رقم 113/2022
تقرير دولي 27 حزيران- 3 تموز /2022
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
يتصرّف حزب الله الايراني في لبنان كلآمر الناهي، ويُصدر البيانات التي تؤكد مسؤوليته إرسال الطائرات المسيّرة إلى المياه الإقليمية الاسرائيلية، مؤكداً أن المسيّرات أتمّت مهمّتها وأن "الرسالة" وصلت، ومعرّضاً مجدداً لبنان واللبنانيين لمغامراتٍ غير محسوبة! فيما يُطلق نوابه وقيادييه مناشداتهم بالإسراع في تشكيل الحكومة، فالحزب الايراني يقف خلف الدولة اللبنانية حيث يرى مصلحته، ولا يعيرها أيّ اهتمام حين تعلو مصلحة راعيه الايراني على المصلحة اللبنانية!
هذا بالطبع أمر غريب، لكن الأغرب من هذا هو موقف السلطة اللبنانية من هذا الحزب! فقد صرّح وزير الخارجية اللبنانية بأن إرسال الحزب للمسيّرات "الخالية من السلاح" أتى ردّاً على قصف الاسرائيليين لمواقع الحزب في سوريا! وهذا في وقت يؤكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال أمام وزراء الخارجية العرب ان لبنان ملتزم بتنفيذ القرارات العربية والدولية ويعمل على بسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني! وفي وقت انتقد وزير الخارجية اليمني السلطة اللبنانية التي أعلنت أن لبنان اعتمد سياسة النأي بالنفس، لكن في الوقت ذاته هناك تدخلاً مباشرا من قبل هذا الحزبً، ليس فقط بالأقوال والخطابات - وهي كثيرة - لكن بالفعل من خلال إرسال مقاتلين والتدريب ونقل التكنولوجيا ومن خلال تواجد قنوات الحوثيين بالضاحية الجنوبية لبيروت التي تستمرّ ببثّ التفرقة والتحريض!
أما في ملف تشكيل الحكومة، يبدو أن الأمور ما زالت في المربّع الأول بالرغم من تقديم الرئيس المكلّف التشكيلة التي رآها مناسبة للمرحلة القادمة. فتصرّف رئيس الجمهورية وفريقه السياسي لا يدلّ على ان الأمور تسير بشكلٍ إيجابي، فهو وفريقه يسعيان لتعويم العهد في نهايته ويفرضان على الميقاتي حقائب وزارية، كما جرت العادة، من أجل الحفاظ على "الانجازات" والبقاء في سدة القرار في هذه الوزارات مستقبلاً، وهو الأمر الذي يرفضه الرئيس المكلّف، ولو في الظاهر، تحت عناوين معالجة الأزمات وتحقيق الاصلاحات المطلوبة داخلياً وخارجياً!
لكن في المحصّلة، أكّدت الأحداث هذا الأسبوع وبشكلٍ يقين، أن الدولة اللبنانية هي بالفعل تحت الاحتلال الايراني، ولم يساعد حضور الوفود العربية التي وصلت بيروت للتحضير للقمة العربية في الجزائر في تحسين هذه الصورة. لقد أكّد حدث مسيرات حزب الله الايراني أن لا قرار للسلطة اللبنانية على أرضها، وإنما القرار يعود لايران التي بعد فشل المحادثات الأخيرة في الدوحة تسعى إلى تحسين أوراق مفاوضاتها النووية قبل لقاءٍ جديد مع المجتمع الدولي، وهي التي تحرك حزبها في لبنان لتدعيم موقعها على حساب مصلحة الدولة اللبنانية وشعبها.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
استقبل رئيس الجمهورية هذا الاسبوع، السفيرة الاميركية دوروثي شيا في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وعرض معها للعلاقات اللبنانية-الأميركية وسبل تطويرها في المجالات كافة، وتم التطرق الى موضوع المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومهمة الوسيط الأميركي السفير آموس هوكشتاين، حيث اطلعت شيا رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات التي اجراها الوسيط الأميركي مع الجانب الإسرائيلي في مسألة ترسيم الحدود، والتقدم الذي تحقق في هذا المجال، وستتواصل الاتصالات اللبنانية-الأميركية، والأميركية-الإسرائيلية، لمتابعة البحث في هذا الملف.
في ملف تشكيل الحكومة، قدّم الرئيس المكلف بداية الاسبوع تشكيلة إلى رئيس الجمهورية، وفي نفس اليوم مساءً تم تسريب التشكيلة وتناقلها المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار، اعتبر المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة المكلف، فارس الجميل، أن ما حصل من تسريب للتشكيلة الحكومية الجديدة معيب، فهذه التشكيلة كان يفترض أن تبقى سرية بين الرئيسين، ونقول لمن سربها اذا كان المقصود بالتسريب تعطيل عملية تشكيل الحكومة فالرسالة وصلت. وعن استعجال ميقاتي بتقديم تشكيلته، قال أن الرئيس المكلف لم يستعجل، وهو أجرى الاستشارات النيابية غير الملزمة واستشف الآراء السياسية، لذلك بادر إلى تقديم تشكيلته، وفي المنطق فان الرئيس عون يجب أن يكون أكثر المستعجلين لتشكيل حكومة جديدة تواكب الأشهر الأخيرة من عهده.
في مواقف حزب الله الايراني هذا الاسبوع، أكد رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين أن لبنان بأمس الحاجة إلى حكومة جديدة، ونحن نؤمن ونعمل على أن تتشكل هذه الحكومة، وبالتالي يجب أن يكون التفكير قبل أي شيء بإجراءات عملية، وأن لا نضيّع الوقت بالخلافات والشعارات التي كانت وستبقى كبيرة وكثيرة، وعليه، فإن كل من هو معني ببلدنا بشأن حكومي أو وزاري أو معيشي أو اقتصادي، يجب أن يفكّر بخيارات وإجراءات حقيقية، فضلاً عن المسارعة إلى إجراءات فعلية وواقعية تريح الناس قليلاً، وتعطيهم أملاً على مستوى كل المعالجات، ورأى أن العالم اليوم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص اتية على متغيرات كبيرة وكثيرة، وهنا تكمُن وظيفة اللبنانيين، بأن يفتّشوا قبل أي شيء عن موقع بلدهم في ظل هذه المتغيرات، فحينما نقرأ التاريخ، نعرف أنه حينما كانت تحصل حروباً عالمية ومتغيّرات كبيرة في منطقتنا وعالمنا، كان يخطط للضعيف بحسب موقعه ودوره الضعيف، وأما القوي، فكان شريكاً إمّا في التخطيط أو أساسياً في تحديد موقعه ودوره!! وأشار إلى أنه في لبنان اليوم هناك نقاش سياسي كبير، ولكن من ضمن هذا النقاش الذي يجب أن يأخذ حيّزاً مهماً، هو مستقبل لبنان على المستوى السياسي والاقتصادي وعلى مستوى المنطقة وخيراتها، لا سيما وأن هناك نفطا وغازا وصراعات كبيرة في العالم تنعكس على بلدنا، وهناك بعض من يتحدث عن تحالفات جديدة بغض النظر عن أهدافها السيئة، ولكن هذه التغيّرات سوف تحمل معها الكثير من الوقائع الجديدة. وقال أنهم كأبناء المقاومة نتيجة تجربتهم ومعرفتخم وخبرتهم بأعدائهم وتحديداً بالعدو الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي، على ثقة كاملة وتامة، أنهم قادرون أن يحددوا مستقبلاً مهماً لبلدهم على الرغم من كل ما يعانيه، ولكن يجب أن يكونوا أقوياء وحاضرين في المعادلة، وأما إذا أرادو أن ينتظروا بماذا سوف يتصدّق به "هوكشتاين" والأميركي على لبنان، فعندها لن يأخذوا النفط والغاز، ولن يكون لبنان جنة اقتصادية في المستقبل!!
من جانبه، رأى نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن المجلس النيابي الجديد هو نتيجة لخيارات الشعب، ونحن معه أمام مرحلة جديدة تأسيسية للبنان، وكل المجلس النيابي يتحمل مسؤولية معالجة الأزمات التي تراكمت، ونحن في مرحلة يجب أن يثبت فيها كل طرف سياسي له نواب في داخل المجلس، مدى إمكانية تقديمه الخطوات العملية من أجل الانتقال من حالة الأزمات إلى بداية المعالجات المختلفة، ومن هنا يُعتبر تشكيل الحكومة أمر أساسي وجوهري، لأنه بدون حكومة لا يمكن أن يتغير شي في هذا الواقع، بل يمكن أن تتدهور الأمور أكثر فأكثر! وقال أنه بحسب آراء الكتل النيابية، هناك انقسام في البلد، ومجموعة من الكتل أعرضت عن المشاركة في الحكومة وعن أي عمل يؤدي إلى إنتاج حكومة، وأطلقت على نفسها تسمية المعارضة! وسأل، إذا بدأتم بعنوان المعارضة لأمر مجهول، لحكومة مجهولة لم تتكون بعد، فذلك يعني في الحقيقة أنتم لا تريدون تسهيل ولادة الحكومة والقيام بإنجازات في خلال هذه المرحلة، وهذا منسجم تماماً مع الرأي والموقف الأميركي الذي يعمل على إبطال أي إنجاز في خلال هذه الفترة بإنتظار إنتهاء ولاية العهد الحالي على قاعدة أنهم لا يريدون التعامل مع العهد الحالي، ولكن المشكلة أن الناس هم الذين يتحملون هذه الخسائر الكبرى، بينما فريق آخر ونحن منه كحزب الله، يريد تشكيل الحكومة، وينصح بأن ندوّر الزوايا قدر الإمكان، لأن أي حكومة تنشأ أفضل من عدمها، ولأن بعض الإنجازات التي يمكن أن تقدمها في خلال هذه الفترة من الزمن، يمكن أن تكون مقدمة للخروج من المأزق!!
أما المفتي الشيخ أحمد قبلان فقال في بيان أن هناك لعبة خطيرة جدا تطال جذور البلد وطبيعته الديموغرافية وسط هجرة كبيرة جدا، فيما الطبقة السياسية تتباهى بكرسي هنا وكرسي هناك ومن تحتها مركب لبنان يغرق، ووفقاً لحسابات الربح والخسارة يجب على القوى السياسية أن تفهم أنّ الناس تصارع من أجل البقاء وتهاجر عبر مراكب الموت وسط إصرار أميركي على اللعب بملفّ النزوح وغيره لغايات أمنية وديموغرافية، والمطلوب إعلان النفير العام لإنقاذ البلد عبر حماية الأسواق واليد العاملة والتعليم والصحة وإنعاش الاقتصاد بخاصة أنّ الهجرة تبتلع خيرة شباب لبنان وعلى وشك ابتلاع لبنان كلّه! وأضاف متوجهاً للمسؤولين اللبنانيين، دققوا جيداً في عمل مفوضية اللاجئين في لبنان واتهموها لأنّ من يريد إنقاذ لبنان لا يتركه للغرق؛ وللطبقة السياسية، يجب الانتباه جيداً إلى البيئة الإقليمية الجديدة لأن هناك مشروعاً عدوانياً جديداً من باب عسكرة المنطقة وصهينتها لقلب الموازين ولبنان في عين العاصفة، ما يفرض حماية مصالحه الاقتصادية والأمنية بخاصة غاز قانا، وخَشِي أن تخرج مقرّرات القمة العربية في الجزائر ببيان أشبه بالصراخ بين المقابر وسط منطقة تعيد تجميع نفسها بخلفية ناتو عسكري أمني هدفه إغراق المنطقة بالصهيونية الأوسطية الجديدة!!
في سياق متصل، ركّز الاجتماع التاسع لـ"مجموعة تنسيق إنفاذ القانون(LECG)" والذي عقد يومي الأربعاء والخميس على مكافحة الأنشطة الإرهابية لميليشيا حزب الله اللبنانية. وضم الاجتماع ممثلين عن 30 حكومة من الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأميركا الوسطى وأوروبا وإفريقيا والهند والمحيط الهادئ وأميركا الشمالية، إلى جانب منظمة يوروبول، كما شارك في هذا الاجتماع أيضاً مسؤولون من وزارات الخارجية والعدل والخزانة الأميركية، وكذلك من مكتب التحقيقات الفيدرالي وإدارة مكافحة المخدرات الأميركية. وركّز الاجتماع على مكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله، بحسب بيان صدر اليوم الجمعة عن وزارة الخارجية الأميركية. وناقش المشاركون التخطيط الإرهابي العالمي المستمر لحزب الله، وشراء الأسلحة، والمخططات المالية للميليشيا، وحددوا كيف يمكن لحزب الله أن يتكيف في المستقبل للتهرب من تطبيق القانون، كما ناقشوا كيفية استخدام تطبيق القانون أو الأدوات المالية لتعطيل أنشطة حزب الله الإرهابية والإجرامية والشبكات المرتبطة بها.
وفي سياق متصل وتطور غير مسبوق للأحداث، وبعد وقت قصير على الإعلان الإسرائيلي عن اعتراض 3 مسيّرات فوق منصّة الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط، تبّنى حزب الله الايراني في لبنان إطلاق المسيّرات، في بيان رسميّ قال انه بعد ظهرِ يوم السبت، قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي باطلاق ثلاث مسيرات غير مسلّحة، ومن أحجام مختلفة، باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش، للقيام بمهام استطلاعية، وأكد أنّ المهمة المطلوبة أنجزت وكذلك الرسالة وصلت!
محطات سياسية واقتصادية:
على الرغم من مرور سنوات على إعلان النصر وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن القنبلة الموقوتة التي خلّفها في مخيم الهول السوري لا تزال تشكل قلقاً أممياً. فقد أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 100 شخص، بينهم الكثير من النساء، قُتلوا في مخيم الهول الواقع شمال شرقي سوريا بغضون 18 شهراً، وطلبت من الدول إعادة مواطنيها.
فقد أكد منسق الأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، أن المخيم الخاضع للسيطرة الكردية، يعاني انعدام أمن متزايداً ويحكم على الأطفال المحتجزين فيه بحياة بلا مستقبل، كما أوضح، وهو الذي زار مخيم الهول مرات، أن 94% من المحتجزين هم من النساء والأطفال، كذلك شدد على أنه مكان قاس جدا وغير آمن بشكل متزايد، حيث حصلت فيه 106 جرائم قتل، منذ يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، مؤكداً أن أكثر الضحايا كانوا نساء، وقال إن هناك حوالي 27 ألف محتجز عراقي، و18 ألفًا إلى 19 ألف سوري، ونحو 12 ألف مواطن من جنسيات أخرى. وفي حين أعاد العراق بعض مواطنيه، فإن الكثير من الدول الأخرى التي عليها أن تقبل بعودة رعاياها ترفض القيام بذلك واعتبر رضا أن الحل الوحيد هو إفراغ المخيم.
