رقم 148/2023
6-12 آذار /2023
تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.
في الشأن اللبناني
في نيسان 2015، أكّد وزير الاستخبارات السابق حيدر مصلحي أن أربع عواصم عربية تحت سيطرة ايران، وهي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت!
انطلاقاً من هذا الكلام، ومعطوفاً على إقرار أمين عام ما يسمى "حزب الله" في لبنان بأن تمويله وسلاحه ومعاشات محازبيه تاتي من طهران، وأنه يفتخر أن يكون جندياً في جيش "ولاية الفقيه"، فإن اعتبارنا أن لبنان تحت الاحتلال الايراني ليس تهويلاً وليس كذباً.
واليوم، وبعد الاتفاق السعودي-الايراني - الذي يُعتبر الحدث الأبرز على الساحة الاقليمية - وهو ما استبعده أمين عام الحزب الايراني في لبنان بداية الاسبوع (لأنه لم يكن على علم بالمفاوضات الجارية في بكين، أو لم يُبلّغ لأن "مرتبته" ليست بمستوى الحدث)، ليعود ويرحّب به بالقول "حسنا، لقد تمّ هذا الاتفاق!"، ومطمئناً جماعته بأن ايران لن تخون بالطبع جماعاتها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان!
بالطبع لن نعوّل كثيراً على هذا الاتفاق، والذي ستظهر نتائجه بعد شهرين بحسب نصّه. كما أن ايران، كما جماعاتها، عادةً لا تُصْدِق القول بالفعل! فالبند الأهم في الاتفاق هو عدم التدخل في دول الجوار واحترام المواثيق الدولية، وهذا إذا ما طبّقته ايران فجماعاتها ستكون مبدئياً بدون دعمٍ مادي وبدون سلاح، وهو ما سيعني تراجع سطوتها تلقائياً! لكن "مرشد" الجمهورية اللبنانية لن يتخلّى بسهولة عن سطوته على القرار اللبناني، ناهيك عن عمل حزبه الممنهج على تقويض المؤسسات اللبنانية!
أما فيما يخص لبنان من هذا الاتفاق، فكلام وزير الخارجية السعودي يضع المسؤولين البنانيين أمام مسؤولياتهم؛ فقد لفت إلى أن لبنان بحاجة إلى اتفاق لبناني لمساعدته، وليس اتفاق سعودي-ايراني، ومتى اتُّخِذ هذا القرار فإن لبنان سيزدهر بالتأكيد!
بناءً على ما تقدّم، أيها الاصدقاء، لا مخرج للبنان من هذه الأزمة إلا بمقاومة الاحتلال الايراني، وهذه المقاومة لا يمكن أن تكون إلا من خلال وحدة اللبنانيين السياديين، من خلال اتخاذهم بداية القرار بالمواجهة؛ ومن ثم التمسّك بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني وبتطبيقهما، كما تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لاستعادة السيادة وحمايتها. فهذه الأمور من أساسيات ازدهار الدول!
يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.
في ملف تفجير مرفأ بيروت، لاحت بارقة امل بتحقيق العدل لكن من أروقة الأمم المتحدة يمكن أن ترفع الظلم عن ضحايا هذا اتفجير، وذلك مع تبني مجلس حقوق الإنسان في جنيف مبادرة أسترالية مدعومة فرنسياً لتشكل الخطوة الأولى باتجاه تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في جريمة 4 آب، تمهيداً للبت بهذا القرار خلال الدورة المقبلة للمجلس المقرر انعقادها في حزيران المقبل، انطلاقاً من تشديد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك على وجوب إجراء تحقيق جاد في انفجار المرفأ من دون تدخل سياسي أو مزيد من التأخير.
في المشهد الرئاسي، يبدو أن هناك امتعاضا من جانب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية من الأسلوب الذي اعتمده الثنائي الشيعي في ترشيحه الرئاسي بشكل عكس صورته أمام الرأي العام الداخلي والخارجي كمرشح تابع للثنائي ولمحور الممانعة بقيادة إيران في مواجهة العرب والغرب.
في السياق، تقاطعت كل من بكركي والمملكة العربية السعودية عند موقف رئاسي مشترك اجتمعا من خلاله على تحديد المواصفات نفسها المطلوبة في شخص الرئيس المقبل للجمهورية، والتي بدا من عنوانها العريض حتمية أن يكون رئيساً سيادياً لا فاسداً ولا تابعاً ولا ممانعاً ليحظى بثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي في قيادة دفة الإنقاذ والنهوض بالبلد.
في ملف التنقيب عن النفط والغاز، بدأت التحضيرات لإطلاق عمل شركة "توتال" في البلوك رقم 9، بحيث خصصت وزارة الأشغال العامة والنقل مساحة في مرفأ بيروت للخدمات اللوجستية للأنشطة البترولية الخاصة بـ"توتال" التي أصرت على موقع مرفأ بيروت دون غيره من المرافئ لا سيما الجنوبية منها. وكانت وزارة الاشغال تركت الباب مفتوحاً لتأجير أراضٍ في كل من مرافئ صيدا وصور وطرابلس وعلى كامل الشاطئ اللبناني، واعتبرت مصادر متابعة أنّ المعايير الدولية للخدمات اللوجستية تشير الى أن كل بلوك بحاجة الى 50 ألف متر مربع، وهناك 10 بلوكات، لذلك فإن الحاجة هي إلى 500 ألف متر مربع. وأشارت المصادر أيضا أن الكلام عن مماطلة لشركة "توتال" لا أساس له، فالشركة تحترم التزامها السابق والمعلن قبل أشهر طويلة البدء في حفر الاستكشاف بداية الربع الأخير من هذه السنة على أن يبدأ ظهور بعض النتائج أوائل 2024، ولم يتغير.
تعليقا على ملف عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودة وايران، نشرت وزارة الخارجية السعودية حديثا للوزير الأمير فيصل بن فرحان قال فيه ان لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس الى تقارب إيراني سعودي، واضاف أنه على لبنان أن ينظر إلى مصلحته، وعلى السياسيين فيه أن يقدموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى!
في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، شدد النائب حسين جشي مجددا على أن الحوار والتفاهم والتعاون ضرورة إلزامية للوصول إلى نتائج إيجابية بخصوص انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما وأنه قد مضى أشهراً على التحدي والمكابرة ولم يجد ذلك نفعاً، وأشار إلى أن الحزب في العام 2018 كان لديه غالبية نيابية، ورغم ذلك كان ندعو باستمرار إلى حكومة شراكة وطنية، ولم يكن بوارد استثناء أو مكاسرة أحد، لأنهم يعتقدون بأن هذا البلد لا يحكم إلاّ بالتوافق!!
من جانبه، شدّد الشيخ نعيم قاسم على أنهم في الحزب حرصاء على كلّ علاقاتهم في البلد ويدعون إلى الحوار من أجل الوصول إلى نقاش الرئاسة، وسأل:" هل لكم حقّ أن تقولوا لا نقبل لأنه ضمن مشروع المقاومة والتحرير والشرف وتحرير الأرض والمكانة العظيمة التي حصلت للبنان وتريدون منّا أن نقبل بالذهاب لمرشّحكم الذي يريد ضرب المقاومة وحرمان لبنان من عزّته وكرامته وربطه بالمسار الأميركي الإسرائيلي ثم تخرّبون البلد ونحن نتفرّج عليكم؟"!!
في السياق، شدد الشيخ علي دعموش على انه مع تفاقم الازمات الاقتصادية والسياسية والقضائية، بات اللبنانيون احوج ما يكون الى الحوار والتفاهم والإتفاق على رئيس للجمهورية، لكن هناك دولا اقليمية ودولية وفي مقدمها السعودية تمنع اللبنانيين من الحوار والتلاقي ، وتضع الفيتوات وتعقد بتدخلها في شؤوننا الداخلية مسارات الحل، وقال ان الحزب يقبل ان تساعد الدول الخارجية اللبنانيين على التواصل والتلاقي، وحض الاطراف على الحوار وتقريب وجهات النظر في ما بينها، ولكنه يرفض ان تضع فيتوات على اي مرشح للرئاسة او ان تفرض رئيسا على لبنان، واكد ان الدول التي تمنع التلاقي والتوافق بين اللبنانيين وتضع الفيتوات، إنما تدفع بالبلد نحو الفوضى والإنهيار الشامل. كما رأى ان اللبنانيين اليوم أمام امتحان صعب، وعليهم أن يختاروا اما الحوار والتوافق الذي يضع البلد على مسار الحل، واما الانصياع للخارج والتشبث بخيارات التحدي والمواجهة الذي يضع البلد على مسار الفوضى والفتنة، مشددا على ان الحزب لن ينصاع لارادة الخارج ، ولا تعنيه الفيتوات الخارجية ولن يستسلم للفوضى ولن يسمح بأخذ البلد نحو الفتنة.
كذلك، ندد الشيخ محمد يزبك بتلاعب المصارف والمركزي باستغلال الدولار في حين المواطن هو الضحية، وهذا ايضا عمل الشيطان الأكبر أميركا والصهيونية اللتين تحاولان السيطرة وتسخير الآخرين لمصالحهما، وقال ما زلنا نكرر الدعوة للخروج من الفراغ والمميت، ولا يكون ذلك إلا بالتلاقي والاجتماع والتباحث بجدية بطرح الاسماء على طاولة النقاش للخروج باختيار الشخصية التي يتفق عليها، أو الذهاب إلى المجلس النيابي للإختيار والتصويت بعد التنافس على الاسماء، ولا يحلم أحد بالرهان رئيس يفرضه الخارج بالقوة، وعلى الجميع تحمل المسؤولية من دون التهرب والتهديد بالتعطيل ورمي الكرة في ملعب الآخرين!
محطات سياسية واقتصادية:
بعد أن نقلت صحيفة روسية، عن مصدر لم تسمه في الرئاسة الروسية أن الرئيس السوري سيزور روسيا منتصف مارس/آذار الجاري، علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن الكرملين سيعلن عن الزيارة في الوقت المحدد، وليس في وقت مسبق، وأن هناك بعض القواعد الأمنية عند تنفيذ الزيارة.
أمنيا، أدت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مطار حلب شمال سوريا، فجر الثلاثاء، إلى أضرار في المدرجات، أخرجته عن الخدمة. حيث أعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري أن الجيش الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً من اتجاه البحر المتوسط غربي اللاذقية مستهدفاً مطار حلب الدولي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المطار وخروجه عن الخدمة. وقد أعلنت المؤسسة العامة للطيران في وزارة النقل تحويل هبوط طائرات المساعدات الإغاثية والرحلات الجوية الأخرى إلى مطاري دمشق واللاذقية، مشيرة إلى مباشرة عمليات الكشف عن الأضرار وإزالتها تمهيداً لإصلاحها. فيما أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، أن أي تعطل طويل الأمد لتدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا سيكون مصدر قلق لها.
أمنيا أيضا ومن جانب آخر، تعرضت منطقة دير الزور في الشرق السوري مجدداً، الأربعاء، لغارة نفذتها طائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص في تلك المنطقة التي تسيطر عليها فصائل موالية لإيران، فيما أفادت مصادر غربية بأن الغارة استهدفت أسلحة إيرانية ونفذتها أميركا بتنسيق مع إسرائيل. من جهته، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، أن الضربة استهدفت مستودعاً للصواريخ الإيرانية، وشاحنة محملة بالسلاح، وأشار إلى أن هذا المستودع متواجد بين المناطق السكنية، مضيفاً أن الحادث يؤكد مجددا أن الشاحنات التي تدخل عبر الحدود العراقية إلى سوريا، تهرب أسلحة للميليشيات الإيرانية، تحت غطاء المواد الغذائية وغيرها. إلى ذلك، أكد أن لا صحة بأن انفجار دير الزور ناجم عن لغم أرضي، نظراً لحجم الدمار الهائل الذي شوهد في المكان. وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أفادت في وقت سابق، أن الحادث ناجم عن انفجار لغم من مخلفات تنظيم داعش في حي الحميدية بالمدينة.
في سياق متصل، شهدت مناطق في ريف حماة غرب سوريا، يوم الأحد، غارات مجهولة استهدفت منطقة مصياف. فيما وجهت دمشق أصابع الاتهام إلى إسرائيل، أشار مصد عسكري تابع للنظام السوري إلى إصابة 3 عسكريين في الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف ريفي حماة وطرطوس. كما أوضح أن رشقات من الصواريخ أطلقت من اتجاه شمال لبنان نحو ريف حماة، لكن الدفاع الجوي تصدى لها وأسقط بعضها، وأضاف أن الاعتداء أسفر أيضا عن وقوع بعض الخسائر المادية. وتضم منطقة مصياف مركز "البحوث العلمية" الذي أثير الكثير حوله خلال السنوات الماضية، لاسيما لجهة ضمه مراكز لتصنيع الصواريخ، والأسلحة الكيماوية، يشرف عليها مهندسون وخبراء إيرانيون.
فيما تسعى الأمم المتحدة لحشد الجهود من أجل التوصل إلى توافق ليبي على إجراء الانتخابات لإنهاء الانقسام بين شرق البلاد وغربها، وبعد اقتراح المبعوث الأممي تشكيل لجنة جديدة لإعداد الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات، تجمع كل أصحاب المصلحة في ليبيا، تشارك فيها المؤسسات السياسية وأهم الشخصيات السياسية والقادة القبليين ومنظمات المجتمع المدني والأطراف الأمنية والنساء والشباب، وتحفظ البرلمان على الخطة؛ أكد عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، لعبدالله باتيلي، على دعم الحكومة لخطته في إجراء الانتخابات، وأشار إلى جاهزية الحكومة وأدواتها التنفيذية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري قد اشار، الاثنين، إلى إنه يتعين على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عدم الترشح للانتخابات القادمة واحترام التعهدات التي قطعها، مضيفا أن مجلس الدولة يخوض معركة سياسية مع مجلس النواب، لافتا إلى أن البرلمان يحاول القفز ليكون سلطة تشريعية مطلقة في حين أنه سلطة مقيدة بالاتفاق السياسي. كما لفت إلى إنه يجب تغيير المفوضية العليا للانتخابات قبل إجراء الانتخابات، داعيا إلى تشكيل حكومة موحدة مصغرة للإشراف على الانتخابات وإجرائها.
