رقم 138/2022
19-29 كانون الاول /2022
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
تُواصِل الأزمة الاقتصادية تصعيدها على كافة الأطر، وبالأخص تهاوي العملة الوطنية مع تقاعس وتجاهل السلطة لإيجاد سبل معالجتها، مع العلم أن هذه السُبُل معلومة ومطروحة من قبل الاطراف الخارجية المستعدة لمدّ يد العون للبنان للخروج من أزمته! ومع استمرار التهريب إلى سوريا للعملة الصعبة والمشتقات النفطية عبر الحدود السائبة لمن هو محمي من الحزب الايراني أو للحزب نفسه، يستمر استنزاف الاقتصاد اللبناني المتهاوي أصلاً!
أما الأزمة السياسية، فمن الواضح أن لا حلول قريبة لها. فالحزب الايراني لن يسمح بانتخاب رئيسٍ غير موالٍ له ولمشغّليه. وفي حين طلب الرئيس الفرنسي من اللبنانيين تغيير الطبقة السياسية التي تعيش على حسابهم، التزم هؤلاء الصمت باستثناء بعضٌ منهم. فقد ردّ أحدهم أن تغيير القيادة والنظام السياسي في لبنان موضوع سيادي يخضع لإرادة الشعب اللبناني الذي يقرر وحده من هي قياداته، ويختار ويحاسب وفق الآليات التي يتيحها النظام الديمقراطي؛ فيما ايّده آخر متسائلاً، من يعرقل أصلاً الإصلاحات، ومن يعيق الجباية الجمركية؟ مشيراً إلى أن من يعيق انتخاب رئيس للجمهورية من خلال تعطيل نصاب الجلسات معروف، كما أن من يعرقل الإصلاحات وهو موجود بالسلطة التنفيذية منذ سنوات ويمنع المساعدات الخارجية والعربية معروف أيضاً!
ومع أن هؤلاء يتكلّمون عن الأزمة السياسية وأسبابها، والتي أصبحت واضحة لهم من كلامهم - الاحتلال الايراني الذي يمنع تطبيق الدستور والسير بالعملية الديموقراطية - هم أنفسهم لا يقاومون هذا الاحتلال!
نكرر كلامنا مجدداً، علّ تكرارنا هذا يحرّك القوى السياسية التي تعتبر أن لبنان "الرسالة" والعيش المشترك يجب الحفاظ عليه لتقف بمواجهة هذا الاحتلال.
ونجدّد القول بأن الخروج من أزمات لبنان ومقاومة الاحتلال الايراني هو فقط عبر تطبيق القانون على الجميع بالتساوي بدايةً، وبتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني اللذين توافق عليهما اللبنانيين بعد تكلفة باهظة بالأرواح والممتلكات وبتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وبالتحديد الـ 1559، 1680، 1701 و2650.
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
تواصلت المواقف الدولية المندّدة بتخاذل السلطة اللبنانية عن اتخاذ الإجراءات السريعة الآيلة إلى وقف الانهيار، وبرزت هذا الاسبوع رسالة أميركية متقاطعة مع الموقفين الفرنسي والسعودي حيال الأزمة اللبنانية، نقلتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف خلال استقبالها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في واشنطن، مشددةً على ضرورة تحمل أصحاب القرار في لبنان مسؤولياتهم الوطنية والمضي قدماً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية كخطوة أساسية للبدء بمعالجة الأزمات المتراكمة، ومحذرة في المقابل من أنّ لبنان يواجه راهناً أزمة أشد خطورة من أزماته السابقة وحتى أشد تعقيداً من الأزمات الإقليمية في المنطقة.
تزامناً، يستمر رئيس "التيار العوني" جبران باسيل في معاركه السياسية لفرض شروطه الرئاسية والحكومية على الحلفاء قبل الخصوم، ليبدأ خلال الساعات الأخيرة عملية "نحر" الأسلاك العسكرية بعدما أجهز على كافة مؤسسات الدولة وأسلاكها الديبلوماسية والقضائية، من خلال قيادته عصياناً وزارياً ضد رئيس حكومة تصريف الأعمال مستخدماً هذه المرة سلاح وزارة الدفاع في عرقلة مشروع المرسوم الرامي إلى منح الأسلاك العسكرية مساعدة إجتماعية، فضلاً عن رفض توقيع اقتراح قائد الجيش تأجيل تسريح رئيس الأركان والمفتش العام في المجلس العسكري عشية حلول موعد تقاعدهما.
وفي سياق الأزمة السياسية، كان لافتاً كلام الرئيس الفرنسي بعد مشاركته بمؤتمر "بغداد 2" في العاصمة الاردنية، حيث دعا إلى ضرورة تغيير القيادة في لبنان وإزاحة القادة السياسيين الذين يعرقلون الإصلاحات، معتبرا أن مشكلة لبنان هي حل مشاكل الناس وإزاحة الذين لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، ورأى أن المطلوب بعد ذلك إعادة هيكلة النظام المالي ووضع خطة مع رئيس نزيه ورئيس حكومة نزيه وفريق عمل ينفذها ويحظى بدعم الشارع! كما أكد ماكرون ضرورة مساعدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يحاول رغم كل شيء أن يبذل أقصى ما يمكنه، وأكد أنه يرغب في المساعدة على نشوء حل سياسي بديل (...) من دون أي تساهل مع القوى السياسية، داعيا إلى عدم التنازل عن أي شيء للذين أثرَوا في السنوات الأخيرة ويريدون البقاء ويمارسون الابتزاز، فيما يبدو إشارة إلى النائب جبران باسيل. وكشف ماكرون أنه سيعمل في الأسابيع المقبلة على إطار مشابه مع لبنان، مشددا على أنه مقتنع بأن المسألتين اللبنانية والسورية وغيرهما لا يمكن أن تحل إلا بإيجاد إطار للمناقشة يشمل إيران نظرا إلى تأثيرها الإقليمي!
في الوضع الاقتصادي، الصورة تبدو مأساوية، فمافيا الدولار دأبت على جريمة التلاعب حيث قفز الدولار الى ما فوق الـ46 الف ليرة وسط معلومات عن عمليات تهريب منظمة الى سوريا دعما لاقتصادها ودائما على حساب لبنان واللبنانيين، وهو الأمر الذي أدى تلقائيا إلى ارتفاع جنوني في اسعار المواد الحياتية والاستهلاكية، كما فقدت الادوية وحليب الاطفال من الاسواق مع توقف الشركات التسليم الى الصيدليات بسبب تقاعس وزارة الصحة عن تعديل سعر الدولار لهذه الشركات! تزامناً حذّر وفد البنك الدولي الذي يزور لبنان من مصاعب ومخاطر مالية كارثية اذا ما استمر التأخير في المعالجات الضرورية للازمة الاقتصادية، مؤكدا انّ انطاق مسار الانقاذ رهن بإعادة انتظام المؤسسات في لبنان، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تَشرع فوراً في تنفيذ خطة تَعاف صحيحة ومتينة، وبناء الركائز الموضوعية للتفاهمات والاتفاقات مع المؤسسات المالية الدولية، وعلى وجه الخصوص مع صندوق النقد الدولي.
متابعةً لملف الاعتداء على قوات اليونيفيل وقتل الجندي الايرلندي عمداً، يبدو أن الحزب الايراني ليس فقط نفى علاقته بالجريمة وحذّر من تسييسها بعد حدوثها، بل أنه وصل إلى حدود الإشارة إلى جهة خارجية بتنفيذها. فقد نبه رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها الشيخ علي ياسين إلى إن التناول المشبوه والفتنوي من قبل بعض المقامات والقوى لحادثة الجندي الايرلندي يضع القضية في دائرة شبهة التحضير المسبق كجزء من مخطط يستهدف لبنان كله، لزيادة الإنهيار وتدويل الأزمة كما دعا البعض!! وإن إستعجال نتائج التحقيق وعدم وجود تعاون بين فرق التحقيق لا يطمئن ابدا بالإضافة إلى موقف وزير الخارجية الايرلندي الذي تناسى أن العدو الصهيوني إستهدف قوات اليونيفل غير مرة وأوقع الضحايا منها بالعشرات كما حصل في مجزرة قانا 1996، وهو لا يقيم وزنا لها بخروقاته اليومية للسيادة اللبنانية وكذلك تناسى العلاقة الوطيدة تاريخيا التي تربط كل سكان الجنوب وقواه بالقوات الدولية، وبخاصة الايرلندية التي وجدت بيئة حاضنة لها خلال اعتداءات العدو الصهيوني على لبنان وخلال دورياتها وتجوالها في المناطق. كما أضاف إن الأزمة اللبنانية تتفاقم وسط غياب اي حل ورفض لإي حوار، وكأن هناك من يفرض ذلك سعيا للإرتطام المدمر ودعوة للتدخل الخارجي في لبنان واعادته لزمن الوصاية والانتداب الذي لن يعود بفضل ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة!!
وفي السياق، لا يزال الغموض يلفّ القضية، فيما حزب الله الايراني-المتّهم الرئيسي بالعملية معنوياً ومادياً- يحاول التنصّل من فعلته والعبث بمسرح الجريمة ورمي المسؤولية على سيارة اليونيفيل، وإثارة تساؤلات حول سبب سلوكها طريقا فرعيا، ملمّحا الى شبهات تحوم حول نيّتها العدائية، وذلك بعد 27 رصاصة دموية! وقد كشفت معلومات صحفية أن عددا من الشهود تم ترهيبهم وتحذيرهم، من مغبة تسريب أي معلومة حول حقيقة ما جرى في تلك الليلة كما تم سحب كاميرات المراقبة من المنطقة، ولم تعثر القوى الامنية على أي رصاصات مكان الحادث. كما أفادت، عن مصادر أمنية، أن قافلة الكتيبة الايرلندية تعرضت لتعقب ومطاردة، من قبل أكثر من سيارة مجهولة يستقلها مسلحون ما دفع بسائق احدى سيارات القافلة الى المناورة وسلوك الخط الساحلي (الخط القديم)، مرجحة ان يكون تم استدراجها لسلوك هذا الخط، كون المطاردة استمرت حتى مقتل الجندي الايرلندي. كما نقلت عن شهود عيان، أن الرصاصات القاتلة دخلت من الصندوق، الذي كان قد فتحه أحد المعتدين في محاولة للدخول الى العربة. وجددت المصادر التأكيد أن ما جرى هو كمين مدبر عن سابق اصرار وترصد، وأن الرصاصات التي اصابت سيارة اليونيفيل جاءت من 3 اتجاهات، من الخلف واليمين والشمال، و أن المعلومات الامنية المتوفرة وروايات الاهالي، تؤشر الى تقاطع المعلومات حول ان عناصر من "حزب الله الايراني" وراء هذا العمل، في ظل معلومات عن تهريب المتورطين الى معسكراته في البقاع. وفي حين اشارت مصادر إلى تسليم 3 متهمين يبدو المشهد مشابها لما حصل في قضية استشهاد الطيار النقيب سامر حنا، الذي أطلق حزب الله النار على طوافته العسكرية التابعة للجيش اللبناني في سجد عام 2008 وأرداه قتيلا، ثم تم تسليم شخص وأخلي سبيله بعد مدة قصيرة.
لكن حتى الآن ترفض قيادتي اليونيفيل والجيش اللبناني تاكيد الخبر كما نفت القوة الدولية توقيف اي مشتبه به في حادثة العاقبية، وقال متحدث باسمها ان التحقيقات ما زالت جارية ولا يستطيع أحد استباق نتائجها.
في مواقف الحزب الايراني ومن يدور في فلكه ويتبعه لهذا الاسبوع، أكد مسؤول منطقة البقاع في الحزب الايراني الدكتور حسين النمر، وفي مسار استغلال أمهات الشباب الشيعي الذين يموتون بقتالهم تحت راية الحزب، ان أمهات الشهداء قدموا شبابا دافعوا عن هذه المسيرة، وكانوا فداء للوطن وللقضية ولهذا الوجود، وأشار ن هذا الحزب الذي "ضحى" في سبيله هؤلاء الشباب، هو حزب المستضعفين الذي يحضنهم، هذا الحزب لم يغير ولم يبدل، انطلق بمسيرته منذ الطلقة الأولى وسوف يستمر حتى الطلقة الأخيرة، مستلهما عزيمته الكبرى من حضور أمهات الشهداء هو مثال للعالم على قوة هذا الحزب ويقوي من عزيمة المجاهدين!
أما رئيس المجلس التنفيذي السيّد هاشم صفي الدين فقد أكد أن أميركا اليوم في لبنان ليست كأميركا التي كانت إبّان الحرب الأهلية في السبعينات أو الثمانينات أثناء الإجتياح الإسرائيلي، ولفت إلى أنه صحيح أنّ أميركا موجودة في لبنان وتحاصره وتضغط عليه، وصحيح أنّ لها سفارة تتدخل في كل شيء في لبنان، وصحيح أنها تؤثّر في بعض المواقع السياسية والوزارات في لبنان، لكن أميركا اليوم لن تتمكن من أن تفعل ما تشاء في لبنان، حتى لو حاصرته عشر سنوات أو عشرين سنة أو أكثر، لأنّ في لبنان شرفاء ووطنيين وكرماء ومقاومين! وتوجه إلى من سماهم "أتباع أميركا في لبنان" - من السياسيين والأحزاب والجهات التي تُفتّش دائماً عن رضا الأميركيّ في كلّ شيء، وبعضهم عن رضا الأميركي والسعودي، بالقول، إنّ الذي كان في السّابق قد تبدّل وقد تغيّر!
من جانبه، اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش، ان المدخل الطبيعي للاستقرار الداخلي ومعالجة المشاكل والاوضاع المعيشية هو الاسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول المطلوبة للأزمات بعيدا من الشروط والاملاءات الاميركية، مشددا على ان الحزب دعا منذ البداية للتوافق الداخلي في الملف الرئاسي، لأن التوافق هو الحل الأسرع لانجاز هذا الاستحقاق والخروج من حال الانسداد السياسي!! ورأى ان "السبب في الانسداد السياسي والتدهور الجديد في الاوضاع المعيشية ليس من يدعو الى الحوار والتفاهم بين اللبنانيين بل من يرفض الحوار، ويدعو الى تدويل الاستحقاق الرئاسي ويراهن على التدخل الخارجي ويصر على طروحات وترشيحات وخطابات تصعيدية واستفزازية تزيد من التوتر والانقسام في البلد، وأكد ان الطريق الوحيد للحل في ظل التوازنات السياسية القائمة هو الحوار والتفاهم الداخلي، أما التدويل والتدخل الخارجي فلن يحل المشكلة بل سيؤدي الى تعقيد الأمور وزيادة الانقسامات وتعميق الأزمات. كذلك اشار الى ان من يتحمل مسؤولية الاوضاع والمآسي ومعاناة اللبنانيين، بالدرجة الاولى هو الاميركي ومن يعمل على استرضاء اميركا من المسؤولين والسياسيين الذين عطلوا الحلول واقفلوا الابواب امام المساعدات.
وكان دعموش قد شدد على ان من يدعي الحرص على مصلحة البلد واخراجه من أزماته والحفاظ على سيادته واستقلاله، يجب ان يبادر الى خطوات عملية تصب في ذلك والا يكتفي بالشعارات، ومن يريد الحل في لبنان ويحرص على انجاز الاستحقاق الرئاسي لا يطلق مواقف استفزازية ولا يرفع شعار المواجهة مع قسم من اللبنانيين ولا يقف موقفا سلبيا من الحوار، كما رأى ان من يتحمل اليوم مسؤولية الانسداد السياسي وتعطيل الانتخابات الرئاسية ليس محور المقاومة الذي طالما دعا الى التفاهم والتوافق بين اللبنانيين بل انصياع فريق من اللبنانيين لاملاءات السفارة الاميركية والسعودية واصراره على مرشح مواجهة!!
في سياق متصل، لا يمكن التغاضي عمّا كتبت صحيفة "الأخبار" الناطقة بإسم الحزب الايراني في لبنان، حيث اشارت إلى أنه لا يُمكِن فصل التعيينات الأمنية الجديدة مطلع الشهر الجاري في مطار بيروت الدولي عن الحملة المفتعلة حول استقدام حزب الله أسلحة من إيران عبرَ المطار. إذ تزامنت الحملة الإسرائيلية-السعودية، مع أخرى أميركية بعيداً من الأضواء، تحت عنوان منع استخدام المرافق العامة في لبنان (مطار، مرفأ، معابر…) لتهريب الأسلحة والذخائر. وعملت جهات داخلية على تبنّيها وتضخيمها والضغط على الحكومة والجيش لاتخاذ خطوات ترضي الجانب الأميركي. وعلى هذه القاعدة، عُيّن العميد فادي كفوري قائداً لجهاز أمن المطار خلفاً للعميد جورج ضومط. ومعروف أن علاقة مميزة تربط كفوري ليس بقائد الجيش العماد جوزف عون فقط، بل أيضاً بالجانب الأميركي. وهو ما دفع بأوساط سياسية وأمنية إلى اعتبار التعيين خطوة إضافية من قائد الجيش الذي يتردّد اسمه بين الأسماء المرشحة للرئاسة لتقديم أوراق اعتماد إلى الأميركيين. ويبدو واضحاً أن قيادة الجيش تبعث برسالة تؤكّد فيها أن من يستلمون أمن المرافق العامة وتحديداً المطار هم من المقربين من الولايات المتحدة وأن لا علاقة لحزب الله أو أشخاص قريبين منه بهذه المرافق. وختمت الصحيفة بأن تعيين كفوري خطوة إضافية من قائد الجيش لتقديم أوراق اعتماد رئاسية إلى الأميركيين.
