رقم 127/2022
تقرير دولي 3-9 تشرين الاول /2022
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
على وقع عملية اختبار انابيب الغاز بين الشاطئ الاسرائيلي ومحطة كاريش، وترقُّب حزب الله الايراني في لبنان للوضع، مع تنفيذ عملية هجوم الكترونية من خلال "اصدقاء" على الشركة الاسرائيلية والشركة المنقّبة، أتى ردّ الوسيط الاميركي بالصيغة النهائية لعملية الترسيم والتي سيدرسها الجانب اللبناني، على ما أعلن مكتب رئيس الجمهورية.
وبانتظار الجلسة الثانية لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل، ظهر بشكلٍ واضح القلق الغربي والعربي من خطورة انزلاق لبنان في هذه المرحلة بالفراغ الدستوري، من خلال تصاريح الوفد الاوروبي والموفد العربي الذين زاروا بيروت هذا الاسبوع. وتبدو القوى السياسية غائبة عن المسؤولية وغارقة في حساباتها الداخلية.
وحده حزب الله الايراني يطرح المشروع الذي يناسبه، فيما يستمر قياديوه بتحميل النظام مسؤولية ما آلت إليه الأمور، من دون أن ينسوا بالطبع التشديد على أن الحصار الاميركي المفروض على لبنان بتطواطؤ سعودي هو السبب الذي أوصل الشعب اللبناني إلى حدود الفقر والجوع والعتمة! وسيطل مجدداً أمين عام الحزب الايراني في لبنان بداية الاسبوع، وقبل جلسة مجلس النواب التي من المفترض أن يتم خلالها انتخاب رئيس للجمهورية، ليعطي توجيهاته للحليف قبل العدو لما يجب أن يتمّ العمل به على كافة المستويات!
هذا فيما المواطن يغرق أكثر فأكثر في الأزمات التي لا تجد الحكومة، ومعها القوى السياسية التي خلفها، سبل معالجتها! فالموازنة التي أقرّت تبشّر بمزيد من العبء على هذا المواطن من دون طرح أية حلول أو خطط إنقاذية، فأرقامها تقود إلى مزيد من الانحدار نحو القعر الذي يبدو بلا نهاية!
ورغم المناشدات الحثيثة لبعض المراجع لضرورة تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية والعمل من أجل استعادة ما كان البلد عليه سابقاً، باحةً للحرية ومركزاً للتواصل، بدل ان يكون صندوق بريد وساحةً للإقتتال، والتقيّد الأصول وبالنصوص من أجل إخراج البلد من هذه الأزمة المفتعلة، تبدو الصورة سوداوية!
لكن لا يمكن فقدان الأمل، لا تزال في هذا البلد المتألّم شخصيات تؤمن برسالة هذا الوطن وهي تعمل بشكل مستمر من اجل استعادة سيادة وقرار الدولة على أساس الدستور وميثاق العيش المشترك والمواطنة التي إُنشئ عليها لبنان منذ أكثر من مئة عام، وتطوّر. ونحن بانتظار المشروع الانقاذي الذي ستطرحه هذه المجموعة قريباً على الساحة السياسية.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
اكدت"مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، في بيان، انه "لمناسبة انتهاء ولاية رئيس الجمهورية في 31 تشرين الأول، أهمية في انتخاب رئيس جديد ضمن الإطار الزمني الذي نص عليه الدستور. رئيس يكون بمقدوره توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الفاعلين الإقليميين والدوليين على تجاوز الأزمة الاقتصادية والإنسانية بما يخدم المصلحة العامة، من خلال البدء الفوري في تمهيد الطريق لتطبيق إصلاحات شاملة والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي".
وقالت:"في اطار التركيز الراهن على الانتخابات الرئاسية، فمن المهم أيضا تأليف حكومة جديدة ذات صلاحيات تمكنها من تنفيذ الإصلاحات الضرورية المطلوبة. فقد حان الوقت للسياسيين للتوصل على نحو عاجل، إلى توافق وطني واسع يجنب البلاد فراغا متعدد المستويات في السلطة التنفيذية".
وتابعت:" كما نلاحظ عدم إحراز تقدم كاف في تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب اتفاق 7 نيسان على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي، ولا سيما التأخير في اعتماد التشريعات المناسبة بشأن الكابيتال كونترول والسرية المصرفية، وإصلاح القطاع المصرفي، فضلاً عن التأخير في اتخاذ القرارات المتعلقة بتوحيد أسعار الصرف واستعادة عافية القطاع المالي"، مطالبة السلطات ب"الإسراع في جهودها لاستكمال كل الخطوات التي لم تحسم بعد".
واستنكرت المجموعة "عدم إحراز تقدم حتى الآن في الإجراءات القضائية المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت"، ودعت السلطات اللبنانية إلى "بذل كل ما في وسعها لإزالة أي عقبات أمام إتمام تحقيق نزيه وشامل وشفاف، وخصوص ان أهالي الضحايا والشعب اللبناني يستحقون معرفة الحقيقة وارساء العدالة دون مزيد من التأخير".
واضافت:"على القيادة اللبنانية أن تعمل لخدمة الشعب وتعيد لبنان إلى مسار الازدهار والتقدم المستدام. إن الحوكمة القائمة على المبادئ والتعهدات التي يمكن أن تدعم استقرار لبنان ومكانته ستكون مهمة لمنح البلاد توجهاً واضحاً يحظى بدعم مستمر من المجتمع الدولي. وبالنتيجة، فإنها مسألة تتعلق بتحمل المسؤولية تجاه مواطني لبنان وإعادة بناء ثقتهم بالدولة اللبنانية"، مؤكدة "استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه".
اشارة الى ان مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان تضم كلا من الامم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية مع الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية. تم اطلاقها في أيلول 2013 من قبل ألامين العام للامم المتحدة والرئيس السابق ميشال سليمان من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته.
في سياق متصل، أعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان ببيان، أن المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أوليفر فاريلي زار لبنان في 4 و5 تشرين الحالي، وخلال هذه الزيارة الرسمية الأولى للبنان، التقى الرؤساء الثلاث كما التقى وزير الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية وقائد الجيش وزار مشروعاً ممولاً من الاتحاد الأوروبي لكاريتاس لبنان. وقد لفت البيان الى أنه خلال الاجتماعات، أكد المفوض فاريلي على الحاجة الماسة إلى تنفيذ الإصلاحات الضرورية، بدءاً بالإجراءات السابقة المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي. وإذ أقرّ بالظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان، ناقش فاريلي مسائل التعاون بين الاتحاد الأوروبي ولبنان المدعوم بمساعدات تنموية يخصصها الاتحاد الأوروبي للبنان، والطرق التي يمكن أن يساعد بها البلاد على التصدي للتحديات العديدة التي تواجهها. كما أشار الى أن المفوض الأوروبي أعلن عن الاعتماد الوشيك لحزمة بقيمة 229 مليون يورو للبنان، تتضمن دعماً للاستجابة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية ودعماً في إطار آلية القدرة على التكيّف في مجال الغذاء. وستدعم هذه الحزمة قطاع الطاقة، وإصلاح الإدارة العامة، فضلاً عن الاستمرار في توفير الدعم للاجئين السوريين في لبنان وكذلك للمجتمعات المضيفة. وتتضمن الآلية المذكورة مبلغاً قيمته 25 مليون يورو لتعزيز قطاع الأغذية والزراعة.
وذكر البيان أن فاريلي قال في حديث للصحافة انه يجب تصحيح مسار الأمور، وهذا يعني أنّ الناس يستحقون أن يعرفوا ماذا حدث في المصرف المركزي، وماذا حدث في المصارف التجارية، وماذا حدث في مرفأ بيروت. ولا بد من كشف كل هذه الأمور ولا بد وأن يكون لها عواقب. وبطبيعة الحال، يتعين على مجلس النواب انتخاب رئيس للجمهورية ويجب تشكيل حكومة جديدة. فلبنان وشعبه يستحقّان مستقبلاً أفضل يرتكز على الاستقرار والأمن. وستكون أوروبا إلى جانبهم وستساعد لبنان دائماً. إلا أنّ أوروبا لا تستطيع مساعدة لبنان إن لم يساعد لبنان نفسه!
وفي سياق متصل، وبهدف استشراف آراء القيادات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي المقبل، والنظر في سبل معالجة الانسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد، توجه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي ، بتكليف من الأمين العام أحمد أبو الغيط ، إلى لبنان انطلاقا من حرص الجامعة على مواكبة لبنان في كافة المحطات الهامة واستشعارا منها للتداعيات الخطيرة التي ستترتب على دخول البلاد في فراغ رئاسي في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في 31 الشهر الجاري، وصرح زكي عقب الزيارة انه استشعر تباينا كبيرا في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلا عن ضعف قنوات التواصل فيما بينهم، الأمر الذي قد يدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خاصة في ضوء حالة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية. وقد ناشد زكي، خلال المقابلات التي اجراها، كافة القيادات السياسية تقديم المصلحة الوطنية والجلوس سويا وفتح قنوات التشاور من أجل التوافق على هذا الاستحقاق الدستوري الهام، لافتاً الى أن ترف الوقت غير متوفر، والتعويل على الحلول الخارجية وحدها لن يسهم في حل الأزمة في ضوء التوتر الشديد على الساحة الدولية وتفاقم حدة الازمات العالمية.
في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، تلقى رئيس الجمهورية اتصالا من الوسيط الاميركي، ىموس هوكشتاين، أطعه خلاله أنه انتهى من وضه الملاحظات على الصيغة النهائية للاقتراح المتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتي سيرسلها خلال الساعات القليلة المقبلة، وأعلن مكتب الرئيس أنه سيتم دراسة الصيغة النهائية بشكل دقيق تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
في مواقف حزب الله الايراني وكل من يدور في فلكه لهذا الاسبوع، اكد عضو المجلس السياسي في الحزب محمد صالح ان لبنان بمقاومته وشعبه وجيشه سيبقى صامدا في وجه كل التهديدات لا سيما تلك التي تسعى لسلب حقوقه وثرواته، ولفت الى أن الشعب اللبناني يريد استحقاقات تحفظ الانجازات الكبرى للوطن وتليق بتضحيات أبنائه، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك أوهام رئاسية لمن يلهثون خلف اشارات السفارات أو يحلمون بالتطبيع! كما أكد أن تاريخ بيئة المقاومة يشهد بأنها لم تتخاصم مع أحد من مكونات مجتمعنا اللبناني الأصيل!!
أما رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الايراني السيّد هاشم صفي الدين فقد أكد أن اللبنانيين اليوم في طَور إنجازات جديدة على مستوى البلد، وعلى مستوى ترسيم الحدود البحريّة، وما أصبَحَ واضحًا اليوم أنّ موقف لبنان هو موقفٌ قويّ أمّا موقف العدوّ فهو موقفٌ ضعيفٌ ومُربَك. وقال أن الإسرائيلي العنجهي والذي خلفه كلّ قوى الإستكبار هو خائف من المعادلة الجديدة التي رسمتها المقاومة مع بداية عصر الإنتصارات، وشدّد على ان التهديدات التي أطلقتها المقاومة ليست كلامًا، ولأنها حقيقة ولأنها صدقٌ وواقع ولأنّ الإسرائيلي والأميركي يعرِفان أن تهديد المقاومة واقع، كان هذا المسار!! كما أضاف انه في المسائل الكبيرة يجب أن يتّعظ بعض اللبنانيين وأن ينتبهوا إلى مواقفهم وإلى ما يفعلونه مقال الحزب لهم منذ اليوم الأول، لا تعطوا العدوّ ذريعة ولا تعطوه نقطة قوّة، ورأى انه في الوضع الداخلي حينما يكون حسّاسًا ودقيقًا وفيه ضغوط خارجية كالضغوط الأميركية والغربية وفيه تدخّلات خليجيّة وتعقيدات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية مختلفة، فيجب أن يأخذ الإنسان كلّ هذه الأمور بعين الإعتبار ويحدّد موقفًا سليمًا وطنيًّا عقلائيًّا من أجل الإنقاذ الفعلي! وما حصل يوم الخميس الماضي في جلسة إنتخاب رئيس الجمهوريّة علّه يكون محفّزاً ومنبّهاً لهؤلاء الذين يكثرون الكثير من الشعارات والأوهام والتخيّلات التي يقدّمونها للّبنانيين وهم يعلمون أنهم غير قادرين على ذلك ويتحدّثون من عالم آخر ومن أجل إرضاء سفارةٍ هنا أو جهةٍ هناك من أجل التمويل أو الدّعم.
إلى ذلك، لفت صفيّ الدين إلى أنّ الإستحقاق الرئاسي يحتاج إلى حدّ أدنى من التوافق على مسلّمات سياسيّة وطنيّة وعلى مسلّمات مهمّة مالية وإقتصادية ومعيشيّة وإجتماعيّة، والكل يعلم أنّ المفاتيح كلّها ليست بيد رئاسة الجمهورية، مؤكدا ان رئاسة الجمهوريّة هي موقع مهمّ جدًّا في البلد، له رمزيّة لكن يحتاج الأمر إلى توافق من أجل الحكومات الآتية والخطط الآتية، والذي يمتلِك مسؤولية وتجربة وصدقًا مع الناس يتحدّث بهذه اللغة! وأشار إلى أنّ أميركا حينما تشعر أنها ضعيفة في بلد تخلق فوضى وعندما شعرت أن لبنان خرج من يدها أوجدت هذه الفوضى السياسية والمالية والإداريّة والمعيشيّة، وفي العراق واليمن وسوريا وفي فلسطين كذلك، هذه هي سياسة أميركا! ولأن أميركا تشعر اليوم أنّها في العالم لم تعد تتحكّم كما كانت في الماضي فهي ذاهبة إلى فوضى عالمية، وأميركا التي عرفناها بأنّها شرّ مطلق وأنها غدّة سرطانيّة وهي شيطان أكبر هي سبب كلّ المصائب وبالتالي إذا أراد لبنان أن يكتب لنفسه الخلاص هل يلوذ من قاتله وجلّاده أو يلوذ بمن يعطيه الأمن والأمان والأمل والدعم والصداقة الحقيقية في المستقبل؟!
ومن جهته، أكد النائب محمد رعد إنه لا يمكن للحزب أن ينام ويغفل عن الحق، وهو يعرف أن الصراع مع الإسرائيلي حتى لو رسمت الحدود سيبقى قائما، وأضاف أن لبنان الآن في حاجة الى إنتخاب رئيس للجمهور ية وفي المهلة الدستورية المحددة، لكن "ماذا نفعل" إذا كان الإنقسام بين القوى السياسية، وربما هذا الإنقسام يؤخر إنتخاب رئيس للجمهورية عن المهلة الدستورية؟! متسائلا، هل نترك البلد لحكومة تصريف الأعمال؟ إن البلد يحتاج إلى حكومة كاملة المواصفات من أجل أن تدير شؤون الناس وترعى مصالحهم وتحفظ حقوقهم وتوفر الأمن والإستقرار وتتحمل مسؤولية ذلك! وهذا الأمر مطلوب وليس من أجل تأخير إنتخاب رئيس للجمهورية بل المطلوب من أجل تحقيق الإستقرار وضمان تحقيقه، والإحتياط لأيّ تغيير قد يحصل ونحن لا نرغب فيها على الإطلاق! وأكد رعد
أن الحزب لا يتصرف بردود فعل تجاه ما يتصرف به الآخرون بل يتصرف وفق قناعاته وقيمه وتجاه مصالح شعبه وبلده!!
كذلك، توجه تجمع العلماء المسلمين في بيان اثر الاجتماع الدوري لهيئته الادارية، بـالشكر الجزيل للمقاومة وسيدها على الإنجاز التاريخي الذي سيتحقق بحصول لبنان على مطالبه في الترسيم الحدودي مع فلسطين المحتلة، داعيا اللبنانيين للاستفادة من هذا الأمر لتحقيق مكاسب أخرى وعدم الاستماع إلى من لا يزال يكابر ويرفض الاعتراف بهذا الإنجاز، في حين أن عدونا الصهيوني بأكمله يعلن أنه انتصار لحزب الله ولسيد المقاومة!! كما أكد على نصرته للجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبرا أن أعمال الشغب والإخلال بالأمن الأخيرة هي من تخطيط الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وهذا ما ستظهره التحقيقات، مشددا على أن هذه الدولة لن تهزمها هكذا أعمال صبيانية، وهي تعتمد على أن الغالبية العظمى من الشعب معها، وهذا ما أظهرته التظاهرات المليونية التي حصلت في أكثر من محافظة إيرانية!!
