تقرير أسبوعي دولي - 144-2022

تقرير أسبوعي دولي - 144-2022
الأحد 12 فبراير, 2023

 

رقم 144/2023

6-12 شباط /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

إنها سياسة من يستطيع الصمود أكثر في ظل الأزمة المعيشية التي يعاني منها اللبنانيون كافة. هذه السياسة التي يتّبعها الحزب الايراني مع اللبنانيين من أجل أن يخضعوا بالنهاية لشروطه. لقد سبق لهذا الحزب أن أتبّع هذه السياسة خلال سنتين ونصف من إغلاق مجلس النواب بعد انتهاء رئاسة ميشال سليمان وقبل انتخاب ميشال عون. الفرق بين هذه الفترة السوداء من تاريخ لبنان الحديث واليوم، انه وقتها كان الاقتصاد اللبناني بألف خير، فيما اليوم يعيش أكثر من 70% من اللبنانيين على مستوى خط الفقر أو تحته!

ويستغل الحزب الايراني هذه الأزمة اليوم من أجل إرغام معارضيه للجلوس إلى طاولة الحوار، كما يسمّيه، للإتفاق على إسمٍ لرئاسة الجمهورية. وهو ما حدث أيضاً في الدوحة بعد عملية اجتياح بيروت في العام 2008 وبعد أن عجز الحزب عن إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي اتهمها بالعمالة خلال حرب تموز 2006!

إنها أيضاً سياسة التخوين، فإذا لم تكن مع "مقاومة حزب الله الايراني" فأنت مع اسرائيل!

بالنسبة لهذا الحزب الذي عمِل منذ تأسيسه على ضرب صيغة العيش اللبنانية، بدايةً في بيئته بحيث أصبحت غربية عن طابعها اللبناني وعمل على تربية أطفالها في مدارسه ببرامج تعليمية وتثقيفية أيضاً غريبة عن البرامج في كافة المدارس اللبنانية، ومن ثم عمل على ضرب المؤسسات التي لم يستطع وضع يده على قرارها. بالنسبة له لا وجود للبنان، لقد عمل بالسابق وهو يعمل اليوم بهدفٍ واحد، وهو جعل لبنان محافظة تابعة لولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقط لا غير!

وهو يجاهر بأنه من أجل حماية لبنان واللبنانيين يطالب بالحوار فيما معارضوه يريدون الانفصال، ويفرضون مرشّحاً لرئاسة الجمهورية يأتمر بالخارج.

كم هي قصيرة ذاكرة اللبنانيين، وكم هي براغماتية سياسة قادته!

إستفيقوا ايها السادة قبل فوات الأوان، لا يمكن إنقاذ لبنان إلا من خلال رفع الاحتلال الايراني عنه، ومواجهة الحزب الايراني وليس عقد الصفقات معه. لقد وصل البلد إلى ما هو عليه اليوم من خلال الخضوع لشروط هذا الحزب مراراً وتكراراً، ولقد حان وقت المواجهة.

واجهوا من خلال توحيد الصفوف من أجل تطبيق الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 و2650، عندها فقط يمكن لهذا الشعب المتألم أن يحلم بغدٍ أفضل.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في الملف الرئاسي، سئلت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير ليجندر عن الاجتماع الخماسي للبنان الذي ضمّ ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر، وعُقد في باريس الإثنين ولم يصدر عنه أي بيان ختامي، فأجابت بأنه كان اجتماعاً لكبار المسؤولين وبالتالي كان اجتماع خبراء بطابع تقني كالاجتماعات التي تعقد مع الشركاء دائماً بشأن جميع المواضيع الدولية الرئيسية، ولم يكن مقرراً اتخاذ قرار فيه، ولهذا لم يكن هناك أي إعلان، وأضافت أن الموقف من لبنان معروف، وقد عبّرت عنه وزيرة الخارجية كاترين كولونا بقولها إن على السياسيين اللبنانيين أن يتحمّلوا مسؤولياتهم فوراً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الشغور بالضافة إلى تشكيل حكومة فعاّلة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها لبنان في مواجهة الأزمة الخطيرة التي يمر بها. وفرنسا تقف إلى جانب الشعب اللبناني.

تحت غطاء المساعدة بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا وبدعمٍ من صاحب القرار في الجمهورية اللبنانية وفي إطار محاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارٍ طبيعي، زار وفد وزاري دمشق وأعلن وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أن زيارة الوفد الرسمي إلى سوريا لا تحتمل التأويل، ورأى أنها حققت خطوة لفتح صفحة جديدة مع سوريا، تبدأ من البوابة الإنسانية ولا نتمنى إلا أن تنتهي بالملفات السياسية والأمنية. بحيث أن الدولة في لبنان تحتاج إلى التناغم والتنسيق التام مع دول الجوار عدا إسرائيل الدولة العدوة. وتمنى أن تكون العلاقات ممتازة في الشق السياسي كما الإقتصادي والزراعي لأن حركة الترانزيت بين لبنان والدول العربية لا يمكن أن تمرّ إلا عبر سوريا، وبالتالي يجب أن تكون العلاقة على أفضل ما يرام في ما يخدم مصلحة البلدين. كما لفت الوزير إلى أن موضوع التنسيق لتأمين عودة اللاجئين السوريين حضر في اللقاءات في سوريا، وقد بدا الجانب السوري متفاعلا ومتفهما ومتجاوبا جدا، وأبدى اعتقاده بأن هذا الأمر سيحتم لقاءات أخرى تجمع الوزارات المختصة!!

في الأزمة القضائية وأزمة انتخاب رئيس الجمهورية، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنروج وسويسرا في لبنان في بيان، عن عميق القلق حيال الوضع الراهن في لبنان،  وحثّت كل الأطراف المعنية على احترام استقلالية القضاء والامتناع عن أعمال التدخل والسماح بتحقيق قضائي عادل وشفاف في انفجار مرفأ بيروت. فالحق في المعرفة والمساءلة ركيزتان من ركائز سيادة القانون، كما دعت مجلس النواب إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يوحد الشعب اللبناني في إطار المصلحة الوطنية، كخطوة أولى لاستعادة قدرة مؤسسات الدولة اللبنانية على صنع القرار على المستويين الإداري والسياسي. ورأت أن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها أمر أساسي لتأمين حسن سير مؤسسات الدولة، وجددت دعوة كل الأطراف المعنية إلى التصرف بمسؤولية حتى تنفذ بالكامل الخطوات التي سبق أن تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي، معربة عن استعدادها لدعم لبنان على مسار الاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي الذي يتطلب إصلاحات بنيوية، ويجب أن تعالج الموازنة العامة لعام 2023 مسألة انهيار قيمة رواتب موظفي القطاع العام لتمكينهم من متابعة عملهم لصالح الشعب اللبناني.

في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، يستمر قياديو الحزب بتكرار شرط التوافق لانتخاب رئيس الجكهورية، حيث أكد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بداية الاسبوع، ان "حزبه مهتم بشكل كبير في أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية لأنّه مفتاحٌ أساس لكل خطوات الحل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في لبنان! مطمئنا أنه مع انتخاب الرئيس تتشكل الحكومة، ومع تشكل الحكومة تُنجز خطة للإنقاذ، ومع خطة الإنقاذ يمكن أن نصل إلى معالجات، وفي لبنان القابلية للعلاج الاقتصادي والاجتماعي موجودة، أي لن ننطلق من الصفر ولكن يوجد مسار لا بد من السير فيه! وشدد على أن الحزب دعا إلى الحوار من أجل إيجاد نقاط للتلاقي، ولكن المعارضون يصرّون على عدم الحوار بل يصرّون على أن يكون الرئيس معادياً للحزب!! كما لفت إلى أن الحزب الايراني في كل حركته يعمل على بناء الدولة وهناك تجربة لوزرائه ونوابه أثبتت أنهم يقدمون المصلحة الوطنية العامة على الخصوصية!!!

كذلك، أكد النائب حسين جشي أن إنتخاب رئيسٍ للجمهورية هو المدخل الطبيعي لمعالجة الأزمات، لأنه بانتخاب الرئيس تنتظم المؤسسات وهذا السياق الطبيعي، واشار إلى أن  حزبه من اليوم الأول وقبل إنتهاء مدة الرئيس ميشال عون، كان ندعو إلى ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية ، لأنهم يؤمنون بضرورة وجود الدولة وأن تكون قوية وقادرة وتحمي وتنصف شعبها!! كما لفت إلى أن البعض يريد الإستقواء بالخارج على شركائهم في الوطن وهذا هو الواقع لكن ليعلم الجميع أنهم في لبنان من غير الوارد أن يأتي رئيس يأتمر بتعليمات السفارة الأميركية في عوكر، وأكد أنه بعد كل التضحيات وآلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وكل هذه المعاناة لشعبهم وأهلهم، من غير الممكن ومن غير الوارد أن يلحق هذا البلد بالمشروع الأميركي وفي قطار التطبيع!! (وهو الحزب الذي يعمل منذ تأسيسه على تقويض الدولة ومؤسساتها!)

أما النائب حسن فضل الله فقد رأى أن التركيبة الطائفية داخل نظام لبنان السياسي تمنع أي إصلاح حقيقي، خصوصًا مع استغلالها ممن يطالبون بالشيء ونقيضه، فيحمون الفاسدين ويدافعون عنهم بذريعة التوازن الطائفي، ويستثيرون العصبيات ويجدون أصوتاً شعبية وإعلامية تقف إلى جانبهم، وهو ما يزيد من إعاقة أي مشروع إصلاحي في مؤسسات الدولة بما فيها القضاء، وركيزة أي تغيير هي العمل من داخل المؤسسات الدستورية. (وكأن الحزب الايراني منزّه، فهو لا يحمي الفاسدين ولا يستثير العصبيات وليس له غعلام يقف إلى جانبه ويدافع عنه!!) وقال، لو اجتمع العالم كله على اسم رئيس للجمهورية ولم تجتمع غالبية الكتل النيابية عليه، فإنه لا يمكن أن يكون لدى لبنان رئيس، والمعضلة اليوم، أنه في تركيبة المجلس لا أحد يملك الأكثرية الكاملة، ومن هنا دعا الحزب إلى الحوار والتلاقي لانتخاب الرئيس، وهو يبذل الجهد المطلوب ويقوم بالاتصالات اللازمة من أجل إنجاز هذا الاستحقاق!

من جانبه، اشار النائب حسين الحاج حسن إلى أن البعض يبدو أنه بانتظار تعليمات من الخارج لم تصله بعد، بينما الحزب لا يتلقى تعليمات من الخارج، وتجربته واضحة بأنه مع حلفائه يتخذوا قراراتهم بملء إرادتهم ولا ينتظروا تعليمات من أحد، لا من سفارة ولا من مبعوث، ولا من أي جهة دولية على الإطلاق!! وأضاف أنهم يدعون الشركاء في الوطن إلى التفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية، والفريق الآخر يرفض أي نوع من الحوار، هم لا يفرضون أحدا، بل يقولون تعالوا لنتفاهم! وأردف أن اللبنانيين لديهم إمكانية لإعادة بناء بلدهم واقتصاده ، بعد ترسيم الحدود البحرية وفرض الحق باستخراج الغاز والنفط، بفضل التفاهم الوطني اللبناني الذي دعمته المقاومة، حتى لا يبقى لبنان يتسول الأموال من أحد، بعد أن كان لبنان قد مُنع من هذا الحق لسنوات بقرار أميركي!!

وفي إطار تأكيد الاحتلال كان لافتا زيارة نائب وزير الخارجية الإيرانية وكبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي باقري كني، يرافقه السفير الإيراني مجتبى أماني والقائم بالأعمال حسن خليلي، حديقة إيران في بلدة مارون الراس في جنوب لبنان، حيث وضعوا إكليلاً من الزهر أمام النصب التذكاري لحسام خوش نويس عند مدخل الحديقة. ثم نظمت جولة ميدانية داخل الحديقة، وفي ختام الجولة، زرع كني والوفد المرافق شجرة زيتون في الحديقة، حملت إسم الشهيد قاسم سليماني! وقال كني في تصريح، أنهم يعتبرون أن المقاومة الإسلامية استطاعت بداية أن تحرر الأرض اللبنانية من نير الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعت ثانياً أن تؤمن أسباب المنعة والقوة والاستقرار للجمهورية اللبنانية، وكل هذه الانجازات التاريخية لم تكن لتتحقق لولا الدماء الزاكية التي بُذلت من قبل شهداء المقاومة، وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة الإسلامية الشهيد عباس الموسوي، كما اضاف أنهم يعتبرون أن الأمن والهدوء والاستقرار ليس فقط في لبنان وإنما في ربوع هذه المنطقة برمتها، هو رهن بقوة هذه المقاومة!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: لا بيان هذا الاسبوع.
  • حركة أمل - المكتب السياسي: لا بيان هذا الاسبوع.
  • التيار العوني - الهيئة السياسية: إن الكارثة الكبيرة التي حلت بالشعب السوري يجب أن تغير مسار التعاطي الدولي مع سوريا وتفتح الباب أمام قرارات جدية لرفع الحصار والظلم لأن المسألة لم تعد استهدافا لنظام، بل أصبحت استنزافا قاتلا لشعب! - تحت وطأة الزلزال وسيطرة أخباره، دعا رئيس الحكومة المستقيلة والمصرفة للأعمال إلى جلسة خرق فيها مرة جديدة الدستور والميثاق. وكان واضحا أن هدف الجلسة هو الإمعان في الاستفزاز وهذا أمر مرفوض. ومن المؤسف أن المشاركين في تغطية هذه المجزرة الميثاقية يساهمون في تسبب مزيد من الانقسام والشرخ الوطني، ويمعنون في ضرب الشراكة والميثاقية، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو القبول به. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الوفاء للمقاومة: (حزب الله الايراني): لفتت إلى أن سوريا الشقيقة التي تحمّلت معاناة أزمة مريرة على مدى سنواتٍ من الاستهداف للدور والموقع وللخيار الوطني والقومي المناهض للتسلط والاستكبار، وكذلك تركيا التي نسجّل لشعبها وقفاته التضامنيّة والتزامه الدائم بنصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، يستحقان من كل دول العالم العربي والإسلامي والدول المناهضة للعنصرية والاستعمار كل دعم ومساندة - رأت أن إيران لها كامل الحقّ في بناء قوتها وتجربتها دون تدخل أجنبي في شؤونها"، دانت "سياسة الحصار والعقوبات التي تمارسها ضدّها وضدّ شعبها الإدارة الأمريكية والمحور الدولي الساعي إلى فرض الهيمنة والتحكم بمصائر الدول والشعوب - وأكدت أنه بمعزلٍ عن التحركات واللقاءات الدولية والإقليمية التي تناقش الوضع في لبنان، أن انتخاب رئيس الجمهوريّة هو استحقاقٌ وطنيّ لبناني، مشيرة الى أنها تتابع في هذا السياق جهودها من أجل التوصل إلى تفاهم وطني. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان: عقد لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان اجتماعاً في باريس مع مجموعات لبنانية ناشطة في الاغتراب وعبر التقنية الرقمية، ناقش خلاله المجتمعون موضوع الاحتلال الايراني وسُبل مقاومته، كما ناقشوا أيضاً دور لبنان في المنطقة وما يجب على اللبنانيين العمل من أجله لبلورة هذا الدور مع المتغيرات الاقليمية والدولية. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • نواب المعارضة يقاطعون جلسات مجلس النواب: أعلن 46 نائبا، انهم لن يشاركوا بأي جلسة تشريعية قبل إنتخاب رئيس ولن يعترفوا بأي من قوانينها وسيمارسون تجاهها أي حق يمنحه اياهم الدستور للطعن بها - نحرص على السلطة التشريعية لا سيما أنها أضحت السلطة الشرعية الوحيدة، التي يرتب عليها مسؤوليات جمة وموجبات، على رأسها إعادة تكوين السلطة بدءا من إنتخاب رئيس الجمهورية - نؤكد إلتزامنا المطلق بالمواد 49 و74 و75 من الدستور - المجلس النيابي، في ظل شغور سدة الرئاسة، هو "هيئة انتخابية لا هيئة إشتراعية"، وبالتالي يمنع على المجلس النيابي التشريع، قبل إنتخاب رئيس للجمهورية - إن عقد جلسة تشريعية، أيا يكن سببها، هي مخالفة للدستور وبمثابة ضربة قاتلة لأساسات النظام اللبناني. وأي جلسة، بهذا الصدد، لا تستقيم وهي بحكم المنعدمة الوجود والباطلة، ولا يمكن أن تنتج عنها أي مفاعيل؛ وهذا يرتب موجبا دستوريا على النواب بعدم المشاركة بأي "جلسة" من هذا النوع وعدم الإعتراف بها، وأي مشاركة من قبلهم أو إعتراف منهم بها يعد إنتهاكا صارخاً لأحكام الدستور؛ لذلك، إنّنا لن نشارك بأيّ "جلسة تشريعية قبل إنتخاب رئيس الدولة، ولن نعترف بأي من قوانينها وسنمارس تجاهها أي حقّ يمنحه ايانا الدستور للطعن بها. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • الرئيس فؤاد السنيورة من دارة مفتي الجمهورية: نحن ندرك الكلفة الكبيرة للغياب المدوي للرئيس رفيق الحريري، وما تسبب به أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء التي أدت إلى اغتياله، وهم الذين اوصلوا لبنان- بطريقة أو بأخرى- إلى هذه الانهيارات التي أصبح يعاني منها اللبنانيون الآن - الحقيقة التي يجب أن لا يغفل عنها أحد، والذي يجب أن نكون واضحين فيها، انه لا يمكن إخراج لبنان من المآزق والانهيارات التي يعاني منها اللبنانيون من دون استعادة الدولة لحضورها ولسلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، ومن دون العودة إلى احترام الدستور وحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، وإعادة الاعتبار إلى الاستقلال الكامل للقضاء. وأيضا في أن يصار إلى استعادة العلاقات السوية والصحيحة بين لبنان وبين الدول العربية الشقيقة. هذه هي بعض الأمور الأساسية التي لا يمكن أن نغفل عنها، وبالتالي لا يجوز لنا أن نستمر بإلهاء اللبنانيين بمعالجة ظواهر بعض المشكلات والابتعاد عن التصدي للمشكلات الحقيقية ومعالجة أسبابها - إن الأمر الضروري والأساسي هو في أن يصار إلى انتخاب رئيس جمهورية، يؤمن بالفعل بلبنان؛ في استقلاله وفي سيادته وفي انتمائه العربي وبنظامه الديموقراطي البرلماني وبحرية أبنائه. رئيس يكون بمستوى ما يقول عنه الدستور بأنه رئيس الدولة، وأيضا رمز وحدة الوطن، وأن يكون جامعا للبنانيين وليس رئيس فريق من اللبنانيين - يجب أن يكون واضحا لدى اللبنانيين بأن الدولة لا تفلس، والدولة اللبنانية بالفعل هي غير مفلسة. ولكن هناك إدارة حكومية مفلسة، وهي التي أوصلت لبنان على حيث ما وصل إليه. (ملحق رقم 5*- تصريح)
    • البطريرك الراعي في عظة الاحد: يتكلّمون عن الحوار وعن مبادرة ما من البطريركيّة، إنّ الكرسي البطريركي الذي ما توانى يومًا عن تحمّل المسؤولية يتمنى على جميع القوى السياسية أن تشاركه المسؤولية بصراحة ووضوح ليكون النجاح حليفنا جميعًا. فإذا كان رئيس الجمهورية مارونيًّا فالناخبون ليسوا جميعهم موارنة ومسيحيين. وإذا كان جزء من مسؤولية الشغور الرئاسي يتحملها القادة المسيحيون، فالمسؤولية الكبرى تقع على غيرهم. لأن المسيحيين مختلفون على هوية الرئيس بينما الآخرون مختلفون على هوية الجمهورية. لذلك نحن حريصون على عدم المس بهوية لا الرئيس، ولا الجمهورية لأنهما ضمانة لوحدة لبنان والكيان في ظل المشاريع الداخلية والأجنبية التي وضعت لبنان على المشرحة دون أيّ اعتبارٍ لتاريخ هذه الأمّة وخصوصيتها - بانتخاب الرئيس المناسب والأفضل ينتظم عمل المؤسّسات وتتوقّف المتاجرة بثروات الدولة على حساب خزينتها والشعب! - لا يمكن الإستمرار في هدم ما تميّز به لبنان من تقدّم وازدهار في بيئته، على كلٍّ من المستوى العلميّ والثقافيّ والطبيّ والإستشفائيّ والمصرفيّ الرفيع، والتنوّع الثقافيّ والدينيّ في الوحدة الوطنيّة، والعيش معًا بالتعاون والإحترام المتبادل والتكامل في الهويّة الوطنيّة وحضارتها، وحريّة المعتقد والتعبير، والإنفتاح على الشرق والغرب والتواصل الثقافيّ والإقتصاديّ معهما. (ملحق رقم 6*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: لقد نجا لبنان بأعجوبة بسبب رحمة الله التي أبعدت عنا هذه الكأس، وقد أرغمنا على تجرع كؤوس مرة كثيرة ولم نعد نحتمل. إن ما حصل يشكل إنذارا يدعو الجميع إلى إدراك صغر الإنسان وعجزه أمام غضب الطبيعة وسطوتها، وإلى التفكير بكيفية التصدي لمثل هذه الكوارث ووضع الخطط اللازمة من أجل مقاومة الزلازل والعواصف والسيول، وتخفيف ضررها. للأسف لم يتغير شيء في مواقف السياسيين والزعماء وقادة هذا البلد، ولم يفيقوا من سباتهم أو يشعروا بالرعب الذي يعيشه اللبنانيون، وبخاصة ساكنو الأبنية القديمة المتصدعة وما أكثرها في لبنان، ولم يهبوا إلى نجدة شعبهم القلق على مصيره من غضب الطبيعة ومن سوء إدارة حكامهم. ألا يتوجب عليهم إعادة النظر في سلوكياتهم ومواقفهم والعمل على بناء دولة قادرة على احتضان شعبها وحمايته؟ وبناء الدولة يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعمل جاهدة على تسيير إدارات الدولة بناء على خطة إصلاحية إنقاذية شاملة. وإن كانوا عاجزين عن ذلك فليفسحوا المجال لمن يستطيع ذلك. (ملحق رقم 7*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد الماضي، أن فصيلا مواليا لإيران أخلى أحد مقراته العسكرية في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي وسلمه لعناصر تابعة لحزب الله اللبناني، وأوضحت أن لواء "فاطميون" الأفغاني الموالي لإيران أخلى أحد مقراته داخل المربع الأمني في الميادين وسلمه بشكل كامل لعناصر الحزب، مضيفة أن الفصائل الموالية لإيران أخلت أيضا سجنا في المدينة عقب وقوع هجمات في البوكمال.

