تقرير أسبوعي دولي - 118/119-2022

تقرير أسبوعي دولي - 118/119-2022
الأحد 14 أغسطس, 2022

 

رقم 118/2022-119

تقرير دولي 1-14 آب /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

الغبار الذي سبّبه انهيار جزء من اهراءات مرفأ بيروت لم ولن يحجب الحقيقة التي لا بد من أن تظهر، رغم تراكم التعطيل على ملف التحقيق. فيما الأسئلة كثيرة جداً عن حقيقة ما يجري في المرفأ، وحول كيفية تزامن انهيار الاهراءات مع التعطيل المستمر للتحقيق والسبب الحقيقي لاشتعال النيران تحت الاهراءات، وما خلفية التلزيمات التي حصلت في المرفأ وعلاقتها بكل ما يجري محليا وحتى خارج الحدود!

وفي الوقت نفسه يلف الغبار السياسي العلاقات الرئاسية ويعطّل بدوره الاستحقاقات، وقد اتجهت الأنظار الى اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلف تشكيل الحكومة بمناسبة عيد الجيش، لكن اللقاء لم يحرّك المياه الراكدة بين الرئيسين عون وميقاتي على خلفية الاختلاف في وجهات النظر في ملف تشكيل الحكومة، وراوحت الأزمة مكانها!

ومن الديمان جدد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رفع الصوت بوجه تعطيل تشكيل الحكومة فقال، "لا يمكننا أن نسلم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة وكأن الحكومة مجرد تفصيل في بنيان النظام، ما نخشاه أنه إذا عجزت القوى السياسية عن التشكيل فستعجز غدا عن انتخاب رئيس للجمهورية"!

وهذا الاسبوع، استغلّ النائب جبران باسيل لقاء رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بممثلي حزب الله، ليزور البطريرك الراعي وليهاجم مجدداً وهذه المرة من الديمان الرئيس المكلّف موضحاً أنّه لا توجد إرادة للإصلاح، وأن البعض يعتبر أنّ المرحلة الحاليّة وقتٌ مستقطع حتى نهاية العهد، ومؤكدًا أنهم "كتيار" ضدّ الفراغ في رئاسة الجمهورية فالبلد لا يحتمل ذلك وسيعملون كي لا يصل البلد إليه، كما اعتبر أنّ الإنتخابات الرئاسية لن تأتي بالتغيير المطلوب إلا أنه استحقاق دستوري يجب أن يحصل في موعده، ومؤكدًا أيضاً رفض فرض أيّ رئيس من الداخل أو الخارج. كذلك رأى أنّ رئيس الجمهوريّة الجديد يجب أن يحظى بمواصفات أساسية كما أن تمثيله يجب أن يكون مدعوماً بكتلة نيابية وازنة ووزارية أيضاً، ومشدداً على أن خطر الفراغ يمكن إزالته عبر تحويل الإنتخابات الرئاسية إلى عملية انتخاب مباشرة من الشعب، متخطياً بذلك الدستور كعادته!

أما حزب الله الايراني في لبنان، فهو مستمر بتخوينه كل المعارضين لسياساته وطروحاته الخارجة عن الدستور، كما انه مستمر بتهديداته للداخل والخارج بالحرب إذا لم يتم تنفيذ ما يريده بملف ترسيم الحدود وعملية التنقيب عن النفط والغاز، ناهيك عن تجديد تأكيده بأنه هو من سيبني البلد على أسس جديدة وسليمة!

كل هذا يحدث بالتزامن مع التحضير لإعلان ورقة سياسية من قبل "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان"، تطرح مشروعاً لمواجهة مشروع ايران في لبنان والذي يحمله حزبها، تتعلّق بمواصفات رئيس الجمهورية التي يجب أن يحملها من أجل أن يكون أهلاً لقيادة البلد للخروج من جهنم التي وصل إليها بسبب السياسيات القاتلة التي طُبّقت خلال السنوات الأخيرة، من قبل عدة أفرقاء.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

خطفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة الأضواء، وشدت الانتباه عما يجري في لبنان، حيث التراشق بالقنابل الصوتية، بين فريق رئيس الجمهورية ميشال عون وفريق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على أشده، وسط تعليق عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وتوجيه العمل السياسي نحو الاستحقاق الرئاسي القريب بشكل أساسي. وقد رأت مصادر متابعة في بيروت، في استهداف إسرائيل لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وقتل الجعبري قائد محورها الشمالي ورفاقه ثم تدمير مقرات ومستودعات، رسالة مباشرة الى إيران، التي تشكل حركة الجهاد ذراعها الخالصة. وقد أدانت وزارة الخارجية اللبنانية، في هذا السياق، بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة، وحثت المجتمع الدولي على التدخل السريع.

وأمام هذه المستجدات الفلسطينية، بات مؤكدا ان موعد ترسيم الحدود البحرية جنوبا في سبتمبر ليس حتميا، وفي ظل هذه الأجواء غابت الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة، خصوصا بعد التقاصف المتبادل بالبيانات الساخنة بين الرئيس المكلف وبين الفريق الرئاسي الذي يقوده رئيس التيار الحر جبران باسيل، وبات واضحا أن حكومة تصريف الأعمال ستواصل إدارة البلاد حتى نهاية ولاية الرئيس عون، وربما بعده في حال الفراغ الرئاسي! وعن الاستحقاق الرئاسي، تقول المصادر المتابعة ان مصير الانتخابات الرئاسية، مرتبط بمهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين على صعيد ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وإلا فقد يكون الفراغ.

في هذا السياق، أشارت معلومات صحفية نهاية الاسبوع، إلى ما وصفتها بأنها أجواء سلبية أحاطت بزيارة آموس هوكشتاين الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وأضافت إن إسرائيل أبلغت هوكشتاين رفضها للطرح اللبناني خلال جلسة جمعته بوفد التفاوض الإسرائيلي، لافتة إلى أن الطرح اللبناني الذي ترفضه إسرائيل ينص على تمسكه بكامل الحقول النفطية التي تقع ضمن الخط 23، بالإضافة إلى حقل قانا النفطي، مع ضمانة دولية للحفر والإنتاج.

وفي سياق آخر، قام سفير إيران الجديد في لبنان مجتبى أماني بزيارة بروتوكولية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي سلمه مواصفات "الفيول" الذي تحتاجه معامل الكهرباء في لبنان، وهي بالمناسبة لا تتطابق مع الفيول الإيراني، لكن السفير رد بطرح فكرة ان تكون هناك زيارة لمسؤولين حكوميين الى طهران لمناقشة الأمر!!

في الملف المالي-الاقتصادي، وبعد الإضراب الذي نفّذته جمعية المصارف يوم الإثنين، التأمت الجمعية العمومية غير العادية لجمعية المصارف لمناقشة المستجدات على الساحة المصرفية، حيث أكد رئيس الجمعية سليم صفير استهجان الجمعية لطريقة التعامل مع القطاع المصرفي في الفترة الأخيرة، وبالأخص من ناحية التشريعات التي يتم تحضيرها والتي لم تأخذ بعين الاعتبار أن المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمصرفية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الدولة اللبنانية. واتّخذت جمعية المصارف في اجتماعها سلسلة قرارات بالإجماع؛ أولها، إنّ الجمعية العمومية، إدراكا منها أن الازمة التي يشهدها القطاع المالي والمصرفي اللبنانى هي أزمة نظامية (Systemic) نتيجة لسياسات عامة تتحمل مسؤوليتها بصورة أولى الدولة اللبنانية بسلطاتها وأجهزتها المختلفة، والتي يقتضي معالجتها عن طريق وضع خطة شاملة للنهوض الاقتصادي، يجري فيها الاستعانة بالمراجع الدولية المختصة في هذا المجال؛ كذلك، قرّرت الجمعية تفويض مجلس إدارتها إجراء الاتصالات السريعة واللازمة بشأن تسريع صدور القوانين المتعلقة بخطة التعافي والمطلوبة دوليا، ومنها: قانون الكابيتال كونترول، وقانون اعادة هيكلة المصارف، مع التشديد على وجوب تأمين المشاركة السريعة والفعالة من قبل المصارف في إعداد هذا القانون، كونها المعني الرئيسي به في ضوء إنعكاساته على موظفيها وعلى استمراريتها، كما طالبت من الجميع تطبيق القانون، مكررة احترامها للقضاء العادل وبانها تحت القانون، وأكدت أنّ لجوء المصارف الى الاضراب لم يكن ممارسة لهواية، مؤكدة بأنها لن تتردد باللجوء الى تدابير مماثلة إذا دعت الحاجة. كما طلبت، في ضوء تعقيدات وتقنيات القانون المصرفي، أن يصار الى إنشاء محكمة خاصة بالأمور المصرفية، على غرار المحكمة "الخاصة بالأسواق المالية".

في المواقف السياسية، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأن باسيل هو القوة الأكبر الرديفة لرئيس الجمهورية وهو يُمسك بوزارات أساسية منها وزارة الطاقة ومن يُمسك بهذه الوزارة يُمسك بملف الغاز والطاقة، وأضاف أن باسيل يقول "أنا موجود ولن يكون ثمّة أي إصلاح أو انتخاب رئيس بدوني ولست مستعداً لتضييع الوقت مع هذه الحالات العبثية"، وتابع قائلا أن العهد فاشل حاقد يريد تصفية جميع الخصوم، ولبنان بلد متعدد لا بد من إحترام التنوع، بينما هذا العهد جلب لنا الكوارث، وعلى رئيس الجمهورية الجديد أن يتمتع بالحد الأدنى من النظرة الإصلاحية ولتصوّت كل كتلة نيابية حسب قناعاتها. وفي موقف مناقض تماماً لثوابت الكيان، أضاف جنبلاط، أنه لا بد من الحوار مع حزب الله وغيره، أما أن يقف أحدهم في الداخل ويتفلسف بالقرارات الدولية فنسأله أين القرار 424 وفلسطين؟ لقد ذهبت فلسطين!! وأكد أن لبنان القديم الذي يتمسك به البعض انتهى ولبنان المصارف والسياحة هو لبنان مزوّر ! كما أشار إل أنه لا يوافق على كلمة حياد، وأن النأي بالنفس اخترعه عندما طلبوا من حزب الله عدم التدخل بسوريا فتدخل وفشلوا، لكن أن يكون لبنان على حياد والعدو الإسرائيلي على الأبواب فهذه هرطقة سياسية!! وعن العلاقات مع حزب الله قال جنبلاط أنه طلب لقاء ممثّلين عن حزب الله وسيلتقي بهم هذا الأسبوع من أجل التباحث بقضايا لا علاقة لها بالقضايا الشائكة الكبرى، بل لتذليل بعض العقبات حول موضوع الكهرباء والشركة السيادية للنفط!! وقد استدعى كلام الزعيم الدرزي مواقف متعددة من قيادات سياسية استهجنت طريقة طرحه للأمور في وقت أصبح واضحاً تحكّم الحزب بمفاصل الدولة اللبنانية السياسية والعسكرية والحياتية حتى!

وقد أتى في هذا السياق لقاء الرئيس جنبلاط مع وفد من حزب الله الايراني، حيث التقى في دارته في بيروت المعاون السايسي للأمين العام للحزب حسين الخليل رافقه ضابط الارتباط وفيق صفا، وقد صرّح الخليل بعد اللقاء أنه كان هناك رغبة مشتركة للتلاقي نسبة لظروف البلد ماليا واقتصاديا ومعيشيا، حيث تم استعراض العديد من المسائل الداخلية مضيفا أن للبحث صلة. كما اشار إلى أن هناك توجه مشترك بالإختلاف السياسي وربما هناك عناوين سياسية كبيرة عليها خلاف لكن هذا لا يعني أن لا يتناقش اللبنانيون ويضعون النقاط الإستراتيجية الكبيرة على الطاولة ومناقشتها، وأن هناك مساحة مشتركة يستطيع اللبنانيون فيها أن يتناقشوا لأن يصلوا الى نتيجة بقواسم مشتركة، وأردف أن هناك وجهات نظر لدى جنبلاط أبداها بكل صراحة وستؤخذ بالإعتبار، وختم أن التلاقي ضروري وإذا كان ذلك يزعج أحداً فلينزعج، داعياً الجميع للإنفتاح مع جميع الأفرقاء، مشيرا أن هناك خلاف كبير مع القوات بالسياسة والفهم، أما ما يجمع بين الحزب جنبلاط فهو علاقة خاصة!!

في مواقف حزب الله الايراني في لبنان، أكد النائب حسن عز الدين أن الحزب سيبقى يعمل على خطين متوازيين انطلاقاً من "التزامه باتفاق الطائف" الذي أكد بناء الدولة القوية والعادلة، الخط الأول هو الحل الجذري الذي يكون من خلال إعادة بناء الدولة، ضمن رؤية سياسية واقتصادية إصلاحية، وهو يملك هذه الرؤية، ومشدداً على أنه إضافة الى الحل الجذري  يريد أن يقوم بحلول مجتزأة كي تستطيع الدولة ومؤسساتها من تقديم الخدمات لكل الناس! وقد طرح حلولاً لمشكلة الكهرباء، ومعالجة مشكلة البنزين وتأمين احتياجات لبنان من الفيول، ولكن للأسف فإن الأميركي ومعه بعض الداخل لا يريدون حل هذه المشكلة، ومع ذلك سيكمل في هذه المساعي، ويصر عليها خاصة لناحية هبة الفيول من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي طرحها الأمين العام، حتى يصل في نهاية المطاف إلى الهدف الذي يحمي هذه الدولة ويبقي هذه المؤسسات!!

وفي السياق ذاته، أكد النائب حسن فضل الله ان حماية الثروة النفطية والغازية واستثمارها هي قضية وطنية تضعها المقاومة اليوم في رأس أولوياتها، وأضاف ان لبنان يخوض مواجهة حرب الاخضاع من خلال افتعال الازمات ولقمة عيش المواطنين وحزب الله يتصدى ويقوم بكل ما يستطيع ان يقوم به، معتبرا ان لبنان 2022 يختلف تماما عن لبنان 82 وهناك من اللبنانيين من لا يزال يعيش الوهم ولم يستوعب حجم التغيير وهوية لبنان الوطنية اليوم انه بلد عربي مقاوم للكيان الصهيوني ومقاوم لكل محاولة للاعتداء عليه!!

من جهته، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي الحزب علي دعموش أن السند الحقيقي للبنان الذي يمكن للبنانيين ان يراهنوا عليه لانتزاع حقوقهم، هو المقاومة التي فرضت معادلاتها في المواجهة مع الامريكي والاسرائيلي وانهت مرحلة المناورة والابتزاز والمماطلة وضيقت الخيارات امام العدو! وقال أن اليوم بعد معادلة المقاومة لم يعد من خيار امام العدو سوى الاستجابة للمطالب اللبنانية، والسماح للبنان بالتنقيب عن الغاز واستخراجه واستثماره بلا قيد ولا شرط، مؤكداً أن أي شكل من أشكال العودة الى التسويف والمماطلة في هذا الملف لن يثني المقاومة عن المضي في خياراتها الحاسمة والحازمة! كما أضاف، لكل الذين لا يزالون يعتقدون بأن الولايات المتحدة الامريكية صديقة للبنان ويراهنون عليها لتأتي بالحل، انتم مخطئون وواهمون، هي ليست صديقة للبنان، بل دولة عدوة تمارس الكذب والخداع والنفاق، وهي صاحبة اليد الطولى في كل المآسي التي يعاني منها اللبنانيون، فهي التي تمنع المساعدات والمبادرات واستقدام الفيول من ايران واستجرار الكهرباء من الاردن والغاز من مصر، بالرغم من مضي أكثر من سنة على الوعود الكاذبة للسفيرة الامريكية، وهي التي تمنع استفادة لبنان من خيراته وثرواته النفطية والغازية التي باتت المدخل الوحيد لانقاذ لبنان!

وبمناسبة عاشوراء، ألقى الشيخ نعيم قاووق كلمة أكد فيها أن حزب الله سيبقى مجد لبنان وفخر العرب، وهو الحصن الحصين للحدود والحقوق والثروات والكرامات في مواجهة كل عدوان وحرمان، وقال فليعلم العدو الإسرائيلي أن جدرانهم على الحدود لن تحميهم من صواريخ المقاومة، وأن كل إجراءاتهم في البر والبحر والجو، لن تنقذهم من الوعد الصادق بدخول مجاهدي حزب الله إلى الجليل، ليصنعوا المعادلة الكبرى!! بدوره قال رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين إن المقاومة حررت أرض الجنوب، وفرضت هزيمة مدوية على الجيش الذي قيل إنه لا يقهر، وقضت على حلم إسرائيل الكبرى، وبدأ العد العكسي لهذا الكيان المصطنع، الذي سينتهي قريبا إن شاء الله على يد المقاومة التي تنتظر أن يخطئ العدو أو أن يعتدي على أهلنا ويمتنع عن السماح لنا باستغلال ثرواتنا!!

في السياق، ألقى النائب علي فياض كلمة أكد فيها عدم التنازل أو تضييع الحقوق من الثروات النفطية، وقال أنهم في المقاومة الاسلامية وفي حزب الله يريدون من كل الاطراف السياسية في لبنان التوحد حول شروط الدولة والمقاومة لاستعادة الحقوق في الثروة النفطية، داعيا الى الحوار والتفاهم على حماية الوطن!!

أما النائب حسن فضل الله فقال ان لبنان قوي ومُهاب الجانب بفضل المقاومة التي تحمي الارض والشعب والخيرات والثروات، ولفت الى ان في لبنان ضيق شديد نتيجة الانهيار المالي والاقتصادي الذي له أسبابه وتراكماته، وأن لبنان في حال حصار تُمنع عنه المساعدة والمعونات، وفي حال اهتراء لمؤسسات الدولة نتيجة تراكمات ونتيجة اننا ورثنا دولة قائمة مؤسساتها على المحاصصة والزبائنية والمحسوبيات!! وقال إن كل محاولات تغيير النظام الطائفي في البلد أوصلتنا الى مشاكل كثيرة، ولأن تركيبة شعبنا موزعة مذهبيا وطائفيا، وكثير من الزعامات تصادر الطائفة لحسابها وتدعي انها تدافع عنها وعن مصالحها وتمارس تحريضا وتضليلا، فيما حزب الله الايراني ومن خلال حرصه على لبنان لا يساجل ولا يرد، لأنهم يريدون البلد الذي قدموا في سبيله آلاف الشباب في اجل تحريره ، أن يبقى آمنا مستقرا فيه سلم اهلي وتعايش!!! واشار الى أن لبنان في ضيق ويجب أن نواجه، وهم في "حزب الله" يواجهون هذه الحالة المالية والاقتصادية لتخفيف الازمة!!

بدوره، أكد النائب محمد رعد أن الإسرائيلي اليوم لا يجرؤ على أن يفتح معركة أو أن يشن عدوانا على لبنان، لأنه يعرف أن هذه المعركة قد تستدرجه إلى حرب لا يستطيع أن يتحمل كلفتها، لأنها ستكون باهظة جدا وفق ما يعلمه من تحضيرات وجهوزية هيأتها المقاومة له!! ولفت إلى أن ما يريده الأميركي منا أعلنه في الانتخابات النيابية، وبالتالي كل من ترشح وهو تحت شعار لا لسلاح المقاومة، إنما يخدم المشروع الأميركي لمحاصرة شعبنا وثنيه عن مواجهة إسرائيل المدعومة من الإرهاب الأميركي، فأميركا أم المصائب ومصدر كل مصيبة وجريمة وإرهاب في منطقتنا والعالم!

من جانبه، توجه المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان للشعب اللبناني قائلا بأن هناك مشاريع انتحارية، وهناك خيانات وطنية، والبعض الآخر لا يهمهم من لبنان إلا أجندات استنزافية وخنق للبلد، على خلفية مشاريع تصب لصالح الحصار الدولي الإقليمي، بقيادة واشنطن، ولا شك أن التداعيات تدمر البنية التحتية للبلد، ولفت إلى أنه لا شك أن الوسيط الأميركي بخصوص النزاع البحري جزء من لعبة الصدم، ولذلك "نحن" مع الخيارات الكبيرة والشجاعة، لأننا نملك من القوة والأسباب التي تدفعنا لرفع السقف بما يكفي لإنقاذ لبنان، مؤكدا أن إنقاذه يمر بالنفط والغاز البحري ويمر أيضا بالخيار الشرقي!! كما أسف قبلان إلى أن النظام الصحي أصبح في خبر كان، والنظام المصرفي مسخ، وما جرى في بعض المصارف هو نتيجة للفساد المصرفي والمالي، فضلا عن جريمة ابتلاع ودائع الناس، والناس في هذا المجال ضحية، ولا بد من إعادة هيكلة النظام المصرفي في لبنان، وأشار إلى أن البلد مشلول سياسيا، والغموض أدخلنا في مرحلة قلق، ولأننا في لبنان، فالمطلوب تسوية كبيرة، والفراغ هو هدم لهيكل الدولة، محذرا من الفراغ في مركز رئاسة الجمهورية لأنه باعتقاده أن الفراغ هذه المرة مختلف تماما عن كل المرات!!

