؤولية لمن تسبب بالخسائر، أي المصارف!! وعن عودة سفراء دول خليجية إلى بيروت، قال أن السفراء هم المعنيون بالحديث عن أهداف عودتهم إلى لبنان والحزب له سياسته في البلد وله خياره وجمهوره وواجباته تجاه الناس وسيستمر!
وفي السياق، رأى مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب عبد الله ناصر، خلال لقاء سياسي انتخابي، أن الاستحقاق الانتخابي هو مفصل له علاقة بخيارات كبيرة جدا على مستوى المنطقة تتعلق بالقضية الفلسطينية وبقضية وجود المقاومة وبالمحافظة على هوية هذا البلد، واعتبر أن كل ما يقوم به خصوم الحزب السياسيين من إطلاق شعارات انتخابية وغير ذلك ضد حزب الله وحلفائه، هو من أجل مصالح خارجية تتعلق بحماية الكيان الصهيوني، وليس من أجل معالجة المشكلة الاقتصادية في لبنان والأزمات الأخرى التي يعاني منها، كما أكد أن حزب الله بكل ما لديه من قدرة وإمكانات، كان ولا يزال إلى جانب الناس من أجل مساعدتهم على الصمود في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، التي فرضتها أميركا ومن معها من بعض الدول العربية والخليجية على اللبنانيين، كي بتعدوا ويتخلوا عن ثوابتهم وقضيتهم ومقاومهم!!
محطات سياسية واقتصادية:
عادت أصابع الاتهام مجدداً إلى النظام في سوريا حول قضية ممتلكات المعتقلين السابقين في سجونه، فقد أكدت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا (ADMSP) أن السلطات استولت على أموال وممتلكات تعود لمسجونين سابقين ومختفين قسراً تقدر قيمتها بـ 1.5 مليار دولار منذ العام 2011 ولغاية العام 2021، واستغلت بذلك معاناتهم لتحقيق مكاسب مالية، كما أوضحت أنه تم تقدير تلك الممتلكات على أساس المعلومات التي تم جمعها من مقابلات أجرتها الرابطة مع معتقلين سابقين تم تجريدهم من أراضيهم وممتلكاتهم وأصولهم المالية من خلال أوامر من المحاكم وقرارات رسمية أخرى. ويستند التقدير إلى رقم متحفظ مرتبط بما لا يقل عن 250 ألف معتقل تم اعتقالهم منذ عام 2011 وحتى الآن، ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من هذا لأن نتائج التقرير تشير إلى أن غالبية الأصول صودرت بشكل غير رسمي.
في سياق منفصل، وتحت شعار "حرب بين الحروب"، نفذت القوات الإسرائيلية على ما يبدو مئات الضربات ضد قوات إيرانية في سوريا وغيرها منذ العام 2017، فقد أكد مسؤولون إسرائيليون أن بلادهم شنت 400 هجوم على إيران في المنطقة أغلبيتها في سوريا، وأدت لمقتل 300 شخص بينهم قادة عسكريون إقليميون منذ 2017، كما أشاروا إلى أن تلك الحملة هدفت وتهدف إلى ردع طهران وأذرعها وإضعاف قدرتها على ضرب إسرائيل في حالة اندلاع أي حرب مفتوحة بين الخصمين الإقليميي.
إلى ذلك، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أميكام نوركين، الذي تقاعد الأسبوع الماضي، بعد أن عمل مهندسًا لتلك الحملة، إنها لم تحقق نجاحًا بنسبة 100٪، لكن لولاها لكان الوضع أسوأ بكثير.
يشار إلى أنه من بين الأهداف التي استهدفت خلال تلك الحملة، أنظمة دفاع جوية روسية، وقواعد طائرات بدون طيار يديرها مستشارون عسكريون إيرانيون، وأنظمة صواريخ دقيقة موجهة لمقاتلي حزب الله في لبنان، كما قتلت الضربات أكثر من 300 شخص، من بينهم قادة عسكريون إيرانيون وجنود سوريون ومسلحون تدعمهم طهران. وكانت هذه الحملة الإسرائيلية بدأت بتركيز ضيق على شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى مقاتلي حزب الله في لبنان، لكنها توسعت لاحقا مع مرور الوقت، لتستهدف مقاتلين مدعومين من إيران في سوريا، ثم بدأت انتقلت لضرب مواقع عسكرية إيرانية مباشرة على الأراضي السورية.
على الصعيد الاقتصادي، أفاد البنك المركزي السوري في بيان، يوم الأربعاء، إنه خفض سعر صرف العملة المحلية إلى 2814 ليرة للدولار ليقترب من السعر في السوق السوداء الذي بلغ 3900 للدولار اليوم، وكان السعر الرسمي من قبل نحو 2500 ليرة للدولار.
وتزداد دولرة الاقتصاد السوري الذي تشله حرب مستمرة منذ نحو 11 عاما، إذ يحاول السوريون حماية أنفسهم من خفض قيمة العملة ومن التضخم، كما تعرضت الليرة السورية لضغوط متزايدة في فبراير شباط بعد أن الهجوم الروسي على أوكرانيا إذ يرتبط الاقتصاد السوري بعلاقات وثيقة مع موسكو الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.
على الصعيد الأمني، أفادت مصادر مطلعة، مساء الخميس، بأن الغارات الإسرائيلية في سوريا، استهدفت بطاريات دفاع جوي إيرانية وصلت حديثا، وشحنة طائرات مسيرة إيرانية متطورة، ومنظومة رادار. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوقوع انفجارات متتالية في ريف دمشق الجنوبي الغربي نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مواقع عسكرية.
من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية أن هجوما جويا إسرائيليا استهدف بعض النقاط في ريف دمشق.
بعد اعلان البرلمان الليبي عن تشكيل لجنة جديدة، تتولى الاتفاق على أساس دستوري مع المجلس الأعلى للدولة، يمهد لإجراء انتخابات عامة في البلاد، وذلك في محاولة لإنهاء حالة الانسداد الحالية في المسار السياسي، حيث ضمت اللجنة 12 عضوا من البرلمان، يتكفلون بمراجعة النقاط محل الخلاف في مشروع الدستور المنجز من الهيئة التأسيسية، وإجراء التعديلات اللازمة عليه، مع ضرورة الالتزام بما ورد في التعديل الدستوري 12 ومراعاة بنوده، حسب ورودها والمواعيد المحددة لإنجاز مهامها.
وقد أتت هذه الخطوة تماشيا مع خارطة الطريق التي اقترحها البرلمان، والتي تنّص على تغيير الحكومة والاتفاق على المسار الدستوري مع المجلس الأعلى للدولة، بتشكيل لجنة دستورية من 24 عضوا مناصفة بين الطرفين للنظر في مشروع الدستور وتقديمه للاستفتاء، ثم إجراء انتخابات خلال 14 شهرا، كما أنها تعارضت مع خارطة الطريق الأممية التي اقترحتها مستشارة الأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، والتي تقضي بتشكيل لجنة من 12 عضوا من البرلمان ومجلس الدولة، تتولى وضع قاعدة دستورية توافقية لإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، والذي رفض البرلمان المشاركة فيها، واعتبرها مسارا موازيا لخارطة الطريق التي اقترحها.
لكن إجراءات البرلمان هذه لا تزال محل خلاف بينه وبين المجلس الأعلى للدولة، الذي يرفض تغيير حكومة عبد الحميد الدبيبة وتعديل الإعلان الدستوري، ويطالب بإنجاز المسار الدستوري أوّلا للوصول إلى الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت. وبحسب الإعلان الدستوري، فإنّه إذا فشلت اللجنة في إجراء التعديلات الدستورية خلال 45 يوما، تتولى لجنة مشكلة من البرلمان ومجلس الدولة خلال شهر إعداد قاعدة دستورية وقوانين انتخابية ملزمة.
دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، إلى الابتعاد عن العمل السياسي والحفاظ على حيادها والالتزام بحدود مهامها التي حددها لها اتفاق وقف إطلاق النار، وقد جاء ذلك رداً على قرار ممثلي القيادة العامة للجيش باللجنة العسكرية تعليق مشاركتهم في اللجنة، ومطالبتهم بإيقاف تصدير النفط، وغلق الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب، ووقف جميع أوجه التعاون مع حكومة الدبيبة ومكوناتها، وتعليق تسيير الرحلات الجوية بين الشرق والغرب، بسبب رفض حكومة الوحدة تسليم السلطة للحكومة المكلفة من البرلمان، وذكّر الدبيبة خلال اجتماع الاثنين مع ممثلي المنطقة الغربية باللجنة، بمهام اللجنة التي تنحصر في المسار العسكري.
تشي التحركات الأخيرة لرئيسي الحكومتين المتنافستين على السلطة في ليبيا، بتحولات على الطريق في المشهد الليبي الذي عاد إلى الانقسام، منذ انتخاب فتحي باشاغا كرئيس وزراء ثان بجانب عبدالحميد الدبيبة، قد تذهب بالبلاد إلى مزيد من السوء، فمساء الاثنين، اجتمع الدبيبة مع آمر ميليشيات "166" محمد الحصان، ومختار الجحاوي آمر "شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب"، وكذلك مع أحمد هاشم قائد "اللواء 53 مستقل"، وهم أبرز أمراء ميليشيات مدينة مصراتة، في خطوة يبدو أنه يستهدف من ورائها استمالة قادة الميليشيات ونسج خيوط حلف لمواجهة منافسه. وبدوره، عقد فتحي باشاغا اجتماعا عبر الزوم من مقر إقامته بتونس مع مكونات اجتماعية وشبابية من مصراتة تحدث خلاله عن برنامج عمل حكومته، بالوقت الذي يجري فيه مفاوضات مع تشكيلات مسلحة لدعم حكومته وتسهيل دخولها إلى العاصمة طرابلس.
وفي هذا السياق، يرى المتبعون أن باشاغا يتحرك من أجل توحيد المؤسسات الليبية وتحقيق التوافق السياسي الليبي شرقا وغربا وجنوبا، بينما يعتمد الدبيبة على تعميق واستمرار الانقسام، لافتا إلى أن ممارساته الأخيرة خاصة في ما يتعلق بعرقلة مرتبات الموظفين والعسكريين في الشرق الليبي تجر البلاد لمربع ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار. حيث أن تدخلات الدبيبة في شؤون النفط والغاز قد تؤدي لعودة شبح إغلاق النفط مجددا خاصة بعد التزام المؤسسة الوطنية للنفط بقرار البرلمان تجميد إيرادات النفط في انتظار اعتماد الميزانية العامة بعد عملية استلام السلطة من الحكومة المكلفة من البرلمان، فيما استمرار باشاغا في الاتصالات بكافة الفئات السياسية والاجتماعية والعسكرية غايته دخول حكومته إلى طرابلس بشكل سلمي ومنظم، والبدء في العمل من خلال قوة القانون الذي يلزم كافة المؤسسات السيادية والخدمية والإدارات الحكومية التعامل مع الحكومة التي نالت ثقة البرلمان وتزكية مجلس الدولة.