في سياق منفصل وفي ملف الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، جميع الأطراف الدولية، ومنها روسيا، للضغط على النظام السوري للسماح بالمساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال، وقالت خلال مؤتمر صحافي في برلين مع وزير الخارجية الأرميني إن بلادها ستقدم مليون يورو إضافية لمؤسسة مالتيزر إنترناشونال، وإنها تعمل على إتاحة المزيد من المساعدات المالية لشركاء آخرين في مجال العمل الإنساني لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا. هذا في وقت تؤكد مصادر متفرقة أن النظام يمنع وصول المساعدات إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري المدمر، ومن الجانب الآخر تعرقل فصائل موالية لتركيا وصول المساعدات للجانب الكردي.

ومع تصاعد الشكاوى بعدم دخول ما يكفي من المساعدات إلى سوريا، وارتفاع المطالبات من قبل عدد من السوريين برفع العقوبات عن البلاد، أكد مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو أن التكتل يقوم بكل ما في وسعه، مطالباً النظام السوري بعدم تسييس هذا الملف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذا السياق، إن العقوبات لم تكن عائقاً أمام وصول المساعدات إلى المطارات الموجودة في مناطق النظام، مشيراً إلى أن المشكلة في توزيع هذه المساعدات. كذلك كشف أن النظام اشترط مصادرة نصف المساعدات التي تصل إلى مناطق الإدارة الذاتية أو الهلال الأحمر الكردي والتي تذهب إلى حلب. يشار إلى أن الزلزال أودى بحياة ما يزيد عن 5200 شخص في سوريا التي خلفت الحرب المستمرة فيها منذ 12 عاماً مئات الآلاف من القتلى بالفعل وشردت الملايين داخل البلاد وخارجها، وفق المرصد الذي اشار إلى أن العدد ممكن أن يصل إلى أكثر من 7000 ضحية.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية، السبت، أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص، محذّرة من تضرّر عشرات المستشفيات. ومع تخطي حصيلة قتلى الزلزال الـ25 ألفاً، أطلقت المنظمة نداء عاجلاً لجمع 42.8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الاحتياجات الصحية الطارئة والكبرى، وكانت قد حرّرت 16 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها، وكانت قد أفادت بأن عدد المتضررين من جراء الزلزال بلغ نحو 23 مليون شخص. لكن هذا العدد ارتفع السبت إلى 26 مليوناً، يتوزعون على النحو التالي: 15 مليوناً في تركيا و11 مليوناً في سوريا.

إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية، الأحد، بتوقف 100 شاحنة مساعدات على الأقل تحمل مواد إغاثية وطبية ووقودا عند معبر أم جلود في منبج شمالي سوريا، وأضافت من عند الخط الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية لقوات سوريا الديمقراطية، أن هذه الشاحنات تنتظر موافقة من الطرف الآخر للدخول إلى المناطق المنكوبة، مؤكدة أن هناك تسييسا لعملية دخول المساعدات. وقد أتت تأكيدات هذه المصادر بعدما أفادت أخرى في وقت سابق بدخول قافلة مساعدات أممية من 10 شاحنات إلى مناطق المعارضة من معبر باب الهوى.

وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية، السبت، أن برلين ستسهل منح تأشيرات مدتها ثلاثة أشهر للمتضررين السوريين والأتراك من الزلزال والذين لديهم عائلات في ألمانيا، وقالت إنها مساعدة طارئة، مضيفة ان السلطات الالمانية تريد السماح لعائلات تركية وسورية في ألمانيا بأن تأتي بأقربائها من المنطقة المنكوبة من دون بيروقراطية.

 

  1. في الشأن الليبي

التقى رئيسا أركان الجيش في غرب وشرق ليبيا، يوم الثلاثاء، بمدينة بنغازي، في اجتماع هام قد يقود إلى توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد. وهذا الاجتماع، هو استكمال للقاءات سابقة جمعت بين الطرفين، اتفقا خلالها على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخلات أجنبية وعلى تسمية رئيس أركان واحد. ويعدّ هذا التقارب العسكري بين الشرق والغرب، أهم تقدم باتجاه توحيد ليبيا ومؤسساتها، خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية التي تعيش على وقع انقسام منذ أكثر من 7 سنوات بين ميليشيات مسلحة وكتائب عسكرية متنافسة وأجهزة أمنية في الغرب الليبي، وجيش موحد في شرق البلاد، انعكس سلبا على الوضع الأمني في ليبيا.

يشار إلى أن توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، هو واحد من أهم المطالب والركائز الأساسية لإعادة الاستقرار والسلم إلى البلاد، وكانت محادثات إعادة توحيد المؤسسة العسكرية تعثّرت أكثر من مرة على الرغم من الدعم والوساطات الدولية من الأطراف المعنية بالشأن الليبي. كما اصطدمت بعدة عراقيل، أهمها الخلاف حول منصب القائد الأعلى للجيش الليبي، بالإضافة إلى غياب كامل للثقة، ورفض الميليشيات التخلي عن سلاحها.

في سياق متصل، أعلنت البعثة الأممية في ليبيا، يوم الأربعاء، اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) على اعتماد آلية متكاملة للتنسيق بشأن جمع وتبادل البيانات حول المرتزقة والمقاتلين الأجانب. ونقل بيان للبعثة عن رئيسها عبد الله باتيلي قوله إن الاتفاق خلال اجتماعات اللجنة العسكرية التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة، يمثل تقدماً إيجابياً لتحقيق استقرار وسلام مستدامين في ليبيا ودول الجوار والمنطقة عموماً.

في الشأن السياسي، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، أن ما يعطلّ إجراء الانتخابات في البلاد هو عدم وجود قانون عادل منبثق عن أساس دستوري، وأضاف ، خلال مشاركته الخميس في ندوة محلية حول مراقبة الانتخابات، أنه لا خيار أمام الليبيين إلا الانتخابات، مؤكدا انفتاح حكومته لأي مبادرة أو مقترح يسير بالبلاد إلى العملية الانتخابية، ويقطع الطريق أمام من يسعى لمرحلة انتقالية جديدة.

وتأتي تصريحات الدبيبة فيما يبدو رداً على قرار البرلمان تعديل الإعلان الدستوري لإجراء الانتخابات، في خطوة لم يعلّق عليها حتّى الآن المجلس الأعلى للدولة، لكنها اعتبرت بمثابة مماطلة وتمديد جديد في المراحل الانتقالية ومحاولة لتأخير الانتخابات.

وحدّد التعديل الذي أقرّه البرلمان الأربعاء، نظام الحكم وسلطات رئيس الدولة ورئيس الوزراء، وكذلك شكل السلطة التشريعية لتصبح مجلسا للأمة يتكون من غرفتين، مجلس النواب (مقرّه بنغازي) ومجلس الشيوخ (مقرّه طرابلس)، ويتولى سلطة سنّ القوانين وإقرار السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة، ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية. كما تجنّب البرلمان في التعديل الدستوري وضع شروط لانتخاب رئيس الدولة، وهي النقطة الخلافية الأبرز بين الأطراف السياسية في ليبيا، والتي عرقلت التوصل إلى توافق دستوري يؤدي إلى الانتخابات.

في الأثناء، يقود المبعوث الأممي عبدالله باتيلي جهودا مضنية لحثّ القادة في ليبيا، على إصدار أساس دستوري لإجراء الانتخابات قبل نهاية هذا العام. وكان المبعوث الأممي قد اشار أنه أكد لرئيسي مجلسي النواب والدولة أهمية وضع اللمسات الأخيرة على الإطار الدستوري للانتخابات، وأنه أخطر عقيلة والمشري بأنّه سأيناول المسار الدستوري للانتخابات خلال إحاطته بمجلس الأمن في 27 من فبراير الجاري.

في الوضع الأمني، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة، مساء الخميس، في منطقة تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس، تسببت في إغلاق المطار الرئيسي العامل في المدينة وتحويل وجهة الرحلات إلى مطار مصراتة، كما أدّت هذه المواجهات المسلحة إلى غلق عدد من الطرقات الرئيسية في المنطقة.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أفاد الاعلام العبري ، مساء السبت، بأن صفارات الإنذار دوت في مناطق مستوطنات "غلاف غزة"، وذلك بعد سماع انفجار واحد ناتج عن اعتراض صاروخ أطلق من القطاع. وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم المعارضة يائير لابيد على ذلك بانه بعد 24 ساعة من عملية الدهس، وبعد إطلاق صواريخ قبل قليل نحو مستوطنات الجنوب، ماذا يفعل قادة الائتلاف؟ منشغلون في المشاكل القانونية لنتنياهو - هذا يوضح أن رئيس الحكومة المتهم والوزراء المجرمين المدانين لا يمكنهم الاستمرار في خدمة البلاد.

من جانب آخر، علن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، التوجه إلى الأمم والمتحدة ومجلس الأمن في الأيام القليلة القادمة للمطالبة بإصدار قرار يؤكد على حماية حل الدولتين ووقف أعمال إسرائيل الأحادية وعلى رأسها الاستيطان. جاء ذلك في كلمة عباس خلال أعمال مؤتمر "القدس صمود وتنمية" المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة عربية وإقليمية ودولية رفيعة المستوى.

وعقد مؤتمر"القدس صمود وتنمية" بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة تنفيذا لمخرجات قمة الجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، والتي أقرت عقد المؤتمر بهدف بحث وسائل وآليات سياسية وقانونية وتنموية عملية تهدف إلى حماية مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين ودعم صمود أهلها. وقد شارك في المؤتمر الرئيس المصري والفلسطيني وملك الأردن، وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والأمم المتحدة.

في الوضع الداخلي، نزل عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع، السبت، في احتجاجات مستمرة منذ خمسة أسابيع للتنديد بخطط إصلاح القضاء التي وضعتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديدة، والتي يقول منتقدوها إنها تقوض الرقابة القضائية على الوزراء. وأثارت الخطط، التي تقول الحكومة إنها ضرورية للحد من تجاوز القضاة، معارضة شرسة من مجموعات منها المحامون. كما أججت المخاوف بين كبار رجال الأعمال، مما أدى إلى توسيع الانقسامات السياسية العميقة بالفعل داخل المجتمع الإسرائيلي.

ويرفض نتنياهو الاحتجاجات ويصفها بأنها عدم قبول من المعارضين اليساريين لنتائج انتخابات، فيما يقول المحتجون إن الديمقراطية ستُقوض إذا نجحت الحكومة في إقرار الخطط التي ستشدد السيطرة السياسية على التعيينات القضائية وتحد من صلاحيات المحكمة العليا، فيما يتعلق بإلغاء قرارات الحكومة أو قوانين الكنيست. ومن المقرر تنظيم احتجاجات أخرى وإضرابات جزئية يوم الاثنين الذي سيشهد قراءة أولى للمقترحات في البرلمان. ونشرت قناة "إن. 12" الإخبارية الإسرائيلية السبت استطلاعاً كشف أن 62% من الإسرائيليين يريدون إما إيقاف الخطط القضائية المقترحة مؤقتاً أو التخلي عنها تماماً.

 

  1. فيروس COVID-19

كشفت دراسة نشرت الأربعاء أن تجارب سريرية لعلاج جديد مضاد لكوفيد أظهرت أن جرعة واحدة منه تحد بالنصف من احتمال دخول المستشفى في حال الإصابة بالفيروس. ورغم ابتعاد كوفيد عن عناوين الصحافة الرئيسية، إلا أن تطوير خيارات علاج جديدة يظل أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في مواجهة المتحورات الجديدة، كما قال جيفري غلين أستاذ علم المناعة في جامعة ستانفورد والمؤلف المشارك للدراسة.