وبدوره، رأى النائب محمد رعد أن هناك دولا تدعي حماية حقوق الإنسان لكنها لا تتورع عن محاصرة وتجويع وغزو شعوب بأكملها تحقيقا لمصالحها، وقال أن المشكلة القائمة الآن في أوروبا سببها التحكم والنزعة السلطوية وزرع الفتن بين الدول من أجل أن يضعفوا جميعا ويبقى الأميركيون متسلطين على رقاب العالم!!! وأضاف أننا نعيش في بلدنا أزمة نتجت عن سياسات خرقاء في الداخل وعن انتهاز بعض الدول النافذة فرصا من أجل التضييق علينا ومحاصرتنا علنا نتنازل عن النهج الذي نلتزمه. إذا كان المطلوب إسقاط خيار المقاومة لدى شعبنا فشعبنا عرف أن طريق عزته وتحقيق الإنتصار على أعدائه هو عبر هذا الطريق ولن يتخلى عن طريق المقاومة ولا عن نهجها ولا عن خيارها ولا عن سلاحها! وشدّد على أنه إذا كان الكلام الأميركي الذي تسلل عبر وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة بشأن استخراج الغاز فنحن نقول لن تستطيع إسرائيل أن تستخرج الغاز إذا أردتم أن تضعوا رأسكم برأس المقاومة، فإما أن نعيش حياة كريمة عزيزة وقرارنا فيها مستقل ونملك القوة الرادعة لعدونا وإما أن يراد لنا أن نستسلم لكن قناعتنا وعقيدتنا وقيمنا تقول لنا "الشهادة أفضل من الحياة مذلولاً"!!!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: (1) يُعرب "اللقاء" عن تأييده المطلق لمواقف البطريرك الراعي الوطنية فهو يؤكّد أنّ اعتداءات الحزب لا تطال طائفة بذاتها ولذاتها وإنّما تطال كلّ من لا يوالي ويرضح لحزب الله. وهذا أمرٌ شديد الخطورة إذ يعيد إنتاج مفهوم الحزب الحاكم الذي يُنصّب نفسه فوق الجميع ويخضعهم باستمرار لإمتحانات الوطنية، وهو ما يضع الصيغة اللبنانية والعيش المشترك بين اللبنانيين مجدّداً أمام تحدّيات - يشدّد "اللقاء" على أن أفعال "حزب الله" ورسائله للداخل والخارج تحوّل لبنان مرّة جديدة صندوق بريد لتأمين مصالح خارجية، على غرار ما فعلته منظمة التحرير الفلسطينية منذ العام 1969 وما فعله النظام السوري منذ دخول جيشه إلى لبنان في العام 1976 وحتّى قبل ذلك بسنوات. ويؤّكد أنّ الشعب اللبناني كما رفض وواجه كلّ الإحتلالات السابقة للبنان فهو سيرفض ويواجه الإحتلال الإيراني للبنان بواسطة حزب الله الذي يستحوذُ على قرار الدولة ويحاول في الوقت نفسه الظهور بمظهر الدفاع عن مصالح اللبنانيين، بينما يؤكدّ اعترافه بولائه للجمهورية الإسلامية في إيران أنّه ملتزمٌ بتحقيق مصالحها. (2) إن "لقاء سيدة الجبل" كان أول المطالبين بتحقيق دولي في جريمة تفجير المرفأ، ببيان صدر عن اللقاء وحركة المبادرة الوطنية وذلك في 5 آب 2020. وهو يرى الآن أن أي مطالبة بهذا الامر من خلال تقديم عريضة إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة هي مطالبة في الاتجاه الصحيح، ولكنها تبقى ناقصة وبلا فعالية إن لم تتحول الى مطالبة وطنية شاملة، ولذلك فإن المطلوب هو إقناع الكتل النيابية كافة بالانضمام الى هذه المطالبة بغية تحقيقها - خرج علينا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، اسماعيل قاآني، قائلا إنّ حزب الله يخطط لازالة اسرائيل من الوجود في الوقت المناسب! فمتى يحين هذا الوقت المناسب، هل قبل ترسيم الحدود مع اسرائيل او بعده؟ وما هو موقف الدولة اللبنانية من كلام قاآني، ولا سيما ان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب يقول ان هناك تقدماً في مفاوضات الترسيم؟ فهل الدولة اللبنانية هي وراء حزب الله وقاآني ام ان الحزب هو وراء الدولة كما يقول امينه العام ؟ ان صمت المسؤولين اللبنانيين عن كلام المسؤول الايراني في هذا التوقيت بالذات، ليس دفنا للرؤوس في الرمال وحسب وانما هو خضوع للاحتلال الايراني للبنان والذي عبّر عنه قاآني بوضوح تام - في موضوع رئاسة الجمهورية؛ إنّ لقاء سيدة الجبل اذ يرى ضرورة وطنية قصوى في جمع المعارضين للاحتلال الايراني من اجل دعم مرشح ٍواحد لرئاسة الجمهورية، فهو يؤكد ان اجتماع المعارضة لهذا الهدف لا يمكن ان يتم بطرق تلفيقية وانما على قاعدة برنامج سياسي مشترك، وهو ما سيعمل عليه المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان خلال الأيام المقبلة مساهمةً منه في بلورة بطاقة تعريف لرئيس الجمهورية الجديد. وان "اللقاء" اذ يعطي كل الفرص لمساعي جمع المعارضة، فهو يدعو في حال تعثر هذه المساعي الى استقالة نواب المعارضة جميعاً والانتقال الى تنظيم مقاومة سياسية للاحتلال الايراني. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل (المكتب السياسي): أن ازدياد الأزمات وتفاقمها على المستويات كافة تتطلب الإسراع في تشكيل حكومة جديدة وهو ما يستدعي حالة طوارئ استثنائية بعيدة عن الحسابات الضيقة والشعبوية وإنجاز التشكيل بما يؤمن للبنان نافذة إنعاش بالحد الأدنى - ضرورة إنجاز الإستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للبلاد بما يشكل تأكيدا للديموقراطية ويحقق استعادة للثقة الدولية بلبنان ودوره ومكانته في العالم - أكد على أهمية وحدة الموقف الرسمي والالتفاف الوطني حول موضوع الترسيم بما يؤمن للبنان ورقة قوة لإستعادة حقه في ثرواته وموارده الطبيعية، وشدد على عدم القبول بأي شكل من أشكال التسلل لتمرير التطبيع. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • التيار العوني (المكتب السياسي): جدّد تضامنه مع أهالي الضحايا يؤكّد استعداده للقيام بكل ما يستطيع لكشف الحقيقة ومحاكمة من تثبت مسؤوليته في وقوع الجريمة. ومثلما يدعو الى فك أسر التحقيق وإصدار القرار الظني ووقف تعطيل محاكم التمييز، فإن التيار يعتبر بقاء الموقوفين ظلماً في السجون من دون أي محاكمة يشكل بحدّ ذاته جريمة متمادية يحاسب عليها القانون والضمير وقد حان الوقت لإنهاء هذا الاعتداء على حرية الناس وحقوقهم - طالب بالإسراع في إقرار القوانين الإصلاحية الأربعة في مجلس النواب لتوقيع الإتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي - حمّل رئيس الحكومة المكلف مسؤولية الاستخفاف بالدستور وتجاهل أوضاع البلاد برفضه القيام بما يلزم لتشكيل الحكومة، والتي من دونها لا تسير الإصلاحات ولا يحصل لبنان على التعاضد اللازم معه. إن رئيس الحكومة المكلّف يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الكارثة الناجمة عن إنقطاع الكهرباء ليس فقط لأنه عرقل في السابق تنفيذ الخطة بل لأنه يرفض اليوم أي حلّ مقترح أو هبة ويختبئ وراء ذرائع واهية لحماية مصالحه وليس مصلحة اللبنانيين. إن ممارسات دولة الرئيس ومواقفه تدعو الى الريبة، فهو لا يسمح لوزارة الطاقة بتوفير الحلول لأزمة الكهرباء ولا يقوم بما يتوجّب عليه لتفعيل عمل القضاء في جريمة المرفأ ويعرقل كل خطوة من شأنها الحدّ من ضرر إستمرار حاكم البنك المركزي في موقعه بينما تتراكم عليه الملفات والدعاوى في الخارج والداخل. وفوق هذا كله فإنه يمتنع عن التشكيل الجدّي للحكومة - يؤكد أن المعادلة البحرية التي أرساها لبنان دولةً ومقاومةً ستفعل فعلها على أساس أن لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا. ويثني على نجاح رئيس الجمهورية في قيادة المفاوضات وتظهير الموقف اللبناني الموحّد كما يؤكّد على أهمية موقف المقاومة الذي عزّز قدرة الدولة في التفاوض - يكرّر التيار موقفه الحاسم بضرورة إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها وفقًا للدستور وبما يحترم الارادة السياسية الوطنية التي عبّر عنها اللبنانيون في الانتخابات النيابية، وما تم ارساؤه من مبدأ احترام التمثيل الحقيقي لمن يتولى مسؤولية المواقع الدستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، متمسّك بإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها قبل 31 تشرين، وهو متمسك خصوصًا بوجوب أن يحظى من يتولى موقع رئاسة الجمهورية بالميزة الأولى وهي التمثيل الشعبي. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • حزب الكتائب (المكتب السياسي): يتابع حزب الله محاولاته لاستعادة المبادرة على الساحة اللبنانية والإقليمية التي فقدها بفعل خسارته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. فيوما يستعيد لغة الاقتصاص ممن يسميهم "عملاء" ويوما آخر يستعرض مسيراته في إطار استراتيجية دفاعية ودبلوماسية متفردا بقرار السلم والحرب، ليعود من بعدها إلى إيهام الناس أنه قادر لوحده على إدخال لبنان في حرب اقتصادية وعسكرية غب الطلب عند مشغليه، بتكليف إلهي - أكد أن كل لبناني حر لا يرضى بأن تمتد اليد إلى ثروته السيادية ويتمسك بكل شبر من أرضه، وهذا ما تجمع عليه كل المواقف من أي جهة أتت، فاللبنانيون لا يحتاجون إلى دروس في الوطنية، وهم حريصون على سيادتهم ويقفون خلف القوى الشرعية اللبنانية وممثليهم الشرعيين لتحصيل حقوقهم - حذر من الاستمرار في التعاطي مع الاستحقاقات الدستورية بمنطق المحاصصة وموازين القوى القاتل الذي أدخل البلد في فوضى شاملة أتت على كل قدراته وقطاعاته، وجدد دعواته إلى توحيد الموقف عشية الاستحقاق الرئاسي الذي يشكل الفرصة الأخيرة لإخراج لبنان واللبنانيين من الدوامة القاتلة التي يعيشونها. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • حسن نصرالله: في مسألة النفط والغاز والحدود البحرية، نحن على موقفنا المعروف، في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على مطالب الدولة اللبنانية وسنبني على الشيء مقتضاه، أقول لكم ولكل اللبنانيين وخصوصا لجمهور المقاومة وبالأخص لمجاهدي المقاومة، يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، نحن في هذه المعركة، في هذا الاستحقاق جادون إلى أبعد درجات الجدية وكما قلت في الماضي أعيد اليوم أقول للأميركيين الذين يقدمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا بوسطاء، وأقول للاسرائيليين لبنان وشعب لبنان لا يمكن بعد اليوم أن يتسامح بنهب ثرواته، قلت في السابق وأعيد، نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق فلا يجربنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يهددنا أحد ولا يراهن على أن يخيفنا أحد - سمعنا في الأيام الماضية أنهم يخططون لإغتيال قادة في الجهاد الإسلامي أو في حماس أو في الفصائل الفلسطينية، في خارج فلسطين المحتلة، ومنها لبنان، نقول لهذا العدو، إن أي إعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى بدون عقاب ولن يبقى بدون رد. (ملحق رقم 5*- ملخص الكلمة)
  • كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله): أعلنت أنها ترقُبُ باهتمام، مسار مسألة الترسيم لحدود لبنان البحريّة، والمنطقة الاقتصاديّة الخاصّة وحقول الغاز الواقعة ضمن السيادة اللبنانيّة، لأهميّة الموارد البتروليّة في معالجة أزمات لبنان النقديّة والماليّة والاقتصاديّة والتنمويّة، مثمنة الأداء الدقيق للمقاومة وتُراهن على يقظتها وجهوزيّتها الفعّالة من أجل تكريس حق لبنان السيادي، ومؤكدة أن الوقت ليس مفتوحاً أمام الصهاينة لإنهاء هذه المسألة - دعت جميع القوى الوازنة على المستوى الوطني في لبنان إلى تحسس مخاطر الانزلاق نحو الفراغ على مستوى السلطة التنفيذيّة، وإلى عدم تضييع الوقت إزاء المساعي التي ينبغي أن تنشط بشكلٍ جدّي ملحوظ لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات - شددت على أن إقرار الموازنة العامّة لماليّة الدولة، يمثّل خطوة ضروريّة لأي إنفاق من جهة ولأي إجراء إصلاحي من جهةٍ أخرى، مستغربة التأخير غير المفهوم في اقرار خطة شاملة للتعافي المالي والاقتصادي!!. (ملحق رقم 6*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: إن إعتماد الحياد لا ينقذ فقط لبنان من التورط في صراعات الآخرين وحروبهم، بل يخفض أيضا عدد القضايا الخلافية بين اللبنانيين، لاسيما على صعيد الخيارات الدستورية المختلفة. ليس الحياد موقفا ظرفيا ومادة سجال، بل هو مصدر حوار مسؤول وبناء بين القوى اللبنانية، لأن على الحياد يتعلق مصير الوجود اللبناني الآمن والحر والديمقراطي والثابت من زمن إمارة الجبل وصولا إلى دولة لبنان الكبير - دور هذا الصرح عبر التاريخ أن يدافع عن جميع اللبنانيين وعن الكيان اللبناني، وأن يواجه التحديات ويصبر على الضيم من دون الخضوع للضغوط أو أي اهتمام للمزايدات. إذا إلتزم المرشحون الجديون لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، لكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي. الشعب يحتاج رئيسا يسحب لبنان من الصراعات لا أن يجدد إقامته فيها - لا يجوز في هذه المرحلة المصيرية، أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصور لأي مرشح. كفانا مفاجآت. (ملحق رقم 7*- عظة)
  • المطران الياس عودة: على مجلس النواب أن يحزم أمره ويلتئم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، في المهلة الدستورية المحددة، عل روحا جديدة تنسل إلى لبنان وتعيده إلى الحياة. والرئيس الذي نريده هو رئيس قريب من شعبه، يعي هموم الشعب، ويتبنى أحلامه، ويعمل على تحقيقها. عاشق لوطنه، ناذر النفس لخدمته، متخليا عن ذاته وأنانيته ومصلحته. صاحب هيبة يعيد للدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها، ويحسن قيادتها بحكمته وعلمه وخبرته لا بأتباعه. رئيس يعيد للبنان مركزه في قلوب أبنائه أولا، ثم في محيطه والعالم، يبني مستقبله على ركائز متينة لا تزعزعها أدنى العواصف، صاحب رؤية واضحة وشخصية قوية بتواضع، محاور ذكي يحسن الإصغاء إلى محاوريه، ويحسن اختيار وقيادة فريق عمله، يستبق الأحداث ويستشرف المستقبل. شجاع حيث تدعو الحاجة ووديع حيث يجب، لا تحيز عنده ولا انتماء إلا للبنان، يحترم الدستور والقوانين ولا يتساهل مع من يخالفها، يطبق المبادئ الديمقراطية، يحترم القيم ولا يساوم أو يتنازل عن حق. باختصار، نحن بحاجة إلى رئيس متحرر من أثقال المصالح والإرتباطات، يضع مصلحة لبنان نصب عينيه، ولا يعمل إلا من أجل تحقيقها، فيلتف الشعب حوله ويقتدي به. (ملحق رقم 8*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

في الوضع شمال سوريا، تواصل القوات التركية وفصائل موالية لها، تصعيد استهدافاتها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والنظام السوري، وسط تراجع الحديث عن عملية عسكرية لوحت بها تركيا على مدى أكثر من شهرين، منذ مايو الماضي، فقد استهدفت طائرة مسيّرة تركية، صباح الثلاثاء، منزلاً في قرية الخرزة بريف درباسية عند الحدود السورية التركية بمحافظة الحسكة، وتسبب الاستهداف بحدوث دمار بالمنزل الذي كان خاليا من السكان، كما سقطت قذائف صاروخية أطلقتها القوات التركية على القرية بعد منتصف الليل، دون معلومات عن خسائر بشرية.

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة أشخاص قتلوا جراء استهداف جوي تركي بطيران مسير في محيط مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، وأوضح أن الهجوم التركي على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرق سوريا تضمن استهداف مسيّرة تركية لمحيط مشفى "كوفيد" التابع للأمم المتحدة في محيط القامشلي، تبعته ضربة جوية أخرى على المنطقة ذاتها، كما أشار إلى أن هوية القتلى الأربعة لم تعرف بعد، وسط معلومات عن قتلى آخرين. لكن وسائل إعلام تابعة للنظام أفادت بأن عددا من مسلحي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قتلوا إثر سقوط قذيفتين أطلقتهما طائرة مسيرة تابعة للقوات التركية على حيي المحمقية والحزام الغربي في القامشلي.

يشار إلى أن هذا التصعيد أتى بعد أن أصيب 7 عناصر حراسة بينهم 4 جنود أتراك بجروح متفاوتة نتيجة استهداف القاعدة التركية في قرية أناب بريف عفرين، الاسبوع الماضي، بقذائف مصدرها مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام السوري في ريف حلب، وقد ردت القوات التركية مع الفصائل الموالية لها، بقصف قرية شوارغة في ناحية شران بريف مدينة عفرين، وقرية كفرانطون شمالي حلب، دون ورود أنباء عن حجم الضرر الذي خلفه القصف. كما وقعت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة، قبل ذلك، بين فصيل مسلح مدعوم من تركيا (الجيش الوطني) من جهة، والقوات الكردية والنظام السوري من جهة أخرى، على محور قرية مرعناز بريف حلب الشمالي.

في سياق منفصل، وبعد إحباط قوى الأمن التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عملية هروب جماعي عبر شاحنة على متنها نحو 39 طفلاً و17 امرأة من عائلات تنظيم داعش، عثرت قوى الأمن داخل مخيم الهول على شبكة خنادق وأنفاق محفورة تحت الأرض، وقالت مصادر أمنية إنَّ هذه الخنادق والأنفاق استخدمت من قبل خلايا نائمة موالية لتنظيم داعش في تهريب البشر وتنفيذ جرائم قتل ومحاولات اغتيال. من جانبها، أوضحت مديرة مخيم الهول همرين حسن أن الخلايا النائمة داخل المخيم وخارجه على صلة بشبكات لتهريب البشر، يتم التواصل معها عبر برامج للاتصالات ومنصات التواصل الاجتماعي على أن تكون محافظة إدلب أو مناطق أخرى تقع شمال سوريا خاضعة للنفوذ التركي أول محطة بعد نجاح عملية التهريب من المخيم.

وفي السياق، سلّمت الإدارة الذاتية الكردية الحكومة العراقية نحو 620 شخصاً، غالبيتهم من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش ممن كانوا محتجزين داخل مخيم الهول، بموجب تنسيق مشترك بين إدارة المخيم والحكومة العراقية. وهذه الدفعة الرابعة التي تغادر المخيم الواقع في أقصى محافظة الحسكة منذ مطلع العام.

من جانب آخر، لاقت تصريحات وزير خارجية تركيا الأخيرة التي دعا فيها إلى مصالحة بين دمشق والمعارضة السورية، لتحقيق سلام دائم ردود فعل رافضة بين المعارضين السوريين، حيث شهدت عشرات المناطق السورية الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل المعارضة الأخرى مظاهرات عارمة بعد صلاة يوم الجمعة، تنديداً بتصريحات أوغلو. وقال الوزير، الذي كانت بلاده في بداية النزاع السوري في 2011 من أبرز داعمي المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الخميس: "علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم"، واعتبر أن مسار أستانا الذي ترعاه أنقرة وموسكو وطهران، موجود من أجل التوصل إلى حلّ عبر الدبلوماسية والسياسة في سوريا!

وتجري أنقرة منذ سنوات محادثات مع طهران وموسكو، أبرز داعمي دمشق، في إطار مسار أستانا الهادف إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، بموازاة جهود الأمم المتحدة في جنيف، وأدت اتفاقات تهدئة ضمن هذا المسار إلى وقف هجمات عسكرية واسعة نفذتها قوات النظام السوري خصوصاً في إدلب. ونفى تشاوش أوغلو وجود أي تواصل مباشر راهناً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، رغم مطالبة روسيا بذلك منذ زمن طويل، على حد قوله، لكنه أشار إلى عودة التواصل مؤخراً بين أجهزة استخبارات البلدين بعد انقطاع.

من جانب آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، علقت العمليات المشتركة مع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي منذ 6 أيام، ووفقا للمرصد فإن تعليق العمليات المشتركة جاءت، احتجاجا على استهداف الطائرات المسيرة التركية لمناطق "قسد" واستهداف قيادات عسكرية ومناطق مدنية، حيث شهدت مناطق شمال وشرق سوريا تصعيدا بالضربات الجوية، منذ مطلع شهر آب الجاري، وتحديدا منذ اليوم الثالث، أسفرت عن مقتل واستشهاد 12 شخصا.

في الملف الاقتصادي، رفعت وزارة التجارة الداخلية السورية، سعر البنزين المدعوم بنحو 130% في الوقت الذي تعيش فيه البلاد أزمات معيشية متتالية تتمثل في ارتفاع الأسعار، ونقص المحروقات وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بياناً للوزارة، ينص على رفع سعر البنزين المدعوم من 1100 ليرة مقابل الليتر الواحد إلى 2500 ليرة. وهذه المرة الثالثة التي ترفع فيها دمشق أسعار المحروقات خلال هذه السنة، وكان آخرها زيادة سعر ليتر البنزين المدعوم في أيار/مايو الماضي من 750 ليرة إلى 1100 ليرة. وبينت الوزارة أن هذا القرار يأتي بهدف التقليل من الخسائر الهائلة في موازنة النفط، وضماناً لعدم انقطاع المادة أو قلة توافرها، كما يرافق ارتفاع أسعار المحروقات، ارتفاع في أسعار المنتجات الغذائية والمواد الأولية المعتمدة على المشتقات النفطية لتشغيل المولدات ونقل البضائع.

أمنياً، استهدفت ضربات إسرائيلية من الأجواء اللبنانية مساء الأحد مواقع في ريف دمشق وطرطوس، ما أسفر عن مقتل 3 عسكريين تابعين للنظام وجرح 3 آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية، وقالت وسائل إعلام النظام إن إسرائيل نفذت هجوماً جوياً برشقات من الصواريخ مستهدفة بعض النقاط في ريف دمشق، لافتة إلى أن هذا القصف تزامن مع آخر من اتجاه البحر مستهدفاً بعض النقاط جنوب محافظة طرطوس الساحلية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان مقتل 3 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين نتيجة الاستهداف الإسرائيلي لقاعدة دفاع جوي ورادار في قرية أبو عفصة، التي تقع على بعد 5 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة طرطوس. كما افادت وكالة "سانا" عن مصدر عسكري عن مقتل ثلاثة عناصر من فرقة الرضوان التابعة لحزب الله الايراني في لبنان وجرح ثلاثة آخرين جراء العدوان على سوريا.

بدورها قالت مصادر مطلعة إن إسرائيل استهدفت شحنة صواريخ في طرطوس فور إخراجها لنقلها إلى حزب الله، وأضافت أن تل أبيب استهدفت ضابطاً إيرانياً وآخر سورياً أشرفا على عملية نقل الصواريخ. فيما كشف المرصد عن وجود مستودعات لميليشيا حزب الله في المنطقة التي تم ضربها بطرطوس، كما أوضح أن 3 صواريخ إسرائيلية ضربت مستودعاً للصواريخ في طرطوس، وأن شحنة الصواريخ في طرطوس لم تدمر بالكامل.

 

  1. في الشأن الليبي

يتجه رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا إلى حسم صراع التحالفات بينه وبين منافسه عبد الحميد الدبيبة، لصالحه، بعدما نجح في توسيع دائرة الدعم والتأييد لمشروع حكومته في منطقة الغرب الليبي، فقد أكدت قيادات عسكرية ليبية من مدن الزنتان والزاوية ومصراتة و ورشفانة وحدتها في مواجهة ما أسمته تقويض العملية السلمية لانتقال السلطة، وأعلنت القيادات الليبية في بيانها دعمها لشرعية حكومة فتحي باشاغا دون وصاية خارجية أو فساد مالي. كما طالبت القيادات بضرورة توحيد المؤسسة العسكرية في جميع أنحاد البلاد إلى جانب خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة، وأكد البيان على دعم اللواء أسامة جويلي وسعيه في الوصول إلى تداول سلمي للسلطة، وثمن القادة في بيانهم على جهود الوساطة الرامية لحل الأزمة الليبية. وفي وقت سابق، هدّد الجويلي باستخدام القوّة من أجل تأمين دخول حكومة باشاغا إلى العاصمة طرابلس لتسلمّ السلطة، معتبرا أن حكومة عبد الحميد الدبيبة أصبحت فاقدة للشرعية، مضيفاً أن الحل الوحيد هو أن يقوم الأخير بتسليم السلطة.