في المحصّلة، لا تبدو الأزمة الليبية قابلة للانفراج في وقت قريب، وتحديدا مع تفجر الخلاف والجدل الجديدين بين القادة الليبيين حول الإجراءات المؤدية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. كما تزداد هذه الخلافات بشأن الطريق المؤدي للانتخابات، أكثر بعد مع شروط الترشح للرئاسة، حيث لا يزال مجلس الدولة يرفض بشدّة ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية، بينما يدعو البرلمان إلى السماح للجميع بالمشاركة وترك الخيار لليبيين.
وتعليقا على ذلك، يرى النائب بالبرلمان صالح افحيمة، أن الخلافات والتعارض في وجهات النظر ستختفي إذا صدقت النوايا في إجراء انتخابات، ويمكن أن يجد المختلفون أرضية مشتركة ينطلقون منها نحو هدف الاستحقاق الانتخابي. كما شدد على أن ليبيا لن تحتمل الدخول في فترة انتقالية جديدة وتحتاج إلى إنهاء الفترات الانتقالية المتعاقبة، عبر وضع الدستور الدائم للبلاد من خلال الاستفتاء على الدستور، مشدّدا على أن حلّ الأزمة يجب أن يكون من الليبيين، لأنّ الحل القادم من الفاعلين الدوليين لن يكون مرضيا لهم، محذّرا من تحوّل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية. من جهته، اعتبر المرشح السياسي سليمان البيوضي، أن المشري وصالح يتقاطعان في مسألة إجراء الانتخابات بسبب الضغط المحلي والدولي عليهما والذي يهدف لإيجاد مؤسسات وطنية تكتسب شرعيتها من صناديق الاقتراع. كما شككّ البيوضي في نوايا الدبيبة بإجراء انتخابات، وقال إنه يريد الاستمرار في السلطة خاصة بعد تآكل شعبيته بسبب انتشار الفساد وارتفاع معدلات الفقر في فترة حكمه، مؤكدا أن الدبيبة سيجد نفسه خارج السلطة بمجرد التوصل إلى اتفاق على حكومة جديدة. إلى ذلك، اعتبر أن المبادرة التي اقترحها المبعوث الأممي عبدالله باتيلي يمكن البناء عليها لتكون فرصة لحلّ مقبول خاصة أنها مدعومة دوليا، رغم معارضة بعد الأطراف المحليّة لها. أما المحامي الطاهر النغنوغي، فقد رأى أن الخلافات بين رؤساء الاجسام التشريعية والتنفيذية هي مجرد آليات لإطالة أمد الأزمة والبقاء في الكرسي، مشيرا إلى أن الاستفتاء الذي يدعو له الدبيبة يحتاج دولة مستقرة، والقوانين الانتخابية التي أبدى البرلمان استعداده لتعديلها ستعارضها عدة أطراف لا تلبي لها شروطها، وشدد على أن الأولوية في ليبيا اليوم هي انتخاب برلمان جديد يتولى تشكيل حكومة مصغرة تتولى الإعداد للاستفتاء على الدستور وإنجاز الانتخابات، معتبرا أنه المخرج الأكثر ضمانة لليبيين.
وفي السياق، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا السبت، إن الأجسام السياسية المنتهية ولايتها والحكومات المتعاقبة هي سبب عدم الاستقرار في ليبيا وتعرِّض الوضع للخطر، ما سيؤدي إلى تقويض سلامة أراضي البلاد ووحدة شعبها، وأضاف في مؤتمر صحفي من العاصمة طرابلس، أنه يمكن وضع خارطة واضحة للانتخابات بحلول منتصف شهر يونيو المقبل، مؤكداً أن مبادرته لإجراء الانتخابات، التي طرحها قبل أسبوعين أمام مجلس الأمن، تهدف إلى الجمع بين الأطراف الليبية لتمكينها من العمل لحل الأزمة الحالية وقيادة البلاد نحو الانتخابات. وضمن هذه المبادرة، كشف المسؤول الأممي أنه سيتم اختيار فريق رفيع مستوى من قبل الليبيين يتولى العمل على وضع أسس إجراء الانتخابات العامة هذا العام، موضحاً أن هذا الفريق لا يحمل حلاً من الخارج ولا يهدف إلى تجاوز الأطراف السياسية المحلية، مشيراً إلى أن الكل سيكون ممثلاً في هذه العملية السياسية عبر حوار ليبي-ليبي، ودعا الأطراف الليبية والدولية لدعم هذه المبادرة، التي قال إنها تمثل فرصة لتلبية تطلعات الشعب الليبي في إجراء الانتخابات والانتقال إلى مرحلة الاستقرار والوحدة.
اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وعضو الكنيست بيني غانتس، الأحد الماضي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه باع إسرائيل للمتطرفين، وجاء ذلك في تغريدة لغانتس على حسابه في تويتر، ردا أيضا على تغريدة نشرها نتيناهو على حسابه بخصوص تصريح أدلى به وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، وأثار انتقادات عالمية حادة، الأمر الذي دفع الوزير إلى نشر توضيح بشأن تصريحه المعني.
في إطار الأزمة السياسية التي تعاني منها حكومة نتنياهو، أعلن عشرات من جنود الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي أنهم سيقاطعون التدريبات العسكرية احتجاجا على الإصلاحات القضائية التي يرى منتقدون أنها تهدد الديمقراطية. وفي رسالة بعثها 37 طيارا من أصل 40 إلى رئيس الأركان، هدد الموقعون بأنهم لن يتواجدوا في التدريب المقرر الأربعاء. يذكر أنه الشهر الماضي، هدد أيضا جنود احتياط في وحدة تابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية بمقاطعة الخدمة في حال مضت الحكومة قدما فيما تسميه خطط الإصلاح القضائي.
وفي السياق، تجددت، مساء السبت، التظاهرات الحاشدة في عدة مناطق في إسرائيل، ضد حكومة نتنياهو، للأسبوع العاشر على التوالي، ونظمت تظاهرات واحتجاجات في أكثر من 100 موقع، من ضمنها تظاهرات رئيسية في تل أبيب وحيفا وبئر السبع والقدس، حيث بلغ عدد المتظاهرين 500 ألف شخص بحسب المنظمين. وشارك أكثر من 250 ألف شخص في تظاهرة انطلقت من ميدان "هبيما" وسط تل أبيب، باتجاه شارع "كابلان"، مرددين هتافات من ضمنها: "ديمقراطية" و"حكومة مجرمة"، كما أغلق المتظاهرون شوارع وتقاطعات رئيسية في مدينة كرمئيل شمالا. ونظمت تظاهرة في مدينة بات يام، والتي تعد مقعلا لحزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في ثاني تظاهرة احتجاجية تشهدها المدينة. وشارك أكثر من 50 ألف شخص في تظاهرة بمدينة حيفا، وأغلقوا مفترقات رئيسية شرق المدينة. كما تظاهر أكثر من 8 آلاف شخص في بئر السبع. وخرجت تظاهرات في روحوفت والنقب ونتانيا وكريات شمونة وأشدود وإيلات، كما تظاهر الآلاف أمام مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي في القدس. وأعلن منظمو التظاهرات عن تصعيد احتجاجاتهم خلال الأسبوع المقبل، حيث يستعدون لعرقلة سفر نتنياهو إلى العاصمة الألمانية برلين، يوم الأربعاء، إلى جانب تنظيم تظاهرات واسعة يوم الخميس.
وفيما دعا الائتلاف الحكومي في إسرائيل، الأحد، المعارضة لبدء مفاوضات معمقة دون شروط مسبقة، الثلاثاء، حول خطة الحكومة الخاصة بالنظام القضائي، يستعد الائتلاف المؤلف من أحزاب اليمين واليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، لتسريع العملية التشريعية، للدفع بمشروع الإصلاح كما تصفه الحكومة، ويبدو القرار رفضاً ضمنياً لدعوات إبطاء أو تعليق النظر في المشروع في الكنيست، للسماح بمفاوضات تسوية، واختيار الالتزام الصارم بالجدول الزمني الذي أعلنه وزير العدل ياريف ليفين. وينص الجدول الزمني على تبني العناصر الرئيسية في التعديلات قبل نهاية الدورة الشتوية للكنيست في الثاني من أبريل المقبل.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، مقتل 6 قتلى فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين، بعد اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية لمخيم المدينة، ومن بين القتلى منفذ العملية التي أسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين في بلدة حوارة، جنوبي نابلس. وفي تعليقه على عملية الاقتحام، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن جنود الجيش الشاباك ووحدة الشرطة الخاصة قاموا بتصفية منفذ عملية حوارة.
أمنيا أيضا، أكدت الشرطة الإسرائيلية إصابة 3 أشخاص خلال عملية إطلاق نار في تل أبيب، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، الهجوم الذي وقع في تل أبيب بالخطير. هذا وأعلنت حركة حماس أن منفذ إطلاق النار في تل أبيب من أعضائها. وفي وقت سابق، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينيا أطلق النار وأصاب 3 أشخاص بوسط تل أبيب، أحدهم حالته حرجة، في ساعة متأخرة من الخميس، واضافت إنها حيَّدت مطلق النار، في حين ووقع الحادث عند مقهى في شارع ديزنغوف، أحد أشهر شوارع المدينة.
في هذا السياق، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بلدة نعلين غرب مدينة رام الله، متوجهةً لمنزل منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وسكان بلدة نعلين، في حين ناشدت مآذن المساجد للتصدي لاقتحام قوات الجيش الإسرائيلي للبلدة. وفي وقت سابق قرر وزير الدفاع الاسرائيلي اتخاذ إجراءات فورية، لهدم منزل منفذ عملية إطلاق النار بمدينة تل أبيب.
وافق مجلس النواب الأميركي الجمعة بالإجماع على مشروع قانون يهدف إلى رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية حول وجود روابط محتملة بين كوفيد-19 ومختبر صيني يشتبه بأن فيروس كورونا تسرب منه. وسبق أن وافق مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي على الطلب من مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز رفع السرية عن الوثائق المتعلقة بهذا الشأن، ما يعني أنه لم يبق أمام مشروع القانون سوى إرساله إلى البيت الأبيض ليضع الرئيس جو بايدن توقيعه عليه.
في الملف النووي الايراني، هاجم السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، سياسة إدارة بايدن وترددها في معاقبة إيران بعد وصول النظام الإيراني إلى العتبة النووية حتى مع استعداد الحلفاء الأوروبيين لمواجهة النظام الإيراني وتوجيه الإدانة له في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال أنه كان يجب أن تكون واشنطن قد بدأت بالفعل في استدعاء فقرة سناب باك ومعاقبة إيران عن طريق مجلس الأمن الدولي، مضيفا إذا قاد أوباما من الخلف، فإن بايدن يفشل في القيادة على الإطلاق! وتعتبر آلية سناب باك اتفاقا مع أطراف مجلس الأمن الدولي تحت الاتفاقية النووية ويتم بموجبها عودة كل العقوبات الدولية وبشكل كامل في حال أخلت إيران بتعهداتها النووية وقامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى صالح لصنع الأسلحة النووية.
ووفقًا لمعهد العلوم والأمن الدولي، يمكن لإيران إنتاج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية في غضون 12 يومًا فقط، ويمكن أن تنتج أربع قنابل أخرى في غضون شهر.وأشار تقرير المعهد إلى أنه يمكن للنظام الإيراني تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لتصنيع ما مجموعه سبعة أسلحة نووية في ثلاثة أشهر، وذلك بعد تحليل المعلومات التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الأميركية يوم الجمعة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيتوجه إلى إثيوبيا والنيجر الأسبوع المقبل حيث تسرع إدارة بايدن مساعيها لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في القارة. وسيزور بلينكن أديس أبابا ونيامي بدءا من يوم الثلاثاء لمناقشة اتفاق السلام الذي أنهى الأعمال العدائية في اقليم تيغراي بإثيوبيا، وجهود مكافحة الإرهاب التي تستهدف المتطرفين في النيجر ومنطقة الساحل. ويعتزم بلينكن لقاء مسؤولين من إثيوبيا وتيغراي في أديس أبابا، وسيكون أول وزير خارجية أميركي يزور النيجر، التي شهدت عمليات عسكرية أميركية استهدفت جماعات تابعة لداعش في المنطقة. وأضافت الخارجية الأميركية أن مباحثات بلينكن مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ومسؤولين من تيغراي ستركز على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية لدفع السلام وتعزيز العدالة الانتقالية في شمال إثيوبيا، أما في لقائه برئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، موسى فقي محمد، سيسعى بلينكن إلى تقويض مساعي الصين وروسيا للفوز بدعم الدول الإفريقية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الذي أثار مخاوف كبيرة بين دول خضعت للاستعمار في السابق.
يساور الولايات المتحدة قلق كبير من التوسع المتزايد للنشاط التجاري الصيني في إفريقيا، وتعتبر الإدارة الأميركية أن حضور بكين في القارة سيفضي إلى توسيع النفوذ الاقتصادي لها. وتعد الصين أكبر شريك تجاري رئيسي لقارة إفريقيا، ومستثمرا بارزا في مشروعات البنية التحتية والتعدين، فقد أظهرت بيانات الهيئة الوطنية العامة للجمارك أن التجارة بين الصين وإفريقيا وصلت إلى 254.3 مليار دولار في 2021، بزيادة 35.3 بالمئة على أساس سنوي.
تعتزم الحكومة العراقية إغلاق 25 مخيما للنازحين في إقليم كردستان العراق، شمال شرقي البلاد، واتخاذ إجراءات لتأمين العودة الطوعية للنازحين، بعد 9 سنوات من فرارهم من مناطقهم بعد احتلالها على يد تنظيم داعش الإرهابي. وكان عشرات الآلاف من سكان مدن شمال شرقي العراق فروا إلى إقليم كردستان العراق عقب اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لتلك المدن عام 2014، ولاحقا أثناء العمليات العسكرية التي دمّرت كثيرا مِن البنية التحتية والمنازل خلال معارك طرد داعش. وتُعزى أسباب التأخير إلى أن الحكومة الاتحادية قررت منذ فترة ليست بالقصيرة إغلاق تلك المخيمات، لكن حكومة الإقليم لم تخضع لهذا القرار لدواع إنسانية. فهناك نازحون لا يرغبون في العودة إلى مناطقهم لأسباب أمنية، ونتيجة انتشار فصائل مسلحة فيها مع الأسف أقوى من الدولة ومن القوات المسلحة الرسمية؛ ما جعل حكومة الإقليم تتخذ شعار عدم إجبار أحد على العودة. والحل الضروري لهذا الأمر هو توفير الأمن، وإعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات العسكرية التي جرت لسنوات بين القوات العراقية والتنظيمات الإرهابية. ويحتاج الأمر كذلك إلى مبادرة الحكومة الاتحادية لتنفيذ الاتفاقيات الأمنية مع حكومة إقليم كردستان لتأمين عودة النازحين لمناطق مثل سنجار التي يرفض نازحوها العودة لعدم تنفيذ اتفاقية سنجار بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم.
