تقرير أسبوعي دولي - 122-2022

تقرير أسبوعي دولي - 122-2022
الأحد 4 سبتمبر, 2022

 

رقم 122/2022

تقرير دولي 29 آب- 4 أيلول /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

مع دخول لبنان رسمياً الاستحقاق الرئاسي مع بداية هذا الشهر، وفي خضم حمى هذا الاستحقاق وبروز شخصيات جديدة وقديمة على الساحة السياسية، يواصل الثنائي حزب الله الايراني في لبنان-أمل مع الحليف المسيحي (التيار العوني) الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة "كاملة الصلاحيات"، ومؤخراً سياسية بامتياز، كي تكون صالحة بحال الشغور الرئاسي!!

بداية، كان على هذه القوى العمل الجدّي لتشكيل حكومة قبل تاريخ الاستحقاق الرئاسي، حيث أن استحقاق تشكيل الحكومة قد سبق بشهور، وهو استحقاقٌ دستوري لا يقل أهمية عن الاستحقاق الآخر. فالسلطة الإجرائية بحسب الدستور اللبناني تُناط بمجلس الوزراء. ثانياً، تتصرّف هذه القوى وكأن الفراغ الرئاسي حاصل أو كأنها تصبو إليه، وذلك من خلال تشديدها على ضرورة تشكيل الحكومة، اليوم قبل الغد، وأن تكون حكومة سياسية كاملة الصلاحيات. وثالثاً، تصرّ هذه القوى، ومخالَفةً للدستور، على أن الحكومة المستقيلة (حكومة تصريف الأعمال) لا يحق لها استلام الحكم في حال الفراغ الرئاسي، وهو أمر غير صحيح دستورياً.

يقول "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" أن في لبنان اليوم مشروع ايراني لإيصال رئيس لسدّة الرئاسة من دون أن يكون هنالك مشروع لبناني يقابله، وهو قد طرح مؤخراً رؤيته لهذا المشروع ووجّه نداءً لنواب الأمة، وصرّح أنه سوف يعمل على التواصل مع القوى السياسية لتوحيد الرؤية.

وهذا الاسبوع، أطلقت "كتلة النواب التغييريين"، في مؤتمر صحفي مبادرة "رئاسية لإنقاذ لبنان" سوف تعمل مع جميع القوى لتطبيقها وفي حال الفشل سوف يكون لها موقف تُعلن عنه لاحقاً. وقد انتقد بعض المتابعين من قادة الرأي والسياسيين المبادرة في نقطة "تمّسك رئيس الجمهورية العتيد بالقضية الفلسطينية"، معتبرين أنه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان التمسّك بالقضية الفلسطينية يعني إبقاء باب التفاوض مفتوحاً مع حزب الله الايراني في لبنان، وليس أكثر.

الواضح في المحصّلة، أن الاستحقاق الرئاسي اليوم رهينة ملف المفاوضات الايرانية في جنيف، بحيث إن استطاعت ايران تحقيق اختراق في ملفها مع الولايات المتحدة فإن الملف اللبناني سيسلك طريق الحلّ، أما في حال تعقّد ملف التفاوض فإن ايران ذاهبة إلى التصعيد في المناطق التي تمتلك فيها نفوذاً، ولبنان من ضمنها، من أجل قلب الطاولة على الجميع كما جرت العادة!

والرهان اليوم على القوى السيادية في لبنان، فهل سيكون باستطاعتها الاتفاق على الشخصية القادرة على حمل المسؤولية في هذا الظرف الخطير؟ هذا مع العلم أن قيادات البلد الروحية والسياسية الواعية لخطورة المرحلة والمتمسكة بالكيان، تنادي منذ فترة على توحيد الخط والاتفاق على شخصية قادرة على قيادة البلد للخروج من هذا النفق!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في الشأن العربي-اللبناني، أكد سفير المملكة السعودية لدى لبنان الدكتور وليد البخاري، بعد لقائه وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، أنّ الجهود الديبلوماسية السعودية المبذولة تهدف إلى تأمين شبكة أمان دولية مستدامة في مواجعة التحديات التي تهدد أمن واستقرار لبنان ووحدته، وأهاب بالأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة استكمال الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة حيال ما نشره المدعو علي هاشم من تهديدات إرهابية وتوقيفه وتسليمه للسلطات الأمنية في السعودية كونه مطلوباً أمنيًّا لديها، كما أشار إلى خطورة وتداعيات السياسات العدائية والتحريضية التي تنطلق من لبنان تجاه دول مجلس التعاون الخليج العربي والتي تتنافى كلياً مع القيم والمبادئ الأخلاقية والقوانين والأعراف الدولية.

في الوضع الأمني في الجنوب، وبعد تكرار عمليات اطلاق النار من الجانب الاسرائيلي باتجاه لبنانيين تواجدوا على الشريط الحدود، علقت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" في بيان، على أحد التقارير الاعلامية التي زعمت أن اليونيفيل نقلت رسالة من إسرائيل مفادها أن الجيش الإسرائيلي سيطلق النار على أي شخص يقترب من الخط الأزرق من الجانب اللبناني، مشددة على أن هذا التقرير غير صحيح ولم تنقل اليونيفيل مثل هذه الرسالة، ودعت وسائل الإعلام إلى نقل المعلومات الواقعية والى مراجعتها مباشرة قبل نشر التقارير التي يمكن أن تزيد التوتر في بيئة متقلبة، كما اعلنت انها تواصل بذل قصارى جهدها للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، حيث يقوم حفظة السلام التابعين لها بدوريات ومراقبة منطقة العمليات ليل نهار.

في الملف الاقتصادي، أبلغ صندوق النقد الدولي لبنان الخميس، بأنّ قانون السرية المصرفية الخاص به لا يزال تشوبه أوجه قصور رئيسية، وحضّ المسؤولين على إجراء جولة جديدة من التغييرات في خطواتهم الأولى نحو إصلاح القطاع المالي. والتقييم الذي أكّد صحّته مسؤول حكوميّ، هو أول تعليق يصدره صندوق النقد على خطوات لبنان نحو استيفاء قائمة من المطالب للحصول على تمويل من شأنه تخفيف حدّة انهيار اقتصادي لم يسبق له مثيل في البلاد. ويشار إلى أن قانون السرية المصرفية المعدل الذي أُقر في أواخر يوليو/تموز نسخة مخففة من المسودة الأصلية، ما أثار مخاوف من أن صندوق النقد لن يعتبره قويا بما يكفي ليكون إجراء إصلاحيا حقيقيا. وقد رفض الرئيس عون الأربعاء الماضي التوقيع على مشروع القانون لإجازته وأعاده بدلا من ذلك إلى مجلس النواب لإجراء مزيد من التعديلات عليه. وقد أشار صندوق النقد في بلاغه أيضاً إلى إنه يتعين منح المزيد من الهيئات الحكومية حق الوصول إلى البيانات المصرفية، بما يشمل الاطلاع عليها لأغراض إدارية وليس فقط في إطار التحقيقات الجنائية كما تنص المسودة الحالية، مضيفا أن المسؤولية الجنائية التي قد تترتب على انتهاك السرية المصرفية ربما تتسبب في تقويض الكشف عن الأنشطة الإجرامية أو المثيرة للريبة.

في سياق متصل، وفي ملف الاضرابات التي ينفذها موظفو القطاع العام في لبنان وبالتحديد هذا الاسبوع موظفو شركة أوجيرو، كان لافتاً تدخل حزب الله وحركة أمل في موضوع فض الاضراب عملياً. فبعد ان  توقفت شبكة الإنترنت وخدمات شركة تاتش عن العمل بشكلٍ كليّ. انعزلت منطقة الذاحية الجنوبية لبيروت كلياً، وكنا باقي المناطق التي نفذذ فيها الاضراب، لا اتصالات، لا إرسال في الهواتف، لا إنترنت. وتجمهر عشرات المواطنين من أهالي منطقة الشياح ومحيطها، وخيّم عليهم الغضب والتوتر والامتعاض من قرار الإضراب، واتجهوا نحو مبنى سنترال أوجيرو في منطقة الشياح، وأمام المبنى قطع المحتجون الطريق بدراجاتهم النارية، وقد شارك عناصر من حزب الله وحركة أمل في هذا الاحتجاج، إلى جانب أهالي المنطقة، وأعلموا موظفي أوجيرو المتواجدين داخل المبنى، أنهم ينتمون للحزب والحركة، ومشددين على ضرورة فضّ الإضراب بأسرع وقت. وانقسمت آراء الموظفيين بين من شدّد على الاستمرار بالإضراب، ومن رضخ لضغوط العناصر التي دخلت المبنى فتجاوب معهم وطالب باقي الموظفين بإنهاء الإضراب.

وخلال الاحتجاج، وصلت شاحنة محملة بمادة المازوت لإفراغ  حمولتها في السنترال، إلاّ أن بعض الموظفين رفض تعبئة المازوت ومنع الشاحنة من الاقتراب من المبنى، مشددين على استمرارهم في التوقف عن كل خدماتهم. وهذا ما أجّج غضب المحتجين، فدخلوا عنوةً مبنى أوجيرو لتفريغ حمولة الشاحنة، كما أحضر عناصر الثنائي الشيعي مجموعة من المختصين في مجال الإلكترونيات وهندسة الكهرباء، فدخلوا إلى مبنى أوجيرو لمراقبة وفحص الأسلاك الكهربائية المتوقفة عن العمل بغية معرفة العطل الفني وتصليحه وإعادة عمل شبكة الإنترنت. وحسب المعطيات، فإن تدخل حزب الله بشكل مباشر لحل هذا النزاع، أتى بعد توقف عدد من مؤسساته الخدماتية الموجودة في المنطقة عن العمل، وأهمها مؤسسة قرض الحسن التي -حسب المعلومات- تأثرت بانقطاع شبكة الإنترنت بشكل مباشر، وأجبرت على إيقاف عملها لساعات. وهنا يًطرح السؤال، هل سيستلم الثنائي الشيعي زمام الأمور في مراكز أوجيرو المتواجدة في منطقته فيسيرها ويزودها بالمازوت على نفقاته الخاصة؟ أم أنه سيمارس ضغوطه ونفوذه لفض أي إضراب أو تحرك في الضاحية الجنوبية؟

في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل وأزمة التنقيب عن النفط والغاز، أشارت معلومات صحافية نهاية الاسبوع، إلى أن الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أموس هوكشتاين، يصل ليل الثلاثاء الى بيروت، حاملاً مسودة اتفاق مبادئ وافقت عليه إسرائيل.

في مواقف حزب الله الايراني هذا الاسبوع، رأى عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أن الخطوة اللازمة والضرورية لتخفيف معاناة اللبنانيين، تكمُن في تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات والمواصفات، حتى تتصدى لوقف الانهيار ومعالجة الأزمات، وأكد أن أولوية حزب الله هي وقف الانهيار وتخفيف معاناة اللبنانيين الحياتية والمعيشية، ولكن أولوية أتباع السفارتين الأميركية والسعودية، هي الاشتباك السياسي والتحدي وأخذ البلد إلى المواجهة السياسية. كما شدد قاووق على أن التدخلات الأميركية في الاستحقاق الرئاسي، هو انتهاك فاضح للسيادة اللبنانية، وله نتيجة وحيدة، هي تعقيد الاستحقاق، وأكد إن لبنان المقاومة والكرامة لن يسمح للسفارة الأميركية ولا لكل السفارات الأجنبية، أن تغيّر شيئاً من هوية ودور وموقع لبنان، ولن يأتِ اليوم الذي يكون فيه لبنان تابعاً لعرب التطبيع!

من جانبه، أكد النائب محمد رعد أن بلدا من دون حكومة لا يمكن أن يستقر وضعه، معتبرا أن الدلع الذي نعايشه في طريقة تأليف الحكومة لا محل له الآن، و"نحن" لا يعنينا من يأتي ومن يذهب ومن يعود، بل عوموا هذه الحكومة لتكون حكومة كاملة الصلاحيات.

من جانبه، ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة، طالب فيها بمبادرة حكومية صادقة، بعيداً من المواربة والمصافقة لإنقاذ الناس من ويلات أباطرة الأسواق وكارتيلات الاحتكار والاستغلال ولعبة الدمار المالي النقدي، ولفت إلى أن صفر كهرباء وصفر خدمات يعني مزيداً من فلتان البلد، وهو مؤشّر خطير على الآتي، بل كارثة على مستوى الأمن، خاصة أن منسوب الجريمة وصل إلى حد لا سابق له على الإطلاق. ولفت إلى أنه يجب على القوى الوطنية التداعي سريعاً لحماية المصالح السيادية للبنان، ومنها الثروة البحرية، والبلد دون قرار سيادي، وإنقاذ بحري للثروة النفطية سيبقى في القعر، مشيراً إلى أن البلد والمنطقة تغلي والطغيان الإسرائيلي سواء باستباحة السماء اللبنانية أو بالاعتداء على سوريا أمر متعاظم، ولا بد من التعامل معه بطريقة موجعة، لأن الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة، كما أضاف أن العراق ضمانة إقليمية مهمة للغاية، وما يجري فيه يؤّثر على المنطقة، والمطلوب وأد الفتنة العراقية، عبر العملية السياسية والحوار العاقل، لمعرفة الصالح العام العراقي، وليس من خلال الشوارع، خصوصا أن واشنطن وحلفاءها يجيدون لعبة الحرائق وتخريب الأوطان، والمطلوب من الإخوة العراقيين الخلصاء والقوى الوطنية إطفاء النار والوقوف خلف المصلحة الوطنية والنزول على حكمة سماحة المرجع السيد السيستاني، وعن مصلحة المنطقة ككل، ختم مؤكدا أن أي تسوية قوية بين طهران والرياض تضع المنطقة بقلب استقرار كبير، لذلك هذه التسوية مطلوبة جداً وضرورة ماسّة للدولتين، فضلاً عن ضرورتها للمنطقة وشعوبها!!