العلاج المعني يستخدم الإنترفيرون، وهي بروتينات مهمة في الاستجابة المناعية. وأوضح جيفري غلين أنه يتم إفرازها في وجود الفيروس، وتلتصق بمستقبلات خلايا معينة، ثم تطلق آلية دفاع طبيعية مضادة للفيروسات (تختلف عن الأجسام المضادة)، ويتكون العلاج من حقن نسخة مصنّعة من الإنترفيرون لامدا في غضون سبعة أيام من ظهور الأعراض الأولى للإصابة بالفيروس. ويؤكد غلين أن هذا العلاج أحادي الجرعة له ميزة عملية على عقار "باكسلوفيد" المضاد للفيروسات من تصنيع شركة فايزر، والذي يتطلب تناول عشرات الحبوب على مدار خمسة أيام. كما أن بعض العلاجات وكذلك اللقاحات فقدت فعاليتها تدريجيًا في مواجهة المتحورات الجديدة، لكن بما أن الإنترفيرون تتفاعل مع الخلايا، فإنها لن تتأثر بتحوّر الفيروس.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أفاد مسؤول أميركي، الخميس، بأن صوراً التقطتها طائرات عسكرية تظهر أن المنطاد الصيني الذي حلّق فوق الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، كان مجهّزاً بمعدات تجسّس، ولم يكن مخصصاً للأرصاد الجوية. كذلك أشار إلى أن المنطاد كان مجهّزاً بألواح شمسية كبيرة بما يكفي للتزود بالطاقة اللازمة لتشغيل أجهزة استشعار متعدّدة تجمع المعلومات الاستخبارية. في السياق نفسه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية، إن المنطاد كانت لديه القدرة على رصد وجمع إشارات الاتصال، مضيفاً أنه كان قادراً على الأرجح على جمع مراكز الاتصالات وتحديد موقعها الجغرافي. من جهته، قال مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي المكلف بفحص المنطاد، الخميس، إنه تم حتى الآن استعادة جزء صغير جداً من حمولته المخصصة للتجسس والأجهزة التي كانت تمده بالطاقة. ولم يذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي ما إذا تم تحديد موقع حطام الحمولة الرئيسية، لكنه أشار إلى أن الأحوال الجوية السيئة المتوقعة قد تعوق عملية البحث.

في السياق، أشار مسؤول بوزارة الخارجية إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن المنطاد كان تحت سيطرة جيش التحرير الشعبي الصيني، وهو جزء من أسطول مناطيد أرسلته الصين فوق أكثر من 40 دولة في القارات الخمس لجمع معلومات استخبارية، وأن واشنطن تدرس اتخاذ إجراءات بحق كيانات صينية مرتبطة بالمنطاد، مما يشير إلى عقوبات محتملة. ويوم الجمعة، أضافت واشنطن ست شركات صينية إلى لائحتها السوداء بعد تدميرها المنطاد، مانعةً تلك الشركات من الوصول إلى التقنيات والسلع الأميركية من دون إذن.

في السياق، أعلن رئيس الوزراء الكندي، السبت، إسقاط جسم غير محدد فوق شمال غربي كندا، وذلك غداة إعلان مسؤولين أميركيين إسقاط جسم فوق ألاسكا، وأضاف ترودو أن القوات الكندية ستنتشل وتحلل حطام الجسم المجهول الهوية. كما أشرا أيضاً إلى إنه تحدث مع الرئيس الأميركي بشأن الواقعة، وذلك بعد يوم من إصدار بايدن أوامر بإسقاط جسم طائر على ارتفاع عال انتهك المجال الجوي الأميركي فوق المياه الإقليمية بالقرب من ولاية ألاسكا.

على صعيد منفصل، قال وزير الخارجية الأميركي إن العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة على إيران الخميس تستهدف عرقلة محاولات طهران التحايل على العقوبات الأميركية الخاصة ببيع البتروكيماويات والمنتجات البترولية. وقد جاءت تصريحات بلينكن بعد ساعات من إعلان الخزانة الأميركية عقوبات على شركات تتهمها بلعب دور حساس في إنتاج وبيع وشحن البتروكيماويات والنفط الإيراني إلى مشترين في آسيا، ضمن جهود واشنطن لزيادة الضغط على طهران. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنها فرضت عقوبات جديدة على ست شركات إيرانية لتصنيع البتروكيماويات أو شركات فرعية تابعة لها وثلاث شركات في ماليزيا وسنغافورة بسبب إنتاج وبيع وشحن البتروكيماويات والنفط الإيراني بمبالغ تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

في سياق متصل، قال مشرعون ومصادر في الكونغرس إن أكثر من نصف مليار دولار من المساعدات الأمنية الأميركية للعراق قد تكون في طريقها للإيقاف وسط مخاوف متزايدة من أن الأموال تعود بالفائدة على الإرهابيين الإيرانيين. ويفكر الجمهوريون في مجلس النواب في خطط لإلغاء مساعدة دافعي الضرائب الأميركية للعراق - رابع أكبر متلق للمساعدة الأمنية الأميركية - مستشهدين بتحالف البلاد المتنامي مع الجماعات الوكيلة لإيران، والتي اندمجت في كل مستويات القوات المسلحة العراقية تقريبًا. وأصبحت دولارات المساعدات هذه أولوية لإدارة بايدن لأنها تحاول مساعدة بغداد على تجنب الانهيار الاقتصادي. ويقول قادة الجمهوريون إنهم انتهوا من القرار بوقف المساعدات المتزايدة بعد قرار أصدرته محكمة عراقية الشهر الماضي بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السابق دونالد ترمب، بدعوى أن قراره لعام 2020 بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني على الأراضي العراقية يشكل جريمة حرب. وقد تثير هذه الخطط مشكلة دبلوماسية لإدارة بايدن، التي من المقرر أن تجتمع في وزارة الخارجية يوم الخميس مع وفد من الحكومة العراقية. ومن المؤكد أن أي جهد للكونغرس لقطع خط أنابيب المساعدات للحكومة العراقية سيُثار من قبل إدارة بايدن في هذه الاجتماعات.

في سياق منفصل، وفي وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي أنه غير مستعد بعد لاتخاذ قرار بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، كشفت مصادر مقربة من حاكم ولاية فلوريدا أن الجمهوري، رون ديسانتيس، على وشك اتخاذ قرار نهائي بشأن الترشح للسباق الرئاسي. وبحسب العديد من الجمهوريين المطلعين على المداولات، يكاد يكون من المؤكد أن ديسانتيس سيسعى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، حيث بدأ مستشاروه في التواصل مع الموظفين المحتملين وإجراء مقابلات معهم، وهم يحاولون تحديد أفضل وقت للإعلان عن نواياه.

 

  1. في الشأن العراقي

وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد الماضي، في زيارة رسمية إلى العاصمة العراقية. وبغداد هي المحطة الأولى في الجولة القادمة للافروف، والتي سيزور خلالها أيضاً مالي وموريتانيا والسودان. وكانت وكالة الأنباء العراقية قد نقلت عن المتحدث باسم الخارجية العراقية، إن الزيارة تأتي في سياق تأكيد انفتاح العراق على جميع شركائه، وأهمية العلاقات الاستراتيجية مع الجانب الروسي في ظل تعزيز الجذب الاستثماري والاقتصادي، خاصة ما يتعلق بملفات الطاقة. كما اشار إلى أن لافروف يترأس وفداً رفيع المستوى دبلوماسياً اقتصادياً استثمارياً، ويضم شركات متعددة عاملة في قطاع النفط والغاز، إضافة إلى شركات في مختلف القطاعات.

من جانب آخر، استؤنفت صادرات النفط الخام شمال العراق مساء الثلاثاء بعد أن أوقفت تركيا الضخ مؤقتا بسبب الزلزال الكارثي، الذي وقع يوم الاثنين، وفقا لما ذكرته حكومة إقليم كردستان العراق. وأشارت مصادر مطلعة إن شركة نقل الطاقة الحكومية التركية "بوتاس"، استأنفت تشغيل خط الأنابيب وعادت تدفقات النفط الخام إلى محطة تصدير جيهان على ساحل البحر الأبيض المتوسط في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. وتعتمد حكومة إقليم كردستان على خط أنابيبها إلى تركيا لجميع صادراتها من الخام، والتي بلغ متوسطها 400 ألف برميل يومياً في عام 2022 وتوفر أكبر مصدر منفرد للإيرادات للحكومة شبه المستقلة.

 

  1. في الشأن اليمني

كشفت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" عن ارتفاع كبير في أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الأعمال القتالية والألغام ومخلفات الحرب في محافظة الحديدة الساحلية، غربي اليمن، خلال العام 2022. وأوضح تقرير البعثة ، أنها سجلت خلال العام 2022، نحو (394) ضحية، منها (289) ضحية جراء الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، بزيادة وصلت إلى 160 في المئة، عما تم تسجيله في العام 2021. وكون ميليشيات الحوثي - ذراع إيران في اليمن، الطرف الوحيد المسؤول عن زراعة الألغام والمتفجرات وبشهادة تقارير محلية ودولية وأممية، إلا أن بعثة الأمم المتحدة في الحديدة واصلت تجاهل تحميل الحوثيين مسؤولية تضاعف ضحايا الألغام والمتفجرات وتصاعد الأعمال القتالية، بحسب موقع "نيوزيمن" الإخباري. ووفقاً للمعلومات المنشورة في التقرير الأممي بشأن تركز ضحايا الألغام في مديريتي الحالي والحوك ومزارع المواطنين ورعي الأغنام، أوضح عدد من العاملين في برنامج نزع الألغام "يماك" أن تلك المناطق إما مناطق تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وقامت بزرع الألغام فيها لمنع تقدم القوات المشتركة، أو مناطق محررة من سيطرتها تم تلغيمها قبل هزيمتها.

من جانب آخر، دعت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة إلى العمل على إعداد قائمة سوداء بقيادات ميليشيا الحوثي المتورطة في تجنيد الأطفال، وقال وزير الإعلام اليمني إن ميليشيا الحوثي حولت المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى معسكرات قتالية، معتبراً ذلك جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. كما حذر الوزير اليمني من النتائج المستقبلية الكارثية لعمليات تجنيد الأطفال من المدارس وحرف فصول الدراسة عن أهدافها على صعيد العملية التعليمية، والتي سيدفع ثمنها اليمنيون لأجيال قادمة. وكان تحالف حقوقي يمني قد كشف عن تجنيد ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً 12054 طفلاً في عدد من المحافظات خلال الفترة من مايو 2014 وحتى مايو 2021.

 

  1. في الشأن المصري

في الاقتصاد، خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف مصر السيادي درجة واحدة من B2 إلى B3 يوم الثلاثاء، كما خفضت الوكالة سقوف العملة المحلية لمصر من Ba2 إلى Ba3، فيما غيرت نظرتها المستقبلية من سلبية إلى مستقرة. وأشارت الوكالة إلى تراجع احتياطيات مصر من النقد الأجنبي وقدرتها على امتصاص الصدمات الخارجية هو السبب رئيسي وراء خفض التصنيف، وأضافت موديز أنها لا تتوقع انتعاش السيولة في مصر وتحسن وضعها الخارجي سريعاً.

في السياق، قفز معدل التضخم السنوي في المدن المصرية خلال يناير الماضي، إلى أعلى مستوى له في أكثر من خمس سنوات، مدفوعا بزيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية وأغلب السلع والخدمات الأخرى، متأثرة بانخفاض العملة المحلية. فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في مصر إلى 25.8 بالمئة في يناير الماضي، مقابل 21.3 بالمئة في ديسمبر، والذي كان الأعلى منذ ديسمبر 2017، وعلى أساس شهري ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 4.7 بالمئة في يناير مقارنة مع 2.1 بالمئة في ديسمبر، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وسمح البنك المركزي للجنيه المصري بالانخفاض نحو 50 بالمئة منذ مارس العام الماضي، ويجري تداوله حاليا عند مستوى 30.4 جنيه. ومن شأن ارتفاع التضخم بدرجة كبيرة أن يضغط على لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري لرفع أسعار الفائدة في اجتماعها في 30 مارس المقبل.

في سياق متصل، قال وزير البترول المصري، يوم الأحد، إن بلاده تعتزم طرح 3 مزايدات عالمية للبحث والتنقيب عن النفط والغاز في 2023، وأضاف طارق الملا خلال كلمة في مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول إيجبس 2023، أنه جرى وضع خطة طموحة مع الشركاء العالميين حتى 2025 لحفر أكثر من 300 بئر استكشافية والتي يسعون لوضعها على الإنتاج سريعا، كما أشار إلى أن جهود التعاون الإقليمي أسفرت عن زيادة صادرات الغاز من مصر ودول شرق المتوسط إلى أوروبا عبر مرافق تسييل الغاز المصرية بنحو مرة ونصف العام الماضي.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد على هذا الصعيد.

أزمة سد النهضة

أكدت مصر أن إثيوبيا تماطل في التوصل إلى إطار قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة، وقال وزير الخارجية المصري إن بلاده متمسكة بضبط النفس في هذه الأزمة، لافتاً خلال كلمته السبت، في المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى التحدي الخاص بالأمن المائي الجسيم الذي تواجهه منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، والتي تقع بعض دولها في أكثر مناطق العالم جفافاً وتصحراً. وأشار شكري إلى أن هذا التحدي يأتي مقترناً برغبة بعض دول منابع الأنهار في الاستئثار بالمورد المائي والسيطرة عليه دون اكتراث بمقدرات دول أخرى مشاطئة. وأكد أن تمسك بلاده بضبط النفس في قضية أزمة سد النهضة لم ولن يكون أبداً في مقابل التهاون في حق الشعب المصري في الحياة والوجود، مضيفا أن التوصل دون تأخير أو مماطلة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد بات ضرورة لا غنى عنها.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

كشفت بيانات حديثة، ارتفاع القيمة السوقية لـ 13 بورصة عربية وخليجية في يناير الماضي بنسبة 1.3% بعدما أضافت نحو 53 مليار دولار خلال تداولات شهر يناير الماضي. حيث قفزت القيمة السوقية المجمعة من مستوى 4.06 تريليون دولار في نهاية ديسمبر الماضي، إلى نحو 4.113 تريليون دولار في نهاية يناير الماضي. ووفق بيانات صندوق النقد العربي، فقد تصدرت السوق السعودية أكبر قيم أسواق المال العربية والخليجية بعدما سجلت نحو 2.7 تريليون دولار بنهاية يناير الماضي، مستحوذة على نحو 65.6% من إجمالي القيمة المجمعة لنحو 13 بورصة عربية وخليجية. في المركز الثاني حل سوق أبوظبي للأوراق المالية بقيمة سوقية بلغت نحو 690 مليار دولار، بحصة تبلغ نسبتها 16.77%. تلاه في المركز الثالث بورصة قطر بقيمة سوقية بلغت نحو 170.3 مليار دولار لتستحوذ على حصة بنسبة 4.14% من إجمالي القيمة المجمعة لأسواق المال العربية والخليجية.  

على صعيد آخر، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي يوم الاثنين، على أهمية دعم تجديد الهدنة في اليمن وضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين للانخراط الجاد في العملية السياسية لحل الأزمة. وشدد البديوي في لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ بالرياض على ضرورة الضغط على جماعة الحوثي للانصياع إلى مناشدات المجتمع الدولي للتفاوض مع الحكومة على وقف إطلاق نار شامل تحضيرا لاستئناف العملية السياسية.

 

  1. في الشأن الأوروبي

سجلت الأسهم الأوروبية أعلى مستوى في أكثر من تسعة أشهر، الأربعاء، بعد حصول المستثمرين على مؤشرات إيجابية من تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، الثلاثاء، فيما أدت التوقعات المتفائلة لشركتي "ليندا" و"اكزو نوبل" إلى ارتفاع أسهم قطاعي المواد الخام والكيماويات. وفسر المتعاملون في الأسواق تصريحات باول التي قال فيها إن من المنتظر أن يشهد عام 2023 انخفاضات ملموسة في التضخم على أنها تبشر بتشديد نقدي أقل حدة مما كانوا يخشون، رغم اعترافه بأن أحدث تقرير وظائف في الولايات المتحدة يظهر أن عملية إعادة التضخم للنسبة المستهدفة البالغة 2 بالمئة ستستغرق بعض الوقت.

في سياق منفصل، أعلنت ناطقة باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأحد، أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الذي يشغل هذا المنصب منذ 2014، لا يرغب في تمديد جديد لولايته بعد انتهائها في تشرين الأول/أكتوبر. وكان يفترض أن يغادر ستولتنبرغ منصبه في تشرين الأول/أكتوبر من السنة نفسها لتولي رئاسة البنك المركزي النرويجي، لكنه تخلى عن هذا المنصب في الأشهر اللاحقة. وقرر قادة دول الحلف في آذار/مارس 2022 بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، تمديد ولايته حتى 30 أيلول/سبتمبر 2023.