وتشكل المخيمات عبئا ماديا على حكومة الإقليم، وذلك لعدم صرف الحكومة الاتحادية إعانات تُذكر، مع وجود عشرات الآلاف من النازحين؛ ظنا منها أن ذلك يشجعهم على العودة إلى مناطقهم، بحسب المتابعين، كما أن مؤسسات الأمم المتحدة لا تسهِم سوى بالجزء اليسير من الإعانات؛ ما أدى لتراجع ملحوظ في الخدمات. وفي الوقت الحالي، يوجد نوعان من النازحين، الأول ما زال يسكن في المخيمات، أما الجزء الأكبر فتوجه للمدن الرئيسية بعد أن وجد فرص عمل، فيما تتراجع الأعداد عموما، وتصل الآن لنحو 700 ألف نازح في كردستان.
في سياق متصل، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن القوات الأميركية موجودة في العراق بطلب من الحكومة العراقية، مشيراً إلى أنها تقدم النصيحة والدعم، وأضاف في مؤتمر صحافي من بغداد الثلاثاء، أن بلاده ستواصل العمل مع شركائها لمواجهة تهديد داعش، لافتاً إلى أن القوات الأميركية ومن خلال التحالف الدولي حررت العراقيين من طغيان التنظيم. وكان أوستن قد وصل إلى بغداد في زيارة غير معلنة، مشدداً على أن هدفه تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق. كما قال إن القوات العراقية أصبحت في مقدمة الجهود الأمنية، مؤكداً أن واشنطن تؤمن بضرورة دمج العراق مع الشركاء في المنطقة، وعبر عن تفائله بمستقبل الشراكة مع العراق، لافتاً إلى العمل على تعزيزها. من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي، أن بلاده تنتهج علاقات متوازنة مع محيطها الإقليمي والدولي تستند إلى المصالح المشتركة واحترام السيادة، كما أكد حرص الحكومة على تعزيز العلاقات مع واشنطن على مختلف المستويات والصعد. إلى ذلك، شدد السودتني على أن استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها، مشيراً إلى دور العراق في تقريب وجهات النظر وخفض التوترات بالمنطقة.
يشار إلى أن ميليشيا حزب الله العراقي علقت على زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى بغداد ولقائه رئيس الوزراء، وقال المتحدث باسمها إن الميليشيا ليست ملزمة بأي تفاهمات بين الأطراف السياسية العراقية والقوات الأميركية، وأضاف أن الميليشيا لا تنتظر الإذن من أحد لمواجهة القوات الأميركية.
دعا مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الأحد الماضي، المجتمع الدولي إلى الضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية لوقف تصعيدها الميداني وتهديدها لحركة التجارة العالمية والممرات المائية الدولية. جاء ذلك على لسان عضو المجلس سلطان العرادة، خلال لقائه سفير المملكة المتحدة لدى اليمن ريتشارد اوبنهايم، حيث جرى بحث آخر التطورات على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني، واستمرار الميليشيا في تصعيدها العسكري بمختلف الجبهات وشن الهجمات المتكررة على المنشآت الاقتصادية الحيوية وتداعيات ذلك على الاقتصاد الوطني والوضع الإنساني وعملية السلام، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، وشدد العرادة على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة تجاه إهدار الميليشيا الحوثية فرص تحقيق السلام في اليمن.
في السياق، قال رئيس الحكومة اليمنية، إن الحرب في بلاده "تنتهي عندما يسقط الانقلاب الحوثي وتتبدد أوهام إيران ومشروعها التخريبي في اليمن، وأكد في خطاب مسجل أمام الاجتماع العام لهيئة التشاور والمصالحة، في العاصمة المؤقتة عدن ،الأربعاء، أن كل حديث يحاول حرف حقيقة ما يجري الآن أو إيهام أبناء الشعب اليمني أن هذه الحرب قد انتهت هو مجرد جزء من خطاب التضليل. وشدد معين عبدالملك على قضية استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وهزيمة المشروع الإرهابي الحوثي - الإيراني في اليمن، لافتا إلى إصرار ميليشيا الحوثي الإرهابية على استغلال التهدئة في إنتاج حرب اقتصادية شرسة، واستهداف موانئ تصدير النفط وصولا إلى التهديد المستمر الذي يطال القطاع الخاص، وغيرها.
أمنياً، اعترف تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، ومقره اليمن، بمقتل القيادي البارز حمد بن حمود التميمي، الذي قُتل إثر غارة جوية الأسبوع الماضي. ونعت قنوات مؤيدة لتنظيم القاعدة، القيادي التميمي والمعروف أيضاً باسم عبدالعزيز العدناني، الذي قتل إثر غارة جوية استهدفت منزله في وادي عبيدة بمحافظة مأرب يوم 26 فبراير الماضي. وقد أكد مصدر أمني مقتل رئيس مجلس شورى تنظيم القاعدة حمد بن حمود التميمي وقيادي آخر، بضربة نفذتها طائرة بدون طيار يرجح أنها أميركية بمأرب. ويعد العدناني أهم "القضاة الشرعيين" لتنظيم القاعدة في اليمن، وهو من أعلن مقتل زعيم التنظيم السابق قاسم الريمي، كما أعلن تولي خالد باطرفي زعامة التنظيم.
في ملف خزان صافر، أعلنت الأمم المتحدة أن عملية الإنقاذ الطارئة لناقلة "صافر" النفطية الراسية قبالة السواحل الغربية لليمن، لن تبدأ قبل منتصف مايو القادم، وهو الموعد الذي من المقرر أن تصل فيه الناقلة البديلة التي سيتم استخدامها لاحتواء الحمولة. جاء ذلك على لسان ديفيد غريسلي، الممثل المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، الأربعاء، وزير النقل اليمني. وقال غريسلي، إن الأمم المتحدة ستقوم بشراء الناقلة البديلة للسفينة المتهالكة "صافر" خلال شهر مارس الجاري، إلا أن وصولها إلى اليمن سيكون في منتصف مايو القادم بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية والفنية.
وقّع تحالف شركات دولي يضم كلا من كونيونكتا الألمانية وإنفينيتي المصرية للطاقة ومصدر الإماراتية اتفاقا مع الحكومة الموريتانية بشأن مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 34 مليار دولار مع بناء منشأة تحليل كهربائي بطاقة تصل إلى عشرة غيغاواط وفقا لتقرير من صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية، ونقلت الصحيفة عن الشركة الألمانية المشاركة فى الكونسيرتيوم أن الطاقة الإنتاجية للمشروع ستبلغ قرابة ثمانية ملايين طن من الأمونيا أو غيرها من المنتجات التي تعتمد على الهيدروجين سنويا، وأضافت أن المشروع سيقام في شمال شرقي العاصمة الساحلية نواكشوط، من المقرر أن تكتمل المرحلة الأولى منه في عام 2028 بطاقة تبلغ 400 ميغاوات.
في الاقتصاد، تعتزم الهيئة العامة للرقابة المالية إصدار وثيقة التأمين من المخاطر قريبًا. ومن المقرر أن تساعد الوثيقة الجديدة، على تحفيز غير المصريين على شراء العقارت المصرية، لأنها ستكون وثيقة تأمين من مخاطر عدم إثبات الملكية. فيما تجري الهيئة في الوقت الحالي، حواراً مجتمعياً لبحث كيفية تمويل تنشيط التمويل العقاري وتوفير حماية تأمينية تبادلية، بين أطراف التمويل العقاري من خلال استحداث منتج تأميني جديد ومنها وثيقة تأمين سند الملكية وهو ما يعزز التعاملات في نشاط التمويل العقاري. وتتحرك الحكومة المصرية بشكل مكثف في إطار توفير النقد الأجنبي لتغطية فاتورة الواردات الضخمة. وتشهد البلاد سلسلة من الأزمات منذ مارس الماضي، ما تسبب في تدخل البنك المركزي المصري في سوق الصرف ورفع سعر صرف الدولار من مستوى 15.74 جنيه إلى ما يقرب من 31 جنيه في الوقت الحالي. وفي إطار توفير العملة الصعبة، أعلنت الحكومة المصرية اتخاذ عدة إجراءات، أهمها طرح 32 شركة سواء لمستثمرين استراتيجيين، أو عبر الاكتتاب العام.
من جانب آخر، أعلن البنك المركزي المصري، تراجع رصيد الدين الخارجي لمصر بنهاية شهر سبتمبر الماضي، ليسجل 155 مليار دولار، بتراجع قيمته 700 مليون دولار، ونسبته 0.5% مقارنة بنهاية شهر يونيو 2022. وذكر البنك أن الانخفاض يعود إلى تراجع سعر صرف معظم العملات المقترض بها أمام الدولار الأميركي بنحو 2.7 مليار دولار، بالإضافة إلى ارتفاع صافي المستخدم من القروض والتسهيلات بنحو ملياري دولار.
في سياق منفصل، أكد الرئيسان المصري والروسي، الخميس، على أهمية تعزيز الأمن الغذائي خاصة للدول المتضررة في إفريقيا، والتي تأثرت أكثر من غيرها جراء الأحداث العالمية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي وبوتين تحدثا هاتفيا حول سبل التغلب على الأزمات العالمية الراهنة لاسيما في مجال الغذاء. كما ناقشا آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وشددا على أهمية دفع جهود تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتسوية الأزمات القائمة بها على نحو يحقق مصالح شعوبها! وأوضح فهمي أن الاتصال جرى بمناسبة مرور 80 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، مشيرا إلى أن الرئيسين بحثا سبل تعزيز أطر التعاون بين البلدين خاصة من خلال المشروعات التنموية المشتركة.
في ملف جماعة الاخوان
كشفت معلومات أن "مسؤولا أمنيا كان قد ألقى القبض على الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي قبل أحداث يناير من العام 2011 وقيادات أخرى من جماعة الإخوان بينها محمد سعد الكتاتني، رئيس برلمان الإخوان فيما بعد، وذلك كخطوة استباقية وإجهاضية. وبيّنت المعلومات أن المسؤول الأمني عثر بحوزة مرسي ضمن المضبوطات التي كانت برفقته على ورقة مكتوبة بخط يده وكانت محررة حديثا ومدونا فيها خطة من 8 بنود، تتضمن توقعات وسيناريوهات أحداث 25 يناير، منها اقتحام عناصر من حزب الله وحماس للحدود المصرية في 25 يناير، واقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة، وتعيين عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية، مضيفا أن البند الثامن في الورقة كان دخول إسرائيل لسيناء. كما كشفت المعلومات أن الإخوان وقيادات الجماعة وفق الوثيقة كانت خطتهم تستهدف إشعال الوضع في شمال سيناء خلال انشغال الدولة وأجهزتها المعنية بأحداث ميدان التحرير، والمواجهات مع المتظاهرين للسيطرة على أجزاء من سيناء، وبدء تحريك العناصر المدربة والتشكيلات القتالية التي تكونت على مدار السنوات التي سبقت الأحداث لضرب مديريات وأقسام الشرطة هناك، وعزل سيناء تماما عن الدولة على أن يتم في مرحلة تالية شن عمليات ضد إسرائيل. وتبين أن المخطط الإخواني المدون في الوثيقة كان الرئيس المعزول قد تلقاه هاتفيا من قيادي كبير في الجماعة ودونه في تلك الورقة بخط يده، واحتفظ بها في منزله حتى عثر عليها بحوزته لحظة القبض عليه، وتم الاستناد إليها كدليل إدانته وقيادات الجماعة في قضية اقتحام الحدود الشرقية.
أزمة سد النهضة
شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأربعاء، على أنه يجب صياغة رؤية مشتركة تمنع محاولات العبث بأمن الدول العربية، مشيرا إلى أن استمرار الممارسات حول سد النهضة يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على مصر، وحذر من تأثير استمرار إثيوبيا في عملية ملء وتشغيل السد دون اتفاق قانوني ملزم.
الخميس، أعلن شكري، إن مفاوضات سد النهضة، والتي انخرطت فيها مصر برعاية أفريقية، لم تؤت ثمارها، مشددا على أن الدولة المصرية ستدافع عن مصالح شعبها، وذكر، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الكيني، أن مصر دائما تسعى لاتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة؛ بما يضمن التنمية لإثيوبيا، وعدم وقوع ضرر جسيم على دولتي المصب، وأشار إلى أن الدول الثلاث خاضت مفاوضات طويلة، وقدمت مصر رؤى حول كيفية إدارة الملف بصورة متسقة مع قواعد القانون الدولي وتجارب الدول الأخرى، لافتا إلى الاعتماد على مساعدة أطراف عديدة كالولايات المتحدة والإطار الأفريقي وقمم ورؤساء الاتحاد الأفريقي.
إلى ذلك، أعربت إثيوبيا عن استيائها من قرار جامعة الدول العربية الصادر بشأن سد النهضة، مشيرة إلى أنها ماضية في الملء وتمسكها بحل إفريقي للأزمة، وأكدت في بيان، الجمعة، أن إدارة واستخدام نهر النيل بما في ذلك ملء وتشغيل السد، يجب أن يترك للجهات المعنية في إفريقيا، ولا ينبغي تذكير جامعة الدول العربية بأن نهر النيل وجميع البلدان الشاطئية توجد في إفريقيا! وأضافت أن الاتحاد الإفريقي يعمل على تسهيل المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا والسودان ومصر لحل القضايا العالقة المتبقية، مسترشدة بمبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، وأن وصف الجامعة للمفاوضات من ناحية أخرى غير صحيح ومرفوض.
وكانت جامعة الدول العربية قد اعتمدت عقب اجتماع وزاري الأربعاء، قرارًا بشأن سد النهضة بالإجماع، يدعو أديس أبابا لإبداء المرونة في القضية، فضلاً عن طرح الأزمة كبند دائم على جدول أعمال مجلس الجامعة.
رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، بالبيان الثلاثي المشترك. وأكد على موقف دول مجلس التعاون تجاه دعم سياسة الحوار وحل الخلافات سياسيا، وفقا لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، وبالالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية.
التقى رئيس وزراء بريطانيا والرئيس الفرنسي في باريس، لمناقشة زيادة دعم أوكرانيا على المدى القصير والبعيد، بما في ذلك توريد أسلحة جديدة وتدريب الجيش الأوكراني، وجرت تلك المناقشات خلال انعقاد القمة الثنائية الأولى بين البلدين منذ خمس سنوات. كما تضمن جدول أعمال القمة البريطانية - الفرنسية، مناقشة أمن الطاقة ومكافحة الهجرة غير الشرعية. وقبل ذلك، اعتبر ريشي سوناك أنه من الضروري وجود شراكة وثيقة بين بلده وفرنسا، عشية مشاركته مع الرئيس إيمانويل ماكرون في أول قمة فرنسية بريطانية منذ 2018 تنظم بعد سنوات من التوتر. كما ركزت النقاشات على تعزيز الشراكة لمواجهة التحديات المشتركة، وفق بيان لداونينغ ستريت اشار خصوصا إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية. يشار إلى أن الحكومة البريطانية قدمت الثلاثاء، مشروع قانون يتيح الترحيل السريع لجميع المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد بشكل غير قانوني ومنعهم من طلب اللجوء.
في سياق متصل، أوقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها أو استولوا على ما قيمته 58 مليار دولار من الأصول التي يملكها أو يتحكم فيها الروس الخاضعون للعقوبات في العام الماضي، وسط استمرار الحكومات الغربية في زيادة الضغط على الكرملين بسبب أوكرانيا، وفقًا لبيان مشترك صادر من فريق عمل إنفاذ العقوبات، وعقدت فرق العمل الخاصة بالنخب الروسية والوكلاء والأوليغارشي (REPO) اجتماعها السادس لنوابها متعدد الأطراف صباح الخميس، لمناقشة استمرار عمل المجموعة وتعهدوا بـ "مضاعفة" جهودهم لمعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورفاقه. وتتخذ فرقة العمل، التي تم تشكيلها في مارس الماضي، خطوات إضافية للقضاء على التهرب من العقوبات، حيث تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على سد الثغرات في نظام العقوبات الذي أضعف الاقتصاد الروسي لكنه لم يشله حتى الآن.
من جانب آخر، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا، الجمعة، لخفض الاستهلاك النهائي للطاقة في جميع دول التكتل 11.7%، بحلول عام 2030، وهو هدف قال مشرعون إنه سيساعد في مكافحة تغير المناخ والحد من استخدام أوروبا للوقود الأحفوري الروسي. واتفق المفاوضون على أن الطاقة التي سيستخدمها المستهلكون النهائيون، مثل المنازل والمصانع، في التكتل بحلول عام 2030 يجب أن تكون أقل بنسبة 11.7% من الاستخدام المتوقع بحلول ذلك الموعد. وسيتم إرسال الاتفاق على الفور إلى البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد للتصويت النهائي، وهو عادة ما يكون إجراء شكليا للموافقة على القانون دون أي تغييرات.
في سياق منفصل، أعلن الرئيس الألماني، الجمعة، دعمه جورجيا في سعيها إلى توثيق علاقاتها مع أوروبا، وفق ما أفادت المتحدثة باسمه، وذلك بعد إجرائه محادثة هاتفية مع نظيرته الجورجية، ونقلت المتحدثة عن الرئيس قوله إن ألمانيا تدعم جورجيا على المسار الأوروبي، وهذا المسار يشمل حرية الصحافة والمجتمع المدني. وكانت زورابيتشفيلي صريحة في دعمها لتوثيق العلاقات مع الغرب وفي انتقادها للحكومة في تبليسي، لكن سلطاتها محدودة. والخميس، أشادت الرئيسة الجورجية بالمحتجين الذين خرجوا بعشرات الآلاف هذا الأسبوع ضد مشروع قانون العملاء الأجانب المثير للجدل، ما أجبر الحكومة على سحبه. وقال منتقدون إن القانون المقترح يشبه التشريع المستخدم في روسيا لقمع المعارضة. فيما شبه وزير الخارجية الروسي التظاهرات ضد مشروع القانون المقترح في الجمهورية السوفيتية السابقة بأنها محاولة انقلاب.
أزمة شرق المتوسط
لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.
بعد زيارة الجنرال مارك مايلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية المفاجئة في 4 مارس لمتابعة مهمة أميركية تم إرسالها منذ ما يقرب من 8 سنوات إلى منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع واشنطن، أعلن مصدر بوزارة الخارجية التركية أن أنقرة استدعت، اليوم الاثنين، السفير الأميركي لديها، جيف فليك، للتعبير عن انزعاجها من الزيارة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في وقت لاحق، إن السفير توجه إلى وزارة الخارجية التركية لإجراء اجتماعات ومناقشات.
من جانب آخر، حكمت المحكمة العليا في تركيا، الخميس، بإلغاء تجميد الحسابات المصرفية لحزب مؤيد للأكراد تتهمه الدولة التركية بارتباطه بالإرهاب، لكن من المرجح أن يكون له دور محوري في الانتخابات المقبلة التي تمثل تهديداً للرئيس رجب طيب أردوغان. وألغت المحكمة الدستورية حكمها السابق بأغلبية ضئيلة بحظر الحسابات المصرفية لحزب الشعوب الديمقراطي. ولم يفصح بيان المحكمة عن أسباب هذا الحظر، الذي يشمل المساعدات الحكومية. ويستحق للحزب، وهو التكتل الثالث في البرلمان، 539 مليون ليرة تركية (28.5 مليون دولار) هذا العام من الأموال العامة لمخصصة لـتمويل الأحزاب. يذكر أن حزب الشعوب الديمقراطي ليس جزءا من ائتلاف المعارضة الرئيسي. وفاز بنسبة 11.7% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية عام 2018، لكنه أشار إلى أنه سيدعم مرشح تكتل المعارضة كمال كليتشيدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية.
أرسلت دولة الإمارات، الجمعة، طائرة تحمل على متنها 14 طناً من المساعدات الإغاثية، ويأتي ذلك ضمن الدعم الإغاثي المستمر من دولة الإمارات للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية. ومنذ بداية الأزمة، قدمت دولة الإمارات إمدادات إغاثية عاجلة للمتضررين من الأزمة في أوكرانيا، ففي أكتوبر من العام الماضي تم الإعلان عن تقديم 100 مليون دولار أميركي إلى المدنيين الأوكرانيين. كما دشنت دولة الإمارات جسرا جويا تضمن إرسال 11 طائرة تحمل نحو 550 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية و2520 مولداً كهربائياً و6 سيارات إسعاف، منها طائرتان من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إلى المدنيين داخل أوكرانيا، فضلا عن تسييرها طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
في سياق منفصل، رحبت دولة الإمارات باتفاق الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأشار وزير الخارجية الاماراتي لنظيره السعودي خلال اتصال هاتفي، إلى أهمية هذه الخطوة ودورها في تحقيق الاستقرار بالمنطقة وتلبية تطلعات شعوبها إلى التنمية والازدهار.
أكد وزير الخارجية السعودي، الخميس، خلال جولة دبلوماسية إلى موسكو، وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي، أن السعودية جاهزة للقيام بما يلزم لحل الصراع في أوكرانيا، ومستعدة لتسهيل الحوار بين موسكو وكييف. من جهته، رحب وزير الخارجية الروسي بموقف السعودية، مؤكدا أنها تسعى لإيجاد حل مناسب للأزمة وأن دور الرياض لا يقتصر على تبادل الأسرى. وتأتي زيارة وزير الخارجية السعودي عقب زيارة قام بها مؤخرا إلى أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 30 عاما.
في ملف الاتفاق على عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران، أعلنت ألصين والسعودية وايران أنه تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق تضمن:
- الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
- تأكيد الجانبان على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
- الاتفاق على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل الاتفاق وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.
- الاتفاق على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22/1/1422هـ، الموافق 17/4/2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2/2/1419هـ الموافق 27/5/1998 م.
وقد أعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.
أعلن وزير دفاع مولدوفا أناتولي نوساتي، الجمعة، أن على روسيا سحب أو التخلص من الذخيرة المخزنة في منطقة ترانسنيستريا (التي تعرف أيضاً بـ"بريدنيستروفيا") الانفصالية في البلاد على الفور. يذكر أن جنودا روسا يحرسون ترسانات بالقرب من قرية كولباسنا (شمال شرق منطقة ترانسنيستريا الموالية لروسيا في مولدافيا)، حيث يوجد أكثر من 20 ألف طن من الذخيرة تم تخزينها هناك بعد انسحاب القوات السوفيتية من أوروبا. وتصر مولدوفا على سحب هذه الذخائر، لكن عملية السحب التي بدأت في عام 2001 تم حظرها من قبل سلطات ترانسنيستريا في عام 2004، بعد تفاقم العلاقات بينها وبين السلطة المركزية في مولدوفا. يأتي هذا غداة دعوة سلطات منطقة ترانسنيستريا الأمم المتحدة إلى التحقيق في مخطط لتنفيذ اعتداء ضد مسؤولين كبار قالت إنها أحبطته في وقت سابق الخميس، واتهمت كييف بالوقوف وراءه، الأمر الذي نفته هذه الأخيرة. ومنذ باشرت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا تسري تكهنات بانتظام حول فتح جبهة جديدة من ترانسنيستريا باتجاه أوديسا، كبرى مدن جنوب أوكرانيا. وموسكو متهمة أيضاً بالسعي إلى زعزعة استقرار مولدوفا التي كانت تدور سابقاً في فلك نفوذها لكن السلطات فيها باتت الآن موالية لأوروبا. ومنطقة ترانسنيستريا ناطقة بالروسية وتقع عند الحدود مع أوكرانيا. وقد أعلنت استقلالها بعد حرب قصيرة إثر انهيار الاتحاد السوفياتي ولا تعترف بها أي دولة في العالم، وهي مدعومة من روسيا التي تنشر فيها كتيبة عسكرية.
في سياق منفصل، افادت أربعة مصادر أميركية مطلعة إن روسيا احتجزت بعض الأسلحة والمعدات التي قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في ساحة المعركة في أوكرانيا وأرسلتها إلى إيران حيث تعتقد الولايات المتحدة أن طهران ستحاول إجراء هندسة عكسية للأنظمة. وعلى مدار العام الماضي، شهد مسؤولون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومسؤولون غربيون آخرون عدة حالات استولت فيها القوات الروسية على معدات أسلحة صغيرة محمولة على الكتف، بما في ذلك أنظمة "جافلين" المضادة للدبابات وأنظمة "ستينغر" المضادة للطائرات التي أُجبرت القوات الأوكرانية في بعض الأحيان على تركها في ساحة المعركة. وقالت المصادر في كثير من هذه الحالات، إن روسيا نقلت المعدات جواً إلى إيران لتفكيكها وتحليلها، ومن المحتمل أن يحاول الجيش الإيراني صنع نسخته الخاصة من الأسلحة. وقالت المصادر إن روسيا تعتقد أن الاستمرار في تزويد إيران بالأسلحة الغربية التي تم الاستيلاء عليها سيحفز طهران على مواصلة دعمها للحرب الروسية في أوكرانيا.
على صعيد آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة، إن تعليق بلاده مشاركتها في معاهدة نيو ستارت للحد من انتشار الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة لن يؤثر على قدرتها على ضمان الأمن القومي. كما أكد ريابكوف أن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان على اتصال بشأن معاهدة نيو ستارت على الرغم من أن موسكو علقت مشاركتها في الاتفاق، مضيفا إنه ليس لديه توقعات بإحراز تقدم كبير من الاتصال بين موسكو وواشنطن.
ميدانيا، قال الجيش الأوكراني الخميس إن روسيا أطلقت 81 صاروخا و8 طائرات مسيرة في هجمات اليوم، وقبلها قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن روسيا شنت 25 غارة جوية و32 هجوما صاروخيا في الساعات الأخيرة، كما أعلنت التصدي لـ110 هجمات روسية في محاور باخموت وكوبيانسك وليمان، فيما أعلن مسؤول أوكراني مقتل 5 أشخاص وإصابة عدد آخر جراء الضربات الروسية، وأعلن حاكم لفيف سقوط 4 قتلى جراء هجوم صاروخي روسي على مبنى سكني. وانقطع التيار الكهربائي عن محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا في أعقاب ضربة روسية، على ما أعلن مشغل الطاقة النووية في أوكرانيا، مضيفا أنها تعمل حاليا على مولدات ديزل. وقالت مؤسسة "إنيرغواتوم" في بيان، إن خط الاتصال الأخير بين محطة زابوريجيا النووية ومنظومة الطاقة الأوكرانية انقطع نتيجة هجمات صاروخية. فيما أعلنت أوكرانيا في وقت لاحق عن عودة الطاقة لمحطة زابوريجيا النووية وربطها بشبكة الكهرباء بعد انقطاع لساعات. أيضا، قال مسؤولون محليون إن وابلا من الصواريخ الروسية قصف عددا من المناطق الأوكرانية في ساعة مبكرة من الصباح، بما في ذلك ميناء أوديسا على البحر الأسود ومدينة خاركيف، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق.
وبعد يوم واحد من الهجوم، أعلن مسؤولون إن العاصمة الأوكرانية استعادت معظم إمداداتها من الطاقة، حيث استجابت البلاد مرة أخرى وبسرعة لأحدث موجة من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي استهدفت بنية البلاد التحتية الحيوية، وقال رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، إن الكهرباء والمياه أعيدا إلى كييف، وإن حوالي 30% من المستهلكين في العاصمة ظلوا بدون تدفئة وإن أعمال الإصلاح مستمرة، ليعلن عمدة المدينة يوم السبت أن التدفئة عادة لجميع سكان المدينة. وقال مسؤولون محليون إن إمدادات الكهرباء أعيدت إلى أكثر من تسعة من كل عشرة مستهلكين في منطقة خاركيف، بينما أعيد التيار الكهربائي إلى ثلث المستهلكين في منطقة زابوروجيا بجنوب أوكرانيا.
