تقرير أسبوعي دولي - 117-2022

تقرير أسبوعي دولي - 117-2022
الأحد 31 يوليو, 2022

 

رقم 117/2022

تقرير دولي 25-31 تموز /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

تُمعن السلطة، التي لا تزال حاكمة على هياكل المؤسسات الفارغة من الموظفين الذين اعلنوا الاضراب العام منذ اكثر من أسبوعين، على تأجيج الأزمات وليس حلّها على كافة الصعد- المعيشية والخدماتية وحتى السياسية.

فالتهريب مستمر عبر المعابر لمن هو محمي من حزب الله الايراني المسيطر على هذه الحدود "السائبة"، فيما العتمة تسيطر على المدن والبلدات وسط عجز كامل لتأمين الفيول لمحطات توليد الكهرباء، باستثناء باخرة من هنا أو هناك، يستغلّها المسؤولون لإسكات من لا يزال يملك قوة انتقاد هذه المافيا المتحكمة برقاب الناس. وهذا بالطبع ما يستغلّه الحزب الايراني كعادته، فيخرج أمينه العام ليمنن اللبنانيين بأنه يستطيع الحصول على هبة من "الجمهورية الاسلامية" إذا ما طلبت الحكومة ذلك!!!

أما في أزمة الخبز، والتي تفاقمت إلى حدود الاشتباكات بين المواطنين على ابواب الأفران، لم تجد هذه السلطة إلا الطحين المسروق من أوكرانيا لتستورده من روسيا إلى لبنان وسوريا عبر طرابلس، ما استدعى تلميحات غربية ومطالبات من سفير اوكرانيا لحجز السفينة الصادر بحقها عقوبات!

أما في الملفات الكبرى، فليس لهذه السلطة قرار بل القرار عند "الحاكم بأمره-مرشد الجمهورية" الذي قالها بالحرف، على "الشعب اللبناني أن يثق بأن لدى المقاومة ما يكفي من القدرات البشرية والعسكرية والمادية كي تخضع إسرائيل لإرادة لبنان، وإذا ذهبت الأمور إلى الحرب، فيجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة، التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو، وإذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل "، معللاً ذلك بأن "الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، ولذلك فإن المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار"!

وفي ملف الاستحقاقات الدستورية لا تبدو الصورة أجمل، فالصدام بين رئيس الحكومة المكلّف ورئيس التيار العوني وضع ملف تشكيل الحكومة في آخر الأولويات، فيما انتقلت القوى السياسية إلى ملف الانتخابات الرئاسية - الملف الذي يتحكّم به بطبيعة الحال وبفائض القوة حزب الله الايراني المشغول حالياً بملف الحرب والنفط! وبعد أن وضعت البطريركة المارونية مواصفات الرئيس المقبل أصبح "المترئسون" في حالة ضياع، فمواصفاتهم لا تتناسب مع ما طرحته الكنيسة!

وبما أن ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل هو الملف الأول لدى الحزب الحاكم، ومع وصول الوسيط الأميركي إلى بيروت لإبلاغ الجانب اللبناني الرد والعرض الاسرائيلي، فإن الأنظار باتت اليوم تتجّه إلى لقاءات الموفد الاميركي ليُبنى على الشيء مقتضاه!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

أعلن الاتحاد الأوروبي، بداية الاسبوع، تمديده لإطار التدابير التقييدية الخاصة بلبنان لعام إضافي، وتتيح هذه التدابير معاقبة الشخصيات والكيانات التي تقوض الديمقراطية في لبنان. ويتمثل الهدف الرئيسي لنظام عقوبات الاتحاد الأوروبي العالمي الجديد لحقوق الإنسان في تمكين الاتحاد الأوروبي من الدفاع بطريقة ملموسة ومباشرة عن حقوق الإنسان، وهي إحدى القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي وسياسته الخارجية، وإنَّ احترام كرامة الإنسان والحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان هي أساس العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، ويستخدم الاتحاد الأوروبي العقوبات كأداة سياسية لاستهداف السياسات أو الأنشطة التي يريد الاتحاد الأوروبي التأثير عليها، ووسائل تنفيذ تلك السياسات أو الأنشطة والمسؤولين عنها، وفيما يتعلق بطبيعة المستهدفين، يمكن أن تكون هذه الجهات حكومية وغير حكومية. كما يمكن لنظام عقوبات الاتحاد الأوروبي حظر دخول الجناة إلى الاتحاد الأوروبي، وتجميد أصول الجناة في الاتحاد الأوروبي، ومنع أي شخص من الاتحاد بتوفير الأموال والموارد الاقتصادية للجناة.

من جانب آخر، تشير المعلومات الى انه وسط حالة سياسية غير مسبوقة على صعيد تصاعد عوامل الفوضى والقطيعة التي تسود وضع السلطة، رغم تقدم العد العكسي لبدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، سيواجه لبنان في الأيام المقبلة محطة بارزة تتمثل في تحرك الوساطة الأميركية في ملف الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل وسط مؤشرات متنامية حيال جدية كبيرة في دفع الجانب الأميركي للمفاوضات غير المباشرة للتوصل الى تسوية محتملة للترسيم تفتح الباب للطرفين لاستخراج الغاز والنفط. وعلى الجدية الكبيرة، بل والخطورة التي يتسم بها هذا الملف، فان تداعيات الازمة الحكومية والقطيعة المتمادية بين اركان السلطة زادت المخاوف من ان يواجه لبنان الرسمي أي طرح يأتي به الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم البحري للحدود بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكشتاين في زيارته المقبلة لبيروت اخر الاسبوع الجاري، بتخبط وعدم انسجام. ولفتت أوساط معنية في هذا السياق الى ان تبادل التهديدات والسجالات أخيرا بين مسؤولين إسرائيليين والأمين العام لـحزب الله الايراني حول هذا الملف، كشف مجددا خطورة غياب او تغييب صوت وحضور الدولة اللبنانية المؤثر او المعتبر في هذا الملف، الى درجة لم يأبه معها نصرالله في الإعلان جهرا وعلنا ان حزبه يأخذ القرارات اللازمة في ملف الترسيم والحرب والسلم بداعي عدم الثقة بقدرة الدولة على اتخاذ القرار الذي يحمي لبنان. ولفتت أيضا الى انه قبل أيام قليلة من زيارة هوكشتاين التي توصف بانها مفصلية في هذا الملف، وما سيترتب عنها من نتائج، لم يتحرك مشهد اركان السلطة ولم تسجل أي مبادرة اقله لاعطاء الانطباع الجدي ان اركان الدولة يحيدون هذا الملف الاستثنائي في خطورته عن حساباتهم الضيقة الدخلية، بل تركوا الساحة تماما، وتفرجوا، ولا يزالون يتفرجون على تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، وكأن الدولة طرف ثالث بينهما! والانكى كما تشير الأوساط نفسها الى ان زيارة هوكشتاين ستصادف عشية احياء الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب مع كل ما ستحفل به هذه المناسبة من غضب وانفعالات شعبية حيال مؤامرة تعطيل التحقيق العدلي في ملف الانفجار، كما في ذروة تفجر الازمات الاجتماعية والخدماتية. وهما محطتان ستكشفان واقع انهيار الدولة أولا وأخيرا في وقت لن يكون بعده كلام الا للاستحقاق الرئاسي الذي يتوقع ان ينطلق بقوة بعد الرابع من آب. واللافت ايضا على صعيد ملف الترسيم، تمثل في ما أعلنته في اسرائيل هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” بأن مسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن الخلاف البحري مع لبنان على وشك الانتهاء والتوصل إلى الحل، وأشارت الهيئة إلى أنه من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي إلى لبنان الأسبوع المقبل، حاملاً معه إطار العمل لاتفاق، والذي سيكون في الواقع بمثابة حل وسط بين مطالب إسرائيل ومطالب لبنان، وستكون منصة غاز كاريش مدرجة في أراضي إسرائيل، وستقوم الشركة نفسها بالتنقيب في كل من إسرائيل ولبنان!

في سياق متصل، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه لا يمكن القيام بشيء تجاه حزب الله وإيران ويجب انتظار اللحظة المناسبة لوضع سلاح الحزب تحت إمرة الدولة اللبنانية، وقال في حوار متلفز، أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله يتصرف بلعبة الأمم ويمكن فصل الوضع اللبناني ويجب على نصرالله أن يترك الوضع الداخلي لتنفيذ الإصلاحات وقال لحسن نصرالله انه يستطيع إرسال المسيرات والصواريخ ولكن يجب التفكير بردة الفعل الإسرائيلية!! وعن ملف الرئاسة، قال ان الحزب التقدمي يريد برنامجًا واضحا في كافة الملفات وعدم الاكتفاء بجولات على السفارات الأجنبية وإذا لم يتوفر برنامجًا واضحًا لأحد المرشحين فلن ينتخبوا أحدًا، وتابع فلتتفضل حكومة ميقاتي وتقدم خطة التعافي، مضيفا أن ترجمة بعض وصفات صندوق النقد الدولي لا تكفي ويمكن أن نفرض سياستنا، ووان لا خطة واضحة لحكومة ميقاتي، ومشدداً انه من الضروري معالجة المشكلة الأساسية أي الكهرباء، وباعتقاده أن التيار الوطني الحر ما يزال يملك تأثيرًا على الوزارة، ومؤكداً أن المعالجات الموقتة لا تفيد بل يجب التوصل الى حلّ جذري نهائي. وحول قضية انفجار مرفأ بيروت، قال: أنه طالب آنذاك بتجريم الحكومة اللبنانية وسبق أن قال إنّ النظام السوري استورد نيترات مرفأ بيروت من خلال عملائه، واضاف أنهم نسوا ما قال عن قصد في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ!

وعلى صعيد آخر، لا يزال ملف توقيف المطران موسى الحاج يتفاعل، وبعد الرسائل المباشرة التي بعث بها البطريرك بشارة الراعي إلى حزب الله» الايراني ومن يقفون خلفه، دعت أوساط روحية مسيحية قريبة من بكركي الحزب إلى إعادة قراءة مواقفه تجاه البطريركية المارونية، وإجراء مراجعة نقدية شاملة لممارساته التي لا تتماشى مع خيارات معظم اللبنانيين، مشددة على أن أحداً لا يمكنه تجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها بكركي، وأن المسيحيين لا يمكنهم أن يسمحوا لأحد بالتعرض للبطريركية المارونية وسيدها، ومشيرة إلى أن هناك التفافاً مسيحياً ووطنياً واسعاً حول الكنيسة المارونية، ظهر بشكل واضح في الحشود من مختلف المناطق اللبنانية التي أمت الديمان، دعماً للبطريرك الراعي، ورفضاً للتعرض إليه، بعد توقيف المطران الحاج. كما أتت رسالة الرئيس فؤاد السنيورة لتؤكد على هذا الالتفاف الوطني.

في ملف الاستحقاقات الدستورية، قال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، يوم السبت، إنه لن يدعو إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد حتى يقر المجلس إصلاحات تمثل شروطاً مسبقة لبرنامج إنقاذ من صندوق النقد الدولي. ويعد التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي السبيل الوحيد أمام لبنان للتعافي من انهيار مالي أدى إلى سقوط البلاد في أكثر أزماتها زعزعة للاستقرار في تاريخ لبنان. وقال بري خلال لقاء مع صحافيين بمقر إقامته في بيروت، في تصريحات أكدها مكتبه لوكالة "رويترز"، إنه لن يطلب عقد جلسة لانتخاب رئيس إلا بعد إقرار قوانين الإصلاح التي يطلبها صندوق النقد الدولي، وأضاف أن على البرلمان العمل على إجازة قوانين الإصلاح في أغسطس/آب، مشيراً إلى الحاجة الملحة لهذه الإجراءات. وكان بري، قد صرح الجمعة إن تشكيل حكومة في أي وقت قريب ستكون "معجزة"!

في ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل، وصل الاحد الوسيط الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين إلى بيروت آتياً من طريق اثينا، للقاء المسؤولين ومتابعة المفاوضات معهم بشأن هذا الملف حيث ستكون له سلسلة لقاءات يجريها في لبنان اليوم ويوم غد الإثنين، واستقبلته في المطار السفيرة الأميركية دوروثي شيا وعدد من اركان السفارة. ومن المنتظر، ان يبدأ لقاءاته في بيروت اليوم مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض.

وفي مواقف حزب الله الايراني في لبنان، أشار المفتي أحمد قبلان إلى أن لبنان اليوم عائم على بحر من النفط، إلا أن القرار السياسي يريد ما تريده واشنطن، لا ما يريده الشعب، والعرض الإيراني عبارة عن "فيول" مجاني، إلا أن القرار السياسي ضد، والعرض الصيني أشبه بخطة إنقاذ ضخمة، والقرار السياسي ضد، وروسيا قدمت عروضا إنقاذية مهمة، إلا أن القرار السياسي كذلك ضد، معتبرا أن البلد منهار، ومن دوامة إلى دوامة، والقرار السياسي غير مهتم، والشعب يلفظ أنفاسه، جراء لعبة الدولار  والأسعار والاحتكار والبطالة واليد الأجنبية، إلا أن القرار السياسي في كوكب آخر، الجريمة تكاد تبتلع لبنان، والقرار السياسي غائب عن السمع، مفوضية اللاجئين تمارس دور انتداب إنهاكي، والقرار السياسي نائم، البلد من فراغ إلى فراغ، إلا أن البعض لا يهمه من لبنان إلا لعبة المصالح الضيقة جدا، دوامة الانهيار تتفاقم بشكل كارثي، ورغم ذلك القرار السياسي في زيارة سياحية!! كما أضاف ان السلطة غير موجودة، وإدارة البلد معدومة، والمطلوب إنقاذ القرار السياسي سريعا، ولا قرار سياسيا من دون حكومة إنقاذ وطني، وأي فراغٍ يطال رئاسة الجمهورية يعني خطوة باتجاه تفكيك الدولة، ودفعِ البلد نحو المجهول، مصرا اليوم قبل الغد على تسوية سياسية لا غالب ولا مغلوب فيها، ومؤكدا أن المطلوب أن نكون أسيادا لا عبيد لواشنطن، والنفط البحري أصبح اليوم آخر فرص لبنان، وإنقاذ لبنان يتوقف على استخراجه. ولذلك فهم مع معادلة "النفط أو الحرب"، وثقتهم بالمقاومة والشعب والجيش قوية جدا، لدرجة أن أيَّ حرب ستغير وجه المعادلة قطعا، وزمن الهزائم انتهى، ولن يقبلوا أن يحاصَروا دون أن يحاصِروا، والمنطقة تغيرت كثيرا وميزان القوى تغير، وما كانوا يقبلوا به بالأمس على مضض، لن يقبلوا به اليوم!!

من جانبه، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش ان المصلحة اللبنانية تقتضي التوحد حول المطالب اللبنانية واستثمار موقف المقاومة لانتزاع الحقوق واخراج البلد من دائرة الحصار والمنع من استدراجه وابتزازه واضعاف موقفه، وأنه لا ينبغي التراخي أمام العدو او السماح له  بالتلاعب والتشاطر والمماطلة او بإملاء شروطه على لبنان، فقد اثبتت التجربة خلال الاربعين سنة الماضية ان هذا العدو لا يخضع الا لمنطق الاقوياء ولا يستجيب الا عندما تتهدد  مصالحه!! وشدد على ان ما نتعلمه من عاشوراء هو ان نقف بكل قوة وصلابة في مواجهة الظالمين والمستكبرين وأميركا واسرائيل الذين يحملون منطق يزيد ويريدون الاستمرار في محاصرة بلدنا وتجويع شعبنا واستلاب حقوقنا واستغلال الازمات والتباينات والانقسامات بين اللبنانيين لابتزازهم وتضييع حقوقهم!! كما نبه الى ان حجم الازمات التي يعيشها البلد يفرض على الجميع الابتعاد عن المزايدات والسجالات العقيمة والارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلب اجتماع اللبنانيين وتضافر جهودهم  لتجاوزِ الاخطار المحدقة بلبنان، معتبراً ان الشعور بالانتماء الوطني وبحجم المخاطر التي يتعرض لها الوطن ينبغي ان يكون حافزا للبنانيين للالتفاف حول بعضهم والتفاهم والتعاون في ما بينهم والتمسك بعناصر قوتهم التي تحمي لهم حقوقهم وتحفظ لهم سيادة بلدهم!!