وفي مواقف قياديي الحزب أيضا، رأى الشيخ نبيل قاووق أن الوقت الآن ليس وقتاً للتحدي والمواجهة، لأنهما يجران البلد إلى الفتنة، وهذه خطورة هذا المشروع! مشيراً إلى أن فريق التحدي والمواجهة جرّب وفشل على مدى عشر جلسات مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن من يراهن على كلمة سر من الخارج، فهو يراهن على سراب، لأن الرهان على التدخلات الخارجية، لا تنتج حلاً، وهي تزيد الأزمة تعقيداً، فأميركا لها حساباتها التي تكمُن في إطالة أمد الفراغ، لأنها تراهن على زيادة الأزمات لخنق اللبنانيين، من أجل فرض شروطها السياسية! وشدد على أن المصلحة الوطنية تقتضي بالمسارعة إلى الحوار والتوافق الداخلي الذي هو الأقرب والأسرع والأضمن، وحزب الله منذ البداية مد يده للحوار والتلاقي لأجل التوافق، ولم يطرح أي مرشح للتحدي والمواجهة!
محطات سياسية واقتصادية:
زادت سوريا في 2022، وبشكل كبير استيراد القمح من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا، باستخدام أسطول من سفن البلدين لتجنب العقوبات الأميركية، ما يعد مؤشرا إلى ازدياد الدعم الروسي لنظام بشار الاسد. وقد زادت كميات القمح المرسلة إلى سوريا من ميناء سيفاستوبول في القرم 17 مثلا هذا العام مسجلة ما يزيد قليلا عن 500 ألف طن، بحسب بيانات للشحن من رفينيتيف لم يتم الكشف عنها من قبل، ليشكل ذلك ما يقارب ثلث واردات البلاد الإجمالية من القمح. وتظهر البيانات أن الدولتين اعتمدتا بشكل متزايد على سفنهما الخاصة لنقل القمح، من بينها ثلاث سفن سورية مشمولة في العقوبات التي فرضتها واشنطن، وذلك في ظل عقوبات مفروضة على البلدين صعبت التجارة عبر طرق النقل البحرية المعتادة والحصول على تأمين ملاحي. وتقدر السفارة الأوكرانية في بيروت، التي تقوم بتتبع ورصد الشحنات القادمة إلى سوريا، أن 500 ألف طن مما تصفه بالقمح الأوكراني المنهوب، وصلت إلى سوريا منذ الغزو انطلاقا من عدة موانئ، وقالت السفارة إن تلك الحسابات وما تقوله السلطات الأوكرانية عن سرقة الحبوب تعتمد على معلومات من ملاك لحقول وصوامع في المناطق المحتلة وعلى بيانات من أقمار صناعية تظهر تنقلات شاحنات للموانئ وأيضا بيانات تتبع السفن.
من جانب آخر وفي الوضع الأمني، أفادت مصادر متابعة بمقتل شخصين يرجح أنهما يعملان مع حزب الله اللبناني، نتيجة ضربات إسرائيلية قرب مطار دمشق الدولي ومحيط دمشق، وأوضحت أن الغارات استهدفت فجر الثلاثاء، مستودع أسلحة ومواد لوجستية لحزب الله اللبناني، ضمن مزرعة تقع ما بين السيدة زينب والبجدلية، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، وسط معلومات عن وجود العديد من القتلى في الموقع. كما أشارت إلى أن إسرائيل استهدفت بأربع ضربات على الأقل مواقع للميليشيات الإيرانية في محيط مطار دمشق ومزارع في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق.
وفيما أعلنت وكالة أنباء النظام (سانا) أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ إسرائيلية في سماء دمشق، والتي أدت إلى إصابة عسكريين اثنين وبعض الخسائر المادية، أشارت مصادر خاصة بأن الغارات تركزت على منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق، حيث تنشط فصائل موالية لطهران وحزب الله اللبناني، وذكرت أن الغارات أعقبت وصول طائرة شحن إيرانية إلى مطار دمشق، كما طالت بطارية دفاع جوي إيرانية نصبت مؤخراً بمحيط المطار، كما طالت موقعين للنظام السوري.
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة، يوم الخميس، أن إسرائيل استهدفت، الأحد الماضي، وحدة جوية لحزب الله في مطار القصير السوري، مشيرة إلى أن الوحدة 127 لحزب الله التي قصفت مسؤولة عن إنتاج مسيّرات في لبنان، وأضافت أن مطار القصير السوري تحول إلى مقر أبحاث وتطوير للمسيّرات الإيرانية. إلى ذلك، اشارت إلى أن إسرائيل شنت غارة أخرى الاثنين الماضي على مقر قيادة إيراني في قلب العاصمة السورية دمشق، مؤكدة أن إيران تستخدم بنية تحتية سورية ومواقع سكنية في دمشق لاستئناف أنشطتها.
دعا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، الثلاثاء، المجلس الأعلى للدولة إلى استئناف الحوار الدستوري من أجل التوافق على النقاط الخلافية في الدستور وإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. ولم يعلق المجلس الأعلى للدولة بدايةً على هذه الدعوة، وهو الذي أعلن مقاطعة البرلمان وتعليق كافة المشاورات معه إلى حين إلغاء قانون إحداث المحكمة الدستورية في مدينة بنغازي.
ولاحقا اتفق رئيسا البرلمان الليبي عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري على إلغاء قانون إحداث محكمة دستورية في مدينة بنغازي، وذلك تمهيداً لاستئناف مفاوضات قانون الانتخابات المتعثّرة منذ أشهر، وفي بيان مشترك، أعلن الفريقان، مساء الجمعة، أنهما اتفقا على عدم إصدار القانون الخاص باستحداث المحكمة الدستورية حتى لا يتعارض هذا القانون مع مخرجات القاعدة الدستورية، كما أوضح البيان أن هذه الخطوة تأتي تعاطيا مع رفض المجلس الأعلى للدولة لتصويت البرلمان على مشروع قانون استحداث المحكمة الدستورية وتقديراً للظروف الحالية التي تمر بها ليبيا ورغبة في إنجاز الاستحقاق الدستوري كأساس للعملية الانتخابية، وكذلك لطمأنة كل الأطراف السياسية بشأن الجدل حول القانون المشار إليه. ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح الباب مجدداً لاستئناف الحوار والمشاورات بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة إلى حين التوصل إلى توافق بشأن النقاط الخلافية في قانون الانتخابات، وأبرزها شروط الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
في السياق، وفيما لا تزال الخلافات ضاربة بين السياسيين في ليبيا، دعت كل من بريطانيا وأميركا وإيطاليا السبت، جميع الجهات الفاعلة في ليبيا للعمل مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي والوفاء بمسؤولياتها تجاه الشعب في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية وحقوق الإنسان. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إنها تدعو رئيس البرلمان ورئيس المجلس الأعلى للدولة للقاء تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل الاتفاق بسرعة على القاعدة الدستورية، وأضافت أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن يظل هو هدف الشعب الليبي الذي يستحق حكومة موحدة ومنتخبة ديمقراطيا يمكنها أن تحكم من أجل مصلحة البلاد. وفي بيانين آخرين صدرا في وقت لاحق، وجهت وزارة الخارجية الإيطالية والسفارة الأميركية في ليبيا نفس الدعوات للجهات الفاعلة في البلاد، وذلك مع مرور عام على تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
في سياق منفصل، وبعد تسليم أبو عجيلة مسعود، المسؤول الاستخباراتي السابق الذي يشتبه في تورطه بقضية لوكربي، كشف مسؤولون في طرابلس أن ليبيا تراجعت عن تسليم رئيس جهاز الاستخبارات السابق في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، عبدالله السنوسي، إلى الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة هذا الأسبوع، خوفا من الاستياء الشعبي في البلاد والغضب الذي يمكن أن تؤدي إليه هذه الخطوة. وقد أوضح مصدر ليبي مسؤول أن الخطة تمثلت في إرسال مسعود إلى الولايات المتحدة أولا ثم تسليم السنوسي، مضيفا أن هناك مناقشات استغرقت شهورا بشأن هذه المسألة. فقد بينت الأحداث أن تسليم مسعود أثار غضبا في ليبيا، مما وضع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة تحت ضغط شديد، وأدى إلى تعليق خطط تسليم السنوسي.
أشار تحقيق صحفي إلى أن صندوق الثروة السيادي النرويجي، الذي استثمر في عام 2020، 1.3 مليار دولار في 81 شركة إسرائيلية، يدرس إعادة النظر باستثماراته لحين التأكد من أن الأموال التي يستثمرها في هذه الشركات لا تذهب إلى المستوطنات أو الشركات التي تعمل أو لها علاقة بالاستيطان في الضفة الغربية، وقال بيت الاستثمار "ميتاف"، الذي يدير أموال الصندوق النرويجي في إسرائيل، إنهم لم يكونوا على علم بمثل هذا القرار.
وأوضحت المعلومات أن التحقيق، يجري منذ بضعة أشهر للتأكد من أن البنوك الإسرائيلية لا توجه استثماراتها إلى تلك الشركات التي لها علاقة بالمستوطنات، مشيرةً إلى أنه بسبب مخاوف من قيام مؤسسات وشركات أخرى بإعادة فحص استثماراتها وأنشطتها في إسرائيل، فضلت الحكومة المنتهية ولايتها عدم نشر المعلومات. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن خطوة الصندوق النرويجي تأثرت بقرار الأمم المتحدة عام 2020، والذي تم فيه نشر قائمة سوداء لـ 112 شركة لها علاقة بالاستيطان، من ضمنها عدد من الشركات الدولية أبرزها "Airbnb"، و"Booking.com"، و"TripAdvisor"، بالإضافة إلى بنوك إسرائيلية محلية وشركات الاتصالات والطاقة والأغذية في إسرائيل.
على صعيد آخر، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أجرى اتصالا هاتفيًا برئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو، عبّر خلاله عن تحفظّه على نقل صلاحيات من وزارة الجيش والجيش إلى تيار الصهيونية الدينية المتمثل بزعيمي حزبي "الصهيونية الدينية و"عوتسما يهوديت". ويعتبر هذا الاتصال، الذي بادر إليه كوخافي، نادرًا لأنه جرى العرف في إسرائيل أن لا يتواصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي والمسؤولين في المؤسسة العسكرية مع السياسيين، أو مع رئيس حكومة مكلّف قبل أن تنال حكومته الثقة. وقد جاء اتصال كوخافي للتعبير عن تحفظاته أو مخاوفه من الاتفاقات الائتلافية أو بنود فيها. كما أشارت إلى أن الاتصال الهاتفي جرى بعد موافقة وزير الجيش في حكومة تصريف الأعمال، بيني غانتس، ولفتت إلى أن كوخافي عبّر خلال المكالمة عن موقف المؤسسة العسكرية، علما بأنه يغادر منصبه خلال الأسابيع المقبلة ليحل محله الجنرال هيرتسي هليفي، كما طلب من نتنياهو الاستماع إلى موقف القيادات الأمنية والمسؤولين في الجيش قبل اتخاذ أي قرارات ذات صلة، وعبّر عن قلقه العميق من الهجمات التي شنّها سياسيون في معسكر نتنياهو على ضباط الجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أن المحادثة كانت متوترة، حيث حذر كوخافي، من أن هذه التغييرات المتفق عليها تقوض التراتبية القيادية (سلسلة القيادة) في الجيش وتقوض سلطة قائد القيادة الوسطى ومسؤولية الجيش الإسرائيلي في مناطق يهودا والسامرة في الضفة المحتلة.
يُشار إلى أنه وبحسب الاتفاقات الائتلافية، ستُنقل المسؤولية عن"وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة والإدارة المدنية للاحتلال في الضفة الغربية، إلى وزير في وزارة الحيش يعيّن من طرف "الصهيونية الدينية"، في حين ستنقل قوات حرس الحدود في الضفة الغربية من قيادة الجيش الإسرائيلي إلى قيادة وزارة الأمن القومي، كما اتفق نتنياهو مع حزب "الصهيونية الدينية" على أن يختار الأخير الحاخام الرئيسي للجيش بدلا من رئيس الأركان، وهو ما اعتبره كوخافي تقييدًا لصلاحيات رئيس الأركان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو قد أبلغ، في وقت متأخر الأربعاء الماضي، الرئيس إسحاق هرتسوغ عن تمكنه من تشكيل حكومة جديدة مع حلفائه في معسكر اليمين، وذلك قبل دقائق من انتهاء التفويض الممنوح له لإنجاز المهمة. وأصبح معلوماً أن الكنيست سيصوّت، يوم الخميس، على منح الثقة لحكومة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو مع استمرار الانتقادات الحادة من معارضين للحكومة التي يتردد أنها ستكون الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل.
في الوضع الداخلي، أشارت معلومات ميدانية أن مواجهات عنيفة دارت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الشباب الفلسطيني بالضفة الغربية، وأفادت المصادر عن استشهاد فلسطيني وإصابة نحو 36 آخرين في مدينة نابلس خلال تلك المواجهات، فيما صدر بيان عن وزارة الصحة الفلسطينية، أفاد من خلاله عن استشهاد شاب برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ما رفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 224 شهيداً. وفي وقت سابق، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية اقتحام ومداهمة لمدينة جنين، ما أسفر عن استشهاد 3 شبان فلسطينيين، واعتقال آخرين خلال تلك المداهمات، وفي الوقت ذاته، قامت قوات الاحتلال باقتحام مخيم الدهيشة الواقع بالقرب من بيت لحم. فيما أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت المخيم وداهمت عدة منازل، وإثر ذلك اندلعت مواجهات، أطلق الجنود الإسرائيليون خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى الى مقتل شاب بعد إصابته برصاصة في الصدر، فيما أصيب ستة آخرون بالرصاص الحي في الأطراف، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
شهدت الأزمة الصحية المتعلقة بكوفيد-19 تفاقماً مثيراً نهاية العام، فما من دولة كبرى إلا وارتفع العدد التراكمي لإصاباتها، وقد قدّمت معظم تلك الدول خلال أيام الأربعاء والخميس والجمعة عدداً كبيراً من الإصابات الجديدة يومياً. وفي تطور آخر مثير للقلق؛ أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أن سلالة XBB المتحورة من سلالة أوميكرون أضحت تهيمن على 18.3% من الإصابات الجديدة في أمريكا. ولم تكن نسبة هيمنتها تتجاوز 11.2% الأسبوع الماضي. ويقول الخبراء، إن هذه السلالة المتحورة أسرع تفشياً، لكنها أقل قدرة على التسبب بالمرض الشديد. وتوقعت المراكز الأمريكية أن تصبح XBB مهيمنة على الأزمة الصحية في مناطق شمال شرق الولايات المتحدة خلال الأسبوع الذي انتهى أمس. وأضافت أن سلالتي BQ.1.1 وBQ.1 هيمنتا على 63.1% من الإصابات الجديدة. ويحدث هذا التفاقم في الأزمة الصحية العالمية على رغم أن عدد جرعات لقاحات فايروس كورونا الجديد حول العالم ارتفعت مع نهاية الاسبوع الماضي إلى 12.75 مليار جرعة!
بيد أن الخوف الأكبر كان على الصين؛ إذ بدا أن العدوى الفايروسية أضحت مستعصية على أي تدابير وقائية. فقد أعلن المركز الصيني لمكافحة الأمراض نهاية الاسبوع، أن عدداً قد يصل إلى 250 مليون نسمة سيصيبوا بكوفيد-19 خلال الأيام الـ 20 الأولى من ديسمبر الجاري، أي ما يعادل 18% من جملة سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وأشارت بلومبيرغ من ناحيتها، إلى أن نحو 37 مليون نسمة أصيبوا بالفايروس في 20 ديسمبر، وتساءلت كيف توصل المسؤولون الصحيون الصينيون إلى ذلك العدد علماً أن الصين أغلقت مراكز الفحص، وتمسكت رسمياً بأن عدد الإصابات الجديدة في ذلك اليوم لم يتجاوز 3049 إصابة! وأعربت صحف غربية عن قلقها من أن تفاقم الأزمة في الصين ينذر بالسوء لبقية أرجاء المعمورة. وذكرت «الغارديان» أن الخوف - أكبرُه - من أن يسفر هذا التفشي المنفلت في الصين عن ظهور سلالة متحورة وراثياً تعيد العالم إلى المربع الأول، لتتكرر مأساة الوباء العالمي. ونقلت بلومبيرغ عن كبير الاقتصاديين في مؤسسة مترو داتا تك قوله إن العدوى الراهنة في الصين ستبلغ ذروتها في وقت ما بين نهاية ديسمبر وأواخر يناير 2023. وتوقع أن تسفر الموجة الحالية عن إصابة عشرات الملايين من الصينيين بالفايروس، خصوصاً في مدن شينزن، وشنغهاي، وتشونغكينغ، وقد تناقلت وكالات الأبناء صوراً لمستشفيات صينية وهي تغص بالمرضى، إلى درجة أن بعضها حوّل ممراته إلى عنابر للمصابين.