في السياق، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن روسيا ارتكبت انتهاكاً خطراً للأمن النووي، بالتسبب بقطع الكهرباء عن محطة زابوريجيا النووية إثر ضربة شنّتها، على المحطة، وشدد على أن زابوريجيا هي أكبر محطة نووية في أوروبا، وأن روسيا تعرّض للخطر أمن القارة الأوروبية بأكملها، بما في ذلك روسيا نفسها. ولولا الكهرباء التي أنتجتها هذه المولدات لكان ارتفاع درجة حرارة وقود المفاعل قد أدى سريعاً إلى حادث نووي شبيه بما حصل في فوكوشيما في اليابان في العام 2011.
ميدانيا أيضا، على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها الطرفان، تواصل القوات الأوكرانية الدفاع عن باخموت، بهدف كسب الوقت قبل أن تشن هجوما مضادا في مواجهة تقدم القوات الروسية في هذه المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تحاول موسكو منذ الصيف الاستيلاء عليها. فقد أكد قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، يوم الأحد، أن شن هجوم مضاد بات قريباً. أتى ذلك، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية السبت أن مقاتليها صدوا أكثر من 100 هجوم للعدو في مناطق القتال الرئيسية.
حذرت منظمة العفو الدولية من أن 4 شبان من البلوش اعتقلتهم قوات الأمن الإيرانية خلال الاحتجاجات معرضون لخطر الإعدام، وأن شابين آخرين يواجهان إعادة محاكمة غير عادلة. وبعثت المنظمة رسالة إلى غلام حسين محسني إجئي، رئيس السلطة القضائية الإيرانية، تطالبه بإلغاء عقوبة الإعدام بحق كل من إبراهيم نارويي، وكامبيز خروت، ومنصور دهمرده، وشعيب مير بلوش زهي ريغي، وإعادة النظر بشأن محاكمة منصور هوت ونظام الدين هوت، ودعت إلى إعادة محاكمة هؤلاء المحتجين وفق المعايير الدولية للمحاكمة العادلة ودون اللجوء إلى التعذيب وانتزاع الاعترافات وعقوبة الإعدام. كما طلبت المنظمة من جميع الأشخاص إرسال رسالة مماثلة إلى السلطات القضائية الإيرانية، للمطالبة بمنح هؤلاء الأشخاص حق الاتصال بعائلاتهم ومحاميهم، فضلاً عن منحهم الرعاية الطبية المناسبة. يذكر أن المنظمة كانت قد كشفت الأسبوع الماضي، أن السلطات الإيرانية أعدمت ما لا يقل عن 14 كردياً و13 من أقلية البلوش، وشخصاً من عرب الأهواز، بعد محاكمات "جائرة" منذ بداية العام الحالي.
في سياق منفصل، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس في مختلف بلدان العالم، خاصة في إيران التي تشهد انتفاضة نسائية تحت شعار "امرأة، حياة، حرية"، أعلنت النائبة في البرلمان الإيراني زهرة إلهيان عن انطلاق أول "دورية للتنبيه الشفهي" في أجزاء من طهران الكبرى. وكتبت في تغريدة على تويتر: "أجريت أول دورية للتنبيه الشفهي (دورية الإرشاد) في 7 مارس تحت المطر بمشاركة المدافعين عن الثورة (أعضاء الباسيج) في أجزاء من طهران الكبرى، ويعتبر هذا الإجراء الذي قامت به "عضوات في الباسيج" المستعدات للتضحية، عملا غير مسبوق في البلاد، بعد أعمال الشغب والفتن الداخلية والخارجية الأخيرة"، حسب تعبيرها! وانتشر خبر إجراء "دورية للتنبيه الشفهي" في طهران، فيما أفادت تقارير بأن أعدادا من النساء الإيرانيات قد تجمعن في بعض مناطق العاصمة والمدن الأخرى وحملن لافتات كتبت عليها شعارات ترفض الحجاب الإجباري، ورددن هتافات مناوئة للسلطة.
من جانب آخر، فرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات على 39 كياناً قالت إنها تسهل وصول إيران إلى النظام المالي العالمي، ووصفتها بأنها شبكة ظل مصرفي توفر عشرات المليارات من الدولارات سنوياً لطهران. وقالت وزارة الخزانة في بيان إن العقوبات التي أعلنتها تستهدف كيانات ساعدت شركات بتروكيماويات إيرانية على الوصول إلى النظام المصرفي العالمي. كما فرضت واشنطن عقوبات على شبكة مقرها الصين تتهمها بشحن قطع غيار طائرات إلى شركة إيرانية ضالعة في إنتاج طائرات مسيرة استخدمتها طهران في مهاجمة ناقلات نفط وصدرتها إلى روسيا. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الأربعاء أنها فرضت عقوبات على مسؤولين إيرانيين وشركات على خلفية اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وقالت وزارة الخزانة في بيان إنها فرضت عقوبات على مسؤولين كبيرين اثنين بقطاع السجون الإيراني، تتهمهما بالمسؤولية عن حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد نساء وفتيات. وفرضت كذلك عقوبات على قائد عسكري إيراني ومسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني ومسؤول على صلة بجهود الحكومة الإيرانية لحجب خدمات الإنترنت. وأشار البيان إلى أن من بين المشمولين بالعقوبات أيضا ثلاث شركات إيرانية وقادتها بسبب مساهمتهم في قمع الاحتجاجات بالتعاون مع جهات إنفاذ القانون. وقالت وزارة الخزانة إنها اتخذت الإجراءات بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا في إطار الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
في سياق منفصل، أعلنت إيران أنها أبرمت مع روسيا عقدا لشراء طائرات مقاتلة من طراز سوخوي "إس يو 35"، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، رغم تحذير الولايات المتحدة من التعاون العسكري بين طهران وموسكو. وقالت وكالة "إرنا" الرسمية في إيران نقلا عن مندوب طهران لدى الأمم المتحدة، إنه بعد رفع الحظر (الذي فرضته الأمم المتحدة) على شراء الأسلحة التقليدية في أكتوبر 2020، أبرمت إيران عقدا لشراء طائرات مقاتلة من طراز (إس يو 35)"، ولم تقدم الوكالة مزيدا من التفاصيل بشأن العقد، لكن إيران وروسيا تجريان محادثات منذ سنوات لهذا الغرض.
في الملف النووي، تقول تقارير من إيران إن المرشد علي خامنئي دعا إلى اجتماع في منزله، حضره ابنه مجتبى، وعلي لاريجاني، ورئيس "منظمة الطاقة الذرية الإيرانية"، محمد إسلامي، ومستشاره كمال خرزاي. وقد عبر المرشد عن استيائه من العقوبات التي يفرضها الغرب على البلاد، وقال إن معاناة الشعب وصلت إلى حدود قصوى، ورفع العقوبات بات أولوية تعلو فوق البرامج والمخططات التي سيتم تحقيقها في يوم آخر. وعليه، طلب من محمد إسلامي الاتصال بـ"وكالة الطاقة الذرية الدولية" وإبلاغها بموافقة الجمهورية الإسلامية على عودة المفتشين بلا قيد أو شرط إيراني، وطلب من مستشاره، كمال خرزاي، وعلي لاريجاني، التوجه إلى منزل رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، وإبلاغه قرار عودة المفتشين، وحثه على التعاون الكامل بهذا الخصوص. وقد تلقف رافاييل غروسي، خبر الموافقة الإيرانية، وتوجه على الفور إلى إيران لمقابلة نظيره، محمد إسلامي، ومناقشة المستجدات، وقد فوجئ عندما تم إبلاغه بأن الاجتماع سيكون مع رئيس الجمهورية، بحضور محمد إسلامي. وقد عقد غروسي يوم الاثنين الماضي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع إسلامي، وأثنى على الموقف الإيراني الإيجابي، وأعلن عن موافقة الجمهورية الإسلامية على السماح لمفتشي "الوكالة الدولية" بتنفيذ المزيد من إجراءات المراقبة والتحقق، التي كانت تعترض عليها سابقاً. ويشير مراقبون إلى أن تصرف علي خامنئي أبعد وأعمق من كونه مجرد ردة فعل على تعثر إبراهيم رئيسي في إدارة البلاد؛ فالمرشد الأعلى أدرك أن هناك عملية تجييش دولي ضد بلاده على الصعد كافة، وبقيادة الولايات المتحدة التي لن تمانع انهيار النظام وحصول فوضى عارمة في جميع أنحاء البلاد، وفي كل أماكن النفوذ الإيراني في الإقليم.
في سياق منفصل، ومع استمرار حالات التسمم التي طالت التلميذات في إيران خلال الأشهر الماضية، ارتفع منسوب الغضب لدى آلاف الأهالي والمعلمين. وقد حاولت وزارة الداخلية، الثلاثاء، تهدئة حنق الناس المطالبين بالكشف عن المتورطين، معلنة إيقاف عدد من المشاغبين. إلا أن بيانها أثار خلال الساعات الماضية حملة انتقادات واسعة، لاسيما بعدما ألمحت إلى تورط وسائل إعلام العدو! يشار إلى أن أكثر من 1000 فتاة أصبن بإعياء بعد تعرضهن للتسمم منذ نوفمبر الماضي، فيما وجهت عدة ناشطات اتهامات للمؤسسة الدينية الحاكمة بالوقوف وراء التسمم انتقاما من النساء والفتيات لمشاركتهن سابقا في تظاهرات "امرأة، حياة، حرية". كما أشارت الناشطة الإيرانية البارزة مسيح علي نجاد التي تعيش في نيويورك قبل أيام إلى أن الفتيات في إيران الآن يدفعن ثمن الكفاح ضد الحجاب الإلزامي ويتعرضن للتسميم من جانب المؤسسة الدينية الحاكمة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، يوم السبت، القبض على أكثر من 100 شخص قالت إنهم ربما تورطوا في قضية تسميم طالبات المدارس بالبلاد، وأضاف بيان الداخلية أن من بين المعتقلين أشخاص لديهم دوافع عدائية هدفها بث الرعب في نفوس الناس والطالبات وإغلاق المدارس وإثارة الشكوك حول النظام الإيراني!
مدّد مجلس الأمن الدولي العقوبات الدولية المفروضة على السودان عاماً واحداً، متجاهلاً بذلك مناشدات الخرطوم لرفعها. ودعت الخرطوم مراراً المجلس إلى إلغاء هذه العقوبات ورفع حظر على الأسلحة فرض إبان الحرب التي اندلعت في إقليم درافور في 2005. والشهر الماضي تعهّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعم المطلب السوداني، لكنّ مجلس الأمن المؤلّف من 15 عضواً مدّد الأربعاء لغاية 12 مارس 2024 التفويض الممنوح للجنة الخبراء المكلّفة الإشراف على العقوبات وتطبيقها وعلى حظر الأسلحة، وصوّت 13 عضواً لصالح تمديد العقوبات فيما امتنعت روسيا والصين عن التصويت.
في الأزمة الداخلية، أعلن وزير شؤون الرئاسة في جنوب السودان أن الرئيس سلفا كير أجرى، الجمعة، مشاورات صريحة مع ريك مشار، زعيم المعارضة والنائب الأول للرئيس، وذلك بعد أسبوع من خرق كير لاتفاق السلام بإقالة وزيري الدفاع والداخلية، وقال مكتب مشار في بيان إن الاجتماع عقد في جو زمالة، لكنه انتهى إلى طريق مسدود. وكان كير قد أقال وزيرة الدفاع أنجلينا تيني، وهي زوجة مشار، ووزير الداخلية محمود سولومون يوم الجمعة، وهي خطوات تهدد بتفكيك اتفاق السلام. كما أعطى الرئيس لحزبه حقيبة وزارة الدفاع وهو المنصب الذي من المفترض أن يحصل عليه حزب مشار بموجب الاتفاق.
من جانب آخر، أكدت القوات المسلحة السودانية، السبت، التزامها بمجريات العملية السياسية الجارية والتقيد الصارم بما تم التوافق عليه في الاتفاق الإطاري مع القوى السياسية في البلاد الذي يفضي إلى توحيد المنظومة العسكرية وقيام حكومة بقيادة مدنية. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة في بيان إن مزايدة البعض بمواقفهم لن يأخذ بها على الشعب، مشيراً إلى أن القوات المسلحة كانت أول من بادر بالخروج من العملية السياسية، وأضاف أن الحديث عن عدم رغبة قيادة القوات المسلحة في إكمال مسيرة التغيير والتحول الديمقراطي محاولة مكشوفة للتكسب السياسي وعرقلة مسيرة الانتقال.
ندّدت الصين بشدة، الجمعة، بـافتراءات رئيس ميكرونيزيا المنتهية ولايته دافيد بانويلو الذي اتّهم بكين بممارسة الفساد والمضايقات والتهديد والعدوانية السياسية. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، إن هذه الافتراءات وهذه الاتهامات ضد الصين مخالفة بشكل كامل للوقائع وتعتبرها الصين غير مقبولة إطلاقاً. وكان بانويلو قد اتهم الصين أيضا، في رسالة حادة النبرة موجهة إلى البرلمان، بالتجسس وبممارسة الضغط على مسؤولين في الحكومة وبتوجيه تهديدات مباشرة إلى سلامته الشخصية. وسبق أن أعرب بانويلو عن مخاوف حيال تنامي نفوذ بكين في جنوب المحيط الهادئ وهو يعارض اتفاقاً أمنياً يمكن أن يسمح بنشر قوات صينية في المنطقة.
قال الرئيس التونسي إنه سيحل المجالس البلدية، وذلك قبل أشهر من موعد مفترض لانتخابها. واشار في اجتماع لمجلس الوزراء إلى أنه سيتم مناقشة مرسوماً بحل البلديات واستبدالها بنيابات (مجالس) خاصة، وأضاف أن المجالس الجديدة ستنتخب، ولكن بموجب قواعد جديدة سينص عليها قانون معدل للمجالس البلدية. وسبق أن انتقد الرئيس سعيّد المجالس البلدية قائلاً إن بعضها يسعى أن يكون دولة داخل دولة، وايضا إن بعضها ليست محايدة.
يذكر أنه في الانتخابات المحلية لعام 2018، أصبح ثلث المجالس البلدية تحت سيطرة حزب النهضة. ولعبت المجالس البلدية المنتخبة دوراً أكبر بعد أن دعا دستور 2014 إلى اللامركزية، وهو دستور تم استبداله بدستور جديد أقر العام الماضي في استفتاء شعبي.