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: منذ توقيف مطران حيفا والأراضي المقدسة موسى الحاج في 18 تموز الجاري يحاول حزب الله عبر أدواته السياسية والإعلامية تصوير القضية على أنّها قانونية بحت معزولة عن أي خلفية سياسية، بينما الحقيقة أنّها قضية سياسية بامتياز إذ يسعى "حزب الله" وهو وكيل الإحتلال الإيراني للبنان إلى القول إنّ هناك طائفة وطنية حرّرت الأرض وحاربت الإرهاب وهي اليوم ترسّم الحدود البحرية مع إسرائيل بينما هناك طائفة مشكوك في وطنيتها وعميلة إذ تسعى إلى التطبيع مع إسرائيل، إنّ هذا المنطق الذي يحاول حزب الله تكريسه مرفوض أشدّ الرفض خصوصاً أنّه يستهدف صرحاً وطنياً يشهد التاريخ على أمانته لنهائية الكيان اللبناني وعروبته وعيشه المشترك، بينما يمسّ منطق حزب الله هذا بميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين ويعرّض الوحدة الوطنية لأخطار جسيمة. كما يشهد التاريخ على أنّ البطريركية المارونية وقفت على مرّ الأزمة في وجه كلّ الإحتلالات التي مرّت على لبنان وهي اليوم تقف في وجه الإحتلال الإيراني للبنان، ولذلك فهي مدعوة بإلحاح إلى عدم حصر قضيّتها في النطاق المسيحي بل تحويلها إلى قضية وطنية جامعة لأنّ معركة رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان هي معركة وطنية بامتياز وليست بأي شكل من الأشكال إختصاصاً لطائفة دون غيرها، كذلك فإنّه لا جدوى لأي مؤتمر دولي بشأن لبنان إذا لم تحصر أعماله بتنفيذ الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية 1559، 1701 و 1680. طالب "اللقاء" القضاء اللبناني بالإستماع إلى الأمين العام ل "حزب الله" في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وسائر جرائم الإغتيال التي لم يتمّ التحقيق فيها وصولاً الى جريمة قتل المفكّر لقمان سليم وجوزف بجاني، ولإنقلاب 7 أيار وقضية تفجير مرفأ بيروت، وكذلك سؤاله عن مصادر تمويله وتشكيله جماعة مسلّحة تأتمر بأوامر دولة خارجية غصباً عن الدستور والقانون، الأمر الذي يُعتبر عمالة واضحة بكل المقاييس القانونية واللغوية. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حسن نصرالله: إنّ بدايات الردع بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي بدأت عام 1985، عندما اضطر العدو الإسرائيلي، مبكراً، إلى الانسحاب من كثير من المناطق التي احتلها. وتفاهم نيسان/أبريل 1996 أسس لانتصار عام 2000، حيث باتت للردع عناوين عدة، بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد. وأكّد أنّ العدو الإسرائيلي أدرك، نتيجة حرب تموز/يوليو، أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وكبيرة، وأن قدرات المقاومة باتت تتجاوز المواجهة عند الحدود - وعن معادلة ما بعد "كاريش"، التي أعلن عنها قال إنّ لبنان، الآن، أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل للنفط والغاز الروسيين. وبايدن لا يريد حرباً في المنطقة، وهذا الأمر فرصة للبنان للضغط من أجل الحصول على النفط. الموضوع ليس كاريش وقانا، وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل "إسرائيل"، في مياه فلسطين، مقابل حقوق لبنان! - الولايات المتحدة ضغطت على الدولة اللبنانية من أجل القبول بخط "هوف"، أو بالطرح الإسرائيلي للحدود البحرية، وأكّد أن ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن، وليس غداً، مضيفاً أنّه لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة. وقال إنّ استهداف كاريش أو ما بعدها متوقف على قرار العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأميركية - الدولة اللبنانية قدمت تنازلاً كبيراً من خلال ما طلبته من الوسيط الأميركي عندما تحدثت عن الخط الـ23+، والكرة، الآن، ليست في ملعب لبنان؛ لأنه هو الممنوع من استخراج النفط والغاز في المنطقة غير المتنازع عليها - المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية، ورفع الفيتو عن الشركات التي تستخرج النفط - إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول/ سبتمبر، قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل! لقد وضعنا هدفاً وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه - الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، ولذلك فإن المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار - حزب الله قادر على ردع العدو، وضرب أهداف في أي مكان في بحر فلسطين المحتلة. حجم الاستباحة الجوية من قبل المسيرات الإسرائيلية دفعنا إلى اتخاذ قرار بأن نستخدم بعض القدرة المتاحة لدينا، وهو ما أدى إلى تخفيف الوتيرة كثيراً بعد رد المقاومة - شدد على ضرورة أن يثق الشعب اللبناني بأن لدى المقاومة ما يكفي من القدرات البشرية والعسكرية والمادية كي تخضع إسرائيل لإرادة لبنان، وإذا ذهبت الأمور إلى الحرب، فيجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة، التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو! - أعلن جهوزيته لاـستيراد الفيول الإيراني لمعامل الكهرباء اللبنانية مجاناً، على أن توافق الحكومة اللبنانية على ذلك، لكن للأسف الشديد، ليس هناك جرأة سياسية في لبنان لاتخاذ هذه الخطوة، نتيجة الخوف من العقوبات الأميركية على الأشخاص وعائلاتهم! - مقاربة مسألة رئاسة الجمهورية من خلال تحديد مواصفات الرئيس المقبل هي تضييع للوقت، ولا فائدة من الحديث عنها. وحزب الله لم يبدأ النقاش في الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية بعد، وحزب الله لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية، بل هو سيقرر من يدعم من بين المرشحين الطبيعيين!! - الرئيس عون كان خلال عهده شخصاً قوياً، ولم يضعف، وهناك قرارات ما كان لأحد غيره أن يتخذها، كحسم معركة الجرود - ولفت إلى اهتمامه، بشكل شخصي، بتسوية العلاقة بين "حماس" وسوريا، وأشار إلى أنّ سوريا منفتحة في ما يتعلق بالعلاقة مع حماس، والمسار إيجابي. (ملحق رقم 2*- نص المقابلة)
  • رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة: أشار رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، تعليقاً على قضية المطران موسى الحاج، إلى أن هناك طرفاً لبنانياً -وبدعمٍ خارجيٍ- يريد ويعمل على الإطاحة بالعقد الاجتماعي بين اللبنانيين القائم على أنّ لبنان وطن سيّد حرّ مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه وعربي الهوية والانتماء، وأنّ هذا الطرف يقوم تارةً باتهام طائفةٍ بكاملها بالإرهاب وطوراً آخر باتهام طائفة أخرى بكاملها بالعمالة، ويضع نفسه في موقع من يوزع الشهادات في الوطنية - شدّد على أن مواجهة هذا الفجور السياسي لا تكون من خلال عودة اللبنانيين أو دفعهم إلى داخل مربعاتهم الطائفية والمذهبية، بل هو حتماً في تمسك اللبنانيين جميعاً بتضامنهم الوطني حول قضاياهم الوطنية المحقّة تحت سقف الدستور وعلى أساس الاحترام الكامل لسيادة الدولة ولدولة القانون والنظام، وبما يحول دون ازدواجية السلطة - التلاعب بقضية المطران الحاج من أجل تفرقة المواطنين إلى وطني وعميل لا يجوز، كما لا يجوز تصغير القضية إلى حدود الأموال والأدوية وعبور الحدود. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): إنّ التسيّب السيادي وصل إلى حدود لم يعد من المسموح السكوت عنها، بعدما بات مصير البلد مرهونًا بكلام السيد حسن نصرالله الذي يدير مفاوضات ترسيم الحدود عبر الإطلالات التلفزيونية، متوعّداً بحرب إقليمية إذا لم يخضع الجميع إلى إملاءاته ومصالح راعيه الإقليمي - وفي سياق الاستيلاء على مفاصل البلد يدخل بند توزيع تهم العمالة وسوق الاتهامات إلى المطران موسى الحاج وتحديد الممنوع والمسموح في تنقلاته بين أبناء رعيته، حذّر من محاولة الموازنة بين المطالبة بإلغاء المحكمة العسكرية وكف يد القاضي عقيقي وبين إعاقة عمل المحقق العدلي وحماية المطلوبين للعدالة، وعلى بعد أيام قليلة من الذكرى الثانية للانفجار، طالب برفع الأيدي السياسية عن التحقيقات لإحقاق الحق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، واعتبر أن المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء غير صالح للمهمة. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: لا يمكن أن نسلم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة، كأن الحكومة مجرد تفصيل في بنيان نظام الدولة اللبنانية، مع العلم بأن اتفاق الطائف جعل مجلس الوزراء، إلى جانب رئاسة الجمهورية، الركيزة المحورية ومركز السلطة التنفيذية. فلا قيمة للتكليف ما لم يستتبعه التأليف. ونستغرب أن يكون المعنيون بتأليف الحكومة يسخفون هذا الأمر، خلافا للدستور واتفاق الطائف. إن تشكيل حكومة جديدة، علامة ناطقة لاحترام النظام الديمقراطي والتوقف عن الانقلاب المستمر عليه، وضمان اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وسير الحوكمة والفصل بين السلطات، واستمرار الشرعية من خلال حكومة كاملة الصلاحيات في حال تعثر، لا سمح الله، انتخاب رئيس جديد للجمهورية. إن وجود حكومة شرعية يولي الدولة القدرة على مفاوضة المجتمعين العربي والدولي وعلى اتخاذ القرارات وتوقيع المعاهدات. وما نخشاه هو أن القوى السياسية إذا عجزت اليوم عن تشكيل حكومة، تعجز بالتالي غدا عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية - وتأتي حادثة التعرض لسيادة المطران موسى الحاج لتشكل امتحانا لمدى قدرة المسؤول عن هذه الحادثة على وضع حد للتطاول على الكنيسة المارونية، بل لمبدأ الفصل بين الدين والدولة. كان البعض يشكو من تدخل الطوائف بالدولة، فإذا بالدولة تعتدي على طائفة تأسيسية وعلى رجل دين اشتهر بالتقوى وخدمة الشعب الذي كان يجدر بالدولة أن تؤمن له الاحترام في تنقله بين لبنان وأبرشيته. افتعلوا حادثا، حولوه حدثا، جعلوه قضية، ونظموا حملات إعلامية لتشويه صورة الأسقف ورسالة الكنيسة الإنسانية والوطنية - نحن أول من يحترم القوانين، ويدافع عنها، فنرجو من السلطة احترامها والتقيد بها - في ضوء هذا الأمر، نطالب المسؤولين عن حادثة المطران موسى الحاج واحتجاز ما احتجزوه عن غير وجه حق، بما يلي: أن يعيدوا إليه جواز سفره اللبناني وهاتفه. أن يسلموه الأمانات من مال وأدوية كان يحملها إسميا لأشخاص ولمؤسسات، لأنها أمانة في عنقه. أن يؤمن له العبور من الناقورة، ككل الذين سبقوه، إلى أبرشيته ذهابا وإيابا من دون توقيف أو تفتيش. أن يكفوا عن تسمية المواطنين اللبنانيين المتواجدين في فلسطين المحتلة "بعملاء"، وإذا لم يفعل المسؤول بموجب هذه المطالب، فإنهم يتسببون بشر كبير تجاه أبرشيتنا في الأراضي المقدسة، إذ يمنعون أسقفها من الذهاب إليها، ويجعلونها كأنها شاغرة وهذا أمر خطير يحاسبون عليه. نسأل الله ألا يحصل ذلك!. (ملحق رقم 5*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

تزامناً مع التصعيد التركي بشن عملية عسكرية ضد مناطق نفوذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، أفادت مصادر المرصد السوري، بأن مسيّرة تركية استهدفت سيارة عسكرية فجر الثلاثاء في قرية بير عرب ريف تل أبيض شمالي الرقة، كان بداخلها قائد عسكري من "قسد"، مما أدى لمقتله على الفور. وقبل أيام، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل اثنين من مقاتليها إثر استهداف طائرة تركية لهم في مدينة عين العرب شمالي سوريا.

وفي السياق، أفادت معلومات ميدانية، يوم الأربعاء، بارتفاع عدد قتلى القصف الصاروخي على القاعدة العسكرية التركية في كلجبرين بريف حلب الشمالي إلى جنديين، وكان المعلومات أفادت عن مقتل أحد عناصر القوات التركية، الثلاثاء، نتيجة سقوط قذائف مدفعية على محيط القاعدة مصدرها مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام في ريف حلب. ويوم الاثنين، نفذت قوات النظام السوري قصفا صاروخيا على مناطق في ريف حلب الغربي، حيث استهدف القصف محيط القاعدة التركية في دير سمعان ومناطق أخرى في أطراف قرية القاطورة، ما أدى لأضرار مادية دون معلومات عن خسائر بشرية.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأربعاء، أنه من الممكن تنفيذ العملية العسكرية لبلاده بشمال سوريا في أي وقت، وفقا لتقييم المخاطر الأمنية بالنسبة لأنقرة، مضيفا أن أنقرة لن تطلب الإذن من أحد لتنفيذ العملية العسكرية بشمال سوريا، وهي ليست مضطرة لإخبار أحد عن موعدها!

ويوم الخميس، استهدفت طائرة مسيرة تركية قوى الأمن الداخلي الكردية "الأسايش" في الرقة مما أدى لمقتل 4 منهم،

وذكرت المعلومات أن القتلى هم ثلاث نساء ورجل سقطوا بعد استهداف سيارتهم في محيط قرية تل السمن بريف الرقة الشمالي. من جهتها أعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد أربعة من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عمليات "درع الفرات" و"نبع السلام" شمال سوريا.

على صعيد آخر، بقيت المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، في منأى في الغالب عن الصراع الدموي الذي عصف ببقية أرجاء سوريا منذ عام 2011، لكن احتجاجات متفرقة اندلعت هناك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، لكن يوم الخميس، قال نشطاء ووسائل إعلام محلية إن 17 شخصاً على الأقل قُتلوا وأصيب عشرات في اشتباكات بين سكان مسلحين وفصائل موالية للأجهزة الأمنية بمحافظة السويداء جنوب سوريا.

ففي نهاية الأسبوع، دفع اعتقال شخص سكاناً آخرين إلى إقامة حواجز على الطرق واحتجاز أعضاء من الفصائل المدعومة من الحكومة ومحاصرة قواعدها، بحسب ما ذكر موقع "السويداء 24"، ولم تعلق الحكومة السورية على الأحداث لكن صحيفة "الوطن" قالت إن القتال هدأ وإن المفاوضات جارية بشأن تسوية.

ويوم الجمعة أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع قتلى المواجهات في مدينة السويداء، بين فصائل محلية ومجموعة موالية للنظام، إلى 23 بينهم 16 من فصيل مدعوم من المخابرات العسكرية، وذكر المرصد أنه تم العثور على ست جثث بالقرب من دوار المشنقة بمدينة السويداء لأشخاص مقتولين بالرصاص دون معرفة الجهة التي قتلتهم، وبحسب المرصد، تعود الجثث لأشخاص يتبعون "مجموعة راجي فلحوط" المدعوم من المخابرات العسكرية. وكانت الاشتباكات قد اندلعت الثلاثاء في قريتين تقعان شمال مدينة السويداء، غداة عملية خطف اتُهمت المجموعة الموالية لدمشق بالوقوف خلفها.

وقد انتهت الاشتباكات بعد محاصرة مقاتلي المجموعات المعارضة المحلية مقرات المجموعة الموالية لدمشق في القريتين ووقوع مواجهات عنيفة، حيث بثت شبكة "السويداء 24" المحلية للأنباء شريط فيديو يظهر تجمع بضع مئات من سكان مدينة السويداء في ساحة عامة، احتفاء بـتمكن الفصائل المحلية من القضاء على المجموعة الموالية التي وصفتها بأنها عصابة، وأفادت الشبكة عن عثور الفصائل المحلية لدى مهاجمة أحد مقرات متزعم المجموعة الموالية لدمشق على آلات ومكابس لتصنيع حبوب الكبتاغون، وهو ما أكده المرصد أيضاً.

في الملف السياسي، طلبت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، ألا تؤثر النزاعات على المحادثات السورية في جنيف التي توقفت قسراً من قبل روسيا التي يبدو أنها تعتبر أن سويسرا لم تعد محايدة منذ الحرب في أوكرانيا. وقد كان من المقرر عقد الجولة التاسعة من المحادثات المتعلقة بصياغة دستور سوري جديد من 25 إلى 29 تموز/يوليو في جنيف، بإشراف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون. وقالت المتحدثة باسم بيدرسون، جنيفر فينتون إن الجانب السوري أبلغ بيدرسون أن وفده لن يكون مستعداً للمشاركة في الدورة التاسعة إلا بعد تلبية طلبات روسيا الاتحادية!  فيما لم تذكر بالتفصيل ما هي المطالب الروسية.

من جهتهم، قال مراقبون إن موسكو اعترضت على مكان الاجتماع، معتبرةً أن سويسرا لم تعد محايدة منذ أن فرضت عقوبات على المسؤولين الروس في أعقاب الحرب في أوكرانيا. وقد أطلع بيدرسون مجلس الأمن الدولي، الخميس، على الوضع، وأشار إلى أن تأجيل الاجتماع في جنيف مؤسف ومحبط، وخصوصاً أنه ناجم عن قضايا لا علاقة لها بالملف السوري.

 

  1. في الشأن الليبي

اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، يوم الأربعاء، في مدينة بنغازي شرق البلاد برئاسة رئيس الأركان بحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد، ونظيره بالجيش الليبي عبد الرزاق الناظوري، في خطوة قد تقود إلى توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا. وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن هذا الاجتماع الذي يجرى لأول مرة في مدينة بنغازي وحضرته قيادات عسكرية من الطرفين، هو تكملة للقاءات سابقة جمعت الطرفين، ويهدف لاستكمال خطوات توحيد المؤسسة العسكرية وتنفيذ اتفاق جنيف الخاص بوقف إطلاق النار وما انبثق عنه من بنود تتعلق بإجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة. وقد أتى هذا الاجتماع بعد أسبوع من لقاء مماثل في العاصمة طرابلس، اتفق خلاله رئيسا أركان الشرق والغرب الليبي على تسمية رئيس أركان واحد للمؤسسة العسكرية، وكذلك وضع برامج تدريب مشتركة والتنسيق في الأعمال، إلى جانب تفعيل القوة المشتركة التي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار.

هذا التقارب العسكري بين الشرق والغرب لقي ردود فعل إيجابية من القوى السياسية المحلية والدولية والأمم المتحدة، خاصة أنه يعد أهم تقدم باتجاه توحيد ليبيا ومؤسساتها، خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية التي تعيش على وقع انقسام منذ أكثر من 7 سنوات بين ميليشيات مسلحة وكتائب عسكرية متنافسة وأجهزة أمنية في الغرب الليبي، وجيش موحد في شرق البلاد، انعكس سلبا على الوضع الأمني في ليبيا. ويعتبر توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، واحد من أهم المطالب والركائز الأساسية لإعادة الاستقرار والسلم إلى البلاد، وسط آمال بأن تفرز هذه الاجتماعات المتتالية نتائج إيجابية.

على صعيد آخر، وخلال لقائه مدير إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية، ستيفن هكي، وسفيرة المملكة المتحدة في ليبيا، كارولين هورندال، بالعاصمة طرابلس، الأربعاء، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، أن حل الأزمة في البلاد يكمن في الذهاب المباشر للانتخابات، وأن الحل يتضمن الضغط على الأطراف المعنية لإصدار القاعدة الدستورية، كي تتمكن الحكومة من القيام بدورها في إجراء الانتخابات. يأتي ذلك فيما يرفض الدبيبة تسليم السلطة إلى رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، إلا بعد إجراء انتخابات في البلاد، واختيار برلمان جديد.

