رقم 142/2023
23-29 كانون الثاني /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
إنها الفوضى المستعرة على كافة الصعد، وهذا هو ما تصبو إليه إيران في البلدان التي هي تحت نفوذها. وما حدث هذا الأسبوع في ملف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت هو دليل إضافي على أنه لا يمكن للبنان أن يخرج من أتون الأزمات التي وصل إليها إلا برفع الاحتلال الايراني عنه.
وبالرغم من تحرك بعض نواب المعارضة دعماً للقاضي البيطار إلا أنهم لم يضعوا في بيانهم "الإصبع على الجرح"، ولم يسمّوا السبب الرئيسي للصدام الحاصل وهو الحزب الايراني، الذي سبق له ان هدّد القضاء في قصر العدل بلسان مسؤول "التنسيق والارتباط" وفيق صفا، ولم يتحرّك وقتها لا القضاء ولا أي جهة سياسية. وللأسف يدفع اللبنانيون اليوم ثمن وضع اليد على البلد من قبل إيران بواسطة هذا الحزب.
وفيما يحاول المسؤولون معالجة تداعيات هذا الاحتلال، إن كان على المستوى المالي أو المعيشي، تبدو المعالجات غير مفيدة، والدليل على ذلك معاودة الدولار ارتفاعه في السوق الموازية بعد أن حاول مصرف لبنان عبر تدخله لجم الارتفاع، لكن كان هذا التدخل مؤقت ومحدود وذلك لعدم قدرته على ذلك.
أما في ملف الكهرباء، فالحال مشابهة حيث ان التغذية من محطات التوليد الحرارية ببضعة ساعات هي اكثر ما يمكن تامينه في الوقت الحالي ولفترة محدودة بسبب عدم قدرة الدولة على تامين ثمن المحروقات لهذه المحطات. هذا فيما قطاع التربية يحاول أن يستمر في تأمين الحدّ الأدنى من الخدمات في ظل عدم قدرة الأساتذة والطلاب تأمين مستلزمات انتقالهم مع الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات والدولار. وفيما موظفي القطاع العام مستمرون في إضرابهم يتحضّر قطاع النقل لخطوات مماثلة.
إنه مسارٌ انحداري واضح ومسبباته أكثر وضوحاً، والمثال في العراق واليمن وسوريا خير دليل.
أيها السادة إعملوا على رفع الاحتلال الايراني عن لبنان وطبّقوا الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وادعموا تنفيذ القرارات الدولية التي تصون وتدعم لبنان وسيادة أراضيه، وعندها فقط سيمكنكم معالجة الأزمات المالية والمعيشية والتربيوية والصحية.
توحّدوا حول النصوص هذه، عندها فقط يمكن أن يحلم الجيل الجديد ببناء مستقبله في هذا البلد وأن لا يبحث عن طريقة للهجرة، أكانت عبر سفارة ما أو عبر قوارب الموت!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في ملف الخلاف بين الحزب والتيار العوني، اكد المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الايراني حسين الخليل بعد لقائه رئيس "التيار العوني" النائب جبران باسيل يرافقه رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، على رأس وفد من الحزب في مقر التيار، ان حزب الله والتيار الوطني الحر ليسا في حال تصادم ويسيران في اتجاه واحد، وأن الجلسة كانت صريحة جدا وواضحة في موضوع رئاسة الجمهورية والحكومة، واتفقا ان للبحث صلة، وان هذا اللقاء لن يكون الاخير. ولفت الى ان الحزب له رأي في الموضوع القضائي، والثوب القضائي الذي يجب ان يكون أبيض قد تعرض للكثير من النقاط السود، ومنها ملف المرفأ!! واشار إلى أن "تفاهم مار مخايل" قائم، ولم نر اي امتعاض من النائب باسيل في هذا الخصوص! كما اشار الى انه باستقراء للمرحلة الماضية، كان هناك دائما حرص على الشراكة مع التيار الوطني الحر خصوصا في الحكومات السابقة! كما أشار وفيق صفا بعد اللقاء بأن المنزعجون من "التفاهم" لن يكونوا مسرورون من هذه الزيارة، وكأن هناك من كان يشكك بأن التفاهم بين الحزب الايراني والتيار العوني يمكن أن يسقط!! فكل طرف في هذا التفاهم بحاجة لغطاء الآخر!
لكن يشار إلى أن هذه الزيارة بحسب متابعين، جاءت في إطار الجولة التي بدأها الحزب مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وسيستكملها مع أفرقاء آخرين في سياق البحث عن تفاهمات في ما خص الملف الرئاسي، وهي لا تعني بأن الحزب تراجع عن مقاربته للاستحقاق وعن مواصفات الرئيس التي حدّدها، بل أن أي ترطيب للمناخ مع "التيار العوني" لن يعدو كونه تنظيم خلاف لا أكثر.
في السياق، رأى النائب إبراهيم الموسوي أن لبنان محاصر إقتصاديا، ولكن لديه قوة مقاومة ستصون سيادة وحرية واستقلال الوطن، ولن تسمح للذين يحاصرونه بأن يفرضوا عليه إملاءاتهم! واعتبر ان لبنان لم يعد في حساب الأولويات في الخارج، فالعالم اليوم يعيد ترتيب ملفاته على أساس الحرب الأوكرانية الروسية، وانطلاقا من هذه الحرب سيكون هناك نظام عالمي جديد ستنبثق منه مراكز قوى عالمية وقوى إقليمية عديدة، ولن تبقى حكرا على أحد!!وبالنسبة للعلاقة مع "التيار الوطني الحر"، قال أن ما حصل بين الحزب الله والتيار، هو موضوع تباينات في التقدير السياسي، فهما ليسوا حزبا واحدا، فالتيار له كيانه واحترامه ويعمل في ساحته، والحزب موجود في ساحته، وأضاف أن الحزب يحافظ على التفاهم ويريده ولا يخل به، ولكن انطلاقا من أولوياته ووجهة نظره، وليس كما يزعم البعض عنه، بأن حزب الله الايراني استغنى عن التفاهم ولم يعد بحاجة إليه بعدما قطع المرحلة، فهذا البعض لا يعرف حزب الله ولا يعرف من أي مدرسة هو!!
في ملف تفجير مرفأ بيروت، تحرك المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بعد طول انتظار من جميع اللبنانيين وأصدر مطالعة قانونية أفادت بأحقية تحركه، وأصدر معها استنابات جديدة طالت قيادات أمنية وقضاة، لكن النيابة العامة التمييزية انتفضت لحماية المنظومة معتبرة أن القاضي البيطار غير موجود عدلياً ومبطلة القرارات التي أصدرها بحق المخلى سبيلهم أو المدعى الجدد عليهم في القضية، ولتصدر لاحقاً قراراً بإخلاء سبيل جميع الموقوفين رهن التحقيق.
وإذ تبيّن أنّ النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ومعه القضاة غسان خوري وكارلا شواح وجاد معلوف، إلى جانب رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي وعضو المجلس غراسيا القزي، كانوا إلى جانب اللواءين عباس ابراهيم وطوني صليبا في قائمة الادعاءات الجديدة، وقد حدّد المحقق العدلي تواريخ جلسات استجوابهم، فقد استنفرت النيابة العامة التمييزية كامل طاقتها القضائية لإجهاض قرارات البيطار وخلصت إلى التعميم على الأجهزة الأمنية عدم تنفيذ التبليغات وإخلاءات السبيل الصادرة عنه البيطار باطلة قانوناً. كما كشفت مصادر مواكبة لكواليس الفريق المناهض للبيطار أنّ هذا الفريق أعاد وضع مسألة تعيين محقق عدلي رديف على نار حامية.
وعلى وقع تحذير المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من وجوب إنهاء لعبة الابتزاز التي يقودها البيطار لأنّ البلد برميل بارود، شنّ نواب حزب الله الايراني وحركة أمل هجوماً عنيفاً على المحقق العدلي في المجلس النيابي، خلال الجلسة التي كانت مقرّرة لمناقشة قانون استقلالية القضاء في لجنة الإدارة والعدل،، ليعلو صراخ النواب حسين الحاج حسن وغازي زعيتر وعلي حسن خليل خلال الاجتماع إلى درجة وصل معها صدى صراخهم إلى غرفة الصحافة في المجلس، متهمين البيطار بأنه ينفذ أجندة سياسية وصولاً إلى وصفه بـ"المريض"، ليخرج النائب مروان حمادة من الاجتماع بخلاصة وحيدة من مجريات الجلسة مفادها، حسناً فعلنا بالذهاب إلى المحكمة الدولية منذ 20 سنة!
وفي سياق حملة الحزب الايراني على القاضي البيطار، اعتبر رئيس "المركز الوطني في الشمال" كمال الخير، أيضا في بيان، أن المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت يلعب دورا مشبوها لمصلحة جهات خارجية تسعى للنيل من السلم الاهلي في البلد، وأكد أن هذا القاضي أصبح منتحل صفة بعد كف يده، ويجب تحويله الى المحاكمة بتهمة زرع الفتنة والتعامل مع جهات خارجية من اجل استهداف شخصيات سياسية وامنية وطنية من لون واحد ما يؤكد انحيازه وانحرافه عن مسار العدالة، بحيث قبل بأن يكون رأس حربة للتدخل الخارجي، والدليل على ذلك انه اعتمد اجتهادا قضائيا كتبه بخط يده وراح يدعي و يستدعي دون اية ادلة او اثباتات او معايير موحدة تتوخى العدالة والمساواة، وطالب بوضع حد لهذا القاضي منتحل الصفة قبل ان يلعب بنار الفتنة اكثر وأكثر وذلك من خلال تحويله الى التحقيق وطرده من السلك القضائي، لان الشعب اللبناني لا يشرفه ان يحكم هكذا شخص باسمه مهما كانت الظروف و الاحوال!!
في سياق متصل، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الثلثاء، الاقتصادي اللبناني حسن مقلد وولديه ريان وراني على لائحة العقوبات، معتبرة أنهم ساهموا من خلال شركة "CTEX" للصرافة بنشاطات مالية داعمة لـحزب الله. وقالت الخزانة الأميركية إنّها أدرجت الخبير المالي حسن مقلد على قائمة العقوبات، لأنّه يلعب دوراً رئيسياً في تمكين حزب الله بالاستمرار في استغلال الأزمة الاقتصادية في لبنان وتفاقمها. والمتهمون هم حسن مقلد، وولديه وراني حسن مقلد وريان حسن مقلد، والكيانات شركة "CTEX" للصرافة، والشركة اللبنانية للنشر والاعلام والابحاث، والشركة اللبنانية للإعلام والدراسات. وأوضحت الوزارة أن الأشخاص والكيانات على صلة بحزب الله اللبناني لعبوا دورا في تسهيل أنشطة مالية للحزب، وتمكين حزب الله من استغلال الأزمة الاقتصادية بلبنان، وأن حسن مقلد سهل لحزب الله الحصول على أسلحة من روسيا.
وفي سياق متصل، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، عقوبات على هوراسيو كارتيس، رئيس باراغواي السابق وهوغو فيلاسكيز، نائب الرئيس الحالي، مشيرة إلى تفشّي الفساد بما يقوض المؤسسات الديموقراطية، كما أُدرِج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة أربعة كيانات يسيطر عليها كارتيس في قائمته السوداء. وقالت وزارة الخزانة إنّ كلّا من كارتيس وفيلاسكيز تربطهما صلات بأعضاء في حزب الله الايراني في لبنان التي تصنُّفها واشنطن منظّمة إرهابية. وذكرت أنّ "حزب الله" نظّم فعاليات على نحو منتظم لتبادل الهدايا والرشاوي في باراغواي التي تضم التي تضم جالية لبنانية كبيرة.
في ملف الثروة النفطية للبنان، أعلنت قطر عن استحواذها على حصة 30% في المنطقتين 4 و9 البحريتين لاستكشاف النفط والغاز في لبنان، في خطوة تأمل بيروت بأن يكون لها أثر إيجابي على المديين القصير والمتوسط في مجال الاستكشاف والأنشطة البترولية. وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للطاقة" ، أن شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية و"إيني" الإيطالية ستحتفظان بحصة 35% لكل منهما في الرقعتين البحريتين، مشيراً إلى أن الشركة القطرية تدرس الدخول في مناطق أخرى للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان عند طرح المناقصة، وستكون مع نفس الفريق. وتتزامن الشراكة الجديدة مع الإجراءات العملية التي بدأها المشغل لتنفيذ أنشطة الاستكشاف والحفر في الرقعة رقم 9 خلال هذا العام، وتتراوح حصة لبنان في حال وجود اكتشاف بين 54% و63% بعد خصم التكلفة التشغيلية والرأسمالية. من جهته، اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنرجيز"، أن الشركة حريصة على بدء العمل في المنطقة الـ9 قبالة سواحل لبنان في أسرع وقت ممكن، وأن حفر الآبار سيبدأ في الربع الثالث من عام 2023، فيما أعرب الرئيس التنفيذي لـ"إيني" الإيطالية عن أمله في أن يكون الكشف في لبنان ذا جدوى فهناك نقص كبير في الغاز، وهذه فرصة كبيرة لهذا البلد.
في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش ان الحزب الايراني حريص على التواصل والتحاور مع الجميع بهدف تقريب وجهات النظر والتفاهم على انجاز الاستحقاقات الداهمة لا سيما استحقاق رئاسة الجمهورية بالسرعة المطلوبة"، معتبرا ان اللقاءات التي يعقدها الحزب مع بعض القوى السياسية تكشف عن هذا الحرص من جانبنا على التواصل والتلاقي من اجل خرق الجمود ومحاولة ايجاد مخارج وحلول للازمات التي تعصف بالبلد، والتي لا يمكن معالجتها في ظل الانقسامات والخلافات والتوازنات القائمة الا في إطار التوافق الذي يبقى الخيار الاسرع والأضمن لانجاز الاستحقاقات المطلوبة!
من جهته، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الايراني الشيخ محمد يزبك أنه مؤلم ومخيف ما يجري من أحداث في لبنان، من سقوط هيبة الدولة وانتهاك ما تبقى من مؤسسات!! وتساءل هل تكون دولة من دون سلطة قضائية؟ ولكل مواطن ان يسال عما يحصل، هل هو تنفيذ لمخطط دولي للإنهيار التام حتى يكون بحسب زعمهم النهوض من جديد؟!! واشار إلى أن ما يُنتظر من مواعيد لاجتماعات من أجل لبنان هي أقرب للوهم من الحقيقة، فالخارج مشغول عن لبنان. امام كل ذلك المطلوب من المسؤولين والكتل النيابيه كسر الحواجز فيما بينها، والترفع عن المصالح الخاصة من أجل المصلحة الوطنية العامة، وعلى جميع أن يجنبوا الوطن المخاطر، وما يخطط له اعداؤنا، بالتلاقي والحوار والتفاهم للخروج بانتخاب رئيس للجمهورية، وانتظام المؤسسات وعودة الهيبة للدولة!!
أما المفتي قبلان فقد أشار إلى أن الأزمة السياسية الأعنف التي تضرب البلد كان يمكن السيطرة عليها لولا هذا الفجور التجاري المالي الذي يفتك برغيف الفقير وبحاجات شعبنا الأساسية، ولفت إلى أن البلد على فوهة بركان، والمشروع الخارجي على نار حامية، والمشكلة الرئيسية تكمن بالانقسام السياسي، ولا حل بداية إلا بالاتفاق على رئيس يمثل المصالح الوطنية، وإلا البلد يتجه إلى كارثة كبرى، كما أضاف أن هناك غارة أوروبية مقصودة تطال صميم القضاء اللبناني، والقاضي البيطار رأس الهجمة فيها، وينفذ مشروع انقسام قضائي عامودي، ويهدد المصالح الوطنية القضائية!! كذلك، لفت إلى أن هناك حلفا دوليا إقليميا بقيادة واشنطن يهدد البلد ويدفع به نحو السقوط، والواجب على القوى السياسية إنقاذ لبنان سياسيا، وهنا أقول: أي تفكير بتقسيم لبنان يعني أخذ البلد نحو حرب أهلية، وكلام جعجع خريطة حرب، ودفع للبلد نحو محرقة وطنية لا يستطيع هو تحمل أعبائها، والمطلوب حماية لبنان من أسوأ حريق سياسي يطاله، فالمصير على كف عفريت. لذلك الإنقاذ السياسي أكبر ضرورات لبنان، وتشريع الضرورة ضرورة وطنية، وانعقاد الحكومة للقضايا الوطنية ضرورة بحجم الدفاع عن أسباب وجود لبنان، والحكومة والنواب هنا بقلب المسؤولية التاريخية.