أما الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي الشيخ محمد يزبك فقد اعتبر ان الإهمال عمّ كل الوطن والسلطة غائبة ومتلهية كأسلافها بمغارة علي بابا والأربعين حرامي، وأصبحنا على حافة الانهيار، والتعطيل شمل كل شيء، وطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة، وإنجاز انتخاب رئيس للجمهورية، قادر على إنقاذ الوطن، مؤمنا بلبنان واستقلاله وسيادته وقوته، وعدم الارتهان إلى الخارج، وبموقف واضح وصلب من العدو الاسرائيلي ومقاومته، وانتزاع الثرواة اللبنانية وتحرير ما تبقى من الأرض. كما أدان اعتداءات العدو الإسرائيلي على سوريا، وانتهاك الأجواء اللبنانية، وأضاف أنه لن يجدي العدو الإسرائيلي التهرب إلى الأمام من مستنقعه الداخلي والانتخابي، فإن أيام الكيان المؤقت اقتربت!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: إن الأزمة الوطنية التي يمرّ بها لبنان هي الأخطر على الإطلاق. إننا ننتقل بسرعة من مرحلة الدولة الفاشلة إلى مرحلة اللادولة. المسؤولون لا يفعلون شيئاً عملياً من أجل التوصل إلى حلول. لا بل إنهم مستمرّون في صراعاتهم على السلطة والنفوذ كأن لبنان بألف خير، فيما يقبع البلد تحت الإحتلال الإيراني المتحكّم بكل مفاصل الدولة عبر "حزب الله" - هؤلاء الذين يُفترض أنهم مسؤولون لا يهمّهم أن الناس يُلقون أنفسهم في البحر، ويخاطرون بحياتهم وحياة أفراد عائلاتهم هرباً من "جمهورية جهنّم" التي وعدنا بها العهد وحقق وعده، بإشراف وحماية من مرشد أعلى للجمهورية - حيال هذا الوضع الكارثي والمصيري في تاريخ لبنان، لم يعُد يكفي تحميل المسؤولين المسؤولية، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية. وهم الذين كان دأبهم، ولا يزال، تعطيل تشكيل حكومة جديدة، ومن ثم انتخاب رئيس جديد. حتى حلّ الفراغ والتعطيل محل حكم المؤسسات والقانون. وسادت "الفيتوات" الطائفية فوق الدستور وضدّه، إن هؤلاء المتهربين من مسؤولياتهم، ولا سيّما رئيس الجمهورية والحكومة يهرعون إلى المرجعيات الروحيّة. لكن دعم هذه المرجعيات لا يفيدهم، ولا الإجتهادات الدستورية والسياسية " غبّ الطلب". وهنا نُدين الصمت الرسمي أمام التصريح المستنكر للسفير الإيراني من دار الفتوى وتجاهله وجود مفتٍ للجمهورية اللبنانية - أيها اللبنانيون إن المسؤولين الذين يدّعون تمثيلكم باسم طوائفكم هم آخر من يحق له التحدث باسمكم لأنهم تسببوا بتفقيركم وإذلالكم. ومرة أخرى نؤكّد أننا لم نعد نستطيع التعايش والمساكنة مع جماعة تضع مصالح دولة أخرى فوق أي مصلحة وطنية. إن هذا الوضع يعني وقوع لبنان تحت احتلال موصوف، وكل احتلال يستدعي المقاومة والرفض بكل أشكال التعبير عنه. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • التكتل العوني: دعا إلى تشكيل حكومة مكتملة الشرعية والصلاحيات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية - الأولوية الآن هي لتشكيل حكومة ‏ولانتخاب رئيس للجمهورية، بغض النظر عما ستؤول إليه مفاوضات الإتفاق النووي أو ترسيم الحدود أو العلاقات بين دول الخليج العربي وإيران أو بين سوريا وتركيا - أكد أن الحكومة هي سلطة سياسية، وليست تقنية، ‏خصوصا إذا كان من المحتمل أن تتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية، وبالتالي من غير المقبول إسقاط نتائج الإنتخابات النيابية - حذر من أي محاولة لتجاوز الدستور والميثاق من خلال منح الحكومة المستقيلة صلاحيات القيام مقام رئيس الجمهورية والتمهيد لفترة من الحكم من دون رئيس للجمهورية، منبها إلى أن مثل هذا الإتجاه سيودي بالبلاد الى فوضى دستورية، وهذا ما لن نسمح به – هو معني بوصول رئيس للجمهورية يعكس بتوجهاته مرحلة جديدة ومختلفة لمواكبة مرحلة من التطوير الذي يحتاج إليه نظامنا السياسي والاقتصادي والإداري، والذي لا بد أن تتولاه السلطات التشريعية والتنفيذية - وحمّل المسؤولية لمجلس القضاء الأعلى، وبالتحديد لرئيسه وبعض أعضائه، بالتسبب عمداً بإنحلال الجسم القضائي، وبالتالي إسقاط هيبة هذه السلطة، وأعلن أنه سيعمد الى فضح وملاحقة كل مقصر ومسؤول عن تسيب القضاء وسكوته الى حد التآمر على حقوق اللبنانيين في جريمة المرفأ وجرائم رياض سلامة وشركاه. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • البطريرك الراعي في عظة الاحد: إننا ندين بشدة محاولة جعل الآليات الديمقراطية ضد المؤسسات الديمقراطية، وتحويل الأنظمة التي صنعت لتأمين انبثاق السلطة وتداولها بشكل طبيعي وسلمي ودستوري، إلى أدوات تعطيل، يتبين من خلالها وجود مشروع سياسي مناهض للبلاد! باتت المسألة اليوم، وبكل اسف،: من يتولى مسؤولية الفراغ أو الشغور الرئاسي؟ أرئيس الجمهورية الذي شارف عهده على النهاية، أم الحكومة المستقيلة. نحن نعتبر أن تعمد الشغور الرئاسي مؤآمرة على ما يمثل منصب الرئاسة في الجمهورية، بل هو خيانة بحق لبنان، هذه الواحة الوطنية للحوار وتلاقي الأديان والحضارات في هذا الشرق العربي - إن طرح الشغور الرئاسي، أمر مرفوض من أساسه. فانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية هو المطلوب الأوحد. الكلام عن شغور رئاسي محصور دستوريا باستقالة الرئيس أو وفاته أو سبب قاهر، بحسب منطوق المادتين 73 و 74 من الدستور. فالمادة 73 تتجنب الشغور بانتخاب الخلف قبل إنتهاء الولاية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر. والمادة 74 تتفادى الشغور المسبب بالوفاة أو الأستقالة أو سبب آخر غير متوقع بالدعوة إلى انتخاب الخلف فورا. في الحالة الحاضرة يجب تطبيق المادة 73. ولذا بات من واجب القوى السياسية الإتفاق على شخصيتين أو شخصية تحمل المواصفات التي أصبحت معروفة ومكررة، وليبادر المجلس النيابي إلى انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستورية التي بدأت. إن التلاعب برئاسة الجمهورية هو تلاعب بالجمهورية نفسها، وحذار فتح هذا الباب. إن البطريركية المارونية، المعنية مباشرة بهذا الاستحقاق وبكل استحقاق يتوقف عليه مصير لبنان، تدعو الجميع إلى الكف عن المغامرات والمساومات وعن اعتبار رئاسة الجمهورية ريشة في مهب الريح تتقاذفها الأهواء السياسية والطائفية والمذهبية كما تشاء، إن رئاسة الجمهورية هي عمود البناء الأساس الثابت الذي عليه تقوم دولة لبنان. وإذا تم العبث في هذا العمود، فكل البناء يسقط - إننا نحافظ على الأمل بحصول صحوة وطنية لدى الأحزاب والكتل النيابية، فتبادر إلى فعل الانتخاب وتقي نفسها عار التاريخ والمستقبل ونقمة الأجيال، خصوصا أن غالبية الذين خاضوا الانتخابات النيابية في أيار الماضي التزموا أمام الشعب بانتخاب رئيس جمهورية، وبانتهاج أداء وطني مختلف عن الأداء الذي كان رمز التعطيل والسلبية. (ملحق رقم 3*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

اغتال مسلحون مجهولون قيادياً مقرباً من ميليشيا حزب الله اللبناني في مناطق تعرضت لقصف إسرائيلي بريف دمشق، فقد اغتيل ما يسمى بـ"قائد مركز كتائب البعث المسلحة" في قرية التواني بريف القطيفة بمحافظة ريف دمشق، بعد منتصف ليل الأحد، وفق المعلومات. يشار إلى أن ميليشيا حزب الله اللبناني تنتشر في منطقة القطيفة، وقد تعرضت مستودعات تابعة لها لقصف إسرائيلي. ففي 14 أغسطس، سقطت صواريخ إسرائيلية في موقع عسكري تابع لقوات النظام في منطقة القطيفة بريف دمشق، وفي 31 يناير الفائت، تعرضت مواقع تابعة لحزب الله في محيط مدينة القطيفة الواقعة في منطقة القلمون الشرقي شمال شرقي العاصمة دمشق، إلى قصف إسرائيلي.

وفي سياق متصل، قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي استهدف، الأربعاء، مواقع عسكرية بها عناصر لحزب الله اللبناني في ريف دمشق، وأفادت مصادر ميدانية بأن جنسيات المصابين غير معروفة حتى الآن، موضحة أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري تمكنت من إسقاط صاروخ واحد قبل وصوله إلى هدفه، ومضيفة أن أهداف القصف تبعد بضعة كيلومترات عن مطار دمشق الدولي وحي السيدة زينب.

إلى ذلك، أفادت معلومات متابعة باستهداف المقاتلات الإسرائيلية مساء الأربعاء مطار حلب الذي سبق ووصلت إليه طائرة شحن إيرانية تابعة للحرس الثوري وسط أنباء عن وقوع إصابات جراء القصف الإسرائيلي على محيط مطار دمشق، فيما أفادت مصادر إسرائيلية أن الغارات استهدفت منع هبوط طائرتين إيرانيتين في حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في السياق، إن 4 صواريخ إسرائيلية استهدفت مدرجاً للطيران في مطار حلب الدولي ومستودعات في محيطه، مما أدى إلى اندلاع النيران وانفجارات يرجح أنها لشحنة صواريخ إيرانية. كما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش تتصدى لهجوم إسرائيلي في سماء دمشق وريفها وأنها تمكنت من إسقاط عدد منها، كذلك، كما أفادت الوكالة أن التصدي للصواريخ الإسرائيلية تمّ قرب طريق مطار دمشق الدولي وأوتستراد دمشق درعا ومحيط مدينة الكسوة جنوب دمشق. وفي وقت لاحق، ترددت معلومات أن استهداف إسرائيل لمدرج المطار جاء قبيل هبوط طائرة شحن تتبع لـ"مهان إير" الإيرانية، لم تتمكن من الهبوط، لتتجه بعدها إلى مطار دمشق الذي تعرض محيطه بدوره لغارات صاروخية إسرائيلية.

وقد أكدت وزارة خارجية سوريا أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مطار حلب وأخرجه من الخدمة، وأضافت في رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، الخميس، أن القصف الإسرائيلي دمر محطة ملاحية مع أجهزتها بالكامل في مطار حلب، كذلك قالت إن القصف على مطار دمشق أخرج محطة المساعدات الملاحية من الخدمة، ودمر جهاز قياس المسافات للطائرات، وطالبت مجلس الأمن بإدانة غارات إسرائيل وتحميلها مسؤولية قصف منشآت تجارية.

في سياق منفصل، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات "التحالف الدولي" وبمشاركة "قسد"، أجرت تدريبات عسكرية، مساء الثلاثاء، بالقرب من قاعدة حقل "كونيكو" للغاز بريف دير الزور الشرقي، واستخدمت خلالها الذخيرة الحية، وبمشاركة طائرات حربية استهدفت بغارات جوية أهداف وهمية على الأرض. ويأتي ذلك، بعد ساعات من نصب ميليشيا "فاطميون" منصات صواريخ بالجهة المقابلة للحقل، حيث أشار المرصد السوري أن ميليشيا "فاطميون" الأفغانية الموالية لقوات الحرس الثوري الإيراني، نشرت صواريخ في منطقة حويجة صكر في مدينة دير الزور، ووجهتها نحو حقل "كونيكو" للغاز الذي استهدف في 25 آب الجاري، ووفقا للمصادر فإن الصواريخ التي تم نشرها يقدر طولها بنحو 8 أمتار.

إلى ذلك وفي السياق، أفاد المرصد، يوم الأربعاء، بأن قياديا في حزب الله اللبناني وجّه بتشكيل خلايا لشن هجمات على القواعد الأميركية في ريف دير الزور، وقال إن القيادي، المعروف باسم "حاج سجاد"، زار ريف دير الزور واجتمع مع قادة الميليشيات الموالية لإيران وأمرهم بتشكيل خلايا في منطقة شرق الفرات تعمل لصالح الميليشيات الإيرانية من أجل شن هجمات على القواعد الأميركية واستخدام طائرات درون انتحارية من مسافات قريبة من القواعد المراد استهدافها لضمان عدم رصدها من قبل الدفاعات الأرضية، كما أفاد المرصد أن قوات التحالف الدولي طلبت من الاستخبارات العاملة معها في سوريا معلومات عن مواقع انتشار الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له بعد نصب منصات إطلاق الصواريخ على ضفة نهر الفرات وفي منطقة الميادين وصولا إلى البوكمال عند الحدود السورية-العراقية.

 

  1. في الشأن الليبي

قال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، الثلاثاء، إنّ الجيش لم يُبن ليقف متفرّجاً على من أسماهم العابثين وهم يجرّون البلاد إلى الهاوية، وأضاف إنّ تضحيات الليبيين لم تكن يوماً من أجل أن تنعم جهة من الفاسدين بحياة الترف بالمال العام ويعيش المواطن الشريف تحت خط الفقر، معتبراً أنّ على الشعب والجيش أن يتداركا الموقف قبل فوات الأوان، والعمل معاً كيَدٍ واحدة قادرة على تحطيم ما وصفها بأصنام السّاسة، كما طالب القوى الوطنية بأن تعيد تنظيم نفسها وتجمعَ شتاتها لقلب الموازين لصالح الشعب.

من جانب آخر، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة التي وقعت في العاصمة الليبية الاسبوع الماضي، ودعا الاتحاد في بيان جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف الأعمال العدائية على الفور والالتزام ِ بأمن المدنيين والعملِ بشكل وثيق لتحقيق السلام والاستقرار في عموم البلاد.

في سياق منفصل، وبعد الجدل والخلافات التي أحاطت باسمه، سلم الأمين العام لللأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، رسالة يوم الثلاثاء، بقراره تعيين الديبلوماسي السنغالي عبدالله باتيلي ممثلا خاصا له، ورئيسا للبعثة الأممية في ليبيا (انسمل)، ومن المنتظر، أن يتم الإعلان رسمياً عن هذا التعيين، خلال اجتماع مرتقب في وقت لاحق اليوم في مجلس الأمن. وقد أتى هذا القرار على الرغم من معارضة حكومة عبد الحميد دبيبة لتعيينه بحجة أنه قليل الخبرة، ما دفع عدد من الديبلوماسيين إلى اعتبار هذا القرار بمثابة انتقاص من مصداقية تلك الحكومة المنتهية ولايتها.

إلى ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي، الخميس، جميع الأطراف الليبية على الاتفاق على مسار لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، كما أكد أعضاء المجلس في بيان، على أهمية إجراء حوار وطني شامل وعملية مصالحة تهدف لتشكيل حكومة موحدة قادرة على تمثيل الشعب الليبي بأكمله. كذلك، دعا جميع الأطراف المعنية في ليبيا إلى الحفاظ على الهدوء السائد حاليا واحترام القانون الدولي خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين، والامتناع عن أي أعمال عنف قد تزيد التوتر وتقوض العملية السياسية. كما دعا المجلس إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بالكامل بما يشمل إخراج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا دون تأخير.