إلى ذلك، دعا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إلى ضرورة السماح لحكومة الاستقرار الوطني المكلفة برئاسة فتحي باشاغا، بممارسة عملها وسلطاتها على كامل الأراضي الليبية، جاء ذلك خلال لقائه، نائب رئيس حكومة الاستقرار علي القطراني، في اجتماع بمدينة بنغازي، جدّد من خلاله صالح دعم البرلمان لهذه الحكومة وثقته في قدرتها على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في أقرب وقت ممكن وفي تحقيق آمال الليبيين.

في سياق متصل، قرّر المجلس الرئاسي الليبي، حلّ كافة الغرف العسكرية التي تم إنشاؤها خلال السنوات الماضية لعدة أغراض، وذلك في سياق المساعي التي يقودها لتوحيد المؤسسة العسكرية، وأفادت وسائل الإعلام المحلية، إن عدد الغرف العسكرية التي يشملها قرار الحلّ يبلغ 15 غرفة، أبرزها غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية التي يقودها رئيس الاستخبارات المقال من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة والموالي لمنافسه فتحي باشاغا، اللواء أسامة الجويلي. ومن المتوقع، أن ترفض الغرف العسكرية أو تتمرّد على قرار حلّها من المجلس الرئاسي، وسط مخاوف من أن تزيد هذه الخطوة من حالة التوتر وعدم الاستقرار في ليبيا، في ظل احتدام العداء بين المليشيات المسلحة الموالية لرئيسي الحكومتين المتنازعتين على الشرعية عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا. كذلك ثمّة قلق أممي ودولي كبير، من أن إمكانية أن يؤدي هذا العداء والتنافس إلى انزلاق البلاد نحو القتال من جديد، خاصة في ظل الوضع الأمني المتوتر الذي تعيشه البلاد والانقسام السياسي والمناطقي، على وقع استعراض كبير للقوة وأعمال عنف متكررة من الميليشيات المسلّحة.

في السياق، أكد فتحي باشاغا، رئيس الحكومة الليبية المكلفة من قبل البرلمان، الثلاثاء، أن حكومته تدعم جميع المساعي الهادفة لتوحيد الجيش الليبي والاستفادة من الخبرات الدولية بما يحقق تطويره ويضمن مبدأ السيادة الوطنية. كما اتهم باشاغا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بدفع البلاد نحو الحرب والاقتتال، من أجل البقاء في السلطة، بالقوة ومن دون شرعية، وقال إنه يحمّل الحكومة منتهية الولاية، ورئيسها شخصياً، المسؤولية الوطنية والأخلاقية والشرعية على كل قطرة دم تسفك بسبب إصراره على الحكم بالقوة وبلا شرعية. فيما دافع عن شرعيته وشرعية حكومته، من خلال نيله ثقة البرلمان وتزكية المجلس الأعلى للدولة، مشدداً على أنه عاقد العزم على تجسيد هذه الشرعية وترسيخها.

في جانب متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، بحسب مصادر متطابقة، وذكرت وسائل إعلام محلية أن المعارك التي استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة اندلعت في الجبس في جنوب المدينة، على خلفية الفوضى السياسية ووجود حكومتين تتنافسان على السلطة. وقد اندلعت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة موالية لعبد الحميد دبيبة رئيس الحكومة التي تتخذ طرابلس مقرا، ومجموعات أخرى قريبة من رئيس الحكومة المنافسة فتحي باشاغا الذي استقر مؤقتا في سرت، وانتهت المواجهات بعد وساطة من اللواء "444"، ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط ضحايا.

وفي سياق معالجة الأزمة السياسية، دعا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح كافة الأعضاء للحضور في جلسة رسمية الاثنين المقبل، بمقر مجلس النواب في مدينة طبرق شرق البلاد. وفي حين لم يعلن صالح عن جدول أعمال هذه الجلسة المرتقبة، إلا أنه من المرجح أن تنظر في ملف توزيع المناصب السيادية، الذي يعد من أكثر الملفات الخلافية بين القادة في ليبيا، خاصة بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، بسبب التباين في وجهات النظر بشأن طرق وآليات ومعايير اختيار وتوزيع هذه المناصب والأسماء المرشحة لتولي هذه الوظائف السيادية.

يذكر أن البرلمان كان دعا منتصف الشهر الماضي، مجلس الدولة للمسارعة في إحالة الأسماء المرشحة للمناصب السيادية لعرضها في جلسة طارئة، كما يشار إلى أن المناصب التي لم يتم التوافق بشأنها ولا تزال محل خلافات وتنافس، هي محافظ البنك المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، ورئيس المفوضية العليا للانتخابات، ورئيس هيئة مكافحة الفساد والنائب العام، ورئيس المحكمة العليا، والتي تم الاتفاق على توزيعها محاصصة بين أقاليم ليبيا الـ3 (طرابلس وبرقة وفزان)، حسم منها منصبا النائب العام الذي سيتولاه الصديق الصور، والمحكمة العليا التي سيترأسها عبدالله أبو رزيزة.

في سياق منفصل، أعلن زعماء قبائل وأهالي بإقليم فزان جنوب ليبيا إغلاق كافة الطرق أمام الشاحنات المتجهة إلى الحقول النفطية، تمهيداً لإيقاف ضخ النفط، الخميس المقبل، بعد استئنافه لفترة قصيرة، في خطوة قد تربك حسابات السلطة التنفيذية. وقد جاء ذلك بعد اجتماعهم بمنطقة الغريفة جنوب البلاد، في لقاء قرروا من خلاله، إغلاق منطقة فزان كاملة اعتباراً من الثلاثاء أمام كل الآليات المتجهة إلى الحقول النفطية، ثم إيقاف تدفق النفط والغاز اعتباراً من الخميس المقبل. يشار إلى أن الأمر يتعلق بحقلي الشراراة والفيل، أكبر حقول النفط الليبية، ويضخان نحو 400 ألف برميل يومياً.

جاء هذا الحراك الجاري في جنوب ليبيا عقب حادثة وفاة أكثر من 10 أشخاص وإصابة العشرات جراء انفجار شاحنة وقود، في 1 أغسطس، خلال عملية تدافع من أجل الحصول على بنزين بعد تعطل الشاحنة في الطريق العام. وقد ألقت هذه الحادثة الضوء على أزمة التزود بالمحروقات في منطقة الجنوب الغنية بالنفط، وندرة البنزين والمنتجات البترولية. غير أن تحركاتهم التي ترمي إلى إيقاف ضخ النفط مرة أخرى قد تربك حسابات مسؤولي البلد، الذين وضعوا خطة للرفع من الإنتاج إلى مليوني برميل يومياً، وذلك بعد اضطرابات عرفها هذا القطاع ناجمة عن احتجاجات بسبب رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة، إضافة إلى إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

قال رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي عوديد بسيوك، أن نخبة القيادة العسكرية للجهاد الإسلامي تم القضاء عليها باغتيال تيسير الجعبري وخالد منصور، وقد واصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها عصر الجمعة الماضية، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة الجهاد الإسلامي أسفرت عن شهداء وجرحى، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. في المقابل، واصلت "سرايا القدس" الجناح المسلّح لحركة "الجهاد الإسلامي" إطلاق رشقات صاروخية، وقذائف هاون تجاه مواقع ومدن إسرائيلية.

ورغم دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد بعد جولة تصعيد بين الجانبين استمرت عدة أيام، هدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بأنه إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار، فسوف "تستأنف الحركة القتال مرة أخرى"، مشيرا إلى أن حركة حماس لم تتدخل عسكرياً، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن التقديرات بأن حماس غير معنية بحرب أو تصعيد كانت حاسمة، وأوضح النخالة، في مؤتمر صحفي من العاصمة الإيرانية، أن الاحتلال هو من سعى بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ونحن مَن اشترط الإفراج عن بسام السعدي وخليل العواودة! مردفا أنه إذا لم يلتزم العدو بشروطنا فسنعدّ أنّ الاتفاق لاغ، وسنستأنف القتال مرة أخرى.

وذهب متابعون إلى القول إن امتناع حركة حماس المسيطرة على غزة عن الانضمام حتى الآن إلى القتال الجاري بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، مشهد لافت يظهر حجم التباينات والخلافات بين الفصائل الفلسطينية. فقد أبقت حماس صواريخها في المخابئ، ولم تطلق أياً منها باتجاه إسرائيل، على الرغم من إعلانها أن المقاومة الفلسطينية موحدة في الرد على العدوان الإسرائيلي، بحسب الناطق باسمها عبد اللطيف القنوع.

يذكر أن الساعات الأخيرة قبل الهدنة شهدت تصعيداً مع قصف إسرائيلي لموقعين في قطاع غزة، وإطلاق حركة الجهاد دفعات من الصواريخ باتجاه مطار تل أبيب ومطار بن غوريون ومستوطنات غلاف غزة ووسط إسرائيل. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي موافقتها على اتفاق هدنة مع إسرائيل، بعد ثلاثة أيام من جولة عنف دموية أسفرت عن مقتل 44 فلسطينيا.

 

  1. فيروس COVID-19 – جدري القردة

قالت كيم يو- جونغ، نائبة مدير إدارة اللجنة المركزية بحزب العمال الكوري، والشقيقة الصغرى للدكتاتور كيم جونغ-أون، إن فيروس كورونا المستجد تم إدخاله إلى كوريا الشمالية بواسطة كوريا الجنوبية، وإن بلادها"تنظر في رد انتقامي قوي ضد الجنوب، وقد أوضحت الشقيقة الصغرى في كلمتها التي ألقتها خلال اجتماع وطني، في ظهور علني لأول مرة حول إجراءات مكافحة الوباء بقيادة الزعيم كيم، أنه من الواضح أن الأزمة الوطنية التي واجهتها البلاد هذه المرة، ترجع إلى الجنون المناهض للشمال بكوريا الجنوبية التي تحاول سحق الشمال من خلال تحويل الأزمة الصحية العالمية إلى فرصة. كما أضافت أن تفشي الفيروس "الكوروني" نشأ في منطقة قرب الحدود بين الكوريتين، ما جعل بيونغ يانغ تشك بإدخال الجنوب الفيروس إلى الشمال، وإنهم ينظرون بعدد من إجراءات الاستجابة وينبغي اتخاذ رد انتقامي قوي، وإذا استمر "العدو" في القيام بأعمال خطيرة يمكن أن تدخل الفيروس إلى جمهوريتنا، فسنرد بالقضاء ليس فقط على الفيروس، ولكن على السلطات الكورية الجنوبية أيضا، وفق تهديدها!

وكان الزعيم الكوري الشمالي، أعلن انتصار بلاده في معركتها مع الفيروس، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية الخميس، حيث أمر برفع حالة الطوارئ القصوى التي فرضتها السلطات لمكافحة الجائحة في مايو الماضي، كما اعتبر أن حصيلة الوفيات الرسمية، البالغة 74 فقط معجزة غير مسبوقة مقارنة مع بلدان أخرى!

من جانب آخر، أظهر استطلاع للرأي نُشر الجمعة أن الأميركيين يشعرون بقلق أكبر حيال فيروس كورونا، مقارنة بفيروس جدري القرود، وقد بيّن أن 55 في المئة من الأميركيين قلقون للغاية من فيروس كورونا الذي يسبب مرض "كوفيد-19"، وهو رقم ثابت نسبيا منذ مايو الماضي، ومنخفض بنسبة 17 نقطة مقارنة مع يناير الماضي عندما كانت النسبة في حدود 72 في المئة. في المقابل، أعرب 45 في المئة من الأميركيين عن قلقهم إزاء فيروس جدري القرود، فيما أعلنت الغالبية التي تقدر بـ54 في المئة أنهم لا يعبؤون بالفيروس.

ويأتي هذا الإعلان على الرغم من إعلان الولايات المتحدة، قبل أيام، حالة طوارئ صحية عامة، مع تفشي فيروس جدري القرود في البلاد، وجاء القرار الأميركي بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية بخصوص هذا الوباء. وتقول الأرقام الرسمية في أميركا إن عدد المصابين بفيروس جدري القرود تجاوز 10 آلاف مصاب، حتى الجمعة، لكن يبدو الرقم قليل نسبيا مع مصابي كورونا الذي ابتليت البلاد به منذ مطلع 2020، حيث أصاب 92 مليونا وأنهى حياة أكثر من مليون أميركي.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أعلن البيت الأبيض، الاسبوع الماضي، أن الوقت يضيق جداً بالنسبة لإيران لقبول العودة إلى الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي بعد أن استأنف المفاوضون من إيران والمجموعة الدولية، المحادثات في فيينا أن هناك عرض مطروح على الطاولة، وينبغي على الإيرانيين قبوله. واضاف أنه لن يطلق توصيفا عليها ويقول المسعى الأخير، لكن من الواضح أن الوقت على ما يبدو يضيق جدا فيما يتعلق بالقدرة على التوصل إلى اتفاق. ويقضي العرض المقترح بموافقة إيران على ضوابط صارمة على قطاعها النووي الذي تؤكد أنه لأغراض مدنية فقط لكن يشتبه في أنه يخفي برنامجا عسكريا سريا، في المقابل تحصل إيران على رفع تدريجي لعقوبات اقتصادية خانقة. كما لم يعط الاتحاد الأوروبي أي معلومات حول مدة هذه الاجتماعات غير الرسمية، ومن غير المتوقع القيام بأي إعلان صحافي.

في سياق منفصل، وردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، أعلنت الصين، يوم الجمعة الماضية، إيقاف التعاون مع الولايات المتحدة في عدد من المجالات، حيث أعلنت الخارجية الصينية، تعليق المحادثات العسكرية والأمنية مع واشنطن، وإلغاء محادثات المناخ أيضاً، كما أعلنت تعليق التعاون مع الولايات المتحدة بشأن مكافحة المخدرات، وبشأن الهجرة غير الشرعية. كذلك علقت بكين التعاون مع أميركا بشأن آلية السلامة البحرية. في المقابل، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي، أن الصين لا تستطيع منع واشنطن من العمل في البحار والأجواء، كما قال أن واشنطن مستعدة للرد على أي تصعيد صيني.

في الداخل الاميركي، أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي عملية تفتيش دارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على خلفية الاشتباه بانتهاكات لقانون مكافحة التجسس على صلة بالاحتفاظ بوثائق دفاعية حسّاسة، وفق ما جاء في مذكّرة التفتيش المنشورة، وقد أظهرت المذكّرة والمواد ذات الصلة التي أمر قاض في فلوريدا بنشرها أن العناصر ضبطوا عددا كبيرا من الوثائق المصنّفة "سرية"، كما قام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين فتشوا منزل الرئيس السابق، ترمب، في فلوريدا يوم الاثنين بمصادرة 11 مجموعة من الوثائق السرية، بما في ذلك بعض الوثائق التي تم تصنيفها على أنها سرية للغاية، وكان من المفترض أن تكون متاحة فقط في مرافق حكومية خاصة. وتضمنت القائمة أيضًا معلومات حول رئيس فرنسا، وفقاً للقائمة المكونة من ثلاث صفحات، وتضمّنت القائمة مراجع لمجموعة واحدة من المستندات التي تم تمييزها على أنها "مستندات متنوعة / TS / SCI" وهو اختصار يشير إلى معلومات مجزأة شديدة السرية وحساسة. ويقول محامو ترمب إن الرئيس السابق استخدم سلطته لرفع السرية عن المواد قبل أن يترك منصبه وبينما يتمتع الرئيس بسلطة رفع السرية عن الوثائق، هناك لوائح فيدرالية تحدد عملية للقيام بذلك. من جانبه، قال ترمب، في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي يوم الخميس، إن ممثليه كانوا يتعاونون بشكل كامل مضيفا أنه كان بإمكان الحكومة الحصول على ما يريدون عن طريق التفاوض!

في سياق منفصل، أكد دبلوماسي روسي، يوم السبت، أن موسكو وواشنطن تبحثان في عملية تبادل موقوفين محتملة تشمل تاجر أسلحة روسياً محتجزاً في الولايات المتحدة ولاعبة كرة سلة أميركية محتجزة في روسيا، وأعلنت الولايات المتحدة مرات عدة أنها قدمت اقتراحاً جاداً لروسيا للإفراج عن نجمة كرة السلة النسائية الأميركية بريتني غراينر والجندي الأميركي السابق بول ويلان. وقد ذكرت وسائل إعلام أميركية أن الأمر يتعلق بمبادلة غراينر وويلان بتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت الملقب بـ"تاجر الموت"، والذي أوقف في تايلاند عام 2008 وهو يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً بالولايات المتحدة.

وقال ألكسندر دارتشيف، مدير قسم أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية، إن المناقشات حول الموضوع الشديد الحساسية المتعلق بتبادل الأسرى تجري عبر قنوات يختارها رؤساء البلدين، مضيفا أن الأسماء التي نقلتها وسائل الإعلام الأميركية يجري النظر فيها بالفعل، وان روسيا تسعى إلى الإفراج عن فيكتور بوت منذ فترة طويلة.

 

  1. في الشأن العراقي

أفادت مصادر عراقية محلية، الاثنين، بارتفاع عدد قتلى انفجار مستودع أسلحة في النجف إلى 7، وأفاد مصدر أمني بوقوع انفجار في مستودع أسلحة بمنطقة الحولي بمحافظة النجف الأشرف. كما ترجح مصادر أن المستودع تابع لأحد فصائل الحشد الشعبي، وأن الانفجار ربما يكون ناجماً عن ارتفاع بدرجات الحرارة وسوء التخزين، كما تكرر في حوادث مشابهة بالسنوات الماضية.

في سياق منفصل، طالبت السفارة الأميركية في العراق اليوم الاثنين، سلطات إقليم كردستان وقف الاعتقالات ضد المتظاهرين، وقالت في بيان، إنها تشعر بقلق بالغ تجاه العنف ضد المتظاهرين بإقليم كردستان. فقد دعا حزب "الجيل الجديد"، وهو حزب كردي معارض، إلى تظاهرة في مدينة السليمانية، ثاني أكبر مدن الإقليم، تنديداً بالفساد وتراجع الحريات، وقبل أن تبدأ التظاهرة، جرى نشر العشرات من سيارات الشرطة في وسط المدينة، وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط المدينة واعتقلت نواباً كانوا دعوا للتظاهرة. وقامت قوات أمن الإقليم باعتقال 6 من نواب الحزب في البرلمان العراقي، في أربيل والسليمانية، كما أفادت رئيسة كتلة "الجيل الجديد" في البرلمان العراقي سروة عبدالواحد، كما اعتقلت قوات الأمن كذلك نائبة أخرى عن برلمان الإقليم في مدينة رانيا. وقد تمّ الإفراج لاحقاً عن ثلاثة من النواب، كما أفاد ريبير عبدالرحمن أحد النواب الثلاثة الذين كانوا معتقلين، كذلك نشرت عبدالواحد على حسابها في تويتر صورةً لثلاثين ناشطاً جرى اعتقالهم في الأيام الأخيرة. وتأتي هذه الاحتجاجات لتعيد إلى أذهان الأكراد احتجاجات سابقة كانت سلطات الإقليم قابلتها بالعنف وتجاهلت مطالب المحتجين.

في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية

وسط إجراءات أمنية مشددة، تجمع الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من 4 محافظات، في المنطقة الخضراء وسط ساحة الاحتفالات، ويسعى التيار الصدري من خلال هذا التجمع التأكيد على مطالب الصدر، وكذلك إظهار القوة. من جهته، عبر رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي الجمعة الماضية، عن تأييده للمضي قدما في إجراء انتخابات نيابية ومحلية خلال مدة زمنية متفق عليها بما ينسجم مع المصلحة الوطنية العليا للبلاد. كما جدد وزير التيار الصدري، صالح محمد العراقي، دعوته لحل البرلمان العراقي وإجراء انتخابات مبكرة.

يذكر أن مقتدى الصدر كان طلب في خطاب، منتصف الاسبوع الماضي، حل البرلمان العراقي، وإجراء انتخابات مبكرة، معتبراً في الوقت نفسه أن لا فائدة ترتجى من الحوار مع خصومه، فيما تعيش البلاد أزمة سياسية تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. إلى ذلك، حدد الإطار التنسيقي، الموالي لإيران، في بيان، موقفه من الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الصدر، حيث أكد الإطار دعمه لأي مسار دستوري لمعالجة الأزمات السياسية وتحقيق مصالح الشعب، بما في ذلك الانتخابات المبكرة بعد تحقيق الإجماع الوطني حولها، على حد تعبيره، وأضاف أنه يجب توفير الأجواء الآمنة لإجرائها، ويسبق كل ذلك العمل على احترام المؤسسات الدستورية وعدم تعطيل عملها.

وكانت مصادر عراقية قد أفادت، الأربعاء، بأن الإطار التنسيقي الموالي لإيران في العراق كلف زعيم كتلة الفتح هادي العامري التفاوض مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وفي بيان صادر عن العامري، أشار من خلاله إلى ضرورة التهدئة لحل الأزمة العراقية الحالية، معربا عن تأييده لدعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى حوار عراقي شامل. كما تتحدث المعلومات التي لم يجر تأكيدها أو نفيها من أي من الطرفين، عن مباحثات خاصة بدأ يقودها العامري بين بغداد، حيث قيادات "الإطار التنسيقي"، والحنانة في النجف حيث يقيم مقتدى الصدر. ورغم أن هناك معلومات تذهب للقول إن الطرفين الشيعيين يجريان مباحثات في طهران بوساطة إيرانية، إلا أن إعلان قيادات "الإطار التنسيقي" أن العامري هو "شيخ الإطار"، ما يعني أنه بمثابة رئيسه، يؤكد أن نوري المالكي، زعيم ائتلاف "دولة القانون" وصاحب الكتلة الأكبر داخل "الإطار"، تم استبعاده من جو المباحثات، نظراً للخصومة الشديدة بينه وبين الصدر.

ويعتقد الصدر، وفق مقربين منه، أن الإطاحة بالمالكي والطيف السياسي المتحالف معه، يجب أن تدعّم بخطوات أساسية لاحقة، أهمها تعديل الدستور، فيما يحاول "تحالف السيادة" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحفاظ على قدر عالٍ من الحذر في التعامل مع حراك الصدر. ويقول قيادي كردي أنهم يعرفون أن الصدر يريد عزل تيار المالكي وحلفائه من العملية السياسية وأن هذه حركة جريئة، وإن تمكن من إتمامها حتى النهاية، فسيكون هناك خريطة شيعية مختلفة.