كذلك، رأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها الشيخ علي ياسين العاملي، أن ما جرى أمام قصر العدل هو إعتداء على لبنان كيانا وشعبا ومؤسسات من قبل بعض المأجورين الذين ينفذون اوامر الخارج، وإن فراغ كرسي الرئاسة دفع العديد للعبث بأمن وإستقرار البلد من خلال قرارات مالية او قضائية او أمنية تطلع منها رائحة السفارات التي تعيث فتنا وتوتيرا في الشارع اللبناني الذي أنهكه الحصار الأميركي وخير دليل على ذلك ما جرى بالأمس أمام قصر العدل والاصوات التي إرتفعت بوصف مكون اساسي لبناني بالإرهاب من غير مناسبة مطلقا سوى تنفيذ امر سفارة ترعى الإرهاب الصهيوني. وأضاف إن الإستعراضات الخطيرة التي نراها في الشارع والإعلام ما هي إلا مظهر من مظاهر الفساد المدعوم خارجيا الذي ينذر بحدث كبير في المنطقة، ولذا فإننا ندعو للحوار الذي بات امرا وجوديا للبنان خصوصا ان غيابه جعل من بعض موظفي السفارات يتلهون بمعيشة المواطن وأمنه!!
محطات سياسية واقتصادية:
أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، الأحد الماضي، أن القوات الأميركية اعتقلت ثلاثة أعضاء في تنظيم داعش خلال عملية بشرق سوريا. وقالت في بيان، إن بين المعتقلين مسؤولاً لوجستياً ورجلاً يعمل وسيطاً للتنظيم، أما الثالث فوصف بأنه مرتبط بالتنظيم، مشيرة إلى إصابة مدني بجروح طفيفة في الهجوم الذي نُفّذ برًّا وبطائرة هليكوبتر. وتنتشر القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا وشمال شرقها، وتنتشر في قواعد في محافظة الحسكة ودير الزور والرقة. وقد نجحت القوات الأميركية في تصفية أو اعتقال قادة في عمليات عدة، قتل في أبرزها زعيما التنظيم أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، ثم أبو إبراهيم القرشي في فبراير الماضي في محافظة إدلب. وفي وقت سابق، حذر مسؤولون عسكريون ومصادر بالأمن القومي الأميركي من أن عودة تنظيم داعش الإرهابي التي لطالما كانت هناك مخاوف بشأنها قد تحدث في 2023، في ظل ظروف مهيأة بالشرق الأوسط وإفريقيا، على رأسها إمكانية شن تركيا عملية برية.
أمنياً أيضا، قتل 3 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في هجوم يرجح أنه لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور شرق البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء. واستهدف مسلحان على دراجة نارية، يرجح أنهما تابعان للتنظيم، حاجزاً لقسد بالأسلحة الخفيفة في قرية الحوايج بريف دير الزور الشرقي، ثم فرا هاربين.
في سياق متصل، أعادت فرنسا، 15 امرأة و32 طفلا كانوا معتقلين في مخيمات يحتجز فيها دواعش في شمال شرقي سوريا، وأفادت وزارة الخارجية في بيان أن القاصرين سلموا إلى الأجهزة المكلفة بمساعدة الأطفال وستقدم لهم متابعة طبية اجتماعية، مضيفة أن البالغات سلّمن إلى السلطات القضائية المختصة. وهذه ثالث عملية من هذا النوع، بعدما أعادت فرنسا 16 امرأة و35 طفلا في 5 تموز/يوليو 2022، وقبل ذلك 15 امرأة و50 طفلا في تشرين الأول/أكتوبر.
في الوضع الانساني، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، من أن معدلات الجوع في سوريا بلغت مستويات قياسية في بلد ينهشه نزاع دام ويرافقه انهيار اقتصادي ومالي مزمن. وقال البرنامج في بيان، إنه بعد نحو 12 عاماً على اندلاع النزاع لا يعرف 12 مليون شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، فيما 2,9 مليون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، ما يعني أن 70% من السوريين قد يكونون غير قادرين قريباً على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم.
في سياق منفصل، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في تقرير صدر الجمعة، أن محققيها يعتقدون بأن الجيش السوري يقف وراء هجوم بالكلورين استهدف دوما في 2018 وأسفر عن مقتل 43 شخصاً. وأفادت المنظمة في بيان أن هناك مبررات معقولة تدفع للاعتقاد بأن القوات الجوية العربية السورية نفّذت الهجوم بالأسلحة الكيمياوية في دوما في 7 نيسان/أبريل 2018. واستمر التحقيق في هذا القصف قرابة عامين، وخلص إلى أن طائرة هليكوبتر عسكرية سورية واحدة على الأقل أسقطت أسطوانات غاز الكلور على مبان سكنية في مدينة دوما السورية التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في 2018. وكان هجوم السابع من أبريل/نيسان 2018 على مشارف دمشق جزءا من هجوم عسكري كبير أعاد المنطقة إلى سيطرة قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بعد حصار طويل مدعوم من روسيا على معقل قوات المعارضة. وعلى الرغم من النتائج الأخيرة، فإن تقديم الجناة إلى العدالة لا يزال بعيد المنال. وفي الماضي، أعاقت روسيا، حليفة سوريا، جهود مجلس الأمن الدولي لإصدار أمر بإجراء تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية في سوريا.
وبالعودة إلى الملف الأمني، أفادت مصادر متابعة أن الميليشيات الإيرانية نقلت، يوم الجمعة، مجموعة من المدربين والعناصر من الإيرانيين و"حزب الله" الايراني في لبنان من دمشق إلى مدينة دير الزور عبر طائرة شحن "يوشن" تابعة للنظام انطلقت من مطار دمشق الدولي، وأوضحت أن الطائرة انطلقت من مطار دمشق الدولي صباح اليوم محملة بـ125 شخصا من المدربين الإيرانيين و"حزب الله" ، وعناصر سوريين تلقوا تدريبات على يد الحزب الايراني في محيط دمشق. إلى ذلك، أفادت عن وصول مجموعة من العناصر المحلية التابعة للميليشيات الإيرانية إلى مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، حيث قدمت المجموعة من ريف حلب وحمص، وذلك بهدف تلقي تدريبات في حقول التدريب الخاصة بالميليشيات الإيرانية. وحسب نشطاء فإن المجموعة يقدر عددها بـ70 عنصرا ستتلقى تدريبات في حقول ضمن البوكمال، إضافة لمعسكرات تدريب في ريف دير الزور الغربي يشرف عليها مدربون إيرانيون وعناصر من ميليشيات حزب الله الايراني في لبنان.
هاجمت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، جامعة الدول العربية، وانتقدت موقفها من المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالعاصمة طرابلس، الأحد الماضي، كما اتهمتها بـالانحياز. فقد قاطعت عدّة دول عربية اجتماعا استضافته الحكومة في طرابلس، وحضره 5 دول فقط، كما لم تشارك الجامعة العربية لعدم توفر النصاب القانوني لهذا اللقاء. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد حمودة، الاثنين، إن الاجتماع سليم قانونيا، وإن ميثاق الجامعة لم يحدّد نصابا لانعقاد الاجتماع التشاوري. وعقب انتهاء الاجتماع، اعتبرت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، في مؤتمر صحافي، أن غياب الجامعة العربية وضع الكثير من الدول في حرج الاصطفاف، واتهمتها بالانحياز الواضح لإحدى الدول العربية وبمحاولة تعطيل الاجتماع، مشيرة إلى أن الشرط الذي وضعته الجامعة والذي يقضي بضرورة موافقة 14 دولة على الاجتماع التشاوري مخالف لمواثيق الجامعة، ووصفته بالبدعة. في المقابل، عبّر رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا عن شكره للدول العربية التي لم تشارك في الاجتماع، داعيا إلى ضرورة دعم وحدة البلاد والمصالحة بين الليبيين والدفع نحو إيجاد سلطة منتخبة، كما طلب من تونس والجزائر إعادة النظر في سياستهما الخارجية تجاه الملف الليبي.
من جانب آخر، زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ليبيا، السبت، على رأس وفد يضم وزيري الخارجية والداخلية، وشملت الزيارة لقاءات مع عدد من القادة الليبيين. وكانت وسائل إعلام إيطالية أكدت أنه سيتم توقيع اتفاقيات نفطية جديدة بين إيني والمؤسسة الوطنية للنفط، وهي مؤسسة تسيطر عليها حكومة الوحدة الوطنية، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة طرابلس.
وأعربت الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، عن استغرابها لزيارة رئيسة الوزراء الإيطالية ما وصفته الحكومة المنتهية الولاية في طرابلس وتوقيع اتفاق نفطي جديد، وأشارت في بيان لها إلى وجود صفقة غامضة بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة إيني الإيطالية يقضي بزيادة حصة الشريك الأجنبي وتقليص حصة الشريك الوطني بحسب البيان. وجددت حكومة باشاغا رفضها لما وصفته بمحاولة إحياء الحكومة الميتة بإقحام قوت الليبيين في مثل هذه الصفقات، مؤكدة عدم أهلية الحكومة التي تصفها بـ المنتهية الولاية والشرعية لتوقيع أي اتفاقات أو مذكرات تفاهم، وأشارت إلى أن ليبيا لن تلتزم بأي اتفاقيات أو مذكرات تفاهم مشبوهة، وأنها ستلجأ للقضاء للحيلولة دون اختراق السيادة الوطنية.
وليبيا هي ثالث دولة في شمال إفريقيا تزورها رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تسعى لتأمين إمدادات جديدة من الغاز الطبيعي لتحل محل الطاقة الروسية، وسط الحرب الروسية على أوكرانيا، وقد سبق لها أن زارت تونس والجزائر. وأجرت ميلوني محادثات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ومحمد يونس المنفي، الذي يرأس المجلس الرئاسي في ليبيا. وقد أشارت ميلوني خلال زيارتها إلى أن أرقام إعداد تدفقات الهجرة إلى إيطاليا القادمة من ليبيا ما زالت عالية ويجب تكثيف جهود التنسيق بين البلدين، مشددة على تقوية أدوات مكافحة تدفقات الهجرة غير القانونية لأن المسألة تخص إلى جانب ليبيا وإيطاليا الاتحاد الأوروبي ومشيرة إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين خفر السواحل الليبي والايطالي في مجال مكافحة الهجرة.
وعلى هامش الزيارة، وقعت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، اتفاق مع شركة "إيني" الإيطالية للطاقة بقيمة 8 مليارات دولار لتطوير حقول غاز تقترب احتياطياتها من 6 تريليونات قدم مكعبة وطاقة إنتاجية تتراوح بين 750 و800 مليون قدم مكعبة يوميا لفترة تناهز 25 عاما، ودعا رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة شركات الطاقة العالمية إلى العودة لبلاده بسرعة وبفاعلية لممارسة نشاط الاستكشاف وفقا لبنود الاتفاقيات الموقعة مع تلك الشركات.
أفادت مصادر متابعة يوم الاثنين بأن عضوا من اللجنة النقدية ببنك إسرائيل استقال رفضا للخطة المثيرة للخلاف التي وضعتها الحكومة اليمينية الجديدة لتعديل النظام القضائي. وأثارت الإصلاحات المقترحة جدلا محتدما مع خروج احتجاجات أسبوعية في أنحاء إسرائيل. ويقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن تلك الإصلاحات تهدف للحد من نفوذ المحكمة العليا، لكن منتقدين يخشون من أنها ستقوض الديمقراطية. وقال موشيه حزان، أستاذ الاقتصاد بجامعة تل أبيب، بأنه يشعر أنني لا يمكنه الجلوس ومناقشة رفع أسعار الفائدة بنسبة 0.25 بالمئة أو 0.5 بالمئة بينما الديمقراطية الإسرائيلية في خطر. وأكد بنك إسرائيل أن حزان استقال يوم الأحد من اللجنة النقدية المؤلفة من ستة أعضاء بعدما كان عضوا بها منذ 2017. كما أفاد بنك إسرائيل إن حزان أبلغ نتنياهو بأنه سيترك اللجنة من أجل المشاركة في النشاط السياسي العام.
من جانب آخر، قررت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس اعتبار التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لم يعد قائما اعتبارا من تاريخه، وجاء ذلك في بيان صدر عن الاجتماع الطارئ الذي عقدته القيادة الفلسطينية برئاسة أبومازن، لبحث تداعيات المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس في جنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي أدت إلى ارتقاء 11 شهيدا وجرح العشرات. وقررت القيادة التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الفصل السابع ووقف الإجراءات أحادية الجانب، كما قررت التوجه بشكل عاجل للمحكمة الجنائية الدولية، لإضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين الى الملفات التي تم تقديمها سابقا، والدعوة الفورية لقدوم لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان، للتحقيق وإحالة مخرجاتها بشأن مسؤولية الاحتلال عن هذه المجزرة للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن. كما قررت القيادة استكمال الانضمام إلى بقية المنظمات الأممية والدولية، والتحرك على المستويات العربية والإسلامية والدولية من اجل دعم الموقف الفلسطيني، واشار البيان إلى ان الرئيس يدعو جميع القُوى الفلسطينية لاجتماعٍ طارئ، للاتفاق على رؤية وطنية شاملة ووحدة الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له.
في السياق، عاد الهدوء الحذر إلى قطاع غزة، غداة غارات إسرائيلية وإطلاق صواريخ من القطاع باتجاه مستوطنات حدودية، فيما نشر الجيش الإسرائيلي فيديو يوثق تلك الغارات التي نفذتها طائراته، لنفق تحت الأرض في غزة تم استهدافه، وكانت مصادر أمنية في حماس ذكرت أن إسرائيل نفذت 15 غارة على القطاع، بينما أعلنت كتئاب القسام أنها تصدت للمقاتلات الإسرائيلية بصواريخ أرض جو وبمضاداتها الأرضية. وقبل ذلك أفادت المعلومات بأن صفارات الإنذار دوت في عسقلان ومستوطنات غلاف غزة فيما اعترضت القبة الحديدية صاروخين أطلقا من قطاع غزة وفقا لبيان الجيش الإسرائيلي.
وقد جاء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة يوم الخميس، أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى خلال يوم واحد منذ أعوام.
ومساء الجمعة، شهدت مدينة القدس المحتلة، حادث إطلاق نار بمحيط كنيس يهودي، أسفر عن مقتل 8 إسرائيليين وإصابة 10 آخرين. وقد وصفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية الأوضاع الأمنية في شمال مدينة القدس المحتلة بأنها خطيرة للغاية، بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة بيتا جنوب نابلس، بين المتظاهرين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن إصابة 54 فلسطينيًا. كما اندلعت اشتباكات في قلقيلية بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في القرية القديمة شرقي قلقيلية بالقرب من مستوطنة بيت عمرة شمال الخليل وفي بلدة الرام شمال القدس. وفي هذا الشأن، أعلن البيت الأبيض مساء الجمعة أن الإدارة الأمريكية قلقة من تصاعد العنف في الضفة الغربية في فلسطين وتطالب بالتهدئة، كما تأسف لفقدان العديد من الأرواح المدنية جراء العنف في الضفة، وأن الولايات المتحدة ترى حاجة عاجلة لتهدئة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويوم السبت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة مستوطنين اثنين في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة في ضاحية سلوان بالقدس المحتلة، مؤكدة اعتقال المنفذ، وهو طفل فلسطيني عمره 13 عاماً. وتأتي العملية الثانية بعد أقل من 12 ساعة على عملية إطلاق نار في مستوطنة النبي يعقوب شمالي القدس. ونفت عائلة الفتى أي علاقة لإبنها بتنفيذ العملية، مشيرة إلى أن ووجوده صادف لحظة وقوع الحادث.
وقال مصدر إسرائيلي، السبت، إن الحكومة الأمنية المصغرة، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تبحث عددًا من المقترحات للرد على عمليتي القدس، ومن ضمن الاقتراحات اعتقال عائلات المنفذين والإسراع بهدم بيوتهم وبحث إمكانية طرد عائلات المنفذين، كما تبحث الحكومة تسهيل إصدار رخص حمل السلاح للمواطنين وحتى تمويل شرائهم للسلاح.
في سياق منفصل، أجرت القوات الجوية الإسرائيلية تدريبا مشتركا مع القيادة المركزية الأميركية، الأربعاء، يقصف أهدافا تحاكي مواقع نووية إيرانية، وكشف تقرير للتلفزيون الإسرائيلي أن قاذفات أميركية ستلقي 100 طن من المتفجرات على أهدافها في صحراء النقب بجنوب إسرائيل.
وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت الاثنين بدء تدريب مشترك مع الجيش الإسرائيلي في شرق البحر المتوسط، مشيرة إلى أن التدريب يمتد لإسرائيل أيضا ويعزز استعداد قوات الجانبين مما يساهم في دعم أمن المنطقة، كما ذكر البيان أن التدريب ستشارك فيه أكثر من 140 طائرة من بينها قاذفات بي-52 الاستراتيجية وطائرات إف-35 و12 قطعة بحرية وراجمات صواريخ وغيرها.
أعلنت السلطات الصينية تراجع الوفيات اليومية الناتجة عن كوفيد-19 بنحو 80 بالمئة منذ بداية الشهر الحالي، في إشارة يصعب التحقق منها بشكل مستقل إلى تراجع عدد الإصابات. واجتاحت أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان موجة إصابات واسعة النطاق بفيروس كورونا منذ أن أوقفت بكين بشكل مفاجئ سياستها صفر كوفيد وما تشمله من إجراءات صارمة. ويُعتقد أن أرقام بكين تمثل فقط جزءاً بسيطاً من الحقيقة، بالنظر إلى التعريف الصيني الضيق للوفاة الناتجة عن الإصابة بكوفيد، إضافة الى التقديرات الرسمية حول إصابة أعداد كبيرة من السكان.
وأفاد المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأسبوع الماضي عن وفاة قرابة 13 ألف شخص بين 13 و19 كانون الثاني/يناير بسبب أمراض مرتبطة بكوفيد، بعد إعلان سابق عن وفاة نحو 60 ألف شخص في المستشفيات جراء الفيروس خلال شهر. لكن بيانات الحكومة الأخيرة وتقارير إعلامية تشير إلى أن الموجة ربما بدأت بالانحسار منذ أن بلغت ذروتها أواخر كانون الأول/ديسمبر وأوائل كانون الثاني/يناير عندما كانت المستشفيات ومحارق الجثث مكتظة. وقال بيان للمركز الصيني للأمراض الأربعاء إن 896 شخصا توفوا بسبب الفيروس في المستشفيات الاثنين، أي بانخفاض 79 بالمئة مقارنة بأعداد 4 كانون الثاني/يناير، وأضاف أن الحالات الحادة في المستشفيات تراجعت أيضاً إلى 36 ألفا بحلول الإثنين، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 72 بالمئة مقارنة بـ128 ألف حالة في 5 كانون الثاني/يناير.
لوّح الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، باستخدام حق النقض "الفيتو" الذي يتمتع به ضد أي خطط اقتصادية ينوي الجمهوريون اقتراحها وتسبب الفوضى في البلاد. وقبل ثلاثة أيام، قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر جرانهولم، إن بايدن سيستخدم حق النقض الذي يتمتع به الرئيس في الولايات المتحدة ضد مشروع قانون يسعى الجمهوريون لتمريره في الكونغرس بشأن احتياط البترول الاستراتيجي، في حال وافق عليها الكونغرس. وحذرت الوزيرة في رسالة وجهتها إلى الجمهوريين بأن تقييد سلطات الرئيس في سحب كميات من الاحتياطي النفطي سيقوض الأمني القومي، ويتسبب في نقص الوقود وارتفاع أسعاره، وأكدت أن الرئيس لن يسمح بأن يعاني المواطنون الأميركيون من ارتفاع جديد في الأسعار. ومشروع القانون، المسمى "HR21"، سيمنع وزيرة الطاقة من الاستفادة من احتياطي البترول الاستراتيجي دون خطة لزيادة تأجير النفط والغاز على الأراضي الفيدرالية.
من جانب آخر، أعلنت وزارة العدل الأميركية الخميس أنها تمكنت من إغلاق مجموعة "هايف" للقرصنة التي ابتزت أكثر من 1500 شركة في جميع أنحاء العالم وجمعت منها فديات بلغت قيمتها نحو 100 مليون دولار. وقال وزير العدل الأميركي إن السلطات الأميركية، بالتعاون مع ألمانيا وهولندا، نجحت في السيطرة على خوادم موقع "هايف" بعد اختراقها لمدة سبعة أشهر تقريباً، وأدّى اختراق الموقع إلى تجنيب مئات الشركات دفع فديات مالية تصل إلى 130 مليون دولار بعد تجميد "هايف" لأنظمتها الإلكترونية وسرقة بياناتها. ومنذ ظهور "هايف" للمرة الأولى عام 2021، تم اختراق أكثر من 1500 شركة ومؤسسة أجبرت على دفع فديات غالباً بالعملات المشفرة. ومن بين الضحايا شركات "تاتا باور" الهندية و"ميديا ماركت" الألمانية العملاقة للبيع بالتجزئة وخدمة الصحة العامة في كوستاريكا وشركة الغاز الحكومية الإندونيسية والعديد من المستشفيات الأميركية، وفقاً لمستشاري الأمن السيبراني. وفي حين لم تحدد السلطات الأميركية الجهة التي تقف وراء "هايف" وما إذا كانت ستنفذ أي توقيفات، أفادت إن التحقيق جار. وساهم في العملية مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي ومركز شرطة ريوتلنغن الألمانية والشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية والوحدة الوطنية الهولندية لجرائم التكنولوجيا الفائقة واليوروبول.
في سياق منفصل، انتقدت الصين بشدة منافستها التجارية الولايات المتحدة في اجتماع لمنظمة التجارة العالمية، يوم الجمعة، واصفة واشنطن بأنها متنمرة ومنتهكة للقواعد. وتحدث السفير الصيني لدى منظمة التجارة العالمية لي تشنغ قانغ أمام اجتماع للمنظمة لبحث النزاعات التجارية، قائلاً إن واشنطن أعلنت نيتها الطعن في حكم أصدرته المنظمة مؤخراً خلص إلى أن التعريفات الجمركية الأميركية على المعادن تنتهك القواعد العالمية.
يأتي هذا فيما دعا مشرّعون أميركيون، الخميس، إدارة الرئيس جو بايدن إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة حيال بكين، متّهمين شركات صينية بتقديم دعم لروسيا في عمليتها العسكرية بأوكرانيا. وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان واشنطن يجب أن تكون أكثر قوّة في مواجهة الصين، متحدثاً عن أدلة على أن هناك شركات صينية تقدم تكنولوجيا ذات استخدام مزدوج بما في ذلك أشباه الموصلات اللازمة على سبيل المثال لتوجيه الصواريخ. وتتخذ الصين حليفة روسيا موقفاً محايداً في الصراع في أوكرانيا، بينما تعزز العلاقات مع موسكو، ولا سيما في مجال الطاقة، لكن مسؤولين أميركيين قلقون بشكل متزايد من الدعم المقدم لروسيا خصوصاً عبر شركات صينية تعمل في مجال التكنولوجيا العالية التقنية.
عقد ائتلاف "إدارة الدولة" الجامع للقوى السياسية المشاركة في تشكيل الحكومة، مساء الاثنين، اجتماع في مكتب رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وجرى التداول بتطورات المشهد السياسي والأمني، بالإضافة الى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا لمواجهة أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار. كما ناقش المجتمعون، أهم التشريعات التي يجب إقرارها داخل مجلس النواب، ومن أبرزها الموازنة الاتحادية. وصباح الاثنين، قرر رئيس الوزراء إعفاء محافظ البنك المركزي العراقي مصطفى غالب مخيف من منصبه، فيما كلف علي محسن العلاق بإدارة البنك بالوكالة. يشار إلى أن قرار إعفاء مصطفى غالب، جاء بالاتفاق ما بين قادة الإطار التنسيقي والسوداني، خلال اجتماع لقادة الإطار، عقد في منزل زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وفقاً لمصدر مطلع. وتأتي هذه القرارات في وقت يشهد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 ارتفاعاً تدريجياً ليصل لأعلى مستوياته خلال الأيام الأخيرة حيث تخطى حاجز 165 ألف دينار لكل 100 دولار.
يذكر أن تحالف إدارة الدولة هو ائتلاف برلماني عراقي، تشكل يوم 25 أيلول سنة 2022، بعد انسحاب نوّاب الكتلة الصدرية من مجلس النواب العراقي، ويتألف من الإطار التنسيقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتحالف السيادة، والاتحاد الوطني الكوردستاني، وتحالف عزم، وبابليّون، وقد أُسّس التحالف تمهيداً لتشكيل حكومة عراقية متأخرة بعد مضي سنة على انتخابات مجلس النواب في 10 تشرين الأول سنة 2021. ويُمثل تحالف إدارة الدولة أكثرية نيابية إذ اشتمل على كل الكتل البرلمانية الرئيسية بدون معارضة إلا من بضعة نواب مستقلين.
من جانب آخر، أعلن رئيس الوزراء العراقي، مساء الخميس، توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين بغداد وباريس، مع الرئيس الفرنسي. وبحسب المكتب الإعلامي للسوداني، فقد التقى رئيس الوزراء العراقي، رئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن، في مقر رئاسة الوزراء، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى فرنسا التي استغرقت يوماً واحداً، وشهد اللقاء التباحث في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، عبر تنمية التعاون المتبادل في مجالات الطاقة والنفط واستثمار الغاز المصاحب، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات النقل والثقافة وفي مجال حماية وصيانة الآثار. وجرت بعد اللقاء مراسم توقيع مذكرة تفاهم إعلان نوايا بشأن التراث بين العراق وفرنسا، كما تم توقيع مذكرة إعلان نوايا تتعلق بمستشفى سنجار. ووصل السوداني، العاصمة الفرنسية، على رأس وفد حكومي رفيع، في زيارة رسمية تأتي في إطار تطوير فرص التعاون العميق مع فرنسا، وفتح المزيد من آفاق الاستثمار والتبادل، على طريق تعزيز الأهداف والأولويات التي رسمها البرنامج الحكومي، ومن أجل تطوير البنى التحتية الاقتصادية.
في سياق منفصل، أكد وزير الكهرباء، يوم الخميس، أن الشبكة الوطنية فقدت 7500 ميغاواط في الأيام الماضية بسبب تقليل واردات الغاز الإيراني ما أدى إلى تراجع ساعات التجهيز، لكنه أمل بتحسنها بنسبة 30% خلال 12 يوماً حيث أفاد أن الواردات ستعود تدريجياً وصولاً إلى تجهيز كامل حصة العراق بموجب الاتفاق مع طهران. كما كشف عن خطة لتحسين واقع المنظومة في الصيف المقبل، وأشار إلى أن حصة محافظة كربلاء من مشاريع مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة سيمنز الألمانية ستكون إنشاء محطة بطاقة 400 ميغاوط.
في الملف الاقتصادي، أفادت وسائل إعلام عراقية، يوم الأربعاء، بانطلاق تظاهرات أمام البنك المركزي في العاصمة بغداد احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار، وقد وصفتها بأنها حاشدة، مشيرة إلى أنها انطلقت وسط إجراءات أمنية مشددة. كما ذكرت أن المئات من محافظات الوسط والجنوب وصلوا إلى العاصمة العراقية للمشاركة في الاحتجاجات، حيث طالب المحتجون الجهات الحكومية بالتدخل العاجل للحد من هذا الارتفاع. وكان رئيس الوزراء العراقي قد أثار الجدل بإعادة تكليف علي محسن العلاق في منصب محافظ البنك المركزي، بعد أكثر من عامين على إقالته من المنصب ذاته، بسبب الإخفاقات المالية، التي حدثت بعهده في الفترة السابقة. وقد أتى قرار السوداني بإعادة تكليف العلاق استباقا لتظاهرات دعا إليها ناشطون عراقيون أمام البنك المركزي العراقي للتنديد بأزمة تراجع قيمة الدينار أمام الدولار، والتي بلغت ذروتها عند 1660 دينارا للدولار، وهو رقم لم يسبق تسجيله في العراق منذ نحو 19 عاماً.
أحبطت الأجهزة الأمنية في محافظة المهرة، شرقي اليمن، عملية تهريب شحنة من تجهيزات وقطع طائرات بدون طيار تابعة لميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، في منفذ شحن الحدودي. وقد أفادت مصادر مطلعة إن الشحنة كانت تضم 25 صندوقاً مموهاً تحتوي على قطع طائرات بدون طيار، وأوضحت أنه تم تفتيش الصناديق، وعُثر بداخلها على نحو 100 محرك خاص بالطائرات بدون طيار وكانت متجهة لميليشيا الحوثي. وسبق أن ضبطت الأجهزة الأمنية في ذات المنفذ شحنات سابقة في طريقها للحوثيين، آخرها العام الماضي وضمت 52 صاروخا مضادا للدروع.
في الملف السياسي، أكد وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك للسفير الأميركي لدى بلاده أن ارتباط الحوثيين بإيران لا يهدد فقط الاستقرار في اليمن، ولكنه يمثل تهديدا لكافة دول المنطقة وللأمن والسلم الدوليين، وأبلغ الوزير اليمني السفير ستيفن هاريس فاجن أن العائق الوحيد أمام إحلال السلام في اليمن هو تعنت جماعة الحوثي وتهربها من الالتزامات التي يتطلبها السلام الشامل والعادل، مؤكدا التزام الحكومة بالسعي نحو إحلال السلام الشامل والعادل، وبما يكفل رفع المعاناة والكارثة الإنسانية التي تسببت بها الحرب، كما تطرق إلى أهمية دعم الحكومة اليمنية وتعزيز برامج التعاون الثنائي بين اليمن والولايات المتحدة خاصة في المجال الاقتصادي والتنموي والأمني، وبما يساهم في تمكين الحكومة من مواجهة التحديات التي تسبب بها التصعيد والعدوان الحوثي المستمر.
في سياق منفصل، يغزو "الدولار الأميركي المجمد" (وهي دولارات بأرقام متسلسلة معطّلة) السوق المصرفية اليمنية في صنعاء والمحافظات الشمالية، تحت غطاء وإدارة ميليشيا الحوثي. وسجل سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية مكاسب بتحركات طفيفة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، خلال اليومين الماضيين عند 555 ريالاً للدولار، و145 للريال السعودي. وقد أفاد مصدر يعمل في إحدى دوائر مجلس القيادة الرئاسي بالعاصمة عدن إن ميليشيا الحوثي أغرقت السوق المصرفية في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها بدولارات مجمدة، حتى إن بعض البنوك تتداول هذه الأوراق النقدية دون أن تعرف ذلك، وأضاف أنه وفقاً للمعلومات التي حصل عليها فإن أكثر من 60 مليون دولار من الدولارات المجمدة، دخلت السوق المصرفية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
اتفقت الهند ومصر على تعظيم المصالح المشتركة وتعزيز شراكتهما الاستراتيجية للتغلب على الصعوبات الناجمة عن مُختلف الأزمات والتحديات المتتالية التي يواجهها العالم. وخلال بيان مشترك صدر عن البلدين عقب عقد مباحثات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السسي ورئيس الوزراء الهندي، الخميس، اتفق الجانبان على تبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقرر الرئيسان الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي تغطي المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والطاقة والاقتصادية. كما شدد الجانبان على الحاجة إلى نهج شامل لمكافحة الإرهاب والتطرف على أن يشتمل على منع استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من قِبَل المراكز الدينية لزرع التطرف بين الشباب وتجنيد الكوادر الإرهابية. وأعربت الهند ومصر عن ثقتهما في إمكانية تحقيق هدف وصول حجم التجارة الثنائية بينهما إلى 12 مليار دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة، وذلك من خلال تنويع سلة التجارة والتركيز على القيمة المُضافة، كما تم الترحيب بتوسيع الاستثمارات الهندية في مصر والتي تزيد حاليا عن 3.15 مليار دولار.
في الملف الاقتصادي، قال رئيس الوزراء المصري، السبت، إن أزمة تراكم السلع في المواني انتهت، مضيفاً أن متوسط البضائع الموجود في كل المواني المصرية يعادل المتوسط التقليدي الذي كان موجودا قبل أزمة التراكم التي عانت منها البلاد مؤخرا، وأضاف مدبولي أن كل المصانع رجعت تعمل بكامل طاقتها لديها مخزون يكفي ما بين شهر وشهرين من مستلزمات المواد الخام. كما أوضح أن ما يهم الحكومة حاليا هو أن يتحرك القطاع الزراعي والصناعي والإنتاجي بأسرع قوة ممكنة الفترة القادمة، مشيرا إلى أنه يسعى لتقديم جميع التسهيلات الممكنة للقطاعات الإنتاجية في تلك الفترة.
في سياق متصل، أكدت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني تصنيف مصر عند درجة B، مع نظرة مستقبلية مستقرة.
في ملف جماعة الاخوان
لا جديد هذا الاسبوع.
أزمة سد النهضة
لا جديد على هذا الصعيد.
