رقم 116/2022
تقرير دولي 18-24 تموز /2022
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
لا جديد هذا الاسبوع أيضاً على صعيد الاستحقاقات السياسية المرتقبة، لا بل يمكن القول أن هناك تجاهل من قبل المسؤولين اللبنانيين تجاه استحقاق تشكيل الحكومة وأيضاً تجاه الاستحقاق الرئاسي. فقط المجتمعين العربي والدولي هما من يحثّ القوى السياسية على التصرّف واتخاذ القرارات اللازمة من أجل الخروج من الأزمات التي تعصف بلبنان.
وفي هذا السياق، نذكّر بأن القوة السياسية الوحيدة التي تعمل على تنفيذ مشروعها هي حزب الله الايراني في لبنان، والمشروع هو استكمال هدم أسس الجمهورية اللبنانية التي قام عليها الكيان اللبناني منذ تأسيسه في العام 1920، وأهمّها الانتماء بالهوية السياسية وليس الدينية.
وقد أتت عملية توقيف المطران موسى الحاج، راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة، والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية، لتلقي الضوء على "مشروع الهدم" هذا، والذي يستهدف اليوم البطريركية المارونية بما تمثّله من حامي للكيان اللبناني وشريك في تأسيسه ومدافع عن الحريات فيه والعيش المشترك. وقد لحظ بيان المجمع الدائم الذي عُقِد استثنائياً للنظر في الحدث، هذ الهجوم على دور البطريركية وموقعها.
وفي السياق نفسه، خرج على اللبنانيين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الايراني، هاشم صفي الدين، ليضع النقاط على الحروف، من خلال كلامه، وليوضّح ماذا يريد هذا الحزب من لبنان واللبنانيين!
فهو قد قال بالحرف: "نحن لا نهدّد أحداً، لكن هناك لبنانيّون يجب أن يفهموا.. أربعون عاماً.. لقد تحمّلناهم كثيراً، وهذا يكفي! متى بنى هؤلاء دولةً، ومتى بنوا وطناً؟ الفتن والحروب والمشاكل، منذ ما يسمّى بالاستقلال إلى اليوم، كل فترة هناك حرب داخلية وفتن ومشاكل وضياع واستسلام للخارج! واليوم هم لا ينفكّون يتآمرون على "أبناء بلدهم" بالإستعانة بالخارج! هؤلاء هم وطنيون؟ هؤلاء هم لبنانيون؟.. هل لهؤلاء الحق بأن يسألوا عن حماية الوطن وأن يتّهموننا؟ لكن في نهاية المطاف على هؤلاء أن يعرفوا أن لكل شيء نهاية، وأن لكلّ كذبةٍ.. ايضاً فضيحة! نهاية هذه الأكاذيب أصبحت قريبة!".
ومعنى هذا الكلام أن حزب الله الايراني لا يعترف بالكيان اللبناني ولا بالدولة حتى، بل هو يعمل على إعادة بناء هذا الكيان بما يتناسب مع معتقداته واسلوب حياته وبالطبع بما يتناسب مع راعيه ومموله - الجمهورية الاسلامية في ايران! لكنه يغفل أيضاً أنه هو من يتآمر على لبنان واللبنانيين مستعيناً بالخارج!!
تجدر الإشارة هنا إلى أنه حين ينادي البنانيّون بعودة هذا الحزب إلى لبنان بشروط لبنان، فهم يقصدون بالتحديد هذه الأمور، أي عودة هذا الحزب إلى القيم والدستور والأسس التي قام عليها لبنان منذ أكثر من مئة عام، أما حين يعيّر الحزب اللبنانيين بأن لبنانهم ليس قابلاً للحياة، فعلى قيادييه أن لا ينسوا بأن هذا اللبنان كان ينافس أغنى دول العالم بمستوى عيش مواطنيه، وكان قبلة الشرق بكل قيمه ورسالته، قبل أن تعبث فيه العقول والأيادي السوداء! ولهؤلاء "القادة" نقول أنكم لن تنالوا من إرادة اللبنانيين في استعادة سيادة دولتهم، ونقول ايضاً أن لبنان لم ولن يُحكم بموازين قوى بل حُكم وازدهر وسيُحكم فقط بقوة التوازن!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
لم يُسجل هذا الاسبوع اي جديد في ملف التأليف الحكومي، وتستمر البلاد موغلة في الازمات ومتروكة للمجهول، ويُنتظر ان يتصدّر ملف ترسيم الحدود البحرية واجهة الاهتماماتفي القريب العاجل، في ضوء معلومات تحدثت عن انّ الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان نهاية الشهر الجاري، ناقلاً من اسرائيل ردّها على المقترحات اللبنانية الاخيرة حول حدود لبنان وحقوقه النفطية والغازية.
ففي الملف الحكومة تبدو الصورة قاتمة لدرجة ان الاتصال بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية مقطوع منذ أن قدّم ميقاتي التشكيلة الوزارية التي رآها مناسبة للمرحلة القادمة، وهو ما يوحي بأن الفترة المتبقية لموعد الاستحقاق الرئاسي لن تسمح بتشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي يناقض تماماً مناشدات وتوصيات الجهات الداخلية والخارجية!
وفي سياق متصل، قدّم منتصف الاسبوع كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونِتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام السيد جان بيار لاكروا احاطة إلى مجلس الامن في جلسة مغلقة في شأن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701. وقد حذّرت المنسقة الخاصة، في إشارة الى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المستمرة وتأثيرها على حياة الناس اليومية، من أنّ لبنان يقف على مفترق طرق بين النهوض أو الانهيار، مشددة على أنّ المسار الذي يسلكه يعتمد على قدرة واستعداد قادة البلاد للشروع في تطبيق حلول مستدامة على وجه السرعة، حيث اكّدت، في هذا الإطار، على أهمية المؤسسات العامة التي يمكنها تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتلبية احتياجات الناس. وردّدت دعوات مجلس الأمن ومجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، إلى الجهات اللبنانية المعنية، لإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية وتجنّب الشلل السياسي والإسراع في تشكيل الحكومة. كما أيّدت الدعوات لإجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهل الدستورية، نظرًا الى أنّ الولاية الرئاسية الحالية تنتهي في 30 تشرين الاول 2022.
وفي هذا الاطار، اكتسبت زيارة لسفير الفرنسي المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان وفريق عمله، إلى بيروت، أهمية استثنائية، فقد اعتُبرت جرس إنذار يعيد تذكير المسؤولين اللبنانيين بـواجباتهم تجاه صندوق النقد حيث تحاول الإدارة الفرنسية أن تلعب دور الوصي المكلّف من المجتمع الدولي، وتحديداً من الإدارة الأميركية، لإدارة الملف اللبناني وتهيئته لوضعه على السكة الإصلاحية ليكون جاهزاً للحظة التسوية الإقليمية. لكن بهذا المعنى، لم يأت دوكان بأي أمر أو طرح جديد، وجلّ ما فعله هو استجواب المسؤولين اللبنانيين في ما خصّ الخطوات المطلوبة لتوقيع برنامج التعاون مع صندوق النقد بجولته الثانية والنهائية، وتوجيه التوبيخات بحقّ المقصّرين.
اما في ملف الترسيم والتنقيب، ذكر تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، هاموس هرئيل، يوم الجمعة، بأن مخاطر تصعيد عسكري بين إسرائيل ولبنان تزايدت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حول حقول الغاز في البحر المتوسط، موضحا بأن الانطباع الذي بقي لدى المسؤولين الإسرائيليين بعد محادثات أجروها، الأسبوع الماضي، مع الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، آموس هوكستاين، هو أن هذه المفاوضات غير المباشرة وصلت إلى طريق مسدود، وأشار التقرير إلى أنه لا يتوقع أن يتراجع أو يخفف أمين عام حزب الله من تصريحاته ضد إسرائيل بهذا الخصوص، وأن مسؤولين في سوق الطاقة الإسرائيلية يبحثون بهدوء عن بدائل للتنقيب في حقل الغاز "كاريش"، الذي كان مقررا أن يبدأ في أيلول/سبتمبر المقبل، وذلك تحسبا من عرقلة عملية التنقيب بسبب التوتر الحاصل.
وفي خضمّ هذه الفوضى السياسية والاقتصادية، أتت قضية توقيف المطران موسى الحاج رئيس أساقفة أبرشيّة حيفا المارونيّة والنائب البطريركيّ على القدس والأراضي الفلسطينيّة وعمّان وأراضي المملكة الأردنيّة الهاشميّة لتصب الزيت على النار، ولتحمل معها رسائل سياسية محددة إلى البطركية المارونية. وقد أتى البيان الشديد اللهجة الذي صدر عن البطريركية المارونية في الديمان بعد اجتماع استثنائي لسينودس الأساقفة والذي أخذ القضية إلى بعد أكبر من مجرد عملية توقيف متعلقة بالمطران، ليحدّد سياق عملية التوقيف.
السقف الذي ذهب إليه البيان كان يحمل رسائل كثيرة لعل أبرزها الإشارة المباشرة إلى أن الهدف من العملية استهداف بكركي ودورها. أما فيما خصّ المصادرات وحجز جواز سفر المطران ومنعه من السفر فهو يعني حكماً التحكم بمكان وجوده، وكأن هذا الأمر يعني تجاوز قرار بكركي والفاتيكان بتحديد مهمة ووظيفة المطران والترويج لمسألة التعامل مع العدو الإسرائيلي، من دون الأخذ بالإعتبار المهمة الإنسانية التي كان المطران وسيطاً فيها. وكأن هناك من يريد أن يفرض على البطريركية المارونية ما يجب أن يفعله المطارنة وأن يكون شريكاً لها في اختيارهم واختيار ما يقومون به وفي تعيينهم، وهو الأمر الذي لم يحصل في الأزمنة السابقة التي تحدث عنها بيان الديمان. ولغة البيان تُظهر أيضاً أن بكركي فهمت تماماً "الرسالة" العدوانية التي كُتبت عند معبر الناقورة. إنها بداية عملية لتحطيم واحدة من أكبر مؤسسات ومرجعيات الجمهورية اللبنانية، إنها عملية إخضاع كبرى وإعادة هيكلة اجتماعية واقتصادية وثقافية، ومعاقبة للبطريرك الراعي وللكنيسة المارونية، منذ الدعوة إلى "الحياد الإيجابي"، وهي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية تتحول إلى مواجهة مفتوحة بالغة الخطورة تستهدف كسر آخر قلاع الاعتراض على مشيئة الحزب الحاكم وإسكات البطريركية نهائياً كما حال سائر البطريركيات الأخرى في الدول المجاورة.
في مواقف حزب الله الايراني في لبنان، هذا الاسبوع، والأجسام التي تدور في فلكه، عقد المجلس المركزي في "تجمع العلماء المسلمين" اجتماعه الأسبوعي وتدارس الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة. وصدر عنه بيان أشار الى انه بعد أن فشلت قمة جدة فشلا ذريعا ولم يستطع الرئيس الأميركي جو بايدن، أن يجمع حلفه على موقف واحد في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذلك لم يحقق جو بايدن من زيارته سوى صور اللقاءات العامة التي ضمته لرؤساء وملوك الدول التي زارها. وفي مكان آخر، تعقد قمة في طهران تضم إليها كل من روسيا وتركيا لتؤكد على أن محورا جديدا يتشكل في العالم يلغي أحادية القطب التي حكمت فيها الولايات المتحدة الأميركية العالم لفترة امتدت لسنوات طويلة، وهذا ما يؤكد أن الدول التي تعتمد على مقدراتها الذاتية وترفض الإذعان للولايات المتحدة الأميركية تستطيع أن تبني قوة كبرى تنافس وتثبت ذاتها ووجودها في العالم! وعندنا في لبنان لم يستفد المسؤولون من هذه الأجواء العالمية وإنشغال العالم عنهم ليبنوا على مقدراتهم الذاتية والاعتماد على القوة التي يمتلكونها والمقاومة في أساسها لأخذ حقوقهم وعدم التنازل عنها سواء في ترسيم الحدود البحرية أو في إرجاع النازحين السوريين إلى بلدهم أو رفض الإملاءات الأميركية فيما خص توطين الفلسطينيين!! وأمام هذا الواقع على الدولة اللبنانية ممثلة بالحكومة إقرار تعديل المرسوم رقم (6433) وإعلان أن الخط الذي يطالب به لبنان هو الخط 29 ورفض الدخول في التمييع الأميركي الهادف للسماح للصهيوني الاستفادة من عامل الوقت لإكمال عملية التنقيب والبدء بالاستخراج، والمجلس يقف إلى جانب المقاومة في الإصرار على منع العدو الصهيوني من استخراج النفط والتنقيب قبل بدء لبنان بالتنقيب والاستخراج، ويعتبر أن المواقف المعارضة لهذا الأمر تخدم أعداء لبنان وعلى رأسهم الكيان الصهيوني الغاصب. أما المعالجات التي تحصل للأزمة الاقتصادية والمعيشية من قبل الحكومة غير فاعلة وغير مفيدة ويجب الدخول فعليا إلى تحقيق مطالب القوى العمالية ومطالب موظفي القطاع العام لأنه يستحيل الاستمرار في إدارة وضع البلد بهذه الطريقة التي تقوم بها الحكومة.
وإن المجلس ينظر بعين الرضا للمؤتمر المنعقد في طهران والذي يخدم الشعوب المستضعفة ويضع أطر حل للمشكلة السورية التي يجب أن تنتهي باتفاق سياسي يقضي بانسحاب القوات الأميركية وجميع القوى الأجنبية من سوريا، على أن تحل محلها قوى الشرعية السورية بشكل يضمن أمن تركيا ولا يضر بأمن سوريا ومصالحها الاقتصادية.
من جانبه، وفي موضوع التحقيق مع المطران الحاج، شدّد النائب محمد رعد، على أنّ التعامل مع العدو خيانة وطنية وجريمة والمتعامل لا يمثّل طائفة، وسأل ما بالنا إذا عوقب مرتكب بالعمالة فيصبح ممثلاً لكلّ الطائفة، وتنهض كل الطائفة من أجل أن تدافع عنه؟ فأيّ ازدواجية في هذا السلوك؟، واعتبر أنّ علينا أن نتعلّم من الدروس، وأن نحفظ بلدنا ومواطنينا، لأنه لن يبقى لنا إلاّ شركاؤنا في الوطن، لافتاً إلى ضرورة أن يمتلك شركاؤنا مصداقية في سيرتهم ومواقفهم. وفي مسألة ترسيم الحدود البحرية، رأى رعد أنّها حلقة من حلقات المشروع التآمري على بلدنا، معتبراً أنّ على كلّ العالم الآن أن يجد المخرج المناسب الذي يستجيب لما حدّده الأمين العام!!
وقال إنّ الأزمة التي نعيشها في لبنان على الرغم من صعوبتها وقعت من أجل تحقيق غاية، وهي نزع سلاح الحزب، وتخليه وثنيه عن إرادة المقاومة وعن التزام خيار المقاومة، معتبراً أنّ الإفقار والتجويع والحصار ومنع دخول الدواء والأدوات الطبية والعجز عن سداد كلفة الاستشفاء وحرمان البلاد من النفط والغاز والمشتقات النفطية ومن المواد الغذائية، هدفه أن ييأس الناس من خيار المقاومة، وأن يعمدوا إلى أميركا، ويرفعوا اليدين استسلامًا لإرادتها!