بعد أن عقدت جلسة علنية، الأسبوع الماضي، أصدرت لجنة التحقيق النيابية في الهجوم الذي شنّه قبل عامين أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب على مبنى الكابيتول تقريرها النهائي. وأفاد التقرير المكوّن من 845 صفحة، بأن الرئيس ترمب لم يمنع أنصاره من اقتحام الكونغرس، كما أضاف أن الرئيس السابق انخرط في مؤامرة لقلب نتيجة انتخابات 2020، حيث تعتقد اللجنة برئاسة النائب الديمقراطي بيني طومسون، ونائبته الجمهورية ليز تشيني، أن هناك أدلة كافية لوزارة العدل لمقاضاة ترمب في 4 تهم محددة بينها عرقلة إجراء رسمي والتآمر ومحاولة إبطال نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020 والتحريض على الهجوم على مقر الحكومة. وبذلك يدين التقرير ويلقي باللوم الكامل على الرئيس السابق بالهجوم، وفقاً لسلسلة جلسات الاستماع الصيفية للجنة وملخصها التنفيذي، خصوصا وأن هناك شهوداً أوضحوا أن ترمب ودائرته الداخلية عملوا بجهد لبث الشكوك بشأن فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، كذلك شنوا حملة متعددة الجوانب للضغط على مسؤولي الدولة وكبار أعضاء وزارة العدل ونائب الرئيس آنذاك، مايك بنس، للمساعدة في تغيير نتائج الانتخابات. يذكر أن رئيس لجنة التحقيق بيني طومسون كان قال إنه خلال هذه الجلسة العلنية الأخيرة سيقرّر أعضاء اللجنة التي تحقّق في الدور الذي أداه الرئيس السابق في هذا الهجوم، ماهية الملاحقات القضائية التي سيوصون وزير العدل باتخاذها. إلى ذلك، قالت تشيني إن رفض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التدخل فورا لمنع الواقعة يجعله عديم الأهلية لتولي أي منصب رسمي. يشار إلى أن اللجنة لا تملك سلطة مباشرة لهذه الملاحقات الجنائية، ولا تتعدى صلاحياتها رفع توصية في هذا الصدد إلى وزارة العدل المخولة وحدها توجيه اتهامات إلى الرئيس الأميركي السابق.
من جانبه، اتهم الرئيس السابق ترمب لجنة التحقيق النيابية بالسعي لمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024 من خلال توصيتها وزارة العدل بتوجيه اتهامات زائفة إليه.
في الملف الايراني، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الاتفاق النووي مع إيران ليس محل اهتمام في واشنطن حاليا، مشيرا إلى أنه يشارك الاتحاد الأوروبي إدانة إيران لقمعها المحتجين، وكاشفا عن عدم وجود أي تقدم في الوقت الحالي بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وعدم توقع أي تقدم في القريب العاجل. وقد اشار نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن الخارجية الإيرانية اعترفت بنقل طائرات مسيرة إلى روسيا، وإن الأدلة واضحة على استخدام روسيا لهذه الطائرات في قصف البنية التحتية المدنية لأوكرانيا.
السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، قال من جانبه، إن عددا من الطائرات المسيرة تم نقلها إلى روسيا قبل اندلاع الحرب، داعيا إلى وقف حملات الاتهام والتضليل بشأن استخدام هذه الطائرات في أوكرانيا، وأضاف أن طهران قد انخرطت بالفعل في محادثات ثنائية مع أوكرانيا لتوضيح سوء التفاهم الحالي بشأن الطائرات الايرانية المسيّرة. وللتوضيح، فإن إيران نقلت عدداً من الطائرات المسيّرة إلى روسيا قبل اندلاع الحرب، ولم يتم نقلها لاستخدامها في الصراع الدائر في أوكرانيا! لافتا أنه يجب إنهاء حملة التضليل والاتهامات ضد طهران والتي لا أساس لها من الصحة.
ومنذ أيام، كشف دبلوماسيون غربيون أن روسيا مارست ضغوطاً هائلة على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومستشاريه، لعدم فتح تحقيق بخصوص إرسال إيران طائرات مسيرة لموسكو لاستخدامها في حرب أوكرانيا. وأشار دبلوماسيان إلى أن روسيا هددت بوقف تعاونها في القضايا الأخرى المتعلقة بأوكرانيا، خاصة ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لكنهما أكدا إن المستشار القانوني للأمم المتحدة ووكيلة الشؤون السياسية مصممان على تفويض غوتيريش بتكليف خبراء لبحث الأمر، مشيران إلى وجود سوابق من حالات مماثلة في الشرق الأوسط.
في سياق متصل، أعربت مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن اشمئزازهم من الإجراءات القمعية للنظام الإيراني، مؤكدين على ضرورة تكثيف الضغوط على النظام واستخدام كافة الأدوات والأساليب الممكنة لدعم انتفاضة الشعب الإيراني.
أمنيا، أفاد مصدر أمني عراقي، يوم الاثنين الماضي، بمقتل وإصابة 14 شخصاً بهجوم مسلح على سيارات مدنية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وقال إن مجموعة مسلحة يعتقد انتماؤها لتنظيم داعش شنت هجوماً على سيارات مدنية ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجروح. إلى ذلك، يذكر أن تسعة من أفراد قوات الأمن العراقية قتلوا الأحد في هجوم استهدف آلية تقلهم في محافظة كركوك شمال العراق، وأعلن داعش مسؤوليته عنه. ويعدّ هذا من بين الهجمات الأكثر دموية التي شنّها التنظيم في الأشهر الأخيرة في العراق، ما يعكس قدرته المتواصلة على إلحاق الضرر.
في السياق، قتل جنديان عراقيان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم بعبوة ناسفة استهدف آليتيهما في محافظة كركوك في شمال العراق، وفي حين لم تتبنَّ الهجوم أية جهة، قال مصدر أمني في المحافظة فضّل عدم الكشف عن هويته، إن عناصر من داعش فجروا عبوتين ناسفتين استهدفتا عربتي همر عسكريتين، قبل أن يطلقوا النار من أسلحة رشاشة، ووقع الهجوم في منطقة بين كركوك التي تديرها الحكومة الاتحادية، وأربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي، ومن ضمن مناطق يتنازع عليها الطرفان.
وعلى خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظتا كركوك وديالى وأدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 25 عسكرياً ومدنياً، أصدر رئيس الوزراء العراقي حزمة توجيهات للقادة الأمنيين. وأمر السوداني القادة العسكريين بإعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة، وتغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش الإرهابية وتحدّ من حركتهم، وذلك بعدما استمع السوداني إلى إيجاز مفصل عن الحادثين الإرهابيين.
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الثلاثاء، إن مؤتمر بغداد2 للتعاون والشراكة حقق توافقا بشأن دعم العراق وتطوير مشاريع التعاون معه، ووصف الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيريه من العراق وفرنسا، المؤتمر بأنه مظلة حوارية للتعاون والعمل المشترك، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الدول المجتمعة مشتركة وبينها الاقتصادية والأمنية والمناخية وتحديات الطاقة والأمن الغذائي، وأعلن استضافة مصر للنسخة القادمة من مؤتمر بغداد للتعاون العام المقبل. هذا وبحث المؤتمر سبل دعم العراق والجهود التي يقوم بها من أجل تعزيز أمنه وسيادته وضمان استقراره وتحقيق التنمية والرخاء لشعبه، بالإضافة إلى تطوير آليات التعاون الإقليمية مع العراق في عدد من المجالات التي تشمل مكافحة الإرهاب والأمن الغذائي والأمن المائي والطاقة وغيرها من المجالات التي تسهم في دعمه. يذكر أن البلدان المشاركة في مؤتمر بغداد2 هي مصر، الاردن، تركيا، فرنسا، مجلس التعاون الخليجي، السعودية، ايران، العراق والاتحاد الاوروبي.
بعد تعنّت الميليشيات، وصف وزير الخارجية اليمني استمرار الحوثيين برفض دعوات السلام والتهدئة بأنه إهانة للمجتمع الدولي، داعيا إلى انتهاج مقاربة مختلفة لإنهاء العبث بأمن المنطقة والاستقرار العالمي. وخلال لقائه في أنقرة وزير الخارجية التركي، شدد بن مبارك على التطرق إلى ممارسات الميليشيات الحوثية الإرهابية وجرائمها بحق الشعب اليمني، وتداعيات تصعيدها وتهديداتها على الأزمة الإنسانية والوضع الاقتصادي. واستعرض أيضاً ما قدمته الحكومة الشرعية من تنازلات خلال كل جولات التفاوض السابقة، وصولاً إلى الهدنة الأممية، موضحاً أن العراقيل التي اختلقتها الميليشيات الحوثية ورفضها تنفيذ أبسط شروط الهدنة والمتمثل في فتح الطرقات ورفع حصارها لمدينة تعز هو ما عرقل العملية برمّتها. وكان مبارك قد شدد خلال مؤتمر صحافي على أن شروع السلام في بلاده يمكن تحقيقه لو ارتدع الحوثيون وتوافرت الإرادة. يذكر أن لقاء بن مبارك مع نظيره التركي جاء تزامناً مع وجود وفد عماني في صنعاء ضمن المساعي الدولية لتمديد الهدنة الإنسانية وتوسيعها والتوصل إلى سلام دائم. بدوره، شدد جاويش أغلو على دعم تركيا للاستقرار في اليمن، مشددا على وقوف بلاده إلى جانب اليمنيين.
على صعيد آخر، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان، إن جماعة الحوثيين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء عام 2014 أصدرت نحو 350 حكم إعدام بحق سياسيين ونشطاء معارضين وصحافيين وعسكريين، ونفذت منهم 11 حكماً على الأقل، واشار مدير العمليات في المرصد أنه من المحبط استمرار عجز المنظومة الدولية عن وضع حد لتلك الممارسات المروّعة المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات، والتي ستتفاقم بالضرورة ما لم تواجه بإجراءات حاسمة تردع مرتكبيها عن تكرارها.
أعلنت الحكومة المصرية طرح مزايدة عالمية للتنقيب عن النفط والغاز في 12 منطقة بالمتوسط والدلتا وذلك بعد أيام من ترسيم حدودها البحرية الغربية، واشار وزير البترول المصري الى ان المزايدة هي في 12 منطقة بالبحر المتوسط ودلتا النيل بواقع 6 مناطق بحرية ومثلها برية. وأوضح أن المزايدة تهدف لزيادة جذب الاستثمارات للبحث عن الغاز والبترول في المناطق الواعدة وفي مقدمتها البحر المتوسط، استثماراً لما تمتلكه من احتمالات مهمة، مشيراً إلى أن استراتيجية الوزارة توفر فرصاً لجذب شركات عالمية جديدة للعمل في مصر، علاوة على تشجيع الشركات العاملة على زيادة استثماراتها والتوسع في مناطق عملها.
في سياق متصل، أعلنت وزارة البترول المصرية عن تحقيق رقم قياسي في صادرات مصر من الغاز الطبيعي لتصل إلى 8 ملايين طن هذا العام مقارنة بنحو 7 ملايين طن العام السابق. وذكرت الوزارة، في بيان، أن صادرات الغاز الطبيعي خلال العام الحالي بلغت نحو 8.4 مليار دولار بالمقارنة بنحو 3.5 مليار دولار خلال عام 2021، بنسبة زيادة 171%. كما أرجعت الوزارة الزيادة إلى ارتفاع أسعار تصدير الغاز الطبيعي المسال عالمياً، حيث استثمر قطاع البترول خطة الحكومة لترشيد استهلاك الكهرباء التي تم إقرارها في أغسطس الماضي في توفير كميات إضافية للتصدير وذلك للاستفادة من ارتفاع الأسعار العالمية للغاز الطبيعي المسال.
في الاقتصاد أيضا، واصل سعر الجنيه المصري ارتفاعه مقابل الدولار في السوق السوداء مع قيام البنوك بتوفير الدولار للمستوردين بعد توجيهات الرئيس المصري بالانتهاء من أزمة البضائع المكدسة في المواني المصرية خلال أسبوعين.
ولفت متعاملون الى إن سعر الدولار وصل إلى 28.5 جنيه فقط، بعد أن هوى من مستويات فاقت الـ36 جنيها الأسبوع الماضي. ومع توفر الدولار نسبيا في البنوك المصرية، تشهد تعاملات السوق السوداء تراجعا كبيرا، حيث يترقب البعض صدور قرارات جديدة من البنك المركزي، فيما يحجم بعض المستوردين عن اللجوء للسوق السوداء مع بدء تحلحل الأزمة نسبيا.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد في هذا الملف.
أزمة سد النهضة
لا جديد على هذا الصعيد.
أعلنت "دي بي ورلد"، وشركة "حصانة الاستثمارية"، المدير الاستثماري للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، والتي تمتلك أحد أكبر صناديق التقاعد في العالم، عن استثمار حوالي 2.4 مليار دولار أميركي أو ما يعادل 9 مليارات ريال سعودي، في ثلاثة من أصول "دي بي ورلد" الرئيسة في دولة الإمارات. وسيمثل هذا الاستثمار الشريحة الثانية من بيع حصة أقلية من أسهم المجموعة في ميناء جبل علي والمنطقة الحرة لجبل علي ومجمّع الصناعات الوطنية بعد الإغلاق الناجح لصفقة الشريحة الأولى في يونيو 2022.
وستستثمر شركة "حصانة" حوالي 2.4 مليار دولار في مشروع مشترك جديد مع "دي بي ورلد" الذي سيحقق لها مصلحة اقتصادية في حصة تمثل 10.2% تقريباً من الأصول الإماراتية الثلاثة، ومن المتوقع أن تبلغ القيمة الاستثمارية الإجمالية حوالي 23 مليار دولار لهذه الأصول.
في سياق منفصل، تفوقت البورصة السعودية على نظرائها بمنطقة الخليج بعدما أعلنت الصين مزيدا من تخفيف القيود المرتبطة بكوفيد-19 مما عزز التوقعات بتعافي الطلب في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم. وقالت اللجنة الوطنية للصحة، إن الصين ستعفي القادمين إليها من إجراءات الحجر الصحي اعتبارا من الثامن من يناير/كانون الثاني، وأضافت أن الصين ستخفض أيضا مستوى تعاملها مع الجائحة إلى مستوى أقل صرامة إذ أصبح المرض أقل ضراوة وسيتحول تدرييا إلى مرض تنفسي اعتيادي. وارتفع مؤشر سوق الأسهم السعودية 1.3% بقيادة سهم مصرف الراجحي الذي ربح 1.8% وسهم أرامكو السعودية الذي زاد 1.9%، وسجل النفط، وهو محفز رئيسي للأسواق المالية الخليجية، أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع إذ أنعش أحدث إجراء تتخذه الصين لتخفيف قيود كوفيد الآمال في تعافي الطلب على الوقود، بينما استمدت الأسعار مزيدا من الدعم جراء خفض إنتاج الطاقة بالولايات المتحدة نتيجة عواصف شتوية.
سلطت تقارير من وسائل إعلام أوروبية الضوء على أن عميلا تابعا للاستخبارات المغربية، لعب دورا كبيرا في قضية الفساد ضمن البرلمان الأوروبي المرتبطة بقطر، وأشارت المعلومات أن لقب الجاسوس المغربي الحركي هو "M118"، مشيرة إلى أن اسمه برز كأحد المشغلين الرئيسيين في فضيحة الفساد التي ذكرت تقارير أنها متعلقة بقطر، والتي هزت أسس البرلمان الأوروبي بينما نفت الدوحة مرارا علاقتها بها. كما أشارت إلى أن العميل المغربي، والتي ذكرت أن اسمه محمد بلحرش، كان يدير دوائر حول وكالات التجسس الأوروبية لسنوات. ووفقا للمعلومات فإن بلحرش كان في قلب شبكة معقدة تمتد من قطر والمغرب إلى إيطاليا وبولندا وبلجيكا، ويشتبه في أنه شارك في جهود ضغط مكثفة وفساد مزعوم يستهدف أعضاء البرلمان الأوروبي في السنوات الأخيرة، كما اتضح أنه كان معروفا لدى أجهزة الاستخبارات الأوروبية لسنوات.