تخطط شركة النفط العمانية OQ SAOC لبيع ما يصل إلى 49% من وحدة التنقيب عن النفط التابعة لها "أبراج لخدمات الطاقة"، في طرح عام أولي، لتنضم السلطنة إلى قطار الإدراج المزدهر في الشرق الأوسط. وبحسب بيان، ستبدأ فترة الاكتتاب في فبراير، ومن المتوقع أن يبدأ تداول الأسهم في بورصة مسقط في مارس. وكان تقرير سابق لوكالة "بلومبرغ"، قد كشف في سبتمبر أن الاكتتاب العام قد يجمع ما يصل إلى 500 مليون دولار. وتنضم عُمان إلى جيرانها الخليجيين - خاصة السعودية والإمارات - في بيع أصول لتمويل خطة تنويع الاقتصاد، وفتح أسواق الأسهم الخاصة بهم أمام المزيد من المستثمرين الدوليين. وأدى هذا الاتجاه المتنامي إلى عام لافت للاكتتابات العامة الأولية في المنطقة في عام 2022، متحدياً الركود العالمي في مبيعات الأسهم الناجم عن المخاوف من ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.
على صعيد آخر، قدم رئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الصباح استقالة الحكومة إلى ولي العهد. وقد اتخذ رئيس الوزراء هذه الخطوة نتيجة لما آلت إليه العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، معربا عن حكمة سمو ولي العهد المعهودة باتخاذه ما يراه محققا للمصلحة العليا للبلاد.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر مطلعة، بأن الحكومة ستتقدم باستقالتها إلى القيادة السياسية على خلفية الأزمة السياسية الأخيرة، ورفضها تقديم أي تعهدات للنواب فيما يتعلق بالقوانين الشعبوية، إضافة إلى عدم استجابة مجلس الأمة لمطلبها بسحب الاستجوابين الموجهين إلى وزير المالية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء.
من جانب آخر، قال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية، يوم الخميس، إن إيرادات الشركة ارتفعت العام الماضي 115% مقارنة بعام 2021، وزادت بنسبة 10% عن 2019 قبل بدء الجائحة التي عصفت بشركات الطيران، وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن الشركة سجلت خسائر صافية قدرها 55 مليون دينار (180.26 مليون دولار) في سنة 2022 مقارنة بخسائر قدرها 107 ملايين دينار في 2019. كما أشار إلى أن الشركة ما زالت تتوقع الوصول إلى نقطة التعادل بين الأرباح والخسائر بحلول نهاية 2024 رغم ارتفاع أسعار النفط، مشيرا إلى أن كلفة الوقود السنوية على الشركة بلغت 130 مليون دينار. وتأمل الشركة الحكومية، التي سجلت خسائر متتالية على مدى سنوات، أن تغير صفقة كبيرة لشراء طائرات أعلنتها في فبراير/شباط مع "إيرباص" من مسارها الحالي والوصول بها لتحقيق أرباح في 2025 والتوسع للوصول إلى وجهات جديدة.
أقر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين حزمة عقوبات جديدة على إيران، وذلك على خلفية تعامل طهران مع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، في حين قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل إنه لا يمكن للتكتل إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية إلا بعد صدور قرار من محكمة في إحدى دول الاتحاد يفيد بذلك. في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن برلين ترحب بجهود يبذلها قادة الاتحاد الأوروبي لإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية. من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن بلاده أبلغت مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي رفضها قرار البرلمان الأوروبي إدراج الحرس الثوري ضمن قوائم الإرهاب، وأضاف أن أي إجراء ضد الحرس الثوري يعد تهديدا مباشرا للأمن القومي الإيراني، مشددا على أن رد طهران سيكون متناسبا.
في ملف أزمة الطاقة، قال الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية للطاقة، إن بلاده تستطيع زيادة وارداتها من الغاز من إفريقيا بشكل كبير ونقل بعض الإمدادات إلى شمال أوروبا إذا عززت بنيتها التحتية في السنوات القليلة المقبلة. وأضاف ديسكالزي من الجزائر العاصمة، التي سافر لها بصحبة رئيسة الوزراء الإيطالية، أن روما يمكنها بالفعل الاعتماد على خطوط نقل كثيرة تربطها بأفريقيا تتضمن خط أنابيب ترانسميد الذي يربط الجزائر بصقلية، وأشار إلى أن ايطاليا هي الوحيدة التي لديها خط يربطها بالجزائر تبلغ طاقته نحو 36 مليار متر مكعب من الغاز ما زالت غير مستغلة، وانه ومازال هناك أكثر من 10 مليارات متر مكعب يمكنها الوصول إلى إيطاليا. وبالإضافة إلى خط ترانسميد، بوسع روما الاعتماد أيضا على خط أنابيب قادم من ليبيا وواردات الغاز الطبيعي المسال من مصر وأنغولا وجمهورية الكونغو وموزمبيق، وقال ديسكالزي، في هذا السياق، أن هناك خط يصل بليبيا تتراوح سعته الآن بين 12 و14 مليار متر مكعب ويمكن زيادتها بضعة مليارات باستخدام الضغط الملائم، وأضاف أن إيطاليا بحاجة إلى توسيع نطاق شبكتها المحلية للغاز وأيضا تطوير ممرات الطاقة إلى ألمانيا والنمسا وسويسرا.
وتعكف إيطاليا أيضا لمضاعفة سعة خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي إلى 20 مليار متر مكعب لنقل غاز أذربيجان إلى بوليا في جنوب شرقي البلاد. وتتطلع روما للاضطلاع بدور مركز إمدادات بين إفريقيا وشمال أوروبا في السنوات المقبلة للمساعدة في تعويض خسارة الواردات من روسيا.
في سياق منفصل، أعربت فرنسا، يوم الخميس، عن رغبتها في اتخاذ إجراء منسّق داخل الاتحاد الأوروبي لإطلاق سراح الأوروبيين المحتجزين في إيران والذين وصفتهم بأنهم رهائن دولة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، إن فرنسا ليست وحدها في هذا الوضع للأسف، وقالت إن رفض السلطات الإيرانية السماح برنار فيلان الفرنسي الأيرلندي المحتجز في إيران، بالحصول على رعاية طبية أمر غير مقبول، مضيفة أن فرنسا قلقة للغاية بشأن تدهور حالته الصحية. كما أوضحت أن وزيرة الخارجية كاترين كولونا أثارت مسألة التحرك المنسّق، الاثنين، خلال اجتماع مع نظرائها الأوروبيين، وأضافت أن كولونا طلبت من نظيرها الإيراني الإفراج فوراً عن جميع الرهائن الفرنسيين، والتوقف عن ممارسة سياسة أخذ الرهائن.
في سياق آخر، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس لا تستبعد أي نوع من العقوبات على إيران، مضيفةً أنها تعمل مع شركائها الأوروبيين على خيارات جديدة بشأن العقوبات على إيران، وأضافت أن باريس تنتظر من مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تحليلاً قضائياً بشأن إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأوروبية. وأخيراً قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن هناك تواصل مع الشركاء للرد على التصعيد النووي لإيران وعلى أنشطتها المزعزعة للاستقرار إقليمياً ودولياً.
على صعيد آخر، قالت الشرطة الإسبانية في بيان السبت، إنها صادرت 4.5 طن من الكوكايين، وهي كمية تقدر قيمتها بنحو 105 ملايين يورو (114 مليون دولار)، بعد مداهمة سفينة لنقل الماشية قبالة جزر الكناري الأسبوع الماضي. وتوقفت السفينة بموانئ في نحو 12 دولة قبل مداهمتها الثلاثاء الماضي، وقالت الشرطة إن مهربي المخدرات بدأوا في استخدام سفن الماشية لأن تتبع المهربات غير المشروعة بها يكون أصعب على الشرطة، حيث أشار بيان الشرطة الإسبانية إن التنظيمات الدولية تعيد تحديث نفسها لنقل المخدرات من أميركا اللاتينية إلى أوروبا، باستغلال الماشية لجعل السيطرة عليها وتحديد مكانها أصعب. وألقت الشرطة القبض على 28 من أفراد طاقم السفينة أوريون 5 التي ترفع علم توجو، والتي تم تتبعها من كولومبيا في عملية للسلطات الإسبانية وإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية وشرطة توجو.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع.
أعلن الرئيس التركي الإثنين أنّ السويد، المرشّحة لعضوية "حلف شمال الأطلسي"، لم يعد بإمكانها الاعتماد على دعم تركيا بعدما أحرق ناشط مناهض للإسلام نسخة من المصحف السبت أمام السفارة التركية في ستوكهولم. وقال أردوغان انه لا يمكن أن تنتظر السويد دعماً من قبل أنقرة لـانضمامها لحلف شمال الأطلسي. "إذا لم تحترموا المعتقدات الدينية لجمهورية تركيا أو للمسلمين، فلن تتلقّوا دعماً من قبلنا".
وأثار سماح ستوكهولم لليميني المتطرّف السويدي-الدنماركي راسموس بالودان بالتظاهر ظهر السبت أمام سفارة تركيا في العاصمة السويدية، غضب ليس فقط أنقرة، وأحرق هذا الناشط المناهض للإسلام نسخة من المصحف، وسط حماية أمنية مشدّدة وخلف حواجز للشرطة. وألغت تركيا السبت زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها وزير الدفاع السويدي إلى أنقرة لإقناعها بسحب تحفّظاتها على انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي. من جهته، قال وزير الخارجية السويدية توبياس بيلستروم، إنّ السويد ستحترم الاتفاق القائم بين السويد وفنلندا وتركيا بشأن طلب انضمامها لحلف شمال الأطلسي، ولفت إلى أنّه لا يريد التعليق حالياً على تصريحات الرئيس التركي.
والثلاثاء، أرجأت تركيا لأجل غير مسمى اجتماعاً مع السويد وفنلندا بشأن انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي، وذكرت تقارير صحافية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن المحادثات كان من المقرر إجراؤها مطلع فبراير.
قال وكيل وزارة الاقتصاد في الإمارات، إن القانون الجديد للوكالات التجارية سيمهل الوكلاء الحاليين الذين قاموا باستثمار أكثر من 100 مليون درهم في وكالتهم 10 أعوام لتطبيق القانون عليهم. ويمنح القانون الجديد الشركات المساهمة العامة والذي يجب أن تكون ملكية مواطني الدولة فيها 51% على الأقل الحق في الدخول في سوق الوكالات التجارية. من جهته، قال مؤسس شركة "التميمي ومشاركوه" للمحاماة إن القانون الجديد للوكالات التجارية جاء ليلغي ديمومة العقود بحسب القانون القديم، وحرص على استمرار تدفق البضائع إلى الدولة حتى في ظل وجود خلاف بين الوكلاء. يذكر أن القانون الجديد للوكالات التجارية قد تم إصداره في ديسمبر الماضي، وسيتم العمل به ابتداء من منتصف يونيو المقبل.
على صعيد منفصل، كشف رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، خلف الحبتور، أن المجموعة تعتزم استثمار نحو 3 مليارات دولار في القطاع العقاري محليا وفي الخارج، مشيرا إلى الإقبال الكبير على العقارات في إمارة دبي من قبل الآسيويين والعرب. وقال الحبتور إن هناك علامات تشير إلى أن القطاع العقاري في لبنان سينتعش على المدى القريب وسيظهر نتائج أفضل هذا العام. وكانت المجموعة كشفت الشهر الماضي عن خططها لتشييد 3 مشاريع عقارية في دبي خلال العام المقبل، بتكلفة تصل إلى 9.5 مليار درهم.
قفز سعر سهم "لوسِد" لصناعة السيارات الكهربائية إلى مثليه في جلسة الجمعة، بفعل تكهنات بالسوق بأن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يجهز خطة لشراء الحصة المتبقية من الشركة. وجاءت التكهنات إثر تنويه موقع بِتافيل المتخصص في صفقات الأعمال على حديث يدور بالسوق بذلك الشأن.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية السعودي، بالفعل أكثر من 65% من لوسِد. وتتسارع الخطوات نحو إنشاء أول مصنع متكامل لإنتاج السيارات الكهربائية، حيث وقعت شركة لوسيد اتفاقيات لبناء المصنع الذي ستبلغ طاقته الإنتاجية 155 ألف سيارة سنوياً، وتقدر استثماراته بأكثر من 12 مليار ريال. وكانت السعودية سباقة للاستثمار في هذا القطاع ضمن أهداف الاستدامة وتحقيق صافي صفر انبعاثات، ففي عام 2018 استثمر صندوق الاستثمارات العامة ملياري دولار في لوسِد موتورز لإطلاق أول سيارة كهربائية، واليوم أصبح الصندوق يمتلك حصة الأغلبية في المجموعة التي افتتحت في السعودية أول معرض لها بالشرق الأوسط خارج الولايات المتحدة. ومصنع لوسيد هو واحد من ثلاثة مصانع محتملة ستحتضنها السعودية بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.
أعلنت الولايات المتحدة الخميس، تشديد عقوباتها على مجموعة فاغنر الروسية، واصفة شركة المرتزقة الروسية التي تقاتل في أوكرانيا، بأنها منظمة إجرامية عابرة للحدود مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها صنفت مجموعة فاغنر "منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود"، وأضافت في بيان أن أفراد فاغنر انخرطوا في نمط مستمر من النشاط الإجرامي الخطير في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، شمل الإعدام الجماعي والاغتصاب وخطف الأطفال والاعتداء الجسدي. كما فرضت واشنطن أيضا عقوبات على كيانات أخرى اتهمتها بدعم العمليات العسكرية لمجموعة فاغنر، من بينها شركة "تيرا تك" للتكنولوجيا التي تتخذ من روسيا مقرا، واستهدفت مجمع صناعة الدفاع الروسي. كذلك فرضت الوزارة الأمريكية عقوبات على معهد "تشانغشا تياني" لعلوم الفضاء وأبحاث التكنولوجيا، الذي يتخذ من الصين مقرا له، والمعروف أيضا باسم "سبيستي تشاينا"، بتهمة تزويد فاغنر بصور ملتقطة بالأقمار الصناعية فوق مواقع في أوكرانيا. إلى ذلك، وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة "كراتول" الإماراتية للطيران لاستخدام طائراتها لنقل مرتزقة فاغنر ومعداتها بين ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي.
في سياق منفصل، في خطوة جديدة نحو التصعيد الروسي الأميركي، أعلنت موسكو حجب موقعي وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومكتب التحقيقات الاتحادي، متهمة الهيئتين الحكوميتين بنشر معلومات كاذبة. ويقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، سولونوف بلافريف، أن موسكو تجيد تشكيل وعي العديد من القطاعات الجماهيرية والشعبوية في دول كثيرة حول العالم، مشيرا أن وزارة المالية الروسية في الفترة من يناير حتى مارس 2022، خصصت ما يقرب من 296 مليون دولار لوسائل الإعلام الحكومية، لتجاوز القيود الغربية عبر الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل. فيما يرى الباحث المتخصص في الشأن الدولي، أحمد سلطان، أن روسيا تمتلك نموذجها الخاص في الحرب الإعلامية والمعلوماتية بوجه عام يعود لحقبة الاتحاد السوفياتي ومرحلة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وما قبلها، والمعروفة بالدعاية المضللة. ويقول أن موسكو أنشأت قنوات تلفزيونية ولجان إلكترونية ضخمة تبث أفكار الدولة الروسية وتروج لأهدافها بثبات في العالم السيبراني عبر القارات الست، لا سيما أوروبا وإفريقيا وآسيا خلال السنوات الأخيرة، وهي جزء من الحملات الإعلامية لدعاية روسيا الممنهجة، ويشير إلى أن الجانب الروسي يتفوق على الغرب وعلى أوكرانيا بشكل كبير في هذا المضمار من العمل الإعلامي الدعائي.
من جانب آخر، طالب مجلس أوروبا بالإجماع بتشكيل محكمة دولية خاصّة لمحاكمة القادة الروس وكذلك البيلاروسيين المسؤولين عن الحرب في أوكرانيا. وتبنّى ممثّلو الدول الأعضاء الـ46، بغالبية 100 عضو مؤيّد وامتناع عضو واحد، قراراً يستهدف القادة المدنيين والعسكريين الذين خطّطوا أو أعدّوا أو أطلقوا أو نفّذوا العمليات العسكرية في أوكرانيا، من دون أن يسمّيهم. وقالت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا خلال اجتماع في ستراسبورغ أنه لولا قرار القادة شنّ هذه الحرب العدوانية ضدّ أوكرانيا، لما حدثت الانتهاكات والدمار والموت والأضرار التي نجمت عن ذلك. ودعت الجمعية الدول الأعضاء في المجلس إلى إنشاء هذه المحكمة الخاصة بدعم أكبر عدد ممكن من الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان البرلمان الأوروبي الذي يمثل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تبنّى الأسبوع الماضي نصّاً مشابهاً بأغلبية 472 صوتاً (19 عضواً صوّتوا ضدّه، وامتنع 33 عضواً عن التصويت).
