تقرير أسبوعي دولي - 146-2023

تقرير أسبوعي دولي - 146-2023
الأحد 26 فبراير, 2023

 

رقم 146/2023

20-26 شباط /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

لا تزال أزمة انتخاب رئيس الجمهورية تراوح مكانها في ظل تمسّك جميع الافرقاء بمواقفهم، مع ما يرافق ذلك من تصدّع يلحَق بالبلد على كافة الصعد. فتجاهل تطبيق الدستور لم يقتصر فقط على عدم "انتخاب الرئيس"، لا بل أنتج فعلياً الانهيار الذي وصل إليه لبنان، ناهيك عن عمليات الفساد والتهريب التي أنهكت الاقتصاد الوطني، الممارَسَة والمغطاة من قبل الحزب الايراني المُمسك بقرار البلد!

واليوم، وبعد مهاجمته مؤسسة الجيش بشكلٍ واضح بداية الاسبوع، وهي المؤسسة التي لا تزال متماسكة مقارنةً بباقي مؤسسات الدولة وهي المعنية بالحفاظ على ما تبقى من سيادة الوطن، ها هم قياديو الحزب يشنون هجوماً على القطاع المصرفي من خلال اتهام المصارف بسرقة أموال المواطنين وتحميلها مسؤولية الانهيار، منزّهين أنفسهم والحزب عن المسؤولية التي يتحمّلها وبشكلٍ مباشر عن ما آلت إليه الأمور على الصعيد المالي-الاقتصادي!

وما فتح ملف قضائي إضافي لحاكم مصرف لبنان إلا دليل إضافي على نيّة الحزب الايراني المبيّتة في هذا السياق!

تجدر الإشارة إلى إن أسرة التقرير لا تدافع عن المصارف أو عن حاكم مصرف لبنان، كما أنها تعي أن هؤلاء يتحمّلون جزءاً من المسؤولية، لكنها تؤكّد أن المسؤولية الكبرى تقع على صاحب القرار- أي على الحزب الايراني المسى "حزب الله"! فهو من قام ويقوم بعمليات التهريب الممنهج منذ سنوات حتى اليوم من وإلى سوريا، وهو من لديه عنابر خاصة في مرفأ بيروت غير خاضعة للمراقبة، كما أن الحزب مسؤول عن تدهور علاقات لبنان بمحيطه والعالم! وهو اليوم ومع هجومه على القطاع المصرفي يوّسع أعمال مؤسسته المالية الخاصة (القرض الحسن) على حساب أزمة المصارف، وفي ظل عَوَز المواطن!

إن المسؤولية الكبرى اليوم، تقع على القوى السياسية التي تعتبر نفسها "سيادية"، في عدم إقدامها على تصويب رؤيتها وتحديد مسؤولياتها والعمل على توحيد صفوفها من أجل مواجهة مشروع الحزب الايراني في لبنان.

لقد أصبح واضحاً ما يريده الحزب، وهو ما عمِل عليه منذ تأسيسه، أي جعل لبنان جزءاً من ولاية الفقيه، المشكلة هي في أن القوى السياسية التي تقف في مواجهة الحزب الايراني لم تحدد إلى اليوم ماذا تريد وكيف تواجه!

أيها السادة، أيها الاصدقاء، لا خروج للبنان من أزمته إلا من خلال توحيد الصفوف خلف مشروع رفع الاحتلال الايراني عن لبنان.

إن هذا الاحتلال هو المسؤول المباشر عن "جهنم" التي وصل إليها لبنان وشعبه، ومن أجل الخروج من هذه الأزمة علينا العمل جميعاً لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان من خلال تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني كما المطالبة والعمل مع أصدقاء لبنان على تنفيذ القرارات الدولية لاستعادة سيادة الدولة وحمايتها.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في محاولة تجميل صورة الغزو الروسي لأوكرانيا، أقام البيت الروسي في بيروت ندوة في ذكرى انطلاق "العملية العسكرية الخاصة"، كما يسمّي الرئيس الروسي حربه، حيث تحدّث سفير روسيا في لبنان، فأكد أن الندوة أصبحت ضرورية، بعد تصاعد الهجمة الغربية على روسيا في شتى الاتجاهات السياسية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية، وقال أن تحليل تطور النزاعات الدولية يُظهِر أن كلها تقريبا، ناتجة من التدخل المباشر للدول الغربية، سعيا وراء مصالحها التجارية الخاصة والضيقة، ومن أجل إخفاء دورهم المدمر، يبذل الأميركيون والأوروبيون كل جهدهم لتشويه تاريخ العالم! وأشار إلى أن العملية العسكرية الخاصة، التي أطلقتها روسيا في 24 شباط 2022، تتماهى تماما مع ميثاق الأمم المتحدة، وتهدف في المقام الأول إلى ضمان الحماية للمواطنين الروس! كما أكد أن روسيا تعلم يقيناً أن كل الدعوات الغربية لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية ما هي إلا كذب ونفاق، وقال إن روسيا كانت أول من دعا إلى بناء سلام وأمن حقيقيين، فيما كانت دول الناتو تتحضر وتستعد لمواجهة مفتوحة معها! وعن الاستعدادات العسكرية في الدول المحيطة لروسيا، لا سيما ألمانيا، قال روداكوف أنه، يقع على عاتقهم (الروس) واجب مواصلة المسيرة المجيدة لأجدادهم، الذين هزموا الفاشية الألمانية عام 1945، ومهمتهم التاريخية هي تخليص أوكرانيا الشقيقة من النازيين الجدد الذين استولوا عليها! إلى ذلك، أكد أن روسيا ستواصل التقدم بثقة في مسارها لتعزيز سيادة الدولة وحماية شعبها، لافتا إلى استمرار سياسة الانفتاح على الحوار الصادق مع كل البلدان والشعوب التي تشارك موسكو نهجها في المحبة للسلام!!

في زيارة الوفد النيابي اللبناني إلى دمشق، كان لافتاً بدايةً انتماءات أعضاء الوفد، حيث تشكّل من "المردة"، "حركة أمل"، حزب الله الايراني"، "التيار العوني" و"التشناك" الأرمني؛ كما لفتت أسرة التقرير كلمة رئيس الوفد النائب ووزير المالية السابق، علي حسن خليل، حيث اشرا إلى أن الوفد عبّر للرئيس السد عن عاطفة اللبنانيين الصادقة وعن الحرص والإصرار على إعادة تمتين العلاقات وتوسيع مداها بين البلدين على المستويات كافة، من برلمانية وحكومية وشعبية، وأكد استعداد مجلس النواب ولجنة الأُخوة والصداقة للعب كل الأدوار الممكنة من أجل المساعدة على فك الحصار الظالم والجائر وغير المبرر على سوريا وشعبها، والذي لم يتم كسره كما يجب من قبل الكثير من الدول بعد الزلزال الأخير. كما أعرب خليل عن الطموح للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الذي يؤمّن مصالح البلدين الشقيقين وتجاوز القوانين الجائرة بحق سوريا، تحديداً تداعيات قانون قيصر، الذي يتخطى تأثيره على سوريا ليطال لبنان أيضاً. يشار هنا إلى نجاح الحزب الايراني في إرساء الخطوة الأولى في إعادة فتح باب العلاقات بين لبنان وسوريا في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء حين كانت سوريا مالكة صك الوصاية على لبنان!

في مسار ضرب النظام، بعد رفض الجنرال ميشال عون اتفاق الطائف في العام 1989 وتعديل الدستور، وهو ما عمل عليه التيار العوني منذ بداياته، استغرب النائب سليم عون ضرب مبدأ فصل السلطات وضرب المطالبة باستقلالية القضاء بدل إيجاد حلول للخلاف السياسي، واصفاً القيام بمنع من يبحث عن الحقيقة في موضوع جريمة العصر التي تتمثّل بأخذ أموال المودعين وجنى عمرهم بالأمر المعيب، وأكد أنه ليس متشائماً ولكنّه يشعر بخطورة الوضع في لبنان، لافتاً إلى أن نظام البلد لم يعد يصلح للاستمرار به ويجب إيجاد حلول، لأنّ الوضع لا يحتمل أن تطول الأزمة. وعن علاقة التيار الوطني الحر بالحزب الايراني، أشار إلى أن هناك اختلافاً، مستبعداً إيجاد حلّ لمستقبل العلاقة بينهما قبل حلّ موضوع رئاسة الجمهورية. ولفت إلى أن الاختلاف لا يعني طعن الطرف الآخر، بل يمكن أن تُبنى علاقة جديدة!

في ملف مكافحة أنشطة الحزب الايراني عالمياً، اعتقلت السلطات الرومانية الجمعة، محمد إبراهيم بزّي أحد أبرز ممولي ميليشيا حزب الله اللبناني، والمصنف على لائحة الإرهاب الأميركية منذ 2018، لدى وصوله إلى مطار بوخاريست.  ووفقا للمعلومات، اعتقل بزّي فيما يبدو من خلال عملية استدراج، فقد وصل إلى رومانيا من أجل توقيع عقود عمل مع رجال أعمال من جنسيات مختلفة. وسيتم ترحيل بزي، الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والبلجيكية، بالإضافة لمواطن لبناني آخر يدعى طلال شاهين، من رومانيا إلى الولايات المتحدة.

يُذكر أن محمد إبراهيم بزي هو ممول رئيس للميليشيا اللبنانية، حيث قدم ملايين الدولارات لها عبر أنشطة تجارية، ويدير أعمالا تجارية في دول عدة مثل بلجيكا ولبنان والعراق وفي غرب إفريقيا، ويملك أو يسيطر على شركات جميعها معاقبة أميركيا.

في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، قال النائب حسن عز الدين أن أصابع الإدارة الأميركية هي التي تقف خلف الانهيار الذي وصلنا إليه في لبنان، لا سيما وأن هذه الإدارة تقوم في مشروعها الاستعماري والتسلطي على تخريب وهدم الأوطان. ولفت إلى أن حسن نصر الله رسم معادلة قائمة على أن اليد التي تريد أن تمتد إلى معاناة أهلهم لزيادة الألم والمآسي والحصار والوصول إلى الفوضى، ستكسر تماما كما حاولت الأيادي التي أرادت أن تمتد إلى سلاح المقاومة قبل سنوات عدة، حيث بقي آنذاك هذا السلاح مقدساً لأجل التحرير، وعليه، فإن هذه المعادلة باتت نافذة، وستنجح في ردع الإدارة الأميركية والأيادي الصهيونية الخبيثة التي تمتد إلى لبنان لتخرب وتمعن فيه فساداً!! وأكد أن "المقاومة" لن تسكت عن هذا الضغط الأميركي، تماماً كما فعلت حينما جاءت بباخرة المازوت من إيران لكل اللبنانيين، وكذلك كما فعلت في معادلة الحفاظ على حقوقنا في المياه من غاز ونفط!

من جانبه، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش على ان ما يشهده البلد من سجالات ومنازلات سياسية وقضائية لا يبشر بخير ولا يساعد على الحل بل يزيد من تفاقم المشكلات التي يعاني منها ويترك تأثيراته السلبية على الاقتصاد والعملة الوطنية، معتبرا ان المواجهة بين القضاء والمصارف يدفع ثمنها المواطن، وتوفير الحماية السياسية للمصارف على حساب القضاء ينسف ما تبقى من هيبة للقضاء في لبنان ويكشف عن مدى نفوذ المصارف في الدولة وتحكمها بالبلاد! ورأى ان البلد مهدد بالفوضى والسقوط بفعل ترهل السلطة والانقسام السياسي والاستهداف الاميركي وحصاره للبنانيين ومحاولته تعطيل اي حل لا يخدم اهدافه، داعيا الجميع إلى تحمّل المسؤولية من  خلال العودة الى الحوار والتفاهم. كما لفت الى ان اميركا تصعد من حربها  الاقتصادية والمالية على لبنان وتخطط لفوضى منظمة فيه لإجبار اللبنانيين على الاستسلام لشروطها واملاءاتها، وفي مواجهة هذه الحرب لا مجال للتردد او المساومة، فإما الصمود والثبات والمقاومة والبحث عن توفير إمكانيات الصمود وكسر الحصار وإحباط أهداف هذه الحرب، أو الرضوخ والخضوع والاستسلام والعودة بلبنان إلى زمن الضعف والوهن! مشددا أنهم مجتمع ومقاومة يزدادون قناعة بصوابية وصحة خياراتهم عندما يرون اصرار اميركا وحلفائها على استهدافهم واستهداف بلدهم!!!

كذلك، أشار النائب ينال صلح إلى أنه فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية، ومنذ اللحظة الأولى، كانوا في كتلة الوفاء للمقاومة واضحين، ويدهم كانت وما زالت ممدودة للجميع للاتفاق على المواصفات التي يجب ان يتمتع بها الرئيس في هذه المرحلة، وأن يكون قادرا على التواصل مع الجميع من أجل سير جميع الكتل النيابية بعد انتخابه لوضع الحلول التي تهم المواطن بالدرجة الأولى! ورأى ان ما يحصل في لبنان وما يعيشه من أزمة اقتصادية خانقة، هو من تداعيات وقوف لبنان إلى جانب القضية الفلسطينية، وبسبب الحصار المفروض من الإدارة الأميركية، التي تحاول تركيع اللبنانيين للقبول بشروطها والتي تبدأ من قبول لبنان بالتوطين، وصولا الى التطبيع، وهذا الأمر لن يتحقق لطالما في لبنان مقاومة!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: يريد حزب الله ترجمة موافقته على إتفاق ترسيم الحدود، الذي ضمن أمن اسرائيل وأتاح لها تصدير الغاز، وعلى طيّ صفحة ملف المرفأ، في بناء دولة صديقة له بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بالحكومة والبرلمان ووصولاً إلى آخر موظّف في الإدارة العامة، وإلّا فهو سيستمر في تعطيل أي حلول سياسية وإقتصادية مهما بلغت الأوضاع من السوء. أمام هذا الواقع فإنّ القوى السياسية المعارضة مدعوة وأكثر من أي وقت مضى إلى مواجهة استراتيجية حزب الله لبناء دولته على أنقاض الدولة الحالية. فبالرغم من أهمية حراك القوى المعارضة وبالتحديد في المجلس النيابي، غير أنّ تحركها ما يزال دون السقف المطلوب ما دامت لا تجتمع حول عنوان واحد وهو رفع الاحتلال الإيراني الذي حوّل لبنان ورقة مساومة على طاولة المفاوضات بهدف نيل مباركة غربية وبالأخص أميريكية لحكمه. آن الأوان لترتفع القوى السياسية المعارضة إلى مستوى التحديات لأنّ لبنان يعيش لحظات مفصلية بين أن يكون دولة لجميع اللبنانيين وللعرب والعالم وبين أن يكون دولة لحزب الله وإيران. عليه فإنّ خريطة الطريق للخروج من الأزمة واضحة ولا طريق سواها وهي التمسّك بالدستور واتفاق الطائف وتطبيقه والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية 1559، 1680، 1701. فلتّتحدّ قوى المعارضة حول خريطة الطريق هذه لبناء حدّ أدنى من التوازن إزاء حزب الله أو فلتسلّمه لبنان وليحكمه وحيداً كما يريد - يعتبر لقاء سيدة الجبل الهجوم المركّز ضدّ المؤسسة العسكرية من قبل بعض الناطقين باسم حزب الله أمراً خطيراً لأنه يشكّل تهديد لوحدة الجيش. ويؤكّد على ضرورة تصدّي القوى السياسية السيادية لحزب الله وإعلامه الذي يُمعن بضرب الجيش والمؤسسة الوحيدة المتبقيّة والمخوّلة وفقاً للدستور حماية لبنان. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل - المكتب السياسي: جدّد الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، مشيرا الى أنه يشكل مدخلاً للإنقاذ وفق خريطة طريق ركيزتها الحوار والتوافق لإنهاء حالة الشغور الرئاسي - طالب الحكومة أن لا تبقى في موقف المتفرج على استمرار الانهيار الاقتصادي والمالي، مما يستوجب الاسراع في وضع الضوابط والحلول لوقف الازمات المتشابكة - اعتبر أن محاولات البعض القفز فوق الازمات وقلق الناس لتعطيل دور المجلس النيابي التشريعي تحت عناوين ومسميات غير دستورية، لا تخدم المصلحة الوطنية واحتياجات الناس - دان العدوان الاسرائيلي على سوريا، وأشاد بـتزخيم الزيارات واللقاءات اللبنانية السورية التي تؤسس لتطوير العلاقة وتمتين التضامن بين البلدين - . (ملحق رقم 2*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية - المكتب السياسي: لم يفاجأ بردة فعل أمين عام حزب الله غداة الأنباء التي تحدثت عن إمكانية فرض عقوبات أميركية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وصلت به إلى حد التلويح بافتعال حرب في المنطقة، معتبرا ان هذا الكلام إن دل على شيء فعلى صوابية ما دأب حزب الكتائب على تأكيده وهو التلاحم البنيوي بين الميليشيا التي يمثلها حزب الله والمافيا التي يمولها رياض سلامة - استغرب توظيف طاقات كبيرة لإمرار جلسة تشريعية تحت ذريعة الضرورة بهدف التمديد لقادة أمنيين من هنا وتمويل مشاريع من هناك، في وقت تغيب الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية - سأل ماذا حل بتحقيقات انفجار المرفأ؟ وأعلن رفضه أن تتحول هذه القضية إلى مطية لتصفية الحسابات القضائية أو لمبارزات سياسية. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • التيار العوني - المجلس السياسي: اشار الى ان رئيس حكومة تصريف الأعمال يستغل فترة الفراغ للإمعان في ضرب الشراكة والميثاق ويتصرّف كأن المنظومة الدستورية للحكم مكتملة في غياب رئيس الجمهورية وفي ظل حكومة تصريف اعمال، وأن حكومته لها الحق أن تجتمع وتعيّن أو تسوّي قرارات استثنائية - إن هذا السلوك الاستفزازي يحمّل السيد نجيب ميقاتي مسؤولية خرق الدستور والقوانين وتعريض نفسه للملاحقة أمام الأجهزة القضائية المختصة وأمام اللبنانيين - اعلن انه يواصل محاولاته لتأمين إنتخاب رئيس للجمهورية ينطلق من أوسع توافق ممكن بين الكتل النيابية، بعيداً عن ضغوط الخارج أو تفرّد الداخل، وحدّد أربعة أعداء يرفض ان يكون لأي ٍّمنهم الكلمة الفصل في الاستحقاق الرئاسي وهم: إسرائيل والإرهاب والفساد والفوضى! - حذّر من خطورة ما يتم رسمه تنفيذا لأجندات خارجية في ظل تجمّع عناصر الانفجار بدءًا بإنفلات الدولار وإقفال المصارف مروراً بالضغوط المعيشية على الناس لدفعهم الى الشارع، وذلك بهدف فرض رئيس رغم ارادة اللبنانيين. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • الوفاء للمقاومة: (الحزب الايراني): - دانت وشجبت بشدة العدوان الصهيوني على نابلس وأهلها وإستهداف المدنيين الابرياء - - دانت العدوان الصهيوني الأخير على سوريا، وعتبتره دليلا اضافيا على الجفاف الاخلاقي والانساني - لا مانع دستوريا من أن يواصل المجلس النيابي دوره التشريعي إبان الفراغ الرئاسي - - أيّدت ورحبت بخطوة ايفاد الحكومة اللبنانية وفدا وزاريا الى سوريا، وأبدت ارتياحها لزيارة وفد لجنة الاخوة والصداقة البرلمانية اللبنانية-السورية الى دمشق، وللقاءاته مع الرئيس السوري ورئيسي مجلسي الشعب والحكومة ووزير الخارجية للتأكيد على أهمية تفعيل العلاقات الرسمية بين البلدين. (ملحق رقم 5*- بيان)
    • البطريرك الراعي في عظة الاحد: إنّ البرص السياسيّ عندنا في لبنان يصبح أكثر فأكثر خطرًا على الهويّة اللبنانيّة والكيان، والسبب الأساسيّ هو ضرب رأس الدولة برفض المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهوريّة ضنًّا بالمصالح الفرديّة والفئويّة، وحفاظًا على مشاريع تورّط لبنان وانتخاب رئيسه أكثر فأكثر في اللعبة الإقليميّةِ والدولية. فلا يأتي الرئيس الجديد تعبيرًا عن إرادةِ الشعب اللبناني، إنما تعبيرًا عن مشاريعَ متناثرةٍ في الشرقِ الأوسط الذي لا يَعرف أحدٌ حقيقتَها وأين ستستقِرّ رغم جميع المفاوضاتِ بشأنه منذ ثلاثين سنة. هذا هو الخطر الكبير على مصير الأمّةِ اللبنانيّة ودولةِ لبنان. ونأمل أن تُثمُرَ المفاوضاتُ الجاريةُ في هذه الأثناء بين أصدقاءِ لبنان عن حلٍّ يأخذُ مصلحةَ لبنان بشكلٍّ مستقلٍ عن تسوياتِ الشرق الأوسط - المشكلةُ هي أنَّ كلَّ فريقٍ يَرفض أيَّ تنازلٍ لتسهيلِ انتخابِ الرئيس لأنه يَظنُّ نفسَه هو الذي سينتصرُ من خلال خارج الدستور والمؤتمرات، إذا استمر هذا المنطقِ، الخالي من روحِ المسؤوليّةِ ومن صوتِ الضميرِ ومن نداءِ الواجبِ الوطنيِّ، نخشى أن تطولَ مدّةُ الشغورِ الرئاسي كما تُشير غالِبيّةُ المعطيات - نُحذِّرُ مِن المسِ من جهةٍ بأموالِ الشعب، ومن جهة أخرى بالنظامِ المصرفي اللبناني، لاسيّما مصرفِ لبنان المركزيّ الذي هو الرابط بين لبنان والنظام المالي الدوليّ. (ملحق رقم 6*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: أربعةُ أشهرٍ مرّتْ على شغورِ موقــعِ رئاسةِ الجمهوريةِ ولم يتوصّلْ المعنِيّون إلى انتخابِ رئيسٍ، فَحَلَّ التخبُّطُ والضَياعُ مَحَلَّ انتظامِ عَمَلِ المؤسسات، وأدّى تداخُلُ السُلُطاتِ إلى تقاذُفِ الآراءِ المُتَناقضَةِ، وغيابِ الرؤيـةِ الواضحةِ لطرُقِ المعالجة. وما زلنا نسـلُ مع المواطنين: ماذا يمنعُ انتخابَ رئيـس؟ ولِمَ يُعَطِلُ المُعَطِّلون؟ ولِمَ لا يَتَّفـقُ رافضو التعطيلِ على شخصٍ يرون فيه الكفاءةَ والنزاهةَ ومَلَكَةَ القيادةِ وينتخبونَه؟ وهل حَسَنٌ أن يبقى البلدُ بلا رئيسٍ هو بِحُكْمِ الدستورِ «رَمْزُ وحدةِ الوطن، يَسهرُ على احترامِ الدستورِ والمحافظةِ على استقلالِ لبنان ووحدتِه وسلامةِ أراضيه»؟ لقد فَقَدَ لبنانُ حضورَه السياسيّ والدبلوماسيّ في العالم، وخَسِرَ مقَوِّماتِه كدولةٍ مسؤولةٍ وقادرةٍ على إسماعِ صوتِها. خَسِرَ دورَه ومكانَتَه وحضورَه ولم يبقَ منه إلاّ صورةَ الفَسادِ والتاحُرِ والتعطيل. الدولُ المحيطةُ بنا تُحلقُ عالياً ونحن نتدحرجُ إلى أسفل. ماذا ينتظرُ نوّابُنا؟ لِمَ لا يَتحرَّكون؟ ولِمَ لا يحاسِبُ الشعبُ نوّابَه على تَقاعُسِ بعضِهم، وقِلّةِ مسؤوليّةِ بعضِهم، وسوءِ تَصرُّفِ آخرين؟ هل انتخَبَهم للتعطيلِ أم للعَـمَلِ والإنتاجِ؟ وهل مِنْ وقتٍ للعملِ أنسبُ مِنْ هذه الأوقاتِ العصيبة؟. (ملحق رقم 7*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