من جانب آخر، يبدأ برلمان تونس الجديد الذي تم انتخابه في ديسمبر/ يناير الماضي، أعماله رسميا يوم الاثنين المقبل، بعد أكثر من عام ونصف من قرار الرئيس قيس سعيد تجميد اختصاصاته. ودعا الرئيس سعيّد، الخميس، كافة النواب المنتخبين إلى حضور الجلسة الافتتاحية بمقرّ البرلمان في باردو. وستخصص هذه الجلسة التي سيرأسها أكبر الأعضاء سنا بمساعدة أصغرهم، لأداء النواب الجدد اليمين الدستورية وكذلك للتصويت على انتخاب رئيس للبرلمان ونائبيه الأول والثاني.
XXXXXXXXXXXXXXXXXXX
البيانات والمقالات المرفقة.
1*) سيدة الجبل
6 آذار 2023
عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جولي دكاش، جورج كلاس، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي انطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، نبيل يزبك ونعمة لبّس وأصدر البيان التالي :
يتواصل إنهيار مؤسسات وادارات الدولة واحدة تلو الأخرى حتى تكاد كلها تخرج عن الخدمة. فلا دوائر النفوس تعمل ولا الدوائر العقارية أيضاً، فضلاً عن توقّف التعليم في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية ما بات يهدّد العام الدراسي بأكمله.
يحصل ذلك قي ظل شلل دستوري لا يقتصر على رئاسة الجمهورية الشاغرة بل يتمدّد إلى الحكومة والمجلس النيابي فضلاً عن القضاء المنقسم على نفسه.
والآن تشارف ولايات المجالس البلدية على نهايتها ولا قدرة للدولة على اجراء انتخابات بلدية ولا يوجد قانون في البرلمان يتيح التمديد للمجالس الحالية، وبالتالي فإنّ البلديات ستؤول إلى القائممقامين في الدولة المنهارة.
أمام هذا الواقع غير المسبوق منذ قيام دولة لبنان في العام 1920 يطرح السؤال عمّن يريد انهيار الدولة لاعادة بنائها وفق مصالحه والأهم وفق موازين القوى الراجحة كفتها إلى حزب الله؟
الأكيد إن حزب الله الذي يعطّل الانتخابات الرئاسية لإيصال مرشحّه الى قصر بعبدا يدفع باتجاه المزيد من انهيار الدولة بكلّ مؤسساتها، لكنّه يكابر على حقيقة أساسية وهي أن لبنان لا يُحكم ولا تبنى دولته على قاعدة حزب حاكم وطائفة ممّيزة.
في المقابل فإنّ القوى المناوئة لحزب الله يغلب عليها التشتّت والتشرذم لأنها لا تجتمع على مشروع واحد هو مشروع الدولة ولا ترفع عنواناً وحيداً وضرورياً لبناء الدولة هو عنوان رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان.
إنّ هذه القوى وبالرغم من كلّ الحراك السياسي الإيجابي الذي تقوم به فهي مطالبة أوّلا وآخراً بمواجهة الاحتلال الإيراني للبنان من خلال التمسّك بالدولة وليس التخلي عنها تارةّ بالمطالبة باللامركزية المالية وتارةً أخرى بالمطالبة بالفيديرالية، وهي كلها عناوين تعكس سياسة الهروب إلى الأمام بينما ينهار سقف الدولة فوق رؤوس الجميع، مسلمين ومسيحيين!
2*) أمل
6 آذار 2023
عقد المكتب السياسي لحركة أمل اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبعد الإجتماع صدر بيان، أكد "أن المسؤولية الوطنية والواجب الأساس والمدخل، هو بإنتخاب رئيس جديد للبلاد"، واعتبر أن "حال الشغور الرئاسي المنعكسة على صورة المشهد السياسي الداخلي تستوجب الإسراع في تلقف مواقف الرئيس نبيه بري الهادفة إلى كسر حالة الجمود وإختراق المتاريس السياسية لإنهاء عصبيات المواقف والتشرذم والمراوحة والانقسامات والتحديات والضغوطات التي تؤثر سلبيا في يوميات اللبنانيين معيشة وإستقرارا".
ودعا المكتب السياسي لحركة "أمل"، "الحكومة، مجددا وتكرارا إلى اتخاذ الإجراءات والخطوات الآيلة إلى الحد من الإنهيار الحاصل، وتفعيل عمل أجهزة الدولة الرقابية لتنفيذ القوانين والقرارات المانعة للتفلت الحاصل على الصعد كلها، وبخاصة وأننا في شهر الصوم، وعلى أبواب شهر رمضان المبارك، والمواطن غير قادر على تأمين قوت يومه وأساسيات عيشه الكريم".
وأكد المكتب السياسي "حقوق القطاعات كافة، وبالأخص التربوية التي تهدد بضياع العام الدراسي والجامعي".
ولفت البيان الى "أن العدو الصهيوني يستمر في إعتداءاته اليومية في فلسطين المحتلة وعلى الحدود اللبنانية، وما حدث بالأمس في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، يستوجب الإنتباه إلى مخططات العدو الصهيوني وآلته العسكرية"، وحيا الجيش على "مواقفه الثابتة ومنعه الإعتداءات والخروق الصهيونية".
3*) نصرالله
6 آذار 2023
تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لمناسبة "يوم الجريح" وتكريما للاسرى والمحررين، في مدرسة الإمام المهدي - شاهد في بيروت، وبالتزامن في مدن بعلبك - الهرمل - بنت جبيل - النبطية ودير قانون النهر. وأكد في خطابه أن "جرحانا منذ البداية حملوا دماءهم على اكفهم وتحملوا أعباء القتال وواجهوا كل المخاطر وكانوا دائما في مواقع القتال والجهاد ويتطلعون الى احدى الحسنيين النصر او الشهادة".
وبارك نصر الله للحاضرين "هذه المناسبات العطرة والجميلة في شهر شعبان الكريم والمبارك شهر رسول الله ، بين ايدينا العديد من المناسبات ومنها المناسبة التي نجتمع من أجلها تكريما لجرحانا وأسرانا المحررين".وقال: "يوم الجريح كما هو معروف اتخذناه يوم ولادة ابي الفضل العباس وهو القائد المخلص المضحي صاحب البصيرة والايثار العظيم العاشق لسيد ومولاه ابي عبدالله الحسين والذي قطعت يمينه فواصل القتال وقطعت يسراه وواصل القتال فهو عنوان ورمز جرحانا".
أضاف : "ويوم الاسير اتخذناه يوم ولادة الامام زين العابدين وهو الشامخ والصلب رغم السبي ومن مرضه وعظمة المصائب التي شهدها وشاهدها في كربلاء، وبقي الموقف الصارخ الجريء البين في وجه الطواغيت وهو عنوان ورمز لأسرانا".
وتوجه إلى الجرحى : "جرحانا منذ البداية حملوا دماءهم على اكفهم وتحملوا اعباء القتال وواجهوا كل المخاطر وكانوا دائما في مواقع القتال والجهاد ويتطلعون الى احدى الحسنيين النصر او الشهادة وشاء الله ان يروا النصر باعينهم شهداء احياء ليواجهوا امتحانا من نوع آخر يتطلب صبرا ويقينا".
وتابع :"أخواني الجرحى والجريحات كل ما تعانونه من تبعات الجراح يكتب لكم جهادا في سبيل الله تعالى".
وأضاف: "اقول للشعب اللبناني ان جراح هؤلاء الجرحى يجب ان يكون رسالة واضحة وحجة ان الانجازات التي تحققت بفعل التضحيات لم تنته تبعاتها وكذلك الاسرى الذين ترك فيهم الاسر امراض وتبعات".
وخص نصرالله بالذكر "زوجات الجرحى وهن مجاهدات وعزيزات ولهن مقام عند الله تعالى". وقال:"اسرانا الذين أسروا في ميادين القتال او اعتقلوا بسبب علاقتهم مع المقاومة قضوا يجب ان نتذكر عذاباتهم حيث تعرضوا لتعذيب وحشي على يد الصهاينة وعملائهم اللحديين وعلينا ان نتذكر الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب في المعتقلات".
أضاف :"العديد من هؤلاء الاسرى عندما خرجوا من المعتقل عادوا على ساحات القتال ومنهم حصلوا على وسام الشهادة ونذكر القائد الشهيد سمير القنطار والشهيد فوزي ايوب".
وقال نصرالله: "يجب ان نستحضر معاناة عائلات الاسرى الذين كانوا ينتظرون عودتهم وعانوا لسنوات طويلة دون اي معلومات او اخبار عنهم وهذه من مظالم الاسرى في السجون، سيما في معتقل الخيام".
وعرض "صدقية المقاومة التي قالت "نحن قوم لا نترك اسرانا في السجون"، وقال :" "هناك مفقودون وأسرى وهؤلاء لم نتخل ولن نتخلى عنهم على الاطلاق".
وقال: "الشعب اللبناني اكثر يدرك من بين شعوب العالم معاناة الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أنّ "كل ما يحصل في كيان العدو هي من مؤشرات النهاية لهذا الكيان".
واردف: "العدو يعتقد ان التهديد للاسرى بإعدامهم سيخيفهم بعدم الاقدام على العمليات ولكن قانون اعدام الاسرى سيزيد من ايمان وشجاعة واقدام الشباب الفلسطيني على العمليات وهذا الاجراء هو اجراء احمق"، مؤكدا أننا "لا نحتاج الى دليل وشاهد جديد على وحشية الصهاينة عندما نتحدث عما جرى في بلدة حوارة وما يعانيه الشعب الفلسطيني في الضفة ولكن للعالم نقول هذه هي حقيقية المستوطنين والصهاينة".
وقال: "هناك محاولات للعدو للتمدد بأمتار خارج الخط الأزرق على حدودنا الجنوبية ورأينا مشاهد الناس العزَّل الذين يقفون بوجه جيش ودبابات الاحتلال دون أي خوف بجرأة وشجاعة".
وتساءل: "هل كان يمكن ان يحصل ذلك لولا وجود معادلة ردع حقيقية في لبنان؟".
وتابع: "العدو الصهيوني عودنا انه يقتل ويقصف ويجرح دون رادع ولكنه اليوم على مسافة قصيرة يواجه مدنيين وجنود الجيش اللبناني ويهددونه بالانسحاب ويشهرون السلاح بوجهه ومع ذلك لا يجرؤ العدو على اطلاق النار وكل ذلك بسبب المعادلة الرادعة وهي "الشعب والجيش والمقاومة"، هذه المعادلة تحمي اليوم حدودنا وارضنا وبحرنا وستحمي أبار النفط لاحقا وهذه المعادلة صنعها شعبنا وجراحنا واسرانا وشهداءنا وهذه القوة الرادعة لم يقف معها احد الا ايران وسوريا".
ولفت الى ان "معادلة الردع في لبنان لم يقف إلى جانبها إلا الجمهورية الإسلامية في إيران وسوريا ولذلك تحارب هاتين الدولتين".
وقال: "خلال حرب تموز لو كان هناك افق لمعركة العدو ولو نجحت المعركة البرية لكان تدفق الى لبنان ما بين 80 الى 100 الف جندي صهيوني الى جنوب لبنان".
واشار الى " اننا قلنا عقب توقيع الترسيم بأننا لن نسمح للعدو باستخراج النفط إذا منع لبنان من ذلك".
وتابع: "نحن في موضوع ترسيم الحدود البحرية والنفط والغاز، هناك ترسيم للحدود البحرية وحق للبنان لاستخراج النفط والغاز وهذا حدود الموضوع بالنسبة لنا"، مضيفا: "نحن لا نبحث عن شيء اسمه رضا اميركي واقول انه في اي موقف نتخذه او عمل نقدم عليه عندما نشعر فيه رضى اميركيا نشكك في صحته. نحن لا نشعر بخيبة امل او ندم وما حصل في موضوع ترسيم الحدود هو انجاز تاريخي ومهم".
وفي ملف الحدود، قال نصرالله: "لن نتخلى عن حبة تراب من أرضنا أو عن نقطة ماء من مياهنا وكل هذا سيكون بسبب معادلة القوة التي نملكها".
وتابع: "اليوم يريدون ان يسلبونا هذه القوة بالاغتيال وتشويه السمعة وتأليب الراي العام العالمي علينا وبالتجويع والدفع نحو الفوضى ونحن لم نستسلم ولن نستسلم ولدينا خياراتنا".
وتوجه إلى أعداء لبنان بالقول: "رهاناتكم خاسرة وخياراتكم فاشلة والشعوب في المنطقة اصبح لديها من القوة والوعي لتعرف نقاط القوة لديها".
وفي الملف الرئاسي قال : "نحن نريد جديا انتخاب رئيس للجمهورية ولا نريد الفراغ وبعد ذلك يعاد تشكيل السلطة لاستقامة الأمور".
أضاف :"نحن ملتزمون بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس في الدورة الاولى والثانية. وأكد اننا "لا نقبل ان يفرض الخارج على لبنان رئيسا، ولا نقبل فيتوات خارجية على اي مرشح ايا كان هذا المرشح سواء ندعمه او نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر".
ولفت إلى أنه "بالنسبة لأصدقائنا، فإيران وسوريا لم يتدخلا ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي"، معلنا أن "قرارنا بإيدينا نختار من نريد ونرشح من نريد ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على اوضاع اقليمية او تسويات في المنطقة بل نعمل ليلا نهارا ليكون انتخاب الرئيس غدا".
وأشار إلى أنه "لا علاقة للملف النووي الايراني بأي شيء آخر في المنطقة ومن ينتظر تسوية ايرانية اميركية سينتظر 100 سنة ومن ينتظر تسوية ايرانية سعودية سينتظر طويلا، وحل موضوع اليمن هو في يد اليمنيين وقيادة انصارالله"، قائلا: "تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق الرئاسي البعد الداخلي كاملا".
وقال نصرالله: "في نقطة تعطيل النصاب، نحن في السابق اتهمنا بتعطيل النصاب، واليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بانه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطل الجلسة".
أضاف: "نقول لهم اليوم هذا حقكم الطبيعي والدستوري وقلنا ذلك سابقا وبالتالي لا مشكلة لدينا بذلك ولكن المفارقة ان ما كان حراما في الماضي صار حلالا الآن بل واجبا".