كما أكّد عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي، أنّ لبنان يمتلك مقوّمات النهوض، ويملك القوّة لكنّها ممنوعة من أن تتحرّك ومن أن تُستخدم ومن أن تُستثمر لصالح الشعب، وممنوع أن تُحرّك الذهب المحجوز في أميركا، وتساءل، ذَهب لبنان كيف أصبَح في أميركا، وهنا نسأل حاكم مصرف لبنان؟ وقال أن لبنان يملك من الأراضي والعقارات والأملاك باسم الجمهورية اللبنانيّة عدا عن أراضي المشاع ما يبلغ قيمتها خمسمئة مليار دولار أميركي، وهنا لا أدعو الى بيع هذه الأملاك، لكن دولة تملك هذا القدر من الذهب ومن الأراضي، وتملك حقلًا من النّفط والغاز الموجود في قعر البحر في مياهنا الإقتصادية وفيه مئات مليارات الدولارات، لماذا نقول لبنان عاجزًا؟ كما سأل أيضا، لماذا لبنان يشحذ، ولماذا ينتظر صندوق النّقد الدولي الذي يضع لبنان ورقبة لبنان الإقتصادية في يدّ القوى الدولية وعلى رأسهم أميركا؟
من جانبه، أكد المفتي قبلان أن الإنقاذ الرئاسي ضرورة وطنية لانتشال وطن مطوق بلوبي دولي إقليمي يمارس لعبة القتل صمتا، فلا اقتصاد بلا سياسة، وأي هزة سياسية يعني هزة أسواق ومال ودولار وأسعار وكوارث حياتية. لذلك المطلوب رئيس جمهورية قادر على أخذ قرارات مصيرية، خاصة في موضوع الخيارات الشرقية، وإعادة العلاقات المتينة والأخوية مع سوريا. كما اعتبر أنه لا يمكن ترك البلد للدولار الأسود، وفوضى الأسواق، ومافيات التجار، التي تدير عملية تجويع الناس، فضلاً عن الغزوات المكشوفة التي تقودها مفوضية اللاجئين وجمعياتها، والمطلوب جواب علني من السلطة والقوى السياسية! أما بشأن الترسيم البحري والثروة السيادية، اعتبر المفتي أنه سواء قبل العدو الصهيوني أم لم يقبل، فإن الثروة السيادية البحرية أكبر مصالح البلد وطنيا، وتستحق التضحية بل الحرب لحمايتها، وما تم حتى الآن هو انتصار سيادي لا مثيل له من قبل إلا التحرير، وإذا كان من شكر فهو لكل من له يد في هذه المعركة الوطنية الكبيرة، لا سيما المقاومة التي أكدت مجددا أن السيادة فعل قوة وطنية، وأن لبنان بلا مقاومة ليس له وجود حتى على الورق!!
أما النائب حسين الحاج حسن فقد أعرب عن أمله بأن تصل القوى السياسية والكتل النيابية إلى تفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية خلال المهلة الدستورية، وتشكيل حكومة مكتملة المواصفات، واشار إلى أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية، هي من أقسى الأزمات التي مرت عليه، ومن أهم أسبابها، النظام السياسي الطائفي المذهبي المللي، والممارسات السياسية من معظم المسؤولين الطائفية والمذهبية والكيدية، ورفض تطبيق حتى بعض الإصلاحات التي وردت في اتفاق الطائف طوال السنوات الماضية، ومنها إلغاء الطائفية السياسية. وهناك من يدافع عن هذا النظام ويمنع تطويره وإصلاحه!!! وأضاف أن من أسباب ما وصلنا إليه النظام الاقتصادي، فهو نظام ريعي، مافيات، كارتيلات، ونظام فئوي، وهناك إصرار على تهميش القطاعات الإنتاجية، لأن المطلوب أن يبقى اقتصادنا مرتهناً للخارج ومعتمدا على التحويلات المالية من الخارج، فإذا أراد الخارج أن يعاقبنا يوقف التحويلات. والعنوان الثالث للأزمة هو الفساد، ويحتل لبنان للأسف مرتبة متقدمة في الفساد بين دول العالم، ومن العوامل الخارجية للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان واللبنانيون، نتائج الحرب على سوريا، من حصار ومفاعيل قانون قيصر، وتداعيات النزوح السوري، ومنع عودة النازحين السوريين لأهداف سياسية قادمة! كما اعتبر أن الأزمة التي تعصف بلبنان لها أسبابها الداخلية، ولكن الذي عمقها وجعلها بهذه الحدة هي الولايات المتحدة الأميركية، والهدف الضغط على اللبنانيين ليضغطوا على المقاومة، لافتا إلى أن الأميركي يريد من اللبنانيين القبول بالتطبيع مع العدو الصهيوني، توطين الفلسطينيين، بقاء النازحين السوريين في لبنان، وأن تكون ثروات لبنان تحت السيطرة الأميركية، وأن يصبح لبنان بلا قوة، أي بلا مقاومة!!
محطات سياسية واقتصادية:
أعلنت واشنطن الخميس مقتل قياديين اثنين من داعش في غارة أميركية شمال سوريا، وقال بيان للقيادة المركزية ان قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت مداهمة بمشاركة مروحية في شمال شرق سوريا بالقرب من قرية القامشلي استهدفت ركان وحيد الشمري وهو مسؤول في داعش معروف بتسهيل تهريب الأسلحة والمقاتلين لدعم عمليات داعش. كما أفاد مسؤول أميركي إن غارة نادرة بطائرة هليكوبتر أميركية على قرية تسيطر عليها الحكومة في شمال شرق سوريا، أسفرت عن مقتل مسؤول في تنظيم داعش، وإصابة آخر والقبض على شخصين آخرين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تمت عملية الإنزال في قرية ملوك سراي على بعد 17 كلم جنوب القامشلي في ريف الحسكة،
وأثناء العملية أبلغ جنود العملية أهالي القرية بمكبرات الصوت بضرورة دخول الجميع إلى منازلهم وإطفاء الإضاءة. وأضاف المرصد أن عملية الإنزال أسفرت عن مقتل شخص واعتقال عائلته وعائلة أخرى، إضافة إلى اعتقال قائد "مقر أنصار الأمن العسكري"، ولم يُعلم أن كان هذا الأخير قد اعتُقل لأنه مطلوب للقوات الأميركية أو لأنه قاوم عملية الإنزال. إلى ذلك ذكر بيان القيادة المركزية أن أي من القوات الأميركية لم تصب أو تقتل خلال العملية ولم يقتل أو يجرح أي مدني.
في سياق منفصل وعلى صعيد الملف الصحي، سلّطت صحيفة سورية موالية لرئيس النظام بشار الأسد الضوء على الاستقالات الجماعية التي يشهدها القطاع العام، خاصة لدى العاملين في المؤسسات الطبية والصحية ووباء كوليرا الذي زاد الأمور سوءا، إلا أنها اكتفت برصد واقع الأطباء والصيادلة في 4 من محافظات البلاد فقط دون أن تتطرق إلى وضع مناطق أخرى، تشهد بدورها استقالاتٍ شبه جماعية من المؤسسات الخدمية والصناعية. فقد كشفت صحيفة "الوطن" المحلية شبه الرسمية، قبل أيام أن أكثر من 1100 طبيب وممرض استقالوا من وظائفهم في العاصمة دمشق واللاذقية والقنيطرة والسويداء، لكن لم يكن الأمر مختلفاً عن باقي المحافظات في البلاد، ففي حماة وحدها تقدّم أكثر من 500 طبيب بتقديم استقالتهم منذ مطلع العام الجاري، بحسب ما كشف مصدر في فرع نقابة الأطباء في المحافظة الواقعة وسط سوريا. ووفق المصدر نفسه، لا تقبل نقابة الأطباء استقالة معظم من يتقدّم بها من الأطباء، لكن أغلبهم لا ينتظر الموافقة عليها ويمضي بطريقةٍ غير شرعية نحو العاصمة اللبنانية، حيث يحصلون على جوازات سفرٍ من السفارة السورية ومن ثم يغادرون بيروت إلى دولٍ عربية مختلفة بحثاً عن فرص عملٍ أفضل.
وتمنح السفارة السورية في بيروت جوازات السفر لمواطني البلاد الذين دخلوا لبنان بطريقةٍ غير شرعية مقابل دفع رسومٍ مالية تبلغ قيمتها 825 دولارا أميركيا، في حين أن دوائر الهجرة والجوازات داخل سوريا لا توافق على منح الأطباء والممرضين الراغبين بالاستقالة من عملهم جوازات سفر إلا بعد الحصول على موافقاتٍ أمنية يصعب الوصول إليها وتتطلب دفع رشاوى مالية.
وقد أعاد انتشار وباء الكوليرا في البلاد الشهر الماضي، أزمة القطاع الطبي إلى الواجهة مجدداً، رغم أن قطاعاتٍ أخرى صناعية تشهد استقالاتٍ مماثلة كقطاع التعليم والمجالات الصناعية. يذكر أن آلاف من الأطباء والممرضين والصيادلة كانوا غادروا الأراضي السورية في غضون الحرب التي تشهدها البلاد منذ عام 2011، ما ترك فراغاً في القطاع الطبي إلى حد كبير.
على صعيد آخر، وبعد أسابيع فقط من انكشاف أمر تحنيط جثث المعتقلين بالملح في سجن "صيدنايا"، أزاح تقرير جديد صدر عن رابطة معتقلي ومفقودي المعتقل (ADMSP)، الستار عن الهرمية العسكرية وتسلسل القيادة والأوامر وتوزع المسؤوليات داخل أحد أكثر الأماكن سرية في البلاد. وأوضحت المعلومات الجديدة تفاصيل التسلسل القيادي في السجن لأول مرة، كما دلّت على المسؤولين عن ارتكاب عمليات التعذيب والقتل الواسعة والممنهجة للمعتقلين هناك، والتي ترقى إلى جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
وأورد التقرير تفاصيل جديدة مروّعة حول المعاملة القاسية للمعتقلين في السجن، حيث قضى أكثر من 30 ألف معتقل إما إعداماً، أو نتيجة التعذيب، أو نقص الرعاية الطبية أو الجوع بين عامي 2011 و2018 في سجن صيدنايا. يشار إلى أن جميع الروايات عن سجن صيدنايا تستند إلى شهادات معتقلين سابقين محظوظين بما يكفي للنجاة من هناك، وتقول الرابطة إن مجموع المقابلات يصل إلى 31 مقابلة، معظمها مع موظفين سابقين في الجيش والأجهزة الأمنية، إضافة إلى عاملين سابقين ممن شغلوا مناصب بارزة في السجن.
كما تقدّر الرابطة أن 30 ألف شخص دخلوا إلى سجن صيدنايا منذ اندلاع النزاع في العام 2011، وقد أفرج عن 6 آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصا أنه نادراً ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم، وبرأيها أيضاً أن "صيدنايا" هو ذاكرة بلد، لا يجب إغلاقه بل يجب تحويله إلى متحف مثل معسكر "أوشفيتز".
على صعيد منفصل، كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أنّ المجموعات الإيرانية المسلّحة في سوريا استقدمت آليات هندسية نحو مطارَيْن في ريف محافظة دير الزور شرق سوريا، كانا يستخدمان للطائرات الشراعية لأغراض زراعية، وذلك بإيعاز من القيادي في حزب الله الايراني في لبنان الذي زار المنطقة في 31 آب الفائت. حيث نقلت هذه المجموعات آليات حفر وبناء لإنشاء مدرجات للطائرات المسيّرة في منطقة الحيدرية قرب مدينة الميادين التي توصف بأنّها "عاصمة الميليشيات الإيرانية" في شرق سوريا. وكان نشطاء "المرصد" قد رصدوا في 3 تشرين الأول الجاري تدريبات عسكرية للمجموعات في معسكر "الحرس الثوري الإيراني" في منطقة مزارع الحيدرية ومزار عين علي ومزارع عيسى بالميادين بريف دير الزور الشرقي، لنحو 100 عنصر من المجموعات الإيرانية ضمن دورة تدريبية لعناصر من "فوج السيدة زينب"، و"فوج القوات الخاصة" و"الفوج 47"، بعد مجيء قائد في المجموعات من جنسية لبنانية إلى المنطقة. فقد زار المعروف بـ"حاج سجاد" من حزب الله الايراني في لبنان مدينة الميادين بريف دير الزور، واجتمع مع قادة المجموعات الموالية لإيران، وأمرهم بتشكيل خلايا في منطقة شرقي الفرات تعمل لصالح المجموعات الإيرانية، من أجل شنّ هجمات على القواعد الأميركية واستخدام طائرات "درون" انتحارية من مسافات قريبة من القواعد المراد استهدافها لضمان عدم رصدها من قبل الدفاعات الأرضية.
وقعت تركيا وحكومة الوحدة الوطنية، الاثنين، مذكرتي تفاهم في مجال عمليات التنقيب على الغاز والاستثمار النفطي، خلال زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى العاصمة طرابلس، يتقدمه وزراء الخارجية والدفاع والطاقة والموارد الطبيعية والتجارة. وقد واعتبر رئيس البرلمان عقيلة صالح، أن هذه الاتفاقيات غير قانونية وهي إجراءات منعدمة، لانتهاء ولاية حكومة عبدالحميد الدبيبة في 24 ديسمبر من العام الماضي، وأن التعامل مع الحكومة في ليبيا يكون عبر الحكومة الشرعية التي نالت ثقة البرلمان وهي حكومة فتحي باشاغا. يذكر أن الدبيبة قد صرّح في هذا الاطار، إنه ناقش بصفته وزيراً للدفاع مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، التعاون العسكري بين البلدين، وعدداً من البرامج التدريبية للجيش الليبي، وتوفير مجموعة من التجهيزات المتطورة لعدد من الأركان العامة بالجيش.
وقد أحدثت الاتفاقيات الجديدة الموقعة بين حكومة الوحدة الوطنية الليبية وتركيا حول التنقيب عن النفط، مزيداً من الانقسام والخلافات في البلاد، التي تعيش على وقع نزاع على السلطة بين حكومتين متنافستين. فقد أعلنت عدة أطراف سياسية، من بينها البرلمان وحكومة فتحي باشاغا، يوم الثلاثاء، رفضها لهذه الإجراءات وانزعاجها من هذه الاتفاقيات الجديدة، معتبرة إياها غير قانونية وغير ملزمة للدولة لأن ولاية حكومة الدبيبة منتهية قانونياً. في السياق، رأى 73 عضواً بالمجلس الأعلى للدولة في بيان، أن توقيع مثل هذه المذكرات الغامضة البنود والأهداف في مثل هذا التوقيت والظرف السياسي المنقسم يمثل محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، كما شددوا على رفضهم ما وصفوها بـالانتهازية السياسية من الأتراك، معتبرين أن ذلك قد يضعهم مستقبلاً في مواجهة المصالح الوطنية الكبرى لليبيا وكل المحاولات الوطنية الجادة للتوافق بين الليبيين نحو استعادة الدولة وقرارها الوطني. إلى ذلك، احتجّ المجلس الرئاسي الليبي ضدّ حكومة عبد الحميد الدبيبة، معتبراً أن إبرام أيّ اتفاق مع أيّ جهة يتطلب التشاور معها والمصادقة عليه من الجهات التشريعية.