نجح الحلفاء هذا الاسبوع بالاتفاق على تزويد كييف بالدبابات الثقيلة، حيث أعلن أنه سيم تزيد الجيش الاوطراني بحوالي 350 دباية على دفعات، فيما بدأ الجنود بالتدريبات لاستعمال هذه المعدات. وفي هذا السياق، رحبت بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالتنسيق الوثيق حيال مسألة توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، وفقا لبيان صدر يوم الأربعاء عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني عقب محادثته الهاتفية مع الرئيس الأميركي والفرنسي والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسة الوزراء الإيطالية. إلى ذلك، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة لأوكرانيا ستكون خطيرة على القوات الروسية، لافتا أن واشنطن مصرة على مبدأ المحاسبة لسوء استخدام أسلحتها في أوكرانيا، كما أوضح أن تدريب الأوكرانيين على استخدام دبابات أبرامز سيستغرق عدة أشهر. وفي السياق، قال الرئيس الأميركي إنّ الدبّابات الغربية التي قرّرت الولايات المتّحدة وحلفاؤها، وفي مقدّمهم ألمانيا، تزويد أوكرانيا بها للتصدّي للعملية الروسية لا تشكّل تهديداً هجومياً لروسيا.
وفي سياق متصل، قال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك، السبت، إن محادثات عاجلة تجرى بين كييف وحلفائها، بشأن طلبات أوكرانيا للحصول على صواريخ بعيدة المدى تقول إنها ضرورية لمنع روسيا من تدمير المدن الأوكرانية، وأضاف أنه لتقليص تأثير السلاح الرئيسي للجيش الروسي بشكل كبير، وهو المدفعية التي يستخدمها على الجبهة، تحتاج كييف إلى صواريخ تدمر مستودعاتهم، مشيرا أنه يوجد في شبه جزيرة القرم أكثر من 100 مستودع للمدفعية. يشار إلى أنه كشفت مصادر متابعة هذا الاسبوع عن صفقة بين باريس وروما لتوفير 700 صاروخ من طراز "أستر 30" مضادة للطائرات لتسليمها إلى أوكرانيا.
ميدانيا، حث رئيس بلدية كييف السكان على البقاء في الملاجئ صباح يوم الخميس، بعد سماع دوي انفجار في العاصمة الأوكرانية وسط ما قال مسؤولون إنه وابل من الصواريخ الروسية، فيما أعلن عن استهداف منشأتين للطاقة في أوديسا بجنوب أوكرانيا. وقالت إدارة كييف العسكرية إنه تم إسقاط جميع صواريخ كروز التي أُطلقت على العاصمة كييف، مشيرة إلى أن التهديد لا يزال قائما. وقالت شركة الكهرباء إنها تنفذ قطعا طارئا للطاقة الكهربائية في العاصمة كييف وبقية منطقة كييف، وكذلك منطقتي أوديسا ودنيبروبتروفسك بسبب خطر الهجوم صاروخي.
وقال الجيش الأوكراني ليلة الاربعاء، إن دفاعاته المضادة للطائرات أسقطت جميع الطائرات الروسية المسيرة البالغ عددها 24 التي أُطلقت في هجوم، وتم إسقاط 15 من هذه الطائرات المسيرة حول العاصمة كييف حيث لم ترد تقارير عن وقوع أي أضرار. وفي منطقة أوديسا، أعلن عن تضرّر منشأتين للطاقة، في سلسلة جديدة من الضربات الروسية على البلد صباح الخميس، على ما أعلنت السلطات المحلية.
أقر وزراء الخارجية بدول الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والتي حدثت في إطار القمع العنيف للمظاهرات، تشمل العديد من الأشخاص والكيانات المرتبطة بالحرس الثوري. وتم استهداف عباس نيلفروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، وقائد وحدة مكلفة بقمع المظاهرات، في الإجراءات العقابية التي دخلت حيز التنفيذ اليوم الاثنين. وشملت العقوبات أكاديمية رافين، وهي شركة للأمن السيبراني مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات الإيرانية، لدورها في تجنيد قراصنة على شبكة الانترنت لتعطيل اتصالات المتظاهرين. وطالت العقوبات كذلك وزير الرياضة والشباب الإيراني، حميد سجادي، لدوره في معاقبة الرياضيين الإيرانيين الذين جاهروا برفضهم للقمع في إيران. وتعرض ما إجماليه 37 هدفا - 18 فردا و19 كيانا - لتجميد أصولهم لدى الاتحاد الأوروبي وحظر السفر. يشار إلى أن هذه هي الحزمة الرابعة من عقوبات الاتحاد الأوروبي منذ بدء المظاهرات في أيلول/ سبتمبر الماضي. وبشكل مجمل، تم حتى الآن استهداف 164 فردا و31 كيانا مرتبطين بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
من جهتها، فرضت الولايات المتحدة أيضا عقوبات على المؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإسلامي الإيراني ومسؤولين كبار في إيران. وجاءت هذه الخطوة بالتنسيق مع بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن خطوة اليوم تستهدف ركيزة اقتصادية رئيسية للحرس الثوري الإيراني، والتي تمول الكثير من القمع الوحشي للنظام، وكذلك مسؤولين أمنيين كبار ينسقون حملة القمع التي تنفذها طهران على المستويين الوطني والإقليمي. ووصفت وزارة الخزانة المؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني بأنها تكتل اقتصادي أنشأه كبار المسؤولين في الحرس الثوري لإدارة استثماراته والتواجد في قطاعات الاقتصاد الإيراني، واتهمت المؤسسة بأنها صارت منبعا للفساد والكسب غير المشروع، وقالت إن الأموال التي تقدمها دعمت المغامرات العسكرية للحرس الثوري الإيراني في الخارج. واستهدفت العقوبات أيضا خمسة من أعضاء مجلس إدارة المؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني، ونائب وزير المخابرات والأمن، وأربعة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في إيران.
كذلك فرضت بريطانيا عقوبات على المزيد من الأفراد والكيانات الإيرانية بسبب القمع الوحشي للشعب. وأعلنت لندن فرض عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين بينهم نائب المدّعي العام، وذلك ردّاً على إعدام الإيراني-البريطاني علي رضا أكبري لغايات سياسية. واستهدفت هذه العقوبات خمسة أشخاص وكيانين، رفعت إلى 50 العقوبات المفروضة ردّاً على انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها طهران منذ وفاة الشابة مهسا أميني، بحسب بيان الخارجية البريطانية. واستهدفت العقوبات البريطانية بشكل خاص مسؤولين في الأجهزة الأمنية ونائب المدّعي العام أحمد فاضليان، إلى جانب المدّعي العام محمد جعفر منتظري الذي فرضت عليه لندن عقوبات منذ أسبوع تأكيداً على اشمئزازها بعد إعدام علي رضا أكبري، تحمّل لندن أحمد فاضليان مسؤولية نظام قضائي يقوم بمحاكمات جائرة ويستخدم عقوبة الإعدام لأغراض سياسية.
في المقابل، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الدول الأوروبية كافة للابتعاد عما وصفها بمواقف غير بناءة وغير منطقية، وألا تتخذ خطوات يمكن أن تكون لها تداعيات جسيمة، وأضاف أنه في حال اتخاذ الدول الأوروبية قرارا ضد مؤسسة سيادية مثل الحرس الثوري، فستشهد ردا قويا ومؤثرا من جانب طهران، وفق تعبيره.
على صعيد منفصل، وصف الرئيس إلهام علييف، الهجوم على سفارة بلاده في طهران بالعمل الإرهابي، وطالب بالتحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين، قالت وزارة الخارجية الأذربيجانية، إنها ستُجلي موظفيها في السفارة في طهران بسرعة، واتهمت إيران بتجاهل دعواتها لتعزيز الأمن في سفارتها هناك، واعتبرت أن الحملة المناهضة لباكو في إيران، ساهمت في الهجوم على السفارة. كما أدانت الأمينة العامة لمجلس أوروبا بشدة، الهجوم على سفارة أذربيجان في إيران. وقالت في تغريدة على تويتر، إن الهجوم على البعثات الدبلوماسية غير مقبول، معبرة عن تضامنها مع أذربيجان وتعازيها للضحايا.
وارتفعت حدة التوتر بين إيران وأذربيجان على خلفية الهجوم على سفارة باكو في طهران، والذي أودى بحياة رئيس جهاز الأمن وجرح حارسين، وفيما ذكرت وكالة "إيران ديلي" أن قائد الشرطة في إيران أعفى رئيس شرطة طهران من مهامه بعد الهجوم على سفارة أذربيجان، أصدرت وزارة الخارجية في أذربيجان بيانا شديد اللهجة، اتهمت فيه إيران بتجاهل استمر طويلا لدعوات باكو من أجل تعزيز الأمن عند سفارتها في طهران.
في ملف التظاهرات، أظهرت مقاطع فيديو هتافات ليلية في حي "طهران بارس" في العاصمة الإيرانية طهران يرددها متظاهرون غاضبون ضد النظام الإيراني والمرشد خامنئي بسبب أعمال العنف والاعتقالات العشوائية للمتظاهرين لفض الاحتجاجات بالقوة. وفي مدينة سقز بمحافظة كردستان الإيرانية أظهرت مقاطع فيديو، إضرام النار في منزل أحد المخبرين الذين يعملون لصالح الأمن الإيراني وتسبب في اعتقال عدد كبير من المتظاهرين. وكشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية عن وصول عدد المحتجين الذين يواجهون خطر الإعدام إلى أكثر من 100 متظاهر. المنظمة التي تتخذ من أوسلو مقرا لها، كشفت أن إيران أعدمت ما لا يقل عن 55 شخصا في يناير الجاري وحده، موضحة أن 37 محتجا أعدموا بتهم تتعلق بالمخدرات في محاكمات تفتقر للقواعد العادلة بحسب وصفها، كما كشفت أيضا عن مقتل نحو 527 شخص من المحتجين واعتقل أكثر من 19500.
من جانبها، طالبت منظمة العفو الدولية إيران بإلغاء أحكام الإعدام الصادرة ضد ثلاثة محتجين قالت إنهم تعرضوا لتعذيب وحشي، وأضافت في بيان أنه على السلطات الإيرانية إلغاء أحكام الإدانة وأحكام الإعدام الصادرة بحق الشبان وإسقاط جميع التهم المتعلقة بمشاركتهم السلمية في الاحتجاجات، داعية إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف ونزيه لتقديم المشتبه بتورطهم في تعذيب الشبان الثلاثة إلى العدالة.
في الملف النووي، حذر أكبر مسؤول نووي في الأمم المتحدة من قدرة ايران على صنع أسلحة نووية وقال إن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة أسلحة نووية، ويبدو أن الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى الحد من برنامجها النووي مرة أخرى غير مرجحة حيث تسلح طهران روسيا في حربها على أوكرانيا بينما تهزها الاضطرابات المستمرة منذ أشهر. وبعد تقديمه تحذيرًا يوم الثلاثاء، مفاده أنه يجب توخي الحذر الشديد. وفي وصف البرنامج الإيراني، أقر رافائيل غروسي بصراحة بمدى نمو مخزون طهران من اليورانيوم عالي التخصيب. وأكد جروسي أمام لجنة فرعية بالبرلمان الأوروبي في بروكسل يوم الأربعاء أن إيران لم تصنع سلاحًا نوويًا بعد، وأنه يتعين على الغرب مضاعفة الجهود لمنعها من القيام بذلك. وانه حتى في ذروة التوترات السابقة بين الغرب وإيران، قبل الاتفاق النووي لعام 2015 ، لم تقم إيران أبدًا بتخصيب اليورانيوم بمستوى عالٍ كما هو الحال الآن.
ومع انخفاض الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته التاريخية مقابل الدولار قدم مسؤولون إيرانيون، بمن فيهم وزير الخارجية حسين أميرعبد اللهيان ، ادعاءات غير مدعومة بشأن موافقة المسؤولين الأمريكيين على مطالبهم أو الإفراج عن الأموال المجمدة في الخارج. ويقول النقاد إن تصريحات إدارة بايدن خلال هذا الشهر تُظهر ولاءها الثابت لخطة العمل الشاملة المشتركة التي وفقًا لدراسة إحدى المؤسسات البحثية الأمريكية ، ستحول 275 مليار دولار من الفوائد إلى طهران في عامها الأول و 1 تريليون دولار بحلول عام 2030.
وقال متحدث باسم السناتور كروز ، إن السناتور يعتقد أن إدارة بايدن مهووسة أيديولوجيًا بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم للإبقاء على هذا الاحتمال مفتوحًا. وهم يعطون الأولوية للصفقة على المصالح الحيوية الأخرى، بما في ذلك دعم الاحتجاجات التي تقودها النساء ضد النظام الإيراني ومساعدة حلفاء واشنطن الأوكرانيين في إخراج القوات الروسية والإيرانية التي تستخدم طائرات بدون طيار لتدمير أهداف عسكرية ومدنية أوكرانية .
في الملف الأمني، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية، الأحد، تفاصيل هجوم بطائرات مسيرة صغيرة، استهدف أحد مراكز وزارة الدفاع في محافظة أصفهان وسط إيران، فيما تحدثت الصحافة العبرية عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية نوعية في العمق الإيراني. وقالت وزارة الدفاع، في بيان إنه مساء يوم السبت، تم تنفيذ هجوم باستخدام طائرات مسيرة صغيرة على أحد المجمعات التابعة لوزارة الدفاع، واصفة إياه بـالفاشل، وأضافت أنه لم يتسبب في خسائر في الأرواح، مشيرة إلى أنه ألحق أضرارًا طفيفة بسقف المجمع التابع للوزارة، من دون أن يتسبب في تعطيل معدات ومهام المجمع. من جهتها، قالت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، إن ثلاثة انفجارات سمعت بمدينة أصفهان أحدهما في مركز لتصنيع الذخيرة التابعة لوزارة الدفاع، ونقلت عن مصدر أمني قوله إن شخصين على الأقل قتلا جراء الانفجار في مصنع للذخيرة، من دون تقديم المزيد من التوضيحات. هذا فيما أكدت مصادر أميركية بأن سلاحي جو شاركا في العملية ولم تذكر المصادر من هو الطرف الآخر لكنها أكدت أنها ليست اسرائيل وتؤكد أن الضربة استهدفت مخزون الصواريخ الباليستية الايراني، مشيرة إلى أن العملية وجهت رسالة لإيران وروسيا بأنه لن يسمح بأنشاء مصانع لتصدير الصواريخ البالستية.
استقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، يوم الخميس، رئيس وزراء إثيوبيا، خلال زيارة رسمية للسودان، حيث أعلن البرهان أن البلدين متفقان على كافة القضايا المتعلقة بسد النهضة، وأضاف أن الوثائق والآليات الفنية تمثل المرجعية الأساسية لقضية الحدود، وتجربة السلام في تيغراي تعتبر مشرفة وتدعم الاستقرار في إثيوبيا. من جهته، قال أبي أحمد خلال اللقاء، إن الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه، وإن سد النهضة لن يسبب ضرراً للسودان بل سيعود عليه بالنفع. كما شدد على أنه لن يقدم مقترحات جديدة ويثق في قدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم.
وقالت وكالة السودان للأنباء إن رئيس وزراء إثيوبيا، الذي يرافقه عدد من كبار المسؤولين، تأتي في إطار تعزيز التعاون والمصالح المشتركة بين البلدين، ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن الزيارة، غير أن مصادر أشارت إلى أن أبي أحمد سيجري لقاءات منفصلة مع بعض القوى السياسية، من بينها قوى الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية إلى جانب الآلية الثلاثية.
يشار أنه في منتصف أكتوبر من العام الماضي، وبعد جلسة مباحثات مشتركة حول العلاقات الثنائية بين السودان وإثيوبيا، أعلن البرهان عزم الجانبين حل كل الأمور العالقة بينهما بالحوار والطرق السلمية، بما فيها الحدود وملف سد النهضة.
تشهد الصين جيلا جديدا من المعارضة يهدد قبضة الرئيس شي، فمنذ بداية جائحة كورونا وتفاقم سياسات القمع، ألقت السلطات الصينية القبض على عدد من الناشطين والذين أصبحوا يشكلونجيلا جديدا من المعارضين الجدد.