محطات سياسية واقتصادية:
بينما كانت مقررة بعد أيام، أعلن الرئيس المشترك لـ"اللجنة الدستورية السورية" عن وفد هيئة التفاوض السورية المعارضة، الاثنين، هادي البحرة تلقيه رسالة رسمية من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بدرسون يعلمه فيها بتأجيل الجولة التاسعة من الاجتماعات في جنيف. وقال البحرة إن تأجيل اجتماعات اللجنة الدستورية أتى بسبب شروط تضعها روسيا، إلا أنه لم يكشف عن فحوى الشروط التي تريد موسكو تنفيذها مقابل هذا التأجيل، وكان من المقرر أن تعقد الجولة في الخامس والعشرين من يوليو/تموز الجاري.
وأتت هذه التطورات بعدما انتهت الجولة الثامنة من الاجتماعات الشهر الماضي بتقدم ضئيل بين الأطراف، حيث نوقشت خلال الدورة "الإجراءات القسرية الأحادية الجانب" من منطلق دستوري و"سمو الدستور وتراتبية الاتفاقيات الدولية" و"الحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيزها" و"العدالة الانتقالية". وتحدّثوا أيضاً عن مسودات النصوص الدستورية على مدار يوم واحد لكل مبدأ من المبادئ التي قدمها كل وفد، كما قدم كل منهم تعديلات على النصوص في ضوء مناقشات أخرى.
على صعيد منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ليل الأربعاء أن قواتها في سوريا أسقطت الأربعاء طائرتين مسيرتين هاجمتا قاعدة حميميم العسكرية الروسية غرب سوريا، وقال المتحدث باسم مجموعة القوات الروسية في سوريا للصحافيين إن الدفاع الجوي لقاعدة حميميم الجوية أسقط طائرتين من دون طيار أطلقهما المسلحون الموجودون في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية، كما أكد أن الهجوم لم يسفر عن ضحايا أو خسائر مادية، مضيفاً أن قاعدة حميميم تعمل بشكل طبيعي. كما أشار المتحدث إلى أن الجماعات المسلحة غير الشرعية المتواجدة في منطقة خفض التصعيد في إدلب تحاول مراراً تنفيذ هجمات على قاعدة حميميم الجوية بواسطة طائرات مسيرة.
في سياق منفصل، وعقب أشهر على فرضها بسبب أزمة بيلاروسيا واتهامات بنقل ركاب إلى بيلاروسيا ليتمكنوا بعد ذلك من عبور الحدود بشكل غير مشروع إلى أووربا، رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات عن شركة "أجنحة الشام" السورية للطيران، وبعدما أعلن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد وقع قرار رفع الشركة من قائمة العقوبات يوم الاثنين، موضحاً في بيان الأربعاء، أن المجلس اتخذ قرار شطب أجنحة الشام، إذ اعتبر أن الإجراءات التقييدية أحدثت الأثر المنشود فيما يتعلق بهذا الكيان، اعترض الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، فقد نشر رئيس الائتلاف سالم المسلط، تغريدة عبر تويتر ندد فيها بالقرار الأوروبي، ورأى أن إزالة شركة "أجنحة الشام للطيران" من قائمة العقوبات الأوروبية، غير مقبو،. كما اعتبر هذا القرار رسالة خاطئة لكل مجرمي الحرب وداعميهم في العالم، لافتاً إلى أن الشركة مازالت مستمرة بدورها الداعم لنظام الأسد وميليشياته، وفق قوله، وأكد أنها مستمرة حتى اليوم بنقل الميليشيات والمرتزقة وخدمة النظام وروسيا، بحسب تعبيره. فيما رحبت الشركة، التي تعمل حاليا بثلاث طائرات إلى وجهات معظمها داخل الشرق الأوسط، بقرار رفع العقوبات عنها.
وفي سياق متصل، وسع الاتحاد الأوروبي شبكة عقوباته، يوم الخميس، لتشمل عشرة سوريين أُضيفوا إلى قائمته الخاصة بتجميد الأرصدة ومنع الدخول بسبب عملية الغزو الروسية لأوكرانيا، قائلا إنهم مسؤولون عن تجنيد مرتزقة للقتال قي صفوف القوات الروسية. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي ذلك في سياق الكشف عن عقوبات جديدة ضد موسكو تستهدف البنك الرئيسي سبيربنك والذهب الروسي والمزيد من الشركات والأشخاص، وكذلك فرض المزيد من القيود على التصدير. وجاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي أن النظام السوري الدعم يقدم، بما في ذلك الدعم العسكري، لحرب روسيا العدوانية غير المبررة ضد أوكرانيا؛ ومن بين من شملتهم العقوبات محمد السلطي، القائد العام لجيش التحرير الفلسطيني، واثنان من قادة قوات الدفاع الوطني، وهي جماعة مسلحة موالية لسوريا، وضابط سابق في الجيش السوري، وكذلك مدير شركة الصياد لخدمات الحراسة والحماية والشريك في ملكيتها.
على الصعيد الأمني، وفي غارات جديدة، أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام في سوريا، فجر الجمعة، أن مقاتلات إسرائيلية شنت سلسلة من الضربات الجوية على مناطق قريبة من العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن خسائر بشرية. وبحسب المعلومات، نفذت أربع غارات استهدفت مواقع تابعة لقوات النظام وميليشيات موالية لإيران قرب دمشق، حيث استُهدف مستودع مؤقت تابع لقوات الحرس الثوري الإيراني في مجمع العقيد هيثم سليمان الذي بناه الإيرانيون في بلدة الحجيرة جنوب دمشق. إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية إسرائيلية، الجمعة، أن إحدى الغارات أصابت المجمع، مما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف مقاتلي ميليشيا حزب الله اللبناني، وأكدت أيضاً نقل أعداد كبيرة من الجرحى إلى مستشفى الإمام الصدر في منطقة "الست زينب" المجاورة، كما ذكرت أن الضربات الجوية استهدفت مصنعا لتصنيع الطائرات المسيرة في "الست زينب"، التي تعرف بأنها باتت معقلاً للإيرانيين، وطالت الغارات تجمعا لمسلحي طهران، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 منهم. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 6 عناصر بينهم 3 من الجنسية السورية و3 من جنسيات غير سورية، بالإضافة إلى إصابة 10 عناصر آخرين، في حصيلة أولية لتعداد الخسائر البشرية، نتيجة الضربات الإسرائيلية على ريف العاصمة دمشق، بعد منتصف ليل الخميس.
جاء ذلك بعدما استجوب الموساد مسؤولا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني يدعى "يد الله خدماتي"، فاعترف بدوره في نقل الأسلحة إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وقد أكد خدماتي الخميس، دوره في الجناح اللوجستي للحرس الثوري الإيراني، معترفاً بأنه كان على اتصال مع علي أصغر نوروزي، مسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والذي حدده الجيش الإسرائيلي كمسؤول عن نقل مكونات الأسلحة الدقيقة من إيران إلى حزب الله في لبنان.
وفي سياق متصل، وعلى وقع انشغال الروس في حربهم بأوكرانيا، تفيد تقارير إخبارية بأن إيران تسعى جاهدة لتثبيت وجودها في سوريا مستغلّة الوضع. فقد لفت تحليل إخباري تركي، الجمعة، إلى أن طهران تعارض أي عملية عسكرية لأنقرة في شمال سوريا، لأنها تسعى لزيادة نفوذها في البلاد، ولا أهداف ثانية من معارضتها، معتبرا أن سياسة إيران تجاه سوريا تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة، من سوريا إلى اليمن والعراق، ومؤكداً أن هذا لم يعد سراً على أحد حيث انتشرت الميليشيات الإيرانية خلال الآونة الأخيرة، في مواقع استراتيجية كثيرة متفرّقة من سوريا بعد انسحاب فصائل حليفة لروسيا منها.
أعلن جهاز دعم الاستقرار فرع المنطقة الغربية والكتيبة 55 مشاة ورشفانة، حالة الطوارئ في كافة المنطقة الغربية وتأييدها الكامل لحكومة فتحي باشاغا، وجاء ذلك عقب استعراض عسكري لجهاز دعم الاستقرار وكتيبة 55 وعدد من التشكيلات المسلحة في معسكر 27 بطريق الساحلي الذي يربط طرابلس بالحدود التونسية. من جهته، قال عضو مجلس النواب عن الزاوية علي ابو زريبة، إن كل المنطقة الواقعة غرب طرابلس خارج سيطرة حكومة عبدالحميد الدبيبة، مشيراً إلى أنها تتبع للحكومة الليبية برئاسة باشاغا.
بالتزامن، أعلن الجيش الليبي أن مناقشات رئيسي أركان الشرق والغرب بحثت في طرابلس تسمية رئيس أركان موحد لليبيا بالإضافة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وأضاف في بيان أنه تم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ملف المفقودين والمحتجزين للوصول إلى نتائج عملية في هذا الشأن، كذلك، أوضح أنه تم التوافق مع طرابلس على برنامج المصالحة الوطنية ورفض استخدام القوة لتسهيل عودة المهجرين من جميع الأماكن إلى مناطقهم ومنازلهم. كما أشاد البيان بجهود اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.
وفي السياق، دعت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 إلى ضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، وطالبت في بيان بإبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية، كما أكدت على استمرار وقف إطلاق النار، وأضافت أن اللقاء في طرابلس تمحور على الاستمرار في المسار العسكري فيما يتعلق بمهام اللجنة التي تناولت أيضا آلية بدء توحيد بعض الإدارات والهيئات العسكرية.
من جانب آخر وفي ملف تصدير النفط، أعلنت وزارة النفط الليبية، يوم الأربعاء، عن استئناف العمل في ميناء السدرة النفطي وعودة تصدير النفط الخام، وذكرت الوزارة في بيان، أن الناقلة (MALATA) وصلت لشحن حمولتها المقدّرة بنحو مليون برميل من ميناء السدرة النفطي، كما أشارت الوزارة إلى أن حقول شركة الواحة بدأت عودتها للإنتاج بشكل تدريجي ووصلت إلى حوالي 15 ألف برميل، ومن المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية مع نهاية اليوم إلى 30 ألف برميل. وقال فرحات بن قدارة، الذي أعلنته حكومة الوحدة الوطنية الليبية في طرابلس الأسبوع الماضي رئيسا جديدا للمؤسسة الوطنية للنفط، إن تعيينه لن يغير الموقف القانوني للشركة بعد الطعن في صحته.
إلى ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا عن أن إنتاج الخام استؤنف في عدة حقول، وذكرت في بيان، الخميس، أن الإنتاج استؤنف في الحقول التابعة لشركة الواحة للنفط بمعدل 70 ألف برميل يوميا، كما أوضحت أن الإنتاج استؤنف من حقول النافورة وتيبستي والغاني التابعة لشركة الهروج للعمليات النفطية، وحقلي النافورة والبيضاء التابعين لشركة الخليج العربي للنفط.
في الوضع الأمني، وبعدما اندلعت اشتباكات عنيفة بين جهازي الردع والحرس الرئاسي أكبر الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، ما أدى إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى جزيرة الفرناج، طالب المجلس الرئاسي الليبي التشكيلات المسلحة بوقف النار فوراً، ودعا المجلس في بيان، الجمعة، تلك الفصائل للعودة إلى مقارها، كما ناشد النائب العام لفتح تحقيق في تلك الاشتباكات الدامية. وقد جاء ذلك بعدما بدأت المواجهات التي انطلقت بعد ساعات من حشود عسكرية متبادلة، عقب قيام جهاز الحرس الرئاسي باختطاف القيادي البارز بجهاز الردع، عصام هروس، الذي جاء ردا على اعتقال أحد عناصرها. واستخدمت في الاشتباكات كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، كما تحدث ناشطون عن إطلاق الطرفين صواريخ عشوائية، وإغلاق عدد من الطرقات.
في السياق، أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أن اشتباكات يوم السبت في مصراتة تظهر الاحتمال الخطير بأنّ العنف الأخير سوف يتصاعد، وحثت الولايات المتحدة في سلسلة تغريدات للسفارة الأمريكية جميع الفاعلين السياسيين ومؤيديهم من الجماعات المسلحة على الانسحاب لتجنّب التصعيد والمزيد من الخسائر في الأرواح. كما بيّن نورلاند أن الجهود المسلحة سواء لاختبار الوضع السياسي الراهن أو الدفاع عنه تنطوي على مخاطر بإعادة ليبيا إلى حقبة اعتقد مواطنوها أنها مضت وولّت وتوعد السفير بمحاسبة المسؤولين عن مثل هذا السيناريو، مؤكدا أن هذه التوترات المتصاعدة تظهر الضرورة الملحة لأن يتبنى القادة السياسيون الليبيون على الفور مسارا متفقًا عليه لإجراء انتخابات يمكنها أن تنشئ حكومة موحدة شرعية بحقّ لخدمة مصالح جميع الليبيين.
وكانت قوة العمليات المشتركة أعلنت عن اعتداء مسلحين على الدوريات التابعة لها في منطقة زريق عند بوابة الدافنية التابعة لمدينة مصراتة.
أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، يوم الأحد الماضي، أن إسرائيل تحضر الجبهة الداخلية للحرب، موضحا إلى احتمال العمل ضد التهديد النووي الإيراني، كما أضاف أن الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني في صلب الأمن القومي، وفي صميم استعدادات الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن هناك مجموعة متنوعة من الخطط العملياتية، وتخصيص العديد من الموارد، والحصول على الأسلحة المناسبة، والاستخبارات والتدريب.
في السياق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أنه أوضح للرئيس الأميركي بايدن معارضته للاتفاق النووي، وقال في مستهل جلسة الحكومة، الأحد، إن إسرائيل تحتفظ بحرية التصرف الكامل دبلوماسيا وعملياتيا ضد البرنامج النووي الإيراني.
وفي السياق، صرح، الخميس، وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس الذي يقوم بزيارة إلى واشنطن بأن على قادة إسرائيل مسؤولية تاريخية لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، مؤطدا أن تل أبيب لن تهرع للحرب مع إيران لكن يجب أن تكون قادرة على توجيه ضربة عسكرية إن اقتضت الضرورة. من جهة اخرى، أضاف غانتس أن إسرائيل تقف في صف أوكرانيا والغرب في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا، في موقف متطوّر تكشّف بعد زيارة الرئيس بايدة إلى اسرائيل الاسبوع الماضي.
على صعيد منفصل، أفادت مصادر امنية، مساء الثلاثاء، بأن طائرات استطلاع اسرائيلية استهدفت بأربعة صواريخ على الأقل نقطة لقوات "الضبط الميداني" في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، فيما ذكرت القناة 13 العبرية بأن الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة، ردا على إطلاق نار نحو مستوطنة "نتيف هعسراه" صباحا.
وبحسب شهود عيان، فإن طائرات إسرائيلية قصفت نقطة رصد لقوات "الضبط الميداني" التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس شرق بيت حانون، حيث شوهدت النيران وألسنة الدخان تتصاعد من المكان، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين.
في الملف الاقتصادي، أفادت وزارة الاقتصاد، يوم الأربعاء، إن صادرات إسرائيل تتجه نحو تسجيل مستوى قياسي مرتفع عند 165 مليار دولار في 2022، بزيادة قدرها 15% من 2021، حيث بلغت صادرات إسرائيل العام الماضي 143 مليار دولار، مرتفعة 25% من 2020.