في متابعة للقصف الاسرائيلي الأخير، أشارت وكالة الأنباء الإيرانية إلى أن الهجوم الإسرائيلي على دمشق استهدف عدة مواقع عسكرية ونفذ على مرحلتين الأولى في دمشق والثانية في السويداء. وفي بيان لافت... أعلنت إيران أن مواقع لها وصفتها بالثقافية لم تتضرر بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة كفر سوسة في دمشق، ونفت مقتل أي من المسؤولين الإيرانيين واصفة التقارير الإعلامية بهذا الشأن بغير الصحيحة، مضيفة أن موقع سقوط الصاروخ هو نفسه المكان الذي قتل فيه عماد مغنية، في 12 فبراير 2008. كما أشارت أن الهجوم الإسرائيلي على دمشق استهدف عدة مواقع عسكرية باستثناء منطقة كفر سوسة زاعمة أنها استهدفت مباني سكنية. فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في دمشق أدت لمقتل 7 عسكريين سوريين، بينهم 3 ضباط، من أصل الـ15 قتيلاً.

من جانب آخر، زار الرئيس السوري الاثنين سلطنة عُمان، في أول رحلة رسمية يجريها إلى السلطنة منذ أكثر من عقد على اندلاع الحرب في سوريا، حيث التقى السلطان هيثم بن طارق خلال الزيارة التي أقتصرت على يوم واحد. وأوضحت الخارجية العُمانية أن سلطان عمان والرئيس السوري تبادلا وجهات النظر بشأن مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود الرامية لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وعرضا مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك، ثم عقدا لقاء اقتصر عليهما. من جهتها، أشارت الرئاسة السورية إلى زيارة عمل أجراها الأسد إلى السلطنة.

يذكر أن سلطنة عمان لم تقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق التي تم تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية في عام 2011. واكتفت عُمان بسحب سفيرها من سوريا في عام 2012، وفي عام 2020، أرسلت سلطنة عمان سفيراً إلى سوريا بعد قطيعة دامت 8 سنوات. ولم يغادر الأسد سوريا إلا مرات معدودة خلال الحرب، وسافر خاصةً إلى روسيا وإيران اللتين ساعد دعمهما العسكري الأسد على قلب دفة الصراع.

في سياق منفصل، أدانت محكمة ألمانية، موفق د. أ. والملقب بجزار اليرموك، والذي يحمل الجنسيتين الفلسطينية والسورية في جريمة حرب وجرائم قتل لإطلاقه قنبلة يدوية على حشد من المدنيين الذين كانوا ينتظرون الطعام في دمشق عام 2014، وحكم عليه بالسجن المؤبد. وأدين المتهم بارتكاب جريمة حرب خطيرة على نحو خاص، فضلا عن أربعة اتهامات بالقتل وتهمتي شروع في قتل وإيذاء جسدي، وقررت المحكمة أيضا أنه يتحمل ذنبا شديدا بشكل خاص، ما يعني أنه لن يكون مؤهلا لإطلاق السراح بعد 15 عاما، كما هو الحال عادة في ألمانيا، لكن يمكن استئناف الحكم.

  1. في الشأن الليبي

كشف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، الأحد الماضي، أن المنظمة القاريّة ستنظم مؤتمراً بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا، في أحدث محاولة لإعادة الاستقرار إلى البلد الذي مزقته النزاعات. وقال إثر مؤتمر صحافي اختتمت به قمة الاتحاد الإفريقي التي استمرت يومين، انهم التقوا مع مختلف الأطراف وهم في صدد العمل معهم لتحديد موعد ومكان عقد المؤتمر الوطني. وسيلتئم المؤتمر برعاية لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الإفريقي يترأسها الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو، بحسب فقي محمد.

في السياق، وعشية اجتماع مهم لمجموعة الاتصالات حول ليبيا، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والإمارات ومصر وقطر، أكد مسؤول أوروبي رفيع المستوى أن الجهود الدولية ستصب في اتجاه خلق آلية للتحضير لانتخابات في ليبيا نهاية العام، لكنه أعرب عن تشاؤمه من إمكانية عقد هذه الانتخابات بسبب حال الانقسام الذي تعيشه ليبيا بين الفصائل المتناحرة ووجود مرتزقة يعملون لحسابات دول أجنبية، ومن بينهم عناصر مجموعة فاغنر الروسية والمرتزقة السوريون الذين يأتمرون بأوامر من أنقرة. كما أكد أن المجتمع الدولي لا يولي القادة الليبيين الحاليين ثقة كبيرة، ولا يرى أن بقدرتهم توحيد البلاد أو عقد الانتخابات في موعدها. لكنه أشار إلى أنه مع أزمة أوكرانيا ونقص إمدادات النفط والغاز لأوروبا أعيد تسليط الضوء على ملف ليبيا، حيث إن استقرار تدفق النفط الليبي أصبح ضرورة قصوى، مضيفا أن الاستقرار السياسي في ليبيا هو استقرار اقتصادي أيضاً، لذا الاجتماع الذي يعقد عادة كل شهرين في أوروبا سيعقد هذه المرة في واشنطن وستحضره الإمارات وقطر، وسيتم تحت مظلة أميركية وبحضور من المبعوث الأممي لليبيا عبد الله باتيلي.

هذا وحذّر المسؤول الأوروبي من خطر عناصر فاغنر ليس فقط في ليبيا لكن في ساحل العاجل ومالي وحتى في السنغال. وقال إنه يتواجد ما يقدر بـ1500 مقاتل من فاغنر في ليبيا وحدها، إلى جانب عدد مماثل من المقاتلين السوريين المجندين من قبل تركيا، ورأى أن المجموعة باقية في ليبيا، وهي مدربة ومسلحة وتتلقى الأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشبهها بمثابة سرطان ينهش من لحم الليبيين.

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أعلن مسؤولون فلسطينيون مقتل 11 شخصا وإصابة 102 آخرين خلال مداهمة نفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء. واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي حارة الشيخ مسلم على أطراف البلدة القديمة من نابلس، وحاصرت منزلا، وسط إطلاق نار كثيف، قبل أن تنسحب في وقت لاحق. وعبر نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن إدانته للمداهمة في نابلس، ودعا لإنهاء الهجمات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

وتشهد مدينتا نابلس وجنين القريبة مداهمات متكررة كثفتها إسرائيل على مدار العام الماضي في أعقاب موجة من الهجمات التي شنها فلسطينيون في مدنها وأسفرت عن سقوط قتلى.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس الفلسطينية، ما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابة آخرين، وأكدت الوزارة رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، مشددة على مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين. كذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية وتخشى أن تؤدي مداهمة شنتها القوات الإسرائيلية هناك إلى انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء. بدوره، قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة إن وزراء حكومة نتنياهو يسعون لتفجير الأوضاع في الضفة، مشيراً إلى أن البعثة طالبت الأمم المتحدة بحماية الشعب الفلسطيني. إلى ذلك، قال إن البعثة ستتواصل مع أعضاء مجلس الأمن في الأيام القادمة لكي يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته وأن يعقد جلسة طارئة بهذا الخصوص.

وصباح الخميس، نفذت إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة ردا على عمليات إطلاق صواريخ من القطاع خلال الليل. فقد ذكر الجيش، في وقت سابق، أن 6 صواريخ أطلقت من قطاع غزة، وأن منظومات الدفاع الجوي اعترضت 5 منها في حين سقط السادس في منطقة مفتوحة. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على عدد من المواقع التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، واستهدفت الطائرات بعدد من الصواريخ موقع بدر التابع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، قرب مخيّم الشاطئ في شمال غرب غزة، كما قصفت موقعاً آخر في وسط القطاع.

في الشأن الاسرائيلي الداخلي وللأسبوع الثامن على التوالي، تظاهر آلاف الإسرائيليين في شوارع تل أبيب السبت، احتجاجاً على تعديل مثير للجدل للنظام القضائي يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إقراره ويرون فيه مساساً بالديمقراطية. وتأتي التظاهرة بعد موافقة البرلمان الإسرائيلي في قراءة أولى الثلاثاء على نصّين أساسيين في التعديل. يجعل النص الأول المحكمة العليا غير مؤهّلة لإلغاء أي تعديل للقوانين الأساسية التي تعتبر بمثابة دستور في إسرائيل، والنص الثاني يتمثّل في إدخال بند الاستثناء الذي يسمح للبرلمان بإلغاء بعض قرارات المحكمة العليا بغالبية بسيطة تبلغ 61 صوتاً من أصل 120 عضواً في البرلمان. وهتف المتظاهرون في وسط تل أبيب "ديمقراطية ديمقراطية" و"لن نستسلم" رافعين الأعلام الإسرائيلية.

  1. فيروس COVID-19

فيما لا تزال مراكز الأبحاث تجري الدراسات على فيروس طوفيد-19، وجدت دراسة جديدة أن الإصابة السابقة بفيروس كورونا توفر على الأقل نفس مستوى الحماية مثل جرعتين من اللقاحات المضادة عالية الجودة، من شركتي "موديرنا" و"فايزر"، وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن الأشخاص المصابين بالفيروس قد يكونون محميين من الإصابة مرة أخرى لمدة 40 أسبوعاً أو أكثر. وكانت الحماية من الإصابة مرة أخرى أعلى بالنسبة لسلالة الفيروس الأصلية ومتغيرات "ألفا" و"بيتا" و"دلتا"، حيث بقيت الحماية عند أكثر من 78٪ بعد مرور 40 أسبوعاً، فيما كانت الحماية أقل بالنسبة لمتغير omicron BA.1، الذي انخفض إلى 36.1٪ في نفس الإطار الزمني.

وقال الدكتور مارك سيجل، أستاذ الطب في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك، في هذا الاطار إن المناعة من العدوى السابقة (المعروفة باسم المناعة الطبيعية) والمناعة من اللقاحات توفران حماية كبيرة ضد الأمراض الشديدة، وأضاف أن بعض الحماية من الفيروس تبقى لبضعة أشهر على الأقل، لافتاً إلى أنه لا يوصي عموماً بتناول اللقاح المعزز لبضعة أشهر على الأقل بعد الإصابة لهذا السبب.

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

وصل الرئيس الأميركي، مساء الاثنين، إلى بولندا بالقطار آتياً من كييف، بعد زيارة مفاجئة لم يُعلن عنها، حيث تعهد بتقديم الدعم لأوكرانيا مهما طال الأمر. فقد تعهّد جو بايدن، الاثنين، بتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة، مؤكداً دعم الولايات المتحدة الثابت للبلاد في مواجهة الغزو الروسي. وقال الرئيس بايدن، بحسب بيان نشره البيت الأبيض، أنه سيعلن عن تسليم دفعة جديدة من العتاد، بما فيها ذخيرة المدفعية والأنظمة المضادة للدروع والرادارات، للمساعدة في حماية الشعب الأوكراني من القصف الجوي.

يأتي هذا بينما قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا مساعدات أمنية جديدة تصل قيمتها إلى 460 مليون دولار، وتشمل ذخيرة لأنظمة صواريخ هيمارس وأيضاً أنظمة صواريخ جافلين المضادة للدبابات.

وفي بيان منفصل صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أعلن وزير الخارجية أنطوني بلينكن، عن تخصيص 10 ملايين دولار إضافية لأوكرانيا لاستعادة نظام الطاقة في البلاد.

في سياق متصل، قال الرئيس بايدن، الأربعاء، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" بات أقوى بعد مرور عام على اندلاع الحرب في أوكرانيا، معتبرا قرار نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بتعليق العمل بمعاهدة "نيو ستارت" النووية خطأ جسيما. وقد جاءت تصريحات بايدن في العاصمة البولندية وارسو، خلال لقائه قادة دول "مجموعة بوخارست" التي تضم في عضويتها 9 دول، كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق أو جواره، وهي الآن جزء من حلف شمال الأطلسي، واضاف بايدن بأن التزام الولايات المتحدة تجاه "الناتو" واضح، وهو الدفاع عن كل شبر من أراضي الدول الأعضاء فيه. وظهرت هذه المجموعة في عام 2015 في بوخارست، في أعقاب قرار روسيا ضم شبه جزيرة القرم، وتضم في عضويتها كلا من: رومانيا، وبولندا، وبلغاريا، والتشيك، وهنغاريا، وإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وسلوفاكيا.

في السياق، عقد الرئيس الأميركي اجتماعاً عبر الإنترنت، الجمعة، مع زعماء مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الذكرى السنوية الأولى لبداية العملبة العسكرية الروسية في أوكرانيا، واعلن عن عقوبات جديدة على من يدعمون الحرب الروسية. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، قد أفادت إن الولايات المتحدة ستعلن حزمةَ عقوباتٍ واسعة النطاق ضد روسيا تشمل بنوكا وشركات للدفاع والتكنولوجيا.

من جهته، أعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، أن واشنطن ستقدم مساعدات أمنية وعسكرية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار دولار، وأضاف أن الولايات المتحدة تنظر في جميع احتياجات أوكرانيا الضرورية لمساعداتها على كسب الحرب.

إلى ذلك، فرضت واشنطن، الجمعة، عقوبات على 22 شخصية روسية و83 كيانا بينها بنك موسكو الائتماني، وقالت التجارة الأميركية إن العقوبات على روسيا تستهدف منعها من استخدام مسيرات إيران بأوكرانيا. وجاءت رزمة عقوبات الولايات المتحدة الجديدة على روسيا، بعد عام تماما على بدء عمليتها العسكرية على أوكرانيا، علما بأنها تستهدف أيضا أفرادا وشركات في دول أوروبية، خصوصا في سويسرا. وقالت وزارة الخزانة أيضا، إن واشنطن استهدفت شركات وأفرادا روسيين في قطاعات المعادن والمناجم والمعدات العسكرية وأشباه الموصلات، إضافة إلى ثلاثين فردا وشركة في دول أوروبية متهمين بالمساعدة في الالتفاف على العقوبات.