ويقود المسؤول الاشتراكي الديمقراطي النرويجي الذي سيبلغ 64 عاما، الحلف الأطلسي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014. وتولى رئاسة الوزراء في النرويج مرتين، بين 2000 و2001 ثم بين 2005 و2013. وبدأ ستولتنبرغ أول أمين عام للحلف من دولة مجاورة لروسيا، عمله على خلفية مواجهات بين موسكو وكييف بعد أشهر قليلة من ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ومع إدارة الأزمة الأفغانية والانتقادات الأميركية الموجهة إلى الحلف في عهد دونالد ترمب (2017-2021)، طغى النزاع بين روسيا وأوكرانيا على أبواب أوروبا إلى حد كبير على سنواته التسع على رأس الحلف، وبإدارته، بدأ الناتو تغييرا عميقا للتكيف مع التحدي الروسي ومواجهته.

في سياق منفصل، شارك مئات آلاف الأشخاص في فرنسا، السبت، للمرة الرابعة في أقل من شهر، في تعبئة ضد تعديل نظام التقاعد، وهو مشروع أساسي للرئيس ماكرون تهدّد النقابات بشل البلاد في مواجهته إذا ما بقيت الحكومة على موقفها. وعلى الرغم من التباين الكبير في تقدير أعداد المحتجين، ازداد عدد المشاركين في التعبئة السبت مقارنةً بالتحرك السابق الذي نظّم الثلاثاء. وزارة الداخلية قدّرت عدد المشاركين السبت بـ963 ألف شخص في كل أنحاء فرنسا (بينهم 93 ألفا في باريس) فيما قدّر الاتحاد النقابي "الكونفدرالية العامة للعمل" (سي. جي. تي) عدد المشاركين بأكثر من 2.5 مليون شخص، بينهم 500 ألف في باريس. وقبل انطلاق التظاهرة الباريسية أكد قادة الاتحاد النقابي الدعوة إلى يومي تعبئة إضافيين في 16 فبراير و7 مارس، معربين عن استعدادهم لتشديد التحرك وشل البلاد إذا ما بقيت الأمور على حالها. كذلك دعت "الهيئة المستقلة للمواصلات الباريسية" إلى إضراب في السابع من مارس.

والسبت حذّر المسؤول في حزب الجمهوريين اليميني كزافييه برتران الحكومة من أن عدم أخذها في الاعتبار مطالب الفرنسيين المتعلقة بالتقاعد سيؤدي في حال أقر التعديل إلى طلاق أوسع نطاقاً وأكثر إثارة للقلق بين الفرنسيين ومن يحكمون. وفي مرسيليا، شدّد زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون على أن ماكرون مخطئ في البلد إذا كان يعوّل على تراجع زخم التحرك الاحتجاجي. ولم تفض النقاشات حول النص في الجمعية الوطنية حتى الآن سوى إلى جدل متكرر وتبادل اتهامات.

على صعيد آخر، حضّ آلاف من الإيرانيين المقيمين في أوروبا، بمن فيهم أقارب ضحايا القمع في طهران، ومشرّعون ونشطاء أوروبيون الاتحاد الأوروبي خلال تجمّع أقاموه، السبت، في باريس على إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية، وشدّد خطباء في التظاهرة التي نظّمت في "ساحة فوبان" في قلب العاصمة الفرنسية على أن إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية سيكون أكبر مساهمة يمكن لوزراء الاتحاد الأوروبي تقديمها، في إطار مساعدة الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في إيران في سبتمبر الماضي. كما حضّ المحتجّون بلدان الاتحاد الأوروبي على قطع العلاقات الاقتصادية مع إيران على خلفية قمع التحرك الاحتجاجي، رافعين لافتة تحمل في خلفيتها أعلام الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، كُتب عليها "مصالحكم الاقتصادية تسفك دماء شبابنا الأبرياء".

في ملف الطاقة، تقترب كل من ألمانيا وسلطنة عمان من توقيع اتفاق طويل الأمد بشأن إمدادات الغاز المسال يمتد لعشر سنوات على الأقل، إذ تواصل برلين البحث عن بدائل لإمدادات الوقود الروسية من خلال محادثاتها مع عدد من العواصم الخليجية كالدوحة ومسقط وأبوظبي. وتحدثت ثلاث مصادر مطلعة عن رحلة متقدمة من المحادثات بين البلدين لتزويد ألمانيا بالغاز المسال في مواجهة أزمة الطاقة، وقال مصدران مطلعان إن الاتفاق مع سلطنة عمان سيكون لما بين نصف مليون ومليون طن سنويا، وقال أحدهما إنه سيكون لتوريد 0.8 مليون طن سنويا على مدار عشر سنوات. وتأمل ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، في إيجاد بديل لواردات الطاقة من روسيا بحلول منتصف 2024، وهو جهد كبير لدولة تعتمد بنسبة كبيرة على الغاز الطبيعي لتشغيل قطاعها الصناعي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وقعت قطر للطاقة وكونوكو فيليبس اتفاقيتي بيع وشراء لتصدير مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا إلى ألمانيا لمدة 15 عاما على الأقل اعتبارا من 2026. وتسعى أوروبا جاهدة لإيجاد بديل للغاز الروسي منذ العام الماضي على خلفية الحرب في أوكرانيا بعدما بدأت شركة غازبروم الحكومية الروسية تقليص إمداداتها عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا قبل أن توقفها. واعتبرت ألمانيا أكثر بلد أوروبي متضرر من إيقاف الإمدادات الروسية إضافة الى ايطاليا وفرنسا اللتين تبحثان بدورهما عن بديل للغاز والطاقة بتعزيز التعاون مع دول مثل الجزائر وليبيا وقطر.

أزمة شرق المتوسط

وصل وزير الخارجية اليوناني إلى تركيا الأحد، للتعبير عن دعم أثينا لجارتها التي ضربها زلزال عنيف على الرغم من التاريخ الطويل من الخصومة بين البلدين كما أعلنت وزارته، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أن اليونان تقف إلى جانب تركيا لمساعدة المنكوبين من الزلزال، كما أضاف أنه لا يجب انتظار زلزال آخر لتطبيع علاقاتنا وتحسينها ويجب العمل بشكل مباشر على ذلك. من جانبه، قال وزير خارجية تركيا نه سيتم العمل على تطبيع العلاقات مع اليونان رغم الخلافات.

 

  1. في الشأن التركي.

فيما أعلنت تركيا عن تخطي عدد ضحايا الزلزال إلى أكثر من 29 ألفا يوم الاحد، أفاد وزير الزراعة التركي إن جميع السدود ومحطات الطاقة في البلاد بحالة جيدة وتقوم فرق بالتدقيق والفحص اليومي لها بعد الهزات الأرضية التي ضربت البلاد على مدى الأيام الماضية، وأشار إلى أن هناك بعض التشققات ولكنها تحدث دائما في السدود وليست نتيجة الزلزال، وإلى أنه لا توجد أخطار من فيضان نهر العاصي في سوريا.

من جانب آخر، رغم كارثة الزلزال التي خلفت عشرات الآلاف، أعلن وزير العدل التركي بكر بوزداغ، الأحد، أنه لا يوجد تغيير في موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة حتى الآن. وأضاف الوزير التركي في إيجاز صحافي، أن هناك العديد من القوانين التي تم وقف العمل بها جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الاثنين الماضي، لافتا أنه جرى منع سفر أكثر من 150 شخصا مسؤولين عن تشييد مبان انهارت في كارثة الزلزال، ومشيرا إلى أن قضايا المحاكم في الولايات المنكوبة ستؤجل جلساتها لمدة شهرين.

وفي السياق، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، إن السلطات حددت هوية 131 مشتبها بهم حتى الآن باعتبارهم مسؤولين عن انهيار بعض آلاف المباني التي سويت بالأرض في الأقاليم العشرة المتضررة من الزلازل التي وقعت في ساعة مبكرة من يوم الاثنين. كذلك أوضح أوقطاي للصحافيين بمركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة، أن أوامر صدرت باعتقال 113 منهم، وكشف أن وزارة العدل أنشأت مكاتب تحقيق في جرائم الزلزال بالأقاليم المتضررة للتحري بشأن حالات الوفيات والإصابات.

لكن من المؤكد أن تصل الهزات الارتدادية للزلزال المدمر إلى صناديق الانتخابات المقرر إجراؤها بعد 3 أشهر. وبالفعل، بدأ خصوم الرئيس التركي السياسيون بانتقاد استجابة حكومته للزلزال، قائلين إنه على مدار عقدين من الزمن فشل في إعداد البلاد لما لا مفر منه. ويشير الخبراء إلى التراخي في تطبيق قوانين البناء باعتباره أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت زلزال الأسبوع الماضي مدمراً إلى هذا الحد. لكن مع أقل من 100 يوم على الانتخابات، لم يقدم خصوم أردوغان حتى الآن مرشحًا لخوض الانتخابات ضده.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

نفى بنك أبوظبي الأول، الجمعة، أنه يقيم حاليا عرضا لبنك ستاندرد تشارترد البريطاني. ووردت أنباء بشأن العرض المحتمل للمرة الأولى في الخامس من يناير الماضي، وأعلن "أبوظبي الأول" في حينها أنه كان يدرس تقديم عرض لبنك ستاندرد تشارترد المدرج في لندن، لكنه توقف عن نظر الأمر. وقفز سهم "ستاندرد تشارترد"، الخميس، 11% بعدما أفادت وكالة "بلومبرغ نيوز" بأن بنك أبوظبي الأول يدرس تجديد العرض بمجرد انتهاء أجل قواعد تجميد تمنعه من القيام بذلك على الفور.

في سياق منفصل، حلت 3 دول عربية في صدارة الدول الناشئة الأكثر جاهزية للاستثمار، وفقاً لمؤشر "أجيليتي للوجستيات" والذي صدر حديثاً. وحافظت الإمارات على الصدارة في الإصدار السنوي الرابع عشر للمؤشر بإجمالي 9.1 نقطة، في تصنيف أساسيات الأعمال. فيما صعدت قطر مركزين إلى المرتبة الثانية، متقدمة بذلك على كل من ماليزيا، صاحبة الوصافة العام الماضي، والتي جاءت في المرتبة الرابعة، خلف السعودية، والتي جمعت 7.86 نقطة.

 

  1. في الشأن السعودي

في سعيها لبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة إلى الفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً، أعلنت السعودية، الأحد، عن إرسال أول رائدة فضاء سعودية ورائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام 2023، حيث ستلتحق رائدة الفضاء ورائد الفضاء السعوديان (ريانة برناوي وعلي القرني) بطاقم مهمة AX-2 الفضائية. والرحلة العلمية ستنطلق من الولايات المتحدة الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية، حيث يشمل البرنامج تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة، وهما (مريم فردوس وعلي الغامدي).

من جانبه، أوضح رئيس إدارة مجلس الهيئة السعودية للفضاء، المهندس عبدالله بن عامر السواحه، أن المملكة في ظل الدعم غير المحدود من القيادة تسعى من خلال برنامج رواد الفضاء إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء، وتعزيز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل بما ينعكس إيجابًا على مستقبل الصناعة والوطن، مشيرًا إلى أن المملكة تُعوّل على برنامج رواد الفضاء في تعزيز مكانتها في السباق العالمي نحو الفضاء واستكشافه، ورفع مكانتها في خارطة الدول التي تتسابق إلى الفضاء وتستثمر في علومه المختصة. ويأتي برنامج رواد الفضاء بالتعاون مع مجموعة من الجهات في مقدمتها وزارة الدفاع، ووزارة الرياضة، وهيئة الطيران المدني، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بالإضافة إلى شركة "أكسيوم سبيس" المختصة في رحلات الفضاء المأهولة، وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولايات المتحدة الأميركية.

من جانب آخر، وصف تقرير "أجيليتي للوجستيات"، السعودية، بأنها أكثر الأسواق إثارة لصناعة اللوجستيات على مستوى العالم حالياً، بدعم من الاستثمارات الحكومية الكثيفة في القطاع. إذ تعهدت الحكومة في عام 2021 باستثمار 500 مليار ريال خلال العقد المقبل في تطوير المطارات والموانئ وخطوط السكك الحديدة، وفقاً لرؤية المملكة 2030، كما أطلقت مبادرة "سلاسل الإمداد العالمية" العام الماضي بهدف جذب استثمارات أجنبية بقيمة 10 مليارات دولار، لترسيخ مكانة السعودية كمنصة عالمية لسلاسل التوريد.

 

  1. في الشأن الروسي

تعهّدت روسيا الأربعاء بالرد في حال زودت بريطانيا أوكرانيا بطائرات مقاتلة، محذرة من تصعيد، وقالت سفارة موسكو في لندن في بيان نقلته وكالات أنباء روسية إن روسيا ستجد ردا على أي خطوات غير ودية يتخذها الجانب البريطاني، وأضافت أن لندن ستتحمل مسؤولية الحصاد الدموي لجولة التصعيد المقبلة وما يترتب على ذلك من تداعيات عسكرية وسياسية على القارة الأوروبية والعالم بأسره!

في سياق منفصل، قال وزير الخارجية الروسي، الجمعة، إن جهود الغرب لعزل بلاده فشلت تماماً وإن موسكو تبني علاقات أقوى مع دول في إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، إلى جانب بلدان أخرى، وقال لافروف لدبلوماسيين روس في حدث استضافته وزارته بعد عودته من جولة في إفريقيا استمرت قرابة أسبوع، أنه على الرغم من المخططات المعادية لروسيا التي وضعتها واشنطن ولندن وبروكسل، فإن موسكو تعزز علاقات حسن الجوار بالمعنى الواسع لهذا المفهوم مع أغلبية الدول. وكانت آخر رحلة قام بها وزير الخارجية المخضرم هي زيارة مالي وموريتانيا والسودان إلى جانب العراق. كما زار مؤخراً جنوب إفريقيا وإسواتيني وأنغولا وإريتريا.

في ملف منفصل، يعتزم تحالف أوبك بلس الإبقاء على مستوى الإنتاج من النفط للدول الأعضاء، رغم قرار روسيا الأخير بشأن خفض إمداداتها رداً على العقوبات الدولية المفروضة على صادراتها من الطاقة. وكشفت مصادر مطلعة أن تحالف "أوبك+" يعتقد أن هذا الإجراء يستهدف الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي على نطاق واسع. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الجمعة، إن موسكو تعتزم خفض إنتاجها النفطي طواعية بمقدار 500 ألف برميل يوميا أو حوالي 5% في مارس/آذار وذلك بعد أن طبق الغرب سقفا لأسعار النفط الروسي.

في سياق منفصل، يلزم القانون الروسي المنظمات والأفراد الذين اعتبرت السلطات أنهم يتلقون تمويلاً أجنبياً بتعريف أنفسهم على أنهم "عملاء أجانب"، مما قد يقوض مصداقيتهم. وأضافت روسيا، الجمعة، كاتب خطابات سابق للرئيس بوتين إلى سجل خاص بالوكلاء الأجانب، وقالت وزارة العدل إن عباس غالياموف وزع مواد أنشأها عملاء أجانب على عدد غير محدود من الناس، وتحدث ضد العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وشارك في منصات المعلومات التي قدمتها الهياكل الأجنبية. وكثيراً ما نقلت وسائل الإعلام الأجنبية أخباراً مصدرها غالياموف، كاتب خطابات بوتين خلال الفترة التي قضاها كرئيس للوزراء عامي 2008 و2012. وقد جذب الانتباه مؤخراً بظهوره على شبكة "سي. إن. إن"، حين أشار إلى أن بوتين قد يواجه انقلاباً عسكرياً. وقالت الوزارة إنها وضعت أيضاً نجمة البوب زيمفيرا رامازانوفا على القائمة، وأضافت أنها عارضت علناً العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتلقت أموالاً من جهة أجنبية غير محددة. يذكر أن المغنية غادرت روسيا. كما تم تصنيف ديمتري غودكوف، السياسي المعارض المعروف قبل فراره من روسيا في عام 2021، أيضاً كعميل أجنبي، ويتّهم غودكوف بالدعوة إلى إمداد أوكرانيا بالسلاح وفرض قيود على روسيا.

 

  1. في الشأن الأوكراني

بعدما فتح رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الباب أمام بريطانيا لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا بعد نداء من الرئيس الأوكراني ، يخطط البلدان لتصنيع الأسلحة والمركبات العسكرية البريطانية داخل أوكرانيا. وبدأ كبار مسؤولي صناعة الدفاع في بريطانيا الخطط مع نظرائهم في كييف، حيث سافر مسؤولون تنفيذيون بريطانيون إلى هناك بهدف إقامة مشاريع مشتركة لتصنيع الأسلحة والمركبات محلياً بموجب ترخيص، بحسب التقارير. كما تجري شركات دفاعية أوروبية أخرى محادثات مع أوكرانيا، حيث تحرص الشركات البريطانية على عدم إفساح المجال لمنافسيها الفرنسيين والألمان. وقال أحد المسؤولين التنفيذيين البريطانيين إن السباق جار لوضع المملكة المتحدة في مقدمة قائمة الانتظار. من جهتها، رفض مسؤولو رئاسة الوزراء البريطانية (داونينغ ستريت) ووزارة الدفاع التعليق على الموضوع ليلة السبت، قائلين إن الأمر يتعلق بالصناعة.

وكانت الحكومة البريطانية أعلنت الأربعاء، جولة جديدة من العقوبات تستهدف روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. حزمة العقوبات، التي تم الإعلان عنها أثناء زيارة الرئيس الأوكراني للمملكة المتحدة، استهدفت 6 منظمات تقدم معدات عسكرية مثل الطائرات بدون طيار، وأيضا ثمانية أفراد ومنظمة واحدة مرتبطة، بشبكات مالية شائنة تساعد في الحفاظ على الثروة والسلطة بين نخب الكرملين.

