تقرير أسبوعي دولي - 115-2022

تقرير أسبوعي دولي - 115-2022
الأحد 17 يوليو, 2022

 

رقم 115/2022

تقرير دولي  11-17 تموز /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

الحدث الذي سيطر على الساحة اللبنانية هذا الاسبوع هو زيارة الرئيس الاميركي، جو بايدن، إلى المنطقة.

وقد أتت كلمة أمين عام حزب الله الايراني في لبنان قبل الزيارة، لتؤكد على أهمية هذا الحدث وعلى أهمية نتائج الزيارة والقمة التي جمعت الرئيس بايدن برؤساء وملوك دول المحور المعتدل في المنطقة.

وبإيعازٍ من الدولة الراعية التي تعتبر بيروت العاصمة العربية الرابعة تحت سيطرتها ولبنان خط الهجوم الأول، أعلن حسن نصرالله نيته "قلب الطاولة" على الجميع وإشعال الحرب؛ "فالموت للبنانيين على الجبهة أشرف من الموت جوعاً"! تحت ذريعة إذا لم يُسمَح للبنان بالتنقيب عن النفط والغاز في مياهه الاقليمية الجنويبة غير المرسّمة حتى الآن، والتي يجب على الجانب الاميركي الإسراع في وساطته مع اسرائيل من أجل الإنتهاء من ملف مفاوضات الترسيم في أسرع ما يمكن!

كما أعلن ايضاً بأنه حين يقول بأنه "خلف الدولة" في عملية الترسيم، فإن هذا لا يعني أنه سيوافق على ما ستنتجه المفاوضات بين لبنان واسرائيل! مضيفاً، أنه "من حقنا أن ‏نُقدِم على أيّ خطوة في أيّ وقت نراه مناسباً وبالحجم المناسب وبالشكل المناسب والضغط على ‏العدو لمصلحة المفاوضات والمفاوض اللبناني"، ما يعني عملياً أن الدولة اللبنانية لا تملك القرار في أي عملية تفاوض مع الخارج، أكان عدواً أم حليفاً، فإذا لم تكن نتيجة التفاوض ملائمة لهذا الحزب فهو غير مُلزم بالقبول بها وله "الحق" بأن يعرقل الاتفاق بالطريقة التي يراها مناسبة! هذا بالطبع دون أن ننسى بأن الدولة البنانية لا تملك القرار أصلاً وسط هيمنة ذراع الاحتلال الايراني، أي حزبها، على المؤسسات!

وبالطبع، لم يستطع أمين عام الحزب الايراني إلا أن يخوّن مجدداً الأخصام السياسيين، ويأمر الطبقة السياسية الحاكمة بالإنصياع لرغبات هذا الحزب الذي يحمي اللبنانيين من العدو الغاشم كما من المتطرّفين الإسلاميين ويقدّم الشهداء لوحده! في حين تنصاع القوى السياسية الأخرى لرغبات الولايات المتحدة والسعودية على حساب الوطن والمواطن!

وفي موضوع زيارة الرئيس الاميركي، فقد وضعها في خانة تسوّل واشنطن للنفط والغاز في ظل أزمة الطاقة العالمية وحماية كيان دولة اسرائيل الحليف الأول لاميركا!

وأتت كلمة الشيخ احمد قبلان نهاية الاسبوع لتضع النقاط على الحروف في هذا السياق، فقال انه يجب على العرب أن يلتفتوا إلى أن النظام العالمي الجديد يتمركز في بكين وموسكو وطهران وليس في واشنطن وبروكسل!

كل هذا وأزمة تاليف الحكومة تراوح مكانها في ظل الصراع القائم بين الرئيس المكلّف والوزير جبران باسيل، وفي ملف الانتخابات الرئاسية جدّد البطريرك الراعي في عظته مواصفات الرئيس المقبل والذي يجب "أن يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد، وأن يحكم لبنان استناداً إلى الدستور والقوانين والشراكة وأن لا يشكل تحديا لهذا أو ذاك".

هذا هو المشهد اللبناني هذا الأسبوع، "مرشد الجمهورية" و"الحاكم بامره" يهدّد بإشعال الحرب إذا لم تُنفَّذ مطالبه، فيما القوى السياسية منشغلة بتأمين مصالحها الخاصة، وسط مطالبات دولية وإقليمية للقيام بخطوات سريعة من اجل الإنقاذ ومواصفات سيادية ووطنية بامتياز للرئيس المقبل من قبل الكنيسة المارونية التي تقف في خط الدفاع الأخير عن لبنان الرسالة والعيش المشترك، لبنان الوطن لجميع اللبنانيين!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

في الأزمة المتواصلة لتشكيل الحكومة، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بيانا اشار من خلاله إلى الأخبار والتسريبات المنسوبة الى رئاسة الجمهورية او  الى بعض مَنْ يدورون في فلكها، تناولت شخص الميقاتي ومهمة تشكيل الحكومة، موضحا أنه وفي اطار مهمته بتشكيل الحكومة والتعاون مع الرئيس، طُلب موعدا من الرئيس، لكن لم يعاود أحدا الاتصال لتأكيد هذا الموعد. وبالتزامن صدر بيان عن نشاط رئيس  الجمهورية يشير الى ان فخامته "يتابع مسار تشكيل الحكومة"، فيما السؤال البديهي مع من كان يتابع؟ وقد أعلن مكتب الميقاتي، ان التشكيلة الحكومية التي قدمها للرئيس في اليوم التالي للاستشارات النيابية هي خلاصة قناعة تولدّت لديه بنتيجة المعطيات المتوافرة ومواقف الكتل والنواب والقيادات والشخصيات السياسية، وهي الاطار المناسب للبحث مع الرئيس خاصة انها تنسجم مع مسؤوليته وطروحاته. واعتبر ان التحديات الداهمة التي يمر بها الوطن لا تسمح باي تأخير او تلكؤ عن دعم مساعيه في تشكيل الحكومة، ولا بوضع الشروط والعراقيل وحجج المحاصصة التي يحاول البعض افتعالها بالتوازي مع حملات اعلامية لن تغيّر قيد انملة في قناعات دولة الرئيس وخياراته .وبناء عليه سيواصل دولة الرئيس العمل للخروج من نمط التعطيل هذا، وسيبنى لاحقا على الشيء مقتضاه. ومشددا على أنه بدل ان يتلهى البعض برسم سيناريوهات للاستحقاقات المقبلة فليبادر الى التعاون مع الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، ومن ثم التعاون ضمن الاصول لانتخاب رئيس جديد في المهلة القانونية. وهو ما يعني فعلياً أن مسار تشكيل الحكومة معطّل، وبانتظار عودة الرئيس المكلف إلى بيروت الاسبوع القادم يبقى الأمل بحلّ العقد مفقودا!.

وفي السياق، شددت السفيرة الفرنسية آن غريو على اهمية الاسراع في اقرار البرلمان للقوانين اللازمة من اجل استعادة الوضعين الاقتصادي والمالي عافيتهما، اضافة الى متابعة ملف انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 وكشف ملابساته وتحديد المسؤوليات. وقد اتت هذه المواقف من السفيرة الفرنسية بعد زيارتها رئيس الجمهورية، حيث جرى عرض التطورات العامة على الساحتين الاقليمية والدولية، والعلاقات اللبنانية-الفرنسية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، اضافة الى الاحداث السياسية على الساحة اللبنانية ومنها الملف الحكومي، ووجوب احترام المهل الدستورية، وانتخاب رئيس للجمهورية وفق ما ينص عليه الدستور، وتم التطرق ايضاً الى اهمية موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والوصول الى نتائج ايجابية بشأنه.

إذا، لبنان معلّق على وقع التطورات الإقليمية والدولية، ولا مؤشرات على إمكانية تشكيل حكومة جديدة على وقع السجال بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس التيار الوطني الحرّ، الذي يتهم رئيس الحكومة المكلّف بأنه يرفض تأليف حكومة جديدة، لأنّه يفضل أن تتسلم حكومة تصريف الأعمال الحالية صلاحيات الرئاسة في حال حصول فراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس. ويعتقد الخبراء في اللعبة السياسية اللبنانية أنه حتى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، سيتم إخراج «أرانب» سياسية ودستورية كثيرة من قبّعة اللاعبين السياسيين، من بينها فكرة أن يُقْدم باسيل على إقالة الوزراء المحسوبين عليه من حكومة تصريف الأعمال، لنزع الشرعية الميثاقية عنها، وفي حال أصرّ باسيل على هذه الخطوة، رغم المحاذير الدستورية، ستكون هناك استحالة أن تتسلّم حكومة مبتورة ومطعون بشرعيتها صلاحيات الرئيس، مما يعني الذهاب إلى احتمال من اثنين، إما فوضى عارمة سياسياً ودستورياً على وقع تمدّد الانهيار، مما قد يقود البلاد إلى عقد مؤتمر تأسيسي جديد لإعادة صوغ النظام السياسي، وإما تكريس أمر واقع سياسي يفرض على كل الكتل النيابية المشاركة في جلسات انتخاب الرئيس، وعندها يجبر باسيل القوى المسيحية على المشاركة وعدم تعطيل جلسات الانتخاب، بسبب عدم وجود ميثاقية مسيحية لحكومة تصريف الأعمال، لعلّ ذلك يقود إلى تكرار تجربة انتخاب رئيس بـ 65 صوتاً، مادام النصاب الدستوري للجلسة الانتخابية مؤمّناً! كل هذه الوقائع تؤكد أن لبنان دخل جدياً في الفترة الرئاسية، على وقع تنوّع الترشيحات بين الشخصيات التقليدية، وشخصيات من الصف الثاني. فإلى جانب المرشحين التقليديين؛ أي سمير جعجع، وجبران باسيل، وسليمان فرنجية، سيكون هناك الكثير من المرشحين الوسطيين أو من مرشحي الصف الثاني، لا سيما أن هناك استبعادا داخليا وخارجيا لإمكانية وصول مرشح محسوب على تحالف سياسي، خصوصا بعد مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي اعتبر أن لبنان يحتاج إلى رئيس يستعيد علاقات لبنان العربية والدولية، وهذا بالتأكيد لا ينطبق على باسيل أو فرنجية، بينما سيكون التوجه الأساسي هو البحث عن مرشح توافقي يشكّل عنواناً لتسوية سياسية جديدة. وما لم يتم الوصول إلى مثل هذه التسوية برعاية إقليمية ودولية، فإن لبنان سيكون متجهاً حتماً إلى مزيد من الانهيار، وسط تحذيرات من تمدّد وتوسّع شبح الفوضى التي ستضرب كل القطاعات والمؤسسات ومرتكزات النظام!

في الوضع الاقتصادي، يرى خبراء المال انه لا يبدو أنّ هناك نية لخلق نموّ في الاقتصاد والأمور تسير باتجاه تمويل العجز وطبع العملة ومنطق "فرّق تسد" حيث سيزيد التضخّم وتفقير كل الشعب، وتسير الأمور باتجاه التخلف عن الدفع هو شبيه بما نسمّيه "الإفلاس" وهناك شبه تطابق بين ما يحصل في لبنان وما حصل في سريلانكا من فساد وسوء إدارة وغياب الحوكمة.

ورداً على كلام نصرالله الذي وضع لبنان في مهب المزيد من الخطر، عبر إصداره أمر اليوم بشكل منفرد ونيابة عن الدولة اللبنانية كلّها، وتوليه مسؤولية الناطق الرسمي والعسكري باسم اللبنانيين ملوّحاً بالحرب، تساءل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مذكراً بأولويات اللبنانيين لتأمين حياتهم الكريمة عبر الإصلاحات والحلول للأزمات المتراكمة، ومشيرا إلى أن تصريح نصرالله وضع حداً لإمكانية التفكير بالوصول الى تسوية حول الخط 23، ومضيفاً أن لبنان دخل في الحرب الروسية الأوكرانية، لذا وتفاديًا لاندلاعها فهل يمكن للسيد أن يحدد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع؟ أفضل من أن نضيع الوقت في التخمين! وهل من المسموح أن نشرع الكابيتال كونترول؟ وما هو موقف حزب الله وحلفاؤه من هذا الموضوع؟ وهل مسموح التعاطي مع صندوق النقد الدولي وإرساء الصندوق السيادي الذي ترفضه أوساط رئاسة الحكومة وكبار المستشارين؟، مستطرداً هل يمكن تسليم وزارة الطاقة لجهة مضمونة وبناء معمل واحد فقط بدل صرف الاحتياط وصولاً إلى تفادي الانهيار والدخول في المجهول؟ مضيفاً لماذا لا تضاف الى محطة الزوق ومحطة الجية مولدات اضافية بقدرة 500 ميغاوات في كل محطة تفادياً لبناء محطات جديدة واختيار مواقع جديدة. الجيه والزوق تتمتعان بالبنى التحتية الكافية مع تطويرها وكلا المحطتين كانتا أساس لكهرباء لبنان طوال عقود. فهل من آذان صاغية ولو لمرة من أجل التخفيف عن كاهل الناس في ظل هذه الأزمة غير المسبوقة؟

في المواقف السياسية، دعا النائب تيمور جنبلاط "بعض الأطراف" إلى التوقف عن تحميل لبنان ما لا يحتمل فوق الأزمات المتراكمة التي أنهكت اللبنانيين دون استثناء، مشددا على أن حماية ثروات لبنان لا تكون بتعريضه لمزيد من الأخطار، بل بعمل وطني مشترك يقارب كل الاستحقاقات والملفات بجدية وحزم وحسم، حماية لفرصة الإنقاذ الأخيرة المتاحة والمتمثلة بالإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي وبالإجراءات التي تؤمن للمواطنين مسارا مختلفا عن المسار الانحداري القائم، وشدد على ضرورة الاسراع في إنجاز تشكيل الحكومة ولاحقا انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإطلاق عجلة الإصلاح والانقاذ المطلوبين، مؤكدا على أهمية إيلاء البرامج الاجتماعية الاهتمام الكافي، سواء المشاريع التي أطلقت او تلك التي تنتظر التمويل مثل البطاقة التمويلية، اذ ان هذه البرامج كفيلة وحدها برفع جزء من المعاناة عن كاهل المواطنين المكشوفين على أوضاع أكثر سوءا. ودعا المجلس النيابي في هذا المجال الى إقرار القوانين التي تساهم في هذه العجلة، وفي مقدمها مشروع الموازنة العامة.

في مواقف حزب الله الايراني هذا الاسبوع، ومع مناسبة ذكرى حرب تموز الذي تسبب بها الحزب عن سابق تصور وتصميم، ليخرج بعد نهايتها أمينه العام ويقول "لو كنتُ أعلم!"، بعد أن كان طمّن القيادات السياسية على طاولة الحوار آنذاك بأن الصيف سيكون هادئاً!

وفي هذا السياق، أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانا اشار فيه الى انه مع انتصار تموز المجيد ما زال الردع الإستراتيجي يتراكم لمصلحة لبنان ومقاومته، ورغم أن الأمن الإقليمي يبدو على فوهة بركان، وأضاف، لمن يهمه الأمر أقول أن المقاومة اليوم قوية لدرجة أنها تستطيع أن تكتب ورقة نعوة رسمية لبعض التوازنات القائمة، كما تملك أدوات المواجهة الثقيلة وثمن النصر الكبير وسط قدرة وترسانة وتكنولوجيا وعدة وعديد ونوعية قتال لم تره تل أبيب من قبل. وللتاريخ أقول، أن لبنان اليوم أكبر من دولة وكيان بفضل المقاومة، وما جرى بحقل كاريش دليل آخر على أن تل ابيب تتسول الغرب للحماية، وما قامت به المقاومة أكبر من تذكير أو تشويش. وهنا يجب أن يتذكر البعض ما قاله معهد الأمن القومي الإسرائيلي من أن تل أبيب مكبلة ومردوعة بسبب المقاومة، ما يعني أن زمن الأسطورة انتهى!! واليوم المقاومة حاضرة بملف الغاز والتنقيب بكل قوة وتأثير فيما تل أبيب تعيش عقدة الفضاء اللغز والمقاومة الخارقة واللحظة التي يمكن أن تغير وجهة التاريخ!!

أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب فقد اكد ان تلاحم الشعب والمقاومة والجيش في الدفاع عن لبنان مصدر قوة لبنان وركيزة وحدته الوطنية و ضمانة حفظ شعبه وصون سيادته و حماية  ثرواته من القرصنة الإسرائيلية، وراى ان الحصار المفروض على لبنان المترافق مع ضغوط وحملات اعلامية ممنهجة على شعبه بهدف تحميل المقاومة وزر الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي، والتحريض عليها  فيما المقاومة  براء مما يفترون، مؤكدا ان الحرب  الاقتصادية والتجويعية لن تحقق للمشروع الصهيوني ما عجز عن تحقيقه في عدوان تموز، ولبنان سينتصر بصموده ووعي شعبه وتلاحم المقاومة مع الجيش! كما طالب السياسيين  بالارتقاء الى تضحيات الشهداء والمقاومين، فالوطن مهدد والمصلحة الوطنية تحتم الحوار والتفاهم بين المكونات السياسية لتشكيل حكومة طوارئ انقاذية تلجم الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي وتحول دون الانفجار الاجتماعي!

من جهته، رأى "تجمع العلماء المسلمين" أن التجارب الطويلة أثبتت أن الذي يحمي لبنان ويؤمن له سيادته واستقلاله هو الصمود أمام محاولات فرض الإملاءات الخارجية عليه وتقديم المصلحة الوطنية العليا على مصالح الآخرين، وهذا الصمود يتعزز من خلال الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى! كما أشار الى أن التجربة أثبتت كذلك، أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة وهو أراد من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية فرض ترسيم للحدود البحرية ليؤمن مصالحه ويعتدي على حقوقنا، وكان سيبدأ بعمليات الاستخراج والذي منعه وردعه هو موقف المقاومة الذي ترجم من خلال مسيرات غير مسلحة التي يمكن أن تتحول إلى مسلحة في أي وقت يفكر فيه العدو بالمغامرة بالاعتداء على حقوقنا في ثروتنا النفطية!! كذلك، أشار التجمع الى أن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المنطقة هدفها المعلن إقامة حلف بين عرب التطبيع والكيان الصهيوني بما يشبه الناتو الشرق أوسطي، معتبرا أن هذه الزيارة اعتداء على شعوب المنطقة وتكريس للاحتلال الصهيوني لفلسطين، ويجب على شعوب المنطقة مناهضة المشروع وإعلان رفضه بكل الوسائل المتاحة!!

أما النائب حسين الحاج حسن فقد اعتبر أن لبنان يتعرض اليوم لحرب اقتصادية نتيجة أسباب عديدة، منها النظام السياسي، والنموذج الاقتصادي، والفساد، وتداعيات الحرب في سوريا، ولكن الأساس الحصار الأميركي الذي لم يعد سراً بعد كلام المسؤولين الأميركيين أمام وسائل الإعلام وفي شهاداتهم أمام الكونغرس، وخصوصا بعد تصريحات ديفيد هيل وديفيد شنكر، وأضاف لقد وعدت السفيرة شيا اللبنانيين قبل حوالي السنة بأن اميركا سمحت باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر سوريا وستتغاضى عن موضوع قانون قيصر، ولكن رغم إنجاز كل الاتفاقات مع مصر والأردن والمسائل التقنية والفنية، ما زالت العقبات الاميركية قائمة. والوجه الآخر للحصار منع الشركات التي التزمت استخراج النفط والغاز في البلوك رقم 4 والبلوك رقم 9 من الحفر واستخراج ثرواتنا من مياهنا الإقليمية والاقتصادية، حتى لا يحصل لبنان على أموال من ثروته البحرية! لافتا إلى أننا جميعا كلبنانيين معنيون بكسر هذا الحصار الأميركي، والوصول إلى استخراج نفطنا وغازنا والحصول على المال من عائداته لنضخه في عروق اقتصادنا وننقذ بلدنا من الإنهيار، كما رأى أن الهدف الأميركي تجويع الشعب اللبناني لفرض شروط سياسية على لبنان تتعلق بالتطبيع، وتوطين الأخوة الفلسطينيين، ودمج الأخوة الأشقاء النازحين السوريين، إضافة إلى ما يتعلق بقوة لبنان. ولكن المقاومة لن تترك شعبها يسقط أمام هذا الحصار الأميركي الظالم والمنحاز في كل أهدافه إلى العدو الصهيوني!

وفي السياق، شدد عضو المجلس المركزي في الحزب الايراني الشيخ نبيل قاووق على أن لبنان كان قبل المقاومة عنوان ضعف العرب والحلقة الأضعف، ولكن بمعادلة المقاومة، أصبح عنوان القوة لكل العرب والحامي لبقية الكرامة على امتداد العالم العربي! وأشار إلى أن السفارة الأميركية تتصل بإعلاميين وسياسيين في لبنان من أجل أن يردوا على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لأن أميركا مغتاظة جدا من معادلات المقاومة، ولأن هناك بعض السياسيين والإعلاميين يقبلون على أنفسهم بأن ينجروا إلى التحريض على الفتنة الداخلية، وهم كما خسروا في الماضي شرف المشاركة في تحرير الأرض، سيخسرون مجددا شرف المشاركة في استعادة ثرواتنا النفطية والغازية!!

كما لفت إلى أنه عندما سمح النظام السعودي للطائرات الإسرائيلية بأن تحلق فوق بلاد الحرمين، أساء واستفز مليار و800 مليون مسلم في هذا العالم، وعندما يتعاون النظام السعودي أمنيا وعسكريا مع الكيان الإسرائيلي، يصبح شريكا في العدوانية الإسرائيلية على سوريا ولبنان وفلسطين. كفى بذلك خيانة للأمة! 

من جانبه، اعلن النائب محمد رعد أنه في مواجهة العدو الإسرائيلي وبالفم الملآن نقول له، إن الغاز في منطقتنا الإقتصادية الخاصة هو حق لنا، ونحن أولى من كل العالم بأن نستثمر حقنا في مياهنا وفي غازنا، وعندما نشير الى خيار حرب تتيح لنا أن نعيش بكرامة وألا نمتهن التزلف ولا التسول من الآخرين ولا طلب الأعطيات منه، إنما نريد أن نقول نحن الأحرار ويجب أن تعرفوا مع من تتعاملون! كما أضاف، نحن لا نتمنى الحرب لكننا جاهزون لها ومتهيئون لها، ولن نتنازل عن حقنا في استثمار ثرواتنا وفي رسم حدود سيادتنا، نحن الذين نقرر ذلك ونقف إلى جانب كل مخلص في هذه الدولة، من أجل أن نحمي كرامة البلد وأبنائه من كل الطوائف وكل المناطق، حتى الذين لا يقدرون الأمور ولا يحسنون فهم الأوضاع!!

أما الشيخ نبيل قاووق فقد شدد في كلمة، خلال مراسم أداء قسم الولاء بعنوان "أربعون ربيعا من جيل إلى جيل"، في حديقة إيران ببلدة مارون الراس، على أن زلزال نصر تموز نقل العدو الإسرائيلي من مكان إلى مكان، ورماه في قعر الهزيمة ولا يزال. فالعدو الإسرائيلي أراد إرجاعنا عشرين عاما إلى الوراء، واليوم صرنا أقوى بعشرين مرة". وقال: "ما ضاع حق وراءه مقاومة، فبالمقاومة سينتزع لبنان حقه ولن يكون لقمة سائغة لأحد. وإذا كان النظام السعودي لا يعلم أن تقاربه وتعاونه مع العدو الإسرائيلي يشكل طعنة لفلسطين ولبنان وسوريا والأمة، فتلك مصيبة عظمى، وإن كان يعلم فتلك خيانة عظمى، كما أن النظام السعودي في العام 2022 يصنع المذلة للعرب والأمة، بينما المقاومة تصنع عزها ونصرها ومجدها!!