وفي إطار الأزمة، بدأت يوم الأربعاء ، بالعاصمة المصرية القاهرة، جولة حوارية بين وفدين من البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة، للتشاور بشأن إيجاد قاعدة دستورية توافقية وحل الخلافات القانونية، ضمن محاولة جديدة لتيسير إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، وستمتد هذه المشاورات أسبوعا كاملا تحت إشراف مستشارة الأمم المتحدة في الملف الليبي ستيفاني ويليامز وبرعاية مصرية، حيث ستتولى لجنة مشتركة تضمّ 24 عضوا من البرلمان والمجلس الأعلى للدولة تمّ اختيارها لهذا الغرض، التفاوض لحلّ المواد الخلافية في مشروع الدستور.
ويحتاج وصول البرلمان ومجلس الدولة إلى توافق حول الدستور، إلى تعديلات على مواده الخلافية قبل إجراء الاستفتاء، لكن لا تبدو هذه المهمة سهلة بسبب خلافات عميقة بين الطرفين، شكّلت على امتداد سنوات عقدة كبيرة في المفاوضات الجارية بين الأطراف السياسية، وكانت سببا أساسيا في تعطيل إجراء الانتخابات العامة في شهر ديسمبر الماضي.
لا تزال عمليات الطعن والقتل مستمرة في اسرائيل، فقد قتلت الشرطة الإسرائيلية صباح الثلاثاء فلسطينيًا طعن شرطيًا في مدينة عسقلان الساحلية الواقعة في جنوب إسرائيل، بحسب ما أفادت قوات الأمن الإسرائيلية، التي قالت في رسالة أنه خلال عملية في عسقلان، تعرّف شرطيّ على مشتبه به وبدأ يتحقق من هويّته، لكن الرجل أخرج سكينًا وهاجم الشرطي الذي ردّ بسرعة فاتحًا النار عليه. وأشارت الشرطة إلى أن المهاجم وهو فلسطيني، قُتل.
وقبل أيام، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، انتهاء عملية عسكرية شنتها القوات الإسرائيلية، في مخيم جنين بالضفة الغربية، حيث جرى تحييد واعتقال فلسطينيين خلالها، بحسب قوله، لافتا إلى أن أحد عناصر حركة الجهاد الإسلامي قتل وأصيب عدد آخر من المسلحين الفلسطينيين خلال الاشتباكات، دون وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
إلى ذلك، قتل يوم الأربعاء شاب فلسطيني برصاص قوات إسرائيلية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، التي أعلنت في بيان مقتضب عن مقتل الشاب محمد حسن محمد عساف (34 عاماً) بعد إصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على مدينة نابلس. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي مباشرة على الحادثة لكن سبق أن أعلن "تنفيذ عمليات عسكرية لمكافحة الإرهاب" في نابلس وغيرها من المدن في الضفة الغربية.
في سياق متصل، جرح أكثر من 150 فلسطينيا، الجمعة، في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس، في أول مواجهات من نوعها منذ بدء شهر رمضان، ويذكر أن هذا التصعيد أتى بعدما أرسلت إسرائيل تعزيزات إلى الضفة الغربية، وعززت الجدار الفاصل معها عقب أربع هجمات أدت إلى سقوط 14 قتيلا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
كما جاءت تلك الاشتباكات بعد مقتل ثلاثة فلسطينيين أمس الخميس، عقب شن القوات الإسرائيلية عمليات جديدة في منطقة جنين شمال الضفة المحتلة.
تتبع منظمة الصحة العالمية عشرات الإصابات بسلالتين فرعيتين جديدتين من المتحور أوميكرون الشديد العدوى من فيروس كورونا، وذلك لتقييم ما إذا كانتا أشد عدوى أو أكثر خطورة، وقالت المنظمة الاثنين إنها أضافت السلالتين (بي.أيه4) و(بي.أيه5) الفرعيتين من سلالة أوميكرون الأصلية (بي.أيه1) إلى قائمتها للمراقبة، وكذلك (بي.أيه1.1) و(بي.أيه3). وقد وأوضحت المنظمة أنها بدأت اقتفاء أثرهما بسبب الطفرات الإضافية التي يلزم دراستها بشكل أكبر لفهم تأثيراتهما على إمكان التغلب على المناعة.
وتتحور الفيروسات طوال الوقت لكن بعض الطفرات فقط تؤثر على قدرتها على الانتشار أو التغلب على المناعة المكتسبة من التطعيم أو الإصابة السابقة أو شدة المرض الذي تسببه؛ فعلى سبيل المثال تمثل السلالة (بي.أيه2) حاليا ما يقرب من 94 في المئة من إجمالي حالات الإصابة المتتابعة، وهي أكثر قابلية للانتشار من سلالات أوميكرون الفرعية الأخرى، لكن الأدلة حتى الآن تشير إلى أنه ليس من المرجح أن تسبب مرضا شديدا.
إلى ذلك، قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في أحدث تقرير أسبوعي لها عن الجائحة، إن أكثر من 7 ملايين حالة جديدة تم الإبلاغ عنها، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 24% مقارنةً بالأسبوع السابق، كما انخفض العدد الأسبوعي لوفيات كورونا في جميع أنحاء العالم بنسبة 18%، ليصل إلى أكثر من 22 ألف حالة.
وقالت منظمة الصحة إن هذه الانخفاضات يجب تفسيرها بحذر، لأن الكثير من الدول التي شهدت انحساراً في تفشي الفيروس غيّرت استراتيجيات الاختبار الخاصة بها، وهو ما يعني الكشف عن عدد أقل بكثير من الحالات.
وتتراجع الإصابات والوفيات الجديدة في أنحاء العالم، وبينها منطقة غرب المحيط الهادئ، حيث تسببت موجة الإصابات في اتخاذ إجراءات إغلاق صارمة بالصين.
وسط مخاوف متزايدة من أن إدارة بايدن سوف تتخطى الكونغرس لتوقيع اتفاق جديد، والذي من شأنه أن يغيّر اتفاقات قانون عام 2015 الذي يقضي بعرض أي اتفاقية جديدة مع إيران على السلطة التشريعية للموافقة عليها، ومع اقتراب المفاوضات النووية إلى مراحلها النهائية، هددت مجموعة من القانونيين المحافظين في أميركا برفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل إحباط تنفيذ أي اتفاق جديد مع إيران.
فقد أخطرت مؤسسة "أميركا فيرست القانونية"، وهي عبارة عن مجموعة من المحامين والنشطاء المحافظين، إدارة بايدن بأنها تنوي اتخاذ إجراء قانوني لعرقلة أي صفقة مع إيران مالم يوافق عليها الكونغرس أولاً، وطالبت رسالة المؤسسة إدارة بادين بالاحتفاظ بجميع المستندات والمراسلات الداخلية المتعلقة بالصفقة حتى يمكن استخدامها كجزء من قضية محكمة مستقبلية.
وفي سياق متصل، وفي رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي، أعرب 46 من الجنرالات والضباط المتقاعدين الأميركيين عن معارضتهم للمفاوضات الجارية مع إيران بشأن إبرام اتفاق نووي محتمل، وجاء في الرسالة أنه في أوكرانيا، يشهد العالمفظائع كبيرة، هناك بلد يهاجم جاره بلا رحمة، ومن خلال التلويح بأسلحته النووية أرغم بقية العالم على الوقوف متفرجين، مضيفة أن الصفقة الإيرانية الجديدة التي يجري التفاوض عليها حاليًا، والتي لعبت روسيا دورًا رئيسيًا في صياغتها، ستمكن الدولة الرائدة في العالم في رعاية الإرهاب من الهيمنة على الشرق الأوسط. كما أعرب كبار المسؤولين العسكريين عن قلقهم من أن تصميم إدارة بايدن على العودة إلى اتفاق نووي مع طهران قد يضعف موقف الولايات المتحدة لمحاسبة إيران.
على صعيد منفصل، قال مسؤول دفاعي أميركي رفيع، الثلاثاء، إن البنتاغون سيعقد اجتماعا سريا مع قادة أكبر المتعاقدين العسكريين الأميركيين، اليوم الأربعاء، لمناقشة زيادة المساعدات لأوكرانيا بما في ذلك سبل تحسين الدفاعات الجوية والصواريخ المضادة للسفن والأسلحة المتطورة للعثور على المدفعية الروسية وتدميرها.
وبحسب التقرير أجبرت مساعدة واشنطن العسكرية لأوكرانيا بما في ذلك توفير الآلاف من صواريخ ستينجر وجافلين، المتعاقدين العسكريين الأميركيين على زيادة إنتاج أنظمة الأسلحة القديمة، سواء لتلبية حاجة أوكرانيا أو لتجديد مخزون الجيش الأميركي، ويقوم البنتاغون الآن بفحص الأسلحة الإضافية طويلة المدى التي سيتم توفيرها لأوكرانيا، وكذلك التأكد من أن الحكومة في كييف تتلقى الأساسيات التي تحتاجها. ويريد المسؤولون العسكريون الأميركيون من المتعاقدين العسكريين الأميركيين بدء العمل على إمداد أوكرانيا بالأسلحة لصراع طويل محتمل مع روسيا.
وسيضم الاجتماع الذي أعلنت عنه نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس الأربعاء، قادة ثمانية مقاولين عسكريين كبار مثل شركة رايثيون وشركة لوكهيد مارتن، وسيناقش كيفية التغلب على أي مشاكل إمدادات محتملة لتجديد مخزونات الأسلحة الأميركية التي تم سحبها لمساعدة أوكرانيا والحفاظ على إمدادات كييف مع استمرار الحرب.
أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام الإيراني، الاثنين، أن سفيرها الجديد في العراق هو محمد كاظم آل صادق، القائد في الحرس الثوري والخاضع لعقوبات أميركية منذ أكتوبر 2020 ، وسيخلف السفير الإيراني في العراق إيراج مسجدي. ويشار إلى أن مسجدي كان سفير النظام الإيراني في العراق منذ عام 2017. وكان يعتبر مستشارًا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني.
أمنياً، أعلنت قيادة عمليات بغداد، يوم الأربعاء، عن إحباط محاولة لاستهداف منشآت حيوية بصواريخ كاتيوشا. وأوضحت أن القوات الأمنية في بغداد تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة متهمين بالإرهاب أثناء رصد تحركاتهم بجانبي الكرخ والرصافة.
والثلاثاء، أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، إلقاء القبض على ثلاثة ممن قالت إنهم مطلوبون في قضايا إرهابية في محافظة كركوك.
في الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة
لا يزال الانقسام السياسي سيد الموقف في العراق منذ انتهاء الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021.
فعلى الرغم من مرور عدة أشهر على تلك الانتخابات التي أتت بنتائج مفاجئة، إثر تراجع واضح للأحزاب والفصائل الموالية لطهران، ما زالت الخلافات تلقي بظلالها الثقيلة على المشهد العام في البلاد، بحيث بات أفق الانفراج بعيداً إلى حد كبير. وأمام هذا الواقع المعقد الذي لا يبدو أنه سيحل قريبا، عبر العديد من العراقيين عن غضبهم وانتقادهم للسياسيين في البلاد.
يشار إلى أن الكتلة الصدرية فشلت رغم ذلك، على مدى 3 جلسات في إيصال مرشحها من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبار أحمد إلى سدة الرئاسة، لعدم اكتمال النصاب القانوني.