بالتزامن، أعلن مبعوث روسيا الرئاسي للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف الثلاثاء، أن بلاده قررت استئناف عمليات قنصليتها في بنغازي شرق ليبيا، وأضاف أن موسكو تعتبر أن من المهم جدا والمناسب العمل على كامل الأراضي الليبية واستعادة ذلك الوجود الذي كان هناك قبل تفكك الاتحاد السوفيتي، لافتا إلى أن القنصلية كانت موجودة وتؤدي عملها حتى عام 1992. كما أشار أنه سيتم تعيين سفير روسيا لدى ليبيا في المستقبل القريب، لافتا إلى أن بعثة روسية وصلت إلى طرابلس في وقت مبكر لمعرفة كيفية إعداد عمليات السفارة هناك، وأكد أنه سيتم قريبا جدا تعيين سفير روسيا الجديد لدى ليبيا، موضحاً أن الموظفين الذين كانوا مؤقتا على الأراضي التونسية سيعودون إلى طرابلس.
وبالعودة إلى ردود الفعل على توقيع الاتفاقيات مع تركيا، طلب رئيس البرلمان الليبي من الأمين العام للأمم المتحدة عدم الاعتراف بالاتفاقيات التي أبرمتها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة مع دولة تركيا في مجال التنقيب عن النفط والغاز، وعدم إلزام الدولة الليبية بها. جاء ذلك في خطاب وجهّه، يوم الأربعاء، صالح إلى غوتيريش، اعتبر فيها أن حكومة الدبيبة انتهت ولايتها القانونية وفشلت في أداء مهامها، كما تورطت في إبرام مذكرات تفاهم واتفاقيات للتنقيب على النفط والغاز في المياه الاقتصادية بشرق البحر الأبيض المتوسط مع تركيا بالمخالفة لنص المادة السادسة الفقرة العاشرة من الاتفاق السياسي، والتي تنص على أن لا تنظر السلطة التنفيذية خلال المرحلة التمهيدية في اتفاقيات أو قرارات جديدة أو سابقة بما يضر باستقرار العلاقات الخارجية للدولة الليبية أو يلقي عليها التزامات طويلة الأمد، وشدّد رئيس برلمان ليبيا على أنّ ارتكاب هذه المخالفة المتعمدة من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار منطقة شرق المتوسط ومع دول الجوار كمصر واليونان وقبرص.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية ليبية بأن رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا وصل إلى تونس وسيلتقي الخميس مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باثيلي ومجموعة أخرى من الشخصيات السياسية والدبلوماسية، إضافة إلى عدد من قادة المنطقة الغربية، وذلك للتفاهم حول عمل الحكومة في غرب ليبيا و بالأخص في طرابلس، وبحسب مصادر مقربة من باشاغا، فمن المنتظر أن يلتقى بقادة من مصراته والزاوية لوضع خطة للحكومة.
أعرب وزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، عن أمله في أن يُنجز الاتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية قبل الانتخابات، مشيراً إلى أنّ الاتفاق جيد، وأن الموساد والشاباك والجيش يريدونه. وفي السياق، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية في آخر التطورات بشأن اتفاق الترسيم، إلى أنّ التوقيع يبتعد، وأن هناك ثغرات مهمة في المواقف بين إسرائيل ولبنان في ما يتعلق باتفاق الغاز. من جانبه، قال محلل الشؤون العسكرية في “القناة 13″، ألون بن دافيد، إنّ هناك تفاؤلاً في إسرائيل بخصوص احتمالات التوصل إلى اتفاق مع لبنان، حيث أن جهوداً حثيثة جداً تُبذل من الوسيط الأميركي آموس هوكستين من أجل استكمال المفاوضات، موضحاً أنّه في إسرائيل يقولون إنّ الثغرات هي ثغرات صياغة ويمكن إنهاء الأمر، مضيفا أنه من ناحية الجيش الإسرائيلي، ليس هناك رفع مستوى استنفار إضافي، ولكن قطعاً هناك تأهب هذه الأيام من ضمن فهمٍ بأنّ الوضع في اللمسات الأخيرة قبيل الاتفاق، وهناك تأهّب لاستباق استفزاز من جانب حزب الله ضد المنصات. وقد أكد عضو فريق التفاوض اللبناني بشأن ترسيم الحدود البحرية، اللواء عباس إبراهيم، أنّ لبنان لا يعنيه الجواب الإسرائيلي حيال المقترحات اللبنانية بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، مشيراً إلى أنّ الوسيط الأميركي، هو من يجب أن يتحمل مسؤوليته بهذا الصدد.
بالتزامن، تواصل إسرائيل الاستعداد لتشغيل منصة غاز كاريش، التي تقول إنها تقع خارج منطقة قانا المتنازع عليها، وقال مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل ستنتج الغاز من منصة كاريش بأسرع وقت ممكن، وإذا حاول حزب الله أو أي طرف آخر إلحاق ضرر بالمنصة أو تهديد تل أبيب فستتوقف مفاوضات الخط البحري على الفور. كما وزاد وزير الدفاع الإسرائيلي من حدة التهديدات، وقال إنه إذا حاول حزب الله ضرب مصالح إسرائيل فإن دولة لبنان ستتكبد ثمنا عسكريا باهظا. وفي حين طالبت المعارضة السياسية بمصادقة الكنيست على الاتفاق في ظل تولي لابيد المنصب بصورة مؤقتة قبل انتخابات من المقرر أن تجري في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، لم يصدر حتى الآن رد من حزب الله. كذلك، يرى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، المنافس الرئيسي للابيد، أن الاتفاق قد ينطوي على تنازل عن الحقوق البحرية الإسرائيلية ويصب في مصلحة حزب الله. وتأتي هذه التطورات في وقت يتطلع فيه لبنان إلى أي مؤشر على انفراجة لأزمته الاقتصادية المتفاقمة، كما تأتي في وقت يسعى فيه الرئيس ميشال عون إلى ضمان حقوق الغاز قبل انتهاء ولايته نهاية الشهر، بحسب مصادر سياسية.
وفي السياق، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن هناك استعدادات لبدء تشغيل منصة الغاز كاريش يوم الأحد، وأعلنت القتاة 12 الإسرائيلية أيضا أنه في المنظومة الأمنية الاسرائيلية يستعدون لاحتمال اندلاع مواجهة محدودة مع حزب الله الايراني في لبنان، رغم التقديرات بأن احتمالية وقوعها ليست عالية، وكشفت أن عملية تشغيل منصة كاريش ستبدأ بطريقة عكسية في البداية وهو ان الضخ سيكون من البر الى المنصة بالبحر ليتم التأكد انه لايوجد اي تسريب وستبدأ عملية استخراج الغاز من البحر قبل نهاية الشهر الحالي.
وفي إطار إجراءات متفق عليها مع الحكومة الإسرائيلية، أعلنت شركة إنرجين للطاقة يوم الأحد، أنها بدأت ضخ الغاز في وحدة الإنتاج العائمة في حقل غاز كاريش البحري، وأشارت إلى أن مرحلة الاختبار هي خطوة مهمة في عملية التشغيل لما يسمى بوحدة (إنرجين باور) العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ. جاء ذلك بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مجموعة قراصنة عراقية مدعومة من إيران اخترقت موقعي شركة إنرجين وشركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية، مضيفة إن الهجوم عطل موقعي الشركتين ومواقع أخرى إسرائيلية، إلا أن موقع شركة إنرجين عاد للعمل بعد الهجوم.
إلى ذلك، حددت المحكمة الإسرائيلية العليا، جلسة في نهاية تشرين الأول الجاري، للنظر في استئناف ضد اتفاق ترسيم الحدود البحرية المزمع إبرامه بين إسرائيل ولبنان، والذي تجري بلورته. وأفادت التقارير الإسرائيلية بأن المحكمة العليا قررت النظر في الاستئناف ضد الاتفاق المحتمل مع لبنان، ومنحت ممثل الادعاء، فرصة لتقديم رد الدولة على التماس بشأن اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان، حتى موعد أقصاه يوم الخميس 27 تشرين الأول الجاري، أي قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية المقررة في الأول من تشرين الثاني. ويقلص قرار المحكمة من إمكانية إبرام الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، قبل موعد انتخابات الكنيست الـ25، الأمر الذي يهدد مصيره الاتفاق عقب التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، بنيامين نتنياهو، بأن الحكومة اليمينية التي ينوي تشكيلها في حال عاد إلى السلطة، ستعمل على إلغاء أي اتفاق مع لبنان ولن تكون ملزمة به.
في سياق منفصل، اشترى المغرب ما لا يقل عن 150 طائرة مسيرة لأغراض مختلفة من شركة شركة "بلوبيرد إيرو سيستمز" الإسرائيلية .وتأتي هذه الصفقة بعد أن وقع البلدان اتفاقية عسكرية في عام 2021 بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما. ونقل موقع "ذا ديفينس بوست" عن وسائل إعلام إسبانية أن الرباط اشترت طائرات إسرائيلية من دون طيار للإقلاع والهبوط العمودي "واندرب" و"ثندرب" لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية.
وستقوم الطائرات من دون طيار بمهام الاستطلاع والمراقبة والدفاع الجوي والطوارئ، وفيما لم يتم الكشف عن القيمة الإجمالية للصفقة، نقل الموقع المتخصص في الشؤون الدفاعية عن مصادر أن قيمتها تبلغ عشرات الملايين من الدولارات، وأفيد أيضا بأن قسما من هذه الطائرات المسيرة، بحسب الصفقة، سيتم تصنيعه في المغرب.
ووصفت الطائرة المسيرة الإسرائيلية "واندرب" بأنها بعيدة المدى ويمكنها الإقلاع والهبوط من دون مدرج، وتتميز أيضا بمستوى ضوضاء منخفض بسبب محركاتها الكهربائية، ما يجعلها مناسبة للعمليات العسكرية السرية، ومن ميزاتها قدرتها على العمل لمدة 2.5 ساعة، ونطاق اتصال يصل إلى 50 كيلومترا. من جهة أخرى توصف الطائرة المسيرة الإسرائيلية الثانية "ثندرب" بأنها نظام قوي ومبتكر ومتعدد الاستخدامات يمكن استخدامه في عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بعيد المدى، وبإمكانها الوصول إلى أهداف على مسافة 150 كيلومترا، وتبقى في الجو لأكثر من 12 ساعة.
في الوضع الأمني الداخلي، أفادت معلومات ميدانية، الأحد، إن قوات كبيرة من الشرطة والجيش الإسرائيليين تواصل مطاردة فلسطيني تقول إنه نفذ هجوما مساء السبت، شمالي القدس أسفر عن مقتل مجندة وإصابة اثنين آخرين أحدهما حالته خطيرة، وأشارت المصادر إن المنفذ هو شاب من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، وليس لديه خلفية أمنية إذ لم يكن معروفا من قبل لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، وأضافت أن الأمن الإسرائيلي اعتقل والدي المتهم ويتم التحقيق معهما بينما سلم شقيقه نفسه طواعية، وكذلك فعل سائق السيارة التي أقلته إلى موقع الهجوم. كما تم اعتقال ثلاثة مشتبه بضلوعهم في الهجوم وهم من سكان بيت حنينا ومخيم شعفاط وعناتا في العشرينات من العمر.
أفادت دراسة جديدة من "جامعة أوريغون للصحة والعلوم" بأميركا، بأن الإصابات الخارقة للقاحات توفر مناعة كبيرة ضد كوفيد-19، وربما تسهم في تفكيك الجائحة. والإصابات الخارقة للقاحات هي تلك التي تحدث على الرغم من حصول الشخص على الجرعات المكتملة للقاح، والجرعات المعززة كذلك، حيث يضع الحصول عليهما الفيروس في ضغط تطوري يدفعه لإيجاد المزيد من السبل لإصابة الناس على حساب قدرته على الإمراض، أي إحداث الأعراض المصاحبة للمرض. وخلال الدراسة، وجد الباحثون أنه مع ارتفاع الإصابات بمتحورات أوميكرون الفرعية، الخارقة للقاحات، ومع استمرار حملات التطعيم والتعزيز العالمية، ستكتسب نسبة متزايدة من سكان العالم استجابات مناعية قوية قد تكون وقائية ضد المتغيرات المستقبلية من الفيروس.
ويرى كبير الباحثين، مارسيل كيرلين، وهو أستاذ مساعد في طب الأمراض المعدية أنه في وقت مبكر من الوباء، كان هناك معدل وفيات مرتفع للغاية في بعض الفئات الضعيفة، مثل كبار السن في دور رعاية المسنين. لكن هذا الواقع يتغير ببطء، وتدعم الدراسة فكرة أن التطعيم هو طريق لمرض أكثر اعتدالاً، فحتى لو كنت أكبر سنا، فإن فرص إصابتك بمرض خطير إذا تمت إعادة العدوى إليك تبدو أقل بكثير مما كانت عليه في بداية الوباء.
وعلى عكس بداية الوباء، لم يعد فيروس كورونا المستجد جديداً على جهاز المناعة البشري، وتم الآن الحصول على مناعة ناتجة عن تلقيح معظم الناس في العالم أو الإصابة أو كليهما، مما يعني أن الفيروس يواجه استجابة مناعية أكثر فاعلية مع كل إصابة جديدة. كذلك، يرى كبير الباحثين أن الدراسة الجديدة تعكس على الأرجح حقيقة أن الفيروس يتطور ليصبح أكثر قابلية للانتقال ولكنه أقل ضررا.
في ملف المفاوضات النووية مع ايران، أكد البيت الأبيض، يوم الأربعاء، أن الدبلوماسية مع إيران لا تأتي بنتيجة حالياً، وأضاف ان واشنطن حريصة على ضمان جهوزيتها العسكرية في المنطقة إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران. يأتي ذلك بعدما باتت مسألة إحياء الاتفاق النووي الإيراني غير واضحة المعالم. فقد قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو الأسبوع الماضي، إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مضيفاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يجب أن تتخلى عن تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية.
في سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة، يوم الخميس، عقوبات على وزيري الداخلية والاتصالات الإيرانيين، ضمن شخصيات أخرى، بعد أيام فقط من إعلان الرئيس جو بايدن أن واشنطن ستفرض تكاليف إضافية على الإيرانيين المسؤولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن العقوبات على موقعها الإلكتروني، وشملت 7 مسؤولين إيرانيين كبار متهمين بالتورط في قمع المتظاهرين بعد وفاة الشابة مهسا أميني في الحجز بطهران، كما أورد بيان الوزارة أن وزير الداخلية أحمد وحيدي - أداة النظام الرئيسية في عملية القمع، ووزير الاتصالات عيسى زارع بور - المسؤول عن المحاولة المخزية لتعطيل الإنترنت، هما بين الأفراد الذين شملتهم العقوبات. ومن المستهدفين أيضا مسؤولون كبار في الأجهزة الأمنية جرى تجميد أصولهم في الولايات المتحدة وتعقيد وصولهم إلى النظام المالي الدولي. وقال نائب وزيرة الخزانة بريان نيلسون في البيان إن الولايات المتحدة تدين حجب الحكومة الإيرانية للإنترنت والقمع العنيف للاحتجاجات السلمية ولن تتردد في استهداف من يوجهون ويدعمون هذه الخطوات.
إلى ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في طهران، بل تريد حكومة تحترم الحقوق الأساسية لشعبها، وإن سياسة واشنطن هي سياسة دعم لأناس يحتجون سلمياً، لأنهم يريدون أن يكون بمقدورهم عدم ارتداء الحجاب، أو أن يعيشوا حياتهم بطرق عادية، ومع ذلك يواجهون نظاماً قمعياً. ورداً على تصريحات عبد اللهيان بأن الأطراف المشاركة في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي قريبة جداً من التوصل لاتفاق، قال مالي إن جميع المشاركين في مفاوضات الاتفاق النووي كانوا قد توصلوا بالفعل إلى توافق حول إحيائه في مارس الماضي ثم في أغسطس الماضي، لكن إيران كانت تتقدم بطلبات جديدة في كل مرة. كما أشار إلى أن طلبات إيران كانت إما غير واقعية أو أنها لا علاقة لها بالمحادثات النووية.