في الداخل الاميركي، وصلت نسبة تأييد الرئيس بايدن، في استطلاع جديد للرأي، إلى أعلى مستوى لها منذ عام تقريبًا، وفقًا لاستطلاع لشبكة NPR-PBS حيث ارتفعت النسبة إلى 46%. وشهد تحسناً بين المستجيبين عبر الطيف السياسي، حيث ارتفعت موافقته بين الديمقراطيين من 85% في يناير إلى 88%، وارتفعت موافقته بين المستقلين من 32% إلى 36%، كما ارتفعت نسبة التأييد له بين الجمهوريين من 13% الشهر الماضي إلى 15% في فبراير، وهو أعلى مستوى في الاستطلاع خلال فترة رئاسته. وعلى الجانب الجمهوري، وجد الاستطلاع أن غالبية المستقلين الجمهوريين والميول للجمهوريين 54%، قالوا إن حزبهم سيكون لديه فرصة أفضل للفوز في عام 2024 إذا كان هناك شخص آخر مرشح غير الرئيس السابق ترمب.

في سياق منفصل، وقبل عام بالضبط فعلت الولايات المتحدة شيئاً غير مسبوق، فقد أصدرت معلومات استخباراتية سرية كشفت فيها عن خطط روسيا لغزو أوكرانيا. وفي الأسبوع الماضي، قام أنتوني بلينكين، وزير الخارجية، بخطوة مماثلة عندما حذر مسؤول السياسة الخارجية الصيني وانغ يي، من تزويد روسيا بالأسلحة. وقبل اجتماع بلينكين مع وانغ، كشفت الولايات المتحدة للحلفاء معلومات استخباراتية عادة ما تكون في سرية تامة، وتضمنت تفاصيل حول الذخيرة والأسلحة الأخرى التي كانت الصين تفكر في تزويد روسيا بها ثم شارك بلينكين هذا الاستنتاج العام بأن الصين تدرس تقديم دعم عسكري لروسيا علنًا. وكانت هذه المعلومات مدفوعة جزئيًا على الأقل باعتقاد الولايات المتحدة بأن التحذيرات العامة ورفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية الإضافية حول المداولات الصينية الداخلية لا يزال بإمكانها ردع بكين عن تسليم أنظمة الأسلحة إلى روسيا. ويصر بعض المسؤولين الأميركيين على أنه على عكس إيران أو كوريا الشمالية تهتم الصين بسمعتها الدولية. وبسبب علاقاتها التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة، والتي لا تمتلكها كوريا الشمالية وإيران، قد تكون بكين أقل استعدادًا للمخاطرة بفرض عقوبات على مبيعات الأسلحة. وبالإضافة إلى التحذيرات بشأن الصين، كشف البيت الأبيض عن خطط لمدربين إيرانيين وصواريخ وطائرات مسيرة للانضمام إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، وشاركت معلومات حول ذخيرة المدفعية الكورية الشمالية إلى روسيا. ومهدت عمليات الكشف الأساس لعقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا على شركات صناعة الطائرات بدون طيار الإيرانية.

من جانب آخر، قال الرئيس التنفيذي لمصرف "جي بي مورغان" جيمي ديمون إن الاحتياطي الفيدرالي فقد بعض السيطرة على التضخم، في إشارة إلى تعثر الإجراءات التي اتخذها من أجل كبح جماح التضخم في البلاد، لكنه أكد أن الاقتصاد الأميركي يواصل إظهار علامات القوة، كما أضاف أن احتواء التضخم لا يزال عملاً قيد التقدم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتتناقض هذه التعليقات مع تصريحات ديمون السابقة في أكتوبر الماضي، حيث قال حينها إن الاقتصاد الأميركي من المرجح أن يسقط في حالة ركود خلال ستة إلى تسعة أشهر. وقال في ديسمبر الماضي إن ارتفاع التضخم يضعف ثروة المستهلكين وهو ما سيؤدي إلى ركود هذا العام.

  1. في الشأن العراقي

قال رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، يوم الأحد الماضي، إن بلاده ليست في حاجة إلى قوات قتالية من التحالف الدولي، وإن تنظيم داعش لا وجود له في العراق، وأضاف خلال مؤتمر ميونيخ للأمن أن بغداد ليست في حاجة إلى قوات قتالية من التحالف الدولي ولكن مستشارين لأغراض الأمن والتشاور، مشددا على أن أميركا شريك استراتيجي للعراق، وأضاف أن تنظيم داعش انتهى ميدانيا وعسكريا. وكان رئيس الوزراء العراقي قد صرح بأنه لا وجود لداعش اليوم كتنظيم يسيطر على الأرض وإنما عصابات منهزمة تلاحقها الأجهزة الأمنية.

في الملف الاقتصادي، أعلن البنك المركزي العراقي، الأربعاء، عن الحزمة الثانية من التسهيلات لتحقيق استقرار أسعار الصرف العملة الوطنية، وقال في بيان، إنه سيتم تنظيم تمويل التجارة الخارجية من الصين بشكل مباشر وبعملة اليوان الصيني عبر خيارين، موضحا أن الخيار الأول يتضمن تعزيز أرصدة المصارف العراقية التي لديها حسابات مع مصارف صينية بعملة اليوان الصيني، والخيار الثاني يتضمن تعزيز أرصدة المصارف العراقية من خلال حسابات البنك المركزي إلى المستفيد النهائي بعملة اليوان الصيني من خلال حسابات البنك المركزي العراقي لدى مصرف "جي بي مورغان"، وبنك التنمية في سنغافورة.

في سياق منفصل، دعا المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي الخميس، إلى فتح حوار مع تركيا فيما يخص ملف المياه، نتيجة قلة التدفقات المائية القادمة من هناك. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي إن الاجتماع شهد مناقشة عدد من الموضوعات من بينها معالجة التحديات التي تواجه الوضع الزراعي والبيئي نتيجة قلة الإطلاقات المائية القادمة من الجانب التركي، وضرورة فتح حوار مع تركيا بهذا الشأن. يشار إلى أنه ومنذ 2003، يعاني العراق من تراجع في منسوب المياه عبر نهري دجلة والفرات جراء السياسات المائية التي تعتمدها تركيا وإيران بتخفيض نسب الإطلاق وتغيير مسارات الروافد وإقامة السدود العملاقة عليها.

  1. في الشأن اليمني

أقرت ميليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، الأحد الماضي، بإطلاق سراح عناصر إرهابية على علاقة بتنظيم القاعدة، غداة إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي أمام قمة ميونيخ للأمن، امتلاك حكومته أدلة عن تخادم الميليشيا مع التنظيمات الإرهابية. وأكد رئيس ما تسمى "لجنة الأسرى" في ميليشيا الحوثي عبد القادر المرتضى، أن جماعته أجرت عملية تبادل للأسرى مع تنظيم القاعدة في شبوة، وقال إنه إثر هذه العملية تم الإفراج عن ثلاثة من عناصر الحوثيين في مقابل أسيرين تم أسرهما في جبهات البيضاء، على حد قوله.

على صعيد آخر، ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية في محافظة تعز، جنوبي غرب البلاد، شحنة أسلحة مهربة كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي. وقالت الأجهزة الأمنية في شرطة تعز، إن أفراد نقطة الشراجة التابعة لقوات شرطة الدوريات وأمن الطرق تمكنت من ضبط شحنة من الأسلحة المهربة، وأشارت إلى أن الشحنة المهربة تحتوي على 22 قطعة سلاح، وأكثر من 30 صفيحة ذخيرة متنوعة، بجانب أسلحة أخرى كانت في طريقها إلى مدينة المخا. بالتزامن، أعلنت الأجهزة الأمنية اليمنية في محافظة لحج، جنوبي البلاد، ضبط شحنة أسلحة خفيفة ومتوسطة، كانت في طريقها إلى ميليشيا الحوثي.

في سياق منفصل، وقعت السعودية، اتفاقية وديعة مع البنك المركزي اليمني بمبلغ مليار دولار، حيث تم إيداع المبلغ بالكامل لدى حساب البنك المركزي اليمني، وقال السفير السعودي في اليمن، إن الوديعة جزء من حزمة للدعم الاقتصادي، وإن الحكومة اليمنية قدمت مشروعا للإصلاح المالي والنقدي.

في ملف خزان "صافر"، وبعد أن كانت الأمم المتحدة، قد أعلنت في نوفمبر الماضي، أنها ستبدأ بتنفيذ العملية الإنقاذية الطارئة لـ"صافر" مع مطلع العام الجاري، بعد تحويل المانحين أكثر من 73 مليون دولار من التعهدات إلى أموال، إلا أنها لم تباشر حتى الآن بتنفيذ العملية رغم مرور نحو شهرين من العام الجديد، وبررت ذلك بعدم عثورها على ناقلة مناسبة للاحتفاظ بكمية النفط الموجودة في "صافر" بعد تفريغها، بسبب انخفاض المعروض من ناقلات النفط الكبيرة، وارتفاع تكاليف استئجارها، على حد قولها. إلى ذلك، أفادت الحكومة اليمنية، في وقت سابق، إنّه بعد حصول الأمم المتحدة على الأموال اللازمة لإتمام عملية الإنقاذ، لا تزال مماطلة الحوثيين تعيق البدء في تنفيذ العملية وإتمامها، في تجاهل كامل لتأثير انسكاب النفط من السفينة صافر وتكليفه مخزونات الصيد اليمني 1.5 مليار دولار على مدى 25 عاماً قادمة، فضلاً عن تأثير ذلك على ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 800 في المائة. طالبت منظمة السلام الأخضر الدولية "غرينبيس"، الأمم المتحدة بسرعة البدء في تنفيذ العملية الإنقاذية الطارئة لناقلة "صافر" النفطية المتهالكة والراسية قبالة السواحل الغربية لليمن على البحر الأحمر، ونزع فتيل الكارثة المحتملة.

  1. في الشأن المصري

أعلن وزير المالية المصري، الأربعاء، عن نجاح طرح أول إصدار من الصكوك الإسلامية السيادية في تاريخ مصر، بقيمة 1.5 مليار دولار، حيث بلغت قيمة الاكتتاب نحو 6.1 مليار دولار، بما يعنى تغطية الاكتتاب بأكثر من أربع مرات. ووصف معيط، الإقبال على الإصدار بالملحوظ، إذ تقدم أكثر من 250 مستثمرا بمختلف أسواق المال العالمية، بطلبات شراء، ما جذب قاعدة جديدة من المستثمرين بدول الخليج وشرق آسيا إلى جانب الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى جودة نوعية المستثمرين التى شهدها الطرح المتمثلة فى مديري الأصول وصناديق التقاعد وصناديق التأمين والاستثمار والبنوك، الذين يتميزون باحتفاظهم بالاستثمارات على المدى الطويل بما يكون له أثر إيجابي فى الحد من تذبذبات الأسعار. ويأتي نجاح طرح أول إصدار من الصكوك الإسلامية السيادية في تاريخ مصر، في ظل ظروف اقتصادية وسياسية عالمية مضطربة، وارتفاع تكلفة التمويل نتيجة لموجة تضخمية حادة، على نحو يبعث برسالة ثقة قوية من أسواق المال العالمية، والمستثمرين في الاقتصاد المصري ومستقبله، وقدرته على التعامل المرن مع التحديات الداخلية والخارجية، وفقاً للوزير.

في السياق، قال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، إن مصر تلقت طلبات من مستثمرين أجانب ومحليين لشراء حصص في الطروحات الحكومية، وأضاف أن مصر ملتزمة بسداد التزاماتها سواء كانت قروضا أو فوائد بالتنسيق مع البنك المركزي، كما كشف عن نمو صافي الاستثمار الأجنبي المباشر لمصر في الربع الأول من العام المالي الجاري بنسبة 94% على أساس سنوي. وكانت الحكومة المصرية أعلنت عن طرح 32 شركة مختلفة في البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار الاستعدادات الحكومية لتوفير السيولة اللازمة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية. وسيكون طرح الشركات على مدار عام كامل يبدأ من الربع الحالي من عام 2023، وحتى نهاية الربع الأول من عام 2024. وتشمل الشركات المطروحة 18 قطاعا ونشاطا اقتصاديا مختلفاً، كما سيتم طرح 3 بنوك، هي بنك القاهرة، والمصرف المتحد، والبنك العربي الإفريقي الدولي، كما سيتم طرح الشركة الوطنية للمنتجات البترولية وشركة "صافي" لتعبئة المياه المملوكتين للقوات المسلحة. ويشمل الطرح قطاعات تُطرح لأول مرة مثل قطاع التأمين وقطاع الكهرباء والطاقة، وقطاع البترول، إضافة إلى طرح شركات لأول مرة في قطاع النقل وتداول الحاويات.

من جانب آخر، أعلنت شركة الإنشاءات الفرنسية "إن جي إي"، اليوم الخميس، أنها وقعت عقدا لبناء 330 كيلومترا من خط سكك حديدية لقطارات فائقة السرعة يربط بين ميناء السخنة المطل على البحر الأحمر وبرج العرب قرب الإسكندرية على البحر المتوسط. ووقعت الهيئة القومية المصرية للأنفاق في مايو/أيار عقدا مع شركة سيمنس موبيليتي وأوراسكوم كونستراكشون والمقاولون العرب لبناء خط سكك حديدية لقطارات فائقة السرعة بطول حوالي 2000 كيلومتر لما سيكون سادس أكبر شبكة من هذا النوع في العالم. وأوضحت "إن جي إي" أن القطاع الذي وقعت عقدا بشأنه هو جزء من خط مزدوج بطول 600 كيلومتر سيمتد إلى مرسى مطروح على الساحل الشمالي الغربي لمصر.

في ملف جماعة الاخوان

وافقت اللجنة الدائمة بكونغرس البارغواي الخميس، على اعتبار "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية "تهدد الأمن والاستقرار الدوليين، وتشكل انتهاكا خطيرا لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة" وفق ما ورد بمشروع قرار سبق أن قدمتهLilian Samaniego رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكون من 45 عضوا. وورد بين حيثيات وموجبات الموافقة على القرار، أن "جماعة الإخوان التي تأسست في 1928 بمصر، تقدم المساعدة الإيديولوجية لمن يستخدم العنف ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب، وأن دولة بارغواي ترفض رفضا قاطعا جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية"، وهو ما أبرزته وسائل إعلام محلية رحبت بالموافقة على القرار.

أزمة سد النهضة

لا جديد على هذا الصعيد.

  1. 10. في الشأن الخليجي

مع تصاعد التوترات بشأن برنامج طهران النووي المتقدم، أكد قائد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية أن الهجمات الإيرانية على الممرات المائية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى في المنطقة تحظى باهتمام الجميع. كما أشار نائب الأدميرال براد كوبر يوم الثلاثاء إلى أن أنشطة طهران الخبيثة في المنطقة تزايدت على مدار العامين اللذين قضاهما في قيادة الأسطول الخامس المتمركز في البحرين، إلا أنه شدد على أن عمليات الاستيلاء الأخيرة على الأسلحة من قبل القوات الأميركية والقوات المتحالفة في المنطقة كانت ناجحة. إلى ذلك، أوضح في الوقت عينه أن إيران تمكنت من تنفيذ هجمات بسفن مسيرة تستهدف الشحن في الشرق الأوسط واعتداءات أخرى في المنطقة.

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا أكد بدوره قبل أيام أن طهران ما زالت أكبر عنصر مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكداً أن استمرارها في إرسال أسلحة إلى ميليشيا الحوثيين باليمن يخرق قرارات مجلس الأمن الخاصة بخفض العنف ويقوض جهود السلام.

في سياق آخر، أغلقت البورصات الرئيسية في الخليج على تراجع، اليوم الخميس، إذ ظل المستثمرون حذرين بعد أن عزز محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي لهجة دعم التشديد النقدي، لكن المؤشر المصري خالف الاتجاه العام، حيث أظهر محضر اجتماع المركزي الأميركي الصادر الأربعاء أن غالبية صانعي السياسة اتفقوا على أن مخاطر التضخم المرتفع تستدعي المزيد من رفع الفائدة.

على صعيد آخر، أفادت مصادر إن الكويت تعتزم زيادة صادرات المنتجات النفطية المكررة من مصفاة الزور الجديدة في النصف الثاني من عام 2023 لسد نقص النفط الروسي في أوروبا وتلبية الطلب المتزايد في آسيا وأفريقيا. وتبلغ طاقة مصفاة التكرير 615 ألف برميل يوميا. وهي واحدة من عدة مجمعات جديدة سيتم تشغيلها هذا العام على مستوى العالم لضخ المزيد من المنتجات النفطية بعد تراجع الإمدادات من روسيا، التي تعد من أكبر الدول المصدرة. وتعزز الكويت صادرات المنتجات النفطية إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركتين بعدما غيرت العقوبات الغربية على روسيا طرق تجارة الطاقة عالميا. وقالت المصادر إن من المتوقع أن تخفض الكويت العضو في أوبك صادرات الخام وتزيد شحنات المنتجات مع بدء تشغيل وحدتين أخريين لتقطير الخام في الزور في وقت لاحق هذا العام حتى يتحقق تشغيل المصفاة بكامل طاقتها.

  1. في الشأن الأوروبي

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في بيان الأربعاء، بعد حكم الاعدام الصادر الثلاثاء في حق جمشيد شارمهد، أنها استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية، وأبلغته بأن برلين لن تقبل الانتهاك الجسيم لحقوق مواطن ألماني، وأضافت أن برلين اعتبرت موظفين في السفارة الإيرانية في برلين غير مرغوب فيهما وطلبت منهما مغادرة ألمانيا على الفور، وطالبت بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق جمشيد شارمهد وبـإجراءات استئناف عادلة بموجب القانون.

وحُكم على المعارض الإيراني الألماني جمشید شارمهد الثلاثاء، بالإعدام لتورطه المفترض في اعتداء إرهابي. وكانت إيران قد أعلنت في آب/أغسطس 2020 توقيف شارمهد الذي كان مقيمًا حينها في الولايات المتحدة، من خلال عملية معقّدة، دون أن تحدّد مكان أو كيفية تنفيذها. أمّا أسرته، فتقول إن أجهزة الأمن الإيرانية اختطفته أثناء عبوره في دبي في العام 2020 وتم نقله قسرًا إلى إيران. ويأتي حكم الإعدام على شارمهد غداة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران، استهدفت وزيرين إيرانيين و30 كيانا ومسؤولاً آخرين الإثنين، كما يثشار إلى أن هناك ما لا يقل عن 16 من حاملي جوازات السفر الأجنبية، من بينهم ستة فرنسيين، محتجزون في إيران، ومعظمهم مزدوجو الجنسية لكن إيران لا تعترف بوضع الجنسية المزدوجة لمواطنيها.