وتأتي قصة المحررة كاو تشيكسين (26 عاما) في أواخر نوفمبر الماضي التي انضمت إلى احتجاج قرب حي السفارات في بكين وصديقاتها، حيث أثار رد فعل الدولة تجاههم إلى جعلهم رموزا بتحديهم العلني للسلطات. وكانت الوقفة حينها احتجاجا على تعرض سكان مبنى للموت بسبب حريق، ولم تستطع فرق الإنقاذ الوصول لهم حينها بسبب إغلاقات كورونا في مدينة أورومتشي بمنطقة شينجيانغ. وخلال تلك الفترة ظهرت عدة احتجاجات في المدن الصينية، والتي حملت فيها شعارات دعوة الزعيم الصيني، شي جين بينغ إلى التنحي، في اول انتقاد علني غير عادي.
بعد انتهاء الاحتجاجات غادرت تشيكسن وصديقاتها، وبعد يوم بدأت الشرطة تلاحقهم وتحتجزهم وصادرت أجهزتهم الرقمية، وتم استجوابهم، واطلق سراحهم بعد ذلك، ولكن أجهزة الأمن عادت لتعتقل 8 نساء وأفرج عن ثلاث منهم بكفالة، والبقية في السجن، ما عدى واحدة منهن لا يعرف مصيرها. هؤلاء النساء معظمهن في منتصف العشرينيات من العمر، وهن من الطبقة الوسطى، وتعلمن في الجامعات، وأصبحن جزء من المنشقين الصينيين، ليعبرن صراحة عن رفضهن للضوابط الاستبدادية في الصين. ورغم حداثة الاحتجاجات التي شاركن بها، إلا أنهن استطعن ملء فراغ المنظمات غير الحكومية التي تم حلها في عهد الرئيس الصيني الحالي، شي جين بينغ، ويصبحن وكلاء لتيار خفي من المعارضة التي تقلق بكين.
وقد أشارت منظمة "لو بين" الصينية النسوية ومقرها الولايات المتحدة إلى أنه تم حل مجموعات النشطاء المتمرسين، وبعد ذلك كل ما تبقى هو مجموعة من الشباب المثاليين والمثقفين الذين ليس لديهم خبرة سياسية كبيرة.. الآن حتى هؤلاء تم اعتقالهم.
وخلال ديسمبر الماضي، هزت الصين احتجاجات على نطاق غير مسبوق في البلاد منذ عقود، للمطالبة بوضع حد لقيود كوفيد-19 وبمزيد من الحريات، إلى جانب بعض الدعوات لإنهاء الرقابة، وخففت الصين قيودها الصارمة المرتبطة باحتواء كوفيد في السابع من ديسمبر بعد أن أشعلت تلك الإجراءات تظاهرات شعبية وألحقت الضرر بثاني أكبر اقتصاد في العالم. واليوم، يمكن للمصابين بكوفيد ممن تظهر عليهم أعراض طفيفة أو بدون أعراض، أن يحجروا أنفسهم في منازلهم بدلا من منشآت تديرها الحكومة، ووفقا للقواعد السابقة كان يتم إرسال جميع المرضى وأقرب المخالطين لهم إلى مستشفيات أو مراكز عزل أقيمت على عجل. كما طبقت إجراءات إغلاق خاطفة في مناطق محددة بشكل أكبر، تشمل مباني معينة وأقساما وطوابق، بدلا من إغلاق أحياء بأسرها أو إغلاق مدن. ووفق القواعد الجديدة، يجب ألا تحول القيود دون وصول الناس إلى علاج طبي طارئ، بعد عدد من الوفيات التي نُسبت إلى رفض استقبال المرضى من دون فحوص سلبية لكوفيد.
دعا أمين عام الاتحاد التونسي للشغل، الجمعة، إلى التوجه نحو خيارات وطنية لمواجهة ما تعيشه البلاد من انهيار في عدة قطاعات وذلك في اجتماعه بمنظمات تونسية أخرى لمناقشة حلول تساعد في حل تأزم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد. الاجتماع التنسيقي الذي جاءت على هامشه تصريحات نور الدين الطبوبي، عقده الاتحاد العام للشغل مع شركائه في "مبادرة الإنقاذ في تونس" التي قدمها نهاية عام 2022، وهم: الهيئة الوطنية للمحامين، ومنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان (مستقلة).
كان الاتحاد العام للشغل في تونس قد أطلق "مبادرة الإنقاذ" بهدف بلورة خارطة طريق لإنقاذ البلاد من الانهيار بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني بعيداً عن التجاذبات السياسية. وقال الطبوبي إن يجب التوجه نحو خيارات وطنية أمام ما تعيشه البلاد من انهيار لعدة قطاعات كالصحة والتعليم وان السيادة الوطنية ليست مجرد شعارات، دون مزيد من التفاصيل حول هذه الخيارات. وأضاف ان تونس تمر بمنعرجات خطيرة منذ 12 عاماً، ومن الضروري الالتقاء على طاولة الحوار لإيجاد حلول لها، مشيرا الى أن مبادرة الإنقاذ جاءت بعد التشاور لصياغة برنامج متكامل بهدف النظر في كيفية إنقاذ تونس من الوضع الصعب الذي تمر به على مختلف الأصعدة.
من جانبه، قال حاتم المزيو، رئيس الهيئة الوطنية للمحامين، إن هذه المبادرة الوطنية جاءت بعد أن وصل الأمر إلى مرحلة الخطر أمام انعدام أي رؤية سياسية أو اقتصادية واجتماعية لإنقاذ البلاد وإيجاد حلول للأزمة. أما بسام الطريفي، رئيس رابطة حقوق الإنسان فقال أنهم ليسوا دعاة حكم، وهذه المبادرة تأتي في إطار إيجاد حلول جدية للخروج بتونس من الأزمة، وشدد على ضرورة أن تكون المبادرة ممنهجة ومرتبطة بسقف زمني.
في خارطة الطريق الرئاسية، فتحت مراكز الاقتراع في تونس صباح الأحد أبوابها لاستقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء مجلس نواب الشعب. وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كشف أن إعلان النتائج الأولية للجولة الثانية سيكون في أول فبراير/شباط المقبل على أقصى تقدير، بينما ستصدر النتائج النهائية بعد استكمال كافة الطعون والبت فيها في الرابع من مارس آذار القادم.
ومن المنتظر أن يشارك نحو سبعة ملايين و853 ألف و447 ناخباً في الجولة الثانية من انتخابات أول مجلس نواب الشعب بعد التغييرات السياسية التي أجراها الرئيس قيس سعيد، الذي أوضح في تصريحات سابقة أن عدد المقترعين تراجع وعدد الدوائر تقلص، وستتاح للناخب فرصة أفضل للاختيار بين شخصين فقط.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سبدة الجبل
23 كانون الثاني 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، سناء الجاك، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنير، ماجد كرم، مأمون ملك، منى فيّاض، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :
يؤيّد لقاء سيدة الجبل اعتصام النوّاب في المجلس النيابي حتّى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فهذا الإعتصام المفتوح هو فعل اعتراض على الخرق المتمادي للمادة 74 من الدستور والتي تنصّ على أنّه "إذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو سبب آخر فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون".
كذلك فإنّ هذا الإعتصام يلفت إنتباه النوّاب واللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي إلى أنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو أولى الأولويات في لبنان وفقاً للدستور، خصوصاً أنّ انعكاسات الفراغ الرئاسي لم تعد مقتصرة على الوضع الإقتصادي والإجتماعي الذي يزداد تدهوراً بل بدأت تخلق احتقانات طائفية تعبّر عن نفسها عبر التشكيك بالنظام السياسي والعيش المشترك.
لذلك فإنّ النوّاب المعارضين مدعوون للإنضمام إلى هذا الإعتصام بوصفه حركة الاعتراض العملية الوحيدة الآن على تعطيل جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية من قبل رئيس مجلس النواب، وإلّا فهم متواطئون مع سياسة التعطيل الممنهجة التي يمارسها حزب الله وحلفاؤه من أجل تنفيذ مصالح فوق لبنانية.
وندعو النواب المعتصمين إلى الحوار مع كلّ النواب المعارضين من أجل تفعيل خطوتهم.
يبقى أن لقاء سيدة الجبل يعتبر أن لبنان تحت الإحتلال الإيراني وأن لا حلّ لأزماته السياسية والإقتصادية والإجتماعية إلا برفع هذا الإحتلال.
2*) أمل
23 كانون الثاني 2023
عقد المكتب السياسي لحركة أمل اجتماعه الدوري برئاسة الحاج جميل حايك وحضور الاعضاء، وناقش المجتمعون الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبعد الاجتماع صدر بيان، أكدت فيه أن "العمل الاستفزازي والمُستنكر الذي حصل في السويد بحرق نسخة من القرآن الكريم هو خطوة تحاكي ما سبق من اعمال استفزازية تستهدف المقدسات والقيم الدينية للمسلمين، من أجل تأجيج مشاعر الكراهية والحروب الدينية، بنية العودة إلى منطق الجاهلية والحروب القبلية".
ودعت الحركة الى "موقف اسلامي ومسيحي وإنساني عام ضد كل محاولات تأجيج الصراعات الدينية، وتدعو الحكومة السويدية ووسائل الإعلام الدولية وكذلك اللبنانيه إلى عدم إستغلال مساحات الحرية، التي يجب أن تكون مسؤولة وملتزمة، في إذكاء نيران الفتن في وقت يحتاج فيه لبنان والعالم إلى نداءات الانبياء والسائرين على نهجهم بالتلاقي والحوار والعيش المشترك".
ودعا المكتب السياسي لحركة أمل أمام إنسداد الأفق في موضوع إنتخاب رئيس للجمهورية، إلى "كسر الحلقة الجهنمية المفرغة التي يتمترس فيها عدد من القوى الفاعلة والمؤثرة في عملية الانتخاب هذه مراهنين على تطورات في الوقائع السياسية في لبنان والاقليم وعلى المستوى الدولي، تمكّنهم من فرض خيارهم، وهو رهان على وهم وسراب".
وأكدت "الحركة على وجوب الترفّع في مقاربة ملف الرئاسة عن الحسابات الفئوية الضيقة، والارتفاع بسمو إلى آفاق المصلحة الوطنية المهددة اليوم في مختلف تفاصيلها، وليس أقله الانهيارات الشاملة في مؤسسات الدولة والشغور المتناسل في الادارات، والازمة الاجتماعية القاتلة والتي يُعتبر الانفلات الجنوني لسعر الدولار واحداً من عناوينها في ظل الفشل الواضح في الاجراءات المتخذة على الصعيد النقدي، والتغاضي عن جرائم عصابات المضاربة على الليرة اللبنانية الذين يسرحون ويمرحون تحت انظار الأجهزة الامنية والرقابية المالية".
ورأت الحركة أن "شرط الخروج من آتون الواقع الذي نحن به هو انتخاب رئيس للجمهورية يقود السفينة ويلم الشمل ويرعى قيامة المؤسسات، ويبعث برسالة أمل إلى اللبنانيين".
وأشار الى أن "القيام بعملية الانتخاب هذه يجب أن يتم تحت عنوان الحوار والتفاهم وليس بالاستعراض الذي يستهدف شعبويةً لم تعد تُجدي أمام حجم الكارثة الوطنية".
ونبّهت الحركة "من مسلسل التفلت الأمني في أكثر من منطقة وتحت اكثر من عنوان"، داعية إلى "تأمين مستلزمات عمل الاجهزة الأمنية على الصعد المادية والمعنوية كافة".
ورأت أن "شدة الانهيارات في مختلف القطاعات يجب أن لا تجعل المعنيين يغفلون عن المخاطر المحدقة بقطاع التربية التعليم خاصة في الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي بمختلف مراحله، عبر خطة نهوض بالقطاع وعليه، إن ضياع العام الدراسي الحالي معطوفاً على معاناة التعليم خلال أزمة كورونا، يرتب مخاطر كبيرة على الجيل اللبناني الذي هو رأس مال لبنان.
وقرأت الحركة "بحذر وترى بعين الريبة محاولات العدو الصهيوني الاعتداء على حدودنا عبر تجاوز الحدود والقيام بالاعمال الاستفزازية منذ حوالي الاسبوع ربطاً بما يجري في الضفة الغربية المحتلة والتأزيم السياسي الداخلي الذي يواجهه رئيس العصابة الحاكمة داخل الكيان الصهيوني، والذي يشي بنية التصعيد على كل الجبهات هروباً من ما تواجهه حكومة نتنياهو في الداخل، وتدعو الحركة إلى التيقظ لما يحاك على حدودنا الجنوبية، وتنوه بصمود عناصر الجيش في مواجهة ارهاب وصلف جنود العدو الصهيوني".
ولفتت الى أنه "في تصعيد متوقع تقوم اليوم قطعان المستوطنين بإستباحة المسجد الأقصى، كما تعمل جرافات العدو على هدم البيوت في اكثر من بلدة فلسطينية وآخرها خان الاحمر في الضفة الغربية مع تصعيد سياسي جلي وواضح من قبل حكومة العدو يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، مما يُنذر بنية العدو بالاقدام على تصعيد يستهدف حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه ومقدساته ومستقبله".
3*) الكتائب
24 كانون الثاني 2023
رحب المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، بـ"كل خطوة باتجاه إنهاء زمن الإفلات من العقاب واستعادة العدالة مسارها الصحيح والقضاء دوره في ترسيخ مبدأ الثواب والعقاب".
وحيا "القضاة الشجعان المتمسّكين بالعدالة والذين يسعون إلى إحقاق الحق وكشف ملابسات أكبر جريمة تعرّض لها اللبنانيون إنصافاً لدماء الضحايا". وشدد على "ضرورة أن يستعيد القضاء استقلاليته التامة بعيداً من أي تدخلات أو ترهيب وأن يبقى القانون وإحقاق الحق المعيارين لعمل القضاء". وثمن "اعتصام النواب داخل المجلس"، ورأى أنه "تعبير ديمقراطي يهدف الى هز الضمائر والإفراج عن قرار مجلس النواب والتزام الدستور في ما يتعلق بعملية انتخاب رئيس للجمهورية".
وأكد المكتب السياسي أنه "مع ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إنتاج السلطة التنفيذية لوقف الشلل القاتل في المؤسسات والانهيار غير المسبوق الذي وقعت فيه البلاد"، مشددا على أن "اختيار الرئيس القادر على إنقاذ لبنان يبقى مفتاح الخلاص وإلا ستدخل البلاد في آتون جديد يستمر لست سنوات مقبلة ستكون كفيلة بالقضاء على ما تبقى من بلد وترهنه كلياً لإرادة حزب الله والمحور الإيراني".
وكرر تضامنه مع "المؤسسة اللبنانية للإرسال وكل وسائل الإعلام اللبنانية في مواجهة محاولات الترهيب لإسكات تعدد الآراء وإسكات الصوت الآخر وقد تمددت مؤخراً لتنال من البرامج الانتقادية والساخرة".
وأكد أن "لبنان هو وطن الفكر والإبداع، هكذا كان وسيبقى، وهو موئل الحريات على مر الزمن ولن يتغير وأي محاولة لتغيير هذا الواقع ستسقط حكماً".
4*) سيدة الجبل - المجلس الوطني
24 كانون الثاني 2023
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال ماربشاره بطرس الراعي وفدا من لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة.
وتحدث النائب السابق مصطفى علوش باسم المجلس الوطني وقال:"جئناكم سيدنا بداية للمعايدة بهذه الأعياد الكريمة، ولنتمنى لكم دوام الصحة والقوة لمتابعة ما تقومون به، عسى أن تحمل هذه السنة الجديدة الخلاص لبلدنا لبنان مما أوصله إليه حكامه. نضع بين أيديكم بيانات وأعمال مجموعتينا، لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان، لفترة العام المنصرم، واللتين تعرفونهما جيدا وتعرفون التوجه الذي تسيران عليه من أجل معالجة الأزمة التي يعاني منها لبنان".
وتابع:" هذا الصرح معروف للقريب وللبعيد منذ تأسيسه، أنه حامي هذا الكيان وعيشه المشترك، وحامل لهموم مواطنيه إلى أية طائفة انتموا، وليس فقط للمسيحيين الموارنة. ولذلك، أتينا اليوم لنؤكد الثوابت التي نعتبرها خارطة طريق يمكن للبنانيين اتباعها للخروج من هذا النفق المظلم وبرعايتكم".
اضاف:"ثوابتنا ،غبطة أبينا ، تتوافق مع ما تنادون به، وهي:
- وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في مدينة الطائف ، وتلازما دستورنا المعدل وفقها في العام 1989.