وفي سياق متصل، صوّت مجلس الأمن الدولي، الخميس، لصالح تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة ثلاثة أشهر. وقالت بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة إن قرار المجلس يتضمن "رسائل مهمة" بخصوص الحاجة إلى الاتفاق على مسار لإجراء الانتخابات، والعمليات السياسية والأمنية بالبلاد، بالإضافة إلى سلامة المؤسسة الوطنية للنفط. وتعد هذه المرة الرابعة التي يجدد فيها مجلس الأمن تمديد البعثة دون مبعوث أممي لقيادتها، بعد تعذر تسمية مبعوث أممي بدلا من يان كوبيتش، الذي استقال من منصبه في سبتمبر الماضي.

إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للشأن الليبي ستيفاني وليامز، ستغادر منصبها في ليبيا، نهاية الشهر الحالي، من دون أن تعلن عن الشخصية التي ستتولى خلافتها، وأشارت إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستظل موجودة، وسيقودها المنسق الخاص للبعثة ريزدون زنينغا، إلى حين تسمية شخص آخر. ومن المتوقع ألا تتأخر الأمم المتحدة في تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا، لوضع حد لحالة الفراغ التي سيتركها رحيل ستيفاني وليامز، واستكمال جهود الوساطة بين الأطراف الليبية، من أجل منع انزلاق البلاد إلى حرب جديدة.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الثلاثاء، أن تل أبيب لن تقبل باتفاق سيئ مع إيران يمنح نظامها الشرعية وفتح الاقتصاد، مشددا على قدرة إسرائيل على استهداف برنامج إيران النووي ومنع تقدمه، وقال إن التهديد الإيراني لا يستهدف إسرائيل فقط بل العالم أجمع. أما فيما يخص لبنان، فأشار إلى السعي للحل بشأن المناطق البحرية المتنازع عليها، مضيفا أن زعيم حزب الله حسن نصر الله يعيق التوصل لحل، وهو من سيلحق الضرر بالطاقة ووضع اللبنانيين.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قال قبل أسبوع، إن إسرائيل تحضر الجبهة الداخلية للحرب، موضحا احتمال العمل ضد التهديد النووي الإيراني، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستعد بقوة للتحضير لهجوم في إيران، مشددا على ضرورة الاستعداد لأي تطور وأي سيناريو.

وفي السياق، شدد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، على أن إيران أصبحت الآن أقرب من أي وقت مضى من الحصول على سلاح نووي، حيث وصلت تقريباً إلى مستوى تخصيب اليورانيوم إلى الدرجة العسكرية، وقال، بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة الثلاثاء، إن امتلاك النظام الإيراني للأسلحة النووية لا يهدد المنطقة فحسب بل العالم كله، مضيفاً أن مجلس الأمن لن يتخذ أي خطوات في هذا الصدد. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك محادثات جارية بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، أجاب انه ليست هناك حاجة لتفسير سلوك النظام الإيراني في مفاوضات الاتفاق النووي. نحن نرى الواقع بأعيننا، والحقيقة أن النظام الإيراني لا يريد العودة إلى هذا الاتفاق، كما أشار إلى أن نظام إيران في الماضي والحاضر ينتهك التزاماته الدولية. وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، أن الوكالة ليس لديها معلومات تثبت أن إيران تبني قنبلة ذرية، لكن الجهود والطريقة التي تعمل بها طهران تشير إلى أنها تتحرك في هذا الاتجاه.

على صعيد منفصل، ووسط توتر العلاقات بين البلدين، ردت إسرائيل يوم الثلاثاء، على روسيا بشأن خطوة موسكو بإغلاق الوكالة اليهودية للهجرة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في بيان ردا على تصريحات الكرملين إن العلاقات بين إسرائيل وروسيا تستند إلى تاريخ طويل وتواصل منتظم ومصالح مشتركة، كما أضاف البيان أن الجالية اليهودية في قلب هذه العلاقات، إذا كانت هناك قضايا قانونية مرتبطة بالنشاط المهم للوكالة اليهودية في روسيا، فإن إسرائيل، كعادتها، مستعدة وجاهزة للدخول في حوار. وكان الكرملين قال في وقت سابق، إن خطوة إغلاق الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا يجب ألا تسيّس، واصفا إياها بأنها مسألة قانونية بحتة.

في سياق منفصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الجمعة مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وقالت في بيان مقتضب إن الفتى أمجد نشأت أبو عليا البالغ من العمر 16 عاماً توفي متأثراً بجروحٍ حرجة إثر إصابته بالرصاص الحي في صدره. وكان شهود عيان قد قالوا إن مواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين من جهة، ومستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي، على أراضي بلدة المغيّر شرقي رام الله، وأوضحوا أن أهالي البلدة نظّموا مسيرة احتجاجا على استمرار اعتداءات المستوطنين، وأضافوا أن إسرائيليين من مستوطنات قريبة من البلدة اعتدوا على المشاركين في المسيرة من خلال ضربهم بالهراوات والرشق بالحجارة، كما أشار شهود العيان إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم الرصاص الحي والمعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.

وتُشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

 

  1. فيروس COVID-19 – جدري القردة

قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للصحة وسلامة الغذاء، يوم الاثنين، إنه يتعين على دول التكتل البدء في الاستعداد الآن لموجة جديدة من جائحة كوفيد-19 في الخريف والشتاء، مشيرة إلى زيادة مقلقة في حالات تفشي المرض، كما حذرت المفوضة ستيلا كيرياكيدس من أن الجائحة لم تنته بعد، وقالت انه للأسف كانت هناك زيادة مقلقة في حالات الإصابة في عدة دول، وقالت كيرياكيدس إن المفوضية طلبت من الدول الأعضاء تسريع وتيرة منح الجرعات التنشيطية من اللقاحات لمن تزيد أعمارهم عن 60 عاما وللفئات المعرضة للإصابة.

وكانت عالمة الأوبئة والمسؤولة التقنية عن مكافحة كوفيد-19 بمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا فان كيركوف، أعلنت أن هناك زيادة في اكتشاف حالات الإصابة بعدوى أوميكرون حول العالم، مؤكدة أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 5.7 مليون حالة إلى منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، وأن هذه الحالات هي التي تم التوصل إلى بيانات بشأنها، وهو عدد أقل من الحالات على أرض الواقع، لأن أنشطة المراقبة انخفضت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، بما يشمل التحاليل والاختبارات.

في السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الدراستين اللتين نُشرتا هذا الأسبوع في مجلة "ساينس" Science العلمية، وخلصتا إلى أن جائحة كورونا بدأت في سوق مدينة ووهان الصينية للحيوانات الحية، تُضافان إلى عناصر التحقيق العلمي حول أصول الجائحة، وليستا دليلاً نهائياً. وقال المسؤول عن حالات الطوارئ في المنظمة الدكتور مايكل ريان خلال مؤتمر صحافي في جنيف أن كل الفرضيات تبقى على الطاولة، وأضاف إنها قصة تحر علمية، كل جزء من المعلومة يشكل إضافة إلى الصورة الكاملة، وكل معلومة جديدة أو علم جديد أو دراسة جديدة، يمكن أن يساعد في تقديم فرضية أو أخرى.

وكتب أحد مؤلفي الدراستين مايكل ووربي عالم الفيروسات في جامعة أريزونا الأميركية، رسالة في العام 2021 يدعو فيها الأوساط العلمية إلى النظر بجدية في فرضية تسرب الفيروس من مختبر في ووهان. من جانبه، قال كريستيان أندرسن من معهد "سكريبس" للبحوث والمؤلف المشارك في هاتين الدراستين: "هل دحضنا نظرية تسرب (الفيروس) من مختبر؟ لا. هل سنفعل ذلك يوما ما؟ لا. لكنني أظن أنه من المهم أن ندرك أن ثمة سيناريوهات ممكنة وأخرى محتملة. وأن ما يكون ممكنا لا يعني أنه محتمل".

وفي سياق متصل، قال خمسة خبراء في مجال اللقاحات إن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأعراض شديدة لمرض كوفيد-19 والذين لم يحصلوا بعد على جرعة تنشيطية ثانية يجب ألا ينتظروا الجيل التالي من اللقاحات التي ستستهدف متحورات السلالة أوميكرون والمتوقع صدورها في الخريف. وتزداد معدلات الإصابة بالسلالة الفرعية من متحور أوميكرون "بي.إيه 5" من فيروس كورونا في العديد من البلدان ومن بينها الولايات المتحدة لكن اللقاحات الحالية لا تزال توفر الحماية من دخول المستشفيات على أثر الإصابة بأعراض مرضية شديدة وكذلك من الوفاة. ومع تطور الفيروس، لم يتضح بعد المتحور الذي سينتشر على نطاق واسع في الخريف أو ما إذا كانت اللقاحات الجديدة، المتوقع أن تستهدف متحوري (بي.إيه 4) و(بي.إيه 5) في الولايات المتحدة و(بي.إيه 1) في أوروبا، ستكون ملائمة.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

طلب مسؤولون حكوميون روس إدراج عقيد سابق من وكالة التجسس الروسية أدين بالقتل في ألمانيا العام الماضي في المبادلة المقترحة من الولايات المتحدة مع تاجر أسلحة سيئ السمعة وهو فيكتور بوت، مقابل بريتني غرينر وبول ويلان، حسب ما ذكرت مصادر متعددة مطلعة على المناقشات، وقالت المصادر إن الروس أوصلوا الطلب إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر من خلال قناة خلفية غير رسمية تستخدمها وكالة التجسس الروسية المعروفة باسم FSB، وأضافوا أنهم يريدون إطلاق سراح فاديم كراسيكوف، حيث أدين كراسيكوف في ديسمبر الماضي بقتل مقاتل شيشاني سابق يدعى سليم خان "تورنيك" في كلاينر تيرغارتن ببرلين عام 2019، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. واعتبرت المصادر الطلب إشكاليا لعدة أسباب، من بينها أن كراسيكوف لا يزال محتجزا لدى ألمانيا، ولأن الطلب لم يتم إبلاغه رسميا، ولكن من خلال القناة الخلفية لـFSB، لذلك لم تعتبره الحكومة الأميركية ردا مشروعا على عرض الولايات المتحدة.

ولكن تأكيدا على مدى تصميم إدارة الرئيس جو بايدن على إعادة غرينر وويلان إلى الولايات المتحدة، أجرى المسؤولون الأميركيون تحقيقات هادئة مع الألمان حول ما إذا كانوا على استعداد لضم كراسيكوف في العملية، وفقا لما قاله مصدر رفيع في الحكومة الألمانية. وقال المصدر الألماني إن المحادثات لم ترتق أبدا إلى المستويات العليا للحكومة الألمانية، وإن إدراج كراسيكوف في عملية التبادل لم يتم النظر فيه بجدية. لكن المناقشات التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقا تكشف أن المسؤولين الروس انخرطوا إلى حد ما على الأقل في اقتراح الولايات المتحدة. وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إن احتجاز أميركيين ظلما كرهائن لإطلاق سراح قاتل روسي محتجز لدى دولة ثالثة ليس عرضا مضادا خطيرا فقط، إنها محاولة بسوء نية لتجنب الصفقة المطروحة على الطاولة التي يجب على روسيا اتخاذها.

في الملف الداخلي، صوّت مجلس النواب الأميركي، في قراءة أولى، الجمعة، على حظر البنادق الهجومية والأسلحة نصف الآلية التي استخدمت في حوادث إطلاق نار كثيرة في الولايات المتحدة. وتم تبني النص الذي يؤيده الرئيس الديمقراطي جو بايدن في مجلس النواب بأغلبية 217 صوتًا مقابل 213، لكن يبدو أنه سيبوء بالفشل في مجلس الشيوخ، فقواعد الأغلبية المطلقة في مجلس الشيوخ تتطلب تصويت عشرة أعضاء جمهوريين مع زملائهم الديمقراطيين الخمسين لحظر البنادق الهجومية. لكن هذا الاحتمال غير مرجح، لأن الانقسامات الحزبية كبيرة حول موضوع الأسلحة. ولم ينضم سوى نائبين جمهوريين إلى الديمقراطيين في اعتماد النص.

من جانب آخر، قال كبير محامي الأمن القومي في وزارة العدل الأميركية للمشرعين الخميس، إن الوزارة تحقق في اختراق إلكتروني يتعلق بنظام إدارة سجلات المحكمة الاتحادية، وأشار مات أولسن، رئيس قسم الأمن القومي في وزارة العدل، إلى خطر الهجمات الإلكترونية من قبل دول أجنبية، إذ أخبر اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأميركي أن هذه الواقعة مصدر قلق كبير. وأدلى أولسن بهذه التصريحات رداً على أسئلة من النائب جيرولد نادلر، الرئيس الديمقراطي للجنة، الذي قال إن ثلاثة عناصر أجنبية معادية هاجمت نظام حفظ الوثائق بالمحاكم، وذكر أن وزارة العدل تعمل عن كثب مع القضاء الاتحادي في جميع أنحاء البلاد لمعالجة هذه القضية. ولم يعلق أولسن على من يقف وراء الهجوم، لكنه أشار إلى أن قسمه ركّز بشكل عام على مخاطر الهجمات الإلكترونية من قبل دول أجنبية مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.

 

  1. في الشأن العراقي

بعد إدانة أعضاء مجلس الأمن الهجوم على دهوك بإقليم كردستان العراق، وتأكيدهم دعم استقلال وسيادة العراق، أكدت وزارة الخارجية العراقية، يوم الثلاثاء بلسان المتحدث بإسمها، أن بيان مجلس الأمن يعد الأول من نوعه الذي يدعم موقف العراق. وتأتي تصريحات الخارجية العراقية بعدما أعلنت بعثة أيرلندا في الأمم المتحدة، الاثنين، أن أعضاء مجلس الأمن أدانوا في بيان، الهجوم على دهوك بإقليم كردستان العراق، وأكدوا دعمهم لاستقلال وسيادة العراق. فيما نفى الرئيس التركي مسؤولية بلاده عن القصف، متهما الإرهابيين بتنفيذ الهجوم للإضرار بالعلاقات التركية العراقية.

في السياق، طالب العراق خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، بسحب القوات التركية من أراضيه، محذراً من استمرار السلوك العدواني للجيش التركي، ودعا وزير الخارجية العراقي المجلس إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين، مؤكداً أهمية إصدار قرار عاجل يُلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية من كامل الأراضي العراقية، كذلك قال إن تركيا تتذرع بحجج لا أساس لها مرتبطة بمشكلة داخلية، وأضاف أن حكومة بلاده تؤكد على تمسكها بنهج يدعو إلى حل الخلافات المتراكمة. وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية العراقي، عمل بلاده على استصدار قرار من مجلس الأمن لمساعدته على إخراج حزب العمال الكردستاني من أراضيه.

من جانب آخر، تعرضت قاعدة زيلكان التركية في محافظة نينوى شمال العراق إلى قصف صاروخي بثلاثة صواريخ من عيار 122 ملم، وفق مصادر أمنية، وسقطت جميعها بمحيط معسكر القاعدة الذي تتواجد فيه القوات التركية في بعشيقة. في موازاة ذلك، تعرض محيط القنصلية التركية في الموصل لقصف صاروخي، دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا أو حدوث أضرار مادية. إلى ذلك، استهدف قصف، يوم الخميس، مناطق تقع في محيط قاعدة بامرني التركية الواقعة في محافظة دهوك شمال العراق، وبحسب مصادر امنية، سقطت قذيفة على قرية بالقرب من قاعدة بامرني العسكرية التركية دون تسجيل وقوع إصابات. ويعتقد أن مصدر هذه القذيفة مسلحو حزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا.

في المقابل، أعلنت السلطات التركية تمكنها من تحييد قيادية في حزب العمال الكردستاني في عملية نوعية شمالي العراق، وأفادت مصادر أمنية إن عناصر المخابرات التركية رصدت تحركات القيادية خديجة هزر الملقبة حركياً باسم "برفين زيلان" بمدينة السليمانية شمالي العراق، وأوضحت أن المخابرات التركية رصدت مكان القيادية وتمكنت من تحييدها عبر عملية نوعية، وأكدت أن العناصر التركية المشاركة في العملية عادت إلى قواعدها سالمة.

في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية

صوّت "الإطار التنسيقي" في العراق يوم الاثنين على اختيار محمد شياع السوداني مرشحاً لمنصب رئاسة الوزراء، وبحسب مصادر إعلامية، صوّت الإطار التنسيقي بالإجماع على ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة خلال اجتماعه الذي عقده في منزل زعيم "تحالف الفتح" هادي العامري ببغداد. وكان "الإطار التنسيقي" شكّل لجنة لاختيار المرشحين لمنصب رئيس الحكومة، وضمّت اللجنة الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس المجلس الأعلى همام حمودي، وممثل حزب الفضيلة عبد السادة الفريجي.

وبعد يومين من ترشيح الإطار التنسيقي الموالي لإيران، محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية، بعد انسحاب مرشح الفتح قاسم الأعرجي من السباق، أفادت مصادر متابعة بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني وصل العاصمة العراقية بغداد.

بعد اقتحامهم المنطقة الخضراء ووصولهم للبرلمان العراقي احتجاجاً على ترشيح الإطار التنسيقي، الموالي لإيران، محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الوزراء في البلاد، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأربعاء، المتظاهرين لمغادرة مبنى البرلمان العراقي والعودة لمنازلهم، قائلاً "لقد أرعبتم الفاسدين"، كما كتب في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، "وصلت رسالتكم أيها الأحبة"، مشيرا إلى أن ما حصل في البرلمان هو ثورة إصلاح ورفض للفساد.

وفي هذا الاطار، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان، الخميس، القوى السياسية إلى إجراء مشترك لإيجاد حلول متفق عليها ضمن الإطارين الدستوري والقانوني. وفي وقت سابق، حذر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من أن الأحداث المتسارعة التي تشهدها بلاده في ضوء الخلافات السياسية الحالية تمثل مؤشراً مقلقاً للاستقرار والسلم الاجتماعي.

وصباح الجمعة، أفاد موقع "بغداد اليوم" العراقي، أن قوات الأمن فتحت جميع الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد بعد تظاهرات لأنصار التيار الصدري وأخرى للإطار التنسيقي، حيث شهدت ساحة التحرير بالعاصمة بغداد تظاهرات لأنصار التيار الصدري للمطالبة بسحب الإطار التنسيقي ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس وزراء العراق.