على صعيد آخر، أشار تقرير نشرته الاستخبارات (جهاز الأمن السويدي) يوم الأربعاء، إلى أن روسيا أصبحت أكثر عدوانية وإلى أنها صارت تشكل أكبر تهديد منفرد للأمن السويدي. التقرير يأتي بعد تقرير آخر صدر بداية الأسبوع وجاء فيه أن التهديد الأمني المستجد للمنطقة هو الأخطر منذ الحرب الباردة، وهو يشير إلى أن روسيا تعمل على اختراق دوائر القرار في البلاد والتأثير عليها. وكانت المخاوف بشأن روسيا وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة أحد المواضيع الأساسية الذي طرح في القمة التي عُقدت في بولندا لما يسمى "أعضاء بوخارست التسعة"، أي الأعضاء التسعة الأحدث في حلف شمال الأطلسي، الذين يشكلون الجناح الشرقي للناتو.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ قد أوضح أن السويد وفنلندا فعلتا ما يكفي لتلبية مطالب أنقرة بقمع التطرف، وذلك خلال زيارته لتركيا يوم الخميس الماضي، في محاولة للدفع بعملية التصديق على انضمام البلدين إلى التكتل العسكري. ويوم الأربعاء، أعلن البرلمان المجري أنّه سيصوّت في مطلع آذار/مارس المقبل على انضمام كلّ من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي. وباستثناء المجر وتركيا، صادقت برلمانات سائر الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي على انضمام الدولتين الإسكندنافيتين إلى التحالف الغربي.

في ملف انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، قال رئيس الوزراء السويدي الأربعاء، إن المحادثات مع تركيا بشأن عضوية حلف شمال الأطلسي ستستأنف في منتصف مارس آذار، بعد توقفها في يناير/كانون الثاني.

في سياق آخر، انتقد الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة مبادرة الصين للسلام في أوكرانيا، ووصفها بأنها انتقائية وغير كافية، وأشار إلى أن المبادرة لا تميز بين المعتدي والضحية، كما أنها تبرر مزاعم روسيا حول مخاوفها الأمنية رغم كونها المعتدية، وأضاف أنه سينظر في المبادئ بالطبع، لكن الجميع سينظر إليها على خلفية أن الصين قد انحازت إلى أحد الجانبين. من جانبه، اعتبر أمين عام حلف الناتو أنه لا يمكن الوثوق بالصين كوسيط للحرب في أوكرانيا. كما علقت الحكومة الألمانية على مقترح الصين للسلام، مشيرة إلى أنه ينقصه انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، وذكرت أنه على الصين مناقشة خطتها للسلام بشكل مباشر مع أوكرانيا. وقد علقت الصين على الانتقادات الأوروبية للمبادرة ووصفتها أنها غير مبررة، واعتبرت أن من ينتقد وثيقتها للحل في أوكرانيا يهدف لتشويه سمعتها.

وكانت الصين، التي امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يؤكد الحاجة إلى التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا، قد دعت إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا لإنهاء الحرب وفتح محادثات السلام، حتى في الوقت الذي اتخذت فيه موقفا دقيقا يتمثل في احترام سيادة أوكرانيا والمخاوف الأمنية المشروعة لموسكو، بينما أعربت عن معارضتها الشديدة لاستخدام الأسلحة النووية والبيولوجية. وأصدرت  ورقة مكونة من 12 نقطة تحدد موقفها من حرب أوكرانيا؛ وسط مساعيها لمواصلة الحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو؛ وذلك تزامنا مع الذكرى الأولى من الحرب الروسية على أوكرانيا.

في سياق متصل، فرض الاتحاد الأوروبي مساء الجمعة، في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب في أوكرانيا، حزمة عاشرة من العقوبات على موسكو وعلى شركات إيرانية متّهمة بتزويدها طائرات مسيّرة، بحسب ما أعلنت الرئاسة السويدية للتكتّل، التي اشارت أنه بعد عام على الغزو الروسي الوحشي وغير القانوني لأوكرانيا، وافق الاتّحاد الأوروبي على حزمة عاشرة من العقوبات تتضمّن خصوصاً قيوداً أكثر صرامة في مجال تصدير تكنولوجيات وسلع مزدوجة الاستخدام، وتدابير تقييدية محدّدة الأهداف ضدّ الأفراد والكيانات الذين يدعمون الحرب أو ينشرون الدعاية أو يسلّمون طائرات مسيّرة استخدمتها روسيا في الحرب، وإجراءات ضدّ التضليل الإعلامي الروسي. وتم فرض قيود تصدير جديدة على السلع ذات الاستخدام المزدوج والمكونات عالية التقنية التي يمكن أن تسهم في القدرات العسكرية الروسية وتعزيزها التكنولوجي، بناءً على المعلومات الواردة من أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي والشركاء الأجانب. وتشمل القيود المكونات الإلكترونية التي يمكن استخدامها في المسيرات الروسية والصواريخ والمروحيات، فضلاً عن قيود منفصلة على كاميرات التصوير الحراري ومعدات البناء، وتضم القائمة السوداء 96 منظمة مرتبطة بالمجمع الصناعي العسكري الروسي. وأقرّت هذه الحزمة الجديدة من العقوبات بعدما رفعت بولندا تحفّظاتها عليها، إذ إنّ وارسو سعت لأن تكون العقوبات أكثر شدّة بكثير لكن مسعاها باء بالفشل.

إلى ذلك، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد يوم السبت، إن الدول الأوروبية لن تشتري النفط الروسي بعد الآن، مشيرة إلى أن وارداتها من الغاز الروسي انخفضت بشكل كبير، وأضافت أن أحدث التوقعات من صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي أو منطقة اليورو لن يشهدا ركودا هذا العام. كما أعلنت المفوضية الأوروبية أن نحو نصف صادرات الاتحاد لروسيا خضعت لقيود بعد العقوبات الأخيرة، وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي فرض حظرا على تصدير مكونات الإلكترونيات والمكونات ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا، بالإضافة إلى معدات البناء الثقيلة التي يمكن استخدامها للاحتياجات العسكرية أو التحصينات.

وفي السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي مساء السبت فرض عقوبات جديدة على مجموعة فاغنر الروسية لانتهاكها حقوق الإنسان في كل من إفريقيا الوسطى والسودان ومالي، وأضيف 11 فرداً وسبعة كيانات على صلة بالمجموعة شبه العسكرية إلى قائمة تجميد الأصول وحظر السفر.  ومن بين المدرجين على القائمة السوداء اثنان من قادة هذه المجموعة شاركا في السيطرة على بلدة سوليدار الأوكرانية الشهر الماضي ورئيس فاغنر في مالي، وفقا لبيان صادر عن الاتحاد الأوروبي. وسبق أن فرض الاتحاد العام 2021 عقوبات على المجموعة التي تقاتل أيضاً إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.

في سياق منفصل، اختتم وزراء مال ومحافظو المصارف المركزية في مجموعة العشرين اجتماعاتهم في الهند، من دون التوصّل إلى بيان مشترك، بسبب الخلافات مع الصين بشأن الحرب في أوكرانيا، وقد سعى هؤلاء الذين اجتمعوا منذ الجمعة في العاصمة التكنولوجية للهند بنغالور، إلى الاتفاق على حلول في مواجهة التحديات التي يفرضها الاقتصاد العالمي، في سياق الحرب في أوكرانيا وارتفاع التضخّم. والسبت، نشرت الهند التي تترأس مجموعة العشرين ملخّصاً للمناقشات في ختام الاجتماعات، ولكن من دون بيان مشترك، وأشار النص إلى أن معظم الأعضاء دانوا بشدّة الحرب في أوكرانيا، مع تقييمات مختلفة للوضع والعقوبات، وذكرت ملاحظة توضيحية أنّ الصين وروسيا فقط لم توافقا على فقرتَين تتعلّقان بأوكرانيا. من جانبها، اتهمت روسيا الدول الغربية، السبت، بأنها زعزعت استقرار قمة مجموعة العشرين المالية في الهند، عبر محاولة العمل على تبني بيان مشترك حول أوكرانيا عن طريق الابتزاز، الأمر الذي لم يحصل بسبب تباينات.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.

  1. في الشأن التركي.

أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار يوم الثلاثاء، عودة 20 ألف لاجئ سوري إلى بلدهم بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أسبوعين وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات آلاف القتلى، وقال إن قوات الجيش التركي أجلت 235 ألف شخص من المناطق المنكوبة بالزلزال. إلى هذا، أعلن الرئيس التركي فحص مليون و123 ألف مبنى بمنطقة الزلزال واتضح وجود 458 ألف وحدة سكنية داخل 139 ألف مبنى منهار أو بالغ الضرر وبحاجة للهدم الفوري.

وقبل أيام أعلنت معابر باب الهوى وتل أبيض وباب السلامة في الشمال السوري عن فتح باب الإجازات للسوريين المقيمين في الولايات التركية المنكوبة بالزلزال جنوب تركيا. ووفق إدارة المعابر فإن مدة الإجازة يجب أن لا تقل عن 3 أشهر وأن لا تزيد عن 6، في حين لا يحق لصاحبها العودة قبل مضي 3 أشهر، أما في حال تأخره لأكثر من 6 أشهر ستُلغى بطاقة حمايته المؤقتة.

في سياق متصل، فرض المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي، الأربعاء، عقوبات على 3 محطات تلفزيونية انتقدت طريقة تعامل الحكومة مع تداعيات الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد في السادس من فبراير، وفرضت غرامة على قنوات "خلق تي في" و"تيلي 1" و"فوكس تي في" وتعليق عدد من برامجها بسبب المعلومات والتعليقات التي بثتها حول الزلزال. يشار إلى أن الحكومة التركية تتعرض لانتقادات من المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة لضعف رد فعلها خلال الأيام الأولى في المناطق التي دمرها الزلزال، وكان الرئيس أردوغان قد أقر، الأسبوع الماضي، بوجود ثغرات في تنظيم الإغاثة، بينما شدد على فداحة الزلزال. أما رئيس "حزب الشعب الجمهوري" كمال كيليتشدار أوغلو، فقد انتقد السلطات، معتبراً أن عدم كفاءتها كلف عشرات الآلاف من مواطنينا حياتهم. يذكر أن تركيا أصدرت في أكتوبر قانوناً يعاقب على نشر "الأخبار الكاذبة" بأحكام تصل إلى السجن 3 سنوات.

على صعيد آخر، خفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي 50 نقطة أساس إلى 8.5%، الخميس كما كان متوقعا، في أعقاب الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 43 ألف شخص في جنوب البلاد هذا الشهر. وخفض البنك الفائدة 500 نقطة أساس خلال العام الماضي في دورة تيسير غير تقليدية بهدف مواجهة التباطؤ الاقتصادي، قبل أن يبقيها دون تغيير عند 9% في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني. وجاء هذا التحفيز رغم ارتفاع التضخم فوق 85%، العام الماضي وانخفاضه فقط إلى 58%، في يناير/كانون الثاني. وحتى قبل الزلازل التي ضربت البلاد، توقع محللون أن يكون هناك المزيد من التيسير قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو/حزيران والمتوقع أن يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان فيها أصعب تحد سياسي له خلال فترة حكمه الممتدة لعقدين.

في السياق، قال مسؤول حكومي وأربعة خبراء اقتصاديين، إن الزلزال سيبقي التضخم فوق 40% في الفترة التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران، وستتطلب مواجهة تداعياته ميزانية إضافية، وتوقعوا أن زلزال السادس من فبراير/شباط، سيكلف الاقتصاد أكثر من 50 مليار دولار، وهو ما يتماشى مع توقعات اقتصاديين آخرين.

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أعلن المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي الجمعة، بدء التشغيل التجاري في ثالث محطات براكة للطاقة النووية. وذكر بيان رسمي أنه مع التشغيل التجاري لثلاث محطات خلال ثلاث سنوات على التوالي في براكة، تضيف المحطة الثالثة لشبكة كهرباء الدولة ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الطاقة الكهربائية الخالية من الانبعاثات الكربونية، مما يزيد الإنتاج الإجمالي للمحطات الأولى والثانية والثالثة لما يصل إلى 4200 ميغاواط من كهرباء الحمل الأساسي على مدار الساعة. وتعد محطات براكة، من أهم مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية للطاقة، وتقود جهود خفض البصمة الكربونية في الإمارات من خلال الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً. كما تدعم الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها محطات براكة الاستدامة في قطاع الأعمال في أبوظبي من خلال توفير شهادات الطاقة النظيفة.

على صعيد آخر، أغلقت بورصتا الإمارات على ارتفاع اليوم الجمعة مقتفية أسعار النفط، إذ أدت احتمالات خفض الصادرات الروسية إلى تعزيز إقبال المستثمرين على المخاطرة، وواصلت أسعار النفط، وهي مساهم رئيسي في اقتصادات الخليج، مكاسبها لثاني جلسة على التوالي يوم الجمعة، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ما يعادل 0.74%. يذكر أن "رويترز" أفادت في تقرير حصري نقلا عن ثلاثة مصادر في سوق النفط الروسية أن روسيا تخطط لتقليص صادراتها النفطية من موانئها الغربية بنسبة تصل إلى 25% في مارس/آذار عن الشهر الجاري، متجاوزة تخفيضات إنتاجها المعلنة في محاولة لرفع أسعار نفطها.

من جانب آخر، أنفقت الإمارات مليارات الدولارات لشراء الأسلحة من الشركات المحلية في معرض دفاعي في أبوظبي هذا الأسبوع، في مسعى إضافي لتنويع واردات الأسلحة التي عادة ما تستوردها من دول غربية. وقبل إسدال الستار على الحدث، الجمعة، وقعت الإمارات 44 صفقة بقيمة 5.7 مليار دولار، بما في ذلك 4.3 مليار دولار على الأقل مع شركات محلية، في إطار فعاليات معرض الدفاع الدولي (أيدكس) ومعرض الدفاع البحري والأمن البحري (نافدكس). وتسلط عملية الإنفاق هذه الضوء على دعم الإمارات القوي للشركات المحلية بما في ذلك "إيدج"، الكونسورتيوم الذي تم إنشاؤه في عام 2019، علما أنها كانت أنفقت 5.7 مليار دولار في 2021 لشراء الأسلحة محليا وذلك في النسخة السابقة من معرض الأسلحة الذي يُعقد كل عامين.

وتحتل الإمارات حاليا المرتبة الثامنة عشرة بين أكبر مصدّري الأسلحة في العالم وهي ثالث أكبر مورّد في الشرق الأوسط بعد إسرائيل وتركيا، وفقًا لمعهد أبحاث السلام. وفي عام 2019، أصبحت "إيدج" أول شركة عربية تدخل قائمة معهد أبحاث السلام لأكبر 25 شركة منتجة للأسلحة والخدمات العسكرية.

  1. في الشأن السعودي

وافق مجلس الوزراء السعودي، في اجتماعه اليوم الثلاثاء، على مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وصندوق النقد الدولي في شأن إنشاء مكتب إقليمي للصندوق في المملكة ودعم الصندوق في مجال تنمية القدرات. وكانت وزارة المالية السعودية قد وقعت مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي في المملكة، ضمن خطوة تعكس مكانة المملكة باعتبارها أكبر اقتصاديات المنطقة وأحد أبرز اقتصاديات مجموعة العشرين.

في سياق منفصل، كشف وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير الصناعي في السعودية البدر فودة، يوم الأربعاء، أن نحو 1705 مصانع جديدة تحت الإنشاء تدخل حيز الإنتاج في عام 2023، وقال إن عدد الوظائف التي وفرها القطاع الصناعي في عام 2022 بلغ 52 ألف وظيفة مقارنة 77 ألف وظيفة في 2021، وهو ليس مؤشرا سلبيا، وإنما يعطى دلالات إيجابية على نتائج برنامج "مصانع المستقبل" والذي يهدف إلى إحلال الوظائف ذات الأجور والمهارات المنخفضة للأتمتة وزيادة كفاءة الإنتاج، وأوضح أن العديد من المصانع انضمت للبرنامج، متوقعاً أن يتم التخلص من الوظائف ذات الأجور المنخفضة ونستعيد عنها بالأتمتة، والتي تسهم في توليد وظائف نوعية تتناسب مع مخرجات قطاع التعليم في المملكة.

وأطلقت وزارة الصناعة السعودية، مبادرة "مصانع المستقبل" في أكتوبر 2021 وتستمر لمدة 5 سنوات، وتهدف من خلاله إلى تغيير المفاهيم في القطاع الصناعي من الاعتماد على العمالة الكثيفة ذات الأجور المنخفضة إلى خلق وظائف نوعية، والاعتماد على الأتمتة وكفاءة الإنتاج، وبالتالي يصبح المصنع أكثر تنافسية.

  1. في الشأن الروسي

كشف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن روسيا ستكون مستعدة للعودة إلى تطبيق معاهدة "ستارت" حالما يصبح الغرب مستعداً لمراعاة مخاوف موسكو المشروعة، وقال بيسكوف في تصريح صحافي، الأربعاء، إن رد فعل الغرب على تعليق روسيا مشاركتها في المعاهدة لا يجعل موسكو تأمل في استعداده للمفاوضات، مضيفا أن روسيا ستتحلى بالصبر في انتظار أن ينضج الغرب لإجراء حوار طبيعي حول "ستارت"!

يشار إلى أنه في وقت سابق الأربعاء، تبنى مجلس الدوما الروسي قانوناً بشأن تعليق مشاركة موسكو في معاهدة "ستارت"، وذلك بعد إعلان الرئيس بوتين، الثلاثاء، أن بلاده علّقت مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" الروسية الأميركية بشأن نزع السلاح النووي، ومهددا بإجراء تجارب نووية جديدة إذا قامت واشنطن بذلك أولاً!

في السياق، جدد بوتين، نهاية الاسبوع، اتهامه الغرب بالسعي لتصفية روسيا، وأن الدول الغربية تريد تقسيم بلاده إلى أجزاء صغيرة يسهل السيطرة عليها. إلى ذلك اتهم حلف شمال الأطلسي بالمشاركة غير المباشرة في الجرائم التي ارتكبتها أوكرانيا ضد روسيا! واعتبر أن ما من خيار أمام بلاده سوى الأخذ في الاعتبار القدرات النووية للناتو لأن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة يسعى إلى هزيمة روسيا.

من جانب آخر، أعلنت مجموعة العمل المالي، الجمعة، تعليق عضوية روسيا آخذة عليها الانتهاك الفاضح للمبادئ الأساسية للهيئة المكلفة بمكافحة تبييض الأموال. وأوضحت الهيئة في بيان أن أعمال الاتحاد الروسي غير المقبولة تخالف المبادئ الأساسية لمجموعة العمل المالي الرامية إلى تشجيع أمان النظام المالي وسلامته، مجددة الدعم للشعب الأوكراني، لكنها لفتت إلى أن روسيا تبقى ملزمة باحترام مبادئ الهيئة. وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل عام بالتمام، حظرت الهيئة على موسكو أي دور استشاري أو أي مشاركة في عملية اتخاذ قرار داخل الهيئة التي تتخذ باريس مقرا لها.