وفيما لا يزال التوتر سيد الموقف بين حكومة طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة فتحي باشاغا في سرت، والتي يدعمها البرلمان، دخل على خط التوتر في ليبيا ملف إشكالي جديد. فقد أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري (داعم للدبيبة)، رفضه نقل جلسات المحكمة العليا الليبية إلى مدينة البيضاء، تنفيذاً لقرار البرلمان. وطالب المشري في بيان مساء الخميس، المجلس الأعلى للقضاء والمحكمة العليا بعدم اعتماد رسالة رئيس مجلس النواب عقلية صالح، بشأن نقل جلسات المحكمة إلى مدينة البيضاء، كما اعتبر أن رسالة صالح اعتمدت على قرار صادر عن غير ذي صفة، وأضاف أنه بدخول الاتفاق السياسي في البلاد حيز التنفيذ فإن جميع القرارات التي تتعارض مع بنوده تعتبر لاغية.

وكان مجلس النواب قد أصدر قراراً في وقت سابق بإعادة تنظيم عمل المحكمة ونقل مقر انعقاد جلساتها مؤقتا إلى البيضاء، كما اعتبر أن انعقاد المحكمة في غير مقرها القانوني غير صحيح ويترتب على ذلك بطلان ما تتخذه من إجراءات.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة إن بلاده لن تلتزم بأي اتفاق يضر بأمنها مشددا على أن إيران تهدد المنطقة والعالم ويجب منعها من السلاح النووي. ومن المتوقع أن يزور رئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) ديفيد بارنيا واشنطن خلال الأيام المقبلة، لبحث الاتفاق النووي مع إيران، وتأتي هذ الزيارة في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها إسرائيل لبلورة الاتفاق النووي بين إيران وقوى عالمية. وسيكون بارينا ثالث مسؤول إسرائيلي يزور واشنطن خلال الأيام الأخيرة لمناقشة الاتفاق النووي الإيراني، بعد زيارة كل من وزير الدفاع بيني غانتس ومستشار الأمن القومي إيال حولاتا. بالتزامن، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، يوم الأحد الماضي، من أن مخاطر الاتفاق النووي مع إيران باتت "أكبر بكثير" مما كانت عليه من قبل، مؤكدا على استعداد إسرائيل للتحرك لحماية أمنها، وقال حساب رئيس وزراء إسرائيل على تويتر، أن الاتفاق النووي مع إيران ليس جيدا ولم يكن جيدا حين تم التوقيع عليه في عام 2015، والمخاطر التي تتعلق به أكبر اليوم بكثير، وأضاف أن قادة الجيش والموساد تلقوا إيعازا بالاستعداد لمواجهة أي سيناريو كان، ستكون تل أبيب جاهزة للتحرك من أجل الحفاظ على أمنها والطرف الأميركي يدرك ذلك والعالم يدرك ذلك أيضا.

في السياق، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يوم الأربعاء، مع سعي طهران للحصول على ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي تعارضه إسرائيل بشدة. من جهته، قال مكتب لابيد في بيانه الخاص بشأن اتصال الزعيمين إنهما تحدثا بإسهاب عن المفاوضات بشأن إبرام اتفاق نووي والتزامهما المشترك بمنع تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي.

يأتي هذا بعدما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو الأربعاء إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مضيفاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يجب أن تتخلى عن تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية بشأن أنشطة طهران النووية.

على صعيد منفصل، أثار تكثيف الضربات الإسرائيلية مؤخراً على عدد من المطارات في سوريا العديد من التساؤلات، إلا أن مصادر دبلوماسية ومخابراتية في المنطقة أوضحت أن إسرائيل كثفت ضرباتها على المطارات السورية تحديدا في الآونة الأخيرة، بهدف تعطيل خطوط الإمداد الجوي التي تستخدمها طهران على نحو متزايد لتوصيل الأسلحة لحلفائها في سوريا ولبنان، ومن بينهم حزب الله. وقد رأى مصدر دبلوماسي في المنطقة أن تلك الضربات شكلت علامة ومؤشرا على تحول في الأهداف الإسرائيلية، وأضاف انهم بدأوا في ضرب البنية التحتية التي يستخدمها الإيرانيون في إمدادات الذخائر للبنان، وفيما في السابق كان الهدف يتمثل في الإمدادات فحسب وليس المطار، لكن الآن باتوا يقصفون الممر. في حين اعتبر مصدر مخابراتي غربي أن الدافع وراء هذا التحول هو استخدام إيران المتزايد لشركات الطيران التجارية في نقل الأسلحة إلى المطارين السوريين الرئيسيين بدلا من النقل البري، وقال إن معلومات المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى استخدام المزيد من الرحلات في نقل الأسلحة وقطع العتاد العسكري الصغيرة التي يمكن تهريبها في الرحلات الجوية المنتظمة من طهران. إلى ذلك، أشار إلى أن "عمليات النقل البري عبر العراق وسوريا إلى لبنان صارت أقل جاذبية منذ ظهور الشقاقات الداخلية والصراعات على النفوذ على طول الحدود العراقية السورية التي تتمركز فيها فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران، ما يعطل النقل البري ومضى قائلا إن طهران وحلفاءها بدأوا في الاعتماد بصورة متزايدة على مطار حلب لنقل الأسلحة بعدما قصفت إسرائيل مطار دمشق في يونيو الماضي.

 

  1. فيروس COVID-19 – جدري القردة

أعلنت مسؤولة رفيعة في منظمة الصحة العالمية الجمعة أن الوقت قد حان لإجراء مراجعة واقعية لوباء كوفيد، وذلك بعد تسجيل مليون حالة وفاة بالمرض هذا العام، وقالت ماريا فان كيرخوف رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في المنظمة إن هذه الحصيلة تفطر القلب، لأن الاختبارات والعلاجات واللقاحات وإجراءات الصحة العامة جميعها متوافرة للسيطرة على الفيروس. كما أضافت أننا نحتاج إلى مراجعة واقعية، ونحتاج حقا إلى تقييم أين نحن الآن. لا يجب أن نكون في موقف يفارق فيه ما بين 14 إلى 15 ألف شخص الحياة كل أسبوع! وشددت ماريا فان كيرخوف على أن الوباء لم ينته بعد، ولكن يمكن وضع حد له بينما يستمر الناس في عيش حياتهم اليومية، وقالت أن الجميع بحاجة فقط إلى بعض التفكير الإضافي في ذلك، وبأن يكون الجميع أكثر حرصا بعض الشيء، مضيفة ان الكثير من الناس يتحدثون عن التعايش مع كوفيد، لكن يجب التعايش معه بمسؤولية. كما حذرت من أن مليون حالة وفاة هذا العام ليست تعايشا مع كوفيد، وأن يكون هناك 15 ألف حالة وفاة في الأسبوع لا يعد تعايشا مع كوفيد بشكل مسؤول.

في السياق، أفادت وكالة الدواء التابعة للاتحاد الأوروبي أمس الجمعة، بأن متحورات جديدة كليا من فيروس كورونا قد تظهر هذا الشتاء، لكن اللقاحات المتوفرة حاليا يفترض أن تحمي من الإصابة الحادة بالمرض أو الوفاة. ويأتي إعلان وكالة الدواء الأوروبية بالتزامن مع استعداد دول الاتحاد الأوروبي لإطلاق حملة لقاحات معززة ضد كوفيد قبل موجة من الإصابات ي خشى أن تتفشى في وقت لاحق هذا العام. وتشمل هذا اللقاحات خليطا متنوعا من لقاحات مضادة لأوميكرون المتفشي حاليا تم ترخيصها حديثا إضافة الى اللقاحات الأصلية التي طورت لمحاربة الفيروس، وفق الوكالة الأوروبية. وحذر المسؤول عن اللقاحات في الوكالة الأوروبية ماركو كافاليري من أنه لا ينبغي انتظار لقاح خاص، مضيفا أنه قد يكون هناك متحور جديد بالكامل قيد الظهور لا يمكننا توقعه اليوم.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

اتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزارة العدل الأميركية بتضخيم أهمية الوثائق المضبوطة لديه للإساءة لسمعته. فقد أكد ترمب، يوم الخميس، أن أنصاره غاضبون، ولن يصمتوا على اقتحام منزله، مشيراً إلى أن عملية اقتحام منزله زادت من شعبيته في استطلاعات الرأي.

بالمقابل، وفي وثائق مقدمة للمحكمة ومكونة من 54 صفحة، قدم الادعاء الثلاثاء أدلته على عرقلة سير العدالة، متهماً مساعدَيْن لترمب علناً للمرة الأولى بأنهما أكدا زوراً في يونيو إعادة الرئيس السابق جميع السجلات الحكومية، التي كان قد خزنها في منزله بعد مغادرة البيت الأبيض في يناير 2021، كما كشف الادعاء أن محامي ترمب منعوا صراحة الموظفين الحكوميين من فتح أو النظر داخل أي من الصناديق داخل غرفة التخزين، عندما سافر عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي لأول مرة إلى منتجع مارالاغو في بالم بيتش في يونيو لاستعادة السجلات. كذلك، ذكرت الوزارة، في الملف الذي قدمته إلى المحكمة الجزئية الأميركية في المنطقة الجنوبية لفلوريدا، أن الحكومة توصلت أيضاً إلى أدلة على أن السجلات الحكومية ربما أُخفيت ونُقلت من غرفة التخزين في جهود بُذلت على الأرجح لعرقلة تحقيق الحكومة، ونشرت صورة لبعض السجلات التي عُثر عليها داخل منزل ترمب، وتحمل علامات تصنفها على أنها سرية، وبعضها يشير إلى مصادر بشرية سرية.

يشار إلى أن جلسة للمحكمة عقدت الخميس، في وست بالم بيتش أمام القاضية، إيلين كانون، التي تبحث طلب ترمب تعيين مشرف قضائي خاص يقوم بمراجعة للوثائق، التي تمت استعادتها من مارالاغو في الثامن من أغسطس، والتي تم تصنيف العديد منها على أنها سرية. والمشرف القضائي الخاص هو طرف ثالث مستقل تعينه المحاكم أحياناً في قضايا حساسة، لمراجعة المواد التي يحتمل أن تكون مشمولة بامتياز المحامي والموكل.

وفي سياق متصل، اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنصار سلفه دونالد ترمب بالسعي لإعادة الولايات المتحدة إلى الوراء، محذرا من أن الديموقراطية في البلاد ليست مضمونة. وفي خطاب ألقاه من فيلادلفيا للشعب الأميركي، الخميس قال بايدن إن قوى "فلنجعل أميركا عظيمة مجددا" مصممة على إعادة هذا البلد إلى الوراء، في إشارة إلى شعار ترمب، وأضاف أنه لفترة طويلة، طمأننا أنفسنا بأن الديموقراطية الأميركية مضمونة.. لكنها ليست كذلك. يجب علينا أن ندافع عنها، أن نحميها، أن ننتصر لها. على كل واحد منا أن يفعل هذا، وتابع إن ترمب ومناصريه يهددون أسس جمهوريتنا وديمقراطيتنا، مضيفاً أن الجمهوريون يعملون الآن على تقويض الديمقراطية. كما قال إن أمتنا مبنية على أساس مبادئ الديمقراطية، والمساواة والديمقراطية في بلادنا تتعرض لمخاطر وتهديدات، لذلك لا يجب أن يكون هناك مكان للعنف السياسي في أميركا.

هذا واختار البيت الأبيض في خطوة لها دلالات رمزية كبيرة أن يلقي بايدن خطابه قرب المبنى الذي أقر فيه إعلان استقلال الولايات المتحدة والدستور الأميركي.

وقد جاء الرد من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد ايام، حيث وصف بايدن بعدو أمريكا والذي يروّج للكراهية والانقسام، واستغل ترامب حضوره تجمعا انتخابيا أمام مؤيديه في ولاية بنسلفانيا للتنديد بعملية اقتحام إقامته وتفتيشها من قبل عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الشهر الماضي واصفا إياها بـالانتهاك المروع للسلطة، كما شكك الرئيس جمهوري السابق مجددا في نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والتي خسرها أمام بايدن.

في ملف المفاوضات النووية، وبعد تأكيد وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق، الجمعة، أنها تلقت رداً إيرانياً سلبياً وغير بناء أو مشجع على مسودة الاتحاد الأوروبي النهائية لإعادة إحياء الاتفاق النووي، أكد مسؤول أميركي أن التوقيع على أي اتفاق لن يحصل قريباً، وأضاف أن بلاده قد تؤجل إبرام الاتفاق النووي إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي بنوفمبر. كما اعتبر المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن الرد الإيراني على مقترح العودة للاتفاق النووي خطوة للوراء، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية قابلت جواب طهران بـخيبة أمل، وأكد أن هناك توقعات باستمرار المراسلات لمحاولة التوصل لحل يعيد الاتفاق النووي.

 

  1. في الشأن العراقي

بالتزامن مع تواصل أحداث العنف في العاصمة العراقية، ثمن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الاثنين دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقوى سياسية أخرى إلى وقف العنف في البلاد، كما دعا الجميع إلى تحمل المسؤولية الوطنية لحفظ الدم العراقي. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قد أعلن الاثنين، اعتزال العمل السياسي وغلق المكاتب التابعة لتياره، بعد أشهر من الانسداد في المشهد السياسي بالبلاد، في مناورة جديدة من مناوراته السياسية المفاجئة، ما دفع أنصاره إلى الاشتباك مع المجموعات الشيعية المنافسة واقتحام المجمّع الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد كما اندلعت اشتباكات مع قوات الأمن، ما دفع الأخيرة إلى إعلان حظر تجول على مستوى البلاد وعلق رئيس الوزراء المؤقت جلسات مجلس الوزراء ردا على العنف.

بالتزامن مع وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية، أفاد رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من البرلمان العراقي حسن العذاري أن الصدر أعلن إضرابا عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.

ويوم الثلاثاء، انسحب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء استجابة لتعليمات زعيمهم مقتدى الصدر، وأعلنت من جهتها العمليات المشتركة رفع حظر التجول في كامل العراق. أما الإطار التنسيقي فدعا أنصاره إلى العودة لمنازلهم، وأعلن سحب مؤيديه من الجسر المعلق في بغداد، وخاطب أنصاره قائلاً لهم "كونوا على أتم الجهوزية"!

وبحسب مصادر مطلعة وناشطين، فإن المواجهات استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، وارتفعت حصيلة الاشتباكات إلى 33 قتيلا معظمهم من أنصار الصدر إضافة إلى سقوط مئات الجرحى.

منذ اشتعال الاشتباكات العنيفة عقب إعلان الزعيم الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، لم يصدر أي تعليق عن المرجع الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني، إلا أن للرجل النادر الظهور أو التعليق أصلاً اليد الطولى على ما يبدو، في إطفاء حريق القتال الذي اندلع بين أنصار التيار الصدري الذين نزلوا في ذلك اليوم إلى وسط بغداد، وبين مسلحي الحشد والإطار التنسيقي. فقد أكد أكثر من 20 مسؤولاً حكومياً ومصادر شيعية مطلعة أن موقف السيستاني من وراء الكواليس نزع فتيل كارثة محدقة.

