رقم 123/2022
تقرير دولي 5-11 أيلول /2022
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
يواصل الفريق السياسي - التيار العوني/حزب الله عمله بضرب أسس الدولة البنانية؛ وآخر إنجازات هذا الفريق ما هدّد به النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحفي بـ”أنهم لن يعترفوا بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وسيعتبروا الحكومة عندها مغتصبة سلطة وفاقدة للشرعية وساقطة مجلسياً ودستورياً وميثاقياً وشعبياً“، فيما من الجانب الآخر يواصل حزب الله الايراني في لبنان مطالباته بحكومة ”كاملة المواصفات“، وبالطبع التوافق على رئيسٍ للجمهورية من صفاته الممانعة والتمسّك بالمقاومة المدافعة عن لبنان واللبنانيين، ممنِّناً المواطنين بأنه يدفع باتجاه تشكيل الحكومة ويعمل مع الأفرقاء السياسيين على تذليل العقبات! فيما بالواقع، تسلّم هذا الأسبوع موضوعاً جديداً ليهدّد من خلاله لبنان والعالم أجمع، إنه القرار 2650 الصادر عن مجلس الأمن لتجديد ولاية قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان.
وقد تضمّن قرار التجديد هذا بنداً أعلن من خلاله مجلس الأمن بأن ”اليونيفيل لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، وأنه يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل“، وهو ما أثار حفيظة الحزب، فتحركت قياداته لتهدّد علانية بأن ”اللعب بالنار في منطقة جنوب الليطاني أمر مكلف جداً“، وبأن ”هناك 430 دورية يومية لليونيفيل ولن يقبل الحزب بأي قوة عسكرية أو أمنية أو لوجستية تخدم تل أبيب“، هذا فيما الدولة اللبنانية غائبة بالطبع عن ما يجري من تهديدٍ لهذه القوات وبهذا الشكل الوقح!
اما في ملف الاستحقاق الرئاسي وبالرغم من الحراك الظاهر، يُفيد الواقع بأن هذا الاستحقاق الدستوري سيكون مصيره كمصير استحقاق تشكيل الحكومة، للاسف جميع القوى السياسية تتعامل مع الدستور وكأنه أمرٌ يمكن الاستغناء عنه أو الإلتفاف عليه.
لا يمكن ان يكون هناك حلاً للأزمات التي يعاني منها لبنان إلا بتطبيق الدستور والقانون أولاً، ولرأب الصدع مع المجتمعين العربي والدولي لا بد من الإلتزام بالاتفاقات الإقليمية والقرارات الدولية وتطبيقها، وليس العمل في الخفاء من أجل تقويض القرارات الصادرة لحماية لبنان وسيادته ومبنيّة على مداميك الدستور اللبناني!
تعيد ”أسرة التقرير“ وتكرّر بأن لبنان لا يُحكم بموازين القوى بل بقوة التوازن، ولا يمكن لفريق أن يتحكّم بالقرار السيادي بمعزل عن الأفرقاء الآخرين، لبنان بلد العيش المشترك أولاً وأخيراً، ولا يمكن لأي سلطة أن تعيش وتستمر إذا كانت تناقض ميثاق هذا العيش مهما علا شأنها!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في المواقف السياسية لهذا الاسبوع، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعد استقباله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في دارته في بيروت ، انه لا يوجد فراغ بل شغور رئاسي، والمهام تنتقل الى مجلس الوزراء في حال الشغور بحسب الدستور، ولفت الى انه تباحث مع جنبلاط بشأن الملفات العديدة والهموم المعيشية. من جهته ، قال جنبلاط أنهما تحدثا بأمور عملانية كالكهرباء وترسيم الحدود، أما الكبرى فيتركها لغيره!
من جانب آخر، وفيما يستمر التيار الوطني الحر (التيار العوني)، في عملية التدمير المشترك مع حزب الله الايراني، للمؤسسات وللكيان، أكد رئيسه النائب جبران باسيل، أنهم لن يعترفوا بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وسيعتبروا الحكومة عندها مغتصبة سلطة وفاقدة للشرعية وساقطة مجلسياً ودستورياً وميثاقياً وشعبياً!! واعتبر أن رئيس الحكومة أعلن بنفسه انّ هناك خسارة يومية بـ 25 مليون دولار فلماذا اعتماد سياسة السلحفاة والمماطلة عمداً لتمرير ما تبقى من ولاية الرئيس؟ وأشار باسيل الى أن، "كلّ المنظومة" مصرّة على عدم إقرار قانون "الكابيتال كونترول" لأنّ بعض المحظيين يهرّبون أموالهم إلى الخارج وفيما نحن نريد أن نقيل رياض سلامة الآخرين يعارضون ذلك لأنّهم "قابضين"!! ولفت الى ان مشروعهم ينطلق من وثيقة الوفاق الوطني ومن دستور الطائف ليس لنقضه بل لتطبيقه وتطويره ومعالجة الثغرات فيه! مشدداً على وحدة لبنان والحرص على الدولة وتشبثهم بلبنان الكبير ورفضهم لتصغير لبنان ، وداعياً مجدّداً لحوار وطني ينتج عنه مشروع وطني جامع لتطوير النظام اللبناني!!
في سياق منفصل، وبعد أن جدد مجلس الأمن الاسبوع الماضي ولاية اليونيفيل لمدة سنة تحت طلب الحكومة اللبنانية، وبعد أن أفيد ان قصر بسترس (وزارة الخارجية اللبنانية) طلب من مجلس الامن الدولي شطب القرارين 1559 و1680 من نص قرار التمديد للقوات الدولية مسايرة لحزب الله، اضطرت الوزارة للإعلان ببيان اشارت فيه الى ان لبنان يحترم جميع قرارات مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة ويلتزم بها، ومن غير الوارد ان يطلب ولم يطلب حذف الإشارة الى هذين القرارين. لكن الأمر لم ينتهِ هنا، فبحسب موقع الأمم المتحدة، طلب مجلس الأمن تحت القرار 2650 (قرار تمديد ولاية اليونيفيل)، من القوات المسلحة اللبنانية والأمين العام للأمم المتحدة تحديد معايير محددة وجداول زمنية للنشر الفعّال والدائم للقوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان وفي المياه الإقليمية للبلاد، كما شجع المجلس بقوة الحكومة اللبنانية على الإسراع بنشر فوج نموذجي من القوات المسلحة اللبنانية في منطقة العمليات، وهو ما يدعم هدفا طويل الأمد للبعثة يتمثل في تسليم جميع مهامها ومسؤولياتها إلى السلطات اللبنانية في نهاية المطاف. كذلك، حثّ مجلس الأمن في القرار الأطراف على تسريع الجهود لتحديد الخط الأزرق بشكل واضح والمضي قدما في حلّ النقاط الخلافية. إلى ذلك، كرر المجلس أن اليونيفيل لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، وأنه يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل، داعياً الأطراف إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل، بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المعلن عنها.
يشار إلى أن هذا المطلب كانت ترفع واشنطن لواءه في نيويورك كل عام عند طرح استحقاق التمديد لليونيفيل، غير ان روسيا والصين كانتا تعترضان عليه، فتكون النتيجة بان لا يمر، لكن هذه المرة، وبحسب مصادر دبلوماسية، لم تعترض الدولتان، فتم توسيع دور اليونيفيل ومهامها جنوبي الليطاني. ووفق المصادر، فإن ما حصل قد أثار حفيظة حزب الله الايراني الذي قام بإبلاغ مَن يعنيهم الامر، خاصة في الداخل، بأن هذه الخطوة ستضع القوات الدولية في مواجهة مع "أهالي القرى"، هو لن يتمكّن من ضبطها، في حال تجاوزت اليونيفيل الخطوط الحمر والحرمات.
الملفت في تصرّف روسيا والصين هذه المرة أنه يدل على ان هناك قراراً دولياً غير معلن لمحاصرة حزب الله الايراني في الجنوب اللبناني، وهو يأتي متوافقاً مع تغاضي روسيا عن الضربات الاسرائيلية لايران وحزب الله، أو إعطائها الضوء الأخضر ضمنياً.
وفي السياق، قال وزير الدفاع موريس سليم، يوم الأربعاء، إن لبنان لا يرى جهدا وتركيزا دوليا لإدانة ومنع استباحة إسرائيل المتكررة لسيادته، وفي حين جدد خلال لقائه قائد قوات "اليونيفيل" اللواء أرولدو لازارو، تقديره لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، ولمجلس الأمن الدولي، شاكرا لهما إصدار القرار رقم 2650، اعتبر أن أي خروقات تُنسب إلى الجانب اللبناني، لا تُقارن إطلاقا بحجم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة جوا وبحرا وبرا!
في ملف الاستحقاق الرئاسي، وفي سابقة لم يعتد عليها لبنان، اعلنت الأديبة اللبنانية والخبيرة في الانماء العالمي مي الريحاني ترشحها لرئاسة الجمهورية بعد إلحاح من فاعليات في الشأن العام من مقيمين ومغتربين، والدعم القوي الذي تلقته من مرجعيات سياسية وأكاديمية وثقافية واقتصادية، وذلك إيمانا منها بكل لبناني، مقيم ومغترب، يعمل على صون كرامته في هذا الوطن وتأمين مستقبل افضل له ولعائلته. وحددت الريحاني، في مؤتمر صحافي، إنقاذ الكيان واستعادة الدولة هدفا لترشحها، وشرحت رؤيتها القائمة على حماية هوية لبنان المبنية على الحرية وتعزيز الديموقراطية وتثبيت مرجعية الدولة وسيادتها، عبر تفعيل مؤسسات الدولة وتمكينها من بسط سلطتها التامة على كامل أراضيها، بما يعني ممارسة سيادتها الكاملة على كل ما له صلة بإدارة شؤون الدولة ومؤسساته"، وأكدت ضرورة ضمان استقلال القضاء كشرط أساسي لتطبيق القانون وترسيخ العدالة الاجتماعية، مشددةً على العمل على تحقيق وضمان قوة وجهوزية المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية كمدخل ضروري لفرض هيبة الدولة. وفي رؤيتها أيضاً تركيز على فصل أجهزة الدولة ومؤسساتها عن الصراعات الحزبية والمحاصصات الطائفية. وإذ دعت الريحاني الى تفعيل دور الاغتراب في صناعة القرار السياسي، شملت رؤيتها أيضاً تعزيز علاقة لبنان مع الدول العربية والمجتمع الدولي، وأعلنت عن برنامجها الانتخابي الذي يتمحور حول 4 نقاط هي الدستور والعدالة والمساواة والوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي والاصلاحات والسياسة الخارجية.
كذلك، أشارت الريحاني الى أن الدستور هو مرجعها الأول والأخير، وشددت على ان التقيد ببنود الدستور هو من ضرورات قيام الدولة وبقائها وهو أمر يستلزم التنسيق والتعاون بين رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، متعهدة العمل بـوضع قانون جديد للانتخاب يضمن تمثيلاً شفافا للبنانيين ويراعي مقتضيات الدستور وقانون أحزاب يسهم في خلق حياة سياسية خارج التجاذب الطائفي والطموحات الشخصية. كما تضمّن برنامجها الانتخابي العمل على تنفيذ استقلالية القضاء وتحريره من التدخلات، لارتباط ذلك بمبدأي العدالة والمساواة، ليس فقط لجريمة تفجير المرفأ كما قالت بل لجميع القضايا الخارجة عن القانون ولمكافحة الفساد. وتعهدت المرشحة لرئاسة الجمهورية في برنامجها الانتخابي بالعمل على حماية أموال 80 في المائة من المودعين استنادا الى خطة شاملة لإنقاذ الاقتصاد اللبناني، وحددت التسريع في الاتفاق مع صندوق النقد الدولي كأولوية في هذه الخطة.
في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، غادر الوسيط الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية مع لبنان آموس هوكستين لبنان، بعد زيارة قصيرة التقى خلالها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال، وقال هوكستين قبيل مغادرته مطار بيروت، أنه متفائل بكل المناقشات التي جرت، ولكن يجب القيام بالمزيد من العمل وأميركا ملتزمة بمتابعة العمل من أجل حل الثغرات المتبقية لمعرفة ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق مفيد الشعب اللبناني، وأن هذا هو الهدف الذي يطمح إليه لحل هذه الأزمة، وأضاف أنه متفائل كالعادة ويشعر بتقدّم في المفاوضات في الأسابيع الأخيرة، ويأمل بمتابعة التقدم وتحقيق شيئا ملموسا للتوصل إلى اتفاق سيعطي الامل وينعش الاقتصاد في لبنان ويحقق الاستقرار في المنطقة، كما سيكون جيدا لكل المعنيين.
في ملف النازحين السوريين، وجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة طالبه فيها بالإسراع في تنفيذ الآليات الدولية الواردة في النصوص المعتمدة لدى المفوضية العليا للاجئين ومجلسها التنفيذي حول عودة اللاجئين، بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان، وفي هذا السياق تم تكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بمتابعة موضوع إعادة النازحين السوريين، بقرار حكومي!!
وفي ملف الكهرباء، استقبل وزير الطاقة والمياه سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية في الوزارة، في حضور مسؤولين من السفارة الايرانية إضافة الى الوفد اللبناني المكلف زيارة إيران قريبا، وتم البحث في الهبة الايرانية المتعلقة بتزويد لبنان بالمشتقات النفطية لزوم تشغيل معامل انتاج الكهرباء في لبنان وأهداف زيارة الوفد والتفاصيل المرتبطة بها.
وأشار الوزير بعد اللقاء، الى أن هذه الهبة مرحب بها كما كل الهبات من الدول الشقيقة والصديقة وقد أتت نتيجة مبادرة امين عام حزب الله الايراني، وبعد اقتراح من الوزير جبران باسيل خلال لقاء إعلامي! عندها تلقّفت الحكومة هذه المبادرة فالتقى الرئيس نبيه بري وتواصلا معا هاتفيا مع نائب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مما أعطى لهذه المبادرة ترحيبا جامعا على المستوى السياسي والوطني. كما تكتسب هذه المبادرة أهمية استراتيجية لأنها ستوفر نقطة إنطلاق لتنفيذ خطة الكهرباءالتي وضعتها الوزارة وحصلت على موافقة مجلس الوزراء وتلتها خطة الطوارئ، وهي تنطوي على زيادة ساعات التغذية تمهيدا لرفع التعرفة وتأمين التوازن المالي لمؤسسة كهرباء لبنان لكي تغطي احتياجاتها مستقبلا بنفسها، وفي الوقت نفسه تؤمن كهرباء للمواطنين بكلفة اقل من المولدات الخاصة ما يضع قطاع الطاقة على سكة التعافي والنهوض وبشكل مستدام.
بدوره، أشار السفير الإيراني الى أن دولته مستعدة لمساعدة لبنان ليس فقط على صعيد تأمين المحروقات، لكن ايضا في كل ما يتعلق بقطاع الطاقة عموما وخاصة بناء محطات الإنتاج على المدى المتوسط وفق عقود ال بي أو تي، وصيانة الشبكات، كما تحدث عن وجود ارادة سياسية لدى الحكومة اللبنانية، وهو على تواصل مستمر مع المسؤولين بهدف الوصول الى الخواتيم المرجوة، وأكد ايضا ان هذه الهبة ستأخذ طريقها لخدمة كل الشعب، وتمنى أن تشكل بداية التعاون في المجالات كافة!
في مواقف حزب الله الايراني لهذا الاسبوع، رأى عضو المجلس المركزي الحزب الايراني الشيخ نبيل قاووق أن الأزمة الاجتماعية والمعيشية في لبنان تتفاقم واحد أسباب تفاقمها هو عدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات والأوصاف، مؤكدا ان حزب الله يعمل على تشجيع الجهود من اجل تعجيل تشكيل هذه الحكومة، في الوقت الذي يواصل فيه الوقوف إلى جانب المواطنين في معاناتهم! كما اعتبر أن لبنان مع دخوله المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية بات أمام فرصة حقيقية للخروج من أزماته، وأكد ان المقاومة مستمرة رغم كل التحديات، وباعتراف الأعداء فإن حزب الله بعد أربعين سنة يزداد قوة وتأثيرا في لبنان وفعالية في المنطقة وهذا يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل!!
من جانبه، رأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي أن التبعية للسفارات تغلب الوطنية لدى معظم السياسيين في لبنان، وهذا ما يعطل الوصول لأي حل يخرج لبنان من أزمته التي تهدد كيانه، لأن السفارات لا تريد مصلحة لبنان بل مصلحة دولها، متناسياً بالطبع تبعية حزب الله الايراني المطلقة لولاية الفقيه، وتابع في ملف ترسيم الحدود، إن مراوغة الوسيط الاميركي في هذا الموضوع تظهره كوصي وليس كوسيط، وهذا غير مقبول وإن كان هذا متوقعا من دولة تحاصر لبنان وتدعم الكيان!! مؤكداً ان عمل الوسيط يجب ان يكون لإنهاء هذا الملف وليس المماطلة مع لبنان مراعاة للاجواء والمصالح السياسية لدى الكيان الصهيوني. وفيما يتعلق بقرار التمديد لليونيفيل، قال إنهم يستغربون قرار الامم المتحدة القاضي بتوسيع مهام قوات اليونيفيل والذي يحولها من قوات حفظ سلام الى شبه قوات احتلال، وهذا انحياز واضح وصريح للكيان الصهيوني!! مؤكدا أنهم ليسوا بحاجة لقوات دولية لحمايتهم، وان ما يحميهم هو الجيش والمقاومة خصوصا ان القوات الدولية لم تمنع ولم تستنكر اي انتهاك اسرائيلي للسيادة اللبنانية برا وجوا وبحرا!!