وهذا الاسبوع، دعا الصدر مجلس القضاء الأعلى لتصحيح المسار بعد انتهاء مهل اختيار رئيسي الجمهورية والوزراء، مطالباً بحل البرلمان خلال أسبوع، كما دعا في تغريدة، يوم الأربعاء، مجلس القضاء الأعلى إلى تكليف رئيس الجمهورية بتحديد موعد انتخابات مبكرة، وقال إن القضاء العراقي على المحك وعليه ألا يهاب الضغوطات. في المقابل، كشفت مصادر أن المحكمة الاتحادية العراقية ستنظر الأسبوع المقبل في دعوى من قانونيين لحل البرلمان.

في السياق، قال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الجمعة، إن هناك رغبة كبيرة في تغيير المشهد السياسي لكن وفقا للدستور العراقي، داعيا القوى العراقية لتقديم تنازلات من أجل الوصول إلى حل جذري للأزمة الحالية، وأكد أن مجلس الوزراء مستمر في السعي إلى تحقيق إجماع على دعوة الحوار بين الأطراف السياسية، واوصفا تظاهرات القوى العراقية بأنها ما زالت تحت سقف القانون.

وقد شهدة العاصمة بغداد، يوم الجمعة، وعدد من المحافظات العراقية الأخرى تظاهرات نظمها أنصار كل من التيار الصدري من جهة والإطار التنسيقي من جهة أخرى. وقد باشرت أجهزة الأمن العراقي بغلق بعض مداخل المنطقة الخضراء، تحسبًا لظاهرات مرتقبة، فيما قال ممثل الصدر في تظاهرات المنطقة الخضراء إن المتظاهرين لن يتنازلوا عن مطالبهم على الإطلاق.

كما دعا الصدر متظاهري الإطار التنسيقي في العراق إلى السلمية، وقال إن تظاهرات الإطار التنسيقي يجب أن تكون نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات، وأضاف أن الأيادي ممدودة لجمهور الإطار التنسيقي دون قياداته. وقبل ذلك دعا التيار الصدري أنصاره إلى الاستعداد لتجمعات حاشدة في المحافظات، ودعاهم إلى ملء استمارات قانونية لتقديمها للقضاء من أجل حل البرلمان.

يشار إلى أنه منذ ساعات الصباح الأولى هرعت حشود من أتباع التيار الصدري إلى المنطقة الخضراء من جهة بوابة التشريع، حيث يواصل أنصار الصدر اعتصاماتهم للمشاركة في التجمع الجماهيري الذي دعا إليه التيار الصدري للتأكيد على عدم التراجع والمساومة على تنفيذ مطالبهم بحل البرلمان العراقي وتشكيل حكومة تمهد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، فيما خرج آخرون من أنصار الصدر في تجمعات مماثلة في محافظات بابل والبصرة وميسان والناصرية والديوانية وواسط والمثنى حاملين أعلام العراق، رافعين شعار حل البرلمان العراقي وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

من جانبه، أعلن الإطار ختام تظاهرة أجراها عصر الجمعة في المنطقة بإعلان الاعتصام المفتوح من أجل تحقيق مطالبه العادلة، من بينها الإسراع بتشكيل حكومةٍ خدميةٍ وطنيةٍ، وإنهاء تعليق عمل البرلمان، فيما شرع متظاهرون بنصب الخيم على أرصفة الطريق المجاور لأسوار المنطقة الخضراء.

ويوم السبت، دعا القيادي صالح العراقي إلى تنظيم ما وصفها بمظاهرة سلمية مليونية من جميع محافظات العراق إلى العاصمة بغداد، وحثّ القيادي المقرب من الصدر في بيان، على التوجه إلى ساحة التحرير في بغداد ثم إلى موقع المعتصمين من أنصار التيار الصدري في المنطقة الخضراء، والذين يرفضون مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة، وأضاف، لنبعث برسالة مليونية شعبية إلى العالم كله بأن العراق مع الإصلاح، وأن لا مكان للفساد والفاسدين، معتبراً تلك المظاهرة بمثابة الفرصة الأخيرة، ولم يحدد العراقي في بيانه موعد المظاهرة، لكنه خاطب أنصار التيار الصدري قائلاً: "انتظروا التوقيت والتعليمات واستعدوا".

 

  1. في الشأن اليمني

رحب مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، بتمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين حتى الثاني من أكتوبر القادم، مشيرا إلى أنها توفر أرضية صلبة لبدء مفاوضات معمقة وشاملة، وقال في بيان، نشرته بعثة إيرلندا لدى الأمم المتحدة، إن أعضاء المجلس يرحبون بانحسار العنف والخسائر في صفوف المدنيين باليمن في ظل الهدنة، وأنه على اليمنيين التوصل إلى تسوية واختيار السلم بدلا عن العنف.

من جانبه، دان وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، تصعيد ميليشيا الحوثي عمليات استهداف المدنيين بنيران قناصتها في محافظة تعز، والذي أدى لمقتل مواطن وطفل خلال 24 ساعة الماضية، مشيرا إلى أن تصعيد الميليشيا جرائمها والقتل المتعمد للأطفال في محافظة تعز المحاصرة بعد ساعات من إعلان المبعوث الأممي تمديد الهدنة الإنسانية، يعكس استهتارها بأرواح اليمنيين، وعدم اكتراثها بجهود ودعوات التهدئة، وتحديها السافر لإرادة المجتمع الدولي‏.

في السياق، حذرت منظمة حقوقية من خطر انهيار الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، جراء استمرار ميليشيا الحوثيين في استهداف المدنيين، خاصةً في تعز التي تفرض عليها حصاراً خانقاً منذ نحو سبع سنوات. وقالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، في بيان، إن استمرار ميليشيا الحوثي في ارتكاب الخروقات، والتي كان آخرها عمليتي قنص استهدفت مدنيين اثنين في تعز المحاصرة، يهدد بانهيار الهدنة. كما أورد البيان بأن ميليشيا الحوثي تسعى من خلال هذه الخروقات إلى رفع سقف شروطها، والحصول على مكاسب سياسية تحت مبرر "مزايا إنسانية واقتصادية" لا سيما وأن هناك إصرارا دوليا على إنجاح التهدئة في اليمن، رغم فشل الهدنة الأولى في تحقيق أهم بنودها وهو رفع الحصار عن تعز، التي يحاصرها الحوثيون منذ عام 2016.

من جانب آخر، كشفت الأمم المتحدة، يوم الأحد الماضي، عن تحضيرات جارية لعقد الاجتماع الرابع للجنة التنسيق العسكرية المشتركة بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي في العاصمة الأردنية عمان، حيث استكمل المستشار العسكري للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، العميد أنتوني هايوارد، السبت، زيارته إلى اليمن، والتي هدفت للتحضير للاجتماع الرابع للجنة التنسيق العسكرية.

على صعيد آخر، أفادت مصادر ميدانية في صنعاء، الاثنين، بمقتل 6 خبراء إيرانيين ولبنانيين والعشرات من عناصر ميليشيا الحوثي في الانفجارين الناتجين عن انفجار صاروخ باليستي لميليشيا الحوثي أثناء إعادة تركيبه، وأكدت المصادر أن انفجار الصاروخ تسبب أيضا بانفجار معمل ومخزن أسلحة تابعين للميليشيا بالقرب من موقع التدريب في معسكر الحفاء الواقع شرق العاصمة صنعاء. وكانت انفجارات عنيفة هزت، فجر الاثنين، جنوب العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، التي فرضت طوقا أمنيا على محيط معسكر الحفاء جنوب صنعاء ومنعت الاقتراب منه، بالتزامن مع وصول سيارات الإسعاف. وتستغل ميليشيا الحوثي الهدنة الأممية لتنفيذ عمليات عسكرية عدائية، وتركيب قطع أجسام الصواريخ والمسيرات المهربة من إيران، ونقل معدات عسكرية إلى حدود جبهات القتال، وغيرها من الانتهاكات.

في سياق منفصل، اتهمت الحكومة اليمنية، الاثنين، ميليشيا الحوثي، بنهب 150 مليار ريال يمني من إيرادات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة منذ بدء الهدنة الإنسانية في 2 أبريل الماضي، والتي ترعاها الأمم المتحدة، وأكدت أن هذا المبلغ يكفي لتمويل دفع مرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي لمدة 6 أشهر.

وحمَّل وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في بيان، ميليشيا الحوثي التابعة لإيران كامل المسؤولية عن توقف صرف مرتبات موظفي الدولة، بعد اقتحامها العاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة والبنك المركزي ونهبها الخزينة العامة والاحتياطي النقدي، واستمرارها في نهب الإيرادات من جمارك وضرائب وزكاة، وتوجيهها لمجهودها الحربي‏.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الوفد الحوثي المفاوض محمد عبدالسلام، الخميس، أن هذه الهدنة فرصة أخيرة أمام "تحالف العدوان"، لن تذهب اليمن إلى تمديدها، إذا لم يتم صرف مرتبات الموظفين ومعاشات المتقاعدين ورفع الحصار على اليمن، وبيّن أنّ الهدنة جاءت لأسباب متعلقة "بالأوضاع الإنسانية"، وقال في مقابلة تلفزيونية مع قناة الميادين الفضائية أجراها من موسكو أن هذه آخر مرة يقبل الحزثيون بتمديدها وفق الشروط الراهنة، لافتاً إلى أنّ عدم الوصول إلى حل إنساني في المرتبات والحصار وغيرهما يعيق وقف إطلاق النار. كما أكد عبدالسلام أن فرص تمديد الهدنة هو الأخير في حال لم يتم التوصل إلى آلية لصرف رواتب الموظفين، مع فك الحصار المفروض على اليمن من قبل "تحالف العدوان"، وأشار إلى أنه لا ضمانات لديهم بشأن الهدنة إلا ما يلمسونه على الأرض، ولهذا ذهبوا للتمديد وليس الاتفاق! مضيفا أنه لن يتم التوصل إلى حل لوقف إطلاق النار الشامل، إذا لم تحل الملفات الإنسانية، وينتهي العدوان والحصار والاحتلال!!

وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة، إن القيود التي تفرضها جماعة الحوثي على العاملين في المجال الإنساني وتحركاتهم تسببت في إعاقة وصول أغلب المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها في اليمن خلال الربع الثاني من العام الجاري 2022. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير حديث ، أن من إجمالي 532 حادثة تقييد وصول للمساعدات الإنسانية، أبلغ عنها الشركاء في المجال الإنساني، خلال الفترة (أبريل، مايو، يونيو) من العام الجاري، تم تسجيل حوالي 89% منها في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

على صعيد آخر، كشفت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، الخميس، عن الإطاحة بسبع خلايا تابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية في الساحل الغربي، نفذت عمليات تهريب أسلحة إيرانية وتجسسا وأنشطة إرهابية. وفي السياق، نشر الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، يوم السبت، اعترافات مصورة لخلية تهريب بحري تابعة لميليشيا الحوثي، تم ضبطها مؤخرًا، وأقر أفراد الخلية في اعترافاتهم بتورطهم في عمليات تهريب أسلحة من ميناء بندر عباس الإيراني إلى مواني الحديدة، كما تضمنت اعترافات أعضاء الخلية معلومات عن طريقة التهريب بإشراف خبراء الحرس الثوري الإيراني، في تأكيد جديد لمدى تبعية ميليشيا الحوثي لإيران، كما كشفت اعترافاتهم استخدام ميليشيا الحوثي مواني الحديدة لتهريب الأسلحة.

 

  1. في الشأن المصري

في الملف الاقتصادي، توقع بنك غولدمان ساكس أن تلجأ مصر لاقتراض 15 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وفي تقريره الشهري حول الاقتصاد المصري، قال البنك إن مصر تحتاج إلى تأمين هذا المبلغ لتلبية متطلبات التمويل على مدى السنوات الثلاث المقبل،. لكن وزير المالية المصري محمد معيط، قال إن هذا الرقم غير صحيح، من دون أن يحدد المبلغ المطلوب. كما أكد الوزير أن زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتمويلات من مؤسسات التنمية الدولية وأسواق السندات يمكن أن تسهم في سد فجوة التمويل بمصر.

في سياق متصل، كشف البنك المركزي المصري، عن تراجع أرصدة احتياطي النقد الأجنبي بواقع 232 مليون دولار خلال شهر يوليو الماضي، وقال البنك المركزي على موقعه الإلكتروني، يوم الأحد الماضي، إن أرصدة الاحتياطي سجلت 33.143 مليار دولار بنهاية يوليو الماضي مقارنة مع 33.375 مليار دولار بنهاية يونيو. وفي شهر يونيو الماضي تراجع الاحتياطي بنحو ملياري دولار كما انخفض في مايو الماضي بحوالي 1.63 مليار دولار، نتيجة لسداد مصر المدفوعات المرتبطة بالمديونية الخارجية، وذكر أن تلك الاستحقاقات واستخدامات النقد الأجنبي لدى المركزي تأتي في سياق متوقع ومعتاد.

على صعيد آخر، نقل بيان لمجلس الوزراء المصري عن وزير التموين قوله يوم الأربعاء إن مصر لديها احتياطي استراتيجي من القمح يكفي لمدة 7.2 شهر، وأضاف الوزير، خلال اجتماع للجنة معنية بإدارة تبعات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أن البلاد لديها احتياطي من الزيت التمويني يكفي لمدة 5.3 شهر، ومن السكر التمويني يكفي لفترة تصل إلى 6.6 شهر، ومن الأرز يكفي لمدة 3.2 شهر.

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي في اضطراب شحنات الحبوب وأدى لزيادة سريعة في أسعار السلع الأولية على مستوى العام، الأمر الذي أحدث أزمة مالية لمصر التي تعد من أكبر مستوردي القمح في العالم، كما يشار إلى أن نحو 80% من واردات القمح المصرية في العام الماضي، كانت من روسيا وأوكرانيا.

في ملف جماعة الاخوان

مازالت انشقاقات جماعة الإخوان تتواصل وتتعمق بصورة كبيرة، حيث قررت جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير تشكيل هيئة عليا تكون بديلة لمكتب الإرشاد التابع لجبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين. وقام إبراهيم منير بتشكيل الهيئة في إطار مواجهة جبهة محمود حسين التي تتمسك بمواقعها التنظيمية كأعضاء سابقين في مكتب الإرشاد، حيث قدم حلمي الجزار أحد قيادات الجماعة وعضو جبهة لندن نفسه في مؤتمر عقد في اسطنبول قبل يومين تحت عنوان الحوار الشعبي، بأنه مسؤول القسم السياسي بجماعة الإخوان، وعضو الهيئة العليا للإخوان، مما يعد أول تصريح من مسؤول رسمي عن تشكيل هيئة إدارية عليا للجماعة.

إلى ذلك كشفت مصادر متابعة فشل 4 مبادرات للصلح بين الجبهتين المتصارعتين، بسبب تمسك كل جبهة بمطالبها التي تراها الجبهة الأخرى تهميشا لها.

وتضمنت المبادرة الأولى أن يتم تقديم مشروع قرار لمجلس الشورى العام يتبناه عشرة من أعضاء الشورى يطلبون فيه دعوة المجلس للاجتماع ويرتكز على طلبين أساسيين هما احترام مجلس الشورى وقراراته كسلطة أعلى، والحفاظ على إبراهيم منير ورمزيته، بمعنى أن يظل إبراهيم منير نائبا للمرشد وقائما للعمل لجماعة اﻹخوان ككل، وأن يتم التعامل مع القطر المصري من خلال مراقبه مثلما يتم التعامل مع باقي اﻷقطار حول العالم ولكن تم رفض المقترح والفكرة .

كما أوضحت المصادر أن المبادرة الثانية تدور حول فكرة أن يقوم محمود حسين بالاعتذار لإبراهيم منير عما سبق وأن تعود المياه لمجاريها، لكن رفض حسين ذلك وقدم مقترحا مضادا ملخصه أن يلتزم منير بقرار مجلس الشورى العام ثم يجلس الطرفان لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة بشكل يرضي كافة الأطراف.

ونصت المبادرة الثالثة على وضع مبادئ وأسس حاكمة، تتركز على وحدة الصف والجماعة بمؤسساتها في الداخل والخارج، واعتبار مجلس الشورى العام في الداخل والخارج مرجعية لكل شؤون الجماعة، وإعادة النظر في كافة القرارات الصادرة في أول أكتوبر من العام 2021، والاتفاق على الضمانات والضوابط التي تمنع تكرار الأزمة الحالية. وتضمنت المبادرة تعيين نائب أو أكثر للقائم بالأعمال، من بينهم الدكتور مصطفى طلبة، وذلك اعتماداً لترشيح الشورى العام له، وتحديد اختصاصاتهم ولكن تم رفض المبادرة من جانب إبراهيم منير.

كذلك تضمنت المبادرة الرابعة عقد لقاء مباشر بين منير وحسين لحل كافة الخلافات والوصول لآلية ترضي الطرفين وعرضها على مجلس الشورى العام وفشلت المبادرة أيضا.

أزمة سد النهضة

دعا رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، الخميس، كلا من مصر والسودان إلى مواصلة الحوار بشأن سد النهضة، ذلك بعد قليل من إعلان إثيوبيا رسميا بدء تشغيل التوربين الثاني لسد النهضة. وقالت هيئة البث الإثيوبية إن التوربين الثاني في سد النهضة بدأ في توليد الطاقة الكهربائية. فيما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن رئيس الوزراء قوله، إن بلاده ليس لديها نية لإلحاق الضرر بدول المصب ولا تريد سوى تلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، وأضافت أن أبي أحمد دعا مصر والسودان إلى التفاوض من أجل تسوية القضايا العالقة المتصلة بالسد.

يأتي ذلك فيما حذرت مصر في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي من وجود شقوق تمتد في الواجهة الخرسانية للسد الفرعي المرتبط بسد النهضة الإثيوبي، مؤكدة أن هذا الأمر مثير للجزع بشكل خاص بسبب فشل إثيوبيا في الامتثال لواجب إجراء دراسات الأثر البيئي والاجتماعي الاقتصادي المطلوبة. وخصصت الرسالة التي بعثها وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، للحديث بشأن القرار الانفرادي لإثيوبيا بالملء الثالث لسد النهضة، كما أوضحت تلقي مصر رسالة حول اعتزام إثيوبيا بقرار انفرادي استئناف ملء سد النهضة الكبير في موسم الأمطار الحالي، والوصول بمستوى المياه إلى 600 متر في قسم التدفق السفلي للسد.

من جهته، قال رئيس اللجنة الفنية للتفاوض في ملف سد النهضة بوزارة الري السودانية مصطفى حسين إن بلاده تراقب عن كثب نتائج خطوة إثيوبيا التي أعلنتها أمس ببدء التوربين الثاني في توليد الكهرباء من السد. وأضاف أن بلاده ستتخذ الإجراء اللازم بشأن ملء سد النهضة، حال تهديد الخطوة لسلامة خزان الروصيرص أو التأثير على الري في المشروعات الزراعية والتوليد الكهرومائي أو الاستخدامات الأخرى، كما أشار إلى أن السودان يتعامل بمسؤولية لحماية مصالحه، مؤكداً على تمسك بلاده بمواصلة التفاوض بآلية تمكن من الوصول إلى اتفاق ملزم بين الأطراف الثلاثة (إثيوبيا ومصر والسودان) تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

صدر الاسبوع الماضي في الكويت مرسوم أميري بحل مجلس الأمة. وأكد ولي عهد الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح في المرسوم أن حل مجلس الأمة يأتي تصحيحاً للمشهد السياسي وما فيه من عدم توافق وعدم تعاون واختلافات وصراعات وتغليب المصالح الشخصية وعدم قبول البعض للبعض للآخر وممارسات وتصرفات تهدد الوحدة الوطنية لذا وجب اللجوء إلى الشعب ليقوم بإعادة تصحيح المسار بالشكل الذي يحقق مصالحه العليا. وكان قد أعلن قبلها عن صدور مرسوم أميري، بتشكيل الحكومة الجديدة، بعضوية 12 وزيراً.

في سياق منفصل، ذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية نهاية الاسبوع الماضي أن ميزانية الحكومة سجلت فائضا قدره 784 مليون ريال (2.04 مليار دولار) بنهاية النصف الأول من عام 2022. وقالت وزارة المالية في بيان أن إجمالي الدين العام انخفض 2.2 مليار ريال عن نهاية العام الماضي إلى 18.6 مليار ريال.

واستفاد منتجو النفط في الخليجي العربي من الارتفاع الحاد في أسعار النفط، التي تجاوزت 100 دولار للبرميل بعد أن أجج الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط المخاوف إزاء تعطل إمدادات الطاقة العالمية، وعمان، التي تصنفها وكالات التصنيف الائتماني عند مستوى مرتفع المخاطرة، أعادت شراء ما تتجاوز قيمته 700 مليون دولار من سنداتها في يونيو/حزيران، وهي خطوة قالت ستاندرد اند بورز إنها تدعم تحسنا في معايير المقاييس.

 

  1. في الشأن الأوروبي

اتهم المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء الماضي، روسيا بأنها مسؤولة عن عرقلة تسليم توربين موجود حاليا في ألمانيا ولا يمكن تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم بشكل طبيعي من دونه، كما تقول موسكو. وبينما خفضت روسيا حجم شحنات الغاز مؤكدة ضرورة تسلم التوربين، قال شولتس أن كل ما على روسيا فعله هو تقديم المعلومات الجمركية الضرورية لنقل التوربين إلى روسيا، وكانت ألمانيا وكندا وافقتا على إعادة المعدات إلى روسيا، لكن التوربين لم يصل بعد إلى وجهته النهائية. ولطالما اعتبرت برلين ذلك مجرد ذريعة وقرارا سياسيا للتأثير على الدول الغربية على خلفية الحرب في أوكرانيا. وقد رأى شولتس أن موسكو بذلك تبعث رسالة ملتبسة إلى العالم بأسره من خلال التشكيك في رغبتها الوفاء بالتزاماتها في المستقبل، كما فتح الباب أمام مواصلة تشغيل محطات الطاقة النووية في ألمانيا. وقال في هذا السياق، إنه من المنطقي الإبقاء على محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية في ألمانيا قيد التشغيل رغم خطط وقفها.

وفي سياق متصل، دخلت الخطة الأوروبية لخفض الاعتماد على الغاز الروسي حيّز التنفيذ مطلع الأسبوع، وسط سعي أوروبي لمساعدة ألمانيا التي تعتمد بشدّة على الطاقة الروسية. وكانت بروكسل قررت الأسبوع الماضي على خفض استهلاك الغاز بنسبة 15 بالمئة الشتاء المقبل ومنحت استثناءات لبعض الدول، واتخذ القرار رغم المعارضة المجرية.

من جانب آخر، دان الاتحاد الأوروبي النشاط العسكري الروسية في محيط منشأة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، قائلاً إنها تمثل انتهاكاً خطيراً وغير مسؤول لقواعد السلامة النووية ومثال آخر على تجاهل روسيا للمعايير الدولية، ودعا كبير الدبلوماسيين الأوروبيين جوزيب بوريل القوات الروسية التي تسيطر على المحطة التي تعتبر الأكبر أوروبياً وبين أكبر 10 محطات عالمياً، إلى فتح أبوابها أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان مسؤول كبير في الوكالة قال سابقاً إن المحطة النووية الأكبر أوروبياً أصبحت خارج السيطرة.