يشار إلى أن مخيّم الهول كان يفترض أن يكون مركز احتجاز مؤقتًا قبل المحاكمة، لكن ما زال هناك نحو 56 ألف شخص محتجزين هناك، معظمهم من السوريين والعراقيين، جزء منهم على صلة بتنظيم داعش الذي سيطر على مناطق كاملة من العراق وسوريا، العام 2014، أما البقية فهم مواطنون من دول أخرى، بينهم أطفال وأقارب آخرون لمقاتلين في داعش.
في سياق متصل، و على الرغم من استهدافه في شهر أيلول/سبتمبر من عام 2021 الماضي، إلا أن تلك العملية فشلت ولم يتمّ حينها التخلص من "أبو حمزة اليمني" القيادي البارز في تنظيم "حرّاس الدين" الذي يتمركّز في ريف محافظة إدلب السورية، والذي أعلنت الولايات المتّحدة الأميركية عن مقتله مساء الاثنين بغارةٍ جوية في إدلب، فمن هو "أبو حمزة اليمني"؟
غادر أبو "حمزة اليمني" صفوف هيئة تحرير الشام التي يقودها أبو محمد الجولاني في أواخر 2016، بعد نفصالها عن تنظيم "القاعدة"، وأسس في مطلع فبراير 2018 مع منشقين آخرين عن "الهيئة" ما يُعرف بتنظيم "حرّاس الدين"، وبقي ملاحقاً من قبلها حتى مقتله. ومع قلّة المعلومات الشخصية عنه، إلا أن خبراء في شؤون الإرهاب والجماعات المتطرّفة يجمعون على أنه ينحدر من أصولٍ يمنية، وما يؤكد ذلك إضافة لكنيته، هو رفضه فك ارتباط "جبهة النصرة" قبل أن تغير اسمها إلى "هيئة تحرير الشام" عن "القاعدة" الذي يُعرف بنشاطه الواسع في اليمن.
ورأى فهيم طاشتكين، المحلل السياسي والخبير في شؤون الجماعات المتطرّفة أن العملية الأميركية الأخيرة لن تنهي تنظيم "حرّاس الدين"، لكنها ستضعفه أكثر، وستجعله عرضة أكثر لضغوط هيئة تحرير الشام التي يتعرض لها أصلا منذ فترة وقد أدت لإضعافه أكثر، لكنه اعتبر أن الولايات المتّحدة قد تعمل على تسهيل مهمة هيئة تحرير الشام من خلال تلك العمليات، لأن الهيئة عززت قوتها لفترة من خلال القضاء على التنظيمات المتوافقة مع تنظيم القاعدة، في محاولةٍ منها لإخبار العالم أن هدفها هو الإطاحة بنظام بشار الأسد فقط، وأنها ليست معادية لأي شخص خارج سوريا.
على صعيد الأزمة الانسانية، ووسط تحذيرات من أن انعدام الأمن الغذائي قد وصل إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 90%من السوريين يعيشون حاليا في فقر. فقد أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن نحو 14.6 مليون سوري يحتاجون للمساعدة بزيادة قدرها 1.2 مليون شخص عن عام 2021 وهو أعلى مستوى منذ بدء الأزمة السورية، وأضاف أن الأمم المتحدة قدمت خلال العام الماضي مساعدات إغاثية عبر الخطوط والحدود لنحو 4.5 ملايين شخص محتاج في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وحوالي 2.4 مليون شخص آخر في شمال غربي سوريا. كما لفت إلى أن الأمم المتحدة تلقت أقل بقليل من ربع مبلغ 4.4 مليارات دولار اللازم لاستمرار العمليات الإنسانية هذا العام، وقال دوجاريك إنه بحال تم إغلاق معبر باب الهوى، فسوف تزداد معاناة الملايين من الرجال والنساء والأطفال في سوريا.
على الصعيد الأمني-العسكري، أدت غارة جوية إسرائيلية على الساحل الغربي لسوريا، صباح السبت، إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح، حسب ما أفادت وزارة الدفاع السورية في بيان، ونقل البيان عن مصدر عسكري أن إسرائيل نفذت عدوانا جويا بعدة صواريخ من فوق البحر المتوسط غرب طرابلس مستهدفا عدة مداجن في محيط بلدة الحميدية جنوب طرطوس، مضيفا أن ذلك أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح أحدهما امرأة ووقوع بعض الخسائر المادية. من جهته، أشار المرصد السوري إلى أنّ القصف الإسرائيلي على طرطوس استهدف مواقع لتخزين الأسلحة تابع لـحزب الله كان سيتم نقلها إلى لبنان.
من جانبها، أفادت القناة "12" العبرية أن الغارة الجوية التي ضربت سوريا السبت، استهدفت محاولات إيرانية لإدخال أنظمة دفاع جوي تغير قواعد اللعبة إلى سوريا، وبحسب ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" فإن موقع الضربة الصباحية التي ضربت بلدة الحميدية السورية بالقرب من ميناء طرطوس يوحي بأنها استهدفت سلاحا تم نقله بحرا، ربما باستخدام السفن الإيرانية التي رست في الميناء، الأسبوع الماضي، وأضاف التقرير أن الضربة جاءت وسط تحرك جديد من قبل الإيرانيين في سوريا لإدخال منظومة دفاع جوي لحماية مصالحهم العسكرية.
أعلن عدد من أهالي وأعيان الجنوب الليبي، من أنصار النظام السابق والداعمين لسيف الإسلام القذافي، نيتهم تشكيل حكومة أخرى، ستكون الثالثة في ليبيا، تتولى العمل على تلبية احتياجات ومتطلبات منطقتهم، أسوة بالمنطقتين الشرقية والغربية. وأرجعت المجموعة في بيان مصوّر، قرارها، إلى التهميش والإقصاء الذي تمارسه الحكومات ضدّ منطقتهم طوال السنوات الماضية ومن أجل الدفاع عن حقوقها الاقتصادية والسياسية، داعية منتسبي الجيش من أبناء الجنوب العسكريين إلى الانسحاب من المؤسسة العسكرية وتشكيل قوة موازية في الجنوب لتأمينه وحمايته، كما طالبت بضرورة إنهاء جميع المراحل الانتقالية في ليبيا، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية دون إقصاء، بعد الإفراج عن القائمة النهائية لمترشحي الرئاسة. يشار إلى أن هذه المجموعة التي تحاول إظهار نفسها كقوة ثالثة في البلاد، تعدّ من الموالين للنظام السابق والداعمين لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية وتولي رئاسة البلاد، وهو ما دفع البعض إلى اتهام نجل القذافي بالوقوف وراء مبادرة تشكيل حكومة ثالثة وقوّة عسكرية موازية.
في المقابل، استنكر مجلس فزان الأعلى، ما وصفه بـالتمرّد، معتبراً أنها محاولة تقسيم ليبيا عبر إعلان حكومة موازية في الجنوب، كما شدد على أن سحب أبناء المنطقة من المؤسسة العسكرية يعدّ خدمة لأجندات خارجية تسعى لعدم استقرار البلاد وتقسيمها.
وفي سياق متصل، أفيد بانتهاء محادثات وفدي رئاستي مجلسي النواب والدولة الليبيين في جنيف، وأعلن مجلس النواب الليبي التوافق على معظم النقاط الخلافية بين لجنتي مجلس النواب والدولة حول مواد مسودة الدستور باستثناء ما يتعلق بحق حملة الجنسية الأجنبية في الترشح لرئاسة الدولة والمناصب السيادية. وذكرت مصادر متابعة أن الخلاف بين رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، تركز على شروط الترشح للرئاسة، خاصة الملف المتعلق بحظر مزدوجي الجنسية والعسكريين من الترشح، وأوضحت أن صالح يرى ضرورةَ إبقاء الباب مفتوحا أمام الجميع والاحتكام للشعب، بينما يُصر المشري على وضع شروط مسبقة للترشح. كما تم التوافق على أن يكون مجلس الشيوخ بالتساوي بين الأقاليم الثلاثة ويكون مقر مجلس النواب الليبي مدينة بنغازي ومجلس الشيوخ بمدينة سبها واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة والشريعة الإسلامية المصدر الرسمي للتشريع وتراعى حقوق مكونات المجتمع الليبي كافة دون تهميش ويوزع الدخل بطريقة وآلية عادلة. كذلك، أكد البرلمان الليبي ان البرلمان له ثوابت لا تخرج عن ضمان تحقيق المشاركة في صناعة القرار السياسي والاقتصادي تحت مبدأ الأقاليم التاريخية الثلاث وتوفير فرص المشاركة للجميع طبقا لدستور كامل شامل لا يسمح بأي انحراف أو انفراد بالسلطة، موضحا ان اللقاء القادم سيكون بعد عطلة عيد الأضحى المبارك مباشرة، معربة عن تطلعه إلى تجاوز العقبات لضمان تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة و في الموعد المقرر.
وفي وقت لاحق، قالت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالشأن الليبي ستيفاني وليامز في بيان، إن المحادثات الليبية التي انعقدت في جنيف انتهت الخميس دون تحقيق تقدم كاف للمضي قدما لإجراء انتخابات، وأوضحت أن الخلافات لا تزال قائمة بشأن متطلبات التأهل للترشح في أول انتخابات رئاسية، مشيرة إلى أنها ستطرح توصيات بشأن البدائل المتاحة للمضي قدما، كما حضّت البرلمانين على تجاوز الخلاف في اسرع وقت، كذلك، حضّت جميع الافرقاء وجميع الاطراف في ليبيا على عدم اتخاذ اجراءات متسرعة وشددت على ضرورة الحفاظ على الهدوء والاستقرار.
وفي السياق، شهدت مدن ليبية عدة، مساء الجمعة، احتجاجات غاضبة عبرت عن رفضها للمرتزقة والفصائل المسلحة وتناحر السياسيين والوضع المعيشي القائم، وفيما اقتحم محتجون مبنى البرلمان في مدينة طبرق، نظم آخرون غرب البلاد أكبر مظاهرة منذ سنوات في العاصمة طرابلس. كما اندلعت احتجاجات أخرى شارك فيها عشرات المتظاهرين في كلٍ من بنغازي والبيضاء ومصراتة، وتواصلت ليلا في أجدابيا ومسلاتة وبدر وسلوق. المظاهرات وإن تباعدت جغرافيا فقد وحدتها الشعارات التي اتهمت المسؤولين بالخيانة وسرقة المال العام، داعية إلى إجراء الانتخابات، كما طالب المتظاهرون بسقوط كل الحكومات والكيانات السياسية بسبب تدني مستويات معيشتهم.
وقد طالبت البعثة الأممية في ليبيا، السبت، بأهمية ضبط النفس بعد اندلاع أعمال عنف رافقت التظاهرات في عدة مدن ليبية. وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا أنه ينبغي احترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي، لكن أعمال الشغب والتخريب غير مقبولة على الإطلاق، ومن الضروري للغاية الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية تجاه الاحتجاجات وممارسة الجميع لضبط النفس.
كذلك، أصدر المجلس الرئاسي الليبي بياناً أكد فيه متابعته للأحداث الأخيرة على كامل التراب الليبي، وأن المجلس في حالة انعقاد مستمر ودائم حتى تتحقق إرادة الليبيين في التغيير وإنتاجِ سلطة منتخبة، مؤكدا أنه لن يخيّب آمال وإرادةَ الشعب في العيش في دولة تنعم بالأمن والاستقرار الدائم. من جانبه، أكد مجلس النواب الليبي على حق المواطنين في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيهم، وأضاف في بيان، أنه في الوقت الذي تؤكد رئاسة البرلمان على حق المواطنين في التظاهر السلمي، فإنها تدين بشدة قيام البعض بأعمالِ التخريب وحرقِ مقار الدولة. من جهته، أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا عبد الحميد الدبيبة عن دعمه للمتظاهرين وموافقته على رحيل جميع المؤسسات بما في ذلك الحكومة.
أقر النواب الإسرائيليون، الخميس، حل الكنيست مما يفتح الطريق لإجراء انتخابات تشريعية ستكون الخامسة في البلاد خلال 3 سنوات ونصف السنة، وتم تحديد موعدها في الأول من نوفمبر، وبعد تأخير دام ساعات، صوت 92 نائبا من أصل 120، لصالح حل البرلمان، في اقتراع سيسمح أيضا لوزير الخارجية يائير لبيد بأن يتولى رئاسة الحكومة خلفا لنفتالي بينيت، بدءا من يوم الجمعة. وسيصبح يائير لابيد، وزير خارجية إسرائيل ومهندس الحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها، رئيس الوزراء المؤقت في البلاد، وسيكون الرجل الرابع عشر الذي يتولى هذا المنصب، خلفا لنفتالي بينيت، رئيس الوزراء الأقصر خدمة في إسرائيل.
وانهارت الحكومة بعد أكثر من عام بقليل من تشكيلها في خطوة تاريخية شهدت الإطاحة بالزعيم القديم بنيامين نتنياهو بعد 12 عاما في السلطة من قبل ائتلاف من الأحزاب المتنوعة أيديولوجيا، وهو أول ائتلاف حاكم يضم فصيلًا عربيًا. وتضع هذه الخطوة نهاية رسمية لتجربة سياسية حاولت فيها ثمانية أحزاب من مختلف الأطياف الإسرائيلية إيجاد أرضية مشتركة بعد فترة من الجمود المطول أجرت خلالها الدولة أربعة انتخابات في غضون عامين.
في سياق منفصل، وبعد يوم من تعرض شركات الصلب الكبرى في إيران لهجوم إلكتروني، أطلق رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نفتالي بينيت، تحذيرات قوية، معتبراً أن أي شخص يحاول شن هجوم إلكتروني على بلاده سيدفع الثمن غالياً، وهو ما اعتبره بعض المراقبين تلميحاً إلى تورط إسرائيل، وقال خلال كلمة ألقاها في مؤتمر حول الإنترنت، أن تل أبيب لا ترغب في إحداث الفوضى في طهران، لكن إذا عبثت معنا فسوف تدفع الثمن، كما سلط الضوء على فوائد استخدام الحرب الإلكترونية بدلا من أساليب الهجوم العسكري التقليدي، معتبراً أن مجموعة من الأشخاص الأذكياء يجلسون على لوحة مفاتيح قد يحققون نفس التأثير لأي هجوم آخر، لكن دون المخاطرة بحياة الجنود. في حين ألمح مراسلون عسكريون إسرائيليون، يتم إطلاعهم بشكل غير رسمي من قبل مسؤولين إسرائيليين كبار إلى أن تل أبيب كانت مسؤولة بشكل مباشر عن هذا الهجوم رداً على هجوم إلكتروني مشتبه به تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في القدس وإيلات الأسبوع الماضي.