في سياق منفصل، أفادت الخارجية الأميركية، يوم الخميس، إنه ليس لديها خطط لنقل القوات الأميركية من السعودية والإمارات في أعقاب قرار أوبك+، وأضافت أنها على تواصل مع السعودية بشأن قضايا مختلفة وبشكل منتظم. وقد عبر الرئيس الأميركي الخميس، عن خيبة أمله بشأن الخطط التي أعلنتها دول أوبك+ لخفض إنتاج النفط، وقال إن الولايات المتحدة تدرس البدائل المتاحة لديها. يشار إل أن مجموعة أوبك+ قد وافقت على تخفيضات حادة في الإنتاج، الأربعاء، لتقلص الإمدادات في سوق تعاني بالفعل من شح المعروض، مما يزيد احتمال ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني والتي يدافع فيها الديمقراطيون بزعامة بايدن عن أغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ.
ومن جانب آخر، أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن لن تنخرط بشكل مباشر في النزاع بأوكرانيا إن لم تتعرض الولايات المتحدة لأي هجوم مباشر، وقال المتحدث باسمها فيدانت باتيل، إن الرئيس جو بايدن ووزيرَ الخارجية أنتوني بلينكن أكدا بوضوح أنه طالما لم يحدث هجوم على الولايات المتحدة وحلفائِها فلن تنضم إلى هذا النزاع.
وفي وقت سابق، قال رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية لحظر انتشار الأسلحة النووية قسطنطين فورونتسوف، إن موسكو سجلت زيادة في نشاط القوات النووية للدول الغربية، وأضاف في اجتماعِ اللجنة الأولى للأمم المتحدة أن ممثلي أميركا هددوا عبر وسائل الإعلام بإمكانية توجيه ضربة للعاصمة الروسية. وفي السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض يوم الجمعة أن لا سبب لدى واشنطن لتعديل وضعيتها النووية الاستراتيجية كونها لا تملك مؤشرات إلى أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية في شكل وشيك. هذا فيما أكدت الخارجية الأميركية في بيان، يوم الجمعة، أن التصريحات الروسية حول استخدام الأسلحة النووية غير مسؤولة، مشيرة إلى أن خطاب الرئيس الأميركي يؤكد مدى الجدية التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع تهديدات روسيا النووية.
على الرغم من كافة التنديدات العراقية، واستدعاء بغداد السفير الإيراني الأسبوع الماضي، فقد جددت إيران، يوم الثلاثاء، قصفها مواقع في كردستان العراق، وأعلن الحرس الثوري أنه نفذ ضربات بـ6 طائرات مسيرة من نوع مهاجر، بالإضافة إلى هجمات صاروخية ومدفعية على مواقع في جبال هلكورد شمال شرقي محافظة أربيل. أتت تلك الضربات بعد أن أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بوقت سابق اليوم أن طهران وجهت تحذيرا إلى حكومتي العراق وإقليم كردستان من تحويل بعض الأراضي المجاورة إلى مركز تهديدات لأمنها، وفق تعبيره.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني شددا الإثنين، على ضرورة احترام السيادة العراقية ورفض تحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية
شددت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، جينين هينيس بلاسخارت في إحاطة عبر الفيديو قدمتها الثلاثاء لمجلس الأمن الدولي، على وجوب أن يشارك كل الأطراف في الحوار، مع الامتناع عن الاستفزازات، مشيرة إلى أن جميع الأطراف السياسية أخطأت وفشلت في تأدية واجبها تجاه البلاد. إلى ذلك، نبهت من أن الخلافات بين الأحزاب الشيعية لا تزال مستمرة وقد أوصلت البلد إلى طريق مسدود، فيما راحت الميليشيات تستعرض سلاحها وسط بغداد.
وبعدما جددت البعثة الأممية في العراق دعوتها إلى الحوار، وسط الانسداد السياسي الذي يعصف بالبلاد منذ أشهر، ردّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر موافقاً شرط أن يكون الحوار علنيا، وأضاف في بيان الثلاثاء، بأن تياره يتطلع إلى مساعدة الأمم المتحدة في مساعيها نحو الإصلاح، كما شدد على أن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي يتعرض إلى ضغوط هائلة بشأن الأمن في البلاد، داعياً دول الجوار إلى احترام سيادة وأمن واستقرار العراق، ورأى أن الإصلاح يبدأ بعدم مشاركة الوجوه القديمة وأحزابها وأشخاصها في الحكومة المقبلة.
إلى ذلك، أعلن مقتدى الصدر، يوم الخميس، تجميد كل فصائله المسلحة بما فيها سرايا السلام في جميع المحافظات باستثناء صلاح الدين. ونقل وزير الصدر، صالح محمد العراقي، عنه، أنه أعلن تجميد كل الفصائل المسلحة - إن وجدت - بما فيها (سرايا السلام)، ومنع استعمال السلاح في جميع المحافظات عدا صلاح الدين (سامراء وما حولها) أو حسب توجيهات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة الحالي. كما اعتبر العراقي أن على قائد القوات المسلحة العراقية كبح جماح عصائب أهل الحق وأمثالها، محذراً من اتخاذ إجراءات أخرى لاحقاً في حالة عدم التنفيذ. مضيفا أن قرار التجميد يأتي من أجل درء الفتنة في محافظة البصرة. ويأتي موقف الصدر بعد اشتباكات متكررة وقعت في محافظة البصرة جنوبي العراق، وبعد الاعتداءات التي طالت ليلاً مبنى محافظة ذي قار جنوب العراق، وفرض حظر تجول في المنطقة. فعقب اجتماع طارئ بحضور كبار القيادات الأمنية، أعلن محافظ ذي قار محمد وصول تعزيزات أمنية إلى مدينة الناصرية واعتقال 30 مخربا من المتورطين بأحداث الشغب.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس العراقي جميع القوى السياسية إلى حوار جاد يكون أساسه وغايته مصلحة الوطن والمواطن، والانطلاق نحو تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، لإقرار الموازنة المعُطّلة وتمشية أمور الناس وإدارة المرحلة المقبلة، واضاف، يوم الجمعة، إن غياب الاستقرار الدائم يُنهك البلد والشعب، ويفتَح الباب مُشرعاً أمام تدخلاتٍ خارجيةٍ جعلت البلد ميداناً ووقوداً لصراعات الآخرين على أرضه بأموال العراقيين وأرواحهم. وشدد صالح على أنه لم يعد مقبولاً بعد عام كامل على إجراء الانتخابات من دون إكمال استحقاقاتها الدستورية. مشددا أن أول الإصلاح هو مكافحةُ الفساد، هذه الآفة الخطيرة التي تنخر جسد الدولة وتهدّد كيانَها، وتمنع الشباب من فرصة عادلة ليُسهِموا في بناء وطنهم. فتداعيات الفساد لا تقتصر على هَدر ثروات البلد فحسب، بل تعمل على تغذية الانقسامات وتهديد السلم المجتمعي.
بعد أن رفضت ميليشيا الحوثي الموافقة على مقترح جديد لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، لتمديد وتوسيع الهدنة التي انتهى سريانها مساء الأحد الماضي، كشفت الأمم المتحدة، مساء الاثنين، عن استمرار المفاوضات ومواصلة مبعوثها إلى اليمن هانس غروندبرغ النظر في الخيارات المقبولة بالنسبة للطرفين للموافقة على تمديد الهدنة. وفي السياق، دعا المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي يوم الثلاثاء، كافة الأطراف إلى البناء على المكاسب التي تحققت خلال الأشهر الستة الماضية والالتزام بتمديد الهدنة وتوسيعها، وأضاف في بيان، أن الشعب اليمني بحاجة إلى السلام، وبدونه ستظل مسببات الأزمة الإنسانية قائمة وسيستمر الناس في المعاناة، كما حث كافة الأطراف مرة أخرى على اغتنام الفرصة، ودعاهم لتمديد الهدنة والاتفاق على مسار نحو سلام مستدام لصالح جميع اليمنيين.
لكن ردّ ميليشيا الحوثي كان بشنّ هجوما على مواقع للجيش الوطني في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، حيث دارت مواجهات عنيفة في الريف الغربي لتعز بين القوات الحكومية والميليشيا، بحسب ما أكد مصدر عسكري يوم الثلاثاء، والذي أضاف أن الجيش اليمني عزز دفاعاته في تلك المنطقة، بعد المواجهات العنيفة التي دارت بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة في جبهة الطوير بمديرية مقبنة غربي تعز.
ومع مواصلة الأطراف الدولية والأممية مساعيه من أجل العودة إلى الهدنة في اليمن، حمل المبعوث الأميركي تيم لندركنج ميليشيات الحوثية مسؤولية عرقلة تمديد الهدنة الأممية في البلاد، وأكد، يوم الأربعاء، أن الحوثيين فرضوا شروطا غير مقبولة، من بينها دفع رواتب مقاتليهم أولاً. كما شدد على أن الخيار واضح، فإما العودة إلى الهدنة أو الاستمرار في الحرب، وموضحا أن الأمم المتحدة لا تزال منخرطة في العملية السلمية والقنوات لا تزال مفتوحة من أجل السعي إلى وقف النار مجدداً.
إلى ذلك، أدرجت لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي يوم الخميس، مسؤولَيْن عسكرييْن حوثيين إلى قائمة العقوبات، وكشفت أن المسؤولين هما منصور السعادي من البحرية ومطلق عامر المراني من الأمن القومي التابعين لميليشيا الحوثي. وأدرج السعادي لإدانته بارتكاب أعمال تهدِّد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، بما فيها انتهاكات حظر توريد الأسلحة المحدَّد الأهداف، وتقديم الدعم لتلك الأعمال، أما مطلق عامل المراني، فهو مدرج على قائمة لجنة مجلس الأمن لقيامه بأعمال تهدِّد السلم والأمن والاستقرار في اليمن وتقديم الدعم لتلك الأعمال، بما في ذلك انتهاكات القانون الدولي الإنساني المعمول به وانتهاكات حقوق الإنسان وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية في اليمن.
أمنياً أيضا، صدّت قوات الجيش اليمني، السبت، هجوماً لميليشيا الحوثي على مواقع عسكرية غربي محافظة صعدة، المعقل الرئيس للميليشيا،.وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني في بيان مقتضب، إن قوات الجيش الوطني كسرت عملية هجومية شنتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، على مواقع عسكرية في جبهة آل ثابت شمال غرب محافظة صعدة، كما نقل البيان عن مصدر عسكري قوله، إن مجموعات مسلحة وبغطاء مدفعي مكثف هاجمت مواقع الجيش في جبهة آل ثابت، لكن الجيش كان بالمرصاد، حيث تعامل معها وأجبر على التراجع، بعد تكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد.
فيما تترقب السوق المصرية، مصير المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، بشأن حصول مصر على تمويل جديد، سجل الجنيه المصري خسائر جديدة مقابل الدولار، ليجري تداوله يوم الخميس، عند مستويات تتراوح بين 19.71 -19.66 جنيهاً. وكانت مصادر، قد كشفت أن التوقعات داخل البنك المركزي المصري، تشير إلى الإعلان عن الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي بشأن التمويل الجديد، ربما سيكون خلال أسابيع، كما وأشارت إلى إشادة صندوق النقد الدولي، باستمرار البنك المركزي المصري في تخليه عن السيطرة على سوق الصرف، واعتماد سياسة الصرف المرن، ما دفع الجنيه المصري إلى التراجع بشدة مقابل الدولار الأميركي.
بالتزامن، واصلت البورصة المصرية تسجيل مكاسب أسبوعية، لتنهي الأسهم المدرجة تعاملات الأسبوع الحالي على مكاسب بقيمة 6.1 مليار جنيه، ووفق التقرير الأسبوعي للبورصة المصرية، فقد ربح رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة، نسبة بلغت نحو 0.9%، وذلك بعدما أنهى تعاملات الأسبوع الحالي عند مستوى 694.2 مليار جنيه.
وكان البنك المركزي المصري قد أعلن في بيان، يوم الأربعاء، ارتفاع صافي الاحتياطيات الأجنبية بنحو 56 مليون دولار خلال سبتمبر الماضي، وأوضح أن الاحتياطيات الأجنبية ارتفعت إلى 33.197 مليار دولار في سبتمبر من 33.141 مليار دولار في أغسطس.
جدير بالذكر أن مجلس إدارة البنك المركزي المصري، قرر تمديد فترة توفيق الأوضاع للبنوك وشركات الصرافة المنصوص عليها في المادة الرابعة من قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي، لمدة عام، تنتهي في 14 سبتمبر 2023، وذلك فيما يخص الحد الأدنى لرأس المال، حيث نص القرار على زيادة رأس المال المدفوع لشركات الصرافة وشركات تحويل الأموال إلى 25 مليون، ورفع الحد الأدنى لرأس مال البنوك إلى 5 مليارات جنيه، بدلا من 500 مليون جنيه فقط.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد هذا الاسبوع.
أزمة سد النهضة
لا تطورات لهذا الاسبوع.
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الخميس إن وزارة الخارجية الأميركية وافقت على صفقة محتملة لبيع منظومة صواريخ أرض جو ومنظومة دفاع جوي متوسط المدى وعتاد مرتبط بهما للكويت في صفقة تقدر قيمتها بثلاثة مليارات دولار، مضيفة أن الصفقة المقترحة ستحسن قدرة الكويت على مواجهة تهديدات حالية ومستقبلية من خلال تعزيز قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد عناصر خبيثة في المنطقة وتحسين التوافق مع أنظمة تشغلها القوات الأميركية ودول خليجية أخرى، كما أشارت إلى أن جهة التعاقد الأساسية ستكون شركة رايثيون للصواريخ والدفاع.
على صعيد آخر، اعلن الأسطول الخامس الأميركي عن تدريب بحري مشترك مع القوات البحرية البريطانية، في خطوة تعتبر تطويراً للقدرات العسكرية في المنطقة، وربما تكون أيضاً تحدياً للتهديدات التي تشكلها البحرية الإيرانية. التدريب الأميركي البريطاني خطوة لتطوير القدرات التكنولوجية للقوات العاملة في المنطقة وقد انخرطت فيها ثلاث سفن أميركية وسفينتان بريطانيتان وثلاث مسيرات بحرية وجرت في المياه الدولية قبالة البحرين.
القائد البحري تيم هوكينز أفاد إن التمرين سيساهم في تطوير المراقبة البحرية بجمع قدرات المسيرات مع الذكاء الاصطناعي والسفن الحربية والقيادة على اليابسة، وأوضح أن المجسات على المسيرات البحرية ستعمل على استشعار وتحديد مكان السفن في المياه، وترسل الصور إلى مراكز القيادة على اليابسة وفي البحر على متن السفن المشاركة.
يبدو للوهلة الأولى أن المسألة روتينية، لكنها في الحقيقة تصعيد واضح للتمارين والتقنيات بين القوات المشاركة في أمن المنطقة، وتصعيد واضح ضد التهديد الوحيد الموجود في المنطقة وهو التهديد الإيراني بشقّيه، تهريب المخدرات وتسليح الميليشيات. فخلال السنتين الماضيتين، تمكنت القوات المشاركة في أمن المنطقة المركزية، خصوصاً في خليج عمان وبحر العرب من ضبط كميات هائلة من المخدرات والأسلحة. بعض التقديرات يشير إلى أن ثمن هذه الأسلحة والمخدرات والموجهة إلى شواطئ الخليج العربي بات يتخطّى الملياري دولار أميركي، وتريد القوات الدولية والعربية المشاركة في العمليات البحرية تطوير قدراتها لمنع المزيد من التهريب الإيراني. ومع تعيين قائد جديد للقيادة المركزية، الجنرال مايكل كوريللا، تغيّرت بعض المقاربات، ويبدو الأميركيون أقرب إلى تشديد لهجتهم؛ والآن يسعون إلى استباق الإيرانيين وإيصال بعض التهديدات على أمل منعهم من تكرار ما حصل منذ اسابيع مع المسيرات البحرية.