ففيما يتمسك التيار الصدري المتحالف مع الحزب الديمقراطي، فضلاً عن تحالف "تقدم" (يرأسه رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي)، بتشكيل حكومة أغلبية وطنية من الفائزين بالأكثرية النيابية، لا يزال الإطار التنسيقي، الذي يضم ممثلين عن الحشد الشعبي، وحزب "ائتلاف دول القانون" التابع لنوري المالكي، وغيره من الأحزاب والفصائل الموالية لطهران، يطالب بما بات يعرف بـ "الثلث المعطل" في أي حكومة مقبلة، كما يتمسك بمرشحه لرئاسة الجمهورية، برهم صالح.
أعلنت قوات الجيش اليمني، الأربعاء، تصديها لأربعة زحوفات نفّذتها ميليشيا الحوثي الإيرانية في جبهات القتال بمأرب والجوف والحديدة، وسط تصاعد لخروقاتها للهدنة الأممية المعلنة مطلع أبريل الجاري.
فقد نقل البيان عن مصدر عسكري، أن الميليشيا الحوثية شنت هجوم على مواقع عسكرية في جبهتي العلم والريان شرق حزم الجوف، مؤكداً إفشال الهجوم واجبار الميليشيا على التراجع، وأضاف، أيضا شنّت الميليشيا الحوثية هجوماً على موقع لقوات الجيش في جبهة صرواح، موضحا أن المعارك استمرت نحو ساعة وانتهت بهزيمة الميليشيا وفرارها.
إلى ذلك، أشار المصدر إلى أن ميليشيا الحوثي شنّت بالتزامن هجوماً واسعاً تحت غطاء ناري مكثّف على مواقع القوات الحكومية في محور حيس بالحديدة، غربي اليمن، إلا أن القوات تصدت لها.
كما ذكر البيان، أن قوات الجيش رصدت 71 خرقاً للهدنة ارتكبتها الميليشيا الحوثية في جبهات مأرب والجوف وحجة والحديدة وتعز والضالع، الثلاثاء.
في الشأن السياسي، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأربعاء، العاصمة صنعاء، بعد عدة لقاءات مع قيادات ميليشيا الحوثي، في زيارة هي الأولى له منذ تعيينه نظرا للرفض المتكرر من الميليشيا استقباله، وقال في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته مطار صنعاء الدولي، إنه ناقش خلال ثلاثة أيام من زيارته مع قيادات الحوثي"تطور تنفيذ الهدنة بجميع عناصرها وسبل البناء على الهدنة كخطوة نحو حل سياسي شامل للنزاع، وأكد أنه منذ دخلت الهدنة حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، وبالرغم من التقارير المتواترة والمقلقة بخصوص وقوع انتهاكات، إلا أن هناك انخفاضًا عامًا كبيرًا في الأعمال العدائية، كما لا توجد تقارير مؤكدة تفيد بوقوع ضربات جوية أو هجمات عابرة للحدود.
وفي إطار متصل، أكدت الأمم المتحدة، أن ميليشيا الحوثي لم تف حتى الآن بوعودها للإفراج عن اثنين من موظفيها المحتجزين في صنعاء منذ خمسة أشهر، وذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، عن وجود جهود أممية لتأمين إطلاق سراح خمسة من الموظفين المختطفين في أبين، جنوبي اليمن، منذ فبراير الماضي.
قالت الحكومة المصرية، يوم الأربعاء، إن شركة "إيني" الإيطالية وقعت اتفاقية إطارية للتعاون مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" لتوفير شحنات من الغاز الطبيعي المسال المصري لإيطاليا وأوروبا، وأضاف بيان لمجلس الوزراء أن الاتفاق يهدف إلى استغلال الإمكانات الكبيرة المتاحة في مجال البحث والاستكشاف بمصر خاصة بمناطق دلتا النيل، وشرق المتوسط، والصحراء الغربية.
يأتي توقيع الاتفاق في إطار الشراكات الاستراتيجية بين مصر وإيطاليا في العديد من المجالات لاسيما مجال الطاقة، حيث تعد شركة "إينى" شريكاً استراتيجياً لقطاع البترول، واتصالاً بالأهمية التي توليها مصر للتحول الطاقي والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وجهودها للتحول إلى مركز إقليمي لتداول وتجارة الطاقة.
كما يتيح الاتفاق الإطاري فرصة توفير تصدير شحنات من الغاز المسال من مصنع إسالة الغاز بدمياط إلى إيطاليا أو أوروبا، وسيقوم كل من شركتي "إيجاس" و"إيني"، وذلك من خلال الهيئة المصرية العامة للبترول، بإطلاق حملة توعية موحدة بهدف تعزيز كفاءة الطاقة في جميع مواقع ومقار شركات قطاع البترول بما يسهم في تخفيض استهلاك الكهرباء، ورفع كفاءة استخدام الطاقة، وقد يتم التوسع في الحملة بشكل أكبر على مستوى الدولة.
في سياق منفصل، قال وزير الزراعة المصري إن مصر أضافت الهند دولة منشأ جديدة لاستيراد القمح، وأضاف أن هذا الإجراء يأتي في إطار جهود الدولة المتواصلة لفتح مناشئ جديدة وتأمين واردات مصر من القمح كسلعة استراتيجية.
وكانت وزارة التموين المصرية قد أكدت مؤخرا أنها تدرس هذا الشهر إضافة الهند إلى 16 منشأ آخر لاستيراد القمح تقبلها الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي، في الوقت الذي تسعى فيه مصر لدعم مشترياتها التي تعطلت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، تشتريه عبر مناقصات تطرحها الهيئة العامة للسلع التموينية. وقد اشترت كميات كبيرة من القمح معظمها من فرنسا الأربعاء الماضي وذلك لدعم الاحتياطيات المتناقصة للمرة الأولى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
في ملف جماعة الاخوان
أفادت مصادر خاصة أن وفدا أمنيا تركيا رفيع المستوى سيزور مصر خلال الأسابيع المقبلة، حيث يجري حاليا وضع الترتيبات لهذه الزيارة للتشاور حول عدد من الملفات العالقة، وأشارت إلى أن الوفد التركي سيناقش مع المسؤولين المصريين العمل على التقارب الأمني وتبادل المعلومات وملف الإخوان، وذلك ضمن ملفات أخرى ستطرح للنقاش بين الجانبين، كما ستتطرق مناقشات الوفد التركي في القاهرة أيضا إلى سحب العناصر الأجنبية من ليبيا تدريجيا، فضلا عن قضايا أخرى تمس الوضع الليبي.
وذكرت المصادر أن الاستخبارات التركية تريد زيادة التنسيق والتعاون الأمني مع مصر حول الملفات المختلفة، ومن بينها الملف الليبي والتنظيمات الإرهابية المختلفة في المنطقة، ويتم أيضا الإعداد للقاء بين وزيري الخارجية المصري والتركي لمناقشات تطوير العلاقات بين البلدين، بحسب المصادر. ويجري حاليا تقييم النقاط العالقة بين البلدين من أجل العمل على تسويتها، خاصة مع تمسك القاهرة بعدد من النقاط الخاصة بالتعامل مع تنظيم الإخوان.
أزمة سد النهضة
لا جديد في هذا الملف
حث مجلس التعاون الخليجي مجددا على حل أزمة "سفينة صافر" المتوقفة منذ سنوات قبالة شواطئ مدينة الحديدة اليمنية، وشدد أمين عام المجلس، نايف الحجرف ، خلال لقائه منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، والمبعوث الأميركي، تيم ليندركينج، على دعم الجهود الدولية في التعامل مع الخزان، الذي تحول إلى ما يشبه القنبلة الموقوتة، جراء منع الحوثيين على مدى سنوات الفريق الأممي من صيانته، كما أكد في بيان دعمه الجهود الأممية المبذولة لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
على صعيد متصل، أعلنت البحرية الأميركية، الأربعاء، تشكيل فرقة عمل جديدة مع دول حليفة للقيام بدوريات في البحر الأحمر بعد سلسلة هجمات شنتها ميليشيا الحوثيين في الممر المائي الحيوي للتجارة العالمية، وأعلن نائب الأدميرال براد كوبر، قائد الأسطول الخامس الأميركي في الشرق الأوسط، في تصريحات الصحافيين تشكيل فرقة العمل. يأتي هذا بعدما أطلق الحوثيون زوارق محملة بالمتفجرات وألغاما في مياه البحر الأحمر. وقال كوبر إنه يأمل أن تستهدف فرقة العمل الجديدة، المكونة بين سفينتين إلى 8 سفن، مهربي الفحم والمخدرات والأسلحة والأفراد في المجرى المائي.
أعلنت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" أنّها أطلقت عملية تستهدف أصول الأشخاص والشركات الروس الخاضعين للعقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا، وأطلقت الوكالة التي تتّخذ مقرّاً في لاهاي هذه العملية المسماة "أوسكار" بالشراكة مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ووكالتي "يورودجاست" و"فرونتكس". وأوضحت الوكالة أن عملية "أوسكار" ستستمر عاماً على الأقلّ وتشمل عدداً من التحقيقات المنفصلة.
وستعمل "يوروبول" على تسهيل تبادل المعلومات بين الشركاء وتقديم الدعم العملاني في عدد من التحقيقات المالية التي تستهدف الأصول الإجرامية والالتفاف على العقوبات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي المرتبطة بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. كما ستقدّم الوكالة أيضاً دعماً تحليلياً للتحقيقات، بحسب الطلب، وستسخّر خبرتها الجنائية والتقنية وستدعم مالياً السلطات الوطنية المختصة.
من جانبها، ستعمل الوكالة الأوروبية للتعاون القضائي "يورودجاست" على تسهيل تبادل المعلومات الاستراتيجية والعملانية، وتقديم المساعدة القانونية وتعزيز التعاون بين سلطات التحقيق والقضاء في دول الاتحاد. أما الوكالة الأوروبية لحرس الحدود "فرونتكس"، فستشارك في العملية من خلال تعزيز الرقابة على الأشخاص الخاضعين للعقوبات الذين يعبرون الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
في سياق متصل، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى تسريع مسيرة انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي المعطّلة منذ سنوات، مشيراً إلى "حقبة جديدة" في سياق الحرب في أوكرانيا، ووعد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألباني إيدي راما في برلين بالمساعدة في دفع الملف بكل القوة المتوفرة لديه.
وفيما تعمل روسيا والصين منذ أعوام على تعزيز حضورهما في المنطقة الاستراتيجية، يُشار إلى أن ألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود أعضاء في حلف شمال الأطلسي، في حين تقيم موسكو علاقات وثيقة مع دول المنطقة الأرثوذكسية مثل صربيا. كما أنّ موسكو التي تمتلك حقّ النقض في مجلس الأمن الدولي، هي الحليف الرئيسي لبلغراد في رفضها الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو المعلن عام 2008.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد على هذا الصعيد هذا الاسبوع.
وصل معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 61.14 بالمئة، الاثنين، ليسجل رقما قياسيا جديدا غير مسبوق منذ 20 عاما، لتتفاقم أزمة تكلفة المعيشة التي يعاني منها الكثير من الأتراك. وكشف معهد الإحصاء التركي عن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 5.4 بالمئة في شهر مارس مقارنة بالشهر الماضي، ليرتفع معدل التضخم السنوي من 45.44 بالمئة في شهر فبراير إلى أكثر من 61 بالمئة، وسجلت أعلى الارتفاعات السنوية في الأسعار في قطاع المواصلات عند 99.12 بالمئة، بينما ارتفعت أسعار الأغذية بنسبة 70.33 بالمئة، وفق البيانات، في أكبر زيادة تسجل بين عامين متتالين منذ مارس 2002.