وأشارت صحف إيطالية وبلجيكية إلى روابط بين بلحرش وعضو البرلمان الأوروبي السابق، بيير أنطونيو بانزيري، بالمخابرات المغربية، ولم تعلق الرباط رسميا على هذه التقارير. ويتواجد السياسي الإيطالي بانزيري الآن في السجن، ويواجه اتهامات أولية بالفساد في التحقيق حول ما إذا كان المغرب وقطر قد اشتريا نفوذا في البرلمان الأوروبي. كما لفتت التقارير أن برقيات دبلوماسية سربت في عامي 2014 و 2015 أظهرت أن عضو البرلمان الأوروبي، بانزيري، وصف بأنه صديق مقرب للمغرب وحليف مؤثر و قادر على محاربة النشاط المتزايد لأعداء الرباط في البرلمان الأوروبي، ويعمل المحققون الأوروبيون حاليا على كشف مدى قرب بانزيري من المغرب، حيث ارتبط بانزيري بجهاز الاستخبارات المغربي الخارجي بعد فشله في إعادة انتخابه للبرلمان في عام 2019. والآن، تقول المعلومات إن بلحرش قد يكون أيضا مفتاحا لكشف أحد الألغاز العالقة في قضية الفساد المرتبطة بقطر.
في سياق منفصل، اتّفق وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي بداية الاسبوع الماضي على تحديد سقف لأسعار الغاز الطبيعي، وفق مسؤولين، فيما أعلنت وزيرة الطاقة المالطية إن السقف حُدّد عند 180 يورو للميغاواط ساعة. وكانت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، لدى وصولها إلى الإجتماع في بروكسل، قالت إن الاتفاق على سقف لأسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي أضحى في متناول اليد. فيما اعتبر الكرملين أن تحديد الاتحاد الأوروبي سقفا لسعر الغاز إجراء غير مقبول.
أزمة شرق المتوسط
أعلنت وزارة الدفاع التركية، أنّ مقاتلات يونانيّة من طراز "إف 16" أقلعت من 5 مطارات، وتحرّشت بطائرات تركيّة، وأوضحت في بيان، أنّ الطّائرات التّركيّة كانت ضمن مهام "NATO NEXUS ACE Ege" لـحلف شمال الأطلسي في بحر إيجه، وردّت فورًا على عمليّة التّحرّش اليونانيّة، مؤكّدةً أنّها كانت أبلغت قبل 24 ساعة، الحلفاء كافّة بالقيام بالمهمّة ضمن الناتو.
من جانب آخر، اتهمت تركيا قبرص بتصعيد التوتر في شرق البحر المتوسط بعد أن عثر تحالف شركات طاقة إيطالية وفرنسية على مزيد من الغاز الطبيعي قبالة الجزيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن الأنشطة الهيدروكربونية القبرصية نُفذت من جانب واحد و تنتهك حقوق القبارصة الأتراك وهم أحد المشاركين في ملكية جميع الموارد الطبيعية للجزيرة، وأن هذه الأنشطة تزيد التوتر وتهدد السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط، مضيفا ان تركيا لن تسمح بأنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات أو استغلالها في جرفها القاري دون موافقتها! وكانت وزارة الطاقة القبرصية قد أفادت إن تحالفا من شركتي إيني الإيطالية وتوتال إنيرجيز الفرنسية عثر على المزيد من الغاز الطبيعي قبالة شواطئ الجزيرة.
وتعترض تركيا بشدة على برنامج الاستكشاف القبرصي محتجة إما بما تراه اعتداء على جرفها القاري أو على مياه دولة القبارصة الأتراك الانفصالية في شمال قبرص التي لا تحظى باعتراف أي دولة سوى تركيا.
بعد التحركات الأخيرة، رفضت تركيا اتهامات الصين لها بشأن عملياتها العسكرية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال سوريا، ورأى مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيريدون سينيرلي أوغلو، أنه لا يحق لأي دولة أن تلقن تركيا دروسا بخصوص مكافحة الإرهاب، كما رفض في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، الخميس، التصريحات الصينية، مشدداً على حق بلاده في قول ما تريد وفعل ما تريد للدفاع عن حقوقها وشعبها، وفق تعبيره، ومشددا على عزم بلاده على مكافحة الإرهاب عبر اتخاذ كل الخطوات المطلوبة من أجل حماية شعبها وضمان أمن حدودها.
جاء ذلك بعدما اتهمت الصين تركيا في الجلسة بالتهديد مرارا بإطلاق عملية برية شمال سوريا فضلا عن تنفيذ ضربات جوية ومدفعية، داعية إلى الوقف الفوري لتلك الهجمات، حيث تواجه تركيا صعوبات في تنفيذ عملية عسكرية برية ضد مواقع قسد في شمال سوريا، بسبب الرفض الأميركي والروسي.
في الوضع الداخلي، أعلن الرئيس التركي رفع الحد الأدنى للأجور في البلاد إلى 8 آلاف و506 ليرة تركية لعام 2023 (نحو 455 دولار، .وقال إن كل طرف من نقابات العمال وأرباب العمل قدم خلال المحادثات الخاصة بتحديد الحد الأدنى للأجور موقفًا يتماشى مع أولوياته ومصالحه وإن الحكومة تحترم مواقف الجميع في هذا الإطار. وأشار أردوغان إلى أن العالم كله يراقب باهتمام مواصلة تركيا تطورها رغم الأزمة العالمية التي هزت بشكل كبير حتى البلدان المتقدمة، وأوضح أن الزيادة في الحد الأدنى للأجور بلغت 100 في المئة مقارنة بيناير الماضي و54.66 في المئة مقارنة بتموز/يوليو الماضي، كما ذكر أن متوسط الزيادة السنوية بلغ 74.43 في المئة.
قال وزير الاقتصاد الإماراتي إن مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بلغت 11.9%، مؤكدا أنها نسبة قوية جدا، وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة تستهدف جذب استثمارات جديدة للقطاع بقيمة 100 مليار درهم. كما أوضح أن توجيهات القيادة بوضع استراتيجية السياحة يأتي بعد نحو 40 سنة من تطوير بنية تحتية سياحية قوية في الإمارات، أهلت الدولة ليكون للسياحة دور كبير فيها، وتجذب استثمارات داخلية وخارجية. إلى ذلك، أشار الوزير إلى أن الإمارات تستهدف مضاعفة الاقتصاد من نحو 1.5 تريليون درهم 1. في 2021 إلى 3 تريليونات درهم ورفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي إلى نحو 17% بحلول 2031.
وافق مجلس الوزراء السعودي على نظام إمدادات الطاقة، وبحسب بيان المجلس، تضمنت القرار الموافقة على مذكرة تفاهم في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها بين حكومة المملكة وحكومة تونس، كما وافق على مذكرة تفاهم بين المملكة وحكومة الجمهورية الهيلينية في مجال الطاقة، وصدق مجلس الوزراء ايضا على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس التنسيق السعودي التايلاندي. ووفقا للبيان، فقد تم الموافقة على اتفاقية تعاون بين حكومة المملكة وحكومة جيبوتي في مجال النقل البحري، كما تم الموافقة على اتفاقية بين المملكة وجمهورية التشيك في مجال الخدمات الجوية.
في سياق منفصل، أعلنت شركة أكوا باور السعودية عن توقيع عقد شراء الطاقة مع الشبكة الكهربائية الوطنية الأوزبكية لثلاث شركات لغرض خاص في محطات توليد طاقة الرياح وذلك لإنشاء محطة بقدرة 1.5 غيغاوات في منطقة كونجراد في جمهورية كاراكالباكستان الأوزباكستانية، وقالت "أكوا باور" في بيان إن قيمة العقد 2.4 مليار دولار، ومدته 25 عاماً بعد اكتمال البناء. كما أوضحت "أكوا باور"، أن محطة كونجراد للرياح، والمعروفة سابقاً بمحطة كاراكالباكستان المستقلة لطاقة الرياح، ستكون الأكبر من نوعها لتوليد طاقة الرياح في موقع واحد في آسيا الوسطى وإحدى أكبر المحطات على مستوى العالم، وأضافت أنه من المتوقع تقليص 2.4 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويًا وإمداد 1.65 مليون أسرة بالطاقة.
من جانب آخر، أكدت وزارة الدفاع الفرنسية التزام فرنسا بالشراكة التاريخية مع المملكة العربية السعودية، وقالت في بيان عقب اتصال هاتفي بين وزيري الدفاع للبلدين إن فرنسا ستعزز التعاون الدفاعي مع المملكة في مواجهة التهديدات. كما ناقش وزيرا الدفاع عدة ملفات إقليمية ودولية بينها الأوضاع في المنطقة خصوصاً في لبنان واليمن، واتفقا على تعزيز الحوار بينهما بشأن التهديدات التي تطال مصالح فرنسا والسعودية وأمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا.
يبدو أن الجيش الروسي لم يستفد كما يجب من التعبئة التي أُعلن عنها مؤخراً، ففي ظل المعلومات عن أن الجبهات الاوكرانية مليئة بالسجناء المجندين للقتال في صفوف الجيش الروسي، تبحث مجموعة فاغنر فكرة تجنيد نساء معتقلات في السجون الروسية لإرسالهن للقتال في أوكرانيا، بعدما قامت بالأمر عينه مع الرجال، وفق ما صرّح قائدها يفغيني بريغوجين، الذي اشار إن هؤلاء سيجنّدن ليس للعمل كممرّضات ومشغّلات فحسب، بل أيضاً ضمن مجموعات تخريب أو فرق قناصة، وقال، بحسب ما نقلت خدمته الإعلامية، أنهم يعملون في هذا الاتجاه، وأن هناك مقاومة لكنه يظنّ أنهم سيتغلّبون عليها!! وكان يرد على رسالة لمسؤول روسي من منطقة الأورال جاء فيها أن نساء معتقلات في سجن في مدينة نيجني تاغيل طلبن منه إرسالهن إلى الجبهة الأوكرانية لمساعدة الجيش الروسي.
يشار أنه منذ العام 2014، تُتهّم هذه المجموعة بخدمة مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سراً وارتكاب فظائع في عدّة مناطق نزاع، لا سيما في سوريا وبلدان إفريقية. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أقرّ بريغوجين، المعروف بـ"طباخ بوتين"، بأنه أسّس هذه المجموعة بعد سنوات من النكران وبات ينشط في شكل مكشوف في روسيا، في مؤشّر إلى تنامي نفوذه.
وقد اعلنت واشنطن عن فرض عقوبات جديدة على المجموعة بعد الإعلان عن تسلم شحنة صواريخ وأسلحة من كوريا الشمالية، في حين قللت من إمكانية هذه الشحنة من تغيير واقع الحرب في اوكرانيا، ومعتبرة بان مجموعة فاغنر باتت منافسة للجيش الروسي في واقع البلاد.
من جانبها، نفت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية تقريراً إعلامياً يابانياً ذكر أنها قدمت ذخائر لروسيا، قائلة إن صفقة من هذا القبيل لم تحدث قط بين البلدين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
على صعيد منفصل، قالت موسكو إنها لا تعتبر القرار الذي اتخذه الأردن بفرض قيود على استخدام شركات طيران روسية لمجاله الجوي، مسيسا وموجها ضد مصالح روسيا، ولفتت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن سلطات الطيران الأردنية فرضت هذه القيود تحت ضغط من المفوضية الأوروبية، ولهذا اضطرت بعض شركات الطيران الروسية التي تنقل السياح من روسيا إلى المنتجعات المصرية والعودة منها لتأجيل الرحلات واعتماد مسارات طيران بديلة. وطلبت سلطات الطيران الأردنية من شركات Nordwind و"إيكار" وiFly الروسية تقديم شهادة تأمين صادرة في لندن وتصنف A ++ لطائراتها التي لا تزال مسجلة في برمودا وإيرلندا، حتى تتمكن من استخدام المجال الجوي الأردني.
يذكر أن شركة الطيران iFly كانت طلبت من الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي فتح ممر بطول 240 كيلومترا في المجال الجوي السوري لتنفيذ رحلاتها إلى مصر. وفرضت وكالة النقل الجوي حظرا على الرحلات الجوية عبر سوريا لشركات الطيران الروسية عام 2013، بعد أن تعرضت طائرة لشركة نورويند Nordwind كان على متنها 160 راكبا روسيا، لإطلاق النار في سماء سوريا، حيث تحدثت تقارير عن إطلاق صاروخين أرض - جو عليها انفجرا قرب الطائرة دون أن تصاب وركابها بأذى.
وبعد طلب iFly، أرسلت وكالة النقل الجوي الروسية طلبا إلى وزارة الخارجية، التي أبلغت أنها لا تعارض رفع الحظر، لكن المسألة تتطلب التنسيق مع وزارة الدفاع.
وفي الوقت الحاضر، تحلق فوق سوريا طائرات مدنية تابعة لعدة شركات طيران آسيوية. بالإضافة إلى ذلك، تشغل شركة "أجنحة الشام" للطيران أسبوعيا رحلات ركاب مباشرة بين سوريا وروسيا.
على صعيد منفصل، ووسط تصاعد التوتر بين البلدين، أفاد مسؤول بوزارة الخارجية الروسية، بأن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة في الرمق الأخير. وقال رئيس إدارة أميركا الشمالية في وزارة الخارجية ألكسندر دارتشييف، إن على سفيرة واشنطن الجديدة لدى موسكو لين تريسي عدم التدخل في شؤون بلاده بحجة العمل مع المجتمع المدني. وجرى تعيين تريسي سفيرة للولايات المتحدة لدى روسيا في 21 ديسمبر الجاري بعد تقاعد السفير جون سوليفان، الذي غادر روسيا أوائل سبتمبر بعد أقل من ثلاث سنوات على توليه مهمته وسط عمليات طرد متبادلة للدبلوماسيين بين واشنطن وموسكو، قبل أن تتفاقم الضغوط في أعقاب الحرب في أوكرانيا في فبراير. في السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على عشرة كيانات بحرية روسية بسبب العمليات الروسية التي تستهدف الموانئ الأوكرانية، في الوقت الذي تزيد فيه واشنطن الضغط على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
في الملف الاقتصادي، انخفض الروبل الروسي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل/نيسان الماضي، متخطيًا مستوى 72 للدولار لتتجاوز خسائره الشهرية 14%، في ظل مخاوف من العقوبات المفروضة على النفط والغاز الروسيين. وارتفع سعر صرف الدولار بنسبة 1.43%، ليصل إلى 72.01 روبلا في بورصة موسكو، كما تراجع أمام اليورو ليبلغ سعر صرف اليورو 76.85 روبلا بزيادة قدرها 1.65%، ولأول مرة منذ 29 أبريل/نيسان الماضي، يتجاوز سعر صرف اليورو حاجز 75 روبلا. وخسر الروبل أكثر من 8% بالفعل هذا الأسبوع أمام الدولار، وأكثر من 12% منذ دخول سقف سعري للنفط الروسي حيز التنفيذ.
أعلنت الإدارة العسكرية لمدينة كييف عن تعرّض العاصمة الأوكرانية لهجمات بطائرات مسيّرة في وقت مبكر من صباح الاثنين الماضي، وحضت السكان على إعارة اهتمامهم للإنذارات التي تطلقها السلطات للتحذير من حصول غارات، مضيفة انه تم إسقاط تسع طائرات بدون طيار في المجال الجوي لكييف، وأن القوات الروسية تستخدم طائرات "شاهد" الإيرانية الصنع والتي استخدمت في ضرب العاصمة في الأسابيع الأخيرة.
بموازاة ذلك، أمر بوتين بتعزيز حدود روسيا وأصدر تعليماته إلى الأجهزة الخاصة بالحفاظ على السيطرة على التجمعات الجماهيرية وضمان سلامة الناس في المناطق التي تقول موسكو إنها تابعة لها!
على صعيد منفصل، أعلن الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، تخلل زيارة تاريخية إلى واشنطن هي الأولى له إلى الخارج منذ بدء الغزو الروسي لبلاده، أن حصول كييف على أنظمة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي سيعزّز بقوة قدراتِها الدفاعية، مؤكدا أن الأمر يشكل خطوةً مهمّة للغاية لخلق مجال جوي آمن لأوكرانيا، وشدد على أن السلام العادل لا ينطوي على أي مساومة على وحدة أراضي أوكرانيا. من جهته، أكد الرئيس بايدن لنظيره الأوكراني أن الشعب الاوكراني لن يكون أبداً وحده، مشيرا إلى أنه واثق من أنّ التحالفَ الغربي سيظل موحّداً وراء أوكرانيا، ومضيفا أن الرئيس الروسي ليست لديه نية لوقف ما وصفها بالحرب الوحشية ضد أوكرانيا، واصفا ما يفعله بوتين بأنه مروع. وقبيل ذلك أعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستواصل تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، خصوصا على صعيد الدفاع الجوي. وأعلنت واشنطن خلال زيارة زيلينسكي رزمة جديدة من المساعدة العسكرية تشمل خصوصا منظومة باتريوت للدفاع الجوي، وأفاد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة عن تخصيص 850 مليون دولار مساعدات أمنية لأوكرانيا، ومليار دولار لتطوير الدفاعات الجوية. إلى ذلك، كشف مسؤولون أميركيون أن الحزمة الجديدة المتوقّعة ستتضمن مجموعة من قنابل دقيقة من شأنها تحويل الذخائر غير الموجهة الموجودة إلى قنابل ذكية موجهة بدقة تعرف باسم "ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو JDAMs". كما ذكروا أن هذه المجموعة تضيف زعانف ونظام توجيه دقيق إلى الذخائر التقليدية، على أن يتم إرسالها في حزمة المساعدات الأمنية المقبلة بأقرب وقت هذا الأسبوع، وأن بإمكان القنابل الدقيقة أن تساعد أوكرانيا على مهاجمة الخطوط الدفاعية الروسية الثابتة أو الأهداف الكبيرة الأخرى بعد إسقاطها من الطائرات المقاتلة التي لا تزال تشكل تحديا كبيرا بسبب الدفاعات الجوية الروسية. وقد أكد الرئيس الأوكراني أن المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لبلاده ليست صدقة بل هي استثمار في الأمن العالمي.