ميدانيا، ومع احتدام أعنف المعارك للسيطرة على مدينتي فوليدار ومارينكا، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، السبت، أن القوات الأوكرانية تقيم دفاعات على طول خط المواجهة في دونيتسك، بما في ذلك بلدة باخموت المحاصرة، وقال إن روسيا تنفذ حوالي 50 هجوماً يومياً في دونيتس، مضيفا، بعد اتصال مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي أن القتال العنيف مستمر في منطقة فوليدار ومارينكا، وأن جيشه يقيم دفاعات قوية، بحيث تمكن في بعض مناطق الجبهة من استعادة المواقع التي فقدها سابقاً وكسب موطئ قدم، دون تحديد الأماكن التي تمكنت القوات الأوكرانية من استعادتها. وكشف أن أوكرانيا مازالت تسيطر على باخموت وتحاول الحفاظ على الوضع على الخطوط الأمامية حول المدينة.

من جانبه، أعلن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، التي تقف على الخطوط الأمامية على جبهة باخموت، السبت، أن قواته تواجه مقاومة شرسة حول المدينة من المدافعين الأوكرانيين، ولفت أيضاً إلى أن الأمر قد يستغرق من موسكو عامين للسيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل.

هذا في وقت أعلن حاكم مدينة خاركيف الأوكرانية أوليه سينيهوبوف إن تقارير أولية تشير إلى أن ثلاثة صواريخ روسية من طراز إس-300 سقطت على خاركيف ليل السبت-الأحد، وأضاف أن إحدى منشآت البنية التحتية قد تضررت ويجري التحقق من المعلومات المتعلقة بالضحايا وحجم الدمار. وقد أصابت صواريخ روسية منشآت لتوليد الطاقة في خاركيف، الجمعة، في هجوم تسبب في إصابة ثمانية أشخاص.

في سياق آخر، قالت شركة "دي. تي. إي. كيه"، أكبر شركة خاصة لإنتاج الطاقة في أوكرانيا، السبت، إن ثلاث مناطق أوكرانية كبرى، فضلاً عن العاصمة كييف، ستكون قادرة على تجنب انقطاع التيار الكهربائي الأحد في الوقت الذي تعمل فيه السلطات على إصلاح شبكات الكهرباء التي تضررت جراء هجوم روسي كبير. وقالت "دي. تي. إي. كيه" في بيان إن شركة تشغيل الشبكة "يوكرينرجو" لن تفرض مزيداً من القيود على الاستهلاك، مما يعني أنه لن يكون هناك انقطاع للتيار الكهربائي في كييف والمنطقة المحيطة بها، وكذلك منطقتا أوديسا ودنيبرو.

وكان وزير الطاقة الأوكراني قد أعلن أن روسيا قصفت منشآت كهرباء في ست مناطق بصواريخ وطائرات مسيرة، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد. فيما قالت القوات المسلحة الأوكرانية في وقت متأخر، الجمعة، إن القوات الروسية أطلقت أكثر من مئة صاروخ ونفذت 12 هجوماً جوياً و20 قصفاً بالمدفعية، وأضافت أنه تم تدمير 61 صاروخ كروز. من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية السبت، إن قواتها شنت "هجوماً كبيراً" على منشآت طاقة بالغة الأهمية في المجمع الصناعي العسكري الأوكراني الجمعة.

 

  1. في الشأن الايراني

أعلن قراصنة معلوماتية يدعمون حركة الاحتجاج في إيران، السبت، أنهم قطعوا بث التلفزيون الحكومي عبر الإنترنت لخطاب الرئيس إبراهيم رئيسي في الذكرى الرابعة والأربعين للثورة في 1979. ونشرت مجموعة "عدالة علي" على تويتر مقطع فيديو يظهر وقف بث الخطاب واستبداله بمقطع مصور يدعو الإيرانيين إلى سحب أموالهم من بنوك النظام الفاسدة والنزول إلى الشارع الأسبوع المقبل، وحمل المقطع شعارات "الموت لخامنئي" و"الموت للثورة الإسلامية" و"الموت للجمهورية الإسلامية". وأضافت المجموعة التي تقوم بثاني عملية قرصنة للتلفزيون الحكومي دعماً لحركة الاحتجاج بأن العديد من المواطنين اتصل بها وطلبوا نشر الدعوة للتظاهرات في 16 فبراير.

إلى ذلك، وبالتزامن مع إحياء السلطات الإيرنية بالألعاب النارية في مختلف المدن، ذكرى ثورة 1979 التي أسقطت الشاه وجاءت بالنظام الديني إلى الحكم، عبر المعارضون - الذين ضاقت بهم الشوارع بفعل القمع الحكومي المفرط من على الأسطح والشرفات ومن وراء النوافذ في العديد من مناطق طهران والمدن الإيرانية الأخرى - عن رفضهم الوضع القائم، شهدت أحياء العاصمة من قبيل، نازي آباد وإكباتان وأمير آباد وسعادت آباد وصادقية وشهرآرا وباغ فيض وشريعتي وسهروردي وأفسرية وبيروزي وطهرانبارس ونارمك، ترديد هتافات مناوئة للنظام من قبيل الموت للديكتاتور والموت لخامنئي والموت للنظام القاتل للأطفال ممزوجة بأصوات المفرقعات والألعاب النارية للمراسم الحكومية.

وشهدت مناطق مختلفة من مدينة أصفهان وسط إيران مساء الجمعة ترديد شعارات مناهضة للنظام في الذكرى السنوية للثورة التي جاءت به وردد المحتجون في أصفهان من داخل منازلهم ومجمعاتهم السكنية شعارات مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت للنظام القاتل الأطفال".

وشهدت مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة إيرانية الواقعة في شمال شرقي البلاد، والتي تضم مرقد ثامن أئمة الشيعة، شهدت ترديد شعارات لأعداد من المحتجين مساء الجمعة، من بينها شعار "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".

وفي عدة مناطق بمدينة كرج عاصمة محافظة ألبرز غرب محافظة طهران، ومنها أحياء جوهردشت وعظيمية وفرديس، فقد رد المعارضون على الألعاب النارية الحكومية بمناسبة ذكرى الثورة هتافات مناوئة لنظام الثورة وقادته، ومنها: "الموت لخامنئي واللعنة على خميني"، و"الموت لخامنئي الجلاد" و"الموت للديكتاتور".

وأما مدينة كرمانشاه عاصمة محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية الشيعية، فشهدت هي الأخرى مساء الجمعة، ترديد هتافات مناوئة للنظام الإيراني، مثل: "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت للجمهورية الإسلامية".

كما كانت مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان إيران، في مساء الجمعة وليلة السبت، بالتزامن مع مراسم إحياء ذكرى الثورة بالألعاب النارية الحكومية، مسرحا لترديد شعارات، مثل: "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور".

في مدينة جرجان عاصمة محافظة غُلستان ذات الأغلبية التركمانية، وبينما كان الأجهزة الحكومية تبث الشعارات الموالية للسلطة عبر مكبرات الصوت، ردت مجموعة من المعارضين عليها بهتافات مناهضة للنظام، مثل: "المرأة، الحياة، الحرية"، و"الموت للديكتاتور"، و"الموت لخامنئي".

وشهدت عدة مناطق في ميناء بندر عباس على الخليج العربي، ترديد هتافات مناهضة للحكومة ليلة السبت، وكان من بين شعارات المحتجين في بندر عباس، "الموت لخامنئي"، و"لم نُقتل لنساوم ونمدح المرشد القاتل"، و"الموت للديكتاتور".

من جانب آخر، ناقش ثمانية من المعارضين الإيرانيين في الخارج سبل توحيد المعارضة المتشرذمة، الجمعة، وسط فعاليات موالية للحكومة داخل البلاد بمناسبة الذكرى السنوية للثورة عام 1979. وتعاني إيران من الاضطرابات منذ وفاة مهسا أميني وتعد الاحتجاجات من أقوى التحديات للجمهورية الإسلامية منذ الثورة. وقالت شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل في رسالة عبر الاتصال المرئي إلى تجمع شخصيات معارضة بارزة في جامعة جورج تاون بواشنطن أن الجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة بسبب الخلافات وعلى الجميع وضع خلافاتهم جانباً كي يأتوا إلى صندوق الاقتراع. من جهتها، قالت المدافعة عن حقوق المرأة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها مسيح علي نجاد أنه يجب أن الاتفاق على مبادئ تستند إلى إعلان حقوق الإنسان والقضاء على التمييز، والاتفاق على المبادئ التي يمكن لكل إيراني أن يرى نفسه فيها والتي تجسد نهاية القهر، وأعربت عن أملها في أن يتم التوصل إلى اتفاق حول مبادئ المعارضة بحلول نهاية عام 2023. يذكر أن المعارضة الإيرانية منقسمة منذ وقت طويل إلى عدة فصائل في الداخل والخارج ومنهم الملكيون والجمهوريون واليساريون والمنظمات التي تجمع الأقليات العرقية بما في ذلك الأكراد والبلوش والعرب.

 

  1. في الشأن السوداني

أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان، يوم السبت، أنه توصل إلى اتفاق سياسي مع الأطراف غير الموقعة على الاتفاق الإطاري، وأضاف المجلس في بيان أنه عُقد اجتماعات برئاسة عبد الفتاح البرهان، وبحضور نائبه محمد حمدان دقلو، على مدى الأيام الماضية ضمت الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري وغير الموقعة عليه، حيث تم الاتفاق على الصيغة النهائية للإعلان السياسي، واشار إلى أنه سوف يجري الترتيب لإجراءات التوقيع على الإعلان السياسي بالسرعة المطلوبة.

يذكر أن المكون العسكري متمثلاً بمجلس السيادة في البلاد كان توصل أوائل ديسمبر الماضي (2022) إلى "اتفاق إطاري" مع قوى الحرية والتغيير، المجلس المركزي وقوى سياسية ومهنية أخرى، منها الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي وجماعة أنصار السنة المحمدية، ومنظمات مجتمع مدني، وذلك لبدء مرحلة انتقالية تستمر لمدة عامين تختتم بإجراء انتخابات، من أجل إنهاء الأزمة السياسية المستمرة في البلاد، والعوده إلى الحكم المدني، برعاية أممية وإقليمية.

 

  1. في الشأن الصيني

نددت الصين، يوم الخميس، بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن اللامسؤولة إطلاقاً، بعدما قال في مقابلة إن نظيره الصيني شي جينبينغ يواجه "مشاكل هائلة"، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن هذه التصريحات تنتهك القواعد الأساسية للآداب الدبلوماسية. يشار إلى أنه بعد أزمة منطاد التجسس وإلغاء زيارة وزير الخارجية الاميركي إلى بكين والتي كانت محددة يأتي تصريح بايدن الأخير ليعقّد الأزمة.

من جانب آخر، من المقرر أن يصل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الصين، يوم الثلاثاء، في مستهل زيارة تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ، وأعلنت عن الزيارة المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، الأحد، لكنها لم تخض في تفاصيل برنامج الزيارة. وتعهد رئيسي في ديسمبر بالبقاء ملتزما بتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، خلال اجتماع مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هو تشون هوا في طهران.

يشار إلى أن الصين مشتر رئيسي للنفط الإيراني ومصدر مهم للاستثمار في إيران.

في الملف الاقتصادي، سجلت الصين فائضا في الحساب الجاري بلغ 417.5 مليار دولار في عام 2022، بزيادة 32 بالمئة عن العام السابق. وقال وانغ تشون ينغ، نائب رئيس إدارة الدولة للنقد الأجنبي الصينية، والمتحدث باسمها، إن الرَّقَم المسجل، هو الأعلى من نوعه بعد عام 2008، ويمثل 2.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للصين خلال نفس الفترة، مشيرا إلى أن التجارة في السلع سجلت فائضا قياسيا بلغ 685.6 مليار دولار في عام 2022، بزيادة 22 بالمئة على أساس سنوي. وشهدت التجارة في الخدمات عجزا قدره 94.3 مليار دولار، بانخفاض 6 بالمئة على أساس سنوي، فيما ارتفع العجز في قطاع السياحة بنسبة 14 بالمئة على أساس سنوي إلى 107.6 مليار دولار مع تعافي الإنفاق على السياحة عبر الحدود والتعليم في الخارج تدريجياً.

في جانب متصل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، وهو مقياس رئيسي للتضخم، في الصين بنسبة 2.1 بالمئة على أساس سنوي خلال يناير الماضي، بعد إعادة فتح البلاد والتخلي عن قيود "صفر - كوفيد". وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.8 بالمئة خلال يناير الماضي. وتوسع النمو بمقدار 2.3 نقطة مئوية على أساس شهري، مما رفع التضخم الاستهلاكي الشهري بنحو 0.52 نقطة مئوية، وفقا للبيانات مع نهاية الاسبوع.

وكان من المتوقَّع أن ترتفع أسعار المستهلك نظراً لارتفاع الطلب في إجازة العام القمري الجديد حيث يسافر الناس وينفقون الأموال، إذ تشير بيانات الإنفاق في العطلات إلى قفزة في خدمات المطاعم والسياحة وغيرها. وكان بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) قد ضخ نحو 150 مليار دولار في الأسواق المالية على مدى الأيام الثلاثة الماضية لتخفيف ضغوط السيولة، في إشارة إلى أنَّه يُبقي السياسة فضفاضة نسبياً.

الجدير بالذكر أن الاقتصاد الصيني قد نما العام الماضي، بثاني أبطأ وتيرة في قرابة نصف قرن، بـ 3 بالمئة، إذ تأثر نشاط الربع الرابع من العام بشدة بالقيود الصارمة المرتبطة بكوفيد وتباطؤ في سوق العقارات، مما زاد الضغط على صناع السياسات للكشف عن المزيد من التحفيز هذا العام.

 

  1. في أزمة تونس

قالت وزارة الداخلية التونسية، السبت، إنّ النيابة العامة قررت احتجاز قيادات نقابية أمنية، بتهمة الاستيلاء على أموال الأعضاء وتوظيفها بشكل غير مشروع، وأوضحت في بيان أن نتائج عمليات التدقيق المالي أفرزت شبهة توظيف غير مشروع لأموال المنخرطين وممارسات احتياليّة مختلفة وواسعة النطاق وتلاعب بمقدّرات النقابة التي قد تناهز 134 مليون دينار. وأشارت الوزارة، أنّ النيابة العامّة قرّرت الاحتفاظ بـ 9 أشخاص من بين المتورطين من أعضاء المكتب التنفيذي ووسطاء، مشدّدة على أنّها ستواصل دعمها للعمل النقابي الحقّ الذي يضمن حقوق ومصالح المنخرطين في إطار تشاركي وطبقا للنصوص والضوابط القانونية. ومن شأن هذا الاعتقال أن يصعدّ التوترات داخل المؤسسة الأمنية في تونس، التي تعيش منذ أشهر على وقع خلاف بين النقابات الأمنية ووزير الداخلية، بعد قرار الأخير منع اقتطاع مساهمات منتسبي النقابات من أجور الأمنيين، في خطوة رفضتها النقابات واعتبرتها محاولة من السلطة تجفيف منابعها المالية تمهيدا لحلّها والقضاء على العمل النقابي.

في الملف الاقتصادي، بدأت الحكومة التونسية، الأربعاء، نقاشات حول مشروع قانون جديد للصرف الأجنبي اقترحه البنك المركزي ويتضمن إصلاحات، وسط مطالب من الشركات التونسية لوصول أسهل للعملة الصعبة ومزيد من الشفافية وتقليل البيروقراطية. ويهدف مشروع القانون الجديد إلى تحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات لإزالة العقبات التي تواجه الشركات التونسية في علاقاتها المالية والتجارية مع الخارج. وقالت الحكومة، في بيان عقب اجتماع بشأن مشروع القانون الجديد إن تونس تتطلع إلى تحديث نظام الصرف والتحرير التدريجي للعلاقات المالية نحو التحرير الكامل مع العالم الخارجي.

في السياق، قال البنك الدولي في بيان، إنه وافق على قرض لتونس بقيمة 120 مليون دولار لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الحصول على تمويل. ويهدف المشروع إلى معالجة القيود الرئيسية على السيولة طويلة الأجل التي تواجهها الشركات التونسية من خلال تمويل تسهيلات ائتمانية طويلة الأجل ستقرضها وزارة المالية للمؤسسات المالية المشاركة كي تقرضها بدورها للشركات الصغيرة والمتوسطة المؤهلة، بهدف تحقيق الانتعاش الاقتصادي. وقال ألكسندر أروبيو، مدير مكتب البنك الدولي في تونس أن جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وتأثيرهما أدتا على اختلال الاقتصاد الكلي في تونس إلى تفاقم التحديات التي تواجه الشركات الصغرى والمتوسطة وضعف أدائها وسلامتها المالية.

 

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) التيار العوني

8 شباط 2023

أعلنت الهيئة السياسية ل"التيار الوطني الحر" في بيان، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، أن "التيار يبدي تعاطفه مع سوريا وتركيا في الكارثة الطبيعية التي أصابتهما، ويعتبر أن مصابهما هو مصاب لبنان ويتقدم بأصدق التعازي بالضحايا".