وفي هذا السياق، وأمام الاختبار الصعب الذي يواجه الاقتصاد التركي، بعد أن قفز المعدل السنوي للتضخم في البلاد إلى 61% الشهر الماضي، مدفوعاً بأزمة العملة أواخر عام 2021، يسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس أردوغان، إلى تقييد نشر بيانات اقتصادية مستقلة بمشروع قانون يهدد الباحثين الاقتصاديين بالسجن.
وفي التفاصيل يهدد مشروع القانون هذا بعقوبة سجن تصل إلى 3 سنوات لمن ينشر بيانات غير رسمية وغير معتمدة عن المؤشرات الاقتصادية على المواقع الإلكترونية دون الحصول على موافقة وكالة الإحصاء في البلاد، التي سيكون أمامها شهران لتقييم منهجية البيانات.
وكان معهد الإحصاء التركي قد تقدم في وقت سابق بشكوى جنائية ضد شركة ENAGroup، وهي شركة بحث مستقلة في مجال التضخم، بعد اتهامها بـالتشهير المتعمد بالمؤسسة وتضليل الرأي العام، وذلك بعد أن أعلنت ENAGroup عن معدل تضخم سنوي بلغ 142.63% في مارس، أي أكثر من ضعف الرقم الرسمي البالغ 61.14% لنفس الشهر.
وفي سياق متصل، وفي أحدث خطوات الحكومة لتعزيز احتياطياتها ودعم العملة المحلية، تخطط تركيا لزيادة معدل الإيرادات الذي يتعين على المصدرين تحويله من العملة الصعبة إلى الليرة التركية من 25% إلى 40%، بحسب ما أشاره مسؤولون لوكالة بلومبرغ. وقد ناقش البنك المركزي الخطة مع أعضاء جمعية المصدرين الأتراك، إلا أن الاقتراح يتطلب موافقة وزارة الخزانة التركية.
في سياق منفصل، أعلنت تركيا عن وجود 22 سفينة تركية عالقة على شواطئ أوكرانيا، مؤكدة أنها تبذل جهدا لإعادتها، وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عادل قره إسماعيل أوغلو، الجمعة، أن معظم هذه السفن مملوكة لأتراك، وهناك أيضا سفن ترفع العلم التركي. إلى ذلك، أوضح أن تلك السفن محملة بكميات من الحبوب وزيت عباد الشمس والحديد، حيث لا تزال تنتظر هناك منذ ما يقرب من 50 يوما، ولفت إلى أنهم على اتصال دائم بالبحارة الأتراك الذين بقيوا على سفنهم، ويواصلون المحادثات مع كل من روسيا وأوكرانيا بخصوص أمن وسلامة السفن التركية وطواقمها،
مشيرا إلى أن هناك حوالي 100 سفينة في المنطقة تتبع لعدة دول، ويتعين إخراج تلك السفن من هناك، أو وقف الحرب في أقرب وقت ممكن.
دانت دولة الإمارات بشدة، مساء الجمعة، اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين. إلى هذا، دعت وزارة الخارجية الإماراتية والتعاون الدولي في بيان إلى ضبط النفس وتوفير الحماية للمصلين، مشيرة إلى موقف الإمارات الداعي إلى ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى.
كما أكدت ضرورة احترام دور المملكة الأردنية في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
أكدت وكالة "فيتش" تصنيفها الائتماني للسعودية عند A، وعدلت نظرتها المستقبلية للسعودية إلى إيجابية، وذكرت الوكالة في تقريرها الأخير، أن مراجعة التوقعات عكست التحسينات في الميزانية العمومية بعد ارتفاع عائدات النفط وضبط أوضاع المالية العامة، وقالت أن الدين الحكومي سيظل إلى الناتج المحلي الإجمالي وصافي الأصول الأجنبية السيادية أقوى بكثير من المتوسط "A"، حتى مع ضعف هذه المقاييس بشكل معتدل بعد عام 2022 حيث تتجه أسعار النفط نحو الانخفاض لتعويض المزيد من الإصلاحات التدريجية في الميزانية. نتوقع الآن أن يظل الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي أقل من 30% حتى عام 2025. ستحتفظ الحكومة أيضًا بهوامش أمان مالية كبيرة، بما في ذلك الودائع في البنك المركزي التي تزيد عن 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
كما تفترض الوكالة أن التحكم في الإنفاق سيستمر على نطاق واسع على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، نظرًا لعدم اليقين بشأن أسعار النفط طويلة الأجل، وقالت أن التزام السلطات بجعل الميزانية مرنة لأسعار النفط المنخفضة بما يتماشى مع برنامج الاستدامة المالية؛ وزيادة الإنفاق من قبل القطاع العام لدعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. نتوقع أن يكون الإنفاق في عام 2022 ثابتًا على أساس سنوي ، أي أعلى بنسبة 9٪ من الميزانية.
تلقت روسيا ضربة مؤلمة بغرق "موسكفا" إحدى أضخم وأشهر سفنها الحربية، التي توصف بجوهرة الأسطول الروسي، حيث لن يكون بمقدرة الروس استبدالها ببارجة أخرى، من طراز سلافا، الأمر الذي قد يخلق فراغا في الجنوب الأوكراني، الذي جعلته القوات الروسية مؤخرا محور العمليات العسكرية، بحسب ما أوضح مسؤول أميركي رفيع في البنتاغون. فبموجب اتفاقية مونترو تمنع تركيا السفن الحربية من دخول البحر الأسود في وقت الحرب، لذلك لن تستطيع روسيا تعويض خسارتها بسهولة، حيث تمتلك سفينتين أخريين من الفئة نفسها، وهما المارشال أوستينوف وفارياج، وتخدمان مع أسطول روسيا الشمالي وأسطول المحيط الهادي على الترتيب.
وفي هذا الاطار كثفت روسيا هجماتها الصاروخية على البنية التحتية الاوكرانية في الاسبوع الأخير فيما يبدو انتقاما لـ"موسكفا"!
في سياق منفصل، قالت روسيا، يوم الأربعاء، إنها تتوقع بدء تسديد ثمن الغاز بالروبل في شهر مايو المقبل، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، السبت، إن عددا من مشتري الغاز الروسي وافقوا على تغيير عملة السداد لتكون الروبل الروسي، وأضاف أنهم يتوقعون اتخاذ مستوردين آخرين قرار التحول إلى استخدام الروبل، دون أن يفصح عن هوية هؤلاء العملاء.
كان الرئيس الروسي قد قال في الشهر الماضي إن مشتري الغاز الروسي من البلدان "غير الصديقة" عليهم السداد بالروبل، في خطوة رفضها الاتحاد الأوروبي بموجب نظام العقوبات التي يفرضها التكتل على موسكو.
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أولكسندر موتوزيانيك، الجمعة، إن روسيا استخدمت للمرة الأولى منذ بدء غزوها قاذفات بعيدة المدى لمهاجمة مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، والتي أصبحت أم المعارك في حرب روسيا على أوكرانيا. وأضاف موتوزيانيك أن روسيا تركز جهودها على الاستيلاء على مدن روبيجني وبوباسنا وماريوبول، في جنوب شرقي أوكرانيا.
وفي مطلع أبريل الجاري، أعلنت القوات الروسية وقوات جمهورية دونيتسك الموالية لها أنها سيطرت على المدينة بشكل شبه كامل، باستثناء بضعة جيوب، لكن القتال استمر في المدينة، التي تقول أوكرانيا إن القصف الروسي عليها أسفر عن سقوط نحو 21 ألف قتيل، ودمر 90 بالمئة من بنيتها التحتية.
وتتمتع ماريوبول بأهمية استراتيجية من وجهة نظر روسيا، فمع السيطرة عليها، ستتمكن من بسط هيمنتها على كل السواحل الأوكرانية المطلة على بحر آزوف، المتفرع من البحر الأسود.
في سياق منفصل، فشلت السلطات الأوكرانية حتى الآن في استعادة سبل مراقبة الإشعاعات النووية في محطة تشيرنوبل في شمال أوكرانيا، حيث حفر الجنود الروس، على حد قولها، شبكة تحت الأرض عندما احتلوا موقع أسوأ كارثة نووية في التاريخ. وقال مدير الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن منطقة تشيرنوبل المحظورة يفغين كرامارينكو إن نظام التحكم في مستوى النشاط الإشعاعي في المنطقة المحظورة لا يزال معطلاً، وأضاف خلال مؤتمر عبر الفيديو أن الخوادم التي تدير هذه المعلومات اختفت، وأنه لا يمكن الجزم فيما إذا كانت المنطقة آمنة تماما، كما أشار إلى أنه طالما لم تتم عودة التيار الكهربائي ولم يحصل العمال على إذن من القوات المسلحة للذهاب إلى نقاط مراقبة النشاط الاشعاعي، لا يمكن تقييم الأضرار التي لحقت. كذلك أكد كرامارينكو أن المحتلين الروس حفروا في أماكن متعددة في حول المحطة، ودفنوا معدات ثقيلة وأقاموا خنادق وحتى مطابخ تحت الأرض وخياما وتحصينات، لافتاً إلى أن أحد هذه التحصينات تقع بالقرب من موقع لتخزين النفايات المشعة بشكل موقت.
عد عدة مناشدات لطهران بضرورة استئناف حصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مضمون كاميرات مراقبة وضعت في عدد من المنشآت النووية، التي تعرضت صيف العام الماضي لاعتداءات، كشف تقرير سري للوكالة معلومات جديدة حول وضع تلك الكاميرات، حيث أكدت الوكالة، يوم الخميس، دون ذكر مكان الموقع المقصود في منشأة نطنز، أنها استكملت في 12 أبريل 2022 تركيب كاميرات مراقبة في هذا الموقع، ثم أزالت الأختام من على الماكينات، كما أضافت أن طهران أبلغت في 13 أبريل 2022 الوكالة أن الماكينات ستبدأ العمل في الورشة الجديدة في اليوم نفسه. كما أوضحت في التقرير السري للدول الأعضاء أن إيران بدأت تشغيل ورشة جديدة في منشأة نطنز لصنع قطع غيار لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، مضيفة أن الماكينات نقلت في الآونة الأخيرة إلى هناك من كرج.
يذكر أنه منذ العام الماضي عمدت طهران على مدى أشهر إلى عرقلة دخول المفتشين الأمميين إلى بعض منشآتها النووية، بهدف صيانة كاميرات المراقبة، والاطلاع لاحقاً على محتواها، تحت ذريعة الأسباب الأمنية لاسيما أن موقعي كرج ونطنز تعرضا إلى هجمات مريبة، وجهت فيها طهران أصابع الاتهام لإسرائيل. إلا أن الطرفين توصلا لاحقاً لاتفاق يسمح بحصول الوكالة على مضمون تلك الكاميرات، بهدف تسهيل عملية المراقبة على برنامجها النووي لاسيما مع اقتراب المفاوضات النووية المتوقفة في الوقت الحالي، من مراحلها النهائية، بعد أشهر طويلة من المحادثات، من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي.