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاء المركزي أن أوروبا ما زالت الشريك التجاري الرئيسي لإسرائيل بتجارة ثنائية قيمتها 37 مليار دولار على مدار النصف الأول من 2022، مع استبعاد الألماس، تليها آسيا بحصة 21 مليار دولار. وظلت الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لإسرائيل بين الدول فرادى، إذ بلغت التجارة بين البلدين أكثر من عشرة مليارات دولار على مدار النصف الأول من العام تلتها الصين عند حوالي تسعة مليارات دولار.
قالت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، إن حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، ما يمثل قرابة نصف جميع الإصابات على مستوى العالم، كما تضاعفت معدلات الاستشفاء على الرغم من انخفاض معدل الدخول لأقسام العناية الفائقة.
ووصف الدكتور هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، في بيان صدر يوم الثلاثاء، فيروس كورونا بـالمرض السيئ والمميت، ولا ينبغي على الشعوب الاستهانة به، وأضاف أنه مع ارتفاع الإصابات، نشهد أيضا ارتفاعا في الاستشفاء بالمستشفيات، والتي من المقرر أن تزداد أكثر في أشهر الخريف والشتاء، وتمثل هذه التوقعات تحديا كبيرا للقوى العاملة في مجال الصحة بدولة تلو الأخرى، والتي تتعرض بالفعل لضغوط هائلة في التعامل مع أزمات لا هوادة فيها منذ عام 2020. يذكر أنه ضمن استراتيجية الخريف لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19، والصادرة يوم الثلاثاء، دعت المنظمة إلى اتخاذ تدابير تشمل إعطاء جرعة معززة ثانية لأي شخص يعاني من ضعف بجهاز المناعة ويبلغ من العمر خمس سنوات أو أكثر، بالإضافة لارتداء أقنعة الوجه في الأماكن المغلقة، وفي وسائل النقل العام، وتحسين التهوية في أماكن كالمدارس والمكاتب.
وفي سياق متصل، توصلت دراسة علمية جديدة إلى وجود عدد من المخاطر الصحية لتكرار العدوى بكوفيد-19 بعد الإصابة الأولية، إذ يمكن أن تتسبب الإصابات المتكررة بمشاكل صحية جديدة ومستمرة في بعض الأحيان. فقد كشف باحثون 7 مخاطر رئيسية لتكرار الإصابة بعد دراسة أجريت لأشخاص أصيبوا مرة واحدة، بالإضافة إلى آخرين أصيبوا أكثر من مرة، ومجموعة ثالثة لم يصابوا مطلقاً. وبيّنت الدراسة أن كل من تعرض لإصابة جديدة بالعدوى تحمل خطر حدوث مضاعفات طبية، مثل الاضطرار لتلقي العلاج داخل مستشفى أو البقاء لفترة طويلة قبل الشفاء أو الوفاة.
إلى ذلك، لخصت الدراسة 7 نقاط مهمة تشمل أبرز المخاطر التي ممكن أن يتعرض لها الأشخاص؛ والنقطة الأولى كشفت زيادة في عدد السلالات الفرعية المعدية BA.4 وBA.5 من متغير أوميكرون، والتي من المتوقع أن تزيد من معدلات الإصابة بعدوى كوفيد-19 مرة أخرى. فيما النقطة الثانية أشارت إلى إمكانية أن يكون لتكرار العدوى بفيروس سارس-كوف-2 تأثير أقل حدة من العدوى الأولية، لكن كل إصابة تقدم فرصة جديدة للفيروس لإلحاق الضرر بالجسم، مما يشكل احتمالية أكبر مع كل إصابة للتعرض لمشكلات صحية. أما النقطة الثالثة فيكون خطر الإصابة بمشكلات طبية في أول 30 يومًا بعد الإصابة بعدوى كوفيد-19، مثل أمراض الرئة والقلب مرتفعًا. وفي معظم الحالات، تستمر هذه المخاطر لمدة تصل إلى ستة أشهر وتزداد مع كل إصابة لاحقة، على الرغم من أن الإصابة مرة أخرى ربما تكون أكثر اعتدالًا، إلا أنها لا تزال تشكل خطرًا.
في موازاة ذلك، كشف النقطة الرابعة أن الأطباء لم يتمكنوا من التأكد من كيفية تأثير العدوى على الجسم، في حين أن الجهاز المناعي على دراية بالفيروس ويمكنه التعامل معه بشكل أفضل في المرة الثانية أو الثالثة بعد الإصابة السابقة أو التطعيم إذ يمكن أن يقلل من شدة حالة الإصابة بكوفيد. في حين أوضحت النقطة الخامسة أن العدوى الأولى لكوفيد-19 تتسبب في إضعاف جهاز المناعة وعضوًا واحدًا أو أكثر بجسم المريض، مما تسبب في مشاكل غير ملحوظة في البداية، فربما تؤدي العدوى اللاحقة إلى مزيد من الضرر لتلك الأعضاء، مما يؤدي لظهور أعراض الضرر بوضوح. في الأثناء، كشفت النقطة السادسة أن خطر الإصابة مرة أخرى بعدوى كوفيد-19 يكون أكبر بسبع مرات عندما تنتشر متغيرات أوميكرون، مما كان عليه الوضع عندما كانت متغير دلتا هو السلالة السائدة. وخلصت النقطة الأخيرة إلى أن المرضى الأكبر سناً يميلون إلى الإصابة بحالات مرضية متعددة، في حين أنه من غير المحتمل أن يزيد تكرار العدوى من المخاطر الصحية للأشخاص في عمر 18 عامًا الذي يتمتع بصحة جيدة، على عكس الاشخاص الأكبر سنًا الذين يعانون من مشاكل صحية أساسية محتملة.
إلى ذلك، أعلنت عالمة الأوبئة والمسؤولة التقنية عن مكافحة كوفيد-19 بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة ماريا فان كيركوف أن هناك زيادة في اكتشاف حالات الإصابة بعدوى أوميكرون حول العالم، مؤكدة أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 5.7 مليون حالة إلى منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، وأن هذه الحالات هي التي تم التوصل إلى بيانات بشأنها، وهو عدد أقل من الحالات على أرض الواقع، لأن أنشطة المراقبة انخفضت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، بما يشمل التحاليل والاختبارات، وقالت إن هناك العديد من السلالات الفرعية لمتغير أوميكرون، ويتم تصنيفها على أنها أوميكرون وجميعها تُدرج كمتغيرات مثيرة للقلق، موضحة أن منظمة الصحة العالمية تتبع بشكل خاص متغيرات BA.4 وBA.5 وBA.2.75.
على صعيد آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم السبت فرض حالة طوارئ صحية عالمية بسبب تفشي جدري القردة. وأكدت أن مدير عام الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أطلق أعلى مستوى من التأهب بمواجهة جدري القردة، وأشارت إلى أن انتشار جدري القردة يبقى تحت السيطرة في العالم عدا في أوروبا حيث تزيد المخاطر، مشيرة إلى أن مرض جدري القردة انتشر في 70 دولة.
وسط جمود المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، والعضو الجمهوري في اللجنة السيناتور ليندسي غراهام، مشروع قانون يلزم إدارة جو بايدن بتقديم تقارير منتظمة ومفصلة حول برامج طهران النووي، ومن المقرر أن يسمح القانون الذي يسمى "قانون مراقبة قدرة الأسلحة النووية الإيرانية في عام 2022"، في حال الموافقة عليه، للكونغرس الأميركي بلعب دور أكبر في سن سياسات البلاد، فيما يتعلق بإيران وتنفيذها. كما ينص مشروع القانون على إنشاء فريق عمل مشترك بقيادة وزارة الخارجية للمراقبة، وتقديم تقارير منتظمة إلى الكونغرس حول أنشطة الأسلحة النووية والصواريخ الإيرانية.
يذكر أنه وبموجب المشروع المذكور، يجب على وزير الخارجية الأميركية تقديم استراتيجية دبلوماسية سنوية للتعامل مع شركاء وحلفاء أميركا فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي والصاروخي.
سياسياً، قال الممثل الأميركي الخاص بشؤون إيران، روبرت مالي، إن فرصة إحياء الاتفاق النووي تتضاءل يوما بعد يوم، مؤكدا أن طهران باتت تقترب من المعدات اللازمة لصنع قنبلة نووية، وأن الجهود الأميركية تتمثل في منع حصولها على السلاح النووي، وخلص مالي إلى القول إن على طهران الاختيار بين إحياء الاتفاق النووي، أو البقاء مع روسيا التي أصبحت الآن منعزلة دولياً، على حد وصفه.
وفي سياق متصل، أكد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، الخميس، أن إيران تشكل تهديدا متزايدا في الشرق الأوسط، وأن تطوير إيران أجهزة طرد يعني قربها من القنبلة النووية. كما تطرق للحرب الروسية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرئيس بوتين يراهن على اضطرابات في أميركا للنصر في الجارة الغربية، وأن تطلع الرئيس الروسي لشراء أسلحة يكشف حالة جيشه السيئة. وكان بيرنز، قد علق على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، قائلاً إن روسيا وإيران تحتاجان بعضهما البعض الآن، حيث تعانيان من عقوبات قوية وكلتاهما تريد كسر العزلة الدولية لكنهما لا تثقان ببعضهما البعض، خصوصاً في مجال الطاقة، حيث البلدان متنافسان تاريخياً.
ومن جانب آخر، حذر قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، الخميس، من أن الميليشيات المدعومة من إيران قد تستأنف الهجمات في المنطقة ضد واشنطن وحلفائها مع تصاعد التوترات، ما قد يؤدي بدوره إلى تصعيد جديد في المنطقة. وفي حديثه إلى الصحافيين قبل توليه مهام منصبه الجديد في قاعدة العديد الجوية في قطر، حيث سيكون مسؤولا عن العمليات العسكرية في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها بالمنطقة، عبر اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكفيتش عن مخاوف من انتشار النفوذ الروسي والصيني، وسط تنافس القوى العظمى على النفوذ الاقتصادي والعسكري في الشرق الأوسط.
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، أن الولايات المتحدة ستنفق 1.3 مليار دولار لتطوير أقمار صناعية قادرة على تتبع تهديدات الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بشكل أفضل، معلنة عن عقدين جديدين سيضعان أنظمة الكشف والتعقب في المدار بحلول عام 2025. بدوره، قال ديريك تورنير، مدير وكالة تطوير الفضاء، إن العقدين سيوفران 28 قمرا صناعيا، حيث تتحرك الولايات المتحدة لتوسيع وتعزيز قدرتها بشكل كبير على مواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا والصين، اللتين خطا كلاهما خطوات واسعة في مجال تطوير الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي يصعب تعقبها وإسقاطها، لأنها تملك قدرات مناورة أثناء الطيران أكبر من الأسلحة التقليدية التي تنتقل في مسارات يمكن التنبؤ بها. وقد تم تقديم تمويل إضافي للبرنامج من الكونغرس استجابة لمخاوف في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وردا على التطور العسكري السريع للصين.
أعلن مصدر أمني كردي، يوم الأربعاء، أن 9 أشخاص على الأقل قتلوا، وأصيب 33 في هجوم صاروخي تركي على محافظة دهوك شمال العراق، وقال مشير بشير، قائم مقام زاخو، إن الهجوم استهدف منتجعا في مدينة زاخو الواقعة على الحدود بين إقليم كردستان العراق وتركيا، وأن غالبية الضحايا هم من السياح العراقيين العرب، الذين غالباً ما يتجهون إلى هذه المناطق ذات الحرارة المعتدلة هرباً من الحرّ في وسط وجنوب البلاد. وأمر القائد العام للقوات المسلحة بالتحقيق الفوري بالحادث، وإيفاد وزير الخارجية ونائب قائد العمليات المشتركة وقائد قوات حرس الحدود إلى محل الحادث للوقوف على حيثياته وزيارة الجرحى. ودانت الحكومة العراقيّة بأشد العبارات القصف، وقالت إن هذه المواقف تمثِّل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وتهديداً واضحاً للآمنين من المدنيين، كما دان الرئيس العراقي برهم صالح القصف التركي على بلاده، وتوالت الادانات من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي أكد أن بلاده ستحتفظ بحق الرد على الاعتداءات،كما وشن الزعيم العراقي مقتدي الصدر هجوما حادا على سلوك تركيا إزاء بلاده.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، إن أنقرة تعتقد أن الهجوم على محافظة دهوك العراقية، الذي أودى بحياة ثمانية وأصاب 23 آخرين، كان هجوماً إرهابياً، ودعت السلطات العراقية لتجنب إصدار بيانات متأثرة بدعاية منظمات إرهابية، حسب تعبيرها.
في السياق، ترأس رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، مساء الأربعاء اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، واصدر بياناً أكد من خلاله تجاهل الجانب التركي للمطالبات العراقية المستمرة بوقف الانتهاكات ضد سيادة العراق وأمن مواطنيه، واحترام مبدأ حسن الجوار، واتخذ المجلس الوزاري للأمن الوطني جملة من القرارات؛ حيث وجّه المجلس وزارة الخارجية بإعداد ملف متكامل بالاعتداءات التركية المتكررة على السيادة العراقية وأمن العراقيين، وتقديم شكوى عاجلة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، كما وجه باستدعاء السفير التركي لدى العراق وإبلاغه الإدانة، واستقدام القائم بالأعمال العراقي من أنقرة لغرض المشاورة، وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا. كذلك، وجّه قيادة العمليات المشتركة بتقديم تقرير بشأن الحالة على الحدود العراقية التركية، واتخاذ كل الخطوات اللازمة للدفاع عن النفس، والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان بشأن أخذ إجراءات حاسمة لمنع الانتهاكات، ومطالبة تركيا بتقديم اعتذار رسمي، وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية. إلى ذلك، جدد المجلس رفضه أن تكون أرض العراق منطلقاً للاعتداء على أي دولة، وأن تكون ساحة لتصفية الحسابات، ورفضه بشدة تواجد أي تنظيم إرهابي أو جماعة مسلحة على أراضيه.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الألمانية، الخميس، القصف التركي داعية إلى فتح تحقيق طارئ في الملابسات والمسؤوليات عن هذه العملية، وقالت في بيان، إن الهجمات على المدنيين غير مقبولة على الإطلاق، ويجب أن تكون حمايتهم أولوية مطلقة في جميع الظروف.
ويوم الجمعة، وبعد ساعات من وقوع هجوم بمسيرتين مفخختين على قاعدة بامرني التركية بقضاء العمادية، أفاد مصدر كردي بأن طائرات تركية عاودت قصف مناطق في قضاء العمادية الحدودي شمالي محافظة دهوك.
في السياق، عقد مجلس النواب العراقي يوم السبت، جلسة استثنائية لتناول ملف الاعتداء التركي بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة، وأوصت لجنة الأمن والدفاع عقب الاستضافة بإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من العراق وانسحاب جميع القوات التركية وإعادة انتشار القوات الاتحادية على طول الحدود المحاذية لتركيا وإلغاء الاتفاقيات الأمنية إن وجدت مع تركيا وإعادة النظر في ميزانية وزارة الدفاع لتعزيز قدراتها العسكرية.
إلى ذلك، قدمت وزارة الخارجية العراقية، السبت، شكوى لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وطلبت عقد جلسة طارئة حول ما وصفته بـ"الاعتداء التركي" على محافظة دهوك، والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، كما أكد المتحدث باسمها، أحمد الصحاف، عدم وجود أي اتفاقية أمنية وعسكرية مع تركيا تسمح لها بالتوغل في العراق. وقد حدّد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء المقبل موعدا لعقد جلسة طارئة بشأن الاعتداء التركي على الأراضي العراقية.