ورأت أن "الكارثة الكبيرة التي حلت بالشعب السوري يجب أن تغير مسار التعاطي الدولي مع سوريا وتفتح الباب أمام قرارات جدية لرفع الحصار والظلم لأن المسألة لم تعد استهدافا لنظام، بل أصبحت استنزافا قاتلا لشعب، وهو ما ترفضه الشرائع السماوية والوضعية".

وقالت: "تحت وطأة الزلزال وسيطرة أخباره، دعا رئيس الحكومة المستقيلة والمصرفة للأعمال إلى جلسة خرق فيها مرة جديدة الدستور والميثاق. وكان واضحا أن هدف الجلسة هو الإمعان في الاستفزاز، فلا شيء في جدول الأعمال يبرر الجلسة ولا أمور طارئة ليست لها حلول دستورية كانت تستدعيها، لا بل تم افتعال بنود لتبرير عقد الجلسة، وهذا أمر مرفوض. ومن المؤسف أن المشاركين في تغطية هذه المجزرة الميثاقية يساهمون في تسبب مزيد من الانقسام والشرخ الوطني، ويمعنون في ضرب الشراكة والميثاقية، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو القبول به".

أضافت: "ما يجري في الدوائر العقارية وفي مصلحة تسجيل السيارات وغيرها من تحقيقات قضائية لملاحقة الفاسدين، يضع الحكومة أمام واجب أن تؤمن استمرارية المرافق التي يطاولها التحقيق لكي لا تنقطع الخدمة عن المواطن. فهي حق له وواجب على الإدارة، وانقطاعها يفاقم الأزمة ويزيد من تحلل الدولة".

وختمت: "على القضاء الاستمرار في ملاحقة الفاسدين في كل الإدارات، وعلى الحكومة في المقابل عدم التذرّع بالاجراءات القضائية، بل بتحمل مسؤولياتها في عدم انقطاع الخدمة وعدم انقطاع موظفي القطاع العام عن القيام بواجباتهم وقيام الحكومة بتأمين المستلزمات اللازمة لهم لذلك".

2*) الحزب الايراني

8 شباط 2023

أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان، إلى أن "الزلزال العنيف الذي عصف بمناطق في تركيا وسوريا وأحدث دمارا هائلا وأوقع آلاف الضحايا بين قتلى ومصابين وتسبب بخسائر مادية وتداعيات كثيرة في أكثر من اتجاه، يستدعي من كل الشعوب والدول خصوصا تلك التي تمتلك القدرات وتتغنى بحماية حقوق الإنسان، وكذلك من المنظمات والمؤسسات الدولية، وقفةً تضامنيّةً جادّة ومسؤولة وتضافر جهود ومساعدات لاستنقاذ ما يمكن استنقاذه من تحت الركام ولبلسمة جراحات المنكوبين وإيواء المشردين فضلاً عن إعادة البناء والتعمير".

ولفتت إلى أن "سوريا الشقيقة التي تحمّلت معاناة أزمة مريرة على مدى سنواتٍ من الاستهداف للدور والموقع وللخيار الوطني والقومي المناهض للتسلط والاستكبار، وكذلك تركيا التي نسجّل لشعبها وقفاته التضامنيّة والتزامه الدائم بنصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، يستحقان من كل دول العالم العربي والإسلامي والدول المناهضة للعنصرية والاستعمار كل دعم ومساندة".

وأشارت إلى أن "دعم الدول القادرة على مد يد العون والمساعدة ليس مجرد جميل أخلاقي بقدر ما هو واجب يكشف الالتزام بأدائه عن مستوى الجدارة والأهلية والمصداقية في ادعاءاتها الحرص على حياة ومصالح الشعوب وخدمة قضاياها المشروعة".

وإذ أعربت الكتلة "من موقعها البرلماني، عن تضامنها الكامل مع الشعبين العزيزين في سوريا وتركيا"، دانت "الكيل بمكيال المصالح السياسيّة الضيّقة في مقاربة كارثة إنسانيّة، تحاول بعض الدول ابتزاز ضحاياها ودولتهم وتصفية حسابات لها عبر تجاهل نكبتهم أو عبر سلوكٍ يتسم باللؤم والعنصرية، في زمن الوجع واختناق الأطفال تحت الركام".

وأشادت بـ"الدول التي سارعت إلى مشاركة السوريين والأتراك هم الإغاثة والإنقاذ وقدمت الوسائل والعتاد واللوازم التي تسهم في تخفيف الآلام وتضميد الجراحات".

وتوجهت الكتلة "في النصف الأول من شهر شباط، إلى الشعب الإيراني المجاهد وإلى قائده سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي دام ظله وإلى كافّة مسؤوليه رئيساً وحكومةً ومجلساً نيابيّاً وحرساً ثوريّاً وجيشاً، بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة التي استلهمت مبادئ ومواقف الإمام الخميني المقدس الكاشفة عن قيم وأحكام الإسلام المحمدي الأصيل وأصبحت تمثّل نموذجاً متألقاً لثورات الشعوب الحرّة المناهضة لسياسات التسلط العدواني الأمريكي".

وإذ رأت أن "إيران لها كامل الحقّ في بناء قوتها وتجربتها دون تدخل أجنبي في شؤونها"، دانت "سياسة الحصار والعقوبات التي تمارسها ضدّها وضدّ شعبها الإدارة الأمريكية والمحور الدولي الساعي إلى فرض الهيمنة والتحكم بمصائر الدول والشعوب".

وجددت الكتلة "بمناسبة السادس عشر من شباط ذكرى القادة الشهداء في المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنيّة رضوان الله عليهم، عهدها بالتزام المقاومة ضدّ العدو الصهيوني، خياراً جديّاً ومجدياً نراهن عليه من أجل إخضاع عدونا وتحرير بقيّة أرضنا وحماية بلدنا من الضغوط ومحاولات الابتزاز أو إملاء السياسات".

كما توجهت إلى "قيادة المقاومة وجمهورها والمنخرطين في نصرتها وتعزيز فعاليتها، لتشّدّ على أيديهم جميعاً ولتؤكد أن خيار المقاومة يحمي السيادة الوطنيّة كما يعزّز ويصوّب خطوات بناء الدولة لتقوم مؤسساتها على قواعد سياديّة صحيحة بغية تحقيق الأهداف الوطنيّة المنشودة".

وأكدت الكتلة أخيرا، "وبمعزلٍ عن التحركات واللقاءات الدولية والإقليمية التي تناقش الوضع في لبنان، أن انتخاب رئيس الجمهوريّة هو استحقاقٌ وطنيّ لبناني"، مشيرة الى أنها "تتابع في هذا السياق جهودها من أجل التوصل إلى تفاهم وطني يُراهَنُ عليه ليُصار في ضوئه إلى إنجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقتٍ من أجل التوجه إلى مقاربة الحلول المطلوبة لواقع الدولة المأزوم ولمؤسساتها المتداعية، وكذلك لإعادة ضبط الأداء في السلطة والإدارة وفق الدستور والقوانين المرعيّة الإجراء".

3*) سيدة الجبل والمجلس الوطني

8 شباط 2023

عقد لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان اجتماعاً في باريس مع مجموعات لبنانية ناشطة في الاغتراب وعبر التقنية الرقمية، ناقش خلاله المجتمعون موضوع الاحتلال الايراني وسُبل مقاومته، كما ناقشوا أيضاً دور لبنان في المنطقة وما يجب على اللبنانيين العمل من أجله لبلورة هذا الدور مع المتغيرات الاقليمية والدولية. 

وقد شارك في الاجتماع السيدات والسادة احمد فتفت، احمد سنكري، اركان الحاج شحادة، انطوان اندراوس، انطوان قسيس، انطون سعيد، انطونيا الدويهي، ايلي الحاج، اليدا طربيه، ايصال صالح، ايوب سليم، بيار عقل، بهجت سلامة، بسام الخوري، توفيق كسبار، جمانة شهال تدمري، جوزف كرم، جولي دكاش، حسن عبود، حبيب الخوري، خالد نصولي، خليل طوبيا، دينا جوبريل علوش، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كبارة، روبير عبو، رودريك رعد، زياد رزق، سولاف الحاج، سوسن خلف، فارس سعيد، فتحي اليافي، فيروز جودية، كارول بابيكيان كوكوني، كمال طربيه، لينا تنير، طلال الخواجه، طلال طعمة، طوبيا عطالله، طوني حبيب، عائدة أبو شقرا، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبه، ماجد كرم، مارك صبري، ماريان عيسى الخوري، مامون ملك، محمود طيبة، مياد حيدر، ميلاد حنا ديب، نادين كرابيديان، نبيل يزبك، نديم الجميل، نعمة محفوض، نيللي قنديل، نورما رزق، نوال المعوشي، يعرب صخر.

4*) بيان النواب الـ46

11 شباط 2023

أعلن 46 نائبا، انهم لن يشاركوا بأي جلسة تشريعية قبل إنتخاب رئيس ولن يعترفوا بأي من قوانينها وسيمارسون تجاهها أي حق يمنحه اياهم الدستور للطعن بها.

وقالوا في بيان أصدروه بشأن الجلسة التشريعية:

"نحن، نواب الأمة، الموقعين أدناه، نعلن ما يلي:

أولا- إننا نحرص على السلطة التشريعية-التي نمثل جزءا منها- لا سيما أنها أضحت السلطة الشرعية الوحيدة، بعد الخلل الذي أصاب السلطتين التنفيذية والقضائية، مما يرتب عليها مسؤوليات جمة وموجبات، على رأسها إعادة تكوين السلطة بما يصون أحكام الدستور، بدءا من إنتخاب رئيس الجمهورية وما يليها من انتظام للمؤسسات الدستورية.

ثانيا- إننا نؤكد إلتزامنا المطلق بالمواد 49 و74 و75 من الدستور، التي تنص صراحة على أنه عند خلو سدة الرئاسة يضحى المجلس النيابي هيئة إنتخابية ملتئمة بشكل دائم، منعقدة وقائمة حكما وبحكم القانون، حصرا من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية.

ثالثا-  وفي هذا السياق، نثمن جميع المبادرات الآيلة الى التطبيق الحرفي للمواد المشار اليها من الدستور، لا سيما مبادرة الزميلين ملحم خلف ونجاة صليبا الموجودين بصورة متواصلة في المجلس النيابي منذ 24 يوما تحقيقا لتلك الغاية.

رابعا- في السياق نفسه، إن المادة 75 من الدستور، الآتية بعد المادة 74 منه، تنص بوضوح، أن المجلس النيابي، في ظل شغور سدة الرئاسة، هو "هيئة انتخابية لا هيئة إشتراعية"، وبالتالي يمنع على المجلس النيابي التشريع، قبل إنتخاب رئيس للجمهورية. فهذا النص الدستوري الخاص والصريح لا يسمح بأي توسع في تفسيره، وإن هذا المنع هو مطلق ولا يحتمل أي إستثناء ولا تمييز بين ما هو "تشريع الضرورة وتشريع غير الضرورة"، إذ لا أولوية تعلو فوق أولوية إنتخاب رئيس للجمهورية، بل الموجب الدستوري المتوجب على السادة النواب يحصر مهمتهم فقط وحصرا بهذا الإستحقاق الى حين إتمامه. علاوة على ذلك، فإن المادة 57 من الدستور، تعطي رئيس الجمهورية حق طلب مراجعة القانون من المجلس النيابي، وبالتالي فإن التشريع بغياب الرئيس، يفقد حلقة أساسية في آلية التشريع، وينسف مبدأ فصل السلطات والتعاون بينها المكرس في دستورنا، ويُعدّ تعدٍّ من سلطة على سلطة أُخرى.  

خامسا- إن تسيير أمور المواطنين وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية لا يكون من خلال إطالة مدة الفراغ في رئاسة الجمهورية أو التطبيع معه ومحاولة تنظيمه بآليات ووسائل غير دستورية، بل بإنتخاب رئيس للجمهورية فورا؛ فالإمعان في عقد جلسات لحكومة مستقيلة والتوجه لعقد جلسات تشريعية لمجلس النواب، في ظل غياب رئيس للجمهورية، يكرس واقعا مخالفا للدستور ويظهِّر إمكانية لإدارة الدولة من دون حاجة لرئيس الدولة، الأمر الذي يمس بروح إتفاق الطائف وأسس نظامنا الديمقراطي. ان مخاطر شغور سدة رئاسة الجمهورية، في ظل هذا الإنهيار الدراماتيكي القاتل للوضع الإقتصادي والإجتماعي والإنساني، تهدد بسقوط الدولة اللبنانية ومعها الوطن! والناس تنتظرنا، وتنتظر منا أن ننتخب رئيسا إنقاذيا إطلاقا لقطار الإنقاذ، والتاريخ ينتظر منا هذا الحدث الإستثنائي، ونريد أن نكون على قدر المسؤوليات الجسام التي نتحملها، وعلى قدر الأمانة التي نحملها، وعلى قدر آمال الناس التي إنتخبتنا!".

سادسا- لكل هذه الأسباب المبينة أعلاه، فإن عقد جلسة تشريعية، أيا يكن سببها، هي مخالفة للدستور وبمثابة ضربة قاتلة لأساسات النظام اللبناني. وأي جلسة، بهذا الصدد، لا تستقيم وهي بحكم المنعدمة الوجود والباطلة، ولا يمكن أن تنتج عنها أي مفاعيل؛ وهذا يرتب موجبا دستوريا على النواب بعدم المشاركة بأي "جلسة" من هذا النوع وعدم الإعتراف بها، وأي مشاركة من قبلهم أو إعتراف منهم بها يعد إنتهاكا صارخاً لأحكام الدستور؛ لذلك، إنّنا لن نشارك بأيّ "جلسة تشريعية قبل إنتخاب رئيس الدولة، ولن نعترف بأي من قوانينها وسنمارس تجاهها أي حقّ يمنحه ايانا الدستور للطعن بها!

النواب الموقعون:

ملحم خلف، نجاة صليبا، بولا يعقوبيان، ميشال الدويهي، فراس حمدان، ابراهيم منيمنة،  ياسين ياسين، الياس جراده، حليمه القعقور، وضاح الصادق، مارك ضو، شربل مسعد، سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش، سليم الصايغ، ميشال معوض، فؤاد مخزومي، اشرف ريفي، اديب عبد المسيح، نعمة افرام، جميل عبود، غسان سكاف، إيهاب مطر، جورج عدوان، ستريدا جعجع، غسان حاصباني، جورج عقيص، فادي كرم، سعيد الاسمر، نزيه متى، كميل شمعون، غياث يزبك، رازي الحاج، ملحم الرياشي، شوقي دكاش، انطوان حبشي، الياس اسطفان، بيار بو عاصي، زياد حواط، ايلي خوري، غادة ايوب، جهاد بقرادوني، ميشال الضاهر، جان طالوزيان وعبدالرحمن البزري.

7*) فؤاد السنيورة

11 شباط 2023

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دارته الرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق الدكتور خالد قباني.

بعد اللقاء قال السنيورة: "بداية، كانت هذه الزيارة لسماحته لتهنئته بخروجه بالسلامة من المستشفى وبصحة جيدة والحمد لله. من جهة أولى، أود بداية أن أتوجه بالتعزية الحارة إلى الشعب السوري الشقيق، والشعب التركي الصديق عقب الزلازل المدمرة التي أصابت البلدين، والتي كان من نتيجتها هذا العدد الكبير من الضحايا البريئة التي سقطت. وهذه إرادة الله، ولكن هذا أمر صعب جدا تحمله، وبالتالي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم الضحايا الأبرياء وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، ونسأل للجميع الصبر والسلوان. في هذا الصدد، فإني أتمنى على جميع الدول العربية والشعوب العربية وأيضا على الدول الصديقة في العالم أن تسارع إلى نجدة الشعب السوري والشعب التركي عبر تقديم المساعدات التقنية والإغاثية العاجلة التي تستطيع أن تساعد المعنيين في البلدين من التفتيش على من بقي من ضحايا أو إنقاذ الذين يمكن إنقاذهم. وهذا الأمر يحتاج إلى مساعدات متخصصة لكي تزيل هذا الدمار الكبير الذي لا زال يخفي الكثير من المصابين الذين لايزالون تحت الأنقاض. تمنياتنا- إن شاء الله- أن تتم هذه المساعدة بأسرع وقت ممكن، وهذا أقل ما يمكن أن يعمل من أجل تمكين هذين البلدين المصابين من أن يعالجا المشكلات الكبرى التي سوف تنجم عن هذا الدمار الكبير".