أما المفتي الشيخ أحمد قبلان فقد أكد أنه لا يمكن السكوت عن الاستهتار الحكومي الشامل، كما لا يمكن السكوت عن الارتفاع الجنوني للأسعار وفلتان الأسواق، ولا بد من إنقاذ الموسم الدراسي المدرسي والجامعي، خاصة في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية، أما بخصوص انفجار المرفأ، فقد أصر المفتي قبلان على إحقاق حق الناس المظلومة، فضلا عن حقوق البلد، بعيدا عن شياطين السياسة وتجار القضاء، ولا يجوز لضحايا المرفأ أن يبقوا مصلوبين بهذه الطريقة، وتجربة القاضي البيطار فاسدة ومدانة ولا يجوز اعتماده في هذه القضية! وأشار المفتي قبلان من انب آخر، إلى أن تل أبيب وفقا لمشروع الربح والخسارة القومية، تضع بأولويات قوائمها ضرورة حرمان لبنان من القدرة الاقتصادية للوقوف على قدميه، لذلك لا يجوز أبدا التعامل مع الترسيم البحري بسقف مفتوح، وعن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الأجواء اللبنانية، اعتبر أن ترك الطيران الحربي الإسرائيلي "يسرح ويمرح" في سماء لبنان بهذه الطريقة أمر خطير، فالإسرائيلي عدو وجودي للبنان، والقوى الوطنية مدعوة لتشكيل عقل وطني لمواجهة تيار الدعاية الإسرائيلية في لبنان. أما عن هبة الفيول الإيراني، فقد توجه قبلان للحكومة قائلا، إن بلد بلا طاقة هو بلد منهار، ونظام العقوبات لا يطال الهبة الإيرانية والوقوف على خاطر الغرب دائما هو شراكة متعمدة للحصار الأميركي على لبنان! مشيرا إلى أن المشكلة حين تكون الحكومة هي المشكلة، وتخلّي الدولة عن دورها هو دمار للدولة والناس، كما الإصرار على تجاهل العلاقات اللبنانية السورية أمر خطير ومقصود وجزء من لعبة خنق البلد، والأزمة النقدية المعيشية تنعش سوق المخدرات والدعارة والجريمة، وكما جاء في تقارير الأمم المتحدة إن 70 في المائة من قوة العمل الشابة عاطلة عن العمل، وسوق العمل بلا حماية والفساد التجاري أصبح شاملا، والحكومة عاطلة عن العمل رغم الكارثة التي يخلفها أسوأ حصار تقوده واشنطن!!
ومن جانبه، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش أن الازمات المعيشية والحياتية تتفاقم نتيجة الحصار والحرب الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ضد الشعب اللبناني، معتبرا أن هذا الإستهداف يتطلب الإسراع في تشكيل حكومة كاملة الاوصاف تعمل سريعا على منع الإنهيار الكامل وتأمين المستلزمات الحياتية والمعيشية للمواطنين، وأكد أن حزب الله الايراني في لبنان يشجّع المساعي والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة ويساعد على إنجاحها، ويدعو كل الأطراف المعنية إلى تقديم التنازلات والتسهيلات التي تساعد على تفاهم سريع، مشددا على أنه وإلى حين تشكيل حكومة جديدة، فإن على حكومة تصريف الأعمال المبادرة إلى إيجاد حلول سريعة لإنقاذ العام الدراسي والجامعي وتأمين أكلاف تشغيل المرافق الحيوية كالكهرباء والمياه والاتصالات والاستشفاء وغيرها من الأمور الحياتية، لافتا إلى أن هذه الأمور لا تحتمل التأجيل أو التراخي ولا يصح ربطها بالإستحقاق الرئاسي أاو غيره من الإستحقاقات!!
وأيضاً في المواقف، رأى الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك أن واقع لبنان المأسوي يزداد سوءا يوما بعد يوم، والسلطة مشغولة بعيدا عن كل معاناة المواطنين، وعلى كل مواطن أن يحصد شوكه بيده، والاستحقاق الدستوري لا يبرر لكل مسؤول يسوق الى الفراغ، بل الواجب المبادرة الى تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات والعمل الجاد على انتخاب رئيس للجمهورية قادر على الجمع وإنقاذ الوطن من الانهيار! وسأل، أين المسؤولون عن قرار مجلس الامن باعطاء القوات الدولية في الجنوب حرية الحركة، وأنه على الاطراف اللبنانيين التسهيل وعدم الحاجة إلى إذن من الجيش بحركة دورياتها المعلنة وغير المعلنة؟ معتبرا القرار للاتفاقيات السابقة، وتطور خطير يحوّل القوات الى قوات احتلال، ودورها إلى حماية العدو الاسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة. ولم يُسمع صوت ولا موقف لمئات الخروق الاسرائلية من قبل القوات الدولية، ومعلّقا، كيف سيكون الأمر بعد إطلاق اليد؟ كما لفت إلى إنه إذا ما اتخذ القرار على حين غفلة من الحكومة ووزارة الخارجية فتلك مصيبة، وإن كانت على علم فالمصيبة أعظم، فالقرار مؤامرة على لبنان وسيادته!!
وأيضاً في الرد على قرار الأمم المتحدة حول مهام قوات اليونيفيل، رأى المفتي أحمد قبلان، أنه بسبب الضرورة الوطنية القصوى لا بد من أن تفهم قيادة اليونيفيل الأمور التالية: سيادة الدول لا تباع ولا تشترى، وأي تنازل عن السيادة الوطنية هو خيانة وحبر على ورق، ومرجعية السيادة اللبنانية هي مصالح لبنان السيادية فقط، وعليه فإن قيمة القرار 2650 من قيمة السيادة اللبنانية فقط، والتعديلات التي تم إدخالها عليه ليست إلا خريطة حرب بحبر أميركي إسرائيلي ولا محل للحبر الإسرائيلي في لبنان، واللعب بالنار في منطقة جنوب الليطاني أمر مكلف جدا، وقواعد الإشتباك تظل محترمة بحدود مصالح السيادة اللبنانية فقط، وقوات السلام مرحب بها بوظيفة قوات سلام لا قوات احتلال!! وأضاف أن المحسوم لديهم هو أنه لا عمليات لليونيفيل بشكل مستقل، ولا عمل لها دون إذن مسبق، ولا حرية لها على الأرض إلا بشراكة الجيش وضمن حدود المصلحة الوطنية، ولا دوريات لها غير معلنة، ولا مهام لليونيفيل خارج خطوط السيادة الوطنية الحمراء، ولا وجود لسلطة فوق سلطة المصالح الوطنية، وسجل اليونيفيل غارق بالشكوك والخزي، ومهام اليونيفيل مهام حفظ سلام لا مهام حرب وتجسس وتعقب ولعب دور المحتل، والجيش اللبناني عين السيادة اللبنانية وشريك إستراتيجية الدفاع الوطني، وقصة تعديل بالمهام والعديد ومواقع الإنتشار والأذونات لليونيفيل هذه أمور لا يفهمها السكان المحليون، ومفهوم منطقة العمليات أمر يخص السيادة اللبنانية، وكل لعب خارج هذا النطاق هو عدوان، وهناك 430 دورية يومية لليونيفيل بسائر مناطق عملها وحذار من اللعب بالنار، ولن نقبل بأي قوة عسكرية أو أمنية أو لوجستية تخدم تل أبيب، والتجسس والتعقب أخطر عدوان على المصالح الوطنية، والتداعيات كارثية والسكان المحليون أكبر عنصر من عناصر سيادة لبنان وحفظ مصالحه الوطنية.
محطات سياسية واقتصادية:
بعدما بدلت مواقعها خلال الأيام الماضية، يبدو أن قيادة الميليشيات الموالية لإيران في سوريا أوعزت لمختلف تشكيلاتها المسلّحة بإيقاف أنشطتها العسكرية بشكل كامل والالتزام بمقرّاتها، حسب ما أكّدت مصادر محلّية من مدينة الميادين السورية التي تقع في ريف محافظة دير الزور، حيث تتواجد بكثافة تلك المجموعات المسلحة، ما أثار العديد من التساؤلات حول هذا القرار وأسبابه ودلالاته، لاسيما أنه أتى في وقت حساس بالنسبة لما تمر به المفاوضات النووية. وبحسب متابعين وخبراء في الشؤون الايرانية، فإنن طهران قد أُرغِمت على اتخاذ هذا القرار على خلفية سحب روسيا لدفاعاتها الجوية من سوريا ما جعل استهدافها أسهل مقارنة بالسابق، وأيضاً تجنباً لأي ضرباتٍ جديدة تستهدف مواقعها من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى أن موسكو طلبت مؤخراً من طهران عدم استفزاز تل أبيب، وذلك من دون أن تكون هذه الخطوات على علاقة بالمفاوضات النووية، حيث أن طهران تستخدم في تلك المحادثات العديد من نقاط قوتها منها تخصيب اليورانيوم بنسبٍ عالية ومهاجمة القوات الأميركية في سوريا والعراق، إضافة لحلفائها في المنطقة كما يحصل عند استهداف إقليم كردستان العراق.
أمنيا، أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري الثلاثاء، أن هجوما جوياً إسرائيليا جديدا استهدف مطار حلب الدولي بعدد من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية وأدى إلى أضرار مادية بمهبط المطار وخروجه عن الخدمة. وفيما أفادت مصادر متابعة بأن إسرائيل استخدمت طائرة F 35 في قصف مطار حلب، مضيفة أن إسرائيل رفعت حالة التأهب على الحدود مع سوريا، وقد أرجعت المصادر هذه تنفيذ إسرائيل لغارات على المطار للمرة الثانية في أقل من أسبوع، لتجدد رحلات طيران الشحن الإيرانية لحلب.
من جهتها، أعلنت وزارة النقل السورية تحويل كافة الرحلات الجوية المقررة والمبرمجة عبر مطار حلب إلى مطار دمشق.
وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بأن مخابرات النظام السوري بالتعاون مع حزب الله اعتقلت عشرات الضباط والعناصر بتهمة التعاون مع إسرائيل، وقال المرصد إن كلا من المخابرات الجوية والعسكرية شنت حملة اعتقالات واسعة ضد ضباط في قوات النظام في دمشق وحلب بتهمة التعاون مع جهات معادية، منذ مطلع أيلول الجاري، وأضاف أن العشرات من المعتقلين خضعوا للتحقيق بتهمة التعاون وإعطاء إحداثيات لإسرائيل، بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت مطاري حلب ودمشق ومناطق في محيطهما في 31 آب الماضي. وطالت الاعتقالات ضباطا في الدفاع الجوي، وآخرين من الوحدات العسكرية المحيطة بمطاري حلب ودمشق، وضابطا وعنصرين في قطعة عسكرية بمصياف، وعناصر في قطع عسكرية بطرطوس على الساحل السوري، بناء على معلومات من جهاز استخبارات "حزب الله" الايراني في لبنان، في حين تم الإفراج عن بعضهم بعد استجوابهم، فيما لا يزال 27 عنصرا وضابطا معتقلين منذ مطلع أيلول.
وفي 7 أيلول، شنت المخابرات الجوية والعسكرية حملة مداهمة وتفتيش، واعتقلت المخابرات الجوية ما لا يقل عن 5 أشخاص، في حي المالكية والمناطق السكنية المحيطة بمطار حلب الدولي، بعد ساعات من الاستهداف الإسرائيلي مساء الثلاثاء، والذي أسفر عن خروج المطار عن الخدمة وأضرار في محيطه. ووفقا للمصادر فإن المخابرات الجوية اعتقلت عددا من المواطنين بتهمة التواصل مع جهات معادية.
في شأن آخر، وبعد أعوام من المحاكمات والإجراءات المعقدة، أيدت أعلى محكمة في فرنسا، يوم الأربعاء، حكما قضائيا بإدانة رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، بالاستحواذ على ممتلكات فرنسية بقيمة ملايين اليوروهات، عبر استخدام أموال تم تحويلها من الدولة السورية، حيث أيد حكم محكمة النقض، الذي جاء في ختام عملية طويلة قدم خلالها الأسد طعونا مختلفة، حكما بالسجن لمدة أربع سنوات على رفعت، الذي عاد إلى سوريا العام الماضي بعد أن أصبح غير قادر على التصرف بثروته في فرنسا. فيما أوضحت "شيربا"، وهي مجموعة من محامي حقوق الإنسان مقرها فرنسا والتي كانت شكواها الجنائية هي السبب وراء بدء الإجراءات في 2013، أن الأصول التي يحتفظ بها رفعت الأسد في فرنسا والتي تم الحجز عليها أثناء الإجراءات ستتم مصادرتها بشكل نهائي.
يذكر أن عم رئيس النظام السوري كان عاد إلى دمشق العام الماضي بعد 36 عاماً بالمنفى في فرنسا، عقب الحكم عليه سابقاً بتهمة غسيل أموال واختلاس أموال عامة سورية، ومصادرة أصول له بقيمة 90 مليون يورو.
على صعيد منفصل، أعلن البنتاغون الأربعاء، أن "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، اعتقلت عشرات من الدواعش المختبئين في مخيم الهول للاجئين، عبر سلسلة عمليات بأنحاء المخيم الواقع على أقل من 10 كيلومترات من الحدود مع العراق، كما حلّت "قسد" شبكة من الإرهابيين العاملين هناك وبمواقع أخرى في سوريا، حيث هاجم التنظيم الداعشي المتطرف أهدافا أميركية وللحلفاء في الأسابيع الأخيرة. كما أعلن الكولونيل Joe Buccino مدير الاتصالات بالقيادة المركزية الأميركية في بيان، أن"هذه العملية ستجعل المخيم أكثر أمنا للمقيمين الذين بقوا فيه، أو يرغبون بالعودة إلى بلدانهم الأصلية، لكنهم غير قادرين على القيام بذلك قي الوقت الحالي، مضيفا أن "قسد" ستواصل جهودها للقضاء على التهديد الداعشي لكن من الضروري أن يدعم المجتمع الدولي هذا الجهد من خلال الإعادة إلى الوطن.
وفي السياق، أعلنت قوات "قسد"، الخميس، مقتل اثنين من عناصرها خلال اشتباكات مع خلية مسلّحة تابعة لتنظيم داعش حاولت الفرار من مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، وأفادت ببيان، أن الاشتباكات اندلعت بين الطرفين أثناء محاولة مجموعة ضمت امرأتين وخمسة رجال تنكروا بزي نسائي الفرار من المخيم. وبعد تطويق المجموعة، عمد أفرادها إلى إطلاق النار على قوات "قسد" التي ردت بالمثل، وقتل خلال الاشتباك أيضاً أحد عناصر المجموعة، بينما تمّ إلقاء القبض على الستة الآخرين.
من جانب آخر، ادعت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت معسكراً لـ”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام) وقتلت العشرات من عناصرها في ريف إدلب، وذلك بعد ساعات من غارات جوية روسية استهدفت المنطقة، استخدمت بها الصواريخ الفراغية، وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين. وبحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم” الخميس، قال أوليغ إيغوروف نائب رئيس ما يسمى بـ”المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، التابعة لوزارة الدفاع الروسية إن القوات الجوية الروسية دمرت معسكراً لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في منطقة الشيخ يوسف، وقضت بغارات جوية على أكثر من 120 مسلحاً ودمرت أربع نقاط لإطلاق الطائرات المسيرة، وأضاف أنه تم تدمير كمية من القواذف وحوالي 20 طائرة بدون طيار يدوية الصنع، أعدها الإرهابيون للهجوم على مواقع القوات الروسية في سوريا. وجاء إعلان “مركز المصالحة الروسي” عن عمليته، بعد استهداف منشرة للحجارة ومنزل ملاصق لها، الاربعاء، في قرية حفسرجة غربي إدلب بثلاث غارات جوية، أدت إلى مقتل 7 مدنيين بينهم طفلان، وإصابة 10 آخرين بينهم 4 أطفال. كما شنت الطائرات الحربية الروسية أكثر من 10 غارات جوية على أطراف قرية الغفر في سهل الروج غربي إدلب، بالتزامن مع استهدف المنطقة بصاروخ أرض-أرض يحمل قنابل عنقودية من نوع (9n24)، ما أدى لإصابة 5 أشخاص بجروح، وفق ما ذكر الدفاع المدني السوري.
وفي ملف تهريب المخدرات، أعلن الجيش الأردني يوم الخميس، مقتل مهرب وفرار آخرين إلى داخل العمق السوري، على حدود البلاد الشرقية مع سوريا حيث أحبط فجرا محاولة تسلل وتهريب. وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة إن قوات حرس الحدود، تعاملت مع مجموعة من الأشخاص، حاولت اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، حيث تعاملت آليات رد الفعل السريع معها من خلال تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها في القوات المسلحة الأردنية.
يشار إلى أن الجيش الأردني كان قد أعلن في 27 أغسطس/آب الماضي أن قواته أحبطت عملية تهريب مخدرات من الأراضي السورية وصادرت أكثر من ستة ملايين حبة كبتاغون و578 كف حشيش.
بعد انسحاب وفدها قبيل كلمة وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن انسحابها من جلسة الجامعة العربية جاء بعد تولي وزيرة خارجية ليبيا الرئاسة، وأضافت ، يوم الثلاثاء، أن موقفها من حكومة عبد الحميد الدبيبة في ليبيا هي أنها انتهت ولايتها الشرعية، وقد أكدت في وقت سابق، أن مصر تحترم الشعب الليبي واختياراته، مشيرة إلى دعمها الحلول السياسية في ليبيا، وموضحة أن لديها تحفظات على الاعتراف بحكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية شرعيتها.
كما طالبت القاهرة من أطراف دولية بضرورة الاعتراف بالحكومة التي صادق عليها مجلس النواب الليبي، في إشارة إلى حكومة فتحي باشاغا، وأكدت في ذات الوقت تحفظها على إجراء أي مشاورات مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش لانتهاء ولاية الحكومة، نافية مطالبتها بمغادرة مصر.