بعد الجدل المحيط بعملية تخريب خط غاز نورد ستريم والذي يزود أوروبا بالغاز الروسي، أعلنت واشنطن أنها تدرس عرض استخدام إمكاناتها الأكثر تقدمًا في قراءة الأصوات تحت الماء لتحليل التسجيلات الصوتية أثناء وقت عملية التخريب لخطوط أنابيب الغاز نورد ستريم، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر. وأوضحت المصادر أن معالجة البحرية الأميركية لتوقيعات السونار وهو المصطلح الخاص بالأصوات الفريدة تحت الماء التي قدمتها السويد والدنمارك يمكن أن تعزز التحقيقات من خلال تقديم صورة أكثر تفصيلاً لما كان في المنطقة وقت انفجارات خط الأنابيب وما سببها، وأضافت إن معالجة الصوت تحت الماء يُنظر إليه على أنه جزء أساسي من التحقيق بالإضافة إلى ما وجده المحققون تحت الماء، وأوضح المسؤولون أن صور الأقمار الصناعية من الأيام التي سبقت التسريبات من غير المرجح أن تكون مفيدة لأن الأجواء كانت غائمة.
في سياق ربما متصل، قطع مهاجمون كابلات حيوية لشبكة السكك الحديدية الألمانية في موقعين مما تسبب في توقف تام لحركة القطارات في شمال ألمانيا لما يقرب من ثلاث ساعات، صباح السبت، فيما وصفته السلطات بأنه عمل تخريبي دون تحديد المسؤول. وقال وزير النقل في مؤتمر صحافي، إن الشرطة الاتحادية فتحت تحقيقاً في الحادث، وأضاف أنه من الواضح أن هذا كان عملاً متعمداً.
وقد دق هذا الاضطراب على الفور أجراس الإنذار بعد أن شدد حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي الشهر الماضي على ضرورة حماية البنية التحتية الحيوية بعد تعرض خط أنابيب الغاز نورد ستريم لما وصفوها بأعمال تخريبية.
في ملف حرب اوكرانيا، اتفق القادة الأوروبيون يوم الجمعة، في ختام قمتهم بالعاصمة التشيكية براغ، على استمرار تقديم الدعم السياسي والعسكري لأوكرانيا، وسط خلافات بشأن تحديد سقف لسعر الغاز الروسي. وفي ختام القمة، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن المجلس وافق على حزمة عقوبات ثامنة لفرض مزيد من الضغط على موسكو، وأعاد التأكيد على دعم أوكرانيا بكل ما تحتاجه ماليا وسياسيا وعسكريا. وقد أتى الاتفاق بعد تقديم مفوض السياسات الخارجية جوزيب بوريل طلبا للقادة بصرف الدفعة السادسة من دفعات شراء الأسلحة لكييف. إلى ذلك، سيناقش وزراء الخارجية في لكسمبورغ منتصف الشهر الحالي تفاصيل بعثة الاتحاد التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا لتدريب القوات الأوكرانية.
من جهته، كشف المستشار الألماني أولاف شولتز أن برلين ستحتضن مؤتمرا لإعادة إعمار أوكرانيا في 25 من الشهر الجاري، وأضاف أن قمة براغ أرسلت إشارات واضحة بشأن وقوف دول أوروبا بثبات إلى جانب أوكرانيا، وأن سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقسيم أوروبا انتهى إلى الإخفاق، كما شدد على ضرورة تقديم ما سمّاه استجابة واضحة بشأن التهديدات النووية مفادها أن استخدام الأسلحة النووية أمر غير مقبول.
أزمة شرق المتوسط
أدانت تركيا بشدة إدراج الولايات المتحدة إدارة جنوب قبرص ضمن برنامج شراكة الدولة لمكتب الحرس الوطني التابع لوزارة الدفاع، وقالت إن الولايات المتحدة تجاوزت كسر التوازن بين شطرَي الجزيرة وأصبحت طرفاً، وأوضحت الوزارة في بيانٍ الاثنين، أن الخطوة الجديدة للولايات المتحدة في رفعها حظر توريد الأسلحة عن إدارة جنوب قبرص لا يمكن تبريرها بأي ذريعة بالنسبة إلى تركيا. وأكدت أن الولايات المتحدة بهذه الخطوات، فقدت فرصة لعب دور بناء في عملية الوصول إلى حل عادل ودائم ومستدام للمسألة القبرصية، وشددت على أن تركيا، بصفتها ضامناً، ستواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان أمن الشعب القبرصي التركي.
وفي السياق، أعلن الرئيس التركي الجمعة، أن بلاده لديها طائرات مسيرة متمركزة في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص، مشيرا إلى أن الجزء الشمالي من الجزيرة، الذي تعترف به أنقرة وحدها كدولة مستقلة، بحاجة إلى الحماية من أي خطر محتمل، وردا على سؤال لأحد الصحافيين حول الخطوات التي قد تتخذها أنقرة على خلفية تصريحات وزير خارجية قبرص التركية، أشار أردوغان إلى أن تركيا قامت بنشر طائرات مسيرة عادية وأخرى مسلحة في أراضي جمهورية شمال قبرص، كما أوضح أن المقاتلات التركية يمكنها الوصول إلى شمال قبرص في فترة وجيزة فور إقلاعها من البر الرئيسي لتركيا.
بعد توقيع تركيا لمذكرة جديدة مع الحكومة الليبية المنتهية صلاحيتها، تكون أنقرة قد فتحت مجددا الصراع في شرق المتوسط، ولو ان هذه المذكرة لم تعترف بها قيادات ليبية مختلفة كما أنها غير معترف بها دولياً. لكن بهذا التوقيع تكون تركيا قد حجزت كرسي على طاولة التفاوض على الرغم من أنها بهذا أيضاً تؤجج الصراع الليبي الداخلي.
في الوضع الاقتصادي، تعهد الرئيس التركي السبت، بأن يواصل البنك المركزي خفض أسعار الفائدة كل شهر طالما بقي في السلطة، وذلك بعد أن فاجأ البنك الأسواق بخفض أسعار الفائدة مرتين في الشهرين الماضيين. ويرتفع التضخم في تركيا منذ نوفمبر من العام الماضي في الوقت الذي تراجعت فيه الليرة بعد تخفيضات البنك المركزي لسعر الفائدة في سلسلة من إجراءات غير تقليدية لتيسير السياسة النقدية والتي كان أردوغان يسعى إليها منذ فترة طويلة. وقد سجل التضخم السنوي التركي ذروة جديدة في سبتمبر الماضي تمثل أعلى مستوى في 24 عاما عند مستوى 83.45 بالمئة، كما وصل العجز التجاري إلى عتبة 300 بالمئة.
أكّد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي أنّ ضمان أمن الطاقة يعد عاملا أساسيا لاستمرارية النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام وإحراز التقدم في العمل المناخي، كما شدد على وجوب الالتزام بتخفيف تأثيرات نقص إمدادات الطاقة العالمية، مع تركيز الجهود على التقاط وإزالة الكربون وليس وقف الإنتاج، كما يجب التاكيد على أن الهدف دائما هو خفض الانبعاثات وليس خفض معدلات النمو والتقدم.
إلى ذلك، أكد الدكتور سلطان الجابر، حرص حكومة الإمارات، على مد جسور التعاون والعمل مع جميع الشركاء للتخفيف من تأثير مصادر الطاقة الهيدروكربونية على المناخ، والبناء على خبرتها وريادتها على مستوى المنطقة كمُنتج مسؤول وموثوق للطاقة منخفضة وعديمة الانبعاثات، وأوضح أن "أدنوك" تنفذ استثمارات ضخمة لرفع سعتها الإنتاجية من "مربان"، الخام الرئيسي الذي تنتجه الشركة، والذي يعتبر واحداً من أقل خامات النفط في الانبعاثات، حيث تقل كثافة الكربون فيه عن نصف المتوسط العالمي للقطاع، "كما تخطط "أدنوك" لمضاعفة سعتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 15 مليون طن سنوياً، مدعومةً بمحطة "أدنوك" لشحن وإنتاج الغاز الطبيعي والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 9.6 ملايين طن في إمارة الفجيرة، وتعمل في الوقت نفسه على التوسع في استخدام التقنيات المتطورة والاستفادة من الطاقة الشمسية المتجددة والنووية السلمية لخفض الانبعاثات الناتجة عن عمليات إنتاج النفط والغاز بنسبة 25 في المئة إضافية قبل نهاية هذا العقد.
في سياق منفصل، ارتفعت الأسواق الإماراتية في الأسبوع المنتهي اليوم، الجمعة، إذ تتبعت المؤشرات أثر مكاسب أسعار النفط، وذلك بعد اتفاق أوبك+ على تقليص الإمدادات العالمية عن طريق خفض أهداف الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا. وتتجه أسعار النفط، وهي محفز رئيسي للأسواق المالية في الخليج، نحو تحقيق ثاني مكاسب أسبوعية، إذ جرى تداوله فوق مستويات 95 دولارا للبرميل، مرتفعا من حوالي 88 دولارا في وقت سابق من الأسبوع.
أقرت مجموعة أوبك+، أكبر خفض في الإنتاج منذ جائحة كورونا بواقع مليوني برميل اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل. وأظهر بيان أوبك+، بأن السعودية وروسيا تتحملان الحصة الأكبر من خفض الإنتاج بواقع 526 ألف برميل يوميا لكل دولة، وبنحو 1.052 مليون برميل يوميا للدولتين.
وفي السياق، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن المملكة لا تستخدم النفط وتحالف أوبك+ كسلاح ضد الولايات المتحدة، نافيًا أن تكون السعودية قد خفضت إنتاج النفط لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة، وأضاف الجمعة، أن النفط في نظر المملكة سلعة مهمة للاقتصاد العالمي، الذي تمتلك فيه مصلحة كبيرة لكنها لا تقوم بتسييس النفط ولا القرارات المتعلقة به. كما لفت الجبير إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية استراتيجية وتقوم على الشراكة والتحالف، وأشار إلى أن سبب ارتفاع الأسعار الوقود في الولايات المتحدة هو نقص إنتاج المصافي الأميركية وليس المملكة العربية السعودية، مؤكدا التزام المملكة بضمان الاستقرار في أسواق النفط، وعلى التصرف بطريقة استباقية لضمان عدم حدوث انهيار في أسواق الطاقة.
قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، يوم السبت، إنها عيّنت الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً جديداً للقوات الروسية المقاتلة في أوكرانيا، ويأتي هذا التغيير في أعقاب ما تردد الأسبوع الماضي عن عزل قائدي منطقتين من المناطق العسكرية الروسية، الخميس. وقالت وزارة الدفاع في بيانها، إنه بقرار من وزير دفاع روسيا (سيرغي شويغو)، تم تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة، في إشارة إلى أوكرانيا. يشار إلى أن سوروفيكين يتولى قيادة القوات الجوية الروسية منذ 31 أكتوبر 2017، كما سبق أن شارك في الحرب في طاجيكستان خلال التسعينيات، وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة، وفي التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ العام 2015. وكان يقود إلى الآن مجموعة قوات "الجنوب" في أوكرانيا، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الروسية يعود إلى يوليو الماضي.
ولم يسبق أن كُشف اسم سلفه رسمياً، لكن وسائل الإعلام الروسية أشارت إلى أنه الجنرال الكسندر دفورنيكوف، الذي شارك بدوره في حرب الشيشان الثانية وقاد القوات الروسية في سوريا في 2015 و2016. ويأتي هذا القرار الذي أعلنته موسكو في واقعة نادرة، بعد سلسلة إخفاقات كبيرة للجيش الروسي في أوكرانيا. وقد تزامن استبدال قائد القوات الروسية في أوكرانيا مع انفجار خلف دماراً جزئياً في جسر القرم الذي يشكل شرياناً رئيسياً لإيصال الإمدادات إلى شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو وإلى قواتها في أوكرانيا.
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، يوم السبت، إن محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا باتت تعتمد الآن على مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل لإمداد المفاعلات بالكهرباء، بعد فقدان آخر مصادر الطاقة الخارجية المتبقية جراء تجدد قصف المحطة. ونقل بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن غروسي قوله، إن مولدات الديزل توفر الكهرباء اللازمة لتبريد المفاعلات وغيره من الوظائف الأساسية لضمان الأمن والسلامة النوويين، وأضاف أن تجدد قصف محطة زابوريجيا واستهداف المصدر الخارجي الوحيد للتيار الكهربائي فيها أمر غير مسؤول، مشدداً على ضرورة حمايتها. وقال غروسي إنه سيسافر إلى روسيا قريباً ثم يعود بعدها إلى أوكرانيا، وذلك للاتفاق على إنشاء منطقة حماية حول المحطة، مضيفاً أن هذا الأمر ضرورة قصوى وعاجلة.
يأتي هذا بينما قُتل 14 شخصا على الأقل في عمليات قصف على مدينة زابوريجيا التي استهدفتها سبعة صواريخ صباح الخميس، وتقع المدينة التي يسيطر عليها الأوكرانيون في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وأعلنت موسكو ضمها مع أنها لا تسيطر عليها بالكامل. ويوي الأحد، أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بأن قصفا صاروخيا روسيا على زابوريجيا في الساعات الأولى من الصباح أدى إلى مقتل 17 شخصا على الأقل، وأسفر عن إصابة 49 بينهم ستة أطفال. كما قال أولكسندر ستاروخ حاكم منطقة زابوريجيا إن مبنى من تسعة طوابق دمر جزئيا خلال الليل، وسويت خمسة مبان سكنية أخرى بالأرض ولحقت أضرار بعدد آخر بعد سقوط 12 صاروخا روسيا على المدينة.
من جانب ىخر، وبعد الضربة الموجعة التي تلقتها روسيا صباح السبت عبر التفجير الذي طال الجسر الرابط بين اراضيها وشبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، يبدو أن العديد من المراقبين والمحللين الغربيين يعتقدون أن الرئيس الروسي يستعد لتصعيد هجومه على الأراضي الأوكرانية، لاسيما أن الكرملين كان حذر سابقا من أن أي هجوم على مضيق كيرتش سيكون خطاً أحمر. يشار إلى انفجار الشاحنة ألحق أضرارا جسيمة بهذا الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، والذي يضم كذلك طريقا بريا ومسارا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة. كما يمثل طريق إمداد مهم للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ومهم كذلك لمدينة سيفاستوبول الساحلية.
في السياق، يرتقب أن يعقد الرئيس الروسي، الاثنين، اجتماعا لمجلس الأمن الروسي الذي يضم الوزراء الرئيسيين ومسؤولين سياسيين وممثلين عن أجهزة الأمن والجيش، على ما أعلن الكرملين، فيما يترقب العديد من المحللين الخطوات التالية التي سيتخذها بوتين، والتي يرجحون أن تكون تصعيدية، لاسيما أن الانفجار شكل ضربة قوية لموسكو ولأهمية هذا الجسر، رغم أنه استأنف حركته شبه المعتادة الاحد، وعادت القطارات إلى عملها، إذ يرى محللون أن بوتين سيكثف هجماته، مستهدفا البنى التحتية الأوكرانية بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة كرد على ضرب الجسر. وقد حمل بوتين مساء الأحد الاستخبارات الاوكرانية مسؤولية استهداف جسر القرم.
هدد رئيس الأركان في الجيش الإيراني محمد باقري، مواطنيه المشاركين في الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف سبتمبر الماضي، قائلاً إن القوات المسلحة ستعيد الأمن إلى البلاد، وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، يوم السبت، أن الشعب الإيراني يواجه حالياً تهديدات مركبة في مختلف المجالات، مؤكداً أهمية الاستعداد لها! يأتي هذا بينما دخلت الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني أسبوعها الرابع رغم الحملة الأمنية الدامية، إذ رددت طالبات المدارس الشعارات ونفّذ العمال إضرابات، بينما اندلعت صدامات في الشوارع في أنحاء إيران.