- قرارات الشرعية العربية، وأهمها قرارات قمة بيروت 2002 وبالتحديد قرار الأرض مقابل السلام.
- قرارات الشرعية الدولية، وتحديدا الـ1559، 1680، 1701 و2650".
وقال:" نعتبر ان لبنان قادر على استعادة دوره التاريخي، والذي على أساسه طالبت الكنيسة في العام 1920 بتأسيسه، ألا وهو وطن يقوم على مبدأ الانتماء الوطني وليس الانتماء الديني، وطن الحرية والعدالة وليس وطن مأوى لأقليات خائفة، وطن الرسالة لمحيطه والعالم وليس وطن يخرب ويعادي محيطه والعالم".
وتابع:"نحن نعتبر أن طرحنا هذا لا يتعارض مع ما يطرحه هذا الصرح، لا بل نحن واثقون أن لهذا الصرح اليوم أن يستعيد دوره الجامع ويدعو اللبنانيين إلى الإلتفاف حول هذه الثوابت والتأكيد على تطبيقها، لأن بذلك يمكن تأسيس مقاومة للمشروع الذي يلغي لبنان.
إنه الدور الذي لطالما هذا الصرح لعبه عبر التاريخ، وبما أنكم تطالبون اليوم بعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على تخطي صعابه، فإن هذه الثوابت يمكن أن تكون، بتقديرنا، ورقة عمل للمؤتمرين لمناقشة تطبيقها من أجل استعادة القرار الوطني من مغتصبيه وحماية سيادة وحرية لبنان".
وختم:"شكرا لاستقبالنا، ميلاد مجيد وكل عام وأنتم ولبنان بخير".
ثم تحدث النائب السابق فارس سعيد باسم سيدة الجبل الذي قال:"سيدنا الراعي الصالح، المؤتمن على رعيته وعلى هذا الوطن بجميع أبنائه ومكوناته، سلام الرب عليكم".
وتابع:"لا نأتي إليكم اليوم لنذكركم، وإنما لنذكر أنفسنا وإخوتنا بأن هذا الصرح كان وسيبقى ملاذنا عند المحن، وخيمتنا الجامعة عند الإفتراق. كذلك جئنا إليكم لنُذكّر أنفسنا والجميع بأن سلسلة بطاركتنا العظام، وأنتم حلقة في هذه السلسلة التي لا تنقطع بإذن الله ومشيئته، قد علمونا أربعة:
- ان لبنان هذا الذي اخترناه إنما هو وطن العيش المشترك، على اساس الوطنية السياسية لا الدينية، كما جاء على لسان البطريرك المؤسس الياس الحويك المثلث الرحمات.
- ان الشهادة لإيماننا المسيحي تكون أحسن ما تكون في بيئة العيش المشترك، لا في بيئة صافية، فلا فضل أو امتياز لشهادة المسيحي في روما، ولا فضل أو امتياز لشهادة المسلم في مكة، كما جاء في ادبيات وتوصيات المجمع البطريركي الماروني عام 2006، وكنتم من أركانه.
- ان كل الطوائف والجماعات اللبنانية هي للبنان هذا، وليس لبنان لواحدة منها، كما سمعنا منكم ومن سلفكم الكبير مار نصرالله بطرس صفير.
- لبنان يكون بجميع طوائفه او لا يكون، ولجميع طوائفه أو لا يكون".
واضاف:"إلى ذلك، علمتنا التجربة اللبنانية، لا سيما في العقود الثلاثة الأخيرة، إثنتين:
- إننا، عند الأزمات العصيّات، ننهض معا وجميعا، أو نسقط فرادى متفرقين.
- أنه لا حل طائفيا لأزمة طائفية، وإنما هناك حلّ وطني للجميع".
وقال:"هذه المبادئ والتعاليم التي استقيناها منكم ومن أسلافكم ومن التجربة اللبنانية، هي التي جمعتنا في لقاء سيدة الجبل منذ أكثر من عشرين عاما، بوصفه لقاء وطنيا ومسيحيا في آن معا : ونحن على قناعة بأن هذا الوطن جسم واحد، إذا تداعى عضو فيه تداعت له سائر الأعضاء. سيدنا، نعيش في منطقة تنام على شيء وتصحو على شيء آخر، هذا فيما السياسيون على وجه الإجمال عاجزون عن الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية، وذلك لسببٍ شديد الوضوح، هو أن كل واحد من أقطاب السياسة ومرجعياتها مشغول بحساباته الخاصة، الأمر الذي يلهيه عن الاهتمام بالشأن العام والمصير المشترك".
وتابع:"نحن، نرى معكم أن للبنان حقا على أصدقائه في المجتمعين العربي والدولي بان يتحركوا لإنقاذه، نظرا لما أغدقوا عليه سابقا من قرارات دولية وعربية خاصة بسيادته واستقلاله، ومن مساعدات مالية لإنعاش اقتصاده، فضلا عن عنايتهم بصيغته الفريدة، ولكن بين المبادرة الدولية والواقع اللبناني الراهن حلقة مفقودة هي مبادرتنا الداخلية (ساعدوا أنفسكم لنساعدكم). وأمام إنسداد الأفق السياسي العام في لبنان والذي يتعقد يوما بعد يوم، نرى أن هذه المبادرة المطلوبة من شأنها أن تأتي من مستوى المرجعيات السامية. بمعنى آخر، نتمنى عليكم أن تحملوا قضية لبنان إلى دوائر القرار العربية والدولية وتطالبون دعم الأصدقاء في كل أنحاء العالم من أجل مساعدتنا لتنفيذ الدستور والطائف وقرارات الشرعية العربية والدولية لاسيما 1559-1680-1701-2650. خارج ذلك ليس أمامنا سوى الجلوس على مقاعد الانتظار، فيما الوطن يهرب من بين الأصابع، والدولة تلفظُ آخرَ أنفاسها".
وقال:"لا ننسى، ربطا بما تقدم، أنّ لبناننا، من بين دول عربية كثيرة، أُصيبت بزلازل ما بعد العام 2010 (سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، السودان، تونس...) هو الوحيد الذي يمتلك مرجعية ميثاقية دستورية تحظى بأوسع إجماع داخلي وأوسع تأييد دولي".
وختم:" نقول أخيرا أنه ليست هناك أزمة مسيحية بذاتها ولا أزمة إسلامية بذاتها وأزمات القضاء والمصارف والمدارس والمستشفيات، وغيرها لأزمة وطنية كبرى متمثلة بالاحتلال الإيراني للبنان بواسطة سلاح حزب الله، ولا حل لهذه الأزمة الوطنية إلا برفع هذا الإحتلال عن لبنان ولا رفع لهذا الإحتلال إلا من خلال الوحدة الداخلية وأنتم في مقدمة من صانها ويصونها. رعاكم الله ودمتم للبنان".
5*) التيار العوني
27 كانون الثاني 2023
حذر "التيار الوطني الحر" في بيان، من "وجود مخطط لإجهاض التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وبالتالي استفزاز اللبنانيين وتحريك الشارع في مسعى لتعميم الفوضى". وحمل "المسؤولية عن وقف التحقيق لكل من يسهم بشكل او بآخر في عرقلة الإجراءات القضائية اللازمة لاستكماله".
وأكد أن "الأساس يكمن في استئناف التحقيق في الجريمة، وهذه مسؤولية يتحملها مجلس القضاء الأعلى"، معتبرا انه "إذا كان الإفراج عن الموقوفين قد رفع الظلم عنهم، فإن تحقيق العدالة يستوجب كشف المسؤولين عن إدخال مادة النيترات كما كشف طريقة انفجارها أو تفجيرها، انتهاء بمحاكمة المتورطين وانزال العقاب بهم ووضع حد لسياسة الإفلات من العدالة".
6*) كتلة الحزب الايراني
27 كانون الثاني 2023
أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرها المركزي، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد، الى أن "الأوضاع المتدهورة على شتى الصعد تلقي بثقلها على اللبنانيين حيث الانهيار المتسارع للعملة الوطنية وتفلت الاسعار والاهتراء في مؤسسات الدولة وغياب المعالجات الجادة والتنصل من المسؤوليات، وهو ما يتطلب تحركاً عاجلاً من قبل كل الغيارى على بلدهم لايجاد المخارج والسعي للحلول المنشودة بعيداً عن الحسابات الفئوية والشخصية وتغليباً لمصلحة البلد ووحدته وسلمه الأهلي بعيداً عن طروحات التقسيم والفدرلة".
ولفت البيان الى أنه "في مسار البحث عن مخرج لأزمة الاستحقاق الرئاسي، تتابع كتلة الوفاء للمقاومة الخطوات والجهود والاتصالات الهادفة، والتي تدفع باتجاه الاتفاق باعتباره أقصر الطرق وأسلمها لإنجاز الاستحقاق، كما تنظر بعين الريبة للإثارات المفتعلة التي تؤجج الخلافات حول السياسة النقديّة الجارية أو حول منهجيّة التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت أو حول ما يعتري الجسم القضائي أو حول معالجة مطالب المعلّمين أو تأمين التغذية الكهربائيّة أو صرف وتوزيع مستحقات البلديات من عائدات الصندوق الوطني المستقل، أو غيرها مما يصبّ في محاولات تعطيل الاتفاق حول الرئاسة نتيجة التشنج الذي تثير مناخه هذه القضايا التي شهدت البلاد جولات التراشق حولها مؤخرا".
وأكدت الكتلة أن "الانهيار المستمر للعملة الوطنية وما جرى في الايام القليلة الماضية من رفع متعمد لسعر الدولار وهو خارج أي سياق اقتصادي انما هو جزء من الضغوط السياسية التي تمارس على اللبنانيين لفرض خيارات عليهم لا تتلاءم مع مصالحهم، ان الجهات المعنية من حكومة ومصرف مركزي تتحمل المسؤولية في التصدي لهذا التلاعب الخطر بلقمة عيش اللبنانيين، وان الوزارات المختصة مدعوة لبذل كل جهد ممكن لوضع حد للتلاعب بالاسعار".
وشددت الكتلة أن "مظاهر الترهل في مختلف مؤسسات وهيكل الدولة باتت تنذر بالخطر الأكيد الذي يتهدّد البلاد دولةً وشعباً ومؤسسات، وإنّ ابتزاز اللبنانيين عبر الضغوط الخارجيّة التي تتعمد تصديع هيكل الدولة وبنيانها، هي ممارسة خبيثة ولئيمة إلا أنّها لن تلوي ذراع شعبنا المقاوم المصمّم على التحرّر والسيادة ورفض التبعيّة والإذعان".
وأبدت ارتياحها "للإتصالات واللقاءات التي عقدها وفد من قيادة حزب الله مع قيادة التيار الوطني الحر وقيادة الحزب التقدم الاشتراكي"، معتبرة أن "مواصلة التلاقي والحوار تضفي حيوية على الجهود التي تبذل لمعالجة أزمة البلاد ومشاكلها. كما تشكّل اللقاءات محطةً بين القوى السياسيّة للتشاور وتبادل وجهات النظر إزاء التطورات والاستحقاقات بهدف التوصّل إلى الهدف المطلوب الذي يحقّق المصلحة العامّة للبلاد".
وأشارت الكتلة الى "التعليم في لبنان بوصفه مرتكزاً من مرتكزات الوطن"، وإذ عبرت عن رؤيتها حول "المطالب المحقة للمعلمين وفي اطار سعيها لايجاد حل للازمة"، ثمنت "ما اعلنه دولة رئيس الحكومة ومعالي وزير التربية حول تحقيق بعض هذه المطالب وصرفها مضافاً اليها حافز بدل الانتاجية"، آملة ان "ينسحب ذلك على الجامعة الوطنية اللبنانية، وكذلك على الملفات الصحية المرتبطة بالأمن الصحي للمواطن اللبناني".
7*) الراعي
29 كانون الثاني 2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور وفد من مصلحة طلاب حزب الكتائب اللبنانية وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:"من تراه الوكيل الأمين الحكيم " (لو 12: 42)، جاء فيها: "تبدأ مع هذا الأحد أسابيع التذكارات الثلاثة: فنذكر تباعا الكهنة والأبرار والصديقين والموتى المؤمنين. تذكار الكهنة اليوم يشمل التأمل في سر الكهنوت وشخصية الكاهن ورسالته، والتماس الراحة الأبدية للكهنة المتوفين، والصلاة من أجل تقديس الكهنة الأحياء المنصرفين إلى خدمتهم، وثبات الدعوات الكهنوتية، والطلب إلى الله أن يرسل فعلة لحصاده الكثير(متى 9: 38). كلام الرب يسوع في إنجيل اليوم يطبق على كل مسؤول وصاحب سلطة في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة، لكون مسؤوليته توكيلا لخدمة الجماعة، وتوفير ما يلزمها لتعيش بكرامة وتحقق ذاتها. فالمطلوب من المسؤول-الوكيل "أن يكون أمينا وحكيما"(لو 12: 42). الكاهن موكل من المسيح الرب والكنيسة؛ الأزواج والوالدون موكلون بحكم الشرع الطبيعي والوضعي، المسؤولون المدنيون موكلون من الشعب. نذكرهم جميعا مع الاحبار والكهنة لكي يدركوا حجم مسؤوليتهم التي سيؤدون حسابا عنها ثوابا أم عقابا. ذلك أن الموكل الأول هو الله وهو يطالب كل مسؤول، كما يعلمنا إنجيل اليوم".
أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، ونرحب بالجميع، ولا سيما بالوفد من الطلاب الكتائبيين الذين أحييهم وأشجعهم على عيش ما تربوا عليه من محبة للبنان وإخلاص وتفان في سبيله، كما تعلموا من تاريخ حزب الكتائب اللبنانية. تعرفون أن لبنان تأسس على فكرة أساسية حددت هويته وهي "الإنتماء إلى دولة لبنان يكون بالمواطنة لا بالدين". ما يعني أن لبنان يفصل بين الدين والدولة، ولكن الدين يحترم الدولة، والدولة تحترم الدين. هذا هو منطوق المادة التاسعة من الدستور. ولكن بكل أسف ثمة من يعمل على إعطاء لبنان لونا دينيا وطائفيا ومذهبيا. فينبغي أن نكون يقظين وندافع عن هوية لبنان وفرادته في العالم العربي، وعن رسالته ونموذجيته التي تعطيه دورا رائدا في البيئة العربية. تقرأ الكنيسة إنجيل اليوم في تذكار الاحبار الكهنة. لا بد أولا من توضيح معنى سر الكهنوت المعروف بسر الدرجة المقدسة. وهو أحد الأسرار السبعة في الكنيسة، بالإضافة إلى المعمودية والتثبيت والإفخارستيا والتوبة ومسحة المرضى والزواج. الأسرار هي علامات تدل على النعمة الإلهية وتحققها في قابليها، وقد أسسها السيد المسيح وسلمها إلى الكنيسة لكي تمارسها باسمه. ولكل سر من الأسرار نعمته الخاصة يمنحنا إياها الروح القدس ليشفينا من خطيئتنا ويقدسنا، ويؤهلنا لنعاون في خلاص الآخرين، وفي نمو جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1131 و 2003). يشمل "سر الدرجة المقدسة" ثلاث درجات: الأسقفية، والكهنوت، والشماسية. الكاهن وكيل أقامه سيده، يسوع المسيح الكاهن الأزلي، ليعطي طعام الكلمة والنعمة والمحبة في حينه، بشكل دائم ودؤوب، إلى بني بيته أي جميع الناس الذين افتداهم واقتناهم بدمه، فأصبحوا خاصته. بالتوكيل يعطيه سلطانا ورسالة، توجيها وغاية، لكي يعمل بشخص المسيح الكاهن الوحيد، ووسيط الخلاص بين الله والناس. فمن خلال خدمة الكاهن، المسيح نفسه حاضر في الكنيسة، كرأس لجسده، وراع لقطيعه، وكاهن لذبيحة الفداء، ومعلم للحقيقة. وبالتوكيل، الذي يجري بالرسامة الكهنوتية، يصبح الكاهن بالنعمة الإلهية، في كيانه الداخلي، كاهنا على صورة المسيح ومثاله، وينال من الروح القدس السلطان ليعمل بشخص المسيح نفسه الذي يمثله وباسمه. يطلب من الكاهن-الوكيل أن يكون "أمينا وحكيما" (لو 12: 42). أمانته: للمسيح الذي وكله بواسطة الكنيسة، وللجماعة التي أوكل عليها، ولذاته الكهنوتية التي تقتضي منه أن يكون شبيها بالمسيح الكاهن الذي صوره على مثاله في كيانه الداخلي بفعل الروح القدس. وحكمته يستمدها من موهبة الروح القدس المعطاة له. فالحكمة هي أولى مواهب الروح السبع. وتقتضي منه أن يتصرف ويعمل ويتكلم من منظار الله. وبما أن "رأس الحكمة مخافة الله"، فالحكمة هي السعي إلى مرضاة الله في كل شيء، والخوف من إهانته وخيانته والإساءة إليه. نتعلم من سياق الإنجيل أن المسؤولية، كل مسؤولية، ليست ملكا خاصا للتصرف بها كما نشاء ويحلو، بل كما يريد الموكل المباشر، وكما يريد الموكل الأساسي الذي هو الله. ولهذا يتكلم الإنجيل عن الثواب بالخلاص الأبدي، وعن العقاب بالهلاك (راجع لو 12: 43-46). فالقاعدة الإلهية هي "أن من أعطي كثيرا يطلب منه الكثير" (لو 12، 48)".