في الوضع الداخلي، جددت الأمم المتحدة الدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في أقرب وقت من أجل حل الأزمة السياسية في ليبيا، وأكد ريزدون زينينغا، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ألا حل عسكريا للانسداد الانتخابي والتنفيذي في البلاد. كما رأى، الأربعاء، أن الشعب الليبي عبر بوضوح عن تطلعه لاختيار قادته وتجديد شرعية المؤسسات الليبية عبر انتخابات ديمقراطية، مشددا على أن الأمم المتحدة تولي الأولوية للعمل مع جميع الأطراف الليبية لتيسير التوصل إلى اتفاق على مسار للانتخابات الوطنية في أقرب وقت ممكن.
وقد أشارت البعثة إلى أن وفدا من مدينة مصراتة زار أمس مقرها لطرح أفكاره حول سبل حل الأزمة السياسية في البلاد. حيث أتى هذا الاجتماع بعد أن أعلنت المفوضية الوطنية الليبية العليا للانتخابات، يوم الأحد الماضي أن البيئة السياسية والأمنية التي تشكلت بعد توقف العملية الانتخابية المشار إليها لم تساعد على التعامل مع عناصر القوة القاهرة ومحاولة معالجتها ضماناً لاستئنافها، ولفتت إلى أن ما وصفتها بفجوة التوافق بين الأطراف السياسية المنخرطة في إقرار تلك الانتخابات زادت اتساعا.
في السياق، شدد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند الأربعاء، على أنه عقب الاشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس على وجه الخصوص بدا من الواضح أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار في البلاد، وأضاف نورلاند أنه يتعين على جميع الجهات الفاعلة الخارجية والداخلية التحرك نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
من جانب آخر وميدانياً، ذكرت مصادر متابعة بأن قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة تقوم بعمليات تحشيد عسكري بالقرب من مطار طرابلس القديم استعدادا لاقتحام منطقة ورشفانة نقطة تمركز قوات الجويلي وقوات موالية لباشاغا أخرجت من طرابلس في الحرب الاخيرة، وقد أشارت إلى أن قوات يقودها معمر الضاوي الموالي لباشاغا أغلقت الطرق المؤدية لورشفانة خوفا من تقدم قوات الدبيبة، كما هددت رئاسة الأركان التابعة للدبيبة قوات باشاغا في حال عدم انسحابها باستخدام الطيران المسير مثل ما حدث في الاشتباكات الأخيرة.
وقد أفادت مصادر طبية للحدث بأن أجهزة الإسعاف رفعت حالة التأهب بعد أمر من مسؤول صحي مقرب من أحد التشكيلات المسلحة في طرابلس. وكانت وزارة الداخلية في حكومة فتحي باشاغا، اتهمت الأربعاء، القوات الموالية لعبد الحميد الدبيبة، باستخدام أسلحة ممنوعة، خلال الاشتباكات الأخيرة بالعاصمة طرابلس، والتي أدت إلى مقتل 32 شخصاً وجرح العشرات.
لكن مساءً، تنفس أهالي منطقة ورشفانة، جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس، الصعداء، بعد تراجع المجموعات المسلحة المؤيدة لحكومة الدبيبة، عن التهديد باقتحامها، بعد تدخلات محلية، وأعلن المجلس البلدي لورشفانة ومجلس الحكماء، في بيان، التوصل لاتفاق تهدئة بعد اتصالات مع قادة تلك المجموعات المنتمية لمدينة الزاوية قرب طرابلس. وقضى الاتفاق بتراجعها عن تنفيذ هجوم كانت تخطط له لاستهداف تمركزات قوات تابعة لمعمر الضاوي، وهو من مؤيدي حكومة باشاغا. وبالتزامن، يحذر محللون ليبيون من أن وراء التهديدات الميليشياوية أجندة خارجية لتصفية المجموعات المسلحة التي تتجه إلى التوافق الوطني بتأييد الحكومة المنتخبة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، وتفريغ طرابلس منها لتحويل العاصمة إلى مقر للميليشيات المؤدلجة بأقصى أنواع التطرف الديني.
في الأزمة أيضاً، لوّح رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي بالتدخل في حال فشل البرلمان والمجلس الأعلى للدولة في إقرار قاعدة دستورية وعجز السلطة التشريعية على تحديد رزنامة واضحة للانتخابات. وقد جاء ذلك خلال اجتماع المنفي مع أعيان وحكماء وشباب برقة مساء الخميس، في لقاء أكد خلاله أن المجلس الرئاسي مستعدّ لإنتاج قاعدة دستورية إذا استمرت حالة عدم التوافق بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان، كما أشار إلى أن الرئاسي مستعد لأي خطوة تذهب بالبلاد نحو الانتخابات، وهو أكثر طرف يدعم ذلك.
ولمّح المنفي كذلك إلى قدرة الرئاسي على استخدام سلطته السيادية والتدخل لإعلان جدول زمني واضح للعملية الانتخابية، وفقاً للصلاحيات الممنوحة له، وذلك في حال عجز البرلمان عن ذلك واستمرّ التمديد في المراحل الانتقالية دون الوصول إلى حل، لكن المنفي لم يوضح طبيعة تدخلّه، وما إذا كان سيلجأ إلى تجميد عمل كافة الأجسام السياسية الحالية وتشكيل حكومة مصغرّة والدعوة لإجراء انتخابات.
لقي شاب فلسطيني مصرعه وأصيب 7 آخرون، في مواجهات اندلعت بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية اقتحمت مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، ليل الاثنين. فقد اقتحمت قوة إسرائيلية كبيرة تقدر بنحو 100 آلية عسكرية ترافقها جرافة، مدينة جنين من عدة محاور، وأغلقت مداخلها، في إطار عملية أطلق عليها اسم "كسر الأمواج"، وانتشرت القوات في عدد من أحياء المدينة، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة، وحاصرت قوات الاحتلال بناية في الحي الشرقي من مدينة جنين، واجبرت سكانها على الخروج من شققهم السكنية واحتجزتهم في العراء. وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن قوات الجيش عملت على هدم منزل الفلسطيني رعد حازم في جنين، الذي قتل 3 مستوطنين في عملية إطلاق نار في تل أبيب قبل 5 أشهر.
وفي سياق متصل، أفادت معلومات ميدانية عن مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي فجر الخميس قرب قرية بيتين شرق رام الله، وذكر المصدر أن جنديا اسرائيليا أصيب بجروح طفيفة، خلال اشتباكات قوية اندلعت في مخيم جنين عند اقتحامه من الجيش الاسرائيلي. فيما ذكر بيان للجيش الإسرائيلي عن مقتل فلسطيني ليل الأربعاء في شمال الضفة الغربية المحتلة بعد أن هاجم جنديا بمطرقة، وقال الجيش أنه خلال نشاطات روتينية بالقرب من بلدة بيتين هاجم مشتبه به جنديا بمطرقة ما أدى إلى إصابته بجروح في وجهه، وقد رد الجندي بإطلاق النار وتحييد المشتبه به، وأوضح متحدث عسكري أن الفلسطيني قتل.
على صعيد منفصل، قال الجيش الإسرائيلي في ختام تحقيقاته بملابسات مقتل الصحفية، شيرين أبو عاقلة، إن هناك احتمالا كبيرا أن أحد جنوده هو الذي أطلق النار عليها ولكن لا يمكن تأكيد ذلك. وأعرب مسؤول عسكري عن أسفه لمقتل أبو عاقلة مؤكدا أن الجيش يعمل بحسب مبادئ صارمة ويحافظ على حرية الصحافة.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية الجنرال آفيف كوخافي إن مقتل شيرين أبو عاقلة هو حدث مؤسف، وقد وقعت الحادثة أثناء نشاط عسكري لإحباط الإرهاب الفلسطيني الذي يريد المساس بمواطني دولة إسرائيل. المراسلة كانت موجودة في ساحة مهددة بالخطر، وفي ذروة معركة استمرت إلى ما يقارب الساعة، خلالها عمد مسلحون فلسطينيون إلى إطلاق النار بشكل مكثف تجاه جنود الجيش الإسرائيلي معرضين حياتهم للخطر. كما أكد أن الجيش الإسرائيلي يعمل في مناطق معقدة في الضفة الغربية يوميا، مثبتا مستوى عال من المهنية والأخلاقية، مع العمل على عدم المس بالأبرياء، ويبذل الجيش الإسرائيلي جهودًا جبارة من أجل ذلك، من ضمنها فسح المجال لتغطية إعلامية وحرية الصحافة!
من جانب آخر، وصل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على رأس وفد من قيادة الحركة إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وعددا من القادة والمسؤولين الروس، وضم الوفد كلا من الشيخ صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وعضوي المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وماهر صلاح، وقال المستشار الاعلامي لرئيس الحركة إن هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من وزارة الخارجية الروسية سوف تستمر عدة أيام، وتستهدف بحث آفاق العلاقات الثنائية بما يخدم القضية الفلسطينية، كما تأتي في وقت شديد الأهمية على مستوى المنطقة والعالم؛ إذ سيجري بحث المستجدات الدولية والمتغيرات المتعلقة بالمنطقة وتأثيراتها على القضية الفلسطينية، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقة مع روسيا ومواقفها من فلسطين.
توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما وما فوق، بتلقي الجرعات المعززة للقاح كورونا. وحسب ما ذكر موقع "الإذاعة الوطنية العامة" في الولايات المتحدة، فإن الجرعات المعززة للقاحي موديرنا وفايزر باتت متوفرة في الصيدليات والعيادات في جميع أنحاء البلاد، وتستهدف هذه الجرعات المعززة فيروس كورونا المستجد وكل متحوراته، لاسيما السلالتين الفرعيتين لأوميكرون، اللتين تسببتا في معظم الإصابات الحالية.
وتتاح الجرعة المعززة لفايزر لأي شخص يبلغ من العمر 12 عاما وما فوق، فيما تتوفر جرعة موديرنا معززة لكل البالغين (18 عاما فما فوق). في المقابل، يقول خبراء إن هناك فئات مستهدفة بشكل أكبر بالجرعات المعززة، وفي هذا الصدد، قالت مونيكا غاندي، خبيرة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أنها توصي بالجرعة المعززة أولئك الذين يعانون من ضعف المناعة أو أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، مضيفة أن هذه المجموعات هي الأكثر عرضة للخطر، من جهته، ذكر الطبيب بوب واتشتر أنه تلقى الجرعة الرابعة قبل نحو 8 أشهر، وبالتالي، فإن مناعته تضاءلت بشكل كبير، لذلك، فهو يخطط للحصول على الجرعة المعززة، ليحمي نفسه ويحد من انتشار المتحورات والسلالات الفرعية.
في السياق، قالت الأمم المتحدة في تقرير جديد نشر، الخميس، إن العالم تراجع في الصحة والتعليم ومستوى المعيشة 5 سنوات بفعل وباء كورونا، وعبّرت الأمم المتحدة في تقرير مؤشر التنمية البشرية عن خشيتها من أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع.
وللمرة الأولى منذ تبنيه قبل ثلاثين عاما، انخفض مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع والتعليم ومستوى المعيشة، لعامين على التوالي، في 2020 و2021، وعاد إلى ما كان عليه في 2016، حسبما ذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقريره، وأوضح أن هذا التراجع الهائل يشمل أكثر من 90 بالمئة من دول العالم. وقال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكيم شتاينر، إن هذا يعني أننا نموت مبكرا وأننا أقل تعليما وأن دخلنا ينخفض، وشدد على أنه عبر هذه المعايير الثلاثة، يمكن تكوين فكرة عن سبب بدء شعور الناس باليأس والإحباط والقلق بشأن المستقبل.
وبينما كان المؤشر يرتفع بشكل مستمر لعقود، عاد في 2021 إلى المستوى الذي كان عليه في 2016 ماحيا بذلك سنوات من التطور، والسبب الرئيسي هو كوفيد-19 إلى جانب الكوارث المناخية التي تتزايد والأزمات التي تتراكم من دون إعطاء السكان وقتًا لالتقاط أنفاسهم.
وقد أكد شتاينر أن العالم مرّ بكوارث من قبل وحدثت نزاعات أيضا لكن تضافر ما نواجهه اليوم يمثل انتكاسة كبيرة للتنمية البشرية.
بعد تأكيد البيت الأبيض، أن الرئيس جو بايدن لن يوقع على أي اتفاق مع إيران لا يأخذ بالاعتبار مصالح أميركا الأمنية، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الثلاثاء إن رد إيران على مقترحات العودة للاتفاق النووي لم يساعد بالتوصل لاتفاق، وكان البيت الأبيض قد أكد أن الولايات المتحدة مستعدة لكل السيناريوهات المرتبطة بنجاح أو فشل الاتفاق النووي. كما كانت إيران كررت مجددا المطالبة بالحصول على ضمانات موثوقة ورفع دائم للعقوبات، وذلك على لسان المتحدث باسم حكومتها علي بهادري جهرمي.
إلى ذلك، أفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، يوم الخميس، إن الرئيس الأميركي يريد التأكد من أن الولايات المتحدة لديها خيارات أخرى متاحة، لضمان عدم امتلاك إيران القدرة على صنع أسلحة نووية، إذا فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وأضاف أن واشنطن ستظل تواصل الضغط من أجل معاودة تنفيذ الاتفاق، لكن صبرها ليس أبدياً.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت الأربعاء في تقريرها، أنها لا تستطيع ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.
ويوم الجمعة، أعلن وزير الخارجية أن واشنطن ليست على وشك الموافقة على صفقة نووية مع إيران لا تلبي مطالبها، كاشفا أن إيران تراجعت عن المطالب غير المتعلقة بالاتفاق النووي التي كانت تشترط تنفيذها لإعادة إحيائه. كما أكد أن رد إيران الأخير في شأن إحياء الاتفاق النووي يمثّل خطوة إلى الوراء، مشدداً على أن واشنطن لن تسارع للانضمام إليه مجددا بأي ثمن.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، أن الولايات المتّحدة ستفرض على الحرس الثوري الإيراني وعدد من الشركات الإيرانية سلسلة عقوبات لتورّطهم في تزويد روسيا بمسيّرات حربية لاستخدامها في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان، إن العقوبات ستستهدف بالدرجة الأولى الحرس الثوري الإيراني، الكيان المدرج على القائمة الأميركية لـالمنظمات الإرهابية والذي يخضع أساساً لسلسلة عقوبات فرضتها عليه واشنطن بسبب دوره في البرنامج النووي الإيراني. ونقل البيان عن مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون، إن الولايات المتّحدة تعتزم بصرامة تطبيق كل عقوباتنا المفروضة على روسيا كما على إيران، ومحاسبة كلّ من اختار، على غرار إيران، دعم روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا. وبالإضافة إلى الحرس الثوري، ستستهدف العقوبات الأميركية العديد من الشركات الضالعة في عمليات البحث والتطوير وإنتاج الطائرات المسيّرة الإيرانية، فضلا عن الشركة الإيرانية المولجة نقل هذه المسيّرات إلى روسيا.
وفي ملف التحقيق مع الرئيس السابق دونالد ترامب، طالب الفريق القانوني لترمب بخبير مستقل لمراجعة الوثائق التي تمت مصادرتها بمنزله، واقترح كل من ترمب ووزارة العدل خبيرين مستقلين لمراجعة الوثائق التي صودرت بمنزل الرئيس السابق. وعلى ما يبدو، لن يطوي ترمب صفحة اقتحام منزله من قبل عناصر الإف بي آي بلا ثمن، ولن يسكت عما يعتبره ضيماً تعرض له، فقد ألمح إلى رد قوي، وقال السبت، في تعليقات على موقعه "Truth Social" إن تحركاً كبيراً رداً على مداهمة منتجع مار أيه لاغو في فلوريدا لا يزال معلقاً أو قيد الدرس، كما أوضح أن نواباً من حزبه يعدون اقتراحاً مهماً يتعلق بالتعديل الرابع في الدستور الأميركي (يحدد أصول تفتيش الممتلكات الخاصة)، قبل الانتخابات النصفية المهمة جداً.
لكن ومنذ اقتحام عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل ترمب لم تتوقف المفاجآت، فقد كشفت صحيفة واشنطن بوست، الثلاثاء، عن وثيقة ضبطت في منزل ترمب تصف الدفاعات العسكرية لدولة أجنبية وقدرتها النووية. كذلك فإن بعض الوثائق التي تم العثور عليها توضح بالتفصيل عمليات أميركية بالغة السرية تتطلب تصاريح خاصة، وليس مجرد تصريح سري للغاية، وقالت الصحيفة إن بعض الوثائق مُقيدة لدرجة أنه حتى بعض كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة الرئيس جو بايدن لم يُصرح لهم بمراجعتها. ومع ظهور المزيد من المعلومات أصبح مسؤولو الإدارة الحاليون قلقين بشكل متزايد بشأن ما حصل عليه الرئيس السابق، وما إذا كانت هذه المعلومات أو الوثائق يمكن أن يعرض مصادر وأساليب مجتمع الاستخبارات الأميركية للخطر.
من جانب آخر، أجرى وزير الخارجية الأميركي زيارة مفاجئة يوم الخميس إلى كييف، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن مساعدة عسكرية جديدة بنحو 2.7 مليار دولار لأوكرانيا والدول المجاورة لها في مواجهة روسيا. ولم يعلن بلينكن مسبقاً عن هذه الزيارة، وهي الثانية له إلى كييف منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. وفي اجتماعات مع كبار المسؤولين الأوكرانيين، قال بلينكن إن الإدارة الأميركية ستقدم ملياري دولار من التمويل العسكري الأجنبي طويل الأجل لأوكرانيا و18 من جيرانها، بما في ذلك أعضاء الناتو وشركاء الأمن الإقليميين الأكثر عرضة لخطر العدوان الروسي في المستقبل. يأتي هذا بينما قال وزير الدفاع الأميركي الخميس إن الرئيس جو بايدن وافق على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 675 مليون دولار.