في السياق، كشف متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن المنظمة لديها خطة متكاملة لتطوير أجهزة الطرد المركزي وضمان أمنها، وأشار إلى أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية ونقل جزء كبير من أجهزة الطرد إلى أماكن أكثر أمنا بسبب تعرض موقع كرج للهجوم. كذلك، ذكر المتحدث بهروز كمالوندي في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية رسمية، يوم السبت، أن هناك قضايا لا تزال عالقة في محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مؤكدا أنه تم التوصل إلى تفاهم للإسراع بحلها، ومضيفا أن ما ننجزه الآن يتم في إطار التوافقات الحاصلة وضمن عمليات الرقابة عبر المعلومات التي تقدمها كاميرات المراقبة، وتابع قائلاً أنه عندما يتحقق الاتفاق فإن طهران ستزود الوكالة بكل المعلومات التي توفرها كاميرات المراقبة وبعكسه ستحتفظ طهران بها وقد تضطر لإتلافها.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية جددت قبل أيام، التأكيد على أن التوصل لاتفاق ليس محسوماً بعد، وقال متحدث باسمها إن الوفد الإيراني مستعد للعودة إلى فيينا غدا إذا تحققت مطالبه.
وفي السياق نفسه، قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي، يوم الأربعاء، إن إيران على وشك الحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع سلاح نووي، وذلك وسط استمرار توقف مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وبينما لم تقم إيران بعد بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 90% لصنع أسلحة نووية، فإن الكميات الأكبر من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء أقل يمكن أن تكون كافية لصنع قنبلة نووية.
وبحسب المصدر، تقدِّر إسرائيل أن إيران على وشك الحصول على كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
في إطار منفصل، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية الثلثاء القائم بالأعمال الأفغاني احتجاجاً على مهاجمة السفارة الإيرانية في كابل والقنصلية الإيرانية في مدينة هرات الاثنين، خلال احتجاجات هناك، وطالبت وزارة الخارجية حركة طالبان التي تحكم أفغانستان بتوفير الأمن الكامل للبعثات الدبلوماسية.
على صعيد آخر، قالت منظمة العفو الدولية، يوم الثلاثاء، إنَّ مسؤولي السجون الإيرانية يرتكبون انتهاكات مروّعة للحق في الحياة من خلال حرمان السجناء المرضى عمداً من الرعاية الصحية المنقذة للحياة ورفض التحقيق وضمان المساءلة عن حالات الوفاة غير القانونية أثناء الاحتجاز. ووثقت المنظمة في تقرير جديد كيف تتسبب سلطات السجن بشكل روتيني في وقوع الوفيات أثناء الاحتجاز أو تساهم في حدوثها، بما في ذلك عن طريق منع أو تأخير وصول السجناء إلى المستشفى في حالات الطوارئ، وأشار التقرير إلى رفض السلطات إجراء أي تحقيقات مستقلة وشفافة في حالات الوفاة في الحجز التي تتضمن تقارير عن الحرمان من الرعاية الصحية، وتقاعسها عن ضمان محاكمة ومعاقبة المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية. ويستند التقرير، الذي يفصّل ملابسات وفاة 92 رجلاً وأربع سيدات في الحجز في 30 سجنًا في 18 محافظة عبر إيران منذ يناير/كانون الثاني 2010، إلى توثيق منظمة العفو الدولية لمجموعة مختارة من الحالات التوضيحية.
ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إنشاء آلية تحقيق ومساءلة لجمع الأدلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
فيما يشبه بوادر لخطة تهدئة جديدة في السودان، أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن البلاد مقبلة على مرحلة صعبة، وقال في تصريحات أدلى بها خلال إفطار رمضاني مساء الجمعة أنهم مقبلون على مرحلة صعبة يجب أن يقدم فيها الجميع تنازلات من أجل البلد، مشيرا إلى تدهور الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد، وأضاف أنهم مستعدون أن يقدموا ما يمكن لتهيئة المناخ للحوار، كاشفا أنه سيتم الإفراج عن عدد من المحتجزين خلال أيام لتهيئة المناخ للحوار، ومن بينهم زعماء سياسيون مدنيون بارزون.
إلى ذلك، ألمح إلى رفع حال الطوارئ، قائلا أنه وجّه بمراجعة حالة الطوارئ مع الإبقاء على بنود حالة الاقتصاد، كذلك، ذكر أنه ستتم مراجعة أوامر قضائية صدرت مؤخرا وأدت إلى عودة عشرات الموظفين المدنيين المرتبطين بنظام البشير.
أما عن وحدة "قوى الثورة" فقال أنه سمع أحاديث عن ذلك، وهو سعيد بها، معتبرا أن تلك الوحدة من شأنها أن تساعد على سرعة التوافق السياسي، مشددا على عدم وجوب أن تسيطر مجموعة واحدة على المشهد السياسي.
إلى ذلك، أوضح البرهان أن هذه الخطوات جاءت في سياق تنازلات قدمتها بعض الجماعات السياسية للتوصل إلى اتفاق.
يشار إلى أنه منذ مطلع الشهر الحالي، أفيد عن سعي عدد من الأحزاب السياسية في البلاد، لاسيما المتحالفة مع المكون العسكري، إلى دراسة اتفاق من أجل تشكيل حكومة جديدة.
دفعت زيارة وفد الكونغرس الاميركي الصين للإعلان عن إجراء تدريبات عسكرية حول تايوان، الجمعة، في خطوة أكدت بكين أنها تستهدف الإشارات الخاطئة التي ترسلها الولايات المتحدة. وذكر تلفزيون الصين المركزي الرسمي نقلا عن شي يي لو، المتحدث باسم قيادة مسرح العمليات الشرقي لجيش التحرير الشعبي، أن الجيش الصيني أرسل فرقاطات وقاذفات قنابل وطائرات مقاتلة لبحر الصين الشرقي والمنطقة المحيطة بتايوان.
ويعتقد مراقبون أن هذه الزيارة لأعضاء من الكونغرس الأميركي إلى تايوان، وما جرته من ردود فعل صينية، ليست بمعزل عن الاستقطابات والتجاذبات الدولية الحادة على وقع الحرب الأوكرانية، وأنها قد تندرج في سياق محاولات كبح الاصطفاف الصيني ولو "الموارب" مع روسيا في الأزمة الأوكرانية، وربما العكس عبر توريط بكين عسكريا في تايوان لاستنزافها اقتصاديا. فيما يرى آخرون أن مسألة تايوان أشبه بعش دبابير أثير بطريقة استفزازية ومقصودة، قد تدفع "التنين الصيني" لنفث نيرانه بما قد يشعل منطقة شرق وجنوب شرق آسيا بأكملها والتي تمتاز بحساسيتها وبتداخل الأجندات الإقليمية والدولية المتصارعة فيها وعليها.
على صعيد منفصل، قالت السلطات الصينية يوم السبت إن مدينة شنغهاي، أكبر مدن البلاد، ستبدأ قريبًا رفع الإغلاق في المناطق التي لم تسجل حالات إيجابية في غضون 14 يومًا، بعد جولة أخرى من اختبارات كوفيد-19 الجماعية.
وتأتي الجولة الجديدة من الاختبارات في الوقت الذي أعلنت فيه المدينة 23 ألف حالة، السبت، معظمها بدون أعراض. تم إغلاق مساحات شاسعة من شنغهاي، التي يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة، منذ 28 مارس، ما أدى إلى شكاوى من السكان بشأن نقص الغذاء والضروريات الأساسية. وقال نائب رئيس بلدية شنغهاي، تسونغ مينغ، في مؤتمر صحافي، إنه بموجب الإجراءات الجديدة، سيتم تصنيف المناطق في شنغهاي على أنها "احترازية"، و "خاضعة للسيطرة" أو "مغلقة"، اعتمادًا على نتائج الجولة الأخيرة من الاختبارات.
بشكل منفصل، أعلنت سلطات مدينة قوانغتشو أن المدينة الواقعة شمال غرب هونغ كونغ ستبدأ أيضًا اختبارا جماعيا لسكانها البالغ عددهم 18 مليون نسمة.
قال مسؤول في وزارة الطاقة التونسية، يوم الخميس، إن تونس سترفع أسعار الوقود محليا كل شهر هذا العام بنسبة لا تقل عن 3%، وهو ما يعني ارتفاعاً بـ 30% على الأقل بحلول نهاية 2022، وقد رفعت تونس سعر الوقود 5% الأربعاء، في ثالث زيادة من نوعها هذا العام، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط، وذلك بهدف الحد من عجز ميزانيتها. وخفض دعم المحروقات هو إصلاح رئيسي يطالب به المقرضون.
وقالت وزارة الطاقة التونسية اليوم، إن عجز ميزان الطاقة التجاري في البلاد قفز في أول شهرين من العام 62% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتسعى تونس، التي تواجه أسوأ أزمة مالية في تاريخها، للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي حول حزمة انعاش مالي، مقابل إصلاحات لا تحظى بشعبية من بينها خفض دعم المحروقات والمواد الغذائية وتجميد الأجور.
وفي سياق متصل، قال الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الأربعاء، إن أي حوار وطني بشأن تعديلات مقترحة للدستور يجب أن يكون بلا شروط مسبقة، وليس استناداً إلى نتائج المشاورات الإلكترونية مثلما أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد، كما رفض اتحاد الشغل مقترحات زيادة أسعار الوقود وهدد بإضراب عام.
ويوسّع موقف الاتحاد العام التونسي للشغل المعارضة لخطط الرئيس للمضي قدماً في إصلاحات أساسية، ويُعتقد على نطاق واسع بأن أي مقاطعة محتملة من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل للحوار المرتقب والمطروح من قبل الرئيس سعيّد ستقوض بشكل أكبر على الأرجح مصداقية المسار الذي سيسلكه.
على صعيد منفصل، فتحت النيابة العامة في تونس، الجمعة، تحقيقاً ضد كافة المشمولين بالتتبع في قضية التآمر على أمن الدولة المنسوبة إلى رئيس البرلمان المنحل ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من نوابه، وأوضح مكتب الاتصال بالمحكمة الابتدائية، في بيان، أنه تم فتح هذه التحقيقات في القضية المذكورة من أجل التأكد من تكوين والانخراط والمشاركة في وفاق بقصد الاعتداء على الأشخاص والأملاك والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وإثارة الفتنة.
كما سيشمل التحقيق النواب الذين شاركوا نهاية الشهر الفائت، في جلسة للبرلمان عبر الإنترنت رغم قرار تجميده منذ صيف العام الماضي، وصادقوا خلالها على قانون لإلغاء التدابير الاستثنائية والمراسيم الرئاسية للرئيس قيس سعيّد، وهو إجراء اعتبره الأخير محاولة للانقلاب على الدولة وتآمرا على أمنها ومؤسساتها، آمراً بمحاكمتهم.