ومع نهاية الاسبوع، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، أن لبنان، ولأنه جزء من منطقة تغلي بالصراع وسط اصطفافات دولية إقليمية، يجب على العرب أن يلتفتوا إلى أن النظام العالمي الجديد يتمركز في بكين وموسكو وطهران وليس في واشنطن وبروكسل، وبالتالي قمة جدة ليست أكثر من جلسة تصوير، وزمن هيمنة الغرب بطريقه للزوال، وتبديل طهران بتل أبيب كارثة استراتيجية على العرب. وقياسا على لبنان أقول: مع اللعبة الدولية زمن الحرب الأهلية لم يعد هناك لبنان، ومع الاحتلال الإسرائيلي أرادت تل أبيب صهينة البلد فهزمتها المقاومة وحررت لبنان، وحين حشدت واشنطن كافة أشكال الإرهاب التكفيري مدعومة بعشرات الدول شاركت المقاومة بأكبر حرب دولية في سوريا وعلى حدود لبنان وخرجت بأكبر نصر وطني وقومي وإقليمي! وأضاف أن المقاومة اليوم رمز بقاء لبنان، ونصيحة لمن يقرأ بالكتاب الأميركي: التاريخ تغير جدا، والمطلوب لإنقاذ لبنان أن نكون شرقيين بالخيار، والرسائل الخشنة لا قيمة لها، والحل بطبخة أقطاب تحسم خيارات البلد، لأن تشكيل حكومة إنقاذ والتأسيس لانتخاب رئيس جمهورية لا يمكن أن يتم عبر يخت أو طائرة، والمقاومة كانت وما زالت سياج لبنان وترسانة سيادته وفخر صموده، وقدراتها خارج توقعات تل أبيب، واحتدام الصراع على لبنان والمنطقة يضع المقاومة برأس الأولويات الوطنية، وتعبنا من دروس الوطنية المسمومة وأغاني الشرعية المستوردة من عاصمة الإرهاب واشنطن!!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: أغدقت القوى السياسية الوعود على الشعب اللبناني بأنّ الإنتخابات النيابية ستحمل تغييراً عظيماً من شأنه أن ينقل لبنان من ضفّة الإنهيار إلى ضفّة التعافي، فإذا بنتائج الإنتخابات تكرّس موازين القوى القائمة وتعيد إنتاج التسويات السلطوية، بينما تعطّل شهوات النفوذ لدى أفرقاء الحكم تشكيل الحكومة وتعطّل معها أي أمل بمباشرة الإصلاحات المطلوبة، وكما في الإنتخابات النيابية كذلك في الإنتخابات الرئاسية فإنّ القوى السياسية نفسها تَعِد اللبنانيين بالتغيير وتصطنع لهم إملاً بأنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو مفتاح حلّ الأزمة اللبنانية - إنّ لقاء سيدة الجبل إذ يحترم المهل الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ويدعو إلى التقيّد بها، يدعو في المقابل كلّ القوى السياسية التي تهمّها مصلحة لبنان إلى إجراء مراجعة شاملة لمواقفها السياسية طوال المرحلة السابقة والإجتماع حول عنوان واحد ووحيد لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو عنوان رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، ويؤكّد اللقاء مجدّداً أنّ إجتماع هذه القوى حول عنوانه الداعي إلى رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان هو الطريق الوحيد لخوض الإنتخابات الرئاسية وفق قواعد سياسيّة سليمة من شأنها أن تعيد تشكيل حقل سياسي يحمل مشروعاً وطنياً تخاض على أساسه هذه الإنتخابات وكلّ انتخابات - إنّ اللقاء يضع القوى السياسيّة الإستقلالية أمام مسؤولياتها الأخلاقية والسياسيّة لكي تقدّم العنوان الوطني الرئيسي اليوم، أي رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، على جميع العناوين السياسيّة الفرعية، وإلّا تكون مستمرة في إغداق الوعود والآمال على اللبنانيين من دون أدنى أمل في تحقيقها، وبذلك فهي تدين نفسها بنفسها. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): من الواضح أن الاستحقاق الحكومي تحول ملهاة يتلطى اللاعبون وراءها لحرق الوقت في انتظار حلول موعد الانتخابات الرئاسية، فبات كرسي بعبدا هو الهدف والمحرّك الوحيد لكل التحركات، وأمام هذا المشهد، يكرر حزب الكتائب التحذير من انتهاج هذا المنطق العقيم والتضحية بعمل المؤسسات والوزارات الضرورية، كما لو كانت البلاد تحتمل المهاترات وهي على أبواب أخطر استحقاقات من شأنها أن تحدد مصير البلد وأهله لسنوات مقبلة، ليس أقلها ترسيم الحدود والتفاوض مع صندوق النقد ووقف الفوضى - إن الفشل في إدارة الملف المعيشي مع تفاقم الأزمات على أنواعها يشكل وحده سببا أساسيا للإسراع في ولادة الحكومة التي يجب أن تضع على جدول أعمالها خطة لتفعيل الإدارة العامة بعد تحديثها - بعد تكرار الحوادث في مخيمات النازحين السوريين، بات هذا الملف يحتاج إلى معالجة جذرية وإجراءات فعالة تعيدهم إلى بلادهم لاسيما في المناطق الآمنة في سوريا، وضرورة السير في الملف إلى نهايته وفصل عودتهم عن ترقب التسوية السياسية النهائية بالنسبة إلى سوريا أو شرط إعادة الإعمار وتمويله، ودعى المنظمات الأممية إلى النظر إلى الموضوع من زاوية قدرة لبنان على التحمل في خضم أزماته المتراكمة فهو لم يعد قادرا على إيواء ما يزيد عن مليون ونصف المليون نازح على أرضه. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • حسن نصرالله: من جملة انجازات المقاومة في حرب تموز كان إسقاط المشروع الأميركي في الشرق الأوسط، وبلمحة سريعة، بعد أحداث 11 أيلول ، التي اتخذت ذريعةً لغزو المنطقة، وبدأ الغزو واحتلال أفغانستان ولاحقاً احتلال العراق، والتواجد العسكري الأمريكي المباشر، كان يوجد مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، الحشود الهائلة التي جاءت إلى المنطقة، الأساطيل البحرية وقوات الإحتلال، وفي المرحلة الثانية بعد غزو أفغانستان والعراق، وهذا ما شَهدت به بعد ذلك الوثائق والمستندات، وما قاله كبار السياسيين والمحللين، المرحلة الثانية كانت القضاء على المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان، وضرب الدولة والنظام في سوريا والسيطرة عليها، وبالتالي تبقى إيران فَتُحاصر وتُعزل، هذا كله كان مطلوباً في ال2006، وفي ال2007 يذهبون إلى إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وتُسيطر أميركا بشكل مباشر من خلال قواتها وجنرالاتها وحكامها المباشرين، وليس فقط من خلال الأدوات، على منطقتنا وبحارنا وخيراتنا وثروات هذه المنطقة الهائلة، ويكون فيها الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب هو المحور السياسي في السياسية وفي الأمن وفي الإقتصاد وفي العلاقات، ويُصبح وجوداً طبيعياً، هذا كان الشرق الأوسط الجديد - أميركا اليوم غير أميركا في ال2003 وال 2006، الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها بالفعل، اليوم موقع أميركا في العالم مختلف، الخروج على إرادة أميركا في العالم أصبح أمراً مألوفاً وطبيعياً في الكثير من مواقع العالم، في وضعها الإقتصادي أعلى نسبة تضخم منذ أكثر من أربعين عاماً، من جهةٍ أخرى أنا أعتقد أنا ما جاء بالرئيس الأميركي إلى المنطقة هو من أجل أمرين: الأول، هو إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز، هذا هو الموضوع الأول والأساسي، حتى قبل موضوع “إسرائيل”، لأن أمريكا اليوم تخوض حربًا كبرى في مواجهة روسيا، وطبعًا عندها لاحقًا مشكلة الصين. هي ‏دخلت بالحرب لكن لا تجرؤ أن تواجه مباشرة وهي تقاتل بالأوكرانيين حكومة وشعبًا وجيشًا، وجرت معها كل الدول ‏الأوروبية التي بدأت تعاني بشدة على المستوى الاقتصادي، وهي لا تستطيع أن تسمح ‏لروسيا أن تنتصر في هذه الحرب. أهم عناصر هذه المعركة هو ما يرتبط بالنفط والغاز ‏الروسي - الأمر الثاني، إسرائيل، تأكيد التزام أمريكا بأمن اسرائيل، أمن الكيان والدفاع عن الكيان وأولوية ‏الكيان والتأكيد على مشروع التطبيع مع بعض الدول العربية إذا أمكن توسعة دائرة التطبيع. ‏بطبيعة الحال إيران ستكون حاضرة، محور المقاومة سيكون حاضرًا. الأمور الأخرى مثلًا موضوع فلسطين هو ليس لديه ما يقوله للشعب ‏الفلسطيني هو تحدّث في المطار عن مشروع الدولتين بشكل مجاملات - في موضوع اليمن ما يسعى إليه بايدن هو الهدنة في اليمن، وعندما أرادت أمريكا الهدنة في اليمن حصلت هدنة في اليمن. لكن ما يجب أن يطالب به بايدن هو ليس تمديد الهدنة في اليمن، وإنّما إنهاء الحرب في ‏اليمن وليس قفط وقف إطلاق نار - من جملة نتائج حرب تموز إيجاد قواعد ردع في ‏مواجهة العدو الإسرائيلي بين لبنان وكيان العدو. نحن نتحدث عن توازن ردع بتوازن رعب ‏بتوازن خوف بمعادلات من نوع مختلف. على مدى 16 عاما من الـ 2006 إلى اليوم ينعم لبنان ‏بوضع أمني ممتاز فيما يعني الصراع مع العدو نسبة لما كان يحصل في الماضي - النقطة التالية، نأتي لموضوع النفط والغاز، من نتائج حرب تموز كان ظهور القدرة الفعلية ‏للمقاومة القادرة على حماية لبنان، لا يختلف أحد من اللبنانيين مع أحد أنّ الفرصة الذهبية هي استخراج النفط والغاز لإنقاذ ‏لبنان، عندما أتحدّث عن إنقاذ لبنان يعني إنقاذ الدولة- إذا وقفنا وقفة رجل واحد وشاهد الأميركي دولة وشعب وجيش ومقاومة يقولون للأميركي إذا لم تعطونا حقوقنا التي تطالب فيها الدولة وليس حزب الله وإذا لم تسمحوا للشركات أن تأتي وتستخرج فنحن كلنا ذاهبين والله أعلم ماذا سنفعل في المنطقة، يمكن أن نقلب الطاولة على العالم كله، هناك أحد يريد أن يموّت هذا الشعب جوعاً، هناك أحد يريد أن يدمر هذا البلد، لا، بكل صراحة، إذا كان الخيار أن لا يساعد لبنان وهذه الطريقة الطبيعية لمساعدته وأن لبنان يُدفع باتجاه الانهيار والجوع والناس تقتل بعضها، لا، الحرب أشرف بكثير، التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إلى الحرب أشرف بكثير، المسار الأول ليس له أفق، أما الحرب لها أفق، إذا أخذنا قراراً أن نذهب إلى الحرب هذا له أفق، هذا يمكن ان يُخضع العدو، قبل الحرب أو يمكن بأول الحرب أو نصفها أو آخرها يخضع وتفرض شروطك وتأتي بمئات مليارات الدولارات وتنقذ بلدك والذي يموت بهكذا حرب يموت شهيداً، وإذا اردتم أن تصلوا إلى معادلة أن هذا البلد ممنوع أن يستنقذ نفسه بحقه الطبيعي من الغاز والنفط لن يستيطع أحد أن يستخرج غاز ونفط ولن يستطيع أحد أن يبيع غاز ونفط! (ملحق رقم 3*- نص الكلمة)
  • المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان: مجدّدًا تؤكد إيران احتلالها للبنان فتعلن بلسان وكيلها السيد حسن نصرالله-حزب الله أنها هي التي تتحكّم بالحدود اللبنانية البرية والبحرية، وهي التي تقرر سياسة لبنان الدفاعية والخارجية، ويغامر أمين عام حزب الله مجدداً أيضاً، بلبنان شعباً ودولةً ليعلن بلغة نافرة ومقيتة أنه "الحاكم الفعلي" وأن لا قرار يعلو فوق قرار ميليشيات الإحتلال الإيراني في لبنان والمُسماة "حزب الله". نطالب رئيس الجمهورية، وهو الذي يقسم على الدستور والمسؤول عن حدود لبنان وعلاقاته الدولية، إعلان موقفٍ واضح من تصريحات السيد حسن نصرالله المهدّدة للسيادة اللبنانية ونحمّله المسؤولية الكاملة عما يحدث على حدود لبنان وعن كل التطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية الناتجة عن سياسة المحتلّ الإيراني بواسطة وكيله ميليشيا حزب الله، كما ينبه المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني إلى أن استباق نصرالله سائر الاستحقاقات الدستورية والسياسية ورميه إلى الإعلان مرةً أخرى أن "الأمر لي وأنني فوق كل المرجعيات"، ما يعني خطف لبنان وتأبيد وجوده تحت الإحتلال الإيراني الذي نرفضه وندعو جميع القوى السيادية إلى الإنخراط في معركة التحرير الوطني بكافة الأشكال السلمية والديموقراطية حتى عودة هذا الحزب إلى لبنان وبشروط لبنان، وإلى العيش المشترك القائم على ما جاء في مقدمة الدستور على "ان لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". وعلى عاداته في المغامرات غير المحسوبة، وفي ارتكاب الأخطاء القاتلة بحق اللبنانيين، فقد ربط نصرالله الأزمة الاقتصاديّة بضغوط اميركية على لبنان لينهي ربط الأزمة مع الفساد وسوء الادارة. إن هذا يستدعي إعادة التأكيد على أن الأصل السياسي للإنهيار الكبير الذي وقع عليه لبنان هو في العلاقة التبادلية بين سلاح حزب الله والفساد، فالأول غطى الثاني الذي ردّ الجميل بتشريع الخروج على الدولة عبر تدبيج بيانات وزارية عن ثلاثية صنمية تتعارض شكلاً ومضموناً مع طبيعة لبنان ونظامه الدستوري والسياسي. يحذر المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان من قرار استسهال الحرب الذي أعلنه نصرالله مقابل الجوع الذي يتحمل هو وحزبه مسؤولية نزوله باللبنانيين من خلال سياساته وتحالفاته التي اختصمت مع الشرعيتين العربية والدولية، من خلال حروبه التي تمتد من بيروت إلى اليمن مروراً بالعراق وسوريا، وعليه، فإن المجلس الوطني يضع سعادة النواب امام مسؤولياتهم لطرح موضوع الاحتلال الايراني داخل مجلس النواب انقاذاً للبلاد والعباد، فيوم تهرّبت أو تقاعست القوى السياسية عن هكذا مهمة انفجر لبنان بأهله جميعاً، والمثل والمثال كانا في اتفاقية القاهرة المشؤومة التي شرّعت السلاح على حساب الدولة. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله): - تسريع الخطوات واستخدام كل الخيارات والأساليب المتاحة والضاغطة لتأكيد حق لبنان في حفظ وحماية مياهه الإقليميّة وتحصين قدرته على استثمار ثروته من النفط أو الغاز من دون شرط - تنشيط المساعي لتشكيل حكومة تُوَاصِلُ الجهود لإحداث اختراقات في جدار الحصار المفروض على لبنان، ومباشرة العمل بخطّة التعافي والإنقاذ الاقتصادي والتمهيد عبر توفير مناخات التهدئة في الداخل وتزخيم الحوار البنّاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده ودون أي تأخير! - - دعت الكلة إلى العمل على إيجاد خرق جدّي في ملفّ النازحين السوريين عبر إعادة تقويم أعبائهم ومستوى قدرة لبنان على تحمّلها وحجم الدور الذي ينبغي أن تقوم به المؤسسات الدولية، ومباشرة إجراءات عمليّة تُنشّط حركة عودة النازحين الآمنة إلى بلدهم وتُفعّل العلاقات الأخويّة المطلوبة مع سوريا لمواجهة الأعباء المشتركة وتعزيز قدرة البلدين على التصدّي للعدوانيّة والحصار المفروض عليهما عمليّاً لضرب استقرارهما وتأخير نهوضهما بعد نجاحهما في التصدّي للإرهاب التكفيري وإسقاط أهدافه السياسيّة! - رأت أن المحاولات الأمريكيّة الجارية اليوم لحثّ بعض الدول الخليجيّة على زيادة إنتاج النفط استجابةً لحاجات الغرب وإسهاماً في تخفيض سعر الكلفة عليه إضافةً إلى طرح ما سمي بالناتو الشرق أوسطي الذي يعزّز مشاركة الكيان الصهيوني في منظومة أمن الدول النفطيّة في المنطقة هي محاولاتٌ بائسة تنطوي على افتعال عامل توتّرٍ مباشر من شأنه رفع وتيرة استفزاز شعوب المنطقة!. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عيد مار شربل: نحن هنا في بقاعكفرا على مشارف وادي القدّيسين، حيث عاش بطاركتنا في دير قنّوبين طيلة أربعماية سنة في عهد العثمانيّين، حفاظًا على الإيمان الكاثوليكي، والحريّة، والإستقلاليّة، وكانوا يهيّئون مع شعبهم ولادَة لبنان: العيش معًا، والتعدّديّة الدينيّة والثقافيّة، والحريّات المدنيّة العامّة، وفصل الدين عن الدولة، والنظام البرلمانيّ الديمقراطيّ، وسيادة القرار، وأرض التلاقي والشراكة والحوار - لا يستطيعُ اللبنانيّون أن يعيشوا في مدارِ الأزَماتِ والحروبِ بشكلٍّ دوريٍّ ودائم، ولا أن تبقى أرضُهم ساحةَ تصفيةِ الحساباتِ وتلاقي الصراعات عوضَ تلاقي الثقافاتِ والحضاراتِ والأديان. ويؤسفُنا أنَّ تجاهَ إرادةِ الشراكةِ الوطنيّةِ نرى إرادةً معاكِسةً تَضرُب عُرضَ الحائط بكلِّ ما بُني بعرقِ الجبين ودماءِ الشهداء ونضالِ الآباء والأجداد، وبكلِّ ما يُمثّل لبنانَ من حضارة وثقافة وهُويّةٍ ورسالة. فلا يَحِقُّ لأيِّ فئةٍ، لا أمسَ ولا اليومَ ولا غدًا، أن تُنصِّبَ نفسَها محلَّ جميعِ المرجعيّاتِ الدستوريّةِ وجميعِ المكوِّنات اللبنانيّة وتُقرّرَ مصيرَ لبنان. رغم كلّ ذلك، ندعو جميعَ الأطرافِ أيًّا كان موقِعُهم السياسيُّ والعقائديُّ والدينيُّ إلى تَعليق خلافاتِهم وتركيزِ جُهودِهم على إيجادِ الحلولِ الموضوعيّة، وإلى وضعِ مصلحةِ لبنان أوّلًا، وتسهيلِ تأليفِ حكومةٍ وانتخابِ رئيسِ جديد للجمهوريّة ضمن المهلةِ الدستوريّة - إن الإبقاءَ على الحكومةِ المستقيلةِ خِيارٌ محفوفٌ بالخطر. فهذه الحكومةُ تبقى حكومةَ تصريفِ أعمالٍ حتى لو انتقلت إليها صلاحيّاتُ رئيسِ الجُمهوريّةِ في حالِ حصولِ شغورٍ رئاسيّ، لا سمح الله! ونظريّةُ الضروراتِ تُبيح المحظوراتِ تفتح أبوابًا خطرة. فكفّوا أيّها المسؤولون السياسيون عن مخالفة الدستور، وشكّلوا حكومة جديدة فعّالة، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة جديدًا، قادرًا على احتضانِ جميعِ اللبنانيّين، وعلى التواصلِ مع جميع القوى بروحٍ إيجابيّةٍ وميثاقيّةٍ ليتمكّنَ من معالجةِ القضايا المطروحةِ بواقعيّةٍ وعمقٍ بما يتلاءمُ مع سيادةِ الدولةِ ومنطوقِ الدستورِ والأمنِ القوميّ والتزاماتِ لبنان. (ملحق رقم 6*- عظة)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: ينتظر الشعب اللبناني حلولا إنقاذية، فتأتيه مشاكل تزيد من فقره. يأمل أن تنحسر عنه الأزمات، فتطل كل يوم أزمة جديدة. يترقب أن يتوجه إليه المسؤولون ويخففون من مآسيه، فيجدهم غارقين في صراعات عبثية كأن البلاد بألف خير. إن هذه المشاعر والمآسي تضاعف عدم الثقة بالجماعة السياسية وتضعف صدقية لبنان في طلب المساعدات من الأصدقاء. ومن مظاهر فقدان الثقة بالسلطات وبالجماعة السياسية أن الشعب في المدة الأخيرة راح يتظاهر وحيدا في الشوارع والساحات احتجاجا على الحالة المعيشية المزرية التي وصل إليها، فيما المسؤولون في مكان آخر ولا يهتمون بصرخته - في ضوء المعطيات السياسية والنيابية والأمنية، على القوى السياسية أن تبتعد عن أجواء التحدي التي تعقد علاقات لبنان وتباعد بين المكونات اللبنانية، في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحد وجودي في تاريخه الحديث. فالتحديات تعثر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا أمر نرفضه بشدة، ونعمل بكل ما لنا من علاقات على أن يتحقق هذا الانتخاب. ومن موقعنا المترفع عن المحاور الداخلية والخارجية، نتمنى على الأطراف المختلفة التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. وحين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكل تحديا لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد. لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيسا منحازا للمحاور وعاجزا بالتالي عن تطبيق الحياد. والرئيس الذي لا يشكل تحديا ليس بالطبع رئيسا لا يمثل أحدا ولا رئيسا يخضع لموازين القوى، فيستقوي على الضعيف ويضعف أمام القوي. لا يحكم لبنان استنادا إلى موازين القوى، بل استنادا إلى الدستور والقوانين والشراكة لكي تبقى الشرعية المرجعية والملاذ ومصدر القرارات الوطنية. (ملحق رقم 7*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الميليشيات الموالية لإيران، مستمرة بسطوتها على المناطق السورية الواقعة قرب الحدود اللبنانية ضمن الريف الدمشقي، وقد وضعت يدها منذ مطلع عام 2021 على أكثر من 1900 قطعة أرض وشقة فارهة، غير آبهة بالقانون السوري، في ظل وجود قوة ضاربة هناك تتمثل بـ "حزب الله"، الذي يتسيد المنطقة ويعتبر الآمر والناهي فيها. وأفاد المرصد، أن عمليات استملاك وشراء الأراضي الواقعة على الحدود مع لبنان، تتواصل، حيث يشرف «حزب الله» على كل شاردة وواردة في تلك المنطقة وهو الحاكم الفعلي لها. ووفقاً لمعلومات المرصد السوري، فإن الجماعات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية تقوم منذ مطلع الشهر الأول من عام 2021 وحتى هذه اللحظة، بشراء أكثر من 640 قطعة أرض في منطقة الزبداني ومحيطها ومناطق أخرى هناك في ريف دمشق المحاذي للحدود اللبنانية، وما لا يقل عن 720 قطعة أرض في منطقة الطفيل الحدودية ومناطق أخرى قربها وفي محيطها. ونوه المرصد، بأن الطفيل باتت تشبه قرية «الهيبة»، في المسلسل التلفزيوني الشهير، ويتزعمها شخص سوري مقرب من قيادات "حزب الله". على صعيد متصل، تتواصل أيضاً، عمليات مصادرة الشقق الفارهة والفلل في منطقة بلودان ومناطق قربها، وفقاً لما أفادت به مصادر المرصد السوري، ليرتفع إلى أكثر من 550. تعداد الشقق التي استوطنت فيها تلك الجماعات، بدعم مطلق من قبل "حزب الله" الذي يعمل على تسهيل أمورهم باعتباره القوة الأكبر هناك، يأتي ذلك في ظل تجاهل تام للأوضاع هناك في الإعلام الرسمي للنظام.

في سياق متصل، تنشط عمليات اغتيال لـرجال حزب الله والنظام السوري في الفترة الأخيرة، فقد قتل فجر الأحد، القيادي أحمد فيصل الصالح وأصيب عنصر آخر كان برفقته، بعد هجوم نفذه مجهولون على أحد النقاط العسكرية التابعة للنظام السوري و"حزب الله"، بين بلدات جبا وأم باطنة في ريف القنيطرة جنوب سوريا. ويتحدر المستهدف من بلدة جبا في القنيطرة قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، ويتزعم مجموعة مسلحة محلية متعاونة مع "حزب الله" في المنطقة، وفقاً لمصادر محلية من المنطقة، ونعت القيادي الصالح، صفحات محسوبة على مجموعات سورية مسلحة تابعة للنظام السوري، مثل قوات الدفاع الوطني بالقنيطرة. وفي وقت سابق مساء السبت، استهدف مسلحون مجهولون بالرصاص المباشر عنصراً في قوات النظام السوري، أثناء وجوده على الطريق العام على أطراف قرية الجبيلية بريف القنيطرة، مما أدى إلى مقتله على الفور. وتعتبر منطقة الجبيلية من المناطق التي خضعت لاتفاق التسوية والمصالحة في جنوب سوريا منذ عام 2018.

على صعيد آخر، تبنى مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، قراراً ينص على تمديد آلية المساعدة عبر الحدود إلى سوريا لمدة 6 أشهر، تستمر حتى 10 يناير المقبل، وهي مدة فرضتها روسيا في حين كانت المدة المقترحة سنة، وتم تبني القرار بأغلبية 12 صوتاً من أصل 15. والأصوات الموافقة هي لروسيا والصين والأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن. فيما امتنعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا عن التصويت، لعدم موافقتها على المدة التي تعتبرها غير كافية للتخطيط لإيصال المساعدات بشكل صحيح.

يشار إلى أن القرار الذي صاغته أيرلندا والنرويج، يتضمن إمكانية تمديد الآلية في يناير 2023 لمدة ستة أشهر رهناً باعتماد قرار جديد، على النحو الذي اقترحته روسيا الأسبوع الماضي. وأعربت كل من أيرلندا والنرويج عن ارتياحهما إثر تبني القرار.

في سياق منفصل، تجددت الاغتيالات التي تطال ضباطا وقادة عسكريين من عناصر وقادة التسويات في درعا، حيث وثق ناشطون اغتيال اثنين من العاملين مع جهاز الأمن العسكري، وهما من أبناء المنطقة انضما إلى تشكيلات تابعة للنظام السوري بعد اتفاق التسوية والمصالحة الذي تم في عام 2018. فقد قتل المدعو محمود حسين الحبيسي، اليوم الأربعاء، إثر استهدافه بالرصاص المباشر في بلدة محجة بريف درعا الشمالي، وهو أحد عناصر فرع الأمن العسكري منذ عام 2018.كذلك قتل مساء الثلاثاء حسام الشامي بعد استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين في مدينة نوى بريف درعا الغربي، وهو عنصر سابق في فصيل معارض قبل سيطرة النظام على المحافظة في يوليو 2018، وعمل بعد اتفاق التسوية على المصالحة لصالح فرع الأمن العسكري في المدينة.

إلى ذلك، وقع انفجار في مدينة درعا المحطة ظهر الثلاثاء، نتيجة تفجير عبوة ناسفة من قبل وحدات الهندسة كان قد زرعها مجهولون بالقرب من مدرسة القصور بحي السبيل، واقتصرت الأضرار على الماديات. وتعتبر المنطقة التي وقعت فيها الحادثة من أكثر المناطق الأمنية في مدينة درعا وتحوي فروعاً ونقاطاً عسكرية تابعة للنظام السوري.

يذكر أن حصيلة الاستهدافات في درعا، منذ مطلع يناير/كانون الثاني، بلغت 294 استهدافاً جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 252 شخصاً، وهم 124 من المدنيين بينهم سيدتان و5 أطفال، و105 من العسكريين تابعين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر "التسويات"، و12 من المقاتلين السابقين ممن أجروا تسويات ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها، وعنصر سابق في تنظيم داعش و7 مجهولي الهوية و3 عناصر من الفيلق الخامس والمسلحين الموالين لروسيا.

في ملف محاربة "داعش"، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية مقتل زعيم التنظيم في سوريا، الثلاثاء، بضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية، وقال المتحدث باسم القيادة المركزية في البنتاغون إن ماهر العقال، الذي وصفه البنتاغون بأنه "أحد القادة الخمسة الأبرز في تنظيم داعش"، قتل بينما كان على متن دراجة نارية بالقرب من جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب، كما أصيب أحد كبار مساعديه بجروح خطيرة. كما ذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أنه تم التخطيط بشكل مكثف لهذه العملية، لضمان تنفيذها بنجاح، لافتة إلى أن مراجعة أولية تشير إلى عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين، كما أوضحت أن العقال كان مسؤولاً عن تطوير شبكات تنظيم "داعش" خارج العراق وسوريا. يشار إلى أن مقتل ماهر العقال يعتبر ضربة نوعية وقوية لتنظيم "داعش".

في ملف الميليشيات الايرانية، تواصل ميليشيا فاطميون الأفغانية تدريباتها العسكرية في إطار مناطق نفوذها شرقي دير الزور في سوريا، وذلك بإدارة ضباط من الحرس الثوري الإيراني، فقد أجرت الميليشيا تدريبات جديدة لعناصرها على الاشتباك المباشر والاستهداف المدفعي متوسط وقريب المدى بإشراف ضباط بـالحرس الثوري الإيراني وذلك في بادية الميادين غرب الفرات بريف دير الزور الشرقي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث جاءت العملية بهدف رفع الجاهزية لصد أي استهداف لها من جهة البادية.

يشار إلى أن الضفة الغربية لنهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق تعد أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا. إلى ذلك، تفيد الإحصائيات بوجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في دير الزور، وتحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية ودير الزور مروراً بالميادين. وقد شارك آلاف الأفغان في الحرب بسوريا ضمن ميليشيا "فاطميون"، وهي ميليشيا طائفية أسستها إيران وزودتها بالأسلحة ودربت أعضاءها خدمة لمصالحها، وما زالت تنشط أيضاً في إطار تجنيد شبان من المنطقة في صفوفها.

في ملف الجبهة الشمالية، هدد القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي يوم الجمعة، أن قواته ستُشعل كل الحدود السورية التركية إن شنت تركيا عملية عسكرية، وأن الحرب ستكون شاملة وبمشاركة الجيش السوري، وأفاد بأن تركيا تحشد قواتها في منبح وتل رفعت وهي تحضر لهجوم عسكري وستبدأ العملية العسكرية عندما ستكون الفرصة سانحة لها، مشيرا إلى أن هدف تركيا من العملية العسكرية هو تصفية القضية الكردية وتقسيم سوريا، بالإضافة إلى توجيه ضربة للتحالف الدولي و"قسد"، ومؤكدا أن روسيا طرف في الاتفاق مع تركيا، وتعاونهما إيجابي في منبج وتل رفعت لوقف الهجوم التركي، مشيرا إلى أن روسيا تسعى لوقف هذا الهجوم، وأنها قادرة على ذلك، ومشيرا أيضا إلى أن جهود التحالف الدولي وأمريكا لوقف الهجوم ليست كافية.