اقتصاديا، قال كريستوفر وولر، العضو في مجلس حكّام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (المصرف المركزي)، الجمعة، إن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل رفع معدلات الفائدة حتى مطلع العام 2023 على الأقل، للحد من ارتفاع الأسعار، وأشار إلى أن إعادة التضخّم بشكل فعلي ومستدام نحو نسبة 2% المستهدفة (ستتطلب) رفع معدّلات الفائدة الرئيسية حتى مطلع العام المقبل، معتبراً أن وتيرة هذه الآلية تتوقف على مدى تحسن الوضع الاقتصادي، ومن المقرر أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه المقبل، في 20 و21 سبتمبر/أيلول، ومن المتوقع أن يعلن على إثره رفع معدّلات الفائدة الرئيسية بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية.
على الرغم من التهدئة المؤقتة التي هيمنت على المشهد العراقي خلال الأيام الأخيرة بعد مواجهات عنيفة اندلعت الأسبوع الماضي وسط العاصمة بغداد بين أنصار الزعيم الشيعي الثوري مقتدى الصدر وبين الإطار التنسيقي وبعض فصائل الحشد الشعبي، إلا أن الأمور لا تشي بالخير، بحسب ما رأى بعض الصدريين. فقد أكد بعض مؤيدي الصدر الذين ألقوا سلاحهم الثلاثاء الماضي وانسحبوا من المنطقة الخضراء ، تلبية لأمره أن المصالحة مستبعدة مع الإطار التنسيقي الذي يضم نوري المالكي، وتحالف الفتح، فضلا عن أحزاب أخرى وفصائل موالية لإيران. ورأى فاضل البديري، أحد المراجع الشيعة في النجف، أن المصالحة مستحيلة حالياً، كما قال نأمل الخير، إلا أن الواقع لا يُبشر بالخير.
وفي السياق، جدد زعيم التيار الصدري دعوة أنصاره إلى التهدئة وعدم الرد على أي إساءة قد تصدر من هنا أوهناك. كما شدد بتغريدة على حسابه في تويتر الثلاثاء، على ضرورة عدم تدخل سرايا السلام (التابعة له) أو فصائل الحشد الشعبي أو أي فصيل مسلح آخر في أي اشكال فردي أو غير فردي قد يقع لاسيما خلال تلك الفترة (زيارة الأربعين، وهي مناسبة دينية مهمة لدى الشيعة). إلا أنه رغم تلك التهدئة يرى العديد من المراقبين للشأن العراقي، بأنها "مؤقتة"، وأن المشهد في البلاد ذاهب إلى التصعيد لاحقاً، لاسيما أن الصدر لا يزال متمسكاً بموقفه الرافض للمشاركة بأي حوار مع الخصوم.
وفي سياق متصل، وبعد التسريبات التي شغلت العراقيين على مدى الشهرين الماضيين، تقدمت الكتلة النيابية الصدرية يوم الأربعاء بدعوى ضد نوري المالكي، من أجل محاكمته وفقا لقانون مكافحة الإرهاب. واتهمت الدعوى رئيس الوزراء الأسبق، بالتحضير لمخططات واضحة لتهديد السلم والأمن في العراق، كما اتهمته بالسعي لإحداث فتنة واقتتال طائفي في البلاد. كذلك، طالبت الكتلة في الدعوى المقدمة أمام محكمة الكرخ الثالثة، بالقبض على زعيم ائتلاف دولة القانون، ومنعه من السفر خارج البلاد.
في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية
قال القيادي في التيار الصدري، صالح محمد العراقي، يوم الخميس، إن عودة نواب الكتلة الصدرية إلى البرلمان العراقي ممنوع منعاً باتاً، كما جدد رفض التيار الصدري الدخول في أي حكومة توافقية رفضاً قاطعاً. ودعا الحلفاء والمستقلين داخل البرلمان العراقي لاتخاذ موقف شجاع ينهي الأزمة عبر الانسحاب منه ليفقد شرعيته ويحل مباشرة. ونقل العراقي عن مقتدى الصدر قوله إن حل البرلمان ممكن بلا عودة الكتلة الصدرية ولا سيما مع وجود حلفائها في مجلس النواب وبعض المستقلين. كما دعا التيار الصدري لأن يبقى رئيس الجمهورية، برهم صالح، في منصبه بعد حل البرلمان، بينما يقود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حكومة لتصريف الأعمال والإشراف على الانتخابات المبكرة.
يأتي هذا بينما قضت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، الأربعاء، بعدم الاختصاص في نظر دعوى حل البرلمان، والذي كان مطلباً رئيسياً للصدر. وقرار المحكمة يعني رفضاً فعلياً لمطلب الصدر ويعمق الأزمة بينه وبين خصومه.
هذا فيما تستمر الجهود الرامية لحل الأزمة السياسية في العراق، فبعد انتهاء جولة حوار ثانية، الاثنين، بدعوة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والتي انتهت كما الاولى بدن نتيجة ملموسة بسبب غياب التيار الصدري عنها، قدمت "قوى التحالف العراقي" وهي مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية والمدنية المستقلة مبادرة لحل الأزمة الراهنة، وتضمنت المبادرة مجموعة من النقاط التي تتعلق بتشكيل حكومة مصغرة من الكفاءات تشرف على إجراء الانتخابات خلال عام واحد على أن يتم تغيير قانون الانتخابات ومحاسبة قتلة المتظاهرين وإجراء تغييرات على الدستور.
وفي هذا السياق، أوضح أمين عام "حركة وعي" صلاح العرباوي في بيان، أن القوى السياسية قررت أن تجتمع في تحالف سياسي لإعادة بناء الدولة وتأسيس معادلة حكم جديدة رشيدة، وبيّن أن هذا التحالف الذي يضم كلا من حركة كفى، وحزب الأمة العراقية، وحركة واثقون، والمجلس العراقي الديمقراطي الموحد، والجبهة الفيلية، وحركة وعي الوطنية، ينطلق في مشروع عراقي صرف.
شنت ميليشيا الحوثي، يوم الجمعة، هجوماً جديداً على مواقع عسكرية شرق مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، رغم سريان الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة. وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني إن قوات الجيش مسنودةً بالمقاومة الشعبية تصدت لعملية هجومية واسعة شنتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران على مواقع عسكرية في المناطق المحيطة بمعسكر الأمن المركزي والقصر الجمهوري شرق مدينة تعز. ونقل المركز عن مصدر عسكري قوله إن الهجوم استمر لأكثر من ساعتين ونصف، وتكبدت خلاله الميليشيا الحوثية خسائر في العتاد والأرواح، وأُجبِرت على التراجع والفرار.
في السياق، أعلنت قوات الجيش اليمني، السبت، عن تصدّيها لأكثر من 5 محاولات تسلل نفّذتها ميليشيا الحوثي باتجاه مواقع عسكرية في مختلف جبهات القتال. وأفاد المركز الإعلامي للجيش اليمني أن هذه المحاولات جاءت ضمن 245 خرقاً للهدنة الأممية ارتكبتها الميليشيا الحوثية خلال الثلاثة الأيام الماضية في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب. كما أضاف أن في مقدمة الخروقات أكثر من 5 محاولات تسلل أحبطتها قوات الجيش الأولى كانت باتجاه مواقع عسكرية في الجبهة الشمالية الشرقية لمدينة تعز، والثانية باتجاه مواقع عسكرية في الجبهة الشرقية، وثالثة باتجاه مواقع الجيش بجبهة حرض غرب محافظة حجّة، فيما أحبطت قوات الجيش في جبهات مارب عدّة محاولات تسلل وأجبرت الميليشيا الحوثية على التراجع والفرار.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر الخاصة، أن الحرس الثوري الإيراني ينظم نقل وإعادة عناصر حوثية بين إيران وشمال اليمن. حيث نظّم دورات تدريبية لقرابة 350 حوثيا تم نقلهم من صنعاء إلى طهران خلال مدة الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة وبدأت من أبريل الماضي، تحت عنوان - "إطلاق المسيرات، وتهريب الأسلحة، واستهداف السفن البحرية، وحروب العصابات". وأكدت المصادر أنه خلال الأسبوع الماضي وصلت شمال اليمن آخر دفعة من الحوثيين المتدربين، ناقلة عن بعض ممن عادوا أنهم تلقوا دورات تدريبية في المجالين العسكري والأمني على أيدي قيادات من الحرس الثوري الإيراني، وأن هذه الدورات ركزت في المجال العسكري على عمليات إطلاق المسيرات، والصواريخ الباليستية، وتهريب الأسلحة، واستهداف السفن البحرية، وكذلك حروب العصابات والاغتيالات. أما في المجال الأمني ركزت الدورات على عمليات القمع وتشديد الرقابة والمتابعة لأي عناصر سياسية أو أمنية أو عسكرية معارضة للميليشيات في مناطق سيطرتها، وكذا كيفية استخدام تقنيات الاتصالات في الرقابة والمتابعة والتجسس، فضلا عن آليات التعاطي الأمني في المجال الإعلامي مع الأزمات التي تواجه الميليشيات بين الآونة والأخرى.
على صعيد منفصل، قالت الحكومة اليمنية، مساء الخميس، إنها بادرت بموافقة استثنائية على طلب الأمم المتحدة، السماح بدخول عدد من سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، على أن يتم استكمال إجراءاتها القانونية في وقت متزامن بموجب الآلية الأممية. وفي السياق، انتقدت فرنسا منع ميليشيات الحوثي دخول المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، غربي اليمن، وفق الآلية المعمول بها، والتي تٌدار من قبل الأمم المتحدة، وقالت السفارة الفرنسية لدى اليمن في بيان أنها تحيي قرار رئيس الجمهورية رشاد العليمي لتسهيل دخول ناقلات النفط إلى ميناء الحديدة، وأن هذا القرار يوضح إحساسًا كبيرًا بالمسؤولية والتزام الرئيس الثابت بالسلام، ورغبته مرة أخرى بوضع مصالح الشعب اليمني أولاً. وأوضحت فرنسا أن هذا القرار المهم يأتي في الوقت الذي منع فيه الحوثيون المستوردين من احترام الآلية المعمول بها، والتي تدار من قبل الأمم المتحدة والتي سمحت بالدخول السلس للناقلات منذ بدء الهدنة في أبريل 2022، مؤكدة أن الحظر الذي فرضه الحوثيون كانت له عواقب إنسانية وخيمة، مما أدى إلى زيادة الأسعار وتقليل توافر البنزين في الخدمات العامة الأساسية، بما في ذلك المستشفيات. بدورها، رحبت المملكة المتحدة بتسهيل الحكومة اليمنية دخول سفن الوقود إلى الحديدة.
قال وزير التموين المصري، اليوم الثلاثاء، إن مصر وافقت على استلام شحنة من 63 ألف طن قمح أوكراني، على أن يكون المورد الروسي مسؤولا عن النقل ووصول الشحنة بأمان، بعد أن تعذر وصولها سابقا، وأضاف أن الشحنة تم التعاقد عليها قبل الأزمة الروسية-الأوكرانية وستكون بنفس الأسعار والكميات والشروط التي اتفق عليها. كما أفاد وزير التموين، إن مخزونات البلاد من القمح تكفي لمدة 6.7 شهر، ومن زيت التموين 5.7 شهر.
في السياق، قالت الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الرسمي في مصر، إنها اشترت 27 ألف طن من زيت دوار الشمس في ممارسة دولية، وهي أول عملية شراء لزيوت مستوردة منذ مارس، واشترت الهيئة زيوتا محلية منخفضة السعر بدلا من الزيوت المستوردة في ممارسات سابقة. لكنها قالت إنها ألغت ممارسة إنتاج محلي منفصلة أمس الثلاثاء، بسبب ارتفاع الأسعار، واشترت زيوتا مستوردة مع تراجع أسعار زيوت الطعام عالميا.
من جانب آخر، قررت وزارة المالية المصرية، الخميس، رفع سعر الدولار الجمركي إلى 19.31 جنيه، وهو أعلى سعر للدولار الجمركي على الإطلاق في مصر، وبدأ تطبيق العمل بالسعر الجديد من الخميس 8 سبتمبر. ويأتي ارتفاع سعر الدولار الجمركي تزامناً مع قيود الاستيراد المفروضة على واردات البلاد، لاسيما نظام الاعتمادات المستندية، ما ينذر بارتفاعات جديدة في أسعار بعض السلع.
وفي إبريل الماضي، حددت وزارة المالية سعر الدولار الجمركي عند 16 جنيهاً، وذلك للعمل على ضبط أسعار المنتجات المستوردة بعد ارتفاع أسعار الدولار بالبنوك، إلى أن قررت رفعه في مايو إلى 17 جنيهاً. وفي شهر يونيو، حررت الحكومة المصرية سعر الدولار الجمركي، وسجل 18.64 جنيهاً، ليتساوى حينها مع سعر الدولار في البنوك.
إلى ذلك، كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يوم الخميس، أن معدل التضـخم السنوي لإجمالي محافظات الجمهورية ارتفع إلى 15.3% في شهر أغسطس 2022 من 6.4% لنفس الشهـر من 2021، وارتفع معدل التضخم إلى 131.7 نقطة في شهر أغسطس، على أساس شهري، مرتفعا بنسبة 0.5% مقارنة بشهر يوليو السابق. وأوضح الجهاز، أن هذه الزيادة جاءت بسبب ارتفاع أسعار الخضروات والحبوب والخبز الدخان والسلع والخدمات المستخدمة في صيانة المنزل وخدمات النقل، في حين انخفضت أسعار الفاكهة واللحوم والدواجن.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد في هذا الملف هذا الاسبوع.
أزمة سد النهضة
لا تطور في هذا الملف هذا الاسبوع.
توقّعت وكالة "فيتش سلوشنز" أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للكويت نمواً بـ8 %، خلال العام الجاري ليكون أسرع معدل نمو منذ 2012، وأن يبلغ النمو 4.6 %، في 2023، منوهة إلى أن هذا التحسن مدفوع بارتفاع إنتاج النفط وأسعاره. ولفتت الوكالة إلى أنه سيتم تشديد السياسة النقدية في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، ولو أنها تعتقد أن بنك الكويت المركزي سيحافظ على سعر الخصم في عام 2023، مرجحة أن يتسع فائض الحساب الجاري للكويت من 26.9%، من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021 إلى 28.7%، خلال 2022 نتيجة لارتفاع صادرات النفط.
أما البحرين، فقد حققت فائضاً ضخماً في الحساب الجاري بميزان المدفوعات الدولي بأكثر من 1.3 مليار دينار (3.45 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بفائض يبلغ نحو 73 مليون دينار لنفس الفترة من العام الماضي، وبنسبة نمو تبلغ 1760%، يأتي الارتفاع غير المسبوق في الحساب الجاري نتيجة الفوائض في الميزان التجاري بدعم من ارتفاع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية، وارتفاع أسعار المواد الخام كالألمنيوم والحديد عالمياً.
من جانب آخر، أغلقت معظم أسواق الأسهم الرئيسية في الخليج على تراجع، يوم الأربعاء، مع قيادة المؤشر الرئيسي في السعودية الخسائر في ظل تقلب أسعار النفط، بسبب مخاوف الطلب بينما ارتفع مؤشر أبوظبي. وتذبذبت أسعار النفط، المحرك الرئيسي للأسواق المالية في الشرق الأوسط، إذ وازنت السوق مخاوف الطلب المتعلقة بمخاطر الركود التي تلوح في الأفق مع مخاوف من أن توقف روسيا جميع إمدادات النفط والغاز. وتربط معظم دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها الإمارات، عملاتها المحلية بالدولار وتتبع بشكل عام تحركات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، ما يعرض المنطقة لتأثير مباشر من تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة. وخارج منطقة الخليج، انخفض مؤشر الأسهم القيادية في البورصة المصرية 0.9%، بعد ارتفاع استمر ثلاثة أيام مع تحرك المتعاملين لتأمين مكاسبهم. وانخفض سهم فوري، منصة الدفع الإلكتروني، 2.4%، كما تراجع سهم إي فاينانس 3.4%.
اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على تعليق اتفاقية مُبرمة في العام 2007 لتسهيل إصدار تأشيرات إقامة قصيرة في دول الكتلة للروس، ما يجعل حصولهم على تأشيرات أكثر صعوبة، وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأربعاء الماضي أن اجتماع الوزراء في براغ أفضى إلى أن العلاقات مع موسكو لا يمكن أن تبقى كما هي، مشددا على ضرورة أن يتمّ تعليق الاتفاقية بالكامل، وأضاف أن ذلك، سيقلل بشكل ملحوظ عدد التأشيرات الجديدة التي تصدرها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كما لفت إلى أن الدول الأوروبية المحاذية لروسيا يمكنها اتخاذ إجراءات على المستوى الوطني لتقييد دخول الروس إلى الاتحاد. لكنه أوضح أن على كل إجراء أن يتناسب مع القواعد التي تُطبق ضمن منطقة شنغن، مشددا على أهمية أن يبقى بإمكان أعضاء المجتمع المدني الروسي السفر إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد أقر الاتحاد الأوروبي، الجمعة، التعليق الكامل لاتفاقية تسهيل التأشيرات مع روسيا، وقال مجلس في بيان، إن الدول الأعضاء وافقت رسميا على تعليق اتفاقية تسهيل التأشيرات مع روسيا عقب الاتفاق الذي توصل إليه وزراء خارجية الاتحاد الأسبوع الماضي، ويدخل القرار حيز التنفيذ ابتداء من 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، وأنه بموجب القرار، سترتفع رسوم الحصول على التأشيرة من 35 إلى 80 يورو، كما يمكن لقنصليات دول الاتحاد الأوروبي أيضا طلب المزيد من المستندات وتقييد الطلبات المتعددة.