من جانبها، أكدت موسكو على لسان المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا لن تجري مفاوضات بناء على شروط الآخرين، مشددة على أن أي مقترح سلام يجب أن يعترف بضم المناطق الأربع. وكان وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، قد صرح بأن السلطات الأوكرانية تسعى لعقد "قمة سلام" في الأمم المتحدة مع أمينها العام أنطونيو غوتيريش بصفة الوسيط المحتمل.، كما اشار إلى أنه يجب أن تواجه روسيا محكمة جرائم الحرب قبل أن نجري محادثات مباشرة معها. وطرحت أوكرانيا في وقت سابق، عددا من الشروط للتفاوض مع روسيا، علما بأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقع في أوائل أكتوبر الماضي مرسوما عن عدم إجراء أي مفاوضات مع سلطات روسيا الحالية. كما هدد وزير الخارجية الروسي أوكرانيا، بإنه يجب عليها أن تفي بمقترحات موسكو بشأن المناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها وأن أوكرانيا تعلم مطالب موسكو بشأن نزع السلاح والتخلص ممن وصفهم بالنازيين، وحذر من أنه إذا لم تلب كييف هذه المطالب فسيتولى الجيش الروسي المسألة!
وفي سياق الحرب ايضا، أعلن وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، خلال زيارته الأولى إلى كييف، أنه يريد العمل على تلبية الاحتياجات العسكرية الأوكرانية للأسابيع المقبلة، ولفت أنه أجرى نقاشات مع نظيره الأوكراني حول الوضع التكتيكي والاستراتيجي على الأرض واحتياجات الجيش الأوكراني للأسابيع المقبلة. وأشار الوزير الفرنسي أمام الصحافيين إلى صندوق جديد بقيمة 200 مليون يورو يسمح لأوكرانيا بشراء معدات مباشرة من الصناعيين الفرنسيين، بحسب أولوياتها في التصدي للجيش الروسي.
وميدانيا، أفادت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك بتعرض منطقتي بتروفسكي وكيروفسكي لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من الجانب الأوكراني، وأضاف المسؤولون أن القوات الأوكرانية أستهدفت أيضا بمجموعة من الصواريخ ياسنا فاتايا التي تضم أكبر محطة سكة حديد في المنطقة. هذا واقتربت القوات الأوكرانية من استعادة مدينة استراتيجية صغيرة تعتبر "بوابة الشرق" بعد معارك ضارية مع القوات الروسية، وتعتبر هذه المدينة استراتيجية على اعتبار أنها بوابة لمدينتين أكبر في الجوار- سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مركزان صناعيان مهمان بمنطقة دونباس الشرقية التي سيطرت عليها موسكو بعد حملة صيفية مكلفة.
كذلك، أعلنت كييف، الأسبوع الماضي، أن خاركيف هي أكثر المناطق تضرراً إثر الضربات الروسية التي استهدفت البنية التحتية في البلاد مؤخراً. فقد أوضح النائب الأول لوزير الداخلية يفغيني ينين، أن منطقة خاركيف هي الأكثر تضررا، مؤكداً أن 112 من قراها معزولة، بينما في منطقتي دونيتسك وخيرسون هناك أكثر من 90 (قرية) ومنطقة ميكولايف 82، ومنطقة زابوريجيا 76، ولوغانسك 43، وأضاف أن أكثر من 500 بلدة أوكرانية باتت دون كهرباء بعد الضربات الروسية التي ألحقت في الأسابيع الأخيرة أضراراً كبيرة بشبكة الكهرباء الوطنية.
تتواصل الاحتجاجات الشعبية في إيران، فقد عمت التظاهرات والاحتجاجات عدة مدن في أنحاء البلاد، حيث حمل أشخاص شعارات مثل "الموت لخامنئي، اللعنة على خميني"، و"الموت للباسيج"، فيما عمد آخرون إلى حرق صور قاسم سليماني. وكانت الشعارات الليلية في مناطق صادقية، ودربند، وشريعتي في طهران، والاحتجاجات الرمزية أو حرق رموز النظام الإيرانية على طرق ساوه ورشت وبرازجان، جزءاً آخر من احتجاجات مساء الخميس الماضي. وكان شعار "نقسم بدماء رفاقنا نقف حتى النهاية" أحد شعارات مظاهرات الشوارع للمحتجين في مدينة سميرم بمحافظة أصفهان، وسط البلاد.
إلى ذلك، استمرت احتجاجات الشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل في سميرم، في حين زاد عدد المتظاهرين، وواصلوا، خاصة في منطقة "ساحة الشهداء"، ترداد الشعارات المناهضة للنظام الإيراني بإشعال النار. وأكد المتظاهرون في سميرم معارضتهم للنظام الإيراني ودعمهم للاحتجاجات العامة من خلال ترديد شعارات مثل "الموت لخامنئي، اللعنة على خميني" و"الموت للديكتاتور". كما شهدت مدينة كامياران بمحافظة كردستان، احتجاجات حاشدة في الشوارع، وقطع المتظاهرون بعض شوارع كامياران بحرق الإطارات، ثم نظموا مسيرة احتجاجية في عدة مناطق بالمدينة، وكانت شعارات "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور" من بين شعارات الاحتجاجات.
وفي طهران، شهدت مناطق متفرقة من العاصمة شعارات محتجين ضد النظام الإيراني. وواصلت مجموعة من المتظاهرين في المجمعات السكنية بشارع شريعتي، احتجاجاتهم الليلية بترديد شعارات "الموت للحرس الثوري" و"الموت للباسيج" و"الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور"، وكان شعار "هذا العام هو عام الدم سيسقط فيه علي خامنئي" من بين الشعارات الليلية للمحتجين في منطقة شارع شريعتي.
وبعد يومين من قيام قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بتهديد المتظاهرين والمعارضين للنظام داخل وخارج البلاد، قامت مجموعة من المحتجين على طريق ساوه، جنوبي طهران، بإضرام النار في لافتة عليها صورة قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس. وفي مدينة برازجان بمحافظة بوشهر، جنوبي إيران، مساء الخميس، في احتجاج رمزي، حول مجموعة من المتظاهرین مياه إحدى الساحات الرئيسية بالمدينة إلى لون الدم تخليدا لذكرى قتلى الاحتجاجات.
وفيما أعلنت منظمة "هرانا" الحقوقية أن نسبة الإعدامات في إيران 88% خلال 2022، تتواصل الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية، فقد شهدت مدن دشتي بمحافظة هرمزجان ومهاباد في أذربيجان الغربية وإيذج شمالي شرقي الأهواز ونوسود غربي محافظة كرمانشاه ومشهد عاصمة خراسان رضوي وبومهن في محافظة طهران، مظاهرات مناهضة للنظام في الشوارع. ففي مناطق من العاصمة طهران وبعض المدن الأخرى، ردد المتظاهرون شعارات ليلية، ورفعوا لافتات احتجاجية. وتجمعت مجموعة من أهالي مدينة دشتي التابعة لمحافظة هرمزجان، هذا الاسبوع، وبعد ساعات من إقامة الذكرى الأربعين لمقتل حامد ملايي خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد، ونزل المحتجون بهذه المناسبة إلى الشوارع في مناطق مختلفة من هذه المدينة القريبة من خليج جنوبي إيران، ورددوا هتافات مناهضة للنظام الإيراني. إلى ذلك، تجمع المتظاهرون في الشوارع الرئيسية وساحات مدينة دشتي، وأشعلوا النيران، ورددوا هتافات مناهضة للنظام، منها شعار "الموت للديكتاتور"، و"الموت لخامنئي". يشار إلى حامد ملايي البالغ من العمر 35 عاما، قتل وهو من أهالي مدينة دشتي بمحافظة هرمزجان، وهو أب لابنتين صغيرتين، حيث قتل بنيران مباشرة من قوات الأمن الإيرانية خلال مظاهرة في هذه المدينة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وفي احتجاجات بداية هذا الاسبوع في مدينة دشتي، وبالتزامن مع أربعينية الطفل كيان بير فلك، الذي كان يبلغ من العمر 9 سنوات في إيذج شمال شرقي الأهواز، وأيضا بعد يومين من إطلاق النار على فتاة تبلغ من العمر 12 عاما تدعى سهى اعتباري على طريق مدينة بَستَك في محافظة هرمزجان، فقد هتف المتظاهرون "لا نريد حكومة قاتلة للأطفال"، وبذلك نددوا بقتل الأطفال على أيدي قوات الأمن الإيرانية. كما اندلعت احتجاجات متفرقة في بلدة نوسود الحدودية التابعة لمدينة باوة في محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية غربي إيران، وبدأ المتظاهرون في هذه المدينة احتجاجاتهم الليلية بإشعال النار وترديد الشعارات المناوئة للنظام الإيراني.
وقد أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، مؤخرا، ارتفاع عدد قتلى المظاهرات المستمرة في البلاد منذ أكثر من ثلاثة شهور إلى 476 قتيلا، وذكرت المنظمة أن من بين ضحايا المظاهرات الذين قتلوا على يد قوات الأمن في إيران 64 طفلا و34 امرأة، وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 100 متظاهر يواجهون حاليا خطر الإعدام أو اتهامات تفضي إلى هذه العقوبة. في الأثناء، أعلن رئيس شركة "سبايس إكس" إيلون ماسك أن ما يقرب من 100 محطة استقبال أرضية لخدمات الإنترنت المؤمّنة عبر شبكة "ستارلينك" للأقمار الصناعية تعمل في إيران حالياً.
في سياق متصل، أفادت الأنباء القادمة من إيران أن ابنة شقيقة المرشد الأعلى علي خامنئي المعتقلة، دخلت في إضراب عن الطعام، وكتب شقيقها محمود مرادخاني في تغريدة له على "تويتر" أن أخته مضربة عن الطعام احتجاجا على ظروف مكان الاعتقال وعدم نقلها إلى سجن إيفين. وكانت فريدة مرادخاني دعت الحكومات الأجنبية لقطع كل علاقاتها بطهران بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات، لكبح احتجاجات حاشدة أطلقت شرارتها وفاة الشابة مهسا أميني وهي قيد احتجاز الشرطة.
في السياق، تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بأن بلاده لن ترحم "المعادين" للجمهورية الإسلامية التي تشهد منذ أشهر تحركات احتجاجية أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، وقال، في خطاب متلفز، إن الأحداث الأخيرة كانت حرب الأحزاب، كل التيارات الاستكبارية أتت إلى الميدان بكل قوتها. المنافقون، وكل التيارات المعادية للثورة، وكل الذين تضرروا من هذه الثورة، كانوا ضالعين في الأحداث. وأتت تصريحاته أمام جموع غفيرة وسط طهران خلال مراسم تشييع رفات مستعادة لـ200 جندي قضوا خلال الحرب الإيرانية-العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.
على صعيد منفصل، أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستعلق رسميًا ضمانات التصدير وضمانات الاستثمار للأعمال التجارية في إيران في أعقاب حملة السلطات القمعية على الاحتجاجات، وقالت وزارة الاقتصاد إنها علقت أيضا الأشكال الاقتصادية الأخرى، بما في ذلك الحوار حول قضايا الطاقة، نظرًا للوضع الخطير للغاية في إيران. ويعني تعليق ضمانات الصادرات أي أن الشركات الألمانية لن تكون محمية من الخسائر عندما لا يتم دفع ثمن الصادرات.
وقالت الوزارة إن استخدام هذه الأدوات للتجارة مع إيران قد تم تعليقها لعقود حتى كانت هناك مرحلة قصيرة من الانفتاح من عام 2016 نتيجة اتفاق إيران مع القوى العالمية، بما في ذلك ألمانيا، بشأن برنامجها النووي. وقالت إنه تم منح أو تمديد ضمانات لعدد قليل من المشاريع في تلك الفترة، لكن لم تكن هناك ضمانات جديدة منذ عام 2019، وأضافت أن الحكومة الألمانية قررت الآن تعليق الضمانات بالكامل، ولا يمكن منح الإعفاءات إلا إذا كانت هناك أسباب إنسانية قوية. وأشارت الوزارة إلى أن إجمالي التجارة الألمانية الإيرانية بلغ 1.76 مليار يورو في عام 2021 و1.49 مليار يورو في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام.
من جانب آخر، تستعد روسيا لتزويد إيران بطائرات سوخوي Sukhoi Su-35 المقاتلة في المستقبل القريب، وفقًا لتقرير نقلاً عن مسؤولين في المخابرات الغربية. وقال تقرير لقناة 12 الإسرائيلية إن الصفقة قد تشمل ما يصل إلى 24 طائرة كانت معدة أصلا لمصر، في صفقة أحبطتها الولايات المتحدة، فبعد فشل الصفقة مع مصر بحثت موسكو عن مشترٍ محتمل جديد، وقيل إنها وجدته في طهران. ويأتي التقرير بعد أن قالت وسائل إعلام إيرانية في سبتمبر إن طهران تدرس مثل هذا الشراء، وأشار التقرير إلى أن المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أن الطيارين الإيرانيين كانوا بالفعل يستخدمون الطائرات للتدريب، دون الخوض في التفاصيل.
وفي السياق، حذر رئيس الموساد ديفيد بارنيا من أن إيران تعمل على تعميق علاقتها الدفاعية مع روسيا ومواصلة تزويدها بأسلحة متطورة، وأضاف أن وكالة المخابرات رصدت في الأشهر الأخيرة محاولات خطيرة من جانب إيران لتنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيل ودول أخرى في المنطقة. كما قال إن الموساد حذر منذ أشهر من أن إيران كانت تخطط لمساعدة روسيا، وأن الأسلحة قد شقت طريقها إلى الجيش الروسي.
في الملف النووي، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، عن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان أبوالفضل عموئي قوله، إن بلاده لا تنوي التراجع عن مطالبها في المفاوضات النووية، وشدد على أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة يمكن تحقيقه من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن النتيجة تعتمد على واقعية الجانب الآخر، وقال إن تحليل الأوروبيين للتطورات الداخلية الإيرانية غير دقيق، وخلق صورة خاطئة بأننا مستعدون لتقديم تنازلات!
يشار إلى أنه على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي، الشهر الماضي، أن الاتفاق النووي قد مات، فإن لتل أبيب رأياً آخر. فقد رأى مسؤولون أمنيون في إسرائيل أن تحولات مرتقبة على الساحة الدولية ستؤدي إلى استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الكبرى، وأضافوا أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن الولايات المتحدة معنية بالتوقيع على اتفاق نووي مع إيران على الرغم من تصريح بايدن الأخير، وأوضحوا أن تل أبيب تنظر لأقوال سيد البيت الأبيض على أنها زلة لسان أكثر من كونها تصريحات ملزمة. كما أشاروا إلى أن المستوى العسكري الأميركي يؤيد توقيع اتفاق نووي مع إيران، لكن العقبة الأساسية في الوقت الحالي هي دعم إيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن نافذة المفاوضات النووية ما زالت مفتوحة لكنها لن تبقى كذلك إلى الأبد،
كما اضاف خلال زيارته إلى سلطنة عمان أنه إذا أراد الغربيون الاستمرار في تدخلاتهم، فسوف تتجه طهران إلى مسار آخر.
تستعد قيادات تحالف الحرية والتغيير، أكبر فصائل المعارضة في السودان، لإرسال وفود في جولة خارجية إلى عدد من الدول العربية والأفريقية لحشد الدعم الإقليمي لـالاتفاق السياسي الإطاري الذي وقّعه التحالف في 5 من الشهر الحالي مع قادة الجيش، ويهدف إلى تأسيس حكومة مدنية تتولى إدارة مرحلة انتقالية، مدتها 24 شهراً، تنتهي بعقد انتخابات برلمانية. وقال عضو المجلس المركزي في التحالف، شريف محمد عثمان، إن وفداً من التحالف سيبدأ جولة خارجية مطلع يناير المقبل، لزيارة كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وقطر وإثيوبيا وتشاد وجمهورية جنوب السودان، وأضاف أن الهدف من الجولة مناقشة سبل دعم الاتفاق الإطاري والمساهمة في دعم الوصول إلى اتفاق نهائي لإنهاء الأزمة السياسية الحالية في السودان. وأشار عثمان إلى أن لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية في تحالف الحرية والتغيير تجري الترتيبات اللازمة لتسمية القيادات التي ستقود الوفود إلى تلك الدول.