 

  1. في الشأن الليبي

اتهم رئيس الحكومة المكلف بالبرلمان الليبي فتحي باشاغا، منافسه رئيس حكومة الوحدة الوطنية، بتدبير عملية لاغتياله رمياً بالرصاص، خلال محاولته الدخول إلى العاصمة طرابلس لاستلام مهامه، شهر مارس الماضي، وقال خلال كلمة أمام لجنة الخارجية بالبرلمان البريطاني، يوم الثلاثاء، إن الدبيبة أمر ميليشياته بإطلاق النار عليه وعلى كل من يؤيده، عندما حاول الدخول إلى العاصمة طرابلس لمباشرة مهامه، مضيفاً أنه فضّل الانسحاب والعمل من مدينة سرت تفادياً لإراقة الدماء. كما اعتبر رئيس الحكومة المكلف بالبرلمان الليبي أن استمرار الدبيبة المنتهية ولايته، هو استمرار للفوضى في ليبيا وللانقسام السياسي والمؤسساتي، مشيراً إلى أن الدبيبة لا يملك سيطرة على الأرض وهو محمي في العاصمة طرابلس، من قبل عدد محدود من الميليشيات المسلحة وبعضها على صلة بتنظيمات إرهابية.

في سياق متصل، تبنّى المشاركون في الأعمال التحضيرية لاجتماع الأطراف الليبية الجمعة في برازافيل عدّة مبادئ أساسية لتنظيم المصالحة الوطنية في ليبيا، وفق البيان الختامي للقاء. وقد شارك في اللقاء الذي رأسه وزير الخارجية الكونغولي جان كلود غاكوسو، ممثّلون عن البرلمان الليبي والمجلس الرئاسي وعن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، ولم يُعرف ما إذا كانت كل الأطراف الليبية ممثلة، لاسيما الحكومتان المتنافستان.

ومن بين المبادئ التي جرى تبنّيها خلال اجتماع برازافيل، الرفض الكامل لكل أشكال تدويل الأزمة الليبية وضرورة إزالة كل ما يعوق طريق المصالحة والتدخل الأجنبي، كما أكد المشاركون على إدانة استخدام خطاب الكراهية وأعمال العنف والازدراء والشتائم والافتراء والغطرسة، وغير ذلك من المواقف والتصرّفات المخالفة للأخوّة والتفاهم والتضامن والتسامح، بحسب ما جاء في البيان الختامي. وعُقد الاجتماع بحضور ممثل الأمم المتحدة في الكونغو كريس مبورو والمستشار الاستراتيجي لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمد الحسن ليبات.

في ملف النفط، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، الذي عينته حكومة الوحدة في طرابلس حديثا الجمعة، إن إنتاج النفط الليبي سيستأنف من جميع الحقول والمواني المغلقة، وذلك بعد اجتماع مع الجماعات التي حاصرت هذه المنشآت لشهور. وقد يعني قرار رفع حالة القوة القاهرة عن الإنتاج إعادة ضخ 850 ألف برميل يوميا من النفط إلى السوق التي أغلقتها الجماعات المتحالفة مع القائد خليفة حفتر في الشرق.

وعين رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، فرحات بن قدارة رئيسا للمؤسسة الوطنية للنفط يوم الثلاثاء ودخل مقر الشركة الحكومية يوم الخميس بعد نشر قوة مسلحة هناك. وخلال زيارة لمدينة بنغازي في شرق البلاد، التقى بن قدارة بشيوخ القبائل الذين يمثلون الجماعات المسؤولة عن الحصار.

من جانبه، رفض مصطفى صنع الله، الذي يقود المؤسسة منذ عام 2014، تعيين بن قدارة وقال إن فترة ولاية الدبيبة انتهت وإنه لا يملك سلطة إقالته، كما رفض البرلمان في شرق البلاد، الذي يعارض أيضا استمرار ولاية حكومة الدبيبة، تعيين بن قدراة رئيسا للمؤسسة مما أثار احتمال حدوث انقسام في الشركة. كما طالبت الجماعات المسؤولة عن الحصار، وهي على صلة بحفتر، بإقالة الدبيبة ليتولى فتحي باشاغا، الرجل الذي عينه البرلمان ليحل محل رئيس الوزراء. ومع ذلك، يُنظر إلى بن قدارة على أنه حليف لحفتر، ويبدو أن قرار الدبيبة تعيينه رئيسا للمؤسسة الوطنية للنفط هو جزء من ترتيب يسمح بإنهاء الحصار. وتسعى جميع الأطراف في ليبيا إلى الحصول إلى عائدات صادرات البلاد من النفط، والتي بلغت في بعض الأحيان العام الماضي 1.2 مليون برميل يوميا.إل

إلى ذلك، ما زال التوتر مخيما على مؤسسة النفط الليبية، فقد رفضت المؤسسة قرار إقالة مجلس إدارتها من قبل حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، وقال رئيس مؤسسة النفط الليبية، مصطفى صنع الله، في بيان اليوم الأحد، إن المؤسسة تؤكد استمرارها في أداء عملها وفق ما ينصّ عليه القانون، وأضاف أن المؤسسة لن ولم تعترف بأيّ قرارات باطلة أصدرتها أجسام غير شرعية ومنتهية الولاية، وفق ما ذكر في بيانه.

في موازاة ذلك، شهد غرب العاصمة الليبية ليل السبت توترا على خلفية الموضوع، مع احتشاد مجموعات مسلحة من الزاوية ومن طرابلس. ولاحقاً عادت المجموعات المسلحة القادمة إلى مواقعها بعد إبرام اتفاق بين قادتها ينص على عودة المسلحين القادمين من الزاوية لمنطقتهم وانسحاب مجموعات طرابلس إلى مواقعها وترتيب لقاء مع رئيس حكومة الوفاق.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

في ملف الحكومة والانتخابات المرتقبة، أعلن رسمياً، يوم الاثنين، عن قائمة انتخابية موحدة بين حزب "ازرق-ابيض" برئاسة بيني غانتس وحزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر.

على صعيد آخر، أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل، الأربعاء، عن شراكة تكنولوجية متطورة جديدة قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة. وأفاد بيان مشترك لبايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد انه سيبدأ حوار استراتيجي رفيع المستوى بشأن التكنولوجيا بين مستشاري الأمن الوطني في البلدين، كما أضاف أن الحوار سيتركز على التكنولوجيات الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم والحلول للتحديات العالمية، مثل تغير المناخ وتحسين الجاهزية لمواجهة الأوبئة، ولفت أن بايدن سيجري مشاورات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل التوجه إلى السعودية.

وفي السياق، كثّف الرئيس الأميركي، الخميس، غداة وصوله إلى إسرائيل، محادثاته مع القادة الإسرائيليين، وبحث معهم الملفات الساخنة، كما تم التوقيع على "إعلان القدس" الذي رسّخ التعاون بين الولايات المتحدة والدولة العبرية. واجتمع بايدن في اليوم الثاني لوصوله إلى إسرائيل، برئيس حكومة تصريف الأعمال الجديد، يائير لابيد، وانتهى اللقاء بتوقيع الطرفين على "الإعلان الأميركي ـالإسرائيلي". وجددت الولايات المتحدة خلال توقيع الإعلان التزامها بأمن إسرائيل وقوة ردعها، كما أكد الإعلان التزام واشنطن بردع التهديدات الإيرانية النووية وعدم السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وأشار الإعلان، في ذات الصدد، إلى أن واشنطن ستستخدم قوتها لضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً، كما الإعلان إلى أن واشنطن ملتزمة بالعمل مع الشركاء لمواجهة العدوان الإيراني.

الإعلان الأميركي-الإسرائيلي، والذي لم يشهد مثله الطرفان منذ عقدين، أكد على أن أمن إسرائيل ضروري لمصالح أميركا وركيزة للأمن الإقليمي، كما شكل التفاهم على التعاون في تقنيات الدفاع المتطورة محورا مهما من محاور الإعلان الموقع بين الدولتين. كذلك أشار الإعلان إلى ضرورة التعاون في أنظمة أسلحة الليزر عالية الطاقة للدفاع عن إسرائيل.

وفي مؤتمر مشترك مع الرئيس الأميركي، أكد لابيد أنه لا بد من القوة كملاذ أخير لحماية أمن اسرائيل، مشيرا إلى أن الدبلوماسية غير كافية لوقف إيران، ومشددا على توجيه تهديد عسكري لإيران لوقف تطوير البرنامج النووي، وقال، أن تل ابيب تمد يدها لمن يريد السلام في المنطقة.

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أنه أوضح للرئيس الأميركي بايدن معارضته للاتفاق النووي، وقال في مستهل جلسة الحكومة، الأحد، إن إسرائيل تحتفظ بحرية التصرف الكامل دبلوماسيا وعملياتيا ضد البرنامج النووي الإيراني، كما وصف زيارة بايدن بـالتاريخية، نظرا لتحقيقها إنجازات سياسية واقتصادية وأمنية، على حد وصفه.

أمنياً، شنت طائرات مقاتلة إسرائيلية هجوماً على غزة، يوم السبت، ردا على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل بعد ساعات من توجه الرئيس الأميركي جو بايدن من إسرائيل إلى السعودية، وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف موقعا لتصنيع الصواريخ في وسط غزة تديره حركة حماس التي تحكم القطاع المحاصر، فيما قال شهود إن الموقع يستخدم كمعسكر تدريب. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من السبت، رصده إطلاق صاروخين من قطاع غزة، باتجاه مدينة عسقلان جنوب البلاد، حيث دوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل مرتين للتحذير من قدوم صواريخ.

في الملف الفلسطيني، أصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانا لمناسبة زيارة الرئيس الأميركي الى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، واعتبرت فيه بأن هذه الزيارة الهامة ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الفلسطيني والأميركي، وأكد بيان الرئاسة على أن القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967 هي عاصمة دولة فلسطين، فيما شكر الرئيس محمود عباس بايدن على إعادة تأكيده بالتزام إدارته بحل الدولتين على حدود عام 1967، كما شدد أبومازن على ضرورة إنهاء الخطوات أحادية الجانب التي تنتهك القانون الدولي وتقوض حل الدولتين ووقف عمليات هدم المنازل والقتل اليومي ومحاسبة قتلة الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة ووقف النشاطات الاستيطانية، محذرا من ان فرصة حل الدولتين على أساس سنة 67 قد تكون متاحة اليوم فقط ولا ندري ما قد يحصل في المستقبل. كذلك شدد على الاستعداد الكامل للتعاون مع إدارة الرئيس بايدن لإزالة جميع العقبات التي تعترض علاقات ثنائية قوية بين الجانبين، بما في ذلك رفع اسم منظمة التحرير الفلسطينية من القوائم الأميركية للإرهاب، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكتب المنظمة في واشنطن، وثمن الرئيس عباس، قرار الرئيس بايدن باستئناف المساعدات الأميركية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقديم الدعم للأونروا ومستشفيات القدس الشرقية.

 

  1. فيروس COVID-19

تنتشر سلالة متفرعة من متحور أوميكرون من فيروس كورونا تسمى BA.5 هذا الصيف بشكل قياسي، وهو متفرع شديد العدوى، وهو ما يؤكد أن فيروس كورونا لا يزال يمثل حالة طوارئ عالمية بعد نحو عامين ونصف العام من إعلانه لأول مرة. وفي السابق، كانت الإصابة بأوميكرون تعني أنك ربما تتمتع ببعض الحماية ضد الإصابة مرة أخرى لبضعة أشهر، لكن المشكلة أن BA.5 يتهرب بشكل استراتيجي من دفاعاتنا المتراكمة ضد المتحورات السابقة من الفيروس، وهذا يعني أن حالات العدوى، حتى في الأشخاص الذين تم تطعيمهم والمصابين حديثا، آخذة في الارتفاع.  وترتفع احتمالية الإصابة بمتحور BA.5 مقارنة بالمتحورات الأخرى، وقد يصيب أي شخص، سواء كان قد أخذ بالفعل اللقاح، أو جرعة معززة، أو حتى تعافى مؤخرا من الإصابة بكورونا. وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الثلاثاء: "إذا كنت مصابا بـBA.1، فأنت حقا لا تتمتع بقدر كبير من الحماية الجيدة ضد BA.4 / 5". كما حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مطلع الأسبوع، من أن موجات جديدة من الإصابات بكوفيد تظهر أن الوباء لم يقترب حتى من نهايته، مضيفا انه مع ازدياد حالات الدخول إلى المستشفى وتفشي كوفيد-19، يتحتم على الحكومات نشر تدابير تمت تجربتها مثل وضع الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الفحص والعلاج.

إلى ذلك، قال الدكتور مايكل راين كبير مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية إن عدد حالات الإصابة بوباء كوفيد في جميع أنحاء العالم قد ارتفع بنسبة 30 % في الأسبوعين الماضيين - وهو ارتفاع مدفوع أساسًا بمتحورات Omicron BA.4 وBA.5.

هذا فيما سُجّل لغاية يوم السبت حول العالم، حوالي 567 مليون إصابة وبلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بكوفيد-19 اكثر من 6.386 مليون حالة.

اما في لبنان فقد سجلت وزارة الصحة يوم السبت 1975 إصابة وحالتي وفاة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، الصين إلى الامتثال لقرار التحكيم الصادر عام 2016 الذي ألغى مطالب بكين في بحر الصين الجنوبي، محذراً من أن واشنطن ملزمة بالدفاع عن حليف المعاهدة الفلبين، إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم صيني في المياه المتنازع عليها. وقال في بيان أصدرته السفارة الأميركية في مانيلا، أن واشنطن تدعو جمهورية الصين الشعبية مرة أخرى إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والتوقف عن سلوكها الاستفزازي، كما أكد أيضا على أن أي هجوم مسلح على القوات المسلحة الفلبينية أو السفن التجارية أو الطائرات في بحر الصين الجنوبي من شأنه تفعيل مبادئ الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة بموجب معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين لعام 1951.

ولم يصدر رد فعل فوري من بكين، لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال في مؤتمر صحافي في بوتراغايا، العاصمة الإدارية لماليزيا، إن الصين تسارع بوتيرة المحادثات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، التي تضم الفلبين وثلاث دول أخرى، للتوصل إلى اتفاق عدم اعتداء يعرف باسم ”مدونة قواعد السلوك” لتحويل بحر الصين الجنوبي إلى بحر سلام وتعاون، كما صرح وانغ للصحافيين بعد لقائه بنظيره في ماليزيا، المحطة الأخيرة في جولته التي تضم خمس دول في جنوب شرق آسيا أن بكين ستعارض المواجهات القائمة على التكتلات، وعقلية الحرب الباردة، رافضا تلقي أي أسئلة من الصحافيين.

من جانب آخر، أعلن بلينكن، أن الرئيس جو بايدن سيبحث المصالح المشتركة خلال زيارته المقبلة للشرق الأوسط، وقال أن الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات المشتركة سُبحث خلال جولة بايدن التي ستشمل السعودية. وكان البيت الأبيض أعلن، الخميس الماضي، أن الرئيس الأميركي، سيلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اجتماع ثنائي خلال زيارته للمملكة، كما قال إن بايدن سيعمل على تمديد الهدنة في اليمن، حيث تشهد البلاد هدنة إنسانية بدأت في 2 أبريل وتنتهي في 2 أغسطس المقبل، كما يعتزم رئيس الولايات المتحدة مناقشة أمن الطاقة مع قادة مجلس التعاون في جدة، كذلك سيتم بحث تكامل الدفاعات الجوية مع دول الشرق الأوسط لمواجهة تهديد إيران.

في سياق منفصل، أعلنت مصادر مطلعة، يوم الأربعاء، أن سلاح الجو الأميركي اختبر بنجاح هذا الأسبوع صاروخاً أسرع من الصوت تصنعه شركة لوكهيد مارتن، وسط مخاوف متزايدة من أن روسيا والصين قد حققتا مزيداً من النجاح في مجال تطوير أسلحتهما التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وقالت المصادر إن سلاح الجو اختبر بنجاح الصاروخ المعزز (إيه.آر.آر.دبليو) قبالة ساحل كاليفورنيا أمس الثلاثاء. ويُحمل الصاروخ أسفل جناح الطائرة قبل إطلاقه صوب الهدف، وفي الاختبارات السابقة، لم ينفصل الصاروخ عن الطائرة. كما وتنطلق الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الغلاف الجوي العلوي بسرعات تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت أو بنحو 6200 كيلومتر في الساعة.

 

  1. في الشأن العراقي

أفادت مصادر متابعة، فجر الخميس، بانفجار غامض في مخزن سلاح تابع لميليشيا الحشد الشعبي بالقائم في العراق قرب الحدود السورية، ولم يتسن على الفور معرفة أسباب أو حجم الخسائر جراء هذا الانفجار. وتنتشر مخازن السلاح العراقي داخل المناطق السكنية بشكل لافت بعد عام 2003، ومع بداية كل صيف يسترجع الناس مخاوفهم من انفجارها، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، الذي يحوّل هذه المخازن إلى قنابل موقوتة قد تودي بحياتهم. وقد شهد العراق ما بين صيفي 2016 و2018، انفجار ثلاثة مخازن للأسلحة في جنوب وشرق العاصمة بغداد فقط. بينما شهد عام 2019 انفجار خمسة من مخازن السلاح العراقي في مناطق متفرّقة من البلاد، وكذلك الأمر في صيف عام 2020. أما العام الماضي فقد شهد خلال شهر يوليو، انفجار مخزن للأسلحة يعود لفرقة "الإمام علي" التابعة لميليشيا الحشد الشعبي في محافظة النجف.

في ملف أزمة المياه، طالب وزير الموارد المائية العراقي، السبت، تركيا بزيادة الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات، فيما يواجه البلدان اللذان يختلفان في إدارة ملف المياه تحدّي الجفاف. ويعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم بسبب تزايد الجفاف، بحسب السلطات العراقية، فيما تندّد بغداد مراراً ببناء جيرانها لسدود تتسبّب بتراجع منسوب المياه الواصلة إلى العراق. وجاءت تعليقات الحمداني خلال اجتماع افتراضي مع الممثّل الخاص للرئيس التركي للشؤون العراقية فيصل إيروغلو، وفق بيان صادر عن وزارة الموارد المائية العراقية، لـمناقشة وضع الواردات المائية لنهري دجلة والفرات الداخلة للعراق. واتفق الجانبان كذلك على إرسال وفد فني عراقي للاطلاع موقعياً على واقع التخزين المائي في السدود التركية، كما قرر الطرفان مناقشة الخطط التشغيلية لتلك السدود وفقا للتخزين المتاح لتجاوز أزمة شح المياه الحالية التي يمر بها العراق. من جهته، تعهّد المسؤول التركي، وفق البيان بالإيعاز لمؤسسة المياه والسدود التركية لزيادة الإطلاقات المائية خلال الأيام القليلة القادمة وحسب التخزين المتوفر لديهم.

في ملف الطاقة، وقعت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزارة الكهرباء العراقية، على هامش قمة جدة للأمن والتنمية التي تستضيفها المملكة، عقد الربط بين شبكة الربط الخليجي وشبكة كهرباء جنوب العراق، بحضور وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزير النفط العراقي، إحسان عبد الجبار. ويأتي توقيع هذا العقد، ترجمةً لتوجيهات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية انطلاقًا من حرصهم على تنمية العراق وازدهاره. ويشمل العقد قيام هيئة الربط الكهربائي الخليجي بإنشاء خطوط ربط كهربائي من المحطة التابعة للهيئة بدولة الكويت إلى محطة الفاو الواقعة بجنوب جمهورية العراق، لإمداد جنوب العراق بنحو 500 ميغاواط من الطاقة من دول مجلس التعاون عن طريق شبكة الربط الكهربائي الخليجي، بما فيها خطوط الربط الكهربائي الجديدة التي سيتم إنشاؤها والتي سيستغرق العمل فيها قرابة 24 شهراً، بقدرة نقل إجمالية تصل إلى 1800 ميغاواط.

سياسياً، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الجمعة، أن العراق لن يكون في أي محور عسكري، وجاءت كلمة الكاظمي قبيل توجهه إلى السعودية للمشاركة في قمم جدة مع الرئيس الأميركي وعدد من القادة والرؤساء العرب. وفي كلمته من مطار بغداد قبيل سفره، أكد الكاظمي أن العراق لن يكون منطلقا لتهديد دول الجوار.

في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية

أعلن رئيس تحالف الفتح في العراق، هادي العامري، الاثنين، أنه ليس مرشحاً لمنصب رئاسة الوزراء، وأكد في بيان له أنه سيدعم رئيس الوزراء المقبل الذي سيتم ترشيحه من قبل تحالف الإطار التنسيقي، مؤكداً أن تحالف الفتح لن يشترك في الحكومة المقبلة.

وفيما لا يزال الجمود مسيطراً على المشهد السياسي العراقي نتيجة الخلافات السياسية التي تعصف به، وحالت حتى الآن دون تشكيل حكومة بعد مرور 8 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة، زاد انسحاب التيار الصدري من المشاورات من الأزمة تعقيداً. وفي سياق الخصومة مع "الإطار التنسيقي"، لجأ زعيم التيار مقتدى الصدر، إلى دعوة أنصاره لصلاة موحّدة في عدة مناطق وسط استعدادات كبيرة منهم. فقد أفادت مصادر محلية، الثلاثاء، بأن أنصار الصدر شكلوا لجاناً لتنظيم إقامة صلوات موحدة، وأخرى لترتيب صفوف حراكهم، على أن تكون أول صلاة يوم الجمعة القادمة في بغداد ومحافظات أخرى. ووفق مراقبين، فإن دعوة الصدر هذه تأتي لإظهار قوة تياره، خصوصاً بعد استقالة نوابه الـ73 من البرلمان الشهر الماضي.

ورد مقتدى الصدر، ضمنيا على التسريب الصوتي لرئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، والذي تضمن سباباً واتهامات للصدريين بأنهم جبناء، وقال في تغريدة له مخاطباً أنصاره: "لا تكترثوا بالتسريبات، فنحن لا نقيم له وزناً"، وأضاف ، قبل الصلاة الموحدة المقررة الجمعة، أنه لم يدخل في فتنة، وأن الخيار للشعب، مؤكداً أنه سيكون داعماً في الأيام المقبلة لأي حراك شعبي لمناصرة الإصلاح.

ويوم الجمعة، احتشد عشرات الآلاف من العراقيين في إحدى ضواحي بغداد لأداء صلاة جمعة موحدة دعا إليها مقتدى الصدر، ما أثار مخاوف من عدم الاستقرار، ودعا الصدر إلى إبعاد الحشد الشعبي عن التدخلات الخارجية، وأكد ضرورة حل جميع الفصائل المسلحة في العراق، مضيفا أنه لا يمكن تشكيل حكومة عراقية بوجود سلاح منفلت وميليشيا.

 

  1. في الشأن اليمني

أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الخميس، أن صمود الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن وتحويلها لمحطة ينطلق منها مسار سياسي آمن نحو السلام مرهون بمدى توقّف الإيرانيين عن التدخل في اليمن والتزام ميليشيا الحوثي بشروطها، كما أكد حق الشعب اليمني في منع التدخل الإيراني وإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة وإحلال السلام الدائم الذي ينقذ اليمنيين ويحافظ على مؤسساتهم وهويتهم وثوابتهم الوطنية ويكافح الإرهاب ويضمن أمن المنطقة. وقد جاء ذلك على لسان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عبدالله العليمي، الذي رحب بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن اليمن، وأشار إلى أنه ليس مقبولاً أن يحوّل الحوثيون الهدنة الإنسانية إلى محطة لتفخيخ المستقبل، مضيفاً أن اليمنيين لن يقبلوا باستمرار المعاناة، ولافتاً إلى تعنت الميليشيات الحوثية وعدم التزامهم بشروط الهدنة على الرغم من قبول الجمهورية اليمنية مقترح الهدنة الإنسانية وترحيبها بجهود المبعوثين الأممي والأميركي ودعم تحالف دعم الشرعية لإنجاحها تخفيفاً لمعاناة اليمنيين أملاً بفتح أبواب سلام جاد ودائم.

من جانبه، أكد وزير الدفاع اليمني أن الاستقرار والسلام في بلاده والمنطقة لن يتحقق إلا بـإنهاء التمرد الحوثي ومشروعه الإيراني المهدد للأمن الإقليمي والعالمي، جاء ذلك خلال زيارته الميدانية السبت لقوات الجيش الوطني المُرابطين في جبهات محافظة تعز، جنوب غربي اليمن. وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي تسعى لتركيع اليمنيين وإخضاعهم لمشروعها الطائفي العنصري وتريد أن تحكم بالقوة والسلاح، وتعمل لاستهداف المجتمع اليمني في قيمه وعقيدته وهويته اليمانية العروبية، كما أنها لا تؤمن بالسلام ولا بالتعايش والشراكة، والتجارب معها مريرة، ومعروف عنها الغدر والخيانة.

في السياق، أعلنت ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، من جانبها، السبت، رفضاً ضمنياً لتمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم دولي منذ أبريل الماضي، وتنتهي في الثاني من أغسطس المقبل. وجاء ذلك في بيان لما يُسمى "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، الذي وصف الهدنة بأنها مثلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل، وأعربت الميليشيا عن استهجانها للحديث عن تفاهمات حول تمديد الهدنة، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة حول تعميق وتمديد وقف إطلاق النار في اليمن، كما عبّر المجلس السياسي للحوثيين عن رفضه لأي مخرجات تصدر عن زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، وفق البيان. وكان وزير الخارجية الأميركي قد طالب ميليشيا الحوثي بالوفاء بتعهداتها بشأن فتح الطرقات في تعز بموجب اتفاق الهدنة، وقال إنه ناقش مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، السبت في جدة، تمديد الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة لتخفيف معاناة اليمنيين، كما أثنى على قيادة الحكومة اليمنية الجريئة بشأن الهدنة التي كان لها تأثير ملموس على حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد. ولا تزال ميليشيا الحوثي ترفض حتى الآن فتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز التي تحاصرها للعام الثامن على التوالي.

في سياق متصل، طالبت عشرات المنظمات الحقوقية اليمنية والإقليمية والدولية، الخميس، الولايات المتحدة الأميركية، بإعادة تصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية. جاء ذلك في رسالة وجهها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات بالاشتراك مع نحو 35 منظمة حقوقية يمنية وإقليمية ودولية، إلى الرئيس الأميركي، تطالبه إعادة النظر في تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وذلك بالتزامن مع زيارته للمنطقة واستمرار الميليشيا في عرقلة جهود السلام. وأفادت الرسالة أن شطب جماعة الحوثي من قوائم الإرهاب العالمي كان بغرض تخفيف الوضع الإنساني المتردي في اليمن إلا أن ميليشيا الحوثي فهمت الرسالة بشكل خاطئ وصعدت من عملياتها القتالية على مدى عام ونصف العام ولم تنخرط في حوار مثمر، الأمر الذي فاقم الأزمة الإنسانية وزاد من معاناة المواطنين.

على صعيد منفصل، عادت أزمة سفينة "صافر" المهجورة، التي ترسو قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غرب اليمن، وتشكل قنبلة موقوتة بسبب توقف صيانتها منذ سنوات، وسط تقارير عن احتمالات انفجارها والتسبب بأكبر كارثة بيئية في العالم إلى الواجهة مجدداً. فقد حذر مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله السعدي، من أن حالة خزان النفط صافر تزداد تدهوراً، وهو ما ينذر بحدوث كارثة اقتصادية وبيئية وإنسانية غير مسبوقة في اليمن، وستمتد إلى دول الجوار بل ستصل إلى خليج عدن والمحيط الهندي، وتهدد خطوط الملاحة الدولية في العالم، وأضاف ، أمام مجلس الأمن الدولي، أن التقارير تفيد بقيام ميليشيا الحوثي الانقلابية بنشر وزرع الألغام البحرية في مناطق واسعة من البحر الأحمر، بما في ذلك حول المنطقة المجاورة بالخزان، وهو أمر يشكل تهديداً خطيراً للأمن البحري في البحر الأحمر، ولجهود الأمم المتحدة لمعالجة وضع الخزان، كذلك دعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي لممارسة الضغط على الحوثيين لضمان التزامهم بهذه الخطة، مجدداً الدعوة للمساهمة في استكمال تمويل الخطة لتجنب آثار الكارثة الوشيكة.