ولفت إلى أنه "بالنسبة لنا ليس لدينا شيء اسمه مرشح حزب الله، ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه حزب الله"، لافتا الى أن "الرئيس ميشال عون سابقا لم يكن مرشح "حزب الله" بل نحن دعمنا من هو المرشح الطبيعي"، كاشفا أنّه: "بدأنا حوار مع حلفائنا لدعم مرشح للرئاسة ووصلنا الى نتائج".
وكشف نصرالله عن "جلسة انعقدت مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقلت له المواصفات التي يريدها حزب الله في الرئيس وقلناها في الإعلام وهي عدم طعن ظهر المقاومة والشجاعة والتواصل مع جميع الأطراف وغيرها، وقلت له بان هذه المواصفات موجودة في حضرتك ورئيس تيار المردة وبما انك لا تريد الترشح لذلك فإن مرشحنا الذي ندعمه هو النائب سليمان فرنجية، واتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل بأن للبحث صلة".
وتابع : "في آخر لقاء حصل بين وفد قيادي من حزب الله مع وفد من التيار الوطني الحر طرحنا بان نقدم لائحة ومن ضمن هذه اللائحة اسم سليمان فرنجية".
وقال: "نحن عندما نتخلى عن الورقة البيضاء ونكتب اسم مرشح على الورقة فهذا التزام جدي فنحن لا نناور ولا نقطع وقتا ولا نحرق اسماء مرشحينا. والمرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية ونعتبر ان المواصفات الذي نأخذها في الاعتبار موجودة في شخصه هو سليمان فرنجية".
وعن ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" قال نصرالله: "منذ توقيع التفاهم في 6 شباط 2006 نحن حرصاء على هذا التفاهم وما زلنا ولكن هذا التفاهم لم يحولنا الى حزب واحد بل ما زلنا حزبين وليس في التفاهم ما يلزم الاخر بضرورة الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية او رئيس المجلس او رئيس الحكومة".
أضاف : "تحالفنا وتفاهمنا لا يلزمهم بانتخاب رئيس مجلس النواب الذي نريد وكذلك الامر في الملف الرئاسي او الحكومي".
وتابع: "دعمنا ترشيح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية لم يكن بسبب بند موجود في تفاهم مار مخايل وليس من لوازم التفاهم ولذلك اليوم دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية لا يعني التخلي عن التفاهم او الانسحاب منه".
وختم: "خلال الفترة الماضية كان هناك بعض الملاحظات من قبل الطرفين ولكن بعض قيادات التيار هاجموا حزب الله بينما نحن احتفظنا بانتقاداتنا للجلسات الداخلية"، لافتا إلى أنه" أحرص الناس في حزب الله على هذا التفاهم، ونحن حرصاء على هذا التفاهم وعلى الصداقة والعلاقة مع التيار الوطني الحر ولبنان احوج ما يكون لتوسيع العلاقات، فلبنان بحاجة للتهدئة والحوار والتواصل والا علينا التعايش مع الفراغ الرئاسي".
4*) التيار العوني
8 آذار 2023
اعتبر "التيار الوطني الحر" في بيان اثر الاجتماع الدوري لهيئته السياسية برئاسة النائب جبران باسيل، أن "الانتخابات الرئاسية هي أولوية مطلقة دستوريا ووطنيا، مما يوجب بذل كل الجهود اللازمة لانتخاب رئيس يجسد مشروعا انقاذيا اصلاحيا متكاملا على غرار ما ورد في ورقة الأولويات الرئاسية التي طرحها التيار، وان يضمن تنفيذه حكومة اصلاحية تتعاون مع مجلس نيابي ملتزم بإقرار القوانين الاصلاحية اللازمة، وعدا عن ذلك يكون الانتخاب استحقاقا شكليا، ولو لازما، دون ان يشكل وقفا للإنهيار ولا استنهاضا للوطن".
ودعا التيار الى "التعامل مع انتخابات الرئاسة كاستحقاق لبناني سيادي، لا يتعاطى فيه الخارج، غربا او شرقا، الا من خلال مصلحة لبنان ومساعدة اللبنانيين على الاتفاق في ما بينهم، وليس من خلال مصالحه وفرضها عليهم. لذلك حان وقت التحاور والتفاهم في ما بيننا كلبنانيين دون انتظار الخارج، ودون القبول بأن يفرض علينا احد من الخارج او من الداخل قراره، ونحن في التيار، وفي مطلق الأحوال، لن نسير الا بقناعاتنا التي دفعنا، وسوف نبقى ندفع في سبيلها، غاليا".
ورأى أن "عمق الأزمة يكمن في عملية تهديم ممنهج للدولة -زادت حدتها في السنوات الثلاث الأخيرة- ولا يمكن الخروج منها الا بعملية بناء ممنهج للدولة، على اسس الشراكة الميثاقية المتناصفة".
وأشار الى أن "الأزمة في جوهرها ابعد من انتخابات رئيس واختصارها بهذا الشكل هو تسخيف لها، فهي ازمة وجود الدولة القوية، وازمة ضرب متجدد للشراكة الميثاقية والتوازن الوطني".
ولفت الى أن "بناء الدولة يكون بالأفعال من خلال الاجراءات الاصلاحية ومن خلال اقرار القوانين الاصلاحية كتلك التي تقدم بها التيار، وحماية الشراكة الوطنية تكون باحترام ارادة المكونات في دورها التشاركي، وفي تمثيلها الفعلي في المؤسسات الدستورية وفي رئاستها، واقل من ذلك يكون تهديما للوطن والكيان، وهو ما سيقاتل التيار لمنعه".
6*) الاحرار
10 آذار 2023
عقد المجلس السياسي في حزب "الوطنيين الأحرار" اجتماعه الدوري برئاسة النائب كميل دوري شمعون وحضور الأعضاء.
وقال المجتمعون في بيان:"في اليوم العالمي للمرأة وفي عيد المعلم نستذكر دولة القانون والمؤسسسات التي أرسى ركائزها الرئيس الراحل كميل نمر شمعون، بالتعاون مع كوكبة من الرجال السياسيين ذوي الرؤية الصائبة. وقد خصصوا فيها للمرأة والثقافة حيزا كبيرا للولوج إلى عيش كريم . فالمرأة اللبنانية أعطيت حق الاقتراع لأول مرة في انتخابات العام ١٩٥٣، إثر اصدار المرسوم الاشتراعي الرقم ٦ في ١٩٥٢/١١/٤".
وطالبوا "الفاعلين والقابضين على سلطة القرار، بالعمل بجدية ودون كلل لتأمين حقوق الأساتذة ليكملوا مسيرتهم التربوية وليعود المضربون منهم، مكرمون إلى وظائفهم"، واستنكروا "التعرض للمؤسسة العسكرية وقيادة الجيش"، مشددين على "تمسكهم باستقلالية المؤسسات العسكرية والقضائية ووجوب رفع يد السياسيين عنها".
واعلنوا أن "الدولة المشرفة على الانحلال في ظل الأوضاع المتردية لم تعد تحتمل مشاحنات بين مكونات الوطن، والعمل على ايجاد الحلول التي تضمن العيش الكريم للمواطن".
وسألوا عن "مصير الباصات التي قدمتها للبنان الدولتان الصديقتان قطر وفرنسا ولماﺫا لم توضع هذه الهبات حتى الآن في خدمة المواطنين، مع تأمين المحروقات بأسعار مدعومة لقطاع النقل المشترك وسائر السائقين العموميين" .
وختموا:"كفى تلاعبا بمصير االلبنانيين، ونطالب الشرفاء منهم باعلاء الصوت في وجه المتطفلين والمستزلمين والوصوليين".
6*) البطريرك الراعي
12 آذار 2023
تراس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة رئيس اساقفة ابرشية سان دييغو اللاتينية الاميريكية الكاردينال روبرت ماك روي، اسقف ابرشية فينيكس اللاتينية الاميركية جون دولان، النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، المدبر الرسولي لابرشية سيدة لبنان - باريس المطران بيتر كرم، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، الاب العام ايلي ماضي، رئيس مزار سيدة لبنان الاب فادي تابت، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط، وفد من متقاعدي قوى الأمن الداخلي، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري باتريك، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "إنّ إبني هذا كان ميتًا فعاش، وضالًّا فوُجد" ( لو15: 24) قال فيها: "لّما عاد الإبن الضال إلى بيت أبيه، تائبًا عن خطاياه، ومصمّمًا على تغيير مجرى حياته بقوّة نعمة الغفران، صالحه أبوه، وأعاد إليه كرامة البنوّة، وأعلن لأهل البيت أنّ "ابنه كان ميتًا فعاش، وضالًّا فوجد"( لو15: 24). وبدأت وليمة الفرح والمصالحة الشاملة. في هذا الأحد نبلغ منتصف زمن الصوم الكبير. فكلّ هذه الآحاد والأسابيع من الصلاة والصوم والتصدّق والتقشّفات، إنّما تهيّئنا لإستقبال الربّ يسوع ملكًا على قلوبنا وعائلاتنا وأوطاننا، في أحد الشعانين، وللدخول معه في أسبوع الآلام المقّدس، راجين العبور مع قيامة المسيح إلى حياة جديدة. يكلّمنا الربّ يسوع في مَثَل إنجيل اليوم عن: الخطيئة ونتائجها، التوبة وعناصرها، المصالحة وثمارها. وهذا ما سنتأمّل فيه. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتوجيا الإلهيّة، فأرحّب بكم جميعًا، وبخاصّة بنيافة الكردينال Robert McElroy رئيس أساقفة San Diego في الولايات المتّحدة الأميركيّة ومرافقيه الأسقف والكاهن، وسيادة أخينا المطران بيتر كرم المدبّر الرسوليّ لأبرشيّة سيّدة لبنان-باريس المارونيّة. وأوجّه تحيّةً خاصّة إلى أهل عزيزنا المرحوم الأب حارس مطر، إبن الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، الذي ودّعناه بكثير من الأسى والصلاة منذ إثني عشر يومًا مع أشقّائه وشقيقاته وأنسبائه ومع قدس الرئيس العام الأباتي هادي محفوظ والآباء المدبّرين وأبناء الرهبانيّة وأهالي لحفد ومعاد الأعزّاء. كما نحيّي عائلة المرحوم ألبير مسعد: زوجته وأبناءه وابنته وأشقّاءه وشقيقته والأنسباء. وقد ودّعناه معهم بكثير من الأسى وبصلاة الرجاء منذ عشرة أيّام، مع أهالي عشقوت العزيزة ومعارفهم. نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسي المرحومين أخوينا الأب حارس وألبير، ولعزاء عائلاتهم وأبناء الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة".
وتابع: "يطب لي أن أرحّب بالوفد من المتقاعدين في قوى الأمن الداخلي، وهم يطلبون منّا التوسط لدى السلطات المعنيّة لنيل بعض مطالبهم الحيويّة ليعيشوا بكرامة مع عائلاتهم. وهي على سبيل المثال تختصّ بنفقات الطبابة والإستشفاء، والمحروقات، والتعويضات، وشراء السلع، والمساعدات الإجتماعيّة والمدرسيّة وسواها. ونعدهم بمراجعة السلطات المعنيّة. في المثل الإنجيليّ الذي سمعناه، يسوع المسيح، المعلّم الإلهيّ، يكشف لنا كرامة الشخص البشريّ، التي يفقدها الإنسان بخطيئته مبتعدًا عن الله، ويستعيدها بعودته إليه بالتوبة، فيصالحه الله ويلبسه من جديد حلّة البنين. إنّه إنجيل الرحمة الإلهيّة والمصالحة في اتّجاهاتها الأربعة: مع الله، والذات، والإخوة، والخليقة كلّها (البابا يوحنّا بولس الثاني: المصالحة والتوبة، 8). يتناول الربّ يسوع بشكل تنظيمي في هذا المثل الخطيئة والتوبة والمصالحة وثمارها. وهذا جوهر زمن الصوم. الخطيئة هي قطع الإنسان علاقته البنويّة بالله ليعيش خارج نطاق الطاعة، كما فعل الإبن الأصغر. هذا نوع من إنكار الله، والعيش كأنّ الله غير موجود، بل إزالته من الحياة اليوميّة. وهكذا يتضاءل مفهوم أبوّة الله وسلطانه على حياة الإنسان والمجتمع. فتكون نتيجة حالة الخطيئة العيش من دون قاعدة أدبيّة تميّز بين الخير والشرّ. فتنحطّ كرامة الخاطئ غير التائب في عين الله. وقد رمز إلى هذا الإنحطاط وفقدان الكرامة بالفقر بعد الغنى، والعمل المذلّ برعاية الخنازير بدل القصر الوالديّ، وسباقهم على أكل الخرنوب فلم يتيحوا له ذلك. والتوبة هي الرجوع إلى الذات، كما يعبّر عنها الربّ يسوع "برجوع ذاك الإبن إلى نفسه" أي إلى سماع ضميره، صوت الله في أعماق الإنسان. فعاد بالفكر إلى بيت أبيه، بروح الندامة على الإبتعاد عنه، والأسف في النفس إذ قال: "كم من الأجراء في بيت أبي يفضل الخبز عنهم، وأنا هنا أموت لجوعي!" (لو 15: 7). تبدأ التوبة بفحص الضمير، فإدراك الخطيئة، والندامة عليها. ثمّ تأتي مرحلة اتخاذ القرار بالتغيير والخروج من حالة الخطيئة ومسبباتها، وتنفيذ القرار، بالإعتراف وفرض عقاب تكفيري على الذات. هكذا فعل الإبن التائب من صميم قلبه، إذ "نهض ومضى إلى أبيه، وقال: "يا أبتِ خطئت في السماء وأمامك، ولست أهلًا لأن أُدعى لك إبنًا" (لو 15: 20-21). لكنّ أباه سبقه إلى المصالحة، ولم يدعه يتلفّظ بكامل كلمات التكفير (راجع لو 15: 21-22).
أضاف: " المصالحة يبادرنا بها الله عندما يرانا تائبين حقًّا وراجعين إليه. إنّها صورة الآب السماويّ الذي يننظر عودتنا مستعملًا شتّى الوسائل لنرجع إلى نفوسنا. هذا ما عبّر عنه الربّ يسوع بصورة ذاك الأب الذي "وفيما كان ابنه بعيدًا، رآه فتحنّن عليه، وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبّله" (لو 15: 20). وتكلّم عن ثمار المصالحة برموزها:
أ- إعادة كرامة البنوّة: "ضعوا خاتمًا في إصبعه".