في سياق متصل، أعرب الرئيس التونسي، الجمعة، عن إدانته واستنكاره لاعتزام عدد من نواب البرلمان المنحل تأسيس "برلمان المهجر" في فرنسا، وطالب النيابة العامة بالتحرك ضدهم، وشدّد، خلال لقائه بوزيرة العدل بقصر قرطاج، على ضرورة وضع حد لما وصفه بالتلاعب بالحقوق، قائلًا إن الدولة ليست لعبة.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) لقاء سيدة الجبل
11 نيسان 2022
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري حضورياً و إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جورج الكلاس، جوزف كرم، حُسن عبّود، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كبارة، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، فارس سعيد، فيروز جودية، فتحي اليافي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، نورما رزق، نبيل يزبك، وعطالله وهبة، وأصدر البيان التالي :
توقف "اللقاء" عند محاولة "حزب الله" تحويل نفسه مرجعيّة وطنية تصنع الرؤساء وتشكّل السلطة بكل تراتبيتها في معزل عن الدستور وخيارات المواطنين، ورأى أن الغاية من إستدعاء كل من جبران باسيل وسليمان فرنجية، مع حفظ الألقاب، إلى الضاحية الجنوبية هي إفهام أي مدّعي زعامة أن لا ملجأ ولا مرجع له سوى موقع المرشد الأعلى للدولة اللبنانية السيّد حسن نصرالله، بصفته الوالي المحلي للوليّ الفقيه في لبنان.
ورحّب " اللقاء" بعودة السفراء العرب واعتبرها بارقة أمل في عودة لبنان إلى عروبته وإزاحة كابوس الإحتلال عنه ليتمكّن من إعادة بناء الدولة وتحقيق الإصلاحات ومحاربة الفساد واستعادة السيادة الفعلية، على قاعدة أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وعربي الهوية والإنتماء.
وتوجّه "اللقاء" إلى الكنيسة اللبنانية ومن خلالها إلى الكنيسة الرسولية العالمية برسالة واضحة: "إن وطننا الحبيب لبنان واقعٌ تحت الإحتلال الإيراني ونطالب أصدقاء لبنان بالمساعدة في تحريره من هذا الإحتلال".
2*) أمل
11 نيسان 2022
عقد المكتب السياسي لحركه "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك، وبعد التداول، أصدر بيانا قال فيه: "من أجواء شهر رمضان المبارك في الصبر ودروسه في الجهاد، تشهد فلسطين على كامل مساحتها فصولا من البطولة والفداء حيث يأخذ شبابها اليوم على عاتقهم مهمة عجزت أمة عن تأديتها وهي مهمة قلع الإحتلال وحماية المقدسات والإحتفاظ بعروبة الأرض".
ورأى "إن سياق العمليات الفدائية يشير إلى عجز القوة الإسرائيلية وتهاوي منظومة الردع الصهيونية أمام عزم الفلسطينيين.
وفي هذا المجال، دعت حركة "أمل" الرأي العام الدولي والمؤسسات المعنية الى منع اسرائيل من استمرارها في استهداف المدنيين عبر عمليات انتقامية تتجلى بهدم البيوت والانتقام من أهالي الشهداء، وهي سياسات تعبر عن الفشل والعجز الصهيوني أمام بطولات الفلسطينيين التي توجه ضربة قاصمة إلى سياسات التطبيع باهتزاز أمن الكيان الصهيوني الذي يقف اليوم أمام الأسئلة الوجودية التي تتعلق بمجمل مصيره".
ونوه المكتب السياسي للحركة بـ"المراحل التي قطعتها الماكينات الإنتخابية للحركة ولحلفائها والاستعدادات لإنجاز الإستحقاق الإنتخابي الذي يبقى المعبر الوحيد للخروج من الواقع السياسي الراهن إلى واقع أفضل يعبر خلاله اللبنانيون عن حقهم في صوغ المشروع السياسي والنظام الديموقراطي لحياتهم الوطنية".
ورأى أن "الهمهمات التي تثار حول إجراء العملية الإنتخابية مردودة الى أصحابها، والى السلطة التنفيذية عبر الوزارات المختصة أن توفر المستلزمات لهذا الشأن".
وأيدت الحركة "الخطوات المزمع إجراؤها في الشان النقدي من قبيل الكابيتال كونترول والإتفاق مع الجهات المختصة، مع ضرورة تأكيد أن أي عملية تتعلق بالقطاع المصرفي يجب أن يكون على رأس أولوياتها حقوق المودعين وإلزام المصارف بدفع هذه الحقوق".
ورفضت "منطق التساهل في متابعة الشؤون الحياتية الخانقة للمواطنين تحت ذريعة الصوم أو الإنتخابات أو قصر ما تبقى للحكومة من عمر، إذ ان العناوين ما زالت إياها في قطاعات الطبابة والصيدلة والخبز والنقل والغلاء الفاحش لمجمل السلع، مع عجز واضح في ردع المتسببين الذين لا يراعون حرمة الصيام عند عموم اللبنانيين".
ودعت الحركة إلى "الافادة من مناخات الإنفراج في علاقات لبنان مع المحيط والعالم وخصوصا مع الدول العربية الشقيقة".
3*) حسن نصرالله
11 نيسان 2022
اشار الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمة له تناول فيها آخر التطورات السياسية ان "ما يجري في فلسطين المحتلة له دلالات كبيرة بشأن الصراع مع العدو ومستقبل الكيان الإسرائيلي، وإذا كنتم تراهنون على يأس واحباط الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون، واذا كنتم تظنون أن الخذلان الرسمي العربي سيؤدي إلى تراجع الشباب الفلسطيني فأنتم واهمون"، وقال في كلمة له عبر شاشة "المنار": "علينا أن نقف بكل إجلال واعتزاز أمام بطولات رجال وشباب ونساء وأطفال وشيوخ فلسطين، وأمام عائلات الشهداء الفلسطينيين "مة".
وأعلن انه ستكون كلمة له "في يوم القدس العالمي في آخر اسبوع من شهر رمضان"، ودعا "الى المشاركة الواسعة والكثيفة في جميع الفعاليات"، كما واعن "اقامة مهرجان شعبي بالمناسبة".
وتوقف عند مجزرة قانا التي ارتكبها العدو الاسرائيلي العام 1996، واستطاعة المقاومة ان تفرض شروطها عبر ما يعرف بتفاهم نيسان ، والذي حصل برعاية دولية واجبرت اسرائيل واميركا على قبوله"، منوها ب"الجهد المميز الذي قام به الرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا التفاهم أطلق يد المقاومة واجبر اسرائيل لاحقا الانسحاب في العام 2000".
وأستذكر منع اميركا يومها "استصدار قرار من الأمم المتحدة لادانة اسرائيل في تلك المجزرة".
ثم انتقل الى الحديث عن الانتخابات و التحضيرات لاجرائها، فأشار الى "نغمة جديدة بدأنا نسمعها منقولة عن أجواء السفارات وبعض القوى السياسية تقضي بأن فريقنا سيحافظ على الغالبية النيابية، وربما الثلثين كما ورد على لسان أحدهم"، مؤكدا أن "الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي، كما أن رؤيتنا حول اي تغيير يجب أن يحصل عليه تفاهم وطني ولا يحصل بالاستقواء بأغلبية أو بالشارع". ورأى أن "هذا الكلام إنما هو من باب شد العصب الانتخابي لدى الفريق الآخر".
ولفت الى "تشتت لوائح الفريق الآخر، ومنهم ما يعرف بالمجتمع الوطني"، متوقفا عند "الهمس القائل بتمديد المجلس الحالي ربما من باب تقوية الفريق الآخر".واتهم "السفارة الاميركية والفريق الآخر بمحاولة تعطيل العملية الانتخابية"، لافتا الى "اضراب القضاة والمعلمين والهيئات الديبلوماسية".
ووجه نداء الى الحكومة "لتستجيب لمطالب هؤلاء، ولكن ألا تجعلوا من مطالبكم سببا لوقف الاستحقاق الانتخابي، لا تجعلوا من مطالبكم المحقة رهينة وسببا لعدم اجراء الانتخابات".
وشدد على "ضرورة المشاركة بالعملية الانتخابية من مؤيدينا وبكل حماسة".كما واستذكر "الدور الذي لعبه المال في انتخابات العام 2009"، كاشفا عن "رقم مالي دقيق ابلغه عنه مسؤول سعودي ويقدر بمئات ملايين الدولارات، وهو ما أدى، أي هذا الانفاق الى تغيير نتائج الانتخابات"، ملمحا الى استيلاء سياسين على اجزاء كبيرة من تلك المبالغ في جيوبهم الخاصة".
وخلص الى القول مخاطبا فريقه بأن عليهم "دخول هذه المعركة الانتخابية بكل حماسة وعدة".
وأكد على العمل على إنجاح مرشحينا وحلفائنا، وأن حلفاءنا "ليسوا ضعفاء". وأضاف موجها كلامه إلى مؤيدي (حزب الله)، وحلفاءه بأن يتوجهوا إلى المشاركة في الدوائر التي ليس لنا فيها مرشحون".
وأعلن "أننا لسنا من جماعة فوق الطاولة وتحت الطاولة، وهذا أمر ليس واردا عندنا، لأن هذا كذب وغدر، ونحن نفي بوعودنا". ورأى أن "الزعل على صدق أفضل من الزعل على كذب وخيانة".
وأكد أن "تصويتنا للوائح لن يكون إلا بالتفاهم الكامل مع حلفائنا باللائحة نفسها".
ومن ثم انتقل الى ما يقال عن إلغاء الآخرين وقال: "نحن حريصون على ان يتمثل الجميع، ولا نريد إلغاء أحد"، معتبرا أن "القانون النسبي لا يلغي أحدا، عكس ما كان عليه قانون الأكثري".
وتابع: "سأقول لكم من هو الإلغائي، وهؤلاء قوى 14 آذار الذين ألغوا (التيار الوطني الحر)، وبعكس ما نحن عليه من مطالبة بحكومة وحدة وطنية... وبعد أحداث تشرين 2019 وفي كل الحكومات... كنا حريصين على المشاركة الوطنية. وأما الإلغائي فهو من كان يطالب في جلساته مع الأميركيين بالقضاء على المقاومة، ومن كان يجلس مع الأميركيين ويقدم إليهم نقاط الضعف عندنا لمتابعة الحرب علينا، والإلغائي هو من أكمل عشرين شهرا يمارس عمل الحكومة من دون وزراء (حزب الله) وأحد حلفائهم، وأعني حكومة فؤاد السنيورة. وكذلك الإلغائي هو من حاول جر البلد الى فتنة، وذاك الذي بشطبة قلم اعتبر أن الطائفة الشيعية جالية إيرانية، أو ذاك الذي يطالب بسحب سلاح المقاومة". وأكد مجددا أن "البلد لا يحكمه إلا تعاون الجميع".
ولاحظ أن "الخطاب الطاغي لدى اللوائح التي أعلنت لا برامج اقتصادية فيها، وإنما شعاراتي يركز على أوهام ومنها أنهم يريدون رفع هيمنة سلاح (حزب الله)، ونزع سلاح المقاومة، ومواجهة (حزب الله) وتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني، والدفاع عن الهوية العربية للبنان، فأعرب بسخرية من شعارات هؤلاء، واصفا حرص البعض على هوية لبنان العربية بأنه انجاز ويحتاج إلى نقاش".
ورأى أن "تركيز بعض اللوائح على هذه الشعارات إنما هو لأسباب خارجية وليس داخلية، وهدفه استرضاء اميركا والسعودية وكل من له مشكلة مع (حزب الله)، لاستدراج الدولار الطازج".