 

  1. في الشأن المصري

قال متحدث باسم الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إن مصر أبلغت المنظمة بأنها ستعلق أنشطة قواتها في بعثة حفظ السلام في مالي مؤقتا، وعزت ذلك إلى تزايد الهجمات على قوات حفظ السلام المصرية التي ترافق قوافل الإمداد لقواعد الأمم المتحدة. ويعد القرار ضربة أخرى للبعثة بعد أن علق المجلس العسكري الحاكم في مالي مؤقتا مناوبة القوات من الدول المشاركة في بعثة حفظ السلام، الخميس.

ومنذ أيام، قالت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، إن اثنين من أفرادها لقيا حتفهما وأصيب خمسة بجروح خطيرة في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في شمال مالي التي تشهد أعمال عنف تنفذها جماعات متطرفة، وأكد مسؤول في البعثة أن الجنديين اللذين قتلا مصريان.

في سياق منفصل، جدد الرئيس المصري، خلال كلمته بقمة جدة للأمن والتنمية، السبت، عزم بلاده على تطوير الشراكة بين الدول العربية والولايات المتحدة، قال إن الأزمات العالمية ازدادت وتهدد بمخاطر انتشار الإرهاب، ويجب أن تكون لدولنا إسهامات حقيقية في مواجهة الأزمات، مضيفا أنه يجب وضع حد للصراعات والحروب الأهلية في المنطقة، ومشيراً إلى أن مصر منفتحة على انتهاج سياسات السلام لحل كل الصراعات، مقترحاً خطة من 5 نقاط لمواجهة أزمات المنطقة. كما تطرق السيسي إلى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه يجب إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مشيراً إلى أن إحياء عملية السلام لا يكفي بل يجب التوصل لحل نهائي لا رجعة فيه، كما أضافإنه يجب الاستمرار في مواجهة قوى الإرهاب التي تحظى بدعم من قوى خارجية، وأن لا مكان للميليشيات ولا لداعميها الذين يوفرون لها المال والسلاح. إلى ذلك، نوه السيسي بأنه يجب إعادة صياغة القوانين التي تحافظ على الأمن المائي، مشيراً إلى أن المنطقة العربية وإفريقيا الأكثر تضررا من تغير المناخ.

في الملف الاقتصادي، كشفت بيانات رسمية حديثة، عن ارتفاع كبير في حجم الصادرات المصرية الوطنية، حيث بلغت قيمتها الإجمالية خلال أبريل الماضي نحو 4.935 مليار دولار، مقابل نحو 3.199 مليار دولار في الشهر نفسه من العام 2021، بزيادة قيمتها 1.736 مليار دولار، مسجلة ارتفاعا بنسبة 54.2%. ووفق البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يشير توزيع الصادرات الوطنية إلى أن القائمة تضمنت صادرات الوقود، وبلغت قيمتها الإجمالية نحو 1.765 مليار دولار في أبريل الماضي، مقابل نحو 0.786 مليار دولار في الشهر ذاته من عام 2021، بزيادة بلغت قيمتها نحو 979 مليون دولار، وبنسبة ارتفاع وصلت إلى نحو 124.5%. تلاها صادرات مصر من القطن الخام، وبلغت قيمتها نحو 40.820 مليون دولار خلال شهر أبريل الماضي، مقابل 38.515 مليون دولار في أبريل 2021، مسجلة ارتفاعا بنسبة 6%، كما تضمنت القائمة، كلا من صادرات السلع نصف المصنعة، والتي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 946.205 مليون دولار في أبريل 2022، مقابل نحو 599.499 مليون دولار في الشهر نفسه عام 2021، بزيادة بلغت نسبتها 57.8%.

وفي سياق متصل، كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، عن ارتفاع قيمة الاستثمارات الأميركية في مصر لتسجل نحو 9.2 مليار دولار خلال العام المالي الماضي 2020 / 2021، مقابل نحو 7.7 مليار دولار خلال العام المالي 2019 / 2020 بنسبة ارتفاع تقترب من 20%، وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بالولايات المتحدة الأميركية نحو 1.4 مليار دولار خلال العام المالي 2020 / 2021 مقابل نحو 975.2 مليون دولار خلال العام المالي 2019 / 2020، بنسبة ارتفاع بلغت نحو 40.9%. وفق البيانات، فقد ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأميركية لتصل إلى 8.6 مليار دولار خلال عام 2021 مقابل 6.3 مليار دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع بلغت نحو 37.4%.

في ملف جماعة الاخوان

وصلت أزمة الانشقاقات في جماعة الإخوان ذروتها، حيث أصدرت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين بياناً جديداً قررت فيه فصل إبراهيم منير، زعيم جبهة لندن، نهائياً من الجماعة وكذلك قيادات بجبهته. وكشفت مجموعة إسطنبول في بيان رسمي صدر، صباح الثلاثاء، أن مجلس الشورى بحث الممارسات الفردية والإجراءات غير المؤسسية التي يقوم بها بعض الإخوة في محاولة لفرض واقع جديد وإنشاء كيانات موازية للكيانات الشرعية بالجماعة، كما أضاف أن الجماعة تأخرت في الإعلان عن هذه القرارات لإعطاء الفرصة لنجاح مبادرات للحفاظ على وحدة الصف إلا أنها كسابقاتها لم تجد آذاناً صاغية، وتابعت الجبهة أن أي كيان لا يلتزم بقرارات مجلس الشوري فهو غير منتمٍ لها.

إلى ذلك، شملت القرارات تمديد تكليف اللجنة القائمة بعمل المرشد العام، وعدم الاعتراف أو اعتماد أي كيان أو تشكيل لا يلتزم بقرارات مجلس الشورى العام بصفته المؤسسة الأعلى بالجماعة، وتكليف مكتب الرابطة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط العمل المؤسسي بفروع الخارج، وفقاً لقرار اللجنة القائمة بعمل المرشد.

يذكر أن جبهة إسطنبول وفي تحد كبير لجبهة منير كانت قررت بقيادة محمود حسين مد فترة عمل الدكتور مصطفى طلبة القائم بعمل المرشد لمدة 6 أشهر أخرى. وقررت لجنة الستة المشكلة من مجلس شورى الإخوان بجبهة محمود حسين تمديد عمل القائم بعمل مرشد الإخوان، مصطفى طلبة، بعد انتهاء الوقت المحدد لمهمته في منتصف يونيو الماضي. ويأتي قرار التمديد بعد أنباء عن استكمال إبراهيم منير وجبهة لندن الانتخابات الداخلية واختيار بدائل للأعضاء الستة واستكمال باقي مؤسسات الجماعة بدون أي تواجد لقادة جبهة حسين.

أزمة سد النهضة

كشف خبير مصري أن صوراً التقطتها أقمار صناعية، الاثنين، أوضحت بدء إثيوبيا الملء الثالث لبحيرة سد النهضة، وقال عباس شراقي إنه وفقاً لصور الأقمار الصناعية، فإن إثيوبيا بدأت التخزين الثالث لسد النهضة، حيث بدأت المياه في تخطي مستوى البحيرة من العام الماضي، فضلاً عن اختفاء بعض الجزر الصغيرة، واقتراب المياه نحو سد السرج وهو السد الركامي المقوس. وقال إنه من المتوقع أن يستمر التخزين حتى نهاية يوليو الحالي في حالة استمرار فتح بوابتي التصريف عند منسوب 590 مترا فوق سطح البحر للممر الأوسط، وذلك لتخزين نحو حوالي 4 مليارات متر مكعب من المياه، أو الخامس من أغسطس عند منسوب 595 مترا لتخزين 5.5 مليار متر مكعب، ليصبح إجمالي التخزين 12 مليار متر مكعب عند منسوب 590 مترا، أو 13.5 مليار متر مكعب عند منسوب 595 مترا. وأكد أنه في نهاية التخزين، سوف تفيض المياه من أعلى الممر الأوسط للسد.

يشار إلى أن هذه الخطوات تتمّ خارج أي اتفاق بين اثيوبيا ودول المصب.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

صدر السبت البيان المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية، حيث أكد القادة ما تتمير به علاقاتهم من شراكة تاريخية وأهمية استراتيجية، وشددوا على عزمهم المشترك للبناء على ما توصلت إليه القمم السابقة من إنجازات لتعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين دولهم في كافة المجالات. كذلك أكدوا التزامهم بتطوير التعاون المشترك في سبيل دعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، وضمان مرونة سلاسل الإمدادات، وأمن إمدادات الغذاء والطاقة، وتطوير مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة، ومساعدة الدول الأكثر احتياجاً والمساهمة في تلبية حاجاتها الإنسانية والإغاثية. كما أكد القادة التزامهم المشترك بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، ودعم الجهود الدبلوماسية الهادفة لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعميق تعاونهم الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية.

 

  1. في الشأن الأوروبي

في وقت تنقسم فيه الآراء بين دول القارة حول مدى صحّة الإجراءات الأوروبية بحق روسيا، أكد مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على فعالية العقوبات الغربية، لافتا إلى أن ظهور النتائج يحتاج لـصبر استراتيجي، ورأى أن روسيا أصبحت غير قادرة على تصدير نفطها إلا بتطبيق خصومات عالية على كل برميل، مشيراً إلى أن النفط الروسي يباع أقل من السعر العالمي بنحو 30 دولارا للبرميل.

وأضاف بوريل أن خفض اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية أمر مهم للغاية رغم تكاليفه العالية وتأثيراته السلبية، وقد اعتبر أن الرئيس الروسي أخطأ حينما أعتقد أن أوروبا لن تطبق عقوبات جدية في حال توغله بأوكرانيا. وأتت هذه التطورات قبيل اجتماع مقرر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بهدف تشديد الضغط على موسكو، وبحث فرض عقوبات جديدة. ووفق المعلومات، سيتعين على الوزراء الأوروبيين النظر في أمور عدة، بينها اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، فيما يهدف اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد.

في سياق منفصل، أعلن وزير الدفاع الصربي، الأحد، أن جميع أفراد طاقم طائرة الشحن من طراز أنتونوف الثمانية التي تحطمت مساء السبت قرب بلدة باليوخوري كافالاس في شمال اليونان لقوا حتفهم، وأوضح،في مؤتمر صحافي، أن الطائرة التي تعود ملكيتها لشركة ميريديان أل تي دي الأوكرانية كانت تحمل نحو 11 طناً من الأسلحة، بينها ألغام مورتر مضيئة، إلى بنغلادش، كذلك شدد على أنها صفقة متفق عليها مع وزارة الدفاع البنغلادشية وفقاً للقواعد الدولية، وقال أنه لسوء الحظ، زعمت بعض وسائل الإعلام بأن الرحلة كانت تنقل أسلحة إلى أوكرانيا وهذا غير صحيح على الإطلاق، وأردف أنه منذ العام 2016، عندما بدأ تسجيل كل طلب أسلحة بشكل إلكتروني، لم تصدِر صربيا أي تصريح لتصدير أي أسلحة إلى أوكرانيا أو روسيا، كما أكد أن غالبية طائرات الشحن التي تنقل الأسلحة من إنتاج سوفيتي وتملكها روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وأنه في ظل فرض عقوبات دولية على روسيا وبيلاروسيا بسبب عملية الغزو الروسية، فإن طائرات النقل الأوكرانية هي الوحيدة التي تنشط في جميع أنحاء العالم. ولفت الوزير إلى أنه بصرف النظر عن حقيقة أنها مملوكة لشركات أوكرانية، لا توجد صلة بين السلع وأوكرانيا.

في الملف المالي، يستمر اليورو بالتراجع ويقترب من نقطة التعادل مع الدولار الأميركي، وقد خسر أكثر من 1.2% من قيمته أمام الدولار، وقد تسببت المخاوف من حدوث ركود في أوروبا مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن إمدادات الطاقة إلى وصول اليورو لأدنى مستوياته أمام الدولار منذ 2002.

أزمة شرق المتوسط

دعا رئيس وزراء اليونان، كرياكوس ميتسوتاكيس، يوم الاثنين، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تقديم تفسير بشأن خريطة عرضها حليف قومي لأردوغان أظهرت عدة جزر يونانية كبيرة غير مأهولة باعتبارها تركية، وما إذا كانت تلك سياسة تركية رسمية.

ويسود خلاف بين تركيا واليونان منذ عقود حول سلسلة من القضايا، منها نزاعات حول حقوق استكشاف تحت مياه بحر إيجه، والسيادة على عدة جزر غير مأهولة، ووصلت الجارتان إلى شفا الحرب ثلاث مرات خلال نصف القرن الماضي. وتصاعدت التوترات مؤخرا خلال العامين الماضيين من جديد، وركزت النزاعات الأخيرة على جزر يونانية قبالة ساحل تركيا، حيث تتهم أنقرة جارتها أثينا بالاحتفاظ بوجود عسكري هناك، في انتهاك للمعاهدات. وتجادل اليونان بأنها تتصرف وفقا للقانون الدولي وتدافع عن جزرها في وجه العداء التركي.

وكتب رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس على تويتر، يوم الاثنين: "انظروا جيدا إلى هذه الخريطة. كريت ورودس وليسفوس وخيوس وساموس كلها مستولى عليها من تركيا"، ومعها صورة لدولت بهجلي، زعيم حزب قومي متحالف مع أردوغان ممسكا بخريطة تظهر كريت، أكبر جزر اليونان، وكل جزر اليونان في بحر إيجه باعتبارها تركية. وأضاف ميتسوتاكيس على تويتر: "حلم محموم من متطرفين أم سياسة رسمية لتركيا؟ استفزاز آخر أم هدف حقيقي؟ على الرئيس أردوغان توضيح موقفه من أحدث تصرفات شريكه الأصغر في الائتلاف".

وكانت الخريطة هدية لبهجلي من تنظيم الذئاب الرمادية القومي المتطرف، المرتبط بحزب بهجلي "حزب الحركة القومية"، ونشر زعيم التنظيم الشبابي، أحمد يغيت يلدريم، صورة بهجلي والخريطة يوم الأحد، قائلا إنها تظهر حدود الوعي الوطني بجزرنا حيث رفرف العلم التركي المجيد لمئات السنين لكن اليونان اغتصبتها.

 

  1. في الشأن التركي.

بعدما ذاع صيت كل من أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول، ومنصور يافاش رئيس بلدية أنقرة كمرشحين محتملين، من المفترض أن تختار المعارضة التركية واحداً منهما لينافس الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة التي ستشهدها البلاد في يونيو/حزيران من العام القادم، إلا أن التحالف "السداسي" الذي يعد حزب "الشعب الجمهوري" طرفاً أساسياً فيه والذي ينتمي إليه إمام أوغلو ويافاش، سيعيد النظر بترشّحهما المرتقب مقابل توسيع رقعة التحالف السداسي. وقد أفادت مصادر تركية مقرّبة من التحالف "السداسي" أن حزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا سيعيد ترتيب أوراقه من جديد بشأن مرشّحه في الانتخابات المقبلة أملاً بضم حزب آخر إلى التحالف الذي شكّله الحزب في منتصف فبراير/شباط الماضي مع حزب "الديمقراطية والبناء" الذي يقوده الوزير السابق علي باباجان، وحزب "الجيد" القومي الذي يُعرف أيضاً بحزب "الخير"، وحزب "السعادة" الإسلامي و"الحزب الديمقراطي" وحزب "المستقبل" الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو. وقد ذكر مصدر مقرّب من كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب "الشعب الجمهوري" أن توسيع التحالف السداسي في الوقت الحالي هو الأساس في اختيار المرشح الرئاسي الذي سينافس الرئيس التركي في انتخابات العام المقبل.

وتعمل الأحزاب الستة التي يقود تحالفها بشكلٍ غير رسمي حزب "الشعب الجمهوري" لكونه الحزب الأكبر من بين الأحزاب المتحالفة، على ضم حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد إلى صفوفها، وهو ثاني أكبر حزب معارض في البلاد ويشكّل ثالث أكبر كتلة نيابية داخل البرلمان التركي. ويشترط الحزب المؤيد للأكراد، عدم اختيار رئيس بلدية أنقرة كمرشح رئاسي لتحالف المعارضة، مقابل انضمامه إلى التحالف الذي يتكون في الوقت الحالي من ست أحزاب فقط، ويتفق حزب المعارضة الرئيسي مع الحزب المؤيد للأكراد، على ضرورة أن يتمتع مرشح المعارضة بعلاقات جيدة مع مختلف الأحزاب، وهو شرط لا يحققه رئيس بلدية أنقرة الحالي باعتبار أن علاقاته ليست على ما يرام مع الحزب المؤيد للأكراد. وإلى جانب اعتراض حزب "الشعوب الديمقراطي" على اختيار رئيس بلدية أنقرة كمرشح رئاسي، يعترض حزب "الجيد" القومي على ترشيح إمام أوغلو لانتخابات الرئاسة نظراً لأصوله"غير التركية، فهو ينحدر من أقلية اللاز، وأشار مسؤول رفيع في حزب المعارضة الرئيسي إلى أن التحالف السداسي يجري نقاشاتٍ على نطاق واسع مع حزب الشعوب الديمقراطي بهدف ضمه للتحالف والعمل على اختيار مرشح غير متوقع للمعارضة. ووفق هذا المسؤول، فإن مرشح المعارضة سيفاجئ حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، من جهة أنه لا يتوقع حتى الآن اختياره كمرشح وحيد لتحالف المعارضة لينافس مرشح الحزب الحاكم.

في الملف الاقتصادي، حصلت شركة الغاز التركية الحكومية على قرض قيمته 925 مليون يورو (929 مليون دولار) من دويتشه بنك، لتمويل مشتريات الغاز الطبيعي المسال في محاولة لتقليل اعتماد البلاد على الواردات من روسيا. ويسمح القرض البالغ أجله 3 سنوات لشركة Boru Hatlari ile Petrol Tasima، أو "بوتاس"، بشراء الغاز الطبيعي المسال من موردين محددين مسبقاً في 10 دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والجزائر وقطر، وفقاً لبيان أرسل عبر البريد الإلكتروني من دويتشه بنك، وسيكون التمويل مضمونا من قبل الحكومة التركية، ويمكن زيادته في المستقبل. كما تمثل الاتفاقية أول قرض دولي لمشغل خطوط الأنابيب المملوك للدولة لواردات الغاز الطبيعي المسال. وبينما ستمول فقط جزءاً صغيراً من استهلاك تركيا من الغاز، فإنها تمهد الطريق لمعاملات مماثلة من شأنها أن تسمح لشركة بوتاس بتنويع الإمدادات التي تهيمن عليها حالياً روسيا وإيران.

من جانب آخر، تراجعت الليرة التركية خلال تداولاتها يوم الاثنين، لتسجل أدنى مستوى لها في العام الحالي 2022 أمام الدولار الأمريكي، وثاني أدنى مستوى تاريخي لها، وانخفضت قيمة العملة أمام الدولار لتصل إلى 17.39 ليرة تركية للدولار الواحد، ويفصلها نحو 4.86% لتسجل أدنى سعر تاريخي لها، عندما لامست في 20 من ديسمبر الماضي مستوى 18.27 ليرة لكل دولار. وكانت تركيا أعلنت اتساع عجز الحساب الجاري بأقل من المتوقع في شهر مايو الماضي، إذ ساهمت زيادة التدفقات النقدية الواردة في قطاع الخدمات وإيرادات السياحة في تخفيف بعض الآثار السلبية الناجمة عن ارتفاع تكلفة الطاقة.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أكد رئيس دولة الإمارات، الأربعاء، أن دولة الإمارات قوية ومتطورة ومستمرة على نهج الشيخ زايد والشيخ خليفة، وقال في كلمة له أن الامارات تمتلك منظومة تنموية متطورة ومتكاملة ومستدامة، مشيراً إلى أن اقتصادها يعد ضمن أكثر الاقتصادات قوة ونموا، منوّهاً أن تنويع الإقتصاد ضرورة استراتيجة أساسية ضمن خطط التنمية، مضيفاً أن الامارات تسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية نوعية مع مختلف دول العالم.

في سياق منفصل، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، إن تصرفات إيران في المنطقة لا تساعد الجهود الدبلوماسية، مشيرا إلى أن أبوظبي ستدعم أي اتفاق بين السعودية وأميركا خلال زيارة الرئيس جو بايدن، وأوضح أن أبوظبي ليست منفتحة على إنشاء محور ضد أي دولة في المنطقة خاصة إيران. كما أكد أن الإمارات منفتحة على أي شيء يحميها دون استهداف دولة ثالثة، مشددا على أن فكرة النهج التصادمي مع إيران ليست شيئا تعتنقه الإمارات، وموضحاً أن أبوظبي بصدد إرسال سفير إلى طهران، لافتا أن بلاده تريد إعادة بناء العلاقات مع طهران.

على صعيد آخر، أطلقت الإمارات اليوم البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية "سرب" لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية والذي يوفر تصويرا راداريا على مدار الساعة وفي جميع الأحوال الجوية، في حين تم الإعلان كذلك عن تأسيس صندوق وطني بقيمة 3 مليارات درهم لدعم قطاع الفضاء في الدولة. ويهدف مشروع "سرب" إلى تحقيق مجموعة كبيرة من المستهدفات التي من شأنها تعزيز جهود الإمارات لإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتغير المناخي واستدامة البيئة والمساهمة في التطوير العمراني، والعمل على تكامل الجهود ودعم مواجهة الكوارث وتحديات الأمن الغذائي وغيرها.

وفيما يخص الصندوق الوطني، فقد أعلنت الإمارات عن تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في الدولة، يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها وبما يتواءم مع توجه الدولة نحو إيجاد حلول بديلة ومبتكرة لتمويل المشاريع وتنمية القطاع، حيث يسهم تأسيس الصندوق والذي سيكون تحت مظلة وكالة الإمارات للفضاء والبالغ قيمته 3 مليارات درهم في تعزيز الاستثمارات من المهتمين من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية، حيث تلعب وكالات الفضاء دور تطوير القدرات ودعم القطاع عن طريق رفع جاهزيته وخلق الفرص الاستثمارية.

 

  1. في الشأن السعودي

أعلنت السعوديّة، الجمعة، فتح أجوائها لجميع الناقلات الجوّية، في بادرة واضحة تجاه إسرائيل، قبيل ساعات على وصول الرئيس الأميركي إلى المملكة، وسارع بايدن إلى الإشادة بهذا القرار، واصفاً إيّاه بأنّه تاريخي. وقالت هيئة الطيران المدني السعوديّة، في بيان، إنّها قرّرت فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد؛ ويرفع هذا الإعلان فعليّاً قيود تحليق الطائرات من إسرائيل وإليها. وأشارت هيئة الطيران المدني إلى أنّ هذا القرار جاء استكمالًا للجهود الرامية لترسيخ مكانة المملكة كمنصّة عالميّة تربط القارّات الثلاث، وتعزيزًا للربط الجوّي الدولي.

في سياق منفصل، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال ترؤسه قمة جدة للأمن والتنمية بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر، وجمهورية العراق، أن المنطقة والعالم يواجهان تحديات مصيرية كبرى، تستدعي مواجهتها تكثيف التعاون المشترك، وأن النمو الاقتصادي العالمي يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم، وشدد على ان مستقبل الطاقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية واضحة وأولويات لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، كما أن اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة يتطلب إيجاد حلول سياسية وواقعية للأزمات، مؤكدا أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلب الإسراع في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرات وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما دعا إيران، باعتبارها دولة جارة تربطنا بشعبها روابط دينية وثقافية، إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءا من هذه الرؤية، من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.

وفي السياق، وقع وزير الطاقة السعودي ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في السعودية مع نظرائهم في الولايات المتحدة 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة.

ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، 13 اتفاقية وقعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأميركية الرائدة، مثل شركة بوينغ لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال دايجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأميركية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات. كما وقعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، اتفاقية "أرتميس" لاستكشاف القمر والمريخ مع وكالة "ناسا"، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية. ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة (IBM) الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاة على مدى خمس سنوات ضمن ثماني مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة مركزاً محورياً للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن قمة جدة للأمن والتنمية، لم يتم يُطرح فيها بتاتا أي نوع من التعاون العسكري أو التقني مع إسرائيل، كما أنه لم يتم الحديث عما يسمى «الناتو العربي» ولا يوجد شيء بهذا الاسم وهو أمر غير مطروح، وقال في مؤتمر صحفي في ختام قمة جدة للأمن والتنمية، إن السعودية طرحت منذ 5 أعوام فكرة تكوين منظومة دفاع عربي مشترك لرفع مستوى التنسيق العربي في ما يتعلق بالأمن والدفاع، إلا أن هذا الأمر لم يكن مكان بحث في القمة، كما أن من الأولويات لدى السعودية تطوير التنسيق العسكري والدفاع العربي المشترك ورفعه إلى مستوى أعلى مما هو قائم الآن، وشدد على أن القمة تضمنت عددا من المخرجات التي من المؤمل أن يكون لها انعكاس إيجابي كبير على إرساء الأمن ودعم التنمية في المنطقة، مؤكدا أن يد السعودية مازالت ممدودة إلى إيران، أن الرياض حريصة على إيجاد مسار للوصول إلى علاقات طبيعية معها وهذا يرتبط بإيجاد تفاهمات تعالج مصادر القلق لدى السعودية ودول المنطقة في ما يتعلق ببعض الأنشطة الإيرانية، أما المحادثات التي تمت مع إيران حتى الآن فهي إيجابية، لكنها لم تصل إلى النتائج المرجوة بعد، وكان للعراق دور مهم وأساسي في دفعها إلى الأمام بشكل يجعلنا نستطيع أن نستمر في المحادثات، ونأمل أن نشهد بعض التطورات الإيجابية في المحادثات معها مستقبلا.

كما أشار بن فرحان إلى أن إنتاج النفط بالتحديد لم تتم مناقشته في القمة، ولم يكن موضوعا، و«أوبك+» أفادت أخيرا بأنها مستمرة في تقييم أوضاع السوق وستعمل كل ما هو ضروري لتحقيق التوازن في الأسواق، مؤكدا أن المنطقة نضجت، وهذا يعني أننا طورنا علاقات إستراتيجية مع عدة شركاء، والولايات المتحدة تبقى الشريك الإستراتيجي الأساسي، وقمة جدة للأمن والتنمية أوضحت بشكل جلي قيمة هذه الشراكة ليس فقط بين السعودية والولايات المتحدة بل بين دول المنطقة والولايات المتحدة، وهذه الشراكة قدمت فوائد جمة ونتائج كبيرة لدول المنطقة والدول خارجها، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا قادرين على عقد شراكات وعلاقات قوية مع شركاء آخرين حول العالم.

 

  1. في الشأن الروسي

أعلن الكرملين، الاثنين، أن الرئيسين الروسي والبيلاروسي ناقشا إمكانية اتّخاذ إجراءات مشتركة ضد ليتوانيا ردا على قيود غير قانونية فرضتها على عبور أراضيها والتي تؤثر على جيب كالينينغراد الروسي.

وكانت فيلنيوس قد فرضت منذ منتصف يونيو قيودا على عبور البضائع الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي إلى كالينينغراد، وهي منطقة محاطة بليتوانيا وبولندا ما أثار حفيظة موسكو. هذا وقد وسّعت ليتوانيا القيود المفروضة على عبور البضائع من روسيا إلى مقاطعة كالينينغراد، يوم الاثنين، وأصبحت القائمة تشمل المواد الخرسانة والأخشاب والكحول والمواد الكيميائية الصناعية.