ومساءً خرجت تظاهرات، لأنصار التيار الصدري في محيط مقر تيار الحكمة بالعاصمة العراقية بغداد، وأفادت المعلومات بإغلاق بوابة المنطقة الخضراء في بغداد وسط انتشار كثيف لقوات الأمن. وقبل ذلك أغلقت السلطات الأمنية جسر الجمهورية، بالإضافة إلى بعض الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء كإجراءات احترازية لمنع دخول متظاهرين تابعين للتيار الصدري إلى المنطقة الخضراء مجدداً. كما أغلقت السلطات الأمنية ساحة الخلاني وسط بغداد ومحيطها لتأمين تجمع كبير نظمه تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم، وخلال هذا التجمّع قال زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم اليوم إن التيار لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما وصفها بـالمحاولات البغضاء وأصوات الفتن! وأكد ضرورة وجود آلية واضحة وعلنية أمام الشعب في اختيار رئيس الجمهورية، داعياً الأكراد إلى الاتفاق على مرشح أو الذهاب إلى مجلس النواب بمرشحين مع ترك الخيار للبرلمان. وفي السياق نفسه، قال الإطار التنسيقي في بيان الجمعة إنه يجدد الدعوة للقوى الكردية لعقد المزيد من الحوارات الجادة بغية الوصول الى اتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية.

إلى ذلك، قال وزير التيار الصدري صالح محمد العراقي، السبت، إن تفجير المسيرات هو ما يكسر هيبة الدولة، مشدداً على أن المتظاهرين يحمون مؤسسات الدولة من الفساد. جاء ذلك في مجمل رده على الإطار التنسيقي الموالي لإيران، حيث أكد أن زعزعة الأمن الطائفي في كردستان والأنبار كسر لهيبة الدولة، فيما أن حماية المؤسسات من الفساد ليست كسرا لهيبة الدولة. وزير الصدر حذر الإطار التنسيقي الموالي لإيران من زعزعة السلم الأهلي، مشيراً إلى أن التسريبات ليست بعيدة عنهم وإياكم والسلم الأهلي، كما دعا الأمم المتحدة إلى دعم العراقيين لإنهاء معاناتهم من الفسا، متهما الإطار التنسيقي بحماية ورعاية قتلة المتظاهرين وهشام الهاشمي. يأتي ذلك بعد أن اتهم الإطار التنسيقي، الموالي لإيران، التيار الصدري بالتصعيد ودعا أنصاره إلى مواجهته، وللتظاهر في مواجهة الصدريين.

ورفع أنصار التيار الصدري شعارات تنديد بالإطار التنسيقي الموالي لإيران، خلال اقتحام للمبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، وقبلها، اقتحم الآلاف من أنصار الصدر المنطقة المحصنة للحكومة في بغداد السبت، للمرة الثانية خلال أسبوع، في تصعيد للأزمة السياسية التي تعصف بالعراق، لكن هذه المرة أصيب ما لا يقل عن 120 شخصا، بينهم محتجون وأفراد بالشرطة، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بحسب مسؤولين أمنيين ومسعفين. وأضافوا أن بعض الجرحى إصاباتهم خطيرة.

بالتزامن، قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، السبت، إن على الكتل السياسية العراقية بدء حوار شامل، مشدداً إنه يجب التوقف عن لغة التخوين في العراق، وأنه على جميع القوى والأحزاب العراقية تحمل مسؤولياتها.

وأعلن متظاهرون من أنصار التيار الصدري، السبت، الاعتصام المفتوح داخل مقر مجلس النواب، احتجاجاً على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة، في منحنى آخر لأزمة سياسية مستمرة منذ انتخابات أكتوبر الماضي، فيما لمح مؤيدون للإطار التنسيقي الموالي لإيران إلى انطلاق خروج تظاهراتهم الأحد.

كما أعلن رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي تعليق جلسات البرلمان حتى إشعار آخر، وذلك نظراً لاحتجاج أنصار التيار الصدري داخل مقره، واعتبر الحلبوسي في بيان أن العراق يعيش أوقاتاً صعبةً وحساسةً، داعياً الجميع إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، معتبرا أن الجميع يتحمل النتائج على حد سواء.

في السياق نفسه، دعا جميع القادة والكتل السياسية إلى لقاء وطني عاجل، لإنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول تكون مخرجاته من أجل الوطن، وتغليب مصلحته على كل المصالح الحزبية والفئوية. من جانبه، أكد رئيس الجمهورية العراق، الحاجة المُلحّة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين.

كما أعرب الاتحاد الأوروبي الأحد عن قلقه من استمرار الاحتجاجات وتصعيدها المحتمل في العاصمة العراقية، وطالب في بيان جميع الأطراف والقوى السياسية في البلاد بـضبط النفس لمنع المزيد من العنف، وحل القضايا من خلال حوار سياسي بناء ضمن الإطار الدستوري. من جهته دعا متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف إلى تهدئة الوضع، وحض غوتيريش في بيان السبت القوى السياسية على تجاوز خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فاعلة من خلال حوار سلمي وشامل دون مزيد من التأخير.

إلى ذلك أفيد يوم الأحد، بأن أنصار التيار الصدري يواصلون الاعتصام المفتوح في مقر البرلمان العراقي لليوم الثاني، وإلى أن قائمة مطالب الصدر طويلة والسيناريو القادم مجهول. كما أضافت المعلومات أن ممثل زعيم التيار مقتدى الصدر رهن رفع الاعتصام بتنفيذ هذه المطالب، لافتا إلى أن التيار الصدري مصمم على الاستمرار في الاعتصام حتى اللحظة، كما أضاف أن قوى الأمن العراقية لا تمنع المتظاهرين من الدخول إلى المنطقة الخضراء، لافتا إلى أنه من غير الواضح حتى الآن إمكانية عقد حوار بين القوى السياسية العراقية. في الأثناء، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية كافة، يوم الأحد، في أعقاب اقتحام آلاف من أنصار التيار الصدري للمنطقة الخضراء وإعلانهم الاعتصام داخل مقر البرلمان.

في السياق، أطلق رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الأحد، مبادرة لحل الأزمة السياسية في العراق، داعياً الأطراف السياسية للقدوم إلى أربيل والبدء بحوار مفتوح جامع واتفاق قائم على المصالح العليا للبلد.

وبالتزامن مع تواصل اعتصام أنصار التيار الصدري داخل البرلمان العراقي لليوم الثاني، وجه مقتدى الصدر، الأحد، مجددا دعواته إلى مناصرة الثائرين للإصلاح بما فيهم العشائر والأمن العراقي، وقال لأنصاره إن فوتم الفرصة فلا تلقوا باللوم علي، كما دعا لمناصرة الثائرين، لا تحت لوا الصدر أو قيادته بل تحت لواء العراق، مبيناً أن البعض في العراق يدعي أن الثورة الحالية هي ثورة صدرية. وقال إن الثورة العفوية السلمية هي خطوة أولى لمن اكتوى بالفساد والإرهاب والتبعية، آملا ألا تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية الأولى عام 2016، وتابع ان هذه فرصة لتبديد الفساد والتفرد بالسلطة والولاء للخارج والمحاصصة، مضيفا لو كانت نتائج الانتخابات لصالح الدولة العميقة لقالوا إنها نزيهة وحرة.

وعقب بيان الصدر الذي دعا فيه أنصاره المعتصمين داخل البرلمان العراقي إلى عدم تفويت الفرصة، توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين نحو المنطقة الخضراء ببغداد. بالتزامن مع ذلك، أصدر وزير التيار الصدري، صالح محمد العراقي، تعليمات للمتظاهرين تتضمن عدم استحداث أي بناء داخل البرلمان العراقي، وطالب المتظاهرين بعدم إصدار أي بيانات فردية، والتعاون التام مع الأجهزة الأمنية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم الاقتراب من الدور السكنية. كما طلب من المحتجين الحفاظ عى نظافة البرلمان العراقي، وإقامة الشعائر الدينية خارجه.

 

  1. في الشأن اليمني

دان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الاثنين، الهجوم الذي تعرض له حي سكني في مدينة تعز، وأودى بحياة طفل وأصاب 11 آخرين، في بيان خجول لم ينسب الجريمة لميليشيا الحوثي التي ارتكبتها رغم سريان الهدنة الأممية، وفق مراقبين. وحث المبعوث الأممي، الأطراف المتحاربة على الالتزام بموجب القانون الدولي بخصوص حماية المدنيين، خاصة فيما يتعلق بقتل الأطفال وإصابتهم بجروح، الذي يعد مستهجنا بشكل خاص، وعبّر عن قلقه الشديد إزاء هذا الهجوم، وغيره من الهجمات في أماكن أخرى من اليمن، التي حدثت خلال الهدنة. كما أدان مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ما وصفها بالجريمة البشعة لميليشيا الحوثي في تعز، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لإنهاء حالة الإفلات من العقاب. كذلك، انتقدت وزارة حقوق الإنسان في بيان، تساهل المجتمع الدولي وهيئاته مع ميليشيا الحوثي الذي منحها الفرصة لتقويض الأمن والسلم المحلي والدولي.

في سياق متصل، أكد تقرير حديث لمجلس الأمن الدولي، استمرار تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وامتداده إلى خارجها، علاوة على طموحه في تنفيذ عمليات دولية، مؤكداً وجود تعاون بين التنظيم وميليشيا الحوثي الإرهابية. وقال التقرير الذي سلمته رئيسة اللجنة المعنية بـ"داعش والقاعدة"، تراين هايمرباك، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، إنه على الرغم من النكسات التي تكبدها التنظيم في الفترة الأخيرة، فإنه لا يزال يشكل تهديداً مستمراً في اليمن وخارجه، مشيراً إلى أن "القاعدة" يطمح إلى إحياء القدرة على تنفيذ العمليات دوليا، كما أورد التقرير معلومات قدمتها دولة عضو بمجلس الأمن الدولي، عن آلية التخادم بين قيادات وعناصر التنظيم من جهة، وميليشيا الحوثي من جهة ثانية. وأفاد بأن التنظيم يتعاون مع قوات الحوثيين، حيث تؤوي هذه القوات بعض أفراده وتفرج عن سجناء مقابل قيامه بعمليات إرهابية بالوكالة، وتوفير التدريب العملياتي لبعض المقاتلين الحوثيين.

ومن بين المناطق التي يتخذ منها التنظيم معاقل لمقاتليه وقياداته في اليمن، ذكر التقرير محافظات مأرب، وأبين وشبوة، إضافة إلى محافظات حضرموت والمهرة والجوف، موضحاً أن معظم القادة والمقاتلين بالتنظيم يتمركزون في المحافظات الأولى. واعتبر التقرير الأممي أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا يزال أهم فرع لتنظيم القاعدة في نشر الدعاية، بما في ذلك الإعلان عن مسؤولية عن الهجمات بواسطة المواد المصورة. ويُعتبر وجود تنظيم داعش (في العراق والشام - اليمن) محجوبا في اليمن بوجود تنظيم القاعدة، فتنظيم داعش في العراق والشام - اليمن، دخل مسارا تراجعيا ولم يشن أي هجمات في الفترة الأخيرة.

 

  1. في الشأن المصري

أعلن مجلس الوزراء المصري، يوم الأربعاء، أن مصر وقعت مذكرة تفاهم مع شركة هندية لإقامة مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذكر مجلس الوزراء في بيان أن شركة رنيو باور برايفت ليمتد الهندية ستبني مصنعا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة 20 ألف طن سنويا وباستثمارات تبلغ 8 مليارات دولار، وأشار إلى أن عددا من الجهات الحكومية يشارك في المشروع وهي: "هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة المتجددة"، و"الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس"، و"الشركة المصرية لنقل الكهرباء" و"صندوق مصر السيادي"، وأوضح أن حجم الإنتاج المتوقع قابل للزيادة حتى 220 ألف طن سنويا، من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وذلك في أحد المواقع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

في ملف جماعة الاخوان

وصلت أزمة انشقاقات جماعة الإخوان إلى ذروتها، حيث مازالت الجبهتان المتنازعتان تواصلان حرب البيانات الإعلامية والفصل لقيادات الجبهتين من صفوف الجماعة، فضلا عن التراشق الإلكتروني بين مؤيديهما على مواقع التواصل الاجتماعي. وأصدرت جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين، يوم الخميس، بيانا اتهمت فيه جبهة منير بنشر الفتنة والانقسامات داخل صفوف الجماعة، والسعي لإعاقة عمل الإخوان، وعرقلة مسيرتهم، على حد زعمهم. وأوضحت جبهة حسين أن منير ومعاونيه استغلوا مواقع التواصل لنشر المخالفات وحولوها لساحة نزال يتراشق فيها كثير من الإخوان، ويتباغض على صفحاتها الدعاة، ويتبادلون عبرها الاتهامات، واصفة ما تفعله بأنه تجريح للأشخاص ونقل الشائعات وتسويقها.

من جانب آخر، في تطور لافت وبارز، أعلنت جماعة الإخوان أنها لن تخوض صراعا جديدا على السلطة في مصر، وذلك بعد الإطاحة بهم من السلطة في مصر وتونس والسودان. وقال إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إن الجماعة لن تخوض صراعا جديدا على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم قبل تسعة أعوام، وزعم منير في المقابلة أن الجماعة ترفض العنف تماما وتعتبره خارج فكرها، مضيفا انه ليس فقط أن تستخدم الجماعة العنف أو السلاح بل حتى أن يكون هناك صراع على الحكم في مصر بأي صورة من الصور.

وتأتي تصريحات منير وسط صراع بين الجبهتين المتنازعتين على قيادة الجماعة حول مستقبلها، حيث يرى منير وأعضاء جبهته وهي جبهة لندن تحويلها لتيار فكري ودعوي، فيما تطلب جبهة إسطنبول باستمرار المكتسبات التاريخية والسياسية للحركة والحفاظ على حظوظها في الوصول للسلطة، تأسيسًا على منهج مؤسس الجماعة حسن البنا الذي نادى بأستاذية العالم.

أزمة سد النهضة

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، الجمعة، أن وزير الخارجية سامح شكري وجه خطابًا إلى رئيس مجلس الأمن الدولي لتسجيل اعتراض مصر ورفضها التام لاستمرار إثيوبيا في ملء سد النهضة بشكل أحادي دون اتفاق مع مصر والسودان حول ملء وتشغيل هذا السد، وذكر البيان أن ذلك يعد مخالفة صريحة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم عام 2015 وانتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، والتي تلزم إثيوبيا، بوصفها دولة المنبع، بعدم الإضرار بحقوق دول المصب.

وأكد وزير الخارجية في خطابه إلى مجلس الأمن على أنه مع تمسك مصر بضرورة التوصل لاتفاق حول سد النهضة يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، إلا أن الدولة المصرية لن تتهاون مع أي مساس بحقوقها أو أمنها المائي أو أي تهديد لمقدرات الشعب المصري الذي يمثل نهر النيل شريان الحياة الأوحد له، بحسب البيان، ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في هذا الشأن، بما في ذلك من خلال التدخل لضمان تنفيذ البيان الرئاسي الصادر عن المجلس والذي يلزم الدول الثلاث بالتفاوض من أجل التوصل لاتفاق حول سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة.

واختتمت الخارجية المصرية بيانها بأن مصر تحتفظ بحقها الشرعي المكفول في ميثاق الأمم المتحدة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان وحماية أمنها القومي، بما في ذلك إزاء أي مخاطر قد تتسبب بها مستقبلا الإجراءات الأحادية الإثيوبية.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

تعهّد رئيس وزراء الكويت الجديد الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، في رسالة وجهها لأمير البلاد، بالحفاظ على الدستور والديمقراطية وبالمحافظة على المكاسب الوطنية ودولة المؤسسات، وأكد سعيه لبذل كل الجهود لتحقيق النهضة الشاملة والتنمية والبناء، كما شدد على سعيه تحقيق النهضة الشاملة والتنمية والبناء على أرض الوطن وتحقيق ما يتطلع إليه أبناؤه من رقي ورخاء. وكانت الكويت قد أعلنت الأحد الماضي تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح نجل أمير البلاد رئيساً جديداً للوزراء ليحل محل رئيس وزراء الحكومة المستقيلة الشيخ صباح الخالد الذي واجه سجالات مع البرلمان أعاقت الإصلاح المالي، وكان الشيخ أحمد نائبا لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية في الحكومة التي قدمت استقالتها في أبريل.

 

  1. في الشأن الأوروبي

قدم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مسودة تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودعا الثلاثاء، الأطراف المشاركة في محادثات فيينا إلى قبولها لتجنب أزمة خطيرة. وزار بوريل، طهران في 25 يونيو للقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وأعلن المسؤولان وقتها استئناف المحادثات في الأيام المقبلة في فيينا.

ويتناول الحل الوسط الذي قدمه بوريل بالتفصيل رفع العقوبات المفروضة على إيران، والتدابير النووية اللازمة لإحياء الاتفاق النووي الذي يعرف أيضاً بخطة العمل الشاملة المشتركة، كما كتب بوريل في مقال نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز" أن النص ليس اتفاقاً مثالياً، لكنه يمثل أفضل اتفاق يعتبره ممكناً، بصفته وسيطا في المفاوضات، كما لفت إلى أن الحل المقترح يتناول كل العناصر الأساسية، ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة، محذراً من أنه في حالة الرفض فإن الجميع يجازف بحدوث أزمة نووية خطيرة.

أزمة شرق المتوسط

انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية، يوم الجمعة، تركيا لمعارضتها سيادة اليونان على جزر قرب ساحلها، وحثت أثينا على التأكد من القضاء على أي عمليات تصدٍّ غير قانونية للمهاجرين القادمين عبر الحدود. وقالت بيربوك بعد محادثات في أثينا مع نظيرها اليوناني نيكوس ديندياس ان هناك العديد من تساؤلات القانون الدولي المعقدة، لكن بعضها بسيط للغاية. الجزر اليونانية، ليسبوس وخيوس ورودس وغيرها، هي أراض يونانية، ولا يحق لأحد إثارة شكوك حول ذلك.