ب- إرتداء ثوب النعمة الذي يجدّد ثوب المعموديّة: "أخرجوا الحلّة الفاخرة وألبسوه"
ج- السلوك في طريق جديد بدل القديم: "وألبسوه حذاء في رجليه" (لو 15: 22).
أمّا الثمرة الكبرى فهي وليمة الإفخارستيا للجميع، وليمة الفرح والشكر. إليها يرمز ذبح العجل المسمَّن (لو 15: 23). ما يعني أنّ المشاركة في الإفخارستيا، أي صلاة الشكر، وتناول جسد الربّ، تستوجب أوّلًا المصالحة مع الله والذات والآخرين. وكان لا بدّ من إدخال الإبن الأكبر المغتاظ من أخيه إلى مسيرة المصالحة والفرح. فوجّه إليه أبوه الدعوة وراجيًا إليه الدخول والمشاركة لكي تكتمل فرحة البيت (لو 15: 28). هذه هي صورة الكنيسة المتحلّقة حول المسيح الفادي في صلاة الشكر-الإفخارسيا. والمشاركة في ذبيحة الفداء ووليمة جسده ودمه لحياة العالم. لكن هذه المشاركة تستوجب اصلاً المصالحة. معظم الناس اليوم فقدوا معنى الخطيئة، حتى أنّها أصبحت غير موجودة، بما فيها مخالفة وصايا الله ورسومه وتعليم الإنجيل والكنيسة. وأصبح العالم خاليًا من الخطيئة: فلا القتل خطيئة، ولا السرقة ولا الفساد، ولا الضغينة، ولا البغص، ولا الكبرياء، ولا حبّ النزاع، ولا التعدّي على حقوق الغير، ولا الظلم، ولا الإستبداد، ولا الكبرياء، ولا القهر. ولذلك لا توجد توبة ولا شعور بندامة، ولا صوت ضمير يردع ويدعو إلى الإصلاح. هذا هو مكمن أزماتنا في لبنان سياسيًّا وأخلاقيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا. والسبب هو فقدان معنى الله، والإبتعاد عنه، وجهل شريعته الموحاة في الكتب المقدّسة وتلك المكتوبة في الطبيعة نفسها".
واعتبر ان "الجرم الذي يرتكبه نوّاب الأمّة هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية بسبب الفيتوات على هذا أو ذاك ممن تُطرح أسماؤهم للترشيح. فمن أين حقّ الفيتو؟ ومن أين الحقّ في فرض شخص؟ فإذا شئتم الحوار، فتعالوا بتجرّد واطرحوا حاجات البلاد اليوم داخليًّا وخارجيًّا، وصوّتوا يوميًّا كما يقتضي الدستور فيتمّ انتخاب الرئيس الأحسن والأفضل في الظروف الراهنة. والجرم الذي يرتكبونه هو افقارهم الشعب يومًا بعد يوم، وقتله بتجويعه ومرضه وحرمانه وانتحاره، واذلاله، واقحامه على هجرة الوطن. والجرم الجرم هو تفكيكهم أوصال الدولة ومؤسّساتها الدستوريّة، وإداراتها العامة، وهو إهمال وهدر مداخيل الدولة في الإدارات والمرافئ البحريّة والمطار وأبواب التهريب. طبعًا في ذهنيّة جميع المسؤولين عن هذه الأوضاع، لا يوجد أي شعور بالخطيئة أو إقرار بها أو وخز ضمير!".
ورحب الراعي ب" التقارب بين المملكة العربيّة السعوديّة وجمهوريّة إيران الإسلاميّة، واستعادة العلاقات الديلوماسيّة بينهما بعد انقطاع دام ستّ سنوات، بسبب عدم احترام سيادة كلّ من البلدين، والتدخلات في شؤونها الدخليّة. ألأمر الذي وتّر العلاقات والأجواء الداخليّة والإقليميّة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وبعض بلدان الخليج".
وقال: "إنّنا نبارك هذه الخطوة التي تندرج في خّط المصالحة السياسيّة. وكم نتمنّى ونرجو أن تحصل عندنا في لبنان وصولًا إلى استعادة هويّته الطبيعيّة أي حياده وتحييده عن الصراعات والنزاعات والحروب الخارجيّة، لكي ينصرف إلى الدفاع عن القضايا العربيّة المشتركة، وحقوق الشعوب، والعدالة والسلام، لكي يكون مكان التلاقي وحوار الأديان والحضارات! وهذه دعوته التاريخية. وكم نأمل في زمن الصوم المبارك أن نجمع النوّاب المسيحيّين ورؤساء كتلهم في يوم رياضة روحيّة يكون يوم صيام وصلاة وسماع لكلمة الله وتوبة ومصالحة، إستعدادًا للعبور إلى حياة جديدة مع فصح المسيح".
وختم الراعي: " إنّنا نضع هذه الأمنية في عهدة العناية الإلهيّة، وشفاعة إمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، رافعين المجد والشكر للثالوث القدّوس الآن وإلى الأبد".
7*) المطران عودة
12 آذار 2023
ترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس وتوابعها المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "الأحد الثاني من الصوم الأربعيني المقدس مكرس للقديس غريغوريوس بالاماس، رئيس أساقفة تسالونيكي. فبعدما عيدنا في الأسبوع الأول من الصوم لانتصار الرأي القويم، يعتبر تثبيت القديس غريغوريوس بالاماس لتعاليم الكنيسة المقدسة في القرن الرابع عشر إنتصارا ثانيا لاستقامة الرأي بعد الإنتصار على محاربي الأيقونات. لهذا، خصصت الكنيسة الأحد الثاني من الصوم لتذكاره، إلى جانب تذكار رقاده في الرابع عشر من تشرين الثاني. تمرس القديس غريغوريوس بالصلاة القلبية، أي صلاة الرب يسوع، التي نتعلمها من فم العشار القائل: «يا الله ارحمني أنا الخاطئ». يعلمنا الآباء القديسون شكلا آخر لتلك الصلاة حيث نقول: «ربي يسوع المسيح ارحمني أنا عبدك الخاطئ». بالنسبة إلى القديس غريغوريوس، إن صلى المرء بمنتهى البساطة في قلبه مكررا الصلاة القلبية، فإنه يؤدي العمل الفائق الذي من أجله خلق، لأنه سيجد نفسه أخيرا في دائرة النور الذي أشرق على قمة جبل ثابور يوم التجلي الإلهي. يقول القديس غريغوريوس: «في الاسم القدوس، طاقة إلهية تخترق قلب الإنسان وتغيره متى انبثت في جسده». هذه الصلاة، رغم بساطتها، تحمل تعليما عميقا. فيها نعترف بأن يسوع المسيح هو ربنا، تاليا ننبذ كل ما يمكنه أن يتسلط علينا من أفكار وأهواء وشهوات يولدها المجرب في قلوبنا. نقر بأن الرب يسوع هو ابن الله الوحيد، الذي أتى إلى العالم ليخلص الإنسان من عبودية الخطيئة وموتها، وهو كلمة الله الذي، إذا سرنا على خطاه وهدي تعاليمه، نرث الملكوت السرمدي والحياة الأبدية".
أضاف: "وبما أن الكبرياء كانت سبب سقوط الإنسان قديما، وهي أم الخطايا، نجد هذه الصلاة مؤسسة على التواضع والاعتراف بأننا خطأة وأننا بحاجة إلى رحمة الله. نجاهر بعبوديتنا لله، وما العبودية لله إلا أقصى درجات الحرية، كما يقول الرسول بولس: «فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية» (غل 5: 1). عندما نتضع مقرين بأننا عبيد الرب، نكتسب صفة البنوة التي يمنحها الله لمحبيه، بيسوع المسيح. يقول الرسول بولس: «لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: يا أبا الآب» (رو 8: 15). عندما نصلي الصلاة القلبية، معترفين بحرية بما فيها من تعاليم، ننال النعم الإلهية التي يغدقها الله علينا، ومنها نعمة التبني. يقول الرسول بولس: «أما الآن، إذ أعتقتم من الخطيئة، وصرتم عبيدا لله، فلكم ثمركم للقداسة، والنهاية حياة أبدية» (رو 6: 22). إذا، أن نكون عبيدا لله، يعني أن نكون فعلة في كرمه، عاملين بكلمته حتى نأتي بثمر أفضل، أي أن نقوم بالأعمال المبنية على المحبة".
وتابع: "يقول أحد الآباء المعاصرين: «هذه هي الحال في قلوبنا. في الداخل هناك أعداء متمردون: أفكار سيئة، أهواء، ضعفات، تشويشات، اضطرابات، قلق، وتجاذبات. كل شيء يحدث في القلب. فمن أجل ترتيب حالة القلب هذه وإخضاعه، يجب أن يأتي المسيح الملك مع جنوده ليستلم زمام الأمور، ويطرد الشيطان، ويهدئ كل قلق ناتج عن أهوائنا وضعفاتنا، ويحكم كملك قدير. إستنادا إلى الآباء، هذه الحالة معروفة باسم سكينة القلب، أي أن تسود الصلاة بلا انقطاع وأن تخلق نقاء وقلبا هادئا".
وقال: "الصلاة ليست حكرا على الرهبان أو الكهنة، بل هي حوار قائم بين كل إنسان يسعى إلى البنوة، وبين الآب السماوي. لهذا علمنا الرب يسوع أن نصلي قائلين: «أبانا الذي في السموات...». لا يتعلم الإنسان الصلاة بين ليلة وضحاها، بل هي وليدة خبرة روحية تبدأ منذ الصغر، يشب عليها المصلي، وللأهل دور كبير في غرس بذور الصلاة في قلوب أولادهم، كما كان لوالدة القديس غريغوريوس بالاماس الأثر الأكبر في حياة ولدها. ولا ننسى أن الشيطان لا يطرد إلا بالصلاة والصوم كما يقول الرب لتلاميذه (مر 9: 29)، لهذا فالهدية الأفضل التي يمكن للأهل منحها لأولادهم هي تدريبهم على أصول الحياة الروحية وعلى استخدام الأسلحة النافعة للنفس".
أضاف: "منذ أيام، احتفل العالم بيوم المرأة. كثر منا يعرفون أنهم مهما فعلوا لا يوفون المرأة جزءا مما تعطي. فهي الوالدة وهي المربية وهي الزوجة المحبة والمحتضنة عائلتها وجامعة شملها. من تقود العائلة بمحبة وتفان وتضحية هل يمكن أن تبخل على وطنها بعطاءاتها؟ المؤسف عندنا أن الرجال يقطعون الطريق أمام النساء الرائدات، المتحمسات للعمل في الحقل العام، ومشاركة الرجل المسؤولية، وخدمة الوطن والمجتمع، وقد يكن أنجح من الرجال لأنهن أشد صبرا وأكثر إيجابية وعطاء ويرفضن الظلم والعنف والحرب. في هذه المناسبة، لا يسعنا سوى التفكير بما سيكون الوضع عليه لو يتم انتخاب امرأة لرئاسة الجمهورية. فمنذ نشوء الدولة في لبنان، لم نر إلا رجالا في سدة الرئاسة، كانوا حينا أقوياء قادرين، وأحيانا عاجزين. لم يمر لبنان بخبرة نسائية في مراكز القيادة، وكأن المرأة مهمشة ومقموعة وممنوعة عن إتمام دور قيادي لا شك أنها ستنجح فيه، مما قد يشكل عقدة نقص لبعض الذكور، وسيظهر ضعفهم الذي يسببه جلوسهم على عروشهم التي يعتبرونها أملاكا. المرأة لا تعرف الجلوس والراحة، أكانت أما أو ربة منزل أو موظفة، أو في أي مكان حلت. فلماذا، إذا، لا تسلم المرأة زمام أمور الدولة والبلد، أسوة بكثير من البلدان التي أصبحت رائدة بفضل رئيساتها؟ كذلك احتفل طلابنا بمعلميهم بمناسبة عيد المعلم. فالمعلم الناجح صانع للأجيال الناجحة، ينشئ طلابه على حب المعرفة والحس النقدي، ويلقنهم ما يساعدهم على تنمية قدراتهم واستنباط مهاراتهم. المعلم العظيم ملهم لطلابه. إنه «ناسك انقطع لخدمة العلم كما انقطع الناسك لخدمة الدين» كما يقول أحد الأدباء".
وتابع: "المؤسف أن الوضع الصعب الذي نمر فيه جعل المعلم ينشغل بكيفية توفير العيش الكريم لعائلته عوض الإهتمام برسالته التعليمية. المعلم، كسائر اللبنانيين يعاني، ولا يجد أذنا صاغية عند المسؤولين، فيما نحن اليوم بحاجة إلى معلمين أكثر مما نحن بحاجة إلى سياسيين. المجال التربوي برمته يعاني. فلا الأهل قادرون على تحمل أعباء تعليم أولادهم، ولا المعلم قادر على تأمين حياة أولاده لينصرف إلى مهنته ، ولا المؤسسات التربوية قادرة على تحمل كلفة التعليم، وكلفة التشغيل، والقيام بمساعدة من تجب مساعدتهم كما في السابق، بسبب الإنهيار المالي والإقتصادي والسياسي، وبسبب تأخر انتخاب رئيس ذي رؤية واضحة وبرنامج إصلاحي، يقود البلاد مع حكومته إلى إنقاذ الوضع العام، والوضع التربوي الذي كان علامة لبنان الفارقة. فوطننا، معلم الحرف والحقوق والريادة والإبداع، وقد أبدع أبناؤه في العالم أجمع، أصبح يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة في ظل سياسات فاشلة، وغياب الضمير الذي هو المعلم الداخلي الذي يرشد الإنسان إلى الخير والحق والصواب. فمتى الخلاص؟ متى يشعر المسؤولون بما يعانيه المعلم، والشعب كله؟"
وختم: "نرفع الصلاة من أجل أن ينير الرب حياتنا بنوره غير المخلوق، الذي علمنا عنه القديس غريغوريوس بالاماس. كما نصلي من أجل أن يعرف الجميع أن الله محبة، والمحبة تستوجب التواصل مع المحبوب، ومن لنا غير الله حبيبا وختنا. دعاؤنا أن يحفظ الرب الإله جميع النساء والمعلمين والمعلمات ليتابعوا رسالتهم، وأن يحفظكم جميعا بشفاعات والدة الإله القديسة".