وقد أجمع بعض المراقبين على أن أعمال العنف التي اندلعت، أتت على خلفية اعتزال الصدر الذي كان غاضباً من اعتزال رجل الدين كاظم الحائري، الذي يعيش في إيران الحياة العامة وإغلاق مكتبه بسبب تقدمه في السن، في خطوة غير مسبوقة فعليا في تاريخ الشيعة، وفي إعلانه عن اعتزال الحياة العامة، ندد الحائري بالصدر لتسببه في انقسامات بين الشيعة، ودعا أتباعه إلى إطاعة المرشد الإيراني، علي خامنئي. ما دفع الزعيم الصدري إلى التلميح بأن استقالة الحائري جاءت بضغط من طهران. تعليقا على تلك الجزئية، أوضح عضو بارز في التيار الصدري، أن الصدر كان غاضبا. كما رأى مسؤولون في التيار الصدري في النجف أن هذه الخطوة تعني أنه كان على الصدر الاختيار بين طاعة الحائري، واتباع خامنئي، أو رفضه وربما إغضاب شخصيات أكبر سنا في حركته كانت مقربة من والد الصدر، وبدلا من ذلك، أعلن انسحابه من الحياة السياسية تماما، وهي خطوة دفعت أتباعه إلى النزول إلى الشارع. بدورهم أكد عدد من الخبراء في الشأن الشيعي أن تحرك الحائري بدا مريبا في السياق العراقي، حيث التلميحات إلى التدخل الإيراني شديدة الوضوح.

وفي كلمة إلى الشعب العراقي حول تطورات الأحداث، أعلن رئيس العراق، برهم صالح، الثلاثاء، أن إجراء انتخابات مبكرة يمثل المخرج للأزمة الراهنة في العراق، واعتبر أن الانتخابات الأخيرة لم تحقق ما يصبو إليه الشعب، ويأمله المواطنون، وقال أنه يجدد التأكيد على ضرورة الحوار عبر اجتماع وطني شامل، داعماً دعوة رئيس الوزراء العراقي للحوار بين الفرقاء السياسيين. وأوضح الرئيس العراقي أن الأزمة السياسية لم تنتهِ، ولكن من الضروري وقف العنف، محذرا من أن استمرار الوضع الراهن يُمكن الفساد بصورة أكبر، كما حث كلاً من الإطار التنسيقي والتيار الصدري على بحث إمكانية الانتخابات المبكرة .وشدد في كلمته على أنه لا يمكن القبول بأن يكون العراق ساحة صراع للآخرين.

عاشت محافظة البصرة خلال ساعات الليل اشتباكات مسلحة بعد مقتل أحد عناصر سرايا السلام (تابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر) برصاص مسلحين من "عصائب أهل الحق" التي يتزعمها قيس الخزعلي، وأدت الاشتباكات التي تجددت صباح الخميس، وسط المدينة قرب الجسر الإيطالي، بين الطرفين، إلى مقتل 4 أشخاص، وفق ما أكد مسؤولون أمنيون محليون. إلا أن اللافت في الأمر كان نفي خلية الإعلام الأمني، وقوع اشتباكات مسلحة، مشيرة إلى أن ما جرى جريمة قتل، فقد أفادت في بيان، أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أنباء متضاربة عن وقوع أحداث أمنية واضطرابات في محافظة البصرة، إلا أن الموضوع هو عبارة عن وجود حادث جريمة قتل في مركز المحافظة وإصابة اخر، وأضافت أن القوات الأمنية ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم، وبادرت التحقيق في الحادث.

وبعد هذه الحادثة في البصرة، حذر القيادي في التيار الصدري صالح محمد العراقي، الذي يعرف بـ "وزير الصدر" الخزعلي من عواقب وخيمة، مطالباً إياه بكبح جماح مليشياته الوقـحة، أو التبرؤ من المجرمين، في إشارة إلى مطلقي النار، طلب الخزعلي من أنصاره الخميس، غلق كافة مكاتب العصائب حتى إشعار آخر، كما طلب من مسلحيه وعناصره عدم الرد على أي إساءة أو حرق للمكاتب، معتبراً أن هناك من يتربص بمجموعته ويريد تأزيم الأمور. على خلفية أحداث البصرة الأخيرة، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى، أغلق فصيل مسلح ثانٍ مكاتبه في المحافظة بعد خطوة مماثلة اتخذتها "عصائب أهل الحق"، حيث أعلنت "كتائب الإمام علي" القريبة من إيران والمنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، يوم الخميس أيضا، إغلاق مكاتبها بسبب الظروف الأمنية الراهنة، وفق بيان صادر عنها.

في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية

رغم التهدئة التي حصلت قبل أيام، في العراق فلا تزال الأزمة السياسية التي انطلقت بعيد إجراء الانتخابات في العاشر من أكتوبر الماضي مستمرة، وسط تعثر انتخاب رئيس جديد للبلاد أو تشكيل حكومة، ويبدو أن الإطار التنسيقي، الذي يضم نوري المالكي، وتحالف الفتح، بالإضافة إلى فصائل وأحزاب موالية لإيران، لن يتخلى عن مرشحه لرئاسة الحكومة في العراق، على الرغم من الاشتباكات التي حصلت الأسبوع الماضي، مع أنصار التيار الصدري، في قلب العاصمة. فقد أفاد مصدر سياسي مطلع، السبت، أن قادة الإطار قرروا، بعد اجتماع في منزل المالكي زعيم دولة الائتلاف تأجيل مسألة عقد جلسة للبرلمان وتشكيل الحكومة الجديدة إلى ما بعد "زيارة أربعينية الإمام الحسين" منتصف شهر سبتمبر. إلا أنهم أكدوا عزمهم المجيء إلى بغداد لاحقاً، بمرشح واحد لمنصب رئاسة الوزراء، مع السعي لمواصلة الحوار مع الكتل السياسية المختلفة، ومنها الكردية للإسراع بتسمية رئيس الجمهورية.

إلى ذلك، شدد المصدر على أن الإطار لن يتراجع عن تسمية محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء. وكان هذا الاسم أجج نار الخلاف بين الإطار وزعيم التيار الصدري مقتضى الصدر. كما أفادت مصادر خاصة بأن قادة الإطار تلقوا أوامر إيرانية بتهدئة مؤقتة حتى انقضاء "الزيارة الأربعينية"، التي يتدفق خلالها آلاف الزوار الشيعة من إيران، خوفاً من ضغط الشارع وتفلت الوضع الأمني بما لا تحمد عقباه. كما تأتي تلك المعلومات فيما يتخوف العديد من المراقبين للشأن العراقي بأن يتصاعد التوتر ثانية بين الصدر والإطار، وسط تحذيرات من موجة اغتيالات عبر كواتم الصوت بشكل ممنهج، وتفجيرات أيضاً. حيث كشفت برقية سرية سربت من قيادة عمليات بغداد، تحذر فيها من احتمال حصول اغتيالات داخل العاصمة، من قبل من سمَّتهم مجموعات مسلحة بواسطة سيارات لا تحمل لوحات مرورية أو مظللة، بالإضافة إلى دراجات يستقلها أكثر من شخص. وقد أتى هذا التحذير بالتزامن مع نزول المئات من أنصار "ثورة تشرين" إلى ساحة النسور ببغداد الجمعة للمطالبة بحل الأزمة السياسية المستمرة منذ أشهر، ووقف التدخلات الإيرانية في البلاد.

 

  1. في الشأن اليمني

أعلنت الحكومة اليمنية تعليق مشاركتها في المحادثات العسكرية المنعقدة مع ميليشيا الحوثي برعاية الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان حتى إشعار آخر، وذلك عقب هجوم عسكري واسع شنته الميليشيا على منطقة الضباب غرب مدينة تعز في محاولة للسيطرة على المنطقة لقطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز المحاصرة بمحافظة عدن، في هجوم هو الأعنف منذ بدء سريان الهدنة الأممية. وأكدت اللجنة العسكرية الحكومية، في بيان مساء الاثنين، أنها علّقت المشاركة في المحادثات الجارية في العاصمة الأردنية عمان، بهدف تعزيز الرقابة على الخروقات وتشكيل غرف عمليات مشتركة على مستوى الجبهات في جميع أنحاء البلاد. واعتبرت الحكومة اليمنية الهجوم الحوثي تحد صارخ لكل المبادرات والمساعي الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، ومحاولة لتقويض جهود تمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية ولإطباق الحصار على مدينة تعز المحاصرة فعلا منذ سبع سنوات.

وبعد أن أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، الثلاثاء، عن أسفه لما يجري في تعز، مؤكدا أنه يبذل جهوداً كبيرة لإيقاف الدماء، دعا رئيس البرلمان اليمني، المبعوث الأممي والمجتمع الدولي أن يتحملوا مسؤولياتهم في ردع الحوثي وإيران، ومصارحة العالم بالحقائق وبتعنت الحوثي ورفضه للسلام.

وفي سياق متصل، اتهمت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها"، ميليشيا الحوثي، بخرق اتفاق الحديدة، الذي تم التوقيع عليه في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 2018، بعد قيامها بعرض عسكري، الخميس، في المدينة الساحلية الواقعة غرب اليمن. وكانت البعثة قد أبدت قلقا بالغا، الثلاثاء، مما وصفته بـالتواجد العسكري الكبير للمقاتلين الحوثيين، الذي قالت إنها لاحظته في المدينة المرفئية على البحر الأحمر، خلال الأيام الماضية.

إلى ذلك، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح أن التصعيد المتواصل من قبل ميليشيا الحوثي يضع جهود تثبيت الهدنة وإحلال السلام أمام طريق مسدود، وأشار، خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن الخميس، إلى الهجمات الحوثية المتكررة على مدينة تعز، لافتاً إلى أن معاودة الهجوم يعد استخفافاً بالإدانات الأممية والدولية الواسعة.

من جانبه، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، السبت، أن الصمت الدولي على انتهاكات الحوثي هو بمثابة ضوء أخضر لاستمرارهم في مزيد من التصعيد، داعيا المجتمع الدولي لتقديم دعم حقيقي للدولة اليمنية، وممارسة ضغوط حقيقية على ميليشيا الحوثي الإرهابية لإجبارها على الانخراط بجدية وحسن نية في جهود التهدئة واحلال السلام.

 

  1. في الشأن المصري

قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية يوم الأربعاء إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بزيادة الدعم الاستثنائي على بطاقات التموين إلى 300 جنيه (15.62 دولار) بدلا من 100 جنيه. كما أمر السيسي بضخ 32 مليار جنيه لمنظومة دعم الخبز، كذلك زيادة أعداد الأسر المُغطاة بالدعم النقدي ضمن برنامج "تكافل وكرامة" من 4.1 مليون أسرة إلى 5 ملايين أسرة ما يشمل نحو 22 مليون مواطن مصري، وذلك من خلال ضم أكثر من 900 ألف أسرة للاستفادة من برنامج الدعم النقدي المشروط. وكان وزير المالية المصري قد قال إن صندوق النقد الدولي لم يطلب رفع الدعم عن الخبز أو السلع التموينية أو إلغاء المبادرات التموينية في إطار المفاوضات الجارية بشأن الحصول على تمويل جديد. وفيما يتعلق ببرامج الدعم والحماية الاجتماعية، ذكر أنه تمت زيادة دعم السلع التموينية بنحو 17% خلال العام المالي الماضي ليصل إلى 97 مليار جنيه. كما تمت زيادة قيمة المعاشات بنحو 70% خلال الفترة من 2018 حتى 2022 التي يستفيد منها 10.5 مليون مواطن.

وقد أصبحت مصر أحدث مثال للمعاناة التي تجتاح عددا من الدول على خلفية ارتفاع التضخم والعائدات وتراجع النمو العالمي، حيث يراقب المستثمرون، الذين ما زالوا يتألمون من حالات التخلف عن السداد الأخيرة من قبل روسيا وسريلانكا، مصر كدراسة حالة لقياس ما إذا كان يمكن لدول العالم النامي تجنب أزمة ديون العملات الأجنبية الكاملة، ومدى سرعة انتقال الأزمة، والإبحار عبر شروط ائتمانية أكثر صعوبة. وبات الاضطراب واضحا جدا في الأصول المصرية. وسط شكوك تتعلق بسداد الديون في عام واحد إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2013، وإلى الأسوأ في المنطقة، وأدى ذلك إلى وصول الجنيه إلى أضعف مستوياته منذ الخفض المفاجئ لقيمة العملة في 2016، ودفع طلب المستثمرين بعوائد إضافية لشراء السندات المصرية بدلاً من سندات الخزانة فوق 1200 نقطة أساس في يوليو. تقلص الفارق إلى 857 نقطة أساس يوم الجمعة، محققاً أكبر انخفاض شهري له منذ أكثر من عقدين، وفقاً لبيانات جيه بي مورغان. من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية في أكسفورد إيكونوميكس أفريكا، كالي ديفيس، أنه لدرء مخاطر عدم السداد، ستحتاج مصر إلى دعم خارجي إضافي، لا سيما في سياق عجز الحساب الجاري المتضخم وتدفقات رأس المال الضعيفة. إذا كانت مصر غير قادرة على تأمين مزيد من التمويل الخارجي، فإن المخاوف ستزداد بشكل كبير.

وسجلت تكلفة التأمين على الديون السيادية المصرية ارتفاعاً قياسياً الشهر الماضي، إذ وصلت إلى 1500 نقطة أساس، قبل أن تتراجع إلى حوالي 940 نقطة أساس للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس، إلا أنها لا تزال أعلى من تركيا وأنجولا. ولا يمكن تجاهل الألم الذي تشعر به البلدان المثقلة بالديون - مثل مصر، التي تبلغ نسبة ديونها إلى الناتج المحلي الإجمالي حوالي 94%، ولدى مصر 47.6 مليار دولار من الديون المستحقة بالعملات الأجنبية، بما في ذلك أكثر من 5 مليارات دولار من الأوراق المالية المقومة بالدولار واليورو التي تستحق في الربع الرابع.

قد يكون الدعم من صندوق النقد الدولي هو صانع الفارق - وهو الشيء الذي يشير إليه المستثمرون الذين يتمسكون به في المنطقة، جنباً إلى جنب مع احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد. وفي حين انخفض صافي الاحتياطيات الدولية للبنك المركزي إلى 33.14 مليار دولار في يوليو، إلا أنها لا تزال كافية لتمويل عجز الحساب الجاري والديون الخارجية في المدى القريب، كما يقول المستثمرون. وتتوقع وكالة موديز إنفستورز سيرفيسز استقرار الاحتياطيات وزيادة تدريجية مع ارتفاع الصادرات غير المتعلقة بالطاقة وانتعاش التدفقات الأجنبية الوافدة.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد في هذا الملف هذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة

أعلن السفير الإثيوبي لدى الخرطوم، أن حكومة بلاده مستعدة للتفاوض حول سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي، وقال خلال مؤتمر صحافي الاثنين إن أديس أبابا مقتنعة بأن حل كل المشاكل يكون عبر الحوار والتفاوض، وأضاف أن الملء الثالث لسد النهضة انتهى بنجاح وتم تشغيل التوربين، كذلك أردف أنه بعد الملء الثالث تبددت المخاوف من أي تأثيرات سلبية على دولتي المصب، أي مصر والسودان.