واقترحت بيربوك، التي توجهت إلى تركيا في وقت لاحق من الجمعة، أن يركز أعضاء الناتو جهودهم على دعم أوكرانيا، وقالت انه من الواضح أنه يجب علينا حل النزاعات بين شركاء الناتو عبر الحوار، مضيفةً أن الخلافات في صفوف الحلف هي بالضبط ما يريده الرئيس الروسي، لذا ستكون هذه رسالتي من إسطنبول أيضاً، وهذا يشمل احترام سيادة كل طرف.

من جانب آخر، اتهمت اليونان وقبرص تركيا، يوم الخميس، بتأجيج التوترات، إذ تستعد أنقرة لإرسال سفينة حفر إلى البحر المتوسط الشهر المقبل للبحث عن الغاز الطبيعي. وقال وزير الخارجية القبرصي للصحافيين بعدما التقى نظيره اليوناني في نيقوسيا انهم يتوقعون قدوم السفينة، وقد ناقشنا اتخاذ إجراءات معينة على أمل أن يؤدي ذلك إلى تفادي أي توترات في منطقتنا الاقتصادية الخالصة، وقال إن نيقوسيا ستتصرف بالتنسيق مع شركائها في الاتحاد الأوروبي من أجل اتباع أفضل مسار للعمل، كما وأضاف أنه كان هناك تصعيد في الخطاب الحاد والاستفزازي من أنقرة، وقال إن السلطات القبرصية تعتقد أن هناك أكثر من ست مناطق محتملة يمكن أن تبدأ فيها السفينة التركية التنقيب، وقد لا تكون جميعها داخل المنطقة التي تطالب بها قبرص.

 

  1. في الشأن التركي.

قالت شركة روس أتوم الروسية يوم السبت، إنها منحت شركة تي.إس.إم إنيرجي عقد القيام بعمليات البناء الباقية في محطة الطاقة النووية التي تتكلف 20 مليار دولار والتي تبنيها في أكويو في جنوب تركيا. وقالت أكويو نيوكلير، وهي شركة تابعة لروس أتوم تبني أربعة مفاعلات في المكان الذي يقع على البحر المتوسط، إنها وقعت عقد البناء مع تي.إس.إم بعد إنهاء اتفاقها مع شركة آي.سي إيكتاس التركية. وبحسب التسجيل التجاري التركي، تملك ثلاث شركات روسية تتخذ من روسيا مقار لها شركة تي.إس.إم. وقالت أكويو نيوكلير في بيان دون التطرق إلى سبب إلغاء العقد مع شركة آي.سي إيكتاس ان جميع الأشغال الجارية ستُنقل بموجب عقود فرعية إلى تي.إس.إم.، كما ستُوقع عقود مماثلة جديدة بين تي.إس.إم ومقاولين من الباطن. وتهدف الحكومة التركية إلى بدء تشغيل المفاعل الأول في المحطة التي يبلغ إجمالي طاقتها 4800 ميجاوات قبل الانتخابات العامة العام المقبل.

في سياق منفصل، ظهر خلاف واضح بين جمعية تجارية تركية كبيرة والبنك المركزي، بسبب لوائح صدرت مؤخرا لتنظيم عملية منح القروض، حيث قال رئيس غرفة الصناعة في إسطنبول، إن الإجراءات الجديدة تخلق مشاكل تستعصي على الحل. واتخذت السلطات التركية، ومن بينها البنك المركزي ووكالة التنظيم والرقابة المصرفية، خطوات للحد من منح قروض للشركات باستثناء الشركات المصدرة في إطار خطة اقتصادية تسعى إلى قلب عجز كبير في الحساب الجاري إلى فائض. وكانت غرفة الصناعة في إسطنبول قد اشتكت في وقت سابق من أن اللوائح الجديدة أدت إلى تضييق الخناق على الشركات الساعية للحصول على تمويل من البنوك، لكن مصادر متابعة ذكرت هذا الأسبوع نقلا عن أشخاص مطلعين على الخطط أن أنقرة ستمضي قدما في سياساتها.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أمر نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد بتحريك فرق الطوارئ والإنقاذ في دبي، لدعم عمليات الإنقاذ في إمارة الفجيرة والمناطق الشرقية في الدولة، والتي تعرضت لأمطار شديدة، يوم الأربعاء، ووجه كذلك بتشكيل لجنة عاجلة للعمل على حصر أضرار السيول والأمطار في الإمارات، ونقل كل الأسر المتضررة من الأمطار لمواقع إيواء مؤقتة وفنادق قريبة.

في السياق، أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية، الجمعة، العثور على 7 أشخاص من جنسيات آسيوية متوفين جراء السيول التي طالت بعض مناطق الإمارات. وقال المتحدث باسم الوزارة إن 80% من الأفراد الذين تضررت مساكنهم جراء السيول عادوا إلى منازلهم، مضيفاً أنه تمت إعادة فتح أغلب الطرق التي تأثرت بالسيول.

في ظل الأزمة المستجدة في بغداد، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، يوم الأحد، أن استقرار العراق هو استقرار للمنطقة وتعزيز لأمنها، وقال عبر حسابه على تويتر "كما يشكل أولوية للمواطن العراقي فهو محل اهتمام عربي وإقليمي".

 

  1. في الشأن السعودي

أكد بيان سعودي يوناني مشترك بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أثينا، على إدانة جميع أشكال الإرهاب والتحريض على أعمال العنف، كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى العمل معاً لمحاربة التطرف. كما أكد البلدان في بيان الأربعاء، على أهمية الوسائل السياسية والحوار، بناءً على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، لتحقيق حلول مستدامة لجميع النزاعات والخلافات، وشددا على أهمية الحل السلمي للخلافات بين الدول من خلال الحوار والدبلوماسية، وأشارا إلى أن الحفاظ على الاستقرار والازدهار يمثل أولوية لتحقيق السلام والأمن الإقليميين.

وفي الشأن الاقتصادي والتجاري والاستثماري، أكّد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال مواءمة مستهدفات رؤية المملكة 2030 وخطة التعافي الوطنية والقدرة على الصمود اليونانية (Greece 2.0). كما أكدا حرصهما على دعم فرص التكامل الاستثماري بين البلدين في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وأشادا بعقد اجتماع الطاولة المستديرة بين الشركات السعودية واليونانية خلال الزيارة، ورحب الجانبان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين القطاع الخاص بنحو 14 مليار ريال سعودي في مجالات: الطاقة والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والسياحة، والنقل البحري والخدمات اللوجستية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والرعاية الصحية، والأغذية. ورحب الجانبان بالتوقيع على اتفاقية مشروع مد كابل بيانات يهدف إلى تعزيز البنية التحتية لنقل البيانات بين آسيا وأوروبا. بالإضافة إلى ذلك، أشاد الجانبان بتوقيع الاتفاقية بين "ميناهب" (MENAHub) (المملكة العربية السعودية)، وهيئة الاتصالات القبرصية المحدودة (CyTA Ltd) (قبرص)، وشركة الاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية اليونان (TTSA S.A)، والمؤسسة العامة للطاقـــة (Public Power Corporation) (اليونان) لإنشاء مشروع "ممر بيانات الشرق إلى المتوسط" (East-Med Corridor) بهدف تعزيز التعاون في مجال نقل البيانات. وأكد الجانبان أهمية التعاون الاستراتيجي بينهما في عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة، ومن ضمنها توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة وإنشاء خط الربط الكهربائي، وتصدير الكهرباء المُنتجة باستخدام الطاقة المتجددة إلى اليونان، وإلى أوروبا. بالإضافة إلى التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين النظيف، بما في ذلك الهيدروجين منخفض الكربون، والهيدروجين الأخضر، ونقله إلى أوروبا، مشيرين في هذا الإطار إلى أهمية مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين في مجال الطاقة.

من جانب آخر، صدر بيان ختامي مشترك لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحسب البيان، جرى خلال اللقاء عقد جلسة مباحثات رسمية تم استعراض العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وشملت المباحثات سبل تعميق الشراكة الاستثمارية بين البلدين عبر رفع وتيرة التعاون الاستثماري والاقتصادي، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتعاون في مجال الهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات وليس على المصادر. كما تطرقت المباحثات إلى أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار واحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وتم التطرق في المباحثات إلى دعم البلدين لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، وأعربا عن ارتياحهما لعمل الصندوق السعودي ـ الفرنسي لدعم العمل الإنساني والإغاثي في لبنان بأعلى معايير الشفافية. كما شملت المحادثات أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يحافظ على وحدة أراضي سوريا وسلامة شعبها. كما تطرقت إلى الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامج إيران النووي، وحث إيران على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

 

  1. في الشأن الروسي

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد الماضي، إنه لا يمكن لدول الناتو أن تحافظ على أمنها بتهديد أمن دولة أخرى، وإن أوكرانيا اختارت العداء لروسيا وسمحت للناتو بالتوسع نحو حدود روسيا، في حديثه بجامعة الدول العربية، مخاطباً المندوبين الدائمين، على هامش زيارته لمصر، حيث أكد ان مخاوف موسكو الأمنية في أوكرانيا مشروعة والغرب مصمم على إرسال الأسلحة لها! وأضاف أن حكومة أوكرانيا لم تلتزم باتفاقيات مينسك وقرارات الأمم المتحدة، مشدداً على أنه لا يمكن السماح لحلف الناتو بالهيمنة وتنفيذ ما يريده كيفما شاء، كما أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يتحرك عندما تم انتهاك اتفاقيات مينسك!

في سياق متصل، اتهمت موسكو 92 عضوا في القوات المسلحة الأوكرانية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقال رئيس لجنة التحقيقات الروسية ألكسندر باستريكن إنهم شرعوا بالفعل في إجراء أكثر من 1.300 تحقيق جنائي، وأضاف، في تصريح لصحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية الحكومية، أنه اقترح تشكيل محكمة دولية بدعم من دول بينها إيران وسوريا وبوليفيا الحلفاء التقليديين لروسيا! وبالإضافة إلى الـ 92 شخصا الذين اتهمتهم روسيا بالفعل، ثمة 96 بينهم 51 قياديا بالقوات المسلحة الأوكرانية مطلوبون، بحسب باستريكن الذي قال إنهم كانوا متورطين في جرائم ضد سلام وأمن الإنسانية.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية وصفت أوكرانيا بأنها مسرح جريمة، كما أرسلت فريقا من المحققين وخبراء الأدلة الجنائية إلى أوكرانيا، وينكر الكرملين، من جهته، اقتراف أي جريمة حرب أو استهداف مدنيين، ودأب كذلك على إلقاء اللوم على أوكرانيا في قصف بِنيتها التحتية وقتل مدنيّيها الأوكرانيين، ولدى سؤال باستريكين عن إمكانية إجراء محاكمة مدعومة من الأمم المتحدة، اتّهم المسؤول الروسي دول الغرب برعاية القومية الأوكرانية بشكل صريح، ورأى أن ذلك شيء مشكوك فيه إلى حد بعيد!

في سياق منفصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن إسرائيل استخدمت خطابًا متحيزًا، وغير بناء بخصوص أوكرانيا، وأوضحت، يوم الثلاثاء، أن العلاقات بين روسيا وإسرائيل لم تتدهور من تلقاء نفسها، قائلة انه مع الأسف، ساقت تل أبيب في الأشهر الأخيرة خطابًا غير بناء على الإطلاق، والأهم من ذلك أنه متحيز، وهذا غير مفهوم وغريب تمامًا بالنسبة لروسيا، ولفتت إلى أن إسرائيل أظهرت موقفًا مناهضًا لروسيا وداعمًا للنظام الأوكراني، معتبرة أن ذلك متناغم مع الصوت الغريب والوحشي للغرب ويثير إشارات استفهام! وتطرقت زاخاروفا إلى مسألة طلب وزارة العدل الروسية من المحكمة حظر عمل مكتب الوكالة اليهودية في روسيا، مشددة ان ذلك بلا شك يجري على المستوى القانوني.

على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الأمريكية، الخميس، عن مكافأةٍ قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، الذي تتهمه واشنطن بالوقوف وراء تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية عام 2016، وأشارت الخارجية في بيان، إلى أنها تسعى للحصول على معلومات عن بريغوجين و"وكالة أبحاث الإنترنت" والمنظمات الروسية التي على علاقة به، وادعى بيان الخارجية الأمريكية أن "وكالة أبحاث الإنترنت" التي يمولها بريغوجين، بدأت عام 2014 العمل على التدخل في المنظومة السياسية الأمريكية، وضمنها الانتخابات الرئاسية عام 2016 بهدف إثارة الفتنة. كانت الولايات المتحدة قد اتهمت روسيا بمحاولات التدخل في الانتخابات الأمريكية، لكن روسيا رفضت جميع هذه الاتهامات، وطالبت واشنطن بتقديم الأدلة التي تثبت هذا التدخل.

يذكر أن تقريران وُضعا بطلب من الكونغرس الأمريكي، كشفا أن حملة الدعاية التي قامت بها روسيا على شبكات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 سعت إلى تحريض السود على الامتناع عن التصويت، وهو ما صب في صالح الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي الوقت نفسه، كشف التقرير الأول أن قسماً من 3841 حساباً على فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب، التي رُصدت، كانت تسعى لدفع الناخبين البيض القريبين من الجمهوريين إلى المشاركة في الانتخابات.

من جانب آخر، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأحد، على مرسومين حول إقرار العقيدة البحرية الروسية وميثاق الأسطول العسكري الروسي. وتتضمن العقيدة البحرية الروسية الجديدة، النقاط التالية: تعتبر العقيدة البحرية الروسية، أن واشنطن هي التهديد الأكبر، كما تنص على الرد بشكل سريع على كل من يهدد سيادة موسكو، وتنص كذلك تعزيز مصالح روسيا في القطب الشمالي والبحر الأسود، مع اعطاء القطب الشمالي أهمية خاصة، وتتضمن وجود نقاط ضمان لوجستية - فنية في البحر الأحمر، كما تؤكد على إمكانية استخدام القوة العسكرية في المحيطات، وتنص أيضاً على تطوير مرافق الإنتاج لبناء سفن حاملة للطائرات حديثة للقوات البحرية.

وفي سياق متصل، أعلن حاكم سيباستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجاييف أن هجوماً بطائرة مسيرة استهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في مدينة سيباستوبول الأحد ما أسفر عن جرح 6 أشخاص من هيئة الأركان، كذلك أضاف أن كل الاحتفالات بعيد الأسطول الروسي ألغيت لأسباب أمنية، داعياً سكان سيباستوبول إلى عدم مغادرة منازلهم إذا أمكن. يشار إلى أن احتفالات كبيرة بمناسبة عيد الأسطول الروسي التي كانت مقررة في جميع أنحاء روسيا بما في ذلك عرض بحري في سانت بطرسبرغ يفترض أن يشرف عليه الرئيس فلاديمير بوتين.

في المقابل نفت أوكرانيا أن تكون هاجمت مقر أسطول البحر الأسود الروسي في القرم بطائرة مسيرة، واصفة الاتهامات الروسية بأنها استفزاز متعمد، وقال المتحدث باسم الإدارة الإقليمية في أوديسا سيرغي براتشوك في بيان، إن الاتهامات الروسية بـهجوم أوكراني على مقر الأسطول الروسي في سيباستوبول هي استفزاز متعمد، مضيفاً أن تحرير شبه جزيرة القرم سيحدث بطريقة أخرى أكثر فاعلية.

وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها السلطات الروسية عن هجوم من هذا النوع منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا يوم 24 فبراير.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أنه أجرى محادثات صريحة مع نظيره الروسي وحضه على القبول بعرض الولايات المتحدة بهدف الإفراج عن أميركيين معتقلين في روسيا، كما أبلغه أن واشنطن لن تعترف بضم أي أراضٍ أوكرانية لروسيا. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت الخميس إجراء محادثات لتبادل سجناء بين روسيا والولايات المتحدة، لكنها قالت إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، بعد إعلان واشنطن أنها قدمت عرضاً جوهرياً لموسكو. وقال بلينكن انه دعا الكرملين إلى قبول العرض الذي قدم إليهم، موضحا أنه حذر لافروف من أن العالم لن يعترف أبدا بضم روسيا لأراض أوكرانية. من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أكد لـ بلينكن أن العملية العسكرية في أوكرانيا ستحقق كل أهدافها، كما أكد أن العقوبات الأميركية تسببت في أزمة الغذاء العالمية!

من جانب آخر، نددت أوكرانيا، السبت، بالدعوات الروسية إلى شنق مقاتلي كتيبة آزوف أو التسبب لهم بنوع آخر من الموت المذل، وذلك غداة ضربة استهدفت سجناً كان بعضهم معتقلاً فيه، وأسفرت عن أكثر من 50 قتيلاً. وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولنكو، عبر "تويتر": "اقرأوا ما يلي حين يقولون لكم إنه ينبغي عدم عزل روسيا. ليس ثمة أي فرق بين الدبلوماسيين الروس الداعين إلى إعدام أسرى حرب أوكرانيين، والقوات الروسية التي تقوم بذلك في أولينيفكا. إنهم جميعاً شركاء في جرائم الحرب هذه، ويجب محاسبتهم عليها". وكان نيكولنكو يرد على تغريدة بالإنجليزية نشرتها السفارة الروسية في المملكة المتحدة مساء الجمعة، واعتبر أنها انتهكت قواعد تويتر المتصلة بالسلوك المشين، لكن هذه التغريدة ظلت متوافرة على "تويتر" لأنها قد تكون موضع اهتمام الجمهور، بحسب قواعد الموقع. وجاء في هذه التغريدة: "يستحق مقاتلو آزوف إعدامهم، ولكن ليس بواسطة كتيبة إعدام بل شنقاً. إنهم ليسوا جنوداً فعليين. إنهم يستحقون موتاً مذلاً"!

من جهته، رد أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر "تلغرام"، معتبراً أن روسيا دولة إرهابية. في القرن الحادي والعشرين، وحدهم المتوحشون والإرهابيون يمكنهم القول على الصعيد الدبلوماسي إن الناس يستحقون إعدامهم شنقاً. ورأى الرئيس الأوكراني مساء الجمعة أن قصف سجن أولينيفكا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا يشكل جريمة حرب روسية متعمدة. وكانت موسكو، كعادتها، اتهمت كييف بهذا القصف، وقالت لجنة التحقيق الروسية إن القوات الأوكرانية قصفت السجن حيث يعتقل عناصر في كتيبة آزوف، مستخدمةً صواريخ أميركية من طراز هيمارس.