في تطوّر غير مسبوق، أسقط الجيش الإسرائيلي ثلاث طائرات بدون طيار أطلقها حزب الله باتجاه المياه الإقتصادية لإسرائيل فوق البحر الأبيض المتوسط بحسب تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، وأعلنت الصحيفة أنّه، تمّ إسقاط إحدى الطائرات بدون طيار بواسطة طائرة F-16، في حين تمّ إسقاط طائرتين أخرتين بواسطة نظام الصواريخ Barak-8 MR-SAM متوسط المدى أرض-جو، بحيث كانت المرة الأولى التي يتمّ فيها استخدام هذا النظام ضد التهديدات الجوية. وأشارت الصحيفة إلى أنّه، تمّ تحديد الطائرات بدون طيار في مرحلة مبكرة من رحلتها من قبل الجيش الإسرائيلي ومراقبتها طوال رحلتها وتم اعتراضها في أنسب نقطة تشغيلية من قبل الطائرة المقاتلة وسفينة الصواريخ، كما ذكرت أنّه، وفقًا للتحقيق الأولي الذي أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي، لا يُعتقد أنّ الطائرات بدون طيار كانت مسلحة ولم تشكل تهديدًا حقيقيًا أثناء تحليقها. ويُعتقد أن حزب الله أطلقهم على الأرجح لتُحلّق فوق منصة غاز كاريش لأغراض دعائية.
وقد أجرى وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس تقييمًا للوضع مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقائد سلاح الجو وقائد البحرية ورئيس المخابرات العسكرية، وأكّد وزير الدفاع بيني غانتس عقب الحدث أنّ، إسرائيل مستعدة للدفاع عن بنيتها التحتية في مواجهة أي تهديد ، معتبرًا أنّ حزب الله يقوض قدرة الدولة اللبنانية على التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية وهو أمر ضروري من أجل اقتصاد لبنان والمواطنين.
على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية، قامت لقاحات كوفيد-19 الأصلية - نظام الجرعتين أولاً، ثم المعززات - بعمل استثنائي للحماية من المرض والاستشفاء والوفاة. وعلى الصعيد العالمي، أنقذت اللقاحات ما يقرب من 20 مليون شخص في العام 2021 وحده. حتى اليوم، من المرجح أن يكون اختبار غير الملقحين إيجابيًا بمقدار الضعفين مقارنة بمن تم تلقيحهم، وأن يكونوا عرضة للمرض أو الوفاة بمقدار ست مرات، لكن الفيروس آخذ في التطور، بالتالي يجب أن تتطور اللقاحات أيضًا. كانت تلك هي الصورة الكبيرة التي عكسها اجتماع محوري هذا الأسبوع للجنة الخبراء الاستشارية التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، وكان السؤال المطروح أمامهم بسيطًا: قبل موجة الشتاء المتوقعة، هل يجب على مصنعي اللقاحات تعديل الجرعات التعزيزية القادمة لاستهداف متحور أوميكرون، المتحور شديد العدوى الذي أحدث خلال الأشهر السبعة الماضية ارتفاعاً في الإصابات في جميع أنحاء العالم، أم ينبغي أن يلتزموا بوصفة 2020 المجربة والصحيحة؟ وقد صوتت اللجنة بواقع 19-2 يوم الثلاثاء لصالح المعززات الخاصة بمتحور أوميكرون. مع ذلك، فإن السؤال المطروح الآن هو أي نسخة متحورة من المتحور يجب أن تستهدفها الجولة التالية من اللقاحات؟
للتذكير في غمرة تعايشنا مع الفيروس، فإن سلالة أوميكرون التي تسببت في موجة كورونا الهائلة التي ضربت خلال الشتاء الماضي والمعروفة بـ BA.1 انقرضت الآن! ففي مارس، حلت محلها نسخة BA.2 الأكثر قابلية للعدوى، والتي حلت محلها في مايو BA 2.12.1 التي تفوقها قابلية للانتقال. هذه الأخيرة أيضاً أزاحتها الآن نسختا BA4 و BA.5 ، ويقول الخبراء إن BA.5 هي ما يدعو للقلق، إذ تعتبر أسوأ نسخة من الفيروس حتى الآن، كما قال مؤخرًا الدكتور إريك توبول، مؤسس معهد Scripps Research Translational Institute، ويمثل كل من BA.4 و BA.5 المرتبطين ارتباطاً وثيقاً، غالبية حالات كوفيد-19 الجديدة في الولايات المتحدة، وفقًا لأحدث البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لكن BA.5 تنتشر بشكل أسرع بكثير من BA.4، وبحلول أوائل يوليو، ستكون السلالة المهيمنة في الولايات المتحدة.
لن يؤدي أي من هذا إلى العودة إلى المربع الأول. فعلى الرغم من مستويات الحالات المرتفعة، إلا أنه يوجد الآن عدد أقل من مرضى كوفيد في وحدات العناية المركزة مقارنة بالمراحل السابقة للوباء، كما أن معدل الوفيات الوطني في أميركا (حوالي 300-400 يوميًا) قريب من أدنى مستوى له على الإطلاق، في ظل المناعة المكتسبة والجولات المتعددة من التطعيم وخيارات العلاج المحسنة. لكن جنبًا إلى جنب مع تضاؤل حماية اللقاح، فإن التطور المتسارع للفيروس والمسار الجديد العدواني - نحو قابلية أكبر للانتقال والمراوغة وربما الإمراض - يمكن أن يتسبب في حدوث إصابات واضطرابات كبيرة إذا لم يتم التعامل معه. كما يمكن أن يعرض الأشخاص من الفئات الهشة للخطر في الأشهر المقبلة.
إلى ذلك، أوصت هيئة الأغذية والعقاقير الأميركية الشركات المصنِّعة للقاحات الوقاية من كوفيد-19 بتغيير تركيبة الجرعات التنشيطية اعتباراً من الخريف المقبل، لتشمل مكونات تستهدف خصيصاً مكافحة سلالتين فرعيتين من أوميكرون هما BA.4 و BA.5، وتهيمن السلالتان حاليا على إصابات فيروس كورونا، واقترحت الهيئة إمكانية السماح بالجرعات الجديدة قبل استكمال التجارب السريرية عليها، كما لا تتطلب التعديلات التي تدخل سنوياً على لقاحات الوقاية من الإنفلونزا إجراء اختبارات جديدة قبل إنتاجها.
في السياق، قالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، الجمعة، إن أول تفش تشهده لمرض كوفيد-19 بدأ بملامسة المصابين لأشياء غريبة بالقرب من الحدود مع كوريا الجنوبية، متهمة على ما يبدو جارتها بالمسؤولية عن انتشار العدوى في البلاد. ومع إعلان كوريا الشمالية نتائج تحقيق أجرته، أمرت السكان بالتعامل بحذر مع الأشياء الغريبة التي تحملها الرياح وغيرها من الظواهر الجوية والبالونات في المنطقة الواقعة على طول خط الترسيم الفاصل والحدود.
كرّست ولاية نيويورك الأميركية، الجمعة، حق النساء في الإجهاض وإتاحة وسائل منع الحمل لهنّ في دستورها، وأصبحت في موقع طليعي في معارضة الحكم الصادر أخيراً عن المحكمة العليا الأميركية، والذي أحدث تغييراً في حقوق الإنجاب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وأقرّ مجلس شيوخ ولاية نيويورك تعديلاً لتكريس الحق في الإجهاض، والحق في إتاحة وسائل منع الحمل للنساء في دستور الولاية، ويشرّع قانون ولاية نيويورك أصلاً الإجهاض، لكنّ هذه الخطوة من شأنها أن تضفي مزيداً من الحماية القانونية على الحق في هذه الممارسة.
في سياق منفصل، لا يستبعد الرئيس السابق ترمب أن يترشح برفقة حاكم فلوريدا رون ديسانتيس كنائب في محاولة محتملة للفوز برئاسة الأبيض في 2024. لكن ديستانس ظهر أيضا كمنافس محتمل لترشيح الحزب الجمهوري مع تضخم ملفه الوطني بين الجمهوريين في الآونة الأخيرة، ووصف ديسانتس التكهنات حول محاولة ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024 بانها غير دقيقة، لكنه رفض أيضًا في مناسبات متعددة استبعاد الترشح حتى لو قرر ترمب في النهاية إطلاق حملة العودة. وخلف الأبواب المغلقة، اشتكى ترمب من طموحات ديسانتس السياسية. ومع ذلك، أصر الرجلان على أنهما يتمتعان بعلاقة جيدة.
في ملف المفاوضات النووية الايرانية، قال مسؤول أميركي كبير، الخميس، إن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 باتت أسوأ بعد المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة، وانتهت دون إحراز تقدم. وأضاف، يمكن أن تصف مفاوضات الدوحة في أحسن الأحوال بأنها متعثرة، وفي أسوأ الأحوال بأنها رجوع إلى الخلف، ولكن في هذه المرحلة، فإن التعثر يعني عمليا الرجوع للخلف. ولم يخض المسؤول في تفاصيل محادثات الدوحة، التي قام فيها مسؤولو الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط بين الجانبين في محاولة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي حد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
من جانب آخر، وفي جلسة ثنائية مع أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، قبيل انطلاق اليوم الثاني من قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في مدريد، أكد الرئيس الأميركي، أن بلاده ستعزز تواجدها العسكري بحراً وبراً وجواً في أوروبا، جراء الحرب التي أطلقها فلاديمير بوتين على أوكرانيا، كما أشار في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام، الأربعاء، إلى أن بلاده رفعت عدد قواتها في أوروبا من 20 ألفا إلى 100 ألف بسبب الصراع الروسي الأوكراني، وأعلن أن واشنطن ستنشئ مركز قيادة أميركي في بولندا، وتنشر هناك فرقتين قتاليتين، فضلا عن سربين من مقاتلات إف35 في بريطانيا، وكذلك سترفع عدد المدمرات في قواعد إسبانيا البحرية من أربع إلى ست.
وعلى صعيد منفصل، وفي مؤشر خطير على ما يحدث في أفغانستان، كشف قائد المنطقة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريللا خلال جولة في وسط آسيا أن الولايات المتحدة تلاحظ إعادة بناء مخيمات للإرهابيين داخل أفغانستان، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وقد جاءت تصريحات الجنرال الأميركي بعد تأكيدات من مفتش عام وزارة الدفاع الأميركية الذي قال ان تنظيم داعش-خرسان لديه 2000 مقاتل في أفغانستان فيما بقي تنظيم القاعدة بعيداً عن النشاط العلني بناء على طلب تنظيم طالبان. إلى ذلك، أشارت تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن داعش-خراسان يركّز نشاطه على ضرب المراكز الدينية للشيعة ومهاجمة تنظيم طالبان، وقد نفذ خلال الأشهر الماضية عشرات الهجمات. فيما الأخطر هو تقديرات الاستخبارات التي أشارت إلى أن هذا التنظيم تمكّن منذ أشهر من تجنيد المزيد من العناصر لأنه يجيّش الأفغان الناقمين على طالبان بعد سيطرتها على البلاد، وبدلاً من أن يتقلّص يبدو أنه يحافظ على أعداده أو يزيدها.
في موازاة ذلك، طرح تنظيم القاعدة خطراً موازياً، وشعر الأميركيون بقلق خاص من أن طالبان لم تف بوعودها بشأن فك العلاقة مع "القاعدة"، وأن سيطرة طالبان على الأراضي الأفغانية أعطت تنظيم القاعدة ملجأ مفتوحاً للتدريب، ولاستقطاب العناصر من خارج الأراضي الأفغانية، ومن مؤشرات الخطر المتصاعد أيضاً، فلتان السيطرة على الحدود الباكستانية مع أفغانستان، خصوصاً في منطقة القبائل، ما يسمح للكثيرين ممن يريدون الانضمام إلى القاعدة، أن يسافروا إلى باكستان، وأن يعبروا الحدود كما كانوا يفعلون في أواخر التسعينات والعام 2000 و2001.
استقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، في الديوان الملكي بقصر السلام، مساء السبت، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى ذلك أفاد مكتب رئيس وزراء العراق بأن الكاظمي التقى ولي العهد السعودي لبحث ملفات ثنائية وإقليمية، وناقشا جهود ترسيخ السلام والتهدئة في المنطقة.
إلى ذلك، قال وزيرُ الخارجية العراقي إن العلاقاتِ مع السعودية جيدة ٌ جدا وفي تطورٍ مستمر، وأكد أن زيارةَ رئيس ِ الوزراء العراقي للسعودية تناولت العلاقاتِ التجارية، كما أشارَ إلى طرح ِ العراق تحويل الحوار بين الرياض وطهران إلى حوارٍ معلن، وقال إن هناك حواراتٍ بدأت في بغداد بينَ الأردن وإيران - ومصر وإيران.
وفي سياق متصل، أكد الكاظمي، يوم الأحد، الاتفاق مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي على التهدئة في المنطقة، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني أنه تم الاتفاق على دعم الهدنة في اليمن والمنطقة، مشددا على تذليل تحديات الأمن الغذائي في المنطقة، وعلى تعزيز التعاون الثنائي بين العراق وإيران، كما أضاف انه تمت مناقشة تحديات المنطقة، كما العلاقات التاريخية الثقافية والدينية مع الجمهورية الإسلامية.
على صعيد آخر، حذر رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني من أن تعقيد المشاكل والأزمات مع بغداد لن يصب في مصلحة أي طرف، وأكد، خلال استقباله سفير بريطانيا في العراق، أهمية توصل القوى والأطراف العراقية إلى تفاهم لتجاوز الصعوبات التي تعترض سبيل العملية السياسية. كما دعا الحكومة المركزية في بغداد إلى احترام الحقوق الدستورية للإقليم والتعامل معه ككيان اتحادي.
في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية
يبدو أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، ورغم انصرافه عن الدخول في الحكومة الجديدة في العراق، بعد استقالة نوابه الأسبوع الماضي، لا يزال حاضراً بقوة في صلب مباحثات تشكيل الحكومة، فقد اشتعلت على ما يبدو الخلافات بين الإطار التنسيقي، حول المناصب والحصص، خصوصاً منصب رئيس الوزراء ومنصب النائب الأول لرئيس البرلمان، وحول كيفية التعامل مع الصدر. فقد أفادت مصادر مطلعة أن بعض قوى الإطار التنسيقي، لا سيما تحالف الفتح بزعامة هادي العامري والعصائب بزعامة قيس الخزعلي، ترى أنه في حال حصل صدام شيعي ـ شيعي فإنه سيشمل مدن الوسط والجنوب التي ستدفع الثمن، لذا يفضل بعض المنضوين ضمن الإطار عدم المضي في تشكيل الحكومة بشكل يعزل الصدر.