تأتي تلك التصريحات عقب إعلان إدارة سد النهضة الإثيوبي يوم 21 أغسطس الحالي أنها تسعى لإتمام مشروع إنشاء السد في أقل من عامين، نافية وجود تشققات في سد السرج، وموضحة أن إثيوبيا تعمل على تشغيل باقي التوربينات في السد والاستعداد للملء الرابع.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

أعلنت البحرية الأميركية، الجمعة، أنها اعترضت سفينة حربية إيرانية احتجزت قاربين مسيرين أميركيين في البحر الأحمر، وأضافت القيادة المركزية في بيان أن القاربين المسيرين اللذين حاولت إيران الاستيلاء عليهما كانا غير مسلحين ولم يشكلا أي خطر على الملاحة البحرية.

وكانت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أفادت بأن مدمرة تابعة لسلاح البحر بالجيش الإيراني احتجزت قاربين أميركيين مسيرين في مياه البحر الأحمر، ونقلت الوكالة عن سلاح البحرية القول في بيان إن المدمرة الإيرانية "جماران"، التي كانت تقوم بمهمة بحرية دورية، حالت في الوقت المناسب دون وقوع حادث غير متوقع واحتمال اصطدام بحري بين المدمرة وقطع بحرية أميركية، وأن احتجاز القاربين المسيرين الأميركيين، جاء بعد عدم الاستجابة لدعوات متكررة من المدمرة الإيرانية.

وفي حادث مماثل، كانت البحرية الأميركية قد أعلنت الأربعاء، أنها منعت سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني من احتجاز سفينة غير مأهولة يديرها الأسطول الخامس في مياه الخليج، وهو الأمر الذي نفته القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني.

في سياق منفصل، صدر يوم الأحد الماضي، مرسوم أميري بدعوة الناخبين الكويتيين لاختيار أعضاء مجلس الأمة (البرلمان) في 29 سبتمبر أيلول المقبل. وتأتي هذه الخطوة لإكمال المسار الذي وعد به ولي العهد بهدف حل الأزمة التي احتدمت بين الحكومة والبرلمان وعطلت الإصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية في البلاد.

يذكر أنه في الأول من أغسطس آب أعلنت الكويت تشكيلة حكومتها الجديدة التي يرأسها الشيخ أحمد نواف الصباح نجل أمير البلاد، دون تغييرات كبيرة في الوزارات الرئيسية، وبعد ذلك بيوم صدر مرسوم أميري بحل مجلس الأمة رسميا.

 

  1. في الشأن الأوروبي

دعا المستشار الألماني أولاف شولتز، الاثنين، إلى إصلاح آلية اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى التوسع في تطبيق التصويت بالأغلبية بدلاً من الإجماع، على أن يتم ذلك بداية في قضايا مثل العقوبات وحقوق الإنسان. وتعهّد شولتز في خطاب ألقاه في جامعة تشارلز في العاصمة التشيكية براغ، بتوسيع الاتحاد الأوروبي ليضم أوكرانيا ومولدافيا ودول غرب البلقان، وكذلك جورجيا مستقبلاً، وأضاف أنه في أعقاب الغزو الروسي على أوكرانيا، يجب على الدول الأعضاء الوفاء بتعهد تحقيق السلام الذي كان وراء ميلاد الكتلة، عبر تمكين الاتحاد الأوروبي من حماية أمنه، واستقلاله واستقراره كذلك، في وجه التحديات من خارجه. كذلك حدد شولتز الموائمات المحتملة لدعوته الأولية لاستخدام التصويت بالأغلبية بدلاً من التصويت بالإجماع والذي يتطلبه الاتحاد الأوروبي، وأوضح مقدما مثالاً، أن يبدأ التصويت بالأغلبية في مناطق من المهم لنا الحديث فيها بصوت واحد - سياسة العقوبات على سبيل المثال، أو القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان.

وعن قضية تحديث جيش أوكرانيا، اقترح المستشار الألماني، استحداث خلية عمل بين دول الاتحاد الأوروبي، تقودها ألمانيا في إرسال المدفعية وموارد الدفاع الجوي، وقال أن الهدف هو قوات مسلحة أوكرانية حديثة قادرة على الدفاع عن بلدها بشكل دائم، ورغم ذلك، لا يجب أن نرضى بتزويد كييف بالمعدات التي لا نحتاجها حالياً فحسب، فنحن نحتاج إلى تخطيط وتنسيق أكبر في هذا السياق أيضاً. كما أكد إن ألمانيا ستواصل دعمها دفاعاً عن أوكرانيا لأطول فترة ممكنة، وسترسل أحدث الأسلحة إلى كييف في الأسابيع المقبلة، واضاف أن بإمكان ألمانيا أن تتحمل مسؤولية خاصة فيما يتعلق ببناء قدرات المدفعية والدفاع الجوي الأوكرانية.

إلى ذلك، دعا شولتز إلى تنسيق أكبر بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا العسكرية، داعياً إلى عقد اجتماعات دورية لوزراء الدفاع في بروكسل، كما هو الحال بالنسبة لوزراء الزراعة والبيئة، ومشيراً في هذا السياق إلى ضرورة تطوير دفاعات جوية مشتركة.

في سياق متصل، قال البيت الأبيض إن موسكو تستخدم الطاقة أداة للضغط على أوروبا، وذلك فيما يتعلق بتأجيل عودة خط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 1 التابع لشركة غازبروم مع اقتراب أوروبا من فرض حظر على واردات النفط من روسيا. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بشأن إغلاق خط الأنابيب الذي ينقل الغاز إلى أوروبا، للأسف ليس مستغربا أن تستمر روسيا في استخدام الطاقة كسلاح ضد المستهلكين الأوروبيين، وأضاف إن الولايات المتحدة وأوروبا تتعاونان لضمان توافر الإمدادات الكافية.

وألغت روسيا موعدا نهائيا لاستئناف تدفق الغاز عبر الخط يوم السبت، مما أدى إلى تفاقم مشاكل أوروبا في تأمين الوقود لفصل الشتاء المقبل. وقالت شركة غازبروم التي تسيطر عليها الدولة في روسيا وتحتكر صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب أمس الجمعة إنها لن تستطيع استئناف ضخ النفط بأمان إلى أوروبا إلا بعد إصلاح تسرب نفطي تم العثور عليه في توربين حيوي. ولم تذكر إطارا زمنيا جديدا.

وفي إجراءات عقابية على روسيا لغزوها أوكرانيا من المتوقع أن يحظر الاتحاد الأوروبي استيراد النفط الخام من روسيا في أوائل ديسمبر/ كانون الأول والمنتجات المكررة بعد شهرين، كما وافقت مجموعة الدول السبع رسميا الجمعة، على فرض حد أقصى لسعر النفط الروسي بهدف تقليص العائدات لحرب موسكو مع الحفاظ على تدفق النفط إلى الأسواق العالمية.

وفي السياق، قال سعد الكعبي وزير الدولة القطري للطاقة والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة في مؤتمر صحافي، الأربعاء، إن الشركة تتفاوض مع مشترين للغاز الطبيعي المسال من آسيا وأوروبا، كما تواصل المحادثات مع دول مهتمة بشراء الغاز، وأضاف أنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت أوروبا ستواجه نقصا في الغاز هذا الشتاء لأن الوضع يعتمد على كمية الغاز المتدفقة إلى أوروبا من خطوط الأنابيب ومقدار ما يمكن نقله عبر المحطات.

وكما الحال في كل أوروبا، أعلنت وزيرة الطاقة الفرنسية أن عملاق الكهرباء الفرنسي ”إي دي إف” تعهد باستئناف العمل في جميع مفاعلاته النووية بحلول الشتاء لمساعدة الدولة خلال أزمة الطاقة واسعة النطاق والتي تفاقمت جراء الحرب في أوكرانيا، واضافت إن الحكومة تتخذ خطوات لـتجنب الإجراءات التقييدية بشأن استخدام الطاقة في ذروة موسم البرد الشتوي، وذلك في أعقاب اجتماع خاص للحكومة بشأن قضايا الطاقة. وتعتمد فرنسا على الطاقة النووية في توليد 67 بالمائة من كهربائها -أكثر من أي بلد آخر- وعلى الغاز لتوليد 7 بالمائة من الكهرباء. في الوقت الحالي، تم إغلاق 32 مفاعلا نوويا من مفاعلات فرنسا البالغ عددها 65، وجميعها تديرها شركة “إي دي إف”، من أجل أعمال الصيانة الدورية وفي بعض الحالات لإصلاح مشكلات التآكل. وذكرت الوزيرة أن هناك جدولا زمنيا ينص على أنه ابتداء من أكتوبر، سيتم تشغيل محطة نووية جديدة مرة أخرى كل أسبوع. ويوم الثلاثاء، حذرت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن من أن السيناريو الأسوأ هذا الشتاء قد يؤدي إلى انقطاعات دورية في التيار الكهربائي لمدة ساعتين بالمنازل الفرنسية. كما أطلقت فرنسا خطة ”رصانة في مجال الطاقة” في يونيو، والتي تستهدف خفض استخدام الطاقة بنسبة 10 بالمائة بحلول عام 2024.

إلى ذلك، أعلن اجتماع مجلس الدفاع في فرنسا، الجمعة، عن أن إمدادات الغاز ليست مقطوعة تمامًا، ولكنها في أدنى مستوياتها، حسبما أفادت إذاعة فرانس إنفو الفرنسية، وأشار إلى أنه يجب احترام إجراءات التقشف لتفادي اللجوء إلى تدابير إلزامية، مؤكدًا أن الحكومة ستتحمل جزءًا من ارتفاع أسعار الكهرباء، لافتًا إلى العزم على مواصلة العمل مع ألمانيا لتعزيز مبادلاتها فيما يخص الغاز والكهرباء. كما أكد أن البلاد أصبحت على علم بأزمة الطاقة إلا أنها تواجه أزمة التأخير في التدابير. 

في السياق، توقع رئيس شركة الطاقة الألمانية "Uniper" زيادة رسوم الغاز الإضافية للمستهلكين فى ألمانيا، والتى تضمن موثوقية إمدادات الطاقة، لافتًا إلى استعداد بلاده لفرض ضريبة على الغاز بعد قطعه من روسيا. ومن المقرر أن تبدأ الحكومة الألمانية فى فرض ما يسمى بضريبة الغاز، والتى ستكون قيمتها 2.4 سنت يورو للكيلووات / ساعة، بحلول أكتوبر هذا العام وحتى عام 2024، من أجل دعم مستوردى الغاز فى ألمانيا، بعد توقف محتمل لإمدادات الغاز الروسى. فيما دعا وزير الاقتصاد الألمانى، ورئيس وكالة الشبكة الفيدرالية، مواطنى ألمانيا مرارًا وتكرارًا لتقليل استهلاك الكهرباء من أجل توفير المال.

من جانب آخر، قال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن إنتاج روسيا من النفط لم يهبط بالقدر الذي كان متوقعاً في السابق، نظرا لنجاح موسكو في إيجاد أسواق جديدة خارج أوروبا. ومع ذلك، يرى بيرول أنه سيكون من الصعب على روسيا الحفاظ على مستويات إنتاجها من النفط نتيجة غياب الشركات الغربية. وفيما يتعلق بقطاع الغاز، ذكر أن روسيا سوف تزيد من وتيرة حرق الغاز خلال الأشهر المقبلة نظراً لامتلاء مخزونات الغاز في البلاد، وأكد، رئيس وكالة الطاقة الدولية في مؤتمر بالنرويج، أن الثقة في روسيا كمورد رئيسي للطاقة بدأت في التراجع حول العالم عقب اندلاع حربها في أوكرانيا، كما أن فقدان أوروبا كمستورد هام للغاز الروسي يضر موسكو.

أزمة شرق المتوسط

استعر الخلاف مجدداً بين تركيا واليونان هذا الاسيوع، فقد اتهم الرئيس التركي اليونان بتهديد أنقرة بمنظومة “إس – 300” الصاروخية، في أعقاب اتهام أنقرة لأثينا باستخدام المنظومة الصاروخية لتتبع مقاتلات تركية. وقال أردوغان، في كلمة متلفزة، يوم السبت إنه في حال تمادتاثينا  أكثر فسيكون الثمن باهظا، وأضاف أن احتلال اليونان للجزر في بحر إيجه لا يقيد أنقرة وقد تقوم بما يلزم عندما يحين الوقت، و"نأتي ذات ليلة على حين غرة”.

هذا وحلَّق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بطائرة حربية من طراز “إف 16” فوق بحر إيجه، في لفتة تحد حيث تعيش البلاد خلافا عميقا بشأن الاستخدام العسكري للمجال الجوي مع اليونان، زميلتها في حلف “الناتو”، وظهر أكار في احتفال عسكري في إقليم إسكيشير وسط البلاد يوم الجمعة، حيث قال إن تركيا استجابت دائما لوقاحة اليونان هذه، وستواصل القيام بذلك، وكان برفقته قائد القوات الجوية أتيلا غولان. واتهمت تركيا الشهر الماضي القوات اليونانية باستخدام رادرات أنظمة الدفاع الجوي ضد طائرات تركية ووعدت بإرسال سجلات بالحادث إلى حلف شمال الأطلسي، في حين نفت اليونان هذا الادعاء.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية اليونانية، السبت، أن التصريحات الاستفزازية التركية الأخيرة التي صدرت عن مسؤولين أتراك، تقوض تماسك حلف شمال الأطلسي، وقالت في بيان، إن اليونان لن تحذو حذو تركيا، في إطلاق التصريحات المشينة المتكررة يوميا، والتهديدات، وستطلع على الفور حلفاءها وشركاءها على محتوى التصريحات الاستفزازية خلال الأيام الأخيرة، ليصبح واضحا من يقوض تماسك التحالف (حلف الناتو) بشكل خاص في وقت خطير.

 

  1. في الشأن التركي.

في الشأن الاقتصادي، يشكو أصحاب متاجر التجهيزات المدرسية في تركيا من انخفاض أرباحهم مع اقتراب انطلاق العام الدراسي هذا العام مقارنة بالعام الماضي، فيما تحاول العائلات تأمين احتياجات أبنائها الذين سيلتحقون بالمدارس ومختلف المنشآت التعليمية بعد أيام بأقل التكاليف الممكنة بعد ارتفاع أسعارها على خلفية التراجع المتواصل لليرة التركية مقابل العملات الأجنبية خاصة خلال شهر أغسطس الماضي. وستفتح المدارس والمعاهد ومختلف المنشآت التعليمية في تركيا، أبوابها أمام الطلبة يوم الثاني عشر من سبتمبر الجاري، حيث تضاعفت تكلفة تأمين احتياجات طفل في المدرسة الابتدائية 4 مرات مقارنة بالعام الماضي فقط، بحسب تصريحات لمسؤولين في وزارة التربية التركية أشاروا فيها إلى أن تكاليف المستلزمات المدرسية لطفل في المرحلة الابتدائية بلغت العام الماضي حوالي ألفي ليرة تركية، لكنها هذا العام تجاوزت 7500 ليرة. وهذا الرقم الأخير يشمل مختلف الاحتياجات كالملابس والأحذية والحقائب والقرطاسية، إلا أنه لا يضمن تكلفة المواصلات والأجهزة الإلكترونية التي تتطلبها مراحل تعليمية متقدّمة.