أضاف: "من جهة أخرى، نحن على مسافة أيام قليلة من الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون في جنات الخلد. إننا ندرك بعد هذه الثمانية عشر عاما على غياب الرئيس الشهيد أنه لايزال حاضرا بقوة حتى في غيابه في وجدان الكثرة الكاثرة من اللبنانيين والعرب. إننا ندرك أن هذا الرجل الكبير، وهو كان كبيرا بحجم الوطن، لما قام به من أجل لبنان، ومن أجل استعادة دولته واستعادة سلطتها الكاملة على كامل الأراضي اللبنانية. ومن أجل أن ينتقل لبنان إلى حيث يجب أن يكون في مصاف الدول المتقدمة. اللبنانيون يدركون اليوم ما قام به الرئيس الحريري من أجل إعادة إعمار لبنان وتحسين مستوى عيش أبنائه، ومن أجل أن يكون وطنهم على مستوى الآمال التي يعلقها اللبنانيون لكي يكونوا حيثما كانوا يريدون، وليس إلى حيث ما أصبحوا عليه اليوم من انهيار وطني وسياسي ومعيشي. نحن ندرك الكلفة الكبيرة لهذا الغياب المدوي للرئيس الحريري، وما تسبب به أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء التي أدت إلى اغتياله، وهم الذين اوصلوا لبنان- بطريقة أو بأخرى- إلى هذه الانهيارات التي أصبح يعاني منها اللبنانيون الآن".

وتابع: "الحقيقة التي يجب أن ندركها كلبنانيين، وبكل وضوح وبعيدا عن التعمية، وبعيدا عن عمليات الإلهاء، التي لا تزال تجري الآن على قدم وساق وذلك من أجل حرف انتباه اللبنانيين عن المشكلات الحقيقية التي يعانون منها ويعاني منها لبنان، والتي لا سبيل للخلاص منها إذا لم يتشكل هناك موقفا حقيقيا وحازما من أجل معالجة جوهر المشكلات التي تعصف بلبنان، وذلك بعيدا عن القصور والتقصير الذي شهدناه خلال السنوات الماضية. وذلك بأنه لا إمكانية للتصدي ولإجراء معالجة حقيقية للمشكلات التي يعاني منها لبنان من دون سلوك طريق الإصلاح الحقيقي. باختصار لم يعد بالإمكان معالجة مشكلاتنا باستعمال المراهم. الحقيقة التي يجب أن لا يغفل عنها أحد، والذي يجب أن نكون واضحين فيها، انه لا يمكن إخراج لبنان من المآزق والانهيارات التي يعاني منها اللبنانيون من دون استعادة الدولة لحضورها ولسلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، ومن دون العودة إلى احترام الدستور وحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، وإعادة الاعتبار إلى الاستقلال الكامل للقضاء، وليس على النسق الذي شاهدناه في الأيام القليلة الماضية في تلك الخلافات المسرحية المؤلمة والمهينة للبنانيين التي حصلت بين القضاة. وأيضا في أن يصار إلى استعادة العلاقات السوية والصحيحة بين لبنان وبين الدول العربية الشقيقة. هذه هي بعض الأمور الأساسية التي لا يمكن أن نغفل عنها، وبالتالي لا يجوز لنا أن نستمر بإلهاء اللبنانيين بمعالجة ظواهر بعض المشكلات والابتعاد عن التصدي للمشكلات الحقيقية ومعالجة أسبابها".

وقال: "أود أن أقول هنا وبكل وضوح أن التدهور الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه اللبنانيون الآن يعبر في الحقيقة عن عدم وجود قيادة رؤيوية حقيقية وفاعلة في لبنان الآن. وهذا يعيدنا إلى التأكيد مجددا على الأولويات بشأن ما ينبغي أن يصار القيام به وفورا، الا وهو انتخاب رئيس جديد للبنان. إذ أن كل تأخير في هذا الشأن يعني مزيدا من الآلام والأوجاع التي سوف يتحملها اللبنانيون ويتحملونها في مستوى معيشتهم ويتحملونها في ما سينجم عن ذلك أيضا من ترد مستقبلي ينعكس سلبا على حياة اللبنانيين جميعا. وبالتالي، فإن الأمر الضروري والأساسي هو في أن يصار إلى انتخاب رئيس جمهورية، يؤمن بالفعل بلبنان؛ في استقلاله وفي سيادته وفي انتمائه العربي وبنظامه الديموقراطي البرلماني وبحرية أبنائه. رئيس يكون بمستوى ما يقول عنه الدستور بأنه رئيس الدولة، وأيضا رمز وحدة الوطن، وأن يكون جامعا للبنانيين وليس رئيس فريق من اللبنانيين. هذه هي أهم الشروط التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية. ومباشرة بعد ذلك، أن تتألف حكومة حقيقية لمعالجة هذا الكم الكبير من المشكلات التي تعصف بلبنان واللبنانيين، وأن تكون قادرة على جمع اللبنانيين، وأن تتخذ القرارات الصحيحة والفعالة، ويكون لديها الرؤيا الصحيحة، والقيادة الصحيحة، لاتخاذ القرارات الصعبة ولكن الضرورية".

أضاف: "عانينا الكثير حتى الآن مما يسمى الاستعصاء المزمن على الإصلاح. هذا الإصلاح الذي نحتاجه هو الإصلاح الذي رفضه واستعصى عليه- وياللأسف- الكثير ممن يتباكون الآن على الدولة، وهم الذين كانوا ضد القيام بالإصلاحات عندما كان ذلك ممكنا، وعلى مدى ربع قرن مضى من الزمان. مرت علينا ظروف كثيرة، وفرص كثيرة جرى تضييعها بسبب الخلافات التي كانت تعصف باللبنانيين، وأدت إلى ما وصلنا إليه الآن. هل معقول أن نستمر حتى هذه اللحظة دون أن نجد حلا حقيقيا لمشكلة الكهرباء. هل من المعقول أنه مازال هناك من لا يريدون تطبيق قانون الكهرباء، ولا تطبيق قانون الاتصالات ولا تطبيق قانون الطيران المدني. وهي جميعها بعض من تلك القوانين التي صدرت في العام 2002 أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولم تطبق حتى الآن. هل معقول أننا لا زلنا حتى الآن لا نستطيع ولا نريد ان نجد حلا لمشكلة النفايات في لبنان؟ هل هذه المشكلات بحاجة لموافقة مجلس الأمن الدولي ونتحجج بأننا لا نستطيع تطبيقها؟ هذه مشكلات حلها هو لدى اللبنانيين. ولكن- وياللأسف- لا من مجيب".

وتابع: "نسمع من الأشقاء والأصدقاء كلاما واضحا وصريحا حاولوا أن تساعدوا أنفسكم حتى نساعدكم. يجب أن ندرك، أن العالم لديه انشغالات كبيرة ومشكلات كبيرة، وهو غير متفرغ لحل مشكلاتنا، ولكنه هو على استعداد لمساعدتنا إذا كان هناك قرار لدى اللبنانيين في أنهم يريدون أن يساعدوا أنفسهم. لا يستطيع الغير مساعدتنا إذا كنا نحن لا نريد مساعدة أنفسنا. من جهة أخرى، يجب أن يكون واضحا لدى اللبنانيين بأن الدولة لا تفلس، والدولة اللبنانية بالفعل هي غير مفلسة. ولكن هناك إدارة حكومية مفلسة، وهي التي أوصلت لبنان على حيث ما وصل إليه. إننا نستطيع أن نحقق الإنقاذ عندما ننفذ كل المقتضيات لاستعادة الدولة. فهذه المقتضيات عندما ننفذها فإننا عندها نسهم في جعل اللبنانيين يثقوا بالغد".

وختم السنيورة: "حاليا لا ثقة لدى اللبنانيين بالغد بسبب أنه لا توجد إدارة حكومية رؤيوية حازمة وحقيقية تستطيع أن توحى للبنانيين بالثقة، وبإسهام حقيقي وداعم من مجلس النواب. هذه الأمور يجب أن تكون واضحة والتعامي والتغاضي عنها سوف يؤدي بنا إلى المزيد من الغرق في بحور من الانهيارات".

أسئلة

سئل: هل تؤيدون انعقاد جلسات تشريعية للضرورة. كما هل من الممكن أن ينعقد مجلس الوزراء للضرورة؟

أجاب: "الدستور واضح في هذا الشأن أنه عند شغور سدة الرئاسة ولأي علة كانت تناط صلاحية رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء، وبالتالي لم ينص الدستور على أي مجلس الوزراء، أكان مجلس وزراء في حالة تصريف أعمال، أو مجلس وزراء عادي. الآن هناك شغور في موقع الرئاسة. وبالتالي في هذه الحالة يتولى مجلس الوزراء القيام بذلك وكالة. لكن كما يقول الدستور في الحد الأدنى لتصريف الأعمال. لذلك عندما تكون الضرورة موجودة وأساسية وضرورية لتصريف أمور هامة وأساسية. عندها يجب أن ينعقد مجلس الوزراء. والمشكلة ليست في انعقاد مجلس الوزراء، المشكلة في عدم عقد جلسات لانتخاب رئيس جمهورية. إذ ما حصل حتى الآن لا يستمر انعقاد جلسات مجلس النواب حيث يصار إلى إغلاق جلسات مجلس النواب بإفقاد النصاب. يجب أن يستمر مجلس النواب بالانعقاد لكي يحصل انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا الأمر هو الذي يجب أن ندعو إليه. وبالتالي نؤكد إذا كان هناك من حاجة لانعقاد مجلس الوزراء من أجل البت في قضايا مستعجلة وضرورية فيجب أن تعقد جلسة مجلس الوزراء. إذ ان الشغور يجب أن لا يطال المرفق العام، ولا أن يؤدي الشغور إلى تعطيل مصالح الوطن ومصالح اللبنانيين. وكل ذلك حسب ما ينص عليه الدستور، أي ضمن الحد الأدنى لعملية تصريف الأعمال. فالدعوة لانتخاب رئيس جمهورية يجب أن تحصل- ومن دون توقف- بل أن يستمر انعقاد الجلسات النيابية توصلا إلى انتخاب الرئيس العتيد".

سئل: بالنسبة للجلسات التشريعية؟

أجاب: "عندما يكون هناك قوانين فعلية بحاجة إليها البلد ويحتاجها فعلا اللبنانيون نعم يمكن أن ينعقد مجلس النواب، ولكن ليس من أجل تجديد لشخص أو أكثر، لا يجوز أن يكون هذا هو الموضوع".

سئل: هل الاجتماع الخماسي له آثار إيجابية على لبنان؟

أجاب: "الاجتماع الخماسي لممثلي بعض الدول الشقيقة والصديقة، والذي حصل في فرنسا هو وسيلة للتعبير بأن العالم من الأشقاء والأصدقاء حريص على دعم لبنان. لكن الطبيعي أن لا يرمي لبنان كل مشكلاته على الآخرين. فهناك مشكلات من صنع أيدينا نحن اللبنانيين. ولكن نحن- وياللأسف- لا نقوم باي عمل حقيقي من أجل حل هذه المشكلات المستعصية. لا ينبغي أن نترك الأمور هكذا ونصبح بالتالي غير قادرين على أن نقوم بالإصلاحات التي نحتاجها. المطلوب القيام بهذه الإصلاحات. هناك حاجة لإقرار الإصلاحات، والتي يجب علينا القيام بها، وهي من مصلحتنا، ولا أن نحاول أن نذر الرمال في العيون بحجة أن صندوق النقد الدولي يفرضها علينا. فإذا كان صندوق النقد الدولي يطالب بالإصلاحات فلا يعني ذلك أنه يجب علينا أن نرفضها. القيام بالإصلاحات هو من مصلحتنا، وهي إصلاحات ضرورية. بهذه الطريقة نستطيع أن نسترجع ثقة اللبنانيين بدولتهم، وأن نستعيد ثقة الأشقاء والأصدقاء بنا وبالدولة اللبنانية. الاجتماع في باريس مهم بكونه أكد من جديد على حقيقة أساسية، انتخبوا رئيس ولتتألف حكومة وليجري إقرار وتنفيذ الإصلاحات، وسوف نكون إلى جانبكم. فالاستمرار بهذا التضييع للفرص وبالتالي الابتعاد عن حل المشكلات الأساسية سوف يوصلنا إلى المزيد من الانهيار. وهذا الوضع المعيشي الذي يعاني منه اللبنانيون أصبح غير مقبول".

وختم السنيورة: "نحن ما زلنا نتعامى عن اعتماد الحلول الحقيقية لهذه المشكلات. منذ سنوات وأنا أقول أن كل يوم تأخير بعدم القيام بهذه الإصلاحات الضرورية سوف يؤدي إلى شهر إضافي من المعاناة ومن الأوجاع التي سوف يتحملها اللبنانيون. وها نحن نعاني ونقاسي منها، ويجب الابتعاد عن إعطاء الأولوية للمصالح الشخصية الصغيرة لبعض السياسيين والمتنفذين، والتي تؤدي إلى تضييع الوقت وإلى حرف انتباه اللبنانيين عن مشكلاتهم الأساسية، والتي لا خروج من مآزقها إلا عبر استعادة سلطة الدولة العادلة والقادرة".

6*) الراعي

12 شباط 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، انطوان عوكر وانطوان بو نجم، رئيس مزار سيدة لبنان حريصا الاب فادي تابت، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الاشقر، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، قنصل موريتانيا ايلي نصار، قنصل لبنان في النمسا فادي ابو داغر، عائلة المرحومة عدلا الشدراوي أبو شرف، عائلة المرحومة حليمة نظير سمعان الياس، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "وها لعازر الآن يستريح هنا، وأنت تتعذّب هناك " (لو 12: 25)، قال فيها: "تدعونا الكنيسة في هذا الأحد وطيلة الأسبوع الطالع لنتذكّر موتانا وسائر الموتى المؤمنين. نصلّي من أجل راحة نفوسهم في مشاهدة وجه الله، مقدّمين القدّاسات، وأعمال رحمة ومحبّة. ونسأل الله أن يخفّف من آلامهم المطهريّة وينقلهم إلى سعادة السماء، ونستشفعهم ليضرعوا إلى الله من أجلنا لكي نبلغ إلى ميناء الخلاص في هذه الدنيا وفي الآخرة. تتلو الكنيسة في هذه المناسبة إنجيل الغنيّ ولعازر. يعلّمنا الربّ يسوع في هذا المثل أنّنا بولادتنا من أمّهاتنا نبدأ وجودنا التاريخيّ، ومسيرتنا نحو وجودنا الأبديّ. بنوعيّة حياتنا على الأرض، يقرّر كلّ واحد وواحدة منّا نوعيّة وجوده الأبديّ: إمّا خلاصًا أبديًّا، وإمّا هلاكًا. بهذا المعنى قال إبراهيم للغنيّ: "وها لعازر الآن يستريح هنا، وأنت تتعذّب هناك"(لو 12: 25) . يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهيّة، ذاكرين فيها موتانا وسائر الموتى المؤمنين. وإذ أرحّب بكم جميعًا أوجّه تحيّة خاصّة لعائلة المرحومة عدلا الشدراوي أرملة المرحوم الأستاذ لويس أبو شرف، الوزير والنائب السابق. وقد ودّعناها منذ عشرة أيّام مع أبنائها وبناتها وعائلاتهم والأنسباء والعديد من اللبنانيّين والرسميّين. كما أوجّه تحيّة خاصّة أيضًا إلى عائلة المرحومة حليمة نظير سمعان الياس، أرملة المرحوم أديب كريم الشرتوني التي ودّعناها منذ خمسة أيّام مع أبنيها وابنتها وأشقّائها وشقيقاتها وعائلاتهم والعديد من أهالي بسوس العزيزة وسواها. إنّنا نصلّي لراحة نفسي المرحومتين عدلا وحليمة، ولعزاء أسرتيهما والأصدقاء.

وتابع: "وهبنا الله، لكي نحسن نوعيّة وجودنا التاريخيّ، ثلاث مَلَكات: العقل الذي يقودنا إلى الحقيقة، والإرادة التي بها نحبّ الحقيقة ونفعل الخير، والحريّة التي بها نتخّذ خياراتنا اليوميّة في إطار الحقيقة والخير. وبما أنّنا سريعو العطب، بسبب جرح الخطيئة الأصليّة ونقصنا كخلائق، ينحرف العقل، مخدوعًا، إلى ظلمة الضلال والكذب، وتنحرف الإرادة إلى الأنانيّة والشرّ، وتسكر الحريّة من هوى خياراتها المدمّرة. فأعطانا الله كلامه ونعمته، غفرانه وجسده لنشفى ونصحّح وننهض ونتقوّى: "عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا لهم (لو 16: 29).موسى والأنبياء، هم اليوم الكنيسة التي تحمل للعالم كلام الإنجيل ونعمة الأسرار ومحبّة المسيح. مشكلة الغنيّ ليست في ملكيّته، فهي حقٌّ طبيعيّ للإنسان أقرّته الشرائع الإلهيّة والبشريّة (البابا لاون الثالث عشر: الشؤون الحجيثة، 6-7)، بل في عبادة ملكيّته وثروته. فكان الغنى الإله الأكبر عنده، إذ راح يبحث عن سعادته في غناه لا في الله. نقرأ في التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة: "المال في يومنا هو الإله الأكبر، ويؤدّي له الناس إكرامًا عفويًّا. إنهم يقيسون الكرامة والسعادة بمقياس الغنى، لاعتقادهم أنّ الإنسان الحاصل على الثروة يقدر على كلّ شيء. الغنى صنم من أصنام عصرنا (فقرة 1723). الملكيّة الخاصّة ضروريّة للحياة البشريّة، لكنّها تفترض حسن التصرّف بها، إذ لا يحقّ للإنسان أن يعتبر الأشياء التي يملكها خاصّة به وحده، بل ينبغي أن يعتبرها مشتركة، عملًا بوصيّة بولس الرسول: "أوصٍ أغنياء هذا العالم ألّا يتّكلوا على الغنى الذّي لا اتّكال عليه، بل على الله الحيّ الذي وهبنا بكثرة كلّ شيء لراحتنا، وأن يصنعوا الخير ويطلبوا الغنى بالأعمال الحسنة، فيعطوا ويشاركوا بسهولة" (1 طيم 6: 17-18)".