في ملف غزو أوكرانيا، تعتزم الصين بدء إنتاج مسيّرات هجومية للجيش الروسي تمهيدا لإمكان استخدامها في أوكرانيا، بحسب ما أعلنت صحيفة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية في عددها الجمعة، وقالت الصحيفة من دون ذكر مصدر، إن مفاوضات بهذا الصدد بدأت بين مسؤولين عسكريين روس وشركة تصنيع المسيّرات الصينية "شيان بينغو إنتيليجنت أفياشن تكنولوجي"، ونقلت الصحيفة عن الشركة الصينية قولها، إنها جاهزة لإنتاج 100 طائرة بدون طيار من نوع "زد تي-180" واختبارها وتسليمها بحلول أبريل المقبل إلى وزارة الدفاع الروسية. وفي الخطوة الثانية، تخطط الشركة المصنعة الصينية لنقل المكونات والمعرفة إلى روسيا لتبدأ إنتاج هذه المسيّرات محليًا، ما سيسمح لموسكو نفسها بإنتاج 100 طائرة مسيّرة شهريًا وفقاً لـ"دير شبيغل".  وتُشبه هذه الطائرات المسيّرة، طراز شاهد 136 الإيراني الصنع، وفقًا لخبراء عسكريين قابلتهم الصحيفة، وقادرة على حمل شحنة متفجرات يراوح وزنها بين 35 و50 كيلوغرامًا.

ولم تردّ وزارة الخارجية الصينية بشكل مباشر على سؤال "دير شبيغل" بشأن المعلومات التي أوردتها، لكنها اعتبرت أن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيسي للتسليح في ساحة المعركة في أوكرانيا.  واتهمت الولايات المتحدة الصين هذا الأسبوع بالتخطيط لإمداد روسيا بالأسلحة لدعم هجومها في أوكرانيا، الامر الذي نفته بكين. في حين، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، إلى عدم التوهم بشأن الصين في النزاع الأوكراني، مشيراً إلى أنها لم تنتقد الغزو الروسي لأوكرانيا أبداً حتى الآن.

  1. في الشأن الأوكراني

قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، الجمعة إن أوكرانيا ستعرض تقديم تعويض عن الأضرار المحتملة للسفن المدنية التي تدخل موانئها في الوقت الذي تحاول فيه كييف زيادة صادراتها بهدف دعم اقتصادها المتضرر من الحرب، وأشار إلى أن البرلمان الأوكراني أقر قانونا لإنشاء صندوق تأمين بقيمة 500 مليون دولار، كما أضاف أن كييف تعمل على استئناف نقل المنتجات وتوسيع نطاقها، داعيا دول العالم المتحضر والشركات المهتمة للتعاون. وقالت أوكرانيا الأسبوع الماضي إنها ستطلب من تركيا والأمم المتحدة بدء محادثات لتمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي أُبرم العام الماضي في إطار مساعيها لتمديده عاما واحدا على الأقل على أن يشمل موانئ ميكولايف.

من جانب آخر، كشف قائد القوات الجوية الأوكرانية الجنرال ميكولا أوليشوك أن قواته أسقطت 650 صاروخ كروز روسيا وأكثر من 610 طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" منذ 11 سبتمبر، وقال إن القوات الجوية تلقت أنظمة الدفاع الجوي NASAMS و Iris-T و Crotale ، بالإضافة إلى Gepards ذاتية الدفع المضادة للطائرات من شركاء وحلفاء بلاده الغربيين، مضيفاً أنها تنتظر حاليًا استلام أنظمة صواريخ باتريوت وأستر 30 مامبا. إلا أنه اعتبر في الوقت عينه أن هذه الأنظمة ليست كافية للدفاع عن البلاد من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، وقال أن الجيش بحاجة إلى المزيد من الأسلحة الحديثة التي ستساعد على استعادة السيطرة بسرعة على الأجواء في إشارة إلى الطائرات المقاتلة، مطالبا بطائرات حديثة متوسطة الحجم، وأنظمة صواريخ بعيدة المدى مضادة للطائرات.

من جانبه، أفاد فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، إن الهجوم الأوكراني المضاد القادم في الربيع يهدف إلى دق إسفين في الجبهة الروسية في الجنوب بين شبه جزيرة القرم والبر الرئيسي لروسيا. كما رجح أن بلاده ستكون جاهزة لهذا الهجوم، إلا أنه أوضح أن اللحظة المحددة لانطلاقه ستعتمد على عدة عوامل، في مقدمتها توريد الأسلحة الغربية. إلى ذلك، لم يستبعد ضرب مستودعات الأسلحة في روسيا، لا سيما في بيلغورود الروسية، مشدداً على أن الهجمات الروسية على بلاده غالبًا ما تنطلق من تلك المنطقة، مؤكدا أن الهدف النهائي للهجوم المضاد تحرير جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

  1. في الشأن الايراني

بعد مرور خمسة أشهر على اعتقال الناشطة السياسية الإيرانية فاطمة سبهري، وهي أحد الموقعين على الرسالة التي طالبت المرشد الأعلى لنظام الجمهورية الإيرانية علي خامنئي بالتنحي عن منصبه والسماح بإجراء استفتاء شعبي يحدد نوع الحكم المستقبلي في إيران، حكمت عليها "المحكمة الثورية" بالسجن 18 عاما. واعتقلت السلطات الأمنية الإيرانية سبهري في 21 سبتمبر/أيلول، في الأسبوع الأول من انطلاق موجة الاحتجاجات، وهي تقضي حاليا عقوبة السجن في العنبر 5 بسجن وكيل آباد للنساء في مدينة مشهد شمال شرق إيران، ونفت مؤخرا في نص دفاعها كل الاتهامات، وكشفت أنه زج بها في سجن انفرادي تابع لوزارة الاستخبارات الإيرانية لمدة 31 يوما.

في السياق الأمني، هزت انفجارات مساء الخميس منطقة كرج الواقعة غرب طهران، وبينما أكدت إيران أنه ناجم عن تدريبات أفادت مصادر أخرى أن مسيرة استهدفت مسؤولاً عسكرياً. وأفادت تقرير واردة من كرج بسماع دوي انفجارات متتالية وتلاها إطلاق نار من قبل الدفاعات الجوية على ما يشتبه بأنها طائرات مسيرة، كما تم تفعيل الدفاع الجوي لـ"سهل طهران" بالقرب من جبال البرز. وبحسب ما نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وقع انفجاران في موقعين تابعين للحرس الثوري الإيراني، ووردت أنباء عن توجه سيارات إسعاف إلى موقع الانفجارين. لكن السلطات الإيرانية سارعت لنفي هذه الأخبار وقالت في بيان إن هبوط وإقلاع المروحيات وإطلاق نار المضادات الجوية والأصوات التي سمعت الليلة تتعلق فقط بإجراء مناورة، والمكان هو ثكنة تدريب. لكن مصادر إيرانية أكدت وقوع هجوم بطائرة مسيّرة استهدف سيارة قرب حديقة عظيمية في كرج، ورجّحت وجود قائد "الوحدة 400" بالحرس الثوري في السيارة المستهدفة.

من جانب آخر، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، الجمعة، أن إيران ستبيع على الأرجح صواريخ أرض-جو لسوريا لمساعدتها في تعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، واشار إلى أنه من المرجح جدا أن تبدأ إيرانبإمداد سوريا بالرادارات والصواريخ الدفاعية، مثل نظام 15 خرداد، لتعزيز دفاعاتها الجوية، مضيفا أنه لا يتم الإعلان إلا عن أجزاء فقط من اتفاقية دفاعية جرى توقيعها في الآونة الأخيرة مع سوريا.

في ملف التظاهرات، نزل متظاهرون في جنوب شرق إيران إلى الشوارع، الجمعة، رافعين شعارات مناهضة للحكومة رغم الوجود الأمني الكثيف وحجب الإنترنت، على ما قال ناشطون. وأظهرت مشاهد بثتها حملة النشطاء البلوش (BAC) على تليغرام، محتجين يرفعون شعارات من بينها "الموت للديكتاتور"، وهم يسيرون في وسط زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان.

في السياق، وبعد سلسلة الاحتجاجات العنيفة والمستمرة والأشد حدة منذ الثورة الإسلامية، تبنى علي خامنئي دورًا أكثر نشاطًا في الحياة العامة، حيث يسعى إلى تعزيز سلطة النظام، واتخذ المرشد الأعلى وصانع القرار النهائي للجمهورية خطوة رمزية في أوائل فبراير بالعفو عن عشرات الآلاف من السجناء، بمن فيهم بعض المتورطين في الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما أظهر خامنئي جانبا آخر هذا الشهر حيث ظهر على شاشة التلفزيون، وهو يصلي مع مجموعة من الفتيات اللواتي يرتدين أغطية إسلامية ملونة، كما أنه تدخل في شؤون الدولة بشكل علني وحضر اجتماعات مع الصناعيين ورجال الأعمال الإيرانيين. وعلى الرغم من العمل على تغيير التركيز على المظاهرات، لا توجد مؤشرات على أن الزعيم الإيراني يستعد لتغيير النظام الديني الذي يحكم البلاد منذ ثورة 1979. وبدلاً من ذلك، يُظهر محاولة إدارة صورته على أنه معالج لقضايا العديدة التي تواجه إيران.

لكن المشكلة تكمن في عدم قدرة حركة الاحتجاج على إحداث تغيير ذي مغزى يبرز الصعوبات في التعامل مع نظام لديه شبكات أمنية واقتصادية واسعة، ولم يقدم أي من منتقدي النظام بديلاً قابلاً للتطبيق للنظام الحالي ولم يظهر أي زعيم معارض شعبي في المقدمة. ويقول أحد المحللين الإصلاحيين بأن النظام يشعر بأنه محظوظ للغاية لأنه لم يظهر بديل موثوق حتى في هذه الاحتجاجات. ولم يتغير عداء النظام تجاه الغرب ولا توجد دلائل على أن طهران ستقدم تنازلات بشأن برنامجها النووي، حتى مع تداعي اقتصادها في ظل موجات العقوبات الأميركية. ومن غير المرجح أيضًا أن يتغير بيع الطائرات الهجومية بدون طيار إلى روسيا المستخدمة في الحرب ضد أوكرانيا بينما يسيطر المتشددون على جميع أذرع الدولة. وقد حذر الإصلاحيون، الذين لا يشغلون مناصب حكومية عليا لكنهم يحتفظون بصلات مع النظام، من أن مثل هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى تأجيج المعارضة التي يقولون إنها تتزايد عبر المجتمع. ودعوا النظام إلى التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، والذي من شأنه أن يخفف العقوبات، فضلاً عن مطالبتهم بالحريات الإعلامية واستقلال القضاء وتخفيف القيود السياسية والاجتماعية والثقافية.

وأشار محمد علي أبطحي، نائب رئيس إصلاحي سابق في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية إلى أن النظام سيوافق في النهاية على إصلاحات متواضعة، حيث لم يكن هناك خيار آخر. لكن المعارضة تقول إن أنصاف الإجراءات لن تكون كافية لإرضاء الطبقة الوسطى التي قادت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية. في حين قال رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، الذي تحول إلى منتقد للنظام، والذي ظل رهن الإقامة الجبرية منذ أكثر من عقد، في بيان هذا الشهر إنه لم يعد يؤمن بأي إصلاحات دستورية وبدلاً من ذلك دعا للمرة الأولى إلى تغيير النظام. وبينما لاقت كلماته صدى لدى العديد من الإيرانيين، يعتقد إصلاحيون آخرون مقربون من الرئيس السابق محمد خاتمي أن الإطاحة بالنظام ستطلق العنان لقوى مدمرة قوية، وبالتالي ستكون مكلفة للغاية، وحثوا المرشد الأعلى على الشروع في إصلاحات جوهرية، لكن حتى هذا لن يكون كافيا بالنسبة للبعض.

  1. في الشأن السوداني

يأمل السودانيون أن يشكل الاتفاق بداية لنهاية 6 عقود من الحروب الأهلية، التي حصدت أرواح نحو 4 ملايين شخص، وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار. وشملت الحرب مناطق عديد في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، ما أدى إلى إهدار كم ضخم من الموارد، وتسبب في خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من 600 مليار دولار إضافة إلى إيجاد حالة من الغبن الاجتماعي.

وجاء اتفاق جوبا للسلام 2020، الذي وُّقع الاحد الماضي، بعد مفاوضات استمرت 10 أشهر في في عاصمة جنوب السودان، وشاركت فيه عدد من الحركات المسلحة أبرزها الحركة الشعبية شمال - جناح مالك عقار- وحركة جيش تحرير السودان - جناح أركي مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، إضافة إلى مجموعات غير مسلحة تشمل مسارات الوسط والشرق والشمال. وتلخصت أبرز بنود الاتفاق في وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. ونص الاتفاق كذلك على منح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان صيغة حكم ذاتي حددت من خلالها اختصاصات السلطات المحلية والفيدرالية، بما في ذلك سن القوانين والتشريعات التي اتفق على أن تستند لدستوري 1973، إضافة إلى تشكيل مقتضيات أهمها مفوضية للحريات الدينية.

  1. في الشأن الصيني

نشرت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، مقترحا من 12 بندا لتحقيق السلام في أوكرانيا بالتزامن مع الذكرى الأولى على اندلاع الحرب التي لا تلوح في الأفق أي إشارة على قرب نهايتها. ويركز الإعلان الصيني على وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، والشروع في محادثات سلام بين الطرفين لإنهاء الحرب التي اندلعت فجر 24 فبراير من عام 2022. وجاء الإعلان الصيني بعنوان "موقف الصين تجاه الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا".

وينص الإعلان الصيني الموجود على موقع وزارة الخارجية على البنود التالية:

  1. احترام سيادة كل الدول: يجب أن يكون هناك التزام صارم بالقانون الدولي المعترف به، بما يشمل أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. إن سيادة كل الدول واستقلالها ووحدة أراضيها يجب الحفاظ عليها بشكل فعّال، وهذا يشمل كل الدول، صغيرة كانت أم كبيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، فهي كلها متساوية في المجتمع الدولي. على جميع الأطراف التمسك بالمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية والدفاع عن العدالة الدولية. ينبغي تعزيز المساواة والتطبيق المتكافئ للقانون الدولي، مع رفض المعايير المزدوجة.
  2. التخلي عن عقلية الحرب الباردة: لا يجب أن يكون ضمان أمن دولة ما على حساب الآخرين. إن أمن منطقة ما لا يجب أن يتم عبر تعزيز أو توسيع التكتلات العسكرية. يجب أخذ المصالح والمخاوف الأمنية لكل الدول على محمل الجد ومعالجتها بصورة صحيحة. لا يوجد هناك حل سهل لقضية معقدة. إن كل الأطراف يجب أن تتبع رؤية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة للأمن، مع مراعاة السلام والاستقرار على المدى الطويل، والمساهمة في تشكيل هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام. على كل الأطراف معارضة السعي لتحقيق الأمن على حساب أمن الآخرين، وتلافي المواجهة بين التكتلات، والعمل معا من أجل السلام والاستقرار في القارة الأوراسية.
  3. وقف الأعمال العدائية: إن الصراع والحرب لا يفيدان أحدا. إن على كل الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وتفادي ما يؤجج التوترات ومنع تدهور الأزمة أكثر بما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة. على كل الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا في العمل بنفس الاتجاه لاستعادة الحوار المباشر بأسرع وقت ممكن، من أجل خفض التصعيد تدريجيا وفي النهاية الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل.
  4. استئناف محادثات السلام: إن الحوار والمفاوضات هما الحل الوحيد القابل للتطبيق للأزمة الأوكرانية. يجب دعم وتشجيع الجهود المؤدية إلى الحل السياسي للأزمة. على المجتمع الدولي البقاء ملتزما بالخيار الصحيح لتعزيز مفاوضات السلام ومساعدة الأطراف في الصراع على فتح باب للحل السياسي في أقرب وقت ممكن، وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات. ستواصل الصين تأدية دور بنّاء في هذا الإطار.
  5. إيجاد حل للأزمة الإنسانية: من المطلوب دعم جميع التدابير التي تؤدي إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتشجيعها. يجب أن تخضع العمليات الإنسانية لمبادئ الحياد وعدم التحيز، ولا ينبغي تسييس القضايا الإنسانية، ويجب حماية سلامة المدنيين بشكل فعال، بما يشمل إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مناطق النزاع. إن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود لزيادة المساعدة الإنسانية للمناطق ذات الصلة، وتحسين الظروف الإنسانية، وتوفير وصول سريع وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بهدف منع حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع. يجب دعم الأمم المتحدة في أداء دور تنسيقي في إرسال المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع.
  6. حماية المدنيين وتبادل أسرى الحرب: على الأطراف المشاركة في الصراع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وتفادي مهاجمة المدنيين والمنشآت المدنية وحماية النساء والأطفال وبقية ضحايا الصراع، واحترام الحقوق الأساسية لأسرى الحرب. إن الصين تدعم تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، وتدعو كل الأطراف لتهيئة الظروف من أجل خلق ظروف أكثر ملاءمة لهذا الغرض.
  7. الحفاظ على سلامة المنشآت النووية: تعارض الصين الهجمات المسلحة على محطات الطاقة النووية وغيرها من المنشآت النووية السلمية، وتدعو كل الأطراف للالتزام بالقانون الدولي بما يشمل معاهدة الأمان النووي وتجنب الكوارث النووية التي يصنعها الإنسان. تدعم الصين الوكالة الدولية للطاقة الذرية في لعب دور بنّاء في تعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية السلمية.
  8. تقليص الأخطار الاستراتيجية: يجب عدم استخدام الأسلحة النووية وتجنب خوض حروب نووية، وينبغي معارضة التهديد باستخدام الأسلحة النووية، ومنع الانتشار النووي وتجنب الأزمة النووية. تعارض الصين البحث والتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف.
  9. تسهيل تصدير الحبوب: إن كل الأطراف بحاجة إلى تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود الموقعة من طرف روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بشكل كامل وفعال وبطريقة متوازنة، ودعم الأمم المتحدة في لعب دور مهم في هذا الصدد. تقدم مبادرة التعاون بشأن الأمن الغذائي العالمي التي اقترحتها الصين حلا عمليا لأزمة الغذاء العالمية.
  10. وقف العقوبات الأحادية الجانب: العقوبات الأحادية الجانب والضغوط القصوى لن تحل القضية، إنما هي فقط تخلق مشكلات جديدة. إن الصين تعارض العقوبات الأحادية غير المصرح بها من طرف مجلس الأمن الدولي. ينبغي على الدول المعنية التوقف عن إساءة استخدام العقوبات الأحادية الجانب و"الولاية القضائية الطويلة الذراع" ضد الدول الأخرى، وذلك حتى تتمكن من القيام بدورها في تخفيف حدة الأزمة الأوكرانية، وتهيئة الظروف للدول النامية من أجل تعزيز اقتصاداتها وتحسين حياة شعوبها.
  11. الحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد: على كل الأطراف المحافظة جديا على النظام الاقتصادي العالمي القائم ومعارضة استخدام الاقتصاد كوسيلة أو سلاح لتحقيق أهداف سياسية. إن الجهود المشتركة مطلوبة لتخفيف تداعيات الأزمة ومنعها من التشويش على التعاون الدولي في مجال الطاقة والأموال والتجارة والغذاء والنقل وتقويض تعافي الاقتصاد العالمي.
  12. دعم مرحلة إعادة الإعمار: يحتاج المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات لدعم إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب في مناطق النزاع. الصين مستعدة لتقديم المساعدة ولعب دور بنّاء في هذا المسعى.
  1. في أزمة تونس

يحقق القضاء المختص في مكافحة الإرهاب، يوم الخميس، مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، بشبهة التعامل مع قيادات متطرفة من جماعة "أنصار الشريعة"، المصنفة تنظيما إرهابيا في تونس. وتم فتح هذه القضية إثر شكوى تقدم بها نقابي أمني تفيد بامتلاكه تسجيلا يوثق لاجتماع بين الغنوشي وقيادات من تنظيم "أنصار الشريعة"، ويثبت وجود علاقة بين الطرفين. والغنوشي ملاحق في قضايا أخرى ذات علاقة بالإرهاب، حيث لا يزال على ذمة التحقيقات في قضية تسفير التونسيين للقتال مع الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما يخضع لتحقيق آخر بشبهة تبييض الأموال تتعلق بتحويلات مالية مشبوهة من الخارج لجمعية خيرية تحمل اسم "انماء تونس".