في سياق متصل، رفعت السلطات التركية يوم الخميس أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي للأسر وللقطاع الصناعي، مما زاد الضغوط على التضخم الذي بلغ قرابة 80% في يوليو/تموز، ومن المتوقع أن تؤدي الزيادات إلى دفع التضخم لأعلى بمقدار 0.8 نقطة مئوية، بينما يؤدي ارتفاع الأسعار الصناعية أيضا إلى زيادة غير مباشرة في التضخم إذ يُحمل المنتجون التكاليف على المستهلكين.

وقالت هيئة تنظيم الطاقة التركية إنها رفعت أسعار الكهرباء المنزلية بنسبة 20%، وبنسبة 30% للقطاع العام والخدمات و50% للقطاع الصناعي. كما قالت شركة بوتاش الحكومية المستوردة للطاقة إنها رفعت سعر الغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي بنسبة 20.4%، و47.6% لشركات الإنتاج الصناعي الصغيرة والمتوسطة، و50.8 للمستخدمين الصناعيين الكبار، وسعر الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء ارتفع بنسبة 49.5%.

وأرجعت هيئة تنظيم الطاقة وبوتاش زيادات الأسعار إلى الصراع في أوكرانيا والتطورات العالمية، بما في ذلك جائحة كوفيد-19. يذكر أن تركيا تعتمد بشكل شبه كامل على الواردات لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي والنفط.

من جانب آخر، أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء نمو الاقتصاد التركي 7.6% على أساس سنوي في الربع الثاني، بزيادة طفيفة عما كان متوقعا، مدفوعا بالصادرات القوية فضلا عن الطلب المحلي والأجنبي، وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 2.1%، ومن المتوقع أن يتراجع النمو في النصف الثاني من العام بسبب الاتجاه التنازلي في الطلب المحلي والخارجي، بسبب التباطؤ المتوقع في أكبر شركاء تركيا التجاريين.

وفي العام الماضي، انتعش الاقتصاد التركي بقوة من جائحة "كوفيد-19" ونما بنسبة 11.4%، وهو أعلى معدل له منذ عقد. وأظهرت بيانات اليوم الأربعاء أنه تم تعديل النمو السنوي في الربع الأول من عام 2022 إلى 7.5% من 7.3%. وتعطي خطة الرئيس رجب طيب أردوغان الاقتصادية الأولوية للنمو والتوظيف والاستثمار والصادرات، مدفوعة بسلسلة من التخفيضات غير التقليدية لأسعار الفائدة التي أشعلت شرارة أزمة عملة ودوامة تضخمية أواخر العام الماضي.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

قال وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي، الخميس، إن بلاده تسعى إلى إبرام اتفاق تجارة حرة مع تركيا في الأسابيع المقبلة، وذلك بعد نحو 4 أشهر من بدء المفاوضات، وذكر الوزير أنه يسعى خلال الأسابيع المقبلة لإنجاز اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا لترسيخ العلاقات التجارية والاستثمارية مع واحد من أهم الاقتصادات في المنطقة. من جانبه، قال وزير التجارة التركي أنه تمت مناقشة الوضع الراهن للمفاوضات الجارية بين تركيا والإمارات والخطوات التي يجب اتخاذها لإبرام الاتفاق. وتسعى الإمارات إلى إبرام العديد من اتفاقات التجارة الحرة الثنائية، والمعروفة باسم اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة. وقد وقعت اتفاقات تجارية مع الهند وإسرائيل وإندونيسيا هذا العام.

 

  1. في الشأن السعودي

أدرجت السعودية خمس قيادات عسكرية من ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، على لائحة الإرهاب، لارتباطهم بأنشطة داعمة للميليشيا. وقالت رئاسة أمن الدولة في بيان، الأربعاء، إن التصنيف جاء استناداً إلى نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1373 (2001)، والقرارات اللاحقة ذات الصلة، التي تستهدف من يقدّمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية، وشمل التصنيف، منصور أحمد السعدي (السعادي)، أحمد علي الحمزي، محمد عبدالكريم الغماري، زكريا عبدالله يحيى حجر، وأحمد محمد علي الجوهري.

وهم: عينت ميليشيا الحوثي القيادي البارز في صفوفها منصور أحمد السعادي والمكنى "سجاد" المشرف العام على القوات البحرية، وسمته رئيسا لأركان هذه القوات التابعة لها، والتي تخصصت وفق معلومات حصلت عليها" العربية. نت"في زراعة الألغام البحرية وتجهيز القوارب المفخخة لاستهداف الملاحة الدولية بإشراف وتدريب خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. تم تعيين أحمد علي أحسن الحمزي في قيادة القوات الجوية التابعة للحوثيين، مطلع العام 2019، رغم أنه لا يحمل أى صفة عسكرية، بيد أنه تلقى تدريبات فى إيران ويدين بالولاء لها. وقد عيّن خلفا للقيادي الحوثي البارز المعين من قبل ميليشيات الحوثى قائدا للقوات الجوية، والمسؤول الأول عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، اللواء إبراهيم الشامى، الذي لقي مصرعه فى ظروف غامضة. يشغل محمد عبدالكريم الغماري، المدرج على قائمة العقوبات الأممية، رئيس أركان الميليشيات الحوثية، وهو المطلوب رقم 16 على لائحة تحالف دعم الشرعية في قائمة الإرهابيين الحوثيين. وأفادت معلومات أن الغماري سافر عام 2012 إلى لبنان، وخاصة الضاحية الجنوبية في بيروت لتلقى عدة دورات عقائدية وعسكرية على أيدي ميليشيا حزب الله، كما تلقى دورات عسكرية في إيران، وهو من المُرتبطين بشكل مباشر بعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيرة. زكريا حجر وقد تلقى دورات عسكرية في إيران وهو من المُرتبطين بعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وأحمد الجوهري وهو من المُرتبطين بعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة أيضا.

 

  1. في الشأن الروسي

طلبت روسيا 56 تأشيرة دخول للولايات المتحدة، ليتسنى لوزير الخارجية سيرغي لافروف والوفد المرافق له السفر إلى نيويورك، لحضور الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة هذا الشهر، لكنها لم تتسلم أي شيء حتى الآن. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة،، الجمعة، قال سفير روسيا لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبينزيا إن الأمر أصبح مثيرا للانزعاج، نظرا لأن واشنطن ظلت على مدى عدة أشهر ماضية ترفض بصورة مستمرة منح تأشيرات دخول لعدد من المبعوثين الروس لحضور مناسبات أخرى للأمم المتحدة. من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع التزاماتها باعتبارها الدولة المضيفة لمنظمة الأمم المتحدة، مضيفاً أن سجلات التأشيرات سرية بموجب القانون الأميركي، لذا لا يمكن التعليق على الحالات الفردية.

وبموجب "اتفاقية المقر" الخاصة بالأمم المتحدة لعام 1947، فإن الولايات المتحدة ملزمة بشكل عام بالسماح للدبلوماسيين الأجانب بالوصول إلى المنظمة الدولية، لكن واشنطن تقول إن بإمكانها حجب التأشيرات لدواعٍ تتعلق "بالأمن والإرهاب والسياسة الخارجية".

من جانب آخر، أكد مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر لوكاشفيتش، أن الاهتمام أحادي الجانب من قبل الهياكل التنفيذية لمنظمة الأمن والتعاون بالوضع في أوكرانيا غير مقبول، وقال أن موسكو تتوقع أن تؤدي رئاسة شمال مقدونيا إلى تهيئة الظروف للعمل المتوازن ومنع تآكل سلطة الهياكل التنفيذية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولا ينبغي أن تصبح أداة لتصفية الحسابات السياسية بحجة الوضع في أوكرانيا، ويجب ألا نغض الطرف عن الانتهاكات الواضحة لنظام كييف للمبادئ والالتزامات داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بما في ذلك في مجال حقوق الإنسان! وأوضح أيضا أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فوتت فرصة لعب دور في تعزيز التسوية السياسية للنزاع الأوكراني من خلال تنفيذ اتفاقيات مينسك، ما اضطر روسيا للتدخل من أجل وقف إراقة الدماء وتدمير السكان المدنيين في دونباس، ولإزالة التهديدات الحقيقية للأمن القومي على حدودها بما يتفق تماما مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة!! لافتا إلى أن استمرار الدعم العسكري غير المقيد لكييف من قبل الناتو ودول الاتحاد الأوروبي هو مسار مغامر يضاعف من معاناة المدنيين في أوكرانيا ويمكن أن يؤدى إلى عواقب وخيمة ليس فقط على هذا البلد، ولكن أيضا على نطاق إقليمي أوسع.

في سياق منفصل، أعلنت مجموعة "غازبروم" الروسية، الجمعة، عن توقف عمل خط أنابيب "نورد ستريم" الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز بالكامل حتى انتهاء إصلاح توربين فيه، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل السبت إثر عملية الصيانة. وأفادت في بيان، أنها اكتشفت تسرب زيت في التوربين خلال عملية الصيانة، وأفادت أنه حتى إتمام الإصلاح يعلّق نقل الغاز عبر نورد ستريم بالكامل. وكان من المقرر أن تستأنف روسيا السبت إمدادات الغاز عبر نورد ستريم بعد توقف جديد لثلاثة أيام أثار مخاوف في أوروبا التي تبذل جهودا مكثفة لتفادي أزمة طاقة هذا الشتاء. وأكدت الشركة أنها اكتشفت هذه المشكلات التقنية خلال كشف فني جرى مع ممثلين عن مجموعة سيمنز الألمانية التي صنعت التوربين، الأمر الذي نفته سيمنز، وأفادت بأنها لم تتلق أي طلب صيانة من غازبروم يتعلق بخط نوردستريم1.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إن الوحدات العسكرية الأجنبية المشاركة في المناورات الاستراتيجية "فوستوك 2022"، وصلت إلى ميدان التدريب المخصص لها في ميدان تدريب سيرجيفسكي التابع للدائرة العسكرية الشرقية في إقليم بريمورسكي بالشرق الأقصى الروسي. وباشر العسكريون الأجانب، في تجهيز واستلام المعدات والأسلحة، وكذلك بدراسة التضاريس والظروف المناخية التي ستنفذ فيها مهام التدريبات المشتركة. وستشارك في التدريبات مجموعات من هيئات القيادة والتحكم والوحدات العسكرية والمراقبين، من منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون والدول الشريكة الأخرى، بما في ذلك أذربيجان والجزائر وأرمينيا، وبيلاروسيا والهند وكازاخستان، وقرغيزستان والصين ولاوس، ومنغوليا ونيكاراغوا وسوريا وطاجيكستان. في وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع أنها ستطلق مناورات "فوستوك 2022" البرية والبحرية والجوية الاستراتيجية في الفترة من 1 إلى 7 سبتمبر المقبل، وأن المناورات ستجرى في سبعة ميادين شرقي البلاد.

وفي سياق الدفاع عن الحرب الروسية على أوكرانيا، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، وهو حليف رئيسي للرئيس الروسي، في منشور شاركه على منصة التواصل الاجتماعي الروسي «Vkontakte»، إن القادة الغربيين يفكرون ليلاً ونهاراً في كيفية تفكيك روسيا، وقارن الحرب الشاقة الجارية بانهيار الاتحاد السوفياتي، واتهم الحلفاء الرئيسيين لأوكرانيا بمحاولة تدمير المؤسسات الروسية! وكتب قائلاً، إنهم يفعلون كل شيء حتى تتوقف مؤسسات الدولة في روسيا عن العمل. فهم يحاولون حرمان البلاد من الحكم الفعّال كما حدث عام 1991، هذه هي الأحلام "القذرة" للمفسدين الأنغلوساكسونيين، والذين ينامون يومياً وهم يفكرون في كيفية دفع دولتنا للانهيار. كما حذر ميدفيديف من أن المحاولات الخارجية للتدخل في الصراع في أوكرانيا ستكون لها عواقب خطيرة للغاية، مضيفاً أنه إذا نجحت القوى الغربية في إسقاط مؤسسات الدولة، فإن ترسانة روسيا النووية يمكن أن تقضي على البشرية! كما وصف محاولة دفع روسيا نحو الانهيار بـممارسة لعبة شطرنج مع الموت، واختتم كلامه بقوله إن ترسانة روسيا النووية هي أفضل ضمان للحفاظ على روسيا العظمى!

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الخميس إثر تفقّده على رأس وفد من الوكالة محطة زابوريجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية في جنوب أوكرانيا أنّ السلامة المادية لأكبر منشأة نووية في أوروبا انتُهكت نتيجة تعرّضها لقصف متكرّر. في حين اعتبر الكرملين أن وصول فريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية وتمكنه من بدء تفتيشها، هو أمر إيجابي جداً، حتى لو أنه لا يزال من المبكر تقييم خلاصاته. من جهته، وفي رسالته المسائية اليومية، قال الرئيس الأوكراني إنه كان ينبغي للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تذهب أبعد من ذلك وتصرّ على الحاجة إلى نزع السلاح من هذه المنطقة النووية.

ويقول فريق العمل الأوكراني، الذي يواصل تشغيل المحطة، إن القوات الروسية استخدمت الموقع قاعدة عسكرية، وإن العمال رهن احتجاز بالفعل تحت تهديد السلاح. وقال غروسي لوسائل إعلام روسية رافقت المفتشين، أن الأشياء الأساسية التي كان بحاجة إلى رؤيتها، رآها، وكانت التفسيرات واضحة للغاية، ثم غادر عائداً إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية. وقال إن مفتشين من الوكالة التابعة للأمم المتحدة سيقيمون في المحطة، بيد أنه لم يحدد عدد الأشخاص الذين سيبقون وإلى متى. وذكرت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء أن ما بين ثمانية إلى 12 مفتشاً سيبقون، بينما قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرغواتوم" إن خمسة مفتشين سيبقون.

ويأمل المفتشون في تقييم حالة المحطة، والتحدث مع العاملين الأوكرانيين الخاضعين للسيطرة الروسية. وقال أولي هاينونين، كبير المفتشين السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه إذا أجريت المقابلات، فمن غير المرجح أن يكون العاملين منفتحين في الحديث كما يرغبون عن المخاطر التي يتعرضون لها وسلامة أسرهم.

وكان أندريه يرماك، كبير موظفي الرئيس الأوكراني، قد اتهم روسيا بمحاولة عرقلة مهمة البعثة من خلال قصف بلدة إنرهودار القريبة، الخاضعة لسيطرة موسكو، في حين نفت روسيا ذلك وقالت إن 60 "مخرباً" أوكرانياً حاولوا استعادة المحطة عن طريق عبور النهر صباح الخميس ولقوا مصرعهم!

وقد زود الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بما يزيد على خمسة ملايين قرص مضاد للإشعاع، في ظل تزايد المخاوف من وقوع حادث في المحطة. وتسبب القتال الأخير في المنطقة في حدوث بعض الأضرار التي لحقت بالمحطة، إلا أنه لم يحدث رصد لأي زيادة في مستويات الإشعاع في المنطقة حتى الآن.

أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، الجمعة، تعرض محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية والتي تسيطر عليها روسيا، لعدة هجمات، وقال في مؤتمر صحافي فور عودته إلى فيينا وذلك بعد زيارته لمحطة زابوريجيا النووية أن الأمن في المحطة مقلق بسبب سيطرة روسيا عليها، لكنه أشار إلى أن الوضع في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا آمن حتى الآن ووقوع حادث محتمل. كما أوضح أن 6 من موظفي وكالة الطاقة الذرية سيبقون في محطة زابوريجيا النووية، بعدما قاد بعثة مكونة من 14 فردا زارت المحطة، وأضاف أن العدد سينخفض لاثنين الأسبوع المقبل وسيمثلان الوكالة باستمرار هناك على المدى الطويل، مبيناً أنه يعتزم اصدار تقرير في مطلع الأسبوع المقبل عن سلامة محطة زابوريجيا الأوكرانية.

في ملف تصدير الحبوب، كشفت شركة تريبيكا للشحن، يوم السبت، عن أن سفينة شحن كانت متجهة إلى أوكرانيا لتحميل حبوب بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة تعطل محركها لفترة وجيزة أثناء مرورها عبر مضيق البوسفور في إسطنبول خلال الليل، في ثاني حادث خلال أيام، فقد جنحت سفينة شحن تحمل 3 آلاف طن من الذرة من أوكرانيا ومتوجهة إلى ايطاليا، بموجب اتفاق تصدير توسطت فيه الأمم المتحدة في مضيق البوسفور التركي يوم الخميس، مما أوقف حركة الشحن عبر إسطنبول، وفقا لمكتب حاكم المدينة. وقد أوضح مركز التنسيق المشترك ومقره إسطنبول، والذي يشرف على الاتفاق ويضم مسؤولين من الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا، أنه حتى يوم الجمعة، تم تصدير حوالي 1.77 مليون طن من الحبوب ومواد غذائية أخرى من أوكرانيا بموجب الاتفاق، في حين تمت الموافقة على 160 رحلة داخلية وخارجية.

 

  1. في الشأن الايراني

أعلن المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، يوم الجمعة، استعداد بلاده عقد اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في المفاوضات في فيينا الأسبوع المقبل لإعلان الاتفاق النهائي، في إشارة إلى الاتفاق النووي. فيما رأى مستشار الوفد الإيراني المفاوض في محادثات فيينا، محمد مرندي، أنه في حال اتخذت الولايات المتحدة قراراً صائباً، يمكن التوصل إلى اتفاق سريع، واعتبر أن الأميركيين يرون أن الرد البناء هو القبول بشروطهم، لكن إيران ترى أنه الاتفاق المتوازن والمضمون.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية أوضح سابقا أن الرد الإيراني لم يكن بناء، في حين أكد البيت الأبيض أن واشنطن تدرس رد طهران وتنسق مع حلفائها بشأنه، كما أشار إلى أن هناك ثغرات قائمة بخصوص الملف النووي، مشدداً على أن الرئيس، جو بايدن، لن يوقع اتفاقاً لا يراعي مصلحة الأمن القومي الأميركي.

وفي السياق، أرسل عشرات النواب في الكونغرس الأميركي من الحزبين الديموقراطي والجمهوري رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يحذرونه من التوقيع على الاتفاق النووي دون الرجوع إلى الكونغرس وطالبوا الإدارة بالإجابة على التساؤلات التي أثارها الاتفاق المتوقع بين واشنطن وطهران. وقد أوضحوا في رسالتهم، إلى أنه إذا كان النظام في إيران، الدولة الراعية للإرهاب في العالم، قد أثبت أي شيء فهو أنه لا يمكن الوثوق به. لقد قتل الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر أو من خلال وكلائه، بما في ذلك حزب الله والحوثيين وعشرات المنظمات و الميليشيات الشيعية في العراق، مئات الأميركيين وهاجموا القواعد الاميركية وحلفاءها في العراق وفي المنطقة. ومع تخفيف العقوبات فإن عائدات إيران قد ترتفع إلى ما يقدر بنحو تريليون دولار خلال عقد من الزمان حيث ستشكل إيران والحرس الثوري الإيراني خطرًا هائلاً على الأميركيين في الداخل والخارج، وعلى الحلفاء.

وتابعوا برسالتهم، أنه بالإضافة إلى ذلك، وبموجب هذه الصفقة المقترحة، ستكون روسيا هي الحكم الفعلي للامتثال والحارس لليورانيوم الإيراني المخصب، دون أي آليات إشراف من قبل الولايات المتحدة أو شركائها الأوروبيين. وقد حذر النواب إدارة بايدن بشدة من عدم السماح لروسيا بأن تكون متلقية لليورانيوم الإيراني المخصب أو أن يكون لها الحق في إجراء أعمال نووية مع طهران، بما في ذلك عقد بقيمة 10 مليارات دولار لتوسيع البنية التحتية النووية الإيرانية، وأضافوا أنه لا يجب أن يكون فلاديمير بوتين ضامن الصفقة أو حافظة كميات هائلة من اليورانيوم الإيراني المخصب، وشددوا على أن إيران تدعم الحرب غير الشرعية في أوكرانيا وتزود روسيا بطائرات بدون طيار تستخدم لقتل الأوكرانيين وهي احد الأسباب التي يجب على واشنطن النظر فيها قبل التوصل لأي اتفاق مع إيران.

 

  1. في الشأن السوداني

فيما لا تزال الأزمة السياسية مستمرة في السودان، جدد نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التزام المؤسسة العسكرية بترك أمر الحكم للمدنيين والتفرغ التام لأداء المهام الوطنية المنصوص عليها في الدستور والقانون، وأعلن، يوم الاثنين، استعداد المكون العسكري لعقد لقاءات تشاورية مع الأطراف، حول الجهود المبذولة لانطلاق الحوار السوداني، من أجل تحقيق توافق وطني يكمل مسار الانتقال والتحول الديمقراطي وصولاً لانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية. كما أكد حرص المكون العسكري على تحقيق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار، من خلال التعاون مع الأطراف لتذليل أي مصاعب تعيق دعم التحول والانتقال الديمقراطي، ودعا جميع قوى الثورة والقوى الوطنية، للإسراع في التوصل إلى حلول عاجلة تؤدي لتكوين مؤسسات وهياكل الحكم الانتقالي المدني.

وفي سياق متصل، وبعد قبول أوراق اعتماده من قبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، رأى السفير الأميركي في الخرطوم، جون غودفري، أن الوقت حان لتأسيس ما وصفها بحكومة سودانية مدنية تتمتع بالمصداقية، كما أشار إلى دعم بلاده رغبة السودانيين في دفع عجلة التحول الديمقراطي تحت قيادة مدنية. وأضاف غودفري، وهو أول سفير أميركي بالخرطوم منذ 26 عاما، أن واشنطن تقر التزام المؤسسة العسكرية بسحب الجيش من السياسة بمجرد تأسيس حكومة مدنية جديدة. وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي أشار سابقاً إلى أن بلاده تتطلع لتطوير العلاقات مع واشنطن وتعزيزها، مؤكداً أن تعيين الولايات المتحدة سفيراً لها يمثل دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين.

إلى ذلك، أفادت معلومات صحفية بتعليق الاجتماع الرسمي الذي كان مقررا بين قادة الجيش السوداني وقياداتِ قوى الحرية والتغيير وقادةِ الحركات المسلحة، بهدف إعادة إحياء العملية الانتقالية، وأفادت المصادر بتعليق الاجتماع الذي لم يتمكن من استكمال مناقشة الأجندة المطروحة، بسبب حضور أطراف من قوى الحرية والتغيير "التوافق الوطني" للاجتماع، وهو ما دفع قيادات المجلس المركزي للمطالبة بتعليق اللقاء، وبحسب المتابعات فإنه لم يتم تحديد موعد جديد لعقد الاجتماع المقبل.

من جانب آخر أعلنت قيادات بلجنة الاتصال بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي أن لقاءهم مع المكون العسكري تحت مظلة الآلية الرباعية يأتي بهدف توضيح موقفهم المعلن والثابت من قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي والتأكيد على استعادة الحكم المدني.

 

  1. في الشأن الصيني

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، على وجوب محاسبة الصين بعد تقرير الأمم المتحدة عن إبادة الإيغور في منطقة شينجيانغ الصينية. كما أشاد وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن، الجمعة، بتقرير الأمم المتحدة، مطالباً بمحاسبة بكين على ما وصفه بأنّه إبادة جماعية تتعرّض لها أقلية الإيغور المسلمة، وقال في بيان إنّ هذا التقرير يعمّق ويعيد تأكيد مخاوف واشنطن الكبيرة بشأن الإبادة الجماعية المستمرة والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها السلطات الصينية بحق الإيغور.

وكانت الأمم المتحدة اتهمت الصين بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في تقريرٍ طال انتظاره بشأن مزاعم الانتهاكات في إقليم شينجيانغ، ضد أقلية الإيغور المسلمة. وقيّم التقرير مزاعم بارتكاب انتهاكات ضد مسلمي الإيغور والأقليات العرقية الأخرى، وهو ما تنفيه الصين، لكن المحققين قالوا إنهم اكتشفوا أدلّة موثوقة على التعذيب الذي ربما يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية. وقال التقرير الذي صدر بتكليف من مكتب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، إن السجناء تعرّضوا لأنماط من سوء المعاملة شملت حوادث عنف جنسي وعنف قائم على النوع الاجتماعي. كذلك، أوصت الأمم المتحدة بأن تتخذ الصين على الفور خطوات للإفراج عن جميع الأفراد المحرومين تعسفياً من حريتهم، وأشارت إلى أن بعض تصرفات بكين يمكن أن ترقى إلى ارتكاب جرائم دولية، بما في ذلك جرائم ضد الإنسانية.

من جانبها نفت بكين، التي اطلعت على التقرير مسبقاً، مزاعم الانتهاكات وقالت إن المعسكرات أداة لمكافحة الإرهاب. كذلك حثّت الصين الأمم المتحدة على عدم نشر التقرير، ووصفته بأنه مهزلة. فيما قال الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين إن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أصبح بلطجيا متواطئا مع الولايات المتحدة والغرب ضد الغالبية العظمى من الدول النامية.

في الداخل الصيني، أعلنت مدينة تشنغدو الصينية فرض إغلاقا شاملا على مستوى المدينة، مساء الأربعاء، مما أدى إلى حجز 21 مليون شخص في منازلهم وإغلاق الشركات. وسجلت المدينة 166 إصابة جديدة بكورونا، الثلاثاء، وهو أعلى رقم يسجل منذ تفشي الوباء في 2020، الأمر الذي دفع السلطات لاتخاذ إجراءات صارمة، هنا أبرزها: صدرت أوامر لجميع المقيمين في عاصمة مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين بالبقاء في منازلهم اعتبارا من الساعة 6 مساء، الخميس، والخروج فقط لإجراء فحص كوفيد الإلزامي - يمكن للأسر إرسال شخص واحد للتسوق من البقالة مرة واحدة يوميا مع اختبار سلبي، ويخضع السكان الذين لديهم طلبات طارئة مثل البحث عن طبيب لموافقة لجنة الحي - تم إغلاق جميع الشركات باستثناء محلات السوبر ماركت والصيدليات والمستشفيات. كما تم تعليق تناول الطعام في المطعم، مع السماح فقط لأخذ الوجبات إلى المنزل.

وتعد الصين واحدة من آخر الأماكن في العالم التي لا تزال تفرض إجراءات صارمة ضد فيروس كورونا، حيث تعتمد على المراقبة الرقمية الشاملة، والفحوصات الجماعية، والحجر الصحي الشامل، والإغلاق المفاجئ. وقد واجهت هذه الاستراتيجية تحديات متزايدة من متحور أوميكرون شديد العدوى، حيث تخضع مساحات كبيرة من البلاد لعمليات الإغلاق المتداول والاختبار اليومي، ولقد قلبت القيود التي لا تنتهي الحياة اليومية رأسا على عقب ووجهت ضربة قوية للاقتصاد المتباطئ. ففي يوليو، سجلت بطالة الشباب في الصين رقما قياسيا، حيث تم تسجيل عاطل عن العمل واحد من بين كل 5 شبان.

 

  1. في أزمة تونس

أعلنت السلطات الأمنية التونسية، الخميس، ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الحربية وعدد من مخازن الذخيرة، في مدينة بنقردان الواقعة جنوب البلاد، قرب الحدود مع ليبيا، يعتقد أنّها كانت موجهة للجماعات الإرهابية. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان، أن وحدات إدارتي مكافحة الإرهاب والوحدة المختصة للحرس الوطني، تمكنت فجر الخميس، في عملية استباقية من ضبط كمية كبيرة من الأسلحة الحربية والذخيرة، حيث تم حجز 11 بندقية نوع كلاشينكوف، و14 مخزن للذخيرة و 4400 طلقة، وأضافت الوزارة أن هذه العملية جاءت بعد الكشف عن ارتباط شخصين بعمليات تهريب أسلحة لصالح تنظيمات إرهابية.

وتعتبر كمية الأسلحة المحتجزة، هي الأضخم التي يتم العثور عليها في مدينة بنقردان، منذ فشل الهجوم الذي تعرضت له من قبل تنظيم داعش في مارس/آذار من عام 2016، والذي انتهى بمقتل 55 إرهابيا تسللوا من ليبيا واعتقال عشرات آخرين، ووفاة 13 من قوات الأمن و7 مدنيين.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التونسية، تصفية 3 إرهابيين من تنظيم "داعش"، في جبال السلوم التابعة لمحافظة القصرين، وسط غرب البلاد، على الحدود مع الجزائر. وقالت الوزارة، في بيان، يوم الجمعة، إن الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم خلال عملية مشتركة بين وحدات الجيش والحرس والأمن الوطنيين، تابعين لتنظيم "جند الخلافة" الموالي لداعش، مضيفة أن العمليات لا تزال جارية لتعقبّ ما تبقّى من العناصر الإرهابية التابعة لهذا التنظيم. ولم تكشف السلطات التونسية حتى الآن، عن هوية الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم، ولا أعداد العناصر الذين لا تزال تلاحقهم.

وفي سياق منفصل، تدخلت قوات الشرطة التونسية، بالقوّة، لفض اعتصامات واحتجاجات النقابات الأمنية، ضد قرار حلّ الأنشطة النقابية وحصر مهامها في الأعمال الاجتماعية وضمن هيكل موّحد، وذلك في أول صدام داخل المؤسسة الأمنية، وسط مخاوف من تصعيد محتمل. فقد أطلقت قوات من الشرطة بالزي الرسمي، الغاز المسيل للدموع على عناصر أمنية نقابية بالزي المدني، نصبت خيام اعتصام، ليل الخميس، في عدّة محافظات بالبلاد، للاحتجاج على قرار رئاسي بحلّ النقابات، وكذلك على قرار إحالة اثنين من النقابيين البارزين على القضاء العسكري. فيما أظهرت مقاطع مصوّرة، دخول الطرفين في مناوشات في محافظة صفاقس وأمام مطار تونس قرطاج، وسط حالة من الاحتقان الشديد، في أحداث مرّشحة للتصعيد.