في سياق منفصل، قدم أخيراً الاتحاد الأوروبي؛ منسق المحادثات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي، النص النهائي أمام طرفي التفاوض الرئيسيين-إيران والولايات المتحدة، معلناً نهاية المفاوضات المستمرة في فيينا منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي. وكتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي يلعب دور الوسيط في المفاوضات، على "تويتر" أن النص النهائي تم تقديمه لأطراف التفاوض، وأنه تم التفاوض على كل ما يمكن التفاوض حوله، وهو الآن في شكل نهائي. ومع ذلك؛ خلف كل قضية فنية وكل فقرة يكمن قرار سياسي يجب اتخاذه في عواصم الدول المعنية، وإذا جاءت الردود إيجابية فيمكن التوقيع على الاتفاق. فيما قال مسؤول أوروبي رفيع في فيينا إن النص غير قابل للتفاوض أو التغيير وإن كل التفاصيل تم استنزافها في النقاش.

أزمة شرق المتوسط

في عودة للتصعيد مرة أخرى، دشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، عمل سفينة للتنقيب عن النفط والغاز بالبحر المتوسط. وقال إن أعمال التنقيب في المياه التركية ستستمر، ولا تحتاج أنقرة إلى إذن أحد، وأن السفينة ستعمل على بعد 55 كيلومترا قبالة الساحل التركي في منطقة خارج المياه التي تطالب قبرص أيضا بالسيادة عليها. كما شدد على أن السفينة الجديدة التي تحمل اسم "عبد الحميد خان" هي رمز لرؤية تركيا الجديدة في مجال الطاقة، مشيرا إلى أنه في مجال البحث عن الطاقة تركيا موجودة بـأربع سفن تنقيب وسفينتي مسح جيولوجي، لافتا إلى أن أعمال التنقيب في المياه التركية ستستمر، ومؤكدا اعتزام أنقرة تقليص الاعتماد في الطاقة على الخارج.

 

  1. في الشأن التركي.

في تصريحاتٍ تصدر للمرة الأولى عن شخصية حكومية رفيعة المستوى، تعهّدت داريا يانيك وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية، بإخلاء بلادها من اللاجئين السوريين بحلول العام 2023، وذلك خلال مشاركتها في افتتاح دارٍ للمسنّين في مدينة أضنة الواقعة جنوب البلاد على الحدود مع سوريا، والتي يتواجد فيها اللاجئون السوريون بكثافة، نظراً لقربّها من المدن السورية التي فرّوا منها مثل إدلب وأريافها.

وفيما تشهد تركيا انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية حاسمة تحوّل اللاجئون السوريون فيها إلى موضع جدل بالنسبة لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم والأحزاب التي تعارضه على حدٍّ سواء. وخلال مشاركتها في افتتاح دارٍ للمسنّين، دعمت يانيك العملية التركية المرتقبة التي تهدد تركيا بشنّها ضد قوات "سوريا الديمقراطية" منذ أكثر من ثلاثة أشهر، معتبرة أنها ضرورية لمنع قيام "دولةٍ إرهابية" على الحدود الجنوبية لتركيا، في إشارة منها للمناطق التي يدير الأكراد السوريون شؤونها مع حلفائهم المحليين في "الإدارة الذاتية" لشمال سوريا وشرقها. وتتطابق تصريحات الوزيرة التركية مع تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تعهّد قبل نحو شهرين بإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلده قبيل يونيو المقبل، وهو موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا خلال أقلٍ من عامٍ من الآن.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

قال مندوب الإمارات الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حمد الكعبي، الأربعاء، إن تعاون إيران الكامل مع الوكالة ضروري، لتبديد المخاوف العالمية والإقليمية واستعادة الثقة، مشيراً إلى أن بلاده تواصل دعم الدبلوماسية والحوار لتحقيق هذه الغاية. وذكر الكعبي في كلمة أمام مؤتمر لأطراف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية أن على الدول الأعضاء التي لديها منشآت نووية عاملة مثل إيران الانضمام لاتفاقية الأمان النووي والالتزام ببنودها، وعبّر عن قلق بلاده من عدم إحراز تقدم في معالجة المسائل العالقة بشأن التزام طهران باتفاق الضمانات والتطور المتزايد في برنامجها النووي.

في الاقتصاد، أظهرت بيانات وزارة المالية في الإمارات، أن صافي الفائض الحكومي زاد بأكثر من الضعف في الربع الأول مسجلا 36.4 مليار درهم (9.9 مليار دولار)، مقابل 15.9 مليار درهم في الفترة المقابلة من العام الماضي، بنمو 129%، إذ دعم ارتفاع أسعار النفط الإيرادات. وأعطى ارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنتاج دفعة قوية لاقتصاد الإمارات هذا العام إضافة لاستمرار التعافي من أثر جائحة كورونا.

 

  1. في الشأن السعودي

ارتفعت أرباح شركة الزیت العربیة السعودیة "أرامكو السعودية" في الربع الثاني من 2022 بنحو 90%، إلى 181.6 مليار ريال، مقابل 95.47 مليار ريال في الربع الثاني من 2021. وعلى أساس فصلي، ارتفعت أرباح أرامكو 22.7%، حيث كانت في الربع السابق 148 مليار ريال، كما جاءت أرباح أرامكو في الربع الثاني أفضل من متوسط توقعات المحللين.

إلى ذلك، قال كبير الإداريين الماليين والنائب الأعلى للرئيس للاستراتيجية والتطوير في أرامكو السعودية، زياد المرشد، إن الشركة سجلت أعلى صافي دخل نصف سنوي منذ الطرح العام الأولي، بنسبة نمو تبلغ 86% على أساس سنوي، إلى جانب تدفقات نقدية حرة في النصف الأول وصلت إلى 240 مليار ريال في النصف الأول من هذا العام، وأضاف أن أرامكو خفّضت نسبة المديونية إلى 8% في نهاية النصف الأول من 2022، فيما نما صافي دخل الشركة في النصف الأول 86% إلى 330 مليار ريال، ولفت إلى نمو التدفقات النقدية لأرامكو 60% إلى 240 مليار ريال في النصف الأول من 2022.

من ناحية أخرى، توقع المرشد بلوغ الإنفاق الرأسمالي للشركة ما بين 150 و188 مليار ريال بنهاية العام الحالي، مؤكداً توقيع اتفاقيات عدّة تستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية، وتعزيز التكامل في مجال النفط والغاز، وقال إن استثمارات "أرامكو" تستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً، إذ ستواصل الشركة التقدم في زيادة إنتاج الغاز من خلال الأعمال الإنشائية المختلفة، كما ذكر أن "أرامكو" وقّعت اتفاقية لتطوير منشأة لتحويل السوائل إلى كيميائيات في الصين، واستحوذت على 30% من مصفاة تكرير في بولندا.

 

  1. في الشأن الروسي

قالت وزارة الخارجية الروسية الاثنين، إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستعلق أنشطة التفتيش بموجب معاهدة ستارت للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية، مضيفةً أن موسكو لا تزال ملتزمة بجميع بنود المعاهدة، وقالت إن جميع منشآتها الخاضعة لعمليات التفتيش بموجب معاهدة "ستارت" ستعفى مؤقتاً من عمليات التفتيش، ويتعلق الأمر بقواعد إطلاق الصواريخ وكذلك القواعد الجوية والبحرية حيث يتم نشر الصواريخ النووية.

وأضافت الوزارة أن روسيا اضطرت إلى اللجوء إلى هذا الإجراء نتيجة إصرار واشنطن على سعيها لاستئناف أنشطة التفتيش بشروط لا تأخذ بعين الاعتبار الحقائق الحالية! كما أشارت إلى أن الشروط التي اقترحتها واشنطن تخلق مزايا أحادية الجانب لصالح الولايات المتحدة وتحرم فعلياً روسياً الاتحادية من حق إجراء عمليات تفتيش على الأراضي الأميركية!

وتستشهد الخارجية الروسية خصوصا بالعراقيل لسفر المفتشين الروس والصعوبات المرتبطة بإصدار التأشيرات بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو إثر حرب أوكرانيا، وقد أبلغ الكرملين الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بأن الوقت ينفد للتفاوض على بديل لمعاهدة "ستارت جديدة" وأنه إذا انتهى سريانها في عام 2026 بدون بديل، فسوف يؤدي ذلك إلى إضعاف الأمن العالمي.

على صعيد منفصل، أعاد غزو الرئيس بوتين لأوكرانيا الاقتصاد الروسي إلى الوراء أربع سنوات في أول ربع سنوي كامل مننذ بدء الهجوم، مما وضعه في مسار نحو واحدة من أطول فترات الركود المسجلة حتى لو كانت أقل حدة مما كان يتوقع في البداية. وفي إحصاء قاتم للحرب بالنسبة لروسيا، تأرجح الاقتصاد الذي كان ينمو بوتيرة متسارعة في بداية عام 2022 إلى الركود خلال الربع الثاني. أظهرت بيانات يوم الجمعة انكماش الناتج المحلي الإجمالي لأول مرة منذ أكثر من عام ، لكنه كان أفضل من المتوقع ، حيث انخفض بنسبة 4%، على أساس سنوي. وقالت بلومبرغ إيكونوميكس، أن الاقتصاد الروسي سيتخلى عن أربع سنوات من النمو، ليعود إلى حجمه في 2018 في الربع الثاني، وتوقعت أن يتباطأ الانكماش في الربع الرابع مع دعم السياسة النقدية الميسرة للطلب. مع ذلك، سيخسر الاقتصاد 2%، أخرى في عام 2023 حيث سيؤدي حظر الطاقة الأوروبي إلى خفض الصادرات.

وفي سياق متصل، قالت شركة النفط الروسية روسنفت، الجمعة، إن الاستغناء عن إمدادات النفط الروسية عبر خط أنابيب دروجبا إلى مصفاة شفيدت الألمانية، التي تبلغ طاقتها 240 ألف برميل يوميا وتملكها إلى جانب شركتي شل وإيني، يمكن أن يكلفها خسارة 300 مليون يورو سنويا، وأضافت أن طاقة المصفاة ستنخفض إلى النصف إذا تم تزويدها بالنفط فقط عبر خط أنابيب روستوك.

من جانب آخر، كشف ألكسندر دارشييف مدير إدارة أميركا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية، الجمعة، أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة بأن العلاقات الدبلوماسية الثنائية ستتضرر بشدة وقد تنقطع إذا تم إعلان روسيا دولة راعية للإرهاب، وأنه إذا أقر مجلس الشيوخ الأميركي قانونا يستهدف روسيا، فإن هذا يعني أن واشنطن قد تجاوزت نقطة اللاعودة. وفي الشهر الماضي، قام عضوان بمجلس الشيوخ الأميركي يسعيان لإقرار قانون يصنف روسيا دولة راعية للإرهاب بزيارة كييف لمناقشة مشروع القانون مع الرئيس الأوكراني. وذكر دارشييف أن إقرار ذلك القانون سيتسبب في أخطر الأضرار الجانبية للعلاقات الدبلوماسية الثنائية والتي تصل إلى درجة خفض تلك العلاقات بل وحتى قطعها، وأضاف أنه قد تم تحذير الجانب الأميركي. يشار إلى أن برلمان لاتفيا صنف الخميس، روسيا دولة راعية للإرهاب بسبب الحرب في أوكرانيا، ودعا الحلفاء الغربيين إلى فرض عقوبات أكثر شمولا على موسكو.

 

  1. في الشأن الأوكراني

كشفت شركة "إينرغوآتوم" الأوكرانية أن القوات الروسية تستعد لربط محطة زابوريجيا النووية في جنوب شرق أوكرانيا بشبه جزيرة القرم وتحويل الطاقة المنتجة إليها، وصرح بترو كوتين، رئيس شركة "إينرغوآتوم" المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية الأربع، أن القوات الروسية المتواجدة في محطة الطاقة النووية في زابورويجيا تنفذ برنامجا لشركة روسآتوم الروسية يهدف إلى ربط المحطة بشبكة كهرباء القرم، وأضاف أنه للقيام بذلك يجب أولا إتلاف خطوط الطاقة الخاصة بالمحطة المتصلة بنظام الطاقة الأوكراني؛ ومن 7 إلى 9 آب/أغسطس أتلف الروس ثلاثة خطوط، وحاليا تعمل المحطة بخط إنتاج واحد فقط وهي طريقة عمل تشكل خطورة كبيرة. كما حذر كوتين من أنه عند فصل آخر خط إنتاج، سيتم تشغيل المحطة بمولدات تعمل بالديزل، وسيعتمد كل شيء بعد ذلك على قدرة المولدات ومخزون الوقود المتوافر.

ومحطة زابوريجيا التي تقع بالقرب من القرم تضم ستة مفاعلات من أصل 15 تملكها أوكرانيا وهي قادرة على توفير الطاقة لأربعة ملايين منزل. وقد اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، في هذا السياق، أن أي هجوم على محطات للطاقة النوويّة هو عمل انتحاري، داعيا إلى وقف العمليّات العسكريّة في محيط زابوريجيا حتّى يتسنّى للوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية الوصول إليها.

في سياق متصل، دعت الولايات المتحدة روسيا إلى وقف كلّ نشاط عسكري داخل المحطات النووية الأوكرانية وحولها، ومنها محطة زابوريجيا التي يُسيطر عليها الروس والتي تعد أكبر محطة نووية في أوروبا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، أن القتال حول محطة نووية أمر خطير، مشددة على أنه، بحسب البيانات، ليس لدينا أي دليل، لحسن الحظّ، على ارتفاع غير طبيعي لمستويات النشاط الإشعاعي.

من جانب آخر، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، يوم الأربعاء، أن واشنطن ستواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقود تحالفاً من 50 دولة لدعم أوكرانيا عسكريا. وقد أتت تلك التصريحات بعد يومين من إعلان البنك الدولي عن مساعدة مالية أميركية إضافية لأوكرانيا قدرها 4.5 مليار دولار، لافتا إلى أن هذا الدعم سيساعد كييف على تأمين الخدمات والرواتب التقاعدية، وهو أساسي لتخفيف وطأة تداعيات الحرب. وغالبية الأموال المرصودة في إطار هذه المساعدة ستصرف هذا الشهر، وهي جزء من حزمة دعم أميركية بـ8.5 مليارات دولار لمساعدة الحكومة الأوكرانية على إبقاء المستشفيات والمدارس وغيرها من الخدمات الحكومية الأساسية متاحة للشعب الأوكراني.

يشار إلى أن أوكرانيا تعاني من عجز في ميزانيتها العامة يتزايد بمقدار 5 مليارات دولار كل شهر، يفاقمه انعدام قدرتها على جمع الأموال أو الحصول على تمويل من الأسواق الخارجية. وسارع حلفاء أوكرانيا إلى إمداد البلاد بالمساعدات، وقد تعهّدت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات مالية إضافية لكييف قدرها 29.6 مليار دولار.

على صعيد منفصل، اتهم وزير الصحة الأوكراني السلطات الروسية بارتكاب جريمة ضد الإنسانية من خلال منع السكان من الحصول على الأدوية بأسعار معقولة في المناطق، التي سيطرت عليها من أوكرانيا منذ بدء عملية الغزو في 24 شباط، وقال وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو إن السلطات الروسية منعت مراراً الجهود المبذولة لتوفير الأدوية المدعومة من الدولة للأشخاص في المدن والبلدات والقرى التي باتت تسيطر عليها. وأضاف الوزير أن روسيا تتخذ هذه الإجراءات عمداً، ونعتبرها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب سيتم توثيقها والاعتراف بها. يذكر أن لدى الحكومة الأوكرانية برنامجاً يوفر الأدوية للأشخاص المصابين بالسرطان والحالات الصحية المزمنة.

ووفقاً لمسؤولين من الأمم المتحدة وأوكرانيا، فإن تدمير المستشفيات والبنية التحتية إلى جانب نزوح ما يقدر بنحو سبعة ملايين شخص داخل البلاد عطّل أيضاً أشكالا أخرى من العلاجات. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سجلت 445 هجوماً على مستشفيات ومنشآت رعاية صحية أخرى منذ 24 فبراير وحتى 11 أغسطس، ما أدى بشكل مباشر إلى وفاة 86 شخصاً وإصابة 195 آخرين، لكن لياشكو قال إن الآثار الثانوية للحرب أشد بكثير.

 

  1. في الشأن الايراني

قال الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، يوم السبت، إن طهران على بعد أسابيع من حيازة مواد كافية لصنع قنبلة نووية، وعلّق مالي على مخطط اغتيال بولتون بقوله أن واشنطن سترد بحزم إذا هددت إيران مواطنيها، مضيفا أن بلاده لم ولن تتفاوض حول خفض معاييرها للسماح للشركات الأوروبية بالتعامل مع طهران. وبيّن مالي أن نص الاتفاق النووي مع إيران موجود وهناك فهم واضح له من وجهة نظر منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، وأنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن هذه العودة واضحة تمامًا من حيث تخفيض العقوبات التي يجب أن تقدمها واشنطن والخطوات التي يتعين على إيران اتخاذها للحد من برنامجها النووي.

وبشأن التحقيق الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول وجود مواد نووية غير معلنة في إيران وتقرير عن إمكانية تعليق ملف التحقيق الخاص بهذا الأمر، قال مالي أن الولايات المتحدة لا تمارس أي ضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتخلي عن هذه القضايا المتبقية، وأضاف أنه سيتم إغلاقها عندما تقدم إيران إجابات صالحة تقنيًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبمجرد قيامها بذلك وإرضاء الوكالة، ستعبر واشنطن أيضًا عن رضاها. وفيما يتعلق بالعقوبات على إيران، قال أن لم تجرِ أي مفاوضات بشأن خفض المعايير الخاصة بتجارة الشركات الأوروبية أو الشركات الأخرى مع طهران، ويجب احترام العقوبات الاميركية، وأن أي تقرير يدعي أن واشنطن ذاهبة إلى خفض المعايير والتفاوض بشأنها هو تقرير خاطئ تمامًا.

من جانبه، رجّح ممثل روسيا في فيينا ميخائيل أوليانوف، الأحد، إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وألمح المسؤول الروسي إلى احتمال ورود تطورات إيجابية قريبة حول الموضوع، مشيراً إلى أنه من المقرر التوصل إلى توافق بشأن الاتفاق النووي الإيراني في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ولفت إلى أن منسقي الاتحاد الأوروبي أجروا عدة تعديلات على النص المطروح الآن!

هذا في وقت أكد دبلوماسي إيراني، الجمعة، أن بلاده تدرس حاليا إلى أي مدى تحقق المقترحات الأوروبية مطالبها بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء عن الدبلوماسي، الذي وصفته بأنه مطلع على عملية المفاوضات النووية، أن مقترحات أوروبا يمكن قبولها إذا وفرت لإيران الطمأنينة في مختلف القضايا، بما في ذلك الادعاءات السياسية المتعلقة بقضايا الضمانات ورفع جميع انواع الحظر وضمان عدم خرق الاتفاق.

في سياق منفصل، أطلق قمر اصطناعي إيراني بواسطة صاروخ روسي من قاعدة في كازاخستان، الثلاثاء، وفق مشاهد حيّة بثّتها وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، وأظهرت المشاهد صاروخاً من طراز "سويوز-1.2ب" يحمل قمر "خيام" الاصطناعي ينطلق من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، التي تديرها روسيا وبعد حوالي تسع دقائق من الإطلاق، وضع القمر الصناعي الإيراني في المدار. وقالت إيران إن القمر الصناعي، المزود بكاميرا عالية الدقة، سيستخدم في المراقبة البيئية وسيظل تحت سيطرتها بشكل كامل، كما أضافت أنه لن تمكن أي دولة أخرى من الوصول إلى المعلومات التي ستجمعها، وستستخدمها لأغراض مدنية فقط، لكن هناك مزاعم بأن روسيا قد تستخدمها لمراقبة أوكرانيا وسط حربها هناك. وإذا نجحت المهمة، فإن القمر الصناعي سيمنح إيران القدرة على مراقبة إسرائيل.

 

  1. في الشأن السوداني

بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم، يوم الثلاثاء، ورشة نظمتها نقابة المحامين لبحث إعداد إعلان دستوري جديد، ووضع إطار قانوني يناقش قضايا المرحلة الانتقالية، في الوقت الذي تعددت فيه مبادرات معالجة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحشد عدد من الأشخاص مؤيديهم بهدف ترشيحهم لرئاسة الوزارة من خارج تحالف المعارضة الرئيسية الحرية والتغيير. وقد أفادت مصادر متابعة أن الورشة التي ستستمر لثلاثة أيام، سيعقبها تكوين آلية تقوم بصياغة الدستور الانتقالي من المشاركين فيها، ويشارك فيها للمرة الأولى منذ سقوط نظام الإسلاميين، برئاسة عمر البشير، حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي أسسه زعيم الإسلاميين الراحل حسن الترابي، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الذي يتزعمه الرمز الديني والسياسي محمد عثمان الميرغني. كما يشارك فيها مكونات من المعارضة الرئيسية، بما فيها أطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق سلام جوبا، والحزب الجمهوري، وحزب الأمة القومي، ولجان المقاومة، ومنظمات المجتمع المدني، وأساتذة الجامعات. إضافة إلى ممثلين عن وزارة العدل، والتجمعات المهنية، والمجموعات الدينية، وأسر الشهداء، كذلك يحضرها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس آلية دعم الانتقال في السودان «فولكر بيرتس»، وممثل عن الاتحاد الأفريقي ومنظمة (إيقاد)، والاتحاد الأوروبي، وسفراء المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، والقائم بأعمال السفارة الأميركية في السودان.

ووفقاً لمراقبين، فإن الورشة التي تعقدها نقابة المحاميين، بحضور شخصيات محلية وإقليمية ودولية، تعد استكمالاً للحوار بين المدنيين والعسكريين، الذي تتوسط فيه كل من واشنطن والرياض، والذي انقطع بإعلان قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، مغادرة الساحة السياسية، وتكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة، مشترطاً توافق القوى السياسية والمدنية على تكوين حكومة انتقالية. وسبق أن شهدت البلاد عدداً من المبادرات تجاوز عددها العشرة، لم تفلح في تحقيق وفاق على تكوين حكومة انتقالية مدنية، وأبرزها مبادرة هيئة علماء السودان، ومبادرة عضو مجلس السيادة الانتقالي الهادي إدريس، ومبادرة حكماء السودان، اصطدمت جميعها بالرفض الشعبي الواسع.

ولم يفلح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في تنفيذ تعهداته، التي أطلقها في بيانه الذي أعلن بموجبه إجراءات أكتوبر التي حل بمقتضاها الحكومة المدنية وحكومات الولايات، بتكوين حكومة مدنية في غضون شهر، وإصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية، وذلك بسبب الرفض الواسع لتلك الإجراءات التي اعتبرتها المعارضة ولجان المقاومة انقلاباً عسكرياً قطع الطريق على الانتقال المدني، وظلت البلاد بلا حكومة طوال ثمانية أشهر ولا تزال. وإزاء ذلك، سارعت شخصيات عدة لترشيح أنفسها لتولي رئاسة الوزارة، وتكوين الحكومة، وأبرزهم المحامي المثير للجدل عادل عبد الغني، والسياسي مضوي الترابي، وهبة عبد الرحمن مكي، لكن ترشيحاتهم لم تلق قبولاً شعبياً، أو حتى من قبل العسكريين في مجلس السيادة، رغم زعمهم أنهم استجابوا لنداء الوطن، وحشدوا أعداداً من المؤيدين.