يشار إلى أنه وقبيل الاجتماع، كانت بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا بحثت في حظر أو تقييد التأشيرات الممنوحة للمواطنين الروس في حال لم يحصل اتفاق على القيام بذلك على المستوى الأوروبي، وفي بيان مشترك، اعتبرت الدول الأربع أن التعليق الكامل سيكون بمثابة خطوة أولى ضرورية، منبّهة إلى ضرورة الحد بشكل كبير من عدد التأشيرات الممنوحة، خصوصا التأشيرات السياحية، للحد من تدفق المواطنين الروس إلى الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغ،. ولفتت إلى وجود استثناءات في حالات المعارضين والحالات الإنسانية الأخرى. وأضافت الدول الأربع أنه إلى حين تطبيق إجراءات مماثلة على مستوى الاتحاد الأوروبي، ستنظر في فرض إجراءات حظر موقتة على الصعيد الوطني لتقييد دخول المواطنين الروس الحاملين تأشيرة من الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، انتقدت روسيا تعليق الاتحاد الأوروبي اتفاقية منح تأشيرات السفر لمواطنيها، وقال وزير الخارجية الروسي في لقاء مع طلاب جامعة "MGIMO" في موسكو، إن بلاده ليست مضطرة لأن تنغلق على أوروبا، ردا على فرض الاتحاد الأوروبي قيودا على تأشيرة شنغين الممنوحة للروس، وأضاف أنهم لن يعزلوا أنفسهم، ولسوا بحاجة إلى الرد بالمثل ومعاقبة مواطني الدول الأوروبية بشكل جماعي!!!
في ملف المفاوضات النووية، قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إنه أصبح أقل تفاؤلا حيال التوصل إلى اتفاق سريع، عما كان عليه قبل وقت قصير. أما سبب التشاؤم هذا فيعود إلى ملف تحقيقات لوكالة الذرية بشكل أساسي على ما يبدو. فقد أكد العديد من المسؤولين الإيرانيين مؤخرا، ومن مختلف المستويات، أن طهران لن تقبل بالعودة إلى الاتفاق ما لم تتلق ضمانات أكيدة وواضحة برفع كامل العقوبات، فضلا عن وقف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول 3 مواقع مشبوهة عثر فيها على آثار يورانيوم قبل سنوات.
وفي السياق، أعربت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، السبت، عن شكوك جدية حيال مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرة من أن موقف طهران يقوض احتمالات إحياء اتفاق 2015، وقالت في بيان مشترك إن مطالب طهران الأخيرة في المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق تثير شكوكا جدية حيال نوايا إيران ومدى التزامها التوصل إلى نتيجة ناجحة فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة، وأكدت أن موقف إيران يتعارض مع تعهداتها الملزمة ويفسد توقعات استعادة الاتفاق النووي، مشددة على أنه لا يمكن بأي حال استخدام الاتفاق النووي كوسيلة لتحرير إيران من تعهداتها الملزمة الأساسية للنظام العالمي لحظر الانتشار النووي. وتابع بيان الدول الثلاث أنه في ضوء إخفاق إيران في التوصل لاتفاق على الطاولة سنتشاور مع الشركاء بخصوص السبيل الأمثل للتعامل مع تصعيدها النووي المستمر وعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في سياق منفصل، أكدت مجموعة «أوبك+» للنفط أن هناك حاجة لدعم استقرار السوق بعد التأثير السلبي للتذبذب وانخفاض السيولة، وهذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها المجموعة وحلفاؤها خفض الإنتاج، في غضون أكثر من عام. وكانت المجموعة أقرت في مطلع أغسطس، زيادة طفيفة في الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل في شهر سبتمبر، وقالت في بيان الاثنين، إن هذه الزيادة كانت مخصصة فقط لشهر سبتمبر، كما أشار البيان إلى أن رئيس «أوبك+» سيبحث الدعوة لاجتماع وزراء المجموعة في أي وقت لمعالجة تطورات النفط في السوق إذا لزم الأمر، وذكر البيان أن اجتماع «أوبك+» المقبل سيكون في 5 أكتوبر المقبل.
في ملف المخدرات، قال ممثلون للادعاء في ألمانيا، يوم الجمعة، إن أربعة أشخاص اعتُقلوا بعد أن نفذت الشرطة أكبر ضبطية لمخدر الهيروين في تاريخ البلاد إذ صادرت نحو 700 كيلوغرام في إطار عملية أمنية ضد عصابة لتهريب المخدرات من إيران. وضبطت السلطات هذه الكمية من المخدرات في مدينة هامبورغ الساحلية في نهاية أغسطس. ونفذت الشرطة الاعتقالات خلال ليلة الخميس بعد أن فتشت عشرة أبنية في مدينتي دريسدن وكيمنتس في هامبورغ وفي هولندا، حيث صادرت وثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف ذكية ومركبات.
والمعتقلون هم رجل يحمل الجنسيتين التركية والصربية في الأربعين من العمر ويُشتبه في أنه زعيم العصابة، وإيراني يبلغ من العمر 35 عاماً تم ضبطه في هولندا، وألماني يبلغ من العمر 54 عاما يشتبه في أنه استخدم مزرعته وموارده لنقل المخدرات، ووسيط تركي يبلغ من العمر 53 عاماً.
أزمة شرق المتوسط
يواصل التوتر بين أثينا وأنقرة ارتفاعه، فقد أعلنت مصادر دبلوماسية، أن اليونان أرسلت خطابات إلى حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة تشكو فيها مما وصفته بتصريحات تحريضية، أطلقها الرئيس التركي، وتطلب منهما التنديد بسلوك أنقرة. وأفادت مصادر دبلوماسية يونانية، يوم الأربعاء، إن الخطاب التركي يشوه الحقيقة، وذرائع أنقرة لا أساس لها من الصحة ومخالفة للقانون الدولي، مضيفة أن اليونان أرسلت رسائل للأمم المتحدة وحلف الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي تحذر من التوتر مع تركيا، الذي قد يتصاعد لصراع مفتوح على أراضي أوروبا. كما قال وزير الخارجية اليوناني، من جانبه، في رسالة إلى الأمين العام لحلف الأطلسي أن الموقف التركي عامل اضطراب لوحدة الأطلسي وتماسكه، ويضعف الجناح الجنوبي للحلف في وقت الأزمات.
وكانت الولايات المتحدة دعت البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي إلى التهدئة، وتسوية الخلافات بطرق دبلوماسية، كما وصفت تصريحات أردوغان بغير المفيدة. فيما أعرب الاتحاد الأوروبي الاثنين عن قلقه إزاء تصريحات أردوغان التي اتهم فيها اليونان، عضو الاتحاد، باحتلال جزر منزوعة السلاح في بحر إيجة، قائلا إن تركيا مستعدة "لفعل ما يلزم" عندما يحين الوقت المناسب. بدورها، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية خلال زيارة إلى أثينا عن قلق باريس من التوتّرات المتزايدة بين أثينا وأنقرة، وقالت في أعقاب محادثات أجرتها مع نظيرها اليوناني إنّ المنطقة ليست بحاجة إلى توتّرات، بل إلى تهدئة.
اتهم الرئيس التركي، خلال زيارة إلى بلغراد، الأربعاء، الدول الغربية بـاتباع سياسة تقوم على استفزاز روسيا، ورداً على سؤال حول أزمة الطاقة في أوروبا، قال أردوغان في مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي، إنه لا يجد أن السلوك الحالي للغرب صحيح، إن الغرب يتبع سياسية تقوم على استفزاز روسيا! وأضاف أنهم كدولة تركيا، حافظنو على سياسية التوازن بين روسيا وأوكرانيا، وسيواصلون اتباع سياسة التوازن هذه.
يشار إلى أنه في حين أن أنقرة تزود كييف بمسيرات عسكرية، إلا أنها رفضت الانضمام إلى الدول الغربية من حيث فرض عقوبات على روسيا على خلفية عمليتها في أوكرانيا. كما سبق أن أرجع الرئيس التركي الثلاثاء، أزمة الطاقة في أوروبا إلى العقوبات المفروضة على روسيا. وأكد من أنقرة أن أوروبا تحصد ما زرعته، فموقفها حيال (الرئيس الروسي، عقوباتها، دفعته - سواء برغبته أم لا - للقول: إذا قمتم بذلك، فسأقوم من جهتي بذاك"!
من جانب آخر، أكد أردوغان، الجمعة، أن بلاده قد تلجأ إلى دول مثل روسيا في حال عدم إيفاء الولايات المتحدة بتعهّدها بتسليم أنقرة مقاتلات من طراز "إف-16".
وعلّقت واشنطن مشاركة تركيا في برنامج لاستبدال مجموعة واسعة من الطائرات المقاتلة لدول حلف شمال الأطلسي، بعدما اشترت منظومة روسية متطورة للدفاع الصاروخي عام 2019، لكن في ظل تحسن العلاقات الأميركية-التركية ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في يونيو لأردوغان إنه سيؤيد بيع مقاتلات "إف-16" الأقل تطورا. لكن الأمر لم يحظ بدعم الكونغرس الذي تتطلب المبيعات العسكرية تأييده، نظرا لمخاوف أبرز المشرعين الأميركيين من خطاب تركيا المتشدد حيال خصمها التقليدي، اليونان.
وقال أردوغان للصحافيين بعد صلاة الجمعة أن الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تبيع طائرات حربية في العالم، تبيعها المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا أيضا، ويمكن شراؤها من أماكن أخرى وتركيا تصلها إشارات من آخرين!
في سياق منفصل، صدمت وزارة العدل التركية الرأي العام في البلاد، بعدما كشفت في إحصائياتٍ قضائية جديدة ورسمية عن ارتفاع معدلات الجريمة في تركيا، حيث ازدادت جرائم السرقة والسطو المسلّح والاحتيال في عام 2021 الماضي بشكلٍ ملحوظ، إذ افتتح مليونان و461 ملفاً في هذه الجرائم خلال عامٍ واحدٍ فقط. وتعددت هذه الجرائم التي ارتكبت خلال 12 شهراً فقط بين السرقة والسطو المسلّح والاحتيال، ما دعا نقابة المحامين إلى مطالبة السلطات الأمنية بالتحرّك ووضع حدٍ لهذه الجرائم التي بلغت نسبة قياسية في تاريخ البلاد.
وفي حين لم تكشف وزارة العدل التركية، عن عدد الجرائم التي حصلت خلال عام 2022 الجاري، كما أنها لم تكشف عن أسباب ارتفاع معدلات الجريمة في البلاد، ربطت نقابة المحامين الأسباب بالفقر والبطالة وأزماتٍ اقتصادية أخرى تعاني منها تركيا منذ سنوات وفاقمتها الحرب الروسية ـ الأوكرانية أخيراً وقبلها تفشي فيروس كورونا. وقالت المحامية ميرال كابان إن الحكومة ووزراءها لم تتعامل مع ارتفاع معدلات الجريمة كمشكلة يجب معالجتها، ولذلك ارتفعت معدلاتها خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم وانعدام فرص العمل، إضافة لمشاكل داخلية تعاني منها البلاد، وأضافت أن تساهل القضاء مع مرتكبي الجرائم المقرّبين من الحزب الحاكم شجّع آخرين على ارتكاب جرائم إضافية لاسيما أنهم باتوا يعرفون كيف أن السلطات تتساهل مع المقربّين من الحزب الحاكم. وبحسب المحامية، فإن لارتفاع معدلات الجريمة أسباباً أخرى غير اقتصادية منها الهجمات التي يشنها الجيش التركي ضد الأكراد في سوريا، بالإضافة لعدم حل المشكلة الكردية في تركيا ومشاكل أقلياتٍ أخرى عرقية ودينية لا تعترف أنقرة بوجودها دستورياً، على حدّ قولها.
أظهرت وثيقة مصرفية أن بنك أبوظبي التجاري، ثالث أكبر بنك في الإمارات، جمع 500 مليون دولار من أول إصدار لسندات خضراء، منهيا بذلك فترة من شح الإصدارات في المنطقة. ووفقا لمصدرين ووثيقة من أحد البنوك المشاركة فقد تم تسعير السندات عند 115 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية الأربعاء، بينما كانت السعر الاسترشادي المبدئي عند نحو 140 نقطة أساس، وذلك بعدما زاد الطلب عن 1.8 مليار دولار.
وقال أحد المصادر، وهو مطلع اطلاعا مباشرا على العملية، إن الإصدار شهد زخما قويا، مما يفتح أسواق رأس المال أمام إصدارات جديدة في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وأضاف أن الطلبات وصلت إلى مليار دولار في 90 دقيقة من طرح السندات.
وكان باركليز وآي.إن.جي مستشارين مشتركين لهيكلة الاستدامة. وانضم إليهما بنك أبوظبي التجاري وبنك أوف أمريكا سيكيوريتيز وجيه. بي مورجان وميزوهو وإس.إم.بي.سي نيكو كمديرين مشتركين ومديرين للدفاتر. وسيتم استخدام إيرادات بيع السندات لتمويل أو إعادة تمويل قروض خضراء مؤهلة بموجب إطار عمل السندات الخضراء لبنك أبوظبي التجاري.
أعربت وزارة الخارجية عن إدانة السعودية للهجمات الإرهابية السيبرانية التي تعرضت لها جمهورية ألبانيا واستهدفت البنية التحتية الرقمية، وأكدت دعمها وتضامنها مع جمهورية ألبانيا في ما اتخذته من إجراءات لحماية أمنها السيبراني. وشدّدت المملكة في هذا الإطار على أهمية تعزيز وتنسيق الجهود الدولية للمحافظة على السلم في الفضاء السيبراني، وتطوير القدرات المتخصصة لضمان استمرار الجهود في التصدي للتهديدات السيبرانية، واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمكافحة هذه التهديدات.
في سياق منفصل، وبعدما كشفت معظم الشركات عن أرباحها الفصلية للربع الثاني من عام 2022، احتفظت أرامكو بالصدارة وبهامش كبير عن أقرب منافسيها لتظل الشركة الأكثر ربحية عالمياً، ومن المتوقع أن يتسع الفارق لصالح أرامكو، إذا استمرت أسعار النفط بالقرب من مستوياتها الحالية لبقية العام.
وجاءت أرامكو في صدارة الترتيب، إذ بلغت أرباحها خلال آخر 12 شهرا، متضمن النصف الأول من العام الجاري، والنصف الثاني من عام 2021، نحو 279.4 مليار دولار، وفقاً لحسابات موقع "Companies Market Cap"،
وحلت شركة "أبل" صاحبة الصدارة بين الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية، في المرتبة الثانية في مؤشر الربحية، بأرباح بلغت 120.5 مليار دولار، كما تلتها في الترتيب شركة ألفابيت (الشركة الأم لـ غوغل)، بأرباح بلغت 85.7 مليار دولار، فيما تخلفت عنها شركة "مايكروسوفت"، بفارق بسيط، بعدما حققت أرباحاً بلغت 83.7 مليار دولار. وبلغت أرباح أقرب 3 منافسين لـ "أرامكو" نحو 289.9 مليار دولار، بفارق 10 مليارات دولار فقط، عن أكبر شركة نفط في العالم.
في الاقتصاد أيضاً، كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية، عن إصدار 30 ترخيصا صناعيا جديدا خلال يوليو الماضي، توزعت على أربعة أنشطة صناعية تصدرها نشاط صناعة الأثاث بـ7 تراخيص ونشاط صنع المنتجات الغذائية ونشاط صناعة منتجات المعادن المشكلة، والمعادن اللافلزية الأخرى بـ3 تراخيص لكل منها. وأوضح تقرير صادر عن المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية التابع للوزارة، أن إجمالي عدد التراخيص الصناعية التي أصدرتها الوزارة منذ مطلع العام الجاري حتى نهاية يوليو بلغ 531 ترخيصا، فيما وصل عدد المصانع القائمة وتحت الإنشاء في المملكة حتى نهاية الشهر نفسه 10685 ألف مصنع، بحجم استثمارات يبلغ 1.367 تريليون ريال.
في السياق، تقدّمت السعودية 5 مراتب في نتائج مؤشر التنمية البشرية الصادر عن تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2022، حيث أصبح ترتيبها 35 عالمياً من بين 191 دولة مقارنةً بالمرتبة 40 في الإصدار السابق من التقرير. كما حصلت المملكة على المرتبة العاشرة من بين دول مجموعة العشرين، وحققت أعلى تقدم بين نتائج العامين 2019م و2021م من بين دول المجموعة.
أعلن المتحدث باسم الكرملين إن الأولوية المطلقة لشركة غازبروم هي تزويد الاقتصاد الروسي بالموارد، وأضاف بيسكوف ردا على سؤال صحفي حول ما إذا كان من المتوقع حدوث عواقب سلبية على الاقتصاد الروسي في حال انخفاض كميات الإنتاج لشركة غازبروم، بأن الأولوية المطلقة للشركة هي تزويد الاقتصاد الروسي بالموارد وقد تم تأسيس النظام بأكمله بطريقة تلبي احتياجات الاقتصاد الروسي والمستهلكين الروس أولا وقبل كل شيء، كما أشار بيسكوف إلى أنه في المقام الأول تأتي أيضا تلبية احتياجات المرافق الاجتماعية وحاجات المواطنين وقطاع الصناعة. وفي سياق منفصل، علق بيسكوف، على ترؤس ليز تراس رئاسة الحكومة الجديدة في بريطانيا بقوله، إذا حكمنا من خلال تصريحات السيدة تراس بخصوص بلدنا عندما كانت وزيرة للخارجية، يمكننا أن نفترض بدرجة عالية من اليقين أنه لا يمكن توقع أي تغييرات للأفضل في ضوء تسلمها المنصب الجديد.