وتشارك السعودية والإمارات في الآلية الرباعية التي تضم أيضاً الولايات المتحدة وبريطانيا، في قيادة الوساطة بين العسكريين والمدنيين، التي أحدثت اختراقاً كبيراً في الانسداد السياسي في السودان، عبر التوصل إلى تفاهمات بين قادة الجيش وقيادات الحرية والتغيير، انتهت بتوقيع الاتفاق الإطاري الذي من المقرر أن يتحول إلى اتفاق نهائي بعد معالجة بعض القضايا العالقة.
في غضون ذلك، خرجت مظاهرات في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى تطالب بالحكم المدني وإبعاد الجيش عن السياسة للتفرغ لمهامه الأمنية. لكن قوات الأمن تصدت لها بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والمياه ، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة. وقال عدد من المتظاهرين إن الشرطة استخدمت عنفاً مفرطاً تجاه أعداد كبيرة من المتظاهرين، وحالت دون عبورهم جسر النيل الأبيض إلى داخل الخرطوم والوصول إلى القصر الرئاسي. وكانت لجان المقاومة، التي تقود الحراك الشعبي، قد دعت إلى مسيرة مليونية تتوجه إلى القصر الجمهوري، استبقتها السلطات بإغلاق عدد من الجسور التي تربط مدن العاصمة المثلثة (الخرطوم، بحري، أم درمان) ونشر مئات من الجنود والسيارات المدرعة في المداخل الرئيسية. وتطالب لجان المقاومة بتنحي الجيش عن السلطة والعودة إلى الثكنات، وتشكيل حكومة مدنية، كما ترفض أي تفاوض أو شراكة تمنح العسكريين شرعية للاستمرار في السلطة.
وبانتظار أن يستكمل الاتفاق بـ"اتفاق نهائي" تعقبه إجراءات تشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة تقود البلاد لفترة انتقالية مدتها 24 شهرا، تعقبها انتخابات عامة، انحصرت ترشيحات ائتلاف الحرية والتغيير لتولي رئاسة مجلس الوزراء السوداني في 3 أسماء، فقد تصدّر اسم وزير العدل السابق في حكومة عبدالله حمدوك، نصرالدين عبدالباري، الذي ارتفعت أسهمه بقوة خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب القيادي بالحرية والتغيير ورئيس الحركة الشعبية/ التيار الثوري، ياسر عرمان، بالإضافة إلى اسم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الموحد والقيادي بالحرية والتغيير، محمد عصمت.
إلى ذلك، أعلنت مجموعة منشقة عن المجلس الأعلى لنظارات البجا تشكيل فصيل مسلح شرق السودان، وقالت إن شرق السودان سيظل جزءا من ثورة الشباب ولم يكن عبئا على الدولة وانه لن يسمح باستغلاله لمصالح سياسية. كما ذكر مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا في مؤتمر صحفي عبد أوبشار، أنه إن لم تُضمن مطالب شرق السودان في أي وثيقة يتم توقيعها لن يعترف بها المجلس ولن يقبل بأي تحالفات.
بعد إعلان شنغهاي، بعد بكين، انتشار كورونا وتوقعها إصابة نصف سكانها، وعددهم 25 مليون نسمة، أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين يوم الجمعة الماضي تسجيل 3761 إ صابة جديدة بـ"كوفيد-19" مصحوبة بأعراض مقابل 3030 في اليوم السابق، من دون تسجيل أي وفيات جديدة. وبذلك يكون بر الصين الرئيسي قد سجل حتى الخميس 393067 إصابة مؤكدة مصحوبة بأعراض. لكن أصبحت الأرقام الرسمية غير موثوقة حيث تُجرى اختبارات أقل في جميع أنحاء البلاد بعد تخفيف سياسة "صفر كوفيد" في الآونة الأخيرة.
وكان وزير الخارجية الأميركي قد دعا الصين إلى مشاركة معلوماتها بشأن الموجة الجديدة من كوفيد-19 التي تشهدها البلاد، وعرض مرة أخرى المساعدة عبر تقديم لقاحات، وقال خلال مؤتمر صحافي انه من المهم جداً أن تركّز جميع الدول، بما في ذلك الصين، على ضمان تلقيح الأشخاص، وتوافر الاختبارات والعلاجات، وأكثر من ذلك على مشاركة المعلومات مع العالم بشأن ما تعيشه، لأنّ لذلك آثاراً ليس فقط على الصين ولكن على العالم أجمع. من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية الصين إلى تسريع وتيرة تلقيح السكان الأكثر هشاشة في ظلّ الارتفاع الشديد في الإصابات بكوفيد-19، طالبة منها معلومات أكثر تفصيلا حول مدى خطورة الوباء ومعربة عن قلقها البالغ من الوضع، وقال المدير العام للمنظمة إن المنظمة قلقة جدا لتطور الوضع الوبائي في الصين.
من جانبه، وأثناء اتصال هاتفي جرى مع نظيره الأميركي حذّر وزير الخارجية الصيني الولايات المتحدة من استمرارها في انتهاج سلوك التنمر، وكشفت الخارجية الصينية في بيان، أنها دعت أميركا للتوقف عن كبح التنمية في الصين. كما ردّت الوزارة على تصريحات الوزير الأميركي بأن الوقاية من فيروس كورونا في بلادها أمر يمكن التنبؤ به وتحت السيطرة، وأعلنت أن بكين تتوسع في خطط تطوير لقاحات ضد الفيروس ولا تحتاج لمساعدات أميركية بهذا الشأن.
في أزمة تايوان، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن الجيش الصيني أرسل 39 طائرة و3 سفن باتجاه البلاد في عرض للقوة موجه إلى الجزيرة استمر 24 ساعة في مؤشر جديد على تصاعد التوتر بينهما. وقد عبرت الطائرات الصينية -وفق وزارة الدفاع التايوانية- وسط مضيق تايوان، وحلقت إلى الجنوب الغربي للجزيرة ثم إلى الجانب الجنوبي الشرقي، ومن بين الطائرات 21 مقاتلة من طراز "جيه-16" (J-16) و4 قاذفات "إتش-6" (H-6) وطائرتان للإنذار المبكر. ووضعت تايوان السلاح الجوي في حالة تأهب منذ بدأت الصين تكثيف طلعاتها الجوية والبحرية قرب الحدود التايوانية.
وكانت تايوان أعلنت في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن عددا قياسيا من القاذفات الصينية ذات القدرات النووية اخترقت منطقة الدفاع الجوي للجزيرة، وذلك بعد أيام من حظر بكين دخول أي واردات تايوانية إضافية، وقالت الوزارة في حينه، إن 21 طائرة دخلت منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي خلال فترة 24 ساعة، وشملت 18 قاذفة من طراز "إتش-6" بعيدة المدى وذات قدرات نووية، مما مثّل أكبر طلعة يومية لقاذفات "إتش-6" منذ بدأت تايبيه إصدار بيانات عن الاختراقات في سبتمبر/أيلول 2020. وحتى هذا الشهر، أرسلت بكين 339 طائرة عسكرية و82 سفينة بحرية حول تايوان. ومنذ سبتمبر/أيلول 2020، زادت الصين من استخدامها لتكتيكات المنطقة الرمادية من خلال إرسال طائرات بشكل روتيني إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي لتايوان.
وكانت بكين فرضت حظرا على واردات تايوانية هذا الشهر، الأمر الذي اعتبره رئيس وزراء تايوان سو تسينغ تشانغ مخالفا لقواعد منظمة التجارة العالمية عبر إصدار الصين قوانينها الخاصة والتدخل في التجارة عبر وسائل إدارية.
قالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الإثنين الماضي، إن نسبة المشاركة النهائية في الدورة الأولى من الانتخابات النيابية كانت تجاور 11,22%. رقم، لم يُسجل منذ انطلاق مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وعلى امتداد ثلاثة أسابيع، بقيت هذه الحملة الانتخابية باهتة ولم تعرف تنافسا انتخابيا في البلاد، عكس ما كانت عليه الأجواء خلال الانتخابات السابقة سواء في 2011 أو 2014 أو 2019.
وفي السياق، طالب التكتل السياسي المعارض "جبهة الخلاص الوطني" الذي يشارك فيه حزب النهضة ذو المرجعية الإسلامية والذي كان أكثر الأحزاب تمثيلا في البرلمانات منذ العام 2011، الرئيس التونسي بالتنحي فورا، كما تعالت أصوات أخرى منها الحزب الدستوري الحرّ داعية سعيّد للاستقالة وإلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. لكن يؤكد متابعون أنه لا توجد آلية لإجبار الرئيس على الرحيل، كما يروا أنه من الصعب استقالة الرئيس أو حتى الاعتراف بفشل هذه الانتخابات.
من جهتها، أقرت الهيئة العليا للانتخابات بأن النتائج متواضعة في انتظار الدورة الثانية مطلع آذار/مارس المقبل.
وفي حين تتخبط المعارضة السياسية التي يتقدمها حزب النهضة في انقسامات حادة لأن خلفياتها الأيديولوجية متضادة، والتي حاولت منذ أن احتكر الرئيس السلطات تعبئة الشارع ودأبت على تنظيم التظاهرات داعية سعيّد "المنقلب" إلى الرحيل. لكن البديل الذي تقدمه لا يقنع التونسيين، بحسب المراقبين الذين يعتبرون أن العزوف الواسع ليس بالضرورة ضد قيس سعيّد، وإنما لأن التونسيين يشعرون بإحباط كبير وقرف من المشاركة السياسية ومن الطبقة السياسية، فيما الطرف الوحيد الذي يملك القدرة على إحداث تغيير في البلاد هو "الاتحاد العام التونسي للشغل" بالنظر إلى كونه الطرف الاجتماعي الأكثر تنظيما وكان له دور كبير في ثورة 2011.
من جانب آخر، جاء بيان الخارجية الأمريكية ليدعم الانتخابات، واعتبر المتحدث باسم الوزارة نيد برايس أن الانتخابات البرلمانية في تونس خطوة أولى أساسية نحو استعادة المسار الديموقراطي في البلاد، مؤكدا في الوقت نفسه أن نسبة الامتناع عن التصويت المرتفعة تظهر الحاجة إلى مزيد من المشاركة السياسية على نطاق أوسع. من جانبها، أكدت الخارجية الفرنسية في بيان انخفاض مستوى المشاركة داعية إلى استئناف المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي. هذا، ويُعد دعم الشركاء الأجانب حاسما بالنسبة لتونس المثقلة بالديون والتي طلبت من صندوق النقد الدولي قرضا رابعا لعشر سنوات يبلغ نحو ملياري دولار، وهو ما سيمكن من فتح الباب أمام مساعدات أخرى سواء من أوروبا أو دول الخليج العربي.
وفي آخر التطورات، قال الأمين العام للاتحاد التونسي العام للشغل، إن الاتحاد الذي يتمتع بنفوذ في البلاد، سينظم احتجاجات حاشدة وسيحتل الشوارع قريباً لإظهار الرفض لميزانية التقشف لعام 2023، في أقوى تحدٍّ لحكومة الرئيس قيس سعيّد حتى الآن. ومن المتوقع أن تخفض موازنة 2023 العجز المالي إلى 5.2% العام المقبل، من توقعات بلغت 7.7% هذا العام، بدفعة من إصلاحات لا تحظى بشعبية لكنها يمكن أن تمهد الطريق للتوصل لاتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ مالي، في حين سترفع الضرائب على شاغلي عدد من الوظائف مثل المحامين والمهندسين والمحاسبين من 13% إلى 19%. وقد قال الطبوبي أن هذه حكومة ضرائب، وأنها تتحايل على شعبها وأن وقانون المالية يزيد معاناة التونسيين.
أما خلال 2023، التي قال عنها وزير الاقتصاد، إنها ستكون سَنة صعبة جداً، ستخفض الحكومة أيضاً الإنفاق على الدعم بنسبة 26.4%، وذلك بالأساس في مجالي الطاقة والغذاء.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
19 كانون الاول 2022
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري حضورياً وإلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، إيصال صالح، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج الكلاس، حبيب خوري، خالد نصولي، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، منى فيّاض، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
ينظر لقاء سيدة الجبل بعين القلق إلى انهيار الإستقرار الأمني في الجنوب وبالتحديد في مناطق عمل القوات الدولية التابعة للقرار 1701 . وبدلاً من تدعيم هذا القرار الذي أمّن لأهل الجنوب الإستقرار والبحبوحة يعمل حزب الله على نسفِه، خاصةً بعد إدخال قرار 2650 إلى متنه، من خلال قتل الجندي الإيرلندي عمداً في العاقبية وأيضاً من خلال التعدّي على الملكيات الخاصة في بلدة رميش.
إن حزب الله ومن خلفه الإحتلال الإيراني يستخدمان لبنان وبخاصة الجنوب كصندوق بريد باتجاه الغرب.
نرفض رفضاً قاطعاً صمت حكومة لبنان التي اكتفت بتقديم التعزية للكتيبة الإيرلندية، ونعتمد حرفياً ما جاء على لسان الوزير الإيرلندي سيمون كوفيني : " لم يكن هذا متوقعاً. نعم كان هناك بعض التوتر على الأرض بين قوات حزب الله واليونيفيل في الأشهر الأخيرة، ولكن لا شيء من هذا القبيل". وأبلغ كوفيني في وقت لاحق لمحطة " آر تي إي " الحكومية الإيرلندية أنه "لا يقبل تأكيدات حزب الله بأنه ليس له أيّ تورّط".
2*) أمل
19 كانون الاول 2022
توجه المكتب السياسي لحركة "أمل" بمناسبة حلول الأعياد المجيدة، بالتهاني من اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصًا، رغم قساوة العيش ومرارة اللحظة التي نعيشها، عسى أن يرتقي الجميع بأدائهم وسلوكهم لفتح نافذة ضوء لإنقاذ الوطن والمواطن".
وعقب اجتماعه الدوري، قال المكتب: "التهاني موصولة إلى قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي نتقاسم معها الحزن والأسى بوفاة أحد جنود الكتيبة الإرلندية في حادثٍ مستنكر ومؤسف".
واعتبر أن "هدر الوقت وإستنزافه هو هدر للوطن ولمستقبل أبنائه، ويعتبر أن الحوار بين مكوناته هو أرقى أشكال الممارسة الديمقراطية للمساهمة في صناعة الحلول والإنقاذ بدلاً من التفنّن في صناعة الخوف والقلق والأزمات".
وإزاء التدهور المتسارع في سعر العملة الوطنية وانعكاسها على القدرة الشرائية والأوضاع الإجتماعية والمعيشية، جدد المكتب "مطالبته باتخاذ أقسى الإجراءات لقمع مافيات المضاربة بالدولار والمعروفة بالأسماء، والتي تمارس جريمة بحق المواطنين واستقرار البلد، والتشدد في الرقابة على الأسعار من قبل بعض التجار، وضرورة قيام حكومة تصريف الأعمال بواجباتها في تنفيذ إجراءات الحماية الإجتماعية للناس".
وقال المكتب: "تبقى القضية الفلسطينية المبتدأ والخبر وأمام ما تتعرّض له الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من سطو على الأرض وتقطيع لأوصال المدن والبلدات وعمليات الإقتحام لمخيم جنين ونابلس، والقتل المتعمّد للمدنيين والإستمرار بعمليات تهديم المنازل والتهديد الذي يتعرض له الفلسطينيون داخل أراضي عام 1948، والتوجّه الصهيوني الواضح بضم وتهويد كامل مدينة القدس"، مؤكدًا أن "صمود ونضال الشعب الفلسطيني هو الضامن لإفشال كل مخططات العدو"، وعبّر عن فخره واعتزازه بكل ملاحم المقاومة والجهاد التي يصنعها هذا الشعب العظيم الذي يدافع عن أرض الديانات ومسرى الرسول ومولد المسيح (عليهما السلام)".
وفي مناسبة الأعياد تقدم المكتب "من كل أبناء الشعب الفلسطيني ومجاهديه والأسرى وعوائل شهدائه بأحر التهاني على أمل أن يكون مطلع العام القادم موعداً مع مزيد من الوحدة والدفع بمؤسسات الشعب الفلسطيني التمثيلية والقيادية إلى الأمام".
3*) الكتائب
20 كانون الاول 2022
عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل. وبعد التداول اصدر بيانا، رأى فيه "ان الاعتداء على قوات حفظ السلام المفوضة من الأمم المتحدة حفظ الأمن في جنوب لبنان، ليس اعتداء على المجتمع الدولي فحسب، بل هو تعد على سيادة الدولة اللبنانية التي تعهدت رسميا تطبيق القرارات الدولية والتزمت بها امام المحافل الدولية".
وتقدم الحزب بالتعازي من قيادة "اليونيفيل" والدولة الايرلندية حكومة وشعبا، مطالبا "بتحقيق سريع وشفاف يكشف حقيقة ما حصل والخلفيات الكامنة وراءه من دون تمييع وصولا الى سوق المرتكبين الى العدالة ومحاسبتهم".
وفي السياق عينه، أعلن المكتب السياسي الكتائبي، رفضه "ممارسات جمعية "أخضر بلا حدود" التابعة لحزب الله والتي تتلطى خلف حجج بيئية للاعتداء على اهالي رميش ومصادرة اراضيهم وهي ممارسات ترقى الى محاولة تهجير اصحاب حق يتمسكون بملكهم الذي يعود لهم ابا عن جد وهو لأولادهم من بعدهم".