أضاف: "تنص مقدمة الدستور اللبناني على أن الشعب هو مصدر السلطات، ويمارسها بواسطة المؤسسات (ي). بموجب هذا القول: كل أصحاب المسؤولية في المؤسسات الدستورية موكلون من الشعب. فنراهم على العكس وبكل أسف أعداء الشعب. لقد فقروه وجوعوه ومرضوه: حرموه من حاجاته وحقوقه الأساسية للعيش؛ منعوا عنه الخبز والغذاء؛ أماتوه بغلاء الدواء والطبابة. وفوق ذلك حرموه العدالة بتسييس القضاء؛ جعلوه كخراف لا راعي لها. كل ذلك بأحجامهم عن إنتخاب رئيس للجمهورية. وهذا هو باب الفلتان والفوضى في حكم المؤسسات. فأين مجلس النواب الذي أضحى هيئة ناخبة، ويحجم عن انتخاب رئيس للجمهورية، قاطعا من جسم الدولة رأسها؟ ألم يحن الوقت ليجتمع نواب الأمة في المجلس النيابي، ويختاروا الرئيس المناسب والأفضل بالنسبة إلى حاجات البلاد وشعبها؟ وإذ نشجع مبادرة النواب المجتمعين في قاعة المجلس للضغط من أجل انتخاب رئيس، نتمنى أن يكتمل العدد حتى النصاب وتتم العملية الانتخابية. والرئيس المناسب والأفضل هو الذي يعيد اللبنانيين إلى لبنان مع الاستقرار والازدهار. ولا يغيب عن بالنا أن تحديات إقليمية ودولية تحاصر لبنان برئيسه وحكومته، فالمنطقة على مفترق أحداث خطيرة للغاية ويصعب التنبؤ بنتائجها وانعكاساتها على لبنان".
وقال: "من جهتنا ككرسي بطريركي نواصل الاتصالات والمساعي للدفع نحو انتخاب رئيس جديد، بالتنسيق الوثيق مع سائر المرجعيات الروحية والسياسية آملين التوافق مع جميع شركائنا في الوطن. فرئيس الجمهورية وإن كان مارونيا ليس للموارنة والمسيحيين فقط، بل لكل اللبنانيين. ونود أن يكون اختياره ثمرة قرار وطني ديمقراطي. فالمرحلة المقبلة هي مرحلة انتشال لبنان من الانهيار وإعادته إلى ذاته وهويته في نطاق الكيان اللبناني. أين العدالة التي هي أساس الملك، والقضاة في حرب داخلية؟ قضاة ضد قضاة، وصلاحيات ضد صلاحيات، وأحقاد ضد أحقاد. لم يعرف لبنان في تاريخه حربا قضائية أذلت مكانة القضاء وسمعة لبنان وحولت المجموعات القضائية ألوية تتقاتل في ما بينها غير عابئة بحقوق المظلومين والشعب. حين يختلف القضاة على القانون من سيتفق عليه؟ وهل حقا كان الخلاف على المواد القانونية أم على المواد المتفجرة لتعطيل مسار التحقيق في جريمة تفجير المرفأ؟ وإذ يؤلمنا ذلك، نرجو أن يواصل المحقق العدلي القاضي طارق بيطار عمله لإجلاء الحقيقة وإصدار القرار الظني والاستعانة بأي مرجعية دولية يمكن أن تساعد على كشف الحقيقة وأمام ضمائرنا 245 ضحية وخراب بيوت نصف العاصمة ومؤسساتها. وما يؤسفنا أكثر أن نرى فقدان النصاب يطال اجتماعات الهيئات القضائية، فيقدم قضاة ومدعون عامون على تخطي مجلس القضاء الأعلى ورئيسه ويمتنعون عن حضور الاجتماعات. وهذا غير مقبول! فللقضاء آليته وتراتبيته".
وسأل الراعي: "ماذا يبقى من لؤلؤة القضاء، حين يتمرد قضاة على مرجعياتهم عوض أن يتمردوا على السياسيين، ويزايدون على بعضهم البعض، ويعطلون تحقيقات بعضهم البعض، ويطلقون متهمين بالجملة ويعتقلون أهالي ضحايا المرفأ؟ وحين يطيحون أصول الدهم والاستدعاء والجلب، وينقلبون على أحكامهم، ويخضعون لأصحاب النفوذ؟ وحين يخالفون القوانين السيادية وينتهكون سرية التحقيقات أمام دول أجنبية قبل أن يعرفوا أهدافها الحقيقية ومن يحركها؟ وحين يورطون ذواتهم في مخططات الأحقاد والانتقام؛ ويستقوون على الضعفاء ويضعفون أمام الأقوياء ويهربون المعتقلين الأجانب؟ لن نسمح، مهما طال الزمن وتغير الحكام من أن تمر جريمة تفجير المرفأ من دون عقاب. وبالمناسبة، ماذا تنتظر الدولة اللبنانية لإعادة إعمار مرفأ بيروت ليستعيد حركته الطبيعية، خصوصا أننا نسمع عن مشاريع لدى بعضهم لنقل مرفأ بيروت التاريخي إلى مكان آخر".
وختم: "نستطيع القول إن الدولة بمؤسساتها وأجهزتها، تبذل قصارى جهدها لتخسر ثقة المواطنين بها ولتدفعهم إلى الثورة المفتوحة. لمصلحة من هذا المخطط؟ والأخطر أننا نرى البلاد اليوم تسودها الأجهزة الأمنية والعسكرية في غياب أي سلطة سياسية ودستورية وأي رقابة حكومية. فأين الحكومة التي تدعي أنها تملك الصلاحيات لتحكم؟ وأين السلطة التي تحمي المواطنين والشرعية؟ هذا كله نتيجة عدم انتخاب رئيس للبلاد. فحيث يغيب الرأس يتبدد الجسم كله. لا يريدون تصديق ذلك. إلا اذا كان عدم انتخاب الرئيس مقصودا. نصلي لكي يلهم الله كل صاحب سلطة أن يمارسها بالأمانة والحكمة، فهو موكل لا سيد. بهذا الإقرار نمجد الله ونحمده، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
8*) المطران عودة
29 كانون الثاني 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: "بعدما تعرفنا الأسبوع الماضي على زكا، رئيس العشارين الذي كان شعبه يكرهه، لكن الرب أنعم عليه بالمغفرة والمكوث تحت سقف بيته، ها نحن اليوم أمام امرأة وثنية جاءت تسترحم يسوع من أجل ابنتها. هذان المثالان يعدان المؤمنين لمرحلة مقبلة تشتد فيها التهيئة للدخول إلى معترك الصوم الكبير المقدس، وربح المعركة تجاه الشرير، وصولا إلى الاحتفال العظيم بالقيامة البهية. تعلمنا من زكا العشار كيف نتخطى كل الصعوبات التي يضعها الشرير في طريقنا كي لا نعاين المسيح المخلص، ولا نتذوق حلاوته، فنتوب ونعود إليه ونخلص. اليوم، نحن أمام امرأة، ليست يهودية مثل زكا، بل هي وثنية كنعانية. التاريخ البشري يشهد للعداوة الشديدة بين اليهود والكنعانيين، حتى إن اليهود كانوا يتمنون لو يباد الشعب الكنعاني بأكمله، رغم أنه جاء بحضارة عميقة، ومعه جاءت الزراعة وغيرها. لم ينظر اليهود إلى الكنعانيين من ناحية الغنى الثقافي أو الحضاري، ولا نظروا إلى ما منحهم الله من العطايا التي يمكن لليهود أن يغتنوا منها، بل رأوهم شعبا يهدد وجودهم الديني ويجب محوهم عن الأرض، فقط لأنهم لم يعرفوا الإله الحقيقي بعد. لكن شعبا يدعي معرفة الله، كيف يفكر بالشر في قلبه؟"
أضاف: "فيما كان اليهود، المتمثلون بتلاميذ المسيح، يقولون: «إصرفها، فإنها تصيح في إثرنا»، مع أنها كانت تعلن إيمانا لم يجده المسيح في «شعب الله»، كانت الكنعانية تصرخ نحو الرب يسوع قائلة: «إرحمني، يا رب، يا ابن داود فإن ابنتي بها شيطان يعذبها جدا». هذه الغريبة عن اليهودية طلبت الرحمة من معلم يهودي، واعترفت أنه الرب، ابن داود، أي الملك الممسوح من ذرية الملك داود، الآتي ليخلص شعبه، ولهذا تجرأت، أمام شعب لا يزال ينتظر مجيء مسيح الرب، على أن تطلب منه شفاء ابنتها المعذبة من الشيطان. ربما فضح صراخها الإيماني التلاميذ الذين كانوا مع المسيح كل حين، مثل سائر الشعب اليهودي، ولكنهم لم يعرفوه حتى الساعة، لذلك أرادوا إسكاتها وطلبوا من الرب أن يصرفها. قال لها يسوع: «لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل». قد يتهم البعض الرب يسوع بالعنصرية، وبحصر الخلاص بالشعب اليهودي. هؤلاء يخطئون لأن المسيح بقوله هذا إنما يعلن ما يفكر به تلاميذه، وما حفظوه من الناموس، ويعتبر هذا الفكر خطيئة يجب أن تظهر إلى النور حتى يتم الشفاء منها، لأن «الكل إذا توبخ يظهر بالنور، لأن كل ما أظهر هو نور» (أف 5: 13). أراد المسيح أن يعلمهم نبذ الأفكار الشريرة عن سائر الأمم، وأنه غير محصور بالشعب اليهودي، لأن الله خلق الجميع لا اليهود وحدهم، على صورته ومثاله و«يريد أن كل الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون» (1تي 2: 4).
وتابع: "ألحت الكنعانية على طلب الخلاص، كما فعل زكا. قالت للرب يسوع: «أغثني يا رب». لم تهتم لرفضها من قبل اليهود والتلاميذ الذين كان عليهم أن يقبلوا الجميع. قال لها الرب يسوع قولا قد يجده قراء الإنجيل صادما: «ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويلقى للكلاب»، لكن متى عرف المعنى الكامن وراء هذه العبارة ينتفي كل عجب. هنا أيضا، أظهر الرب علانية مكنونات قلوب اليهود. فبعدما أرادوا حصر يسوع بشعبهم فقط، ربما افتكروا في أنفسهم أن مرضاهم وخرافهم الضالة» هم أولى بعجائب الرب، فلماذا يعطى خبز البنين للغرباء؟! إن كلمة «الكلاب» ليست إهانة كما يعتقد الكثيرون، إنما هي موروث ثقافي لدى العبرانيين للدلالة على من هم خارج الإيمان. لقد أراد المسيح أن يظهر للجميع أنه جاء إلى كل الأجناس البشرية لأن «للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها» (مز 24: 1). إذا، لم يقصد الرب إهانة الكنعانية، بل استخدم معتقدا شعبيا يهوديا يظهر أن اليهود يستعلون على سواهم من الأمم، والدليل على ذلك أن المرأة كانت تعرف هذا القول وتتمته إذ أجابت: «نعم، يا رب، فإن الكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أربابها». مع أنها علمت موقف اليهود من شعبها، ثابرت على إيمانها وعرفت المسيح حقا، هو الذي لم يعرفه أبناء شعبه. ولكي يلقن اليهود وتلاميذه درسا في المحبة الكاملة التي لا تفرق بين يهودي وأممي، قال لها يسوع: «يا امرأة، عظيم إيمانك، فليكن لك كما أردت».
وسأل: "ألا يفعل اللبنانيون في غالبية الأحيان ما فعله اليهود مع الكنعانيين؟ للأسف، يقع البعض في خطيئة إدانة الآخر ومحاولة إقصائه. المسيحي فطر على المحبة، لا على الدينونة، إذ إن الله هو الديان العادل، والمانح الخلاص لجنس البشر. لذلك من واجب المسيحي أن يتشبث بالمسيح ويسعى مثل زكا والكنعانية إلى التوبة وإعلان الإيمان بالمخلص، وأن يتعلم منهما التواضع الذي سنعاينه الأسبوع المقبل مع العشار، حتى يكون مستحقا لفرح القيامة ويظهر أهلا للعرس السماوي، وإلا فإن الصوم الآتي لن ينفع قلبا متحجرا مغلقا على الإنسان الآخر. المسيح تجسد ليخلص الجميع، ولن ينال الخلاص إلا من تشبث به مثل زكا والكنعانية".
وقال: "خلاص بلدنا يكون على أيدي أبنائه إن هم نبذوا الحقد والتعالي والإستقواء والإدانة والإقصاء. بلدنا يحتضر. لا رأس للدولة، والحكومة مستقيلة، والمجلس النيابي مشرذم ومشلول، لم يتوصل بعد إحدى عشرة جلسة إلى انتخاب رئيس، يكون الخطوة الأولى في مسيرة انتظام عمل المؤسسات. والمؤسف أن الإنهيار في لبنان لم يقتصر على النواحي السياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية بل تسرب إلى القضاء، وما شهدناه من تخبط وانقسام وصراعات وفوضى ينذر بتهاوي الملجأ الأمين لكل مستضعف ومقهور ومظلوم، والحصن المنيع الذي يحمي الدولة والمواطنين ويرسي العدالة على أساس الحق".
أضاف: "العدالة أساس الملك، وهي لا تجزأ وليست إنتقائية أو كيدية، وتمقت ازدواجية المعايير. لقد سميت بيروت منذ القديم أم الشرائع لتمسكها بالقانون، ومدرسة الحقوق الرومانية فيها لم تكن علامتها الوحيدة المضيئة إذ عرفت على مر الأزمنة رجال قانون لامعين، لم يدينوا إلا بالحق وما طأطأوا الرأس إلا أمام الله والحقيقة. لكن الحقيقة ضاعت في جريمة تفجير المرفأ وقسم من بيروت وأبنائها، أو هناك من شاء تضييعها لأسباب نجهلها ويعرفها المعطلون. ما نعرفه وما هو منطقي أن على كل مطلوب الذهاب إلى التحقيق حفظا لكرامته وإثباتا لبراءته. أما التعنت وعدم المثول أمام المحقق فيشكلان إدانة واضحة لمن يتمسك بهما. عندما يخضع الجميع للقانون ويحترمونه تستقيم الأمور، وعندما يغيب العدل تعم الفوضى، ويصبح صاحب الحق مقهورا أو مدانا، والمجرم المطلوب للعدالة متفرجا مستقويا بمن يحميه. لقد أصبحت المواجهة بين القضاة، عوض أن تكون بين القضاء والمذنبين الذين فجروا العاصمة وها هم يفجرون القضاء. هذا الوضع لم نشهد له مثيلا في تاريخ لبنان، ولم يعهده قصر العدل. وعوض التمسك باستقلالية القضاء دخلت السياسة والطائفية إلى القضاء. لقد أدت السياسة المعتمدة عندنا إلى تحلل الدولة وانهيارها، لذلك على ذوي الضمائر الحية الساهرة على البلد عدم ترك السياسة تقضي على القضاء. لذا نتوقع من أولي الأمر مواقف على قدر جسامة الوضع، لا تصاريح فارغة لم تعد تجدي".
وختم: "الإستهتار بأرواح الناس وحياتهم حرام، ومن حق كل متضرر معرفة الحقيقة، ومهما كبر غلو السلطة لا بد للحقيقة أن تظهر. نحن نعيش في أدغال سياسية واقتصادية وقضائية بسبب عدم كفاءة السياسيين وقلة مسؤوليتهم. متى ينقضي هذا الكابوس عن حياة اللبنانيين؟ بيروت الحزينة على أبنائها تنتظر استكمال التحقيق وجلاء الحقيقة. ولبنان كله حزين على وضعه وينتظر انجلاء الليل القاتم وبزوغ فجر النهوض. عسى ألا يكون الإنتظار طويلا".