وقد أظهرت مقاطع فيديو التقطت من أنحاء مختلفة من البلاد التحاق عدد من المدن بالمظاهرات المناوئة للنظام مع استمرار الطلاب بتحركاتهم داخل وخارج جامعاتهم. وفي التحركات الاحتجاجية التي أخذت أكثر من شكل، تعرضت شبكة خبر التلفزيونية الإيرانية للقرصنة للحظات تم خلالها بث صورة المرشد تحترق بجانب شعار يدعو للالتحاق بالاحتجاجات بالإضافة إلى عبارة "دماءُ شبابنا تسفك بيدك"، كما واصل أصحاب المتاجر وباعة الأسواق في عدد من المدن الكردية الإيرانية الإضراب، السبت، دعمًا لانتفاضة الشعب الإيراني. فيما انطلقت مظاهرات في طهران ورشت وكرج ومشهد وعبادان وشاهين شهر وأراك. كما تظاهر طلاب الجامعات في العاصمة الإيرانية، وبحسب مقاطع الفيديو، فقد أغلق أصحاب المتاجر والباعة محلاتهم في مدن سنندج ومريوان وبوكان وسقز.
كما انضمت سنندج عاصمة كردستان إيران ومدينة سقز بكردستان إيران إلى الإضراب العام المتواصل للأسبوع الرابع، يأتي ذلك فيما تحدثت مصادر إيرانية عن إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين بمدينتي سنندج وسقز، ما أدى إلى مقتل شخصين، كذلك، اندلعت احتجاجات في مدينة شيراز مركز محافظة فارس في إيران، كما أقدم المتظاهرون على إشعال النيران في الطرق الرئيسية.
وقال ناشطون إن طالبات في طهران رددن "اغرب عن وجهنا" خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحرم جامعتهن، يوم السبت، وإدانته لاحتجاجات المتظاهرين الغاضبين لوفاة شابة أثناء احتجازها لدى الشرطة. ووصف رئيسي المتظاهرين على مقتل مهسا أميني بـ"الذباب" من خلال قصيدة قرأها في جامعة الزهراء بطهران، ودعا طلبة وأساتذة الجامعات إلى التصدي للمحتجين الذين سماهم أعداء إيران، وإفشال مخططاتهم في تحقيق أهدافهم الشريرة داخل الجامعات.
وقد أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ارتفاع قتلى الاحتجاجات إلى أكثر من 185 شخصاً بينهم 19طفلا في التظاهرات بالبلاد نصفهم سقط في سيستان وبلوشستان.
ويوم الأحد، تجددت الاحتجاجات في جامعة طهران وسط العاصمة الإيرانية، حيث تجمع عدد من الطلاب، هاتفين ضد قمع السلطات ومطالبين بإطلاق سراح المعتقلين، الذين تظاهروا تنديداً بمقتل الشابة مهسا أميني، كما رددوا شعار: "الشوارع ملطخة بالدماء، وأساتذتنا صامتون!". كذلك شهدت جامعات في مدينة آراك وقزيون إضراباً للطلبة، وهتافات مناهضة للسلطة. بالتزامن، شل الإضراب عددا من المدن، حيث أقفلت المحال التجارية، لاسيما في مريوان بمحافظة كردستان، وفرديس كرج، وعبدل آباد. أما في مدينة سنندج الواقعة في منطقة ذات أغلبية كردية تحمل نفس الاسم شمال غربي إيران، فالوضع أشبه بقنبلة موقوتة. فقد أشارت ناشطات من المدينة إلى أن أساليب القمع بما فيها الضرب والاعتقالات واستخدام الذخيرة الحية وتعطيل الإنترنت، تجعل من الصعب في بعض الأحيان الحفاظ على الزخم، ومع ذلك، تتواصل الاحتجاجات، إلى جانب مظاهر أخرى من العصيان المدني، مثل الإضرابات التجارية وإطلاق السائقين لأبواق السيارات تجاه قوات الأمن.
فيما تستمر الأزمة السياسية في السودان، يبدو أن بعض الجماعات المدنية تسعى إلى مطالبة بعثة الأمم المتحدة في البلاد، بمساعدتها على دمج قوات الدعم السريع وفصائل متمردة سابقة في جيش موحد أو نزع سلاحها وتسريح أفرادها. فقد أوضح معدو رسالة صاغتها كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية لتقديمها إلى البعثة، أنها تحظى بدعم الجماعات السياسية الرئيسية المعارضة في البلاد، كما أشاروا إلى أنها سترسل في الأيام المقبلة إلى الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس. إلى ذلك، اعتبروا أن تعدد الجيوش والفصائل المسلحة في البلاد يهدد السلام والأمن في المنطقة، مع الاشارة إلى أن دمجها هو أحد الاختصاصات الأساسية لمجلس الأمن الدولي.
من جهتها، شددت البعثة الأممية في بيان على أن بيرتيس يتفق مع كل من الأطراف الفاعلة العسكرية والمدنية التي تعتبر إصلاح قطاع الأمن ودمج القوات المسلحة في جيش موحد مسألة تحظى بالأولوية ويتعين أن تبدأ في فترة انتقالية جديدة، كما أكدت أن الأمم المتحدة مستعدة لدعم تطوير مثل هذه العملية إذا طُلب منها ذلك.
ألحق كوفيد-19 أضرارا بالغة بثاني أكبر اقتصادات العالم يشهد الاقتصاد الصيني حالة من التباطؤ في الفترة الأخيرة متأثرا باتباع البلاد استراتيجية صفر كوفيد والنقص الحاد في الطلب، ويتوقع أن تظهر بيانات النمو الصيني في الربع الثالث من 2022 قريبا، وإذا تبين انكماش ثاني أكبر اقتصادات العالم، فإن ذلك يزيد من فرص الركود العالمي. كما يبدو أن هدف بكين الخاص بالنمو، البالغ 5.5%، أصبح بعيد المنال رغم تقليل مسؤولين صينيين من أهمية حاجة البلاد إلى تحقيق هذا الهدف بينما تمكنت الصين بشق الأنفس من تفادي الانكماش في الربع الثاني من العام الجاري. لكن هذا العام، هناك عددا من خبراء الاقتصاد لا يتوقعون أن تحقق الصين أي نمو على الإطلاق.
وربما لم تدخل الصين في حرب مع تضخم حاد الارتفاع كما هو الحال في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكنها تواجه مشكلات أخرى فمصنع العالم فوجئ في الفترة الأخيرة بعدم وجود ما يكفي من المستهلكين لشراء ما ينتجه على المستويين المحلي والدولي، كما تلوح في الأفق بين المشكلات التي تواجه الاقتصاد الصيني تلك التوترات التجارية مع اقتصادات رئيسية أخرى مثل الولايات المتحدة، والتي تعيق تقدم الاقتصاد أيضا، فيما اليوان في طريقه إلى أسوأ أداء له في عقود مقابل الدولار الأمريكي. ومعروف أن العملة منخفضة القيمة تثير خوف المستثمرين، مما يثير انعدام اليقين في أسواق المال. كما تجعل العملة الضعيفة من الصعب على البنك المركزي أن يضخ أموالا في الأسواق.
ويأتي كل ذلك وسط ارتفاع أسهم الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي يتوقع أن يحصل على فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة في رئاسة الحزب الشيوعي الصيني تبدأ في 16 أكتوبر/ تشرين الأول هذا العام.
في ضوء تعثر المفاوضات بين الحكومة والاتحاد، وفشلهما في التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص الزيادة في الأجور، حذر الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي نور الدين الطبوبي، يوم الأحد، من خطورة الوضع في البلاد، وسط الأزمة الاقتصادية المستمرة التي تعاني منها تونس. كما اعتبر في مؤتمر عام للاتحاد بولاية قابس، أن المنظمة النقابية الفاعلة والمؤثرة في تونس مستهدفة ولكنها باقية. إلى ذلك، أكد أن اتحاد الشغل رفض مقترحا لتخفيض الأجور، وسط تلك الأزمة الخطيرة، وقال إن البلاد ستذهب في منعطف خطير جدا، وتداعياته ستكون على تونس وشعبها، مشددا على أن المواطنين لا يريدون العيش في دوامة العنف، لأن هذا الأمر مرفوض في تونس.
وفي السياق، أظهرت بيانات للبنك المركزي التونسي، يوم الخميس، أن احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي تراجعت إلى مستويات تعادل 106 أيام من الواردات، وهو أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، مما يهدد بمزيد من الانخفاض في قيمة العملة المحلية، وقال البنك إن الاحتياطيات تراجعت إلى 23.291 مليار دينار (7.16 مليار دولار) بحلول الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بما يعادل 131 يوما من الواردات في الفترة نفسها قبل عام. يشار إلى أن رئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن، كانت قالت إن الدولة نجحت في تسديد ديونها الخارجية والداخلية وفي توفير احتياطي مقبول من النقد الأجنبي، رغم الظرف الاقتصادي الصعب وغير المسبوق الذي تعيشه البلاد.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
3 تشرين الاول 2022
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، بسام عكاوي، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، حبيب خوري، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، عبد الرحمن بشيناتي، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، مأمون ملك، ماجد كرم، ميّاد حيدر، نخلة حنا، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
أولاً- منذ أشهر واللبنانيون يتابعون تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية عبر الإعلام وتصريحات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الذي ومنذ أن قال أنه وراء الدولة في هذا الملف لا ينفكّ يتصرّف كما لو أنّه أمامها وفوقها، أما المسؤولون اللبنانيون فليسوا سوى واجهة للتفاوض وناقلي رسائل، فمن يتفاوض عملياً هما نصرالله ويائير لابيد.
إزاء هذا الواقع يطالب لقاء سيدة الجبل أن تعرض مسودة الاتفاق بين لبنان واسرائيل على المجلس النيابي لمناقشتها والموافقة عليها أو لا. فاتفاق بهذه الأهمية لا يمكن أن يمّر على شكل "تهريبة" بينما المعني الأساسي به هو الشعب اللبناني وليس حزب الله ومن خلفه إيران التي تحتلّ القرار السياسي الوطني.
ونوجّه نداءاَ إلى نواب الأمة :
- إمّا مناقشة مسودّة الاتفاق داخل المجلس النيابي
- إمّا الإستقالة الفورية من المجلس لأن إستمرار هكذا مجلس مع نواب "مميّزين" يطّلعون على الاتفاق ونواب "عاديين" لن يمرّ.
ثانياً- إنّ مجرّد التوقيع على اتفاق الترسيم مع إسرائيل يدخل لبنان في مرحلة جديدة عنوانها كما قال الرئيس نبيه بري: الاستقرار والسلام مقابل النفط. وهو ما يعني أن لبنان في صدد تنظيم الخلاف مع اسرائيل أو أكثر من ذلك حتّى.
وعليه فإنّ لقاء سيدة الجبل يؤكد أنه لم يعد من مبرّر لوجود سلاح حزب الله، إذ كيف يمكن لحزب الله أن يقاوم دولة وقعّت السلطة الحليفة له وبتوجيهات منه اتفاقاً لترسيم الحدود معها؟
إن اللقاء الذي يعتبر أصلاً أن سلاح حزب الله فقد مبّرر وجوده منذ انسحاب إسرائيل من الجنوب في العام 2000، يطالب الآن أكثر من أي وقت بوضع سلاح الحزب في عهدة الدولة اللبنانية وفقاً للدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة، لأنّ لا وظيفة له سوى أنه رافعة الاحتلال الإيراني للبنان.
كذلك، إذا كان اتفاق الترسيم يضمن الأمن العسكري والإقتصادي لإسرائيل، فالأولى توقيع معاهدةٍ لوقف إطلاق النار معها وفقاً للبند العاشر من القرار 1701.
2*) الكتائب
4 تشرين الاول 2022
أشار المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، الى أنه "فيما لبنان على بعد أيام من إنجاز الترتيبات لاستخراج النفط مع الجانب الإسرائيلي، والذي لا يرقى إلى اتفاق لترسيم الحدود التي ستبقى عرضة للتأويل، يطالب حزب الكتائب بإحالة الاقتراح إلى مجلس النواب لاطلاع النواب عليه، كونهم ممثلين للشعب اللبناني، للتصويت عليه وفق ما ينص عليه الدستور في التعاطي مع المعاهدات الدولية وبخاصة المادة 52 منه التي تشير بالحرف إلى أن "المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة، فلا يمكن إبرامها إلا بعد موافقة مجلس النواب". وعليه، فإن هذا الملف لا يجوز أن يبقى محصورًا بفريق حزب الله وحلفائه خلافًا للدستور وبمعزل عن الشعب اللبناني".
ورأى المكتب السياسي "عدم أهلية المنظومة الحاكمة في إدارة ملف من هذا النوع يرتبط فيه مستقبل لبنان والأجيال المقبلة"، محذرا من أن "تدار عملية التنقيب واستخراج النفط والتلزيمات وفق النهج التحاصصي المعهود فتذهب الأموال إلى صناديق مناطقية تشكل مزرابًا جديدًا للفساد، ما يوجب إنشاء صندوق سيادي يرعى العائدات ويوظفها في إعادة نهوض لبنان".
وإذ لفت الى أن "كل كلام عن تشكيل حكومة الآن هو بمثابة تأكيد على نية باتت مكشوفة لإدخال البلاد في فراغ رئاسي مخطط له لإبقاء لبنان خارج الدستور وتعطيل مؤسساته بهدف إبقائه في قبضة حزب الله"، رفض "مناورات التأليف في الدقائق الأخيرة من العهد"، وأكد أن "الأولوية هي للذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الموعد الدستوري لإعادة إنتاج سلطة تنفيذية تشكل فريق عمل جديًا ومتجانسًا وقادرًا على مقاربة الملفات الملحة والمصيرية التي يقف لبنان أمامها وعلى رأسها وقف الانهيار ومعالجة حال الفوضى التي يعيشها اللبنانيون في حياتهم اليومية أكان أمام المصارف أو في المستشفيات والمدارس وغيرها".
واعتبر أن "اشتراط الدعوة إلى جلسة ثانية لانتخاب رئيس للجمهورية بحصول التوافق أولاً على اسم الرئيس، يتنافى مع مفهوم الانتخاب ويفقد الجلسات جدواها وينتزع حق النواب في تمثيل ناخبيهم ويفرغ الديمقراطية من معناها"، داعيا إلى "تكثيف الدعوات إلى جلسات الانتخاب عوضًا عن خدمة مشروع السلطة التي تلطت بمختلف أركانها خلف الورقة البيضاء في محاولة لكسب الوقت وإنجاز تسوية ما"، مجددا التأكيد على "وجوب توحيد صفوف المعارضة للوقوف في وجه ما يخطط للبلد".
وشدد المكتب السياسي على "أهمية هذا الاستحقاق الذي لا بد أن يشكل بابًا للتغيير الحقيقي وفتح باب معالجة المشاكل الجوهرية بين الأفرقاء كافة، وعلى رأسهم حزب الله، لرفع الهيمنة التي يفرضها على اللبنانيين وفك أسر الدولة".
3*) التيار العوني
4 تشرين الاول 2022
عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل فناقشت وأقرت "ورقة التطلعات والاولويات الرئاسية التي تقرر اعلانها قريبا"، بحسب بيان للهيئة.
كذلك نوهت الهيئة ب"التقدم الحاصل في ملف ترسيم الحدود البحرية وبالانجاز الذي سيتحقق لمصلحة لبنان، وهو ثمرة عشر سنوات من الجهد والثبات والعمل العلمي ولاسيما من جانب وزراة الطاقة والمياه التي قامت بكل العمل القانوني والاداري والهندسي والتقني اللازم، وصولا الى هذه المرحلة".
وأملت ان "تتكلّل المفاوضات بالنجاح فيحصل لبنان على كامل حقوقه ويتم إنجاز الإتفاق سريعاً تجنباً لاي توترات وتحقيقاُ للاستقرار والازدهار في لبنان والمنطقة".
4*) المطارنة الموارنة
28 ايلول 2022
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع اصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي انطوان عوكر جاء فيه:
"أولا، تابع الآباء باهتمام، عقد جلسة المجلس النيابي الخاصة بانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية، وما أسفرت عنه. وإذ ينظرون بإيجابيةٍ إلى الجولة الانتخابية الأولى وما اتصفت به من تقيدٍ بالأصول الديمقراطية، يدعون السادة النواب، ولا سيما رئيس المجلس النيابي، إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة ضمن المهلة الدستوريّة، يكون قادرًا على بناء وحدة الشعب اللبنانيّ وإحياء المؤسّسات الدستوريّة وأجهزة الدولة، وتعزيز عمليّة الإصلاحات المطلوبة، بعدما بلغت الأوضاع العامة من التدهور ما لا قِبَلَ للبنانيين بتحمُّله، ومما يمكن أن يزيدها سوءًا.