في سياق عملية الغزو لأوكرانيا، قالت الخارجية الروسية إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها يتأرجحون على نحو خطير على شفا صراع مسلح مباشر مع روسيا سيكون محفوفا بتصعيد نووي. وجاء ذلك في تصريح المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، صباح الثلاثاء، أفادت من خلاله إن واشنطن وحلفائها، وبعد أن تسببوا في تفاقم الأزمة الأوكرانية، وأطلقوا العنان لمواجهة هجينة شرسة مع روسيا، يتأرجحون اليوم بشكل خطير على حافة مواجهة عسكرية مفتوحة مع روسيا، وهو ما يعني صراعاً مسلحاً مباشراً للقوى النووية، وأعربت عن قلقها من أن مثل هذا الصدام المحتمل سيكون محفوفا بالتصعيد النووي! وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، قد تحدث في وقت سابق عن احتمال نشوب حرب نووية، بينما قال وزير الخارجية الروسي، إن روسيا لا تتلاعب بموضوع الحرب النووية، مشيرا إلى أن الموقف المبدئي لروسيا هو عدم جواز شن حرب نووية.

في سياق متصل، كشف مسؤولو البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الأسبوع أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية التي رفعت عنها السرية مؤخرًا تشير إلى أنه من المتوقع أن تزود إيران روسيا بـ "مئات" من الطائرات بدون طيار لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا، حيث تستعد إيران لبدء تدريب القوات الروسية على كيفية تشغيلها في أقرب وقت ممكن. وفي هذا الاطار، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان أن لدى واشنطن معلومات تفيد بأن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا بعدة مئات من الطائرات بدون طيار، بما في ذلك ذات القدرة على حمل الأسلحة، وأن وفداً روسيًا رسميًا شاهد مؤخرًا عرضًا للطائرات بدون طيار الإيرانية القادرة على الهجوم، مضيفا أن صور أقمار صناعية أظهرت في يونيو أن الوفد الروسي شاهد تلك الطائرات، وهذا يشير إلى اهتمام روسي مستمر بامتلاك طائرات إيرانية بدون طيار قادرة على تنفيذ هجمات.

 

  1. في الشأن الأوكراني

اعلن رئيس وزراء هولندا مارك روته الاثنين خلال زيارته لكييف أن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تطول أكثر من المتوقع، لكن على الدول الغربية أن تواصل دعمها بكل الوسائل، وقال في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني أن هذه الحرب يمكن أن تطول أكثر مما توقعنا أو أملنا، لكن هذا لا يعني أننا نستطيع البقاء مكتوفي الايدي ومراقبة كيفية حصولها من دون القيام بشيء، علينا أن نحتفظ بتركيزنا وأن نواصل دعم أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة.

على صعيد متصل، رفض مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، ما ذكرته روسيا بشأن قصف مدينة فينيتسيا الذي قالت كييف إنه خلف 23 قتيلاً بينهم أطفال، حيث أكدت موسكو في وقت سابق الجمعة، أن هذا القصف الذي وقع الخميس كان يستهدف اجتماعاً للقوات الجوية الأوكرانية في مدينة فينيتسيا البعيدة من خطوط الجبهة. وتعليقاً على هذا التأكيد، قال المسؤول الدفاعي الأميركي لصحافيين رافضاً كشف هويته، أنه ليس لديه أي مؤشر عن وجود هدف عسكري في جوار المبنى الذي تم استهدافه، وأكد أن موسكو شنت هجومها الخميس مستخدمة صاروخاً أطلِق من غواصة. ومع احتسابه الهجوم في فينيتسيا، أورد المسؤول الأميركي أن 100 إلى 150 مدنياً أوكرانياً قُتلوا في ضربات روسية خلال الأسبوعين الأخيرين. يذكر أن آخر حصيلة لهجوم فينيتسيا أشارت إلى سقوط 23 قتيلاً و29 مفقوداً وعشرات الجرحى.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت أن صواريخ أطلقت من البحر استهدفت منزلا للضباط في فينيتسيا فيما كان يُعقد اجتماع لقيادة القوات الجوية الأوكرانية مع ممثلين لمزودين غربيين للأسلحة، وأظهرت صور نشرتها خدمة الطوارئ الأوكرانية عشرات من السيارات المحترقة ومبنى من عشرة طوابق دمره الانفجار. كما أفاد الجيش الأوكراني أن ثلاثة صواريخ أصابت موقف السيارات التابع لمبنى تجاري في وسط المدينة يضم مكاتب ومتاجر صغيرة.

وفي سياق متصل، أعلنت أوكرانيا الجمعة أنها تلقت الشحنة الأولى من منظومة متطورة من قاذفات الصواريخ، تضاف إلى ترسانة من المدفعية البعيدة المدى سبق أن قدمها الغرب، وكتب وزير الدفاع الأوكراني، على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشحنة الأولى من منظومة +MLRS M270+ وصلت، وستواكب صواريخ هيمارس في ساحة المعركة، في إشارة إلى منظومة الصواريخ الأميركية التي باتت تستخدم في النزاع مع روسيا.

وفي السياق، أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، مساء الأحد، الى أنه إذا هاجمت أوكرانيا شبه جزيرة القرم فسيأتي يوم القيامة بالنسبة لها، ولفت الى أن الولايات المتحدة لا تتورط بصراعات في قارتها لكن تدهور الوضع في أوروبا يفيدها، موضحاً أن توسع الناتو ومطالبات كييف في شبه جزيرة القرم تهديد مباشر وواضح لروسيا!! وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، أن أوكرانيا قد تستخدم صواريخ أميركية لضرب شبه جزيرة القرم الروسية.

في ملف الحصار على الموانئ الاوكرانية، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الاتصالات بين روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية، ستستمر بعد محادثات الأربعاء في إسطنبول، التي أسفرت عن بعض عناصر اتفاق محتمل. وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بعد المحادثات، إن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة من المقرر أن توقع اتفاقاً في الأسبوع المقبل يهدف إلى استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود. وذكرت وكالة الإعلام الروسية، يوم الخميس، نقلاً عن مصدر مطلع أن الموعد الأولي للاجتماع الرباعي المقبل تحدد في 20 أو 21 يوليو، فيما قالت وزارة الدفاع التركية إن الموعد لم يتحدد بعد. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أكد يوم الثلاثاء، إنه لا يزال هناك طريق لقطعه في المحادثات الرامية لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود.

يشار إلى أنه لا زال نحو 20 مليون طن من الحبوب من محصول العام الماضي عالقة في المواني الأوكرانية على البحر الأسود. فيما تقول موسكو إنها ستسمح للسفن الأوكرانية المحملة بالمواد الغذائية بالإبحار إذا قام الجيش الأوكراني بإزالة الألغام من موانيها وهذا ما ترفض كييف، التي تخشى على سلامة سواحلها على البحر الأسود، القيام به.

 

  1. في الشأن الايراني

أكّد وزير الخارجية الإيراني أنّ بقاء نافذة الدبلوماسية مفتوحة يعود إلى مبادرات إيران الديناميكية الفاعلة، ولفت إلى أنّه لا يمكن للرئيس الأمريكي أن يفرض وجهات نظر بلاده الأحادية من خلال توجيه الاتهامات وفرض الحظر، وخلال زيارة روما تلبية لدعوة نظيره الإيطالي، جدّد تأكيده على أنّ التوصل إلى اتفاق نهائي يتطلب مرونة ومبادرات وقبول الحقائق من الجانب الأميركي! وكان الرئيس الأميركي قد نشر مذكرة في "واشنطن بوست" أعلن فيها أنّ الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية لواشنطن ستتواصل ما لم تعود إيران إلى الاتفاق النووي.

وفي وقتٍ سابق، قال أمير عبد اللهيان، إنّ طهران عازمة على التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام، لافتًا إلى أن ليس لبلاده أيّ مطالب تتجاوز الاتفاق النووي على خلاف المزاعم الأميركية، مؤكدًا أنّ التركيز في الدوحة كان في مسألة الضمانات الأميركية بما يوفّر لإيران الحصول على امتيازاتها الاقتصادية من الاتفاق النووي!!

على صعيد آخر، حكمت محكمة في العاصمة السويدية استوكهولم الخميس على مسؤول إيراني سابق بالسجن المؤبد بعد إدانته بـجرائم حربجراء مشاركته في إعدام سجناء سياسيين وتعذيبهم في ثمانينات القرن الماضي. وقالت المحكمة في بيان إن حميد نوري، عبر توليه منصب مساعد نائب المدعي العام في سجن كوهردشت في كرج بطهران، وبالاشتراك والتواطؤ مع آخرين، متورط في عمليات الإعدام التي وقعت بعد فتوى من المرشد (الخميني)، وأوضحت أن المتهم ارتكب جريمة خطيرة ضد القانون الدولي وجرائم قتل، مؤكدة أن الحكم هو السجن مدى الحياة.

وقدرت منظمة العفو الدولية عدد الأشخاص الذين أُعدموا بأوامر حكومية بنحو خمسة آلاف، وقالت في تقرير عام 2018 إن العدد الحقيقي قد يكون أعلى. ولم تعترف إيران بوقائع القتل. وكان نوري قد اعتقل في مطار استوكهولم عام 2019، وبدأت محاكمته في أغسطس 2021. وفي السياق، نددت طهران بالحكم، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن بلاده واثقة تماماً بأن الحكم الصادر ضد نوري جاء لدوافع سياسية وليس له أي شرعية قانونية!

على صعيد منفصل، كشفت إيران، الجمعة، عن وحدة بحرية للطائرات المسيرة تتيح إطلاقها من سفن وغواصات، في أحدث إعلان مرتبط ببرنامجها لهذه الطائرات، وغيرها من النشاطات التي تثير قلق خصومها خصوصا إسرائيل، وأورد التلفزيون الرسمي الإيراني نبأ الكشف عن الوحدة البحرية الأولى من حاملات الطائرات المسيّرة التابعة لبحرية الجيش الإيراني، وتضم سفنا وغواصات قادرة على نقل كل طرازات الطائرات المسيّرة، من القتالية إلى المخصصة للرصد والتدمير، وأوضح التلفزيون الذي عرض لقطات لإقلاع طائرات مسيّرة من على متن سفينة حربية أن كل أنواع الطائرات المسيّرة التي يتم إنتاجها من قبل الجيش ووزارة الدفاع حلّقت فوق مياه المحيط الهندي لإظهار قدراتها. وقد أتى هذا الإعلان بعد يومين من وصول الرئيس بايدن إلى المنطقة، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مهامه مطلع 2021، والتي بدأها من إسرائيل.

 

  1. في الشأن السوداني

انتشرت قوات الأمن السودانية في شوارع الخرطوم، الأحد، وذلك استباقاً لاحتجاجات تطالب بحكومة مدنية في البلاد. وذكر عدد من الصحافيين بأن العناصر وضعوا كتلاً خرسانية على الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها، ولسدّ الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقر الجيش، المكان المعتاد للتظاهرات، كما أفاد شهود عيان بأن قوات عسكرية انتشرت، اليوم، في منطقة الروصيرص بولاية النيل الأزرق، التي شهدت اشتباكات قبلية أدت إلى مقتل 33، يوم السبت. وقد جاءت هذه التحركات، بعدما أعلنت لجان المقاومة السودانية التي تقود الحراك الشعبي العودة مرة أخرى إلى الشوارع في العاصمة الخرطوم وتسيير مظاهرة مليونية، الأحد، مضيفة وأضافت أن مطالبها مازالت تتمثل بإنهاء الحكم العسكري، والعودة إلى الحكم المدني، وذلك وفق بيان أصدرته، كما أكدت على عدم إعطاء أي شرعية أو اعتراف بالمكون العسكري الذي يحكم البلاد.

يذكر أن هذه التظاهرات جاءت بعد مقتل 9 متظاهرين مناهضين لقرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، على يد قوات الأمن في 30 حزيران/يونيو الماضي، وتلا ذلك بدء اعتصامات تعهدت اللجان بأنها ستكون غير محدودة، وبعد أربعة أيام من التحركات، أعلن البرهان أنه يريد إفساح المجال لتشكيل حكومة من المدنيين.

وبينما لم يقتنع الشارع بإعلان البرهان الذي رأى فيه مناورة لتعيين مدنيين ينفذون أوامر الجيش والاحتفاظ بمجلس أعلى للقوات المسلحة جنبًا إلى جنب مع الحكومة يمكن أن تكون له اليد العليا على السياسة والاقتصاد، أكدت الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، أنها تنظم صفوفها لإخراج الجيش من السلطة، وقال المتظاهرون إنهم لن يغادروا إلى أن يتم الإعلان عن تشكيل حكومة مدنية بالكامل.

 

  1. في الشأن الصيني

استمر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين في البلاد على الرغم من الإغلاقات الواسعة التي أمرت بها السلطات في محاولة لوقف انتشار الفيروس، وسجلت الصين 580 حالة إصابة جديدة السبت، وهو أعلى مستوى مسجل منذ مايو الماضي. وكان الاقتصاد الصيني قد انكمش بشكل حاد في الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالربع الأول بسبب تراجع النشاط الصناعي والطلب نتيجة الإغلاقات الناجمة عن فيروس كورونا والضغوط المتزايدة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.6% في الربع الثاني على أساس فصلي، وهو ما جاء أسوأ من التوقعات التي كانت لانكماش بـ 1.5%، أما على أساس سنوي فقد نما الاقتصاد الصيني 0.4% في الربع الثاني وهو ما جاء أقل من التوقعات التي كانت لنمو بنسبة 1%، ما يمثل تراجعا ملحوظا عن الربع الأول الذي سجل نموا عند 4.8%. وكانت عمليات الإغلاق التي أمرت بها السلطات قد أدت إلى تراجع النمو الاقتصادي إلى 0.4% في الربع الثاني، وذلك مع توقف أنشطة الإنتاج والخدمات اللوجستية، مما أثر على مستهدفات بكين بتحقيق نمو سنوي بخمسة فاصل خمسة في المئة بنهاية العام الحالي.

 

  1. في أزمة تونس

حذّر الرئيس التونسي، الثلاثاء، من عملية اختراق وتلاعب تستهدف الاستفتاء على الدستور الجديد المقرر في 25 يوليو، وقال الرئيس سعيّد، خلال استقباله وزير الداخلية، إن اختراق الموقع الإلكتروني لتسجيل الناخبين وتغيير مراكز الاقتراع محاولة يائسة لإدخال الفوضى والإرباك يوم الاستفتاء. جاء ذلك، بعدما كشفت الرئاسة التونسية، في بيان، عن تعرض الموقع الإلكتروني لتسجيل الناخبين إلى 1700 هجوم لاختراقه، مضيفة أن النيابة العامة فتحت تحقيقاً، وتم الاستماع إلى 7 أشخاص من قبل الجهات الأمنية المختصة في انتظار سماع كل من سيكشف عنه التحقيق.

في سياق منفصل، شرح عماد الحمامي، وهو أحد أبرز وزراء "حركة النهضة" في الحكومات التي تعاقبت على تونس في الأعوام العشرة الأخيرة، أسباب انشقاقه عن الحركة، وقال إن زعيم الحركة راشد الغنوشي خان مطالب التونسيين، ودمّر حزبه وتسبب في الفوضى التي اجتاحت حياة التونسيين، وجعلتهم محبطين من العمل السياسي، واعتبر أنه لا بد من دعم قرارات الرئيس قيس سعيد، لأنها وحدها تحمل حالياً البديل المنشود. كما توقّع الحمامي أن تتحول حركة النهضة إلى مجرد حزب صغير، مؤكدا أن "الإسلام السياسي" انتهى في المنطقة إلى غير رجعة، بعدما شكّل عبئاً ثقيلاً على مسارات الانتقال وآمال الشعوب.

في الملف الاقتصادي، قال المعهد الوطني للإحصاء في تونس، اليوم الخميس، إن العجز التجاري للبلاد زاد 56% في النصف الأول من 2022 إلى 11.776 مليار دينار (3.66 مليار دولار)، بسبب نقص حاد في قطاع الطاقة، كما ذكر أن العجز في ميزان الطاقة بلغ 4.2 مليار دينار. كما بلغ عجز التجارة مع الصين 4.2 مليار دينار، ومع تركيا نحو 2.5 مليار دينار.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

11 تموز 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، إدمون رباط، أحمد فتفت، أمين محمد بشير، ايلي القصيفي، ايلي كيرللس، أيمن جزيني، ايلي الحاج، انطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كبارة، رودريك نوفل، خليل طوبيا، جوزف كرم، جورج كلاس، حُسن عبود، حبيب خوري، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، سيرج غاريوس، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي انطوان كرم، فتحي اليافي، فيروز جودية، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشناتي، عطالله وهبي، لينا تنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، مأمون ملك، مياد حيدر، نورما رزق، نبيل يزبك، نيللي قنديل، عصالله وهبي وأصدر البيان التالي :

تنقل القوى السياسيّة اللبنانيين من وعد إلى وعد ومن أمل إلى أمل دون أن يتحقّق أي من هذه الوعود وهذه الآمال، حتّى اصبحت وعود القوى السياسية للبنانيين ترجمة لسياسة الهروب إلى الأمام التي تظنّ هذه القوى أنّها تعفيها من مسؤولياتها بينما هي تدينها أكثر.

هكذا أغدقت القوى السياسية الوعود على الشعب اللبناني بأنّ الإنتخابات النيابية ستحمل تغييراً عظيماً من شأنه أن ينقل لبنان من ضفّة الإنهيار إلى ضفّة التعافي، فإذا بنتائج الإنتخابات تكرّس موازين القوى القائمة وتعيد إنتاج التسويات السلطوية، بينما تعطّل شهوات النفوذ لدى أفرقاء الحكم تشكيل الحكومة وتعطّل معها أي أمل بمباشرة الإصلاحات المطلوبة دولياً وعربياً كشرط لدعم لبنان.

وكما في الإنتخابات النيابية كذلك في الإنتخابات الرئاسية فإنّ القوى السياسية نفسها تَعِد اللبنانيين بالتغيير وتصطنع لهم إملاً بأنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو مفتاح حلّ الأزمة اللبنانية.

إنّ لقاء سيدة الجبل إذ يحترم المهل الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ويدعو إلى التقيّد بها، يدعو في المقابل كلّ القوى السياسية التي تهمّها مصلحة لبنان إلى إجراء مراجعة شاملة لمواقفها السياسية طوال المرحلة السابقة والإجتماع حول عنوان واحد ووحيد لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو عنوان رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان.

ويؤكّد اللقاء مجدّداً أنّ إجتماع هذه القوى حول عنوانه الداعي إلى رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان هو الطريق الوحيد لخوض الإنتخابات الرئاسية وفق قواعد سياسيّة سليمة من شأنها أن تعيد تشكيل حقل سياسي يحمل مشروعاً وطنياً تخاض على أساسه هذه الإنتخابات وكلّ انتخابات.

ولقاء سيدّة الجبل شدّد ويشدّد مجدّداً على إنّ الاجتماع السياسي حول مشروع ومبادئ وطنية واضحة يؤمّن نجاحاً انتخابياً وليس الاجتماع حول المصالح الإنتخابية هو ما ينتج إئتلافاً أو توجّهاً سياسياً وطنياً.

إنّ اللقاء يضع القوى السياسيّة الإستقلالية أمام مسؤولياتها الأخلاقية والسياسيّة لكي تقدّم العنوان الوطني الرئيسي اليوم، أي رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، على جميع العناوين السياسيّة الفرعية، وإلّا تكون مستمرة في إغداق الوعود والآمال على اللبنانيين من دون أدنى أمل في تحقيقها، وبذلك فهي تدين نفسها بنفسها!

2*) الكتائب

13 تموز 2022

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة نائب رئيس الحزب النقيب جورج جريج، وبعد التداول أصدر بيانا، لفت الى "تعاطى المعنيين بتشكيل الحكومة باستخفاف، وبات من الواضح أن الاستحقاق الحكومي تحول ملهاة يتلطى اللاعبون وراءها لحرق الوقت في انتظار حلول موعد الانتخابات الرئاسية، فبات كرسي بعبدا هو الهدف والمحرّك الوحيد لكل التحركات".

أضاف :"أمام هذا المشهد، يكرر حزب الكتائب التحذير من انتهاج هذا المنطق العقيم والتضحية بعمل المؤسسات والوزارات الضرورية، كما لو كانت البلاد تحتمل المهاترات وهي على أبواب أخطر استحقاقات من شأنها أن تحدد مصير البلد وأهله لسنوات مقبلة، ليس أقلها ترسيم الحدود والتفاوض مع صندوق النقد ووقف الفوضى العارمة التي تطل برأسها وسط غياب تام لأي معالجة جدية".

ودعا البيان "الأفرقاء كافة، إلى وعي خطورة المرحلة والتوقف عن توزيع الحقائب في العلن والسر والذهاب إلى تشكيل حكومة من أصحاب الكفاءة تضع فورا خطة طوارىء واضحة توقف التدهور قبل استفحال الأوضاع".

ورأى البيان "ان الفشل السياسي لا يختلف عن الفشل في إدارة الملف المعيشي مع تفاقم الأزمات على أنواعها، حتى أصبح اللبنانيون بلا كهرباء ولا مياه ولا خبز، في ظل الإضراب الذي تنفذه منذ أسابيع جميع روابط القطاع العام والذي أدخل البلاد في شلل تام، وأصبح اللبنانيون معه عاجزين عن إنجاز أبسط المعاملات في ظل غياب مبادرات جدية للاستجابة لمطالب الموظفين".

واعتبر"إن هذا الوضع غير السوي يشكل وحده سببا أساسيا للإسراع في ولادة الحكومة التي يجب أن تضع على جدول أعمالها خطة لتفعيل الإدارة العامة بعد تحديثها وتنقيتها من موظفي التنفيعات".

واعتبر البيان انه "بعد تكرار الحوادث في مخيمات النازحين السوريين، بات هذا الملف يحتاج إلى معالجة جذرية وإجراءات فعالة تعيدهم إلى بلادهم لاسيما في المناطق الآمنة في سوريا"، مشددا على "ضرورة السير في الملف إلى نهايته وفصل عودتهم عن ترقب التسوية السياسية النهائية بالنسبة إلى سوريا أو شرط إعادة الإعمار وتمويله"، داعيا "المنظمات الأممية إلى النظر إلى الموضوع من زاوية قدرة لبنان على التحمل في خضم أزماته المتراكمة فهو لم يعد قادرا على إيواء ما يزيد عن مليون ونصف المليون نازح على أرضه".

3*) حسن نصرالله

13 تموز 2022

أيها الإخوة والأخوات، هذه الايام هي مناسبة، هي عدة مناسبات، مناسبة عملية “الوعد الصادق” التي نُقذت يوم 12 تموز، عملية الأسر، والتي بعدها بدأت مواجهة الحرب العدوانية على لبنان في تموز 2006، والتي امتدت 33 يوماً وانتهت بالإنتصار الكبيرفي 14 آب 2006.

تأتي هذه الذكرى هذه السنة متزامنة مع إحتفالنا في حزب الله بالأربعين ربيعاً، يعني مُضي أربعين سنة أربعين عاماً ربيعاً من عمر مسيرتنا وحركتنا الإيمانية والجهادية.

في موضوع الأربعين ربيعاً، فقط أود أن أُشير  نحن لا نَريد أن نُحدد هنا ذكرى سنوية لتأسيس حزب الله أو لنحتفي بها في كل سنة، كلا، نحن هناك خصوصية للأربعين عاماً، للأربعين ربيعاً، لها دلالاتها المعنوية والثقافية والفكرية والروحية والواقعية، يُمكن أن أتحدث عنها لاحقاً، من يبقى على قيد الحياة إن شاء الله يُمكن أنه في مثل هذه الأيام أو الأسابيع يَحتفل بعشرية مثلاً، خمسين ربيعاً أو ستين ربيعاً أو سبعين ربيعاً، لكن لسنا في وارد أن نحتفل إحتفالاً سنوياً بالتأسيس، لأننا لم نُحدد يوماً للتأسيس، وننطلق منه على هذا الأساس.

أيضاً جرت العادة أن نحتفل بمناسبة الإنتصار في حرب تموز أو ما يُسمى بحرب 33 يوماً، نحتفل في 14 آب، يعني في نهاية الحرب وليس في بدايتها.

نحن نُخطط إن شاء الله لإحتفالٍ واحد في شهر آب، نَجمع فيه، كي لا نُعذب الناس بأكثر من إحتفال، نَجمع فيه خاتمية أو ختم الأربعين ربيعاً وذكرى الإنتصار الإلهي في حرب تموز وذكرى التحرير الثاني في مواجهة الجماعات التكفيرية في السلسلة الشرقية، لذلك كلمة اليوم ليست بديلاً عن ذلك الإحتفال، وعن ما يجب أن يُقال في مثل هذه الذكرى بتوسعٍ أكثر.

أُريد اليوم من خلال ذكرى حرب تموز أن أَدخل إلى بعض الإستحقاقات الأهم التي تُواجهنا في لبنان وفي المنطقة، وطبعاً موضوعي الأساسي سيكون هو الإستحقاق القائم، الذي يُتابعه كل اللبنانيين، ويرتبط بمصير لبنان وطناً ودولةً وشعباً، وهو ما يعني مسألة الحدود البحرية وموضوع النفط والغاز واستخراج النفط والغاز، وكل هذا الملف العالق مع الكيان الصهيوني.

أولاً: من جملة انجازات المقاومة، يعني أُريد أن أدخل من بعض انجازات المقاومة إلى الملفات الحالية، من جملة انجازات المقاومة في حرب تموز كان من جملة الإنجازات إسقاط المشروع الأميركي في الشرق الأوسط، في الشرق الأوسط الجديد، الذي كانت تعمل له إدارة جورج بوش، وجاءت كوندريزا رايس وتحدثت عنه في المنطقة وفي الأيام الأولى من الحرب العدوانية على لبنان في تموز، هنا قالت كوندريزا رايس أنه نحن نَشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد.