من جانب آخر، وبعد الطائرات المسيرة من إيران، يبدو أن روسيا التي ترزح منذ أشهر تحت نير العقوبات الغربية بسبب الصراع مع أوكرانيا، لجأت إلى كوريا الشمالية لشراء ملايين الصواريخ والقذائف. فقد كشفت المخابرات الأميركية أن موسكو اشترت الملايين من قذائف المدفعية والصواريخ من بيونغ يانغ، وفقًا لمعلومات رفعت عنها السرية مؤخرًا. وعلى الرغم من أن العقوبات الاقتصادية الواسعة لم تتمكن حتى الآن من شل روسيا بشكل كبير، لا بل رفعت أسعار الطاقة ومكنتها بالتالي من تخفيف تداعيات انقطاع بنوكها عن التمويل الدولي، كما فشلت تلك العقوبات المفروضة على بعض الأثرياء الروس والمقربين من الكرملين في تقويض سلطة الرئيس فلاديمير بوتين. لكن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن تلك العقوبات أثرت بشكل كبير على قدرة روسيا في إعادة بناء جيشها، أو شراء الأسلحة و الإلكترونيات اللازمة في التصنيع العسكري. ويأتي هذا الكشف بعد أيام من تلقي القوات الروسية شحنات أولية من طائرات مسيرة إيرانية الصنع، أكد مسؤولون أميركيون أنها تعاني من مشاكل ميكانيكية.
وفي حين كانت موسكو تأمل بأن تساعدها الصين في التغلب على ضوابط التصدير ومد يد المساعدة لإمداد الجيش الروسي بالسلاح، إلا أن ذلك لم يحصل، فقد أوضح عدد من المسؤولين الأميركيين أن بكين كانت مستعدة لشراء النفط الروسي بسعر مخفض، لكنها في المقابل، التزمت أقلها حتى الآن، بضوابط التصدير التي فرضها الغرب على الجيش الروسي ولم تحاول بيعه أي معدات أو مكونات عسكرية. كما رأى أحد المسؤولين أن هذا التعامل الجديد مع كوريا الشمالية يظهر مدى اليأس الذي بدأ يعلو في موسكو.
من جانب آخر، قال الرئيس الروسي إن بلاده ستُصدر 30 مليون طن من الحبوب بنهاية العام ومستعدة لزيادة هذه الكمية إلى 50 مليون طن، ولم يُدل بوتين بتفاصيل، لكن وزارة الزراعة قالت قبل أسبوع إن روسيا مستعدة لتصدير 30 مليون طن من الحبوب في النصف الثاني من 2022. وكرر بوتين في تصريحات بثها التلفزيون، خلال اجتماع عبر الإنترنت مع مجلس الأمن الروسي، نفس الشكوى التي عبر عنها يوم الأربعاء من أن الاتفاق، الذي سينتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني ما لم يتفق الأطراف على تمديده، لم يقدم أي ميزة لروسيا أو للدول الأشد فقرا.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة فيما يتعلق بمبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود يوم الأربعاء إن 30% من المواد الغذائية التي غادرت أوكرانيا توجهت إلى الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. لكن الأمم المتحدة قالت أيضا إن اتفاق التصدير عبارة عن عملية تجارية تقودها آليات السوق وليس الدوافع الإنسانية.
وعبر الكرملين عن توقعاته بأن يناقش بوتين ونظيره التركي، الذي انتقد الاتفاق، هذه القضية حين يجتمعان في أوزباكستان الأسبوع المقبل.
تقوم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بإعداد تحليل مفصّل، لبحث كيفية دعم الجيش الأوكراني على المدى المتوسط والطويل، بما في ذلك بعد انتهاء الحرب مع روسيا، وفقاً لما كشفه ثلاثة من مسؤولي الدفاع، ويقود هذه الجهود رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، وستأخذ بعين الاعتبار مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. وبالإضافة إلى الصراع الحالي، الذي من المتوقع أن يكون طويلاً، تتوقع الولايات المتحدة أن يشمل التقييم الخمس سنوات التي ستلي انتهاء الحرب. وقال المسؤول إنه يتم إجراء هذا التحليل بالاشتراك مع الأوكرانيين، وإذا وافق عليه الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد يؤدي إلى سنوات من مبيعات الأسلحة في المستقبل وإنشاء برنامج تدريب عسكري طويل الأجل من قبل الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، سيتم تقديم التقييم إلى كييف. وسيوفر هذا التقييم خريطة طريق واضحة توضح كيف تعتقد الولايات المتحدة أن عليها تطوير جيش كييف. بدوره، قال مسؤول دفاعي كبير إنه من المتوقع أن ينتهي هذا التحليل خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، مؤكداً أن وجهات نظر أوكرانيا ستكون مركزية في هذا المجال. كما قال إن الجهد سيتطور باستمرار خلال الأشهر القليلة المقبلة مع تغير ساحة المعركة وتقدّم القوات الأوكرانية. وقد قال مسؤولون إن التحليل سيشمل أيضاً دراسة أولية لاحتياجات أوكرانيا لقوة جوية حديثة من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة وطائرات الهليكوبتر لدعم قوة برية عالية الحركة.
وفي الشهر الماضي، وعند مناقشة المساعدات الأميركية لأوكرانيا، أشار كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسة إلى أنه في حين أن العديد من هذه القدرات لا تهدف إلى المساهمة بشكل مباشر في معركة اليوم، فإنها ستشكل العمود الفقري لجيش أوكراني قوي في المستقبل يكون قادراً على الدفاع عن أوكرانيا لسنوات قادمة.
من جانب آخر، لم يتأخر الرد الأوكراني على تصريحات الرئيس الروسي، يوم الأربعاء، خلال منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك، حول اتفاق البحر الأسود، فقد أكد مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، أنه لا يوجد أي مبرر لدى روسيا لمراجعة هذا الاتفاق الهام الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود، مضيفا أن شروط الاتفاق يجري تنفيذها والتقيد بها على نحو صارم. أتى ذلك، بعد أن قال الرئيس الروسي إنه سيناقش تعديل الاتفاق المذكور للحد من الدول التي يمكنها استقبال شحنات الحبوب، مشيرا إلى أن كل صادرات الحبوب التي خرجت من الموانئ الأوكرانية تم تصديرها إلى أوروبا وليس إلى الدول الفقيرة، حسب زعمه، ومحذرا من أن أزمة الغذاء ستتفاقم مستقبلاً، نتيجة سياسة الدول الغربية.
ميدانياً، أعلنت كييف الخميس أنها استعادت حوالى ألف كيلومتر مربع في هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة ولا سيما مدينة بالاكليا بالإضافة إلى نحو عشرين بلدة، لتصبح المساحة أكثر من 2000 كيلومتر يوم السبت. وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني فاليري زالوجني عبر تلغرام إنها مهمة صعبة لكننا نحرز تقدماً. من جانبه، أعلن الجيش الروسي الجمعة، إرسال تعزيزات باتجاه خاركيف في أوكرانيا رداً على خرق حققته القوات الأوكرانية في هذه المنطقة الواقعة عند الحدود مع روسيا. في بلدة غراكوفي قرب خاركيف التي تمت استعادتها من القوات الروسية قبل يومين، رأى مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة الدمار الذي يشهد على ضراوة المعارك.
رغم مكاسب القوات الأوكرانية، حث حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينغوبوف السكان الذين غادروا على عدم العودة بسبب أزمة كهرباء وغاز في البلدات التي تمت استعادتها من الروس. وكدليل على التقدم الأوكراني، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في الأراضي المحتلة في المنطقة إجلاء السكان إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة موسكو أو إلى روسيا.
إلى ذلك، أعلن جهاز الأمن الأوكراني، السبت، أن وحداته دخلت بلدة كوبيانسك، في أول تأكيد رسمي من كييف لدخول قواتها إلى البلدة التي كانت تحتلها روسيا في شمال شرق البلاد. وحققت أوكرانيا مكاسب سريعة في عملية مضادة مفاجئة في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، حيث تجاوزت بعمق الخطوط الروسية، ونشر مسؤولون أوكرانيون صورا، السبت، تظهر جنودا يرفعون علم البلاد في البلدة، التي تعد مركزا للسكك الحديدية الرئيسية التي تستخدم في توصيل الإمدادات للقوات الروسية في شمال شرق أوكرانيا، حيث ينذر انهيار في الجبهة الروسية بالتحول إلى هزيمة. ومع وصول الأوكرانيين الآن إلى مدينة كوبيانسك، حيث تتلاقى خطوط السكك الحديدية التي تربط روسيا بشرق أوكرانيا، زاد التقدم على طول طريق ممر موسكو اللوجستي الرئيسي، ما يحتمل أن يتسبب في حصار الآلاف من القوات الروسية.
في سياق متصل، جاء في تقرير أصدره البنك الدولي والحكومة الأوكرانية والمفوضية الأوروبية الجمعة، أن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في أضرار مباشرة تزيد قيمتها عن 97 مليار دولار حتى أول يونيو (حزيران) لكن إعادة البناء يمكن أن تتكلف 350 مليار دولار. وقال التقرير أن أوكرانيا تكبدت 252 مليار دولار أخرى تمثلت في تعطل التدفقات الاقتصادية وتعطل الإنتاج علاوة على النفقات الإضافية المرتبطة بالحرب في الوقت الذي يُتوقع فيه أن يتسبب نزوح ثلث الأوكرانيين عن ديارهم في زيادة معدل الفقر إلى 21 بالمئة ارتفاعاً من اثنين في المئة فقط قبل الحرب. وإجمالاً قدر التقرير احتياجات إعادة البناء بما يصل إلى 349 مليار دولار حتى الأول من يونيو وهو ما يزيد بمقدار 1.6 عن حجم الناتج المحلي الإجمالي للبلاد الذي بلغ 200 مليار دولار في عام 2021.
ومطلوب من هذا المبلغ 105 مليارات دولار على المدى القصير لمواجهة الأولويات الملحة مثل إعادة بناء آلاف المدارس المهدمة أو المدمرة وأكثر من 600 مستشفى. ومن الضروري أيضاً الاستعداد للشتاء المقبل الذي يرجح أن يكون قاسياً وذلك بإصلاح البيوت واستعادة أنظمة التدفئة وشراء الغاز. وجاء في التقرير أن جميع الأرقام أولية وأن من المرجح أن ترتفع مع استمرار الحرب.
أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، فرض عقوبات على وزارة المخابرات والأمن الإيرانية ووزيرها إسماعيل خطيب، بسبب صلتهما بهجوم إلكتروني غير مسبوق، استهدف ألبانيا والضلوع في أنشطة اختراق إلكتروني عبر الإنترنت ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وأفاد نائب وزيرة الخزانة الأميركية براين نلسون أن هجوم إيران الإلكتروني على ألبانيا يتجاهل قواعد سلوك الدولة المسؤول في أوقات السلم في الفضاء الإلكتروني، والتي تشمل الامتناع عن الإضرار بالبنى التحتية الحيوية التي توفر خدمات للعامة. وشهدت ألبانيا مؤخراً هجوماً إلكترونياً ألقت حكومتا واشنطن وتيرانا باللوم فيه على إيران، وقطعت ألبانيا العلاقات الدبلوماسية مع طهران الأربعاء، وحمّل رئيس وزرائها إيدي راما، إيران المسؤولية عن الهجوم الإلكتروني الذي وقع في يوليو، وقال إن الهجوم الإلكتروني هدد بشل الخدمات العامة ومحو الأنظمة الرقمية واختراق سجلات الدولة وسرقة المراسلات الإلكترونية الداخلية الحكومية، وإثارة الفوضى والانفلات الأمني في البلاد. كما ألقت واشنطن، أقرب حلفاء ألبانيا، باللوم أيضاً على طهران في الهجوم ووعدت باتخاذ المزيد من الإجراءات لمحاسبة إيران على الأفعال التي تهدد أمن دولة حليفة للولايات المتحدة. ويوم السبت، أعلنت وزارة الداخلية الألبانية أن أحد أنظمتها الحدودية تعرض لهجوم إلكتروني من المصدر الإيراني ذاته، وقالت الوزارة في بيان إنه تم اكتشاف أن نظام إرسال تابع للشرطة الألبانية قد تعرض لهجوم إلكتروني مشابه لذلك الذي تعرضت له (البوابة الحكومية) ألبانيا الإلكترونية في يوليو/تموز، وأضافت أن النتائج الأولية أظهرت أن الهجوم ارتكب من نفس الجهة، مضيفة أن السلطات أغلقت مؤقتا جميع الأنظمة، بما فيها نظام إدارة المعلومات الشامل الذي يسجل دخول وخروج الأفراد عند المعابر الحدودية.
من جهتها، نددت طهران بقرار تيرانا قطع العلاقات، ووصفت مبررات ألبانيا لهذه الخطوة بأنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة. كما أعربت الخارجية الإيرانية، عن إدانتها لأي استخدام للهجمات السيبرانية ضد الدول لضرب البنى التحتية الحيوية!!! لافتةً الى أن قرار ألبانيا قطع العلاقات مع ايران خطوة غير مدروسة وتفتقر إلى المنطق في العلاقات الدولية، مشيرة الى أن الإجراء الألباني وتدخل طرف ثالث يظهر تأثير الدول الداعمة للإرهاب والفتنة!!
والعلاقات بين ألبانيا وإيران متوترة منذ عام 2014، عندما استقبلت ألبانيا حوالي 3000 عضو من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في المنفى، والذين استقر بهم المقام في مخيم بالقرب من دوريس، الميناء الرئيسي في البلاد.
في سياق منفصل، أعلنت إيران، الجمعة، إغلاق جميع الحدود مع العراق حتى إشعار آخر بسبب مخاوف بشأن أمن وسلامة الزوار الإيرانيين المشاركين في أربعينية الحسين. وفي 30 آب، أعادت إيران فتح حدودها مع العراق أمام المسافرين، بعد فترة وجيزة من مطالبة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لأنصاره بالانسحاب من الشوارع، وكانت طهران قد أغلقت حدودها وأوقفت رحلات الطيران إلى العراق وسط اندلاع لأعمال عنف في العراق في أعقاب إعلان الصدر، يوم 29 آب، اعتزال الحياة السياسية. ويسافر ملايين الإيرانيين إلى مدينة كربلاء العراقية سنويا لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، وتوافق الذكرى هذا العام يومي 16 و17 سبتمبر.
في ملف المفاوضات، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يوم الخميس، أنه من غير المتوقع أن تلتزم إيران بعمليات تفتيش إضافية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنشطة طهران بموجب الاتفاق النووي، بينما تستمر الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق في "انتهاك" الالتزامات وتواصل فرض العقوبات. وأوضحت وكالة مهر للأنباء الإيرانية أن تصريحات كمالوندي جاءت رداً على تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اتهمت فيه طهران برفع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، واعتبر كمالوندي أن تقرير الوكالة الأخير تكرار لتصريحات سابقة لا أساس لها من الصحة وذات دوافع سياسية.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت الأربعاء أنها لا تستطيع ضمان الطبيعة السلمة للبرنامج النووي الإيراني، مؤكدةً أنه لم يحصل تقدم في حل مسألة المواقع غير المعلنة المشتبه بأنها شهدت أنشطة غير مصرّح عنها. وتسعى الوكالة للحصول من إيران على أجوبة حول وجود مواد نووية في ثلاثة مواقع غير مصرح عنها. وأدت هذه المسألة إلى قرار ينتقد إيران خلال لقاء مجلس محافظي الوكالة في يونيو.
من جهتها، طالبت إيران التي تصر على أن برنامجها النووي سلمي، مجدداً الثلاثاء بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف المواقع غير المعلنة، للسماح بإنجاز تفاهم في مباحثات إحياء الاتفاق النووي مع الأطراف التي لا تزال منضوية فيه، بينما تشارك الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر.
إلى ذلك، ردّت وزارة الخارجية الإيرانية السبت على البيان "غير البنّاء" للترويكا الأوروبية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنه من المستغرب والمؤسف أنّه في ظلّ الظروف التي يجري فيها التعاطي الدبلوماسي وتبادل الرسائل بين الأطراف المتفاوضة وتنسيق المباحثات لاستكمال المفاوضات، تقدم الترويكا الأوروبية على إصدار مثل هذا البيان في إجراء منحرف وبعيد عن نهج المفاوضات المثمر، وأشار إلى "حسن نيّة" الجمهورية الإسلامية وإرادتها الجادة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق رفع الحظر، مذكّرًا بأنّ تقدّم المفاوضات في مراحل عديدة، بما في ذلك المرحلة الأخيرة، كان نتيجة مبادرات وأفكار جمهورية إيران الإسلامية، محذّرًا الأطراف الأوروبية من التأثر بالأجواء المثارة من قبل أطراف ثالثة والتي تعارض منذ البداية عملية التفاوض، وتحاول الآن بكل قوّتها إفشال المفاوضات. وأضاف كنعاني أنه من المؤسف أنّ الدول الأوروبية الثلاث، ومن خلال هذا البيان غير الموزون، قد اقتفت اثر الكيان الصهيوني والرامي إلى إفشال المفاوضات، ومن البديهي أنّه في حالة استمر هذا النهج، فعليهم تحمّل مسؤولية نتائجه.