 

  1. في الشأن الصيني

انكمش نشاط التصنيع الصيني بشكل غير متوقع في يوليو، حيث قوضت قيود بكين الصارمة على Covid-19 وضعف الطلب الآمال في انتعاش اقتصادي أكثر قوة، كما تعثرت الركائز الاقتصادية الرئيسية للصين في يوليو/تموز مع ضعف في قطاع الصناعات التحويلية وقطاع العقارات المهم للغاية مما يظهر الضغط على بلد لا يزال يشكل عبئا على الاقتصاد العالمي المتعثر. وقد تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي إلى 49.0 في يوليو من 50.2 في يونيو، حسبما قال المكتب الوطني للإحصاء الصيني. وفي الوقت نفسه، انتهى انتعاش مبيعات المنازل في الصين الذي استمر لمدة شهرين في يوليو، حيث تأثرت ثورة الرهن العقاري الواسعة النطاق بسبب المخاوف من أن مطوري العقارات المتعثرين لن يكونوا قادرين على تسليم شقق لم تكتمل بعد، وانخفضت المبيعات في أكبر 100 مجموعة تطوير عقاري في البلاد بنسبة حادة بلغت 39.7٪ في يوليو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا للبيانات الصادرة الأحد عن شركة China Real Estate Information Corp، وهي مزود بيانات عقارية مقره شنغهاي، كما انخفضت مبيعات يوليو بنسبة 28.6٪ عن يونيو، منهية انتعاشا استمر شهرين في نمو المبيعات الشهري.

وأكدت النتائج في قطاعي التصنيع والعقارات، التي تمثل في حد ذاتها ثلث الاقتصاد الصيني حسب بعض التقديرات، مدى بعد البلاد عن أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية بعد الجائحة، وعلى الرغم من أن الحكومات المحلية في جميع أنحاء الصين أصبحت أكثر مهارة في السيطرة على تفشي Covid-19 بسرعة وباضطرابات أقل مما كانت عليه في الأشهر السابقة، فقد أكدت بكين من جديد التزامها بسياسات صارمة في المستقبل المنظور. وفي قطاع الصناعات التحويلية، أظهرت 10 صناعات فقط من أصل 21 صناعة شملها المسح الذي أجراه المكتب الوطني للإحصاء الصيني توسعا في يوليو.

على صعيد أزمة تايوان، واصلت الصين، هذا الاسبوع، تنفيذ مناورات عسكرية، بالقرب من تايوان، ضاربة عرض الحائط دعوات الغرب إلى خفض التصعيد، فيما تجري تايوان هذا الأسبوع تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية لمحاكاة الدفاع عن الجزيرة في حال تعرضها لغزو صيني، وفق ما أعلن مسؤولون. وكان من المفترض أن تنتهي المناورات الصينية الأحد الماضي، لكن لا بكين ولا تايبيه أكّدتا اختتامها. وقال الجيش التايواني إن قوات الجزيرة ستتدرب على التعامل مع عمليات الإنزال يومي الثلاثاء والخميس في منطقة بينغتونغ في أقصى الجنوب، فيما دافعت وزارة الدفاع الصينية عن تعليق المحادثات العسكرية مع الولايات المتحدة، احتجاجاً على زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، لتايوان الأسبوع الماضي، وقالت إنه يجب أن تتحمل واشنطن عواقب وخيمة.

وفي السياق، رفضت تايوان الخميس، نموذج "بلد واحد ونظامين" الذي اقترحته الصين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية التايوانية جوان أو، إن شعب تايوان وحده يملك حق تقرير مصيره، وذلك بعد نشر الصين الكتاب "الأبيض"، الذي تضمّن النموذج هذا الأسبوع.

 

  1. في أزمة تونس

أعلن الناطق باسم المحكمة الإدارية التونسية عماد الغابري يوم الأربعاء أن المحكمة قررت قبول إيقاف تنفيذ قرارات عزل عدد من القضاة وفق المرسوم الذي أصدره الرئيس التونسي قيس سعيد بإعفاء 57 قاضيا في يونيو الماضي، وأشار إلى أن جميع القضاة المعفيين والبالغ عددهم 57 كانوا تقدموا بطلبات للمحكمة الإدارية لإيقاف تنفيذ قرار إعفائهم، مؤكدا أنه تم التعاطي مع الموضوع حسب خصوصية كل ملف. في السياق، قال محام لرويترز الأربعاء، إن المحكمة الإدارية التونسية أوقفت عزل 50 قاضيا أقالهم الرئيس سعيّد، وأضاف المحامي كامل بن مسعود إن المحكمة رفضت استئناف سبعة قضاة آخرين على الأقل. وكان الرئيس التونسي قد قرر في يونيو الماضي، عزل 57 قاضيا من بينهم رئيس المجلس الأعلى للقضاء المنحل وذلك بعد أن اتهمهم بالفساد والتستر على متهمين في قضايا إرهاب.

في سياق منفصل وفي ملف الاستفتاء على دستور تونس الجديد، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الاثنين، أن المحكمة الإدارية قضت برفض كافة الطعون المتعلقة بالاعتراض على نتائج الاستفتاء على الدستور، الذي جرى تنظيمه يوم 25 يوليو الماضي، وشارك فيه نحو 3 ملايين ناخب، وقالت الهيئة في بيان، إن الدائرة الاستئنافية بالمحكمة الإدارية، أصدرت يوم الجمعة الماضي، في الطور الأول، حكمين بعدم قبول الطعن في القضية التي قدمتها منظمة "أنا يقظ"، لعدم الصفة في القيام، وبرفض دعوى الطعن التي رفعها حزب "الشعب يريد". وأضافت، أن الدائرة الاستئنافية بالمحكمة الإدارية، قضت يوم الاثنين، برفض الدعوى شكلا في القضية التي رفعها حزب "آفاق تونس"، للطعن في نتائج الاستفتاء، مشيرة إلى أنها تعتزم الإعلان عن النتائج النهائية للاستفتاء على مشروع الدستور بعد انقضاء آجال الطعن في الأحكام المشار إليها، أو إثر صدور الأحكام النهائية الباتة عن الجلسة العامة للمحكمة الإدارية. وبعد قرار المحكمة الإدارية برفض كافة الطعون، من المتوقع أن يقع تثبيت هذه النتائج واعتبارها نتائج نهائية، ليدخل الدستور الجديد إثر الإعلان عنها، حيز التنفيذ رسميا.

وينص الدستور الجديد الذي سينقل البلاد نحو نظام رئاسي مطلق، على أن يتولى الرئيس السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يعينه ويمكن أن يقيله، ويمارس صلاحيات ضبط السياسة العامة للدولة ويحدد خياراتها الأساسية، في المقابل يعطي للبرلمان دورا أقل، خلافا لدستور 2014.

في الملف الاقتصادي، أكدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أن الدعم الدولي لتونس مستمر بعد الموافقة على الدستور الجديد، وقالت إنه من الممكن الآن أن تتوصل تونس لاتفاق مع صندوق النقد الدولي دون اتفاق مع النقابات، لأن الدستور يوفر قاعدة أقوى لتحرك تشريعي. وتوقعت أن التوصل للاتفاق في النصف الثاني من 2022 مع استمرار رغبة المقرضين الرسميين في دعم البلد بعد الموافقة على الدستور الجديد.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

1 و8 آب 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، حبيب خوري، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

يُعرب "اللقاء" عن تأييده المطلق لمواقف البطريرك الراعي الوطنية فهو يؤكّد أنّ اعتداءات الحزب لا تطال طائفة بذاتها ولذاتها وإنّما تطال كلّ من لا يوالي ويرضح لحزب الله. وهذا أمرٌ شديد الخطورة إذ يعيد إنتاج مفهوم الحزب الحاكم الذي يُنصّب نفسه فوق الجميع ويخضعهم باستمرار لإمتحانات الوطنية، وهو ما يضع الصيغة اللبنانية والعيش المشترك بين اللبنانيين مجدّداً أمام تحدّيات.

وفي هذا السياق يقدّر "اللقاء" زيارة دولة الرئيس فؤاد السنيورة الى الصرح البطريركي برفقة الوزراء والنواب السادة: خالد قباني، أحمد فتفت، مصطفى علوش، محمّد السماك وعمّار حوري التي كسرت حملة العزلة التي يحاول "حزب الله" فرضها على الكنيسة.

إن بلدة رميش الجنوبية هي بلدة الشهيد اللواء فرنسوا الحاج الذي يحتفل حيث هو بعيد مؤسسته اليوم، وهي ليست بحاجة الى حماية من أحد وهي لا تُحرق ولا يُهجّر أهلها، كما انها تُطالب تنفيذ القرار 1701. يؤكّد "اللقاء" على أحقيّة مطلبها ويقف الى جانبها.

يشدّد "اللقاء" على أن أفعال "حزب الله" ورسائله للداخل والخارج تحوّل لبنان مرّة جديدة صندوق بريد لتأمين مصالح خارجية، على غرار ما فعلته منظمة التحرير الفلسطينية منذ العام 1969 وما فعله النظام السوري منذ دخول جيشه إلى لبنان في العام 1976 وحتّى قبل ذلك بسنوات. ويؤّكد أنّ الشعب اللبناني كما رفض وواجه كلّ الإحتلالات السابقة للبنان فهو سيرفض ويواجه الإحتلال الإيراني للبنان بواسطة حزب الله الذي يستحوذُ على قرار الدولة ويحاول في الوقت نفسه الظهور بمظهر الدفاع عن مصالح اللبنانيين، بينما يؤكدّ اعترافه بولائه للجمهورية الإسلامية في إيران أنّه ملتزمٌ بتحقيق مصالحها!

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة إيلي كيرللس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، أنطوان اندراوس، إدمون ربّاط، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج كلاس، حُسن عبود، حبيب خوري، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، سامي شمعون، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

أولاً- حلّت الذكرى السنوية الثانية لتفجير مرفأ بيروت على وقع العذابات المتواصلة لاهالي الضحايا والتي يفاقمها تغييب الحقيقة والعدالة في هذه الجريمة المروعة وسط التعطيل المتمادي للمسار القضائي اللبناني بشأنها.

إن "لقاء سيدة الجبل" كان أول المطالبين بتحقيق دولي في هذه الجريمة، ببيان صدر عن اللقاء وحركة المبادرة الوطنية وذلك في 5 آب 2020. وهو يرى الآن أن أي مطالبة بهذا الامر من خلال تقديم عريضة إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة هي مطالبة في الاتجاه الصحيح، ولكنها تبقى ناقصة وبلا فعالية إن لم تتحول الى مطالبة وطنية شاملة، ولذلك فإن المطلوب هو إقناع الكتل النيابية كافة بالانضمام الى هذه المطالبة بغية تحقيقها.

ثانياً- خرج علينا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، اسماعيل قاآني، قائلا إنّ حزب الله يخطط لازالة اسرائيل من الوجود في الوقت المناسب! فمتى يحين هذا الوقت المناسب، هل قبل ترسيم الحدود مع اسرائيل او بعده؟

وما هو موقف الدولة اللبنانية من كلام قاآني، ولا سيما ان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب يقول ان هناك تقدماً في مفاوضات الترسيم؟ فهل الدولة اللبنانية هي وراء حزب الله وقاآني ام ان الحزب هو وراء الدولة كما يقول امينه العام ؟ ومن يصدق الشعب اللبناني، أبو حبيب ام قاآني ؟!

ان صمت المسؤولين اللبنانيين عن كلام المسؤول الايراني في هذا التوقيت بالذات، ليس دفنا للرؤوس في الرمال وحسب وانما هو خضوع للاحتلال الايراني للبنان والذي عبّر عنه قاآني بوضوح تام.

ثالثاً-  في موضوع رئاسة الجمهورية؛ إنّ لقاء سيدة الجبل اذ يرى ضرورة وطنية قصوى في جمع المعارضين للاحتلال الايراني من اجل دعم مرشح ٍواحد لرئاسة الجمهورية، فهو يؤكد ان اجتماع المعارضة لهذا الهدف لا يمكن ان يتم بطرق تلفيقية وانما على قاعدة برنامج سياسي مشترك، وهو ما سيعمل عليه المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان خلال الأيام المقبلة مساهمةً منه في بلورة بطاقة تعريف لرئيس الجمهورية الجديد .

وان "اللقاء" اذ يعطي كل الفرص لمساعي جمع المعارضة، فهو يدعو في حال تعثر هذه المساعي الى استقالة نواب المعارضة جميعاً والانتقال الى تنظيم مقاومة سياسية للاحتلال الايراني.

رابعاَ- دخلت غزّة مرّة جديدة حلقة العنف ويأسف "اللقاء" أن تتحوّل دماء الفلسطينيين صندوق بريد بين الإسرائيليين في مرحلة إنتخابية وبين إيران وأميركا.

إن شعوب المنطقة في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن أي في البلدان التي تقع تحت الإحتلال تستحقّ أفضل من هذا المصير البائس.

2*) حركة أمل

1 آب 2022

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء. وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

وبعد الإجتماع صدر بيان ، استهل بالحديث عن ذكرى عاشوراء:" في أيام عاشوراء الحسين وفي ذكرى ملحمة البذل والفداء في كربلاء، موقعة التضحية مستمرة من أجل حرية وكرامة الإنسان وحقه بحياة عنوانها ومضمونها العدالة والمساواة، والنهوض من حال الإستضعاف إلى حال القوة ومن واقع الهوان إلى واقع العزة، تؤكد الحركة اليوم على أن كربلاء هي نبعها الذي لا ينضب، وأن إرث حركة أمل هو في ثورة الإمام الحسين، وأن المسار الذي خطه الإمام القائد السيد موسى الصدر في حركته الإصلاحية هو رجع صدى صرخة الإمام الحسين : ما خرجت اشرا ولا بطرا، بل خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ، وسيبقى شعارنا دائما: عطاؤنا حسيني".

وفي الشأن الداخلي، اعتبر المكتب السياسي لحركة "أمل"، "أن ازدياد الأزمات وتفاقمها على المستويات كافة تتطلب الإسراع في تشكيل حكومة جديدة وعدم الركون إلى ما رافق هذا الواجب السياسي من تردد كبير وغياب المبادرات، مما أوصل البلاد إلى حالة حادة من الإنهيارات المتتالية، ليس أقلها العجز عن إيجاد الحلول لمعالجة الأزمات، كل هذه العناوين تستدعي حالة طوارئ استثنائية بعيدة عن الحسابات الضيقة والشعبوية وإنجاز التشكيل بما يؤمن للبنان نافذة إنعاش بالحد الأدنى لتخفيف عبء المعاناة عن كاهل المواطن الذي يئن من شظف العيش وقلة الموارد الأساسية لحياته الكريمة".

وشدد المكتب السياسي على "ضرورة إنجاز الإستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للبلاد بما يشكل تأكيدا للديموقراطية ويحقق استعادة للثقة الدولية بلبنان ودوره ومكانته في العالم".

وأكد "أهمية وحدة الموقف الرسمي والالتفاف الوطني حول موضوع الترسيم بما يؤمن للبنان ورقة قوة لإستعادة حقه في ثرواته وموارده الطبيعية"، وشدد على "عدم القبول بأي شكل من أشكال التسلل لتمرير التطبيع تحت أي عنوان كان، والإصرار على عدم التنازل عن الثروة الوطنية والحق اللبناني ومحاولات تمييع الأمور في ملف النفط والغاز".

ودعا إلى "ضرورة طلب الحكومة من الشركات الملتزمة التنقيب إلى عدم التلكؤ والتأخر في تنفيذ مهامها والقيام بعملياتها وفقا للإتفاقيتين الموقعتين".

وتوجه المكتب السياسي في عيد الجيش السابع والسبعين، بالتحية والتقدير لقيادة الجيش وضباطه ورتبائه وعناصره، واعتبر "أن المسؤولية الوطنية تستوجب مزيدا من العناية والاهتمام ودعم الجيش عديدا وعدة وتجهيزا، ليتمكن من الاستمرار بالقيام بواجبات الدفاع عن لبنان في كل المواقع".

3*) التيار العوني

2 آب 2022

عقد المجلس السياسي في التيار الوطني الحر اجتماعه الدوري فناقش جدول أعماله، وأصدر البيان الآتي:

تحلّ غدًا الذكرى السنوية الثانية لجريمة انفجار مرفأ بيروت التي تعطّل سير العدالة بشأنها بفعل قرارات اتخذها عمداً من يتحملون المسؤولية عن تكبيل المحقّق العدلي من سياسيين وقضاة ومن بينهم القضاء الأعلى ورئيسه الذين يتوجب أن يكونوا مصدراً للحلّ وليس جزاءً من المشكلة. إن التيار الوطني الحرّ إذ يجدّد تضامنه مع أهالي الضحايا يؤكّد استعداده للقيام بكل ما يستطيع لكشف الحقيقة ومحاكمة من تثبت مسؤوليته في وقوع الجريمة. ومثلما يدعو الى فك أسر التحقيق وإصدار القرار الظني ووقف تعطيل محاكم التمييز، فإن التيار يعتبر بقاء الموقوفين ظلماً في السجون من دون أي محاكمة يشكل بحدّ ذاته جريمة متمادية يحاسب عليها القانون والضمير وقد حان الوقت لإنهاء هذا الاعتداء على حرية الناس وحقوقهم.

يطالب التيّار الوطنيّ الحرّ بالإسراع في إقرار القوانين الإصلاحية الأربعة في مجلس النواب لتوقيع الإتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي إضافةً الى قوانين إصلاحية اخرى كاستعادة الأموال المحولة، على أن تكون إصلاحيةً بالفعل وليس بالشكل فيتم رفع السرية المصرفية بصورة كاملة عن المسؤولين عن الخدمة العامة بمفعول سابق ولاحق، وفي هذا الإطار يأتي إقتراح القانون المعجل المكرر الذي تقدم به التكتل أثناء إقرار تعديل قانون السرية المصرفية. وبالإضافة الى القوانين الإصلاحية المطلوبة فإن الإصلاح لا يقتصر عليها إذ أن الإنتقال الى إقتصاد سليم يستوجب إعادة النظر بحجم القطاع العام لترشيده وتنمية الكفاءات الموجودة فيه وتفعيل الهيئات الرقابية للجم الفاسدين ووضع خطة لتطبيق المكننة ووضع الحكومة الإلكترونية موضع التنفيذ، واعادة هيكلة مصرف لبنان وتكوين القطاع المصرفي.

يحمّل التيّار الوطنيّ الحرّ رئيس الحكومة المكلف مسؤولية الاستخفاف بالدستور وتجاهل أوضاع البلاد برفضه القيام بما يلزم لتشكيل الحكومة، والتي من دونها لا تسير الإصلاحات ولا يحصل لبنان على التعاضد اللازم معه. إن هذا التعطيل المتعمّد لعملية تشكيل الحكومة هو جريمة بحق اللبنانيين الذين سُرقت ودائعهم وتجري محاصرتهم بالرغيف وبجميع مقومات الحياة. وعليه فإن رئيس الحكومة المكلّف يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الكارثة الناجمة عن إنقطاع الكهرباء ليس فقط لأنه عرقل في السابق تنفيذ الخطة بل لأنه يرفض اليوم أي حلّ مقترح أو هبة ويختبئ وراء ذرائع واهية لحماية مصالحه وليس مصلحة اللبنانيين. إن ممارسات دولة الرئيس ومواقفه تدعو الى الريبة، فهو لا يسمح لوزارة الطاقة بتوفير الحلول لأزمة الكهرباء ولا يقوم بما يتوجّب عليه لتفعيل عمل القضاء في جريمة المرفأ ويعرقل كل خطوة من شأنها الحدّ من ضرر إستمرار حاكم البنك المركزي في موقعه بينما تتراكم عليه الملفات والدعاوى في الخارج والداخل. وفوق هذا كله فإنه يمتنع عن التشكيل الجدّي للحكومة فيصدق فيه قول غبطة أبينا البطريرك الراعي لا قيمة للتكليف من دون تأليف.

يتابع التيّار باهتمام بالغ مسار التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بما يضمن حقوق لبنان في إستخراج الغاز الدفين تحت مياه لبنان الإقتصادية. ويؤكد التيّار أن المعادلة البحرية التي أرساها لبنان دولةً ومقاومةً ستفعل فعلها على أساس أن لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا. ويثني التيار على نجاح رئيس الجمهورية في قيادة المفاوضات وتظهير الموقف اللبناني الموحّد كما يؤكّد على أهمية موقف المقاومة الذي عزّز قدرة الدولة في التفاوض.

إن ما اقدم عليه رئيس مجلس ادارة ”الميدل ايست” من منع انتقائي واعتباطي للكحول اثناء الرحلات مرفوض شكلاً ومضموناً بما يوحي به من تغيير لقواعد السلوك الاجتماعي والاعراف اللبنانية، وهو يتعرّض بذلك للحريات الفردية والعامة التي يحميها الدستور، خاصةً أن التحجّج بالوضع المالي غير مقنع نظراً لاستيفاء الشركة لأسعار التذاكر بالدولار الفريش للدرجة الاقتصادية كما لدرجة الأعمال فلا مبرّرلعدم تقديم الكحول كما جرت العادة تاريخياً لما لذلك من اعتداء على حقوق المسافرين. ولأن ارتكاباً يخفي آخر فإن التيار يحمّل محمد الحوت مسؤولية تهريب أموال الشركة الى الخارج في وقت يقبض فيه ثمن التذاكر بالدولار ولا يمنح المستحقات اللازمة للجامعة اللبنانية التي تنهار.

يكرّر التيار موقفه الحاسم بضرورة إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها وفقاً للدستور وبما يحترم الارادة السياسية الوطنية التي عبّر عنها اللبنانيون في الانتخابات النيابية وما تم ارساؤه من مبدأ احترام التمثيل الحقيقي لمن يتولى مسؤولية المواقع الدستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، والاّ فما الغاية من الديمقراطية والانتخابات والعمل السياسي ووجود الاحزاب اذا تم اسقاط مبدأ احترام التمثيل الشعبي. إن التيّار متمسّك بإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها قبل 31 تشرين، ومتمسك خصوصاً بوجوب أن يحظى من يتولى موقع رئاسة الجمهورية بالميزة الأولى وهي التمثيل الشعبي.

4*) الكتائب

9 آب 2022

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، وبعد التداول أصدر بيانا، أشار فيه الى أن "حزب الله يتابع محاولاته لاستعادة المبادرة على الساحة اللبنانية والإقليمية التي فقدها بفعل خسارته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. فيوما يستعيد لغة الاقتصاص ممن يسميهم "عملاء" ويوما آخر يستعرض مسيراته في إطار استراتيجية دفاعية ودبلوماسية متفردا بقرار السلم والحرب، ليعود من بعدها إلى إيهام الناس أنه قادر لوحده على إدخال لبنان في حرب اقتصادية وعسكرية غب الطلب عند مشغليه، بتكليف إلهي لا يقيم أي اعتبار فيه لا إلى مشورة الحكماء ولا إلى رأي الناس، في كلام غير مقبول شرعا أو قانونا!".