أما في ما يتعلق بالخلاف على منصب رئيس الوزراء؛ فقد أوضحت المصادر أنه جرى تداول بعض الأسماء لكن لم يتم الاتفاق عليها، كما أشارت إلى أن كلّاً من زعيم دولة القانون نوري المالكي وزعيم الفتح، هادي العامري، طرحا اسميهما لتولي المنصب، وسط رفض أطراف شيعية مؤثرة لتولي قادة الخط الأول أو رؤساء الحكومات السابقين المسؤولية الأولى من جديد، يضاف إلى ذلك أن زعيمين شيعيين مهمين هما عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة وحيدر العبادي زعيم ائتلاف النصر، أطلقا مبادرة باسم "قوى الدولة" تتضمن إجراءات لا تلائم الطامعين في تشكيل الحكومة بسرعة من داخل قوى "الإطار".
يذكر أن الصدر كان قد حذّر الاسبوع الماضي من توزير أحد أنصاره أو أتباعه، معتبراً أن تلك المحاولة ما هي إلا سعي لإسكات الشارع الصدري من جهة، واتهامه بالمشاركة في حكومة الفساد من جهة أخرى.
استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية، الدكتور رشاد محمد العليمي في مقر إقامته خلال زيارته الخاصة للمملكة السعودية، الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع. حيث أُعلِن خلال اللقاء، انطلاقاً من حرص قيادة المملكة على دعم جهود رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وأعضاء المجلس والحكومة اليمنية في النهوض باليمن سياسيًا واقتصاديًا، واستمرارًا لدعم المملكة للشعب اليمني، حزمة من المشاريع التنموية الحيوية ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، شملت 17 مشروعًا تنمويًا في 6 قطاعات وهي: الطاقة، والنقل، والتعليم، والمياه، والصحة، وبناء مؤسسات الدولة، بقيمة 400 مليون دولار، إضافة إلى 200 مليون دولار أميركي لتوفير المشتقات النفطية لتشغيل محطات الكهرباء، لتلبية الاحتياجات ذات الأولوية للشعب اليمني ورفع معاناته، كما بُحثت مستجدات الأوضاع في اليمن، وجهود مجلس القيادة الرئاسي اليمني في توحيد وجمع المكونات اليمنية بهدف الوصول لحل سياسي شامل.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، إن الملف اليمني بكامله أصبح رهينة عند إيران التي تستخدمه بمفاوضاتها الجارية مع القوى الغربية بشأن الملف النووي، وأضاف أن أكثر ما يعاني منه اليمن هو التدخل الإيراني، وهو السبب الرئيسي في تعقيد المشكلة في اليمن، مشيراً إلى أن إيران لديها أجندة توسعية، كما أوضح أن حزب الله اللبناني يدعم الحوثيين بأكثر من طريقة سواء بالتدريب أو من خلال الفضائيات التي تحرض على العنف والكراهية. كما أكد أن الهدنة هشة مع كثرة الخروقات الحوثية، مشيراً إلى استمرار حصار مدينة تعز بالألغام والقناصة، مؤكدا أن ما طرحه الحوثيون من مقترحات حول فتح الطرقات كانت مجرد طرق فرعية، ومشيراً إلى وجود أهداف عسكرية للميليشيا في المدينة، مضيفاً أن ميليشيا الحوثي لا تهتم بالجانب الإنساني.
في سياق متصل، قال مسؤول يمني إن الاجتماع المزمع عقده بداية الأسبوع الحالي في العاصمة الأردنية عمان تحت رعاية المبعوث الأممي لليمن هو اجتماع خاص للفرق العسكرية لبحث الخروقات والهدنة ولا شأن لفتح المعابر بها. وأكد نبيل جامل عضو الفريق الحكومي لفتح معابر تعز والمناطق الأخرى، عدم وجود أي جولة مفاوضات جديدة بشأن فتح المعابر والطرق مع الحوثيين في عمان، كما تروج الميليشيا لذلك، كما أشار إلى أن الوقت يمر دون تحقيق أي تقدم في هذا الملف من شأنه أن يضع المبعوث الأممي لليمن والمجتمع الدولي أمام تحديات حقيقية.
في ملف الحرب، تصدت القوات اليمنية، يومي السبت والأحد، لعدة هجمات حوثية على مواقعها في مديرية حريب جنوب مأرب، وبحسب مصادر ميدانية فإن الميليشيا الحوثية حاولت التسلل من أحد الأودية المتعرجة في سلسلة جبال ملعاء للالتفاف على قوات العمالقة المتمركزة أسفل العقبة من الاتجاه الجنوبي بالتزامن مع هجوم من الطريق الواصلة إلى مركز المدينة، كما ذكرت المصادر سقوط قتلى وجرحى من عناصر الحوثي بنيران قوات العمالقة دون تحقيق أي مكسب على الأرض. وشهدت القرى الواقعة أسفل عقبة ملعاء قصفاً متواصلاً تشنة الميليشيا الحوثية بشكل عشوائي خلال الايام الماضية، استهدف منازل المواطنين. وقد أتى الهجوم الحوثي في حريب امتداداً لسلسلة من الخروقات، التي ارتكبها الميليشيا الحوثية للهدنة الأممية.
في السياق، أعلنت قوات الجيش اليمني في محافظة تعز، يوم السبت، عن تمكن دفاعاتها الجوية من إسقاط طائرة مسيرة أطلقتها ميليشيا الحوثي ضمن خروقاتها المتصاعدة للهدنة الأممية، وقال المركز الإعلامي لمحور تعز إن قوات الجيش أسقطت طائرة استطلاع حوثية محملة بالقذائف في الجبهة الشمالية للمدينة، في خرق جديد للهدنة الأممية، وأضاف أن إسقاط الطائرة الحوثية جاء بالتزامن مع قصف حوثي استهدف الأحياء السكنية في محيط جبل جرة.
ويوم الجمعة، قال المركز الإعلامي لمحور تعز إن ميليشيا الحوثي شنت قصفاً بقذائف الهاون على مواقع قوات الجيش في جبهة الضباب غرب المدينة، ضمن خروقاتها اليومية للهدنة الأممية، كما وذكر أن خروقات الميليشيا خلال الأسبوع تركزت في الجبهة الغربية والشمالية الغربية لمدينة تعز.
بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو، يوم الخميس، وصف الرئيس المصري الثورة بأنها لحظة فارقة في تاريخ مصر، اختار فيها المصريون المستقبل الذي يرتضونه لأبنائهم وأحفادهم في دولة مدنية حديثة بهوية وطنية متسامحة ومنفتحة على العالم. وفي خطابه بهذه المناسبة، أكد السيسي أن هذا اليوم يعتبر بمثابة عيد ميلاد الجمهورية الجديدة وموسم الإنجازات وتنفيذ المشروعات، وهو يوم تحول من ذكرى ثورة عظيمة خلصت مصر والمصريين من ظلام الجهل وظلمات الخيانة والعمالة، والمتاجرة بآلام وحاجات البسطاء التي تفشت إبان حكم جماعة الظلام "الإخوان الإرهابية"، التي كادت تضرب وحدة الوطن وتقسمه إلى شيع متناحرة، وتجرأت على المساومة وبيع جزء من أرض المحروسة في سيناء شرب الكثير والكثير من دماء الشهداء على مر العصور مقابل بعض الماء والبقاء في السلطة.
من جانب آخر، أمّنت مصر أكبر مناقصة توريد قمح خلال عقد من الزمان، مستفيدة من انخفاض الأسعار الأخير لتعزيز المخزونات حيث يعيق الغزو الروسي لأوكرانيا الإمدادات العالمية، واشترت الهيئة العامة للسلع التموينية، 815000 طن يوم الأربعاء، وهي أكبر عملية شراء فردية منذ 2012 على الأقل، كما قامت دول أخرى مثل السعودية والجزائر بشراء القمح في الأيام الأخيرة. وكانت فرنسا أكبر مورد في مناقصة مصر، وهو تغيير عما كان عليه قبل الحرب، عندما كانت المبيعات في بداية الموسم تهيمن عليها المحاصيل من منطقة البحر الأسود. يأتي ذلك، بعد أن تعطلت تجارة القمح بسبب الصراع ولا تزال معظم الموانئ الأوكرانية مغلقة، وهو ما من المتوقع أن يعزز الطلب من شركات الشحن البديلة مثل الاتحاد الأوروبي.
في سياق منفصل، قالت شركة "روساتوم" الروسية للطاقة النووية المملوكة للدولة، إنها حصلت على إذن من هيئة الرقابة النووية المصرية للبدء في بناء أول محطة نووية في مصر. وكانت مصر وروسيا، وقعتا اتفاقية لبدء العمل في محطة الضبعة للطاقة النووية أثناء اجتماع بين الرئيسين المصري والروسي في عام 2017. وتقع المحطة على الساحل الشمالي لمصر المطل على البحر المتوسط. وأوضحت "روساتوم" في بيان، الأربعاء، أن الإذن يسمح لها ببدء تشييد الوحدة الأولى من بين أربع وحدات مزمعة في المحطة والتي تبلغ طاقة كل منها 1200 ميغاوات.
في الملف الاقتصادي، يواصل المستثمرون الأجانب من المؤسسات والأفراد، عمليات البيع على الأسهم القيادية في بورصة مصر خلال تعاملات هذا الأسبوع، حيث سجلت غالبية الأسهم الكبرى، أدنى مستوياتها خلال عام على الأقل، وفي مقدمتها التجاري الدولي والسويدي وأوراسكوم للاستثمار وفوري وغيرها. وأرجع محللون تعاملات المستثمرين الأجانب إلى حالة ترقب بشأن مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي حول تمويل محتمل جديد، إلى جانب ارتفاع محتمل لأسعار الفائدة في مصر خلال الفترة المقبلة بعد الاتجاه لتثبيتها مؤخرا. كما تترقب السوق أيضا المراجعة الدورية لمؤشرات MSCI للأسواق الناشئة في أغسطس المقبل.
يذكر أن البورصة المصرية تعد من أسوأ الأسواق أداء خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث تراجع المؤشر الرئيسي 30 EGX بنحو 23%.
في سياق متصل، كشف بيان لوزارة التعاون الدولي المصرية، يوم الأربعاء، أن البنك الدولي أقر تمويلا تنمويا بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز جهود الأمن الغذائي في مصر ومواجهة تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا. وأقر مجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي، التمويل لتقوية صمود الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمة الحالية التي يواجهها العالم على مستوى الغذاء، ودعم الجهود الهادفة لتوفير مخزون آمن من القمح.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد هذا الاسبوع.
أزمة سد النهضة
كشف عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير المياه في جامعة القاهرة، أن إثيوبيا بدأت التخزين الثالث في سد النهضة منذ 20 فبراير الماضي، وقال ان الأمر بدأ عندما تم تشغيل التوربين الأول، لكن الأخير لم يعمل بشكل جيد، ما دفعها إلى فتح البوابة الثانية، ما أدى لجفاف الممر الأوسط، مشيرا إلى أنه من المعروف عن إثيوبيا أنها تخزن كميات أقل ما تعلن عنها فعلا، كما أضاف أن كمية المياه الموجودة حاليا بالسد تبلغ 6 مليارات متر مكعب، وقد يصل تخزين إثيوبيا إلى 5 مليارات منها المليارين اللذان خرجا مؤخرا، مؤكدا أن ما يحدث مرحلة جديدة من مراحل الملء أُحادية الجانب، موضحا أن كل نقطة مياه تحجز في سد النهضة هي مياه من حصة مصر والسودان، حيث يعد هذا الخرق الرابع الذي تقوم به أديس أبابا من جانب أحادي دون توقيع اتفاق، لافتا إلى أن المياه لن تصل إلى مصر إلا مطلع شهر أغسطس القادم.
أعلن مسؤولون إسرائيليون أن دبلوماسيين من الولايات المتحدة وإسرائيل وأربع دول عربية سيجتمعون في البحرين الاثنين المقبل بعد ثلاثة أشهر من تعهدهم بتعزيز التعاون في اجتماع تاريخي في إسرائيل. وتجمع المحادثات في المنامة مسؤولين من وزارات خارجية الإمارات والبحرين والمغرب التي طبّعت العلاقات مع الدولة العبرية عام 2020، ومن مصر التي أبرمت سلامًا مع إسرائيل عام 1979. وقد التقى وزراء خارجية تلك الدول لأول مرة في الأراضي الإسرائيلية في آذار/مارس في كيبوتس سديه بوكير في صحراء النقب، وحضر اللقاء أيضا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
في سياق منفصل، سيّرت دولة قطر جسراً جوياً من المساعدات للمتضررين من زلزال في أفغانستان في وقت انضم فيه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى منظمات أممية ودولية تقدم الدعم، وكشفت مصادر قطرية أن المساعدات التي ترسلها تباعاً قطر، تصل إلى مدينة خوست في جمهورية أفغانستان، وتحط في المطار طائرات شحن قطرية تحمل شحنات من المساعدات، مقدمة من قطر الخيرية بالتعاون مع جهات شريكة وبالتنسيق مع صندوق قطر للتنمية، لدعم الشعب الأفغاني ضمن حملة إغاثية عاجلة بسبب الزلزال، كما تحتوي الشُّحنات على مساعدات مختلفة تلبي الاحتياجات الأساسية للمتضررين.
من جانب آخر، أشار مركز رصد الزلازل في جامعة السلطان قابوس إلى تسجيل ثلاثة زلازل صباح يوم الاحد في الخليج العربي، زلزال بقوة 6.1، زلزال بقوة 4.8، وزلزال بقوة 6.5، وأوضح المركز بأن مراكز الزلازل الثلاثة كانت تبعد عن ولاية خصب بأكثر من 100 كم، كما أكد مواطنون من محافظة مسندم بأنهم شعروا بالهزات التي أحدثتها الزلازل الثلاثة، دون وقوع أي أضرار تُذكر.
وقعت تركيا مذكرة تفاهم مع السويد وفنلندا في اليوم الأول من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد؛ مهدت الطريق لانضمام البلدين الواقعين في شمال أوروبا إلى الحلف، وقالت الدول الثلاث -في بيان مشترك صدر مساء الثلاثاء- إنها قررت تعزيز التعاون في ما بينها لمنع أنشطة التنظيمات التي وصفتها بالإرهابية. من جانبه، أكد الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو أن تركيا وافقت على دعم طلب العضوية المشترك الذي قدمته بلاده والسويد، وأضاف أن وتابع الرحلة للحصول على العضوية في الناتو اكتملت، وملتزمون بسياسات الحلف في مكافحة الإرهاب، وأن مذكرة التفاهم تؤكد الالتزام المشترك مع تركيا والسويد بتقديم الدعم في مواجهة التهديدات الأمنية.
دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني في بيان مشترك، الخميس، طهران إلى وقف التصعيد ومعاودة التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية غداة فشل المحادثات متعددة الأطراف في الدوحة. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير إلى جانب ممثلي بريطانيا وألمانيا أنهم يدعون إيران إلى وقف تصعيدها النووي والعودة إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والموافقة على العرض المطروح على الطاولة بدون تأخير بما يعود بالمنفعة على شعب وأمة إيران، وأضاف أن برنامج إيران النووي بات الآن أكثر تقدما من أي وقت مضى. إلى ذلك لفت إلى أن الجهود الدبلوماسية المكثفة لتحريك الاتفاق النووي الإيراني أسفرت عن صفقة قابلة للتطبيق مطروحة على الطاولة منذ مطلع مارس، ونأسف لأن تكون إيران رفضت حتى الآن اغتنام هذه الفرصة الدبلوماسية وواصلت تصعيدها النووي، واستنكر رفض إيران مرة أخرى اغتنام الفرصة وتقديم بدلا من ذلك مطالب جديدة غريبة وغير واقعية، بلإشارة إلى الاجتماع الذي اختتم في الدوحة هذا الاسبوع.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع.
ذكرت وسائل إعلام تركية أن القنصل العام السابق لإسرائيل كان الهدف الرئيسي لفريق الاغتيال الإيراني الذي تم تفكيكه مؤخراً في إسطنبول، لكن عناصر الأمن التركية أحبطت المؤامرة وأعادته إلى بلده، وبحسب التقارير، اعتقلت قوات الأمن التركية سبعة من فريق الاغتيال المكون من 8 أعضاء والمنتمين إلى الحرس الثوري، وتم تقديمهم إلى المحكمة تحت إجراءات أمنية مشددة.
في سياق منفصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة، أن أنقرة تعمل تدريجياً على شن عملية من أكبر العمليات في سوريا وستنفذها في الوقت المناسب، وأضاف أثناء عودته من قمة الناتو، أن الوعود التي قُطعت (التفاهمات مع فنلندا والسويد) مهمَّة، لكن الشيء الأساسي هو التنفيذ، وأن تركيا كدولة تعرَّضت للطعن في ظهرها مرات عديدة في حربها ضد الإرهاب، لذلك تتصرف بحذر.، مشيرا أن أنقرة ستراقب عن كثب ما إذا كانت الوعود التي قطعت سيتم الوفاء بها في الفترة المقبلة. وبخصوص العلاقات مع اليونان، قال أردوغان إن قادة الناتو الذين التقى بهم في مدريد عرضوا التوسط لتنظيم محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، لكنه رفض، حيث ليس هناك وقت لمثل هذا الاجتماع في الوقت الحالي، ومضيفاً أنه من الواضح أنهم يقومون بعسكرة الجزر!
أطلق سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، استراتيجية أبوظبي الصناعية، ترسيخاً لمكانة الإمارة بصفتها مركزاً صناعياً يعد الأكثر تنافسية على مستوى المنطقة، حيث تعتزم حكومة أبوظبي استثمار 10 مليارات درهم من خلال 6 برامج اقتصادية طموحة تسعى إلى مضاعفة حجم قطاع التصنيع في أبوظبي، ليصل إلى 172 مليار درهم بحلول عام 2031، عبر تعزيز سهولة ممارسة الأعمال، ودعم التمويل الصناعي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، كما وستعمل الاستراتيجية، عبر برامجها الستة، على توفير 13 ألفاً و600 فرصة وظيفية تخصصية إضافية مناسبة للكوادر الفنية الإماراتية، وتعزيز تجارة أبوظبي مع الأسواق العالمية، بما في ذلك دعم جهود تنويع الاقتصاد من خلال زيادة حجم الصادرات غير النفطية للإمارة بنسبة 138%، لتصل قيمتها إلى 178.8 مليار درهم في أفق عام 2031.
أصدَرَت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية 79 ترخيصًا صناعيًّا جديدًا خلال شهر مايو الماضي، ليصل إجمالي عدد التراخيص الصناعية التي أصدرتها الوزارة منذ مطلع العام الجاري إلى 411. وبلغَ عدد المصانع القائمة وتحت الإنشاء في المملكة حتى نهاية الشهر نفسه 10.638 مصنعًا، تتصدرُها مصانعُ المعادن اللافلزية بأكثر من 2056، تليها مصانع المطاط واللدائن بـ 1.346، ثم المصانع الغذائية بنحو 1268 مصنعًا.
وأوضح تقرير صادر عن المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية التابع للوزارة، نهاية الاسبوع، أنَّ حجمَ الاستثمار في التراخيص الجديدة لشهر مايو بلغَ أكثر من مليار ريال، حيث استحوذَ نشاط صنع المنتجات الغذائية على النسبة الأكبر من إجمالي التراخيص الجديدة بـ 16 ترخيصًا، في حين تساوت أنشطة صنع منتجات المطاط واللدائن والمعادن المشكلة ومنتجات المعادن اللافلزية الأخرى بـ 10 تراخيص لكل منها، وصدرت 8 تراخيص جديدة لمصانع الأثاث.
من جانب آخر، أعلن ولي العهد السعودي، رئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار، الأمير محمد بن سلمان، عن التطلُّعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية للعقدين المقبلين، والتي تستند إلى أربع أولويات رئيسة؛ تتمثل في: صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل، بما يُعزز من تنافسية المملكة عالميًا وريادتها؛ ويتماشى مع توجُّهات رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانتها كأكبر اقتصاد في المنطقة، وقال في مستهل الإعلان عن التطلُّعات والأولويات الوطنية أنه تم اعتماد تطلُّعات طموحة لقطاع البحث والتطوير والابتكار، لتصبح المملكة من رواد الابتكار في العالم، وسيصل الإنفاق السنوي على القطاع إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2040، ليسهم القطاع في تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني من خلال إضافة 60 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2040، واستحداث آلاف الوظائف النوعية عالية القيمة في العلوم والتقنية والابتكار.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء إن روسيا سترد بالمثل إذا أقام حلف شمال الأطلسي بنية تحتية في فنلندا والسويد بعد انضمامهما إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله إنه لا يستبعد أن تشهد علاقات موسكو مع هلسنكي وستوكهولم توترا بسبب انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي، وجاء تعليق بوتين بعد يوم من موافقة تركيا على محاولة انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف بعد أن اتفقت الدول الثلاث على حماية أمن بعضها البعض.
في سياق متصل، قالت روسيا يوم الأربعاء إن النرويج فرضت قيودا تمنع وصول البضائع إلى تجمعات سكنية للروس في أرخبيل سفالبارد بالقطب الشمالي، وهددت باتخاذ إجراءات للرد لم تحددها إذا لم تحل أوسلو هذه المشكلة.
وسفالبارد، التي تقع في منتصف الطريق بين ساحل شمال النرويج والقطب الشمالي، هي جزء من النرويج، لكن روسيا لها الحق في استغلال الموارد الطبيعية للأرخبيل بموجب معاهدة موقعة في عام 1920، وبعض المستوطنات هناك يسكنها الروس بشكل أساسي. وقالت النرويج، التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي لكنها تطبق العقوبات التي فرضها الاتحاد على روسيا، إن العقوبات لن تؤثر على نقل البضائع بالسفن إلى سفالبارد. لكن الكثير من البضائع الموجهة للمستوطنات الروسية في الأرخبيل يمر أولا عبر نقطة تفتيش تؤدي لبر النرويج الرئيسي وهو مغلق أمام البضائع الخاضعة للعقوبات.
دعا الرئيس الأوكراني الأمم المتحدة الثلاثاء إلى إرسال لجنة تحقيق إلى موقع ضربة صاروخية روسية استهدفت مركزا تجاريا في مدينة كريمنتشوك في وسط البلاد، واقترح زيلينسكي في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي على الأمم المتحدة إرسال ممثل خاص أو الأمين العام للأمم المتحدة أو لجنة خاصة إلى موقع هذا العمل الإرهابي حتى تتمكن الأمم المتحدة من الحصول بشكل مستقل على المعلومات والتحقق من أن الأمر يتعلق فعلا بهجوم صاروخي روسي، كما طلب الوقوف دقيقة صمت على أرواح كل الأوكرانيين الذين قتلوا خلال الحرب، وطالب مجددا بطرد روسيا من مقعدها الدائم في المجلس وبانشاء محكمة للنظر في الأعمال الإرهابية اليومية التي ترتكبها موسكو.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء إنهاء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، وقال زيلينسكي في فيديو عبر تطبيق تلغرام انتهت العلاقات بين أوكرانيا وسوريا، مضيفا أن ضغوط العقوبات على دمشق الحليفة لموسكو ستزداد شدّة.
من جانب آخر، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية الأربعاء إن 144 جنديا أوكرانيا، من بينهم عشرات المدافعين عن مصنع الصلب في ازوفستال في مدينة ماريوبول الساحلية، أطلق سراحهم ضمن عملية تبادل أسرى مع موسكو. وأوضح جهاز الاستخبارات التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية أن هذه أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الغزو الروسي الشامل، ومن بين 144 جنديا أطلق سراحهم، هناك 95 من المدافعين عن "ازوفستال"، من دون أن يحدد متى وأين جرت عملية التبادل.
في سياق منفصل، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة إن الولايات المتحدة سترسل إلى أوكرانيا اثنين من أنظمة الصواريخ ناسامز أرض/جو وأربعة رادارات إضافية مضادة للمدفعية وما يصل إلى 150 ألف طلقة مدفعية عيار 155 مليمترا ضمن أحدث صفقات الأسلحة لكييف. وقد أعلن الرئيس الأميركي الخطوط العريضة لحزمة المساعدات، التي تبلغ قيمتها نحو 820 مليون دولار، الخميس في مدريد عقب قمة زعماء حلف شمال الأطلسي التي تركزت على الغزو الروسي لأوكرانيا. وتتضمن هذه الحزمة من المعدات نظامين مضادين للطائرات وأربعة رادارات وصواريخ جديدة لقاذفات الصواريخ الأميركية من طراز "هيمارس" التي دخلت مؤخرًا إلى ساحة المعركة؛ ويمكن لنظامي الدفاع الجوي إطلاق صواريخ أرض جو قصيرة ومتوسطة المدى، وهما من صنع شركة "رايثيون" الأميركية والمجموعة النرويجية "كونغسبرغ"، كما يتيح النظامان القابلان للتشغيل عن بعد التصدي للطيران الروسي بما في ذلك الطائرات المسيّرة، وكذلك صواريخ كروز.
وقدم البنتاغون تفاصيل أكثر الجمعة مع إضفاء الطابع الرسمي على إعلان بايدن، وقال إن أحدث حزمة من المساعدات الأمنية تشمل أيضا ذخائر إضافية للأنظمة الصاروخية المدفعية عالية الحركة (هيمارس)، وتهدف المساعدات الأمريكية الجديدة إلى تعزيز قدرات كييف العسكرية بينما تواجه قصفا مكثفا بالمدفعية الروسية الثقيلة.
بعدما أعلن مبعوث الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا انتهاء المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الإيراني والأميركي في العاصمة القطرية الدوحة، شدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن تلك المفاوضات لم تحرز أي تقدم، وأضاف في بيان الأربعاء، أن المناقشات غير المباشرة في الدوحة انتهت، شاكراً الاتحاد الأوروبي على ما قدّمه من جهود لتسهيل الأمور بين الأطراف، إلا أنه أعرب عن خيبة أمل أميركية لأن إيران فشلت مرة أخرى في الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتحاد الأوروبي وبالتالي لم يتم إحراز أي تقدم، كما تابع أن بلاده كانت أعلنت استعدادها لإبرام وتنفيذ صفقة بسرعة بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووي بعد أشهر من المفاوضات، في حين أثارت إيران قضايا لا علاقة لها كليا بتلك الخطة، معتبراً أنها ليست مستعدة لاتخاذ قرار جوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الصفقة أي الاتفاق النووي أو دفنها.
يشار إلى أن مبعوث الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا كان قد أعلن عبر تويتر، انتهاء المفاوضات دون تحقيق أي تقدّم، متعهداً بمواصلة العمل بجهد أكبر لإحياء اتفاق رئيسي لمنع الانتشار ودعم الاستقرار الإقليمي.أما المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في الدوحة فكانت تستهدف كسر الجمود بشأن كيفية إحياء الاتفاق.
وفي سياق متصل، قالت وكيلة أمين الأمم المتحدة، تفقدنا حطام صواريخ سقطت بالسعودية واتضح أنها إيرانية الصنع، وأضافت روزماري دي كارلو، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول مدى تطبيق الاتفاق النووي الإيراني، أن إزالة إيران الكاميرات من المواقع النووية خطوة لها تداعيات وخيمة، وأن كمية المخزون الإيراني من اليورانيوم تزيد 10 أضعاف عن المسموح به، داعية إيران إلى التراجع عن أي خطوات لا تتفق مع التزاماتها الدولية.
وكان قادة دول "مجموعة السبع" نددوا الجمعة، باستمرار إيران في زعزعة استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، وتعهدوا عدم السماح لطهران بتطوير سلاح نووي، وطالب البيان الختامي لقادة "المجموعة" في ألمانيا، إيران بالتوقف عن تجاربها للصواريخ الباليستية وتهديداتها لأمن الملاحة في الخليج. كما قالوا إن إيران لم تستغل الفرصة الدبلوماسية بعد للعودة للاتفاق النووي. وتعهدت الدول السبع التزامها عدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وأشارت إلى أنها ستعمل مع شركاء دوليين آخرين لمواجهة التهديدات الدولية التي يتسبب فيها التصعيد الإيراني النووي، مشددة على أن الحل الدبلوماسي ما زال الأفضل لردع إيران عن الحصول على سلاح نووي، ودفعها للوفاء بالتزاماتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في سياق منفصل، نشرت وسائل إعلام إيرانية مساء الجمعة تقارير ومقاطع فيديو عن سلسلة انفجارات متتالية في قاعدة مالك الأشتر التابعة للحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران، في حين لم تعلق السلطات على الحادث؛ وسمع في الساعة 21:15 بالتوقيت المحلي دوي عدة انفجارات في معسكر مالك الأشتر للحرس الثوري الإيراني الواقع في منطقة 15 بجنوب شرق طهران. وبعد انتشار أنباء التفجيرات، أكدت حسابات تويتر إسرائيلية ومن ضمنها "تيرور ألارم" و"ألفا" هذه التقارير. ومن ناحية أخرى أعلنت مواقع تابع لمنظمة مجاهدي خلق أنه في الساعة 9:15 من مساء الجمعة، تعرضت قاعدة «مالك أشتر» التابعة للحرس الثوري لهجوم من قبل ما وصفتها بـوحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق.