في السياق، أصدر القضاء المتخصص في مكافحة الإرهاب بتونس، صباح السبت، أمرا بسجن رجل الأعمال النافذ كمال لطيف والقيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي والناشط السياسي خيام التركي، في قضية التآمر على أمن الدولة والتخطيط لتنفيذ انقلاب على الرئيس قيس سعيّد. ويأتي قرار القضاء، بعد ساعات من التحقيق معهم، فيما يتواصل استجواب بقية الموقوفين، على أن يتقرّر خلال الساعات المقبلة إصدار بطاقات إيداع بالسجن ضدّهم أو إطلاق سراحهم. ويتابع في هذه القضيّة 17 شخصا، من بينهم قيادات سياسية بارزة ورجال أعمال وإعلاميين، بتهمة تكوين خلية إرهابية للانقلاب على الرئيس والتآمر على أمن الدولة ومحاولة تنفيذ جرائم إرهابية، وكذلك الإضرار بالأمن الغذائي للدولة وقضايا فساد مالي. وتضم القائمة قيادات من "حركة النهضة" وأعضاء من "جبهة الخلاص" المعارضة وسياسيين ورجال أعمال وإعلاميين، إلى جانب شخصيات أجنبية. وكمال لطيّف رجل أعمال له نفوذ واسع داخل الأوساط السياسية منذ نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وله علاقات مع أهمّ ساسة البلاد، بينما شغل الناشط السياسي خيام التركي سابقا منصب وزير المالية وهو أحد المقربين من حركة النهضة. يذكر أنه قبل أيام، أمر القضاء بحبس نائب رئيس حركة النهضة نورالدين البحيري ومدير إذاعة "موزاييك" نور الدين بوطار.

في سياق منفصل، دعا الرئيس التونسي، مساء الخميس، إلى تطبيق القانون على المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول الصحراء والساحل الإفريقي، محذراً من وجود مخطط لتوطينهم في تونس لتغيير التركيبة الديمغرافية للبلاد. ونفى سعيّد خلال لقائه مع وزير الداخلية، الاتهامات الموجهة له بممارسة التمييز العنصري ضد الأفارقة الموجودين بتونس، مشيراً إلى أنه طالب بتطبيق القانون على المهاجرين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، نظراً لوجود مخطط لتوطينه،. ووجه رسالة طمأنة للأفارقة المتواجدين بتونس بطريقة قانونية، داعياً إلى عدم التعرّض لهم وإساءة معاملتهم، لكنه شدّد على أنّه لن يسمح لأي مهاجر بالبقاء في تونس بطريقة غير قانونية.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

20 شباط 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، ربى كبّارة، رالف غضبان، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

أولاً : يريد حزب الله ترجمة موافقته على إتفاق ترسيم الحدود، الذي ضمن أمن اسرائيل وأتاح لها تصدير الغاز، وعلى طيّ صفحة ملف المرفأ، في بناء دولة صديقة له بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بالحكومة والبرلمان ووصولاً إلى آخر موظّف في الإدارة العامة، وإلّا فهو سيستمر في تعطيل أي حلول سياسية وإقتصادية مهما بلغت الأوضاع من السوء.

أمام هذا الواقع فإنّ القوى السياسية المعارضة مدعوة وأكثر من أي وقت مضى إلى مواجهة استراتيجية حزب الله لبناء دولته على أنقاض الدولة الحالية. فبالرغم من أهمية حراك القوى المعارضة وبالتحديد في المجلس النيابي، غير أنّ تحركها ما يزال دون السقف المطلوب ما دامت لا تجتمع حول عنوان واحد وهو رفع الاحتلال الإيراني الذي حوّل لبنان ورقة مساومة على طاولة المفاوضات بهدف نيل مباركة غربية وبالأخص أميريكية لحكمه.

آن الأوان لترتفع القوى السياسية المعارضة إلى مستوى التحديات لأنّ لبنان يعيش لحظات مفصلية بين أن يكون دولة لجميع اللبنانيين وللعرب والعالم وبين أن يكون دولة لحزب الله وإيران.

عليه فإنّ خريطة الطريق للخروج من الأزمة واضحة ولا طريق سواها وهي التمسّك بالدستور واتفاق الطائف وتطبيقه والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية 1559، 1680، 1701.

فلتّتحدّ قوى المعارضة حول خريطة الطريق هذه لبناء حدّ أدنى من التوازن إزاء حزب الله أو فلتسلّمه لبنان وليحكمه وحيداً كما يريد.

ثانياً : يعتبر لقاء سيدة الجبل الهجوم المركّز ضدّ المؤسسة العسكرية من قبل بعض الناطقين باسم حزب الله أمراً خطيراً لأنه يشكّل تهديد لوحدة الجيش. ويؤكّد على ضرورة تصدّي القوى السياسية السيادية لحزب الله وإعلامه الذي يُمعن بضرب الجيش والمؤسسة الوحيدة المتبقيّة والمخوّلة وفقاً للدستور حماية لبنان.

2*) امل

20 شباط 2023

في ظل الإنهيار المتمادي والذي يضرب كل أوصال البلد ومرافقه وشرائحه، جدّد المكتب السياسي لحركة "أمل" في البيان، "الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية"، مشيرا الى أنه "يشكل مدخلاً للإنقاذ وفق خريطة طريق ركيزتها الحوار والتوافق لإنهاء حالة الشغور الرئاسي".

وناشد المكتب "جميع المستويات إلى تجاوز المصالح الفئوية والشخصية الضيقة باتجاه صناعة الحلول التي تؤسس لقيامة لبنان".

وطالب المكتب السياسي لحركة أمل"الحكومة أن لا تبقى في موقف المتفرج على استمرار الانهيار الاقتصادي والمالي المتفلت والذي يضرب المواطن اللبناني في كل مناحي حياته، مما يستوجب الاسراع في وضع الضوابط والحلول لوقف الازمات المتشابكة والتي يعبّر عنها المواطن بالاضرابات التي لم تستثن قطاعاً إنتاجياً أو تربوياً أو عمالياً أو اقتصادياً مما يُنذر بفوضى إجتماعية في ظل ارتفاع غير مسبوق لسعر صرف الدولار الاميركي في ظل غياب خطط التعافي والرقابة الحاسمة والحازمة".

واعتبر المكتب السياسي لحركة أمل أن "محاولات البعض القفز فوق الازمات وقلق الناس لتعطيل دور المجلس النيابي التشريعي تحت عناوين ومسميات غير دستورية، لا تخدم المصلحة الوطنية واحتياجات الناس".

ودان المكتب السياسي لحركة أمل "العدوان الاسرائيلي السافر على الشقيقة سوريا في لحظة تلملم سوريا آثار الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة".

وأشاد بـ "تزخيم الزيارات واللقاءات اللبنانية السورية التي تؤسس لتطوير العلاقة وتمتين التضامن بين البلدين الشقيقين لبنان وسوريا، والتي كانت بوادرها في زيارة وفد وزاري لبناني وآخر نيابي، وفتح الحدود لعمليات الإغاثة، والوقوف في وجه ما سمي قانون قيصر الجائر وكسره".

كما دان المكتب "الارهاب التكفيري الداعشي الذي اودى بحياة عشرات السوريين، مما يؤكد ان الارهاب الصهيوني والارهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة".

وذكر البيان أن "فلسطين المحتلة لا تزال في قلب الحدث الإقليمي مع استمرار الشعب الفلسطيني في مواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلي وقرارات إدارة سجون الاحتلال الصهيوني الجائرة في حق الاسرى الفلسطينيين أصحاب الإرادة الحرة حتى في السجون، في غياب واضح ومستغرب للمواقف الدولية والمنظمات الانسانية، كسره الموقف المتقدم للقمة الافريقية الذي كان نتيجة لجهود الشقيقة الجزائر المتميز، والذي أدى إلى طرد وفد اسرائيلي حاول التسلل إلى القمة الذي يجب أن يكون بوصلة للمواقف الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني".

3*) الكتائب

21 شباط 2023

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل. وبعد التداول، صدر بيان، لفت الى ان المكتب السياسي "لم يفاجأ بردة فعل أمين عام حزب الله غداة الأنباء التي تحدثت عن إمكانية فرض عقوبات أميركية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وصلت به إلى حد التلويح بافتعال حرب في المنطقة"، معتبرا ان "هذا الكلام إن دل على شيء فعلى صوابية ما دأب حزب الكتائب على تأكيده وهو التلاحم البنيوي بين الميليشيا التي يمثلها حزب الله والمافيا التي يمولها رياض سلامة وقد تعهدا حماية بعضهما البعض في السراء والضراء ومارسا بالتكافل والتضامن كل أنواع الهندسات العلنية وتلك التي تتكشف تباعا وأدت إلى إفقار الشعب اللبناني وانهيار المؤسسات والقطاعات الحيوية وعلى رأسها المصارف، فيما أعمال "القرض الحسن" تزدهر وتتوسع على الأراضي اللبنانية خارج الرقابة والقانون".

واستغرب المكتب السياسي الكتائبي "توظيف طاقات كبيرة لإمرار جلسة تشريعية تحت ذريعة الضرورة بهدف التمديد لقادة أمنيين من هنا وتمويل مشاريع من هناك، في وقت تغيب الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وفيها تكمن الضرورة القصوى، وهي كفيلة في حال عقدت وفق منطوق الدستور، بحل كل العقد التي يحاولون تخطيها بفزلكات غير قانونية".

وثمن الحزب "الدور الذي لعبته المعارضة في مواقفها المتشبثة بالدستور والتي أعادت تصويب البوصلة، ويصر من جديد على ضرورة إبقاء ديناميكية الانتخاب حية ويطالب بالدعوة إلى جلسة انتخاب فورا تتوالى فيها الدورات إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية سيادي إصلاحي إنقاذي، قادر على مقاربة كل الملفات بشجاعة وطرح كل المحظورات بحكمة لوقف هذا الانهيار الكارثي الذي يكاد يودي بلبنان".

وتوقف المكتب السياسي عند "الصمت المطبق الذي يلف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والتي كادت أن تشعل ثورة في البلاد منذ مدة لا تتعدى الأسابيع القليلة ويسأل ماذا حل بالتحقيقات؟.معلنا انه "يرفض أن تتحول هذه القضية إلى مطية لتصفية الحسابات القضائية أو لمبارزات سياسية ويطالب بإيلائها الاهتمام اللازم لأنها تحمل دماء الضحايا وحق اللبنانيين في معرفة الحقيقة".

واعتبر المكتب السياسي "أن الرئيس الشهيد بشير الجميل يبقى خارج السجالات السياسية فهو لم يوفر بعد انتخابه شخصية سياسية أو مرجعية وطنية، من الخصوم قبل الأعداء إلا وحاورها، لم يتوسل التعطيل ولم ينتهج التسويات وأعطى أمثولة في كيفية لجم الفوضى وبناء الوطن في واحد وعشرين يوما، مثبتا أن الرئيس القوي هو الرئيس الجامع الذي يحمل مشروعا عنوانه الـ 10452كلم مربعا و"لبنان أولا" ومن أجله دفع حياته وبات أيقونة للأجيال.. وكفى".

4*) التيار العوني

22 شباط 2023

عقد المجلس السياسي للتيّار الوطنيّ الحرّ، إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، ناقش خلاله جدول الأعمال، وأصدر بعده بيانا اشار فيه الى ان "رئيس حكومة تصريف الأعمال يستغل فترة الفراغ للإمعان في ضرب الشراكة والميثاق ويتصرّف كأن المنظومة الدستورية للحكم مكتملة في غياب رئيس الجمهورية وفي ظل حكومة تصريف اعمال، وآخر هرطقاته أن حكومته القاصرة ، لها الحق أن تجتمع وتعيّن أو تسوّي قرارات استثنائية متّخذة سابقاً او كل ما من شأنه ان يعمل على تعميم الفوضى الدستورية والقانونية، وأروع ابتكاراته القانونية، توجيهه رسالة الى وزير الداخلية يطلب منه اتخاذ الاجراءات اللازمة لحسن سير العدالة وكأنه وزير للعدل، فيما يعني انه يطلب منه تدخلا واضحا للأجهزة الأمنية في وقف عمل القضاء والوزير القاضي ينفّذ التعليمات بنحر القضاء، وهذا ان دلّ على شيء، اضافة الى ضرب الجسم القضائي ضربة اضافية وقاضية، فهو يدلّ على خوف السيد ميقاتي ممّا يمكن ان يطاله من هذه التحقيقات في المصارف واستقتاله بالقيام بأي شيء لوقفها، اضافةً لحماية شريكه حاكم مصرف لبنان. إن هذا السلوك الاستفزازي يحمّل السيد نجيب ميقاتي مسؤولية خرق الدستور والقوانين وتعريض نفسه للملاحقة أمام الأجهزة القضائية المختصة وأمام اللبنانيين الذين سُرقت ودائعهم ممّن يحميهم وإنهارت عملتهم على يد من يتشارك معهم".

واعلن التيّار انه "يواصل محاولاته لتأمين إنتخاب رئيس للجمهورية ينطلق من أوسع توافق ممكن بين الكتل النيابية، بعيداً عن ضغوط الخارج أو تفرّد الداخل، وهذا ما عبّر عنه رئيس التيّار في كلمته السبت الماضي . وانطلاقًا من هذا الموقف يحدّد التيّار أربعة أعداء يرفض ان يكون لأي ٍّمنهم الكلمة الفصل في  الاستحقاق الرئاسي وهم : إسرائيل والإرهاب والفساد والفوضى، ومن البديهي ان يكون الأمر عمومياً وغير مرتبطٍ بأي وقتٍ وليس بحدث واحد معيّن".

وحذّر "من خطورة ما يتم رسمه تنفيذا لأجندات خارجية في ظل تجمّع عناصر الانفجار بدءًا بإنفلات الدولار وإقفال المصارف مروراً بالضغوط المعيشية على الناس لدفعهم الى الشارع، وذلك بهدف فرض رئيس رغم ارادة اللبنانيين وتحت وطأة الفوضى ويذكّرنا بمرحلة تخيير اللبنانيين بين اسم معيّن او الفوضى وهو ما رفضناه سابقاً وسنرفضه لاحقاً".

5*) حزب الله الايراني

23 شباط 2023

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها المركزي في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وصدر بيان بعد الاجتماع تلاه النائب إيهاب حمادة، وجاء فيه:

"على وقع التطورات التي تشهدها ساحتنا المحلية والتجاذبات السياسية الدائرة حول بعض القضايا والاستحقاقات الوطنية ووسط الهزات الارتدادية التي لا تزال تطاول بعض المناطق اللبنانية بين الحين والاخر،امتدادا لتداعيات الزلزال المدمر الذي اصاب كلا من تركيا وسوريا، ومع تواصل الاداء الاميركي الضاغط على بلدنا بالتسويف تارة وبرفع وتيرة الحصار والتجويع تارة اخرى من اجل اخضاع ارادتنا وإملاء سياسته علينا تناغما مع حمايته لمصالح عدونا على حساب مصالحنا الوطنية. يغدو من الطبيعي ان يرتفع منسوب التحسس إزاء المخاطر التي تتهدد بلدنا لبنان سواء نتيجة التشرذم السياسي الراهن أو بسبب ترهل وضع السلطة السياسية أو بفعل القوى المتربصة التي تتحين اللحظات المواتية لترمي شباك مشاريعها التآمرية سعيا وراء تسعير الاحتقان او اصطياد موقع تأثير سلبي ازاء مقترح تسوية أو مخرج يتم التداول فيه.

"إن تلك المخاطر أيا يكن سببها او جهتها، فانها تستدعي من الحرصاء التصدي لها كل من موقعه ومواجهة ما يشكل خطرا على امن الناس وعلى القرار السيادي، لوضع حد للقوى المعادية التي توغل في الاستثمار السياسي الرخيص على تجويع اللبنانيين الذين طالما حفظوا سيادة لبنان وقدموا التضحيات الجسام حماية لأمن كل اللبنانيين ودرءا لكل مشاريع الطامعين او المحتلين. ان كتلة الوفاء للمقاومة اذ تبذل الجهود اللازمة لاعادة الفعالية الى مؤسسات الدولة وسلطتها وتستعجل التحرك مع مختلف الكتل المعنية لانجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية يهمها ان تؤكد ما يلي :

1- تدين الكتلة وتشجب بشدة العدوان الصهيوني على نابلس وأهلها وإستهداف المدنيين الابرياء بوحشية أوقعت أحد عشر شهيدا وأكثر من مئة جريح .وتجدد الكتلة تضامنها مع الشعب الفلسطيني المظلوم ومع حقه المشروع في المقاومة والدفاع عن وجوده وأرضه وتشد على أيدي كل فصائله الشجاعة وتتقدم منها، سيما من حركة الجهاد الاسلامي بأحر التبريكات والتعازي بالشهداء الابرار .

2- تدين الكتلة العدوان الصهيوني الأخير على سوريا، وتعتبره دليلا اضافيا على الجفاف الاخلاقي والانساني الذي يجسده الكيان الصهيوني وسلوكياته العدوانية المتوحشة والذي يجب ان يكون محل ادانة وشجب دوليين، خصوصا في ظل استمرار احتلاله لفلسطين الأرض والمقدسات وتهديده الدائم لدول وشعوب المنطقة.