كُلنا يَذكر، فقط بلمحة سريعة، بعد أحداث 11 أيلول ، التي اتخذت ذريعةً  لغزو المنطقة، وبدأ الغزو واحتلال أفغانستان ولاحقاً احتلال العراق، والتواجد العسكري الأمريكي المباشر، كان يوجد مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، الحشود الهائلة التي جاءت إلى المنطقة، الأساطيل البحرية وقوات الإحتلال، وفي المرحلة الثانية بعد غزو أفغانستان والعراق، وهذا ما شَهدت به بعد ذلك الوثائق والمستندات، وما قاله كبار السياسيين والمحللين، المرحلة الثانية كانت القضاء على المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان، وضرب الدولة والنظام في سوريا والسيطرة عليها، وبالتالي تبقى إيران فَتُحاصر وتُعزل، هذا كله كان مطلوباً في ال2006، وفي ال2007 يذهبون إلى إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وتُسيطر أميركا بشكل مباشر من خلال قواتها وجنرالاتها وحكامها المباشرين، وليس فقط من خلال الأدوات، على منطقتنا وبحارنا وخيراتنا وثروات هذه المنطقة الهائلة، ويكون فيها الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب هو المحور السياسي في السياسية وفي الأمن وفي الإقتصاد وفي العلاقات، ويُصبح وجوداً طبيعياً، هذا كان الشرق الأوسط الجديد، يمكن في داخل هذا المشروع  كانت توجد أفكار حول تقسيم بعض الدول وما شاكل، في كل الأحوال حرب تموز، صمود المقاومة وصمود لبنان في حرب تموز، فشل أهداف الحرب، وجه ضربة قاسية لا أقول لوحده أسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد، وجه ضربة قاسية جداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد، لأن النوبة حينئذٍ لم تصل إلى سوريا ي ذلك الوقت، صعود للمقاومة في فلسطين وصعود للمقاومة في العراق أجبرت الإحتلال الأميركي على الإنسحاب في ذلك الوقت قبل العودة بحجة داعش، صمود سوريا وصمود إيران وصمود لبنان وتصاعد قوة المقاومة في لبنان أنهى مشروع الشرق الأوسط الجديد، ما يُمكن أن نُسميه بالنسخة، تلك النسخة للمشروع الأميركي، لأنه دائماً يوجد مشروع أميركي للهيمنة في المنطقة، وتوجد خطط وتوجد نسخ، تلك النسخة تم إنهائها وإسقاطها، والضربة الكبرى الأساسية التي وُجهت لهذا المشروع كانت في حرب تموزفي لبنان، اليوم طبعاً هم اعتمدوا فيما بعد نسخاً مع مجيء إدارة أوباما، حيث راهنوا على الربيع العربي وأدخلوا المنطقة فيما أدخلوها فيه، واليوم توجد أيضاً نسخ جديدة، في هذا السياق تأتي زيارة الرئيس الأميركي بايدن إلى منطقتنا، من هنا أدخل فقط بكلمتين عن زيارة الرئيس الأميركي، كثرت خلال الأسابيع الماضية التحليلات والتوقعات قبل مجيئه، كثيراً تحدثوا عن تشكيل ناتو عربي، البعض تحدث عن تشكيل ناتو شرق أوسطي يضم دول عربية وخليجية مع كيان العدو، البعض تحدث عن مشروع دفاع جوي واحد عربي إسرائيلي، البعض تحدث عن تأسيس حلف جديد تحت أي عنوان من العناوين، وهدفه الوقوف في وجه إيران، الجمهورية الإسلامية، البعض بنى الكثير من الآمال، والحقيقة الكثير من الأوهام على هذه الزيارة، أنا لا أُريد أن أُتعبكم ونُتعب أنفسنا بالتحليل، لأنه الآن “الزلمي” وصل اليوم، وبعد كم يوم سوف يتبين، هل يوجد حلف جديد؟ هل يوجد ناتو عربي؟ هل يوجد ناتو شرق أوسطي؟  هل يوجد دفاع مشترك جوي؟ سوف يتبين ذلك، حتى لا نُعذب أنفسنا، لكن سأكتفي بكلمة في هذا المجال، يجب القول أن أميركا، أقول هذا للشعب اللبناني ولشعوب المنطقة ولكل المتابعين، أن أميركا اليوم غير أميركا في ال2003 وال 2006، الرئيس الأميركي العجوز، يعني أنتم عندما ترونه الآن بسنه ومشيته وحركاته، الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها بالفعل، اليوم موقع أميركا في العالم مختلف، الخروج على إرادة أميركا في العالم أصبح أمراً مألوفاً وطبيعياً في الكثير من مواقع العالم، في وضعها الإقتصادي أعلى نسبة تضخم منذ أكثر من أربعين عاماً، وتُتابعون الأخبار، حتى أخبار الفقر والمشردينفي أهم المدن الأميركية، للذي يُتابع، لأنه يوجد ناس فقط ينقلون لك عن أحد الأحياء، لكن بقية الأحياء لا ينقلونها لك، الوضع الإجتماعي الداخلي، الثقافة العنصرية وروح العنصرية والتشققات الداخلية والوضع الأمني الداخلي، هذا الذي يُنقل هو بعض ما يَحصل في الولايات المتحدة الأميركية من أحداث أمنية هائلة داخلية، أنا أعتقد، لكن هذا ضعوه في البال، أن هذه  أميركا هي ليست أميركا التي كانت منذ عشرين سنة، أميركا الآن هي في وضع مختلف، في وضع مختلف تماماً، من جهةٍ أخرى أنا أعتقد أنا ما جاء بالرئيس الأميركي إلى المنطقة هو من أجل أمرين:

-الأمر الأول: هو إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز، هذا هو الموضوع الأول والأساسي، حتى قبل موضوع “إسرائيل”، موضوع “إسرائيل” يأتي رقم اثنين، لماذا؟ لأن أميركا مدى البحث يُفيدنا في المقطع الثاني، الذي نُريد أن نتكلم فيه والذي له علاقة بلبنان ونفط وغاز لبنان، أمريكا اليوم تخوض حربًا كبرى في مواجهة روسيا، وطبعًا عندها لاحقًا مشكلة الصين. هي ‏دخلت بالحرب لكن لا تجرؤ أن تواجه مباشرة لأنّه بالنهاية دول نووية يمكن أن يؤدي ذلك إلى ‏حرب عالمية ونووية. فهي تقاتل بالأوكرانيين حكومة وشعبًا وجيشًا، وجرت معها كل الدول ‏الأوروبية التي بدأت تعاني، بدأت تعاني بشدة على المستوى الاقتصادي، على مستوى اليورو، ‏ على مستوى الشتاء القادم. اليوم مثلًا سمعت في الأخبار أنّه إذا توقف الغاز الروسي لمدة أطول عن ‏ألمانيا من مدة الصيانة، هناك ملايين الوظائف في ألمانيا سوف تنتهي. على كلٍ أمريكا جاءت ‏بالدول الأوروبية وجاءت بحلف الناتو وتخوض معركة حقيقية في أوكرانيا، ولا تستطيع أن تسمح ‏لروسيا أن تنتصر في هذه الحرب. أهم عناصر هذه المعركة بشدّة هو ما يرتبط بالنفط والغاز ‏الروسي لأنّه إذا قبلوا باستمرار النفط والغاز الروسي بالوصول إلى أوروبا معناها كلّ العقوبات ‏التي فرضت لن تنجح، والعملة الروسية تبقى قوية، والواردات المالية للخزينة الروسية عالية جدًا.‏

فإذًا من أهم عناصر المعركة الأمريكية الروسية هو أن تقاطع أوروبا النفط والغاز الروسيين، هذا ‏يحتاج إلى بديل. من الذي تعهد بتأمين البديل؟ الولايات المتحدة الأمريكية، والأوروبيون قاموا ‏بمساعٍ مع الدول فلان فلان وفلان لم يصلوا إلى نتيجة. اليوم الأمريكان  شغلهم وعملهم الأساسي، ‏ومهمتهم الأولى التي هي مهمة حاسمة ومؤثرة بشكل حاسم في موضوع مصير ونتائج الحرب ‏الروسية الأوكرانية هو موضوع تأمين النفط والغاز البديل لأوروبا، والوقت يضيق لأنّه مفترض ‏خلال الصيف وبداية الخريف تكون الدول الأوروبية خزّنت ما تحتاج من غاز ومن نفط لأنّه ‏عندما يأتي الشتاء يكون قاسٍ جدًا.‏

فإذًا هو قادم من أجل النفط والغاز بالدرجة الأولى، ويا دول الخليج يا سعودية، يا إمارات، يا قطر، ‏يا كويت يا ما بعرف مين كلكم معنيون بزيادة الإنتاج، لأيّ درجة يمكنكم رفع الإنتاج؟ وإلى أيّ ‏حد يمكنكم التوصيل إلى أوروبا؟

الأمر الثاني، نعم إسرائيل، تأكيد التزام أمريكا بأمن اسرائيل، أمن الكيان والدفاع عن الكيان وأولوية ‏الكيان والتأكيد على مشروع التطبيع مع بعض الدول العربية إذا أمكن توسعة دائرة التطبيع. ‏بطبيعة الحال إيران ستكون حاضرة، محور المقاومة سيكون حاضرًا، لكن هذا هو الموضوع ‏الأساسي الآن بالنسبة إلى بايدن. الأمور الأخرى مثلًا موضوع فلسطين ليس لديه ما يقوله للشعب ‏الفلسطيني خلصنا هو تحدّث في المطار اليوم عن مشروع الدولتين بشكل مجاملات حتى قال لهم ‏هذا الموضوع أعرف بالأدبيات عندكم غير وارد، لكن لا تواخذونا مضطر أن أتحدّث عن مشروع ‏الدولتين. ليس لديه ما يقدّمه على الإطلاق للشعب الفلسطيني، وهو على كل حال من الساعة الأولى ‏مثلما يقال أول طلوعه أول طلته أعطى علمًا لكل شعوب المنطقة أنّه صهيوني، وقال ليس ‏بالضرورة أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا.‏

في موضوع اليمن ما يسعى إليه بايدن بعد البيان والمقالة التي نشرها أنّه ساعد بالهدنة في اليمن، ‏نعم هو يريد الهدنة في اليمن، وعندما أرادت أمريكا الهدنة في اليمن حصلت هدنة في اليمن. طبعًا ‏المظلومون اليمنيون أمام فرصة الهدنة كانوا أمام تجربة يريدون الاستفادة منها إيجابا لمصلحة ‏شعبهم، لكن ما يجب أن يطالب به بايدن هو ليس تمديد الهدنة في اليمن، وإنّما إنهاء الحرب في ‏اليمن، إنهاء الحرب وليس قفط وقف إطلاق نار، إنهاء الحرب في اليمن، ورفع الحصار الكامل ‏عن اليمن، وإتاحة الفرصة والإذن والإجازة لبعض اليمنيين لأنّ هناك أناس ينتظرون الإذن من ‏السعودية ومن أمريكا ليجتمع اليمنيون، ويصلوا إلى حل سياسي لمشكلتهم الداخلية. الإدارة ‏الأمريكية قادرة على ذلك، نعم هي قادرة على ذلك. الحرب أساسًا هي حرب أمريكا على الشعب ‏اليمني، السعودية وبقية الدول المشاركة في الحرب هي أدوات تورّطت في هذه الحرب، ولها طبعًا ‏مشروعها الخاص في إطار المشروع الأمريكي. كلّنا يتذكر قضية الحصار على قطر التي دخلت ‏فيها العديد من دول الخليج والدول العربية وعندما جاءت الإرادة الأمريكية في ليلة ما فيها ضوء ‏قمر انتهى الحصار دون أن يتحقق أيّ شرط من الشروط التي وضعت على قطر، والسبب أنّ ‏المصلحة الأمريكية خلص مرحلة الحلب والاستنزاف والابتزاز والاستغلال انتهت، والآن يوجد ‏مرحلة جديدة، إذًا ألغوا الحصار عن قطر.‏

والآن يستطيع بايدن أن لا يربّح الشعب اليمني “جميلة” أنّه ساهم في الهدنة، يستطيع بكل بساطة أن ‏يقوم بجهد يؤدي حتى أنّه لا يحتاج إلى جهد أن يقوم بإنهاء الحرب عن اليمن ورفع الحصار عن ‏الشعب  اليمني وإتاحة الفرصة لليمنيين أن يجدوا حلًا سياسيًا لمشكلتهم الداخلية. هذه كلّها ملفات ‏في الحقيقة هي ليست أولوية بالنسبة له، نعم الهدنة يهتمّ بالهدنة لأنّه يريد من دول الخليج أن تكون ‏مرتاحة لتصدّر مزيدًا من النفط والغاز، إذًا هذا وقت ثمين، الأهم هو النفط والغاز والمعركة في ‏أوكرانيا.‏

ثانيًا، هنا ندخل إلى ملفنا الأساسي بحديث الليلة من جملة نتائج حرب تموز إيجاد قواعد ردع في ‏مواجهة العدو الإسرائيلي بين لبنان وكيان العدو. وهذه المعادلات، وهذا التوازن طبعًا نحن لا ‏نتحدث عن توازن قوى بمعنى كم لديه من عسكر وكم لدينا من عسكر، وكم لديه من القوة البحرية ‏وكم لدينا قوة بحرية، وكم لديه في الجو وكم لدينا. لا نتحدث، نتحدث عن توازن ردع بتوازن رعب ‏بتوازن خوف بمعادلات من نوع مختلف. على مدى 16 عاما من الـ 2006 إلى اليوم ينعم لبنان ‏بوضع أمني ممتاز فيما يعني الصراع مع العدو نسبة لما كان يحصل في الماضي، وأدّى إلى ‏عجز العدو عن إدخال لبنان في استراتيجية المعركة بين الحروب لأنّ أي خطوة عسكرية باتجاه ‏لبنان هو يحسب لها ألف حساب، ويعرف أنّ هذه سيكون لها ردات فعل. لذلك إذا كان يحاول أن ‏يقوم بأمر ما يسعى للقيام بعمل ذات طابع أمني من دون أن يترك بصمة أو أثر، هذا الإنجاز ما ‏زال قائمًا.‏

في هذا السياق نحن سمعنا بعد حديثنا عن موضوع الحدود البحرية والنفط والغاز وقبل المسيّرات ‏وزير حرب العدو تحدّث طبعًا كلّ الإسرائيليين بعد حديثي السابق خرجوا وهدّدوا وتوعدوا الخ. ‏لكن هناك جملة بمناسبة حرب تموز أودّ التعليق عليها من كلام وزير الحرب غانتس أنّه ماذا ‏يقول؟ يقول نحن جاهزون للحرب وإذا ما تطلب الأمر سنسير مجدّدًا إلى بيروت وصيدا وصور. ‏أودّ التعليق على هذه الجملة، وأنتقل للموضوع التالي. ببساطة غانتس يعرف أنّه يضحك على ‏نفسه ويضحك على شعبه وناسه، وكل الإسرائيليين يعرفون أنّ هذا كلام فارغ فاضي ليس له أي ‏قيمة على الإطلاق. نعم كل أحد في إسرائيل يستطيع أن يخرج ويقول سنقصف سندّمر، أنا لا ‏أقول هذا ليس وارد، أو هذا لا يستطيع عليه. لا بالعكس هذا الذي يستطيع عليه هم في مواجهة ‏غزة بكل الحروب التي خاضوها كلّه قصف جوي وقصف صاروخي وقصف مدفعي، عندما قاموا ‏بعملية تقدّم في إحدى الحروب واجهوا مصيبة وسقط منهم أسرى وحتى بالمناورة الأخيرة ‏مركبات النار كلّ المناورة باتجاه غزة مبنية على العمل الناري، وليست مبنية على تقدّم بري. أنت ‏غزة المحاصرة منذ أكثر من 15 سنة المسطّحة التي ظروفها صعبة وسلاحها بغالبيته صنع محلي ‏لا تجرؤ أن تمشي خطوات، إنتَ بدك تهدد لبنان بصور وصيدا وبيروت. بعدك عم تقيس على قبل ‏‏20 سنة و30 سنة هذا خطأ، على قبل 20 سنة و30 سنة و40 سنة أنت مشتبه تمامًا.‏

بكل الأحوال أنا أنصحه بإجراء مراجعة لتجربة الحرب في أيام حرب تموز والأيام الأخيرة من ‏حرب تموز عندما اتخذوا قرارًا بالدخول إلى مدينة بنت جبيل التي تبعد عن الحدود الدولية مسافة ‏قصيرة جدًا، يستطيع أن يراجع قوات ألوية النخبة التي شاركت، والجنرالات الكبار الذين شاركوا، ‏وكتائب الدبابات التي شاركت، وحجم القوات التي شاركت، وحجم النار، وسلاح الجو، والقصف ‏المدفعي والصاروخي والحربي والمروحيات، وقد دمّروا أغلب المدينة وحاصروها وتركوا جهة ‏واحدة مفتوحة حتى يخرج المقاتلين، لكن المقاتلين لم يفرّوا بالعكس تمّ إدخال مقاتلين إلى مدينة ‏بنت جبيل. الموضوع مختلف تمامًا إذا بنت جبيل حتى معركتك ربّما لم تكن احتلال كل مدينة ‏بنت جبيل، وإنّما الوصول إلى الملعب من أجل زرع العلم في مكان خطاب بيت العنكبوت، ‏وعجزتم عن ذلك. وفي الأيام الأخيرة المفترضة أن تكون المقاومة بافتراضكم أنتم منهكة ‏ومضروبة ومقصوفة ومعنوياتها ليست مناسبة، لكن الأمر لم يكن كذلك وشاهدتم تجربة بنت ‏جبيل المدينة الأقرب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة. فلذلك بالنسبة له الحديث عن بيروت ‏وصيدا وصور كلام سخيف، وأعتقد اللبنانيين كلّهم سخروا من هذا الكلام، ومن هذا التهديد هذا ‏موضوع انتهى.‏

ولذلك عندما نكمل بملفنا يجب أن لا نقلق من هذه الزاوية، التهديد الإسرائيلي والله الإسرائيلي ‏يعود ويجتاح أين سيجتاح؟ هو بقي 33 يومًا على أبواب عيتا الشعب 33 يوماً على أبواب قرانا، ‏مارون الرأس بقي ثلاثة أيام، كل جهده مع العلم أنّ هناك عدد قليل من المقاومين يقاتلون في ‏مارون الرأس على كل حال.‏

ننتقل للنقطة التالية، هنا أحبّ أن أؤكّد من دروس وعبر حرب تموز والتي لها علاقة بالمستقبل ‏وقبلها، خصوصا الجنوب، عندما يريد أن يجري حساباً لأيّ عمل، اجتياح بري أو ما شاكل، اليوم ‏البيئة الشعبية مختلفة عن الـ 82، البيئة الشعبية هي بالأعم الأغلب المطلق هي حاضنة لهذا ‏الخيار، هي مؤمنة بالمقاومة، وتشكيل المقاومة والمقاومين هو تشكيل كبير جدًا لم يسبق له مثيل، ‏وإمكانات المقاومة وقدراتها العسكرية كبيرة جدًا ولم يسبق لها مثيل، وإرادة القتال وروح القتال، ‏وهذا هو المهمّ أعلى وأقوى من أي زمن مضى، وأيضًا الجغرافيا، نحن الجغرافيا مع المقاومة ‏والناس مع المقاومة والمقدرات مع المقاومة والمقاومة مع المقاومة، وأولًا وأخيرًا الله سبحانه ‏وتعالى مع المقاومة، هو الذي نصرها في السابق وهو الذي ينصرها في أي وقت آتٍ، وهذا وعد ‏الله الذي لا يخلف ولينصرنّ الله من ينصره.‏

النقطة التالية، نأتي لموضوع النفط والغاز، من نتائج حرب تموز كان ظهور القدرة الفعلية ‏للمقاومة القادرة على حماية لبنان، أصبح هناك معادلة جديدة تحدّثت عنها في النقطة الثانية حماية ‏لبنان الأرض، الشعب، الأمن القومي، لم نتحدث عن الأمن الاجتماعي، الأمن القومي في مواجهة ‏العدو الاسرائيلي، وثرواته الطبيعية هذه القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقّه في ‏النفط والغاز واستخراجهما وبيعهما. ‏

هناك مجموعة نقاط أساسية بهذا الملف

‏لا يختلف أحد من اللبنانيين مع أحد أنّ الفرصة الذهبية هي استخراج النفط والغاز لإنقاذ ‏لبنان، عندما أتحدّث عن إنقاذ لبنان يعني إنقاذ الدولة، واحدة من مشاكل البلد القطاع العام ‏كلّه أو غالبيته الساحقة معطّلة، يريد زيادة رواتب وزيادة تقديمات، وهو محق الدولة ‏عاجزة. غدًا إذّا الاحتياطي بالمصرف المركزي انتهى، قد لا تستطيع الدولة أن تدفع حتى ‏الرواتب الحالية، دعم الدواء، إذا بقي بعض الدعم، سيذهب دعم الطحين، سينتهي البلد، الدولة ‏ذاهبة إلى الانهيار والبلد ذاهب إلى وضع صعب جدًا ما الذي ينقذه؟

أحدهم، أي من المسؤولين، أرسل لي قائلاً: ليس المهم الثلاثة مليار دولار من صندوق النقد الدولي، إذا أعطانا ‏صندوق النقد الدولي وأجرينا اتفاقاُ هذا سيشكل عامل ثقة في البلد وممكن ان يُعقد مؤتمر دولي لمساعدة ‏لبنان، حسناً إذا سمح الامريكان بعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان كم سيأتي قروض للبنان؟ 10 مليار؟ 11 ‏مليار؟ 12 مليار؟ مثل سيدر وأغلبه ستكون ديون وقروض على لبنان وبشروط صعبة، هذا سيحل مشكلة ‏لبنان؟ مشكلة لبنان أصعب بكثير من ذلك، حسناً هناك خيار ثانٍ ليس 3 مليار ولا 11 مليار دين وذاك الاول ‏‏3 مليار دين، هناك مئات المليارات مُلك تسد بها ديونك وتدفع معاشات القطاع العام وتعود بتقديم دعم ‏للأدوية والطحين وتجد تمويل للبطاقة التي عملياً لم يحصل شيء حيث تم رفع الدعم عن البنزين والمازوت ‏وكل الامور الاخرى ولم تمشِ البطاقة، طريق الانقاذ الوحيد المتاح أمام اللبنانيين الكريم والعزيز هو هذا ‏وحتى الان ليس واضحاً أن هناك شيء آخر.