وفي السياق، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الجمعة، إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي شك في أن روسيا تعتزم تفكيك أوكرانيا ومسحها من خريطة العالم بالكامل، وأخبرت ليندا توماس- غرينفيلد، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة تشهد دلائل متزايدة على أن روسيا تضع الأساس لمحاولة ضم جميع المناطق الشرقية الأوكرانية من دونيتسك ولوغانسك ومناطق خيرسون وزابورجيا، بما في ذلك عن طريق تعيين مسؤولين غير شرعيين بالوكالة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، بهدف إجراء استفتاءات زائفة أو مرسوم للانضمام إلى روسيا، وقالت إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح حتى أن هذا هو هدف الحرب لروسيا. وقال لافروف أمام قمة عربية في القاهرة يوم الأحد الماضي، إن هدف موسكو الأسمى في أوكرانيا هو تحرير شعبها من نظامها غير المقبول! في إشارة على ما يبدو إلى أن أهداف حرب موسكو تتجاوز منطقة دونباس الصناعية الأوكرانية في الشرق التي تضم دونيتسك ولوغانسك، وقال لافروف أيضا سنساعد الشعب الأوكراني بالتأكيد على التخلص من النظام الذي يعد مناهضا للشعب ومعاديا للتاريخ على نحو مطلق! إلى ذلك، قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أمام مجلس الأمن، الجمعة، إن اجتثاث النازية ونزع السلاح من أوكرانيا سيتم تنفيذه بالكامل، وقال أنه يجب ألا يكون هناك تهديد من هذه المرحلة لدونباس ولا لروسيا ولا للأراضي الأوكرانية المحررة، حيث لأول مرة منذ عدة سنوات يستطيع الناس أخيرًا أن يشعروا أنهم يستطيعون العيش بالطريقة التي يريدونها! كما حذر بوليانسكي الدول الغربية التي تزود أوكرانيا بالمدفعية بعيدة المدى وراجمات صواريخ أرض-أرض من أنها تحول خط الأمن المؤقت أكثر نحو الغرب، وبذلك توضح بشكل أكبر أهداف وأغراض عمليتنا العسكرية الخاصة.

على الصعيد العسكري، كشفت وزارة الدفاع البريطانية الأحد أن موسكو أطلقت 20 صاروخاً على الأقل تجاه مناطق في شمال أوكرانيا من أراضي بيلاروسيا الخميس، وأضافت أن ذلك يأتي عقب استغلال روسيا لأراضي بيلاروسيا منذ فبراير الماضي للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف.

يذكر أن هيئة الأركان العامة الأوكرانية كانت أعلنت الخميس، أن صواريخ كروز روسية استهدفت قاعدة عسكرية قرب كييف ما أدى إلى تدميرها جزئياً، وأضافت أن مبنى في القاعدة دُمِّر وأصيب اثنان آخران، بينما أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أحد الصواريخ الستة، لافتة إلى أنه تم إطلاق الصواريخ من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. كذلك أفادت أن مزيداً من القصف بقاذفات الصواريخ المتعددة استهدف منطقة تشرنيغيف في شمال أوكرانيا، الذي أطلق من بيلاروسيا المجاورة حليفة موسكو، مشيرة إلى خسائر في صفوف الجيش الأوكراني. كما أكدت أيضاً أن القوات الروسية تواصل محاولة التقدم قرب سيفرسك وباخموت، في منطقة دونباس الصناعية التي تهدف موسكو إلى السيطرة عليها، مضيفة إن الوضع هناك صعب ولكنه تحت السيطرة الكاملة، كما أفادت أنه في منطقة خيرسون، التي تسيطر عليها موسكو في جنوب البلاد حيث تشن القوات الأوكرانية هجوما مضاداً، تمت استعادة ثلاث قرى من الروس في الأسبوعين الماضيين.

في السياق، دعا الرئيس الأوكراني مساء السبت في رسالة مصورة السكان إلى إخلاء منطقة دونيتسك في شرق البلاد والتي تتعرض مدنها لقصف القوات الروسية. وأضاف زيلينسكي، في خطاب ألقاه في وقت متأخر من الليل، أن على مئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في مناطق القتال في حوض دونباس الأوسع مغادرة المنطقة. ويضم حوض دونباس منطقتي لوغانسك ودونيتسك، وأوضح أن كثيرين يرفضون مغادرة دونباس، لكن يتعين عليهم القيام بذلك.

 

  1. في الشأن الايراني

أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، يوم الإثنين، أن طهران لن تشغل كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أزالتها في حزيران/ يونيو الماضي، حتى يتم إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها أزالت معدات تابعة لها بما شمل 27 كاميرا تم تركيبها بموجب الاتفاق، بعد أن مررت الوكالة قرارا ينتقد طهران في حزيران/ يونيو الماضي، وقال إسلامي، إن كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تُشغل لحين عودة الجانب الآخر للاتفاق النووي؛ فيما أكدت إيران، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، أنها لن تتسرع في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي على رغم الضغوط الغربية، بعد مرور أشهر على تعليق المفاوضات.! وشدد إسلامي على أن الكاميرات التي تم إيقافها ترتبط بالاتفاق النووي، وبالتالي لن يعاد تشغيلها ما لم يتم التفاهم على إحيائه، وأوضح أنه تم تركيب كاميرات المراقبة أو ما تسمى بكاميرات خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) بهدف درء الاتهامات الغربية لإيران بالسعي لتطوير سلاح ذري، مضيفا إذا بقيت الاتهامات فلا داعي لوجود الكاميرات، وأفاد بأن الوكالة الدولية جمعت هذه الكاميرات ووضعت الأختام عليها وتم تخزينها في المنشآت الإيرانية إلى أن يعود الاتفاق النووي نافذا.

إلى ذلك، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، مدير الوكالة، رافائيل غروسي، بأن لديه آراء غير احترافية وظالمة وغير بناءة بشأن برنامج إيران النووي، وأضاف أن بلاده تأمل في العودة سريعا للاتفاق النووي إذا ما أظهرت الولايات المتحدة حُسن النية، وأضاف، في مؤتمر صحافي أسبوعي لوزارة الخارجية، إن إيران ملتزمة بالمحادثات وستواصل ذلك لحين التوصل لاتفاق جيد وقابل للاستمرار، مشددا على إن الغربيين يطالبون إيران باتخاذ القرار فورا، ويؤكدون أن الوقت ضيّق وعلى إيران أن ترد بسرعة، إلا أن الجمهورية الإسلامية لا تتصرّف بتسرّع! كما شدد على أن طهران لا تضحّي بالمصالح الأساسية للبلاد والأمة في مسار متسرّع" على الرغم من "الضغوط النفسية والترقبات الأحادية للأطراف الآخرين.

في سياق منفصل، أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية، يوم السبت، أنها ألقت القبض على مواطن سويدي لاتهامه بالتجسس، ولم تذكر اسم الشخص المقصود كما لم يتضح إن كان الشخص المقصود هو نفس الشخص الذي أعلنت وزارة الخارجية السويدية في مايو الماضي أنه اعتقل في إيران، ولم تعلن طهران هذا النبأ حينها. وقالت وزارة الخارجية السويدية حينها، إن رجلاً سويدياً اعتقل في إيران. وأشارت المخابرات الإيرانية إلى أن المشتبه به دخل أراضي إيران قبل أشهر بعد توقيف جاسوس أوروبي آخر، وكانت مهمته الحصول على معلومات عن الأخير، من دون تفاصيل إضافية، كما أفادت أن المشتبه به زار عدة مرات اسرائيل قبل أن يدخل الأراضي الإيرانية، وأعلنت أنه أجرى اتصالات مشبوهة خلال زياراته السابقة إلى إيران، وأن توقيفه تم بأمر من السلطة القضائية أثناء مغادرته البلاد.

وتوتّرت العلاقات بين السويد وإيران مؤخراً إثر حكم أصدرته محكمة سويدية بحق المسؤول الإيراني السابق حميد نوري.

في ملف المفاوضات، أعلن كبير مفاوضي إيران في المفاوضات النووية في فيينا علي باقري كني، الأحد، أن بلاده استجابت للمقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، وقال إن إيران ردت على اقتراح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران عام 2015 مع الدول الكبرى، وتسعى إلى اختتام سريع للمفاوضات، وتابع أنهم كإيران على استعداد لاختتام المفاوضات في وقت قصير إذا كان الجانب الآخر مستعدا لفعل نفس الشيء.

على صعيد منفصل، أعلن رئيس هيئة الإنقاذ والإغاثة التابعة لجمعية الهلال الأحمر الإيراني، يوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا السيول الأخيرة التي اجتاحت عدة محافظات إلى 56 قتيلاً، بالإضافة لفقدان 18 شخصاً. ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن مهدي ولي بور قوله، إن السيول اجتاحت 21 محافظة منذ يوم 23 يوليو، وأكثر المحافظات تضرراً من السيول مساء أمس الجمعة كانت لرستان وطهران ويزد وأصفهان وجهارمحال وبختياري، كما أشار إلى أن السيول تضرب في الوقت الحالي المناطق التي تقطنها العشائر في محافظتي يزد وجهارمحال وبختياري.

وضربت موجة من الأمطار الغزيرة إيران تحولت على إثرها لسيول، كما أدت إلى حدوث فيضانات في بعض الأنهار اجتاحت العديد من المناطق في غالبية محافظات البلاد. والأسبوع الماضي، راح ضحية الفيضانات المفاجئة في محافظة فارس الجنوبية 22 شخصاً، وتضررت نحو 24 قرية في المحافظة.

وألقت السلطات باللوم في حصيلة القتلى المرتفعة على التجاهل الكبير لإجراءات السلامة من جانب الأشخاص الذين يغامرون بالخروج في العواصف، بينما أشار منتقدون إلى سوء إدارة مشروعات الاسكان، إضافة إلى التحذيرات المتأخرة.

 

  1. في الشأن السوداني

أفاد قيادي بارز في قوى الحرية والتغيير في السودان، الإعلان عن ترتيبات دستورية ورئيس وزراء مدني خلال أسبوعين، وقال محمد الفكي سليمان، في مقابلة مع "سودان تربيون"، السبت، إن قوى الثورة ستعلن خلال أسبوعين ترتيبات دستورية جديدة ورئيس وزراء مدني. كما أشار إلى أن رئيس الوزراء سيمنح صلاحيات واسعة لتشكيل حكومته دون أن يُفرض عليه أي شخص، شريطة أن يجري الأمر بالتشاور مع "قوى الثورة"، كذلك، أوضح أن القوى المعنية بهذا التعيين هي الحرية والتغيير والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام ولجان المقاومة وكيانات مدنية أخرى، وأنها تنظر الآن في عدة ترشيحات لاختيار أحدهم رئيسا للوزراء. وتحدث عن أن رئيس الوزراء سيكون مسؤولا أمام البرلمان الانتقالي عن أداء الجهاز التنفيذي، متوقعًا إلغاء مجلس السيادة في الإعلان الدستوري الجديد الذي تعتزم الحرية والتغيير تقديم مسودته إلى قوى الثورة للتشاور حوله.

يشار أنه في الرابع من يوليو الماضي، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إفساح المجال للقوى السياسية والثورية لتشكيل حكومة كفاءات من خلال الحوار، كما قرر عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات الجارية حاليا. كذلك، قال إن القوات المسلحة ستبقى حارسا لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتجدد تأكيدها بالوقوف مع التحول الديمقراطي والوصول للانتخابات.

 

  1. في الشأن الصيني

قالت مصادر إن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، تستعد للمغادرة إلى آسيا على رأس وفد من الكونغرس، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت الرحلة ستتضمن تايوان، وسط تحذيرات قوية من الصين لأميركا بضرورة عدم اللعب بالنار، وقال أحد المصادر، التي راجعت برنامج الرحلة التي ستشمل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة، إن الرحلة إلى تايوان مدرجة على الجدول على أنها "tentative" أي غير مؤكدة.  وذكرت وكالة "بلومبيرغ" Bloomberg أن الوفد برئاسة بيلوسي سيغادر يوم الجمعة، وهو آخر يوم ينعقد فيه مجلس النواب قبل عطلة شهر أغسطس.

وفي السياق، هاجمت الصين مسؤولاً بارزاً في البحرية الأميركية بعد انتقاده تصرفات بكين العدوانية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي، قائلةً إن الانتشار العسكري الأميركي في المياه المتنازع عليها، والذي وصفته بـالتنمر الملاحي، قد يشعل مواجهات، وأعربت السفارة الصينية في مانيلا عن أسفها الشديد لتصريحات وزير البحرية الأميركي كارلوس ديل تورو، التي تمثل اتهامات لا أساس لها ضد الصين وتشوهها بشكل خبيث وتضخّم التهديد الصيني.

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" يوم الثلاثاء أثناء زيارة لمانيلا، شرح ديل تورو كيف تعدت بكين على المياه الحصرية لجيرانها الآسيويين في انتهاك للقانون الدولي، وقال في تأكيد للحلفاء الآسيويين، بما فيهم الفلبين، إن التركيز العسكري الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لاسيما في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، لن يتباطأ أبداً، بل إنه في الواقع تكثف رغم الحرب في أوكرانيا.

إلى ذلك، قالت الصين إنها تجري تدريبات عسكرية، يوم السبت، قبالة ساحلها المواجه لتايوان بعد أن حذرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وطالبتها بإلغاء خططها المحتملة لزيارة الجزيرة التي تعتبر بكين أنها جزء من أراضيها، وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أن "جيش التحرير الشعبي" يجرى تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من جزر بينغتان قبالة إقليم فوجيان، وطالبت إدارة السلامة البحرية السفن بتجنب المنطقة.

 

  1. في أزمة تونس

تستمر في تونس المواقف الرافضة لتصريحات وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأخيرة المتصلة بالديمقراطية في البلاد. وفي هذا السياق، دان الاتحاد العام التونسي للشغل بشدّة التصريحات المتكرّرة للمسؤولين الأجانب عن الوضع في تونس، معبراً عن رفضه المطلق للتدخّل في الشؤون الداخلية للبلاد، وفق بيان صدر عن مكتبه التنفيذي السبت. وكانت تونس قد استنكرت رسمياً أمس الجمعة التدخل الأميركي في شؤونها معلنةً عن استدعاء القائمة بأعمال السفارة لديها احتجاجاً على التصريحات غير المقبولة الصادرة عن مسؤولين أميركيين، وفق بيان صدر عن الخارجية التونسية وسط إدانة واسعة من أحزاب ومنظمات لهذه التصريحات.

يذكر أن بلينكن كان قد قال الخميس إنه يدعم بقوة التطلعات الديمقراطية للشعب التونسي، مؤكداً أن عملية إصلاح شاملة وشفافة ضرورية لاستعادة ثقة ملايين التونسيين، سواء كانوا ممن لم يشاركوا في الاستفتاء أو من الذي عارضوا الدستور. وفي السياق نفسه، أعرب جوي هود الذي اختير سفيراً في تونس ولم يتم تعيينه رسمياً بعد، عن أسفه أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي حيال تآكل مقلق للمعايير الديمقراطية والحريات الأساسية في تونس، قائلاً إن أفعال الرئيس قيس سعيّد خلال العام الماضي لتعليق الحكم الديمقراطي وتعزيز السلطة التنفيذية قد أثارت تساؤلات جدية.

وتزامنت هذه التصريحات مع الإعلان عن نتائج الاستفتاء، الذي شارك فيه نحو 30% من الناخبين، صوت أكثر من 90% منهم لصالح مشروع الدستور الجديد.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

25 تموز 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطوان قربان، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب الخوري، حُسن عبود، خليل طوبيا، ربى كبّارة، رالف غضبان، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، مارينا متري، ماجد كرم، مأمون ملك، منى فيّاض، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

منذ توقيف مطران حيفا والأراضي المقدسة موسى الحاج في 18 تموز الجاري يحاول حزب الله عبر أدواته السياسية والإعلامية تصوير القضية على أنّها قانونية بحت معزولة عن أي خلفية سياسية، بينما الحقيقة أنّها قضية سياسية بامتياز إذ يسعى "حزب الله" وهو وكيل الإحتلال الإيراني للبنان إلى القول إنّ هناك طائفة وطنية حرّرت الأرض وحاربت الإرهاب وهي اليوم ترسّم الحدود البحرية مع إسرائيل بينما هناك طائفة مشكوك في وطنيتها وعميلة إذ تسعى إلى التطبيع مع إسرائيل.

إنّ هذا المنطق الذي يحاول حزب الله تكريسه مرفوض أشدّ الرفض خصوصاً أنّه يستهدف صرحاً وطنياً يشهد التاريخ على أمانته لنهائية الكيان اللبناني وعروبته وعيشه المشترك، بينما يمسّ منطق حزب الله هذا بميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين ويعرّض الوحدة الوطنية لأخطار جسيمة.

كما يشهد التاريخ على أنّ البطريركية المارونية وقفت على مرّ الأزمة في وجه كلّ الإحتلالات التي مرّت على لبنان وهي اليوم تقف في وجه الإحتلال الإيراني للبنان، ولذلك فهي مدعوة بإلحاح إلى عدم حصر قضيّتها في النطاق المسيحي بل تحويلها إلى قضية وطنية جامعة لأنّ معركة رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان هي معركة وطنية بامتياز وليست بأي شكل من الأشكال إختصاصاً لطائفة دون غيرها.

كذلك فإنّه لا جدوى لأي مؤتمر دولي بشأن لبنان إذا لم تحصر أعماله بتنفيذ الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية 1559، 1701 و 1680..

إنّ لقاء سيدة الجبل إذ يضمّ صوته إلى صوت البطريرك بشارة الراعي بالقول إنّ النوّاب السياديين هم صوتنا جميعاً في المجلس النيابي، فهو يدعوهم مجدّداً إلى المطالبة برفع الإحتلال الإيراني عن لبنان من داخل المؤسسات الدستورية وبالتحديد تحت قبّة البرلمان، والآن أكثر من أي وقت مضى.