ورغم عدم تأكيد هذه الانفجارات بشكل رسمي، فقد أكدت عدد من المصادر المحلية في طهران وقوع هذه التفجيرات. يشار إلى أنه في نفس الوقت الذي نُشر فيه هذا الخبر، نشرت وكالات أنباء مقربة من الحرس الثوري الإيراني أنباء عن حريق في مركز عسكري للجيش الإسرائيلي بالقرب من مدينة "رام" شمال إسرائيل. هذا ولم تنشر المزيد من التفاصيل حول هذا الحادث حتى الآن، لكن التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة أدت إلى أن يتكهن البعض بأن إسرائيل متورطة في هذه التفجيرات.
على الصعيد الاقتصادي، أعلن مركز الإحصاء الإيراني في آخر تقرير له يوم الثلاثاء، أن معدل التضخم في البلاد في الفترة من 22 مايو إلى 21 يونيو 2022 بلغ حوالي 12%، بينما كانت حكومة إبراهيم رئيسي قد توقعت أن يكون معدل التضخم نحو 8%، ونشرت صحيفة "اعتماد" الناطقة بالفارسية، مقالا يوم الأحد الماضي ناقشت فيه الوضع الاقتصادي الإيراني وفقا لآخر الإحصائيات الرسمية، فكتبت تقول: "بحسب علم الإحصائيات، إذا كان معدل التضخم الشهري 1.5%، فإن معدل التضخم في نهاية العام سيكون 20%، وإذا كان معدل التضخم الشهري 3%، فإن التضخم السنوي سيكون 40%"، وعلى ضوء ذلك، تساءلت الصحيفة: "الآن، وبالنظر إلى معدل التضخم البالغ 12% في يونيو، فإذا استمر الوضع في هذا الاتجاه، هل يصل التضخم إلى 160% مع نهاية العام الإيراني الحالي 1401 (الذي ينتهي في 21 مارس 2023؟). وبحسب تقارير إعلامية إيرانية محلية، فإن "الجراحة الاقتصادية" في إيران على طريقة حكومة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، دفعت المريض إلى حافة الموت. وتفيد التقارير بأن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 80% في إيران خلال ثلاثة أشهر فقط، والحكومة لم يبق أمامها إلا الكوبونات وبرر الرئيس الإيراني ذلك بالقول، "في أوروبا أيضا، يقدمون كوبونات"!! وفي الوقت الذي أعلن رئيس الدولة ونوابه ووزراؤه السماح لارتفاع أسعار أربع سلع فقط، وهي زيوت الطعام ومنتجات الألبان والدجاج والبيض، إلا أن الدراسات الاستقصائية، تظهر أنه من الصعوبة بمكان العثور على أي سلعة لم يرتفع سعرها، وبحسب مركز الإحصاء الإيراني، بعد تدخل الحكومة في سوق الصرف، ارتفعت جميع السلع الأساسية دون أن تنتظر الحصول على إذن من الحكومة.
في سياق متصل، تجددت يوم السبت المسيرات الاحتجاجية للمتقاعدين في مختلف المدن الإيرانية، وفي مدينة السوس شمال الأهواز، دفع اليأس من السلطات وخيبة الأمل في تلبية المطلب المتقاعدين إلى ارتدائهم الأكفان احتجاجاً على التمييز والفقر والظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها. ويواصل المتقاعدون في إيران بشكل متكرر ومتعاقب وقفاتهم ومظاهراتهم الاحتجاجية بين الحين والآخر، ويطالبون بزيادة الأجور لتناسب تكلفة الحياة، والتنفيذ الكامل للوعود التي قطعتها السلطات لزيادة رواتبهم وتسديد نفقاتهم الطبية. وإلى جانب ارتداء الأكفان، فقد رفع المتقاعدون في بعض المدن أطباقا فارغة ترمز إلى عدم قدرتهم على شراء أوليات الحياة المعيشية.
وشهدت مدن المحافظة المركزية في إيران وكل من محافظات كرمانشاه وخراسان وفارس والأهواز وأصفهان ولورستان وجيلان ومازندران وطهران السبت تجمعات ومسيرات احتجاجية للمتقاعدين وأصحاب المعاشات.
انتهت المظاهرات الحاشدة في العاصمة الخرطوم، مساء الجمعة، بتدخل قوات من الشرطة والأمن السوداني لتفريق جموع الغاضبين، فيما طالبت الأمم المتحدة بتحقيق مستقل حول مقتل متظاهرين في السودان. وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه في بيان أنها تطلب من السلطات إجراء تحقيق مستقل وشفاف ومعمق وغير منحاز في شأن رد قوات الأمن، انسجاماً مع المعايير الدولية السارية، مشددة على أن من حق الضحايا والناجين وعائلاتهم معرفة الحقيقة وإحقاق العدالة والحصول على تعويض. هذا وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في الخرطوم، الجمعة، وذلك غداة مقتل 9 أشخاص في تظاهرات اليوم السابق، وقد أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين حاولوا الوصول إلى القصر الجمهوري.
إلى ذلك، أغلقت السلطات السودانية ثلاثة جسور رئيسية تربط بين مدن العاصمة الخرطوم منذ الصباح الباكر، عقب إعلان تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم تيسير موكب جديد نحو القصر الجمهوري منتصف نهار السبت، وطوقت قوات الأمن وسط العاصمة والمناطق المحيطة بالقصر الجمهوري كما أغلقت الشوارع المؤدية لقيادة الجيش بالخرطوم ما تسبب في اكتظاظ مروري قبالة الجسور والطرق المغلقة. فيما تواصل اعتصام المتظاهرين أمام مستشفى الجودة جنوبي الخرطوم لليوم الثاني توالياً حيث يطالب المعتصمون بإنهاء الوجود العسكري في حكم البلاد السياسية وتحقيق سلطة مدنية كاملة.
وفيما تتواصل الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي في شوارع الخرطوم وضواحيها، شدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على أنه يجب الاستماع لمطالب آلاف السودانيين الراغبين في الحرية والسلام، وقال في بيان الأحد إن على السلطات السودانية الانخراط في عملية الحوار التي تيسرها الآلية الثلاثية.
يشار إلى أن الآلية الثلاثية كانت أطلقت في الثامن من يونيو الماضي جولة رسمية من الحوار المباشر بين كافة الفرقاء، من أجل التوصل إلى حل ينهي المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد، على أن تعقد الجولة التالية في 12 يونيو، إلا أنها أجلت لاحقاً لأجل غير مسمى على الرغم من أن وفداً من قوى الحرية والتغيير -المجلس المركزي (أحد المكونات المدنية الأساسية في البلاد) كان التقى في التاسع من يونيو بوفد عسكري، في أول اجتماع من نوعه منذ خريف العام الماضي 2021، ما عرف بـ"اجتماع الخميس"، واعتبر خطوة نحو إعادة التواصل بين الطرفين، والتقدم في فصول الحوار. غير أن "الحرية والتغيير" عادت وأكدت أنها لا تزال ترفض مشاركة العسكريين في الحكم، وتطالب بإلغاء كافة الإجراءات الاستثنائية التي فرضت من قبل الجيش السوداني العام الماضي، على الرغم من تواصل الحوار بينها وبين المكون العسكري.
أعلنت أربع شركات طيران صينية الجمعة أنها ستشتري ما مجموعه 292 طائرة إيرباص في صفقات بقيمة إجمالية ضخمة بلغت 37 مليار دولار. فقد أعلنت شركة "تشاينا إيسترن" أنها وافقت على شراء مئة طائرة إيرباص من طراز "ايه 320 نيو"، فيما أعلنت شركة "تشاينا ساذرن" في اليوم نفسه أنها ستشتري 96 طائرة من الطراز نفسه. من جهتها أكدت "إير تشاينا" وشركة "شينجن إيرلاينز" التابعة لها شراء ما مجموعه 96 طائرة "ايه 320 نيو"، وفق بيانين منفصلين. وتأتي الطلبيات بعد سنة حافلة لإيرباص التي سجّلت في العام 2021 أرباحا قياسية إثر ركود استمر عامين من جراء الجائحة، ما يعطي الشركة أفضلية إضافية على منافستها الأميركية بوينغ. من جهتها، أكدت إيرباص طلبيات الشراء في بيان أشارت فيه إلى أن الصفقات تظهر الزخم الإيجابي للتعافي والآفاق المزدهرة لسوق الطيران الصينية، وقالت إن هذه الصفقات جاءت تتويجا لمناقشات مطوّلة ومكثّفة جرت خلال فترة جائحة كوفيد الصعبة.
دعا الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي القضاة المضربين عن العمل احتجاجاً على عزل العشرات منهم، إلى استئناف العمل بالمحاكم بداية من الاثنين المقبل، فيما تعهّد رئيس جمعية القضاة التونسيين بالتفاعل إيجابياً مع هذه الدعوة، وناشد الطبوبي، الجمعة، في لقاء جمع ممثلي مختلف الهياكل القضائية بوفد من المجتمع المدني، القضاة المضربين عن العمل منذ نحو شهر إلى استئناف العمل، معبّراً عن مساندة المنظمة النقابية لنضالاتهم في الدفاع عن استقلالية السلطة القضائية.
ومن جهته، أفاد رئيس جمعية القضاة التونسيين أنس الحمادي بأن تنسيقية الهياكل القضائية ستجتمع نهاية الأسبوع وستتفاعل إيجابياً مع طلب اتحاد الشغل برفع الإضراب، ملمحّاً إلى أن الاجتماع سيشهد اتخاذ قرارات تتعلق بطبيعة الأشكال النضالية المتخذة في الفترة المقبلة. يذكر أن القضاة التونسيين ينفذون للأسبوع الرابع على التوالي إضراباً بكافة محاكم البلاد، احتجاجاً على عزل رئيس الجمهورية قيس سعيد 57 قاضياً على خلفية الفساد والتستر على قضايا إرهابية.
وفي سياق الأزمة، نشر الرئيس التونسي، قيس سعيّد، في الجريدة الرسمية الخميس مشروع دستور جديد سيُطرح على استفتاء عام في 25 يوليو، ويمنح رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة، في تعارض واضح مع النظام البرلماني القائم حالياً في البلاد. وينصّ مشروع الدستور على أنّ رئيس الجمهورية يمارس الوظيفة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة، يعيّنه الرئيس، وهذه الحكومة مسؤولة عن تصرّفاتها أمام رئيس الجمهورية وليست بحاجة لأن تحصل على ثقة البرلمان لتزاول مهامها، كما يمكن للرئيس أن ينهي مهام الحكومة أو مهام أيّ عضو منها تلقائياً، ما يعني أنّ البلاد ستنتقل إذا ما أقرّ هذا المشروع من النظام البرلماني الحالي إلى نظام رئاسي. ويمنح مشروع الدستور رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة في ميادين شتّى، بالمقابل يقلّص مشروع الدستور الجديد إلى حدّ بعيد صلاحيات البرلمان، الذي ستُستحدث فيه غرفة ثانية هي "المجلس الوطني للجهات والأقاليم".
وكان سبق للصادق بلعيد، منسّق الهيئة الوطنية الاستشارية لإعداد الدستور الجديد، أن قال أن مشروع الدستور لا ينصّ على أنّ الإسلام هو دين الدولة، كما هي الحال في دستور 2014 بل يقول إنّ "تونس جزء من الأمة الإسلامية، وعلى الدولة وحدها أن تعمل على تحقيق مقاصد الإسلام الحنيف في الحفاظ على النفس والعرض والمال والدين والحرية". وتهدف هذه الصيغة إلى التصدّي للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية على غرار "حركة النهضة". ويفترض أن يحلّ هذا النصّ محلّ دستور 2014 الذي أنشأ نظاماً هجيناً كان مصدر نزاعات متكرّرة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
في السياق، قرر الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة النقابية ذات النفوذ الواسع، أن يترك لقواعده حرية الاختيار والمشاركة في التصويت على مشروع الدستور الجديد، الذي سيعرض على الاستفتاء يوم 25 يوليو الجاري، حيث وبعد الاستماع إلى آراء خبراء القانون الدستوري ومحامين وقضاة بشأن محتوى الدستور الجديد، قررت الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل، خلال اجتماع يوم السبت، عدم مقاطعة الاستفتاء وترك حرية المشاركة والاختيار والتصويت على مشروع الدستور الجديد لقواعده النقابية. وموقف اتحاد الشغل قد يخدم الرئيس، قيس سعيد، الذي يسعى لتمرير مشروع الدستور في الاستفتاء المرتقب، وإنشاء جمهورية جديدة.
إلى ذلك، قال القيادي بحركة الشعب، هيكل المكي، إن المجلس الوطني للحزب المنعقد، السبت، بمحافظة قابس جنوب البلاد، قرر بالإجماع المشاركة في استفتاء 25 يوليو الحالي والتصويت بنعم على مشروع الدستور الجديد. كذلك، رأى حزب التحالف من أجل تونس، أن الدستور المقترح أعاد للحكم نجاعته، وتماسك ووحدة الدولة. وأثنى على النظام الرئاسي الذي تضمنه، لاسيما أنه لا يخول الرئيس الترشح لأكثر من دورتين.
بالمقابل، وجه رئيس لجنة الدستور في تونس انتقادات حادة للدستور المقترح الذي عرض على المواطنين، واعتبر الصادق بلعيد، أستاذ القانون الدستوري السابق الذي عينه الرئيس لصياغة دستور جديد للجمهورية، يوم الأحد، أنه لا يمت بصلة للمسودة الأولى ويتضمن مخاطر جسيمة، وقال إن النسخة التي نشرت لا تشبه المسودة الأولى التي اقترحتها لجنة الدستور. كما أضاف أن النسخة النهائية التي نشرت تحتوي على فصول يمكن أن تمهد الطريق لنظام غير ديمقراطي، منتقداً الفصل الذي يسمح بتمديد ولاية الرئيس.
تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.
الجديد في المنطقة العربية هو الحديث المستجد والملموس حول إمكانية تأسيس "ناتو" عربي، وهو الأمر الذي إذا تمّ سيكون بالطبع موجّهاً بالتحديد في مواجهة ايران الأمر الذي تحسست منه بسرعة وجاء كلام المفتي الجعفري أحمد قبلان في هذا السياق ليحذّر من بييروت عن عسكرة في المنطقة تحدث تحت غطاء اسرائيلي-اميركي!