وسأل عن "البديل من نزع سلاح المقاومة لحماية البلد".
وتمنى أن "نطلع على برامج انتخابية في الأسابيع المقبلة للفريق الآخر، عكس ما أقدمنا عليه في كل الدورات السابقة وفي هذه الفترة"، داعيا الى "مناقشة برامجنا الانتخابية".
وانتقد "الذين ينتقدون شعار المقاومة: نحمي ونبني"، مؤكدا أننا "لم نطالب ولا في أي يوم، الدولة بحماية المقاومة، لا بل لولا المقاومة لم يكن هناك دولة. والمقاومة اليوم هي ضمن المعادلة الذهبية وشعارها: الجيش والشعب والمقاومة".
وأوضح: "نريد ألا تطعن الدولة بالمقاومة وهذا الأمر كاد أن يحصل العام 1993 لولا تدخل الرئيس حافظ الأسد، وكاد أن يحصل في العام 2006، وفي 5 أيار وقرار الحكومة في شأن سلاح السلكي في العام 2008".
وعن "اتهام (حزب الله) بتخريب علاقات الدولة مع الدول العربية قال: "حتى ما قبل حرب اليمن، كنا نلتقي ونستقبل مسؤولين عربا. ولكن حرب اليمن والعدوان على شعب اليمن أديا إلى تخريب العلاقات العربية –العربية".
وأعرب عن سعادته للهدنة في الحرب على اليمن متمنيا أن "تكون هدنة لوقف الحرب، وهذه أمنيتنا، ولكم نكن نطالب لا بتغيير النظام في السعودية ولا بسحق الجيش السعودي"، مشددا على أن "خطابنا لم يكن سوى المطالبة بوقف الحرب على اليمن".
ونصح للمسؤولين السعوديين أن "يحاوروا الحوثيين في اليمن، لأن الطريق الوحيد للحل السياسي هو في الحوار معهم لا مع أصدقائهم للضغط عليهم". وأعطى مثالا عن "اتهام (حزب الله) بتخريب العلاقات العربية، يتعلق بسوريا، فأشار إلى "الحديث الذي أدلى به وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، والذي قال فيه عن تشكيل لجنة عربية، والسعودية هي واحدة من مجموعات هذه اللجنة، الذين خططوا للتدخل في سوريا".
وطالب نصر الله العرب بـ "وقف الحصار عن سوريا ومعالجة نتائج الدمار الذي الحقوه بها".
وأنهى كلمته بالحديث عن "ذكرى استشهاد الإمام السيد محمد باقر الصدر، هذا النابغة، والعالمي"... مطالبا بالـ "حفاظ على تراثه".
4*) الكتائب
12 نيسان 2022
أشار المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، الى أن "حزب الله يبدو أنه أعطى كلمة السر لمهاجمة حزب الكتائب اللبنانية بعدما فشلت محاولات ترغيبه أو ترهيبه، وبناء عليه انطلقت الحملات المبرمجة آخرها أمس على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي لا يعرف إلى اليوم ماذا كان يفعل حزب الكتائب منذ ثلاثين أو أربعين عاما".
ولفت البيان الى أنه "إنعاشا لذاكرة السيد، يذكر المكتب السياسي بالمحطات التالية:
واجه حزب الكتائب كل محاولات وضع اليد على البلد وسيادته وقراره الحر منذ نشأته. في الجامعات وقف في وجه الاحتلال السوري الذي آزرتموه، وفي الساحات ناضل مطالبا بالحرية والسيادة والاستقلال الذي جيرتموه للمحتل تحت شعار "شكرا سوريا"، وتحدى الاغتيالات الجبانة التي حصدت خيرة شباب لبنان وفي مقدمهم بيار الجميل وانطوان غانم، فيما أنتم تخفون القتلة وتحمونهم.
صمد حزب الكتائب يوم اجتحتم شوارع العاصمة والجبل حماية للسلاح، كما لملم دمار لبنان يوم خضتم الحروب العشوائية تحت شعار "لو كنت أعلم"، وأشلاء أبناء بيروت فيما أنتم تمنعون مساءلة المسؤولين عن جريمة العصر وتحرمون أهالي الشهداء من حق المحاسبة.
أما من داخل المؤسسات فوقف حزب الكتائب في وجه حكوماتكم الفاشلة وصفقاتكم ومساوماتكم وفي وجه قانون الانتخاب الذي جاء مفصلا على قياس منظومتكم لتمسكوا بالبلد، والموازنات الوهمية والتوظيفات الانتخابية والضرائب التي وعدتم بمحاربتها ولم تصدقوا لندخل في الإفلاس الشامل، وصفقة البواخر التي صمتم عنها لندخل في الظلام، والمطامر التي تغاضيتم عن جريمة إنشائها لنغرق في النفايات. وقد قايضتم الإصلاح بالسلاح لأنه الهدف والغاية ورهنتم لبنان لأجندات خارجية. أمثلة قد تفيد في زمن المزايدات الانتخابية".
ولفت المكتب السياسي الكتائبي الى أنه "استكمالا لأمر مهاجمة الكتائب، أتى كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن مطالب حزب الكتائب اللبنانية بمقعد وزاري في حكومة التسوية المشؤومة ليكون ضمن سياق أوركسترا الممانعين".
وأكد أن "الإغراءات الجوفاء التي حملها موفدو حلفاء ذلك الوقت ذهابا وإيابا إلى الحزب سقطت على أعتاب الصيفي حيث لا متاجرة ولا مساومة، وأن فتح المعارك الجانبية لن يمحو حقيقة أنهم وشركاءهم سلموا البلد إلى حزب الله وعزلوه وسلبوه قراره الحر وهي ثوابت لم ولن يساوم عليها حزب الكتائب".
وذكر أنه "ليكتمل المشهد، وصل أمر العمليات إلى الممانعين في كسروان وجبيل، فأكمل كل من فريد الخازن وإميل نوفل الحملة على مرشح الكتائب هناك الدكتور سليم الصايغ، في بيانات ومنشورات أقل ما يقال فيها إنها رخيصة ولا تمت لتقاليد أهل الدائرة وأدبياتهم بصلة، بل تشبه لغة استقواء أسيادهم في حارة حريك".
5*) التكتل العوني
12 نيسان 2022
حذر تكتل "لبنان القوي" في بيان اثر اجتماعه الدوري إلكترونيا، برئاسة النائب جبران باسيل، من "آفة المال السياسي التي لوث بها بعض الأحزاب المسار الانتخابي، بما يشكل عملية تزوير موثقة للاستحقاق النيابي، لا يسكت عنها سوى الضالع فيها حتى العظم، لوحات اعلانية وبرامج تلفزيونية وإذاعية ومواقع إخبارية بملايين الدولارات. اضافة الى دفع المال منذ الآن للحصول على الأصوات، اما عبر Cash او للمستشفيات والمدارس والجامعات والحاجات الأخرى للمواطنين".
وأكد التكتل أنه "في صدد تقديم اقتراح قانون لضبط الانفاق الإنتخابي للحد قدر الإمكان من عملية التزوير الحاصلة"، حاضا "البعثات الديبلوماسية والهيئات الدولية المعنية بمراقبة العملية الإنتخابية على التحرك واتخاذ مواقف واضحة وجذرية، وإلا سيتحولون شهود زور على أكبر عملية سطو على إرادة اللبنانيين ومستقبلهم".
وشدد على "ضرورة إبعاد التأثيرات الخارجية عن العملية السياسية والانتخابية في لبنان، وعدم السماح للبعثات الدبلوماسية والسفراء بالتدخل في الأمور الداخلية والشؤون الانتخابية. اذ ان مشاهد جمع المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان على موائد السفارات وفي صالوناتها ومكاتبها تتكرر وتتزايد، وكأن بها تذكرنا بأيام عنجر".
كما أكد على "أهمية إقرار قانون الكابيتال كونترول بما يحمي المودعين ويؤمن المساواة في التعامل، لكنه في الوقت عينه لن يقبل بما يتيح تبرئة ذمة كل من ضلع في تهريب الأموال وتحويلها الى الخارج، وأسهم في عملية خنق اللبنانيين وتجفيف الاقتصاد من الدولار"، لافتا الى أنه ستكون له "ملاحظاته التي سيعرضها بإيجابية في جلسة اللجان النيابية المشتركة من اجل اقرار القانون ولكن بعد تصحيح كل الشوائب الجسيمة فيه".
6*) رسالة الفصح
16 نيسان 2022
إنّها مأساة رشوة الضمائر بالمال الفاسد، ومأساة الكذب الذي يحاول طمس الحقيقة، ولكن إلى حين. مأساة مزدوجة تتكرّر كلّ يوم، ولا سيما من جهة المقتدرين والنافذين ومستغلّي السلطة. هذا فضلًا عن رشوة الوظيفة والسلطة والنفوذ.
إنّ عظماء الكهنة والشيوخ أنفسهم سبق وارتشوا يهوذا الإسخريوطيّ بثلاثين من الفضّة ليسلمهم يسوع (متى 26: 15). ولكن عندما رأى هول جريمته "رمى الفضّة في الهيكل وإنصرف ومضى فشنق نفسه" (متى 27: 5) هذه هي نتيجة شراء الضمائر بالبخيس من المال. فالضمير الذي هو صوت الله في أعماق الإنسان، لا يُباع ولا يُشرى، لكونه من القدسيّات. والتجارة به إنتهاكٌ لها.
إنّ مبرّر وجودنا كمسيحييّن هو الشهادة لحقيقة يسوع المسيح ولمحبّته، الشهادة للحقيقة في المحبّة. بما أنّ الله محبّة فهو الحقيقة. فأتى المسيح الإله يعلّم الحقيقة ويعيش فيها المحبّة العظمى حتى النهاية بسرّه الفصحيّ "مات لفدائنا من خطايانا، وقام لتقديسنا بالحياة الجديدة" (راجع روم 4: 25).
الكنيسة المؤتمنة على هذه الشهادة هي "عمود الحقّ وأساسه" (1 طيم 3: 15)، ومعلّمة الحقيقة (الكرامة البشريّة، 14). وبهذه الصفة هي خادمة الحقيقة في المحبّة (البابا بندكتوس السادس عشر، رسالته العامة: "المحبّة في الحقيقة"). وعلى هذا الأساس تواصل البطريركيّة رسالتها بشخص بطاركتها في كلّ عهد وجيل. فالحقيقة تحرّر، والمحبّة توحّد وتجمع. ولهذه الغاية تتحرّر البطريركيّة باسم الكنيسة من كلّ مصلحة دنيويّة ولون سياسيّ.
عندما رأى القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني أنّ هويّة لبنان مهدّدة، وجّه رسالة رسوليّة إلى جميع أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم بتاريخ 7 أيلول 1989، دعاهم فيها للتحرّك من أجل حماية لبنان، مخصّصين يومًا في أبرشيّاتهم للكلام عن حقيقة لبنان، وللصلاة من أجل خلاص لبنان، واقترح عليهم الثاني والعشرين من تشرين الثاني من تلك السنة، وهو عيد الإستقلال. وقد ضمّن تلك الرسالة الشهيرة رؤيته عن حقيقة لبنان.