ختاماً، يطالب "اللقاء" القضاء اللبناني بالإستماع إلى الأمين العام ل "حزب الله" في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وسائر جرائم الإغتيال التي لم يتمّ التحقيق فيها وصولاً الى جريمة قتل المفكّر لقمان سليم وجوزف بجاني، ولإنقلاب 7 أيار وقضية تفجير مرفأ بيروت.

وكذلك سؤاله عن مصادر تمويله وتشكيله جماعة مسلّحة تأتمر بأوامر دولة خارجية غصباً عن الدستور والقانون، الأمر الذي يُعتبر عمالة واضحة بكل المقاييس القانونية واللغوية.

2*) حسن نصرالله

25 تموز 2022

قال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، إنّ بدايات الردع بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي بدأت عام 1985، عندما اضطر العدو الإسرائيلي، مبكراً، إلى الانسحاب من كثير من المناطق التي احتلها. وأشار في "حوار الأربعين" مع شبكة الميادين إلى أنّ "العدو الإسرائيلي تعاطى مع الشريط الحدودي كحزام أمني؛ لمنع المقاومين من دخول فلسطين، وحينها بدأ الردع". وأضاف في حديثه أنّ هذا الردع، يومها، كان إنجاز كل حركات المقاومة التي نفذت عمليات استشهادية وليس حزب الله فقط، لافتاً أيضاً إلى أنّ "المرحلة الثانية من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية، وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الثالثة". وأوضح أنّ "من عام 1993 حتى عام 1996، تم تحقيق مستوى عال من الردع". وتابع أن  "تفاهم نيسان/أبريل 1996 أسس لانتصار عام 2000، حيث باتت للردع عناوين عدة، بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد". وأكّد أنّ العدو الإسرائيلي أدرك، نتيجة حرب تموز/يوليو، أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وكبيرة، وأن قدرات المقاومة باتت تتجاوز المواجهة عند الحدود.

ووفق  نصر الله، فإن "منذ حرب تموز/يوليو حتى اليوم، بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد". كما قال إنّ العدو يلجأ، اليوم، إلى عمليات لا تترك أي بصمة. ومنذ عام 2006 إلى اليوم، لا يجرؤ على أي عمل ضد لبنان".

أما عن معادلة ما بعد "كاريش"، التي أعلن عنها هذا الشهر في خطابٍ متلفز حول آخر التطورات السياسية، فقال إنّ "لبنان، الآن، أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل للنفط والغاز الروسيين". وأشار إلى أنّ "الرئيس الأميركي، جو بايدن، جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لن تحل حاجة أوروبا". ووفق نصر الله، فإن "الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز، و"إسرائيل" ترى فرصة في ذلك"، لافتاً إلى أنّ "بايدن لا يريد حرباً في المنطقة، وهذا الأمر فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا". وتابع أن "الموضوع ليس كاريش وقانا، وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل "إسرائيل"، في مياه فلسطين، مقابل حقوق لبنان". كما قال إنّ "الأميركيين أدخلوا لبنان في دوامة المفاوضات، فيما "إسرائيل" حفرت الآبار، ونقبت عن الغاز، وتستعد لاستخراجه"، مشدداً على أنّ "الولايات المتحدة ضغطت على الدولة اللبنانية من أجل القبول بخط "هوف"، أو بالطرح الإسرائيلي للحدود البحرية". كذلك أكّد أن "ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن، وليس غداً"، مضيفاً أنّه "لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة". وقال إنّ "هذا العمل (استهداف ) كاريش أو ما بعدها متوقف على قرار العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأميركية". وأوضح أنّ "الدولة اللبنانية قدمت تنازلاً كبيراً من خلال ما طلبته من الوسيط الأميركي عندما تحدثت عن الخط  الـ23+"، مشيراً إلى أنّ "الكرة، الآن، ليست في ملعب لبنان؛ لأنه هو الممنوع من استخراج النفط والغاز في المنطقة غير المتنازع عليها". وأضاف أنَ "المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية، ورفع الفيتو عن الشركات التي تستخرج النفط". وتابع انه "إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول/ سبتمبر، قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل". وأوضح ان "وضعنا هدفاً وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه". ورأى أنّ "الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، ولذلك فإن المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار". وفي سياق حديثه، شدد على أن "الهدف هو أن يستخرج لبنان النفط والغاز؛ لأن هذا هو الطريق الوحيد لنجاته". وللمرة الأولى، كشف عن "وجود نوع من المسيّرات بحوزة الحزب يمكنه أن يذهب ويعود من دون أن يسقطه العدو".

وقال إنّه "لطالما دخلت مسيّراتنا فلسطين المحتلة وعادت عشرات المرات، خلال السنوات الماضية، من دون أن يسقطها العدو الإسرائيلي"، مضيفاً أنه "اتفقنا في حزب الله على إرسال النوع الثاني من المسيّرات، والذي يمكن أن يسقطه العدو بهدف إحداث الأثر المطلوب". وعن إعلان المقاومة الإسلامية، مؤخراً، إطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه حقل "كاريش"، ضمن مهمّات استطلاعية، قال "أجبرنا الإسرائيلي على إطلاق نار من الجو والبحر، رداً على المسيّرات، وأوقعناه في الفخ". وأوضح في سياق حديثه، أنّ "العدو الإسرائيلي فشل في إسقاط مسيّرة ثالثة، لم يأت على ذكرها؛ لأنها سقطت في البحر". كما أضاف السيد نصر الله أنّ "السفينة التي ستستخرج الغاز من "كاريش" إسرائيلية، وإن كان العنوان أنها يونانية". كذلك، أعلن أنّ" لدى المقاومة في لبنان قدرات بحرية دفاعية وهجومية كافية لتحقيق الردع المطلوب والأهداف المنشودة".

وشدد نصر الله على أنّ "حزب الله قادر على ردع العدو، وضرب أهداف في أي مكان في بحر فلسطين المحتلة". وتابع ان "حجم الاستباحة الجوية من قبل المسيرات الإسرائيلية دفعنا إلى اتخاذ قرار بأن نستخدم بعض القدرة المتاحة لدينا"، مشيراً إلى أنّ "المسيرات الإسرائيلية كانت تستبيح البقاع والجنوب بشكل كبير، لكن الوتيرة خفت كثيراً بعد رد المقاومة". وشدد على "ضرورة أن يثق الشعب اللبناني بأن لدى المقاومة ما يكفي من القدرات البشرية والعسكرية والمادية كي تخضع إسرائيل لإرادة لبنان". كما قال "إذا ذهبت الأمور إلى الحرب، فيجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة، التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو".

وفي ما يخص لجوء حزب الله إلى شركات صديقة للمساعدة، قال السيد نصر الله "لم ننسق خطواتنا مع الإخوة السوريين أو الإيرانيين أو أي من حلفائنا في الداخل". كما أعلن جهوزيته لـ"جلب الفيول الإيراني لمعامل الكهرباء اللبنانية مجاناً، على أن توافق الحكومة اللبنانية على ذلك". وتابع انه "للأسف الشديد، ليس هناك جرأة سياسية في لبنان لاتخاذ هذه الخطوة، نتيجة الخوف من العقوبات الأميركية على الأشخاص وعائلاتهم".

وقال الأمين العام لحزب الله في "حوار الأربعين" مع شبكة الميادين إنّ "تصنيف الوطنية لا يخضع للمعايير، بل للمزاج والاستهداف الشخصي لحزب الله، وبعضهم يذهب في ذلك نحو الشيعة عموماً". كما أضاف ان "عمرنا في البلد وامتدادنا التاريخي يعودان، في الحدّ الأدنى، إلى 1400 سنة".  كذلك أوضح أنّ "من يتحدثون عن الثقافة المستوردة إما يفعلون ذلك عمداً أو أنهم جهلة". وتابع ان "هذه الثقافة هي ثقافتنا، ونحن من صدّرها إلى أماكن كثيرة في العالم، وكتب علمائنا تدرس في أهم الحوزات الدينية". كما قال "نحن لا نقبل أصلاً أن يشكك أحد في وطنيتنا ولبنانيتنا، فثقافتنا أصيلة".

أما عن الحملة الأخيرة التي شنت على  نشيد "سلام يا مهدي"، فرأى نصر الله أنّها "مرتبطة باستهداف بيئة المقاومة المباشرة"، مضيفاً أنّ للنشيد والحضور "رسالة بالغة الأهمية من بيئة المقاومة كما كانت رسالة الانتخابات." وشدد على أنّ "الجيل الجديد الذي شارك في سلام يا مهدي يخيف إسرائيل ويقلقها". وسأل "من قال إن من يتحدث بمنطق لا يشبهوننا في حملته على بيئة المقاومة يعبّر عن صورة لبنان؟"، مضيفاً أنّ "هناك ثقافتين في المنطقة: إما ثقافة التطبيع أو ثقافة المقاومة".

الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، قال في حديثه إنّ "افتراض البعض أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت إمرة حزب الله كذب وافتراء وظلم للأجهزة الأمنية، ولحزب الله". كما تطرق إلى قضية النائب البطريركي العام على أبرشية حيفا والأراضي المقدسة والمملكة الهاشمية، المطران اللبناني موسى الحاج، والذي أوقفه جهاز الأمن العام اللبناني في  18 تموز/يوليو الحالي، عند عودته عبر معبر رأس الناقورة الحدودي من الأراضي الفلسطينية المحتلة، حاملاً مبلغاً كبيراً من المال بلغ نحو 460 ألف دولار، وكمية من الأدوية الإسرائيلية الصنع. وقال بهذا الخصوص "أنا وكل حزب الله أخذنا علماً بقضية المطران موسى الحاج مثل اللبنانيين الآخرين". وتوجّه إلى الشعب اللبناني، وخصوصاً المسيحيين، بالقول "ليس لحزب الله أي علاقة بقضية المطران موسى الحاج، ولن نتدخل فيها". وذكر أنّ "ما حصل في اليومين الماضيين على خلفية قضية المطران الحاج لن يبقي دولة ولا مؤسسات ولا قضاء، وهو مسار خطير"، مشيراً إلى أنّ "نقل أموال من فلسطين المحتلة إلى لبنان هو عمل خارج القانون، بغض النظر عن أسبابه". كما لفت إلى أنّ "البعض في لبنان يقول، نفاقاً، إن إسرائيل عدو، فيما هي، بالنسبة إليه، الحليف والصديق والمستقبل".

أما في ما يخص الملفين الحكومي والرئاسي، فقال إنّ "مقاربة مسألة رئاسة الجمهورية من خلال تحديد مواصفات الرئيس المقبل هي تضييع للوقت، ولا فائدة من الحديث عنها". ولفت إلى أن "حزب الله لم يبدأ النقاش في الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية بعد"، نافياً، في الوقت نفسه، ما يُنقل عن مصادر حزب الله بخصوص مسألة رئاسة الجمهورية. كما أشار إلى أنّ "حزب الله لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية، بل هو سيقرر من يدعم من بين المرشحين الطبيعيين". وأضاف أنّ "العدل في الحديث عن عهد الرئيس ميشال عون يجب أن يستند إلى الأخذ بعين الاعتبار صلاحيات رئيس الجمهورية".

وتابع: "الرئيس عون كان خلال عهده شخصاً قوياً، ولم يضعف، وهناك قرارات ما كان لأحد غيره أن يتخذها، كحسم معركة الجرود".

وعن الحكومة اللبنانية، قال إنّ "المطلوب حكومة حمل أثقال، وتحمل مسؤولية، لذلك لا يريد البعض المشاركة فيها"، مشيراً إلى أنّ "كل ما أمكننا القيام به تجاه عهد الرئيس ميشال عون قمنا به". وقال "أرى نهاية الكيان الإسرائيلي قريبة جداً". وأضاف "المشهد عندي بخصوص نهاية إسرائيل، أناس ذاهبون في اتجاه المطارات والموانئ والمعابر الحدودية"، مشيراً إلى أنه "لا نحتاج إلى أربعين ربيعاً أخرى لنشهد نهاية إسرائيل". وشدد على أن "كل عناصر بقاء إسرائيل تتراجع وتخمد بينما عناصر زوالها تقوى".

كما لفت في حديثه إلى أنّ "في معركة سيف القدس، كل ما كان يتوافر لدينا من معلومات كنا نقدمه إلى الفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة". كذلك كشف أنّ "التواصل بين قوى محور المقاومة قائم، وحرس الثورة كان مشاركاً في غرفة العمليات المشتركة خلال معركة سيف القدس". وتابع: "غرفة العمليات المشتركة في سيف القدس كانت موجودة، وكان هناك تنسيق مباشر مع حماس والجهاد الإسلامي،فضلاً عن مواكبة على مدار الساعة في كل أيام الحرب، والأمر يعتمد على ما يتصل بالمعلومات.. وكان هناك فخ معيّن قدم حزب الله معلومات حوله (مترو الأنفاق)".

أما عن العلاقة بين حركة "حماس" وسوريا، فقال إنّ "الإخوة في حماس وصلوا إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن إدارة الظهر لسوريا؛ لأنها جزء من محور المقاومة". وأكد أنه "الأخوة في حماس يقولون إنه لم يقدم أي نظام عربي ما قدمته سوريا لحركة حماس وحركات المقـاومة الفلسطينية". ولفت ، خلال حديثه، إلى اهتمامه، بشكل شخصي، بتسوية العلاقة بين "حماس" وسوريا، مضيفاً أنّ "من الواضح لنا إلى أين يذهب الصراع". كما أشار إلى أنّ "سوريا منفتحة في ما يتعلق بالعلاقة مع حماس، والمسار إيجابي".

وتطرّق الأمين العام إلى موضوع الحرب السعودية على اليمن، وقال "في الحرب على اليمن، حزب الله ليس مؤهلاً للعب دور الوساطة؛ لأننا طرف مع السيد عبد الملك الحوثي مع الشعب اليمني، وحركة أنصار الله". كما أشار إلى أنّ "الوسيط، عادة، يطلب تنازلات من قبل الطرفين ولكن، أي تنازل يمكن أن يطلب من قبل أنصار الله؟". وتابع: "الإيرانيون أعطوا جواباً واضحاً بخصوص الوساطة في حرب اليمن، وهو أن لا شيء يمكن لليمنيين التنازل عنه"، لافتاً  إلى أنّ "علاقة حزب الله بكل من  السعودية والإمارات لا تستند إلى مسائل عقائدية بل إلى  أمور سياسية". وأوضح أنّ "الخصومة مع السعودية تقف عند حدود الموقف السياسي لا أكثر من ذلك"، مؤكداً أنّ "الاعتقالات في الإمارات هي من أجل الضغط على حزب الله ويجب معالجتها". كما قال إنه حين تم اعتقال رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في السعودية كان الهدف دفع الأمور باتجاه حرب أهلية مع المقاومة.

أما عن التدخل التركي في سوريا، فقال "ليس من الواضح أن الظروف مهيأة للتسوية بين تركيا وسوريا"، مشيراً إلى أنّ "الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ما زال يراهن على بعض الأمور لتحسين موقعه". وأضاف أنّه "لا يمكننا أن ننفي وجود أطماع تركية بالسيطرة على أراض سورية أو عراقية".

وعن موقف حزب الله في العراق، قال إنّه "ليس لدى الحزب مشروع خاص في العراق، ولا نتبنى جهة على حساب الجهات الأخرى".

وأشار  إلى أنّ "الدور الذي كان حزب الله دائماً حريصاً على القيام به في العراق هو تقريب وجهات النظر". كما قال إنّه "لو أرادت إيران أن تكون صاحبة نفوذ أكبر في المنطقة لتصالحت مع الأميركيين، وتخلت عن فلسطين، وعادت شرطي الشرق الأوسط".

ووفق نصر الله، فإنّ "موقف إيران تجاه موضوع فلسطين عقائدي وديني، ولا تنتظر شكراً عليه، وليس من أجل أن يكون لديها نفوذ في المنطقة". وأوضح أنّ إيران لم تطلب منه شيئاً لها في يوم من الأيام، سواء في لبنان أو في المنطقة. كما لفت إلى أنّ "إيران ساعدت العراق وسوريا في منع تمدد داعش، ووقوفها إلى جانب أصدقائها وحلفائها لا يعني أنها تسيطر عليهم"

أمّا بشأن رؤية حزب الله للمرحلة المقبلة، فقال إنّ "حضور حزب الله في محور المقاومة سيتعزّز ويقوى على مستوى المنطقة". وأضاف أنّ "رؤية حزب الله للمرحلة المقبلة، هي الانخراط في الشأن الداخلي اللبناني، أكثر من أي وقت مضى". وأوضح أنّ حزب الله سيتعاون مع الجميع في لبنان، باستثناء بعض الجهات التي تمارس العداء تجاهه، سياسياً وإعلامياً وميدانياً. ولفت إلى أنّ "حزب الله، في الأربعين ربيعاً، شابّ حقيقي مكتمل المواصفات"، مشيراً أيضاً إلى أنّ "الأغلبية الساحقة في المواقع الفعالة والمؤثّرة في حزب الله يتحمل مسؤوليتها شبانٌ". وأضاف "أنا لا أنسب أيّ إنجازات إلى شخصي، وكل إنجازات حزب الله هي بفضل الله وتأييده، وثانياً بفضل مجموع الجهود. إذاً، الإنجاز هو لحزب الله. وعندما أقول حزب الله، أعني كل الجمهور أيضاً". وتابع أن "في رأس الإنجازات، تحرير عام 2000، والذي لنا حصة أساسية فيه، وتحقيق الأمن والأمان لشعبنا في الجنوب".