حسناً النقطة الثانية، أيضاً الفرصة الذهبية المتاحة الان أيضاً ‏هي الان هذان الشهران حتى انه أصبح الان أقل، بقية تموز وآب، الان أول أيلول، الاسبوع الاول من أيلول ‏الان سأقول ما هو التفصيل، أين الفرصة الذهبية؟ لو لم يكن هناك حرب روسيا أوكرانيا لا توجد حاجة ‏أوروبية أمريكية للغاز والنفط، طبعاً ليس المقصود أنهم يريدون الان أن يأخذوا غاز ونفط من لبنان لأنه كي ‏ننقب ونستخرج ونبيع هذا سيحتاج الى سنوات، لكن لبنان يستطيع ان يفعل مشكل للعدو الاسرائيلي وللكيان ‏الاسرائيلي ويستطيع ان يقود مشكل في كل المنطقة وبالتالي يعيق استخراج النفط والغاز ويعيق بيع النفط ‏والغاز في أوروبا، حسناً الجماعة الان مضطرّين في موضوع الوقت وقبل قليل تكلمت بأن بايدن قادم الى ‏المنطقة لهذا السبب، الان هم يريدون نفط وغاز ولذلك الاسرائيلي استعجل بكاريش، حسناً لماذا أقول ‏شهرين، لأنه أولاً هذان الشهران يجب ان يتم تأمين نفط وغاز لأوروبا، وثانياً هذان الشهران أو ما بقي من ‏الشهرين هو ما تحتاجه الشركة الفلانية لاستخراج النفط والغاز من حقل كاريش في هذه المدة الزمنية، إذا ‏هذه المدة انقضت وانتهت ولبنان لم يحصل حقوقه الموضوع سيكون صعباً جداً – رح يكون كتير صعب – ‏وبالتالي إذا ذهبنا لتحصيل حقوقنا بعد أن يبدأ إستخراج النفط والغاز من كاريش ستكون الكلفة أعلى وفهمكم ‏كفاية، ستكون الكلفة أعلى ولذلك هذه المدة المتبقية وأنا في الخطاب السابق قلت الوقت ضيّق ضيّق وداهم ‏لكنني لم أحدد زمن، لكن الان الاسرائيليون يتحدثون وكذلك العالم كله أنهيتم استخراج النفط والغاز من ‏كاريش في أيلول أي أنه هذا هو الوقت، المسؤولون اللبنانيون والدولة اللبنانية والشعب اللبناني كله معني أن ‏يستفيد من هذا الوقت الذهبي وهذه الفرصة الذهبية، حسناً، لا تسمحوا للأمريكي أن يخدعكم وأن يقطع ‏الوقت، أنا – كتير نقزت – عندما سمعت بعض المسؤولين قال إن شاءالله الاتفاق سيحصل في أيلول – ‏تخبز بالافراح – في أيلول تخبز بالافراح – سماحته يضرب على الطاولة – إذا قبل أيلول لم تأخذوا حقكم ‏وثبّتتم الحدود البحرية واعترفت أمريكا والأمم المتحدة بحقوق لبنان بعد هذه المهلة ستكون الأمور صعبة ‏ومكلفة وطبعاً لن نتركها لكنها ستكون صعبة ومكلفة – يعني حسابكم هيك – يمكن ان لا تحصّلوا شيء إلا ‏بكلفة عالية، لا تدعوا الأمريكي يخدعكم، لا تستمعوا الى الكلام المعسول من الامريكان، حسناً انظر، الان ‏ستتم سنة لانه الشهر القادم سيكون محرّم في العاشر من محرم عندما تكلمنا عن استقدام سفن المازوت من ‏إيران وخرجت السفيرة الأمريكية ووعدت الشعب اللبناني بالغاز من مصر وبالكهرباء من الاردن ‏وبالاستثناء من قانون قيصر والبنك الدولي الذي سيقدم قرضا للبنان وهذه سنة مضت، ما الذي تحقق منه؟ ‏لا شيء! وفود ذاهبة ووفود آتية واجتماعات وزارية وتوقيع مصري وأردني وسوري ولبناني – يكتر ‏خيرهم لكن ما في شي – قبل أيام عاد وزير الطاقة من مصر وقال ان المصريين جاهزون وكل شيء جاهز ‏‏– الحمدلله خلصت لحكاية – لكنهم لازالوا بانتظار الاستثناء الأمريكي لقانون قيصر والبنك الدولي لم يطرأ ‏أي جديد، أي منذ سنة لم يحصل شيء، المصري من البداية ليست لديه أي مشكلة ومن سنوات ليس لديه ‏مشكلة، الاردني ليس لديه مشكلة منذ سنوات، المشكلة من البداية هي أن الأمريكان لا يعطون الاستثناء، حسناً ‏لهذا الحد الشعب اللبناني الغارق في العتمة الان قيمته عند الامريكان؟ استثناء من قانون قيصر كي يأتي ‏الغاز المصري عن طريق سوريا أو الكهرباء الاردنية عن طريق سوريا؟ حسنا هو أعطى إستثناء للعراق ‏وإيران تحت العقوبات وغازها تحت العقوبات ونفطها تحت العقوبات لكن يوجد هناك استثناء للعراق بأن ‏يشتري غاز من إيران لأجل الكهرباء، عندما كانت أمريكا محتلة أفغانستان كانت قد أعطت استثناء للحكومة ‏الأفغانية التابعة لها لأن تشتري غاز ونفط ومشتقات نفطية من إيران، ولو! سنة! والان لبنان أحوج ما يكون ‏الى ساعة كهرباء هذا الصيف والشتاء قادم الينا، حسنا هذا الامريكي الغير جاهز لاعطائكم استثناء في ‏قيصر، هذا الامريكي كرامة لمن ليأتي ويعطيكم حدود بحرية وحقل قانا ويسمح لتوتال والشركات الاخرى ‏لبدء استخراج نفط وغاز من لبنان؟! كرامةً لعيون من؟ إنطلاقاً من قيمه الاخلاقية أو ماذا؟ هذا الوسيط ‏الامريكي الذي أقبل الذي تسموه وسيطاً نحن لا نعتبره وسيطاً هو طرف يعمل لمصلحة اسرائيل ويضغط ‏على اللبناني، حسنا الامريكان في السابق أتوا وهذا – الوسيط – عندما جاء حتى تعاطيه مع الملف برأيي لم ‏يكن تعاطيه لائقاً لا في الشكل في المقابلة التي أجراها وجلس يضحك ويسخر ويهزأ ولا في المضمون لانه ‏في المضمون لم يعترف لكم بالحق واعتبر ان الموضوع ليس موضوعاً ممكناً لانه لا يوجد امكانية لاثبات الحق ‏وانما الموضوع هو موضوع اننا نريد ان نجري مفاوضات وتسوية ونرى كيف يرضى الطرفان، لا في ‏الشكل ولا بالمضمون كان أداؤه جيداً ومبشّراً، حسنا لماذا أتى إذا هوكشتين!؟ الامريكان قبل كم سنة جاؤوا ‏ووضعوا لنا خط هوف وأداروا ظهرهم لسنوات، لبنان كله يجلس وينتظر والاسرائيلي ينقب، والبعض حتى ‏الان يقول لك التنقيب في كاريش!!!! – يا حبيبي التنقيب في كاريش خلص من زمان – هم آتون ليستخرجوا ‏من كاريش، هم يقومون بالتنقيب ويحفرون ويجهزون ونحن جالسون ننتظر المفاوضات، حسناً أتى بعد ‏اللُّتيّة والتي هوكشتين، واعطاكم خطاً ثانياً اسمه خط هوكشتين وغير قابل للنقاش وأدار ظهره ورحل وقال لكم ‏عندما يصبح لديكم جواب أرسلوا لي جواباً خطّياً وأدار ظهره ورحل، من الذي عاد وأحضر هوكشتين في ‏الزيارة الاخيرة!؟ الذي أتى به أمران، ولنكن دقيقين، هو لم يأت كرامة لأحد من اللبنانيين ولا كرامة للدولة ‏اللبنانية ولا كرامة لأي احد على الإطلاق، الذي جاء به أمران، الأمر الأول حاجة الولايات المتحدة ‏الامريكية للنفط والغاز من أجل أوروبا والذي تحدثنا به قبل قليل، الان هناك خنقة، هناك وضع صعب، ‏هناك حرب روسية أوكرانية التي بدأت من عدة اشهر، إذاً هذا مستجد، الحاجة الملحّة لتأمين البديل وهذه ‏الان النقطة التي تستطيع أن تضغط بها على الأمريكي لا أريد أن اسميها نقطة ضعف سأسميها نقطة حاجة ‏أمريكية إسرائيلية غربية ملحّة، والثانية هي نقطة القوّة، عندما رأى المقاومة تهدّد، لو لم يكن هناك تهديد ‏مقاومة، اسمعوني جيداً لو لم يكن هناك مقاومة، ولو أنه لا يعرف أن المقاومة تمتلك مسيّرات وصواريخ ‏دقيقة وقدرات في الجوّ وقدرات في البحر وقدرات في البرّ، وعندما يعرف أن المقاومة لديها من الشجاعة ‏والجرأة على أن تهدد وعلى أن تُقدم وعلى ان تفعل لم يكن ليأتي، كان ليقول لكم انا قدّمت لكم خط ولازلت ‏انتظر جوابكم وأنتم لم تجيبوني بعد، أتى! لماذا؟ لأن نفط وغاز كاريش أصبح في دائرة التهديد وأكثر من ‏ذلك وسأتكلم بذلك، حسناً إذا في الخلاصة، هناك العدو الذي لديه نقطة ضعف هي الحاجة الشديدة ‏الماسّة الملحّة للنفط والغاز الذي يريد أن يأخذه من الكيان، الان قلت أنه لن يلحق أن يأخذ نفطاً وغازاً من ‏لبنان لكن نحن بإمكاننا ان نعطّل هناك وهذه نقطة القوّة، نقطة القوة عنا – عند لبنان – انه لديه مقاومة، ‏القدرة على التعطيل، القدرة على المنع، القدرة على فعل كل كيّ، حسنا لبنان اليوم عندما يريد الذهاب الى ‏مفاوضات اي دولة تذهب الى مفاوضات تحتاج الى أوراق قوّة، ما هي أوراق القوّة عوامل القوة عند لبنان ‏ما هي؟ انه والله معنا جامعة الدول العربية، منظمة مؤتمر التعاون الاسلامي، الأمم متحدة، مجلس الامن ‏الدولي، أوروبا، من؟ لبنان متروك لوحده، الشعب الفلسطيني، الشعب السوري، الشعب اليمني، هؤلاء ‏المظلومون جميعهم متروكين، عليهم ان يفتشوا عن قواهم الذاتية، حسناً، نقطة القوة الوحيدة التي بدأت بها ومن ‏لديه نقطة قوة ثانية فليدلنا عليها يا أخوان نحن نحب التعلم لسنا معارضين، نقطة القوة الوحيدة الموجودة عند ‏لبنان هي المقاومة وفعل المقاومة، حتى الامريكي هو ليس وسيطاً نزيهاً بل هو طرف، هو يحاول أن يوصل ‏الى تسوية يحقق فيها أكبر مكاسب للاسرائيلي على حساب اللبناني هذه خلفيته الحقيقية، انا لا يعنيني شخص ‏الوسيط هذه السياسة الامريكية في الاصل التي جاء اليوم بايدن وأعلن عنها من اول دخوله الى المطار، ‏حسناً إذا هذه نقطة القوة لنا، هنا نريد أن نبني على هذا الكلام، أريد أن أقول للمسؤولين اللبنانيين أنا لا أريد أن ‏أعقب على ما صدر وما قيل أريد أن أكون إيجابياً، بعض المسؤولين اللبنانيين مقتنعين سواءً عبروا علناً او ‏لا، في الجلسات الداخلية يتحدثون، مقتنعين نعم أن ورقة القوة بيدنا هي المقاومة، تهديد المقاومة، هناك بعض ‏المسؤولين ممكن غير مقتنعين أو في العلن يخافون أن يكونوا واضحين أنا لا أريد أن أدخل في هذا السجال ‏انا اريد أن أقول للمسؤولين اللبنانين هذه نقطة القوة الوحيدة التي يمكن ان تستفيدوا منها، أنا أقول لكم وأنا ‏أتحدث بإسم المقاومة تقول لكم المقاومة استفيدوا مني، استغلوني، عندما تجلسون مع الامريكان، الاوروبيين، ‏الأمم المتحدة وكل العالم، اشتمونا ولكن لا تتبرّؤوا منا طبعاً، اشتمونا ليس هناك مشكلة، قولوا لهم هؤلاء ‏جماعة لا ينصتوا لأحد وخارجين عن السيطرة ولا نعرف أين يدخلون المنطقة بأي حائط قولوا ما شئتم، هذا ‏ما أريد أن أقوله انا في العلن، قولوه هذه ليست حرباً نفسية والامريكي يعرف والاسرائيلي كذلك أننا نحن ‏الان في هذا الملف لا نقوم بحرب نفسية نحن جديون جداً – سأتكلم بعض التفاصيل – لبنان، المفاوض اللبناني ‏لديه ورقة قوة حقيقية، عندما خرجت المسيرات كان يجب ان تقولوا لهم أرأيتم قلنا لكم ان هؤلاء الجماعة ‏خارج السيطرة ولا ينصتون لأحد ولا نعرف أين يمكن أن يدخلوا المنطقة بأي حائط ولذلك لو سمحتم عالجوا ‏الموضوع واعطوا لبنان حقوقه الطبيعية، هذا ما أحببت أن أؤكد عليه الليلة، أيضاً حادثة المسيرات أتكلم ‏عنها قليلاً، سمعت أن بعض المسؤولين قال ان هذا العمل حصل خارج الاتفاق، أي إتفاق؟ من أجرى اتفاق ‏مع من؟ إذا كان أحد أجرى اتفاقاً دون علمنا هذا شأنه، لكن نحن في المقاومة لم نتفق مع أحد ولم نعد أحداً ‏بأننا لن نقدم على أي خطوة وأننا نتظر المفاوضات أبداً، ومن يقول للأمريكيين أو لأحد في العالم ويعدهم ‏بأن المقاومة لن تفعل شيئاً ولن تقدم على أي خطوة لا في السابق ولا حالياً ولا في المستقبل إنما هو يخدعهم ‏ويخدع نفسه ويضيّع مصالح لبنان، بدل أن تطمئنهم أنت يجب أن تخوّفهم لأن هذه نقطة القوة الوحيدة في ‏يدك، عندما تطمئنهم يدير ظهره ويقطّع وقت ويلعب عليك هذين الشهرين كما لعب عليك طوال سنة في الغاز ‏المصري والكهرباء الاردنية، بالعكس يجب ان يرجف ليس فقط ان يخاف. ‏

حسناً النقطة الثانية ايضاً في هذا السياق، البعض قال كيف أن حزب الله يرسل المسيرات وهو يقول بأنه ‏خلف الدولة!؟ – لا أنتم فهمانين غلط يا شباب – نحن قلنا خلف الدولة بالترسيم، الحدود البحرية قلنا هذا ‏الموضوع نحن لا نريد ان نتدخل به وهذا لا يعني اننا في حال قبلت الدولة بهذا الخط او بذاك الخط أننا ‏سنمضي لها، لا، نحن خارج الموضوع لا مع ولا ضد! لا نريد ان نتدخل في ترسيم الحدود البحرية قلت سابقاً ‏وليس هناك داعي لأعود وأضيع وقت لأسباب عقائدية وثقافية وإديولوجية ومعنوية وتكتيكية، هذا يعني أننا ‏نحن خلف الدولة أن الدولة هي التي ترسم الحدود ولا نتدخل في هذا الموضوع، عندما نقول اننا نحن خلف ‏الدولة أي انها هي التي تفاوض وليس نحن، كثيرون اصدروا شائعات بأن حزب الله دخل على خط ‏المفاوضات وفاتح قناة تفاوض، هذا كله كذب ولا أساس له من الصحة، لسنا في هذا الوارد أساسا، لكن لم نقل ‏ابدا أننا خلف الدولة في الضغط على العدو، في أن نقدم على خطوات تخدم التفاوض، لم نقل ذلك ‏على الإطلاق بل بالعكس قلنا أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، إذا يجب أن لا يخطىء أحد في فهمنا ‏لهذا الموضوع، نحن لم نلتزم مع احد والان لم نلتزم مع أحد ونحن نتابع المجريات ومن حقنا أن ‏نقدم على أي خطوة في أي وقت نراه مناسبا وبالحجم المناسب وبالشكل المناسب والضغط على ‏العدو لمصلحة المفاوضات والمفاوض اللبناني، هذا أيضا فليكن واضحا لما مضى وواضح لما ‏هو آت، حسنا على هذا الأساس كانت خطوة إرسال المسيّرات، لأنه كان الوقت يمضي، ‏اللبنانيون حصلوا على جواب والتقييم ومن أجل أن نكون منصفين وواقعيين لا شك بأنه يوجد ‏تقدم إيجابي ولكن ليس كافيا، نحن لا نطلب شيئا، قلت ‏أننا لن نتدخل في هذا الموضوع، حسنا لنكمل ماذا؟ الجواب كان إنتظرونا حتى أيلول، إلى أيلول تعني ‏‏”تخبز بالأفراح”، هنا الخداع الأميركي وهنا أتت المسيّرات في اليوم الثاني على الجواب الذي ‏كان واضحا فيه الخداع وتقطيع الوقت وتركيب الطرابيش، ونحن لا نريد أن ننخدع، أتينا ‏لموضوع المسيّرات فلنتكلم قليلا عسكريا، أرسلنا 3 مسيّرات مثل ما قال بيان المقاومة من أحجام ‏مختلفة وليست مسلحة، طبعا نحن قصدنا ان لا تكون مسلحة، نحن عندما كنا نتناقش مع الإخوان ‏لكي نأخذ قرارا في هذا الموضوع، نحن إتفقنا أننا نريد أن نرسل مسيرات من اجل أن يسقطها ‏الاسرائيلي، رغم أنه إرتبك وأغارت الطائرات في البداية ولم تستطع وبعد ذلك تدخلت القطع ‏البحرية وإستخدموا صواريخ باراك، هذا كله تفصيل، لكن سأكلمكم عن نيتنا نحن، وأيضا ‏الاسرائيلي من الجيد أن يهتم بهذا التفصيل لأنه يفيده، الأخوان قالوا بأننا يمكننا أن نرسل مسيرة ‏تذهب وتستطلع وتعود، ولكن نحن قلنا بالإجماع كلا نحن نريد مسيرات تذهب تستطلع وان ‏يسقطها الإسرائيلي، لماذا؟ لأننا نريد من الطيران أن يضرب صواريخ، نريد من البوارج الحربية ‏ان تضرب صواريخ بحر جو ونريد أن يخرج نار بالمنطقة هناك عندهم، حتى السفينة ‏والمهندسين والموظفين وكل الناس أن يأخذوا علما انهم يتحركون في منطقة غير آمنة، وأنه ‏يوجد تهديد حقيقي وجدي، لو أرسلنا مسيرة لكي تذهب وتعود عندها سنصدر بيانا بأننا أرسلنا ‏مسيرة وعادت بسلام وأتت بالمعلومات التي نريدها ومن الممكن حينها ان يصدق أناس وآخرون ‏لا يصدقون، لكن الحدث هو أن تذهب المسيرات وأن يسقطوها، وأن يضربوا صواريخ عليها، ‏وأن يخرج الاسرائيلي ويتكلم ولذلك هو تكلم قبلنا، نحن إنتظرناه لكي نرى ماذا يريد أن ‏يقول،  طبعا وتعمدنا أن يكونوا ثلاث طائرات من أجل أن يكون هناك حدث، وإلا مسيرة واحدة ‏لن تلبي الغرض وبالمناسبة يمكنكم أن تكتبوا موضوع المسيرات في التاريخ لأنه لأول مرة في ‏تاريخ الكيان الاسرائيلي تطلق بإتجاهه 3 مسيّرات في آن واحد، سابقا أرسلنا مسيرة واحدة وغزة ‏أرسلت، من إيران وصل الى الكيان الاسرائيلي مسيرة او إثنتين، من سوريا أيضا لكن كانت ‏ترسل كل مرة واحدة فقط، ولكن أن ترسل 3 مسيرات في آن واحد وفي زمان واحد على هدف واحد ‏هذا يحصل لأول مرة،  حسنا هذا كان الموضوع، طبعا نحن بإستطاعتنا أن نرسل عدداً كبيراً من ‏المسيرات بوقت واحد، قادرون على ان نرسلها غير مسلحة وان نرسلها مسلحة وبإستطاعتنا أن ‏نشكل بتسليح وعدم تسليح، وبإستطاعتنا أن نرسل بأحجام مختلفة وإننا بعون الله تعالى على ذلك ‏لقادرون، يعني ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع، نحن أرسلنا ثلاث مسيرات وليس لأنه ليس ‏بمقدورنا أن نرسل خمسة مسيرات، لانه كان يكفي الرسالة التي كنا نريد أن نوصلها كان يكفي ‏ثلاث، وكنا جاهزون لكل الإحتمالات، أنه مهما يكن رد الفعل الإسرائيلي كنا جاهزون لمواجهة رد الفعل ‏الإسرائيلي، حسناً في هذا السياق. يوجد مثلا أهدافا عسكرية أمنية تكتيكية لا أريد أن أذكرها لكن ‏الرسالة للعدو ولكل العالم هو انه إذا كان هناك من يراهن وأنا أقول للأميركيين لأنه في لبنان ‏يوجد من يقول لهم، وهؤلاء مستشارون أغبياء، لديهم مستشارون أغبياء، ممكن أن يقولوا لهم بان ‏الوضع صعب والناس محشورة وحزب الله يتكلم ويهدد ولكن هذا كلام لأنه لا يستطيع أن يفعل ‏أي شيء وهو غير قادر على أن يفعل أي شيء، نحن قرأنا الكثير من البيانات والتصريحات ‏والمقالات والحوارات في هذا الموضوع وهذا ما يتكلمون به في التلفزيونات ويخرجون ليتكلموا ‏عنه في السفارة الاميركية ومن الممكن أن يتعرضوا هؤلاء للغش، كلا، فالرسالة واضحة، رسالة ‏المسيّرات كانت تقول بحجمها نحن جديون، هذا بالنسبة لنا ملف أساسي، نحن لا نخوض حربا ‏نفسية، نحن نتدرج في خطواتنا، وما يتطلبه الموقف سنقدم عليه بدون أي تردد، هذه الرسالة ‏فهمها الاسرائيلي وفهما الأميركي، بعض الناس الذين علقوا في لبنان هل فهموها أو لم يفهموها ‏فهذا آخر همنا، المهم أن يفهم الرسالة العدو، لانها رسالة له، بالدرجة الاولى له، بالدرجة الثانية ‏للصديق لكي يعرف انه هو في موقع قوي وليس هناك من داع ليخاف ولا ليرتجف، حسنا، هذه ‏الرسالة وصلت والدليل رد الفعل الاسرائيلي لا شيء، بالميدان وهذا كان موضع إنتقاد داخل ‏الكيان، ولأن الموضوع حشر على الجميع، عليهم وعلى الاميركي وعلى الاوروبي وعلى ‏الغرب، هذه قصة النفط والغاز، ثانيا الإتصالات التي حصلت والرسائل التي نقلت للدولة اللبنانية ‏ولنا نحن أيضا، بعد عملية المسيرات، هذا كله يؤكد بأن الرسالة وصلت وفهمت بشكل جدي، ‏حسنا، نريد أن نتكلم بشيء واضح للوقت القادم، من حيث القدرة يجب على العدو ان يعرف وهو ‏يعرف، نحن نريد أن نطمئن الصديق وأريد أن أعيد في هذا الموضوع، انه نعم، نحن ‏قدراتنا متنوعة، هذه المسيرات أظهر إرتباكا في مواجهتها بإعتراف الاسرائيليين أنفسهم، ‏لكن نحن لدينا خيارات متعددة ومتنوعة، خيارات في الجو وخيارات في البحر وخيارات في ‏البر، كلها خيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة، اللعب بالوقت غير مفيد ونحن كل شيء يخدم ‏القضية نحن قادرون على أن نقدم عليه، وسنقدم عليه، كله بالحجم المناسب وبالوقت المناسب ‏وبالشكل المناسب، وأيضا أعيد وأؤكد ان لبنان يستند إلى قوة حقيقية رادعة ومانعة ويجب ‏الإستفادة من وجودها وتهديدها ومن فعلها إذا لزم الامر، حسنا بهذه القدرة وبهذه المفاوضات في ‏هذا الملف يوجد مسألتان وايضا من أجل ان لا يختلط الموقف على الناس، المسالة الاولى هي ‏حدود لبنان البحرية التي تفاوض الدولة عليها، التي تفاوض عليها الدولة، والتي مطلوب فيها أن نصل إلى نتيجة أن يعترف الأميركي والأمم المتحدة أن هذه حدودنا، هذا ملف، لكن هذا لوحده غير كافٍ، أريد أن أذكركم باجتياح 78 وباجتياح 82 وبحدود لبنان البرية الغير مختلف عليها والمعترف فيها دولياً ومن الأمم المتحدة. لا يكفي أننا أخذنا اعترافاً دولياً بحدودنا البحرية وبالمنطقة الاقتصادية، هذا لا يكفي، المسألة الثانية هي الإذن وليس فقط رفع المنع، أنه تفضلي يا شركة توتال ويا شركات أنتم التزمتم وتعهدتم، أن يبدأوا بالاستخراج حيث ينبغي وبالتنقيب حيث يجب، وإلا ماذا نكون أخذنا، أن هذه حدودكم البحرية يا لبنانيين لكن ممنوع التنقيب وممنوع الحفر وممنوع الاستخراج، هكذا نبقى عشر سنوات وعشرين سنة لدينا حق على الورق، والنفط والغاز الموجود في البحار يُنهب، لا، المسألتان يجب أن يُحلوا، يعني لا يكفي أن يقول لي هذه حدودك، وبعد ذلك ممنوع يا توتال وممنوع لأي شركة في العالم أن تأتي وتنقب في لبنان أو تستخرج من لبنان، هكذا نكون لم ننجز شيئاً فقط نضحك على أنفسنا، هكذا تكون الدولة أنجزت انجازاً ورقياً فقط لا يوجد أي نتيجة عملية. لذلك الخيار المتاح أمام لبنان هو أن يضغط، يجب أن نضغط، هذه مسألة مصيرية. هذه بالنسبة لنا مسألة مصيرية، للعدو والصديق أريد أن أقول نحن هنا لا نمارس حرباً نفسية والسلام، أنه تحدثنا ووفينا قسطنا للعلى، لا، نحن جديون، هذه المسألة في نظرنا هي طريق الانقاذ الوحيد للبنان، لبنان الوطن، لبنان الدولة، الدولة، مؤسسات الدولة، كيان الدولة مهدد بالانهيار، لبنان الشعب، الحاضر، المستقبل، نحن هنا نتحدث عن عملية انقاذية، الشيء الذي سأقوله يمكن أن يخرج أحد ويقول يا سيد أنت تدمر الموسم الاقتصادي، سيخرج أحد ويقول يا سيد أنت تريد أن تأخذ البلد على الحرب؟ إذا أكملنا هكذا لبنان ذاهب إلى ما هو أسوأ من الحرب، إلى ما هو أسوأ بكثير من الحرب، دعونا لمرة واحدة فقط أن نجرب نحن اللبنانيين أن نكون شجعان وعلى قلب رجل واحد وأن نكون على موقف واحد ونُسمع الأميركي والاسرائيلي موقفاً واحداً صلباً شجاعاً بدون أزقة وبدون “لكوزات” وبدون قراءات خاطئة، لأنه الآن يخرج شخص ويقول لك الملف النووي الايراني، ما هو من 82 ايران وسوريا ولا أدري ماذا، هذا كله كلام فارغ، الموضوع ليس له علاقة بالملف النووي الايراني، الآن تبين أن الأميركي يقول لهم قولوا هكذا، لأن الأميركي تحدث هكذا. إذا وقفنا وقفة رجل واحد وشاهد الأميركي دولة وشعب وجيش ومقاومة يقولون للأميركي إذا لم تعطونا حقوقنا التي تطالب فيها الدولة وليس حزب الله وإذا لم تسمحوا للشركات أن تأتي وتستخرج فنحن كلنا ذاهبين والله أعلم ماذا سنفعل في المنطقة، يمكن أن نقلب الطاولة على العالم كله، هناك أحد يريد أن يموت هذا الشعب جوعاً ونقتل بعضنا على أفران الخبز وعلى محطات البنزين ونقتل بعضنا حتى نستطيع أن نأكل لقمة الخبز لأن الليرة اللبنانية لم يعد لها قيمة، لأن المعاشات لم يعد لها قيمة، هناك أحد يريد أن يدمر هذا البلد، لا، بكل صراحة سأتحدث الليلة، إذا كان الخيار أن لا يساعد لبنان وهذه الطريقة الطبيعية لمساعدته وأن لبنان يُدفع باتجاه الانهيار والجوع والناس تقتل بعضها، لا، لا، الحرب أشرف بكثير، التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إلى الحرب أشرف بكثير، أعز بكثير، المسار الأول ليس له أفق، أن نترك الأمور هكذا على الانهيار والخراب والعالم تقتل بعضها من الجوع، هذا ليس له أفق، أما الحرب لها أفق، إذا أخذنا قراراً أن نذهب إلى الحرب هذا له أفق، هذا يمكن ان يُخضع العدو، قبل الحرب أو يمكن بأول الحرب أو نصفها أو آخرها يخضع وتفرض شروطك وتأتي بمئات مليارات الدولارات وتنقذ بلدك والذي يموت بهكذا حرب يموت شهيداً، لا يموت بمشكل على أفران الخبز وعلى محطة البنزين وعلى سرقة الموتسيكل وما شاكل، لذلك تعالوا لنتحدث بهذا الموضوع بشكل جدي، أنا أعرف الليلة وغداً ستسمعون كثيرا ًمن الأصوات لكن أنا بكل صراحة أتحدث معكم الليلة، والتجربة علمتنا بالنسبة لنا، نحن نتمنى أن يكون هكذا الموقف، نتمنى أن يكون الموقف اللبناني الوطني قوي واجماعي لكن طبعاً نحن لا ننتظر الاجماع، من 82 حتى عام 2000 تجربة المقاومة وأحزاب المقاومة وفصائل المقاومة اللبنانية كلها تقول لو انتظرنا اجماع وطني كان لبنان ما زال حتى الآن تحت الاحتلال الاسرائيلي، كانت المستعمرات بالجنوب وبالبقاع الغربي وراشيا وبكل مكان، كان لبنان “بلعته” اسرائيل، نحن لن ننتظر الاجماع ولن نتخلى عن الدولة، لا يمكن أن تترك الدولة لوحدها بملف صعب من هذا النوع. لذلك، أقول للعدو في هذه الليلة أن لا يحسب خطأً، والأميركي وهوكشتاين لا تضحكوا على اللبنانيين ولا تخدعوهم، اللبنانيون لن يخدعوا، رسالة المسيرات هي بداية، بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب إليه، إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية نحن لن نقف فقط في وجه كاريش – الآن تصدف أيام تموز – سجلوا المعادلة الجديدة، كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش، اليوم أنا أخذت جدولاً من الاخوان من الجهات المعنية بالمقاومة، نحن نتابع كل ما يقابل الشواطئ الفلسطينية، كل الحقول والآبار والمنصات وبأسامئها وبإحداثياتها ومن يعمل ومن لا يعمل ومن يطور التنقيب ومن ومن، كل التفاصيل نحن نتابعها وجاهزة عندنا، إذا تريدون أن تصلوا إلى معادلة لبنان – أنا لا أقول كاريش وقانا المسألة عندي أكبر من هكذا بكثير – إذا تريدون أن تصلوا إلى معادلة أن هذا البلد ممنوع أن يستنقذ نفسه بحقه الطبيعي من الغاز والنفط لن يستيطع أحد أن يستخرج غاز ونفط ولن يستطيع أحد أن يبيع غاز ونفط، جيد؟ مفهوم أو أعيد؟ وأياُ تكن العواقب، أيها الشعب اللبناني نحن وصلنا إلى آخر الخط، أي أحد آخر سيعدكم فليقول لكم بماذا يعدكم، بماذا؟ من المنقذ؟ كيف سيتم الانقاذ؟ لم يقبلوا أن يعطوكم حتى ساعة كهرباء وكل المسألة  تحتاج إلى شحطة قلم، لا يدفعون شيئاً من جيبهم، هم يريدون لهذا البلد أن ينهار، يريدون لهذا البلد أن يجوع، يريدون لهذا البلد أن يستسلم، يريدون هذا البلد أن يتخلى عن حقوقه، يريدون هذا البلد أن يصبح عبداً عندهم، هذا ليس وارداً، الذي يريد أن يكون عبداً “يصطفل”، ليس الذي يريد أن يكون حراً “يصطفل”، الأصل في الانسان في أي شعب في أي بلد في أي وطن في أي دولة أن تكون عندها سيادة وحرية واستقلال وتحافظ على ثرواتها وتسعد شعبها وتستنقذه من الجهل، من الأمية، من المرض، من الجوع. هذا هو الوضع الذي نحن فيه اليوم.

في الأيام القليلة المقبلة والآن السيد بايدن موجود في المنطقة وقالوا أن هكوشتاين موجود معه وغينتس يقول في مكان ما أنه لا نريد الحرب ونحن على استعداد للذهاب بعيدا ًجداً في مسار السلام وطريق التسوية مثل ما يجري في مسألة الحدود البحرية بيننا وبين لبنان والتي يجب الاتفاق بشأنها بسرعة، تفضلوا، تحدثوا معهم، أن لا يضيعوا الوقت ولا يضحكوا على اللبنانيين ولا يخادعوا اللبنانيين، لن يُضحك علينا ولن نقبل أن يخدعنا أحد.

على كل الحال، أنا قطعت الوقت، كنت أريد أن أتحدث قليلاً عن موضوع الخبز، عن موضوع الحكومة، عن موضوع اضراب القطاع العام وعدم جواز أن يدار الظهر لهذه المسائل خصوصاً موضوع القطاع العام يعني الدولة معطلة عملياً، كنت سأتحدث قليلاً عن سلام يا مهدي لكن الوقت ضاق، إن شاء الله بالأيام القليلة المقبلة تأتي فرصة نتحدث فيها عن كل هذه المسائل وإن شاء الله سبحانه وتعالى يدافع عن هذا البلد ويدفع عن هذا البلد ببركة كل المؤمنين، كل الصادقين، كل المخلصين، كل المستعدين للتضحية من أجل الكرامة والعزة وأيضاً هناءة العيش. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

4*) المجلس الوطني

14 تموز 2022

عقد المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان اجتماعاً استثنائياً اليوم الخميس ، وأصدر البيان التالي:

مجدّدًا تؤكد إيران احتلالها للبنان فتعلن بلسان وكيلها السيد حسن نصرالله-حزب الله أنها هي التي تتحكّم بالحدود اللبنانية البرية والبحرية، وهي التي تقرر سياسة لبنان الدفاعية والخارجية، ويغامر أمين عام حزب الله مجدداً أيضاً، بلبنان شعباً ودولةً ليعلن بلغة نافرة ومقيتة أنه "الحاكم الفعلي" وأن لا قرار يعلو فوق قرار ميليشيات الإحتلال الإيراني في لبنان والمُسماة "حزب الله".