وطالب القوى الأمنية "بوقف هذه الاعتداءات المتمادية والتي تتكرر فصليا من دون اي تحرك رسمي يضع حدا لها ويحفظ الحقوق واصحابها".
ولفت المكتب السياسي الكتائبي الى ان "جلسات انتخاب رئيس للجمهورية تحولت الى مهزلة، تدعو الى الخجل بعدما بات الاستحقاق رهينة فريق خطف البلد ومؤسساته ويريد فرض ارادته ومرشحه في وقت هو عاجز حتى الساعة عن الاتفاق على اسم واحد وسط تخبط حلفائه في خلافاتهم"، معتبرا "ان أخطر ما يحصل هو الدخول في مستنقع الخلافات الداخلية والاستسلام للتعطيل والتسليم بأن الاستحقاق الرئاسي بات يبحث في الخارج ويتنقل على اجندات القمم وجدول اعمال رؤساء الدول الذين يصرون حتى الساعة ان على اللبنانيين ان يتداركوا امرهم لأن البلاد باتت على شفير الهاوية".
ونوه حزب الكتائب "باقتراح قانون الاحوال الشخصية الموحد الذي تقدم به رئيس الحزب ونواب آخرون بالتعاون مع منظمة "كفى"، لافتا الى انه "يهدف الى الغاء التمييز الحاصل في أحكام الحضانة والارث والطلاق والزواج، دون ان يعني ذلك الغاء الحق الطبيعي بالزواج الديني، وهو يفتح الطريق الى تحقيق المساواة بين المواطنين أمام القانون واستكمال بناء الدولة المدنية".
وفي اسبوع الأعياد، وجه المكتب السياسي الكتائبي، تحية الى "الشعب اللبناني الجبار الذي، وعلى الرغم من تخلي دولته عنه وتركه يغرق في ازمات لا تحتمل واوضاع معيشية اكثر من مزرية مع دولار متصاعد وأسعار سلع محلقة ستحرم الكثيرين ولو البعض القليل من فرحة العيد، ما زال يثابر ويقاوم ويؤمن ببلده وبأنه لا بد سيولد من جديد".
4*) ميشال عون
20 كانون الاول 2022
حضر الرئيس السباق ميشال عون اجتماع الهيئة السياسية في" التيار الوطني الحر" في المقر المركزي للتيار في سنتر ميرنا الشالوحي، ثم شارك في الاحتفال الذي دعت اليه قيادة التيار بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة وحضره أعضاء المجلس التنفيذي والمجلس السياسي والمجلس الوطني ومنسقي الأقضية والعاملين في المقر العام، وألقى الرئيس عون كلمة بدأها بقوله "جايي زوركن وشق عليكن لأن اشتقتلكن".
وتحدث الرئيس عون عن" المسار الذي اتّبعه خلال ولايته الرئاسية لإصلاح الدولة بمؤسساتها وإنقاذ الشعب من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان بسبب السياسيات الاقتصادية الخاطئة المعتمدة منذ الطائف ولغاية اليوم".
وأضاف: "ترسيم الحدود كان هديتي إلى اللبنانيين قبل انتهاء ولايتي الرئاسية، وبانتظار التنفيذ علينا أن نناضل، لأنّه إذا لم تتغيّر الطبقة الحاكمة لن يكون هناك وطن، فمن حكم 32 عاماً بسلب الأموال العامة وإفقار الشعب وكسر الخزينة وبالاستيلاء أخيراً على جنى عمر الناس، يجب أن يُحاسب".
واعتبر أنه من المهم "أن نحافظ على خطنا السياسي ونحاسب، لنقوم بعدها بإعادة بناء الدولة بكلّ مؤسساتها، فبناء المؤسسات من القضاء إلى الإدارة والأمن هو السبيل الوحيد لتكوين دولة المواطن الذي لا يمكن أن تحميه إلا هذه المؤسسات".
إلى ذلك شدد الرئيس عون على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكمل ما بدأه خلال ولايته لأنّه "لا يجوز بعدما تخطينا ثلاث أرباع الصعوبات من المسار الإصلاحي أن نقف عند عتبة الربع الأخير وبالتالي يذهب كل ما تمّ بناؤه سدىً".
ومن ثم أنهى كلمته قائلاً: "أتمنى عليكم القيام بالنشاط المطلوب لمتابعة المسار الإصلاحي الذي بدأناه، وأنا سأكون معكم ولن أترككم، ووجودكم هنا اليوم يدلّ على أننا سنبقى معا".
5*) التيار العوني
21 كانون الاول 2022
عقدت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر إجتماعها الدوري في المقر المركزي برئاسة النائب جبران باسيل فناقشت جدول أعمالها وأصدرت البيان التالي:
ترفض الهيئة رفضًا تامًّا الاجتماع اللاشرعي واللادستوري واللاميثاقي الذي عقده مجلس الوزراء وتعتبر الاجتماع كأنه لم يكن وتدعو إلى التراجع عنه شكلًا ومضمونًا وتصحيح الخطأ بإصدار القرارات عن طريق المراسيم الجوّالة التي يجب أن يوقّع عليها جميع الوزراء تنفيذًا للمادة 62 من الدستور التي تنصّ على أنّ صلاحيات رئيس الجمهورية تناط وكالة بمجلس الوزراء والوكالة لا يمكن أن تتجزّأ بين الوزراء. وهذا ما جرى تطبيقه في خلال حكومة الرئيس تمام سلام فما الذي تغيّر لمخالفته، ومن هي الجهات التي تكون قد خالفت ما تم الاتفاق عليه بالإجماع في العام 2014 وتمّت ممارسته على مدى سنتين ونصف.
تنبّه الهيئة إلى استمرار مسلسل استهداف التيار الوطني الحر على أكثر من مستوى، ففي السياسة يتبيّن وجود نيّة إلى حذف مكوّن أساسي من معادلة السّلطة الميثاقية، ومحاولة لإعادة الوطن إلى ما قبل 2005 حين كان يتمّ الاستيلاء على التمثيل الحقيقي.
أما في القضاء فإن الاستهداف يتجلّى بما يتعرّض له القضاة الذين يمارسون بجرأة وصدق واجباتهم، في مقابل تجهيل وحماية المجرمين المذنبين الّذين سلبوا اللّبنانيين أموالهم وودائعهم.
ولا يخفى على أحد أن الاستهداف الإعلامي لم يتوقّف أصلًا لا بل هو آخذ بالتصاعد.
تستغرب الهيئة كيف أن الكلام حول رئاسة الجمهورية لا يزال محصورًا بطرح الأسماء ويغفل تمامًا المشروع الذي على أساسه يجب أن يتقرّر اختيار اسم الرّئيس. ومع التّأكيد على أولوية إجراء الانتخابات الرئاسية فإن الرئاسة كلٌّ لا يتجزّأ فلا يمكن فصل الرئيس عن مشروعه وعن رئيس الحكومة والوزراء الذين سيشاركون معه في الحكم وهذا ما عبرت عنه ورقة الأولويات الرئاسية التي أصدرها التيار لتحديد الموقف من المرشحين بمقتضى درجة تجاوبهم وتناغمهم مع هذه الأولويات، فضلًا عن أنّ هذه الورقة تسمح بفتح حوار مع الخارج لتأمين إطار داعم للبنان يجعل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لاحتضان دولي لمشروع بناء الدولة – وعليه تعتبر الهيئة السياسية أن عهد الرئيس سيكون أقدر وأفعل إذا اقترن بمشروع واضح ومدعّم داخليًّا وخارجيًّا، إذ أنّ شخص الرئيس لا يعوّض فراغ المشروع.
6*) الاحرار
22 كانون الاول 2022
عقد المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الدوري برئاسة النائب كميل دوري شمعون وحضور الأعضاء .
وهنأ الحزب في بيان "اللبنانيين عموما والحزبيين خصوصا بحلول عيدي الميلاد المجيد وراس السنة راجين من الله ان يحل السلام والطمأنينة على وطننا لبنان".
بحث المجتمعون في الأوضاع المتردية سياسيا وقضائيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا، وأجمعوا على أنها "نتيجة حتمية للإدارة الخاطئة للبلاد في ظل هيمنة الفساد بحماية المنظومة الحاكمة والدويلة ضمن الدولة" .
وطالبوا ب "عقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان الذي بات دولة فاشلة لا قدرة لها على حماية مواطنيها, فالشعب رهينة يرزح تحت وطأة الاحتلال الإيراني الذي تنفذه عناصر متسترة بهويتها اللبنانية ومفاخرة بانتمائها لبلاد الفرس، ترتدي أحيانا قمصان سوداء وتدعي الاحتفال بفوز بلد شقيق في مباراة رياضية أو بالتعدي على اراض في مناطق عدة لا تنتمي اليها تحت ستار التشجير، تستفز أبناء الوطن وتعتدي على قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان ".و
خلص المجتمعون إلى أن "المؤتمر الدولي من أجل لبنان يجب أن يؤدي حتما ودون هوادة إلى تطبيق القرارات الدولية ١٥٥٩ و١٦٨٠ و١٧٠١ وإلى قيام دولة اتحادية، محايدة تحفظ حقوق جميع المواطنين وتضمن سلامتهم وتمنع التقسيم وتعيد البلاد إلى حاضنة الأمم المتحدة والمجتمع العربي والدولي" .
وهنأ المجلس السياسي دار الفتوى ب "انتخاب عدد من المفتين في مناطق عدة وبنزاهة هذه الانتخابات" .
7*) البطريرك الراعي
24 كانون الاول 2022
وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة الميلاد، بعنوان: "والرجاء الصالح لبني البشر" من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات من مختلف الطوائف الكاثوليكية، في حضور وفد المجلس العام الماروني برئاسة رئيس المجلس ميشال متى، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، وفد من "فرسان كولومبوس"برئاسة الدكتور رامي شدياق، وحشد من المؤمنين.
جاء فيها: "بميلاد إبن الله إنسانا في مذود بيت لحم، أشرق على العالم فرح الرجاء، مبددا ظلمة اليأس والقلق لدى الضعفاء، وظلمة الكبرياء والإستضعاف والظلم والإستبداد لدى الأقوياء، وظلمة الخطيئة والشر لدى المستكبرين على الله. هذا الرجاء أعلنه ملائكة السماء ساعة ميلاد فادي الإنسان ومخلص العالم، إذ أنشدوا "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر" (لو 2: 14). يسعدنا جدا أن نحتفل معا ككل سنة بعيد الميلاد المجيد في هذا الكرسي البطريركي من خلال إحتفال روحي ينظمه الرؤساء العامون والإقليميون والرئيسات العامات والإقليميات لجميع الرهبانيات والجمعيات الشاهدة والعاملة على أرض لبنان. ويطيب لي أن أشكركم على هذه المبادرة المحبة، وعلى كلمة المعايدة التي ألقتها باسمكم حضرة الأخت ماري أنطوانيت سعادة، الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات. ويسعدني من جهتي أن أعرب لكم، باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان والأسرة البطريركية، وإخواني السادة المطارنة والكهنة والمؤمنين القريبين والبعيدين، عن أخلص التهاني والتمنيات بالأعياد الميلادية والعام الجديد 2023. هذه التهاني والتمنيات نتوجه بها معكم إلى أبناء كنائسنا، إكليروسا وعلمانيين، في النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار".
وتابع: "الرجاء الذي أنشده الملائكة ليلة ميلاد المخلص، المسيح الرب، هو حاجة شعبنا ووطننا في لبنان، وأوطاننا في هذا الشرق، وفي عالم الإنتشار. فشعبنا يعيش المضايق من كل نوع، مادية ومعنوية وروحية: جوع وفقر وحرمان، مضايقات وابتزاز واضطهاد؛ حزن وقلق وإهمال؛ إستضعاف وإقصاء كنفايات؛ فقدان الثقة والنقمة على المسؤولين السياسيين ولا سيما أولئك الذين سلبوا أموالهم وجنى عمرهم، ورموا المسؤولية على غيرهم، والذين يحرمون دولتنا من رئيس من أجل مآرب شخصية وطائفية وخارجية. كل هذا وسواه مما يعرفه الله بكامل تفاصيله، يدعونا إلى الصمود بالرجاء. فالمسيح هو رجاؤنا الذي لا يخيب. وبهذه الصفة هو محور وجودنا وحياتنا. ويشكل جوهر صلواتنا وليتورجياتنا. فكم نكرر على سبيل المثل هذه الصلاة: "المجد لمراحمك أيها المسيح ملكنا، يا ابن الله الذي يسجد له كل مخلوق. فأنت ملكنا، وأنت إلهنا، وأنت علة حياتنا، وأنت رجاؤنا العظيم!" بقوة هذا الرجاء تقدس القديسون والطوباويون والأبرار، واستشهد الشهداء. وعلى هذا الرجاء رقد المؤمنون. وفي المناسبة نذكر الطوباويين الشهداء المسابكيين الثلاثة الذين تفضل قداسة البابا فرنسيس الأسبوع الماضي وقبل إلتماس سينودس كنيستنا المقدس بإعلانهم قديسين على مذابح الكنيسة الجامعة. الرجاء هبة من الله مع الإيمان والمحبة. تدعى هذه الثلاثة "فضائل إلهية". لكن الرجاء، على ما يقول الكاتب الفرنسي شارل بيغي، هو الهبة الأحب على قلب الله، لأنه الرابط بين الهبتين الأخريين: فالرجاء هو الثبات في الإيمان، ويستمد ثباته من محبة الله. بهذا المعنى قال القديس أغسطينوس: "من يؤمن يرجو، ومن يرجو، يحب". فلا بد من التمييز بين الرجاء والآمال البشرية. فالرجاء يتناول كل ما له علاقة بحياة الإيمان على كل المستويات، ولا سيما الروحية منها. فمن يضع رجاءه في الله، وفي كل ما يقوله الله ويرشد إليه، وإن بدا عصيا على الفهم، يبقى ثابتا ولو خضع لامتحان قاس، لأن الإمتحان يؤدي إلى الثبات والتمسك بمواعيد الله. وهذا ما تجلى في موقف الشهداء الذين آثروا الموت على الكفر بالمسيح، معتبرين أن الموت مدخل إلى الحياة، بينما الكفر بالمسيح يبعدهم عنه إلى الأبد. ولقد عبر القديس بولس الرسول أفضل تعبير عن نوعية هذا الرجاء عندما قال: "نفخر بالرجاء لمجد الله. وعدا ذلك فإننا نفخر بشدائدنا لعلمنا أن الشدة تلد الصبر، والصبر يلد الاختبار، والإختبار يلد الرجاء، والرجاء لا يخيب صاحبه، لأن محبة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا" (رو 5/ 2-5).
وأضاف: "أما الآمال البشرية فهي تنطلق من فكر الإنسان وحساباته والمشاريع التي يخطط لها. ويمكن لهذه الآمال أن تتحقق، إذا توفرت لها الظروف الملائمة، كما يمكن أن تفشل لأسباب مرتبطة بالإنسان نفسه أو خارجة عن إرادته. في حال النجاح، يسعد الإنسان ويطمئن ويخطط لمستقبل أفضل، غير عابئ بما يخبئ له هذا المستقبل الذي لا يستطيع التحكم به. أما في حال الفشل، فييأس الإنسان ويختبر الخيبة. وإذا ما تكرر الفشل وتحكم اليأس بصاحبه، فقد يؤدي به إلى القعود عن العمل وإلى التقهقر والانتحار. (المجمع البطريركي الماروني: كنيسة الرجاء، ص 22). ولئن خيب السياسيون آمال الشعب، فإن مخلص العالم، يسوع المسيح، في ذكرى ميلاده، يثبتنا ويثبت شعبنا على صخرة الرجاء بأنه قادر على أن يخرجه من مآسيه ساعة يشاء وكيفما يشاء. إنه في البداية يسائل ضمائر المسؤولين السياسيين عن موقفهم من عذابات الشعب؟ يرتفع سعر الدولار ولا أحد منهم يتحرك! تهبط الليرة اللبنانية ولا يرف جفن مسؤول! يستخفون بأصحاب الودائع ويعدونهم بإعادة أموالهم فيما قرارات الدولة تناقض هذه الوعود. الشعب يتسول الخبز والغذاء والدواء والكهرباء والمياه والغاز والمحروقات وفرص العمل والأجور والتعويضات، وهم غير معنيين! التحقيق في تفجير مرفأ بيروت ينتظر القضاء، والقضاء ينتظر نهاية المناكدات السياسية والمذهبية! حصلت جريمة سياسية في بلدة العاقبية الجنوبية واغتيل جندي إيرلندي من قوات حفظ السلام، وكأنه حدث عابر! في سجون لبنان مسجونون من كل الطوائف من دون محاكمة، وفي المحاكم دعاوى مكدسة منذ سنين، والقضاء في حالة إضراب، والمسؤولون السياسيون غير معنيين".