وتوجّه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، إلى جمهور المقاومة، بالقول:  "رسالتي إلى الناس الأوفياء، الذين لم يطعنوا في الظهر، ولم يتركونا لا في الليل ولا في النهار، وتحمَّلوا شظف العيش: أنتم أشرف الناس وأطهر الناس". وأضاف ، في رسالته، أنّه لولا ثقته ببيئة المقاومة وجمهورها، لما قال ما قاله في الخطاب الأخير بشأن الذهاب إلى الحرب، من أجل حقوق لبنان، مشيراً إلى أنّه مع هؤلاء الناس الأوفياء وهذه المقاومة المتطورة، سيكون مستقبل لبنان في المنطقة مهماً وقوياً ومتيناً. وقال متوجهاً إلى شعب المقاومة وبيئتها وأبنائها ومحبيها: "كل ما بنا من نعمة فهو من الله تعالى، وبعد شكر الله أتوجّه إلى الناس الذين لا نجاملهم عندما نقول أشرف وأطهر وأكرم الناس.. كانت التضحيات تكبر مع الوقت دائماً ولكنهم كانوا أوفياء وما خذلوا وما طعنوا بالظهر". وأضاف: "لولا ثقتي ببيئة المقاومة وجمهورها لما قلت ما قلته في الخطاب الأخير حول الذهاب إلى الحرب من أجل حقوق لبنان".

3*) فؤاد السنيورة

25 تموز 2022

 أشار رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، تعليقاً على قضية المطران موسى الحاج وما رافقها من ملابسات، إلى أن “في خضم الانهيارات التي يعاني منها لبنان ويئن منها اللبنانيون، وفي غياب الدولة ومؤسساتها، والإمعان في إسقاط هيبتها واختطافها واستتباعها، أتت قضية المطران موسى الحاج وما أحاط بها من ملابسات لتثير جملةً من التساؤلات وفي طليعتها، هل جميع اللبنانيين متساوون في حقوقهم وواجباتهم تحت سقف القانون؟ وهل الدولة اللبنانية وشرعيتها هي المرجع الصالح في تقييم مواطنيها أو أن هذه الصلاحية قد أنيطت بتنظيمٍ يتولى يومياً فحص الدم الوطني؟ هل ينطبق ما حصل على جميع اللبنانيين؟”.

ورأى السنيورة في بيان أن هناك “طرفاً لبنانياً -وبدعمٍ خارجيٍ- يريد ويعمل على الإطاحة بالعقد الاجتماعي بين اللبنانيين القائم على أنّ لبنان وطن سيّد حرّ مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه وعربي الهوية والانتماء، وأنّ هذا الطرف يقوم تارةً باتهام طائفةٍ بكاملها بالإرهاب وطوراً آخر باتهام طائفة أخرى بكاملها بالعمالة، ويضع نفسه في موقع من يوزع الشهادات في الوطنية”.

ولفت إلى أن “من يقترب منه أو يخضع لابتزازه يقترب من معايير الحصول على شهاداته الملتبسة في الوطنية ولو أن البعض ممن يقترب منه تاريخه حافل بالعمالة. ومن جانب آخر، فإنّ من يبتعد ويرفض الخضوع لهذا الطرف فهو بنظره إما إرهابي وإما عميل. لاسيما وأنّ العداء لإسرائيل ككيان مغتصب لفلسطين وللحقوق العربية هو أمر متوطِّن في نفوس اللبنانيين جميعاً. اما من يدّعي احتكار هذا الشرف فهو يقسِّم اللبنانيين بغير وجه حق حول أخطر قضية لا زالوا يعتبرونها قضيتهم المقدّسة”.

وشدّد على أن “مواجهة هذا الفجور السياسي لا تكون من خلال عودة اللبنانيين أو دفعهم إلى داخل مربعاتهم الطائفية والمذهبية، بل هو حتماً في تمسك اللبنانيين جميعاً بتضامنهم الوطني حول قضاياهم الوطنية المحقّة تحت سقف الدستور وعلى أساس الاحترام الكامل لسيادة الدولة ولدولة القانون والنظام، وبما يحول دون ازدواجية السلطة”.

وأكّد أن “التلاعب بقضية المطران الحاج من أجل تفرقة المواطنين إلى وطني وعميل لا يجوز، كما لا يجوز تصغير القضية إلى حدود الأموال والأدوية وعبور الحدود اللبنانية المنيعة، إذ هي استخدامٌ لعناوين غير صحيحة وغير ملائمة من أجل المساس بالبطريركية المارونية وبدعاة الاستقلال والسيادة”.

وأردف أن “الحقيقة التي يجب أن لا تغيب عن جميع اللبنانيين تكمن في أنهم إما أن ينجوا مجتمعين وموحدين تحت سقف هذا العقد الاجتماعي الذي كرسه اتفاق الطائف والدستور وعلى أساس الالتزام بقرارات الشرعيتين العربية والدولية أو أنهم سيغرقون متفرقين جماعة تلو أخرى في لجّة سحيقة لا خروج منها، خاسرين بذلك وطنهم وأنفسهم”.

4*) الكتائب

26 تموز 2022

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل، وبعد التداول أصدر البيان التالي:

1- إنّ التسيّب السيادي وصل إلى حدود لم يعد من المسموح السكوت عنها، بعدما بات مصير البلد مرهونًا بكلام السيد حسن نصرالله الذي يدير مفاوضات ترسيم الحدود عبر الإطلالات التلفزيونية، متوعّداً بحرب إقليمية إذا لم يخضع الجميع إلى إملاءاته ومصالح راعيه الإقليمي.

من حقّ اللبنانيين أن يتفاوض باسمهم ممثلوهم الشرعيون بما يحفظ حقهم في كل شبر من أرضهم وكل ذرة من ثروتهم مع السهر على أمنهم واستقرارهم، فلا يُقحَمون في حروب عشوائية لغايات سياسية وتبقى كرامتهم محفوظة لا تتحكّم فيها مصالح ميليشيا مسلّحة، أسوة بالعديد من دول العالم المتحضّر التي تملك ملفات خلافية في ما بينها، فتخوض المفاوضات حولها السلطات الرسمية المولجة بذلك بالطرق الدبلوماسية ووفق القوانين الدولية.

إن حزب الكتائب يطالب المعنيين بملف الترسيم وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية الحريص على ما تبقى له من صلاحيات، أن يسترد الملف فورًا إلى عهدة الشرعية لتكون الدولة اللبنانية هي المفاوض الوحيد في ملف الترسيم وليس أصحاب الغايات والحسابات الإقليمية والمرتهنين لدول غريبة.

2- وفي سياق الاستيلاء على مفاصل البلد يدخل بند توزيع تهم العمالة وسوق الاتهامات إلى المطران موسى الحاج وتحديد الممنوع والمسموح في تنقلاته بين أبناء رعيته.

ويحذّر حزب الكتائب من محاولة الموازنة بين المطالبة بإلغاء المحكمة العسكرية وكف يد القاضي عقيقي وبين إعاقة عمل المحقق العدلي وحماية المطلوبين للعدالة. فالأولى محكمة استثنائية استنسابية، أما القاضي طارق البيطار فينظر في واحدة من أكبر الجرائم التي ارتكبت بحق اللبنانيين وذهب بنتيجتها أكثر من مئتي ضحية.

وعلى بعد أيام قليلة من الذكرى الثانية للانفجار، يطالب المكتب السياسي الكتائبي برفع الأيدي السياسية عن التحقيقات لإحقاق الحق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، ويعتبر أن المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء غير صالح للمهمة وهو عقيم ومقبرة للمحاسبة.

كما يطالب المكتب السياسي بإقرار القانون المقدّم من الحزب لحماية مبنى الأهراءات في مرفأ بيروت سواء أكان الهدم جزئيًا أم كليًا، وتصنيفه معلمًا ثقافيًا وطنيًا لتخليد ذكرى الشهداء .

3- وفي خضمّ الانهيار الكارثي الذي يواجهه اللبنانيون على مختلف الأصعدة، يتلهى أركان المنظومة في الخلافات ويحرقون الأيام والأشهر في انتظار استحقاق رئاسي لن يكون لهم كلمة فيه وسيحلّ على البلد، فيما الشعب يعيش في مذلّة ما بعدها مذلّة.

من المعيب على هكذا طبقة أن تترك اللبنانيين من دون ماء وكهرباء وأن تترك مرضى السرطان من دون علاج والمسنين من دون الأدوية البديهية، وأن ترى أرباب العائلات يتقاتلون على أبواب الأفران للاستحصال على رغيف خبز، فيما الإضراب يشل القطاع العام ويهدّد بمزيد من الانهيار.

ومن المعيب أن تنهار الجامعة اللبنانية أمام أعينهم، وأن تقفل المدارس ويبقى التلامذة والطلاب أسرى لامسؤوليتهم على أبواب عام دراسي مجهول المصير.

إن حزب الكتائب يدعو إلى إعادة تشكيل السلطة التنفيذية لتكون جدية متجردة من المصالح الأنانية والمنافع، تضع حدًّا لهذه الفوضى فورًا وتسعى إلى وضع خطة قابلة للتطبيق توقف الانهيار قبل فوات الأوان.

5*) البطريرك الراعي

31 تموز 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه الأب ميشال عبود، الأب فادي تابت القيم البطريركي على الديمان الأب طوني الآغا، أمين سر الديوان البطريركي الأب خليل عرب، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، في حضور قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، وفد من آل محفوض على رأسه رئيس اللجنة الاعلامية للمرشدية العامة للسجون جوزيف محفوض واقليم كاريتاس الجبة برئاسة ايليا ايليا وحشد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل، ألقى عظة الأحد التاسع من زمن العنصرة بعنوان "روح الرب علي مسحني، وأرسلني" ( لو 4: 8). وقال: "حددت نبوءة أشعيا التي سمعناها هوية يسوع، وهي مسحة الروح القدس، التي ملأت بشريته، وجعلته مسيحا؛ وحددت رسالته بأبعادها الثلاثة: النبوية والكهنوتية والملوكية، خلافا لما كان عليه الأنبياء والكهنة والملوك في العهد القديم. فالأنبياء قديما مكلفون ليعلنوا كلام الله للشعب؛ والكهنة مقامون لتقديم ذبائح ومحرقات من الحيوانات وجنى الأرض؛ والملوك مختارون لقيادة الشعب. أما المسيح فهو بامتياز: نبي لأنه يعلن كلمة الله، وهو الكلمة؛ وكاهن لأنه يقدم ذبيحة ذاته فداء عن خطايا البشر أجمعين؛ وملك لأنه هو الملك المعروف بملكوت المسيح الذي لا ينقضي ولا نهاية له، وهو الكنيسة. أشركنا المسيح الرب بمسحته ورسالته بواسطة المعمودية والميرون. ما يمكن كل مسيحي أن يقول:"روح الرب علي، مسحني وأرسلني" (لو 4: 8)".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ويشارك معنا فيها إقليم كاريتاس-الجبة الذي ينظم في هذا الأحد "لقاء العودة إلى الجذور" في رحاب قنوبين. فنحيي رئيسه الدكتور إيليا إيليا وأعضاء المكتب، كما نحيي رئيس رابطة كاريتاس-لبنان الأب ميشال عبود، ورؤساء الأقاليم وأعضاء المكاتب وشبيبة كاريتاس. إنا في هذه المناسبة نعرب عن عميق شكرنا وتقديرنا لرابطة كاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة الراعوي-الإجتماعي على ما تقوم به من نشاطات وأعمال إنسانية واجتماعية وإنمائية وصحية. ونحيي شاكرين كل القيمين عليها والموظفين والمتطوعين والمحسنين على إخوتنا الفقراء والمعوزين من خلالها. وإنا نوجه تحية خاصة إلى عائلة المرحومة كلوديت كميل المختفي، زوجة المرحوم سمعان سركيس محفوض، التي ودعناها منذ أسبوع في بلدة أرده العزيزة، مع أبنائها وبناتها وأحفادها وأنسبائها. نذكرها في هذه الذبيحة الإلهية ونلتمس لها من رحمة الله الراحة الدائمة في الملكوت السماوي، ولعائلتها وذويها العزاء. ونحيي الوفد الآتي من عجلتون العزيزة، وقد أعدنا معهم في 12 تموز تكريس كنيسة السيدة-آل الخازن الأثرية بعد إعادة ترميمها وصلينا لراحة نفوس موتاهم".

وتابع: "يحتفل غدا الجيش اللبناني بعيد تأسيسه السابع والسبعين فإنا نصلي من أجله: لكي يحميه الله من المخاطر، وينميه، ويشدد رابطة وحدته، ويحفظ بسلام أعضاءه. وإنا نعرب عن تهانينا وتمنياتنا للعماد قائده ورتبائه وضباطه وجنوده".

وقال: "إننا إذ نأسف للحادث الذي حصل منذ يومين في بلدة رميش العزيزة بين عناصر مسلحة تابعة لأحد الأحزاب وأبناء البلدة، نهيب بالأجهزة الأمنية القيام بواجبها في حماية أبنائنا وطمأنتهم، فيشعرون أنهم ينتمون إلى دولة تحميهم وتضمن سلامتهم وحرية عملهم في أرضهم، بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي يمنع أي قوى مسلحة من التواجد في منطقتهم".

أضاف: "نعود اليوم، وفي ضوء الانجيل، لنتذكر أن لنا نحن المسيحيين هوية ورسالة، تتشركاننا في هوية المسيح ورسالته المثلثة النبوية والكهنوتية والملوكية، كما حددتها نبوءة أشعيا قبل الميلاد بخمس ماية سنة. الهوية هي مسحة الروح القدس التي نلناها بالمعمودية والميرون: "روح الرب علي" (لو 4: 18). أما الرسالة فمثلثة: الرسالة النبوية: "ارسلني لأبشر المساكين"(لو 4: 18). وهي العناية بكل محتاج ماديا وروحيا ومعنويا وتربويا وإنسانيا. الرسالة الكهنوتية: وهي السعي إلى خلاص النفوس وتقديسها بنعمة الفداء، من خلال إظهار رحمة الله في "تعزية منكسري القلوب"، وفي "تحرير المستعبدين" للأقوياء أو لنزوات الذات والمصالح والشر، وفي هداية العميان إلى رؤية جديدة بنور شخص المسيح وكلامه وأفعاله، وفي المصالحة والغفران للتائبين. الرسالة الملوكية "بإعلان سنة مرضية لله" (لو 4: 19). وهي إعلان الزمن المسيحاني الجديد، الذي فيه دخلت ثقافة الإنجيل العالم، لتنثقف في ثقافات الشعوب. إنه زمن المسيح الذي أتى "ليجعل كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5). هذا هو معنى وجودنا كمسيحيين في مجتمعات الأرض. وهذه هي رسالة الكنيسة التي تعلم وتحكم على الأفعال البشرية، بما فيها الأفعال السياسية، على القاعدة الأخلاقية: قاعدة الخير والشر، الصالح والعاطل، الحق والباطل، من أجل حوكمة أفضل، من دون الدخول في تقنياتها".

وتابع: "من هذا المنطلق، لا يمكن أن نسلم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة، كأن الحكومة مجرد تفصيل في بنيان نظام الدولة اللبنانية، مع العلم بأن اتفاق الطائف جعل مجلس الوزراء، إلى جانب رئاسة الجمهورية، الركيزة المحورية ومركز السلطة التنفيذية. فلا قيمة للتكليف ما لم يستتبعه التأليف. ونستغرب أن يكون المعنيون بتأليف الحكومة يسخفون هذا الأمر، خلافا للدستور واتفاق الطائف. إن تشكيل حكومة جديدة، علامة ناطقة لاحترام النظام الديمقراطي والتوقف عن الانقلاب المستمر عليه، وضمان اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وسير الحوكمة والفصل بين السلطات، واستمرار الشرعية من خلال حكومة كاملة الصلاحيات في حال تعثر، لا سمح الله، انتخاب رئيس جديد للجمهورية. إن وجود حكومة شرعية يولي الدولة القدرة على مفاوضة المجتمعين العربي والدولي وعلى اتخاذ القرارات وتوقيع المعاهدات. وما نخشاه هو أن القوى السياسية إذا عجزت اليوم عن تشكيل حكومة، تعجز بالتالي غدا عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ويكون السقوط العظيم. لكننا نأمل ونصلي ألا يكون ذلك".

وقال: "وتأتي حادثة التعرض لسيادة المطران موسى الحاج لتشكل امتحانا لمدى قدرة المسؤول عن هذه الحادثة على وضع حد للتطاول على الكنيسة المارونية، بل لمبدأ الفصل بين الدين والدولة. كان البعض يشكو من تدخل الطوائف بالدولة، فإذا بالدولة تعتدي على طائفة تأسيسية وعلى رجل دين اشتهر بالتقوى وخدمة الشعب الذي كان يجدر بالدولة أن تؤمن له الاحترام في تنقله بين لبنان وأبرشيته. افتعلوا حادثا، حولوه حدثا، جعلوه قضية، ونظموا حملات إعلامية لتشويه صورة الأسقف ورسالة الكنيسة الإنسانية والوطنية. نؤكد من جديد أن "العمالة" مع دولة عدوة لم تكن يوما من ثقافتنا وروحايتنا وكرامتنا. نحن أول من يحترم القوانين، ويدافع عنها، فنرجو من السلطة احترامها والتقيد بها. نحن أول من يحترم القضاء وندافع عنه، لكننا نرجو من القضاة والمسؤولين القضائيين احترام قدسية القضاء وتحريره من الكيدية والارتهان لقوى سياسية ومذهبية".

أضاف: "في ضوء هذا الأمر، نطالب المسؤولين عن حادثة المطران موسى الحاج واحتجاز ما احتجزوه عن غير وجه حق، بما يلي:

  1. أن يعيدوا إليه جواز سفره اللبناني وهاتفه.
  2. أن يسلموه الأمانات من مال وأدوية كان يحملها إسميا لأشخاص ولمؤسسات، لأنها أمانة في عنقه.
  3. أن يؤمن له العبور من الناقورة، ككل الذين سبقوه، إلى أبرشيته ذهابا وإيابا من دون توقيف أو تفتيش.
  4. أن يكفوا عن تسمية المواطنين اللبنانيين المتواجدين في فلسطين المحتلة "بعملاء".

وختم: "إذا لم يفعل المسؤول بموجب هذه المطالب، فإنهم يتسببون بشر كبير تجاه أبرشيتنا في الأراضي المقدسة، إذ يمنعون أسقفها من الذهاب إليها، ويجعلونها كأنها شاغرة وهذا أمر خطير يحاسبون عليه. نسأل الله ألا يحصل ذلك. فله وحده كل مجد وتسبيح وشكر".