وقال: "إن أي كلام عن معادلات ردع أو منفعة أو استثمار لا يستقيم إذا كان الشعب مقسوما حول سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان، وهو مقسوم، وإذا كانت الدولة قد اعتمدت الخيار الدبلوماسي والقانوني، وهي كذلك، وإذا كانت بنية الوطن التحتية والمعنوية تلفظ أنفاسها الأخيرة كما هي الحال.

لا يستطيع حزب الله أن يستخدم الناس دروعا بشرية ويأخذ من الدولة حصانة مفتوحة ليورط الناس والدولة مجتمعين في مغامرات تقضي على ما تبقى. ونهيب بالسلطة اللبنانية العودة الفورية إلى المفاوضات بهدوء وثبات لانتزاع الحق اللبناني وتعزيز مكاسبه".

وأكد المكتب السياسي أن "كل لبناني حر لا يرضى بأن تمتد اليد إلى ثروته السيادية ويتمسك بكل شبر من أرضه، وهذا ما تجمع عليه كل المواقف من أي جهة أتت، فاللبنانيون لا يحتاجون إلى دروس في الوطنية، وهم حريصون على سيادتهم ويقفون خلف القوى الشرعية اللبنانية وممثليهم الشرعيين لتحصيل حقوقهم، ولن يتوانوا عن الدفاع عن بلدهم متى اقتضى الأمر ذلك".

وحذر من "الاستمرار في التعاطي مع الاستحقاقات الدستورية بمنطق المحاصصة وموازين القوى القاتل الذي أدخل البلد في فوضى شاملة أتت على كل قدراته وقطاعاته".

وجدد المكتب السياسي دعواته إلى "توحيد الموقف عشية الاستحقاق الرئاسي الذي يشكل الفرصة الأخيرة لإخراج لبنان واللبنانيين من الدوامة القاتلة التي يعيشونها، ويدعو إلى استخلاص العبر من التجارب السابقة ووضع مصلحة البلد فوق كل الحسابات الضيقة".

واعتبر المكتب السياسي أن "الاجتماع التنسيقي الذي جمع النواب التغييريين السياديين هو خطوة في الاتجاه الصحيح من الضروري تحصينها وتعزيزها، فتكون لديها السلطة الكافية لترجمة تطلعات اللبنانيين في الاستحقاقات المقبلة على الصعد السياسية والاقتصادية والمالية".

واستهجن حزب الكتائب "لامبالاة السلطة في قضية المطران موسى الحاج والاعتداء من خلاله على البطريركية المارونية وخصوصية الهوية اللبنانية". وسأل: "لماذا لم تتحرك السلطات القضائية المختصة لتنحية القاضي فادي عقيقي، وهي لديها السلطات الكافية الآن للقيام بهذه المهمة؟ ننتظر الإجابة المباشرة من القضاء خصوصا وأننا لن نسمح أبدا بتمييع هذه القضية أو دفنها أو المساومة فيها، لأنها لم تكن ولن تكون قضية شخصية إنما قضية وطنية بامتياز".

5*) حسن نصرالله

9 آب 2022

ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة في ختام مسيرة اليوم العاشر من محرم قال فيها: "أنا وأنتم في هذه الساعة نتوجه بالعزاء إلى صاحب العزاء، إلى حفيد الحسين، إلى بقية الله في الأرضين، الإمام الحجة بن الحسن العسكري المهدي، نقدم له عزاءنا ومواساتنا، ونعبر له عن آلامنا وأحزاننا ومشاركتنا له في هذا المصاب الجلل والأليم، والذي يبكي فيه جده بدل الدموع دما، أيضا نتوجه بالعزاء إلى مراجعنا العظام وفي مقدمهم سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي، وإلى كل مسلمي العالم، وإلى كل محبي أهل البيت".

أضاف: "جرت العادة أيها الإخوة والأخوات في يوم العاشر أو في الخطاب العاشورائي أن أتكلم بإختصار شديد، لأنكم في الليل كنتم تسهرون، وقمتم من الصباح الباكر، ومشيتم طوال هذه المسافة والآن لساعات في حر الشمس، لذلك ستكون كلمتي مختصرة، وفيها إشارة إلى بعض المواقف وخصوصا ما يعني في لبنان في آخر الكلمة".

وقال: "أولا أتوجه إليكم جميعا بالشكر على هذا الحضور الكبير والمهيب والمواسي لرسول الله ولآل رسول الله ولصاحب الزمان، وأنتم تعبرون اليوم، كما كنتم تعبرون على مدى أربعين ربيعا وأربعين عاما، عن وفائكم، عن إخلاصكم، عن صدقكم، عن ثباتكم، لم يمنعكم عن التعبير عن هذا الحب وهذا العشق وهذا الولاء، لا حرب ولا قتال ولا سيارات  مفخخة ولا حر ولا مطر ولا ثلج، على مدى الأربعين سنة الماضية. اليوم أيضا نحتشد في هذه الساحة لنجدد بيعتنا وعهدنا وميثاقنا مع رسول الله، مع آل رسول الله، مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، ونقول له كما قلنا ليلة الأمس: يا سيدنا وإمامنا، نحن باقون معك، وفي طريقك نلبي نداءك، نحمل رايتك، نحفظ إسلام جدك الذي أستشهدت من أجل بقائه وحفظه، ندافع عن عز أمتنا، التي أستشهدت من أجل أن تبقى عزيزة، فلا يذلها لا يزيد ولا إبن زياد في عالم مليىء بالطواغيت. نحن اليوم ومن موقع الجهاد وفي ميادين الجهاد نجدد لك يا أبا عبد الله، رجالا ونساء وشيبا وشبانا وصغارا وكبارا، نجدد لك عهدنا وبيعتنا وصدقنا وإخلاصنا وإلتزامنا في هذا الطريق، الذي لن نتخلى عنه مهما كانت التضحيات، فكما كنا نقول على مدى الأربعين عاما في جبهات القتال، في محاور المقاومة، في تشييع الشهداء، في الموقف السياسي، في مواجهة التحدي في كل الميادين: " لبيك  يا حسين".

وتابع: "في يوم نصرة المظلوم، يوم عاشوراء هو يوم نصرة المظلوم، أبدأ بكلمة للتعبير عن المواساة للمظلومين في نيجيريا، عادة نبدأ من فلسطين، ولكن إسمحوا لي أن أبدأ من نيجيريا، هناك أتباع لأهل البيت ما زالوا حتى الآن في كل سنة عندما يحيون يوم العاشر ويخرجون في مواكبهم السلمية الحسينية، رجالا ونساء، يطلق عليهم النارويسقط منهم الشهداء من الرجال والنساء والصغار، هذه المظلومية ما زالت أيضا في هذا الزمن، تذكرنا بكل الأزمنة الماضية، التي كان يقتل فيها زوار الحسين ويقتل فيها الباكون على الحسين ويقتل فيها من يحيي ذكرى الحسين، للأسف ما زال هذا الزمن قائما، في نيجيريا موجود، في أفغانستان موجود، في أماكن أخرى من العالم موجود، وإن كان ابتعدت وأمنت فيه ساحات كثيرة".

وقال: "على كل، في بداية الكلمة نعبر عن مواساتنا للقائد الكبير في نيجيريا المظلوم المجاهد الصابر والد الشهداء الشيخ الزكزكي ولعائلته ولكل عوائل الشهداء، نسأل الله أن يتقبلهم في طريق الحسين ومع الحسين، وأن يعجل شفاء جرحاهم. المسألة المركزية في يوم المظلوم هي فلسطين، الأرض المحتلة والمقدسات المغتصبة والشعب المظلوم والمعذب والمضطهد. اليوم أيها الاخوة والأخوات يجب أن يكون واضحا لكل ذي عقل وضمير أن معايير الإنسانية، وأن معيار الإسلام، وأن معيار الشرف، ولمن يدعي العروبة أن معيار العروبة هو الموقف من فلسطين، وما يجري فيها، وما يجري عليها. شعبها المظلوم هناك ثابت وأبي وصامد، صباح اليوم يقاتل في نابلس، وبالأمس وعلى مدى أيام يقاتل في غزة لا يلين ولا يضعف ولا يستكين ولا يخضع وبالرغم من الحصار والخذلان والتخلي وسكوت العالم يفرض قواعده ومعادلاته وشروطه على العدو ويزداد إيمانا يوما بعد يوم بالمقاومة كخيار وحيد لتحرير الأرض والمقدسات وحماية الوجود والكرامة، ويوما بعد يوم سيصل كل الشعب الفلسطيني إذا ما زال هناك شريحة معينة، فئة معينة، ما زالت مترددة أو حائرة أو ملتبس عليها الخيارات، سيأتي اليوم قريبا الذي سيصل فيه كل الشعب الفلسطيني ليعلم وليؤمن وليحسم خياره بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير المقدسات ولاستعادة فلسطين ولعودة الفلسطينيين المهجرين في كل دول الشتات والعالم. ونحن لا نتوقع من المستكبرين كالأميركيين وأمثالهم رحمة أو عدلا، ولكن نتوجه إلى من يدعون الانتساب إلى الإسلام أو إلى العروبة ونسألهم أين هم من دماء الأطفال والنساء المسفوكة ظلما في غزة وفي الضفة هذا العام وفي العام الماضي في سيف القدس؟ دماء هؤلاء الشهداء يجب أن نراه دائما، من موقع الإدانة، على وجوه المطبعين وعلى أيدي المستسلمين تصرخ فيهم وتدعوهم إلى العودة والتوبة".

أضاف: "في عاشوراء الحسين عليه السلام نعتز بالمجاهدين والمقاومين في فلسطين الذين قاتلوا ودائما كانوا يقاتلون بثبات وشجاعة وصمود أسطوري، نعتز بقادتهم الشهداء الذين سقطوا في الأيام الماضية. نجدد التزامنا في مسيرتنا اليوم كما كنا نفعل في 40 عاما، نجدد التزامنا بهذه القضية المقدسة القضية الفلسطينية، ونجدد وقوفنا إلى جانب هذا الشعب المجاهد والمقاوم، ونحن الموجودون دائما في الجبهة الأمامية في الصراع مع هذا العدو الصهيوني الغاشم. من أبشع المطبعين أيها الإخوة والأخوات نظام البحرين الذي أظهر في الأيام القليلة الماضية إلى جانب تسلطه وظلمه وطغيانه أنه لا يطيق راية سوداء ترمز إلى الحسين عليه السلام ترفع في شارع في المنامة أو في قرية من قرى البحرين أو على عمود أو على مدخل منزل. ولكنه يطيق الصهاينة الذين يجولون في عاصمته ويرقصون في نواديها، اليوم نستحضر مظلومية شعب البحرين الأبي والصابر والمظلوم أمام طغمة حاكمة فاسدة خائنة تسلبه أبسط حقوقه الطبيعية، وتعتدي على رموزه ومقدساته وتحتضن أعداءه، وتفرض التطبيع وهو الذي يرفض التطبيع ويعلن عداءه المطلق لإسرائيل ونصرته المطلقة لشعبها الفلسطيني ومقاومته الأبية".

وتابع: "في هذا اليوم أيضا في يوم المظلوم نجدد وقفتنا إلى جانب الشعب المجاهد والمقاوم والمحاصر في اليمن الذين يقاتلون منذ سنوات دفاعا عن كرامتهم ووجودهم ووطنهم في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة العدوان وفي مواجهة الإذلال، وفي مواجهة الاستكبار لا يعرفون الكلل ولا الممل. يملأون الجبهات في الحرب وعلى امتداد السنوات، ويملأون الساحات والميادين ولا يغيبون عن مناسبات الأمة لا في يوم القدس ولا في عاشوراء ولا في مولد النبي، ولا في نصرة فلسطين يتظاهرون لها في الوقت الذي تغيب فيه أغلب ساحات العالم العربي والإسلامي وبالرغم من كل آلامهم وجراحهم ومظلوميتهم وغربتهم. هؤلاء الأبطال هذا الشعب الأبي المجاهد في اليمن هو تجسيد حقيقي في القتال والصمود وإباء الضيم والشهادة والصبر وانتصار الدم على السيف والوفاء والثبات تجسيد حقيقي لكربلاء ولسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام".

وقال: "نجدد في عاشورائنا وقفتنا معهم دائما، ولا نخاف في ذلك لومة لائم، لا في لبنان ولا في المنطقة، ولا في العالم. ونؤمن أن نصرتهم باللسان والمال والوقوف إلى جانبهم من أوجب الواجبات على جميع المسلمين والمستضعفين والأحرار والشرفاء في هذا العالم لأن ما يجري في اليمن منذ سنوات هو عنوان كبير وعظيم للمظلومية وللاضهاد وللعدوان الذي يمارس بأبشع ما يكون العدوان، وندعو إلى وقف الحرب عليهم ورفع الحصار عنهم وإنهاء هذا العدوان الغاشم. في العراق الأرض المباركة والمقدسة والتي تحتضن سيدنا، سيد الشهداء وأصحابه وأهل بيته من نحيي ذكراهم هذا اليوم، نرجو أن يتمكن كل الأعزاء هناك من العمل بحكمة ومسؤولية وصدق لتجاوز هذه المرحلة الصعبة لينقذوا العراق من أجل شعب العراق، ولينقذوا العراق من أجل الأمة كلها التي تشتاق إلى موقع العراق ووقفته التاريخية في صميم الأمة وفي جبهة الأمة وفي صراع الأمة في قضاياها الكبرى وفي مواجهة المستكبرين. في سوريا التي تخطت الحرب الكونية عليها، لكنها ما زالت تعاني من الحصار يجب أن يرتفع الصوت أيضا في الأمة في العالم العربي، في العالم الإسلامي ليرفع الحصار عن سوريا، لترفع العقوبات، لإسقاط قانون قيصر، هناك اليوم مناطق ودول محاصرة والعالم الإسلامي والعربي يقف ساكتا، غزة المحاصرة منذ أكثر من 15 عاما، اليمن المحاصرة منذ أكثر من سبع سنوات، سوريا المحاصرة، هذه شعوب ودول وحكومات ومظلومون ويراد إخضاعهم بالحصار والعقوبات بعد أن عجزوا عن إخضاعهم بالحروب الكونية وبالعدوان وبالقتال وبقتل الأطفال والصغار والكبار".

أضاف نصرالله: "إيران الإسلام بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله ستبقى في عيوننا قوة الإسلام الكبرى، وقلب محور المقاومة وطليعة معسكر الحسين عليه السلام في هذا الزمان، وإلى قيام الساعة، وهي التي تحمل رايته وتدافع عن كل مظلومي هذا العالم. نستذكر في عاشوراء الحسين(ع)، سيد شهداء محور المقاومة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ونستذكر أخاه القائد الجهادي الكبير أبا مهدي المهندس".

وتابع: "في لبنان، نحن شعب مصر على الصمود، مصر على السيادة الحقيقية وليس السيادة الوهمية وليس السيادة المزيفة، نحن شعب وتيار نصر على أن نكون سادة قرارنا كما نحن فعلا ولسنا أزلاما في هذه السفارة أو تلك السفارة، نحن شعب واجهنا على مدى أربعين عاما الحروب والمؤامرات والاغتيالات والسيارات المفخخة والفتن ونواجه منذ سنوات الحصار والعقوبات، لكن هذا لن يفت من عزيمتنا شيئا، سوف نبقى نتطلع إلى مستقبل واعد للبنان ولشعب لبنان، لكل شعب لبنان، بمسلميه ومسيحييه، نحن نتطلع إلى لبنان القوي، السيد، الحر، العزيز، القادر على حماية سيادته وكرامته، الآمن والقادر على استخراج ثرواته الطبيعية، أن يبقى نفطه له وغازه له وماؤه له، وأن لا يسمح لأحد أن يسلب منه خيراته وثرواته، وأن اليد التي ستمتد إلى أي ثروة من هذه الثروات ستقطع تماما كاليد التي امتدت إلى أرضنا، إلى دمائنا، إلى شعبنا وإلى قرانا ومدننا. نحن في لبنان، في هذا الموقع الذي نشعر فيه بالمسؤولية تجاه شعبنا، ندعو بكلمات مختصرة إلى أقصى تعاون سياسي وشعبي ورسمي لتجاوز الصعوبات والأزمات الحالية وقادرون على ذلك بإذن الله. ندعو جديا لتشكيل حكومة حقيقية كاملة الصلاحيات وخصوصا أن هناك من يبشرنا بفراغ رئاسي ومن يتهدد لبنان بفراغ رئاسي، لا بد من حكومة حقيقية تتحمل المسؤوليات، فإذا أنجز الاستحقاق الرئاسي فبها ونعمة، وإن لم ينجز ستكون هناك في الحد الأدنى حكومة قادرة على مواجهة الأزمات".

وقال: "على المسؤولين حقيقة أن يشعروا بآلام الناس، بأوجاع الناس، وأنا أقول لكم بصدق وصراحة، الانسان يشعر بأن أغلب المسؤولين في هذا البلد بعيدون كل البعد عن آلام الناس، عن أحزان الناس، عن معاناة الناس، يعيشون في بروجهم العاجية، في ترفهم، في نظرياتهم، في فلسفاتهم، المطلوب أن يعيشوا آلام الناس ليواجهوها وليعالجوها. في مسألة النفط والغاز والحدود البحرية، نحن على موقفنا المعروف، لا حاجة لأن أعيد كل ما قلناه على مدى الأيام القليلة والأسابيع القليلة الماضية، نحن في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على مطالب الدولة اللبنانية وسنبني على الشيء مقتضاه، ولكن أقول لكم في يوم العاشر، في يوم عاشوراء، في يوم البصيرة والوعي، في يوم الصبر، في يوم الثبات، في يوم الفداء، في يوم الدفاع عن الكرامات، أقول لكم ولكل اللبنانيين وخصوصا لجمهور المقاومة وبالأخص لمجاهدي المقاومة، يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات. نحن في هذه المعركة، في هذا الاستحقاق جادون إلى أبعد درجات الجدية وكما قلت في الماضي أعيد اليوم أقول للأميركيين الذين يقدمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا بوسطاء، وأقول للاسرائيليين لبنان وشعب لبنان لا يمكن بعد اليوم أن يتسامح بنهب ثرواته، قلت في السابق وأعيد، نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق فلا يجربنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يهددنا أحد ولا يراهن على أن يخيفنا أحد".

أضاف: "في الأيام القليلة الماضية وحتى في أجواء العدوان على غزة، سمعنا العديد من التصريحات والتهديدات والإشارات تجاه لبنان وبعضهم كان يقول أن فلان - يذكرني أنا بالاسم - كناطق رسمي باسمكم، يذكرون ويقولون أن فلانا يشاهد ما يجري اليوم قطعا في هذه المعركة، ويتلقى الرسائل المطلوبة، نعم، نحن تلقينا الرسائل المطلوبة، ما شاهدناه في الأيام الماضية، ثبات شعب غزة وبطولة قادتها، وتضامن فصائلها وثبات مجاهديها وبصيرة  حتى اطفالها الصغار، ووجدناها صامدة تفرض شروطها وتثبت معادلة ردعها، أما في لبنان فحسابكم معنا وحسابنا معكم، حساب آخر، أنتم تعرفوننا وخبرتمونا على مدى أربعين عاما، وما حرب تموز عنكم ببعيد، واليوم هذه المقاومة كما نكرر ونقول، في رجالها ونسائها، في إيمانها وتوكلها وثقتها، في جمهورها وبيئتها، في إحتضانها وصلابتها، في يقينها وآمالها، في سلاحها، هي أقوى من أي زمن مضى، نقول لهؤلاء لا تخطئوا مع لبنان، ولا مع شعب لبنان ولا مع المقاومة في لبنان، لا في موضوع النفط ولا في موضوع الغاز ولا في موضوع الحدود البحرية، وأيضا لا تخطئوا في أي إعتداء".

وتابع: "سمعنا في الأيام الماضية أنهم يخططون لإغتيال قادة في الجهاد الإسلامي أو في حماس أو في الفصائل الفلسطينية، في خارج فلسطين المحتلة، ومنها لبنان، في يوم عاشوراء نقول لهذا العدو، إن أي إعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى بدون عقاب ولن يبقى بدون رد، للذين يهددوننا ويتوقعون منا وهنا وضعفا، رسالتنا اليوم في هذا الحشد الحسيني الزينبي الكبير، رسالتنا اليوم نذكركم بأننا أحباء وعشاق وأتباع وأنصار ذلك الإمام الذي وقف في مثل هذا اليوم وقال كلمته المدوية للتاريخ "الأ إن الدعي إبن الدعي" وأكبر دعي في هذا العالم اليوم هو هذا الكيان المؤقت الغاصب لفلسطين المحتلة، "ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة"، هيهات منا الذلة، هيهات منا الذلة؟ هذه رسالتنا للعدو ليعرف من يقف في الجبهة المقابلة وهذه رسالتنا للصديق لكل اللبنانيين ولكل المقيمين على الأرض اللبنانية وبالاخص إخوتنا الفلسطينيين الذين يواجهون التهديد، ليعرف كل الاحبة والأصدقاء أن في لبنان مقاومة وأن في لبنان جمهور مقاومة أثبت على مدى أربعين عاما أنه يقهر الجيش الذي قيل أنه لا يقهر، انه يذل الجيش الذي أذل جيوشا عربية متعددة، أنه يلحق الهزيمة بالكيان الذي تصور أن قوته أبدية، وسيطرته نهائية، رسالة اليوم للصديق وللعدو، نحن قوم نرفض أن نعيش في بلدنا أذلاء، نرفض أن تنتقص سيادتنا، نرفض أن تفرض الخيارات من قبل قوى كبرى علينا، لذلك من هذا الموقع نحن نواصل طريقنا في السنوات الآتية إن شاء الله وعبر الأجيال الآتية إن شاء الله، وننظر إلى لبنان، إلى فلسطين التي ستعود كلها من البحر إلى النهر ولن يبقى فيها صهيوني، كل هؤلاء الصهاينة سيعودون إلى الأماكن التي جاؤوا منها، ببركة الإيمان والوعي والبصيرة والحضور والإستعداد الدائم للتضحيات، نحن نرى هذا المستقبل الواعد الذي صنعه ويصنعه في كل يوم إنتصار الدم على السيف".

وختم: "نختم كما بدأنا مع الحسين عليه السلام، يا سيدنا ويا مولانا ويا إمامنا نجدد لك بيعتنا وعهدنا ووفاءنا، لن نغادر لا في ظلام ليل ولا في وضح نهار، وأيا تكن التحديات، يا أبا عبدالله نحن قوم جميعنا، رجالنا ونساؤنا صغارنا وكبارنا شبابنا وشيبنا، نحن قوم لو أنا نعلم أنا نقتل ثم نحرق ثم نذرى في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم نذرى في الهواء، يفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا حسين، عظم الله أجوركم وبارك الله فيكم، وتقبل الله سعيكم وبيض الله وجوهكم، ونصركم إن شاء الله على عدوكم وأعزكم في الدنيا والآخرة ورزقكم شفاعة صاحب العزاء في هذا اليوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فقد حبيبه الحسين".