وقال: " لعازر الفقير لم ينل الخلاص لأنّه فقير؛ فالله كلّي الجودة لا يريدنا فقراء بمعنى العوز والحرمان، بل يريدنا فقراء بالروح، غير متعلّقين بأموال هذه الدنيا حتّى عبادتها، ومتجرّدين. نال لعازر الخلاص لأنّه ارتضى حالة الفقر، وصبر على محنته، وحمل صليبه دونما اعتراض، واتّكل على عناية الله، وعاش في تواضع. نال الخلاص لأنّه لم يشتهِ مال الغنيّ، رافضًا اللجوء إلى العنف والسرقة والاحتيال والتعدّي الظالم، عملًا بوصايا الله؛ ولأنّه كان حرًّا من "شهوة العين" (1 يو 2: 16) نقيّ القلب وصافي النيّة. لعازر الفقير كان طريق ذاك الغنيّ إلى خلاصه الأبديّ، فاهماله للعازر المنطرح أمام باب دارته، مميلًا نظره عن بؤسه، وصامًّا أذنيه عن أنينه، وغرقُه في ملذّاته وأنانيّته، سبّبا له الهلاك الأبديّ. هذا المثل الإنجيليّ ينطبق تمامًا عندنا في لبنان: فالغنيّ متمثّل بالمسؤولين والنافذين والمعطّلين لإنتخاب رئيس للجمهوريّة، وبالتالي لإنتظام الدولة والمؤسّسات الدستوريّة. ولعازر الفقير متمثّل بالشعب اللبنانيّ العائش في الفقر المدقع والحرمان الشامل من حقوقه الأساسيّة. فليدرك الأوّلون أنّهم مع الأيّام التي تمرّ، والحالة الإقتصاديّة والمعيشيّة سائرة من سيّء إلى أسوأ، إنّما يكدّسون جرائمهم قاتلة هذا الشعب.

واضاف: "قفوا أيّها المسؤولون والنافذون والمعطّلون أمام محكمة الله والضمير والشعب والتاريخ. واعلموا أنّ كلّ نداء يأتيكم من المجتمعين العربيّ والدوليّ ليس مجرّد تمنٍّ، بل هو إدانة لفسادكم وسوء استعمال سلطتكم ونفوذكم. فأين أنتم من مسؤوليّتكم الدستوريّة الأولى بانتخاب رئيس للجمهوريّة الذي يشرّع عمل المجلس النيابيّ والحكومة؟ وأين أنتم من إجراء الإصلاحات المطلوبة دوليًّا؟ وأين أنتم من رفع يدكم عن القضاة والقضاء لكي يتواصل التحقيق في تفجير مرفأ بيروت من أجل إجلاء الحقيقة وممارسة العدالة؟ أين أنتم من تنفيذ الإجراءات المنتظرة من صندوق النقد الدوليّ والأسرة الدوليّة؟ أين أنتم من تحقيق دولة القانون والخروج من الفلتان وانتشار السلاحط غير الشرعيّ وشريعة الغاب؟ أين أنتم من توطيد سيادة لبنان على كامل أراضيه وتثبيت إستقلاله".

وتابع: "يتكلّمون عن الحوار وعن مبادرة ما من البطريركيّة، إنّ الكرسي البطريركي الذي ما توانى يومًا عن تحمّل المسؤولية يتمنى على جميع القوى السياسية أن تشاركه المسؤولية بصراحة ووضوح ليكون النجاح حليفنا جميعًا. فإذا كان رئيس الجمهورية مارونيًّا فالناخبون ليسوا جميعهم موارنة ومسيحيين. وإذا كان جزء من مسؤولية الشغور الرئاسي يتحملها القادة المسيحيون، فالمسؤولية الكبرى تقع على غيرهم. لأن المسيحيين مختلفون على هوية الرئيس بينما الآخرون مختلفون على هوية الجمهورية. لذلك نحن حريصون على عدم المس بهوية لا الرئيس، ولا الجمهورية لأنهما ضمانة لوحدة لبنان والكيان في ظل المشاريع الداخلية والأجنبية التي وضعت لبنان على المشرحة دون أيّ اعتبارٍ لتاريخ هذه الأمّة وخصوصيتها. ولبنان ليس نظامًا ينتقل من فريق إل فريق، إنما أمّة تنتقل من جيل إلى جيل عبر الآلية الديمقراطية دون ما سواها. في كلّ حال يبقى الموضوع الأساس أن يلتئم مجلس النواب وينتخب رئيسًا بموجب المادّة 49 من الدستور. إنّ عدم إلتئامه والتمادي في الشغور لا يبرّر مخالفة المادّتين 74 و75 منه اللتين تعلنان "المجلس النيانيّ هيئة إنتخابيّة لا تشريعيّة". إنّ مخالفتهما تنسحب على مخالفة المادّة 57 المختصّة بصلاحيّة رئيس الجمهوريّة، وتقضي على مبدأ فصل السلطات الذي تقرّه مقدّمة الدستور في بنده (هاء). فمن أجل هذا، يعتصم النائبان، مشكورين، في المجلس النيابيّ بصورة متواصلة منذ خمسة وعشرين يومًا، من دون كهرباء ودفء في هذه الأيّام، والبرد قارص، محرومين من التنقّل والإستجمام والعيش في دفء عائلتيهما. إنّنا نعوّل على حكمة دولة رئيس مجلس النواب للمحافظة على وحدة المجلس.

وقال: "بانتخاب الرئيس المناسب والأفضل ينتظم عمل المؤسّسات وتتوقّف المتاجرة بثروات الدولة على حساب خزينتها والشعب! فبالنسبة إلى مرفأ بيروت، لا اتفاقيّات ثنائيّة مشبوهة دون إعلان دوليّ على المزايدة! وبالنسبة إلى الموانئ اللبنانيّة ككلّ، لا مشاريع تمرّ في المجلس النيابي بالمحسوبيّات والمصالح الخاصّة. وبالنسبة إلى وزارة الزراعة وضبط توزيع المساعدات على المزارعين يجب إعطاء كلّ مزارع لبنانيّ رقمًا من وزارة الماليّة، ومنه يتمّ بيع المحصول إلى التجار، وبعدها تتمّ عمليّة التصدير. وبالنسبة إلى ضبط عمليّة تهريب المخدّرات، يجب التعاون بين مصدّر البضائع ومستوردها وفقًا للأصول.

وختم الراعي: "لا يمكن الإستمرار في هدم ما تميّز به لبنان من تقدّم وازدهار في بيئته، على كلٍّ من المستوى العلميّ والثقافيّ والطبيّ والإستشفائيّ والمصرفيّ الرفيع، والتنوّع الثقافيّ والدينيّ في الوحدة الوطنيّة، والعيش معًا بالتعاون والإحترام المتبادل والتكامل في الهويّة الوطنيّة وحضارتها، وحريّة المعتقد والتعبير، والإنفتاح على الشرق والغرب والتواصل الثقافيّ والإقتصاديّ معهما.هذه الحالة إذا عادت إلى لبنان تمجّد الله وتسبّحه الآن وإلى الأبد، آمين".

7*) المطران عودة

12 شباط 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "بداية لا بد لنا من رفع الصلاة من أجل جميع الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب قلب أنطاكيتنا الحبيبة، ومن أجل جميع المشردين والمفقودين من إخوتنا، سائلين الله أن يبلسم جراح الجميع ويغدق عليهم رحمته الغنية العظمى، ويرحم نفوس المنتقلين ويعزي ذويهم. في الأوقات الصعبة يهب الجميع لمساعدة إخوتهم في الإنسانية، لذا نسألكم جميعا أن تمدوا يد العون، كل بحسب قدرته، إلى المصابين والمشردين. أما نحن فسوف نخصص، مع تقدماتكم لهذا الأحد من أجل مساعدة إخوتكم، ما يمكن كنائس أنطاكية من تضميد جراح أبنائها".

أضاف: "رأينا اليوم في مثل الإبن الشاطر ثلاثة مواقف: موقف الإبن الأصغر تجاه أبيه، وموقف الأب تجاه ابنه الأصغر، وأخيرا موقف الإبن الأكبر تجاه أبيه وأخيه. مثل الإبن الشاطر لا يحدثنا عن التوبة فقط، بل يحدد لنا شكل العلاقة بين الله والإنسان، وكيفية تجاوب الإنسان مع هذه العلاقة الأبوية. فالإنسان غالبا ما يتصرف مع الله الآب خالقه بجحود، فيطلب ولا يكتفي، وينسى أن العاطي هو الرب، فيأخذ ما يعطى له ويرتحل بعيدا، غارقا في دوامة هذا العمر وشروره وجشعه وملذاته، تماما كما فعل الإبن الشاطر. مع هذا، ينتظر الآب عودة أبنائه الذين خلقهم على صورته ومثاله. لا يتدخل من أجل إرجاعهم، ليس لأنه حقود وهو كما يقول النبي داود: «رحيم ورؤوف، طويل الأناة وكثير الرحمة، لا يحاكم إلى الأبد، ولا يحقد إلى الدهر» (مز 103: 8-9)، بل لأنه خلقنا أحرارا، وتدخله يعيق حريتنا الشخصية. لكننا، عندما نعود إلى ذواتنا، ونقرر العودة إليه، نجده في انتظارنا، لا بل يهرع نحونا فاتحا يديه كما فعل الأب في مثل اليوم. هذه هي التوبة النابعة من حرية شخصية، والمكملة برأفة الآب ومحبته. يقول القديس بورفيريوس الرائي: «لا تحارب في سبيل طرد الظلمة من غرفة نفسك، بل افتح نافذة صغيرة تسمح للنور بالدخول، ووحدها الظلمة ستختفي». قرار عودتنا الحر هو تلك النافذة الصغرى التي علينا فتحها، فيدخل الرب لينير حياتنا طاردا ظلمة الخطيئة".

وتابع: "يخطئ الكثيرون عندما يقولون إن الله يفتعل المصائب والكوارث ليعيد الناس إلى التوبة. إنهم بذلك ينزعون عن الله صفة الرحمة، ويجعلون منه كائنا بشريا ينتقم من الذين لا يبجلونه، كما يفعل أباطرة هذا العالم. الله «يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون» (1تي 2: 4)، فكيف يجرؤ أحد أن ينسب ما يحدث في العالم لهذا الإله المحب والشفوق؟ الله، لكثرة محبته للبشر، غرس فينا صوته، وهو ما نسميه «الضمير». البشر يسكتون هذا الضمير بأعمالهم الخاطئة، ولكثرة إسكاتهم إياه تصم آذان نفوسهم عن سماعه، إلا أن هذا الصوت الإلهي لا يموت، بل حالما تواجه الإنسان مشكلة لا يقدر على حلها، أو عندما يواجه حقيقة عظمى كالمرض أو الموت الفجائي، يفرغ ذهنه من جميع الأفكار ما عدا فكرة النجاة والمحافظة على حياته، فيعود صوت ضميره ليصدح مذكرا إياه بأن لا حياة له خارج البيت الأبوي. نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين: «لذلك كما يقول الروح القدس اليوم، إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم» (عب 3: 7-8). عندها يدخل الإنسان في صراع مع نفسه، وليس مع الله. نفسه تشتاق للعودة إلى الأحضان الأبوية، فيما تعود به ذاكرته إلى ما فعله في حياته من شرور، الأمر الذي عانى منه الإبن الشاطر عندما خسر كل شيء، ورأى أنه كان مكرما في بيت أبيه على عكس حالته الآن. خسارة الإبن لم تكن بسبب أبيه. فالأب أغدق على ابنه بنصف ثروته، تلبية لطلبه. الخسارة حصلت بسبب جهل الإبن لكيفية تثمير الثروة الممنوحة له. لم يلم أباه مثلما يفعل معظم مؤمني هذا العصر، كلما حلت كارثة بقولهم: «هذه مشيئة الله». المشيئة الإلهية هي خلاص البشر، لا إزهاق أرواحهم، فيما كل المشاكل الحاصلة في هذا العالم هي من نتائج جهل البشر كيفية استخدام النعم الإلهية، فيظنون أنهم أصبحوا أسياد الأرض، ويعيثون الخراب في وسطها، بينما نسمع داود النبي يقول: «الله في وسطها فلن تتزعزع» (مز 46: 5)".

وقال: "إن الرب لا يرسل المصائب، إلا أن حدوثها يجعلنا نتذكر وجوده، وهذا أمر مؤسف إذ أصبح الإنسان ينتظر وقوع الكوارث لكي يعي بعده عن الرب ويسعى للعودة إليه، هذا إن لم ينس مرارة تلك الكوارث ويعد إلى سابق شروره. مثل الإبن الشاطر يذكرنا بأن الله ينتظر عودتنا، وبأننا ندخل المشاكل إلى حياتنا عندما نبتعد نحو الخليقة بدلا من الخالق. والعودة ليست مستحيلة، ويجب ألا يقف الخجل عائقا أمامها. ومثلما تخطى كل من زكا والكنعانية كل العوائق، هكذا على الإنسان تخطي خجله من خطيئته، والرجوع بنفس منسحقة بالتواضع الناشئ من تأديبه لذاته أولا، وسيجد الباب مفتوحا، فيدخل ويفرح ذاك الفرح القيامي، لأنه كان ميتا بالخطيئة، فعاد حيا بنعمة الله الممنوحة لأبنائه الذين يعرفون كيف يستخدمون حريتهم، لا خوفهم من المصائب، في سبيل العودة إلى البيت الأبوي. التوبة أجمل وأنقى تقدمة يستطيع الإنسان تقديمها إلى الله. بها نسدد المتوجب علينا عن جميع الأعمال التي صنعها السيد من أجلنا. موقف الإبن الأكبر في المثل، يذكرنا بموقف كل إنسان لا يفرح بتوبة أخيه الإنسان، بل يقف مذكرا إياه بخطايا إنسانه القديم. كثيرون ظهروا مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي يدينون إخوتهم في الإنسانية، شامتين بهم وبمصابهم الأليم نتيجة زلزال مدمر، مدعين أن ما حدث هو نتيجة أعمال شريرة انتقم الله منهم بسببها. هؤلاء يمثلون شريحة من الذين يتوبون توبة مؤقتة ناتجة عن الخوف من الموت، خصوصا أنهم مروا بآلام مشابهة عقب تفجير هو من الأكبر عالميا. هل نسي أولئك ما حدث؟ أو هل ما حصل في بلدهم كان نتيجة لخطاياهم فعاقبهم الله عليها؟ وحالما شعروا أنهم في مأمن عادوا إلى إنسانهم العتيق الديان، واضعين أنفسهم مكان الله العادل والمحب للبشر؟ ربما ما حدث مؤخرا من كارثة طبيعية حث كثيرين على التوبة، التي نصلي ألا تكون موقتة، فهل نقف كالإبن الأكبر غير فرحين بذلك؟"

أضاف: "كل شيء حولنا يدعونا إلى التوبة، ومع ذلك فإن مسؤولينا لا يجدون إلى التوبة سبيلا. إن الزلزال المدمر الذي أصاب تركيا وسوريا ولم يسلم من تردداته لبنان دمر مناطق كثيرة وخلف آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين والمشردين. ألا تدعو هذه الكارثة جميع المسؤولين إلى التأمل بما كان سيحل بلبنان وأبنائه لو طالت لبنان؟ لقد نجا لبنان بأعجوبة بسبب رحمة الله التي أبعدت عنا هذه الكأس، وقد أرغمنا على تجرع كؤوس مرة كثيرة ولم نعد نحتمل. إن ما حصل يشكل إنذارا يدعو الجميع إلى إدراك صغر الإنسان وعجزه أمام غضب الطبيعة وسطوتها، وإلى التفكير بكيفية التصدي لمثل هذه الكوارث ووضع الخطط اللازمة من أجل مقاومة الزلازل والعواصف والسيول، وتخفيف ضررها. للأسف لم يتغير شيء في مواقف السياسيين والزعماء وقادة هذا البلد، ولم يفيقوا من سباتهم أو يشعروا بالرعب الذي يعيشه اللبنانيون، وبخاصة ساكنو الأبنية القديمة المتصدعة وما أكثرها في لبنان، ولم يهبوا إلى نجدة شعبهم القلق على مصيره من غضب الطبيعة ومن سوء إدارة حكامهم. ألا يتوجب عليهم إعادة النظر في سلوكياتهم ومواقفهم والعمل على بناء دولة قادرة على احتضان شعبها وحمايته؟ وبناء الدولة يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعمل جاهدة على تسيير إدارات الدولة بناء على خطة إصلاحية إنقاذية شاملة. وإن كانوا عاجزين عن ذلك فليفسحوا المجال لمن يستطيع ذلك".

وختم: "دعوتنا اليوم ألا نميز ذواتنا، ظانين أن الآخرين هم كالإبن الشاطر. إن كلا منا هو شاطر، إلى حين مجيء تلك اللحظة المباركة التي يرجع فيها إلى ذاته متذكرا جمال حياته قرب أبيه السماوي".