في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية
لا تزال مسألة التسريبات المنسوبة لنوري المالكي تتفاعل، فقد طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الاثنين، القيادات المتحالفة مع رئيس ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، بإصدار بيان مشترك لاستنكار ما ورد في التسريبات منسوبة للمالكي الذي كان قد نفى في وقت سابق صحتها، وفي تغريدة على تويتر، رد الصدر، على ما قال إنها تهديد من حزب "الدعوة" المحسوب على آل الصدر ومن كبيرهم المالكي ومن جهة شيعية تدعي طلبها لقوة المذهب، وطالب بـإطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة مع المالكي من جهة ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى. كما اعتبر الصدر أن بعد هذه "الأفكار الهدامة" لا يحق للمالكي أن يقود العراق بأي صورة من الصور، بل ذلك خراب ودمار للعراق وأهله.
وفي جديد التسريبات التي نشرت يوم الجمعة، اتهم نوري المالكي، رئيس "ائتلاف دولة القانون"، المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني، بالصمت، زاعماً أن هذا السكوت سيؤدي لعودة البعثيين للسلطة مجددا، في إشارة منه إلى حزب البعث الذي كان يحكم البلاد إبان حكم صدّام حسين، كما انتقد بكلامه أيضاً رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، مشدداً على أن الأخير يخترق اجتماعات الإطار التنسيقي، كما وصف الشيعة بـ"الأراذل"! ويُسمع في التسريب الجديد المالكي، وهو يقول إن الشيعة في خطر، لأن البعثيين الآن ارتقوا مراتب خطيرة، ودخلوا في صلب الدولة، وأنشأوا أحزابا تحت عنوان "تقدم"، الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، وهو حزب قديم، أنشأه واحد من الشخصيات، لكنه توفي، وتسلّمه الحلبوسي بعده!
عبر الاتحاد الأوروبي عن أسفه الكبير لرفض جماعة الحوثي المقترح الأخير للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حول إعادة فتح الطرق، خاصة حول مدينة تعز المحاصرة منذ ثماني سنوات، وقال، في بيان له باسم المتحدث الرسمي، الثلاثاء، إنه يأسف كثيرا لرفض الحوثيين مقترح المبعوث الأممي لإعادة فتح الطرق التي تمثل عنصرا إنسانيا جوهريا للهدنة إلى جانب شحنات الوقود عبر ميناء الحديدة والرحلات التجارية من وإلى صنعاء، كما حث الحوثيين على إعادة النظر في مقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة والقبول به، داعيا جميع الأطراف إلى القبول بتمديد آخر للهدنة لستة أشهر بعد 2 أغسطس، مشيراإلى أن هذا ما يرغب به اليمنيون ويستحقونه بعد المعاناة الطويلة من النزاع، مؤكداً دعمه الكامل لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إنهاء النزاع في اليمن.
في السياق، حذر مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الأربعاء، من تراخي المجتمع الدولي عن إدانة خروقات ميليشيا الحوثي المستمرة للهدنة الإنسانية، وطالب بإلزام الميليشيا المدعومة من إيران بالوفاء بتعهداتها بموجب الإعلان الأممي، ووقف المجلس الرئاسي أمام تقييم لمسار الهدنة الإنسانية، وخروقاتها الواسعة من جانب الميليشيا الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، واعتبر ذلك تأكيدا على تنصل ميليشيا الحوثي من كافة التزاماتها بموجب الإعلان الأممي، خصوصا تلك المتعلقة بفتح معابر تعز والمحافظات الأخرى، وعدم صرف مرتبات الموظفين من عائدات موانئ الحديدة، والمماطلة في إنهاء معاناة الأسرى والمحتجزين، والتسويف في الاستجابة لجهود منع انهيار الناقلة صافر التي تهدد بكارثة بيئية كبرى.
من جانبه، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الخميس، عن تكثيف اتصالاته مع الأطراف دعماً لتنفيذ جميع بنود الهدنة في البلاد، واستكشافاً لفرص توسيع نطاقها وتمديد أجَلِها لما بعد 2 آب/أغسطس، وأقر بوجود بعض القصور في التنفيذ الكامل لعناصر الهدنة، لكنه أكد أن الهدنة أحدثت تحولاً كبيراً لليمن، وحققت فرقاً ملموساً في حياة الناس.
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع اليمني استمرار إيران في تمويل ودعم ميليشيا الحوثي بالأسلحة والتقنية والصواريخ الباليستية والطيران المسير وتهريب شحنات النفط والمخدرات، وقد جاء ذلك خلال زيارة ميدانية لوزير الدفاع، الخميس، إلى قوات خفر السواحل قطاع البحر الأحمر، في الساحل الغربي، لتفقد مستوى الجاهزية. وقال المقدشي إن استمرار إيران في تمويل ودعم ميليشياتها الحوثية بالأسلحة والتقنية والصواريخ تأتي خدمة لمساعي طهران لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة ومحاولة فرض الهيمنة على المضائق والممرات البحرية الاستراتيجية، كما أشاد بالجهود التي تبذلها قوات خفر السواحل والقوات المشتركة في حفظ الأمن البحري ومكافحة جرائم التهريب والقرصنة، وما تقوم به من ضبط شحنات التهريب ومراقبة المياه والسواحل.
ومن جانب آخر، وعلى وقع استمرار الانتهاكات، كشف عبد الله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عن أن الهدنة أصبحت هشة بسبب خروقات الحوثيين اليومية التي تهدد عملية السلام، مشيرا إلى أن الحكومة ستستعرض أمام مجلس الأمن الخروقات وتكشف الطرف المعرقل للسلام. كما أكد أن اليمن اليوم أمام فرصة تاريخية، لافتاً إلى الجهود التي تبذل من المجتمع الدولي لتحقيق ذلك، ومنوّهاً إلى أن الحكومة تحرص على إنجاح جهود السلام وتحقيق وقف إطلاق نار شامل في البلاد.
قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن بلاده مستعدة لتصدير غاز شرق المتوسط إلى أوروبا عبر محطات مصرية. وفي سياق متصل، قال المستشار الألماني أولاف شولتس بعد اجتماع مع الرئيس المصري، يوم الاثنين، إن ألمانيا ومصر اتفقتا على التعاون في بناء اقتصاد الهيدروجين في إطار جهود أوروبا لتنويع مصادر الطاقة للحد من اعتمادها الحالي على الغاز الروسي، وأضاف، في مؤتمر صحافي مع السيسي، أنه من أجل تحول الصناعة في دول مثل ألمانيا، ستكون الكهرباء والهيدروجين من المصادر المهمة، كما سيتم استيراد الكثير من هذا الهيدروجين، واصفا حاجة ألمانيا إلى واردات الغاز بأنها فرصة كبيرة جدا لدول أخرى، ومؤكدا أنه علينا اكتساب الخبرة من هذه الأزمة في أهمية التنوع، فلا يجب أن تعتمد على شريك واحد ولكن يجب أن يكون لديك شركاء كثيرون مناسبون.
في سياق منفصل، تخطط مصر للانضمام إلى مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة الرئيسية، التي يسيطر أعضاؤها على ربع الاقتصاد العالمي، بحسب رئيسة المجموعة. والأسبوع الماضي، أعلنت رئيسة المنتدى الدولي لدول المجموعة، بورنيما أناند، أن مجموعة من الدول منها مصر قد ينضمون قريبًا إلى المجموعة، وسط اهتمام كبير للانضمام لهذا التحالف الاقتصادي، وأضافت أن انضمام الأعضاء الجدد سيجري بسرعة، موضحة أنه قد لا يتم في وقت واحد. ويأتي ذلك في وقت تستهدف فيه مصر زيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025 كجزء من خطة الحكومة لزيادة دور القطاع الخاص في الاقتصاد. ومن المقرر أن تناقش طلبات عضوية البلدان الجديدة في قمة المجموعة العام المقبل بجنوب إفريقيا.
في الاقتصاد أيضاً، سجل الجنيه المصري، يوم الاثنين، أدنى مستوياته في خمسة أعوام ونصف العام، وذلك بعد نزوله بنحو 0.05% خلال تعاملات اليوم، وأظهرت بيانات رفينيتيف أن الجنيه المصري بلغ مستوى 18.91 جنيه مقابل الدولار، بانخفاض عن مستوى 18.81 الذي سجله الأحد. وكانت آخر مرة لامست فيها العملة المصرية، ذلك المستوى في 24 يناير/كانون الثاني 2017.
في ملف جماعة الاخوان
مازالت الأزمة متواصلة داخل جماعة الإخوان، حيث تفاقمت حدة الانشقاقات لتصل بالفعل لتشكيل كيانين وجماعتين، وكل منهما تدعي أنها الجبهة الوحيدة المسيطرة على التنظيم، وأن أعضاء الجبهة الأخرى تم عزلهم ولا يمثلون الجماعة ومؤسساتها. وبعد ساعات قليلة من قيام جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين بالإعلان عن عزل إبراهيم منير وفصله نهائيا وكذلك أعضاء جبهته، ردت جبهة لندن بتشكيل مجلس شورى جديد للجماعة وتصعيد عدد من الشخصيات ليكونوا أعضاء بمجلس الشورى أغلبهم من المقيمين في اسطنبول والباقي من الأقطار والدول الأخرى ومن داخل مصر.
وعقدت الجبهة اجتماعا لتشكيل مجلس الشورى ليحل بديلا عن مجلس الشورى التابع لجبهة محمود حسين، حضره قيادات تقيم في تركيا وكانت محسوبة على جبهة اسطنبول، كما حضره عدد من القيادات التي تقيم في دول أوروبا وتم خلاله اختيار نائبين لمنير. وانتهى الاجتماع بتشكيل مجلس شورى جديد للجماعة، وإعفاء أعضاء الشورى الستة من جبهة اسطنبول، ومحمود حسين نفسه من مناصبهم. وكانت الجبهتان خلال الأيام الماضية قد تبادلتا الاتهامات بالفساد والعمالة لأجهزة خارجية.
وكشفت الاتهامات عن وجود دور لطرفي الصراع في تسليم عناصر الجماعة المتواجدين في السودان لمصر، ومنهم حسام سلام مؤسس حركة حسم، وعبدالبديع أحمد محمود المحكوم عليه بالإعدام غيابيا في مصر لإدانته بمحاولة تفجير قرب قناة السويس، وعصام عبدالمجيد دياب سيد، ومحمد إبراهيم وأبناؤه، وذلك كتصفية حسابات بين الجبهتين، وفي إطار سياسة الانتقام التي تمارسها كل جبهة تجاه أفراد الجبهة الأخرى. كما كشفت الاتهامات عن وجود فساد مالي داخل الجماعة، وتحديدا جبهة حسين التي تسيطر على شركات وأموال الإخوان، والمحاباة في توزيع المنح والجنسية التركية والإقامة الدائمة على أفراد جبهة اسطنبول دون الآخرين المؤيدين لجبهة منير.
وبذلك باتت جماعة الإخوان كيانين فعلياً بعد إعلان جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير تشكيل مجلس شورى جديد مواز لمجلس الشورى المنتمي لجبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين. فقد كشفت قيادات بجماعة الإخوان عن الانتهاء من تشكيل مجلس شورى الإخوان جبهة إبراهيم منير بينهم خالد حمدي وطاهر عبد المحسن وعلاء الإبياري وعلي عبد الحميد، وإلغاء مجلس شورى محمود حسين الذي يتكون غالبية أعضائه من إخوان الداخل وعدد من قيادات جبهة اسطنبول، والبدء في تطوير مؤسسات الجماعة وتشكيلها من جديد. وفي الوقت ذاته وإزاء الصراعات المتفاقمة بين الجبهتين، طالبت قيادات بالجماعة مؤسسة الأزهر بالتدخل لدى السلطات المصرية للإفراج عن المعتقلين من عناصر الجماعة في السجون، وفق خطة الدولة في إطلاق سراح المعتقلين والعفو الرئاسي. ونشرت قيادات بالجماعة رسالة تضمنت مطالبهم لإطلاق سراح العناصر المتواجدة بالسجون المصرية والعفو عنهم مناشدين الأزهر مجددا بالتدخل للعفو عنهم وإدماجهم في المجتمع. كما تضمنت الرسالة التي حملت اسم رابطة الشباب المعتقلين أن العناصر المتواجدة في السجون لن يمثلوا خطرا على الدولة وأنهم أهدروا سنوات عمرهم بلا طائل أو جدوى.
أزمة سد النهضة
أكد الرئيس المصري، أن بلاده تنتهج الخيار التفاوضي في قضية سد النهضة، وقال في كلمته خلال الاحتفال بمنح جامعة بلغراد الدكتوراه الفخرية له أثناء زيارته إلى صربيا، الخميس، أن القاهرة تسعى لإيجاد رؤية مشتركة مع إثيوبيا والسودان حول تداعيات سد النهضة، مشيرًا إلى أن مصر تؤمن بوحدة الهدف والمصير بين دول حوض النيل، خاصة الدول الثلاث على أساس المنفعة المتبادلة وعدم إلحاق الضرر والعمل على تحقيق المصلحة للجميع.
في السياق، كشفت صورة فضائية التقطت، يوم الاثنين، انتهاء إثيوبيا من تخزين المليار الأول في الملء الثالث لسد النهضة، وقال الخبير المصري الدكتور عباس شراقي إن صور الأقمار الصناعية وبعد مرور 7 أيام من بدء التخزين الثالث، كشفت عن اكتمال أكثر من مليار متر مكعب من التخزين الثالث، مع استمرار فتح بوابتي التصريف رغم انتشار السحب في منطقة سد النهضة، كما أضاف أن إجمالي إيراد الأسبوع الماضي حوالي 1.5 مليار متر مكعب، كما تم تصريف نصف مليار متر مكعب من خلال بوابتي التصريف وحجز المليار المتبقي، مشيرا إلى أن بعض الصور من الموقع تظهر استمرار وضع الخرسانة لمزيد من تعلية الممر الأوسط الذي يصل ارتفاعه حاليا حوالي 590 مترا فوق سطح البحر، مضيفا إنه من المتوقع للتخزين الثالث أن يكون حوالي 5 مليارات متر مكعب، بالاضافة إلى تخزين العامين الماضيين ليصبح الإجمالي حوالي 13 مليار متر مكعب.
وفي السياق، أعلنت واشنطن، يوم السبت، أن مبعوثها الخاص للقرن الأفريقي، مايك هامر، سيسافر إلى مصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا في الفترة من 24 تموز/يوليو إلى 1 آب/أغسطس، حيث سيقدم دعم الولايات المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي للقضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي بما يحقق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلماً وازدهاراً، مشيرةً إلى أنّه سيتشاور أيضاً في أديس أبابا مع الاتحاد الأفريقي، الذي تجري تحت رعايته محادثات سد النهضة.
سجلت أسواق الأسهم في الخليج مكاسب أسبوعية، اليوم الخميس، مع استمرار انتعاشها بعد عمليات بيع سريعة أثارها احتمال رفع أسعار الفائدة بشكل كبير حول العالم لكبح جماح التضخم. وصعد المؤشر الرئيسي في دبي 1.4%، مدفوعا بقفزة بلغت 3.8% في سهم بنك دبي الإسلامي وزيادة 2%، في سهم بنك الإمارات دبي الوطني. وفي أبوظبي، ارتفع المؤشر الرئيسي 2.1%، مدعوما بقفزة نسبتها 3.3%، في سهم بنك أبوظبي الأول. وقال البنك المركزي الإماراتي يوم الأربعاء، إن اقتصاد البلاد حقق نموا يقدر بنحو 8.2%، في الربع الأول من العام مدعوما بزيادة إنتاج النفط. كما أغلق مؤشر الأسهم الرئيسي في السعودية على ارتفاع بنسبة 1%، مسجلا أول زيادة أسبوعية له في ثلاثة أسابيع، وأغلق المؤشر القطري على ارتفاع بنسبة 1.4%، مدفوعا بزيادة نسبتها 3.1%، في سهم مصرف قطر الإسلامي.