في سوريا لا يزال الوضع معقداً وبالأخص مع تراجع الثقل الروسي على الأرض بسبب الحرب الاوكرانية، فبالرغم من تواجد القوات الروسية في سوريا يبدو أن هناك تراجعاً في قوة إمساك هذه القوات بالوضع الداخلي، وقد أتى كلام ملك الاردن هذا الأسبوع ليؤكد أن الميليشيات الشيعية اصبحت تتحرّك في الفترة الأخيرة بحرية أكبر. وتأتي زيارة وزير الخارجية الايراني إلى دمشق نهاية هذا الأسبوع في هذا الإطار، حيث أن التوتّر المستجد في المنطقة الشمالية حيث تتواجد الميليشيات الايرانية بشكلٍ كثيف في مناطق النظام، مع التهديد التركي بالقيام بعملية عسكرية جديدة دفع بطهران إلى التحرّك مع عجز الجانب الروسي عن ردع الجانب التركي عن التحرّك. أما في الوضع السياسي فلا تغيير حتى الساعة، وسط تعنّت الأسد ورفضه الالتزام بالقرارات الدولية. وفي الوضع الإنساني فالأمر إلى تراجع وسط التحذيرات الدولية من الوضع المأساوي المتفاقم الذي يعاني منه الشعب السوري.
في الملف الايراني، انشغلت طهران هذا الأسبوع بإعادة ترتيب جهاز مخابراتها بعد الخرق الاسرائيلي، الذي لم تعترف به، الذي حصل مع تزايد عمليات الاغتيال للضباط ومهندسين من الصف الأول في الفترة الأخيرة. فيما تتزايد حركة التظاهرات في الداخل مع تدهور الأوضاع الاقتصادية. ولم تستطع ايران من خلال اللقاء الذي نظّمته قطر من كسر الجليد مع الجانب الاميركي في ملف المفاوضات، والذي يظهر أنه أصبح في وضعية الموت السريري الأمر الذي يمكن أن يؤجّج المنطقة في الفترة القادمة. أما في ملف حوار ايران مع دول الجوار، فيبدو أن الأمور لا تزال بعيدة المنال بالرغم من التفاؤل الذي تتكلّم به طهران!
في العراق، لا يبدو أن "الإطار التنسيقي" –الحلف الموالي لايراني – قد يتمكّن من إدارة البلد، كما تمنّى، بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية. فبعد اكثر من اسبوع من الاستقالة لا تزال القوى الموالية في حيرة من أمرها كيف تشكّل حكومة!
في الأزمة التونسية، يبدو أن مشروع الرئيس التونسي قد وُضع على طريق التنفيذ بالرغم من المعارضة في الشارع، والتي يبدو أنها غير متراصة. فبعد نشر نسخة الدستور الجديد وإعلان الاتحاد العام للشغل ترك حرية الاختيار والمشاركة في التصويت لقواعده وتسجيل حوالي مليون تونسي أسماءهم للمشاركة في التصويت، تبدو الصورة الإجمالية تفاؤلية في إمكانية إقرار دستور جديد لتونس والذهاب نحو الحلول في المستقبل القريب.
أما في ليبيا فالصورة سوداوية مع تمسّك الأطراف السياسية بمواقفها، بالرغم من الاتفاق غير الكامل الذي حصل في القاهرة بين البرلمان ومجلس الرئاسة. فعلى الأرض لا تزال القوات المسلحة التابعة للأفرقاء السياسيين في صدام يمكن أن ينفجر في اية لحظة. وفي ظل الانقسام الحاصل بين حكومتين اتخذ الجيش الليبي موقفاً داعماً للشعب الذي انتفض هذا الأسبوع مطالباً بإجراء الانتخابات وبحلّ الحكومتين.
في اليمن لا تبدو الصورة أجمل، فالميليشيات الحوثية مستمرة في خرق الهدنة مع رفضها تنفيذ ما تم الاتفاق عليه حول رفع الحصار عن مدينة تعز. بالتوازي يعمل المجتمع الدولي على حلّ مشكلة خزان النفط "صافر" ما دام الحوثيين قد أعطوا الضوء الأخضر، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور ميدانياً وسياسياً.
وفي ظل الهجوم الايراني المستمر على دول المنطقة وتراجع الدور العربي المنشغل في تطوير قدراته الداخلية في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية لا تبدو المنطقة العربية أنها ذاهبة نحو التهدئة بل على العكس، ومع تأزم الملف النووي الايراني يمكن ان تعمل القوى المدعومة ايرانياً إلى التفجير لمصلحة طهران!
في أزمة الحرب الاوكرانية، يبدو أن الحرب ستطول مع استمرار الرئيس الروسي بالدفع قدماً نحو تنفيذ مخططاته التوسّعية ومع تمسّك الجيش الاوكراني ومن خلفه الشعب بالدفاع عن أرضه. وبالنسبة للمجتمع الغربي الذي استوعب متأخراً "الجنون البوتيني"، فقد اتخذ قراره بالوقوف خلف الشعب الاوكراني داعماً له بكل الوسائل المتاحة دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
27 حزيران 2022
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، إدمون رباط، أحمد فتفت، أمين محمد بشير، ايلي القصيفي، ايلي كيرللس، أيمن جزيني، ايلي الحاج، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كبارة، رودريك نوفل، خليل طوبيا، جوزف كرم، جورج الكلاس، حبيب خوري، سامي شمعون، فارس سعيد، فتحي اليافي، فيروز جودية، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشناتي، عطالله وهبي، كمال الذوقي، لينا تنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، ميّاد صالح حيدر، نورما رزق، نبيل يزبك، نيللي قنديل، وأصدر البيان التالي :
مرّة جديدة يصرّ "حزب الله" بصفته ممثلاً للإحتلال الإيراني على جعل لبنان، ساحة صراع وصندوق بريد يستخدمه "محور المقاومة" لإطلاق الرسائل السياسية والأمنية ليس باتجاه الخارج وحسب بل باتجاه الداخل اللبناني أيضاً.
هكذا نظّم حزب الله ورعى زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية إلى لبنان والذي أطلق مواقفَ لا تعني لبنان من قريب أو بعيد، وإنمّا تضعُه من جديد على فالق الصراعات الإقليمية وتعيد إنتاج خريطة الإنقسام الداخلي حول الموضوع الفلسطيني. ذاك الإنقسام الذي أدّى إلى إندلاع الحرب الأهلية التي يشفَ لبنان من تداعياتها السياسية والأمنية والإقتصادية – الإجتماعية المدمّرة.
يحصل هذا كلّه في وقت يغرق لبنان أكثر فأكثر في بحر أزماته السياسية والمعيشية بينما تتهرّب السلطة السياسيّة من أدنى مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني، إنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يجد متّسعاً من الوقت لاستقبال إسماعيل هنيّة الذي قاطعت السلطة الفلسطينية نشاطاته في لبنان بينما أضفى الرئيس عون طابعاً رسمياً على زيارته وغطّى مواقفه المستهجنة والمرفوضة من غالبية الشعب اللبناني التي لا تريد أن يكون وطنها منصّة لإطلاق الرسائل الإقليمية ولا أرضاً منذورة للحروب الداخلية بعوامل خارجية ومحلّية.
إنّ "لقاء سيّدة الجبل" إذ يستنكر زيارة هنّية إلى لبنان ويدين المواقف التي أطلقها خلالها، يحمّل رئيس الجمهورية، بصفته رأس الدولة وقاسم اليمين على الدستور اللبناني، المسؤولية المباشرة في تغطية خرق اسماعيل هنيّة للسيادة الوطنية من خلال إطلاق مواقف لا تمتّ إلى المصلحة الوطنية بصلة.
كما يدعو "اللقاء" جميع القيادات السياسية والروحية في لبنان للتنبّه إلى خطورة مساعي "محور المقاومة" لإعادة توظيف العامل الفلسطيني في لبنان لإزكاء الإنقسام اللبناني – الفلسطيني الذي يولّد بالضرورة إنقساماً لبنانياً – لبنانياً، وذلك بعدما تطلّب تجاوز هذا الإنقسام، أو تبريده بالحدّ الأدنى، جهوداً من الجانب اللبناني والفلسطيني لضمان أمن اللبنانيين والفلسطينيين معاً.
ويحذّر "لقاء سيّدة الجبل" مجدّداً من مغبّة التساهل السياسي أمام إقحام لبنان أكثر فأكثر في سياسات المحور الإيراني في المنطقة، ويدعو تكراراً القوى السياديّة والوطنية وخاصةً الممثلة في مجلس النواب إلى تبنّي خريطة الطريق الوحيدة التي تكفل خروج لبنان من أزماته الخطيرة، وهي تبدأ وتنتهي بتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية بشأن لبنان، 1559 و1701 و1680 و 1757 كما الإلتزام بمبادرة السلام العربية. أمّا الطرق الأخرى فهي كلّها تودي بلبنان نحو مزيد من الإنقسام والإنهيار والتداعي.
2*) بزّي
28 حزيران 2022
أكد عضو المكتب السياسي في حركة "امل" النائب السابق علي بزي ان مقاربة الحركة "لملف ترسيم الحدود البحرية تنطلق من معادلة الحقوق لاستثمار كامل ثرواتنا في البحر دون تفريط او تطبيع او مقايضة او تنازل والدولة مستعدة للعودة الى المفاوضات برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية انطلاقا من اتفاق الاطار الذي توصل اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الجانب الاميركي بعد اكثر من عشر سنوات من المحادثات والمناقشات واللقاءات قبل ان يتم وضعه في عهدة رئاسة الجمهورية".
وشدد بزي على "وحدة الموقف اللبناني الرسمي خلال المحادثات التي اجراها في لبنان مؤخرا المسؤول الاميركي الاعلى عن ملف الطاقة اموس هوكشتاين". وأعلن ان "رئيس البرلمان اللبناني اثار خلال لقائه هوكشتاين اهمية استثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر سوريا".
واعتبر أن "الانتخابات النيابية بنتائجها ومفاعيلها يجب ان تشجع على طي صفحة ما قبل الانتخابات والتأسيس لصناعة الحلول للأزمات الضاغطة التي يعاني منها المواطن والوطن مع الاشارة الى ان المجلس النيابي القديم قد اقر العديد من القوانين والتي للأسف لم تنفذ من قبل السلطة الاجرائية والتي لم تصدر مراسيمها التطبيقية".
وأمل بزي في"إقرار خطة تعافي اقتصادية وتوحيد سعر الصرف وإنجاز موازنة اصلاحية والتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي".
وأشار الى "ضرورة الاستفادة من مد الأيادي التي عبر عنها رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء للنهوض بالبلد من ازماته والمواطن من معاناته"، مرحبا بـ"أي مساعدة من المجتمع الدولي شرقا او غربا دون اي ارتهان او انتقاص من السيادة الوطنية".
وردا على سؤال، أكد ان "لبنان دولة مستقلة حرة، لكنها لا تعيش في جزيرة معزولة، وهناك تأثيرات على الواقع اللبناني، نأمل ان لا تكون سلبية".
وعبر عن موقف حركة "امل" بأن "الطائفية نقيض الديموقراطية"، وقال: "طموحنا في حركة امل الانتقال الى الدولة المدنية، وللرئيس بري اكثر من محطة وموقف تجاه هذا الأمر".
3*) الكتائب
28 حزيران 2022
عقد اجتماع مشترك للمكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجمّيل، تم في خلاله إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي وضعت تخليدًا لذكرى عضو المكتب السياسي انطوان بعقليني الذي سقط شهيدًا في قاعة الاجتماع أثناء انعقاده، إثر استهداف بيت الحزب المركزي في الصيفي بسيارة مفخّخة عام 1993. حضره رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس، ابن "شهيد الكتائب" جاد بعقليني وشقيقه ميشال وعدد من أفراد الأسرة، إلى رئيس قسم الشياح إيلي صليبي ومسؤولين حزبيين في إقليم بعبدا الكتائبي.
ثم انتقل المكتب السياسي إلى مداولاته، وأصدر بيانا، رأى فيه أن "تحركات رئيس المكتب السياسي ل"حركة حماس" اسماعيل هنية والزيارات التي قام بها للرسميين وغير الرسميين والمواقف التي أطلقها، عادت بنا في الذاكرة إلى أيام ما قبل الحرب، عندما كانت الفصائل الفلسطينية تتحكّم بمفاصل البلد وتستخدم لغة التهديد والوعيد بشنّ الحروب عبر الحدود الجنوبية، ما أطاح بالدولة وأدى الى ما أدى إليه من خراب"، مؤكدا "للسيّد هنية ومن زارهم في السرّ والعلن من أصدقائه المتجدّدين، أنّ تلك الأيام ولّت إلى غير رجعة، وأنّ أي محاولة لجرّ لبنان إلى محور الممانعة خدمة لمفاوضات تجري من هنا وأجندات تنتظر من هناك، فشلت في السابق وهي ستفشل مجددًا ما دام في لبنان أحرار"، معتبرا ان "هذه الزيارة أكدت مدى سطوة السلاح على قرار البلد وأظهرت زيف ادعاءات ألامين العام لحزب الله من أنه لا يسيطر على المؤسسات الدستورية في لبنان، فإذا به ينسج التحالفات العسكرية مع نظرائه في الممانعة وسط صمت مُخزٍ لمن يدّعون الإمساك بالمؤسسات الدستورية وقيادة المفاوضات الخارجية".
واشار الى ان "الاتجاه الذي تسير به عملية تشكيل الحكومة يشي باتجاه إلى التمييع والتسويف بهدف كسب الوقت وصولًا إلى الاستحقاق الرئاسي المحدّد بعد أربعة أشهر من اليوم. إنّ السير في هذا المنطق جريمة موصوفة بحق البلد وأهله الذين لا يملكون، عكس المنظومة، ترف هدر الفرص للخلاص من المأزق الذي يعيشون به ويرفضون مسرحيات البيع والشراء التي تجري بحجة الوصول الى تفاهمات هي في الواقع محاصصة مكشوفة. ويدعو حزب الكتائب إلى تشكيل حكومة فورًا تكون من أصحاب الاختصاص والكفاية والقادرين على التفاوض مع صندوق النقد والدول الصديقة وفقًا لخطة واضحة توقف الانهيار وغير ذلك سيكون فشلًا متجدّدًا".
4*) المجلس الوطني
30 حزيران 2022
أجرى "المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان"، اليوم الخميس، إنتخاب هيئاته القيادية، وقد تشكلت الهيئة العامة من 201 شخص، إنتخب منهم 117 عضوا عبر التصويت الإلكتروني، فيما اقترع 41 شخصا حضوريا. وقد بلغت نسبة المشاركة 78.61 في المئة.