يجب أن نضعَ حدًّا للأمرِ الواقعَ الذي يتألّم منه الشعبُ اللبنانيُّ، ويُهمِّشُ الدولةَ الشرعيّةَ، ويُبعثِرُ وِحدَتَها بين دويلاتٍ أمنيّةٍ ودويلاتٍ قضائيّةٍ ودويلاتٍ حزبيّةٍ ودويلاتٍ مذهبيّةٍ ودويلاتٍ غريبة. فبِقدْرِ ما يَتحرّكُ الشعبُ ويواجِه جِدّيًا هذا الأمرَ الواقعِ الكارثيّ، يَتشَّجعُ المجتمعُ العربيُّ والدُوليُّ لمساعدتِه وتوفيرِ إمكاناتِ التغييرِ ووسائلِ الإنقاذ. وبقدْرِ ما رَحّبنا بعودةِ أصدقائنا العرب إلى لبنان، نتمنّى أن يعودَ اللبنانيّون أنفسهم إلى لبنان ويَتخلّوا عن ولاءاتِـهم الخارجيّةِ وعن انتماءاتِـهم إلى مشاريعِ غريبةٍ عن تاريخنا وتراثِنا.
قبل أن يكونَ لبنانُ كيانًا دستوريًّا وحدودًا دوليّةً ونظامًا ديمقراطيًّا، هو هُويّةُ شعبٍ تميّز عبر العصورِ بالتوقِ إلى الأمن والحريّة، وبالسعي إلى العلمِ والمعرفة، وبالتزامِ التقدّمِ والسلام، وبالتعايشِ مع الآخَر والمحيط، وباعتناقِ ثقافةِ الحياةِ والصمود، وبنسجِ جدليّةٍ روحانيّةٍ بين الأرضِ والإنسان، وبعُشقِ التفاعلِ مع الشرقِ والغرب. هذه كانت هوّيتنا الخاّصةُ الملازمة لوجودِنا من دونِ انقطاعٍ سواء في أزمنةِ التحرّرِ والاحتلالِ أم في أزمنةِ الحربِ والسلام، وشكلّت مرجِعيّةَ العملِ الوطنيّ. أمّا الهُويّات الهجينة التي تَسلّلت إلى هُويّتِنا اللبنانيّةِ المتجدِّدةِ عبر التاريخ، فيجب إزالتها عنها وكأنّها ملصَقات، وجعل هذه الهويّة معيارَ اختيارِ النوابِ والوزراء والرؤساء وسائرِ المسؤولين عن الوطن.
إنَّ نتائجَ الانتخاباتِ النيابيّةِ تتوقّفُ على المشاركةِ فيها. فلا يوجد خاسرٌ سلفًا ولا رابحٌ سلفًا. لبنان يحتاج اليوم وكل يوم إلى أكثرية نيابية وطنية، سيادية، استقلاليّة، مناضلة، مؤمنة بخصوصية هذا الوطن والدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية وبالجيش اللبناني مرجعية وحيدة للسلاح والأمن، وبوحدة القرار السياسي والعسكري.
أمّا الخطورةُ الكبرى فهي تضليل الشعب اللبنانيُّ فيَنتخب أكثريّةً نيابيّةً لا تُشبهه ولا تلتقي مع طموحاتِه، ولا تقدرُ أن تحلَّ أزماته فتزيدُ من عُزلته ومن انهيارِه. ستكونُ لا سمح الله حالةٌ غريبةٌ أن تأتيَ الغالبيّةُ النيابيّةُ خِلافَ الغالبيّةِ الشعبيّةِ بسبب سوءِ اختيارِ الشعب؛ فيُضطرُّ لاحقًا إلى معارضةِ نواب انتخَبهم في غفلةٍ من الوعي الوطنيّ. يَجُدر بالشعبِ اللبنانيِّ، وهو يختار نوابَّه، أنْ يُدرك أنّه يختارُ أيضًا رئيسَ الجمهوريّةِ المقبل، بل الجمهوريّةَ المقبلة. ومّما لا شكّ فيه أنَّ مصير لبنان يتعلق على نوعيّةِ الأكثريّةِ النيابيّة في المجلسِ الجديد.
7*) عظة الأحد
17 نيسان 2022
بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "من تراه يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟". قال فيها: "فخامة الرئيس، إنه لمن دواعي السرور أنكم، جريا على العادة، تحتفلون معنا في هذا الكرسي البطريركي بعيد فصح الرب الذي هو فصحنا، فالمسيح الإله مات ليفتدي خطايا كل إنسان يولد لامرأة، وقام ليبث الحياة الجديدة في كل مؤمن ومؤمنة. هذا العبور الفصحي بالموت والقيامة، أصبح فصحنا، بحيث أننا نموت عن الخطيئة وروح الشر، ونقوم إلى حالة النعمة؛ نموت عن حالة الأنانية، ونقوم إلى حال العطاء؛ نموت عن السعي إلى المصلحة الذاتية، ونقوم للإلتزام بالصالح العام. نرفع معكم ومع كل هذه الجماعة المصلية هذه الليتورجيا الإلهية ذبيحة شكر لله على الست سنوات التي تختتمون بها عهدكم على رأس الجمهورية اللبنانية. وقد اختبرتم أن يد الله الخفية تقود سفينة الوطن، ولا سيما عندما كانت تعصف رياح شديدة وأمواج عاتية، وتهددها بالغرق. فكانت النعمة من عل تعضد ثباتكم وصمودكم."
أضاف: "إن تساؤل النسوة: "من تراه يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟" ( مر 16: 3)، "وكان الحجر كبيرا" (متى 26: 60)، هو سؤال يطرحه شعبنا للخروج من الأزمة التي يعيشها، وهي خانقة على المستوى الإقتصادي والمالي والمعيشي. من حق اللبنانيين أن ينتقلوا إلى عهد القيامة، وقد طالت جلجلتهم القسرية، وطالت الهيمنة على واقعهم ومصيرهم، وتمادت عملية تشويه صورة لبنان البهية. إن المؤمنين بلبنان يعيشون روحيا قيامة المسيح، لكنهم لا يشعرون بقيامتهم الوطنية وباستعادة العافية والزمن الجميل. عيونهم شاخصة إلى المسيح القائم من القبر، ولكن قلوبهم تعتصر حزنا إذ يلمسون عجز السلطة عن معالجة أوجاعهم وجروحاتهم ومآسيهم. فاللبنانيون بأكثريتهم يرزحون تحت عبء الفقر والعوز وفقدان الطبابة والدواء والضمانات الاجتماعية وفرص العمل وترنح الدولة وتعثر الوحدة وتفاقم الانهيار. في زمن الانتقال من الجلجلة إلى زمن دحرجة الحجر، نرى بكل أسف غالبية العاملين في الحقل السياسي والمسؤولين عن الوطن والشعب يتصرفون لا لإزاحة الحجر عن صدر اللبنانيين بل لتثبيته".
وتابع: "كما المسيح، وهو الرب إلهنا، افتدى بالصلب البشرية من الخطيئة ووضعها على الطريق السليم، هكذا يتطلع شعب لبنان المصلوب إلى الدولة لكي تفتديه بالحوكمة الرشيدة وحسن الأداء وصحة الخيارات الوطنية والإصلاحات المنتجة. ينتظر اللبنانيون قيامتهم من الدولة وفي الدولة، ويتوقعون من المسؤولين والمتعاطين في الشأن السياسي أن يضعوا وطنهم على سكة الخلاص بعد هذه العذابات التي لم يشهدوا مثلها من قبل، حتى في زمن الحروب والقصف والدمار. لا يريد اللبنانيون الحقيقيون عن الدولة بديلا، ولا يريدون لها شريكا. إنهم يتوقون إلى اللحظة التي ترفع الأيادي عن لبنان وتنحسر الهيمنة، ويسقط التسلط، ويتوقف تسييس القضاء والإدارة وتعطيلهما من النافذين، وتنتهي الازدواجية، وتعلو المصلحة الوطنية على كل المصالح الخاصة والانتخابية... فلا يبقى سوى جمهورية واحدة وشرعية واحدة وسلاح واحد وقرار واحد وهوية لبنانية جامعة".
وقال: "فخامة الرئيس، نسر معكم ببروز تباشير توحي بقرب دحرجة الحجر عن الوطن والشعب: فواعدة زيارة قداسة البابا فرنسيس للبنان في حزيران المقبل، وهي بمثابة جسر بين عهدكم وعهد من سيكون خلفكم. وسررنا بزيارتكم لحاضرة الفاتيكان في آذار الماضي ولما تبادلتم مع قداسته ومعاونيه من هموم وتطلعات بشأن لبنان وشعبه. والارتياح يعم جميع اللبنانيين لتأكيد حصول الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، وكان تصميمكم بشأنها ثابتا على الرغم من محاولات الإطاحة بها من هنا وهناك. وهذا التصميم إياه تعملون به من أجل تأمين انتخاب خلفكم على رأس الجمهورية في موعده الدستوري. الكل يقدر مساعيكم الهادفة إلى إقرار الموازنة العامة والاتفاق على خطة التعافي، وإلى إقرار الإصلاحات كممر ضروري للنهوض بالبلاد، وإلى صوغ العقد مع صندوق النقد الدولي بعد إجراء التعديلات الضرورية عليه ليتوافق مع الواقع اللبناني، بحيث تأخذ توصياته في الاعتبار حق المودعين بأموالهم، وحماية السرية المصرفية، وخصوصية المجتمع اللبناني ونظام إقتصاده الليبرالي، الذي شكل سر نمو لبنان وازدهاره؛ كما تأخذ في الاعتبار حماية حرية اللبنانيين، وتجنب التأثير على الاستثمارات وتمويل التصدير والاستيراد وتبادل التحويلات بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. فلا يجوز، تحت عنوان إنقاذ لبنان، أن يتم تغيير هوية نظامه الوطني الاقتصادي التي لا تخضع لأي تسوية دستورية أو مساومة سياسية. إننا على ثقة بأنكم، من موقعكم كرئيس للجمهورية وحامي الدستور، ورمز البلاد، ستسهرون على كل ذلك بالتعاون مع الحكومة والمجلس النيابي".
أضاف: "في كل حال، لكي تأخذ الإصلاحات كامل مداها إنما تحتاج إلى أن يرافقها بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتوحيد السلاح والقرار، عملا بقرارات مجلس الأمن، واعتماد الخيارات الاستراتيجية التي تعزز علاقات لبنان مع محيطه العربي والعالم الديمقراطي. وفيما تعود الدول الخليجية تدريجا إلى لبنان لتساهم في حركة استنهاضه، من الواجب احترام سيادة الدول وحسن العلاقات معها، وتوقف الحملات على هذه الدول الشقيقة، خاصة وأنها حملات لا علاقة لها بمصلحة لبنان، بل بمصالح دول أجنبية".
وختم الراعي: "فخامة الرئيس، يسعدني باسم إخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركية وسيادة السفير البابوي وهذا الجمهور من وزراء ونواب ومسؤولين ومؤمنين، أن أقدم لكم أطيب التهاني بالعيد مع التمنيات القلبية بأن يفيض الله عليكم نعمه وبركاته، لكي تصلوا بالبلاد إلى شاطىء الأمان، بنعمة المسيح القائم من الموت. المسيح قام! حقا قام!"