ثانيًا، مع المطالبة بتأليف حكومة جديدة، لا يجوز أن يبقى التكليف من دون تأليف ولو لفترة قصيرة باقية من عمر العهد. يتمنّى الآباء على المعنيّين بموضوع الحكومة تسهيل عملية التشكيل وعدم استغلال هذا الإجراء الدستوري لتسجيل نقاط في السياسية، إنّ أي تغيير ننتظره هو أن تأتي شخصيات قادرة على النجاح وكسب ثقة الرأي العام، من دون سيطرة أي حزب على الحكومة الجديدة. لذلك يناشد الآباء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف التعاون الوثيق للخروج بحكومة تثبت كيان المؤسسات الدستورية وتمنع أي طرف أن يحكم البلاد من خلال حكومة مرمَّمة.
ثالثًا، يُبدي الآباء تخوُّفهم البالغ من ارتدادات إقرار الموازنة العامة على حياة المواطنين في شكلٍ كارثي، وسط غياب البنود الإصلاحية وتحديدِ "سعر رسميّ للصرف" يُثير جدلاً كبيرًا حيال قانونيته وما يمكن أن يؤدّي إليه من جنونٍ في الأسعار يُقابِله ارتفاع في الإنفاق وضآلة للواردات.
رابعًا، يُجدِّد الآباء تحذيرهم من عدم انضباط الأوضاع الأمنية، وارتفاع نسبة العنف لأسبابٍ ترتبط غالبًا بالأحوال الحياتية والمعيشية المُتدهوِرة. وإذ يطالبون المسؤولين في الدولة بتأمين المساعدات الإجتماعيّة الضروريّة لملاقاة الفقراء في احتياجاتهم، يدعون الهيئات الرسمية المعنية في المحافظات المختلفة إلى التنبُّه ومؤازرة الأجهزة العسكرية والأمنية في مهماتها على هذا الصعيد، وفي نوعٍ خاص البلديات والإتحادات البلدية.
خامسًا، يرى الآباء أن من الضرورة بمكانٍ لجوء المؤسسات المُولَجة بخفر السواحل إلى وضع حدٍّ لعمليات التهريب بحرًا والمتاجرة بالمغامرين، بعد تتالي المآسي التي يذهب ضحيتها عائلاتٌ بأكملها أحيانًا.
سادسًا، يترقّب الآباء من الدول الشقيقة والصديقة، حسن الالتفات إلى لبنان في خطورة ما يُعانيه، وبما يُعين المؤسسات الرسمية التي لا تزال صامدة على رغم أوجاعها ويُبلسِم جروح اللبنانيين ويُسعِفهم ويرفع من قدرتهم على مواجهة أعباء أزمنتهم الصعبة للغاية.
سابعًا، في بداية هذا العام الدراسيّ، يرجو الآباء أن تواصل مدارسنا الكاثوليكيّة رسالتها التربويّة، ومضاعفة إمكانيّة مساعدة العائلات المتعثّرة. ويطلبون من الدولة أن تفي بواجباتها تجاه المدارس المجانيّة لكي تتمكّن من إداء رسالتها نحو المواطنين الذين اختاروها لأولادهم.
ثامنًا، في هذا الشهر المخصّص تقويًّا لإكرام السيّدة العذراء، يحضّ الآباء أبناءهم وبناتهم على تلاوة مسبحتها الورديّة إفراديا وجماعيا. كما يلتمسون معا من الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، خلاصنا وخلاص وطننا لبنان من أزماته السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة".
5*) جبران باسيل
6 تشرين الاول 2022
اعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في مؤتمر صحافي في مقر التيار في ميرنا الشالوحي ورقة أولويات التيار للاستحقاق الرئاسي. وقال: "في الوقت الذي تتبارى فيه القوى السياسية في تحديد مواصفات المرشح لرئاسة الجمهورية، فإن التيّار الوطنيّ الحرّ يقارب إستحقاق الرئاسة الأولى إنطلاقاً من مفهومه للدستور ولدور الرئيس وموقعه، مع إدراكنا أن الدستور أناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء ومنحه صلاحية وضع السياسة العامة للدولة، فإن رئيس الجمهورية، هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويسهر على احترام الدستور والوحيد الذي يؤدي القسم، أي أنه مدعو لتحديد مواقفه من القضايا الوطنية بغضّ النظر عن حدود صلاحياته".
ولخص باسيل مضمون الورقة التي تتضمن سبع نقاط اساسية كالآتي:
1- في السياسة الخارجية والدفاعية:
أ- الحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الحدود والحقوق كاملةً ووضع إستراتيجية دفاعية تكون الدولة المرجع الأساس فيها.
ب – الحفاظ على علاقات لبنان مع الخارج وتطويرها، وتحييده عن النزاعات التي لا مصلحة له فيها.
ج – تحقيق سريع لعودة آمنة للنازحين السوريين والتمسّك بعودة اللاجئين الفلسطينيين منعاً للتوطين.
2- في التوازن الوطني والشراكة:
أ – التمسّك بالقاعدة التمثيلية لرئيس الجمهورية كشرط ميثاقي اساسي للحفاظ على دوره.
ب – الحفاظ على قانون انتخابي يحفظ صحّة التمثيل بالمناصفة الفعلية، وحق المنتشرين بالتمثيل المباشر وبالمشاركة ترشيحاً وإقتراعاً في الدوائر المخصصة لهم كما جاء في القانون.
ج - تثيبت قاعدة إحترام التوازن والتمثيل النيابي والشراكة الدستورية في تشكيل الحكومات.
د - إحترام التوازن الوطني في الإدراة العامة على قاعدة الكفاءة عملاً بالمادة 95 من الدستور.
هـ - إحترام الميثاقية الوطنية في تكوين السلطات على قاعدة الشراكة التامة والمتوازنة بين المسيحيين والمسلمين ورفض تكريس أي موقع لأي طائفة في المناصب الوزارية ومنع أي إستغلال لمبدأ الميثاقية بهدف التعطيل التعسفي لعمل السلطات، فإحترام الميثاقية شرط لتكوين السلطات لا لسير عمل المؤسسات اليومي و القرارات العادية.
3- في معالجة الإنهيار المالي والإقتصادي والإجتماعي:
أ - خطة متكاملة للتعافي المالي توحّد سعر الصرف وتعيد هيكلة المصارف، تنص على إستعادة الأموال المنهوبة والموهوبة والمهرّبة والمحوّلة، وتشتمل على توزيع عادل ومتناسب للخسائر بين الدولة والمصرف المركزي والمصارف مع الحفاظ على حقوق المودعين خاصةً الصغار منهم؛ وكذلك تتضمّن إنشاء صندوق إئتماني لإدارة وإستثمار أصول الدولة، يخصّص فيه حصص للمودعين وللمنتشرين بحسب رغباتهم.
ب – العمل على اقرار القوانين الإصلاحية اللازمة ومنها: الموازنة – الكابيتال كونترول – اعادة هيكلة القطاع المصرفي – السرية المصرفية - استعادة الأموال المحوّلة - كشف الحسابات والأملاك للقائمين بخدمة عامّة...
ج – إنجاز التدقيق الجنائي وتحديد المسؤوليّات تأسيساً لنظام المحاسبة والعدالة وللممارسة المؤسساتية السليمة.
د - إصلاح المالية العامة بإنهاء التدقيق في الحسابات المالية وقطوعات الحسابات وفقاً للدستور، وبإقرار موازنات فعلية بأبعاد إقتصادية تنموية وإجتماعية لا مجرّد توازن أرقام، يكون فيها وقف للهدر، تصفير تدريجي للعجز، معالجة التهرّب الضريبي، اصلاح النظام الجمركي...
هـ- إقرار نظام ضرائبي عادل، متوازن وتصاعدي يوفّر المداخيل اللازمة على قاعدة الصحن الضريبي الموحد للأسرة.
و - الإنتقال الى الإقتصاد المنتج على قاعدة تنمية القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية واقتصاد المعرفة.
ز – شبكة امان اجتماعي ورعاية صحية شاملة، وإصدار البطاقات الآتية:
بطاقة الشيخوخة، البطاقة الصحية، البطاقة الشبابية والطالبية، البطاقة الإجتماعية والبطاقة البيومترية وتبني الهوية التربوية التي تضبط توزيع المنح والمساعدات وتحقق العدالة في الاستفادة من دعم الدولة وتشكل أساساً للإحصاء العلمي.
4- في الإصلاح السياسي والإدراي:
أ - عقد طاولة حوار وطني لتطوير النظام استناداً الى تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني.
ب - معالجة الثغرات والاختلالات في الدستور (سيّما على صعيد تكوين المؤسسات الدستورية والمهل والمراسيم...).
ج - إقرار اللامركزية الإدارية والمالية الموسَّعة.
د - إلغاء الطائفية واقرار قانون مدني للأحوال الشخصية؛ وصولاً الى الدولة المدنية؛ كذلك انشاء مجلس الشيوخ على اساس القانون الارثوذكسي تتمحور تشريعاته حول المسائل الكيانية.
هـ - قانون عصري للأحزاب يفرض التنوع الطائفي فيها ويحدّد كيفيّة تمويلها.
و - تنقية الإدارة من شوائب التوظيف الزبائني واعادة هيكلة القطاع العام وفقاً لمعايير الكفاءة والحاجة.
ز- الإنتقال الى الحوكمة الرشيدة والحكومة الإلكترونية، وإقرار الشباك الموحد للمعاملات الإدراية ومكننة الادارة.
5- في القضاء وإستقلاليته وفعّاليته:
أ - إقرار قانون عصري لإستقلالية القضاء يفصل بين السلطة القضائية والسلطة السياسية (على ان تكون سلطة المحاسبة مستقلّة عنه)، ويؤمّن الممارسة السليمة لهذه الاستقلالية ضماناً للسرعة والفعّالية.
ب - إنهاء التحقيق وإصدار الأحكام في جريمة إنفجار مرفأ بيروت.
ج - إجراء التحقيقات وملاحقة ومحاسبة ومحاكمة المتورطين في الجرائم المالية.
د - إنشاء محكمة خاصة بالجرائم المالية.
هـ - رفع يد السلطة التنفيذية عن الأجهزة الرقابية وتعزيز إستقلالية هذه الأجهزة وتفعيل عملها.
و - وضع حدّ لزمن اللاعقاب وتنفيذ العقوبات بحق المرتكبين.
ز - تفعيل العمل بمعاهدة الامم المتحدة لمكافحة الفساد واطلاق آليّاتها.
6- في الثروة الوطنية:
أ - إستخراج النفط والغاز بحراً وبراً وإنشاء الصندوق السيادي للحفاظ على العائدات وإستثمارها لصالح الأجيال القادمة.
ب - حماية وإستثمار الثروة المائية وإستكمال بناء السدود وإستثمار الشمس والماء والهواء في طاقة متجدّدة ومستدامة ومجدية.
ج - بناء علاقات تفاعلية مع الإنتشار عن طريق ممارسة حقهم بإستعادة الجنسية اللبنانية وإختيارها، وإشراكهم في المشاريع الإقتصادية الوطنية والإستفادة من طاقاتهم الفكرية والمالية ومن خبراتهم العالميّة.
د - حماية التراث والإرث الثقافي والأثري والطبيعي وجعله أساساً للسياحة البيئية والرياضية والتراثية والغذائية والدينية.
هـ - زيادة مشاركة المرأة في العمل السياسي والاقتصاد وازالة العوائق التي تحول دونها – كذلك تفعيل دور الشباب في الحياة السياسية والاقتصاد المنتج.
و - استكمال العمل بإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار التي أقرتها الأمم المتحدة بناءً على طلب الرئيس العماد ميشال عون، وبناءمقرّها واطلاق اعمالها.
7- في الأمان الإستقرار والإزدهار:
أ - تعزيز هيبة الدولة بفرض سلطة القانون على أساس الحق.
ب – تطوير مؤسسة الجيش وتعزيزه بالقدرات الدفاعية النوعية، ليكون اكثر احترافاً وفعالية في الحفاظ على السيادة والحدود.
ج - تطوير وتفعيل القوى الامنية بما يعزز حماية المواطن والشعور بالأمان.
د - ضبط الحدود البرية والبحرية بما يمنع التهريب ويزيد مداخيل الدولة.
هـ - برنامج استثماري انشائي في البنى التحتية وخاصة في سياسة نقل عصرية تتناول المطارات والمرافئ التجارية والسياحية والمعابر البريّة وشبكة طرقات، اضافةً الى سياسة في الصرف الصحي، والمياه والاتصالات، وسياسة طاقوية شاملة.
و – اعادة احياء دور لبنان المشرقي والعربي والمتوسطي في الاقتصاد والتفاعل مع المنظمات والمنظومات الاقتصادية والمالية في المنطقة والعالم".
وشدد باسيل ان على ان "خيارنا لدعم أو تأييد أي شخص لرئاسة الجمهورية مرتبط بمدى التزامه بتطلعاتنا الرئاسية"، وقال :" نقارب الاستحقاق الرئاسي من زاوية الملفات لا المواصفات فميزات الشخص على اهميتها ليست هي الاساس ومن هنا اختيارنا سيكون على اساس مدى الالتزام بما طرحناه".
اضاف :" سنعمم هذه الورقة على عدد من الكتل والمرجعيات لتكون قاعدة النقاش بيننا وبين اي مرشح وبطبيعة الحال سنزور بكركي لتسليمها الى البطريرك الراعي وسنعيد طرح القيام بجهد برعايته لتوحيد الكلمة".
وتابع :" نقترح حوارا وطنيا حول الانتخابات الرئاسية يمكن لعدد من المرجعيات القيام به على رأسها رئيس الجمهورية حيث بدأت تردنا دعوات الى الخارج بينما الافضل ان نتحاور داخليا ولا نلمس جدية حتى الآن بالموضوع الرئاسي".
وجدد باسيل تأكيده "ضرورة تشكيل حكومة لتكون ضمانة في حال حدوث الشغور الرئاسي ونكرر ان حكومة غير مكتملة المواصفات لا يمكن ان تحل محل الرئيس" ، لافتا الى ان "هناك مؤشرات غير مشجعة في الموضوع الرئاسي منها تحديد الجلسة المقبلة يوم 13 تشرين وهذا الامر يدل الى عدم الجدية وفيه استهتار بالشهداء".
وردا على سؤال عن الموقف الاسرائيلي الاخير من ملف الترسيم قال : "نطول بالنا" شوي على الرفض والقبول اذ ليس سهلا بعد المكان الذي وصلنا اليه ان يحتمل احد البديل عن الاتفاق ، لأن البديل هو الحرب. الاتفاق عادل بالنسبة للبنان والتعديلات المطروحة مهما كان تصنيفها لا تمس بجوهر الاتفاق فالانجاز نعتبر انه قد تم ومن الصعب قبول البديل الذي هو الحرب".
6*) البطريرك الراعي
9 تشرين الاول 2022
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان - حريصا الأب فادي تابت، والاب كريم جرجس، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الاشقر، سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان جورج خوري وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "من تراه العبد الأمين الحكيم" ( متى 24: 45)"، قال فيها: "لفظة عبد لا تعني عبودية، بل تشتق من فعل عبد وتعني العابد، أي المؤمن المحب لله والملتزم بمحبته التي تتجلى في أفعال العبادة. وتعني الشخص الذي يختاره الله ويدعوه للمساهمة في تحقيق قصده. يسوع نفسه يدعى في سفر أشعيا عبد الرب. إنه لقب شرف. يطلقه الكتاب المقدس على أشخاص أوكل الله إليهم رسالة خاصة بشعبه مثل: موسى وداوود الملك، والأنبياء والكهنة. حتى شعب الله دعي عبد الرب. العبد، المؤتمن على مسؤولية تجاه الجماعة، هو في مثابة وكيل يجب أن يتصف بفضيلتين: الأمانة والحكمة.