وقد فاز الدكتور فارس سعيد برئاسة المجلس بالتزكية، فيما تم انتخاب 12 عضوا من بين 24 تنافسوا على عضوية المكتب السياسي وهم: أحمد فتفت، أنطوان القسيس، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، إيلي كيرللس، بهجت سلامة، توفيق كسبار، سوزي زيادة، طوني حبيب، منى فياض، مصطفى علوش، و ندى صالح عنيد.
وسيدعو الدكتور فارس سعيد المكتب السياسي إلى الإجتماع الأسبوع المقبل لتعيين الأمين العام وتشكيل هيئة الأمانة العامة.
5*) حزب الله
1 تموز 2022
عقدت "كتلة الوفاء للمقاومة" جلستها الدورية في مقرها في حارة حريك، وأصدرت بيانا، أشارت في مستهله الى انها "تتابع تفاصيل الوضع اللبناني وتطوراته سواء على صعيد التشكيل الحكومي أو على صعيد تفاقم الأزمة المعيشية للمواطنين وغياب المعالجات الجادة، أو على صعيد الترقب الحذر لمسار ترسيم الحدود البحرية للبنان".
ولفتت الى انها "تنظر بارتياح كبيرالى تنامي فاعلية الخيار المقاوم ضد العدو الصهيوني، وترى في زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ السيد إسماعيل هنية إلى لبنان، واللقاءات التي عقدها مع المسؤولين اللبنانيين ومع سماحة الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، ما يعبر بوضوح عن الموقف الفلسطيني المقاوم والمتضامن مع لبنان في وجه الضغوط ومحاولات الابتزاز الإسرائيلي من جهة، ويؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقه المشروع في تحرير وطنه والعودة إلى كامل أرضه واعتزازه بموقف لبنان الرسمي وشعبه المقاوم والداعم لنضاله المتواصل والمشروع من جهة أخرى".
أضاف البيان : ومن دواعي الاهتمام وتحمل المسؤولية، أن تعرب الكتلة لشعبنا اللبناني عن التزامها بما يلي:
1- تؤكد الكتلة ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، للتصدي بمسؤولية لكل مآلات وتداعيات الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية المتمادية والتي تكاد تهدد الاستقرار في البلاد لا سيما مع تزايد العبء الذي بات يمثله استمرار وجود النازحين السوريين في لبنان دون أي مبرر في ظل تحسن الأوضاع الأمنية في سوريا الشقيقة واستعدادها لاستقبال مواطنيها العائدين.
2- إن إقرار خطة التعافي وتثبيت سعر صرف العملة الوطنية واستئناف درس الموازنة لاقرارها وتنظيم التحويلات المالية ضمن ضوابط قانونية عملية والعمل على استعادة الأموال المحولة للخارج وإقرار الإصلاحات المطلوبة للنظام المصرفي وتثبيت قواعد ضامنة لحماية أموال المودعين وعدم المس بها، كل ذلك يشكل المسائل الملحة التي ينبغي للحكومة القيام بها فضلا عن متابعتها للمسائل الأخرى الوطنية والتنظيمية والمعيشية.
3- تجدد الكتلة دعوتها إلى وزارة الاقتصاد من أجل أن تستنفر المزيد من جهودها تخطيطا ومتابعة، لإنهاء ما سمي بأزمة الرغيف، والعمل على توفير حاجة السوق والبلاد إلى الطحين وملاحقة المحتكرين والمهربين والمتورّطين في التلاعب بلقمة عيش المواطنين.
4- ترفض الكتلة بموجب التزامها الديني والإنساني والقانوني والدستوري والأخلاقي أي تسامح مع مروجي الشذوذ والإباحية والمثلية في لبنان لما في ذلك من خطر على المجتمع وأجياله وعلى الهوية الوطنية والحضارية للبنانيين".
وشددت الكتلة على "أهمية تظهير الموقف الوطني الواحد الرافض والمدين لهؤلاء وللظواهر الشاذة التي يروجون لها". وإذ رحبت ب"موقف المرجعيات الإسلامية والمسيحية الشاجبة لهذه الظواهر ومروجيها، فإنها تحث جميع الأوساط الحزبية والمؤسساتية وخصوصا التربوية والمهنية والاجتماعية الخيرية على إصدار المواقف الشاجبة والرافضة لهذه البدع الشاذة المتسربة إلى بلدنا لبنان.
5- التزاما منها ببرنامجها الانتخابي الذي خاضت على أساسه الانتخابات النيابية لدورة العام 2022، أنجزت الكتلة إعداد عدد من اقتراحات القوانين التي تعهدت للبنانيين العمل على إصدارها، وهي ستحيل بعضها إلى المجلس النيابي خلال الدورة الاستثنائية المنعقدة، فيما ستحيل مع بداية العقد العادي المقبل اقتراحات أخرى تتصل بتطوير وتصويب المقاربات القانونية إزاء حقوق المواطنين بهدف حمايتها وتكريسها في المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية والمالية، ومنها اقتراح تعديل دستوري لخفض سن الاقتراع واقتراح استحداث وزارة جديدة في الحكومة بعنوان: "وزارة التخطيط".
6*) البطريرك الراعي
3 تموز 2022
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان وعاونه المطرانان جوزيف نفاع وبيتر كرم، بمشاركة عدد من الآباء والكهنة وعدد كبير من المؤمنين.
وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "دعا يسوع الإثني عشر، وأعطاهم سلطانا وأرسلهم" (متى 10: 1 و5)، قال فيها: "نحن ليتورجيا في زمن العنصرة، وكنسيا في زمن الكنيسة المرسلة لتعلن إنجيل ملكوت الله، وهو إنجيل شفاء كل إنسان من تسلط الأرواح عليه، ومن الأمراض الحسية والروحية والمعنوية، بإعادة كل ضائع إليها. بدأت هذه الرسالة مع الرسل الإثني عشر، أساقفة العهد الجديد، وتتواصل مع خلفائهم الأساقفة والكهنة معاونيهم بحكم الرسامة الأسقفية والكهنوتية. لكن هذه الرسالة يشارك فيها كل المسيحيين بحكم المعمودية والميرون. دعوة وسلطان وإرسال. ثلاثة مصدرها إلهي. الدعوة مجانية من محبة الله وجودته. والسلطان من المسيح الرب الذي أعطي كل سلطان في السماء والأرض (متى 28: 18). والإرسال منه (متى 28: 18). هذه الثلاثة مؤتمنة عليها الكنيسة، بأساقفتها وكهنتها ومكرسيها ومكرساتها وشعبها. ولا يحق لأحد أن يتصرف بها على هواه، أو أن يجعلها على قياسه، أو أن يخضعها لشروط شخصية أو خارجية".
وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية في الأحد الأول من وجودنا في الكرسي البطريركي بالديمان. ونقيم الذبيحة الإلهية مع كاهن وأهالي الديمان وقرية قنوبين، جريا على العادة، على نيتهم، مقيمين ومنتشرين، ذاكرين أحياهم وموتاهم. ونحن سعداء لما يشد بين الكرسي البطريركي وبينهم من روابط محبة وتعاون وانتماء كنسي، لاسيما وإننا في قلب نيابتنا البطريركية في الجبة من الأبرشية البطريركية. وإني أحيي نائبنا البطريركي العام عليها سيادة أخينا المطران جوزف نفاع، والقيم البطريركي، والآباء المعاونين في النيابة والرعية. نتمنى لكم جميعا صيفية مباركة. ونحيي كل الآتين من بعيد وقريب ويشاركوننا في هذه الليتورجيا، وأذكر من بينهم رئيس الرابطة المارونية الجديد، السفير الدكتور خليل كرم والاعضاء. تهدف الرسالة الإلهية المؤتمنة عليها الكنيسة إلى نشر ملكوت المسيح، ملكوت الحقيقة والمحبة والحرية والقداسة والعدالة والسلام، على كل الأرض لمجد الله الآب، وإشراك جميع الناس في الخلاص الذي تحقق بالفداء. هذا هو العمل الرسولي الذي تمارسه الكنيسة بواسطة كل أعضائها، بأنواع مختلفة. فالدعوة المسيحية هي من طبعها أيضا دعوة للعمل الرسولي. يشارك فيه كل عضو قي الكنيسة في مقدار إمكاناته ومواهبه وحالته ومسؤولياته، تماما كما يفعل أعضاء الجسد البشري، فلا يوجد عضو بدون عمل ووظيفة. والكل من أجل نمو الجسد بكامله (القرار في رسالة العلمانيين، 2)".
أضاف: "لا يقتصر العمل الرسولي على الشأن الكنسي، الروحي والراعوي، بل ينبسط أيضا إلى قطاعات أخرى: إلى القطاع الإجتماعي في كل ما يتعلق بمبدأ "مسؤولية الجميع عن الجميع"، والترابط بين أعضاء المجتمع من أجل التعاون والتكامل؛ وإلى القطاع الإقتصادي في ما يتعلق بإتاحة فرص العمل للجميع، وتعزيز حقوق العمال والأجور اللائقة والكافية لتحقيق الذات وإنشاء عائلة، وتحفيز القدرات الشخصية، وإعطاء تسهيلات للقطاع الخاص والإنتاج المحلي في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية والخدماتية؛ وإلى القطاع السياسي في ما يختص بالخير العام والعدالة والسلام".
وتابع: "المسيحي الذي يتعاطى الشأن السياسي والعام، مدعو بحكم المعمودية والميرون، ليمارس مسؤوليته بروح الخدمة والتجرد والمناقبية؛ وليؤدي الشهادة للقيم الإنسانية والإنجيلية كالحرية والعدالة والإنصاف والتفاني الصادق في سبيل الخير العام؛ وليحترم كل مواطن كشخص بشري له قدسيته وكرامته وحقوقه الأساسية ومستقبله ومصيره، ويعمل على إنمائه الشامل وتحفيز قدراته. ومدعو ليتصدى للإغراءات واللجوء إلى المناورات الخسيسة والكذب واختلاس أموال الدولة، والزبائنية السياسية، واستعمال أساليب غير شرعية للوصول إلى السلطة، والاحتفاظ بها والتوسع فيها بأي ثمن (شرعة العمل السياسي ص 19-21). إنطلاقا من هذه الأخلاقية السياسية نطالب المسؤولين السياسيين بتأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن لحاجة بلادنا إليها أكثر من أي يوم مضى. نريدها حكومة، كما ينتظرها الشعب، جامعة توحي بالثقة من خلال خطها الوطني ومستوى وزرائها، وجديتها في إكمال بعض الملفات العالقة، وضمان إستمرار الشرعية وحمايتها من الفراغ. فكما نطالب بإلحاح بتأليف حكومة جديدة، نطالب بإلحاح أيضا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر، كما تنص المادة 73 من الدستور. وينتظر الشعب أن يكون رئيسا واعدا ينتشل لبنان من القعر الذي أوصلته إليه الجماعة السياسية، أكانت حاكمة أم متفرجة".
وقال: "إن إنسحاب لبنان من محيطه ومن العالم حوله جزيرة معزولة فيما كنا دولة ونخبا في قلب الكون وبين الأمم، وشركاء في تقدم المجتمعات. واليوم، بحكم انحياز أطراف لبنانية عديدة إلى محاور الـمنطقة، صار لبنان يتأثر، مع الأسف، أكثر من غيره بالأحداث التي تجري. ويعز على اللبنانيين أن تسعى جميع دول المنطقة إلى البحث عن الحلول وعن مكان لها تحت الشمس، فيما نغوص نحن في المشاكل والأزمات. فلا بد من أن يستعيد لبنان طبيعته أي حياده الإيجابي الناشط، الذي هو المدخل الوحيد إلى الإستقرار والنمو. ونحن من موقعنا التاريخي وضميرنا الوطني نضع كل إمكانياتنا وعلاقاتنا لمساعدة المعنيين على تجاوز الصعوبات وتأليف حكومة وانتخاب رئيس منقذ يستعيد سيادة الدولة على كامل أراضيها، والقرار الوطني، ويركز لبنان في مكانه الطبيعي ودوره الصحيح ورسالته التاريخية. إن التأخير في تأليف حكومةٍ هو استثناءٌ في دول العالم بينما أصبح قاعدة في لبنان. لذا، نحن لسنا في وارد الاستسلام للقدر ولا التسليم بمنطق العيشِ الدائم في الأزمات ولا الخضوع للأمر الواقع. فلن نوفر جهدا داخليا وعربيا ودوليا لإنقاذ لبنان. ما عاد الانتظار مرادفا للتأني، بل لإضاعة الفرص وضياع لبنان، ولن ندعه يضيع مهما كانت التضحيات والمبادرات التي قد نضطر لاتخاذها".
وختم الراعي: "لا نستطيع باسم الكنيسة أن نتخذ موقف المسؤولين السياسيين من الشعب، بل ندينه. فلا نتجاهل أين أصبحت حالة شعبنا! ولا نغمض أعيننا عن مصائبهم ومآسيهم وفقرهم وفقدانهم الغذاء والدواء وهجرتهم! ولا نصم آذاننا عن أنين المرضى والموجوعين! إننا مع المجتمع الدولي نندد بلامبالاة المسؤولين عندنا وسوء حوكمتهم، وتسجيلهم نقاطا على بعضهم البعض، فيما الشعب يبحث عن لقمة خبز ونقطة ماء وحبة دواء. إنها لجريمة كبرى أن تطغى لعبة المصالح الخاصة في زمن الانهيار على مصلحة الدولة والشعب. بعض المسؤولين يتصرفون وكأن الحال اللبنانية تسمح بترف تبادل الشروط والشروط المضادة، والمناورات والمناورات المضادة، فتمر الأشهر ولا تتشكل الحكومة، فندخل في المجهول. وما يزيد النقمة أن هؤلاء المسؤولين يعرفون الواقع المأسوي ويتابعون الهزل، ويدركون أنهم يرتكبون ذنبا مميتا بحقِ مواطنيهم ورغم ذلك يقترفونه. وفوق ذلك نسأل: لماذا تتفق الجماعة الحاكمة على تحميل الشعب الضرائب والرسوم، ولا تتفق على تحمل المسؤولية تجاهه؟ يحتجز هؤلاء أموال الشعب في المصارف، ويسلبون أمواله الباقية خارج المصارف. لقد جعلتم الشعب "أداة ضرائبية" فيما لا يجد ما يسدُ به كفاف يومه. متى ستكفون عن التضحية بالشعب، وبالتالي بالوطن من أجل مناصبكم وادواركم السلطوية.
حيث كثرت الخطيئة فاضت النعمة (روما 5: 20). قول القديس بولس هذا يشعل الرجاء في القلوب، فنواصل عملنا الرسولي وسط المجتمع والوطن والمسيح معنا إلى نهاية العالم (متى 28: 20)؛ وهو ضمانة نجاح رسالتنا. له المجد مع الآب والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".