وخارج منطقة الخليج، ارتفع مؤشر الأسهم القيادية في مصر بنسبة 1%، ليسجل أول زيادة أسبوعية له في خمسة أسابيع.
قالت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس، إن الحزمة الأخيرة من العقوبات الأوروبية على موسكو ستكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، ووافق الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، على فرض حظر على صادرات الذهب الروسية إضافة إلى سلسلة من الإجراءات لاستكمال مجموعات العقوبات الست التي تم تبنّيها منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية. وقالت الرئاسة التشيكية، ان الإجراءات الجديدة ستعمل على مواءمة الاتحاد الأوروبي مع الشركاء في مجموعة السبع، لتحسين تنفيذ التشريع وسدّ الثغرات عند الحاجة، وأوضحت أنّ الاتحاد الأوروبي سيحظر واردات الذهب من روسيا بما في ذلك المجوهرات، كما سيقوم بتجميد أصول بنك سبيربنك الروسي وإضافة عدد من الشخصيات والكيانات إلى قائمته السوداء. إلى ذاك، أشارت الرئاسة التشيكية إلى تعهّدٍ بأن لا تعرّض العقوبات الأمن الغذائي وأمن الطاقة في العالم للخطر.
ويمنح الاتفاق الدول الأعضاء إمكانية السماح بالإفراج عن بعض الأموال أو الموارد الاقتصادية المجمّدة المملوكة للمصارف الروسية بعد التأكد من أنّ هذه الأموال أو الموارد الاقتصادية ضرورية لشراء أو استيراد أو نقل المنتجات الزراعية والغذائية، بما في ذلك القمح والأسمدة، ويمكن أن يشمل هذا الاستثناء 7 مصارف روسية.
ولم يفرض الاتحاد الأوروبي أيّ عقوبات على الحبوب والبذور والأسمدة المنتجة في روسيا، فيما يتّهم موسكو بالتسبّب في نقص هذه المواد ورفع الأسعار، في ظلّ حظر صادرات الحبوب الأوكرانية وفرض ضريبة 30% عليها.
كما تشير بيانات البنك الدولي إلى أنه على الرغم من أن العقوبات الغربية جمدت جزءا كبيرا من احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي بعد الحرب على أوكرانيا، إلا أن موسكو لديها 140 مليار دولار من المعدن الأصفر الذي لا يمكن أن تطله العقوبات بشكل مباشر.
على صعيد منفصل، سجل سعر الخام الأميركي انخفاضا عند التسوية بتعاملات الجمعة، ليهبط دون 95 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل/ نيسان في تعاملات متقلبة بعد أن قال الاتحاد الأوروبي إنه سيسمح للشركات الروسية المملوكة للدولة بشحن النفط إلى دول غير أعضاء في التكتل بموجب تعديل على العقوبات وافقت عليها الدول الأعضاء هذا الأسبوع.
من جانب آخر، وقعت روسيا وأوكرانيا وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، اتفاقا مهما، الجمعة، لفك الحصار المفروض على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من موانئ البحر الأسود بهدف المساعدة في تخفيف حدة أزمة الأغذية العالمية المتنامية والتي ازدادت سوءا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويهدف الاتفاق إلى المساعدة على تجنب مجاعة، وذلك من خلال ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار رخيصة جزئيا، كما تهدف المبادرة إلى العودة إلى مستوى ما قبل الحرب، وهو تصدير خمسة ملايين طن متري كل شهر. هذا وتحتاج أوكرانيا إلى تفريغ صوامعها قبل الموسم القادم، في حين سيكون من شأن زيادة صادرات الأسمدة تجنب إنتاجية عالمية أقل في المواسم الزراعية المقبلة. وأيضا وقعت الأمم المتحدة وروسيا مذكرة تفاهم تلزم المنظمة الدولية بتسهيل وصول الأسمدة والمنتجات الروسية الأخرى إلى الأسواق العالمية بلا عوائق.
مدة سريان الاتفاق 120 يوما، وتتوقع الأمم المتحدة تجديده إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ. وسيبدأ العمل فورا لتشكيل فرق التفتيش وتعيين العاملين في مركز التنسيق المشترك (جيه.سي.سي) في إسطنبول والذي سيشرف عليه أعضاء من كل الأطراف الأربعة الموقعة على الاتفاق. كما تطلب الموانئ الأوكرانية نحو عشرة أيام للاستعداد، ولذلك ستمضي أسابيع قلائل قبل أن تتحرك السفن دخولا وخروجا. ويضمن الاتفاق مرورا آمنا من وإلى 3 موانئ أوكرانية رئيسية، هي: أوديسا وتشسرنومورسك ويوجني. فيما سماه المسؤول "وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع" ينطبق على السفن والمنشآت التي يشملها الاتفاق. وعلى الرغم من أن أوكرانيا قامت بتلغيم المياه القريبة منها في إطار الدفاع عن نفسها فإنه لا حاجة لنزع ألغام، ذلك لأن مرشدين أوكرانيين سيوجهون السفن إلى قنوات آمنة في المياه الإقليمية الأوكرانية. وستكون هناك كاسحة ألغام تحت التصرف إذا دعت الحاجة، لكن لن يرافق عسكريون السفن. وبعد ذلك ستبحر السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في البحر الأسود إلى مضيق البوسفور التركي ومنه إلى الأسواق العالمية.
استجابة لمخاوف موسكو من قيام السفن بنقل أسلحة إلى أوكرانيا، سيتم تفتيش جميع السفن العائدة في ميناء تركي، ويقوم بالتفتيش فريق من أطراف الاتفاق الأربعة، ويشرف عليها مركز التنسيق المشترك، وستصعد الفرق إلى السفن وتفحص شحناتها قبل السماح لها بالعودة إلى أوكرانيا.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد في هذا الملف.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق نص وزعته الرئاسة التركية، بعد محادثات مع زعيمي إيران وروسيا، إن الهجوم التركي الجديد على وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا سيبقى على جدول أعمال تركيا إلى أن تتم معالجة مخاوفها الأمنية. وجاء بيان أردوغان، الذي أعلن في وقت سابق من العام، أن تركيا ستشن هجوما جديدا في شمال سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، بعد أن أجرى محادثات بشأن سوريا مع نظيريه الروسي والإيراني في طهران، الثلاثاء. وفي معرض حديثه للصحافيين في رحلة العودة، قال أردوغان إن الدول الثلاث تقف في صف واحد فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب على الرغم من اختلاف وجهات النظر حول بعض القضايا المتعلقة بسوريا، مضيفا أنه يعتقد أن الدول الثلاث تفكر بنفس الطريقة فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. كما أكد الرئيس التركي من طهران أن بلاده ستواصل قريباً القتال ضد المنظمات الإرهابية في شمال شرقي سوريا. من جانبه، قال الرئيس الإيراني بالنص: "سنتعاون معكم حتما في محاربة الإرهاب، لكن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مهم جدا بالنسبة لنا، وأي هجوم عسكري على شمال سوريا سيضر تركيا وسوريا وكل المنطقة ولصالح الإرهابيين.نحن نعتبر أمن تركيا هو أمننا وعليكم أنتم أيضا أن تعتبروا أمن سوريا على أنه أمنكم. يجب حل القضية السورية من خلال المفاوضات، وعلى إيران وتركيا وروسيا حسمها عبر الحوار. دافعنا عن حكومتكم دوما سواء في القضايا الداخلية أو في مواجهة التدخلات الأجنبية، وندعو بالخير للشعب التركي، وكما قلتم نحن أصدقاء وقت الشدّة".
في السياق، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، الخميس، أن بلاده لا تطلب الإذن مطلقا من أي أحد قبل شن عملية عسكرية في سوريا، وأوضح أنه يمكن تبادل أفكار، لكن لم ولن تطلب أنقرة مطلقا إذنا لعملياتها العسكرية ضد الإرهاب، منبهًا إلى أن ذلك يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، بشكل غير متوقع، كما ذكّر تشاوش أوغلو بأن تركيا علّقت عملياتها في شرق سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بعد وعود أطلقتها الولايات المتحدة وسوريا. حيث نصّ اتفاق وُقّع عام 2019 برعاية واشنطن وموسكو، على انسحاب القوات الكردية إلى مسافة 30 كلم من الحدود التركية. وأكد الوزير التركي أنه لم يتمّ الوفاء بهذه الوعود، وازدادت الهجمات ضد معارضين سوريين والجنود الاتراك.
في الملف الاقتصادي، تراجعت الليرة التركية إلى ما دون 17.5730 مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء، وهو أضعف مستوياتها منذ الأزمة الكبيرة في العملة في ديسمبر كانون الأول، إذ أثرت فيها قوة الدولار والمخاوف حيال ارتفاع التضخم المحلي وانخفاض أسعار الفائدة، وهبطت الليرة نحو 25% هذا العام بعد أن نزلت 44% في 2021 لتصبح من العملات الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة، كما أدت تخفيضات غير تقليدية في أسعار الفائدة في أواخر العام الماضي إلى اندلاع أزمة دفعت التضخم للارتفاع إلى ما يقرب من 80%، كذلك بعد تسجيل الموازنة عجزاً بمقدار 31 مليار ليرة في يونيو.
بدأ رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يوم الأحد، زيارة إلى فرنسا لبحث أهم الملفات العربية والإقليمية وآفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب، واستقبل الرئيس الفرنسي نظيره الإماراتي في قصر الإليزيه، حيث بحث الجانبان ملفات عدة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء، في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين، كذلك تعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية، ولا سيما الاستجابة لأزمة الطاقة العالمية وتسريع تحولات المناخ. كما ناقش الجانبان الجهود المشتركة لفرنسا والإمارات من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين.
إلى ذلك، تناول الرئيسان أهم القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتداعيات الحرب الأوكرانية وتعثر المفاوضات النووية مع إيران وموضوع الأمن الغذائي.
بدوره، اعتبر مستشار الرئيس السياسي لشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، أن اختيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لفرنسا لزيارتها، لفتة رمزية قوية تؤكد قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية الثنائية الفرنسية الإماراتية وتقارب الدولتين، وأكد قصر الإليزيه أن زيارة رئيس دولة الإمارات تعتبر ثاني زيارة دولة إماراتية لفرنسا بعد زيارة الراحل الشيخ زايد عام 1991، في ظل رئاسة الراحل فرانسوا ميتران.
أحبطت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية، محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون بلغت 14,976,000 حبة، وذلك بعد العثور عليها مخبأة في إرسالية وردت إلى المملكة عبر منفذ ميناء جدة الإسلامي، من خلال "آلة لصناعة الكتل الخرسانية" قادمة عبر ميناء جدة الإسلامي. وأثناء إجراء عملية الكشف والمعاينة عليها، عُثِر على تلك الكمية من الحبوب مخبأة في تجويف الآلة بطريقة فنية، كما بينت أنه بعد التنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، لضمان القبض على مستقبلي المضبوطات، تم القبض على مستقبل الممنوعات داخل المملكة، وهو شخص واحد.
في جانب منفصل، أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي بحث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هاتفيا وضع سوق النفط العالمي، وتم بحث قضايا التعاون الثنائي مع التركيز على توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة، وتم بحث الوضع الحالي في سوق النفط العالمية. وبداية الاسبوع، قال وزير الخارجية السعودي إنه لا يرى نقصا في النفط بالسوق وإنما يوجد نقص في طاقة التكرير مما يجعل من الضروري زيادة الاستثمار في القدرة على معالجة النفط الخام إلى مختلف المنتجات النفطية، مشيرا إلى أنه بدون تعاون أوبك+ الجماعي سيكون من المستحيل ضمان إمدادات نفط كافية.
في الملف الاقتصادي، أظهر استطلاع أن اقتصاد المملكة العربية السعودية، سينمو بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد عند 7.6% في 2022، علما أن الاستطلاع الأخير الذي تم إجراؤه في أبريل، كان قد توقع نمو الاقتصاد 6.3%، كما توقع الاستطلاع نمو الاقتصاد بنسبة 3.3% في العام المقبل.
وكانت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، توقعت نمو اقتصاد المملكة بمعدل متوسط يبلغ حوالي 3.9% خلال الأعوام من 2022 وحتى 2026، وبيّنت العوامل المؤدية لهذا النمو، منها استمرار الضبط المالي على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، وتباطؤ نمو زيادة إنتاج النفط، واستمرار مشاريع التنوع الاقتصادي، إضافة إلى وصولها بفاعلية إلى مراحل التنفيذ والبناء خلال السنوات القادمة، وأضافت أن من العوامل الأخرى، التدابير والإصلاحات الهيكلية الاقتصادية والقانونية والاجتماعية التي تنفذها الحكومة لتحسين بيئة الأعمال، مما سيسهم بشكل واضح في زيادة نمو استثمارات القطاع الخاص. يشار إلى أن "موديز" حدّثت تقريرها الائتماني للسعودية خلال يونيو 2022 عند "A1" مع نظرة مستقبلية مستقرة نظير استمرار الحكومة في ضبط الأوضاع المالية العامة، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، فضلاً عن جهودها الواضحة نحو الاستدامة المالية على المدى الطويل.
في سياق متصل، توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط والفائدة إلى تعزيز ربحية البنوك السعودية خلال العامين الجاري والمقبل، ورأت أن زيادة أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس من شأنها أن تعزز الأرباح التشغيلية للبنوك السعودية المصنفة من قبل الوكالة بنسبة 14%، كما توقعت أن تتراجع تكاليف تمويل البنوك السعودية، بعد أن قامت "ساما"، بضخ 50 مليار ريال في النظام المصرفي خلال الفترة الأخيرة.
يأتي هذا في الوقت الذي يقف فيه معدل القروض إلى الودائع لدى البنوك السعودية عند أعلى مستوياته في 15 سنة، وقد أشارت "فيتش" إلى أنه على الرغم من أن النسبة الأكبر من القروض العقارية في السعودية تعتمد فائدة ثابتة، ما يعني عدم قدرة البنوك لإعادة تسعيرها بسرعة، لكن ما يعوض ذلك وجود نسبة عالية من الودائع بدون فائدة.
كالعادة وفي محاولة لعكس المسؤولية عما يحدث، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن توقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن عرقلة الوصول إلى اتفاقيات غذائية يثلج الصدر، كما اعتبر أن استخدام الولايات المتحدة وحلفائها الغذاء لصالح مغامرات جيوسياسية غير مقبول وغير إنساني، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية! وقال إن توقيع مذكرة روسيا والأمم المتحدة يؤكد مرة أخرى أن محاولات الغرب لإلقاء اللوم على روسيا في مشاكل توريد الحبوب للأسواق العالمية هي ذات طابع مصطنع!!