وقال: "هذا، ومن المؤسف حقا أن كل المعطيات السياسية تؤكد وجود مخطط ضد لبنان، لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقد أكثر فأكثر انتخاب رئيس للجمهورية. ألم تمنع فئات سياسية تأليف حكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون رغم علمها أن الحكومة القائمة مستقيلة حكما وتصرف الأعمال، وأنها ستخلق إشكاليات في تحديد دورها؟ ومن ثم صار تعطيل متعمد لانتخاب رئيس للجمهورية ليصبح لبنان من دون أي سلطة شرعية. نسأل المعنيين بهذا المخطط: ماذا تريدون؟ لماذا تنتقمون من لبنان؟ لماذا تهدمون دولة لبنان؟ مهما دارت الظروف لا أولوية سوى انتخاب رئيس. لا توجد دولة في العالم من دون رئيس حتى في غياهب الكرة الأرضية. إن الذين يمنعون إنتخاب رئيس لكل لبنان، يمنعون قيامة لبنان. أما البطريركية المارونية فمصممة على مواصلة نضالها ومساعيها في لبنان ولدى المجتمعين العربي والدولي من أجل تسريع الاستحقاق الرئاسي. لكن الصراع الإقليمي يعيق هذه المساعي لأن هناك من يريد رئيسا له لا للبنان ويريد رئيسا لمشروعه لا للمشروع اللبناني التاريخي. وهذا أمر لن ندعه يحصل فلبنان ليس ملك فريق دون آخر. يعيش اللبنانيون اليوم أزمة تفوق سائر الأزمات والحروب السابقة. وإذا كانت الأزمات السابقة وجدت لها حلولا وتسويات بينما الأزمة الحالية لا تزال عصية على الحلول والتسويات الوطنية، وحتى عصية على الحوارات الداخلية، فيعني أنها أزمة مختلفة بجوهرها وغاياتها عن جميع الأزمات السابقة. هذه أزمة من خارج الكيان والنظام والشرعية. والمشكلة أن الذين يرفضون نظام لبنان وهويته وخصوصيته، لم يقدموا أي مشروع دستوري يكشف عما يريدون. والتسريبات المتناقلة عن مشروعهم لا تناسب أي مكون لبناني سوى أصحاب المصالح الخاصة، وليست بالتأكيد أفضل من لبنان القائم. حتى الآن لم يقدم أي طرف لبناني فكرة وطنية أو حضارية أفضل من الفكرة اللبنانية. وإذا كنا دعونا – ونصر- إلى مؤتمر برعاية الأمم المتحدة والدول الصديقة خاص بلبنان، فلكي نحيد لبنان عن أي مواجهة عسكرية ويبقى الوضع مضبوطا في هذه المرحلة الإقليمية المجهولة المصير. ونقول ايضا إن الدعوة من جهتنا الى هذا المؤتمر تأتي لاننا يئسنا من السياسيين".
وأردف: "إن السياسيين اللبنانيين لا يقدرون إنجاز قيام دولة لبنان الكبير. جميع أقليات الشرق الأوسط وإثنياته من أرمينيا إلى سوريا حاولت الحصول على دول أو دويلات لها بعد الحرب العالمية الأولى، لكنها أخفقت في مسعاها رغم كفاحها في المؤتمرات الدولية. وحدها البطريركية المارونية مع الجماعات اللبنانية المؤمنة بلبنان نجحت في انتزاع دولة لبنان الكبير التي كان يتصارع عليها الشرق والغرب. ولنعد الى التاريخ معلم الحياة، لذا، حري بكل لبناني أن يقدر هذا الإنجاز الاستثنائي العظيم، خصوصا أننا حرصنا على أن يكون لبنان هذا ملتقى مكونات متعددة الأديان والحضارات ليكون رسالة. فلبنان ليس بلد الأقليات أو الأكثريات، بل هو وطن كل جماعة تبحث عن قيم الروح وعن نمط حياة حضاري وثقافي وعصري. لكن لبنان الرسالة يحتاج رسلا. فأين الرسل اليوم؟ صحيح أن ما من مكون لبناني إلا وضحى من موقعه في سبيل لبنان ودفع دما ثمن السيادة اللبنانية. ولكن هذه التضحيات لم تجمعنا ولم توحدنا كفاية لأن توظيف بعضها جاء خارج الدولة والولاء لها. فلذلك، قبل أن تتصالح الأطراف اللبنانية المتنازعة في ما بينها، جدير بها أن تتصالح مع الوطن أولا، لأننا في الحقيقة لسنا على خلاف مباشر مع أحد، بل نحن على تباين مع أطراف هي في نزاع مع الوطن. ومتى تصالحت هذه الأطراف مع الوطن يلتقي الجميع ويتوحد لبنان على الفور. فإنشاء لبنان قام على مفهوم التعايش لا على مفهوم الانتصار والهزيمة بين مكوناته. وإذا كان من انتصار ينتظرنا فهو الانتصار على ذواتنا، فنزيل منها الكراهية والأحقاد ونزعة الهيمنة على بعضنا البعض، فنستعيد رونق لبنان ونحيا في ظل الحرية والأمن والكرامة. ومن يتوهم داخليا أو خارجيا أنه يستطيع أن يتصرف انطلاقا من معادلة الانتصار والهزيمة يخطئ التقدير وهو مهزوم سلفا. فكلما اشتدت التحديات زاد الصمود في وجه المخططات وصولا إلى إنقاذ لبنان وتثبيت وجوده. ولن نغير عاداتنا، من اجل كل لبنان وكل اللبنانيين.
يجوز لكل مواطن أو جماعة أن يعمل على تطوير الدولة والمجتمع ووضعهما على سكة الازدهار والتقدم. أما أن يعيد النظر في إيمانه وولائه وانتمائه إلى الوطن الذي يحمل هويته، فليس كذلك تبقى الأوطان وتتطور نحو الأمام. ثلاثة تلقوا خبر ميلاد المسيح المخلص والملك الجديد: الرعاة وعلماء الفلك وهيرودس الملك.
رعاة بيت لحم تلقوه من فم الملاك، فآمنوا وجاؤوا مسرعين في ظلمة الليل إلى المذود حاملين هداياهم: الحليب للطفل، والحمل ليوسف، وكلمة البشرى لمريم (مار أفرام). وعلماء الفلك-المجوس قرأوا الخبر في حركة النجوم، فآمنوا وأسرعوا إلى المكان من بلادهم البعيد في المشرق على هدي النجم، حاملين هم أيضا هداياهم النبوية: الذهب للملك، والبخور للكاهن، والمر للفادي. وهيرودس الملك بلغه الخبر من المجوس وتأكد من مكان الحدث من علماء الكتب المقدسة، فخاف على كرسي ملكه، وامتلأ قلبه حسدا وحقدا، فأرسل جنوده وأمر بقتل جميع أطفال بيت لحم من إبن سنتين فما دون، لعل يكون بينهم الطفل "ملك الهيود" (راجع متى 2). الرعاة والمجوس هم جماعة الرجاء وانتظار تجليات الله، أما هيرودس الملك فيمثل جماعة الممتلئين من ذواتهم، الغارقين في مصالحهم، المنتزعين الله وكلامه وإيحاءاته وعلاماته من قلوبهم وعقولهم وأفكارهم".
وختم الراعي: "ولد المسيح فقيرا في مذود حقير، لكي نراه ونخدمه ونعبر له عن حبنا في الفقراء و"إخوة المسيح الصغار": الجياع والعطاش والعراة والغرباء والمرضى والسجناء" (راجع متى 25: 35-40) ماديا وروحيا ومعنويا. نجد المثال في رعاة بيت لحم ومجوس المشرق. وهذا ما أنتم ونحن فاعلون تجاه إخوتنا وأخواتنا في حاجاتهم في الرهبانيات والأبرشيات والرعايا والمؤسسات، وما نحن كلنا مدعوون لمضاعفته من خدمة للمحبة. أما هيرودس فمتمثل اليوم في المسؤولين السياسيين والنافذين الممعنين في قتل شعبنا بإفقاره وحرمانه وتشريده، وبتعطيل إنتخاب رئيس للجمهورية، وتفكيك المؤسسات الدستورية، والحؤول دون تصويب الإدارة وحوكمتها، وإحياء النهوض الإقتصادي وإجراء الإصلاحات ولجم الدولار. لكن رجاءنا بالمسيح، سيد العالم، لا يخيب ولا يتزعزع.
ولد المسيح، هللويا".
8*) المطران عودة
25 كانون الاول 2022
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "سمعنا في نص رسالة اليوم أن الله "أرسل ابنه، مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني". هذا الكلام يعني أن تدبير الله هدفه خلاص البشر من العبودية، وجعلهم أبناء له بالتبني. إن المسيح هو ابن الله الوحيد، الذي، بعدما ذكرت الكنيسة بنسله البشري الأسبوع الماضي، تؤكد لنا هنا، على لسان الرسول، أن ابن الله، الإله الخالق، ولد من امرأة، أي أصبح إنسانا مثلنا، خاضعا للناموس البشري كإنسان تام. كل هذا قام به الرب يسوع من أجل فداء الذين هم تحت الناموس، أي من أجل خلاص جميع البشر الذين كانوا يحيون حرفية الناموس كعبيد للحرف، دون أن يعيشوا روحانية الناموس الذي وضعه الله لشعبه. الخوف جعل من الشعب مجموعة عبيد، لهذا أوضح لنا الرسول بولس فهمه لرسالة الرب الخلاصية قائلا في رسالته الأولى إلى أهل كورنثس: «فإني إذ كنت حرا من الجميع، استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود، وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس... صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء، صرت للكل كل شيء، لأخلص على كل حال قوما، وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل، لأكون شريكا فيه» (1كو 9: 19-23). لقد فهم الرسول بولس ما فعله الله من أجل خلاص البشر، وبدوره أراد أن ينقل ما فهمه إلى أولاده في الإيمان بالمسيح. فكما جعلنا الله أبناء له بالتبني، بيسوع المسيح، هكذا أعطى الرسل والآباء القديسين أن يتابعوا هذه المهمة، ناقلين كل من يستعبد نفسه لحرفية الناموس إلى البنوة بالروح الإلهي. يقول الرسول بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثس: «أنتم رسالتنا، مكتوبة في قلوبنا، ومقروءة من جميع الناس، ظاهرين أنكم رسالة المسيح، مخدومة منا، مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي، لا في ألواح حجرية، بل في ألواح قلب لحمية... كفايتنا من الله، الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد، لا الحرف بل الروح، لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي» (2 كو3: 2-6). إذا، العهد الجديد هو عهد بنوة لله، وليس عهد عبودية قاتلة بسبب عادات وتقاليد فاقدة لروح المحبة.
السؤال الأهم الذي على كل مسيحي أن يطرحه على نفسه: هل يتصرف فعلا كابن لله الذي بذل ابنه الوحيد فداء عن العالم، أم إنه يستعبد ذاته للعالم المخلوق بمادياته وناسه؟"
أضاف: "العالم يستقبل ميلاد المسيح بروح عبودية لا بنوة، فينهمك بالأمور الخارجية الفانية كالتزيين والهدايا والمأكولات والسهرات ناسيا المعنى الحقيقي للميلاد. لو أراد الرب القشور الزائلة لما أتى متخفيا في مذود للبهائم، بل لكان ولد في قصر ودعا الجميع إلى تقديم الولاء والخضوع كعبيد. لقد ولد المسيح كبشري أقل من عادي ليعيد مصالحة البشر مع خالقهم، وليصلح العلاقة التي أفسدها الخوف من الموت والخطيئة. جاء المسيح ليجعل ممن استعبدوا أنفسهم للخطيئة أبناء له، لأنهم بعبوديتهم تلك خسروا الميراث الأبوي، لهذا يتابع الرسول قوله في رسالة اليوم: «فلست بعد عبدا، بل أنت ابن، وإذا كنت ابنا فأنت وارث لله بيسوع المسيح». يكرر الرسول بولس كلامه في رسالته إلى أهل رومية قائلا: «لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني... فإن كنا أولادا، فإننا ورثة أيضا، ورثة الله، ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه» (رو 8: 14-17). إذا، بعدما سقط الإنسان في الخطيئة، لم يعرض الله الآب عنه، بل أرسل ابنه الوحيد ليعيد إلى الإنسان شرف البنوة والميراث الأبدي، لكن ذلك لا يحدث تلقائيا، بل إن قبلنا، بحريتنا الشخصية، أن نتألم مع الرب لنتمجد معه. الألم لا يعني أن نعاني أو نجلد أنفسنا أو نلبس المسح، بل يعني ألم المحبة التي تبذل ذاتها من أجل الجميع بلا تفضيل، مثلما فعل المسيح بتجسده وقبوله الخضوع للناموس، ثم الموت على الصليب".
وتابع: "تنازل الإله وصار بشرا، لكي يخلص البشر، ولكي يعلمهم كيف يعملون من أجل خلاص إخوتهم. لكن هذا الأمر فات مسؤولي بلادنا، الذين لم نرهم يوما ينزلون عن عروشهم، أو يتنازلون عن مكاسبهم ومصالحهم، من أجل خلاص شعب طال أنينه، لا بل علا صراخ ألمه، ولا من سميع مجيب. أليس من واجب المسؤول أن يبذل نفسه من أجل شعبه؟ الدينونة تنتظر كل من لم يتعلم كيف يحب الناس، مثلما أحبهم الرب وبذل نفسه من أجلهم، هو من قال عنه إشعياء النبي إنه «رئيس السلام» (9: 6)، وهو الديان العادل. المحبة اللامحدودة التي تتسامى حتى البذل المطلق للنفس قدمها المسيح وحده، وجعل منها قاعدة ونظام حياة. المحبة الحقيقية مجانية. ما العالم بلا محبة؟ إنه فراغ وعزلة ووحدة قاتلة. مشكلة عالمنا أنه يفتقر إلى المحبة والتعاطف والتسامح، أما مشكلة بلدنا فهي، إلى ذلك، الأنانية التي تعمي العين والقلب عن رؤية الآخر ومحبته ومساعدته والتضحية من أجله، المؤمن الحقيقي لا يهدأ قبل أن تتحقق إرادة الله في خلقه، والرب إلهنا يشاء الكل أن يخلصوا وإلى معرفة الحق يقبلوا (1تيمو 2: 4). أين مسؤولونا من هذا؟ ألا يعلمون أن ما يبنى على أساس الظلم والقهر والإذلال لا يثبت بل يتهاوى؟ وبلدنا يتهاوى ومجتمعنا ينهار لأن الأنانية والفردية والمصلحة تطغى على نفوس ذوي السلطة فلا يرون إلا ذواتهم وحاجاتها، ويتوافقون على ما يناسبهم، فيما التوافق ضرب للديمقراطية".
وقال: "الحكم نزاهة وترفع واهتمام بشؤون الناس الصغيرة قبل الكبيرة. إن السياسة البعيدة عن الفضائل مصيبة على المجتمع، لذا يرزح مجتمعنا تحت ثقل عقم أفكار السياسيين وأفعالهم. لقد طال انتظار شعبنا عودة العزة والسيادة والكرامة والحياة الهانئة فإذا بهم يعاينون كافة أشكال الذل والفقر والإستهانة بحقوقهم والتعدي على الكرامات وعلى الأملاك الخاصة والعامة، وعلى القريب والغريب، وعلى الدستور والقوانين، حتى يئسوا وملوا وخاب ظنهم بكافة المسؤولين، بمن فيهم النواب الذين انتخبوهم، وما عادوا يتوقعون إتمام انتخاب رئيس، وما عادوا ينتظرون جلسات الخميس الهزلية العقيمة. حتى العيد لم يعد مصدر فرح بسبب الضائقة المالية وقصر ذات اليد وانهيار سعر الليرة.
أما الطبقة السياسية المفروض أن تكون من النخبة التي تحسن إدارة البلاد ومعالجة الأزمات واتخاذ القرارات الصائبة، وأن تكون قدوة للمواطنين، فقد أصبحت لعنة عليهم، تكتفي بالتفرج على معاناتهم. هل من يفكر بالعائلات المحرومة أدنى سبل الحياة، وبالأطفال الجياع، والمرضى بلا دواء، والمسجونين بلا محاكمة والحزانى والأيتام؟"
وسأل: "إلى متى السكوت عن تعطيل الدولة والإستخفاف بالواجبات وقهر الناس؟ إلى متى التغاضي عن التجاوزات والتساهل مع التعدي على صلاحيات الدولة والسكوت عن السلاح المنتشر وعن كل جريمة ترتكب؟ هل هكذا تبنى الأوطان وتحصن؟ وإلى متى نسكت عن شريعة الغاب تعم، وكل ينفذ مخططه؟ وإلى متى التآمر على التحقيق في جريمة المرفأ، وإلى متى تعطيل التحقيق وتهريب الحقيقة منعا للعدالة؟"
وختم: "صلاتنا في هذا العيد المبارك أن ينعم الله على الجميع بسلامه، وبرحمته ونعمه، وأن يغرس الصبر والرجاء في قلوب أبناء شعبنا الحبيب، وينير أذهان المسؤولين ويحيي ما تبقى من ضمائر، حتى نصل جميعنا معا إلى الخلاص المرتجى، في هذا الدهر، وفي الآتي".