نطالب رئيس الجمهورية، وهو الذي يقسم على الدستور والمسؤول عن حدود لبنان وعلاقاته الدولية، إعلان موقفٍ واضح من تصريحات السيد حسن نصرالله المهدّدة للسيادة اللبنانية ونحمّله المسؤولية الكاملة عما يحدث على حدود لبنان وعن كل التطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية الناتجة عن سياسة المحتلّ الإيراني بواسطة وكيله ميليشيا حزب الله.

كما ينبه المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني إلى أن استباق نصرالله سائر الاستحقاقات الدستورية والسياسية ورميه إلى الإعلان مرةً أخرى أن "الأمر لي وأنني فوق كل المرجعيات"، ما يعني خطف لبنان وتأبيد وجوده تحت الإحتلال الإيراني الذي نرفضه وندعو جميع القوى السيادية إلى الإنخراط في معركة التحرير الوطني بكافة الأشكال السلمية والديموقراطية حتى عودة هذا الحزب إلى لبنان وبشروط لبنان، وإلى العيش المشترك القائم على ما جاء في مقدمة الدستور على "ان لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".

وعلى عاداته في المغامرات غير المحسوبة، وفي ارتكاب الأخطاء القاتلة بحق اللبنانيين، فقد ربط نصرالله الأزمة الاقتصاديّة بضغوط اميركية على لبنان لينهي ربط الأزمة مع الفساد وسوء الادارة. إن هذا يستدعي إعادة التأكيد على أن الأصل السياسي للإنهيار الكبير الذي وقع عليه لبنان هو في العلاقة التبادلية بين سلاح حزب الله والفساد، فالأول غطى الثاني الذي ردّ الجميل بتشريع الخروج على الدولة عبر تدبيج بيانات وزارية عن ثلاثية صنمية تتعارض شكلاً ومضموناً مع طبيعة لبنان ونظامه الدستوري والسياسي. ‏

إن الأسوء والأخطر في كلام نصرالله هو ربط لبنان المُستدام بمسارات الإقليم، إذ ذهب إلى تعزيز أوراق الإجتماع الإيراني - الروسي المُزمع، فضلاً عن تنكّبه "ربط النزاع" على خط المفاوضات الأميركية - الإيرانية ذلك أنه أعلن التصعيد من لبنان بوجه القرار الأميركي بإبقاء الحرس الثوري على لائحة العقوبات.

يحذر المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان من قرار استسهال الحرب الذي أعلنه نصرالله مقابل الجوع الذي يتحمل هو وحزبه مسؤولية نزوله باللبنانيين من خلال سياساته وتحالفاته التي اختصمت مع الشرعيتين العربية والدولية، من خلال حروبه التي تمتد من بيروت إلى اليمن مروراً بالعراق وسوريا.

لقد أناطت ميليشيا "حزب الله" بنفسها القيام مقام الدولة في الدفاع عن لبنان برّاً وجوّاً وبحراً ضاربةً عرض الحائط الاجماع اللبناني، فيما أن الحقيقة الساطعة هي أنها تخدم مصالح ايران، و بما يشوه  لبنان الفكرة والدستور والطائف والميثاق.

وعليه، فإن المجلس الوطني يضع سعادة النواب امام مسؤولياتهم لطرح موضوع الاحتلال الايراني داخل مجلس النواب انقاذاً للبلاد والعباد، فيوم تهرّبت أو تقاعست القوى السياسية عن هكذا مهمة انفجر لبنان بأهله جميعاً، والمثل والمثال كانا في اتفاقية القاهرة المشؤومة التي شرّعت السلاح على حساب الدولة.

5*) حزب الله

14 تموز 2022

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرّها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. واصدرت البيان التالي:

إذا كان لبنان قد أصابته سهامٌ من سياسات هؤلاء المستكبرين ودولهم النافذة فإنّ وضعه الراهن يتطلّب استثماراً وطنيّاً استثنائياً على المقاومة وعلى الدور التاريخي الذي يمكن أن تضطلع به وفق ما عرضه بالأمس سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حين وضع النقاط على الحروف ودعا إلى التقاط الفرصة وانتزاع حق لبنان الكامل في حدوده البحريّة واستثمار الغاز بشروطه في مياهه الإقليميّة، ونبّه إلى مخاطر الانخداع بالوعود والأوهام الزائفة وأساليب المماطلة والتسويف التي يستخدمها الأمريكي المنحاز دوماً للعدو الصهيوني ومصالحه على حساب مصالح لبنان والمنطقة.

إنّ كتلة الوفاء للمقاومة إذ تلتزم بقناعةٍ وعزم مضمون وضوابط التوجه الوطني المشرّف الذي حدّد نقاطه وحيثيّاته سيد المقاومة، تدعو السلطة والكتل النيابيّة والقوى السياسيّة إلى وقفةٍ شجاعة ومصيريّة لانتهاز الفرصة السانحة في الوقت الضيّق المتاح الآن من أجل استنقاذ مستقبل بلدنا وثرواته الوطنيّة وسيادته أيضاً.

كما تدعو إلى التزام برنامج أولويّات في الشأن الداخلي تساعد اللبنانيين على التخفّف من غلواء الأزمة الخانقة وتعطيل استخدامها كمنصّة ابتزاز يضغط منها العدو وأسياده للمساومة على قراراتنا الوطنيّة والانتقاص من سيادتنا في بلدنا...

كما تجدّد الكتلة ضمن هذا التوجّه الوطني المقاوم والواضح وفي سياقه الداخلي، الدعوة إلى ما يأتي:

1- تسريع الخطوات واستخدام كل الخيارات والأساليب المتاحة والضاغطة لتأكيد حق لبنان في حفظ وحماية مياهه الإقليميّة وتحصين قدرته على استثمار ثروته من النفط أو الغاز من دون شرط، ورفض أي ربطٍ لتحقيق مصالح لبنان بأي تنازل سياسي عن حقه الوطني المشروع، والتنبّه إلى ضيق الوقت ووجوب الحذر من مكر الأمريكيين وخداعهم ومراوغتهم.

2- تنشيط المساعي لتشكيل حكومة تُوَاصِلُ الجهود لإحداث اختراقات في جدار الحصار المفروض على لبنان، ومباشرة العمل بخطّة التعافي والإنقاذ الاقتصادي والتمهيد عبر توفير مناخات التهدئة في الداخل وتزخيم الحوار البنّاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده ودون أي تأخير.

3- وجوب قيام الحكومة والوزارات والأجهزة الأمنيّة والقضائيّة المختصّة بالتشدّد في ملاحقة منتهزي الفرص سواء المهربين أو المحتكرين خصوصاً أولئك الذين يمارسون الإثراء الاحتيالي جرّاء تحكّمهم إبّان الأزمة بالمواد والحاجات الضروريّة للمواطنين وخصوصاً رغيف الخبز والدواء، وجني الأرباح الفاحشة على حساب حق اللبنانيين بالعيش الكريم.

إنّ أي تقصير تمارسه الدولة وأجهزتها في هذا المضمار سوف ينعكس سلباً على الأمن الاجتماعي في البلاد وهو ما بدأت تشير إليه إحصاءات العدد المرتفع لجرائم السرقات والقتل، الأمر الذي يؤشر إلى حجم الكوارث التي تتهدّد المجتمع اللبناني جرّاء تقاعس السلطة عن أداء واجباتها.

وفي هذا المجال أيضاً تحمّل الكتلة حكومة تصريف الأعمال المسؤوليّة الكاملة عن التلكؤ في الإجراءات والتقديمات التي تطال القطاع العام بكافّة العاملين فيه.

4- تدعو الكتلة إلى العمل على إيجاد خرق جدّي في ملفّ النازحين السوريين عبر إعادة تقويم أعبائهم ومستوى قدرة لبنان على تحمّلها وحجم الدور الذي ينبغي أن تقوم به المؤسسات الدولية، ومباشرة إجراءات عمليّة تُنشّط حركة عودة النازحين الآمنة إلى بلدهم وتُفعّل العلاقات الأخويّة المطلوبة مع سوريا لمواجهة الأعباء المشتركة وتعزيز قدرة البلدين على التصدّي للعدوانيّة والحصار المفروض عليهما عمليّاً لضرب استقرارهما وتأخير نهوضهما بعد نجاحهما في التصدّي للإرهاب التكفيري وإسقاط أهدافه السياسيّة.

5- ترى الكتلة أن المحاولات الأمريكيّة الجارية اليوم لحثّ بعض الدول الخليجيّة على زيادة إنتاج النفط استجابةً لحاجات الغرب وإسهاماً في تخفيض سعر الكلفة عليه إضافةً إلى طرح ما سمي بالناتو الشرق أوسطي الذي يعزّز مشاركة الكيان الصهيوني في منظومة أمن الدول النفطيّة في المنطقة هي محاولاتٌ بائسة تنطوي على افتعال عامل توتّرٍ مباشر من شأنه رفع وتيرة استفزاز شعوب فضلاً عن كونها تشكل انزلاقاً استراتيجيّاً مُخزياً نحو السياسات الأميركيّة المنحازة والحاضنة للمصالح الصهيونيّة في المنطقة، وهي محاولات مدانة ولها انعكاسات خطيرة على حكومات المنطقة وشعوبها.

6*) البطريرك الراعي

16 تموز 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداساً احتفالياً في باحة كنيسة القديس حوشب وسط البلدة، بمناسبة عيد القديس شربل، وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى البطريرك عظة بعنوان: "حينئذٍ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43).

وقال فيها: القدّيس شربل هو زرع جيّد زرعه المسيح في حقل العالم: في بقاعكفرا العزيزة بلدته، في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الجليلة، في الكنيسة المارونيّة ولبنان والعالم. إنّه من "الأبرار الذين يتلألؤون كالشمس في ملكوت الآب" (متى 13: 43). فلنطلب شفاعته لكي ندرك أنّ المسيح الإله جعلنا، بحكم المعموديّة والميرون، أبناء الملكوت، أي الكنيسة، وزرعنا زرعًا جيّدًا في حقل هذا العالم لنعطي ثمار الإنجيل. فلنكن متنبّهين لئلّا يحوّلنا الشيطان بحيله إلى زؤان آخرته الحريق. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، ونحيي عيد القدّيس شربل في بلدته بقاعكفرا العزيزة، حيثُ وُلد وتربّى وسمع النداء الإلهيّ لتكريس الذات لله في الحياة الرهبانيّة".

وتابع: "أجل، زرعه المسيح - إبن الإنسان - أوّلًا في بقاعكفرا بلدته. فكان فيها زرعًا جيّدًا بفضل تربيته في البيت الوالديّ. فنشأ صالحًا، تقيًّا ومُحبًّا للإماتات والتقشّف. كان ذلك نتيجة لما دخل قلبه في طفولته من مبادئ وتقاليد وقيم تعلّمها من محيطه العائليّ، ومن مثل خاليه دانيال وأغسطين المتنسّكين في الوادي المقدّس. وفيما كان يرعى المواشي، وهو ابن عشر سنوات، كان ينصرف إلى الصلاة والتأمّل، سواء في السهل، أم تحت الشجرة، أم في المغارة التي تسمّى منذ ذلك الحين "مغارة القدّيس". هناك كان يخشع للصلاة أمام أيقونة العذراء".

وأضاف: "وزرعه المسيح زرعًا جيّدًا في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي دخلها سنة 1851، وهو بعمر 23 سنة، في دير ميفوق، ثمّ انتقل منه إلى دير مار مارون عنايا. لبس في تلك السنة ثوب الإبتداء واتّخذ اسم شربل، بدلًا من يوسف إسمه الأصليّ، وهو إسم شهيد، استشهد من أجل إيمانه سنة 107، أراد أن يتمثّل بهذا القدّيس ليعيش شهيدًا من نوع آخر. عندما أبرز في أوّل تشرين الثاني 1853، نذوره الرهبانيّة الثلاثة: الطاعة والعفّة والفقر، قرّر في نفسه أن يكون هبة كاملة لله وللكنيسة وللرهبانيّة، صانعًا من نفسه ذبيحة مرضيّة لله. فخرج من الاحتفال لابسًا من جديد ثوب المعموديّة. وعاش دائمًا في جدّة الحياة بحسب تعليم بولس الرسول (راجع روما 6: 4). وعندما انتقل إلى دير القديسين قبريانوس ويوستينا في كفيفان، تهيّأ للكهنوت بالدروس الفلسفيّة واللاهوتّة، على يد القدّيس الأب نعمةالله الحرديني. فكان الأب نعمةالله قدّام الأخ شربل المثال الأعلى في الرهبانيّة إذ كان يعلّم الإلهيّات ويعيشها فضائل روحيّة وأخلاقيّة".

واشار إلى أن شربل "إرتسم كاهنًا في 23 تمّوز 1859 في كنيسة الكرسيّ البطريركيّ في بكركي. ومنذ ذلك الحين راح يجعل القدّاس الإلهيّ محور كلّ النهار. عاد للتوّ بعد رسامته الكهنوتيّة إلى دير مار مارون عنّايا، حيث عاش 16 سنة، قبل دخوله نهائيًّا إلى محبسة مار بطرس وبولس، على قمّة عنايا. تلألأ الأب شربل في دير عنّايا بكمال الفضائل الإنجيليّة: طاعة أسطوريّة، فقر كامل، عفّة ملائكيّة. وكان رجل صمت وصلاة وعمل، وخادمًا أمينًا محبًّا للجميع".

وأردف: "دخل المحبسة في 15 شباط 1875، فاستكمل فيها استشهاده الروحيّ الكامل على مدى 23 سنة. فأصبحت قمّة عنّايا، على علوّ 1350 مترًا عن سطح البحر، جبل الجلجلة بالنسبة إليه. سلّم ذاته بالكليّة لله، منشغلًا في عيش الإتحاد الكامل مع الله، ما جعله يحمل في صلاته الكنيسة ولبنان والعالم بأسره. وعندما حانت ساعة أجله، أصابه فالج أوقعه على المذبح، وهو يرفع بين يديه جسد الربّ ودمه، في ذبيحة القدّاس، ويصلّي: "يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحةً ترضيك". وكأنّه تماهى بشخص الذبيح ابن الله. وبعد نزاع دام أسبوعًا، طارت روحه إلى السماء، في 24 كانون الأوّل 1898 ليلة ميلاد الربّ يسوع على أرضنا، فكان ميلاده في السماء حيث يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب"(متى 13: 43). في الواقع ظلّ أهل عنّايا يشاهدون، على مدى أسبوع، ضوءًا مشعًّا يخرج من قبره يلمع على حائط الكنيسة الشرقيّ المحاذي للقبر".

وتابع: "نحن هنا في بقاعكفرا على مشارف وادي القدّيسين، حيث عاش بطاركتنا في دير قنّوبين طيلة أربعماية سنة في عهد العثمانيّين، حفاظًا على الإيمان الكاثوليكي، والحريّة، والإستقلاليّة، وكانوا يهيّئون مع شعبهم ولادَة لبنان: العيش معًا، والتعدّديّة الدينيّة والثقافيّة، والحريّات المدنيّة العامّة، وفصل الدين عن الدولة، والنظام البرلمانيّ الديمقراطيّ، وسيادة القرار، وأرض التلاقي والشراكة والحوار. لقد نذر البطاركة أنفسهم من البداية إلى الآن للدفاع عن لبنان. فصمدنا طوالَ قرنٍ ونيفٍ في وجهِ التشكيكِ في كيانِ لبنان المميَّزِ في هذا الشرقِ والعالم. قَدّمنا كلَّ التضحياتِ من أجلِ إنجاحِ هذه التجربةِ العظيمة. ولَكَم أرَدنا اعتبارَ الأزَماتِ الكبرى السياسيّةِ والعسكريّةِ التي عَصفت بلبنان طوالَ تلك المدّة جُزءًا من الامتحاناتِ التي تَتعرّضُ لها الشعوبُ في مسيرةِ بناءِ أوطانِها ودولِـها، ولا بد من أن تَنتهيَ وتصمد الوِحدةُ ويَسودَ السلامُ وينتصر اهل هذه الارض. وراهنّا على إرادةِ اللبنانيّين لتخطّي هذه المحن وتوظيفِها في مشروعِ الدولة".

وشدد: لكن لا يستطيعُ اللبنانيّون أن يعيشوا في مدارِ الأزَماتِ والحروبِ بشكلٍّ دوريٍّ ودائم، ولا أن تبقى أرضُهم ساحةَ تصفيةِ الحساباتِ وتلاقي الصراعات عوضَ تلاقي الثقافاتِ والحضاراتِ والأديان. ويؤسفُنا أنَّ تجاهَ إرادةِ الشراكةِ الوطنيّةِ نرى إرادةً معاكِسةً تَضرُب عُرضَ الحائط بكلِّ ما بُني بعرقِ الجبين ودماءِ الشهداء ونضالِ الآباء والأجداد، وبكلِّ ما يُمثّل لبنانَ من حضارة وثقافة وهُويّةٍ ورسالة. فلا يَحِقُّ لأيِّ فئةٍ، لا أمسَ ولا اليومَ ولا غدًا، أن تُنصِّبَ نفسَها محلَّ جميعِ المرجعيّاتِ الدستوريّةِ وجميعِ المكوِّنات اللبنانيّة وتُقرّرَ مصيرَ لبنان. رغم كلّ ذلك، لم نَفقِد الأملَ من تجاوزِ هذه التجاربِ الوجوديّة، وندعو جميعَ الأطرافِ أيًّا كان موقِعُهم السياسيُّ والعقائديُّ والدينيُّ إلى تَعليق خلافاتِهم وتركيزِ جُهودِهم على إيجادِ الحلولِ الموضوعيّة، وإلى وضعِ مصلحةِ لبنان أوّلًا، وتسهيلِ تأليفِ حكومةٍ وانتخابِ رئيسِ جديد للجمهوريّة ضمن المهلةِ الدستوريّة".

وقال: "إن الإبقاءَ على الحكومةِ المستقيلةِ خِيارٌ محفوفٌ بالخطر. فهذه الحكومةُ تبقى حكومةَ تصريفِ أعمالٍ حتى لو انتقلت إليها صلاحيّاتُ رئيسِ الجُمهوريّةِ في حالِ حصولِ شغورٍ رئاسيّ، لا سمح الله! ونظريّةُ الضروراتِ تُبيح المحظوراتِ تفتح أبوابًا خطرة. فكفّوا أيّها المسؤولون السياسيون عن مخالفة الدستور، وشكّلوا حكومة جديدة فعّالة، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة جديدًا، قادرًا على احتضانِ جميعِ اللبنانيّين، وعلى التواصلِ مع جميع القوى بروحٍ إيجابيّةٍ وميثاقيّةٍ ليتمكّنَ من معالجةِ القضايا المطروحةِ بواقعيّةٍ وعمقٍ بما يتلاءمُ مع سيادةِ الدولةِ ومنطوقِ الدستورِ والأمنِ القوميّ والتزاماتِ لبنان".

وختم الراعي: "إنّنا نضع هذه الأمنيات في عهدة القدّيس شربل، حبيب الله، لكي يرفعها إلى العرش الإلهيّ، ويستمدّ منه خلاص لبنان وطنه. ومعه ومع أمّنا مريم العذراء والقدّيسين نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد آمين".

7*) البطريرك الراعي

17 تموز 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه النائب البطريركي العام على الجبة وبشري المطران جوزيف نفاع وأمين سر البطريركية الخوري خليل عرب وأمين سر البطريرك الاب هادي ضو، وحضر القداس عدد كبير من المؤمنين.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك عظة بعنوان "اختار الرب يسوع اثنين وسبعين آخرين، وأرسلهم، وأعطاهم مهمة وتوصيات" (لو 10: 1 و 3)، فقال: "بالإضافة إلى الرسل الإثني عشر، أساقفة العهد الجديد، إختار يسوع إثنين وسبعين آخرين من الذين تبعوه وتتلمذوا له. إنهم بمثابة الشعب المسيحي الأول في الكنيسة الناشئة. هؤلاء سيتكاثرون يوما بعد يوم بسري المعمودية والميرون. ومنهم يواصل الرب يسوع اختيار كهنة وأساقفة، ويمنحهم سلطان التعليم والتقديس والتدبير. كما يختار أيضا رهبانا وراهبات ليتكرسوا لخدمة المحبة بالنذور الرهبانية: الطاعة والعفة والفقر، ويشاركوا في مهمة التعليم والتقديس والتدبير، بالتنسيق مع الأساقفة والكهنة، وفقا لحاجات الكنيسة والمجتمع. وكشف الرب يسوع عن الحاجة إلى مثل هؤلاء المدعوين وقال: الحصاد كثير والفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يخرج فعلة لحصاده (لو 10: 2). فلنواصل نحن هذه الصلاة. فالحصاد الكثير هم شعوب الأرض، والفعلة القليلون هم الأساقفة والكهنة الغيورون والأمناء على رسالتهم، وهم الرهبان والراهبات الملتزمون بنذورهم ورسالتهم وسيرهم على خطى المسيح نحو المحبة الكاملة، وهم المسيحيون الأمناء لمعموديتهم ولتعليم الإنجيل والكنيسة، والعاملون على تطبيقه في الشؤون الزمنية. فيما نرحب بكم جميعا، ونحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية، ونحي ذكرى القديسين شربل ومارينا، فقد آلمتنا جدا، كما الكثيرين، حادثة السير في بلدة عرسال التي أوقعت ثمانية قتلى، سبعة منهم من عائلة واحدة وخمسة جرحى. اننا نصلي لراحة نفوسهم، ولعزاء أهاليهم، ولشفاء الجرحى".

أضاف: "اختارهم وأرسلهم للقيام بالرسالة الموكولة منه إليهم: كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضا (متى 28: 18) أرسلكم كالخراف بين الذئاب (لو 10: 3). يقول الرب هذا لا لتخويفهم، بل لتشجيعهم بسببين: الأول، لأن المسيح الراعي الصالح، لا يخاف على القطيع من الذئاب. فهو يسهر على الخراف، يحميها، يدافع عنها، كبيرها وصغيرها (راجع يو 10: 12-13). يسوع راع للجميع: لعامة الناس، للرؤساء، للمعلمين، للشباب، للاطفال. الثاني، لأنه يخلصهم من كل شر، ويروض بقدرته ونعمته الحيوانات الضارية. يحول الذئاب إلى حملان، يجعل المضطهدين مبشرين، مثل شاول بولس، والمسيئين شركاء في أعمال الخير والتقوى، والخطأة قديسين مثل أغسطينوس، إنه "أتى ليجعل كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5).

ويعطيهم الرب يسوع توجيهات بمثابة مقتضيات للرسالة وهي:

أ- نهج الفضيلة الرسولي، لا الهم بشأن الأمتعة المادية، ما يعني أن "نلقي الهم على الرب، فهو يعولنا" (مز 55: 23). فيسوع يعطي القديسين كل ما هو ضروري للحياة (القديس كيرللس الإسكندري).

ب- التجرد من المال ليكونوا مبشرين، لا رجال أعمال.

ج- إعلان سلام المسيح لجميع الناس.

د- السعي إلى الواجب الرسولي، من دون أي شيء يعيقه: "لا تسلموا على أحد في الطريق" (الآية 4). السلام على الآخرين في الطريق والتحاور معهم أمر جيد. لكن أداء واجباتنا لله أفضل وأبدى. ليست الواجبات الإجتماعية واللياقات أفضل من واجب العبادة لله (القديس أمبروسيوس)".

وتابع: "لا يستطيع أن ينسى متعاطو الشأن السياسي أنهم هم أيضا مؤتمنون على رسالة خدمة الخير العام، الذي يتوفر فيه خير الجميع وخير كل مواطن. كيف نوفق بين هذه الرسالة ونقيضها؟ فالواقع عندنا لا يجهله أحد. وهو أن الأزمات المعيشية المتنامية لا توفر عائلة لبنانية مهما كان وضعها المالي. وهذا ظاهر للعيان: في أزمات الطحين والخبز والكهرباء والماء والمواد الغذائية، وأقساط المدارس، والدواء ومستلزمات المستشفيات وعودة وباء كورونا، والتخبط في معالجة أجور موظفي القطاع العام وسط استنسابية في الزيادات تناقض مفهوم المساواة بين المواطنين والموظفين. ويترافق ذلك مع الالتباسات حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وفي هذا المجال، ليس بمقدور لبنان أن ينتظر طويلا ليستخرج الغاز والنفط، فيما تقوم إسرائيل بذلك. ونتمنى على الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الوسيط، أن تحسم الموضوع مع إسرائيل، فلبنان قدم الحد الأقصى من أجل إنجاح المفاوضات".

وقال: "أمام هذا الواقع، ينتظر الشعب اللبناني حلولا إنقاذية، فتأتيه مشاكل تزيد من فقره. يأمل أن تنحسر عنه الأزمات، فتطل كل يوم أزمة جديدة. يترقب أن يتوجه إليه المسؤولون ويخففون من مآسيه، فيجدهم غارقين في صراعات عبثية كأن البلاد بألف خير. إن هذه المشاعر والمآسي تضاعف عدم الثقة بالجماعة السياسية وتضعف صدقية لبنان في طلب المساعدات من الأصدقاء. ومن مظاهر فقدان الثقة بالسلطات وبالجماعة السياسية أن الشعب في المدة الأخيرة راح يتظاهر وحيدا في الشوارع والساحات احتجاجا على الحالة المعيشية المزرية التي وصل إليها، فيما المسؤولون في مكان آخر ولا يهتمون بصرخته".

وطالب القوى السياسية "في ضوء المعطيات السياسية والنيابية والأمنية، أن تبتعد عن أجواء التحدي التي تعقد علاقات لبنان وتباعد بين المكونات اللبنانية، في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحد وجودي في تاريخه الحديث. فالتحديات تعثر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا أمر نرفضه بشدة، ونعمل بكل ما لنا من علاقات على أن يتحقق هذا الانتخاب. ومن موقعنا المترفع عن المحاور الداخلية والخارجية، نتمنى على الأطراف المختلفة التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. وحين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكل تحديا لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد. لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيسا منحازا للمحاور وعاجزا بالتالي عن تطبيق الحياد. والرئيس الذي لا يشكل تحديا ليس بالطبع رئيسا لا يمثل أحدا ولا رئيسا يخضع لموازين القوى، فيستقوي على الضعيف ويضعف أمام القوي. لا يحكم لبنان استنادا إلى موازين القوى، بل استنادا إلى الدستور والقوانين والشراكة لكي تبقى الشرعية المرجعية والملاذ ومصدر القرارات الوطنية".

وختم الراعي: "فيما تحتفل الكنيسة اليوم بعيد القديس شربل، نسأل الله أن يجعل كل واحد وواحدة منا وكل مسؤول حامل سلطة، على مثال القديس شربل صاحب قرار والتزام من دون تراجع والتواء. كما نصلي إلى الله أيضا والكنيسة تحتفل اليوم بعيد القديسة مارينا، كي يجعلنا مثلها صابرين على الظلم ريثما تظهر الحقيقة التي لا أحد يستطيع إخفاءها، وريثما تمارس العدالة التي بدونها لا يسلم أي ملك. لله القدوس، الآب والإبن والروح القدس، نرفع نشيد المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".