وفي سياق منفصل، قالت محافظ البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، الجمعة، إن روسيا لن تورد النفط للدول التي قررت فرض سقف لأسعار الشحنات الروسية، وأضافت أن اقتراح دول مجموعة السبع، والذي يهدف إلى تقويض عوائد الطاقة الروسية في محاولة لتقليص خيارات موسكو فيما يتعلق بتمويل حملتها العسكرية في أوكرانيا، سيؤثر أيضا على أسعار النفط العالمية، كما سيتم إعادة توجيه نفطنا ومنتجاتنا النفطية إلى البلدان المستعدة للتعاون معنا!
ويمكن لمقترح فرض سقف عالمي لسعر النفط الروسي، والذي كانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أول من طرحته الشهر الماضي، أن يقلص السعر إلى النصف، لكن لم يتم حتى الآن الإعلان عن تفاصيل الاتفاق النهائي أو نطاق السعر.
على صعيد آخر، طلبت وزارة العدل الروسية حل الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا والتي تتعامل بشكل خاص مع الهجرة إلى إسرائيل، حسب ما أعلنت محكمة في موسكو، الخميس، وسط توتر بشأن النزاع في أوكرانيا. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن إيكاترينا بوراتسوفا، المتحدثة باسم محكمة بسماني في موسكو، إن المحكمة تلقت شكوى إدارية من الدائرة الرئيسية بوزارة العدل في موسكو تطالب بحل الوكالة اليهودية، كما أشارت إلى أن هذا الطلب جاء بسبب انتهاكات للقانون، بدون أن تعطي المزيد من التفاصيل. وقد أتت هذه الخطوة ضد الوكالة اليهودية، التي تتخذ من القدس مقرا لها، كما أنها أكبر منظمة يهودية غير ربحية في العالم، عقب انتقاد إسرائيل لحرب روسيا في أوكرانيا. وكان يائير لابيد وهو في منصب وزير خارجية إسرائيل في أبريل نيسان، قد اتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
وفي سياق منفصل، أعلنت روسيا الخميس أنّها فرضت على 39 مواطناً أسترالياً يعملون خصوصاً في أجهزة الأمن والدفاع، حظر دخول إلى أراضيها، في إجراء وضعته في إطار الردّ على عقوبات فرضتها كانبيرا على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا، وأوضحت أنّ من بين هؤلاء ممثّلين عن سلطات إنفاذ القانون وحرس الحدود ومتعاقدين في قطاع الدفاع، ونشرت الوزارة قائمة بأسماء الممنوعين من دخول أراضيها.
في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا، تعيش مولدوفا أجواء من الترقب والقلق منذ بدء عملية الغزو في فبراير الماضي، خشية أطماع روسية في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية. وفي هذا الإطار، عبر وزير خارجية ترانسنيستريا في مولدوفا، يوم الجمعة، عن التزامه بتحقيق الاستقلال والتوحيد المحتمل مع روسيا، مشيراً إلى أن ترشح مولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي ينهي فعليا أي إمكانية للتعاون، وقال فيتالي إيغناتيف، وزير خارجية الحكومة غير المعترف بها، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إن ترانسنيستريا ستسعى لتحقيق الأهداف المحددة في استفتاء عام 2006، وهي التنمية المستقلة لترانسنيستريا والدخول الحر اللاحق إلى الاتحاد الروسي، كما أضاف أن الانضمام الحر اللاحق إلى روسيا يعد عملية تتطلب على الأرجح قرارات مهمة وإعدادا سياسيا وغير ذلك الكثير، لافتاً إلى أن الأولوية الرئيسية هي الاستقلال.
واستضافت ترانسنيستريا، وهي قطعة أرض تقع بين أوكرانيا وبقية مولدوفا، وحدة من قوات حفظ السلام الروسية منذ نهاية حرب انفصالية عام 1992، فمنذ أن أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط، تزايدت التكهنات بأن روسيا قد تستهدف السيطرة على الإقليم. وفي أبريل/ نيسان، تسببت سلسلة من الانفجارات في الأراضي التي يقطنها 470 ألف شخص في تصاعد التوترات. يشار إلى أن مولدوفا محايدة دستوريا، وبالتالي فهي ليست عضوًا محتملًا في الناتو، لكنها تُظهر توجهاً غربيًا متزايدًا، وفي يونيو/ حزيران، منحها الاتحاد الأوروبي وضع دولة مرشحة، وعضوية الكتلة الكاملة مشروطة بإصلاحات مثل معالجة الفساد وتعزيز سيادة القانون.
في سياق متصل، أعلن المكتب الصحفي للإدارة الإقليمية في مقاطعة خيرسون، والمعيّنة من قبل قوة الاحتلال الروسي، أنه يجري تشكيل لجنة انتخابية في منطقة خيرسون لإجراء انتخابات واستفتاء للانضمام إلى روسيا. وقال المكتب الصحفي في بيانه، أنه يتم تشكيل اللجنة بموجب مرسوم صادر عن رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمقاطعة خيرسون في 22 يوليو، وتتألف اللجنة من 7 أعضاء لمدة 3 سنوات، وتم البدء بعملية قبول المرشحين للجنة، كما أكدت الإدارة أن مقاطعة خيرسون "المحررة" لها كل الحق في التعبير عن رأيها مع من ستستمر في بناء مستقبلها.
اتّهم البيت الأبيض، الثلاثاء، روسيا بـالسعي لضمّ الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها في الأشهر الأخيرة، مؤكداً أن موسكو تستخدم الطريقة نفسها التي استخدمتها عندما ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن الحكومة الروسية لديها خطط مفصّلة لضمّ عدد من المناطق في أوكرانيا، بما في ذلك خيرسون وزابوروجيا وكلّ مناطق دونيتسك ولوهانسك، وأضاف أن ممثّلي موسكو في هذه المناطق سينظّمون استفتاءات مزيفة بشأن الانضمام إلى روسيا، ربّما في سبتمبر خلال الانتخابات المحلية الروسية.
وأكد كيربي أن روسيا تعمل أيضاً على إنشاء مصارف روسية في هذه المناطق لتعميم استخدام الروبل فيها وتجبر السكان على التقدّم بطلبات للحصول على الجنسية الروسية وتفرض أتباعها في الأجهزة الأمنية وفي الوقت عينه تخرّب الإنترنت المدني، وإذ ذكّر بأن ضمّ أراض بالقوة ينتهك ميثاق الأمم المتحدة، تعهّد بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا مضت قدماً في مخطّطها هذا، كما أضاف أنّ موسكو ستصبح منبوذة أكثر مما هي عليه اليوم.
وفي سياق متصل، وقال كيربي إنه لا يوجد حتى الآن ما يدل على أن إيران زودت روسيا بطائرات مسيرة بالفعل، وفي الوقت نفسه، قال إن الولايات المتحدة ستعلن في الأيام القليلة المقبلة عن حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا، حيث من المتوقع أن تتضمن الحزمة قاذفات صواريخ متنقلة أميركية، والمعروفة باسم هيمارس، وقذائف لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة بالإضافة إلى ذخائر المدفعية.
إلى ذلك، كشف كيربي، أن وزارة الدفاع الأميركية تبحث ما إذا كانت تستطيع إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا في المستقبل، وقال ، يوم الجمعة، إن إدارة الرئيس بايدن تجري استقصاءات أولية بشأن جدوى تزويد أوكرانيا بطائرات، لكن هذه الخطوة ليست بالشيء الذي يمكن تنفيذه في المدى القريب. في السياق ذاته، أفادت معلومات صحفية، بأن إدارة بايدن أجلت الموافقة على طلب أوكراني لطائرات مسيرة مسلحة بعيدة المدى خشية وقوع الطائرات والتكنولوجيا الحساسة المستخدمة في صناعتها بأيدي الروس حال هزيمة القوات الأوكرانية، وقال مسؤولون أميركيون، الجمعة، إن المسؤولين في أوكرانيا طلبوا قبل أكثر من شهرين إرسال 4 طائرات مسيرة من طراز "إم كيو-1سي غراي إيغل، لكن أن إدارة بايدن ترددت في الموافقة على هذا الطلب. وقد رفض المتحدث باسم البنتاغون، النقيب البحري مايك كافكا، التعليق على طائرات "غراي إيغل" المسيرة، وقال إن وزارة الدفاع تعمل عن كثب مع كييف لتوفير القدرات الحاسمة التي تحتاجها أوكرانيا في ساحة المعركة، مضيفاً أن البنتاغون لا يعلق على المداولات الداخلية.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة، مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 270 مليون دولار تشمل خصوصاً 4 منظومات مدفعية جديدة عالية الدقة من طراز "هيمارس"، وبذلك تكون واشنطن زودت كييف ما مجموعه 20 وحدة من قاذفات الصواريخ المذكورة التي يمكن حملها على مدرعات خفيفة، كما تشمل الشحنة الجديدة ما يصل إلى 580 مسيرة هجومية من طراز "فينيكس غوست".
ميدانياً، أعلنت المخابرات العسكرية البريطانية، السبت، أن قتالاً عنيفاً اندلع في آخر 48 ساعة إذ واصلت القوات الأوكرانية هجومها على روسيا في إقليم خيرسون غرب نهر دنيبرو، وقالت إن القوات الروسية تستخدم نيران المدفعية على طول نهر إنجوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو، كما أوضحت في تحديث استخباراتي أن خطوط إمداد القوات الروسية غرب النهر معرضة بشكل متزايد للخطر، لافتة إلى أن الضربات الأوكرانية الإضافية تسببت في مزيد من الأضرار لجسر أنتونيفسكي الرئيسي، على الرغم من أن روسيا أجرت عليه إصلاحات مؤقتة.
يأتي ذلك فيما كشف نائب رئيس الإدارة الإقليمية لمنطقة خيرسون، كيريل ستريموسوف المعيّن من الجيش الروسي، أن المختصين الأميركيين هم من يشرفون على قصف منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا باستخدام منظومة هيمارس الصاروخية الأميركية، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية، السبت.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت الجمعة أن قواتها المسلحة دمرت 4 راجمات صواريخ من طراز هيمارس الأميركية، جاء ذلك بعد نفي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي، الجنرال مارك ميلي، تدمير روسيا لأي من أنظمة إطلاق الصواريخ التي أرسلتها بلاده إلى أوكرانيا.
وفي استمرار لعملية ضرب البنى التحتية، قال حاكم إقليم كيروهوفراد بوسط أوكرانيا إن قوات روسية أطلقت 13 صاروخا وأصابت مطارا عسكريا وبنية تحتية للسكك الحديدية في الإقليم يوم السبت، مما أسفر عن سقوط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح، واضاف أن فرق الإنقاذ تعمل في المواقع المتضررة وأن الكهرباء انقطعت عن منطقة صغيرة في كروبيفنيتسكي عاصمة الإقليم نتيجة القصف الروسي.
وفي السياق، وغداة توقيع اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية التي توقفت بسبب الحرب، أعلنت أوكرانيا أن صواريخ روسية أصابت ميناء أوديسا الرئيسي على البحر الأسود والأساسي في اتفاق الحبوب الذي تم برعاية أممية وضمانة تركية. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية اوليغ نيكولينكو، أن هجوم روسيا على أوديسا صفعة وإهانة لتركيا والأمم المتحدة بعد توقيع الاتفاقية، داعياً الأمم المتحدة وتركيا الالتزام بالتعهدات في اتفاقية اسطنبول، كما حملت كييف، موسكو المسؤولية كاملة إذا انهار اتفاق تصدير الحبوب.
وكان ممثل منطقة أوديسا أعلن أن موسكو هاجمت ميناء أوديسا البحري بصواريخ كروز من طراز كاليبر، مضيفاً أن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخين وأصاب صاروخان البنية التحتية لميناء أوديسا، وشوهد تصاعد لأعمدة دخان في الميناء بعد دوي انفجارات.
أعلنت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، الإثنين، وشركة غازبروم الحكومية الروسية توقيع وثيقة تفاهم قيمتها نحو 40 مليار دولار، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي التابع لوزارة النفط الإيرانية، وقد أتى الإعلان بعيد وصول الرئيس الروسي، إلى طهران، للمشاركة في قمة إيرانية-روسية-تركية، لبحث الملف السوري، وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وقال المكتب الإعلامي لوزارة النفط إن شركة غازبروم ستساعد إيران في تطوير حقلين للغاز (حقل كيش وحقل غاز البارس الشمالي) إضافة إلى 6 حقول نفطية أخرى، وذكر أن غازبروم ستشارك أيضاً في استكمال مشاريع إنتاج الغاز السائل، وبناء خطوط أنابيب.
من جانب آخر، حث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الولايات المتحدة الخميس، على وقف المطالب المفرطة بشأن التوصل إلى اتفاق في محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وفقا لموقع وزارة الخارجية الإلكتروني، وأكد عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عزم إيران على التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ودائم في المحادثات النووية!! وفي اتصال هاتفي منفصل مع جوزيب بوريل، الاثنين ليلا، حث أمير عبد اللهيان البيت الأبيض على وقف اللجوء إلى الضغط والعقوبات كوسيلة تأثير في المحادثات النووية!
على صعيد آخر، أفادت مصادر متابعة يوم الجمعة، باعتقال خلية إيرانية مكونة من 3 أشخاص في تركيا، الخميس، بتهم التخطيط لقتل إسرائيليين. إلى هذا، أعلنت وسائل إعلام تركية، أنه جرى توقيف 7 إيرانيين، وأُقر منع سفر بحق مواطنة إيرانية ثامنة بتهمة التخطيط لقتل إسرائيليين في مدينة إسطنبول، كما وجهت النيابة العامة في إسطنبول تهم التجسس السياسي والعسكري للمواطنين الإيرانيين الذين كشف عن توقيف 5 منهم بداية، و3 آخرين لاحقا في عملية للمخابرات التركية.
وفي السياق، لفت الرئيس الإيراني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي، أنّ قرار وكالة الطاقة الذرية ضد طهران وجه ضربة للثقة السياسية بالغرب، وأشار إلى أنّ التوصل لاتفاق نووي مرتبط بحل ملف الضمانات بالوكالة الدولية وتقديم واشنطن ضمانات اقتصادية لطهران، مؤكدًا أنّ أي اتفاق نووي ينبغي أن يضمن التزام الجانب المقابل به، وتأمين مصالح ايران الاقتصادية، لافتًا إلى أنّ العقوبات الأميركية ضد ايران أضرت بالاقتصاد العالمي خاصة في أوروبا، معتبرًا أنّ حل قضايا المنطقة بيد دولها، والتدخل الأجنبي فيها يتعارض مع الأمن والاستقرار!!
من جانبه، أكد ماكرون أنّ التوصل لاتفاق حول برنامج إيران النووي ما زال ممكنًا شرط أن يتم في أقرب وقت ممكن، وعبر، بحسب بيان لقصر الإليزيه، عن خيبة أمله لعدم إحراز تقدم في محادثات إحياة الاتفاق النووي المبرم عام 2015! وأصر مع رئيسي على ضرورة اتخاذ خيار واضح للتوصل إلى اتفاق والعودة إلى تنفيذ إيران التزاماتها النووية. في سياق آخر، حث ماكرون على إطلاق سراح أربعة مواطنين فرنسيين قال إنهم محتجزون تعسفيا في إيران.
يُذكر أن في شهر حزيران الماضي، أصدرت الوكالة الذرية تقريرًا اعتبرت فيه أن طهران لم تقدم ايضاحات كافية بشأن العثور على آثار لمواد نووية في ثلاث مواقع غير مصرّح عنها. والنص الذي قدمته الولايات المتحدة ومجموعة الدول الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) هو أول انتقاد لطهران تصوّت عليه الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ حزيران 2020، على خلفية البرنامج النووي الإيراني وتوقف المفاوضات الرامية إلى إحياء اتفاق العام 2015، حيث وافق 30 عضوا على القرار الذي عارضته روسيا والصين، وفق دبلوماسيين، فيما امتنعت الهند وليبيا وباكستان عن التصويت.