3- تعرب الكتلة عن اكبارها وامتنانها لتضحيات الجرحى المقاومين الأعزاء، في مناسبة يوم "الجريح المقاوم" الواقع في 4 شعبان يوم مولد أبي الفضل العباس، حامل راية الإمام الحسين في كربلاء. فتبارك لهم هذا اليوم المشرَّ، وتهنئهم على جزيل سخائهم وبذلهم في سبيل الله والوطن والانسان.وتحيي الكتلة عوائل الجرحى وأهلهم وأبناءهم وترجو الله لهم دوام العز والعافية ولمسيرتهم المقاومة دوام التقدم والانتصارات".

4- ترى الكتلة استنادا الى مبدأ فصل السلطات واستقلالها، ان لا مانع دستوريا من أن يواصل المجلس النيابي دوره التشريعي إبان الفراغ الرئاسي. وفي ضوء ذلك، يصبح من الأولى ايضا، ان تنعقد الجلسات النيابية للتشريع استجابة لمقتضيات الضرورة الوطنية الملحة تلافيا للاسوأ وحفاظا على مصالح الناس.

5- تؤيد الكتلة وترحب بخطوة ايفاد الحكومة اللبنانية وفدا وزاريا الى سوريا للاعراب عن تضامن لبنان مع سوريا دولة وشعبا لمواجهة تداعيات الزلزال الذي أحدث تدميرا كبيرا وأوقع آلاف الضحايا والمشردين وترك تداعيات شتى في مختلف الاتجاهات...وتشكر كل الجهود التي بذلت من جهات رسمية أو أحزاب أو جمعيات ساهمت في تقديم العون الميداني للشعب السوري .

كذلك وفي السياق نفسه تبدي الكتلة ارتياحها لزيارة وفد لجنة الاخوة والصداقة البرلمانية اللبنانية – السورية الى دمشق ، وللقاءاته مع الرئيس السوري ورئيسي مجلسي الشعب والحكومة ووزير الخارجية للتأكيد على أهمية تفعيل العلاقات الأخوية الرسمية بين البلدين وللوقوف على الخطوات اللازمة لتخفيف غوائل وتداعيات ازمة الزلزال ومتطلبات معالجة آثاره.

كما وترحب الكتلة بخطوة الوفد الحكومي نحو تركيا للمواساة وبالتحرك المساند من قبل الدفاع المدني في لبنان وكل من بادر للمساعدة في التخفيف من عبء الكارثة .

6- تقدر الكتلة جهود الوزراء الناشطين في حكومة تصريف الاعمال وكذلك جهود المساعدين والموظفين الذين ينشطون في متابعة شؤون وزاراتهم والمؤسسات والأنشطة المطلوبة منهم . كما تدعوهم جميعا لمواصلة تحمل مسؤولياتهم ومشاركة الناس همومهم وإنجاز معاملاتهم  لما في ذلك من انعكاس ايجابي على المواطنين الرازحين تحت ثقل الأزمة التي تفتك بالبلاد وتنهك أهلها.

كذلك تدعو الكتلة الحكومة وقطاعات شعبنا التعليمية والصحية والادارية والفنية والعمالية الى الموازنة بين المعاناة الراهنة والامكانات المتوافرة والحرص في هذه الفترة على الاقل ، على اجتراح التسويات الواقعية والمقبولة لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة".

6*) البطريرك الراعي

26 شباط 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، المدير العام في مجلس النواب هادي عفيف، رئيس الهيئة الاتهامية في جبل لبنان القاضي بيار فرنسيس، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، جامعة آل حنين في لبنان والمهجر برئاسة مرسال حنين، وفد من اساتذة الجامعة اللبنانية الحاليين والمتقاعدين، وفد من روابط التعليم الرسمي الثانوي والمهني الأساسي، مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية برئاسة  الدكتور الياس صفير، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "اذا شئت، فانت قادر ان تطهرني" قال فيها: "ذاك الأبرص المحكوم عليه من شريعة موسى أن يعيش في البريّة بعيدًا عن الناس لكي لا يلمسه أحد ولا ينقل العدوى إليهم من جسمه الذي تتآكله القروح وتشوّهه (راجع أحبار 13: 11 و 45-46)، تجاسر وتعدّى الشريعة، وأتى إلى يسوع المحاط بالجموع، وجثى أمامه وسأله بكلّ تواضع وإيمان: "إذا شئت، فأنت قادرٌ أن تطهّرني" (مر 1: 40). فلمسه يسوع متحدّيًا الشريعة، وقال له: "لقد شئت فاطهر!" فزال برصه للحال (مر 1: 40). لم تنتقل عدوى البرص إلى يسوع، بل انتقلت منه إلى الأبرص نعمة الشفاء. بتحدّي الأبرص شريعة موسى، آتيا إلى يسوع بين الجمع، وبتحدّي يسوع لها بلمسه، انكشف معنى كلمة الربّ في مناسبة أخرى: "السبت للإنسان، لا الإنسان للسبت" (مر 2: 27)، ليقول اليوم: "الشريعة للإنسان، لا الإنسان للشريعة"! يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، فيما الكنيسة تتأمّل بآية شفاء الأبرص وبرموزه الروحيّة وأبعادها في حياتنا. ويطيب لي أن أرحّب بكم جميعًا موجّهًا تحيّةً خاصّة مع دعاء ونداء إلى كلٍّ من: جامعة آل حنين في لبنان والمهجر. فنرحب برئيسها الأستاذ مرسال حنين، وبأعضائها الحاضرين. لقد تأسست هذه الرابطة العائلية في اوائل تسعينات القرن الماضي لتحتضن أبناءها في لبنان وبلدان الإنتشار، ولتوحّد جهودهم في سبيل خدمة المحبة والرعاية الإجتماعية، تجاه المحتاجين من مرضى وطلاب وأيتام وأرامل. إنها تجسد تعليم الكنيسة الإجتماعي وتترجمه بالأفعال. الوفد من أساتذة الجامعة اللبنانيّة المتقاعدين لبلوغهم السنّ القانونيّة وهم 18 دكتورًا لم يتمّ إدخالهم في الملاك خلافًا لما ينصّ عليه القانون 278 الصادر عن مجلس النواب في 7 آذار 2022. وها هم من دون راتب شهريّ تقاعديّ ومن دون تغطية صحيّة منذ خمس سنوات. إنّهم يطالبون مجلس الوزراء بإنصافهم وتنفيذ قانون مجلس النوّاب المذكور. الوفد الآخر من أساتذة الجامعة مطالبين بتعيينهم متفرّغين في الجامعة بحكم القانون المذكور. الوفد من روابط التعليم الرسميّ الثانويّ والمهنيّ والأساسيّ التي تضمّ أكثر من 40،000 معلّم وأستاذ وتحتضن أكثر من 350،000 تلميذ  طالبوا ويطلبون الحكومة ووزارة التربية، لكي يستطيعوا العيش والعودة إلى عملهم التربويّ لأجيالنا الطالعة، أمرين:

الأوّل، تأمين الإستشفاء والطبابة لكي يعيشوا بأمن صحّي وسلام بعيدًا عن العوز والوقوف أمام المستشفيات بمذلّة.

الثاني، إعتماد منصّة صيرفة خاصّة بالمعلّمين على سعر محدّد وثابت، لكي يحارب المعلّم الدولار وغلاء الأسعار الفاحش.

فلا يمكن أن تتغفّل الحكومة ووزارة التربية عن الخسارة الجسيمة التي تلحق بطلّاب التعليم الرسميّ، تعليمًا وتربيةً، والمدارس مقفلة منذ ما يقارب الأربعين يومًا بسبب إضراب المعلّمين".

وأضاف: "آلمنا جدًّا حادث السير المروّع فجر أمس الذي أودى بحياة ثلاثة طلّاب من جامعة البلمند قرب نفق حامات. والضحايا هم ميريلّا عزّ الدين، وداريا مكتبي، ومحمّد رحّال، مع جريحين بإصابة خطرة. إنّنا نصلّي لراحة نفوس الضحايا، وعزاء أهلهم، وشفاء الجريحين. ونأمل أن توقف القوى الأمنية الجاني مع انزال أقسى عقوبة به. كما آلمنا أيضًا اختطاف واغتيال الشيخ أحمد الرفاعي، رغم سهر الأجهزة الأمنيّة عليه. إنّنا نصلّي لراحة نفسه، ونعزّي عائلته ودار الإفتاء. فلا يمكن متابعة العيش في هذا الجوّ من الفلتان الأمنيّ".

وتابع: "إنّ يسوع المسيح، لكي يشفي الجنس البشريّ من برص الخطيئة، تعاطف معه، فصار إنسانًا وحمل خطيئة الإنسان برحمته، من دون أن يرتكب خطيئة شخصيّة واحدة، ودفع ثمن خطايا جميع الناس، وافتداهم بتقديم ذاته على الصليب، متروكًا من الجميع. فتجلّى في التاريخ أنّه "سرّ التقوى العظيم" (ا تيم 3: 16) المنتصر على خطيئة الإنسان التي هي "سرّ الإثم"، فيدمّرها، ويندرج في ديناميّة التاريخ ليطهّره من برصه، وينفذ إلى أعماق الإثم الخفيّة ليبعث في نفوسنا حركة ارتداد ويوجّهها إلى المصالحة مع الله والذات والناس. إنّه فادي الإنسان الذي تتجلّى فيه رحمة الله. وهو طبيب الأجساد والأرواح، يواصل الشفاء بواسطة الكنيسة وخدمة الكهنة، بكلمة الإنجيل ونعمة الأسرار. الفداء عمليّة تحرير بامتياز للانسان، وبواسطته للتاريخ البشريّ وللشعوب من عبوديّاتهم، فينعكس مجد الله في العالم (مذكّرة مجمع عقيدة الإيمان: الحريّة المسيحيّة والتحرّر، 3 و 33). لا يقتصر البرص على المرض الجلديّ، بل يتعدّاه إلى المستوى الروحيّ بالخطيئة، وإلى كلّ من المستوى الآجتماعيّ والخلقيّ والسياسي.

أ) فاجتماعيًّا، ثمة أناس عديدون منبوذون كالأبرص ومهمّشون في قلب عائلاتهم، بين الزوجين وبين الأولاد ووالديهم. وهناك منبوذون ومهمّشون في حيّهم وبلدتهم ومجتمعهم، فلا احترام لهم، ولا دور في الحياة العامّة لأسباب عائليّة أو سياسيّة. وهناك فقراء ومرضى ومعاقون ومسنّون متروكون ومهملون.

ب) وخلقيًّا، البرص الخلقيّ يطال كرامة الشخص البشريّ بعاداته وأفعاله المنحرفة، وبتحجّر ضميره وقلبه، بالسرقة، والرشوة، والغشّ في التجارة، ورفع الأسعار بغية جني الأرباح، واستلاب أموال الدولة بشتّى الطرق، والتزوير في تأدية الضرائب والسندات والبيانات الماليّة. (تألّق الحقيقة، 100).

ج) وسياسيًّا، نشهد برصًا يشوّه كرامة السلطة السياسيّة، فتنحرف عن مبرّر وجودها، أي خدمة الخير العامّ الذي يؤدّي إلى خير كلّ إنسان وكلّ الانسان. هذا البرص يتآكل روح المسؤوليّة والضمير، ويصل بالمواطنين إلى أوخم النتائج: إلى العوز الاقتصاديّ والبؤس الاجتماعيّ، وإلى امتهان كرامتهم وقهرهم بحرمانهم حقوقهم. إنّ البرص السياسيّ عندنا في لبنان يصبح أكثر فأكثر خطرًا على الهويّة اللبنانيّة والكيان، والسبب الأساسيّ هو ضرب رأس الدولة برفض المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهوريّة ضنًّا بالمصالح الفرديّة والفئويّة، وحفاظًا على مشاريع تورّط لبنان وانتخاب رئيسه أكثر فأكثر في اللعبة الإقليميّةِ والدولية. فلا يأتي الرئيس الجديد تعبيرًا عن إرادةِ الشعب اللبناني، إنما تعبيرًا عن مشاريعَ متناثرةٍ في الشرقِ الأوسط الذي لا يَعرف أحدٌ حقيقتَها وأين ستستقِرّ رغم جميع المفاوضاتِ بشأنه منذ ثلاثين سنة. هذا هو الخطر الكبير على مصير الأمّةِ اللبنانيّة ودولةِ لبنان. ونأمل أن تُثمُرَ المفاوضاتُ الجاريةُ في هذه الأثناء بين أصدقاءِ لبنان عن حلٍّ يأخذُ مصلحةَ لبنان بشكلٍّ مستقلٍ عن تسوياتِ الشرق الأوسط".

وسأل: "لماذا يسعى الأطرافُ اللبنانيّون إلى آليّات غيرِ دستوريّةٍ وغيرِ لبنانيّةٍ طالما لدينا آليةٌ دستوريّةٌ تُغنينا عن أبحاثٍ لا طائلَ منها؟ فمهما طالَ زمنُ الشغورِ الرئاسي ــــ شهورًا أو سنواتٍ ــــ لا بد من أن تجري العمليّةِ الانتخابيّةِ لرئاسةِ الجُمهوريّة من خلال آليّةِ الاقتراع في المجلس النيابي. فلماذا الانتظار؟ المشكلةُ هي أنَّ كلَّ فريقٍ يَرفض أيَّ تنازلٍ لتسهيلِ انتخابِ الرئيس لأنه يَظنُّ نفسَه هو الذي سينتصرُ من خلال "خارج الدستور" والمؤتمرات. وحين يَظنُّ الجميعُ أنَّ كلَّهم منتصرون يَعني أنَّ كلَّهم مهزومون، والخاسرُ هو لبنان وشعبه. هناك انتصاراتُ وهميّةٌ لها طعمُ الهزائمِ أكثر من الهزائم الفعليّةِ. إذا استمر هذا المنطقِ، الخالي من روحِ المسؤوليّةِ ومن صوتِ الضميرِ ومن نداءِ الواجبِ الوطنيِّ، نخشى أن تطولَ مدّةُ الشغورِ الرئاسي كما تُشير غالِبيّةُ المعطيات. إنّ المجتمعاتِ الدوليّةِ تعجب من الوضعِ اللبناني. فهي ترى شعبًا قويًّا مثقّفًا قد وَضعَ أوَّل نظامٍ ديمقراطي منذ مئة سنة، وانتخب أوّلَ رئيسٍ للجُمهوريّةِ في الشرق، ويعيدُ اليومَ بناءَ ذاته من دونِ دولة. إنّ الجماعة السياسيّةَ ليست لهذا الشعبِ الحيِّ ولهذا النظامِ الديمقراطيِّ، بل إنّ هذين الشعب والنظام ليسا لهذه الجماعة".

وقال: "هناك وجه آخر من البرص السياسيّ بادٍ في طريقة معالجة موضوعي المصارف والمودِعين في ظلِّ الصراعات الشخصيِّة والسياسيّة التي تنذر بنتائجَ عكسيّةٍ تُطيحُ بالأخضرِ واليابسِ في نظامِ المصارف وتَقضي على سُمعةِ لبنان النقديّةِ الخارجيّة، فيصبح لبنان دولةً خارجَ النظامِ الماليِّ العالمي، وحينها لا فائدةَ من أيِّ علاج. فالشعوبيّةُ والحِقدُ أخطرُ سلاحين في وضعِنا الماليِّ الحالي. لذلك نُحذِّرُ مِن المسِ من جهةٍ بأموالِ الشعب، ومن جهة أخرى بالنظامِ المصرفي اللبناني، لاسيّما مصرفِ لبنان المركزيّ الذي هو الرابط بين لبنان والنظام المالي الدوليّ إنَّ موضوعًا بهذه الأهميّةِ لا يُعالج بمثلِ هذه الظروف حيث لا يُعرفُ الخيطُ القضائيُّ من الخيطِ السياسيِّ ومن الخيطِّ الشخصي".

وختم الراعي: "البرص الإجتماعيّ بادٍ كذلك في الأزمة الاجتماعية والمعيشية والطبيّة، إنَّ غالِبيّةَ الموادّ التي يُدّعى أنها مفقودة ويُعمَلُ على استيرادها، موجودة في لبنان وقيدَ الحجز لدى العديد من المستوردين ولا يوزعوها على الأسواق إلا مع رفعِ الدعم عنها وارتفاعِ سعر الدولار. لذلك ننتظر تحرّكًا سريعًا من أجهزة الدولة لأن هناك أناسًا يموتون -بكل معنى الكلمة- بسبب حجب هذه الموادّ عنهم، وبخاصةٍ المواد الطبيّة. فهل الضميرُ مفقودٌ لدى جميعِ المعنيّين بكلِّ قطاعاتِ الحياة في لبنان؟ كم نحن والجميع بحاجة لإدراك البرص الذّي يصيبنا، ونذهب يإيمان ذاك الأبرص إلى يسوع، ونقول له بتواضع: "إن شئت، فأنت قادرٌ أن تطهّرني" (مر 1: 40). لله كلّ مجد وشكر وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

7*) المطران عودة

26 شباط 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وقال في عظة القاها بعد الانجيل المقدس: "ها  إِنَّ نـــاقـــوسَ الــصَّـــومِ الأَربَــعــيــنِـــيِّ الــمُــقَـــدَّسِ يُــقْـــرَعُ الــيَـــوْمَ، مَـــعَ وُصـــولِــنـا إلـى الأَحَــدِ الَّــذي نُــقــيــمُ فــيــهِ تَـــذْكــارَ طَـــرْدِ آدَمَ مِـنَ الــفِـــرْدَوس، ونـدعـوه «أَحَــدَ مَـــرْفَــعِ الــجُــبْـــن» لأنّـنـا نَـــرْفَـــعُ فــيـــهِ كُـــلَّ الأَطْــعِــمَـــةِ الــحَــيَـــوانِــيَّـــةِ عَـــنْ مَـــوائِـــدِنـــا، لِــنَــحْــيـــا كَــمـــا كــانَ آدَمُ الأَوَّلُ يَــعــيــشُ فــي الــفِـــرْدَوس، قَــبْـــلَ الــسُّــقـــوطِ، أَيْ إِنَّــنـــا نُــحـــاوِلُ أَنْ نَــعــيـــشَ ذاكَ الــسَّـــلامَ الأَوَّلَ الَّـــذي وَضَــعَــنـــا فــيـــهِ الـــرَّبُّ داخِـــلَ الــفِـــرْدَوس، الــسَّـــلامَ مَـــعَ الــطَّــبــيــعَـــةِ ومـــا فــيــهـــا مِـــنْ كـــائِــنـــاتٍ حَــيَّـــةٍ، أَهَــمُّــهـــا وأَوَّلُــهـــا الإِنــســـان. تَـــدعـــو كَــنــيــسَــتُــنـــا هَـــذا الأَحَــدَ أَيــضًـا: «أحَــدَ الــغــفــران»، لِــكَـي تُـــذَكِّــرَنـــا بِـــأَنَّ أَســـاسَ صَـــوْمِــنـــا وعَـــوْدَتِــنـــا إلـــى الـــرَّبِّ تُــثَــبِّــتُـــهُ عَــلاقَــتُــنـــا بِـــأَخــيــنـــا الإِنــســـان. الــيَـــوْمَ يَــطْـــرَحُ الــمُـــؤْمِـــنُ عَــنْـــهُ كُـــلَّ اهْــتِــمـــامٍ دُنْــيَـــوِيّ، ويُــثَــبِّـــتُ نَــظَـــرَهُ عــلـــى طَــريــقِ الــقِــيـــامَـــةِ الــبَــهِــيَّـــة. فــمَــحَــبَّــتُــنـــا لِــلـمَــســيــحِ، ولِـمُــشــارَكَـتِــهِ عُـــرْسِــهُ الــفِــصْــحِـــيّ الــبَــهِـــيّ، تَــدْفَـعُــنـا إلـى تَـجـاهُـلِ كُـلِّ شَـــيْءٍ يُــلْــهــيــنـــا عَـــن الـــوُصـــول. يَــقـــولُ الـــرَّســـولُ بـــولُـــس: «مَـــنْ سَــيَــفْــصِــلُــنـــا عَـــنْ مَــحَــبَّـــةِ الــمَــســيـــح؟ أَشِـــدَّةٌ أَمْ ضِــيـــقٌ أَمْ إِضْــطِــهـــادٌ أَمْ جـــوعٌ أَمْ عُـــرْيٌ أَمْ خَــطَـــرٌ أَمْ سَــيْـــف؟» (رو 8: 34). كُـــلُّ هَـــذِهِ الَّــتـــي يَـــذْكُـــرُهـــا الـــرَّســـولُ بـــولُـــس هِـــيَ مِـــنْ نَــتـــائِـــجِ الــعَـــلاقَـــةِ الــسَّــيِّــئَـــةِ بَــيْـــنَ الــبَــشَـــر، ووُجـــودُهـــا فـــي عـــالَــمِــنـــا يـجــبُ أَلَّا يُــبْــعِــدَنــا عَـــنْ مَــســيــحِــنـــا الــمُــحِـــبِّ والـــرَّؤوف. عَــلَــيْــنــا أَلَّا نَــنْــظُــرَ إلـى ما يَــتَــسَــبَّــبُ بِــهِ أَبْــنــاءُ جِــنْــسِــنــا عــلـى أَنَّـهُ قَــصـــاصٌ مِـنْ لَـــدُنِ الله، لــكــي لا نَــفْــقُــدَ إِيــمـــانَـنـــا، فَــنَــطْـــرُدُ أَنْــفُــسَــنـــا مِـــنْ فِـــرْدَوسِ الــنَّــعــيــمِ والـمَــحَــبَّــة. 