الأمانة صفة أساسية من صفات الله، تجعله دائما أمينا لذاته. أمانتنا تدعونا لنكون أمناء على مثاله. وهي: الأمانة للموكل، الذي هو الله؛ الامانة للأشخاص الذين في عهدة خدمتنا؛ وللهوية الذاتية التي هي حالة قابل الوكالة، ما يعني أني لست سيدا مطلقا على حياتي ومواهبي وإمكاناتي وممتلكاتي ووظيفتي ومسؤوليتي؛ ولما هو خاصتي، بحيث أحافظ عليه وأنميه وأثمره لكي يزداد ويكثر، من أجل خدمة أوفر وأشمل، كما جاء في مثل الوزنات: خمس واثنتين وواحدة (راجع متى 25: 14-30). تقتضي الأمانة العودة إلى قرار اليوم الأول، فتتغلب على مصاعب ثلاث تهددها، هي: رتابة الحياة اليومية، الصعوبات والمعاكسات، وشبه صمت الله أو غيابه. اما الحكمة فضيلة من مواهب الروح القدس وهي أولى مواهبه السبع. توهب لنا مجانا لكي ننظر إلى أمور الدنيا من منظار الله، ونتصرف كما لو أنه هو مكاننا. الحكمة هي الوعي والإدراك الذي يحثنا على أن نكون دائما أمناء. الحكمة تشكل الإطار الواقي للأمانة".
وتابع: "مغزى إنجيل اليوم هو أن لكل واحد وواحدة منا واجب تأدية الحساب عند نهاية حياته. فإذا تمم واجبات وكالته كوفئ بالخلاص الأبدي. أما إذا تنكر لها وأهملها كان نصيبه الهلاك الأبدي. وكلا الأمرين رهن الإرادة الشخصية. بإرادتنا نخلص، وبإرادتنا نهلك، فيما الله يمنحنا كل النعم والوسائل لخلاص نفوسنا. هكذا، من انجيل اليوم، مجيء السيد هو الموت الذي يعني اللقاء الأخير والنهائي مع الله، والحضور أمام الله في حالة الأمانة للحياة والإيمان والمسؤولية. في هذا اللقاء يتقرر مصير كل إنسان في حالة ما بعد الموت، أخلاص أبدي أو هلاك أبدي. الموت حتمي، لكن يومه وساعته غير معروفين. فيجدر الاستعداد للقاء الرب، عبر الموت، من خلال الأمانة والحكمة المذكورتين. يجب الاعتناء بالحياة والموت على السواء. أوصى دائما الآباء القديسون بالقول: أذكر أيها الانسان موتك، من أجل تنظيم وتصحيح حياتك في هذه الدنيا".
أضاف: "المسؤولون في السلطات الدستورية هم موكلون من الشعب بحسب مقدمة الدستور: الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية (فقرة د). هذا التوكيل من الشعب يوجب على النواب في هذه الايام خاصة انتخاب رئيس للجمهورية قبل الحادي والثلاثين من تشرين الأول الحالي. وعليه، الشعب ينتظر الخروج من أزماته المتراكمة واستعادة دوره تجاه ذاته ومحيطه، لكنه لا ينظر بارتياح إلى شعار التغيير، إذ يخشى تمويهه بين حدين: تغيير أسماء من دون تغيير شوائب النظام، وتغيير النظام التاريخي والديمقراطي من دون إسقاط نظام الأمر الواقع. فلا بد من إيجاد الحلول الصحيحة لخير لبنان وشعبه. وانتظر الشعب وينتظر الى أن تصوب المبادرات الأجنبية إلى جوهر الأزمات في لبنان. ولكن يبدو أنها غضت النظر ربما عمدا عن هذا الجوهر، فباءت تلك المبادرات بالفشل. وفيما يقدر شعب لبنان مبادرات الدول الصديقة، يهمه أن تصب هذه المبادرات في خلق مشروع حل لبناني متكامل يحسن علاقات اللبنانيين ببعضهم البعض، لا أن تحسن علاقات هذه الدول الأجنبية ببعض المكونات اللبنانية على حساب أخرى، ولا أن تحسن علاقاتها بدول إقليمية على حساب لبنان. الحل المنشود يقوم على وحدة الولاء للبنان، وعلى السيادة والاستقلال؛ وعلى الحياد واللامركزية الموسعة، ونظام الاقتصاد الحر؛ وعلى الانفتاح على المحيط العربي والإقليمي والعالمي، وعلى تطوير الحياة الدستورية انطلاقا من اتفاق الطائف بتنفيذه روحا ونصا".
واعتبر أنه "آن الأوان لكي ينكشف المرشح لرئاسة الجمهورية الفارض نفسه بشخصيته وخبرته وصلابته ووضوح رؤيته الإنقاذية وقدرته على تنفيذها".
وقال: "إذا انتخب مثل هذا الرئيس نال للحال ثقة الشعب والأسرة الدولية والعربية. الشعب ونحن لا نريد رئيس تسويات. البطريركية المارونية من جهتها لا توزع تأييدها للمرشحين، خلافا لما يروج البعض، إنما تدعم الرئيس الناجح بعد انتخابه، وبعد تبنيه الجدي والفعلي بنود الحل اللبناني برعاية دولية. نحن لم نشعر بأي إحراج مع جميع الذين أموا الصرح ويؤمونه مستطلعين رأينا. كما لم نشعر بأي إحراج في إجراء مناقشة صريحة مع هؤلاء جميعا. ما نصارحهم به هو سلوك الخط المستقيم حتى البلوغ إلى الإجماع على شخص الرئيس المميز بكل أبعاده. نعني الرئيس الذي يعبر عن إرادة المجتمع اللبناني لا رئيسا يستأنس بالولاء للخارج. لم يعد لبنان يتحمل أنصاف الحلول وأنصاف الصداقات وأنصاف الرؤساء وأنصاف الحكومات ولا أنصاف الولاءات".
وختم الراعي: "هلموا، أيها النواب، وانتخبوا رئيسا نتمناه في جلسة 13 تشرين الأول المقبل، وليكن هذا التاريخ حدا فاصلا بين مرحلة تعطيل الدولة ومرحلة بنائها. ثم وشكلوا حكومة جامعة لا فئوية. حكومة الشعب لا حكومة حزب أو تحالف أو فئة تريد أن تهيمن على البلاد بالواسطة. فالشعب يرفض حكومة على قياس البعض كما يرفض رئيسا غب الطلب. نرفع صلاتنا اليوم إلى الله كي يتقبل انتظارات اللبنانيين، ويخرج لبنان من جحيم أزماته، والشعب من حالة بؤسه. فالله سميع مجيب! له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".
7*) المطران عودة
9 تشرين الاول 2022
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد قراءة الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "واجه المسيح، عند باب مدينة نايين، أحد أصعب مشاهد حياة الإنسان، حيث قابل امرأة أرملة ترافق ابنها الوحيد الميت إلى القبر. طبعا، في لحظات كهذه، ليس سهلا أن يتكلم الإنسان مع المحزونين على الخطيئة التي هي علة الموت. فالمتألمون لا يحتملون الحقيقة كلها، وحزنهم يشبه جرحا يمتد في الجسد كله، وعند لمسه يحدث ألما كبيرا".
أضاف: "المسيح تحنن على المرأة وقال لها: «لا تبكي»، وكان يعدها للحدث الذي سيلغي حزنها. لم يكن كلامه فارغا، ولا تعزية وهمية، كما يفعل أبناء هذا الدهر عندما يقدمون التعازي بأحد الراقدين. فالبكاء طبيعي عند الحزانى، وهو رد فعل يشفي النفس، والرب يسوع نفسه بكى على صديقه لعازر أمام قبره، دلالة على كمال طبيعته البشرية، وعلى أن البكاء ليس من المحرمات. أراد المسيح أن يوقف حزن المرأة حالا، لذلك حياها بعبارة: «لا تبكي» التي نقلت معها التعزية، كونها انبثقت من شفاه الذي هو القيامة والحياة. إن قراءة إنجيل اليوم تعطينا الفرصة لنوضح بعض الأمور المتعلقة بموقفنا أمام المحزونين. فمقاربة الناس الحزانى هي إحدى أهم أوجه عمل الكنيسة الرعائي. قيامة المسيح هي أساس كنيستنا، وفعلها هو إبطال الموت الروحي، أما عقيدتها فهي الإيمان بقيامة الأجساد المائتة. إذا، لا تحاول الكنيسة أن تجعل الناس ينسون الموت، بل تساعدهم على تخطيه. لا تهدف إلى جعلهم متزنين نفسيا فقط، بدفعهم إلى قبول هذا الواقع وهذه الحقيقة الصعبة كأمر طبيعي، بل تعلمهم طريقة إبطال الموت. نقرأ في الإنجيل إن الموت هو عدو، لا بل إنه آخر عدو سيبطل، ونحن نأتي إلى الكنيسة لكي ننعتق منه انعتاقا يبدأ منذ الآن، إلا أنه سيكتمل بالقيامة العامة لأجساد الأموات كلها في المجيء الثاني للمسيح".
وتابع: "تحنن المسيح واقترب من الأرملة. هكذا نقترب نحن من المحزونين لنشاركهم أحزانهم، ولكي نبكي مع الباكين. الموت سر: كيف تنفصل النفس عن الجسد قسرا، كيف ينفك التناسق والتوافق! بالغريزة يدوم الرابط الطبيعي وبالمشيئة الإلهية ينفك، كما يقول الآباء القديسون. تجاه هذا الحدث الذي لا مفر منه لدى جميع البشر، يتزعزع كيان الإنسان ويضطرب. هذا أمر طبيعي، وخاصية الطبيعة التي تقاوم انحلالها. يتألف الحزن من إحساس مضاعف: الإنفصال عن الشخص المحبوب، والإحساس بالجحيم مبتلعا الجميع، أي اليقين بأن هناك موتا، وأن الحياة البيولوجية تنتهي. عندئذ يبدو كل شيء تافها لا معنى له، وينقلب مشهد الحياة كلها، على حسب ما يقول القديس يوحنا الدمشقي: «الكل ظل ومنام». في هذه الحالة لا تلقى المواعظ في الشجاعة والصبر ترحيبا دائما، بل تولد أحيانا اعتراضا قد يصل إلى الكفر بالله. إذا لم يكن المحزون ناضجا نفسيا وروحيا، لا يستطيع أن يفهم مشيئة إله المحبة في الموت. لا يقدر مثلا أن يقبل بأن الله استدعى هذا الإنسان لأنه وجده في أفضل ساعة له، أو لأنه لم يرد أن تفسده إحدى الشرور المستقبلية، أو ليمنع شرا ما قد بدأ يتطور، أو أخيرا لكي يصبح شاهدا في محيطه، أي ليعلم بموته الأمور التي لم يستطع أن يعلمها بحضوره. ثم إن المحزون قد لا يستطيع دائما أن يميز بين ما هو بسماح من المشيئة الإلهية، وبين ما هو ناتج عن مسؤولية الإنسان نفسه والتي تخرج عن مشيئة الله. في هذه الحالة لا يمكن جعل حضور الله ملموسا عند الحزانى إلا من خلال الإيمان الذي لا يأتي عن طريق الخطابات، بل عن طريق المحبة والمشاركة في الحزن. المحبة التي يلدها الإيمان الحقيقي هي أقوى من الموت، وكلمتها تأتي بالتعزية والرجاء، لا تحدث جرحا، ولا تنكأ الجراح، بل تبلسمها".
وقال: "إن الكنيسة ترسل دائما كلمة صلاة إلى البيت الذي عنده شخص راقد. هذه الكلمة يحتاجها ذوو الراقد كما الراقد نفسه. من هنا عادة قراءة سفر المزامير لكي يتجه الذهن نحو الله. هذا ما تفعله الكنيسة، التي تعرف حاجات نفس الإنسان الحقيقية عندما يكون في الجسد، كما عندما ينفصل عنه. غير أن العالم يرى عكس ذلك. ينشغل بشتى الأمور التافهة للحياة اليومية، إلى أن يحل يوم الدفن أو إلى أن تنتهي التعازي التقليدية، ناكرا كل مساعدة للراقد. لقد قال الرب للأرملة: «لا تبكي»، ثم أقام ابنها الميت. فلكي يجلب حضورنا تعزية للمحزونين ينبغي أن نقبل تعزية الله إلى حد ما. ينبغي أن نختبر، ولو قليلا، الحزن الروحي الذي يقبل التعزية الإلهية. القديس غريغوريوس بالاماس يجد في إقامة ابن الأرملة نموذجا لتجديد أذهاننا. نفسنا أرملة للختن السماوي بسبب الخطيئة، وعندما تندب ابنها الوحيد، أي الذهن، الذي يموت عن الأهواء محمولا خارج مدينة الأحياء، تقبل زيارة المعزي التي تمنح التعزية الأبدية".
أضاف: "عندما نقرأ إنجيل اليوم، لا يسعنا إلا أن نفكر بالأمهات الثكالى اللواتي فقدن فلذات أكبادهن في تفجير العاصمة، الذي لم تفك أحجيته بعد وما زال التحقيق فيه معطلا. أيضا، نفكر باللواتي لا يزلن يفقدن أولادهن بسبب الجوع والفقر أو انقطاع أدوية الأمراض المزمنة، وبسبب الهجرة الشرعية وغير الشرعية، التي لا تفرق الأمهات بين مرارتها ومرارة فراق الموت. فإلى متى هذا الاستهتار بمشاعر البشر؟ متى سينعم بلدنا بسلام تام واستقرار دائم، بعيدا عن المصالح الذاتية التي لا تؤدي سوى إلى الموت المحتم؟ للأسف دولتنا تتفرج على معاناة المواطنين وآلامهم عوض أن تبادر وتقوم بخطوات عملية من أجل إنقاذهم، وإبعاد المعاناة عنهم، كي لا يتحولوا إلى مجرمين أو خارجين على القانون، يحصلون حقوقهم بأيديهم، بالترهيب والقوة والعنف".
وتابع: "هنا لا بد من التشديد على دور المسؤولين والمصارف معا في جلاء حقيقة وضع أموال الدولة والمودعين. فمن حق المواطن الذي يعاني الفقر والحاجة أن يعرف مصير وديعته في المصرف، ومن واجب الدولة والمصارف معا حماية أموال اللبنانيين وإعادتها الى أصحابها. لقد ائتمن اللبنانيون المصارف على أموالهم، والأمانة حق يسترجع متى شاء صاحبه. فهل يتصرف المؤتمن بالأمانة أم يحافظ عليها كأثمن ما لديه؟ وهل يجوز للدولة أن تستبيح أموال مواطنيها؟ بعض المسؤولين قد يفتقرون إلى الأمانة وإلى الجدية والرصانة في رؤيتهم إلى الأمور ومعالجتها، ما يدفع المواطن إلى التصرف بغريزته عوض احترام النظام والقانون. لذا نأمل أن تنخرط دولتنا، مع كل المعنيين فيها، في عملية إصلاحية إنقاذية سريعة تدخل الطمأنينة إلى قلوب المواطنين، وتتعامل معهم بشفافية ونزاهة. كما نأمل أن يكون تصرف النواب في جلسة انتخاب الرئيس القادمة أكثر نضجا وجدية، وأن يتحملوا مسؤوليتهم في انتخاب رئيس للبلاد ضمن المهلة الدستورية، عوض اللجوء إلى الورقة البيضاء أو ما شابه، وكأن لا أحد يستحق أو هو مؤهل لتولي المسؤولية وقيادة معركة الإصلاح والإنقاذ، أو كأن الوضع يسمح بإضاعة الوقت".
وختم: "دعوتنا اليوم أن «نطهر أنفسنا من كل أدناس الجسد والروح، ونكمل القداسة بمخافة الله» كما سمعنا في رسالة اليوم، وأن نقبل تعزية الروح القدس المعزي، حتى نستطيع بدورنا أن نقدم التعزية للآخرين. علينا أن نسكت الأنا، ونتألم مع المحزونين، ونصلي من أجلهم".