على وقع الأزمة السياسية الحادة التي يعيشها السودان، وسط خلافات المكونين المدني والعسكري، دقّت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، فقد شدد فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة "يونيتامس" والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، على أن البلاد على حافة الانهيار اقتصادياً وأمنياً. وحذّر المسؤول الأممي من تطورات غير إيجابية في حال عدم تعاون الجميع لإنقاذ البلاد، مؤكدا أنه حان الوقت لوضع مصلحة السودان فوق المصالح الشخصية والفئوية والحزبية والجهوية، كما أكد على ضرورة أن يتعاون الجميع مع بعضهم البعض بغض النظر عن الخلافات في وجهات النظر والمصالح داعياً جميع القوى لعدم رفض الجلوس حول طاولة واحدة.
من جهة أخرى، أعرب بيرتس عن عدم الرضا تجاه انسحاب المكون العسكري من المحادثات مع المدنيين، إلا أنه رغم ذلك أكد أن هذا الانسحاب أطلق ديناميكية جديدة بين المدنيين، تمثلت في المبادرات المتعددة والحوارات بين القوى المدنية المختلفة، وأكد عدم انحياز بعثة اليونيتامس لأي طرف أو حزب، موضحاً أن جميع الأطراف المدنية لديها شرعية للعب دور، وقال إن اتهام الميسرين والوسطاء بالانحياز أمر طبيعي في عمليات التفاوض ويهدف إلى استمالتهم. إلى ذلك، وصف علاقتهم بالمكون العسكري بأنها طبيعية لأنهم يمثلون السلطة الوحيدة في البلاد بالوقت الحالي.
يذكر أن الاجتماع الرسمي الذي كان مقررا بين قادة الجيش السوداني وقياداتِ قوى الحرية والتغيير وقادةِ الحركات المسلحة، بهدف إعادة إحياء العملية الانتقالية قد تعلّق قبل أيام، بسبب حضور أطراف من قوى الحرية والتغيير "التوافق الوطني" للاجتماع، وهو ما دفع قيادات المجلس المركزي للمطالبة بتعليق اللقاء. كما لم يتم تحديد موعد جديد لعقد الاجتماع المقبل.
وضعت الولايات المتحدة الجمعة، في لوس أنجليس أسس تحالف يضم 13 بلدا في منطقة آسيا-المحيط الهادئ يقوم على تطوير القطاع الرقمي ومصادر الطاقة المتجددة، وقانون العمل ومكافحة الفساد، وذلك في إطار التصدي لتمدد النفوذ الصيني في المنطقة. وبعد مفاوضات استمرت يومين صادقت دول "الإطار الاقتصادي للازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، وهي مبادرة أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو، على إعلان تعهدّت فيه التعاون في أربعة مجالات هي التجارة (خصوصا الاقتصاد الرقمي)، وسلاسل الإمداد (التي تضررت من جراء الجائحة) والطاقة النظيفة (المراعية للبيئة) ومكافحة الفساد، وفي ختام أول لقاء حضوري بين أعضاء التحالف الـ14، قالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، إن الاتفاق سيخلق وظائف في الولايات المتحدة وفي دول الإطار الاقتصادي للازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأشارت إلى أن النص الذي جرى المصادقة عليه يشكل خارطة طريق للمناقشات المقبلة مرحّبة بـالتوافق بين الدول الأعضاء، لكن الهند رفضت تقديم التزامات على صعيد التجارة والاقتصاد الرقمي. وتأمل إدارة بايدن من خلال الشراكة التجارية الجديدة تعزيز حضورها في منطقة شعرت بأنها أُهملت في عهد سلفه دونالد ترامب.
ففي ظل سياسته الانعزالية القائمة على مبدأ "أميركا أولا"، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ" التجارية والتي ينصب تركيزها على آسيا، في خطوة رأى البعض أنها تفسح المجال للصين للهيمنة في منطقة تعد غاية في الأهمية من الناحية الاقتصادية بالنسبة للعالم. ويضم "الإطار الاقتصادي للازدهار في المحيطين الهندي والهادئ" الولايات المتحدة وأستراليا وبروناي وفيجي والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا ونيوزيلندا والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. ويعد الحلف نظريا "منصة مفتوحة"، يمكن في مرحلة ما أن تنضم إليه دول أخرى، لكنه لا يشمل تايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبر الصين أنها جزء من أراضيها.
في سياق منفصل، صدرت أحكام يوم السبت، في هونغ كونغ بالسجن 19 شهراً بحق خمسة من أخصائيي التخاطب بتهمة التآمر لنشر كتب أطفال تحرض على الفتنة وتضم رسوم كاريكاتير لأغنام وذئاب اعتبرها الادعاء العام مناهضة للحكومة. وأدين المعالجون الخمسة يوم الأربعاء بموجب قانون يعود إلى الحقبة الاستعمارية معني بالتحريض على الفتنة، في قضية ندد بها نشطاء حقوق الإنسان باعتبارها عملا قمعيا وقحا، وهو ما رفضته حكومة هونغ كونغ. وواجه المعالجون، الذين دفعوا ببراءتهم، اتهامات بنشر ثلاثة كتب تحتوي على رسوم كاريكاتير لأغنام تحارب الذئاب، وقال قاضي المحكمة الجزئية كووك واي كين، إنه يجب معاقبة المتهمين ليس بسبب النشر أو الكلمات، بل بسبب إيذاء عقول الأطفال أو احتمال تعريضها للأذى، قائلاً إن ما اقترفوه يزرع بذور عدم الاستقرار، وأضاف إن ما فعله المتهمون بالأطفال في سن 4 أعوام وأكثر كان في الواقع تمريناً لغسل الدماغ بهدف توجيه الأطفال الصغار جداً لقبول آرائهم وقيمهم.
وقد وأشارت الكتب إلى أحداث من بينها الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها المدينة عام 2019 وقضية 12 محتجاً فروا من هونغ كونغ على متن قارب سريع في عام 2020 وأسرهم خفر السواحل الصيني. وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها قضية منشورات مثيرة للفتنة إلى القضاء في هونغ كونغ منذ احتجاجات 2019 وفرض بكين قانون الأمن القومي على المدينة في عام 2020، والذي قال المسؤولون إنه أمر حيوي لاستعادة الاستقرار. وينتمي المتهمون إلى الاتحاد العام لأخصائيي التخاطب في هونغ كونغ، والذي قال القاضي كووك إنه من الواضح أنه تم إنشاؤه لأغراض سياسية!
في محاولة لحلحلة الأزمة القائمة بين الطرفين حول الزيادة في أجور القطاع العام والوظيفة العمومية، أعلن الناطق الرسمي لاتحاد الشغل في تونس، سامي الطاهري، أنه من المنتظر أن تستأنف المفاوضات بين الحكومة والمنظمة النقابية يوم الأربعاء، وقال إن الوفد المفاوض التابع للاتحاد سيعقد جلسة جديدة مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن. كما أضاف أن الإضراب العام الذي أقرته المنظمة النقابية في يونيو الماضي ما زال قائماً، مؤكداً أن تنفيذه من عدمه مرتبط بنتائج المفاوضات الجارية مع الحكومة.
يذكر أن اتحاد الشغل كان أعلن الأسبوع الماضي فشل مفاوضاته مع الحكومة بسبب تباين وجهات النظر حول نسبة الزيادة في أجور القطاع العام والوظيفة العمومية وموعد صرفها.
في سياق متصل، أظهرت بيانات للبنك المركزي التونسي، يوم الخميس، تراجع العملة التونسية إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار، الأمر الذي يهدد بتآكل احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية، وقد يزيد من تكلفة خدمة الدين ويوسع عجز الميزانية، كما أدى ضعف الدينار إلى المزيد من التدهور في القوة الشرائية للتونسيين.
ووفقا للمركزي، فقد جرى تداول الدينار عند مستوى 3.225 مقابل الدولار الأربعاء، بتراجع بنسبة 16%، عن العام الماضي، كما ارتفع معدل التضخم السنوي بالبلاد في أغسطس/آب إلى 8.6%، وهو أعلى مستوى في نحو ثلاثة عقود.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
5 أيلول 2022
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، أنطوان اندراوس، أحمد عيّاش، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج الكلاس، حُسن عبود، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عبد الرحمن حيدر، غسان مغبغب، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
مع بدء سريان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية يدخل لبنان من جديد في مرحلة خطيرة على المستويات السياسية والاجتماعية والأمنية مع عودة خطر الاغتيالات السياسية، وذلك على تقاطع لحظتين: داخلية عنوانها الصراع على رئاسة الجمهورية فضلاً عن تفاقم الإنهيار على أبواب الشتاء، واقليمية عنوانها الصراع والتجاذب حول الاتفاق النووي مع إيران.
أمام واقع كهذا وعوض أن تسعى القوى السياسية الممثلة في البرلمان إلى تدارك هذه الأخطار فتعمل وتضغط إلى إجراء الانتخابات الرئاسية ضمن مهلها الدستورية فهي تتصرّف وكأنّ الفراغ الرئاسي واقع وحتماً وتبني سياساتها على هذا الأساس وتملأ الوقت الضائع بالخطابات والتصريحات كثيرة الكلام لكن الفاقدة لأي ترجمة سياسية عملية.
لذلك كلّه فإن "لقاء سيدة الجبل" يحمّل النواب الـ128 جميعاً المسؤولية عن تداعيات الفراغ الرئاسي على المجتمع اللبناني، ويتوجه اللقاء على وجه الخصوص إلى نواب المعارضة الذين يتحملون مسؤولية مضاعفة بناءً على الوعود بالتغيير التي أغدقوها على اللبنانيين عشية الانتخابات النيابية وغداتها.
هذا مع إننا نثمّن التطوّر الإيجابي لنواب التغيير والذي تلاقى مع المواقف المعلنة لـ " لقاء سيدة الجبل" ولو جزئياَ.
ولكن أيضاَ إمّا أن يتوحّد نواب المعارضة خلف مشروع لبناني لرئاسة الجمهورية في مواجهة المشروع الإيراني لها والذي يقوده حزب الله، وإما فليستقيلوا لأنهم نكثوا بوعدهم للبنانيين ولأنهم أضرّوا بهم.
وبالمناسبة فإن اللقاء يقف مذهولاً أمام التنافس المحموم لتحديد مواصفات رئيس الجمهورية ومن الجهات كافة، بينما هذه المواصفات محسومة ومحددة في مقدمة الدستور وهي تقوم على التزام رئيس الجمهورية بالأركان الوطنية الثلاثة: نهائية الكيان اللبناني وعروبته وعيشه المشترك.
هذه الأركان الثلاثة هي خريطة الطريق الوحيدة لانتخاب رئيس لبناني للجمهورية اللبنانية، وأمّا الطرق الأخرى فهي ستوصل إلى قصر بعبدا رئيساً إيرانياً للجمهورية اللبنانية، وساعتذاك لن يفيد البكاء وصرير الأسنان!
2*) الوفاء للمقاومة (حزب الله الايراني)
8 ايلول 2022
أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرها الرئيسي، برئاسة النائب محمد رعد، الى أنه "وسط المراوحة التي لا تزال تهدر الوقت والفرص وتحول دون إنجاز مهمّة تشكيل حكومة مؤهلة لتلبية متطلبات إدارة البلاد ولمواكبة الاستحقاق الرئاسي الداهم، يترقب لبنان ما سيحمله السمسار الأمريكي من جواب على الطرح اللبناني الرسمي لترسيم الحدود البحرية، ليُبنى على الشيء مقتضاه".
ولفتت الى أنه "في حين تستعر مواقف الأطراف المتنازعة حول المسألة الأوكرانية وأبعادها، تتنامى في أكثر من مكان داخل فلسطين المحتلة، الفعاليّات الفلسطينيّة المقاومة للاحتلال عبر عملياتٍ بطولية يُنفّذها أبطالٌ فلسطينيون ضدّ الصهاينة المحتلين وبأساليب متعدّدة".
وجددت الكتلة موقفها "الداعي إلى وجوب مواصلة المساعي والجهود لتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات تستجيب لمتطلبات الرعاية والإدارة للبلاد ولاستقرارها المطلوب على أكثر من صعيد في هذه الفترة الدقيقة والحرجة".
وحملت "الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني مسؤولية المراوغة والتسويف في الاستجابة لحقوق لبنان السيادية الكاملة وخصوصا بالنسبة لحدوده البحرية ولثرواته الوطنية"، مجددة حرصها على "الموقف الوطني الموحد، المتمسك بحقوق لبنان في بحره ونفطه وغازه، وتشيد بموقف المقاومة الحازم وبجهوزيتها الفاعلة".
ودعت "اللبنانيين جميعا، إلى تحمل مسؤولياتهم في هذه القضية التي يتقرر في ضوئها مستقبل لبنان وتطوره وأوضاعه الاقتصاديّة ودوره الإقليمي".
ورأت الكتلة أن "الاستحقاقات المعيشيّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحيّة الداهمة تستدعي اهتماماً وطنيّاً موازياً للاستحقاق الرئاسي الدستوري، والحكومة معنيّة أساساً باستنهاض كل القطاعات الحيوية في البلاد لتتحمّل مسؤوليّة إنقاذ العام الدراسي والجامعي، ولتؤمن الكلفة التشغيليّة لمرافق الكهرباء والمياه والاتصالات والتربية والاستشفاء فضلاً عن توفير الدواء والغذاء للمواطنين".
وأشارت إلى أن "منهجية تقطيع الوقت وتأجيل المهام إلى ما بعد الاستحقاق الرئاسي سوف تزيد من التخبط والتردي في واقعنا الاقتصادي والاجتماعي وستفاقم المخاطر التي من شأنها أن تعرقل أوتعيق المعالجات المطلوبة والممكنة لاحقا".
وإذ حملت الكتلة "الحكومَةَ مسؤولية أداء وزرائها للمهام المطلوبة منهم"، دعتهم "مع كل القوى السياسية الوطنية لتدارك ما يمكن، بل ما يجب فعله للجم تدهور الأوضاع وتخفيف معاناة اللبنانيين بالإمكانات المتاحة الراهنة والممكنة".
وتابعت الكتلة "باهتمامٍ بالغ، توجه لجنة الإعلام والاتصالات إلى الشروع في اتخاذ الإجراءات القانونيّة: البرلمانيّة والقضائيّة المختصّة، لمحاسبة المسؤولين عن جريمة الهدر في المال العام ضمن قطاع الاتصالات والتي أكد ثبوتها تقرير ديوان المحاسبة الأخير وقدّر أنّ الكلفة تصل إلى ستة مليارات دولار، علما أن ممثلي كتلة الوفاء للمقاومة في لجنة الإعلام والاتصالات كان لهم الدور المهم والمميز على مدى دورتين متعاقبتين، في كشف مصاديق هذا الهدر وتتبعه وملاحقته".
وتوقفت الكتلة عند "الشكاوى المتكاثرة جرّاء فوضى الترقيات الاستنسابيّة في كل من شركتي ألفا وتاتش للاتصالات، ومتطلبات العاملين في مؤسسة أوجيرو"، داعية "الوزير إلى وقف ما بات يُشكلُ خللاً فاضحاً في هذا المرفق الحيوي".
ودانت ونددت بـ"العدوان الصهيوني المتكرّر على مطاري حلب ودمشق واستباحته الأجواء اللبنانيّة في سياق استهدافه سوريا وتهديده أمن المنطقة".
كما شجبت "ازدواجيّة المعايير التي يمارسها النافذون الدوليون إزاء التطورات والأحداث في منطقتنا"، مشددة على "الآثار السلبيّة جدّاً التي تتركها لدى الشعوب مثل هذه الازدواجيّة في التعامل".
وحيت الكتلة "العمليّات الشجاعة التي ينفّذها في هذه الفترة أبطال الشعب الفلسطيني بشكلٍ متواصلٍ ومتنقّل في مختلف المناطق الفلسطينيّة المحتلّة"، ورأت فيها "مؤشراً متجدّداً على حيويّة وتجذّر النهج المقاوم ضدّ العدوّ الصهيوني الغاصب لفلسطين، وعلى فشل الرهانات البائسة التي يروِّج لها محور التطبيع والانهزام لتضييع الحقّ الوطني للشعب الفلسطيني الشجاع".
كما حيّت "الأبطال المقاومين في الأرض المحتلّة"، مجددة تأييدها "لمشروعيّة كفاحهم ونهجهم ودعمها ومساندتها لقضيّتهم المُحقّة والعادلة".
وناشدت الكتلة "كل قوى شعبنا الخيِّر في العراق الحبيب إلى إدراك مخاطر الانزلاق نحو التنازع الداخلي البغيض"، وحيت "روح المسؤوليّة الإيمانيّة والسياديّة والإنسانيّة وتشدّ على أيديها للتلاقي والحوار والتفاهم لما فيه مصلحة العراق والعراقيين".
3*) البطريرك الراعي
11 ايلول 2022
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسةالصرح البطريركي الصيفي في الديمان، يعاونه المونسينيور فيكتور كيروز والقيم البطريركي على الديمان الأب طوني الآغا، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، وحضور عدد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: "خطاياها الكثيرة مغفورة لها، لأنها أحبت كثيرا" ( لو 7: 47). أحبت المرأة الخاطئة الله حبا كثيرا، وآمنت بأن يسوع هو الإله المتجسد، الرحوم الغفور، فأتت إلى بيت سمعان الفريسي، حيث كان يسوع، وعبرت بدون خوف أو خجل عن عمق ندامتها عن خطاياها الكثيرة، بذرف دموعها على قدمي يسوع، وكفرت عن ديون خطاياها بتقبيل قدميه ودهنتهما بالطيب. فقرأ يسوع حبها الكبير، وتوبتها الصادقة، وهو العليم بكثرة خطاياها: فقال لسمعان "خطاياها الكثيرة مغفورة لها، لأنها أحبت كثيرا" (لو 8: 47)؛ وللمرأة قال: مغفورة لك خطاياك ... إيمانك أحياك، فاذهبي بسلام ( لو 7: 48 و 50). ما أجمل محبة الله الغافرة، مهما كانت كثيرة ديون خطايانا! وما أسعد تلك المرأة لأنها بتوبتها الصادقة والشجاعة الصادرة من عمق قلبها، ولأنها بسماع كلمة الرب يسوع الغافرة، شعرت وكأن جبالا متراكمة سقطت عن كتفيها، وعاشت فرح الحرية الحقيقية، حرية أبناء الله وبناته. يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، فيطيب لي أن أرحب بكم جميعا. إن في قلب كل واحد وواحدة منا رغبة بأن نختبر مثل تلك المرأة فرح التوبة والغفران. فالمسيح الرب أوجد لنا السبيل إليهما بتأسيسه سر التوبة. وقد سلمه بسلطانه إلى الكنيسة لكي تمارسه على يد كهنتها. فإنا من جهة نحض المؤمنين على عيش هذه الولادة الجديدة بواسطة سر التوبة، ومن جهة أخرى نحض أبناءنا الكهنة على تأمين خدمة هذا السر كواجب أساسي إلى جانب خدمة الذبيحة الإلهية التي منها يتفجر ينبوع فداء خطايانا والغفران".