يَــأتــي الــصَّـــوْمُ لِــيُـــذَكِّـــرَنـــا بِــأَلَّا نَــكـــونَ مِـــنْ مُــسَــبِّــبـــي الــضِّــيــقـــاتِ لإِخْـــوَتِــنـــا، وأَلَّا نَــكـــونَ حَــجَـــرَ عَــثَـــرَةٍ أَمـــامَ بُـــلوغِــهِـــم الــمَــلَــكـــوت. يَــقـــولُ الــقِـــدِّيـــسُ يـــوحَــنَّـــا الـــذَّهَــبِـــيُّ الــفَـــم: «إِنَّ طَــعـــامَــنـــا وشَـــرابَــنـــا يُــقَــيِّـــدانِ يَـــدَنـــا (عَـــنْ إِعْــطـاءِ الــصَّــدَقَــةِ والــقِــيـامِ بِـأَعْــمـالِ الــمَــحَــبَّــة)، ويُــسَــلِّــمـــانِــنـــا عَــبــيـــدًا وأَســـرى لِــلــطَّـــاغــيـــة (الــشَّــيــطـــان)... لَــيْـــسَ الــصَّـــوْمُ أَنْ يَــضَـــعَ الإِنْــســـانُ نَــفْــسَـــهُ ويَــحْــنِـــي عُــنُــقَـــهُ ويَــفْــتَــرِشَ لَـــهُ مِــسْــحًــا ورَمـــادًا، بَـــلْ أَنْ تَــحُـــلَّ أَغْـــلالَ الإِثْـــمِ، وتَــقْــطَـــعَ رُبُـــطَ الــظُّــلْــمِ، وتُــجـــانِـــبَ الــمَــكْـــرَ والــغِـــشَّ، وتُــعْــتِـــقَ الــمُــسْــتَــعْــبَـــدِيـــنَ، وتَــكْــسِـــرَ خُــبْـــزَكَ لِــلــجـــائِـــعِ، وتُـــؤْوي الــغَـــريــبَ إلــى بَــيْــتِـــكَ، وتُــنْــصِــفَ الأَيْــتـــامَ والأَرامِـــلَ، ولا تَــتَــغــاضــى عَــنْ لَــحْـمِــكَ ودَمِـــك. فَـــإِنْ فَــعَــلْـــتَ ذَلِـــكَ، يُــشْـــرِقُ نُــورُكَ فــي الــظُّــلْــمَـــة». 

وتابع: "الــصَّــوْمُ لا يُــبْــعِــدُ الإِنْــســـانَ عَـــن أَخــيــه بَــلْ يُــدْخِــلُـــهُ فـي شَـــرِكَــةٍ مَــعَـــهُ، فـيَــصــيــرُ فـي شَــرِكَـــةٍ مَــعَ الله. يَــقــولُ الــقِـــدِّيــسُ يــوحَــنَّــا الــذَّهَــبِــيُّ الــفَـــم: «عِــنْـــدَمــا أَرادَ الــنَّــبِــيَّــانِ الــعَــظــيــمــانِ مــوســى وإِيــلِــيَّــا أَنْ يَــقْــتَــرِبــا مِــنَ الله ويَـتَـحَــدَّثــا إِلَـيــه، لَـجَــأَ كِــلاهُــمــا إلــى الــصَّــوم، وبِــمَــعــونَــةِ الــصَّــومِ صــارا فــي شَــرِكَــةٍ مَــعَ الله». يَــتَّــضِــحُ لَــنــا هــذا الأمــرُ فــي إِنــجــيــلِ الــيَــوم، أَوَّلًا مِــنْ خِــلالِ قَــوْلِ الـــرَّبِّ: «إِنْ غَــفَــرْتُــمْ لِــلــنَّــاسِ زَلَّاتِــهِــم، يَــغْــفِــرْ لَــكُــمْ أَبُــوكُــم الــسَّــمــاوِيُّ أَيْــضًــا، وإِنْ لَــمْ تَــغْــفِــروا لِــلــنَّــاسِ زَلَّاتِــهِــمْ، فَــأَبُــوكُــم أَيْــضًــا لا يَــغْــفِــرُ لَــكُــمْ زَلَّاتِــكُــم». يَــعْــنــي كَــلامُ الـــرَّبِّ أَنَّ عَــلاقَــتَــنــا مَــعَ أَبــيــنــا الــسَّــمــاوِيِّ مُــتَــوَقِّــفَــةٌ عــلــى حُــسْــنِ عَــلاقَــتِــنــا مَــعَ أَخــيــنــا الأَرْضِــيِّ أَوْ سُــوئِــهــا. كـمـا يُـظْــهِــرُ لَــنــا الــرَّبُّ فــي كَــلامِــهِ أَنَّ الــسَّــعْــيَ وَراءَ الــمَــجْــدِ الأَرْضِــيِّ وتَّــمْــلــيــقــاتِ الآخَــريــنَ إِرضــاءً لِــلأَنــا هُــوَ حــاجِــزٌ يَــقِــفُ دون تَــحــقــيــقِ الإِنْــســانِ هَــدَفَــهُ فــي الــوُصــولِ إلــى مَــنْــزِلِ الآبِ الــسَّــمـــاوِيّ، إِذْ يَــقُــولُ: «مَــتَــى صُــمْــتُـــمْ، فَــلا تَــكُــونــوا مُــعَــبِّــســيــنَ كَــالــمُــرائــيــن، فَــإِنَّــهُــمْ يُــنَــكِّــرُونَ وُجُــوهَــهُــمْ لِــيَــظْـهَـــروا لِــلــنَّــاسِ صــائِــمــيــن. الــحَــقَّ أَقُــولُ لَــكُـمْ: إِنَّــهُــمْ قَــدْ أَخَــذُوا أَجْــرَهُــم. أَمَّـا أَنْــتَ، فَــإِذا صُــمْــتَ، فَـادْهَـــنْ رَأْسَــكَ، وَاغْــسِـلْ وَجْـهَــكَ، لِــئَـلَّا تَــظْــهَـــرَ لِــلـنَّـاسِ صـائِــمًـا، بَــلْ لِأَبِــيــكَ الَّـــذِي فـــي الــخِــفْــيَــة، وأَبُــوكَ الَّـــذِي يَـــرَى فــي الــخِــفْــيَــةِ يُــجــازِيــكَ عَــلانِــيَـــةً».

    عَــلاقَــةُ آدَمَ وحَـــوَّاء، عِــنْــدَمــا كــانَــتْ مُــقْــتَـــرِنَـــةً بِـــالــصَّــوم، كـــانَـــتْ عَــلاقَــةً إِلَــهِــيَّـــةً قــائِــمَــةً عــلــى حِــفْــظِ الآَخَــرِ ومَــحَــبَّــتِــهِ والــحِــفــاظِ عــلــى خَــلائِــقِ الله. إِنَّ وَصِــيَّــةَ عَــدَمِ الأَكْــلِ مِــنْ شَــجَــرَةِ مَــعْــرِفَــةِ الــخَــيْــرِ والــشَّــرِّ كــانَــتْ الــمُــنْــطَــلَــقَ الأَوَّلَ لِــلــصَّـــوم، وعِــنْــدَمــا نَــقَــضَ الإِنْــســانُ هَــذِهِ الــوَصِــيَّــةَ الأولــى والــوَحــيـدَة، ســاءَتْ عَــلاقَــتُــهُ بِــشَــريــكِــهِ فــي الــبَــشَــرِيَّــة، وتــالِــيًــا بِــخــالِــقِــهِ الَّــذي طَــرَدَهُ مِــنَ الــنَّــعــيــمِ الــمَــخــلــوقِ أَصْــلًا لأَجْــلِ الإِنْــســانِ، بِــدافِــعِ الــمَــحَــبَّــةِ الإِلَــهِــيَّــة. يَــقــولُ الــقِــدِّيــسُ بــاســيــلــيــوسُ الــكَــبــيــر: «بَــدَأَ الــصَّــوْمُ فــي الــفِــرْدَوس: لا تَــأْكُــلْ مِــنْ شَــجَــرَةِ الــخَــيْــرِ والــشَّــرّ. طُــرِدَ أَبَــوانــا الأَوَّلانِ مِــنَ الــفِــرْدَوْسِ بِــسَــبَــبِ عَــدَمِ الــصَّــوم، أَمَّــا نَــحْــنُ فَــنَــدْخُــلُ الــفِـــرْدَوسَ بِـــالــصَّـــوم». إِذًا، عِــنْــدَمــا خَــسِـــرَ الإِنْــســانُ أَقْــفــالَ أَبـــوابِ شَــفَــتَــيْـــه، فُــتِـــحَ بـــابُ عَـــدْنَ لإِخْـــراجِـــهِ. نَــسْــمَــعُ فــي تَــراتــيــلِ الــيَـــوم: «إِنَّ آدَمَ صَـــرَخَ بــاكِــيًــا: وَيْــحٌ لــي لأَنَّ مَــذاقَــةَ الــعُــودِ غَــرَّبَــتْــنــي مِــنْ نَـعــيـمِ الــفِــرْدَوس... إِنَّ آدَمَ لَـمَّــا تَــنـاوَلَ مِـنَ الـمَــآكِــلِ كَــمُــخــالِـــفٍ طُـــرِدَ مِــنَ الــفِـــرْدَوْس، وأَمَّـــا مُـــوســى فَــإِنَّــهُ مُـــذْ نَــقَّــى حَــدَقَــتَـيْ نَــفْــسِـهِ بِـالــصِّــيــامِ صــارَ مُــعــايِــنًـــا لله».

    يـــا أَحِــبَّـــة، إِنَّ عــالَــمَــنــا يَــمُـــرُّ بِــأَوْقـــاتٍ عَــصــيــبَـــةٍ تَــنْــعَــكِــسُ عِــنْــدَ الــبَــعْــضِ عَــلاقَـــةً سَــيِّــئَـةً بِـالـخـالِــق، فــيــمــا يَــسْــتَــفــيــدُ مِــنْــهــا كَــثــيــرونَ لِــيُــجَـــدِّدوا عَــلاقَــتَــهُــم بِــرَبِّــهِــم بِــالــتَّــوْبَــةِ والــرُّجــوعِ إلــى أَحْــضــانِــهِ بَــعْــدَ أَنْ حــادوا عَــنْ طَــريــقِــهِ الــمُــؤَدِّي إلــى الــفِــرْدَوْسِ الــمَــنْــشــود. إِنَّ بَــلَــدَنــا، بِــشَــكْــلٍ خـاصّ، واقِــعٌ وَسْـــطَ الــضِّــيــقــاتِ نــتــيــجــةَ ســوءِ أفــعــالِ ذَوي الــســلــطــةِ والــمــؤتَــمَــنــيــن عــلــى إدارةِ الــبــلــد، وهَــذا سَــيَــحْــمِــلــونَــهُ مَــعَــهُــم إلـى حــيــنَ يَــقِــفـــونَ أَمـــامَ الــمِــنْــبَـــرِ الـــرَّهــيـــبِ لِــيُــقَـــدِّمــوا حِــســابًــا عَــمَّــا اجْــتَــرَمَــتْــهُ أَيْــدِيــهِــم بِــحَــقِّ إِخْــوَتِــهِــم فــي الإِنْــســانِــيَّــةِ، إِخْــوَةِ الــرَّبِّ يَــســوعَ «الــصِّــغــار». فَــلْــيَــصُــمْ سِـيـاسِـيّـو هَــذا الــبَــلَــدِ عَــنْ تَــعَــنُّــتِــهِـــم، وعَــنْ أَفْـعــالِــهِــم الــمُــؤذِيَـةِ بِـحَــقِّ شَــعْــبٍ أنْـهَــكَــتْـهُ الــمَــصـائِــبُ الـمُــتَــوالِــيَـةُ ولَمْ يَـجِـدْهُـم إلـى جـانِـبِـهِ".

وقال: "  أربــعــةُ أشـهــرٍ مــرّتْ عــلــى شــغــورِ مــوقــعِ رئــاســةِ الــجــمــهــوريــةِ ولــم يــتــوصّــلْ الــمَـعــنِــيّــون إلــى انــتــخــابِ رئــيــسٍ، فَــحَــلَّ الــتــخــبُّــطُ والــضَــيــاعُ مَــحَــلَّ انــتــظــامِ عَــمَــلِ الــمــؤســســات، وأدّى تــداخُــلُ الــسُــلُــطــاتِ إلــى تــقــاذُفِ الآراءِ الــمُــتَــنــاقـِـضَــةِ، وغــيــابِ الــرؤيـةِ الــواضــحــةِ لــطُــرُقِ الــمــعــالــجــة. ومــا زلــنــا نــســألُ مــع الــمــواطــنــيــن: مــاذا يــمــنــعُ انــتــخــابَ رئــيــس؟ ولِــمَ يُــعَــطِــلُ الــمُــعَــطِّــلــون؟ ولِــمَ لا يَــتَّــفـِـقُ رافــضــو الــتــعــطــيــلِ عــلــى شــخــصٍ يــرون فــيــه الــكــفــاءةَ والـنـزاهـةَ ومَـلَـكَـةَ الـقـيـادةِ ويــنــتــخـبــونَــه؟ وهــل حَــسَــنٌ أن يــبــقــى الــبـلــدُ بــلا رئــيــسٍ هــو بِــحُــكْــمِ الــدســتــورِ «رَمْـزُ وحـدةِ الـوطــن، يَــســهــرُ عــلــى احــتــرامِ الــدســتــورِ والــمــحــافــظــةِ عــلـى اســتــقــلالِ لـبـنــان ووحــدتِــه وســلامــةِ أراضــيــه»؟ لــقــد فَــقَــدَ لــبــنــانُ حــضــورَه الــســيــاســيّ والــدبــلــومــاســيّ فــي الــعــالــم، وخَــسِــرَ مُــقَــوِّمــاتِــه كــدولـةٍ مــســؤولــةٍ وقــادرةٍ عــلــى إســمـاعِ صــوتِــهــا. خَــسِــرَ دورَه ومــكــانَــتَــه وحــضــورَه ولــم يــبــقَ مــنــه إلاّ صــورةَ الــفَــسـادِ والــتــنـاحُــرِ والــتــعــطــيــل. الــدولُ الــمــحـيــطــةُ بــنــا تُــحــلِّــقُ عــالــيــاً ونــحــن نــتــدحــرجُ إلــى أســفــل. مــاذا يــنــتــظــرُ نــوّابُــنــا؟ لِــمَ لا يَــتـَـحــرَّكــون؟ ولِـمَ لا يُــحــاسِــبُ الــشــعــبُ نــوّابَــه عــلــى تَــقــاعُــسِ بــعــضِــهــم، وقِــلّــةِ مـسؤولـيّـةِ بــعــضِــهــم، وســوءِ تَــصَـرُّفِ آخــريــن؟ هــل انــتــخَــبَــهــم لــلــتــعــطــيــلِ أم لــلـعَــمَــلِ والإنــتــاجِ؟ وهــل مِــنْ وقــتٍ لــلــعــمــلِ أنــســبُ مِــنْ هــذه الأوقــاتِ الــعــصــيــبــة؟

وختم عوده: "صَــلاتُــنــا الــيَــوْمَ أَنْ يُــشَــدِّدَنــا الــرَّبُّ إِلَــهُــنــا فــي مَــســيــرَتِــنــا الــصِّـيــامِــيَّــةِ لِــكَــيْ نَــصِــلَ إلــى مُــشــارَكَــةِ خَــتَــنِــنــا فــي عُــرْسِــهِ الــفِــصْــحِــيِّ الــبَــهِــيّ. صَـــلاتُــنــا أَنْ يَــحْــفَــظَ الــرَّبُّ شَــعْــبَــنــا مِــنْ كُــلِّ أَذِيَّــةٍ جَــسَــدِيَّــةٍ وروحِــيَّــة، وأن يُــســهِّــلَ عــودتَــنــا إلــى الــرَّبِّ الَّــذي تَــغَــرَّبْـنــا عَــنْــهُ بِــسَــبَــبِ خَــطــايــانــا، عَــبْــرَ الــتَّــوْبَــةِ ومَــحَــبَّــةِ الآخَــرِ وكَــنــزِ كُـنوزٍ في الـسـماء. حَــفِــظَــكُــم إِلَــهُــنــا الـمُــحِــبُّ الــبَــشَــر، وبـــارَكَ حَــيــاتَـكُــم، وقَــوَّاكُــمْ فــي جِــهــادِكُــم الــرُّوحِــيِّ وصَــوْمِـكُــم، آمــيــن".