6*) كتلة حزب الله

11 آب 2022

أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرّها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، الى أن "عاشوراء تمخُرُ عُبَابَ التاريخ، وهي تصوغ للبشريّة صفحات عزٍّ وتسطعُ بإشراقاتِ نورٍ ووعيٍ، وتضخُّ في أَنفاس مُرْتَجي العدلِ والكرامةِ روحَ التوثُّبِ الدائمِ للتغييرِ والإصلاحِ وتجديدِ الحياةِ بكلِّ أبعادها ومستوياتها، متوسلةً نهج الاستقامة والعروج الإنساني نحو الكمال الذي تذوي عندَ عتباته نزعات الأنانيّة والذاتية والانعزال والعنصريّة، وتنهدم دونه أصنام الشرك والحقد والكراهية والطمع، لتعيش المجتمعات حضاريّةَ السلوكِ وتألّقَ قيمِ الإيمان والحق والخير والإنصاف".

ولفتت الى أنه "مع كل حَدَثٍ يجدُ فيه الظلمُ والباطلُ من ينتفضُ بوجهِهِما ويُشهِرُ السيفَ لتقويمهما، تُلقي عاشوراءُ بمواقِفِها وقيمِها وفرادَتِها لتُسهِمَ في صناعةِ تحوّلٍ إضافي جديد، عابرٍ للأزمنة والأمكنة، وصارخٍ بوجه الطُغَاة أن "هيهات منّا الذلّة" و"إنّي لا أرى الموت إلا سعادةً والحياة مع الظالمين إلا برماً".

وأعربت الكتلة عن تشاركها مع "اللبنانيين معاناتهم الناجمة عن الظلم الواقع في البلاد سواء بفعل الأداء الحكومي المرتبك أو بفعل الضغوط الخارجيّة التي تستهدف ابتزازهم على الصعيد السياسي والوطني".

وأعلنت أنها "ترقُبُ باهتمام، مسار مسألة الترسيم لحدود لبنان البحريّة، والمنطقة الاقتصاديّة الخاصّة وحقول الغاز الواقعة ضمن السيادة اللبنانيّة، وذلك بلحاظ الحقّ الوطني الذي يجب استنقاذُه وحمايته، ولأهميّة الموارد البتروليّة في معالجة أزمات لبنان النقديّة والماليّة والاقتصاديّة والتنمويّة"، مثمنة "الأداء الدقيق للمقاومة وتُراهن على يقظتها وجهوزيّتها الفعّالة من أجل تكريس حق لبنان السيادي"، مؤكدة أن "الوقت ليس مفتوحاً أمام الصهاينة لإنهاء هذه المسألة".

ودعت الكتلة "جميع القوى الوازنة على المستوى الوطني في لبنان إلى تحسس مخاطر الانزلاق نحو الفراغ على مستوى السلطة التنفيذيّة، وإلى عدم تضييع الوقت إزاء المساعي التي ينبغي أن تنشط بشكلٍ جدّي ملحوظ لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات ومؤهلة فعلاً للقيام بواجباتها في مواجهة التحديات الدستوريّة والوطنيّة، والنهوض بأعباء البلاد خصوصاً أن الازمات بلغت مبلغها على المستويات كافة، لا سيما أزمة التعليم ونحن على أبواب عام دراسي جديد مهدد وقلق".

وشددت على أن "إقرار الموازنة العامّة لماليّة الدولة، يمثّل خطوة ضروريّة لأي إنفاق من جهة ولأي إجراء إصلاحي من جهةٍ أخرى"، آملة أن "تستكمل لجنة المال والموازنة مناقشاتها لمشروع الموازنة بأسرع وقت ممكن ليصار الى اقراره في الهيئة العامة للمجلس"، مستغربة "التأخير غير المفهوم في اقرار خطة شاملة للتعافي المالي والاقتصادي والتباطؤ في اعداد ما يتصل بها من تشريعات اصلاحية".

وحيت الكتلة "بطولة حركة الجهاد الإسلامي وتناغم فصائل المقاومة الفلسطينيّة ضمن وحدة الساحات في الوطن الفلسطيني المحتلّ"، مشيدة بـ"صمود الشعب الفلسطيني وبسالته في التصدّي للعدوانيّة الصهيونيّة الغادرة وإفشال محاولتها الهادفة لتغيير المعادلة الردعيّة التي ترسّخت مع نتائج مواجهة سيف القدس العام الماضي"، سائلة الله "الرحمة للشهداء القادة والمجاهدين الأبرار والشفاء للجرحى"، مؤكدة على "وجوب الإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الصهاينة ورفض كل محاولات التمييع والابتزاز على حساب حريّتهم".

7*) البطريرك الراعي

14 آب 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وعاونه النائب البطريركي العام على الجبة واهدن المطران جوزيف نفاع والمونسينيور وهيب كيروز، بمشاركة القيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا، الاب فادي تابت، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور عدد من الكهنة والراهبات، رئيس الجامعة الثقافية في العالم المحامي نبيه الشرتوني وحشد كبير من المؤمنين.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "اليوم دخل الخلاص إلى هذا البيت" ( لو 19: 9). قال فيها: "بالتوبة عن ماضيه، وإصلاح حاضره، نال زكا الخلاص. فلما وقف وجها لوجه مع الرب يسوع، الذي هو مرآة النفس البشرية، رأى ماضيه بأخطائه. فقام بفعل توبة عامة كشف فيها خطاياه، وفرض على نفسه التكفير والإصلاح بحياة تخرجه من واقع خطاياه. فقال له يسوع: "اليوم دخل الخلاص إلى هذا البيت" ( لو 19: 9). يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. فأحييكم جميعا، وبخاصة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ورئيسها المحامي نبيه الشرتوني، تنظم الجامعة اللبنانية الثقافية حاليا المؤتمر الإقتصادي الإغترابي الأول من أجل لبنان. ‏يشترك فيه فاعليات اقتصادية من القارات الخمس. جميعهم من أصول لبنانية ‏ويتشوقون ‏أن يعود لبنان إلى سابق عهده ‏منارة تضيء مشاعل الرقي ‏والطمأنينة، ‏نتمنى لها كل التوفيق والنجاح. وفي ضوء انجيل اليوم، نلتمس سوية نعمة التوبة وتغيير مجرى حياتنا السيىء. بل نلتمسه لكل إنسان، وبخاصة للمسؤولين السياسيين، لكي يتوبوا إلى الله والشعب والوطن".

أضاف: "أصبح زكا رئيس العشارين غنيا، لأنه كان يجبي العشر من المواطنين. فكان يعتبره الناس خاطئا، لأنه بجباية العشر كان يطالب بما هو أكثر، ويسرق الفرق. وهو كان يدرك رأي الناس فيه ويقبله من دون حياء أو وخز ضمير. وهذه بكل أسف حال الذين يتعاطون الشأن المالي. فالمال تجربة تغري. ومن جهة أخرى، لم يمد يوما يد المساعدة لفقير.

فما إن وقف أمام مرآة يسوع في بيته، حتى إرتسمت في داخله خطايا حياته. فاعترف بها من خلال التوبة والتكفير عنها.

إعترف بفساده الظالم في وظيفة الجباية، وقرر الإصلاح بإعادة أربعة أضعاف ما ظلم به الآخرين. واعترف بظلمه للفقراء، فقرر التكفير بإعطائهم نصف مقتناه. نستطيع القول: إنه اشترى الخلاص الأبدي بماله، إذا جاز التعبير. ألم يقل الرب يسوع لذاك الشاب الراغب في أن يرث ملكوت السماء: "إذهب وبع مقتناك، وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني! أما هو فمضى حزينا لأنه كان ذا مال كثير" (متى 19: 12-22). عندئذ قال الرب لتلاميذه: "الحق أقول لكم: لدخول جمل في خرم الإبرة، أسهل من دخول غني في ملكوت السماوات" (متى 19: 23-24).

إن زكا بفضل توبته كسر هذه القاعدة".

وقال الراعي: "أسس الرب يسوع سر التوبة لكي يمنح نعمة الخلاص للتائب والتائبة. ولهذا السر تسميات عدة تطلقها عليه الكنيسة بالنسبة إلى مكوناته ومفاعيله. وهي:

- سر الارتداد، لأنه يحقق دعوة يسوع للارتداد إلى الله، ولأنه طريق العودة إلى الآب الذي ابتعدنا عنه بالخطيئة.

-رسر الاعتراف، لأنه إقرار بالخطايا لله أمام الكاهن، وهو عنصر جوهري من هذا السر. وبالمعنى العميق، الاعتراف بالخطايا هو إقرار بضعفنا وإمتداح لقداسة الله ولرحمته نحو الإنسان الخاطئ.

- سر الغفران، لأن الله يمنح التائب الغفران والسلام بواسطة الحلة السرية التي يعطيها الكاهن.

- سر المصالحة، لأنه يعطي التائب محبة الله التي تصالحه: "تصالحوا مع الله" (2 كور 5: 20)، وتطلب إليه أن يصالح أخاه: "إذهب أولا وصالح أخاك" (متى 5: 24) (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1423-1424)".

أضاف: "لو مارس المسؤولون السياسيون عندنا سر التوبة، ولو تذوقوا حلاوتها مرة، لتابوا إلى الله والشعب والوطن بمؤسساته وميزاته ورسالته ودوره في المجتمعين العربي والدولي. ومن غير الممكن أن يعيش لبنان هويته وطبيعته ورسالته إذا لم يستعد حياده الناشط الذي هو في جوهر كيانه الدستوري.

إن إعتماد الحياد لا ينقذ فقط لبنان من التورط في صراعات الآخرين وحروبهم، بل يخفض أيضا عدد القضايا الخلافية بين اللبنانيين، لاسيما على صعيد الخيارات الدستورية المختلفة. ليس الحياد موقفا ظرفيا ومادة سجال، بل هو مصدر حوار مسؤول وبناء بين القوى اللبنانية، لأن على الحياد يتعلق مصير الوجود اللبناني الآمن والحر والديمقراطي والثابت من زمن إمارة الجبل وصولا إلى دولة لبنان الكبير".

وأشار الى أن "الانحياز لم يجلب إلينا جميعا، بخاصة في تاريخ لبنان الحديث، سوى الأزمات التي تكاد تطيح الدولة اللبنانية وصيغة العيش معا. لقد اعتادت البطريركية المارونية أن تكون الصوت الذي يعبر عن مكنونات اللبنانيين، وعلى الجهر بالمواقف الوطنية المصيرية التي يتردد بعضهم في الجهر بها ولو كانوا مؤمنين بها. دور هذا الصرح عبر التاريخ أن يدافع عن جميع اللبنانيين وعن الكيان اللبناني، وأن يواجه التحديات ويصبر على الضيم من دون الخضوع للضغوط أو أي اهتمام للمزايدات. إذا إلتزم المرشحون الجديون لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، لكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي. الشعب يحتاج رئيسا يسحب لبنان من الصراعات لا أن يجدد إقامته فيها".

وقال: "في هذا السياق، طبيعي أن يطلع الشعب اللبناني على رؤية كل مرشح جدي لرئاسة الجمهورية. صحيح أن الرئيس في لبنان ليس حاكما منفردا، إذ يترأس الجمهورية بترفع وحيادية مع مجلسي النواب والوزراء وسائر المؤسسات الدستورية والإدارية. لكن هذا لا يعفي المرشح لهذا المنصب من إبداء تصوره للمشاكل والأزمات والحلول، وإعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية، من مثل:

السبيل الذي يسلكه لإجراء مصالحة وطنية على أسس وطنية؟ أولوياته الوطنية والإصلاحية للنهوض الإقتصادي والمالي؟ المسار الذي يتبعه لضمان الكيان اللبناني ومنع بعثرته؟ كيفية العمل لتطبيق اللامركزية الموسعة؟ موقفه من عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان وتحديد نقاطه، ومن بينها القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان؟ كيفية إعادة دور لبنان في محيطه العربي والإقليمي والعالم؟ الخطة لديه لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم؟ اقتراحه لتنظيم عودة اللبنانيين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى إسرائيل سنة 2000؟ في ضوء كل ذلك نقول: لا يجوز في هذه المرحلة المصيرية، أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصور لأي مرشح. كفانا مفاجآت".

وتابع: "إن الواقع الخطير في البلاد يستوجب انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، يكون ذا خبرة في الشأن العام ومواقف سيادية. إن الإسراع في إجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية الضرورية تنقذ لبنان وتعيد النظام المصرفي اللبناني إلى دورته الطبيعية، هذا النظام الذي شكل أحد مقومات الازدهار في لبنان. إن اعتبار عملية شارع الحمراء في هذه الأيام الأخيرة أمر حصل وعبر، سيفاقم الوضع العام في البلاد ويهدد أمن العمل المصرفي، وقد يشجع، لا سمح الله، مواطنين آخرين على تحصيل حقوقهم بمنأى عن القانون. إن لدى الدولة طرقا كثيرة لإنقاذ أموال المصارف والمودعين، لكنها مع الأسف ترفض استعمالها لأسباب باتت معروفة، وتروح نحو حلول وخطط تعاف تستلزم المراجعة والتصحيح والتعديل".

وختم الراعي: "اخوتي اخواتي، فلنصل: يا رب، إمنح الجميع نعمة الوقوف أمامك بإخلاص وشجاعة، لكي يدركوا خطاياهم وأخطاءهم فيتوبوا عنها، ويصلحوا ذواتهم ومسلكهم وأداءهم. فنستحق جميعا أن نرفع إليك المجد والتسبيح أيها الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين ".

8*) المطران عودة

14 آب 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، قداسا إلهيا في كاتدرائية مار جاورجيوس في بيروت بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى عوده عظة قال فيها: "كثيرا ما يتم لقاؤنا مع المسيح في خضم عواصف الأحوال السيئة والظروف الصعبة. يتم هذا اللقاء على أرض لا يثبتها إلا الإيمان. فقلة الإيمان تفتح الهوة وتغرق كل من يوجه انتباهه نحو الريح المعاكسة، فيرى اضطراب عناصر الطبيعة، وبسبب منطقه البشري المحدود يشك بقوة الكلمة التي أبدعت الطبيعة. إن لقاء المسيح في التجارب الكبيرة يحتاج إلى جرأة ونكران للذات. علينا ألا ننسى أن التلاميذ، داخل اضطراب الأمواج، لم يتعرفوا على وجه معلمهم. فحضوره الضابط الكل ملأهم خوفا، وظنوا أن المحبة المتجسدة، الإله الوديع المتواضع القلب، هو مجرد خيال، ومن الخوف صرخوا. إذا، نحن لا ندرك بسهولة وجه المسيح البهي في خضم الأحوال الصعبة، لأن حضوره يخيفنا. نقاوم رؤيته بالصراخ، وهذا لا يعني بالصلاة، بل بصوت الفزع واليأس اللذين لا يأتيان بنتيجة. طبعا، المسيح لا يتركنا في اضطراب أمواج الأفكار المظلمة، بل يعطينا الشجاعة بكلمته وقوله: تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا. ولأننا لا نستطيع أن ندركه بأعين نفوسنا، يتوجه إلى سمعنا. عندما لا يراه ذهننا، نجده يسندنا بكلمته. في هذه الحال، نحتاج إلى مجازفة بطرس الرسول الجريئة، بطرس القائل: "يا سيد، إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء". ليست كلمة بطرس هنا تعبيرا عن نقص في الإيمان، بل هي تعبير عن المحبة والتمييز. لقد جرب الروح «هل هو من الله (1يو 4: 1). رغب في لقاء معلمه، لكن الخوف من الضلال حد من شوقه، لذلك تفحص حقيقة الأمر الظاهر. بدأ يفهم، في تخبط الأمواج، بعض خفايا محبة المسيح غير المدركة. طلب عطية الله التي تزدري بالمخاطر، وفي الوقت نفسه أخرج ذاته من أمان المركب إلى هيجان الأمواج".

أضاف: "إن جرأة الرسول بطرس المليئة بالمجازفة، هو الذي خاطر بحياته لكي يلتقي بالمسيح، ترسم معالم مسيرتنا الروحية، في خضم حياتنا اليومية الهائجة، المليئة بالمخاطر. الإيمان يتطلب جرأة ونكرانا للذات، ولكي ينبت فينا، علينا أن ننقي أنفسنا من التعلق بالأشياء والأفكار، وأن ننعتق من الفزع الذي تخلقه أنانيتنا ومحبتنا الكبيرة لأنفسنا، عندما نواجه المخاطر. لذلك، من الضروري أن نصبح مجازفين. الأصح أن يلاحظ المرء أن هذه الأمور كلها هي نتيجة الإيمان وليست شرطا له. لكننا، في هذه الحالة، لا نقدر أن نفصل الشروط عن النتائج. يمكن القول إنها تظهر وتنمو معا، والواحدة تغذي الأخرى. الإيمان يغذي الجرأة، والجرأة تفعل الإيمان، وتجذب نعمة الله التي بدورها تعلم القلب الحقيقة التي يؤمن بها. الإنسان الجريء المؤمن يخاف لأنه يعي عجزه، ويعرف سهولة الوقوع في الضلال، لذلك يختار طرقا صعبة من أجل كلام المسيح. جرأته هي نتيجة الخوف. قد يبدو الرابط غريبا، لكنه بدء الخلاص. فالخوف من الموت الأبدي ومن الخطيئة التي تفصلنا عن نعمة الله يقود الإنسان إلى قرارات جريئة تعارض حب الذات، وحب الراحة الجسدية، وتشتت الذهن في أمور هذا العالم الباطلة الخداعة".

وتابع: "إن الآباء القديسين جازفوا من خلال نسكهم ومحبتهم. لم يأسفوا على أجسادهم، لأنهم أحبوا خلاصهم حقا. أخضعوا الجسد للنفس وتحلوا بالتواضع، لذلك كانوا يسرون كلما حملهم الإيمان ومحبة الناس على المجازفة بكرامتهم ومقامهم، أي بالأمور التي تدعم الكبرياء والأنانية. لقد كان الآباء، خصوصا الذين كانوا أساقفة، ولا يزالون، مدركين أنهم خدام للشعب، حتى ولو رتل لهم المرتلون أنهم مقامون من الله مطارنة على أبرشياتهم. المقام من الله يعرف أنه مرسل ليحب ويخدم ويغسل الأرجل، لا لكي يستقوي ويتعظم ويفتخر، لأن الله لا يخالط المستكبرين، بل يبارك المتواضعين. من هنا، يجازف أبناء الله الحقيقيون بكرامتهم، ويصمتون إذا جرحوا ونكل بهم، على مثال ما حدث مع القديس نكتاريوس، أسقف المدن الخمس، وسواه من القديسين. لا يثورون كموج البحر، لأن الغضب يغرقهم في الخطايا، ولا يجندون من يدافع عن كرامتهم، لأن كرامة المسيحي من كرامة المسيح الذي سخر منه، وألبس أرجوان الهزء، المصلوب، والقائم بعد الصلب. عندما تجرأ بطرس على خوض الأمواج، اختبر قوة كلمة المسيح. كان يدوس على المياه وكأنها أرض يابسة. غير أن قوة الريح وتهديد الطبيعة انتزعا انتباهه فخاف، عندئذ صرخ: «يا رب نجني.  يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن المسيح أنب بطرس وأنهضه من دون أن يوقف هبوب الرياح. لقد أراد أن يوضح له أنه لم يغرق بسبب هيجان الريح، بل لقلة إيمانه. فقد تجرأ الرسول وقام بأصعب الأمور ماشيا على المياه، وفيما هو يعيش الأعجوبة خاف من الرياح عندما أصبح قريبا جدا من الرب. فالإنسان لا يستفيد شيئا إن كان أقرب ما يمكن إلى المسيح، إن لم يقترب عن إيمان. إن نتيجة عدم إيمانه أخرجت منه صرخة صلاة. هكذا يعلمنا كيف تصبح لجة التجارب، التي تحاول أن تغرقنا، أو ترسلنا إلى أعماق الجحيم، أرضا ثابتة. الصلاة تتحدنا بالمسيح، تحولنا من أناس خائفين إلى جريئين، تنجينا من الغرق وتصلح عدم إيماننا بإظهار الإيمان الذي يصنع العجائب".

وقال: "بلدنا بحاجة إلى إيمان يصنع العجائب. لبنان بحاجة إلى أن يتجاوز أبناؤه ومسؤولوه أنانياتهم ومصالحهم وألا يعملوا إلا من أجل مصلحته، لأن كرامتهم من كرامته، ومصيرهم من مصيره. لذا، وكما يتطلب الإيمان جرأة ونكرانا للذات، يتطلب الوطن جرأة من أبنائه ليتخلوا عن مصالحهم وغاياتهم، وينكروا ذواتهم من أجل إنقاذ وطنهم. هنا لا بد من التذكير أن على مجلس النواب أن يحزم أمره ويلتئم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، في المهلة الدستورية المحددة، عل روحا جديدة تنسل إلى لبنان وتعيده إلى الحياة. والرئيس الذي نريده هو رئيس قريب من شعبه، يعي هموم الشعب، ويتبنى أحلامه، ويعمل على تحقيقها. عاشق لوطنه، ناذر النفس لخدمته، متخليا عن ذاته وأنانيته ومصلحته. صاحب هيبة يعيد للدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها، ويحسن قيادتها بحكمته وعلمه وخبرته لا بأتباعه. رئيس يعيد للبنان مركزه في قلوب أبنائه أولا، ثم في محيطه والعالم، يبني مستقبله على ركائز متينة لا تزعزعها أدنى العواصف، صاحب رؤية واضحة وشخصية قوية بتواضع، محاور ذكي يحسن الإصغاء إلى محاوريه، ويحسن اختيار وقيادة فريق عمله، يستبق الأحداث ويستشرف المستقبل. شجاع حيث تدعو الحاجة ووديع حيث يجب، لا تحيز عنده ولا انتماء إلا للبنان، يحترم الدستور والقوانين ولا يتساهل مع من يخالفها، يطبق المبادئ الديمقراطية، يحترم القيم ولا يساوم أو يتنازل عن حق. باختصار، نحن بحاجة إلى رئيس متحرر من أثقال المصالح والإرتباطات، يضع مصلحة لبنان نصب عينيه، ولا يعمل إلا من أجل تحقيقها، فيلتف الشعب حوله ويقتدي به".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نتكل على الله وألا نخاف في كل المصاعب التي نمر بها. على أبناء هذا البلد أن يتشبثوا بالإيمان، لا بالزعماء، لأن الإيمان بالله يخلص من الموت، لكن التمسك بالزعيم، المتمسك بالكرسي والمال والمصلحة، لا يوصل إلا إلى أعمق دركات الجحيم. لا تدعوهم يزعزعون إيمانكم وثقتكم بالله، عاملين كالأمواج الهائجة على نفوسكم النقية المؤمنة، بل واجهوا بثبات عزم، وإيمان راسخ، والله سينجينا من أشراك الشرير".