في سياق منفصل، قالت وزارة الإعلام الإيرانية يوم السبت إن السلطات الأمنية اعتقلت شبكة مرتبطة بالموساد الإسرائيلي خططت للقيام بعمليات إرهابية بالبلاد، وأضافت أنه تم التعرف على عناصر هذه الشبكة الذين تم إرسالهم إلى البلاد لتنفيذ عمليات إرهابية، وتم القبض عليهم قبل القيام بأي عمل تخريبي، وأنهم دخلوا البلاد من إقليم كردستان.
قال الجهاز المركزي للإحصاء في السودان، يوم الأربعاء، إن معدل التضخم السنوي انخفض إلى 148.88% في يونيو/حزيران من 192.21% في مايو/أيار، وتدهور اقتصاد السودان في أعقاب أحداث أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي تسببت في تعليق التمويل الدولي، كما انخفضت قيمة عملته إلى أكثر من الربع، كما يعاني السودان أيضا من شح حاد في العملة الصعبة.
في السياق، قال البنك الدولي في بيان، إنه وافق على تقديم 100 مليون دولار عبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لصالح "مشروع شبكة الأمان الطارئة" لمعالجة انعدام الأمن الغذائي في السودان. ويهدف المشروع، الذي يأتي تمويله من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والسعودية، والعديد من الدول الأخرى، إلى تزويد مليوني سوداني بتحويلات نقدية ومواد غذائية. وكان البنك الدولي علق مدفوعاته للعمليات في السودان، في أعقاب انقلاب أكتوبر تشرين الأول، وقال إنه سيتم تحويل أموال المشروعات من خلال برنامج الأغذية العالمي مباشرة.
في سياق منفصل، أعلنت اللجنة العليا لقبيلة "الهوسا" في السودان أن أحداث النيل الأزرق أودت بما يقارب 400 بين قتيل ومفقود. وفي وقت سابق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إن نحو 14 ألف شخص نزحوا من الروصيرص، في أعقاب الاشتباكات القبلية التي شهدها إقليم النيل الأزرق في الآونة الأخيرة. ورجحت الأمم المتحدة أن يزداد العدد الإجمالي للنازحين، من جانبها، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان عن قلقها البالغ إزاء مقتل عشرات المدنيين ونزوح الآلاف، ودعت جميع الأطراف في النيل الأزرق إلى وقف العنف، والحوار والبحث عن حلول مقبولة للطرفين.
هذا وبلغت حصيلة الاشتباكات القبلية بولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان، والتي استمرت مدى الأسبوع الماضي، 105 قتلى، بحسب ما أفاد، الأربعاء، وزير الصحة بالولاية، وكان الآلاف من أبناء قبيلة الهوسا التي كانت طرفا في النزاع القبلي منذ نحو أسبوع، تظاهروا في مناطق عدة في السودان، لطلب القصاص للقتلى في تحرك يبرز هشاشة الوضع في بلد متعدد الأزمات.
وفي تطوّر ملحوظ، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مساء الجمعة إن المجلس السيادي قرر ترك الحكم للمدنيين وتفرغ الجيش للمهام الوطنية، وأضاف أن المجلس السيادي لن يتمسك بسلطة تؤدي لإراقة الدماء وزعزعة الاستقرار، لافتا إلى أن انتشار الصراعات القبلية والكراهية والعنصرية ستقود السودان للانهيار، معلنا التعهد بالالتزام بإصلاح المنظومة العسكرية والأمنية السودانية وتنفيذ اتفاق جوبا. كذلك، دعا القوى الوطنية والسياسية للإسراع بتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، مجددا الالتزام بحماية المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ذكرت وزارة الزراعة الصينية في بيان الجمعة أن الصين اكتشفت أول إصابة بأنفلونزا الطيور شديدة العدوى هذا العام بعد تفشي فيروس إنفلونزا الطيور إتش5إن1 بين الطيور البرية في مقاطعة قينغهاي بشمال غرب الصين، وأضافت أن السلطات المحلية أعدمت وتخلصت من 273 طائرا مصابا ولم يتم اكتشاف أي إصابة في الدواجن.
على صعيد آخر، وبعد اتهامها لشركة هواوي الصينية بالتجسس على مواقعها العسكرية، كشفت مصادر أميركية مطلعة مخططات صينية لبناء حديقة في وسط العاصمة واشنطن لاستخدامها لأغراض التجسس. فقد بدأت القصة في عام 2017 عندما عرضت بكين إنفاق 100 مليون دولار لبناء حديقة صينية مزخرفة في الحديقة الوطنية في واشنطن العاصمة، وكان من المقرر أن تحتوي الحديقة على تماثيل وهياكل وأبراج ترتفع 70 قدماً، ما أثار حينها إعجاب المسؤولين المحليين الذين كانوا يأملون في جذب آلاف السياح كل عام لهذه الحديقة. لكن عندما بدأ مسؤولو الاستخبارات الأميركية في نبش التفاصيل، وجدوا العديد من علامات الاستفهام خصوصاً بشأن التماثيل التي كانت ستوضع بشكل استراتيجي في واحدة من أعلى النقاط في واشنطن وعلى بعد ميلين فقط من مبنى الكابيتول.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر متابعة إن الأمر الذي أثار القلق أيضاً هو أن المسؤولين الصينيين أرادوا بناء "الباغودا" أو البرج الآسيوي بمواد كان سيتم شحنها إلى الولايات المتحدة في أكياس دبلوماسية، والتي يُمنع مسؤولو الجمارك الأميركية من فحصها. ومن بين الأشياء الأكثر إثارة للقلق التي كشف عنها مكتب التحقيقات الفيدرالي هي منظومة هواوي الصينية الصنع وهي أجهزة لاقطة توضع فوق الأبراج الخلوية بالقرب من القواعد العسكرية الأميركية في الغرب الأوسط الشمالي. فقد أفادت مصادر متعددة مطلعة على الأمر، بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي قرر أن المعدات قادرة على التقاط وتعطيل اتصالات وزارة الدفاع شديدة السرية، بما في ذلك تلك التي تستخدمها القيادة الاستراتيجية الأميركية التي تشرف على الأسلحة النووية للبلاد.
من جهتها نفت الحكومة الصينية بشدة أي جهود للتجسس على الولايات المتحدة. كما نفت هواوي في بيان أن معداتها قادرة على العمل في مجال الاتصالات المخصص لوزارة الدفاع. لكن مصادر متعددة مطلعة على التحقيق أشارت إلى أن معدات هواوي لديها القدرة على اعتراض ليس فقط حركة مرور البيانات التجارية ولكن أيضا البيانات شديدة السرية والتي يستخدمها الجيش. كما أنها قادرة على تعطيل اتصالات القيادة الاستراتيجية الأميركية المهمة، مما يمنح الحكومة الصينية إمكانية نافذة على الترسانة النووية الأميركية.
يذكر أنه منذ عام 2017 على الأقل، حقق المسؤولون الفيدراليون في عمليات شراء الصين لأراض بالقرب من البنى التحتية الحيوية وأغلقوا قنصلية إقليمية رفيعة المستوى تعتقد الحكومة الأميركية أنها معقل للجواسيس الصينيين، وعرقلوا ما اعتبروه جهوداً واضحة لزرع أجهزة تنصت بالقرب من المنشآت العسكرية والحكومية الحساسة.
أعلنت هيئة الانتخابات التونسية، يوم السبت، فتح مراكز الاقتراع أبوابها في عدد من دول العالم، حيث يصوت تونسيو الخارج على مشروع الدستور، بينما يرتقب أن يجري التصويت في الداخل، يوم الخامس والعشرين من يوليو الجاري. وأكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، فاروق بوعسكر، خلال مؤتمر صحفي، افتتاح مراكز ومكاتب اقتراع في أستراليا وآسيا وأوروبا وإفريقيا دون مشكلات تذكر، كما أشار إلى افتتاح مراكز الاقتراع في 44 دولة من أصل 46 حتى ظهر منتصف النهار بتوقيت تونس، بينما بينتظر أن تفتح مكاتب تصويت أخرى أبوابها في وقت لاحق، كما هو الحال في الولايات المتحدة وكندا.
في سياق منفصل، استأنفت النيابة العامة في تونس، الخميس، قرار القضاء الإبقاء على رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي طليقاً، بعد استجوابه بتهم تبييض أموال تتعلق بتحويلات من الخارج لجمعية خيرية تحمل اسم "نماء تونس"، في جلسة تحقيق جرت الثلاثاء واستمرت نحو 10 ساعات. وكشفت وثيقة صادرة عن قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، عن تهم ثقيلة وخطيرة تلاحق الغنوشي، بينها الانضمام عمداً إلى تنظيم إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية التي حصلت في تونس وتكوين وفاق إرهابي، إضافة إلى استعمال تراب الجمهورية التونسية وتراب دولة أجنبية لاستقطاب وتدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه، كما تلاحق الغنوشي تهمة التبرع بأموال بصفة مباشرة وغير مباشرة أو جمعها أو تقديمها مع العلم بأن الغرض منها تمويل ارتكاب جرائم إرهابية، أو استخدامها من قبل أشخاص أو تنظيمات أو أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية وتمويل سفر أشخاص إلى الخارج للانضمام إلى تنظيم إرهابي أو لتلقي تدريبات. يذكر أن القضاء كان أمر سابقا بتجميد الأرصدة المالية والحسابات المصرفية لـ10 شخصيات، من بينهم الغنوشي ورئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي. كما أصدر قراراً بمنع سفر الغنوشي.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
18 تموز 2022
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج الكلاس، حُسن عبود، حسين عطايا، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، مياد حيدر،نورما رزق، نيللي قنديل ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي:
تأتي انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية في لحظة داخلية وإقليمية ودولية شديدة التعقيد على وقع تجدّد الحرب الباردة بين الغرب من جهة وكلّ من روسيا والصين من جهة أخرى.
وقد جاءت كل من زيارتي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل والسعودية ولاحقاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران لتؤكدان أنّ المنطقة أصبحت جزءاً رئيسياً من جغرافيا هذه الحرب التي ترتبّ أعباءً هائلة على دول ذات إقتصادات قوية، فكيف الحال بلبنان الرازح تحت أثقال إنهيار إقتصادي والغارق في أزمة سياسيّة مستعصية ويزيدها استعصاءً إخضاع حزب الله لبنان لأولويات إيرانية.
في ظلّ هذا الواقع اللبناني المرير والخطير يخوض حزب الله الإستحقاق الرئاسي بوصفه محطّة لإثبات نفوذه بوجه الغالبية اللبنانية والعرب والعالم لا مدخلاً إلى إحداث تغيير في رأس الدولة من شأنه أن يفتح الباب نحو حلّ للأزمة اللبنانية العميقة. وهو بذلك يحوّل موقع رئاسة الجمهورية إلى منصّة سياسيّة يستخدمها بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن إيران لتعزيز أدوارهما في الحرب الباردة الجديدة.
على هذا النحو فإنّ حزب الله سيرفع التحدّي بوجه أميركا والعرب في لبنان من خلال ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أو أيّ من حلفائه الآخرين إلى انتخابات رئاسة الجمهورية على قاعدة أنّ له الكلمة العليا في هذه الانتخابات وأنّه الناخب الأوّل فيها ومن يريد رئيساً للبنان عليه التفاوض معه أوّلاً وأخيراً.
في المقابل فإنّ القوى التي تُعدّ نفسها على خصومة مع حزب الله تغرق في الضياع والتّخبط إذ تقارب الإستحقاق الرئاسي وفق حسابات محليّة حزبية ولا تسعى للاتفاق على مشروع مشترك تخوض على أساسه هذا الإستحقاق على قاعدة أن الضرورة الوطنية تقتضي عزله عن مناخات الحرب الباردة وانتخاب رئيس للجمهورية يكون للبنان والعرب والعالم لا ضدّ لبنان والعرب والعالم. أي رئيس يحمل فكرة لبنان التاريخية والتي عبّرت عنها بوضوح مقدمّة الدستور، عندما نصّت على نهائية الكيان اللبناني وعروبة لبنان وأنّ لا شرعية لسلطة تخالف ميثاق العيش المشترك.
إنّ لقاء سيّدة الجبل وبأزاء هذه الأوضاع الخطيرة على حاضر لبنان ومستقبله يدعو القوى السياسيّة، حزب القوّات اللبنانية، حزب الكتائب اللبنانية، كتلة التجدّد والحزب التّقدمي الإشتراكي والنوّاب المستقلّين والتغييرين، إلى وعي وتحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الإستحقاق الرئاسي والتي توازي أو حتّى تزيد عن مسؤولية نجاحهم في الإنتخابات النيابية، والخروج من محليّتهم وإلّا فليتحملّوا مسؤولياتهم أمام الرأي العام اللبناني الذي لم يرحم من وَعَد ولم يفِ.
2*) أمل
18 تموز 2022
عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء.، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصدر بيان اعتبر "ان التلكؤ والتجاهل والتأجي تجاه حالة التردي الاقتصادي والمالي والازمات المتوالدة التي تثقل كاهل اللبنانيين جميعهم، تستوجب وقف حالة الشلل المؤسساتي والاداري الناتج عن اضراب موظفي القطاع العام من خلال معالجات مبنية على أسس واضحة ورؤية شاملة بعيدة عن الانتقائية وازدواجية المعايير وارتجال زيادات لقطاع القضاة دون غيره".
ودعا حكومة تصريف الأعمال الى "القيام بواجباتها ومسؤولياتها لوقف النزف الاقتصادي ومنع تفاقم الانهيارات والتخبط، وإعادة تسيير مرافق الدولة عبر انصاف جميع القطاعات دونما تمييز أو حصر في فئة من دون أخرى بما يتلاءم مع تأمين العدالة الاجتماعية وضرورات الحد الأدنى للعيش الكريم".
وأكد البيان "أن ما يثار حول موضوع ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة يستوجب ثبات لبنان على حقه وموقفه بما يحمي ثرواته، ويمنع الاستيلاء عليها، وأي تأخير في إنجاز هذا الملف وفق ثوابت لبنان سيؤدي إلى تداعيات كبيرة".
وشدد على "ضرورة الابتعاد عن سياسة المناكفات والمماطلة وطرح الشروط في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة والالتفات إلى ضرورة قيام حكومة قادرة على الحد من الانهيارات التي يشهدها البلد، وتبدأ برسم خريطة واضحة لخطة التعافي الاقتصادي وبدء مسيرة خروج لبنان من نفق الأزمات".
واعتبر البيان "أن إنجاز الاستحقاق الدستوري الرئاسي هو مسؤولية وطنية تؤكد حرص لبنان على مسيرته الديموقراطية وتنعكس ايجابا على صورته الدولية".
3*) الحزب الاشتراكي
19 تموز 2022
أكد الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان، "وجوب سيادة مبدأ المحاسبة على الجميع، وفق الأصول وضرورة التحقيق بكل الملفات المطروحة أمام القضاء لتقديم العدالة، إزاء ما يشهده اللبنانيون من تفلت غير مسبوق في بعض الملفات القضائية".