وتابع: "إنا معكم ومع سينودس أساقفة كنيستنا المارونية نعرب للشعب البريطاني عن أعمق التعازي بوفاة جلالة ملكة بريطانيا العظمى إليزابيت الثانية التي طبعت أمتها وعصرها وتاريخها بصفحات مجيدة، وأظهرت أن قوة الحاكم هي بالتزامه الدستور واحترامه القيم وقربه من الشعب وترفعه عن الخلافات. وقد عملت الملكة الراحلة على تعزيز العلاقات البريطانية / اللبنانية، لاسيما مع البطريركية المارونية. ولطالما أشادت بالتعددية اللبنانية وتمنت أن تنجح في تثبيت الشراكة الوطنية. ونتوجه بالتهنئة إلى الملك الجديد شارلز الثالث ونعلق كبير الآمال على مواصلة هذه السياسة، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان وتجتازها أوروبا في ظل الحرب الضروس في أوكرانيا. إننا نعهد بهذه التعازي وبهذه التهاني إلى سعادة سفير المملكة المتحدة البريطانية في لبنان. شبه الرب يسوع الخطايا بالديون الموجودة في العالم. ليست الخطيئة بحد ذاتها دينا، بل مفاعيلها هي ديون عند الله والناس، وهذه تقتضي عدالة لتركها. فلا غفران من دون عدالة. الخطيئة جرح يصيب الحقيقة والمحبة، سواء ارتكبت تجاه الله أم تجاه الإنسان، فكل خطيئة إلى إنسان هي في الوقت عينه ضد الله، الذي هو الحقيقة والمحبة (البابا بندكتوس السادس عشر: يسوع الذي من الناصرة، صفحة 189)".
واضاف: "الإيمان والحب هما باب الندامة والغفران، وقد تميزت بهما تلك المرأة المعروفة في المدينة انها خاطئة. لقد ظهر إيمانها الكبير بيسوع الفادي الإلهي، إلى جانب حبها الكثير له. التوبة فعل إيمان وفعل حب متلازمان، بالإيمان يدرك الخاطئ شر خطيئته ويبحث عن الغفران عند الله. وبالحب يتوب إلى ربه، وقد أساء إلى محبته وإلى الحقيقة.
وبقول يسوع للمرأة: "إيمانك خلصك! إذهبي بسلام"، امتدح إيمانها، كما سبق وامتدح حبها، وكشف عن السلام الذي ملأ قلبها من جراء التوبة الكاملة والغفران، وفي الوقت عينه عاتب سمعان الفريسي الذي اسضافه في بيته، والجالسين، بطريقة غير مباشرة، على قلة إيمانهم وحبهم، وعلى عدم قبول السلام الذي يزرعه حيثما وجد، إذا انفتحت له القلوب بالتوبة.
إلهنا هو إله يغفر، ويريدنا أن نتشبه به ونسامح بعضنا بعضا. ولهذا علمنا أن نصلي: "إغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفر لمن خطئ إلينا". وجعل الغفران شرطا للصلاة وتقديم القربان لله: "إذا كنت تقدم قربانك لله، وتذكرت أن لأخيك عليك شيئا، دع هناك قربانك، واذهب أولا صالح أخاك، ثم عد وقدم قربانك" (متى 5: 23).إن قيمة الندامة والتوبة هي في كونهما وسيلة لتغيير مجرى الحياة، على مستوى التفكير والعمل. إنهما تجددان الإنسان، من الداخل، تنقيان ذاكرته، وتجعلانه يطوي صفحة الماضي. الندامة والتوبة فضيلتان ضروريتان للعيش معا. إنهما مطلوبتان في العائلة الصغيرة كما وفي الكبيرة. ومطلوبتان على مستوى الجماعة السياسية والعائلة الوطنية. فلا يمكن العيش في جو من الأحقاد والكيديات والإتهامات والإساءات، على صعيد الأحزاب والتكتلات السياسية، كما يجري اليوم، بكل اسف. مثل هذا الجو يسم أجواء الحياة بين المواطنين، من دون أن يكونوا مسؤولين عن بخ هذا السم. مأساتنا في لبنان أن كثيرين لا يعترفون بأخطائهم وخطاياهم ولا يندمون عليها، فبتنا نعيش في "هيكلية خطيئة". وبلغ هذا الواقع إلى تعطيل الحياة الدستورية والمؤسسات".
وقال: "لذلك نحن لا نسكت بل نرفض: "لا نسكت بل نرفض شل البلاد، لا نسكت بل نرفض تعطيل الدستور، لا نسكت بل نرفض الحؤول دون تشكيل حكومة، لا نسكت بل نرفض منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا نسكت بل نرفض فرض الشغور الرئاسي، لا نسكت بل نرفض استباحة رئاسة الجمهورية، لا نسكت بل نرفض الإجهاز على دولة لبنان وميزاتها ونموذجيتها ورسالتها في هذا الشرق وفي العالم. إننا ننتظر من المواطنين المخلصين المؤمنين بلبنان-الرسالة أن يشاركونا في رفض هذه البدع، وأن يقفوا وقفة تضامن حتى تشكيل حكومة جديدة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الحادي والثلاثين من تشرين الأول المقبل، يكون رئيسا من البيئة الوطنية الإستقلالية ورئيسا جامعا. من المؤسف أن يصل اللبنانيون إلى حالة اللاثقة التي باتت تشكك في كل نية ولو صادقة، وإلى حالة التسييس التي ترى مسيسا كل قرار أو تدبير. وهاتان الحالتان تؤديان إلى التعطيل. هذه حال ما يحصل اليوم بين أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت ووزير العدل. إنه نزاع تبرره حالتا اللاثقة والتسييس، ويؤدي إلى التعطيل وأصبح إبداء الرأي ولو موضوعي محكوما عليه بالتشكيك والتسييس.
معروف أن قاضي التحقيق طارق البيطار ثابت في منصبه وممسك بملف التحقيق في تفجير المرفأ بحكم القانون، لكنه مكبل اليدين بسبب رفض وزير المالية عن توقيع مرسوم التشكيلات القضائية فيعطل تعيين رؤساء غرف التمييز الذين يشكلون الهيئة العامة لمحكمة التمييز فتتمكن هذه من إعادة الحياة القضائية التي بها يرتبط عمل قاضي التحقيق. هذا هو الموضوع الأساس الذي يسمح حله بعودة القاضي البيطار إلى عمله. أما القضية التي يطرحها وزير العدل مع مجلس القضاء الأعلى بالإجماع، ولا تؤثر بشيء على صلاحية القاضي بيطار، فتتعلق بمعالجة الموقوفين منذ أكثر من سنتين، ويحق لهم بإخلاء سبيلهم بموجب المادة 108 من أصول المحاكمات الجزائية. ولكن القاضي البيطار لا يستطيع إصدار أي قرار بهذا الشأن بسبب تكبيل يديه. فإنا نقترح سماع رأي رؤساء مجلس القضاء الأعلى السابقين بشأن هذه القضية، من أجل بتها من جهة، وطمأنة أهالي ضحايا تفجير المرفأ من جهة ثانية. فتبقى العدالة والإنصاف مصونين".
وختم الراعي: "نسأل الله أن يلقي بأنواره على الجميع لكي نعيش بطمأنينة وسلام. له المجد والشكر إلى الأبد، آمين".
4*) المطران عودة
11 ايلول 2022
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "إن المعنى الأساسي للصليب في حياة الكنيسة تعبر عنه بجلاء طريقة تعييدنا للأحداث المرتبطة به. ففي الرابع عشر من أيلول، نقيم تذكار رفع الصليب الكريم المحيي في كل العالم. تحدد الكنيسة فترة تهيئة قبل العيد، وفترة امتداد بعده. الأحد الذي قبل عيد الصليب والذي بعده مكرسان لعود خلاصنا المغبوط. تتحدث كل التسابيح والقراءات التي تتلى على مسامعنا عن مكانة الصليب في وجدان المؤمن الحقيقي، وعن طريقة المشاركة في نعمة سر الصليب. ما يلفت انتباهنا في قراءة إنجيل اليوم، العلاقة بين الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية وبين صليب المسيح. المسيح نفسه يشير إلى تلك العلاقة كاشفا عن معنى الحدث الحقيقي في العهد القديم".
أضاف: "إن صغر النفس عند الشعب العبراني، عندما ضل في الصحراء، آل به إلى التذمر على الله وعلى موسى بعدما أخرجاه من أرض مصر. شعروا أن العبودية أكثر احتمالا من حياة الصحراء القاسية، وعميت عيونهم عن مشاهدة عطايا الله. إلا أن هذا التدريب الذي منحهم إياه الله اتخذ صفتي الكشف والنبوة. كشف عن المأساة الداخلية لأبناء إسرائيل، وأنبأ رمزيا عن خلاصهم من هذه المأساة. كانت الأفاعي التي أماتت العبرانيين صورا حسية عن أفكار الخطيئة السامة والإلحاد التي أماتت نفوسهم. أما الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية حسب وصايا الله، فترمز إلى الصليب، وإلى عود الخلاص الذي سحق المسيح عليه «من له سلطان الموت»، أي إبليس. على الصليب نرى جسد المسيح متأثرا بالجلدات، وفي الوقت نفسه ندرك أنه منزه عن التألم. إنه جسد إنسان، لكن بلا خطيئة، كما أن الحية النحاسية هي بلا سم. لقد حمل المسيح عواقب خطيئة العالم على عاتقه، هو المنزه عن الخطيئة، لذلك كان موته ظلما، إذ ارتكب فيه الشيطان اختلاسا للسلطة، لأنه لم يملك سلطة الموت إلا على الذين انجرحوا بشوكة الخطيئة. أما في حالة المسيح، فقد حقق إبليس ظلمه غير المحدود. لذا، بادر الله العادل إلى إلغاء سلطة الشيطان بموت المسيح. من هنا، نرى على الصليب موت الخطيئة. الحية النحاسية ترمز إلى موت الحية العقلية، إلى موت الشيطان. وفيما نجعل انتباهنا الداخلي، أي كل كياننا، عند الصليب، ننتعش بسبب إماتة الموت والشيطان وهدم الجحيم كما نرتل في أحد الفصح المقدس، ونأتي إلى الشركة مع الحياة الحقيقية، أي المسيح".
وتابع: "واضح أن الصليب لا ينفصل عن المصلوب، لأنه ليس مجرد شكل، ولا رمزا لفكرة ما، بل هو يشمل محبة الله كلها للعالم. هنا، لا بد من الإشارة إلى أشكال من الصلبان يعلقها المسيحيون في أعناقهم، لا تمت إلى الصليب بصلة. الصليب ليس موضة تتغير مع الزمن وحسب المزاج، ولا سلعة يغير البائعون شكلها كي يحققوا أرباحا أكثر. هذا ما نشدد عليه في المعمودية، عندما نطلب إحضار صليب عليه المصلوب ليعلق على صدر المعمد، عملا بقول الرب: «من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (مر 8: 24). الصليب هو قوة الله التي تجدد الخليقة، لذلك لا ينفصل عن القيامة، لأنه لو لم يرتبط بالقيامة لكان مجرد أداة قتل وإجرام. لذلك على كل من يعتبر أن بندقيته أو مدفعه أو خنجره هي أدوات خلاص، أن يسميها ما يشاء من التسميات القتالية والحربية دون ربطها بالخلاص. قتل البشر لا يخلص أحدا، لكنه يزيد الأحقاد وردات الفعل ، ولا يجلب خلاصا، بل دما فوق دم. أما الصليب فهو باب الحياة، وهذه الحقيقة تظهر نتائجها في حياة المؤمن اليومية حيث يعبر التزاوج بين الصليب والقيامة عن الإيمان المستقيم، وكنيستنا هي قيامية، مركز حياتها الصليب. الإيمان القويم يرشد المؤمن إلى مشاركة نعمة الصليب، ذلك بالطاعة لمشيئة الله، التي مرارا كثيرة تصطدم بمشيئتنا الذاتية الخاطئة، ويتم انتصارنا الحقيقي عندما نسمر جسد الخطيئة طوعا على صليب وصايا المسيح. هذا الألم يتولد من الإيمان، والإيمان يقودنا إلى ألم التوبة الشافي".
وقال: "في خضم الأزمات التي تعصف ببلدنا، الواحدة تلو الأخرى، قد كبر صليب الشعب جدا، فما عاد قادرا على التحمل، إلا أن الإيمان بالله والرجاء بغد أفضل، قد يساعدان في تخفيف الحمل. لكن هل الغد الأفضل سيأتي، في ظل أناس لا يهتمون إلا بحسابات ضيقة، مفضلين جر البلاد والعباد إلى هاوية لا قعر لها، عوض التنازل عن مصالحهم؟ فالحكومة لم تشكل لغايات وأسباب، ولو صفت النيات لشكلت منذ زمن. والنواب المنتخبون يتأرجح معظمهم بين المصالح الخاصة ومصالح الجماعات التي ينتمون إليها، ولا يحسبون لمن انتخبهم حسابا. ولم يدعوا بعد لجلسة انتخاب رئيس للبلاد، رغم بدء المهلة الدستورية. والغريب أن الجميع يتحدث عن شغور في سدة الرئاسة وكأنه حاصل، عوض العمل الحثيث لإجراء الإنتخاب وتأمين انتقال طبيعي للسلطة في الوقت المحدد في الدستور".
أضاف: "إن المبادرة التي أطلقها النواب المسمون تغييريين جديرة بأن يلاقيها كل نائب يحرص على القيام بواجبه وعلى إنقاذ البلد. تضافر الجهود واجب، وتطبيق الدستور أول الواجبات، وعلى المجلس النيابي ورئيسه القيام بواجبهم مهما كانت الظروف والعقبات. إذا استمرت المناكفات وزاد التباعد لن تبقى جمهورية لينتخب لها رئيس. لذلك على الجميع التحلي بالتعقل والحكمة والحس بالمسؤولية. النية الحسنة وحدها لا تكفي، كما الوعود والكلام المعسول. المطلوب أفعال على مستوى الظرف العصيب، تلاق وحوار وقرار، بعيدا عن المصالح والإرتباطات".
وتابع: "هنا نسأل: هل تعطل جلسة انتخاب رئيس حتى الاتفاق على إسم؟ وإذا لم يتم ذلك هل نرمي البلد في المجهول؟ أليس الأفضل أن يعلن من يرى في نفسه الكفاءة والقدرة على تولي المسؤولية ترشحه ورؤيته وبرنامجه، ويجري التنافس بروح ديموقراطية راقية؟ وما الضير من وجود عدة مرشحين؟ ولينتخب النواب من يقتنعون ببرنامجه وكفاءته ويرونه أهلا لتحمل المسؤولية في هذا الظرف، وليكن انتخابهم بحسب ضميرهم لا بحسب الإملاءات والمصالح. بعد كل التحولات التي حصلت، لم يعد مجال للتسويات كما في السابق، ولم يعد جائزا التلاعب بمصير البلد وأبنائه. المطلوب تضافر الجهود من أجل إنقاذه. ووجود رئيس وحكومة فاعلة ليس ترفا بل ضرورة. وعلى جميع المعنيين التخلي عن مصالحهم وأنانياتهم وأحقادهم وكل ما يعرقل إتمام الإستحقاقات. الإنتقام صغارة لا تليق بالكبار الذين ينشغلون بالقضايا الكبرى عوض تضييع الوقت بالحرتقات. والوقت لم يعد متوفرا لأننا أصبحنا في قعر القعر، وقد غزا اليأس النفوس وشحت الموارد وضاقت سبل العيش حتى أصبح اللبناني يغامر بنفسه وبعائلته ويخوض غمار البحر مفضلا المجهول على العيش بلا كرامة. أصبحنا نعيش تحت رحمة شريعة الغاب، حيث القوي يأكل الضعيف، وحيث يغيب حضور الله تماما".
وقال: "هنا نؤكد مجددا على ضرورة كشف حقيقة تفجير المرفأ وعدم تعطيل التحقيق طمسا للحقيقة. وعوض تعيين محقق رديف، أليس الأفضل تيسير عمل القاضي الأصيل؟ مؤلم ومخز عرقلة عمل الأصيل ثم الإتيان برديف. وكأنهم يستخفون بعقول الناس وبألم المصابين وأهالي الضحايا. وهل يجوز انقضاء أكثر من عامين على تفجير أودى بأرواح الناس وبروح العاصمة ولم تنجل الحقيقة بعد؟ هذا غريب وغريب جدا".
وختم: "تحت نير الآلام التي يعاني منها شعبنا، لا بد من أن نتذكر قول الرسول بولس: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (في 4: 13). كيف قوانا المسيح؟ عندما صلب وأمات الموت بموته، حتى لا يعود شيء ولا أحد ولا حتى الشيطان يتسلط علينا".