يشار إلى أن الأزمة بدأت، إثر دعوة الرئيس التونسي، إلى توحيد النقابات الأمنية في هيكل واحد يقتصر عمله على الجوانب الاجتماعية دون سواها، وذلك بعد الجدل الذي أثاره انسحاب عناصر أمنية من تأمين عرض مسرحي للفنان لطفي العبدلي في محافظة صفاقس استجابة لدعوة النقابات، اعتبره سعيد إخلالا بالواجب المهني.

والخميس، أعلن وزير الداخلية، في مؤتمر صحفي، أنّه تقرّر منع الاقتطاع من أجور الأمنيين لصالح النقابات، مضيفا أن تلك الاقتطاعات تصل إلى حوالي 40 مليون دينار في السنة وهي غير قانونية، وذلك تمهيدا لحلّها.

في المقابل، أعلنت النقابات رفضها تلك القرارات، واعتبرتها محاولة لتركيعها من أجل خدمة السلطة التنفيذية وتكميم الأفواه، وقرّرت الدخول في سلسلة من الاعتصامات أمام المقرّات الأمنية في كل مدن البلاد، كما هدّدت باتخاذ خطوات تصعيدية أخرى خلال الجلسة العامة يومي 6 و7 سبتمبر الجاري.

وتأسست النقابات الأمنية في 2011، بعد صدور مرسوم ينص على أن لأعوان قوات الأمن الداخلي الحق في ممارسة العمل النقابي وتكوين نقابات مهنية مستقلة عن سائر النقابات المهنية واتحاداتها، لكن هذه الهياكل أصبحت محلّ جدل كبير، بعد تعاظم دورها وتحوّلها إلى طرف سياسي.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

29 آب 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أحمد عيّاش، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، حبيب خوري، رالف جرمانوس، ربى كباره، سامي شمعون، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

إن الأزمة الوطنية التي يمرّ بها لبنان هي الأخطر على الإطلاق. إننا ننتقل بسرعة من مرحلة الدولة الفاشلة إلى مرحلة اللادولة. المسؤولون لا يفعلون شيئاً عملياً من أجل التوصل إلى حلول. لا بل إنهم مستمرّون في صراعاتهم على السلطة والنفوذ كأن لبنان بألف خير، فيما يقبع البلد تحت الإحتلال الإيراني المتحكّم بكل مفاصل الدولة عبر "حزب الله".

ومع اقتراب نهاية هذا العهد المشؤوم وبدء مهلة الشهرين لانتخاب رئيس جديد، نراهم يتقاتلون على الحصص والغنائم والمواقع والألقاب والكراسي، حتى صاروا أشبه بالضواري التي تقتات على الجثث.

هؤلاء الذين يُفترض أنهم مسؤولون لا يهمّهم أن الناس يُلقون أنفسهم في البحر، ويخاطرون بحياتهم وحياة أفراد عائلاتهم هرباً من "جمهورية جهنّم" التي وعدنا بها العهد وحقق وعده، بإشراف وحماية من مرشد أعلى للجمهورية.

حيال هذا الوضع الكارثي والمصيري في تاريخ لبنان، لم يعُد يكفي تحميل المسؤولين المسؤولية، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية. وهم الذين كان دأبهم، ولا يزال، تعطيل تشكيل حكومة جديدة، ومن ثم انتخاب رئيس جديد. حتى حلّ الفراغ والتعطيل محل حكم المؤسسات والقانون. وسادت "الفيتوات" الطائفية فوق الدستور وضدّه.

إن هؤلاء المتهربين من مسؤولياتهم، ولا سيّما رئيس الجمهورية والحكومة يهرعون إلى المرجعيات الروحيّة. لكن دعم هذه المرجعيات لا يفيدهم، ولا الإجتهادات الدستورية والسياسية " غبّ الطلب". وهنا نُدين الصمت الرسمي أمام التصريح المستنكر للسفير الإيراني من دار الفتوى وتجاهله وجود مفتٍ للجمهورية اللبنانية.

أيها اللبنانيون إن المسؤولين الذين يدّعون تمثيلكم باسم طوائفكم هم آخر من يحق له التحدث باسمكم لأنهم تسببوا بتفقيركم وإذلالكم.

ومرة أخرى نؤكّد أننا لم نعد نستطيع التعايش والمساكنة مع جماعة تضع مصالح دولة أخرى فوق أي مصلحة وطنية. إن هذا الوضع يعني وقوع لبنان تحت احتلال موصوف، وكل احتلال يستدعي المقاومة والرفض بكل أشكال التعبير عنه.

2*) التكتل العوني

30 آب 2022

دعا "تكتل لبنان القوي" في بيان، بعد اجتماعه الدوري الذي عقده حضورياً في دارة النائب أسعد ضرغام في سمار جبيل، إلى "تحصين الموقف اللبناني في ضوء التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة"، معتبرا أن "ذلك يكون بتشكيل حكومة مكتملة الشرعية والصلاحيات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية".

ورأى أن "الأولوية الآن هي لتشكيل حكومة ‏ولانتخاب رئيس للجمهورية، بغض النظر عما ستؤول إليه مفاوضات الإتفاق النووي أو ترسيم الحدود أو العلاقات بين دول الخليج العربي وإيران أو بين سوريا وتركيا"، وقال: "إن تشكيل الحكومة ينهي الجدال القائم حول صلاحيات الحكومة المستقيلة ويمنع الوقوع في أي فوضى دستورية محتملة".

وأكد أن "الحكومة هي سلطة سياسية، وليست تقنية، ‏خصوصا إذا كان من المحتمل أن تتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية"، وقال: "بالتالي من غير المقبول إسقاط نتائج الإنتخابات النيابية وفرض عقدة الذنب او التعطيل على كل من يطالب بحكومة سياسية".

وحذر من "أي محاولة لتجاوز الدستور والميثاق من خلال منح الحكومة المستقيلة صلاحيات القيام مقام رئيس الجمهورية والتمهيد لفترة من الحكم من دون رئيس للجمهورية"، منبها إلى أن "مثل هذا الإتجاه سيودي بالبلاد الى فوضى دستورية، وربما أكثر"، وقال: "هذا ما لن نسمح به".

وأكد التكتل أنه "معني بوصول رئيس للجمهورية يعكس بتوجهاته مرحلة جديدة ومختلفة لمواكبة مرحلة من التطوير الذي يحتاج إليه نظامنا السياسي والاقتصادي والإداري، والذي لا بد أن تتولاه السلطات التشريعية والتنفيذية".

وحمل "المسؤولية لمجلس القضاء الأعلى، وبالتحديد لرئيسه وبعض أعضائه، بالتسبب عمداً بإنحلال الجسم القضائي، وبالتالي إسقاط هيبة هذه السلطة".

وأعلن أنه "سيعمد الى فضح وملاحقة كل مقصر ومسؤول عن تسيب القضاء وسكوته الى حد التآمر على حقوق اللبنانيين في جريمة المرفأ وجرائم رياض سلامة وشركاه".

3*) البطريرك الراعي

4 ايلول 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان وعاونه النائب البطريركي على الجبة واهدن، المطران جوزيف نفاع والمونسينيور وهيب كيروز ومشاركة الاب فادي تابت والقيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا وامين سر البطريرك الاب هادي ضو وجمع من المؤمنين. بعد تلاوة الانجيل المقدس القى الراعي عظة قال فيها: "المطلوب الأوحد الذي قاله يسوع لمرتا، إنما هو سماع كلمة الله، بل هو سماع يسوع المسيح نفسه، واللجوء إليه، والجلوس بقربه قبل البدء بأي نشاط أو عمل. هذا ما فعلته مريم. فامتدحها يسوع من دون أن يلوم خدمة مرتا، بل نبهها بأن عملنا يأتي صالحا ومثمرا فينا وفي غيرنا عندما يستنير بلقاء المسيح من خلال سماع كلامه، وينال قوة ودينامية منه، وحبا في الخدمة والعطاء. فلنسع كل يوم إلى هذا المطلوب الأوحد جاعلين من كلام الله نورا لتفكيرنا، وهداية لمساعينا، وجمالا لأعمالنا. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن أرحب بكم جميعا ونحن نجلس في مدرسة ربنا يسوع المسيح، نصغي إليه من خلال كلامه المقدس، ونغتني بثقافة الحب والبذل والعطاء، من ذبيحة ذاته قربان فداء عن خطايانا، ومن وليمة جسده ودمه للحياة الجديدة. في خضم الهموم والصعوبات والمحن التي يعيشها شعب لبنان، من جراء عدم الإستقرار السياسي، والأزمة الإقتصادية والمالية والإجتماعية الخانقة، وتفكك مؤسسات الدولة، وتعطيل مرجعيات القرار الدستورية، يدعونا الرب يسوع في إنجيل اليوم للبحث عن المطلوب الأوحد والسماع لكلام الله".

وقال: "نقرأ في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان": إن كلام الله يحمل قوة وسلطانا عظيمين، بحيث يصبح للكنيسة ركنا عظيما وعزة، ولأبناء الكنيسة منعة الإيمان، ولنفوس المؤمنين غذاء، ولحياتهم الروحية معينا لا ينضب" (الفقرة 39). فيسوع المسيح، كلمة الله المتجسد، يخاطب كل إنسان، ويعطي جوابا لكل مطلب. نطلبه في الفرح وفي الحزن، في الصحة والمرض، في الغنى والفقر، في حالات الظلم والاستبداد والاعتداء. وحده يعرف كيف يتضامن مع كل إنسان، ويمشي معه طريقه. يدخل الله في حوار مع كل إنسان. فعندما نسمع أو نقرأ الكتب المقدسة، الله يتكلم. وعندما نصلي نتكلم نحن معه. فالذي لا يصلي، أو لا يعرف كيف يصلي، دليل أنه لا يسمع كلام الله ولا يقرأه. والذي يسمع كلام الله ولا يعمل به، أو يتصرف بعكسه لأشر من الأول. يقول القديس اثناسيوس الإسكندري: لبس كلمة الله الجسد، لكي نلبس نحن الروح. لو يسمع المسؤولون السياسيون، أكانوا في الحكم أو خارجه، كلام الله الذي يدعوهم إلى الواجب الوطني، لوبخ ضمائرهم على حالة البؤس التي رموا فيها الشعب، وعلى مسؤوليتهم في تفكك مؤسسات الدولة التي استهدفوها، وعلى تهجير أفضل قوانا الحية إلى بلدان العالم! لو سمعوا كلام الله، لتاب كل واحد منهم وقال أمام ضميره وربه: خطيئتي عظيمة!. إننا ندين بشدة محاولة جعل الآليات الديمقراطية ضد المؤسسات الديمقراطية، وتحويل الأنظمة التي صنعت لتأمين انبثاق السلطة وتداولها بشكل طبيعي وسلمي ودستوري، إلى أدوات تعطيل، يتبين من خلالها وجود مشروع سياسي مناهض للبلاد! باتت المسألة اليوم، وبكل اسف،: من يتولى مسؤولية الفراغ أو الشغور الرئاسي؟ أرئيس الجمهورية الذي شارف عهده على النهاية، أم الحكومة المستقيلة. نحن نعتبر أن تعمد الشغور الرئاسي مؤآمرة على ما يمثل منصب الرئاسة في الجمهورية، بل هو خيانة بحق لبنان، هذه الواحة الوطنية للحوار وتلاقي الأديان والحضارات في هذا الشرق العربي".

وتابع: "إن طرح الشغور الرئاسي، أمر مرفوض من أساسه. فانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية هو المطلوب الأوحد. الكلام عن شغور رئاسي محصور دستوريا باستقالة الرئيس أو وفاته أو سبب قاهر، بحسب منطوق المادتين 73 و 74 من الدستور. فالمادة 73 تتجنب الشغور بانتخاب الخلف قبل إنتهاء الولاية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر. والمادة 74 تتفادى الشغور المسبب بالوفاة أو الأستقالة أو سبب آخر غير متوقع بالدعوة إلى انتخاب الخلف فورا. في الحالة الحاضرة يجب تطبيق المادة 73. ولذا بات من واجب القوى السياسية الإتفاق على شخصيتين أو شخصية تحمل المواصفات التي أصبحت معروفة ومكررة، وليبادر المجلس النيابي إلى انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستورية التي بدأت. إن التلاعب برئاسة الجمهورية هو تلاعب بالجمهورية نفسها، وحذار فتح هذا الباب. إن البطريركية المارونية، المعنية مباشرة بهذا الاستحقاق وبكل استحقاق يتوقف عليه مصير لبنان، تدعو الجميع إلى الكف عن المغامرات والمساومات وعن اعتبار رئاسة الجمهورية ريشة في مهب الريح تتقاذفها الأهواء السياسية والطائفية والمذهبية كما تشاء، إن رئاسة الجمهورية هي عمود البناء الأساس الثابت الذي عليه تقوم دولة لبنان. وإذا تم العبث في هذا العمود، فكل البناء يسقط".

وقال: "إننا نحافظ على الأمل بحصول صحوة وطنية لدى الأحزاب والكتل النيابية، فتبادر إلى فعل الانتخاب وتقي نفسها عار التاريخ والمستقبل ونقمة الأجيال، خصوصا أن غالبية الذين خاضوا الانتخابات النيابية في أيار الماضي التزموا أمام الشعب بانتخاب رئيس جمهورية، وبانتهاج أداء وطني مختلف عن الأداء الذي كان رمز التعطيل والسلبية. ولا نزال نراهن على محبة اللبنانيين لوطنهم لبنان، وعلى إرادتهم في العيش المشترك، وعلى فخرهم بنظامهم الديمقراطي والتعددي والميثاقي، على أنهم جميعا سيعودون في لحظة تجل إلى الخط الوطني الجامع وينقذون أنفسهم ولبنان، لأن لا بديل لأي مكون عن لبنان. فكل الانتماءات الأخرى هي انتماءات بالإعارة".

وختم الراعي: "في موازاة قضية انتخاب رئيس الجمهورية نرى الوضع المعيشي في البلاد يتراجع بشكل مخيف. فنسبة التضخم بلغت نحو 200% مما يعطل القدرة الشرائية مهما تعدلت نسبة الأجور، ونسبة البطالة فاقت هذه السنة ال 40% من القوى العاملة، والمصارف ضيقت أكثر فأكثر على الزبائن رغم تعاميم المصرف المركزي، والحكومة تورطت في خطة تعاف لا تعرف كيف تنسحب منها ولا كيف تعدلها. لذلك أن مسؤولية الدولة اللبنانية أن تلتزم جديا أمام الشعب بضمان الودائع من خلال التزام خطة تخصيص واستثمار بين القطاع العام والخاص والمصارف والمؤسسات المالية العربية الدولية. وتزداد المأساة حين نكتشف أن نسبة الأسر التي تحصل على دخل من التقاعد وبدلات من التأمينات الاجتماعية الأخرى انخفضت من 28 في المئة إلى 10 في المئة. وهناك 85 في المئة من الأسر لا تقوى على الصمود أبدا حتى ولو لشهر واحد في حال فقدان جميع مصادر الدخل. مع كل ذلك، لا نفقد الرجاء بقدرة الله على مس الضمائر، وإنارة العقول، وإيلاد التوبة في القلوب. له المجد والشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".