وسأل عن "المعيار الذي يتحرك القضاء على أساسه، إذ كيف تقف التحقيقات في ملف وطني كانفجار المرفأ، بينما تتحرك تحقيقات أخرى بمجرد طلب سياسي ما أو جهة سياسية ما؟ أين هو مبدأ الفصل بين السياسة والقضاء؟".
وقال: "لعله من المفيد، في هذا السياق، سؤال المعنيين عن مصير التشكيلات القضائية التي أوقفتها الوصاية الجبرية المفروضة على القضاء؟ وهل تكون العدالة بخروج قاضية عن أصول القانون والصلاحية المكانية وتكرار الاستعراضات الإعلامية التي تؤكد للبنانيين شكوكهم حول جدوى القضاء وسلامة عمله؟ وهل العدالة القضائية تكون بالاستدعاء المثير للاستغراب لرئيس إدارة المناقصات جان العلية في محاولة لمعاقبته على كشفه الحقائق للرأي العام وفضحه للممارسات التي راكمت نصف الدين العام في قطاع الكهرباء وحده؟".
أضاف: "إن هذا التمادي الفاقع في كسر القانون واستنسابية تطبيقه، ينذر إذا ما استمر بعامل إضافي من عوامل تفكك الدولة، وهو أمر نضعه برسم السلطة القضائية لوضع حد نهائي لهذا الانتهاك الخطير".
4*) الكتائب
19 تموز 2022
عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اجتماعا برئاسة نائب رئيس الحزب النقيب جورج جريج، وأصدر بيانا جدد خلاله رفضه "الكلام الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله والذي نصب نفسه من خلاله وصيا على لبنان وشعبه وأرضه ومياهه وثروته النفطية وقواه الشرعية، فحدد المسموح والممنوع وأكد مرة جديدة وضع يد حزبه ومن وراءه على البلد وسيادته".
وحمل الحزب السيد حسن نصرالله "المسؤولية الأولى عن تأخير مفاوضات الترسيم، كما ومسؤولية الفوضى العارمة التي تسود البلاد، والتي هي نتيجة سطوته وتحكمه بالحدود والمعابر وبملف النازحين ومنع تحقيق العدالة في جريمة مرفأ بيروت وصولا الى احتجاز اسم رئيس الجمهورية المقبل في انتظار انتهاء مفاوضات راعيه الإقليمي".
وأضاف البيان: "تغرق البلاد في حالة من الشلل التام مع استمرار إضراب موظفي القطاع العام منذ أسابيع، ولا تجد هذه المنظومة لمعالجته سوى حلول ترقيعية ظرفية لا ترضي المضربين ولا تحل مشكلة اللبنانيين الذين باتوا عاجزين عن إنجاز أبسط معاملاتهم من جوازات السفر إلى الأوراق الثبوتية وصولًا إلى المعاملات لتسيير أعمالهم المتعثرة أصلا".
واعتبر أن "المقترحات التي صدرت من علاوات على رواتب لا تكفي بدل تنقلات وغيرها من الوعود التي تم رفضها، لن تنصف الموظفين المستحقين ولن تصلح الإدارة الرسمية التي باتت تحتاج إلى عملية جراحية جريئة وجذرية تنقيها من كل الأحمال التي ترهقها والوظائف الوهمية التي تستنزفها ومالية الدولة وأموال اللبنانيين".
ورأى الحزب أن "المماحكات الدائرة بين أركان الحكم ليست سوى ملهاة تنتهجها المنظومة لتمرير الوقت في انتظار الانتخابات الرئاسية التي باتت العنوان العريض لكل استعراضات القوة، فيما المطلوب الانصراف فورا إلى تشكيل حكومة من أصحاب الكفاءات تنفّذ ما بات بديهيا ومطلوبا من إصلاحات جوهرية من دونها لن يستقيم البلد ولن تستعاد ثقة".
ورفض "عملية توقيف راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة، والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية، في الطائفة المارونية، المطران موسى الحاج في مقر الأمن العام في الناقورة لأسباب غير معروفة حتى الساعة سوى أنه كان يقوم بواجباته الكنسية".
وأكد أن "عمليات الترهيب الاختيارية ومحاولات تركيب الملفات لأسباب سياسية مرفوضة ومردودة لأصحابها، والأجدى أن تركز عمليات التفتيش والتدقيق على من يجتازون المعابر ذهابا وإيابا خارج القانون دون حسيب أو رقيب".
5*) البطريركية المارونية
20 تموز 2022
بدعوة من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، التأم بعد ظهر اليوم، في الصرحِ البطريركي في الديمان، المجمعُ الدائم بشكلٍ استثنائيّ، بحضورِ سيادة المطران موسى الحاج، رئيس أساقفة أبرشيّة حيفا المارونيّة والنائب االبطريركيّ على القدس والأراضي الفلسطينيّة وعمّان وأراضي المملكة الأردنيّة الهاشميّة، لمناقشةِ "التعدّي المؤسِف والمستهجَن الذي تَعرض له عند مركز الأمن العام الحدوديّ جنوب لبنان". والمجمعُ الدائم هو سلطةٌ بطريركيّة مؤلفة من أربعة أساقفة تجتمع برئاسةِ غبطة البطريرك في الحالات الطارئة والخطيرة.
وصدر عن الاجتماع بيان أكد فيه المجمع أنّ "البطريركيّةُ المارونيّةُ، بطريركيّةُ أنطاكية وسائرِ المشرِق، ما كانت تَظنُّ أنّها يُمكنُ أن تَصِلَ إلى زمنٍ في جمهوريّةِ لبنان الكبير يَتِمُّ التعرّضُ فيه لأُسقفٍ من دون وجه حقّ وخلافًا للأصول والأعراف ومن دون أيّ اعتبارِ لشخصِه ومقامِه ودورِه ورسالتِه، ومن دون العودة إلى مرجِعيّتِه الكنسيّة العليا التي كان لها ولا يزال الدور الرائد والطليعيّ في تأسيسِ هذه الجُمهوريّة واستمرارها، وقد أرادَتها دولةً ديمقراطيّةً تُجِلُّ الحريّاتِ وتُقدّرُ الخصوصيّاتِ ويَحكُمها مسؤولون يلتزمون الدستور ويحمون الشرعيّة، ويحفظون العدل، ويترفّعونَ عن الحزبيّاتِ والمصالح العائليّة، ويحتضنون الشعبِ من دونِ تفرقة".
وأضاف: "أوّل من أمس اعترضَت عناصر مركز الأمنِ العامّ الحدوديّ بقرار من مفوّضِ الحكومةِ لدى المحكمةِ العسكريِّة، القاضي فادي عقيقي، سيادةَ المطران موسى الحاجّ، وهو قادم كعادته من أبرشيّته في الأراضي المقدَّسة، واحتَجزته لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، ومن دون أيّ اعتبار لمقامه الروحيّ، وحَقّقوا معه من دون مبرّرٍ في مركزٍ أمنيٍّ، وصادروا منه جواز سفره اللبنانيّ وهاتَفه وأوراقَه والمساعداتِ الطُبيّةَ والماليّةَ التي كان يَحمِلها إلى المحتاجين والمرضى في لبنان من كلّ الطوائف ومن محسنين لبنانيّين وفلسطينيّين، لأنّ دولتَهم لم تُحسن في السنواتِ الأخيرة إدارةَ البلاد لتؤمّن لشعبها حاجاته الأساسيّة"، معتبراً أنّه "لا بدَّ من مواجِهةِ هذا التطاول وتصحيحه بمحاسبة كلّ مسؤولٍ عمّا جرى مهما كان منصبه، وحتى إقالته".
واعتبر بيان الديمان الاستثنائي أنّ "ما تعرّضَ له سيادةُ أخينا المطران موسى الحاج أعادنا إلى أزمنةِ الاحتلالِ والولاةِ في القرونِ السابقةِ حين كان الغزاةُ والمحتلّون يحاولون النيلَ من دورِ الكنيسةِ المارونيّةِ في لبنان والشرق، هي التي زَرعَت في هذه الأرجاء روحَ الحريّةِ والصمود، ومفهومَ الدفاعِ عن حقوقِ الإنسانِ وحريّةِ المعتقداتِ والتآخي بين الأديان"، مؤكداً أنّ "الّذين أوْحَوا من قَعرِ مناصِبهم بالتعرّضِ للمطرانِ الحاجّ وخَطّطوا وأمَروا ونَفّذوا عملَهم المدان، غاب عنهم أن ما قاموا به وما يقومون به، لَم ولَن يؤثِّرَ على الصرحِ البطريركيّ الذي صَمَد في وجهِ ممالكَ وسلطناتٍ ودولٍ، فزالوا هم وبَقيت البطريركيّة في خِدمةِ الإنسان ولبنان والشرق وتعايشِ الأديان بقوّة الله وأمانة شعبها".
كما أكد مجمع المطارنة الموارنة أنّ "سيادةَ المطران موسى الحاجّ، كسائرِ المطارنةِ الذين سبقوه على رأسِ الأبرشيّةِ، يَلتزمُ توجيهاتِ البطريركيّةِ المارونيّة ورسالةَ حاضرةِ الفاتيكان، يحَرِصُ دائمًا على القيامِ بدورِه بشجاعةٍ وحكمةٍ وروحٍ إنسانيّةٍ في خدمة الحقّ والمعوز والمريض وخصوصًا في أزمنة الضيقِ والبلايا كالتي نعاني منها اليوم في لبنان".
وأضاف: "إنّ قلبَ سيادة أخينا المطران الحاجّ مِن لحمٍ ودمٍ لا من حجر ٍكقلوب الّذين لا يُولون اهتمامًا لمآسي الشعب. ولو نأى سيادتُه بنفسِه عن القيامِ بهذا الدورِ لكان وُجبَ لومُه وليس لأنّه قام به وخَفّف من عذاباتِ اللبنانيّين. وفي هذا الإطار، فإنّ المجمع الدائم ليس في موقِعِ تبرير ما قام به سيادةُ المطران بل إنّه يؤكّد أحقيّة ما يقوم به ويسانده في مهمّته الرعويّة".
وتابع: "إننا نرفض ونَشجُب ونَستنكر بأشدِّ العبارات ما اقتُرف عن سابقِ تصوّرٍ وتصميم، وفي توقيتٍ لافتٍ ومشبوه، ولغاياتٍ كيديّة معروفة، بحقِّ أخينا المطران موسى الحاج. ونطالب بوقفِ هذه المسرحيّة الأمنيّة القضائيّة السياسيّة، وإعادةِ كل المساعدات التي احتُجزت إلى سيادة المطران لتَصلَ الأمانات إلى أصحابها الذين ينتظرونها، وإغلاقِ هذه القضيّة فوراً".
كما استغرب المطارنة "صمت الدولة تجاه ما تعرّض له صاحب السيادة"، مطالبين "وزير العدل إتّخاذ الإجراءات المسلكيّة اللازمنة بحقّ كلّ من تثبت مسؤوليّته في فعل الإساءة المتعمّد".
وذكّر بيان الديمان أنّها "ليست المرّة الأولى التي يَقترف فيها مفوّضُ الحكومةِ لدى المحكمةِ العسكريّة أعمالًا خارج الأعراف والمألوف. لذلك نطالب أيَضًا مدّعي عام التمييز إحالة القاضي عقيقي إلى التفتيش القضائيّ وتنحيته. ونجدّد مطالبتنا باستقلاليّة القضاء عن السلطة السياسيّة".
وأخيراً، أكد البيان على "ثوابت ومواقف البطريركيّة المارونيّة الوطنيّة التي لن تثنيها عنها أيّ ضغوط ونطالب الدولة اللبنانيّة بجميع مسؤوليها المحافظة على كرامة وحقوق كلّ لبنانيّ ورفع الظلم عنه أكان مقيمًا على أرض لبنان أو خارجها أو مبعدًا عنها قسراً".
6*) البطريرك الراعي
24 تموز 2022
عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي
"سأجعل روحي عليه فيبشّر الأمم بالحقّ" (متى 10: 18).
طبّق متى الإنجيليّ نبوءة أشعيا على يسوع، وهي تبدأ بإعلان من الآب عن يسوع الذي أرسله خادمًا: "هوذا فتاي-خادمي، الذي سُرّت به نفسي". يسوع هو ابن الآب الحبيب الذي أرسله وجاد به، ليكون فاديًا للإنسان ومخلّصًا للعالم. ولهذا سُرّت به نفسه، لكونه يتمّم مشيئته ويظهر حبّه اللامحدود لبني البشر. إنّه مع الآب على فكر واحد وفعل واحد وقرار واحد.
وتعلن النبوءة هويّته:"سأفيض روحي عليه"، وهي مسحة الروح القدس الذي سيملأ كيانه البشريّ، ويجعله مسيحًا. وتعلن رسالته: "فيبشّر الأمم بالحقّ"، كاشفًا حقيقة الله والإنسان والتاريخ. هذه الحقيقة تحرّر وتخلّص وتوحّد.
فالرسالة في الدولة هي ممارسة السلطة السياسيّة والعمل السياسي والحزبي من أجل تأمين الخير العام، على جميع المستويات، ومن أجل تعزيز الاقتصاد الوطني، وإعطاء الجميع، وبخاصّة الأجيال الطالعة أملًا بمستقبل أفضل وفرص عمل في وطنهم وتحفيز قدراتهم وإبداعهم. هذا يعني أنّ الهدف من العمل السياسيّ هو الإنسان، لا بالمطلق، بل هذا الإنسان المواطن.
عبثًا تحاول الجماعةَ الحاكمةَ والمهيمنةَ تحويلِ المدبَّر الذي تعرّضّ له سيادةُ المطران موسى الحاج من اعتداءٍ سياسيٍّ والذي انتهك كرامة الكنيسة التي يمثّلها، إلى مجرّد مسألةٍ قانونيّةٍ هي بدون أساس لتغطيةِ الذَنبِ بالإضافة إلى تفسيرات واجتهادات لا تُقنع ولا تُجدي. وإن كان هناك من قانون يمنع جلب المساعدات الإنسانيّة فليبرزوه لنا.
ومن غير المقبول أن يخضع أسقف لتوقيف وتفتيش ومساءلة من دون الرجوع إلى مرجعيّته الكنسيّة القانونيّة، وهي البطريركيّة. وبهذا النقص المتعمّد إساءة للبطريركيّة المارونيّة، وتعدٍّ على صلاحيّاتها. نحن نرفض هذه التصرقات البوليسيّة ذات الأبعاد السياسيّة التي لا يجهلها أحد، ونطالب بأن يُعاد إلى سيادة المطران موسى الحاج كلّ ما صودر منه: جواز سفره اللبنانيّ، وهاتفه المحمول، وجميع المساعدات، من مال وأدوية، كأمانات من لبنانيّين في فلسطين المحتلّة والأراضي المقدّسة إلى أهاليهم في لبنان من مختلف الطوائف. هذا ما كان يفعله الأساقفة الموارنة أسلافه على مدى سنوات، وما يجب عليه هو أن يواصله في المستقبل. وأنتم أيّها المسيئون إلى كرامة اللبنانيّين كفّوا عن قولكم إنّ المساعدات تأتي من العملاء، واذهبوا بالاحرى وإبحثوا في مكان آخر عن العملاء، وأنتم تعلمون أين هم، ومن هم.
وإنّنا نضع هذه الأمنيات في عهدة أمّنا مريم العذراء، سيّدة لبنان وسيّدة قنوبين، وابينا القديس مارون وقديسيناـ ومعهم نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس، الأن وإلى الأبد، آمين.